أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 18 أيلول 2012


قائمة سرية لـ «مجرمي الحرب» في سورية

نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – جيهان الحسيني؛ لندن، جنيف، بيروت، انقرة دمشق – «الحياة»، ا ب، رويترز، ا ف ب

أعلن باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة، خلال عرضه أمس تقريراً عن الأوضاع في سورية في مجلس حقوق الانسان في جنيف، اعداد قائمة سرية لـ»مجرمي الحرب» في سورية. وحض مجلس الأمن الدولي على التحرك لمحاكمة المتورطين «جنائيا».

في الوقت نفسه أولت الأمانة العامة للأمم المتحدة أهمية كبيرة لاجتماع «مجموعة الاتصال الرباعية» في القاهرة، لكن مصادر مجلس الأمن اعتبرت أن «تعدد المسارات قد يؤدي الى نتيجة عكسية ما لم ينسجم مع جهود المجتمع الدولي». وقال ديبلوماسيون في المجلس إن الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي «سيعود الى نيويورك السبت على ان يقدم الإثنين المقبل إحاطة الى المجلس عن زيارته سورية والمنطقة وليطرح تصوراً عاماً ليكون أساساً لتحركه وليس خطة عمل».

وتردد أن الإبراهيمي سيزور دولة في المنطقة قبل عودته الى نيويورك، رجحت مصادر أنها قد تكون المملكة العربية السعودية لكنها بالتأكيد ليست إيران، بعدما التقى مع وزراء خارجية تركيا أحمد داود اوغلو ومصر محمد كامل عمرو وايران اكبر صالحي في القاهرة خلال اجتماع للمجموعة غابت عنه السعودية لـ»ارتباطات طارئة».

وقال ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن إن الإبراهيمي «سيعود الى نيويورك السبت بتصور عام وليس بخطة، وسيضع مجلس الأمن في ضوء مشاوراته في سورية والمنطقة».

وأضاف أن «الجميع يتوقع أن لا تطرح خطة فعلية لحل الأزمة السورية قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لكن لا شيء يمنع من تحضير الأرضية للمرحلة التالية الآن من خلال البحث في تصورات عامة».

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط روبرت سيري إن الإبراهيمي سيوجز لمجلس الأمن حصيلة زيارته للمنطقة مشدداً على أن «هدف الأمم المتحدة الأول هو وقف سفك الدماء والتوصل الى عملية انتقالية سلمية بما يلبي تطلعات الشعب السوري».

وجدد سيري، خلال إحاطة الى مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، من «الاستمرار في عسكرة الأزمة السورية والتمادي في استخدام السلاح الثقيل والطائرات والدبابات في المراكز المدنية»، مشيراً الى أن آب (أغسطس) شهد «أعلى حصيلة ضحايا في سورية منذ اندلاع الأزمة». وحذر من انتقال التوتر والعنف من سورية الى الدول المجاورة، مشيراً الى أن «القوات المسلحة السورية قامت بتحركات في المنطقة الفاصلة في الجولان ما شكل خرقاً للاتفاقات» الموقعة، فيما «بدأت إسرائيل بناء سياج فاصل» فيها.

وأشار الى أن التوتر على الحدود الشمالية للبنان لا يزال قائماً مشدداً على ضرورة وقف الجيش السوري قصف الأراضي اللبنانية. وجدد دعوة المجتمع الدولي لدعم الجيش اللبناني في مواجهة تداعيات الأزمة السورية .

وكان باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة، أعلن خلال عرضه تقريراً عن الأوضاع في سورية في جنيف أمس، قال أن انتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد شهدت اخيراً زيادة «في العدد والوتيرة والحدة». وحض مجلس الأمن الدولي على التحرك لمحاكمة المتورطين «جنائيا».

وقال محققو الأمم المتحدة إنهم وضعوا «قائمة سرية جديدة» باسماء مسؤولين سوريين ووحدات عسكرية يُشتبه في ارتكابهم «جرائم حرب». وأشاروا الى إنهم حصلوا على «مجموعة من الأدلة القوية والاستثنائية» تتناول جرائم في سورية ارتكبتها القوات الحكومية، وبشكل اقل المعارضة المسلحة.

ولم يذكر ما اذا كانت أسماء مقاتلين معارضين واردة في القائمة الجديدة التي تعد تحديثاً لقائمة سابقة قدمها فريقه الى نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في شباط (فبراير).

وتفادى التقرير الحديث عن المحكمة الجنائية الدولية التي لا يمكن اللجوء اليها الا عبر مجلس الامن، وهو ما فسره مصدر ديبلوماسي غربي في جنيف بغياب التوافق حول هذا الامر.

وكان سفير خادم الحرمين الشريفين ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالوهاب عطار، قال خلال الحوار التفاعلي مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سورية، «أن وفد المملكة إلى اجتماعات المجلس اطلع بكل اهتمام على تقرير البعثة الدولية بكل ما تضمنه من معلومات وحقائق مهمة حول الجرائم البشعة والوضع المتدهور لحالة حقوق الإنسان في سورية، إضافة إلى النتائج التي توصلت إليها اللجنة الدولية. وقال السفير أمام المجلس «إن المملكة تدين بشدة أعمال العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها القوات الحكومية السورية والميليشيات التابعة لها».

وفي القاهرة، شدد الرئيس المصري محمد مرسي ووزير خارجية تركيا خلال محادثاتهما أمس على ضرورة الإسراع في حلِّ الأزمة السورية، فيما بحث وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران خلال اجتماعهم في القاهرة في سبل «عدم تمدد الصراع السوري إلى دول الجوار».

وكان وزراء خارجية الدول الثلاث عقدوا أول اجتماع وزاري لمجموعة الاتصال التي تضم ايضاً السعودية التي غابت عن الاجتماع بسبب «ارتباطات طارئة»، حسبما أعلن نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية نزيه النجاري الذي أوضح أن مصر ستحيط السعودية علماً بما جرى بحثه.

وقال النجاري إن الاجتماع استهدف «مواجهة تدهور الأوضاع في سورية ووضع حدٍّ لمعاناة الشعب السوري». وأوضح أن الوزراء ركزوا على «عدم امتداد الصراع إلى دول الجوار، والخروج بتوافق بين مواقف هذه الدول حول عدد من العناصر أهمها الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة الأخضر الإبراهيمي».

وشارك الإبراهيمي، بعدما التقى الامين العام للجامعة نبيل العربي، في جانب من اجتماع الوزراء واطلعهم على نتائج زيارته الأخيرة الى دمشق ولقاءاته هناك. كما أطلع الإبراهيمي الرئيس المصري على نتائج الزيارة هاتفياً.

وسيغادر الإبراهيمي القاهرة اليوم لاستكمال المشاورات حول مهمته. في حين سيلتقي العربي مع صالحي لمناقشة المستجدات السورية.

وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحافي، عقب لقائه مرسي، إنه أجرى مشاورات مع الرئيس المصري حول عمل اللجنة الرباعية وكان هناك تطابق في وجهات النظر بين مصر وتركيا حول سبل حل الأزمة وضرورة وقف نزيف الدماء في سورية والتوصل الى حل سلمي.

وأوضح داود أوغلو أنه «ربما يُعقد لقاء جديد للجنة الرباعية لاحقاً»، مرحباً بمشاركة أي دولة من دول المنطقة في جهود حلِّ الأزمة.

وعن مشاركة إيران في حل الازمة على رغم أن البعض يعتبرها طرفاً قال داود أوغلو أن «العلاقات بين سورية وإيران قوية، لذلك نريد استثمار عمق العلاقات بين البلدين في الحلِّ والاتفاق على حلول مشتركة، ويجب أن يحصل الشعب السوري على حقه في تقرير مصيره».

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس أكد خلال اللقاء مع وزير الخارجية التركي «أن الأزمة السورية لم تعد مجرد أزمة سياسية تهدد دول المنطقة، إنما تحولت إلى أزمة إنسانية بسبب وجود أكثر من مليوني مشرد و500 ألف لاجئ سوري على الحدود السورية مع تركيا والاردن».

وفي طهران نفت وزارة الخارجية أمس ارسال عناصر من «الحرس الثوري» الايراني الى سورية، مؤكدة ان تصريحات قائد «الحرس» اخرجتها وسائل الاعلام من سياقها.

مجلس حقوق الإنسان يوسع قائمة السوريين المشتبه بارتكابهم «جرائم حرب»

جنيف، باريس، برلين، بكين – أ ف ب، رويترز

أعلن باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة خلال عرضه تقرير حول الأوضاع في سورية في مجلس حقوق الانسان في جنيف أمس أن انتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد شهدت أخيراً زيادة «في العدد والوتيرة والحدة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لمحاكمة المتورطين «جنائياً».

وقال محققو الأمم المتحدة أمس إنهم وضعوا «قائمة سرية جديدة» بأسماء سوريين ووحدات عسكرية يشتبه في ارتكابهم «جرائم حرب». وأضاف المحققون المستقلون بقيادة بينيرو إنهم جمعوا «مجموعة من الأدلة القوية والاستثنائية» حول جرائم في سورية ارتكبتها القوات الحكومية، وبشكل اقل المعارضة المسلحة.

وأكد التقرير انه تم اعداد لائحة سرية بأسماء مسؤولين في خطوة اولى نحو ملاحقات دولية محتملة. واشار بينيرو الى ان هذه اللائحة ستسلم الى المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان بانتظار ايجاد آلية تمكن العدالة الدولية من الاقتصاص من المسؤولين عن ارتكاب جرائم. وقال بينيرو: «ارتأت اللجنة عدم نشر الاسماء لان المستوى المعتمد للادلة في لجان التحقيق ادنى مما هو في المحكمة» وللحؤول دون «خطر انتهاك الحق في افتراض البراءة».

ولم يذكر ما اذا كانت أسماء مقاتلين معارضين واردة في القائمة الجديدة التي تعد تحديثاً لقائمة سابقة قدمها فريقه الى نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في شباط (فبراير).

وقال الخبير البرازيلي امام مجلس حقوق الانسان: «أوصينا بنقل تقريرنا الى مجلس الامن… بطريقة تسمح له باتخاذ الاجراءات المناسبة نظراً لخطورة الانتهاكات والتجاوزات والجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية والشبيحة ومجموعات معادية للحكومة».

وتفادى بينيرو في تقريره الحديث عن المحكمة الجنائية الدولية التي لا يمكن اللجوء اليها الا عبر مجلس الامن، وهو ما فسره مصدر ديبلوماسي غربي في جنيف بغياب التوافق حول هذا الامر.

وعرض بينيرو أحدث تقرير لفريقه والذي أصدره الشهر الماضي قائلاً إن قوات الحكومة السورية وميليشيات متحالفة معها ارتكبت «جرائم حرب» منها قتل وتعذيب المدنيين في سياسة موجهة من الدولة في ما يبدو.

وتقول الامم المتحدة إن أكثر من 20 ألفاً قتلوا في الانتفاضة السورية المندلعة منذ 18 شهراً ونزح 1.2 مليون بسبب الصراع كما فر أكثر من 250 ألفاً الى الخارج.

وقال بينيرو إن امدادات الطعام والماء والدواء شحت في المناطق التي تقصفها القوات الحكومية جواً وبراً وتحاصرها، مضيفاً ان المحققين تلقوا «تقارير عدة…عن مدنيين يعيشون بالكاد على ما يبقيهم على قيد الحياة».

ومضى الخبير البرازيلي يقول إن هناك «وجوداً متزايداً ومقلقاً» لإسلاميين متشددين في سورية بعضهم انضم إلى المعارضة في حين يعمل آخرون بشكل مستقل. وأضاف أن وجودهم يؤدي الى اضفاء طابع متشدد على مقاتلي المعارضة الذين ارتكبوا أيضا جرائم.

وقام فريقه بأكثر من 1100 مقابلة مع ضحايا ولاجئين ومنشقين عن الجيش السوري على مدى عام. وقال: «لم نجر لقاءات مع جنود جرحى أو أسر قتلى من عناصر الحكومة لأن الحكومة السورية لم تسمح لنا بدخول سورية».

ودعت المندوبة الاميركية في مجلس حقوق الانسان ايلين تشامبرلين دوناهو إلى ان يستمر المحققون في عملهم. وقالت تشامبرلين دوناهو أمام المجلس: «هذه الجرائم تشير الى سياسة متعمدة من قبل الدولة». وحثت السفيرة الاميركية لجنة التحقيق على متابعة «الجهد التوثيقي» الذي تبذله.

كما ندد السفير الفرنسي نيكولا نيمتشينو بـ «جرائم تشير إلى سياسة تنتهجها الدولة ضد شعب بأسره». وتابع السفير الفرنسي: «علينا ان نجد معاً الشروط لإحالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية. الجرائم المرتكبة هائلة».

واضاف ان «لجنة التحقيق القت بوضوح المسؤولية على النظام في مجزرة الحولة التي قضى فيها نساء واطفال».

وحول هذه النقطة اعتبرت ممثلة روسيا ماريا خودينسكايا غولينيسكفا ان استنتاجات لجنة التحقيق بشأن الحولة كانت ستختلف لو تمكن المحققون من الدخول الى سورية. وقالت إن مقاتلي المعارضة يرتكبون «اعمالا ارهابية» منها الاعدام وان الجهاديين أصبحوا أكثر نشاطاً نتيجة «للدعم من الخارج».

وتابعت في جنيف: «هناك مرتزقة جهاديون يحاربون في صفوف المعارضة. من هم في نظر بعض الدول يحملون الديمقراطية الى المنطقة يرتكبون في واقع الامر جرائم قتل جماعية… انهم يفتحون النار عمداً على السكان المسالمين الذين يؤيدون الحكومة… ويستخدمون الرهائن كمفجرين انتحاريين والاطفال كجنود».

فيما وصف المبعوث التركي اوجوز دميرالب الصراع في سورية بأنه «خطر حقيقي على الامن الدولي». وقال: «نريد ان نوجه رسالة لمن ارتكبوا عمداً جرائم في سورية وأيضا لمن أمر وخطط وحرض وساعد هذه الجرائم… انهم سيحاسبون».

وذكر السفير السويسري لدى الامم المتحدة في جنيف دانتي مارتيلي بأن العديد من الدول كانت تبحث توجيه رسالة الى مجلس الامن. واشار الى «وجوب فتح تحقيق في كل مزاعم الانتهاكات بغية ملاحقة المسؤولين عنها». وتابع السفير السويسري ان بلاده «وبدعم من مجموعة دول، تسعى الى توجيه رسالة الى مجلس الامن لمطالبته بتحويل الوضع في سورية الى المحكمة».

واضاف ان سويسرا «تدعو كل الدول الموقعة وغير الموقعة لاتفاق روما (انشاء المحكمة الجنائية الدولية) الى دعم هذه المبادرة».

من ناحيته، اتهم السفير السوري فيصل خباز حموي قوى غربية وعربية بارسال اموال واسلحة لدعم مقاتلين وصفهم بأنهم «جهاديون». وحذر من ان هذه الخطة ستجيء بنتائج عكسية.

وقال إن «المرتزقة» قنبلة موقوتة ستنفجر لاحقاً في البلاد وفي الدول التي تؤيدهم بعد ان يفرغوا من «مهمتهم الارهابية» في سورية.

وأضاف أن من ضمن الحقائق التي قال إنها لا تظهر في التقرير أن أطرافاً دولية عديدة تعمل على تصعيد الازمة في سورية من خلال تحريض وسائل اعلامها ومن خلال تدريب المرتزقة وعناصر القاعدة وتمويلهم وارسالهم الى سورية «للجهاد».

ووصف الحموي التقرير بأنه «غير دقيق»، موجهاً الاتهام الى كل من يدعم حمام الدم للشعب السوري. واكد الحموي ان 17 دولة تقوم بارسال «ارهابيين جهاديين» بهدف تفكيك الشرق الاوسط الى «امارات اسلامية». واعدت لجنة التحقيق عدة تقارير منذ اكثر من عام الا انها لم تحصل على ضوء اخضر من دمشق لدخول سورية.

وتسعى دول غريية إلى إدانة أخرى لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ولتمديد تفويض اللجنة بالتحقيق والذي ينتهي هذا الشهر. وقالت ماريانجيلا زابيا سفيرة الاتحاد الأوروبي في الجلسة التي حضرها المبعوث السوري: «على المجتمع الدولي أن يضمن عدم انتشار مبدأ الإفلات من العقاب».

وتنتهي ولاية لجنة التحقيق مع انتهاء الدورة الحالية لمجلس حقوق الانسان (28 ايلول – سبتمبر). وطلبت عدة دول تمديد ولاية اللجنة وتوسيعها. ومن المتوقع التصويت على قرار بهذا الشان في الايام الاخيرة من هذه الدورة.

باريس تتحدث عن «أدلة دامغة» ضد دمشق وبكين ترى أن الحل «يجب أن يأتي من الشعب»

 أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سورية يتضمن «أدلة دامغة ضد نظام دمشق» الذي ارتكب «جرائم غير مسبوقة».

وقال لاليو إن التقرير «يتضمن أدلة دامغة ضد نظام دمشق» و «يجمع عناصر كافية… لإثبات ارتكاب النظام السوري وميليشياته جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب على نطاق واسع».

وندد الناطق بارتكاب «جرائم غير مسبوقة ومنهجية تندرج في سياق سياسة دولة»، مؤكداً أنه «لن يكون هناك إفلات من العقاب». وكرر أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل «مسؤولية هذه المجازر». وتابع أن «المجموعات المسلحة المعارضة يجب أن تمتنع هي أيضاً عن ارتكاب جرائم حرب غير مقبولة من جانبها أيضاً»، موضحاً أن «فرنسا تدعو جميع أطراف الأزمة السورية إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني فوراً» وهي «تدرس سبل إحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية».

وفي برلين، أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «أسفها البالغ» لعدم مشاركة كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن للإدانة السياسية من جانب أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية لسورية. وزادت في مؤتمر صحافي أمس «أذكر ذلك دائماً في المحادثات مع القيادة الصينية والرئيس الروسي. الوضع الإنساني مأسوي.. لسوء الحظ لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف وأتمنى أن يحقق المبعوث الدولي (الأخضر الإبراهيمي) نجاحاً أكبر من سلفه».

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي إن الحل السياسي للأزمة السورية يجب أن يحدث بقيادة الشعب السوري، مكرراً رفض بكين أي تدخل خارجي.

وقالت الخارجية الصينية في بيان على موقعها على الإنترنت إن يانغ أدلى بهذه التصريحات خلال لقاء مع ممثل هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي السورية.

أبو عبدو نحات شواهد القبور في حلب لم يعد لديه شيء بعد دفن زوجته وأطفاله

حلب – أ ف ب

تتكدس جثث الموتى في حلب لكن بالنسبة لأبو عبدو الذي ينحت شواهد القبور بالقرب من مقبرة شيخ سعود، لم تمر عليه أوقات أقسى من تلك التي يعيشها الآن.

كومة الركام على مدخل حي باب الحديد حيث يقع متجره قرب المدينة القديمة هي كل ما تبقى من منزله الذي دمره الطيران السوري في تموز (يوليو) في أول أيام المعارك في المدينة الكبرى شمال البلاد.

وقال الرجل الممتلئ القامة ذو الشارب الأسود على رغم أعوامه الـ 57 «كنت في المسجد، وزوجتي وأولادي الأربعة في المنزل. لقد قتلوا». وتابع «لم يعد لدي شيء إلا مشغلي. أقيم لدى أخي في مكان قريب وأمضي أيامي هنا، انتظر».

ونظراً لقلة الطلبيات اضطر إلى تسريح النحات العامل لديه. يبقى جالساً على الرصيف متظللاً الأشجار الوارفة ويطعم عصافيره في ثلاثة أقفاص ويتناول الشاي أو القهوة مع الجيران. في جيب دشداشته القاتمة أخفى علبة دواء الضغط.

وقال «لم نعد نحصي أعمال الدفن لكن سكان حلب لم يعودوا قادرين على تسديد تكاليف الجنازة». وأضاف «الخيار بين إطعام الأطفال أو شراء شاهدة. والخيار سهل. لم أبع شيئاً منذ بدء الحرب هنا، في أول أيام رمضان».

خلفه على جدران مشغله المستطيل صف حوالى 60 شاهدة بيضاء، بعضها جاهز ويحمل آيات قرآنية منقوشة عليه، ولا يحتاج إلا تاريخي الولادة والوفاة. وكان أبو عبدو يبيع الشواهد المستخرجة من مقلع على بعد 40 كلم مقابل ثلاثة آلاف ليرة سورية (45 دولاراً).

وتابع «في كل الأحوال بات خطيراً التجمع في جنازة يمكن استهدافها». وأوضح «يتم دفن القتلى بسرعة بعد ساعات على وفاتهم. أحياناً ليلاً أو فجراً. لا مراسم عزاء ولا شيء. حفرة في تربة المقبرة. ربما تضع العائلات شاهدة لاحقاً … بعد الحرب».

على الحائط خلفه كتب «هذا من فضل ربي». وفي البعيد توالت أصوات الأسلحة النارية أو انفجارات المدفعية، فالجبهة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر لا تبعد اكثر من ثلاثة كيلومترات.

أبو عبدو الذي بدأ الحديث كاشفاً عن هويته ثم بدل رأيه، طالباً استخدام كنيته فحسب، اكد انه «عندما تحتد الأمور، اغلق الستارة وأبقى هنا بانتظار عودة الهدوء. ثم أعود إلى منزل أخي».

قبل ستة أيام سقطت قذيفة على المقبرة وأخرى على المدرسة المجاورة ما حطم واجهات المتاجر النادرة المفتوحة في الجوار. على الدوار المجاور يزيد السائقون من السرعة خشية تعرضهم لرصاص القناصة.

وعلى غرار جميع سكان حلب، يعيش أبو عبدو على ما وفره من أموال.

وقال «أملك ثمانين ألف ليرة سورية (حوالى 1200 دولار). لا اشتري إلا الحاجات الماسة. لاحقاً سنرى. كانت لدي حياة سعيدة سابقاً … فقدت كل شيء. زوجتي، أولادي، منزلي. أنا هنا، بين يدي الله».

الرباعية ناقشت في غياب السعودية

“أفكاراً ومبادئ” حول الأزمة السورية

    “النهار”، و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

ناقش وزراء الخارجية المصري محمد كامل عمرو والتركي أحمد داود أوغلو والايراني علي أكبر صالحي “مبادئ وأفكارا” توصلا الى تسوية للأزمة السورية. وغابت السعودية عن الاجتماع الذي يدخل في اطار مجموعة الاتصال الرباعية التي كان الرئيس المصري محمد مرسي قد اقترح تأليفها من أجل إيجاد حل لهذه الازمة.

وفي ختام الاجتماع، صرح كامل عمرو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه التركي والايراني: “ناقشنا مبادئ وأفكارا بصورة عامة من شأنها التوصل الى حل للوضع المأسوي في سوريا، وتم الاتفاق على استمرار المشاورات”. وأضاف أنه تقرر عقد الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال في نيويورك على هامش اعمال الدورة العادية الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأشار الى ان السعودية غابت عن الاجتماع بسبب “ارتباطات سابقة”.

وأفاد ان الوزراء الثلاثة التقوا الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأوضح ان الابرهيمي قدم عرضا لنتائج الزيارة التي قام بها لسوريا الاسبوع الماضي.

ورأى داود أوغلو ان الحل في سوريا يجب ان يكون اقليميا، مشيرا الى ان انعقاد الاجتماع في مصر يوجه رسالة الى الشعب السوري مفادها أن مصر تتمتع اليوم بحكومة منتخبة وأن الحل في سوريا يجب ان يؤمن الوصول الى الحال التي تعيشها مصر اليوم.

أما صالحي فكرر أن الحل في سوريا يجب ان يكون سوريا ً– سورياً وألا يفرض من الخارج. وذكّر بأن الحكومة الايرانية طالبت النظام السوري منذ بدء الازمة باجراء اصلاحات تلبي تطلعات الشعب، وأنها لا تزال تطالب بذلك.

الابرهيمي

وفي وقت سابق اطلع الابرهيمي العربي على نتائج زيارته لسوريا ولقاءاته المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك قوى المعارضة التي التقاها في دمشق. وقال بعد اللقاء: “كوّنا صورة عن الوضع في سوريا في الوقت الحاضر وتأكد لنا ان الوضع في منتهى الخطورة وأنه يتفاقم ولا يتحسن”.

 ويبدأ الابرهيمي اليوم رحلة تشمل تركيا والأردن لتفقد أحوال اللاجئين السوريين في البلدين، على أن يصل قبل نهاية الأسبوع الى نيويورك، حيث يعقد سلسلة لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وسيطلع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون على نتائج زيارته لسوريا ومصر وتركيا والأردن. وبعد ذلك سيزور دولتي الجوار الأخريين، أي لبنان والعراق، فضلاً عن الدول المؤثرة في سوريا، ومنها ايران والسعودية وغيرهما.

وأبلغ مصدر دولي في نيويورك “النهار” ان الممثل الخاص المشترك “لم يسمع أي جديد” من الاسد خلال اجتماعهما السبت الماضي في دمشق.

ولاحظ المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الابرهيمي “لا يزال في طور تكوين تصور شامل لمهمته”، ان الرئيس السوري “يريد فصل الحوار السياسي الذي دعا اليه عن القتال الجاري على الارض، وكأن لا علاقة بين هذين الامرين”، متسائلا عن “مغزى السعي الى هذا الفصل بين المسارين السياسي والعسكري”.

وعما نقل عن “استياء” الابرهيمي من نتيجة زيارته لدمشق قال إن الديبلوماسي المتمرس “ليس مستاء من نتائج الزيارة وليس مرتاحا اليها”، علما انه “أجرى محادثات جدية وصريحة وشاملة مع القيادة السورية. وتحدث مع المعارضة ايضا. لذلك كان في حال استماع ريثما يستجمع في ذهنه صورة شاملة عن الوضع”.

«هيومن رايتس ووتش»: المعارضة تعذب وتقتل محتجزين لديها

قصـف واشـتبـاكـات في أحيـاء دمشـق وحـلب

تواصلت أمس، المواجهات المسلحة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية، لا سيما في مدينة حلب، بعد سقوط 148 قتيلا أمس الاول، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 101 مدني و29 جنديا نظاميا و18 مقاتلا معارضا. كما شهدت أحياء عديدة من دمشق اشتباكات وحملات قصف مكثفة تستمر منذ أيام.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الانسان ان معارضين سوريين ارتكبوا جرائم حرب شملت تعذيب وقتل محتجزين. ودعت الدول التي تدعم مقاتلي المعارضة الى الضغط عليهم لاحترام قوانين حقوق الانسان. وقالت المنظمة التي يقع مقرها في نيويورك انها وثقت أكثر من 12 حالة قام فيها مقاتلو المعارضة بقتل خصومهم الذين اسروهم بينما قال ستة محتجزين على الاقل ممن اجرت «هيومن رايتس ووتش» مقابلات معهم انهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة.

وفي حلب حيث ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القوات النظامية تمكنت من السيطرة على حي الميدان، لكن سكانا في المدينة افادوا بأن مقاتلي المعارضة تمكنوا من التسلل مجددا الى الحي الذي ما زال يشهد اشتباكات. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات ما زالت مستمرة في الميدان ومناطق عدة في حلب. وهذه الادعاءات (السيطرة على الميدان) ليست سوى جزء من الحرب الاعلامية».

واشار «المرصد» الى وقوع اشتباكات بعد منتصف ليل الاحد الاثنين بين الطرفين «حول مبنيي المخابرات الجوية والبحوث العلمية في منطقة حلب الجديدة»، مشيرا الى تصاعد النيران من مبنى البحوث «مترافقة مع تحليق طيران كثيف فوق المنطقة».

واضطرت شركة مصر للطيران لإلغاء رحلتها إلى حلب، بعد صعود الركاب للطائرة وقبل إقلاعها بلحظات بعد ورود أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة حول المطار هناك بين الجيش السوري و«الجيش الحر».

وأوضح المسؤولون في الشركة أنه تم إلغاء الرحلة حفاظا على الركاب والطائرة. وتم إنزال الركاب واستضافتهم بأحد الفنادق القريبة من المطار، بينما صرح مسؤول في الشركة بأن رحلات مصر للطيران إلى سوريا مستمرة، موضحا أن إلغاء بعض الرحلات يأتي وفقا للوضع الأمني هناك.

وفي دمشق، اشار ناشطون الى ان احياء القدم والعسالي والحجر الاسود تتعرض للقصف. وذكرت «سانا» أن وحدات الجيش التظامي دخلت حي الحجر الأسود من ثلاثة مواقع، وأنها تمكنت من قتل واعتقال عدد كبير من المسلحين، «كما تمكنت من تدمير عدد من سيارات الدفع الرباعي التي كانت تقلهم في تحركاتهم وجميعها مجهزة برشاشات».

واشار المرصد الى العثور على 28 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في سوريا منها 16 جثة لاشخاص اعدموا ميدانيا في حي القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفرسوسة في دمشق ايضا. وبحسب المرصد، تخطى عدد ضحايا العنف المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا، 27 الف قتيل غالبيتهم من المدنيين.

(أ ف ب، رويترز)

وزراء «الرباعية» يجتمعون بغياب السعودية: تفاهم حذر حول سوريا .. بانتظار بلورته في نيويورك

انعقد في القاهرة أمس، اجتماع «اللجنة الرباعية» حول سوريا على مستوى وزراء الخارجية. لكن الاجتماع الذي بدا بحسب التسريبات معدّاً للخروج بتوافق نحو الوقف الفوري لأعمال العنف، ورفض التدخل العسكري الخارجي، وتلبية «طموحات» الشعب السوري، افتقد تمثيل أحد ضلوع «الرباعية»، السعودية التي لم ترسل بديلاً عن وزير خارجيتها سعود الفيصل ذي الحالة الصحية المتردية، وتقرر في ختامه التعبير عن تفاهم متواضع وحذر، والاعلان عن من مشاورات اضافية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي.

أما تركيا التي سيقصدها المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي اليوم، فاعتبرت أنه من الضروري تغيير طبيعة بعثة هذا الأخير، بشكل مختلف عن سلفه كوفي أنان، كي لا يسمح ذلك للرئيس السوري بشار الأسد «بكسب الوقت». كما استضافت أنقرة أمس، رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، للتباحث في ملفات أبرزها الملف السوري.

من جانبها، تمسكت روسيا بمطالبتها مجلس الأمن بإصدار قرار على أساس اتفاق جنيف في حزيران الماضي، ورفضها أي قرار بالعقوبات على سوريا. كما كان ملفتاً اعتبارها أن الأزمة في سوريا تتحول إلى «نزاع بين الحضارات».

وقتل 64 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، هم 36 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و13 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حلب شملت الاشتباكات احياء العامرية والعرقوب وهنانو والزهراء والسكري.

واجتمع في القاهرة أمس، وزراء خارجية مصر محمد كامل عمرو، وتركيا أحمد داود اوغلو، وايران علي أكبر صالحي.

وقال وزير الخارجية المصري إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».

أما الوزير التركي فقال «ما زلنا نسعى لمبادرة دبلوماسية اخرى. قررنا أن نجتمع للتشاور ومحاولة التوصل إلى وجهة نظر مشتركة لمستقبل منطقتنا والمقصود مستقبل سوريا. اليوم اتفقنا على بعض المبادئ، ولكن كما هو متوقع ثمة بعض الاختلافات في وجهات النظر». وأضاف «هدفنا النهائي هو ان تكون سوريا قوية… أما آليات تنفيذ هذه الأهداف فسنناقشها لاحقاً، إذ لا يمكن أن تكون هناك خطة متكاملة منذ اللقاء الأول». وتابع «سنجري محادثات إضافية في نيويورك وسنحاول ان نسلك كل السبل الدبلوماسية لمساعدة أخواننا السوريين».

بدوره، قال الوزير الإيراني إن «ثمة حاجة لمشاورات أكثر». وأضاف «لقد أكدنا على أهمية الاستمرار في التشاور وسنلتقي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وسنستمر في هذا التشاور بالتنسيق مع الأخضر الابراهيمي»، مشدداً على أنه «يجب أن نكون جبهة واحدة وأن نسير في اتجاه واحد لإيجاد الحل».

وقال وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحافي مشترك وسريع عقده مع نظيريه التركي والإيراني، إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».

ووفقا للموقف المعلن من وزارة الخارجية المصرية قبل الاجتماع فان مصر ستركز خلال المرحلة المقبلة على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت، أهمها «الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة الابراهيمي».

كما أن المجموعة «منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وتسعى للتنسيق ودعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة، ودعم المبادرة المصرية والتأكيد على أهمية العمل على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع».

وقد اختارت السعودية، التي هي في الأساس العضو الرابع لـ«الرباعية»، عدم المشاركة في اجتماع أمس. وقال مسؤول مصري إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لن يشارك لأسباب صحية، لكنه لم يوضح لماذا لم يتم إرسال أي بديل عنه. كما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، إن السعودية التي شاركت في الاجتماع التحضيري على مستوى كبار المسؤولين الأسبوع الماضي، ستنضم إلى الاجتماعات المقبلة للجنة.

وكشف مصدر ديبلوماسي عربي مطلع أن اجتماع اللجنة الرباعية، يأتي لدراسة آليات جديدة للتحرك في مواجهة «تصلب» موقف الرئيس السوري بشار الأسد و«عدم تزحزحه عن موقفه» خلال محادثاته مع الإبراهيمي. وقال المصدر في تصريح خاص لـوكالة «الأناضول» التركية إن الاجتماع الذي ضم الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «يبحث تصلب الأسد في ضوء مباحثات الإبراهيمي معه وكيفية ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري للتخلي عن موقفه المتمسك بالبقاء في الحكم ووقف نزيف الدم».

ومن المرجح، حسبما صرّح في وقت سابق لوكالة «الأناضول» للأنباء مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية سيف عبد الفتاح أن قمة لدول اللجنة الرباعية ستعقد قريباً.

من جهته، التقى داود اوغلو بالرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة. وعقب اللقاء عقد وزير الخارجية التركي مؤتمرا صحافيا في قصر الرئاسة قال فيه ان الادارة السورية تستغل المبادرات الجديدة لكسب الوقت وقتل المزيد من الاشخاص. واضاف يقول «هناك امثلة اكثر واكثر عن كيفية محاولة سوريا استغلال اي مبادرة جديدة لكسب الوقت وقتل المزيد من الاشخاص. وبالرغم من هذا فإننا نواصل مساعينا مع روسيا وايران وجميع هذه الدول ـ وايضا هذه المبادرة مهمة جدا بالنسبة لنا ..تركيا وايران ومصر ونأمل ان تنضم السعودية في المستقبل لحل هذه الازمة. موقفنا واضح هنا وهو ان نظاما يقتل ويهاجم شعبه لا يمكن ان تكون لديه مشروعية ولا يستطيع البقاء».

واضاف داود اوغلو أن «حوالي مليوني شخص مشردون في البلد الان ـ النازحون داخليا ـ وربما نحو او اكثر من 500 الف لاجئ في الخارج لذلك هذه لم تعد ازمة داخلية بعد. هذه ليست ازمة اقليمية بل هي ازمة الانسانية وبالتالي مهمة الامم المتحدة هي توفير حل والتحرك بحسم وحزم شديدين لمنع هذه المأساة الانسانية».

واشار داود اوغلو الى العلاقة بين سوريا وايران وقال في المؤتمر الصحافي «نحن نعرف العلاقات بين ايران والادارة السورية.. وبالطبع اذا اتفقنا على الاهداف فربما تمارس ايران نفوذها ..نفوذها المقنع على النظام السوري ونأمـــل الــــيوم ان نتفق على مبادئ محددة ونتبنى نوعا ما من النهج الاساسي ويمكن لايران حينئذ ان تتصرف بناء عليه».

واعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان الابراهيمي يصل اليوم الى تركيا لزيارة مخيم للاجئين قريب من الحدود مع سوريا. وقال هذا المسؤول ان الابراهيمي سيلتقي لاجئين سوريين في مخيم التينوزو في محافظة هاتاي.

وبحسب قناة «الحرة» فإن الإبراهيمي سيتوجه يوم السبت المقبل إلى نيويورك لإحاطة أعضاء مجلس الأمن الدولي بنتائج المحادثات التي أجراها في دمشق والقاهرة.

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مصادر ديبلوماسية مصرية أن الإبراهيمي قرر أن تكون القاهرة هي المقر الدائم لإقامته في مهمته المكلف بها بشأن سوريا، وذلك بالاتفاق مع وزير الخارجية المصرية كامل عمرو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تبحث الآن عن مقر مناسب للإبراهيمي.

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف معارضة موسكو لاتخاذ مجلس الأمن الدولي أي قرار يفرض عقوبات على سوريا مشيراً إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق حول الأزمة السورية في مجلس الأمن.

وقال الديبلوماسي الروسي إن «مثل هذا القرار لن يكون مقبولا لنا لأنه سيخلق أساسا لمواصلة استخدام القوة ضد الحكومة السورية، وذلك مع غياب أي مراقبة على المعارضة». وحول سعي بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة إلى استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قال غاتيلوف: «موقفنا حول القرار في الشأن السوري يختلف عن الموقف الأميركي. إن واشنطن تقترح فرض عقوبات واتخاذ قرار على أساس الفصل الذي ينص على استخدام القوة. هذا الموقف أحادي، وهذا القرار غير مقبول بالنسبة لنا».

وأكد غاتيلوف أن موسكو تتوقع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إبداء الاتزان والحذر في تصريحاته حول سوريا. وقال: «لقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة عن شلل في مجلس الأمن. يجب على الأمين العام كموظف رئيسي أن تكون مواقفه حذرة ومتزنة عندما يخص الأمر قضايا حادة مثل سوريا». وشدد على أن فشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق الاتفاق لا يعني قط شلله، وقال: «ما يحدث في مجلس الأمن هو البحث عن إجماع واعتبار متبادل للمصالح. لا نشك في وجود إمكانيات لتحقيق هذا الاتفاق في مجلس الأمن الدولي».

وأكد غاتيلوف أن روسيا تقف مع اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد بيان مؤتمر جنيف حول سوريا. وأفاد غاتيلوف بأن روسيا لم تبدأ بعد العمل على مشروع مثل هذا القرار. وقال: «لا يوجد ذلك على الورق بعد. والأمر ليس في الأوراق. المهم أن نتوصل إلى ذلك جميعا، لكننا حتى الآن لا نرى إرادة سياسية من جانب زملائنا الغربيين».

وأكد الديبلوماسي الروسي أن النزاع السوري بدأ يكتسب طابع نزاع بين الحضارات منذ «زيادة نشاط تنظيم «القاعدة» في البلاد». وقال: «يتعين على المجتمع الدولي الآن أن يضع حدا ويوفر ضمانات لاحترام حقوق جميع الطوائف بما فيه المسيحيون. وهناك عملية سافرة لتسليح المعارضة السورية كي تواصل نشاطها من أجل إسقاط نظام بشار الأسد. ليس لدينا ضمانات لتطبيق إجراءات المراقبة على كلا الطرفين في حال تــبني القرار بفرض العقوبات». («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

إيران تقترح إرسال مراقبين من دول المنطقة إلى سوريا

طهران- (ا ف ب): عرضت إيران على مصر وتركيا والسعودية إرسال مراقبين من الدول الأربع إلى سوريا للمساعدة على وقف العنف في هذا البلد، على ما اوردت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية.

وقدم وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي هذا الاقتراح خلال اجتماع عقدته مجموعة الاتصال حول سوريا التي تضم القوى الاقليمية الاربع الاثنين في القاهرة، على ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية والتلفزيون الرسميان.

كما ذكر المصدر ان صالحي عرض على نظرائه ان تستضيف طهران الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال التي انشئت في اب/ اغسطس بمبادرة من الرئيس المصري محمد مرسي، بحسب المصدر ذاته.

وأوضح صالحي أن بوسع المراقبين من الدول الاربع ان “يشرفوا على عملية تهدف الى وضع حد للعنف” في سوريا في طهران وفق ما نقلت عنه الوكالة الرسمية بدون ان تذكر اي تفاصيل عن طبيعة هذه الآلية ولا الاطار الذي يمكن للمراقبين التدخل في سياقه.

كذلك دعا الوزير الايراني بحسب المصدر الى “وقف العنف من قبل جميع الاطراف بالتزامن مع تسوية سلمية بدون تدخل اجنبي ووقف المساعدة المالية والعسكرية للمعارضة السورية”.

وتتهم ايران الغربيين وعددا من دول المنطقة في طليعتها السعودية وتركيا بتقديم مساعدة عسكرية ومالية للمجموعات المسلحة التي تعارض النظام السوري.

في المقابل تتهم المعارضة السورية والغربيون طهران بتقديم دعم عسكري لنظام دمشق، حليفها الاول في المنطقة.

وتنفي إيران باستمرار تقديم مساعدة عسكرية لدمشق غير انها اقرت بارسال عناصر من الحرس الثوري بصفة “مستشارين” لدى السلطات السورية.

وسحبت الامم المتحدة الشهر الماضي المراقبين الذين كانت نشرتهم في سوريا في نيسان/ ابريل على أمل احلال وقف اطلاق نار بين القوات الحكومية والمتمردين.

هيومن رايتس ووتش: معارضون سوريون نفذوا حالات إعدام جماعية

نيويورك- (د ب أ): كشفت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الحقوقية عن تورط مجموعات مسلحة من المعارضة السورية في أمور ترقى إلى جرائم الحرب، بينها تنفيذ عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء.

وذكرت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنه “تبين أن مجموعات مسلحة من المعارضة قامت بإساءة معاملة وتعذيب معتقلين، ونفذت عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء في حلب واللاذقية وإدلب”.

وأوضحت: “ويعتبر تعذيب المعتقلين وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في النزاعات المسلحة من جرائم الحرب، وقد تكون جرائم ضد الإنسانية إذا تمت ممارستها على نطاق واسع وبشكل ممنهج”.

وأعربت المنظمة، في البيان الذي نشرته مساء الاثنين، عن قلقها العميق إزاء تصريحات لبعض زعماء المعارضة يبدو منها أنهم يتسامحون مع وقوع عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء وعمليات إعدام بإجراءات موجزة، وربما يتغاضون عنها.

وأضافت: “وعندما قدمت لهم أدلة على وقوع عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، قال ثلاثة من قيادات المعارضة للمنظمة إن أولئك الذين قتلوا يستحقون القتل، وإن عمليات الإعدام نُفذت فقط في حق أسوأ المجرمين”.

ودعت المنظمة “البلدان التي تمول مجموعات المعارضة أو تقدم لها السلاح على إرسال إشارات قوية إلى المعارضة بأنها تتوقع منها التزامًا صارمًا بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.

مستشار الرئيس التركي: نظام الأسد على وشك الزوال

الرياض- (د ب أ): أكد كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هرمزلو أن الرياض وأنقرة تبذلان جهدهما لإنهاء “مأساة” الشعب السوري ووقف “المجازر” التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي “يناضل من أجل الحصول على حريته ويواجه آلة القتل والبطش من قبل النظام السوري الذي هو على وشك الزوال”.

وقال هرمزلو، في تصريحات خاصة نشرتها صحيفة (عكاظ) السعودية الثلاثاء، إن القيادة التركية حريصة على تعزيز العلاقات السعودية التركية في جميع الجوانب والسعي لتنميتها واستمراريتها في مصاف الشراكة الاستراتيجية.

وأوضح هرمزلو، الذي قام بزيارة للسعودية، أن رسالته التي سلمها لنائب العاهل السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من الرئيس التركي عبدالله جول تضمنت سبل تعزيز العلاقات ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد أن هناك تنسيقا سعوديا تركيا حيال تعزيز التضامن الإسلامي وإيجاد حلول لقضايا الأمة وخاصة الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.

وأضاف أن ما يجري على الأراضي السورية من “مجازر يومية فظيعة” ضد الشعب السوري لا يمكن القبول بها، مؤكدا أن أنقرة تعمل مع المجتمع الدولي على إنهاء معاناة الشعب السوري في أسرع وقت.

وأوضح أن أعداد اللاجئين السوريين في الأراضي التركية تجاوز 85 ألف لاجيء وأن الحكومة تبذل جهدها لتقديم المساعدات لهم قدر المستطاع والعمل على تلبية احتياجاتهم.

القوات السورية تسيطر على حي الميدان بحلب وتقصف العاصمة

منظمات حقوقية تتهم النظام والمعارضة بارتكاب جرائم حرب

السعودية تغيب عن اجتماع مجموعة الاتصال في القاهرة

دمشق ـ بيروت ـ القاهرة ـ وكالات: استمرت الاشتباكات واعمال القصف في مناطق مختلفة من سورية، لا سيما في حلب حيث ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان القوات النظامية تمكنت من السيطرة على حي الميدان (وسط)، فيما اشار ناشطون الى ان احياء القدم والعسالي والحجر الاسود جنوب العاصمة دمشق تتعرض للقصف.

جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، إن غياب السعودية عن المشاركة باجتماع مجموعة الاتصال المعنية بالأزمة السورية يرجع إلى ‘ارتباطات طارئة’.

ونقل موقع ‘بوابة الأهرام’ الإلكتروني، عن المستشار نزيه النجاري، نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن ‘غيبة السعودية عن المشاركة باجتماع مجموعة الاتصال المعنية بالأزمة السورية ترجع إلى ارتباطات طارئة حالت دون مشاركة المملكة بها’.

وأكد أن ‘مصر ستحيط المملكة بما جرى في الاجتماع من مناقشات’، نافياً أن تكون هناك ‘أي أسباب سلبية أو سياسية وراء عدم حضورها الاجتماع’، ودلّل على ذلك بمشاركتها في اجتماع كبار المسؤولين بالدول الأربع الذي عقد بالقاهرة مطلع الأسبوع الماضي حول نفس القضية.

ومن نيويورك اعلن موفد خاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط الاثنين ان الحرب في سورية تحولت الى ‘دوامة عنف خطيرة’ فيما تكثف القوات النظامية هجماتها على المدنيين.

وقال روبرت سيري منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط امام مجلس الامن ان الامم المتحدة لاحظت ايضا ‘التداعيات الخطيرة’ للنزاع في سورية على الدول المجاورة لها.

وتابع ان ‘العمليات العسكرية تطاول الآن كل المدن الكبرى. لقد كثفت القوات الحكومية قصفها لمناطق المدنيين من دون تمييز، مستخدمة الاسلحة الثقيلة والدبابات والوسائل الجوية’. واكد ان عمليات المقاتلين المعارضين ‘تكثفت’ بدورها.

وتابع ان تصعيد النزاع يفضي الى ‘تداعيات خطيرة على الدول المجاورة لسورية’، موضحا ان الامم المتحدة كانت احتجت لدى سورية على عمليات للقوات النظامية في منطقة امنية بين سورية واسرائيل تشرف عليها الامم المتحدة، وتحديدا في هضبة الجولان.

ومن جهتها قالت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المعنية بحقوق الانسان الاثنين ان معارضين سوريين ارتكبوا جرائم حرب شملت تعذيب وقتل محتجزين، ودعت الدول التي تدعم مقاتلي المعارضة الضغط عليهم لاحترام قوانين حقوق الانسان.

وقالت المنظمة التي يقع مقرها في نيويورك انها وثقت أكثر من 12 حالة قام فيها مقاتلو المعارضة بقتل خصومهم الذين اسروهم بينما قال ستة محتجزين على الاقل ممن اجرت ‘هيومن رايتس ووتش’ مقابلات معهم انهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة.

وتتهم منظمات حقوقية قوات الرئيس السوري بشار الاسد بتنفيذ مذابح واعدامات بدون محاكمة وارتكاب عمليات تعذيب على نطاق واسع لمحتجزين منذ اندلاع الانتفاضة في سورية قبل 18 شهرا.

ميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان ‘الاشتباكات ما زالت مستمرة في الميدان ومناطق عدة في حلب. وهذه الادعاءات (السيطرة على الميدان) ليست سوى جزء من الحرب الاعلامية’.

واشار المرصد الى وقوع اشتباكات بعد منتصف ليل الاحد الاثنين ‘بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية حول مبنيي المخابرات الجوية والبحوث العلمية في منطقة حلب الجديدة’، مشيرا الى تصاعد النيران من مبنى البحوث ‘مترافقة مع تحليق طيران كثيف فوق المنطقة’.

وفي دمشق، اشار ناشطون الى ان احياء القدم والعسالي والحجر الاسود (جنوب العاصمة) تتعرض للقصف.

من جهة ثانية، اشار المرصد الى العثور على 28 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في سورية الاحد، منها 16 جثة لاشخاص اعدموا ميدانيا في حي القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفرسوسة في دمشق ايضا.

وبحسب المرصد، تخطى عدد ضحايا العنف المستمر في سورية منذ اكثر من 18 شهرا، 27 الف قتيل غالبيتهم من المدنيين.

الى ذلك قصف الطيران السوري فجر الاثنين مناطق حدودية مع شرق لبنان من دون اصابة الاراضي اللبنانية، كما اعلن متحدث عسكري لوكالة فرانس برس الاثنين.

واكد سكان في منطقة عرسال اللبنانية لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا طائرات سورية تحلق فوق المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش اللبناني ‘حصلت عمليات قصف داخل الاراضي السورية لا داخل الاراضي اللبنانية’.

هذا هو الجنرال قاسم سليماني الذي يخضع الجميع له

صحف عبرية

لرئيس الـ (سي.اي.ايه) ديفيد بتراوس، قصة عن سلسلة القيادة في ايران. في العام 2008، حين كان قائد القوات الامريكية في العراق، في ذروة المعركة ضد قوات الانعزالي الشيعي مقتدى الصدر، نقل اليه مسؤول عراقي رسالة عبر هاتف نقال. ‘ايها الجنرال بتراوس: إعلم اني، أنا قاسم سليماني، أدير سياسة ايران في كل ما يتعلق بالعراق، لبنان، غزة وأفغانستان’، كتب في الرسالة القصيرة التي وصلت على شاشة الهاتف، ‘السفير الحالي لايران في العراق هو رجل قوات القدس، ومن سيحل محله سيكون رجل قوات القدس’.

كاتب الرسالة القصيرة، الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات القدس في الحرس الثوري، درج على أن يضع في مكانهم ليس فقط أعداء الدولة. قبل نحو اسبوعين اقتبس في موقع ايراني على الانترنت ‘ميلي مزهبي’ كمن وبخ بشار الاسد على أنه لا يأخذ بنصائحه. ‘نحن نقول له انشر قوات شرطة في الشوارع ولكنه يبعث بالجنود’، غضب سليماني.

هذا هو ذات سليماني الذي يخفض رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، رأسه امامه عندما يلتقيان. وقد كان مشاركا في العملية في المركز اليهودي في بوينس آيرس في 1994، وقد فعّل قواته في افغانستان وفي القوفاز، وبالاساس، فانه هو أحد الاشخاص الاكثر قربا من الزعيم الاعلى علي خامنئي، سواء لانه هو مسؤوله المباشر أم لانهما صديقان.

لقد تأسست قوات ‘القدس’ في الحرب الايرانية العراقية كوحدة مختارة مهمتها مساعدة الاكراد في حربهم ضد صدام حسين. في وقت لاحق تحولت الى وحدة تدريب للقوات خارج الدولة، مثل حزب الله وتنفيذ عمليات ضد معارضي النظام في أرجاء العالم.

ولا يتحدث سليماني كثيرا في وسائل الاعلام الايرانية، فهو يترك المهمة للسياسيين الذين لا يأبه بهم كثيرا. ورغم صداقته مع خامنئي فانه ليس مؤيدا كبيرا لطريقة الحكم التي يكون فيها الزعيم الديني الاعلى هو أيضا الزعيم السياسي الاعلى. وهذا ليس فقط المذهب الشخصي لسليماني.

مقابلات وتحقيقات صحافية اجراها منفيون ايرانيون ودبلوماسيون سابقون، نشرت في الغرب تبين ان طريقة الحكم الايرانية التي صممها الخميني، وفيها الزعيم السياسي الاعلى هو الزعيم الديني الاعلى هي موضع خلاف داخلي. فقهاء مهمون يعارضونها ويفضلون ابعاد الدين عن الدور المباشر في السياسة او في الجيش. سليماني ابن الـ55، ليس فقيها وتعليمه ليس دينيا. في شبابه كان عامل بناء بسيطا، ساعد على اعالة عائلته الفقيرة، وبعد ذلك اصبح فنيا في دائرة المياه في مدينة كرمان. ولا يوجد دليل على أنه شارك في المظاهرات ضد الشاه الفارسي. ولكن سليماني انضم الى القوات ‘الصحيحة’، شارك في الحرب الايرانية العراقية وانضم كمتطوع الى فرع الحرس الثوري في كرمان. وفي حينه تلقى تدريبا عسكريا لستة اسابيع فقط، وهو اليوم يعتبر الرجل القوي في الحرس الثوري، اقوى حتى من قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري.

العلاقات في هرم القيادة في الحرس الثوري تشبه أغلب الظن كل هيئة أركان عليا في كل جيش. عندما شرح موشيه يعلون بانه احتذى احذية طويلة فهو يحذر من ‘الافاعي’ في وزارة الدفاع، يمكن لهذا الوصف أن يناسب ما يجري في قيادة الحرس الثوري. وهكذا بعد أن تسلم علي خامنئي الحكم في العام 1997، أقال قائد الحرس محسن رضوي، الذي كان في منصبه 16 سنة، وعين مكانه يحيى رحيم صفوي. وردا على هذه الخطوة كتب في حينه 31 ضابطا كبيرا في الحرس، بينهم سليمان، رسالة احتجاج للرئيس على إقالة رضوي. ولكن بالذات صفوي هو الذي عين سليماني في نهاية التسعينيات قائدا لقوات القدس بدلا من أحمد وحيدي، الذي يعمل اليوم وزيرا للدفاع. وكان وحيدي مشاركا في قضية ايران غيت في الثمانينيات، بل ويوجد بحقه أمر اعتقال للاشتباه بدوره في العملية في بوينس آيرس.

لسلسلة هذه التعيينات تأثير هائل على تصميم شبكة العلاقات بين القادة في الحرس الثوري وبين الساحة السياسية. هذه ساحة ولاء وخصومة مخططة جيدا، عرضية وليس فقط هرمية، تربط بين قادة الاذرع الاربعة في الحرس البحري، البري، الجوي وقوات القدس وبين قطبي السلطة السياسية، الزعيم الاعلى علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد اللذين طورا في السنتين الاخيرتين نفورا عميقا واشتباها الواحد تجاه الاخر.

في لجة الخلاف بينهما لمح خامنئي بانه لا يوجد عائق قانوني لتغيير طريقة إدارة الدولة بحيث أن البرلمان وليس الجمهور هو الذي ينتخب الرئيس التالي في السنة القادمة. في كل الاحوال فان احمدي نجاد، الذي ينهي ولايته الثانية، لن يتمكن من اعادة انتخابه. ولكن علنية الخلاف بين الرجلين أجبرت جماعات القيادة في الحرس الثوري وفي المراكز الدينية من الايضاح لمن هم موالون.

هذه ليست ظاهرة جديدة. فالخلافات الداخلية رافقت قيادة الثورة منذ نشوبها. ولكن شخصية الخميني والولاء الجارف من جانب الحرس الثوري له وكونه فقيها كارزماتيا، في الدرجة العليا من الهرمية الدينية الشيعية، كل هذا منحه الصلاحية والشرعية لتصفيه خصومه الدينيين والسياسيين على حد سواء. اما خامنئي فتنقصه هذه الاسس. فهو لم يكن المرشح المفضل للحلول محل الخميني، وهو تنقصه المرجعية الدينية العليا كما يجدر بالزعيم الديني الاعلى. قبل تعيينه درج على القول انه يعارض طريقة الحكم التي انتهجها الخميني، وذلك على ما يبدو لانه لم يقدر بانه سيكون بوسعه ان يحظى بالمنصب الاعلى.

خامنئي، رجل شكاك بطبعه، ولا يعتمد على قاعدة تأييد جماهيرية أو عائلية مهمة، خلافا للرئيس السابق رفسنجاني الذي تؤيده طبقة التجار ولعائلته علاقات متفرعة أقام بسرعة شبكة موازية من السيطرة. فله مندوب في كل ذراع عسكري وفي كل وزارة حكومية، والوزراء موالون له فقط ويرفعون التقارير مباشرة له وليس للرئيس احمدي نجاد. مثل هذا كان وزير الخارجية السابق منصهر متقي الذي أقاله احمدي نجاد، هكذا كان وزير الدفاع وحيدي الذي يترأس أيضا مشروع الانتاج العسكري المحلي، وكذا وزير الاستخبارات حيدر مصلحي الذي أقاله احمدي نجاد في العام 2011 ولكنه اعيد الى منصبه بأمر من خامنئي.

هؤلاء المندوبون يشكلون ايضا شبكة اتصال وحماية من نوايا مراكز القوة، مثل الرئيس، قادة الحرس الثوري او الفقهاء المتمردين، من محاولة ضعضعة مكانة خامنئي. والى جانب مندوبيه في الحكومة، في الحرس الثوري وفي الجيش، ييقي خامنئي الى جانبه بسلسلة من المستشارين في كل المجالات. أحد ابرزهم هو علي اكبر ولايتي، مستشار شؤون السياسة الخارجية، الذي كان وزيرا للخارجية ودبلوماسيا كبيرا.

ولايتي، الذي يقلل من الحديث الى وسائل الاعلام هو ايضا على ما يبدو رجل السر لخامنئي في مهماته السرية الى خارج البلاد، تلك التي لا يريد خامنئي ان يشرك فيها احمدي نجاد أو وزير خارجيته علي اكبر صالحي.

ولايتي لا يعمل متطوعا. قربه من الزعيم الاعلى سمح له بان يشتري بعض المستشفيات في طهران، كما يجدر بمن اختص في طب الاطفال بالذات في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة. صديق قريب آخر هو محسن رفيقدوست، الذي كان حتى 1999 رئيس مؤسسة ‘المستضعفين’ التي تستهدف مساعدة الطبقات الفقيرة وعائلات شهداء الحرب الايرانية العراقية. رفيقدوست الذي عمل وزير شؤون الحرس الثوري هو أحد الاشخاص الاغنياء في ايران. وهو يدير مؤسسة ‘نور’ التي تبني الاف وحدات السكن وهو أحد المسؤولين الكبار عن جهاز خامنئي. كما أن رئيس أركان الجيش الايراني، حسن فيروز أبادي، هو صديق قريب للزعيم الاعلى منذ عهد ما قبل الثورة. فيروز عبادي هو طبيب بيطري في مهنته، عديم الخبرة العسكرية، باستثناء مشاركته في سنوات الثورة الاولى في قوات البسيج (ميليشيا المتطوعين المسؤولة ضمن أمور اخرى عن قمع المظاهرات). ثراؤه شديد، ولكن مصادر دخله تبقى مجهولة.

هؤلاء هم فقط البارزون بين المستشارين الذين يقتربون من أذني خامنئي. الى جانبهم توجد شبكة اخرى متفرعة من الاقرباء الذين يتبوأون مناصب عليا، فقهاء من الدرجة الثانية. المسؤولون عن علاقة الخميني مع المراكز الدينية الشيعية المهمة مثل ذاك الذي في قم أو اصفهان، او مستشارون يحرصون على العلاقة مع زعماء الاقليات الكثيرة في ايران. كل هؤلاء تمولهم شبكة مالية هائلة، معظمها، مثل الجيش والحرس الثوري، لا تخضع لرقابة البرلمان، وبعضها بتمويل خاص من ‘متبرعين’ واعمال تجارية غامضة، مسؤول عنها ابن خامنئي، مجتبى، الذي يسمى احيانا ‘رئيس المافيا’.

تسفي برئيل

هآرتس 16/9/2012

امريكا امتطت الربيع العربي ونسيت دعمها لعقرب ‘القاعدة’ الذي لسعها في بنغازي وسيقرصها في دمشق

لندن ـ ‘القدس العربي’: طغت اخبار الاحتجاجات على الفيلم المسيء على ما يجري من مجازر يومية في سورية، ونسي الناس تطورات الاوضاع ومهمة المبعوث الدولي الجديد الاخضر الابراهيمي، وركزوا انتباههم على التظاهرات العالمية واحداث ليبيا ومصر.

وقبل الاحداث اصبح الملف السوري من اهم الموضوعات على اجندة النقاش في البيت الابيض، الذي يتعرض لضغوط من دول عربية للعب دور محوري للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ولكن الاحتجاجات على الفيلم المسيء كشفت محدودية الدور الامريكي ومعوقاته، وان الدعم الامريكي للربيع العربي ليس ضمانا ضد القوى الاسلامية الصاعدة ولا المشاعر المعادية لامريكا في المنطقة.

كما انها زادت من مأزق باراك اوباما، الذي يخوض حملة انتخابية لولاية ثانية، فالسؤال المطروح امام الادارة ونتيجة للتطورات الاخيرة هو هل على امريكا العمل مع حلفائها في المنطقة للاطاحة بنظام الاسد، الذي على الرغم من ممارساته القمعية كان قادراعلى تحجيم الخطر الاسلامي ووضعه تحت المراقبة.

وفي اتجاه اخر هل يزيد تردد امريكا باتخاذ عمل ضد الاسد من الاخطار، خاصة ان الجهاديين الاسلاميين بدأوا يقيمون وجودا لهم ويخترقون الانتفاضة السورية بشكل يهدد استقرار المنطقة.

ومع هذين السؤالين يواجه اوباما ضغوطا من الداخل التي بدأت تطالبه بفك الارتباط مع العالم العربي ومشاكله، على ضوء الهجوم على السفارات الامريكية في المنطقة ومقتل السفير في ليبيا، حيث يقول ان الفيلم التافه الذي ادى لموجة غضب عارمة ما هو الا اشارة واضحة لعبث الاستثمار في الربيع العربي، على حد قول البعض.

اثار فك الارتباط

ويرى محللون نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الوقوف جانبا يحمل مخاطر اكثر، خاصة ان سورية تشهد عنفا طائفيا وتزايدا في التأثير الجهادي في بلد جار لاسرائيل التي تعتبر حمايتها من اهم المصالح القومية الامريكية.

ونقلت عن سلمان الشيخ من معهد بروكينغز ـ قطر قوله انه يمكن فهم رغبة امريكا بفك الارتباط مع العالم العربي، خاصة بعدما تعرض له دبلوماسيوها في القاهرة وبنغازي، لكنه حذر قائلا ان الفوضى والاسلاميين في ليبيا يجب ان يذكرنا بمخاطر عدم التحرك والوقوف جانبا، مضيفا ان سورية قد تصبح اخطر من ليبيا، مما سيهدد المصالح الامريكية والمنطقة بشكل عام.

وقال ان الوقت لم يفت من اجل منع حدوث هذا. وعلى الرغم من دعوات الدول العربية وتركيا لتحرك عسكري او تسليح للمقاتلين على الاقل، الا ان انقرة ومعها الرياض اكدتا انهما لن تتحركا بدون دعم امريكي. فتركيا لا تريد التحرك منفردة لانها تواجه خطرا على حدودها قادما من الاكراد الذين صعدوا من عملياتهم وتريد تحركا من جهة لنزع فتيل التوتر الطائفي الناجم عن تدفق مئات الالاف من اللاجئين السوريين على حدودها الجنوبية.

متردد

وتشير ‘نيويورك تايمز’ الى ان ما يجعل اوباما مترددا في التدخل العسكري هو تحول الحرب الاهلية في سورية الى حرب بالوكالة مع ايران وروسيا اللتين تزودان سورية بالسلاح. كما ان اوباما يخشى مع حلفائه الاوروبيين من تكرار درس الحرب الطائفية في العراق.

ونقلت عن مسؤول امريكي قوله ان احداث الاسبوع الماضي اثبتت معقولية الطريقة التي يتعامل فيها اوباما مع سورية، وهي التركيز على الدعم الانساني والدعم اللوجيستي وليس ارسال السلاح للمقاتلين.

وحتى الان قاوم اوباما الضغوط عليه من الجانب الجمهوري، خاصة السناتور جون ماكين وليندزي غرامام اللذين طالباه بتسليح المعارضة السورية، فيما طالب المرشح الجمهوري ميت رومني تسليح المعارضة عبر طرف ثالث وليس مباشرة.

وبحسب محلل قال ان الاحداث الاخيرة اكدت تقييمات الاستخبارات الامريكية عن وجود جماعات داخل المعارضة يفترض انها متعاطفة مع ‘القاعدة’ او مرتبطة بها.

وتشير الى البعد الايراني الذي يعتبر جزءا في نقاش الادارة حول سورية، فهناك من يفترض انه في حالة اطيح بالاسد فايران ستتلقى ضربة قاسية لمصالحها في المنطقة، مما سيضعفها ويضعف حليفها اللبناني، ‘حزب الله’، خاصة ان سورية هي معبر الاسلحة للحزب، وحالة خسرت طهران حليفها فانها ستجد نفسها في وضع تقدم فيه تنازلات حول ملفها النووي. ويرى طرف اخر ان التدخل العسكري قد لا يكون كافيا للقضاء على التأثير الايراني، لان ايران لديها شبكة واسعة في سورية وقد تثبت انها قادرة على الصمود اكثر مما تفترضه بعض الدول العربية وامريكا.

سيتدخل

ويؤكد دعاة التدخل على ان اي تأخر في عمل عسكري يعني ترك الساحة للجهاديين يقيمون خلاياهم ويختطفون الثورة، كما انهم لا يستبعدون تدخلا عسكريا في المستقبل، حيث هدد اوباما سورية بان استخدام ترسانتها النووية تعتبر خطا احمر، وقد تدفع الفوضى التي ستتبع رحيل الاسد الولايات المتحدة وحلفاءها للتدخل لمنع انهيار البلاد الكامل.

ولا يستبعد المحللون ان تؤثر الاحداث الاخيرة على الطريقة التي تتعامل فيها امريكا مع المعارضة المسلحة التي زار ممثلون عنها ـ الجيش الحر- واشنطن وطلبوا من الادارة المساعدة في اقامة مناطق حظر جوي شمال سورية، فيما تحاول واشنطن عبر شبكتها من عملاء سي اي ايه الذين نشرتهم على حدود الدول الجارة من سورية تحديد الجماعات المسلحة التي يمكن الوثوق بها.

حرس ثوري

وايا كان الحال فادارة اوباما قد لا تتراجع عن نقاشاتها بشأن التدخل العسكري في ضوء تصريحات محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الايراني، حول وجود مستشارين عسكريين ايرانيين يدعمون الحكومة السورية في امور غير عسكرية.

وتشير تصريحات المسؤول الايراني الى المدى الذي تطور فيه النزاع السوري من محلي الى نزاع اقليمي يضع ايران و’حزب الله’ امام تركيا والسعودية وقطر وكل الاطراف هذه ترسل او متهمة بارسال الدعم العسكري سواء للحكومة او للمعارضة.

وستثير تصريحات جعفري عن تورط عناصر لواء القدس في النزاع السوري مخاوف المعارضة، خاصة ان اللواء هذا عمل على دعم وتدريب الميليشيات الشيعية التي شاركت في الحرب الطائفية في العراق وزودتها باسلحة قاتلة مثل قنابل ‘اي اف بي’ القادرة على تدمير العربات العسكرية المحصنة بشكل قوي.

وكان عدد من الايرانيين قد اختطفوا في شهر آب (اغسطس) حيث قال الجيش الحر انهم من الحرس الثوري، وسارعت ايران بالنفي وقالت انهم مهندسون ثم اعترفت انهم عسكريون متقاعدون كانوا يقومون بزيارة دينية. واضافة لوجود الحرس الثوري في سورية هناك وجود له في لبنان، وشهد لبنان ايضا اختطافات لعدد من السنة، بعد ظهور لبناني على فيديو قال الجيش الحر انه واحد من مجموعة ارسلها ‘حزب الله’ للقتال مع الجيش السوري.

الخريف العربي

وامام دعوات الابتعاد عن المنطقة وتركها لمصيرها ذكرت صحيفة ‘التايمز’ واشنطن والدول الاوروبية بتصريحات الاخضر الابراهيمي بعد لقائه مع الاسد ان الازمة هي خطر على السوريين والمنطقة والعالم باجمعه.

واضافت ان تردد المجتمع الدولي حفز الاسد على القيام باعمال بربرية وقحة، مشيرة الى ان التحديات التي فرضتها احداث الاسبوع الماضي يجب ان لا تكون مدعاة للابتعاد، بل مواصلة دعم الربيع العربي، حيث قال ان امريكا كانت محورية في دعم دوله، حيث اسهمت في الحملة على ليبيا وضغطت على حسني مبارك، وعليه فاستثماراتها ودعمها المادي والدبلوماسي ضرورية كي تقف دول الربيع العربي على اقدامها.

ومع انها قالت ان الربيع العربي اصبح خريفا ساخنا ودمويا ـ مشيرة الى التطورات من تونس حتى افغانستان ومذكرة بالبالون السوري الذي يكبر كل يوم.

وتقول ان الدول الغربية التي دعمت الثورات العربية تشعر بالاسف للردود على الفيلم المسيء.

واثنت الصحيفة على الموقف الليبي الذي كان سريعا في الشجب، وقالت ان مصر التي خرجت من الديكتاتورية ويحكمها الاخوان المسلمون لم تصل بعد لان تكون ديمقراطية معتدلة، قائلة ان قادة مصر الجدد منشغلون بانقاذ الاقتصاد وهم يعرفون ان تهميش الدول الغربية سيؤثر على جهودهم لانقاذ بلدهم.

خبرتي مع الامريكيين

وفي هذا السياق نقلت عن محمد المقريف رئيس المجلس الوطني الليبي قوله ان الهجوم على القنصلية الليبية كان مدبرا نفذته عناصر داخلية بمعونة عناصر اجنبية، واشار الى ان انصار الشريعة منقسمون على انفسهم لكن بعضهم شارك في العملية.

وقد انكرت الجماعة اي مسؤولية عن العملية، لكن شاهد عيان نقلت عنه الصحيفة قال انه تعرف على عناصر منها كانوا يرفعون الراية السوداء شعار الجماعة.

واضافت الصحيفة ان تصريحات المقريف اعطت مصداقية لاعلان بعض الجماعات التابعة لـ’القاعدة’ مثل قاعدة شبه الجزيرة العربية في اليمن التي احتفلت بالحادث ‘العظيم’.

وقال المقريف ان محققي ‘اف بي اي’ لم يصلوا بعد وان الاعتقالات التي تمت هي لاعضاء من الصفوف الدنيا في الجماعة. واكد ان قادة المجموعة سيتم القبض عليهم وانه سيتصرف بالطريقة المناسبة حالة تم هذا. ووصف الوضع في ليبيا بعد عام من رحيل القذافي بان ليبيا تقاتل من اجل مستقبلها وانها تواجه مشاكل لا حصر لها، خاصة من الجماعات الاسلامية المتشددة التي وجدت فرصة لها بسبب الفوضى وغياب الامن، واكد ان المواجهة مع هذه الجماعات ‘ضروري وحتمي’ ولكنه يحتاج لتشكيل جيش قوي. واجتمع المقريف مع عدد من قادة ‘الميليشيات الجيدة’ ودعاهم الى المشاركة في قتال الجماعات المارقة.

ومع اشارات المقريف للعمل العسكري الا انه حث الولايات المتحدة على ان لا تتصرف بشكل فردي.

ولكنه قال ‘تجربتي مع الامريكيين علمتني انهم يعرفون ما يجب عليهم فعله’، وقد بدأت امريكا بالتحرك من خلال سفن حربية محملة بصواريخ توم كروز ونقلت بعضا من عملائها الى ليبيا، وارسلت البنتاغون قوات خاصة للتدخل السريع لليبيا، فيما تحلق طائراتها بدون طيار فوق سماء بنغازي بشكل مستمر.

قصة العقرب

وكتب روبرت فيسك عن العلاقة بين ما حدث في بنغازي وما يحدث في سورية، حيث قال ان صديقا له اتصل به من دمشق وقال ‘تعرف، نأسف جميعا لمقتل كريستوفر ستيفنز فقد كان صديقا جيدا لسورية، فقد فهم العرب’، ويعلق فيسك انه ‘فوت له ما قاله’، حيث اضاف الصديق ان هناك مثلا في سورية ‘اللي بقرب من العقرب بلسعه’. ويقول فيسك ان امريكا دعمت المعارضة ضد القذافي وسمحت لقطر والسعودية بدعم الميليشيات بالاسلحة والمال، والان تحصد ما غرسته، لان اصدقاء امريكا اغتالوا ستيفنز وثلاثة من رفاقه وادوا لحملة معادية للامريكيين تقودها ‘القاعدة’، لقد اطعمت العقرب وها هو يلسعها.

ويضيف ان امريكا الان تدعم المعارضة ضد بشار الاسد وتكرر الدرس نفسه بالسماح لقطر والسعودية ارسال المال والسلاح للمقاتلين، بمن فيهم السلفيون و’القاعدة’ وبالتأكيد فالعقرب سيلسعها حالة اطيح بالاسد.

ويرى فيسك ان كلام صديقه ليس لا يتوافق مع رواية النظام السوري الذي يؤكد ان سورية ليست ليبيا وان السوريين بعروبتهم وتاريخهم وثقافتهم لا يريدون الثورة، لكن الفيلم والغضب الاسلامي عليه تسبب لما يشبه اعادة كتابة التاريخ في الغرب.

اختراع كذبة

فالاعلام الامريكي اخترع الان قصة تقوم على ان امريكا دعمت الربيع العربي وانقذت بنغازي من مذبحة محتومة ونالت الجزاء بطعنة في الظهر من العرب الخونة في نفس المدينة التي انقذتها. ويرى فيسك ان الحقيقة غير ذلك، فامريكا دعمت الديكتاتوريين العرب من صدام الى حسني مبارك وزين العابدين بن علي، بل رضيت عن حافظ الاسد وامتد الرضى للابن وان لم يدم طويلا.

ويضيف ان الغرب ‘انقذ’ بنغازي ولكن من الجو ولم يلتفت الى محتوى المعارضة الليبية بنفس الطريقة التي لا يفكر ويليام هيج ولا هيلاري كلينتون بشكل الجيش الحر، ‘ولم نلتفت الى تحذيرات الاسد من المقاتلين الاجانب، كما تجاهلنا السلفيين الذين يتحركون بين الرجـال الشجعان الذين قاتلوا القذافي’.

وذكر بدعم امريكا للمجاهدين الافغان الذين تحولوا الى طالبان التي رعت اسامة بن لادن حيث قرص العقرب امريكا في هجمات 9/11 ‘ ثم صرخنا ارهاب ارهاب وتساءلنا عن سبب خيانة الافغان لنا’.

وقال ان المأساة في هذه الدائرة المثيرة للحزن هي ان نظام الاسد شرير حيث قام امنه السري بقتل وتعذيب الالاف من الابرياء وقام افراده بارتكاب جرائم في حرب اهلية تستنفد جيلا من المفترض ان يبني سورية المستقبل بدلا من تدميرها.

باكستان الشرق الاوسط

ويشير الى ان تركيا حلت الان محل باكستان متسائلا ان كانت تركيا هي باكستان الشرق الاوسط؟ ويقول ان سورية هي لبنان الحرب الاهلية التي كان مجرد التعاطف فيها مع الفلسطينيين يفسر على انه معاداة للمسيحيين، ومجرد التعبير عن المخاوف المسيحية يفسر على انك موال لاسرائيل.

ويقول ان قناصة الحكومة السوريين هم قتلة الاطفال اما على الجانب الاخر فقناصة الجيش الحر ‘رومانسيون’ يتزوجون على خط النار، والمحزن ان عائلتي العريس والعروس لا تستطيعان المشاركة في الفرح، ومجرد الحديث عن انتهاكات متقطعة من المعارضة يتهم الصحافي بانه عميل للمخابرات السورية. ويختم بالقول انه عندما قتل اوباما اسامة بن لادن، واصبح في خبر كان لم يرفع اي ثوري صورته لكن الان اتباعه قرروا الاستفادة، حيث دعوا المصريين لمواصلة التظاهر وفي بنغازي دخل العقرب بين الرجال الاخيار، وكل ما يحتاج اليه هو معتوه هوليوود وقليل من النفاق، لان اوباما متردد لمنع الفيلم حتى لا يهدد حرية التعبير التي حرم منها الشعوب العربية بدعمه للديكتاتوريين.

مأمون الحمصي المعارض: فات زمن الحل السياسي وآن أوان التدخل العسكري

صبري عبد الحفيظ حسنين

يحمل المعارض السوري مأمون الحمصي على النظام السوري المجرم، وعلى العالم الذي يقدم لهذا النظام فرص الاستمرار على أنقاض سوريا، كرمى لعين أمن إسرائيل. ولا يوفّر المعارضة السورية في الخارج من الهجوم، إذ يصفها بالأنانية الباحثة عن تحقيق مصالحها.

القاهرة: يُنظر إلى النائب محمد مأمون الحمصي كواحد من رموز النضال في سوريا، إذ حمل لواء المعارضة ضد نظام حكم بشار الأسد باكرًا. ففي آب (أغسطس) 2001، اعتقل بعد إعلانه إضرابًا عن الطعام في مكتبه للمطالبة بإنهاء حال الطوارئ وإطلاق الحريات العامة، على الرغم من أنه كان نائبًا في البرلمان ويتمتع بالحصانة. لكن رفعت عنه الحصانة خلال ساعة في جلسة طارئة لمجلس الشعب السوري، على طريقة أيمن نور في مصر، ثم قدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. وبعد الإفراج عنه، طُرد خارج البلاد ليعيش لاجئًا ومناضلًا ضد نظام اختار أن يبيد شعبه ليبقى في السلطة.

المعارض السوري مأمون الحمصي

وفي حوار صريح مع “إيلاف” في القاهرة، يؤكد الحمصي أن نظام بشار الأسد يستخدم أسلحة محرمة دوليًا ضد الشعب السوري، مشيرًا إلى أن إيران تدعم هذا النظام من أجل المشروع الطائفي الذي تغطيه بغطاء القضية الفلسطينية لخداع العالم العربي. ويضيف أن المعارضة في الخارج لا تمثل الثورة، لأنها تعاني من مرض الأنانية والبحث عن المصالح، داعيًا الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة معه إلى تكوين مجلس عسكري لإدارة الثورة وإدارة سوريا ما بعد الأسد.

ما هي حظوظ المبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي في النجاح بمهمته؟ وهل سيتمكن من حقن الدماء السورية؟

لا يمكن التعويل كثيرًا على الأخضر الإبراهيمي في حقن دماء السوريين، فقد فات زمن الحلول السياسية في سوريا. يتعرض الشعب السوري لأبشع أنواع المجازر يوميًا منذ منتصف آذار (مارس) 2011 و العالم لا يتحرك، بل يمنح بشار الأسد الفرصة تلو الأخرى، من أجل قمع الثورة وإخمادها، والأسد يفشل في كل مرة وتزداد الثورة إشتعالًا وإصرارًا على إسقاطه ومحاكمته.

أعتقد أن الإبراهيمي نفسه لا يتوقع النجاح، وهو نفسه قال ذلك بعد توليه المهمة.

كان على المجتمع الدولي أن يبحث في إستخدام الحل العسكري، وليس السياسي منذ أكثر من عام ونصف العام، لا سيما أن هذا النظام يضرب بجميع الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط، ويرفض تنفيذ جميع المبادرات السياسية للحل. لكن العالم يجعل أمن إسرائيل فوق أي إعتبار، ويخضع لضغوط إيران التي تحمي هذا النظام وتقف وراءه بالمال والعتاد. كان على الإبراهيمي الإعتذار عن هذه المهمة، إذا كان يعلم أنه سيفشل فيها، فلا يجعل من نفسه غطاءً للمزيد من سفك الدماء والتدمير في سوريا.

على كل حال، لم يعد أمام الشعب السوري سوى الإستمرار في ثورته حتى النهاية.

“طبخة” جديدة

ما تقييمك لمستقبل الثورة في ظل الصمت العربي والدولي، والدعم الإيراني غير المحدود للنظام، والغطاء السياسي الذي يحظى به من جانب روسيا والصين؟

منذ اللحظة الأولى للثورة، يريد المجتمع الدولي إنقاذ هذا النظام، والعمل على تحويل الثورة إلى مجرد مطالب إصلاحية. استمر النظام في القمع والتدمير والقتل بأبشع الأساليب، وفي محاولة تركيع السوريين.

ما يحدث حاليًا من مبادرات سياسية ما هي إلا محاولات جديدة للهدنة، ومنح النظام فرصة من أجل جمع شتاته، ومحاولة إبادة الثوار، لا سيما بعدما فقد بشار الأسد السيطرة على أكثر من 70 في المئة من الأرض السورية لصالح الثوار. فلم يعد يستخدم الدبابات في القمع والتدمير، بل الطائرات لأنه لم يعد يملك الأرض.

أشتم رائحة مؤامرة جديدة ضد الشعب السوري تدار في الخفاء، لا سيما بعد أن زادت حدة القتل والمجازر مؤخرًا، ليكون التفاوض على إيقاف موقت للقتل، وليس رحيل النظام، لتكون هناك فرصة جديدة له في القمع، و”الطبخة” الجديدة تعدها إيران برعاية روسيا والصين. أتوقع فشل هذه المؤامرة، لأن السوريين والجيش السوري الحر والكتائب والمجموعات التي تقاتل على الأرض أثبتوا أنهم من زمن آخر، من زمن مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعلى الرغم من قلة حيلتهم وقلة عتادهم يحققون إنتصارات رائعة، وأتوقع لهم الإنتصار في النهاية، وإسقاط هذا النظام ومحاكمته. من يصنع مستقبل سوريا هم الثوار على الأرض.

لكنّ ثمة حديثاً يجرى حاليًا في أروقة الإدارة الأميركية والأمم المتحدة حول فرض حظر جوي في سوريا؟

هذا مطلب قديم للثورة السورية، وهو مطلب مشروع ومنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة لحماية المدنيين، لكن الحسابات الأميركية الروسية والإيرانية والإسرائيلية تمنع فرض هذا الحظر.

كما أن عدم وجود بترول في سوريا يجعل الدم السوري رخيصًا في نظر الغرب. الجميع للأسف خذل الشعب السوري، بمن فيهم العرب، ولاسيما جامعة الدول العربية، التي تصر على حماية نظام بشار الأسد عبر الصمت على جرائمه تارة، وعبر طرح مبادرات سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع تارة أخرى.

حتى القرارات الهزيلة التي إتخذتها بفرض عقوبات إقتصادية وطرد السفراء السوريين من الدول العربية، وإغلاق المحطات الفضائية التي تبث من بعض الدول الشقيقة لم يتم تنفيذها.

لا أمان لإيران

ما تفسيرك للدعم الإيراني غير المحدود لنظام بشار الأسد؟

إيران لديها مشروع سياسي وطائفي في المنطقة العربية، تعمل بكل قوة على نشره في الدول العربية تحت غطاء القضية الفلسطينية، وهناك الكثير من العرب ينخدعون بها. تعمل إيران جاهدة من أجل حماية نظام بشار الأسد العلوي وحماية حزب الله الشيعي في لبنان، في مواجهة أغلبية سنية من الشعب السوري.

إن عمليات القتل والإغتصاب والتدمير اليومية تتم ضد الأغلبية السنية في سوريا التي قامت بالثورة ضد هذا النظام الطائفي، وللأسف الشديد يبدو أن أرخص الدماء في العالم هي الدماء العربية، والأكثر رخصًا هي دماء السنة السوريين، إن النساء السوريات السنة يتم إقتيادهن وتقديمهن إلى الشباب والرجال الشيعة في سوريا لإغتصابهن، كما يتم تهجير السوريين من منازلهم وقراهم ويستولي عليها الشيعة.

هناك مجازر بشعة تحدث يوميًا في سوريا بإستخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا. ويشارك الجيش الإيراني وحزب الله في الحرب ضد الشعب السوري، في ظل صمت عربي ودولي مخزٍ، للأسف الشديد صار الشعب السوري بين كماشتين، الأولى محور الأسد إيران الشرير، والثانية محور أميركا وإسرائيل والشرير أيضًا، فإسرائيل تقدم دعماً خفياً غير محدود أيضًا لهذا النظام، الذي لم يطلق رصاصة واحدة طوال أكثر من أربعين عامًا لتحرير الجولان المحتلة، في حين يقاتل شعبه بالطائرات والدبابات والأسلحة المحرمة دوليًا، وللأسف الشديد يبارك أوباما هذه المجازر وهو من هلل العرب لانتخابه. فعندما لوّح النظام بإستخدام الأسلحة الكيماوية، خرج أوباما هائجًا ومحذرًا من عمل عسكري، ليس إنقاذًا للشعب السوري، ولكن خشية تسرب انتشار أثر تلك الأسلحة إلى دول الجوار، والمقصود بها إسرائيل.

وكيف ترى زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران وخطابه الذي أيّد فيه ثورة الشعب السوري ضد “النظام القمعي الظالم”؟

شعرنا بالفرح لأننا وجدنا من يقف إلى جوارنا. فقد كان خطاب مرسي في طهران كلمة حق في وجه محور الشر الإيراني السوري مع حزب الله اللبناني. تستحق مواقف الرئيس مرسي الثناء والشكر، إذ شعرنا أن مصر قد تعافت وصارت قادرة على مواجهة أطماع إيران ومشاريعها السياسية والطائفية في المنطقة. لكننا نتمنى ترجمة خطابه إلى أفعال، فالشعب السوري يتعرض للإبادة ويحتاج إلى جهود إغاثية عاجلة.

ندعو مرسي إلى الاستمرار في ضغوطه على النظام السوري من أجل إيقاف نزيف الدم السوري، وايقاف قتل الأطفال واغتصاب الحرائر. كما نريد لفت انتباهه إلى أن الشيطان الإيراني يعتبر النظام السوري خط دفاعه الأول، وأن النظام الإيراني لا أمان له فإذا عاهد خان، وإذا قاتل فجر، ولديه خطة وأهداف ومشروع بناه منذ أربعين عامًا.

معارضة أنانية

ثمة أزمة أخرى يُعاني منها الشعب السوري، ألا وهي تفرق المعارضة السورية، وغياب بديل جاهز لإدارة الدولة في حال انهيار النظام؟

الثورة السورية ليست ثورة معارضة بالخارج أو بالداخل، إنها ثورة شعب انتفض ضد الظلم والقهر والفقر، أطلق شرارتها أطفال وشباب في مدينة درعا.

يؤسفني أن أقول إن الشعب السوري كان يعاني دائمًا من شك بعضه في البعض الآخر، لدرجة تشكيك الأخ في أخيه، بعدما استطاع النظام زرع جواسيسه ومخبريه في كل مؤسسة وكل مكان في البلاد. ويؤسفني أكثر أن أقول إن المعارضة السورية تعاني الآن من أزمة أخطر، تتمثل في مرض الأنانية والبحث عن المصالح الخاصة. هذا مرضٌ أصاب المعارضة السياسية ولم يصب ثوار الداخل.

واقع المعارضة في الخارج محبط، فبعض المعارضين يقف في مراكب تجري في بحر من دماء السوريين، ينتظر بشباكه لصيد المصالح وتحقيقها. للأسف، لم تسعَ فصائل المعارضة للتوحد في الخارج، ولم تسعَ لقيام مجلس وطني حقيقي وقوي يقود المعارضة ويقود الدولة في المرحلة الإنتقالية كما فعل المجلس الوطني في ليبيا.

لكن قد يعود نجاح المجلس الوطني الليبي إلى أنه كان جزءًا من الثورة يقودها في الميدان. لماذا لم يشكل الثوار بالداخل مجلسًا كهذا لقيادة الثورة وقيادة الدولة في مرحلة ما بعد الأسد؟

أرى أن الحل في سوريا يكمن في إنشاء مجلس عسكري إنتقالي يدير المعارك والثورة في الوقت الراهن، ويعمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة، وتنظيم إنتخابات برلمانية ورئاسية. ونحن نناشد الجيش السوري الحر والكتائب التي تقاتل إلى جانبه إنشاء جسم عسكري موحد لإدارة المرحلة الإنتقالية. فهم مؤتمنون على أرواح السوريين بعد أن نذروا أنفسهم وأرواحهم للدفاع عن الشعب السوري. هؤلاء من سيحاسبون النظام ويحاكمون رموزه، كما سيحاسبون المعارضة الخارجية أيضًا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/762438.html

إيران تناقض نفسها حول وجود الحرس الثوري في سوريا ولبنان

سليمان يطلب توضيحات من السفير الإيراني.. وجنبلاط: كلام الجعفري يثير الانقسام المذهبي

بيروت: يوسف دياب

ناقضت إيران نفسها مرتين بعد تصريحات واعترافات «مثيرة للجدل» أدلى بها القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني «الباسدران» الجنرال محمد علي الجعفري أول من أمس عن وجود عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان بصفة «استشاريين»، وعن استعداد قواته الدفاع عن نظام الرئيس السوري إذا تعرضت سوريا إلى هجوم.

وطلب لبنان من السفارة الإيرانية في بيروت «توضيحا رسميا» حول التصريحات التي أدلى بها الجنرال الجعفري، لكن الرد الإيراني جاء متناقضا.

فقد نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في حديث لقناة «العالم» الإيرانية أي وجود عسكري لإيران في المنطقة و«خاصة في سوريا». واعتبر أن ما نقل عن كلام قائد الحرس الثوري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان وسوريا «مغلوط وانتقائي».

لكن تصريحات المتحدث تناقضت مع توضيحات السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي الذي قال إن كلام الجنرال الجعفري «أتى جوابا عن سؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكانت إجابة قائد الحرس محمد علي جعفري تتناول الوضع السوري»، أي إن قوات الحرس الثوري الإيراني موجودة في سوريا فقط وليس في لبنان.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان استقبل السفير الإيراني وتباحثا فيما تناقلته وسائل الإعلام عن وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان، حيث نفى السفير ذلك، موضحا أن هذا الكلام أتى جوابا عن سؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكانت إجابة قائد الحرس محمد علي جعفري تتناول الوضع السوري. وقد طلب الرئيس سليمان توضيح ذلك رسميا من السلطات الإيرانية المختصة.

وقد أثارت التصريحات الإيرانية الكثير من الانتقادات في الشارع اللبناني. وبينما أعرب النائب علي خريس عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن اعتقاده بأن «ما قيل بخصوص وجود فيلق القدس في سوريا ولبنان (فيه نوع من المبالغة)». قائلا: «أنا لم أرَ وأسمع عن الحرس الثوري في الجنوب أو في أي منطقة أخرى»، رأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن تصريحات جعفري «تغذي الانقسام المذهبي الذي هو أخطر شيء على الثورات العربية». وقال جنبلاط: «نحن بغنى عن التصريح الذي يثير لأكثر من علامة استفهام، وكأن الشعبين اللبناني والسوري بحاجة إلى دروس ونصائح في المقاومة والكرامة»، لافتا إلى أن «الشعب اللبناني ناضل بأكمله في سبيل التحرير والتخلص من الاحتلال كما في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال قبل وصول الدعم الإيراني، وللتذكير فإننا اليوم نمر بذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي وضعت المداميك الأولى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. والشعب السوري يسطر يوميا بطولات في النضال من أجل الحرية والكرامة، وهو ليس بحاجة لدروس لا سيما أن تاريخه الوطني مشرف جدا في مواجهة الاحتلال والتحرر من الانتداب».

وحذر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت من أنّ السلطات الإيرانيّة تسعى جاهدة لجعل لبنان بأكمله قاعدة متقدّمة للحرس الثوري الإيراني عبر سلاح حزب الله، متوجها بالسؤال إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن «هل عناصر الباسدران في لبنان موجودون بصفة شرعية». وقال فتفت في بيان أصدره أمس «اعترف الجنرال محمد علي جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني (الباسدران)، في مؤتمر صحافي، بأن طهران أرسلت إلى لبنان وسوريا عددا غير محدّد من عناصر فيلق القدس التابع للباسدران بصفة استشاريّة؟. فإذن لم يعد التدخّل الإيراني المباشر في الحرب على الشعب السوري تهمة ملفقّة كما كان البعض يحّب أنّ يسميها بل إقرار بأن طهران طرف مباشر في الاعتداء على الربيع العربي في سوريا دعما للرئيس الأسد ونظامه». وسأل «هل هذه العناصر تتعاطى بصفة استشاريّة مع الجيش اللبناني؟ وإذا كان الجيش لا دخل له بهذا الموضوع، وهذا ما أعتقده، فبأي صفة عسكريّة رسميّة يوجد هؤلاء في لبنان؟».

وفي أول تعليق له على هذا الاعتراف، رأى رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي، أن «الشعب السوري يعرف منذ البداية أن إيران هي جزء من المشكلة، وليست طرفا حياديا أو واسطة خير». وأكد حجازي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران ومنذ بداية الثورة تقدم الخبراء في مجالات الاتصالات والأمن والقناصة وقمع المتظاهرين، وتوفد المقاتلين سواء من الحرس الثوري ومن جماعة مقتدى الصدر وحزب الله في لبنان، لتقديم كل أنواع الدعم للنظام السوري، وهؤلاء شاركوا في قتل الشعب السوري، والجيش الحر ألقى القبض على البعض من هؤلاء، كما قتل عددا منهم». وقال «المطلوب من النظام الإيراني أن يكفّ يده، ومطلوب من الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) أن يعلن أن النظام السوري قاتل لشعبه، وأن يسحب كل خبرائه ومقاتليه من سوريا لأننا لا نقبلهم بهذا الشكل».

إلى ذلك اعتبر المعارض السوري هيثم المالح، أن «ما أدلى به قائد الحرس الثوري الإيراني هو دليل واضح على أن إيران تشارك العصابة الحاكمة في سوريا بقتل الشعب السوري». وأوضح المالح لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الاعتراف ليس الأول، فمنذ أيام قال (المرشد الأعلى في إيران علي) خامنئي، إننا ندعم خطة بشار الأسد للقضاء على المجموعات المسلحة، ولذلك هم شركاء مع النظام السوري ليس من الآن، إنما منذ ما قبل الثورة، لكن بعد الثورة اشتركت إيران بفاعلية كبرى بقتل الشعب السوري، سواء بإرسال المقاتلين أو العتاد أو الخبراء ومطاردة الثوار وقتلهم».

رئيس الأركان الأميركي في أنقرة لبحث الملف السوري

أردوغان انتقد غياب دور واشنطن

واشنطن: محمد علي صالح بيروت: «الشرق الأوسط»

وصل رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي إلى أنقرة أمس في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا، عنوانها «البحث في الملف السوري» بعيد انتقادات وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لـ«التقاعس الأميركي» في هذا الملف. وتأتي زيارة ديمبسي بعد زيارة مماثلة قام بها مدير جهاز الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» ديفيد بترايوس إلى أنقرة مطلع الشهر الحالي التي حملت عنوانا مماثلا.

وبينما رفض البنتاغون الحديث عن تفاصيل محادثات الجنرال ديمبسي في تركيا قالت مصادر أميركية إن الجنرال بحث في تركيا دعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودور أكراد تركيا وأكراد سوريا في الحرب في سوريا، وإمكانية تأسيس منطقة حظر للطيران في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. لكن، قالت المصادر إن الجنرال ديمبسي لم يقدم أي التزامات لمساعدة المعارضة السورية، وإنه «في رحلة لجمع المعلومات، قبل وضع استراتيجية محددة، وسط تطورات سريعة ومعقدة، خاصة الدور الإيراني في سوريا». هذه إشارة إلى اعترافات محمد علي الجعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، لأول مرة، بأن قواته موجودة في سوريا ولبنان.

وقالت المصادر إن الجنرال ديمبسي لم يلتزم، في محادثاته مع المسؤولين الأتراك، بأي شيء. وإنه وعد بدراسة الأوضاع، خاصة التطورات الجديدة. وقالت المصادر إن الجنرال يجب أن يعود إلى واشنطن، ويدرس التداعيات السياسية لوجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان. مع وضع اعتبار للحملة الانتخابية الرئاسية، كون أن المرشح الجمهوري ميت رومني ينتظر أي هفوة من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما ليستغلها لمصلحته.

وانتقد أردوغان الولايات المتحدة، داعيا واشنطن إلى المساهمة بشكل أكبر في تسوية هذه الأزمة. وقال أردوغان في تصريحات نقلتها الصحف التركية أمس إن «الولايات المتحدة لا تساهم حاليا في حل هذا النزاع. الدول الفاعلة هي روسيا والصين». وأكد أردوغان أن «الولايات المتحدة لا تقوم بما هو متوقع منها» بخصوص الأزمة السورية، موضحا أن الانتخابات الرئاسية في هذا البلد تؤثر على التزام واشنطن.

وتستمر زيارة ديمبسي – وهي الأولى له إلى تركيا – يومين يلتقي خلالهما عددا من المسؤولين الأتراك. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة الأميركية كانت مقررة في وقت سابق، وقد تمت بناء على دعوة من رئيس الأركان التركي الجنرال نجدت أوزال، مشيرة إلى أن هدفها هو متابعة آلية التنسيق التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق. وقال المصدر إن المحادثات تطرقت أيضا إلى كيفية مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجهها تركيا في هذا الملف والمخاطر الناجمة عن تمدد الحركات الإرهابية في شمال سوريا وتأثيرات ذلك على أمن تركيا، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني. وأوضحت المصادر أن البحث تناول الآلية العملانية للتنسيق بين تركيا وحلفائها في حلف الناتو في مواجهة هذه المخاطر.

وتشكو تركيا من توسع نفوذ تنظيم العمال الكردستاني المحظور الذي تدرجه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي على لائحة المنظمات الإرهابية، في شمال سوريا وجنوب تركيا، بينما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن القوات الأمنية التركية قتلت نحو 500 من المتمردين الأكراد في عملياتها خلال شهر. وأوضح أن بينهم 123 مسلحا قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية في مدينة هكاري جنوب شرقي تركيا.

أوغلو: نريد أن نستغل العلاقات الإيرانية لإقناع الأسد بوقف «نزف الدم»

مجموعة الاتصال حول سوريا تجتمع في القاهرة.. وتطابق في وجهات النظر التركية ـ المصرية

القاهرة: «الشرق الأوسط»

شدد أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أمس على ضرورة حل الأزمة السورية بعيدا عن التدخل الأجنبي وفي إطار دول المنطقة، معربا عن تفاؤله ببدء أعمال اللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السورية، والتي تضم مصر والسعودية وإيران، إضافة إلى تركيا، وفقا لاقتراح الرئيس المصري محمد مرسي، والتي سينضم إليها الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي في سوريا.

واستقبل الرئيس المصري محمد مرسي أمس بالقاهرة أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي الذي يزور مصر حاليا للمشاركة في أعمال اللجنة الرباعية. وقال المستشار نزيه النجاري نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إنه في إطار التحرك المصري والجهود الهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، اجتمع مساء أمس بمقر وزارة الخارجية المصرية وزراء خارجية مصر وإيران وتركيا لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا على الصعيد السياسي والإنساني، ولمناقشة سبل التوصل لتحقيق أهداف هذا التحرك.

وقال أوغلو في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب لقاءاته مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، ورئيس الحكومة المصرية الدكتور هشام قنديل، إن اجتماعه مع الرئيس مرسي تناول عمل اللجنة الرباعية وإنه لمس تطابقا في وجهات النظر بين مصر وتركيا حول ضرورة وقف نزيف الدماء في سوريا والتوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأهمية اجتماع اللجنة الرباعية باعتباره مبادرة إقليمية ترسخ وتؤكد أن تركيا ومصر تنظران للأزمة السورية بنفس المنظور، وأن المبادرات الإقليمية تساعد على حل المشاكل الإقليمية خاصة في سوريا في إطار الدول التي تنتمي لنفس المنطقة معربا عن أمله أن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية.

وردا على سؤال حول مشاركة وزير الخارجية السعودي في اجتماع اللجنة الرباعية بالقاهرة قال أوغلو «إن الوزير السعودي أبلغنا بعدم قدرته على الحضور وسنجري مشاوراتنا مع السعودية بشكل مستمر ووثيق وكذلك مع إيران»، معربا عن ترحيبه بانضمام أي دولة في المنطقة في جهود حل الأزمة السورية، مضيفا: «الموقف التركي كان واضحا منذ البداية ويتمثل في أن يكون الحل نابعا من المنطقة مع ضرورة وقف حمامات الدم»، معلنا مساندة بلاده لجهود الجامعة العربية.

وحول فشل الجهود الدولية في حل الأزمة السورية، بينما نجحت في ليبيا قال الوزير التركي إن أحد أسباب هذا الفشل يرجع إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض كافة المساعي الدبلوماسية للحل كما أن هناك خلافات داخل مجلس الأمن من جانب الدول الكبرى، موضحا أن مهمة المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي هي الإسراع بالتوصل إلى حل حتى لا يستغل النظام السوري المبادرة لمنحه المزيد من الوقت لقتل شعبه.

وردا على سؤال حول مشاركة إيران في اللجنة الرباعية رغم أن البعض يراها جزءا من المشكلة، قال أوغلو «إننا نريد أن نستغل العلاقات الإيرانية السورية لإقناع الأسد بوقف نزيف الدم»، معربا عن اعتقاده بإمكانية أن تلعب إيران دورا في حل هذه الأزمة، كما أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى منهج مشترك حول حل الأزمة السورية أن الشعب السوري يستحق أن يعيش في حرية وكرامة مثلما فعل المصريون بعد الثورة.

وشدد أوغلو على أنه تم خلال المقابلة استعراض تداعيات الفيلم المسيء للرسول الكريم، وقال: «اتفقنا على أن الفيلم يعد استفزازا لمشاعر المسلمين في العالم أجمع ونحن نقف ضد هذا النوع من الإهانة كما نرفض كافة أشكال التهكم والإهانة على جميع الأديان».

وأضاف: «في نفس الوقت ترى مصر وتركيا أن رد الفعل يجب أن يكون بهدوء وتعقل لأن التجاوزات في التظاهر تعطي صورة سلبية عن الإسلام للعالم»، مشددا على ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية التي لا تعد مسؤولة عن أفعال الآخرين.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الرئيس محمد مرسي سيزور تركيا في النصف الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لعقد مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله غل وكبار المسؤولين الأتراك حول قضايا المنطقة، وبحث وتأسيس مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية وإعطائها بعدا أكبر مما تشهده أي علاقات بين الدول.

لافروف: روسيا غير متمسكة ببقاء النظام السوري أو رحيله

أكد أن موسكو راغبة في التجاوب مع أي مبادرة عربية فعلية لحل الأزمة السورية

موسكو: أحمد عيسى

أكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس أن موسكو «غير متمسكة ببقاء النظام السوري أو رحيله وهو ما يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل يعيد سيناريو الحالة الليبية الذي لن نقبل بتكراره». وأضاف لافروف خلال لقائه بوفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد الصقر، النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، أن بلاده منفتحة وراغبة في التجاوب مع أي مبادرة عربية فعلية لحل الأزمة السورية.

من جانبه، بين الصقر أن لافروف أعطى تفويضا للمجلس «لإعداد مبادرة تفاعلية بشأن القضية السورية وتقديمها لروسيا لإيجاد وسيلة لحل الأزمة السورية وحقن الدماء» مؤكدا على أن موقف روسيا يهدف إلى حفظ استقلال وسيادة سوريا من تدخل خارجي يعصف بالكيان السوري، ومبديا اهتمام روسيا بالتواصل والحوار مع المجتمع المدني العربي الذي يعتبر مجلس العلاقات العربية والدولية قاعدة مهمة ورئيسية منه خاصة أن انطلاقة أعماله كانت المحطة الروسية عبر زيارة موسكو. وأضاف الصقر أن الوزير الروسي نوه بأهمية الدور الإيراني في المنطقة وكذلك سوريا الذي يتطلب أن يكون ضمن الحوارات حول الأزمات التي يجب أن يتم حلها بالطرق السلمية والتفاوض، مشددا من جانب آخر على حرص موسكو على أمن دول المنطقة في ظل التطورات الأخيرة وعدم تعريضها إلى مخاطر تمس استقرارها وأمنها.

ووصف الصقر الاجتماع مع الجانب الروسي بأنه كان على مستوى عال من الانفتاح والحديث الصريح الذي تعكسه تساؤلات كبيرة من الشارع العربي تجاه الموقف الروسي من القضية السورية والمآسي التي يشهدها السوريون يوميا ومطالبة الرأي العام العربي بموقف واضح من القوى الكبرى منها حيث أعرب لافروف أن روسيا ترى الوضع السوري وما يحفه من تدخلات وهي على استعداد للتعامل بجدية مع مبادرة متوازنة وعادلة لحل القضية السورية ووقف سفك الدماء والتخريب والاقتتال في هذا البلد الصديق والذي نمتلك معه علاقات صداقة وتعاون تاريخية.

يذكر أن الصقر يزور موسكو على رأس وفد يضم رئيس وزراء العراق الأسبق إياد علاوي ورئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ورئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري ووزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بن عيسى، والتقى خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي كبار مساعديه ورؤساء الإدارات المعنية بالشرق الأوسط في وزارته بالإضافة إلى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بغدانوف.

إلى ذلك، أعرب رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية ايغور ايفانوف عن ارتياحه لنتائج الزيارة التي يقوم بها وفد مجلس العلاقات العربية والدولية إلى موسكو وعبر ايفانوف بعد لقاء الطرفين عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها الوفد العربي لأول مرة لموسكو. وأوضح ايفانوف أن المباحثات تركزت بالدرجة الأولى على مسألتين أساسيتين هما تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط والخليج والتحديات والمخاطر التي ترافق عملية التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة والسبل الكفيلة بالحيلولة دون تحول هذه المخاطر إلى مشاكل تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وأضاف أن الجانبين تطرقا إلى الوضع في سوريا والسبل الضرورية للانتقال من المجابهات الجارية هناك إلى الحلول الكفيلة بوقف العنف وبدء الحوار وتحقيق التسوية السياسية، موضحا أن آراء الطرفين تطابقت حول بعض القضايا وتباعدت في أمور أخرى.

4 قذائف في الدقيقة على الزبداني.. والنظام يدمر جسرا في دير الزور

تجدد القصف على دمشق.. وإعدامات ميدانية في مخيم اليرموك.. والجيش الحر يهاجم مطارا في إدلب

بيروت: كارولين عاكوم

عادت العمليات العسكرية والمعارك إلى العاصمة السورية دمشق في موازاة استمرارها على جبهات مختلفة في معظم المناطق السورية ولا سيما منها حلب. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد قتلى أمس وصل كحصيلة أولية إلى مائة شخص أغلبهم في دمشق وريفها وعشرة منهم في مخيم اليرموك وآخرون في درعا وحمص وحلب وإدلب والرقة.

وفي العاصمة دمشق وريفها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط عدد من الجرحى في تجدد القصف على أحياء القدم والعسالي والحجر الأسود، كما أكد المسؤولون في تنسيقية اليرموك لـ«الشرق الأوسط» أن قوات النظام قامت بإعدام ثمانية شبان بالرصاص المباشر في حي دير ياسين في مخيم اليرموك، مضيفا «أن أحياء الحجر الأسود والتقدم والعروبة والزين تتعرض منذ أكثر من 10 أيام لقصف جنوني يؤدي إلى تهديم المنازل»، لافتا إلى أن معارك طاحنة منذ أيام عدة تقع في الحجر الأسود بين كل من الجيش الحر والجيش النظامي الذي لا ينجح في التقدم أكثر من 200 متر وذلك بمساندة المروحيات التي تطلق المتفجرات، ليعود وينسحب ليلا بعد المواجهة العنيفة التي يقوم بها عناصر الجيش الحر، مشيرا إلى أن النظام قام بإقفال مداخل الحجر الأسود لمنع الجيش الحر من التحرك، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة انتقاما من المدنيين وأهالي المنطقة. مع العلم أن لواء الفاتحين في الجيش الحر كان قد أصدر بيانا منذ يومين أعلن فيه أن مركز القيادة العامة الموجود في الحجر الأسود سيكون عرضة للاستهداف.

كما تعرضت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بلدة عرطوز في ريف دمشق، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل كما عثر في بلدة معضمية الشام على جثماني مواطنين اثنين من حي ركن الدين أحدهما طبيب والآخر فلسطيني وقد قتلا بإطلاق رصاص مباشر وقامت القوات النظامية بإطلاق النار عشوائيا من الحواجز المتمركزة في مدينة دوما، في حين كان القصف مستمرا على حي الحجر الأسود في محاولة لاقتحامه من شارع الـ30.

وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا «أن حي الميدان» بات خاليا من المسلحين، لفت نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» إلى «أنه ومما لا شك فيه أن النظام لا يزال قويا في العاصمة دمشق، وهو بات يستقدم إليها الشبيحة الذين ألبسهم الزي العسكري من مختلف المناطق الموالية للمشاركة في العمليات العسكرية.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية، إن 16 جريحا، كحصيلة أولية، سقطوا في المعضمية جراء استهداف قوات النظام تشييعا بقذيفة هاون، لافتة إلى أن العدد مرشح للازدياد بعد تجدد القصف من المدفعية الثقيلة على أحياء المدينة، كما تعرضت مدينة الزبداني للقصف من قبل القوات النظامية السورية.

واعتبر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، أنه وبعد القصف المستمر لليوم الثالث والسبعين على منطقة الزبداني لم تعد الاستغاثات ولا النداءات تكفي، مشيرا إلى أن القتلى والجرحى بالعشرات والقصف مستمر بمعدل بمعدل أربع قذائف في الدقيقة.

وفي إدلب، قالت عناصر من كتائب «شهداء سوريا» التابعة للجيش الحر إن الكتيبة هاجمت مطار أبو الظهور العسكري، وذكر الناشطون أن الكتيبة دمرت طائرة ميغ داخل المطار وتصدت لبعض الطائرات في الجو.

بدورها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن من بين قتلى أمس ثلاثة من عائلة واحدة قضوا بنيران الشبيحة في بلدة التمانعة بإدلب. كما أسفر هجوم شنته طائرة مروحية على بلدة كفر عويد بإدلب عن مقتل خمسة أطفال وامرأة على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» جثث أطفال موزعة في غرفة صغيرة. كما تعرضت بلدة بينين لقصف صاروخي من المروحيات.

وفي دير الزور دخل القصف المدفعي والصاروخي من طائرات الميغ يومه الـ95. وذكر المتحدث باسم المجلس الثوري للمدينة أن قوات النظام ألقت براميل متفجرة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين أدت إلى تسوية منازل عدة بالأرض.

وأشار إلى أن القوات النظامية قصفت جسرا حيويا في المدينة لمنع مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى محتاجيها في المدينة.

وأضاف أن الجيش السوري الحر انتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم على المقرات التي ما زالت تحت سيطرة الجيش النظامي، والسيطرة على أحياء ومناطق جديدة في المدينة. من جهته، أكد العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات الجيش الحر انتقلت منذ أكثر من شهرين من الدفاع إلى الهجوم في مختلف المناطق السورية وأصبح يخوض حربا حقيقية تستخدم فيها كل أساليب القتال، لافتا إلى أن هذه العمليات كبدت النظام خسائر فادحة ولا سيما منها الاستيلاء على الحواجز والأسلحة.

وفي حلب: في غضون ذلك قال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم مبنى البحوث العلمية في حي حلب الجديدة الذي تعرض لقصف عنيف من الطائرات الحربية. وذلك بعد اشتباكات وقعت ليلا بين الجيشين النظامي والحر حول مبنيي المخابرات الجوية والبحوث العلمية كما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنى البحوث رافقها تحليق طيران كثيف فوق المنطقة كما قامت الكتائب المقاتلة بمهاجمة حاجز المنصورة في حلب الجديدة وأنباء عن إصابات في صفوف الجيش النظامي، كما قصف جيش النظام حي بستان الباشا المجاور لحي الميدان، إضافة إلى أحياء العامرية والصاخور وقاضي عسكر والفردوس. وفي حمص تجدد قصف قوات النظام للرستن بالطيران وراجمات الصواريخ، بحسب لجان التنسيق التي قالت: إن قصفا عنيفا تعرضت له بلدات تسيل وسحم الجولان وجلين.

وذكر المرصد أن أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية وقتل عنصر من الجيش الحر الملقب بـ«عاشق الحور» إثر كمين نصب له في القرى الشرقية بحمص مع آخرين كما تعرضت بلدة تلبيسة وقرية النقيرة ومدينة الرستن للقصف من قبل القوات النظامية السورية.

وفي درعا، حيث قتل خمسة مواطنين بينهم اثنان إثر إطلاق نار عشوائي في بلدة غباغب، قامت القوات النظامية باقتحام منطقة اللجاة بعدد كبير من الآليات رافقه اشتباكات وقصف بينما تعرضت بلدات بصرى الشام والكرك الشرقي وأم ولد للقصف.

اشتباكات عنيفة في حلب بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة

اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الثلاثاء في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب، كما أفاد سكان في ثاني كبرى المدن السورية، غداة سقوط 137 قتيلاً في البلاد بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واندلعت المواجهات في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الاذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما افاد السكان. كما اندلعت مواجهات في حي السكري (جنوب) حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.

وأوضح المرصد أنَّ مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

بدورها، أكَّدت القوات النظامية أنَّها سيطرت على حي الميدان (وسط) بعد اشتباكات استمرت اسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة الى تحصن عدد من القناصة فيها.

وأشار مراسل وكالة “فرانس برس” في حلب إلى أنَّ “بعض اجزاء الحي ما زالت غير امنة لعودة السكان”. كما لاحظ المراسل أمس الاثنين “وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان”.

(أ.ف.ب.)

قتال ضار بحلب وقتلى بدير الزور

اندلع اليوم الثلاثاء قتال عنيف بحلب حيث يسعى الجيشان النظامي والحر إلى تحقيق مكاسب ميدانية. وقصف الجيش النظامي اليوم مناطق في دمشق وريفها وفي حمص, في حين أوقعت غارة بطائرات ميغ 15 قتيلا معظمهم نساء وأطفال في بلدة الصور بريف دير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم في حيّي بستان القصر والإذاعة جنوبي شرقي حلب التي تشهد معارك ضارية منذ نحو شهرين. وأضاف المرصد أن مواجهات مماثلة اندلعت في حي السكري الذي يقع أيضا في الطرف الجنوبي من المدينة.

وفي اليومين الماضيين, وقع قتال ضار في حي الميدان وسط حلب, ويقول الجيش السوري إنه سيطر على قسم من الحي الإستراتيجي.

قتال وقصف

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي السوري أغار اليوم على حي الصاخور شرقي حلب الذي يخضع لسيطرة الجيش الحر مما تسبب في مقتل عدد من الأشخاص.

وكان الجيش الحر هاجم في الأيام القليلة الماضية حواجز للجيش السوري بينها حاجز للمدفعية, وبث أمس مقطعا مصوار يظهر فيه جنود نظاميون قتلى في حي العامرية.

وذكرت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية أن الجيش النظامي “طهر” تقريبا حي الميدان, ويستعد لمهاجمة أحياء قريبة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة مثل بستان الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.

وفي وقت سابق, أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن أحياء الشعار والفردوس وباب النيرب والصاخور وسليمان الحلبي تتعرض منذ صباح الاثنين لقصف بالطائرات والمدفعية. وأشار إلى حدوث اشتباكات في محيط مدرسة المدفعية وفي محيط ثكنة هنانو بين الجيشين الحر والنظامي.

وفي ريف حلب, قصفت طائرات سورية اليوم بلدة قبتان الجبل ببراميل تحتوي مادة الـ”تي إن تي” المتفجرة وفق ما قالت شبكة شام. وتحدثت الشبكة أيضا عن قصف بمدافع الهاون والدبابات استهدف صباح اليوم أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود وسط تحليق للطيران المروحي فوق هذه الأحياء التي ينتشر فيها عناصر من الجيش الحر.

وفي محيط دمشق, هدم جنود سوريون عشرات المنازل التي تعود إلى ناشطين حسب ما أوردت صفحة الثورة السورية. وأشار ناشطون إلى قصف على مناطق في ريف دمشق بينها جديدة عرطوز التي استهدفها الفوج 153, وتحدثوا عن قصف متزامن استهدف بلدات القصير والرستن وتلبيسة بريف حمص, وأوقع عددا من الجرحي.

وشمل القصف كذلك بلدتي كفرزيتا وقسطون بريف حماة, وإحسم في إدلب. وتعرضت مدينة البوكمال في دير الزور بدورها لغارات جوية أوقعت إصابات في صفوف المدنيين حسب ناشطين.

وفي محافظة الرقة شمالي سوريا, سيطر الجيش الحر أمس على معظم بلدة تل أبيض. وقال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر حاصروا موقعا يتحصن فيه 150 من عناصر الجيش السوري وطالبوهم بتسليم أنفسهم.

وقتل أمس ما لا يقل عن 175 سوريا بينهم 42 جنديا نظاميا و24 من مقاتلي المعارضة وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

حصيلة شهر

وقال روبرت سري -المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط- أمس إن شهر أغسطس/آب الماضي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى حتى الآن في سوريا.

ولم يقدم سري -الذي كان يتحدث في مجلس الأمن- رقما محددا, بيد أنه قال إن أعداد القتلى في تصاعد. وتقول الأمم المتحدة إن 1600 شخص قتلوا في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي, وهو عدد قياسي.

وتقول منظمات سورية إن ما يصل إلى 27 ألف سوري قتلوا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/آذار 2011.

الاجتماع المقبل بنيويورك نهاية هذا الشهر

لا تقدم باجتماع القاهرة حول سوريا

اختتم وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران -في غياب السعودية- مساء الاثنين بالقاهرة اجتماعا لتفعيل المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي بشأن سوريا، دون التوصل لأي نتائج ملموسة. وأكدوا أنهم سيعقدون اجتماعا آخر في الأسبوع الأخير من هذا الشهر بنيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومن ناحية أخرى، التقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم والمتحدة الأخضر الإبراهيمي لبحث النتائج التي أسفرت عن اتصالاته الأخيرة مع القيادة والمعارضة السوريتين، وللتشاور حول الزيارة التي سيقوم بها للأمم المتحدة قبل أن يبدأ جولة في عدد من الدول المجاورة لسوريا.

وقد صرح وزراء خارجية الدول الثلاث -في مؤتمر مقتضب عقدوه بعد انتهاء الاجتماع- بأن “الوقت ما زال مبكرا” للحديث عن حلول، وقال وزير الخارجية المصري كامل عمرو “ناقشنا أفكارا ومبادئ لحل الأزمة السورية، وتم الاتفاق على استمرار التشاور..، ومن المبكر الحديث عن حلول موضوعية”.

لا خطط فورية

الموقف ذاته عبر عنه وزير الخارجة التركي أحمد داود أوغلو الذي قال “ما زلنا نسعى نحو مبادرات دبلوماسية أخرى..، ولا يمكن وضع خطط عمل فورية في أول اجتماع”.

وأضاف أن “المهم هو الحفاظ على إقليمية الحل وسنواصل المشاورات..، اليوم اتفقنا على بعض المبادئ وبالطبع هناك اختلافات بيننا في الآراء”.

أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فأكد أن توقع حل سريع للأزمة “أمر غير واقعي”، مشيرا إلى أن “نقاط التشارك أكثر من نقاط الخلاف” داخل المجموعة.

وعن الخطوات المقبلة، قال أكبر صالحي “شددنا على الاستمرار في التواصل..، وسوف ننسق مع الأخضر الإبراهيمي لأننا لا نريد أن تكون هناك جبهتان”، مضيفا أن “على الحكومة السورية أن تلبي مطالب الشعب السوري، لكن الحل يجب أن يكون سورياً/سورياً ولا يفرض من الخارج”.

وذكر مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي أن الخارجية المصرية أوضحت في وقت سابق أن القاهرة ستركز خلال اجتماع مجموعة الاتصال على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت، أهمها الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ورفض التدخل العسكري الخارجي.

كما تشمل هذه الثوابت ضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري، وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة وفى نظام سياسي ديمقراطي وتعددي، وكذلك مساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة.

جولة الإبراهيمي

من جانب آخر، أكد الإبراهيمي -عقب لقائه بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي- أنه سيتوجه إلى نيويورك ليقدم تقريرا إلى اجتماع لمجلس الأمن، ويلتقي بعض وزراء الخارجية العرب الذين سيكونون هناك لحضور اجتماعات الجمعية العامة.

وأضاف “سأقابل أيضا كثيرا من الناس الذين لهم مصلحة ونفوذ في سوريا ثم نعود إلى دمشق، ونقدم بعض الأفكار التي سنتحدث فيها مع السوريين من المعارضة والحكومة”.

كما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن الإبراهيمي سيتوجه اليوم الثلاثاء إلى تركيا لزيارة مخيم ألتينوزو في محافظة هاتاي القريبة من سوريا ويلتقي لاجئين هناك.

وقد كان الموفد الأممي العربي أنهى الأحد زيارة لسوريا استغرقت أربعة أيام دون إحراز تقدم باتجاه تسوية سياسية للأزمة. وأبلغ الرئيس السوري بشار الأسد الإبراهيمي بوضوح أنه مستمر في حربه على المعارضة المسلحة, وأبدى استعداده للتحاور مع ما يصفها بالمعارضة الوطنية.

وفي المقابل، قالت قيادة الجيش الحر التي تحدثت إلى الإبراهيمي عبر الإنترنت إن مهمته التي بدأت مطلع هذا الشهر ستبوء بالفشل، خاصة أنه لا يحمل خطة للحل.

إيران تنفي وجود الحرس الثوري بسوريا

                                            نفت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين إرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، مؤكدة أن تصريحات قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في هذا الصدد أخرجتها وسائل الإعلام من سياقها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبرست لقناة العالم التلفزيونية الناطقة بالعربية إن “التعليقات التي نسبت إلى الجنرال محمد علي جعفري حول وجود الحرس الثوري في سوريا كانت جزئية ومغلوطة وليست صحيحة بأي شكل”. وأضاف أنه “لا وجود عسكريا لإيران في المنطقة، وخصوصا في سوريا”.

وكان جعفري أقر الأحد بوجود عناصر من “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، وقال “إننا نقدم لهما (البلدان) نصائح وآراء ونفيدهما من تجربتنا”، من دون أن يحدد الجهات التي تستفيد من هذه المساعدة في البلدين.

وأوردت وكالات الأنباء الإيرانية بما فيها الوكالة الرسمية تصريحات جعفري، إضافة إلى الموقع الإلكتروني للحرس الثوري.

وكانت تصريحات جعفري أول اعتراف رسمي بأن لإيران وجودا عسكريا في سوريا. ويشير نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن هذه التصريحات سببت مشاكل لطهران.

استيضاح لبناني

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان طلب الاثنين من السلطات الإيرانية “توضيحا رسميا” عن وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، حسب ما ذكره بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

وجاء هذا الطلب خلال لقاء بين سليمان والسفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي، تناول ما نقلته وسائل الإعلام عن جعفري بشأن وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان وسوريا.

واتهمت عدة دول عربية وغربية إيران بالضلوع في تقديم الدعم العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بما يساعد على استمرار نزف الدم في هذا البلد. ومن جهتها، تتهم طهران تركيا والسعودية وقطر بالعمل على الإطاحة بنظام الأسد.

يُشار إلى أن فيلق القدس وحدة خاصة مسؤولة عن العمليات الرسمية والسرية للحرس الثوري خارج الأراضي الإيرانية. ويقول محللون غربيون إن الوحدة المؤلفة من آلاف العناصر فعالة بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط.

أطفال سوريا يعانون نفسيا من العنف

الجزيرة نت-خاص

دون أي ذنب وقبل أن يفهموا معنى الموت قُدر للكثير من الأطفال السوريين أن يواجهوه يوميا، وأن يكونوا ضحايا القتل وشهودا عليه وهو يخطف من حولهم.

أكثر من 2400 طفل قتلوا منذ بداية الثورة وفق إحصاءات مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، وكان آخرهم الطفلة مقطوعة الرأس التي انتشرت صورها يوم أمس الأحد وكانت إحدى ضحايا مجزرة في قرية كفر عويد بإدلب.

وما يزال العنف المتصاعد يوغل في ترك آثاره على أجساد الأطفال الغضة ونفوسهم.

حالات واقعية

ورامي صبي بالرابعة من عمره كان مع والدته بسوق في درعا البلد عندما حدثت اشتباكات أجبرتهما على الاختباء ست ساعات متواصلة في ذلك المكان, ليشهد الطفل سقوط قتيلين أمام عينيه قنصا بالرصاص ويعود إلى البيت غير قادر على النطق وفقا لما أخبرنا به أحد أفراد أسرته، إنه واحد من الأطفال السوريين الذين يعيشون أحداثا بهذه القسوة والتي تترك آثارا نفسية بالغة لديهم.

رغم أن الكلام لم يجر واضحا بعد على لسان الطفلة ولاء التي لم تبلغ السنتين فإنه عند رؤيتها على التلفزيون لصور جثامين أطفال ملفوفين بأكفان بيضاء أشارت إليهم قائلة بأنهم نائمون، وقالت أمها للجزيرة نت إنها تصاب بالفزع من أصوات الطائرات والقذائف وأي صوت قوي تسمعه تعتقد أنه طائرة، وتصحو كثيرا خلال نومها وهي تبكي.

ومايا مثال آخر لطفلة في العاشرة من عمرها تعيش الآن مع والديها في مدرسة بدمشق مع عائلات نزحت من المناطق المتوترة، وعلى خلاف بقية أقرانها فإنها شديدة الانطواء على نفسها وسريعة البكاء، ويجد المشرفون صعوبة بالغة في دمجها ضمن نشاطات الأطفال وتصاب بنوبات بكاء قوية دون أسباب تذكر.

وأحد المختصين النفسيين قام بمعاينتها وقال إنها في بداية إصابتها بنوع من الصرع وتحتاج متابعة طبية وعلاجا بالأدوية، والسبب وراء حالتها تلك أنها فقدت أخاها الأصغر منها بسنتين بطريقة بشعة فقد قتل ولفظ أنفاسه أمامها جراء القصف الذي هدم منزلهم، وكانت علاقتها به متينة جدا ولعبت فيها دور الأم الصغيرة التي تقوم برعايته والاهتمام بشؤونه وفق والدتهما التي تقول بأنها كانت تستطيع الاعتماد عليها في ذلك بالفعل، وأن صدمة مقتله كانت عنيفة بحيث لم تتمكن الطفلة من استيعابها وتخشى الأم التي خسرت ابنها أن تخسر مايا أيضا.

الأطباء ينصحون بالسعي لإبعاد الأطفال عن مناطق الخطر وعدم تعريضهم لرؤية الجثث أو الجرحى (الجزيرة نت)

وجهة نظر طبية

وتحدث أحد الأطباء النفسيين للجزيرة نت، وفضل عدم ذكر اسمه، وأوضح أن فهم الأطفال للموت والصراع الدائر في البلاد الآن يختلف وفق مراحلهم العمرية والبيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها.

وأن الآثار النفسية التي تخلفها الحروب لا تقل شأنا عن الدمار المادي الذي تحدثه، وقد يستمر فترات ليست بالقصيرة بعد توقف العنف، وأن المعاناة الإنسانية الحالية في سوريا ستدخل في تشكيل شخصيات الأطفال ومستقبلهم.

وبيّن أن الصدمة النفسية في حالات موت أحد أفراد الأسرة أو معايشة العنف والقتال يمكن أن تفقد الطفل الشعور بالأمان والاستقرار، وتجعله يعاني من الخوف والفزع الليلي والأحلام المزعجة وتشتت التركيز والتلعثم وتدني قدرته على التحصيل الدراسي.

وأكد أهمية حصولهم على الدعم والعلاج النفسي، وأبدى أسفه لأن ذلك ليس بالأمر السهل حاليا، وأعرب عن أمله في توجيه الانفعالات التي يعيشونها باتجاه إيجابي يعزز قناعتهم بأنهم قادرون على تحسين واقعهم وجعله أفضل على المستوى الشخصي والعام، وأن البلد يحتاج لأبنائه الصغار كي يبنوه مجددا، وهذا الأفق يمكن أن ينفتح أمام الأطفال في سن المدرسة بعد مدة من الصدمة حيث يبدؤون بالتأقلم على العيش دون الشخص الذي فقدوه.

الحب والأمان

وأشار إلى ضرورة التحدث إلى الأطفال ببساطة ووضوح عن الموت والأهم منحهم الحب والأمان والحرص على التواصل معهم والاستماع لهواجسهم، كما أن رد فعل الكبار ومدى تماسكهم يؤثر عليهم بشدة وقد ينشغل الأهل بآلامهم عن الأطفال الذين يكونون فيه بأمس الحاجة للشعور بوجود من يحبهم ويعطف عليهم ويهتم بهم.

وذكر أن المعاناة تقرب بين الناس وتجعلهم أكثر تآلفا وتضامنا وأقدر على تقديم الدعم لبعضهم وأن شعور الطفل بأن من حوله يشاركونه مصيره وألمه يخفف عنه.

ونصح الطبيب بالسعي لإبعاد الأطفال عن مناطق الخطر ومصادره ما أمكن، وعدم تعريضهم لرؤية الجثث أو الجرحى، والحد من مشاهدة صور القتل اليومية في وسائل الإعلام، والعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وشغلهم بأنشطة وأفكار تبعدهم عن سبب الصدمة.

طائرات النظام السوري تقصف دير الزور ببراميل متفجرة

15 قتيلاً في الصور وقذائف الهاون تتساقط على مدينة القصير بحمص

العربية.نت

قال اتحاد تنسيقيات الثورة وشبكة “شام” الإخبارية، إن ما لا يقل عن 15 شخصاً قتلوا الثلاثاء في قصف مروحي لقوات النظام على مدينة الصور في ريف دير الزور.

وأفادت الأنباء بقيام الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري بقصف دير الزور ببراميل المتفجرات، كما قصفت قسطون وكنصفرة في إدلب.

وأشارت شبكة “شام” إلى سقوط عدد من قذائف الهاون على مدينة القصير بحمص، وفي حلب قام الطيران المروحي بقصف محيط ثكنة البحوث العلمية في حلب الجديدة.

كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن تجدد قصف المنازل بشكل عشوائي على أحياء في دمشق ومدينة معظمية الشام بريف دمشق.

ومن جانبه، نفذ الجيش السوري الحر الليلة الماضية، عدداً من العمليات النوعية في العاصمة دمشق خاصة في الغوطة الشرقية وطريق المطار ثأراً لأطفال سوريا الذين اغتالتهم قوات النظام.

جيش النظام يجرب أسلحة كيميائية شرق حلب

5 إلى 6 مظاريف فارغة أطلقت من دبابات أو طائرات على الدريهم في الصحراء

العربية.نت

قام جيش النظام السوري بإجراء تجارب على الأسلحة الكيميائية نهاية آب/أغسطس بالقرب من السفيرة شرق حلب، حسبما أوردت “دير شبيغل”.

وذكرت المجلة الألمانية في عددها الأسبوعي، نقلاً عن شهود عيانـ أن 5 إلى 6 مظاريف فارغة لمواد كيميائية ولكن تهدف إلى شن حرب كيميائية، أطلقت من دبابات أو طائرات على منطقة الدريهم في الصحراء بالقرب من مركز الشناصير الذي يعتبر أكبر مركز لتجارب الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأوضحت المجلة أن ضباطاً إيرانيين ومن دون شك من حرس الثورة الإيرانية توجهوا بالمناسبة إلى المكان بواسطة مروحية.

يشار إلى أن هذا المركز الذي يعرف رسمياً باسم مركز البحوث العلمية، هو أكبر مركز للتجارب على الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ويعمل في هذا المركز خبراء إيرانيون وكوريون شماليون من أجل صنع غازات سامة مثل غاز الساران وغاز الخردل.

25 قتيلا في مدن سورية عدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 25 شخصا في مدن سورية عدة الثلاثاء، حسبما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وذكرت الشبكة أن من بين القتلى16 سقطوا في محافظة دير الزور، و4 بحمص، و2 بمحافظة دمشق وريفها، و1 في كل من حماه وطرطوس.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الثلاثاء في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب كما أفاد سكان في ثاني كبرى المدن السورية، غداة سقوط ما يقترب من 182 قتيلا في البلاد بحسب ناشطين.

كما اندلعت مواجهات في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، وفي حي السكري (جنوب) حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، حسب السكان.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

وأكدت القوات النظامية انها سيطرت على حي الميدان (وسط) بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها.

وأشار مراسل “فرانس برس” في حلب إلى أن بعض أجزاء الحي ما زالت غير آمنة لعودة السكان، كما لاحظ المراسل الاثنين وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.

وذكرت صحيفة “الوطن” القريبة من النظام السوري الاثنين أن “وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة”، ما “سيفتح الأبواب أمام تطهير” الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.

لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” إن الوضع في حلب دائم التبدل “عندما يقول الجيش إنه يسيطر على حي، فالأمر ليس سوى مؤقتا. يسيطرون على أحياء ولا تلبث أن تندلع مواجهات مع الكتائب المعارضة”.

وأوضح أن القوات النظامية لم “تستعد” حي الميدان لأنه لم يكن أساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين “كان يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين أو ثلاثة”.

وفي محافظة حلب، قتل مدنيان في قصف على مدينة الباب، كما سجل قصف على مدينة السفيرة وبلدتي قبتان الجبل وحريتان، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى تعرض بلدة معضمية الشام للقصف، بينما يسجل سماع أصوات إطلاق نار كثيف في البلدة.

وفي محافظة حمص (وسط)، تعرضت مدينة الرستن للقصف فجر الثلاثاء، بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، حسب المرصد.

وفي دير الزور (شرق)، شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال صباح الثلاثاء، بحسب المرصد.

لجنة سوريا.. أفكار على إيقاع القتل

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفضى اجتماع “مجموعة الاتصال” بشأن الأزمة السورية، الذي غابت عنه السعودية دون إبداء أسباب، إلى طرح أفكار عامة للمناقشة من دون التوصل إلى رؤية واضحة لوضع حد للمعارك التي أوقعت ميدانيا 182 قتيلا الاثنين بينما المناقشات دائرة في القاهرة.

“ناقشنا مجموعة من الافكار والمبادئ بصورة عامة التي من شأنها أن تساهم في التوصل إلى حل للوضع المأساوي في سوريا، لوقف نزيف الدماء”. هذا ما أعلنه بعد نهاية الاجتماع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه التركي أحمد داوود والإيراني علي أكبر صالحي.

ولم يحضر أي ممثل للسعودية لقاء المجموعة على عكس المرات السابقة، وقدم مسؤولون مصريون أسبابا متضاربة لهذا الغياب.

لقد أجريت لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عملية جراحية الشهر الماضي منعته من مزاولة العمل الرسمي، لكن ناب عنه في الاجتماعات الدولية الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن وزير الخارجية السعودي لم يحضر لأسباب صحية، في حين قال وزير الخارجية المصري ان الفيصل لديه ارتباطات مسبقة أخرى.

هذا في حين لم تصدر من الرياض أي تصريحات عن هذا الغياب الذي أثار استغراب المحللين، خاصة في ظل حضور إيران الحليف الرئيسي في المنطقة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية “الواجهة تقول إن وجود إيران يمثل إضافة إلى اللجنة لكونها وسيلة اتصال مع الأسد، ويمكنها أن تكون أداة ضغط أو على الأقل إقناع، ولكن الحقيقة هي أن إيران تصر في كل اجتماع على ضرورة دعوة ممثلين عن النظام السوري للحضور، وهو ما تعرف أنه صعب التحقيق”.

“فضلا عن أن طهران ليس لديها أي رغبة للضغط على حليفها لمجرد إرضاء طرف مثل السعودية، لما يعرف من عدم الثقة والتنافس بين البلدين”، حسب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه.

ويضيف “لذا فإن الغرض من هذه الاجتماعات هو مجرد الإيحاء بوجود زخم إقليمي، وبوجود دور قيادي لمصر في المنطقة”.

وقال وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحفي “لن نتوقع حلا سريعا من خلال اجتماع، هذا أمر غير واقعي. علينا أن نكون صبورين ولكن أؤكد لكم ان المشتركات أكثر من الخلافات.”

وأضاف “الكل أكد على ضرورة إيجاد حل سلمي، وخصوصا الدول المؤثرة في المنطقة.” وكرر أن موقف طهران القائم منذ وقت طويل هوأن الحكومة السورية يجب أن تلبي طموحات الشعب السوري، لكن ينبغي عدم فرض حل من الخارج.

وقال “إن مصر وتركيا وايران والسعودية لهم دور كبير، ومن الممكن أن يأتوا في النهاية باقتراح نأمل أن يأتي بنتيجة مرضية للجميع، ولكن هذا يحتاج الى تشاور أكثر.

ومن جانبه تحدث أوغلو عن الحاجة إلى “مسعى إقليمي لحل قضايا منطقتنا.”

وقد اتفق المجتمعون على أن يلتقوا مرة أخرى في نيويورك لمتابعة المشاورات.

ولقد تزامن الاجتماع مع زيارة لمبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي للقاهرة بعد أن قام بأول زيارة له إلى سوريا. والتقى الإبراهيمي الرئيس مرسي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وكان رئيس المكتب السياسي للمجلس الوطني السوري برهان غليون قد وصف اجتماع القاهرة بأنه مجرد “أوهام” وطالب مصر بإلغاء مبادرتها.

وقال غليون في تصريحات لسكاي نيوز عربية الاثنين إنه “على الدول العربية أن تساند السوريين للانتصار على نظام همجي لا إنساني، ووضع المسؤولين عنه أمام المحكمة الجنائية الدولية، هذا ما يجب عمله وليس إعطاء أوهام حول مبادرات”.

وأكد الشعب السوري يريد أن موقفا جديا “يتجسد في قطع العلاقات مع بلد مثل إيران والبلدان التي تدعم النظام السوري وأيضا تهديد بلدان مثل روسيا والصين بقطع العلاقات إذا لم تكف عن دعم النظام السوري”.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد قدم هذه المبادرة في قمة الدول الإسلامية في مكة المكرمة نهاية منتصف شهر أغسطس الماضي، وتتمثل في تشكيل “مجموعة اتصال رباعية” تتكون من تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية إلى جانب مصر.

وتدعو المبادرة كلا من إيران وتركيا إلى الضغط على النظام السوري والمعارضة، من خلال العلاقات الوثيقة بينهم، لتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى حل للأزمة، في حين تقوم كل من مصر والسعودية بدور الوسيط بين الجانبين والمراقب لمدى تجاوبهما فيما اتفق عليه.

تقرير: المعارضة ترصد 25 مليون دولار لمن يأتي برأس الأسد

دمشق، سوريا (CNN) — أعلن الجيش السوري الحر، عن مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يقبض على الرئيس السوري بشار الأسد “حيا أو ميتا،” حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية، يوم الثلاثاء.

وقالت الوكالة نقلا عن القائد في الجيش الحر أحمد حجازي، إن المكافأة ستدفع من قبل رجال الأعمال السوريين الذين يدعمون المعارضة، غير أنه لم يعط تفاصيل عن هويات رجال الأعمال لأسباب أمنية.

ويحاول مقاتلو المعارضة إسقاط نظام يلومه العديد من قادة العالم في مقتل الآلاف من المدنيين على مدى الأشهر الـ18 الماضية.

وميدانيا، هزت انفجارات مدوية عدة مناطق في دمشق يوم الثلاثاء، ما يشير إلى أن الحرب تتجه الآن بقوة إلى عاصمة البلاد.

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا إن 32 شخصا على الأقل قتلوا الثلاثاء في أنحاء سوريا، بينهم أربعة في منطقة دمشق، و16 في دير الزور.

وأضافت اللجان أن الطائرات الحربية قصفت مناطق إلى الشمال من مدينة حلب، وإلى الشرق من دير الزور.

وفي الوقت ذاته، قال النظام السوري، إن “القوات المسلحة تواجه تجمعات الإرهابيين بالقرب من مجمع المدارس في حلب،” ما أسفر عن مقتل عدد كبير من “هؤلاء الإرهابيين وجرح عدد كبير منهم.”

اقتراح إيراني بإرسال مراقبين من دول الرباعية لسوريا والاشتباكات تتواصل في حلب

قالت وسائل الإعلام الإيرانية الثلاثاء إن إيران اقترحت في اجتماع مجموعة الاتصال الذي عقد في القاهرة الاثنين إرسال مراقبين من مصر والسعودية وتركيا وإيران إلى سوريا لوقف العنف هناك.

وقالت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية إن وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي هو الذي قدم الاقتراح. وعرض الوزير الإيراني أيضا استضافة اجتماع مجموعة الاتصال المقبل في طهران.

ودعا الوزير الإيراني أيضا إلى إجراء “محادثات سلام” للمساعدة في عملية الإصلاحات الأساسية، وتبني نهج ديمقراطي في سوريا.

وناشد صالحي جميع الأطراف بوقف متزامن للاشتباكات والعنف، مؤكدا على ضرورة الحل السلمي دون أي تدخل خارجي، ووقف الدعم المالي والعسكري والتدريب للمعارضة في سوريا.

وكانت الأمم المتحدة قد أنهت الشهر الماضي مهمة مراقبيها في سوريا التي بدأت في شهر أبريل/نيسان عقب فشل وقف إطلاق النار.

ومن المعروف أن موقف إيران الداعم للرئيس السوري بشار الأسد يخالف مواقف الدول الثلاث الأخرى في مجموعة الاتصال.

إذ إن مصر والسعودية وتركيا تطالب جميعا بتنحي الرئيس بشار الأسد من أجل استتباب السلام في سوريا، حيث قتل أكثر من 20 ألف شخص منذ بدء الانتفاضة في مارس/آذار 2011.

وتتهم إيران السعودية وتركيا بإمداد المتمردين في سوريا بالمعدات العسكرية.

وكان وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل قد تغيب عن الاجتماع الذي عقد الاثنين. وقيل إن سبب تغيبه هو تعافيه من جراحة أجريت له في الخارج.

وذكرت الأنباء أن المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي -الذي كان قد أنهى أول زيارة له إلى سوريا- قد حضر الاجتماع.

وقد وصل الإبراهيمي إلى مدينة هاطاي في تركيا حيث يقوم بزيارة إلى مخيم للاجئين السوريين هناك ولقاء مسؤولين في الحكومة التركية. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى الأردن لزيارة مخيم اللاجئين هناك.

اشتباكات

وميدانيا اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الثلاثاء في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب كما أفاد سكان في ثاني كبرى المدن السورية، غداة سقوط 137 قتيلا في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت المواجهات في حي بستان القصر، وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما أفاد السكان.

كما اندلعت مواجهات في حي السكري حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.

وأوضح المرصد أن مدنيين لقيا حتفهما من جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

وأكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها.

وأشار مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية في حلب إلى أن بعض أجزاء الحي ما زالت غير آمنة لعودة السكان. كما لاحظ المراسل الاثنين وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.

وذكرت صحيفة “الوطن” القريبة من النظام السوري أمس أن “وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة”، مما “سيفتح الأبواب أمام تطهير” الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.

وفي محافظة حمص تعرضت مدينة الرستن للقصف فجر الثلاثاء، بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، بحسب المرصد.

وفي دير الزور شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال صباح الثلاثاء، بحسب المرصد.

وقتل الاثنين 137 شخصا في مختلف المناطق السورية، هم 72 مدنيا و24 مقاتلا و41 جنديا نظاميا.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى