أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 17 أيار 2012


غليون يعلن انسحابه من رئاسة المجلس الوطني السوري فور اختيار خلف له

(ا ف ب) -اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون اليوم الخميس انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، بحسب ما جاء في بيان صدر بعد الانتقادات التي اثارتها اعادة انتخابه لمرة ثالثة على راس المجلس قبل يومين.

وقال غليون في البيان “اثارت نتائج انتخابات الرئاسة داخل المجلس الوطني ردود فعل متضاربة وانتقادات مختلفة”، مضيفا “اعلن انسحابي فور وقوع الاختيار على مرشح جديد، بالتوافق او بانتخابات جديدة”.

وقال غليون، بحسب البيان، “انني قبلت الترشح (الاخير) حرصا على التوافق، ولن اقبل ان اكون باي شكل مرشح الانقسام. وانا لست متمسكا بأي منصب”.

وتابع “ساظل اعمل لخدمة الثورة من موقعي كعضو في المجلس، يدا بيد مع الشباب المقاتل، شباب ثورة الكرامة والحرية حتى تحقيق النصر”. ودعا المعارضة “على مختلف اطيافها الى الالتقاء في اقرب فرصة للتفاهم حول وحدة العمل الوطني والخروج من حلقة التنازع والانقسام”.

واثارت اعادة انتخاب من الامانة العامة للمجلس الوطني خلال اجتماعها الاخير في روما انتقادات داخل بعض اركان المعارضة الذين نددوا ب”الاستئثار بالقرار” وبعدم احترام التداول الديموقراطي.

وتنص آلية عمل المجلس على رئاسة دورية له مدتها ثلاثة اشهر. واختير غليون رئيسا له منذ انشائه في تشرين الاول/اكتوبر 2011.

وجود المراقبين لم يمنع قصف مشيّعين في خان شيخون

دمشق، بيروت، لندن، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – في هجوم على متظاهرين هو الاول من نوعه امام المراقبين الدوليين قامت القوات السورية امس باطلاق النار على حشد من المشيعين في بلدة خان شيخون في ريف ادلب، وقتلت 21 شخصاً على الاقل. كما اصيبت سيارة للمراقبين نتيجة تعرضها لاطلاق النار، غير ان اياً من المراقبين لم يصب بأذى. وكان المتظاهرون يشيعون شخصاً قتل في قرية تمانعة الغاب بريف حماة.

واكد عضو في فريق المراقبين ان انفجاراً الحق أضراراً بسيارة تابعة لهم أثناء جولة تفقدية كانوا يقومون بها خان شيخون ولكن لم يصب أحد منهم بأذى في الانفجار. وقال المراقب إن الفريق المؤلف من سبعة أفراد فقدوا السيارة التي كانوا يتحركون فيها بسبب الهجوم، وحاولوا تنظيم عودة آمنة الى قاعدتهم. وأفاد مراقب آخر وعضو في «الجيش السوري الحر» انهم كانوا في جولاتهم التفقدية بصحبة مقاتلين من «الجيش الحر».

ونشر ناشطون معارضون للنظام شريط فيديو على شبكة الانترنت تظهر فيه اربع سيارات تابعة للامم المتحدة في مدينة خان شيخون عندما سمع دوي انفجار انبعث بعده دخان ابيض من احداها. وبدت السيارة بعدها وقد اصيبت واجهتها الامامية باضرار بالغة نتيجة الانفجار غير المعروف المصدر.

واتهم المرصد السوري لحقوق الانسان النظام بارتكاب «مجزرة» في خان شيخون «في ظل وجود المراقبين الدوليين». ومنطقة خان شيخون من المناطق التي تشهد مواجهات مستمرة بين القوات النظامية وقوات المعارضة.

ووصل عدد القتلى امس الى نحو 60 قتيلاً في مناطق سورية مختلفة، وهو اعلى رقم للضحايا منذ اعلان الهدنة تنفيذاً لخطة كوفي انان قبل اكثر من شهر.من جهة اخرى وجه طبيب يعمل مع منظمة «اطباء بلا حدود» الانسانية اتهامات خطيرة الى طريقة تعامل الجيش السوري مع الجرحى من المعارضين الذين يعرف بوجودهم في المستشفيات. وقال طبيب التخدير الذي رفض كشف اسمه لوكالة «فرانس برس» ان «هدف الجيش السوري هو قتل الجرحى ومن يشتبه في انه يعالجهم». واضاف ان المصابين الذين تجري لهم عمليات يغادرون المستشفى ويعودون الى منازلهم بسرعة قياسية، وعلى الفور احيانا خوفا من القبض عليهم.

وقال طبيب جراح كان ضمن بعثة المنظمة التي دخلت سورية سراً: «يقول الاطباء السوريون ان القبض على طبيب مع مريض يشابه القبض عليه مع سلاح». واضاف «انهم يتعرضون للترهيب». وأكد ان طبيبين سوريين تم الاشتباه في انهما قدما مساعدات الى جرحى ادخلا السجن وتعرض احدهما للتعذيب. وعن مشاهداته لسلوك الجيش السوري قال الطبيب الفرنسي «اقدام جيش نظامي على نهب الصيدليات وتدميرها امر غير مألوف في نظري. انها خطوة متقدمة نحو الهمجية».

وفي نيويورك، اكدت بعثة المراقبين الدوليين (أنسميس) تعرض «موكب للبعثة بانفجار عبوة ناسفة في خان شيخون قرب حماه». وأضافت، في بيان، أن «ثلاث من عربات الموكب تضررت لكن لم يصب أحد من أفراد البعثة بأذى». وأكد البيان أن البعثة أرسلت فريقاً الى المنطقة لسحب مراقبي البعثة».

وأعلنت الأمم المتحدة أيضاً أن بعثة المراقبين رصدت قصفاً كثيفاً الإثنين في مدينة الرستن «وأنها منعت من القوات الحكومية من التوجه الى مكان القصف لبعض الوقت» قبل أن يهدأ القصف.

ودعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس الحكومة السورية الى الإسراع في الموافقة على اتفاق إيصال المساعدات الإنسانية الى سورية مع الأمم المتحدة. وقالت، في مؤتمر صحافي، إن «وصول المراقبين الدوليين لم يؤد الى وقف العنف، ما يبقي المدنيين وسط النزاع».

الى ذلك، نفت تركيا في رسالة رسمية أي علاقة لها بالسفينة «لطف الله ٢» التي أوقفت في لبنان بسبب حمولة الأسلحة التي كانت على متنها. ووجه السفير التركي في الأمم المتحدة أرتوغرول أباكان رسالة الى الأمانة العامة ورئاسة مجلس الأمن، ردا على رسالة كان السفير السوري بشار الجعفري وجهها الى الأمانة العامة ورئاسة مجلس الأمن اتهم فيها تركيا بالتعاون مع ليبيا ودول أخرى لإرسال سلاح الى سورية.

سورية: مقتل 43 بينهم 20 في «مذبحة مشيعين» في ريف إدلب

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – قال نشطاء إن 43 شخصاً على الأقل قتلوا في أعمال عنف في سورية، بينهم عشرون في إطلاق نار على موكب تشييع في بلدة خان شيخون في ريف إدلب (شمال غرب).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس «في محافظة إدلب استشهد 20 مواطناً إثر إطلاق نار من القوات السورية على مشيعي شهيد من خان شيخون سقط في قرية تمانعة الغاب بريف حماة». كما قتل 23 شخصاً في مناطق أخرى في إطلاق نار وانفجار.

يأتي ذلك فيما قال عضو في فريق مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية إن انفجاراً الحق أضراراً بسيارة تابعة للمراقبين أثناء جولة تفقدية في بلدة خان شيخون امس ولكن لم يصب أحد من المراقبين بأذي في الانفجار.

وقال المراقب لرويترز بالتليفون إن الفريق المؤلف من سبعة أفراد فقدوا السيارة التي كانوا يتحركون فيها بسبب الهجوم، ويحاولون تنظيم عودة آمنة لقاعدتهم. وأفاد مراقب آخر وعضو في «الجيش السوري الحر» انهم كانوا في جولاتهم التفقدية بصحبة مقاتلين من «الجيش الحر». ومنطقة خان شيخون من المناطق التي تشهد مواجهات مستمرة بين القوات النظامية وقوات المعارضة.

وقال ناطق باسم المجلس العسكري للمعارضة إن عدد قتلى الهجوم الذي أصيبت خلاله سيارة لفريق المراقبين لا يقل عن 50 قتيلاً، الا انه لم يتم التأكد من صحة الرقم من مصادر مستقلة.

إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص امس في مدينة بانياس السورية الساحلية بانفجار، كما قتل ثلاثة أشخاص في ريف دمشق وخمسة في دير الزور برصاص القوات النظامية وآخر في داعل في درعا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن انفجاراً وقع بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء في احد الأحياء الجنوبية من مدينة بانياس، اسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وفيما لم يعط المرصد تفاصيل حول الانفجار، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) انه «خلال إعدادهم لعبوة ناسفة قتل ثلاثة إرهابيين جراء انفجارها في إحدى الشقق السكنية في بناء مؤلف من ثلاث طبقات في حي كرم الشوك في مدينة بانياس ما أدى إلى انهيار المبنى ووقوع عدد من القتلى والجرحى وحدوث أضرار في البيوت المجاورة». وزادت :»إن كلاً من الإرهابيين عدنان محمد المصري ويحيى أحمد الزير وبدر محمد الضايع قتلوا بانفجار العبوة الناسفة التي كانوا يعدونها، وتوفي الطفل شحادة شعبان ( 7 سنوات) من انهيار المبنى وأصيب كل من حسن شعبان وفاطمة ياسين وأبنائها عمر وحلا واحمد الضايع بجروح متفاوتة».

وفي ريف دمشق، قتلت طفلة في إطلاق نار عشوائي من عناصر الأمن في منطقة شهاب الدين، وقتل رجل برصاص قناصة في مدينة دوما، وقتل فتى على يد قوات الأمن بعد اعتقاله في مدينة التل.

وأشار المرصد إلى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق عدة من دوما التي تعد احد مراكز الاحتجاج في الريف الدمشقي.

وفي دير الزور (شرق)، أفادت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة بتعرض أحياء المدينة لإطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة، فيما سجل خروج تظاهرة فيها صباحاً «استنكاراً للحملة التي تشنها قوات النظام على المدينة».

ولاحقاً، أفاد المرصد بسقوط خمسة قتلى في المدينة من بينهم عنصر منشق برصاص القوات النظامية. وتشهد محافظة دير الزور، تصاعداً في حركة الانشقاقات والاشتباكات، لاسيما في المناطق الشرقية المتاخمة للحدود مع العراق.

وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل شاب في اشتباكات في مدينة داعل.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) امس أن «مجموعات إرهابية» اغتالت ضابطين احدهما برتبة عميد، وأن «الجهات المختصة» أحبطت محاولتي تسلل لـ»إرهابيين» من تركيا ولبنان.

وأوضحت الوكالة أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت امس العميد نزار الحسين مع سائقه قرب مفرق شنشار على طريق حمص –دمشق في وسط البلاد، إذ إن عناصر المجموعة الإرهابية أطلقوا النار على العميد الحسين وسائقه رائد سليمان أثناء توجههما إلى عملهما ما أدى إلى استشهادهما على الفور».

وزادت أن «ضابطاً برتبة نقيب وعنصراً من قوات حفظ النظام استشهدا بنيران مجموعة إرهابية مسلحة وتفجير عبوات ناسفة في ريف درعا، ذلك أن المجموعة الإرهابية استهدفت بنيران أسلحتها الرشاشة وتفجير العبوات الناسفة سيارة سياحية كان يستقلها النقيب حسين داوود وميكروباصاً يقل عناصر من قوات حفظ النظام ما أدى إلى استشهاد النقيب داوود والشرطي حسين بلول على الفور على طريق غرز- درعا».

في سياق آخر، أشارت الوكالة الرسمية إلى أن «الجهات المختصة احبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي التركية إلى سورية عند موقع الدرية التابعة لبلدة دركوش في ريف ادلب».

الأسد: الدول التي تنشر الفوضى في سوريا ستعانيها

واشنطن تؤكد “عدم تورطها” في مساعدات قتالية للمعارضة

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

في مقابلة صحافية أولى له منذ نحو ستة اشهر،  حذّر الرئيس السوري بشار الاسد عبر تلفزيون “روسيا 24” الرسمي، من ان الدول التي تبث الفوضى في سوريا يمكن أن تعانيها. وأكد ان مرتزقة من الخارج يقاتلون لإسقاط نظامه منذ اكثر من 15 شهراً.

 وفي إشارة الى انتفاضات “الربيع العربي” التي اطاحت زعماء حكموا طويلا في الشرق الأوسط، قال الأسد: “بالنسبة الى قادة هذه الدول، أصبح واضحاً ان هذا ليس ربيعاً بل فوضى، وكما قلت من قبل إذا قمتم بنشر الفوضى في سوريا فإنكم ستعانونها… وهم يفهمون ذلك جيداً”.

وأقر بان العقوبات الغربية أثرت على اقتصاد سوريا، لكن دمشق تحتفظ “بعلاقة رائعة” مع الدول غير الغربية.

 وأمل ان يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند “في مصالح فرنسا” وان يغير سياسة بلاده حيال سوريا والمنطقة. واعتبر ان الانتخابات النيابية التي اجريت في 7 ايار في سوريا، اظهرت ان الشعب يدعم النظام وانه لم يرضخ لتهديدات “الارهابيين”.

 وعن “الجيش السوري الحر” المنشق الذي يواجه الجيش النظامي، قال: “هذا ليس جيشاً، وهو ليس حرا. انهم يتلقون الاسلحة والمال من الخارج، من مختلف البلدان، انهم عصابة مجرمين”. وأضاف :”هناك مرتزقة اجانب، لقد اوقفناهم وسوف نعرضهم”.

 ولفت الى ان “روسيا والصين لا تؤيداني رئيساً لسوريا، وإنما تؤيدان نظام الدولة… ويدعمون استقرار المنطقة ويدركون دور سوريا الجيوسياسي”.

واشنطن

وفي واشنطن، أفادت صحيفة “الواشنطن بوست” أمس في مقال رئيسي في صفحتها الاولى، ان الثوار السوريين بدأوا في الاسابيع الاخيرة بتلقون كميات أكبر وأفضل من الاسلحة التي تشمل صواريخ مضادة للدروع  التي تمول شراءها دول خليجية  منها السعودية وقطر “وبتنسيق جزئي مع الولايات المتحدة” التي انحصر دورها وفقا لمصادر الصحيفة بترتيب الاتصالات مع العسكريين السوريين المنشقين، إذ قدمت الى دول الخليج تقويمها “لصدقية الثوار وقدرات القيادة والضبط المتوافرة لديهم”.

 لكن المسؤولين الحكوميين سارعوا الى التأكيد ان المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للثوار هي مساعدات “غير قتالية”، كما صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني، كما ان الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند وان لم تنف الخبر، قالت ان الصحيفة بالغت و”مطّت” في ما قالته لها المصادر الحكومية. وكررت نيولاند، ان قرار الولايات المتحدة كان ولا يزال “توفير الدعم غير القتالي للاعضاء المدنيين في المعارضة، مثل المعدات الطبية، وأجهزة الاتصال” وغيرها من أنواع الدعم غير العسكري لتلبية الحاجات الانسانية، ولمساعدتهم في تحسين وسائل الاتصال في ما بينهم “وللتحضير للمرحلة الانتقالية التي نتوقع ان نراها في سوريا.”… ولكن بالنسبة الى المساعدة القتالية، فإننا لسنا متورطين في ذلك”.

«السفير» ترصد أحوال السوريين في محافظاتهم ومدنهم 3

دومـا والعـلاقــة المـرتبـكـة مـع دمشـق

طارق العبد

ريف دمشق هو تلك المساحة الشاسعة المحيطة بالعاصمة السورية من الغرب، حيث الصبورة والزبداني وبلودان ومضايا، ومن الجنوب حيث الكسوة، ومن الشمال حيث دوما وحرستا ورنكوس والقلمون، وهناك أيضاً داريا والمعضمية وقطنا.

هي ببساطة المدن والبلدات التي تتوزع على طول الطرقات التي تربط دمشق بحمص ودرعا والجولان ولبنان، وهي على كثرتها، لكل منها حكايتها الخاصة على وقع الأزمة التي تضرب البلاد.

قصص كثيرة تفرض عليك اختيار منطقتين لزيارتهما، لكن كل بلدة تشدك إليها بحكاية لا تشبه سابقاتها، على أن أصوات الرصاص وقصص التشدد في دوما تبدو لافتة، فيتسرب في ظل قطع الاتصالات عن البلدة أن عمليات متبادلة بين الجيش النظامي ومسلحين تشتد في دوما مع انسحاب تكتيكي لمسلحي «الجيش السوري الحر». إذا نحن أمام مشروع «بابا عمرو 2». فلنتوجه إلى دوما مع هدوء أصوات الرصاص.

لا يستغرق الطريق من دمشق إلى دوما أكثر من 15 دقيقة بالسيارة، لكن عليك البحث كثيراً عن سائق يقلك إلى المنطقة، ولو بأجر عال للغاية. وفي الطريق سيكشف لنا الرجل القادم من حرستا أن أصوات إطلاق النار هدأت للتو في دوما، وربما ساهم بذلك انتشار المراقبين الدوليين. طمأنة كانت ضرورية قبل الدخول بمفردك إلى منطقة عرف عنها التشدد الزائد، ورفعت فيها ذات مرة الرايات السوداء بدل أعلام «الاستقلال» التي دأب المعارضون على رفعها في تظاهراتهم، والأهم أنها معقل من معاقل المسلحين، حيث تتباين الروايات بين من يحتضن المنشقين وبين من كفر بوجودهم على أرضه.

يقطع سلسلة الأفكار هذه رجل الأمن، الذي يطلب البطاقة الشخصية، ويسأل عن سبب الزيارة، ويطلب تفتيش السيارة قبل أن يأذن لنا بالدخول. وبعد مسافة قصيرة سيتوقف السائق معتذراً عن إكمال الرحلة، وبالتالي عليك التجول في مدينة لا تعرفها بمفردك، ريثما يصل مرافقنا إلى شارع الجلاء في المنطقة، لكن هي في المقابل فرصة لاكتشاف الصورة الحقيقية لدوما، حيث يتمتع الأهالي بعفوية تجعلهم يروون لك الكثير عما جرى ويجري فيها.

دوما من الداخل

يفخر أبناء المنطقة بأرضهم ويقدمون لك تعريفاً تفصيلياً عنها، ما إن تسألهم عن حالها. فدوما تعتبر مركز الريف ومركزاً نشطاً جداً من حيث التجارة، ونسبة كبيرة من السكان تعمل في مجال الأراضي، سواء البيع والشراء أو الزراعة، وكذلك بحجم عال من النشاط التجاري. ودوما كانت، لفترة ما قبل 20 عاماً، تكاد تخلو من أي عنصر غريب عنها، باستثناء بعض العائلات الفلسطينية التي كادت تذوب في النسيج العام لأهالي المدينة. ويعتبر سوقها الكبير مركزاً حيوياً واقتصادياً مهماً تعتمد عليه جميع المناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى وجود الكثير من الدوائر الحكومية المهمة فيها، ما يتيح دخول أعداد كبيرة من الناس إليها يومياً، منهم المتسوقون وأصحاب الحاجات، ما يدر عليها أرباحاً جيدة.

ويعرف أهل المدينة بالسعة الاقتصادية، فمعظمهم من التجار، ويوصفون بالطيبة والكرم والنخوة والمحافظة. وازدادت علاقاتهم قرباً وبريقاً مع اندلاع الاحتجاجات، فجميع عائلاتها متكاتفة مترابطة لا ينام فيها جائع. وفي داخل المدينة، وتحت مراقبة القناص، ثمة ناشط وطالب جامعي يسرد لنا تاريخ المدينة، قائلا: رفضت المدينة حكم حزب البعث إبان الانفصال، وبقيت ثائرة، بعد أن فضت الوحدة مع مصر، لفترات طويلة من دون أن يستطيع النظام الجديد فرض سطوته عليها.

ولم ينخرط أهالي المدينة سوى بأعداد قليلة جداً في السلك الحكومي أو ضمن كوادر حزب البعث. وانتشرت فيها قبل الاحتجاجات أحزاب وتنظيمات سياسية، وكان لأهلها انخراط واسع في العمل السياسي خلال الفترات السابقة للعام 1990، ضمن بعض الأحزاب الشيوعية والقومية، وأهمها حزب الاتحاد الاشتراكي الأوسع انتشاراً بين صفوف أهلها في فترة السبعينيات والثمانينيات، وجماعة الإخوان المسلمين التي نشطت في الثمانينيات، وتعرض المنتسبون فيها إلى ما تعرض له باقي أعضاء الجماعة في حماه وغيرها، من ملاحقة وقمع.

انغلقت المدينة سياسياً بعد ما تعرض له النشطاء فيها، من جميع التيارات، من قمع واعتقال وإرهاب. وظهرت فيها بعض التيارات الإسلامية الوهابية والسلفية خلال العقدين الأخيرين، ولكنها ضمن نطاق ضيق جداً، بفعل السطوة الأمنية والملاحقة، ورغم تميز المدينة بالمحافظة، لكنها تعتبر من المدن الوسطية دينياً، ولا يعير أهلها الكثير من الاهتمام للتوجهات المتطرفة دينياً، أو الحركات المسماة بالجهادية المسلحة، ولم تسجل حوادث تذكر أو اعتقالات سابقة قبل «الثورة» على تلك الخلفيات.

ننجح بفضل مرافقنا في الوصول إلى إحدى ناشطات «الحراك الشعبي» في دوما، التي ستخبرنا الكثير عما يجول في عقول أهل ريف دمشق. هكذا تعتبر محاورتنا أن وجود المراقبين الدوليين كان وبالاً على دوما، بدلاً من أن يخفف عنها بسبب الاعتقالات والاقتحام المتكرر، إضافة للقصف. وفي الحقيقة هناك حلول كثيرة لو كانت هناك إرادة دولية حقيقية بالتخلص من هذا النظام، وإنهاء القتل في سوريا، فالنظام هو المسؤول الأول والأخير عن سقوط أي ضحية في البلاد، من جميع الأطراف، والمجتمع الدولي لا يزال يشكل غطاء لذلك النظام. تتابع الناشطة: نحن كنشطاء نعي تماماً بأن أحداً لا يعمل لأجلنا، بل إن مصالح إسرائيل والغرب هي من يتحكم بقضيتنا.

وبحسب وجهة نظر الناشطة فإنه لا يوجد مؤيد في سوريا، بل يوجد صاحب مصلحة، وهم الفئة الدائرية حول النظام، كما يوجد من هو خائف مع ما يشاهده من إجرام فيصمت أو يؤثر السلامة فينخرط في صفوفه، ولكنهم ليسوا مؤيدين. كما يوجد، وأعترف، فئة ثالثة هي فئة المتأثرين بالدعاية الطائفية، وهم من يعمل النظام منذ انطلاق «الثورة» على شحنهم، وهم أيضاً ليسوا مؤيدين بل خائفين من المجهول، بحسب قولها.

نحاول العودة إلى ارض دوما حيث باتت سمة التطرف والنزعة الدينية المتشددة احد ابرز سمات المنطقة، خصوصاً اثر تسريب مقاطع فيديو توضح تظاهرات رفعت فيها رايات سوداء شبيهة بتلك التي يرفعها مناصرو تنظيم القاعدة. فتنفي ذلك قائلة: نحن في دوما خرجنا من اليوم الأول للاحتجاجات، وكنت أنا وناشطات أخريات أول من وقفن في الشارع نهتف، والشباب من كل التيارات معنا يهتفون خلفنا، وهذا يعني أننا ليس كما يرغب النظام أن يصفنا، فنحن قمنا بهذه الثورة لأننا نحلم ببلد للجميع، ذي حكم مدني عصري، السيد الوحيد فيه هو القانون، وبالتأكيد دوما، لا يوجد فيها تنوع طائفي، بل كلها من دين واحد وحتى مذهب واحد، ولكن ذلك طبيعي، فهناك توجهات سياسية مختلفة، فهناك إسلاميون وهناك تيار قومي قوي، والأكثرية، وأنا منهم، من لا يمثله أي تيار سياسي سوى تيار التغيير والثورة، وإن كان البعض يرفع راية سوداء لغاية معينة فهي تمثله وحده، أما عموم الناس فيرغبون بالتغيير للعيش في النور وليس في ظل استبداد جديد تحت أي مسمى كان. ونحن مسلمون نعتز بإسلامنا ونريد التعبير عن هذا الإسلام بسلوك راق متحضر يمثل أخلاقياتنا، أما الأهم لدينا فهو دولة يحكمها قانون مدني يساوي بين جميع الشرائح، ولا نسمع فيها ذكر لكلمة طائفة أو دين، بل يحترم الجميع وتلك طبيعة الإنسان السوري دائماً.

«واشنطن بوست»: قفزة في تسلح المعارضة تمويل خليجي مكثّف… و«تنسيق» أميركي

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المعروفة بقربها من الأوساط الاستخبارية، في تقرير لها أمس، أن المسلحين السوريين المعارضين بدأوا خلال الأسابيع الأخيرة تلقي أسلحة أكثر تطورا وبكميات أكبر مقارنة بالفترة السابقة، بتمويل من دول الخليج والتنسيق الجزئي من قبل الولايات المتحدة، وذلك نقلا عن ناشطين معارضين ومسؤولين أميركيين وأجانب.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأميركية شددوا على أن واشنطن لا تزود المعارضة المسلحة بالسلاح ولا تمول شراءها له، لكنها بدلا عن ذلك توسع اتصالاتها بالقوى المعارضة المسلحة «لتزويد دول الخليج بتقييم عن مصداقية المقاتلين والبنية التحتية للقيادة والقتال».

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية قوله، «نحن نزيد دعمنا غير التسليحي للمعارضة السورية، نواصل تنسيق جهودنا مع اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وأبعد منها للتوصل إلى أكبر تأثير لما نقوم به جماعيا». واعتبرت الصحيفة أن اتصالات الأميركيين بالمعارضة المسلحة وتبادل المعلومات مع الدول الخليجية يشكل نقلة في سياسة الإدارة الأميركية، مع تضاؤل الآمال في حلّ سياسي.

وأكدت الصحيفة أنه يتم تخزين الأسلحة في مناطق دمشق وادلب والزبداني، فيما نقلت عن ناشطين معارضين كانوا قبل شهرين يشتكون من نفاد الذخيرة، قولهم هذا الأسبوع إن تدفقا جديدا من الأسلحة بدأ يزداد، ويتم شراؤه من السوق السوداء في الدول المجاورة ومن عناصر في الجيش السوري، وذلك بعد قرار من السعودية، وقطر، ودول خليجيـة أخرى، بتقديم ملايين الدولارات من التمويل شـهريا.

كما قال عضـو اللجنة التنـفيذية لـ«الإخوان المسلمين» ملهم الدروبي، إن الجماعة قد فتحت قناة تزويد جديد للمقاتلين داخل سوريا، باستخدام موارد شخصيات ثرية وأموال من دول الخليج، بما في ذلك السعودية وقطر، فيما نقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في المعارضة قوله إن «شحنات كبيرة من السلاح قد نقلت إلى سوريا. بعض المناطق أصبحت مليئة بالسلاح».

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية اجروا محادثات في واشنطن هذا الأسبوع مع مندوبين أكراد، وشملت المحادثات ما سماه أحد المسؤولين الأميركيين بـ«الإمكانية النظرية لفتح جبهة ثانية ضد قوات النظام السوري شرق البلاد لحمله على تشتيت موارده العسكرية».

وفي سياق متصل، كشف عضو بارز في المجلس الوطني السوري، أنه في الأيام المقبلة سيرسل المجلس شحنة أسلحة إلى سوريا عن طريق تركيا. وقد جاء كلامه في وقت كشف رئيس المجلس برهان غليون أنه مصمم على التخلص من الفشل الذي استمر على مدى عام، من خلال تبني «إستراتيجية جديدة تنطوي على تسليح المعارضين داخل سوريا».

وبهذا التصريح يكون غليون قد تخلى عن رفضه السابق لعسكرة «الثورة»، مؤكداً أن تأييده تسليح مقاتلي الجيش السوري الحر أتى لأنه «ضاق ذرعا ببعض داعمي المجلس في الخارج».

إلى ذلك، سلّطت «واشنطن بوست» الضوء على نفوذ الإسلاميين المتنامي في سوريا، مشيرة في المقابل إلى أن «الإخوان» يسعون إلى التواصل مع دول الجوار السوري، ومن بينها الأردن والعراق ولبنان، وكذلك مع دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين بهدف طمأنتهم إلى أنهم لا ينوون السيطرة على النظام السياسي السوري في المستقبل أو إقامة أي شكل من الحكومات الإسلامية.

كما أشارت الصحيفة إلى أن مسيحيي سوريا ما زالوا يقفون إلى جانب نظام الأسد «ليس حباً به، إنما خوفاً من حرب أهلية إذا تسلم المتمردون الحكم، أو في الحالة الأسوأ إذا وصل الإسلاميون إلى الحكم».

(«السفير»، رويترز)

سجال حاد بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو

استنفار الشرطة التركية في مدخل مخيم كيليس أمس

                      محمد نور الدين

شهد مخيم كيليس للبيوت الجاهزة والمخصص للاجئين السوريين في تركيا فوضى وصداما مع رجال الشرطة الأتراك بعد اشكال بين بعض اللاجئين والمشرفين على المخيم.

وذكرت صحيفة «راديكال» ان بعض العائلات السورية احتلت بيوتا جاهزة في المخيم من دون الإذن بذلك. وعندما طالبتها الجهات المختصة بإخلائها حصل صدام تخلله رشق العائلات الشرطيين الأتراك بالحجارة ما ادى الى جرح ثلاثة منهم. كما تعرض مبنى اداري وإحدى السيارات للتخريب.

وقالت الصحيفة انه تبعا لنداءات الشرطة فقد هرعت الى المخيم اعداد كبيرة أخرى من رجال الشرطة والدرك.

وحضر على وجه السرعة كذلك مساعد محافظ كيليس اركان تشابار ومدير الأمن في المحافظة محمد آقبينار الى المخيم للوقوف على ما حدث. وقد قاما من اجل وقف الشغب بإطلاق اعلانات من مكبرات للصوت باللغة العربية. وقد احتشدت قوات من البوليس والدرك في مدخل المخيم مع بعض المدرعات من أجل الاستعداد للتدخل، فيما نجحت مفاوضات تشابار وآقبينار في انهاء الشغب من دون تدخل رجال الشرطة.

وتبين في المحصلة ان ثلاثة شرطيين قد جرحوا ونقلوا الى المستشفى الحكومي في كيليس.

من جهة أخرى، تجدد السجال الحاد بين رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو.

وبعدما سأل الأخير سابقا عن اي مصلحة لتركيا في التدخل في الشأن السوري رد اردوغان بعنف عليه متهما اياه بصورة ضمنية بالمذهبية.

وكرر اردوغان امام نواب حزبه ما كان قاله مؤخرا من أن سياسة تصفير المشاكل لا تعني التفرج على الظلم والسكوت على المظالم، لكنه قال ان كيليتشدار اوغلو لا يستطيع ان يقول ما بداخله: «أقولها بصراحة كلية: أخرج «حبة الفول» التي تحت لسانك في ما خص الموضوع السوري. لا تتردد ولا تخف. هنا بلد حر. قل لماذا تشعر بالتعاطف مع السلطة السورية ولماذا تغض الطرف عن المظالم. قلها من دون تلميح وتغطية. في الوعي الباطني لرئيس حزب الشعب الجمهوري توجد حساسيات. نحن نعرف ذلك جيدا جدا».

وإذ اجمع المراقبون على ان اردوغان يقصد بذلك وجود نزعة مذهبية (علوية) لدى كيليتشدار اوغلو، ذهب اردوغان ليوضح مقصده بطريقة أوضح عندما قال «ان تهديد كيليتشدار اوغلو بأنه (اي اردوغان) لن يرتاح في أي بلد يذهب اليه انعكس في التحضيرات التي كانوا يعدون لها في المانيا لمعارضة زيارتي ذلك البلد». وقال اردوغان «ان بعض الجمعيات التي تحمل الصفة العلوية بالتعاون مع منظمات أرمنية وحزب العمال الكردستاني قد نظمت تلك الاحتجاجات. وكيليتشدار اوغلو يخفي منذ أشهر «حبة الفول» هذه تحت لسانه. المسألة هنا. وهم قالوا انني لم أذهب الى ألمانيا بسبب الاحتجاجات بينما ألغيت الزيارة بسبب سقوط 12 شهيدا لنا في افغانستان».

لكن كيليتشدار أوغلو شن من جديد امام نواب حزب الشعب الجمهوري هجوما صاعقا على اردوغان على مختلف الجبهات.

ذكّر كيليتشدار اوغلو بما كان يقوله اردوغان عن النظام الرئاسي وبأنه توصية من الامبريالية الأميركية، «اما اليوم فيقول انه تجب مناقشة الموضوع. فإذا كان الأمر سابقا توصية اميركية فهذا يعني ان اردوغان سيلتزم اليوم بالتوصية. وستقولون هل هذا بجديد؟ بالطبع لا. ففي ليبيا فعل ما اوصاه به الأميركيون. وعندما قال الأميركيون بالدرع الصاروخي في ملاطية قام بتنفيذ ذلك فورا. وفي الشأن السوري فعل الشيء نفسه. وهو ينتظر دائما التعليمات التي تعطى له بإشارة اصبع والى جانبه وزير الخارجية».

وقال كيليتشدار اوغلو ان اردوغان يقول انه لا يفهم سياسة حزب الشعب الجمهوري تجاه سوريا. وخاطب اردوغان قائلا: «في الواقع انت غير قادر على الفهم وانت بحاجة للتفكير كي تفهم. اذا كنت ارتهنت لسياسات القوى المهيمنة فأنت لا تستطيع التفكير. في حين ان الانسان الذي يفكر بشكل حر يستطيع ان يفهم سياساتنا. لا يمكن ان يفهم سياساتنا من كان يقول في ليبيا «اي شأن لحلف شمال الأطلسي هناك؟» وقبل مرور 24 ساعة كان شريكا في عمليات الحلف. لا يفهم سياساتنا من لا يستطيع استخدام ارادته بحرية والذي يقوم بدور الأداة للقوى المهيمنة. من يستطيع ان يفهمنا هو من يعرف تركيا المستقلة والحرة والشريفة. لذلك انت يا رجب طيب اردوغان لا تستطيع ان تفهمنا».

واتهم كيليتشدار اوغلو اردوغان بالازدواجية والتقلب. وقال «أما نحن فنفهمك جيدا. ونعرف جيدا من تخدم. اخرج وقل لنا اي باديشاه وأي سلطان وأي رئيس حكومة استخدم في الشرق الأوسط لغة القوى المهيمنة؟ ليس في تاريخ تركيا مثل هذا. الرجل الأول الذي تم استخدامه هو رجب طيب اردوغان. سياسة مزدوجة. سياسة متقلبة غير ثابتة. انه الرجل الذي قال بـ«امة واحدة وعلم واحد ودين واحد» نعم دين واحد وليس لغة واحدة. وبعد مرور فترة خرج الرجل ليصحح ما قاله. قال انه لم يكن يقصد الدين بل الوطن. وقال ان خروج لفظة الدين كانت زلة لسان. يا سيد رئيس الحكومة هي ليست زلة لسان لغوية فقط سلطتك كلها زلة. أنا لم أر في حياتي كلها رجلا سياسيا مزدوجا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة متقلبا الى هذا الحد. أنا لم أر رجل سياسة كاذبا الى هذا الحد».

المفكر الفلسطيني سلامة كيلة يؤكد تعرضه للتعذيب قبل ابعاده إلى الأردن

عمان- (ا ف ب): أكد المفكر الفلسطيني سلامة كيلة الخميس تعرضه للضرب والتعذيب اثناء اعتقاله في سوريا قبل ابعاده إلى الاردن على خلفية مقالات كتبها ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال كيلة (57 عاما) لوكالة فرانس برس “اعتقلت في 23 نيسان/ ابريل الماضي ولمدة ثلاثة اسابيع تعرضت خلالها للضرب والاهانة والشتم من قبل الأمن السوري”.

واضاف “ابعدت بشكل مفاجىء الى الاردن صباح الاثنين الماضي على الارجح على خلفية كتابتي مقالات ضد النظام وموقفي من السلطة والثورة الا ان السلطات هناك لم تذكر سببا مباشرا”.

واشار كيلة، الذي يحمل الجنسية الاردنية، الى انه يتعالج في احد مستشفيات عمان “من آثار كدمات ورضوض تعرضت لها اثر الضرب والتعذيب اثناء اعتقالي في سوريا”.

ويؤكد “كنت اتعرض للضرب المبرح واحيانا اشعر بدوار واسقط ارضا وكانوا يتابعون ضربي وتهديدي”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ندد الثلاثاء ب”الوحشية الشديدة” التي تتعامل بها الاجهزة الامنية السورية مع معتقلين لديها، بينهم كيلة الذي تعرض “لتعذيب شديد” قبل ابعاده من سوريا.

ووزع صورا لكيلة تبدو فيها آثار رضوض قوية وحروق على ذراعيه وساقيه اثر تعرضه “لتعذيب شديد ادى لنقله الى مستشفى تشرين وتحديدا الطابق السادس الذي يعتبرا عمليا فرعا طبيا للاجهزة الامنية يتم نقل ضحايا التعذيب اليه عندما يصلون الى مرحلة ما قبل الموت ولا يكون النظام راغبا في موتهم”.

ومن جانبه، قال كيلة “نقلت في 3 ايار/ مايو الى فرع امني ثان استقبلني بشكل افضل وسمح لي بالاستحمام وتغيير ملابسي وفحصني طبيا وكتب تقريرا بتعرضي للتعذيب وحولني الى المستشفى”.

الا أن “وضع المستشفى كان مزريا ورائحتها بول وبراز لان الأمن هناك كان يمنعنا من الذهاب للحمام ويربطنا الى السرير ونتعرض للضرب يوميا”.

وسلامة كيلة من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955، حائز على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979.

وهو ناشط في المجتمع المدني، وسبق أن اوقف مرات عدة في سوريا سجن في احداها لمدة ثماني سنوات، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية.

وقد نددت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الانسان بممارسات التعذيب في حق المعتقلين في السجون السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011.

باراك: بشار الأسد انتهى أمره

لوس انجليس- (ا ف ب): اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء أن الرئيس السوري بشار الأسد “انتهى أمره” داعيا الاسرة الدولية إلى تصعيد الضغط على نظامه.

وشدد باراك متحدثا لشبكة (سي ان ان) الامريكية على أن بشار الأسد وكبار المسؤولين المحيطين به وحدهم يجب ان يرحلوا وليس هيكليات النظام الاخرى بما في ذلك الجيش.

واعرب باراك عن “خيبة امله لبطء انهيار (الاسد)” مضيفا “اعتقد ان أمره انتهى في مطلق الاحوال”. وقال “اعتقد انه ينبغي أن نرفع اصواتنا اعلى بكثير .. لأسباب اخلاقية وعملية في آن” مشيرا إلى أهمية دور روسيا في ايجاد حل للازمة.

واعتبر باراك انه من المهم ان “تتخذ الاسرة الدولية والحلف الاطلسي والولايات المتحدة والروس كل الاجراءات الممكنة. بامكان تركيا ان تلعب دورا خاصا لتسريع الامور”.

وقال “اعتقد انه لا بد من ايجاد طريقة (…) لتغيير (النظام) في سوريا ومن الافضل اعتماد الطريقة اليمنية اي ترك الاسد وفريقه يغادرون البلاد (…) من دون تفكيك الحزب والاستخبارات والقوات المسلحة”.

وادلى الوزير بتصريحاته بعد زيارة لواشنطن هي الثالثة خلال ثلاثة اشهر، في وقت تستعد الدول الكبرى لاستئناف المحادثات مع ايران حول برنامجها النووي.

وقال باراك بهذا الصدد ان الولايات المتحدة واسرائيل “متفقتان في الجوهر” في ما يتعلق بموضوع ايران مضيفا “نقوله بوضوح، والامريكيون يقولونه ايضا، الرئيس يقوله ايضا، من غير المقبول ان تحصل ايران على السلاح النووي”.

واكد “اننا مصممون على منعهم من التحول الى قوة نووية ولا يجوز استبعاد اي خيار من اجل تحقيق هذا الهدف”.

وقال “ان سقوط الأسد سيسدد ضربة كبرى لايران، انهم يدعمونه بشكل ناشط جدا الان، كما سيشكل الامر ضربة تضعف حزب الله وعلى الارجح الجهاد الاسلامي ايضا”.

لجنة دولية تندد بعمليات ‘تعذيب منهجية’ و’اعدامات ميدانية’ في حمص

الاسد يهدد بنقل الفوضى للدول التي تدعم الاضطرابات

واشنطن تساعد في تنسيق وصول الاسلحة الى المعارضة

بيروت ـ دمشق ـ موسكو ـ عمان ـ وكالات: صعدت القوات السورية من هجماتها على المدن حيث قتلت 15 شخصا بينهم امام مسجد الاربعاء في ‘اعدامات ميدانية’ بعد اقتحامها حيا في مدينة حمص، فيما قتل احد عشر شخصا في اشتباكات وعمليات عسكرية في جنوب وشمال غرب ووسط سورية، في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان المعارضة السورية تسلمت الكثير من الاسلحة بما يشمل اسلحة مضادة للدبابات في جهود تم تنسيقها بمساعدة الولايات المتحدة.

جاء ذلك فيما قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع التلفزيون الروسي أذيعت امس الأربعاء ان الدول التي تبث الفوضى في سورية يمكن أن تعاني منها. وفي إشارة لانتفاضات الربيع العربي التي اطاحت بزعماء حكموا طويلا في الشرق الأوسط قال الأسد ‘بالنسبة لقادة هذه الدول أصبح واضحا ان هذا ليس ربيعا بل فوضى وكما قلت من قبل إذا قمتم بنشر الفوضى في سورية فإنكم ستعانون منها.. وهم يفهمون ذلك جيدا.’

واكد الرئيس السوري في مقابلة بثتها الاربعاء قناة ‘روسيا 24’ التلفزيونية ان ‘الفوضى الجارية والارهاب، كل هذا ستكون له عواقب على اوروبا، لانها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول اننا جيران جنوب اوروبا’.

واعلن الاسد انه يأمل في ان يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند ‘بمصالح فرنسا’ وان يغير سياستها حيال سورية والمنطقة.

وتابع ‘السؤال هو معرفة ما كسبته فرنسا في العام الفائت من خلال موقفها حيال سورية وليبيا ودول اخرى’.

وقال ‘انها شاركت في العدوان العسكري (على النظام الليبي) وهي مسؤولة عن مقتل مئات الاف الليبيين’.

وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ أن المعارضة السورية بدأت بتلقي كمية أكبر وأفضل من الأسلحة في الأسابيع الماضية، تدفع ثمنها دول خليجية بالتنسيق الجزئي مع الولايات المتحدة.

واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين امريكيين واجانب رفضوا الكشف عن اسمائهم ان الحكومة الامريكية تشدد على القول ان واشنطن لا تسلم اسلحة بشكل مباشر ولا اموالا للمعارضين السوريين فيما تدفع دول خليجية ثمن الاسلحة الجديدة.

لكن الولايات المتحدة عززت علاقاتها مع المعارضين السوريين ولعبت خصوصا دورا في تنسيق المساعدة الاجنبية الموجهة لمعارضي نظام الرئيس السوري كما اضافت الصحيفة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية كما نقلت عنه صحيفة ‘واشنطن بوست’ ‘نزيد مساعدتنا بالمعدات غير القتالية للمعارضة السورية ونواصل تنسيق الجهود مع اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وابعد من ذلك لكي يترك ما نقوم به بشكل جماعي اكبر اثر ممكن’.

ولفتت ‘واشنطن بوست’ الى ان قرار الولايات المتحدة زيادة اتصالاتها مع المعارضين في سورية وتقاسم المعلومات مع دول الخليج التي تدعمهم يشكل تغييرا في السياسة في حين ان واشنطن كانت ترفض حتى الآن مساعدة مجموعات مسلحة تقاتل قوات حكومية.

ميدانيا وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان فان 15 شخصا بينهم امرأة ورجل دين قتلوا في حي الشماس في مدينة حمص ‘خلال اعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن السورية كانت ‘اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا’.

وقال ان هذه القوات بدأت بتنفيذ ‘الاعدامات الميدانية’ بعد منتصف الليل، مشيرا الى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، امام مسجد ابو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا ‘في منزل مهجور’. كما قتل امس احد عشر شخصا آخرون في اشتباكات واطلاق نار في محافظات حمص وادلب ودرعا.

الى ذلك سلم معارضون يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الاسد ستة من مراقبي وقف اطلاق النار حوصروا الليلة قبل الماضية في تبادل لاطلاق النار في الصراع الاهلي في سورية الى زملاء لهم بفريق المراقبين التابع للامم المتحدة الاربعاء. وقضى المراقبون الليلة قبل الماضية مع المعارضين الذين قالوا انهم يخشون من هجوم للقوات الحكومية بعد الهجوم على الجنازة. واكد رئيس بعثة المراقبة الميجر جنرال روبرت مود ان المراقبين في طريق العودة الى قاعدتهم.

من جهة اخرى عبرت لجنة مكافحة التعذيب في الامم المتحدة الاربعاء عن قلقها ازاء ‘معلومات تتحدث عن اعمال تعذيب تمارس بصورة منهجية’ في سورية، كما علم على هامش اجتماعها الاربعاء في جنيف.

وقد نظم لقاء جنيف في غياب الوفد السوري وايضا في غياب تقرير طلب من دمشق حول التعذيب.

ورفضت سورية تقديم هذا التقرير الى اللجنة معللة ذلك بأن التقرير لا يتضمن سوى ‘مزاعم’ وليس ‘وقائع حقيقية’. وتعتبر سورية ايضا ان اللجنة انتحلت صلاحية قضائية ليست من اختصاصها’ بمطالبتها بتقرير كهذا.

دول الخليح تمول وامريكا تتحرك تدريجيا فهل حان وقت التدخل في سورية؟

اسلحة تتدفق للمقاتلين ومعارضة تتشرذم

لندن ـ ‘القدس العربي’: كشفت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن تسلم الثوار السوريين اسلحة اشتروها بأموال خليجية وبتنسيق مع الولايات المتحددة، ونسبت الصحيفة هذه المعلومات الى الناشطين السوريين والى مسؤولين اجانب.

فيما اكد مسؤولون امريكيون ان ادارة اوباما لا تزود الثوار بالاسلحة او تدعمهم ماليا، لكنهم اضافوا انها قد وسعت من اتصالاتها مع المعارضة المسلحة كي تساعد في تقييم مدى مصداقية المقاتلين وطبيعة القيادة والبنية التحتية التي تملكها وهو ما سيساعد دول الخليج على تفهم طبيعة المقاتلين الذين تزودهم بالمال.

واشار مسؤول ان الادارة توسع من مساعداتها غير القتالية للثوار وتواصل التنسيق مع اصدقائها وحلفائها في المنطقة كي تترك هذه الجهود اثرا على ما يقومون جميعا بعمله. وقالت المعارضة انها على اتصال مباشر مع الخارجية الامريكية كي تحدد طرفا يوثق به يتسلم السلاح والاتفاق على مواقع لتخزينه داخل سورية. وينفي المسؤولون الامريكيون وجود قوات عسكرية او جواسيس لهم على الارض.

وكانت الادارة قد طلبت العام الماضي من البنتاغون دراسة الوضع واعداد خيارات للتعامل مع الازمة السورية، وقالت في حينه ان الطلب روتيني تقوم به وزارة الدفاع في اي وضع ومن اجل تحديد اثر النزاع على المصالح الامريكية.

وترى الصحيفة ان توسيع الاتصالات مع المعارضة السورية والتشارك في المعلومات مع دول الخليج يعتبر تحولا مهما في موقف الادارة الامريكية التي التزمت حتى الآن بالمطالبة العلنية بتنحي بشار الاسد والتأكيد على فقدانه الشرعية، كما ظلت تشدد من عقوباتها على النظام السوري وحل الازمة من خلال مواصلة الضغوط الدبلوماسية. وينظر الى التحولات في الموقف الامريكي في ضوء ما يشبه الاجماع على فشل خطة عنان، التي اكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان بلاده بدأت تفقد الثقة بها وذلك اثناء اجتماعات مجلس التعاون الخليجي، وعليه فان الحل العسكري هو الكفيل بانهاء نظام الاسد.

ويفهم من اجتماع المسؤولين في الادارة الامريكية مع اكراد سوريين، ان الادارة تسعى الى توسيع المواجهة من خلال فتح جبهة في الغرب خاصة ان المنطقة تعيش فيها غالبية كردية ظلت حتى الآن هادئة، ويعني فتح جبهة جديدة في الغرب اجبار الاسد على سحب بعض قواته من المدن الثائرة. والتطور الاخر هو احياء فكرة تدخل الناتو على الرغم من رفض الحلف الدائم بدعوة المعارضة الدائمة للتدخل العسكري على غرار ليبيا، وجاء التطور الاخير على خلفية الحادث الحدودي واطلاق الجيش السوري على اربعة سوريين هاربين عبروا الحدود الى تركيا الشهر الماضي، حيث هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باستخدام المادة الرابعة من الميثاق والتي تسمح بتدخل الحلف حالة تعرض احد اعضائه من تهديد دولة خارجية. كما ظلت تركيا تعارض فتح معابر آمنة بدون تفويض من الامم المتحدة، خاصة ان تدخلها ستفسره سورية على انه اعلان حرب.

مخازن اسلحة

وفي غياب الخيارات واستمرار القمع لم يجد المقاتلون الا خيار حرب العصابات، خاصة بعد هزيمتهم في المدن، وخروجهم من بابا عمرو وادلب. وعليه فان وصول الاسلحة سيساعدهم على تقوية مواقعهم، حيث قال ناشطون ان الاسلحة التي حصلوا عليها تم تخزينها في مخازن سرية في دمشق وادلب قرب الحدود مع تركيا وفي منطقة الزبداني قريبا من الحدود اللبنانية. وكان المقاتلون قد اكدوا ان ذخائرهم تنفذ وانه بدون دعم عسكري او مناطق آمنة التي استبعدت من النقاش عليها فلن يستطيعوا مواصلة قتالهم.

وما جاء في الصحيفة الامريكية يؤكد ما كان حتى الآن تصريحات فردية وشائعات، فقد اكد مسؤولو المجلس الوطني اكثر من مرة على حصولهم على وعود بالدعم فعلى هامش اجتماع مجموعة اصدقاء سورية في العاصمة التونسية في 24 شباط (فبراير) الماضي نقلت صحيفة ‘تايمز’ عن مسؤول قوله ان السعودية تتعهد بتقديم الدعم الكامل للمعارضة، وعندما سئل ان كان الدعم يشمل السلاح اكد ان الدعم كامل. كما ان التقارير وخلال العام الماضي اشارت بطريقة او بأخرى ان الدعم المالي من قطر والسعودية يصل الى الثوار، فيما قال خبراء ان الخطط جاهزة لتزويد المقاتلين بالسلاح لكن وصولها اليهم هو امر متعلق بمعوقات لوجيستية. كما وتم الحديث عن الدعم العسكري مرة اخرى اثناء اجتماع مجموعة اصدقاء سورية في تركيا في 22 اذار (مارس) الماضي، حيث نقل عن مسؤولين عسكريين في الجيش الحر انهم يتوقعون شحنات اسلحة. ولان تركيا تمنع سياسة وصول الاسلحة للمقاتلين عبر اراضيها فمعظم الاسلحة التي يشتريها المقاتلون يحصلون عليها من تجار السوق السوداء في المنطقة، ويتم تهريبها عبر الحدود اللبنانية والعراقية. ومن ضمن الاشارات الاخرى عن محاولات تسليح المعارضة اعتراض سلطات امن الشواطىء اللبنانية باخرة ‘لطف الله ـ 1’ نهاية الشهر الماضي والتي كانت محملة بالاسلحة قرب ميناء طرابلس وكانت في طريقها للثوار ومصدرها ليبيا.

خطوات فردية

وما جاء في تقرير ‘واشنطن بوست’ يؤكد هذه الجهود حيث اشارت الى زيادة ملحوظة في وصول السلاح للثوار بعد تعهد كل من السعودية وقطر وبقية دول الخليج بدعم مالي بالملايين للمعارضة شهريا. وكان الاخوان المسلمون السوريون قد اكدوا في تصريحات لنفس الصحيفة قبل ايام ان لديهم شبكة من الناشطين على الارض تقوم بتزويد المقاتلين بالسلاح وانهم فتحوا خطا بطريقة منفردة وقالوا ان الشبكة تتأكد من عدم وقوع الاسلحة في يد الجهاديين. وتعتمد جماعة الاخوان المسلمين على اموال جمعت من الاغنياء السوريين واثرياء الخليج، وذلك حسب ملحم الدروبي عضو اللجنة التنفيذية في الجماعة.

والجديد في تقرير ‘واشنطن بوست’ ان ما يصل الى الثوار اصبح بكميات كبيرة اكثر من الماضي، حيث يأمل المقاتلون احداث تغيير في ميزان المواجهة على الارض. ويبدو ان التقارير التي نشرها المرصد السوري حول مواجهات حامية بين الثوار والقوات النظامية في الرستن مرتبطة بزيادة كميات الاسلحة. وهذا ما اكده ناشط للصحيفة حيث قال ان بعض المناطق اصبحت مليئة بالاسلحة، واضاف اخر ان كميات ضخمة من الاسلحة تدخل سورية. وتظل العقبة الوحيدة هي خلافات المعارضة امام احداث اي تقدم على حسم الازمة التي يرى الباحثون انها سياسية في حد ذاتها وما سيتم تحقيقه على الارض سيترجم سياسيا، وفي غياب التنسيق بين الجيش الحر، والفصائل الميدانية المحلية الطابع من جهة، وبين الجماعات السياسية من جهة اخرى فان الاعتراف الدولي والدعم سيظل محل تساؤل على الرغم من الدور السعودي الذي جاء من اجل مواجهة العدو الايراني الذي يقف بقوة خلف نظام الاسد. ولم تنجح الجهود الفرنسية ولا التركية او حتى الامريكية باقناع المعارضة على توحيد صفوفها وجعل المجلس الوطني مظلة تمثل كل السوريين، خاصة ان الاقليات لم تنضم الى المجلس لمخاوفها من مرحلة ما بعد الاسد.

ولكن استمرار الخلافات في المجلس الوطني تظل عائقا اما التسريع في نهاية النظام، وجاءت استقالة فواز تللو لتعمق ازمة المجلس الذي اعاد انتخاب برهان غليون رئيسا له، وقبل تللو استقال معارضون بارزون مثله، كهيثم المالح وكمال اللبواني الذي احتج على سيطرة الاسلاميين على المجلس. في النهاية فان التحول التدريجي في الموقف الامريكي سيسهم في تحول في الموقف التركي، مما يعني ‘افغنة’ النزاع وتحوله الى حرب بالوكالة بين النظام ومعارضيه.

استقالة عضو بارز من المجلس الوطني السوري المعارض

عمان – من خالد يعقوب عويس: استقال عضو بارز من المجلس الوطني السوري يوم الثلاثاء ليوجه ضربة جديدة للتنظيم المعارض الذي شهد استقالة عديد من كبار الشخصيات في الأشهر القليلة الماضية.

جاءت استقالة فواز تللو بعد ساعات من إعادة انتخاب الأمانة العامة للمجلس التي تضم 45 عضوا حضر منهم 33 عضوا برهان غليون رئيسا لفترة جديدة تستمر ثلاثة أشهر في اجتماع عقد في روما نظمته الحكومة الايطالية لحث المجلس الوطني على على السير في طريق الإصلاح.

وقال تللو وهو أحد الليبراليين القلائل في المجلس الوطني انه سيستقيل لان المجلس يتجنب الإصلاح الديمقراطي ويقاوم الجهود الدولية لاعادة تنظيم نفسه وتوحيد المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال تللو في بيان ‘لقد خرجت من سورية منذ ثلاثة اشهر محاولا بذل الجهود الصادقة لدفع المجلس الوطني للقيام بدوره في خدمة الثورة وذلك بحمل رؤاها وحاجاتها من جهة ولجعله نموذجا ديمقراطيا من جهة اخرى’.

وأضاف ‘لكن هذه الجهود التي بذلتها وبذلها غيري اصطدمت دائما بصخرة الطموحات السياسية الشخصية وحب الظهور لمن تصدروا المشهد داخل المجلس الوطني ممن أمسكوا مقاليد الامور’.

وكان تللو وهو سجين سياسي من 2001 إلى 2006 واحدا من زعماء ربيع دمشق وهي فترة وجيزة من مطالبات الجماهير بالحرية السياسية والتي سحقها الأسد بعد عام من خلافته لوالده الراحل حافظ الاسد في عام 2000.

وكان غليون وهو سياسي ليبرالي يدعمه غالبية الإسلاميين في المجلس الوطني رئيسا للمجلس منذ تشكيله في اسطنبول في أغسطس آب كمنظمة لتوجيه التحول الديمقراطي إذا سقط الاسد.

وقال تللو إن قرار المجلس رفض دعوة جامعة الدول العربية عقد اجتماع للمعارضة الاوسع في القاهرة هذا الشهر كان عاملا وراء استقالته.

وقال المجلس الوطني أنه رفض دعوة الذهاب إلى القاهرة لان الدعوة كانت فقط لأعضاء بالمجلس بشكل فردي وليس للمجلس نفسه.

وقال تللو (52 عاما) ‘قام المجلس الوطني بإفشال اكثر المحاولات جدية لجمع المعارضة في محاولة لتوحيدها’.

وأضاف ‘خسرت المعارضة أيضا فرصة ذهبية لتقول رأيها الصريح في رفض الحوار مع القتلة داخل النظام والإصرار على اسقاطه بكامل تعبيراته’.

وتركت شخصيات معارضة بارزة عديدة المجلس الوطني منذ بداية العام قائلة أن قيادته منشغلة بخصومات شخصية ولا تقوم بما يكفي لدعم الانشقاق العسكري المتزايد.

ومن بين هؤلاء هيثم المالح وهو محام وقاض سابق قاوم هيمنة عائلة الأسد على مدى عقود وكمال اللبواني وهو طبيب قاد حركة تمرد فاشلة من داخل المجلس الوطني للحد من سيطرة الإسلاميين على المنظمة.

وقال تللو انه سيترك أيضا إعلان دمشق وهو جماعة من زعماء المعارضة المخضرمين قادت المقاومة السلمية ضد الأسد من أجل أن يصبح مستقلا.

غليون يعدّ للاستقالة من رئاسة المجلس الوطني

أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، أمس، أنه مستعد للاستقالة وذلك بعد تصاعد الانتقاد لقيادته. وقال إنه سيعلن استقالته فور الاتفاق على خلف له بالانتخاب أو توافق الآراء. واضاف انه لم يختر هذا المنصب من أجل مكاسب شخصية لكنه قبله للحفاظ على اللحمة ووحدة الصف. وتابع انه غير مستعد لأن يكون سبباً للانقسام.

وقال غليون، في مقابلة مع قناة «العربية»، «أضع استقالتي من رئاسة المجلس الوطني السوري على الطاولة». وشدد على أن «المجلس الوطني هو عنوان ثورة الشعب السوري في الخارج». وقال «أدعو المعارضة السورية للاجتماع والخروج من حلقة التنازع والانقسام».

وكان قد أعيد انتخاب غليون رئيساً للمجلس لفترة 3 أشهر جديدة للمرة الثالثة على التوالي، بعد فوزه بنسبة ثلثي أصوات الأمانة العامة للمجلس في انتخابات أجريت في العاصمة الإيطالية روما يوم الثلاثاء الماضي. وحصل غليون على 21 صوتاً، فيما حصل الناطق باسم المجلس جورج صبرا على 11 صوتاً. يشار إلى أن المجلس الذي أُعلن عن تأسيسه مطلع تشرين الأول من العام الماضي يضم عدداً كبيراً من شخصيات وهيئات المعارضة السورية في الخارج، ومن أهم مكوناته «الإخوان المسلمون» و«إعلان دمشق للتغيير الديموقراطي» إضافة الى مستقلين، فضلاً عن أحزاب كردية أعلنت تجميد مشاركتها بكافة قوى المعارضة السورية لأسباب تتعلق بضرورة إيلاء القضية الكردية اهتماماً أكبر.

وأثارت اعادة انتخاب غليون انتقادات داخل بعض اركان المعارضة الذين نددوا بـ«الاستئثار بالقرار» وعدم احترام التداول الديموقراطي. وهددت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق امس بالانسحاب من المجلس.

وقالت في بيان «نجد في استمرار تدهور أوضاع المجلس دافعاً لخطوات أخرى قد تبدأ بتجميد (مشاركتنا في المجلس) وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الأخطاء ومعالجة المطالب التي نراها ضرورية لإصلاح المجلس». واضافت ان «بعض المتنفذين في المكتب التنفيذي والأمانة العامة يستأثرون بالقرارات وآخرها قرار التمديد لرئاسة الدكتور برهان غليون للدورة الثالثة رغم الفشل الذريع على الصعد السياسية والتنظيمية».

وعبرت اللجان عن «الأسف لما آلت اليه الامور في المجلس الوطني السوري والتي تعكس ابتعاده وابتعاد المعارضة السورية عموما عن روح الثورة السورية ومطالبها وتوجهاتها نحو الدولة المدنية والديموقراطية ونحو مبادئ الشفافية وتداول السلطة المرجوة في سوريا الجديدة».

وفي السياق نفسه، قال ممثل قوى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في المجلس سمير نشار «للأسف ان جماعة الاخوان المسلمين لا تزال تصر على التمديد للدكتور برهان، وهذا كان مبعث قلق بالنسبة الينا»، معتبراً ان هذه السياسة تندرج في اطار «وضع الآخرين امام سياسة الامر الواقع». واعلن عن «اتصالات ومشاورات مع الامانة العامة لاعلان دمشق في الداخل لاتخاذ موقف في ضوء تكرار مواقف جماعة الاخوان المسلمين في التمديد» لغليون. ورداً على سؤال حول طبيعة هذا الموقف، اكتفى نشار بالقول «الخيارات واسعة». وقال: بعد سبعة اشهر من «الاداء المتواضع» للمجلس الوطني برئاسة برهان غليون «كان لدينا رأي، وهو ان نطبق ما تم التوافق عليه لدى تأسيس المجلس: تداول السلطة، ومن شأن هذا ان يؤدي الى تحسين الاداء ومن ثم الاصلاح».

إلى ذلك، رد المجلس الوطني على التقارير التي أفادت بأن المعارض فواز تللو استقال من عضويته، بقوله انه لم يكن قط عضواً فيه. وأوضح المجلس، في بيان، أنه يود «التأكيد بعد مراجعة سجلات العضوية لديه ان تللو ليس عضوا في المجلس الوطني ولم يسبق له ان حضر أياً من اجتماعاته».

(رويترز، ا ف ب، يو بي آي)

الأسد: ناشرو الفوضى سيعانون منها

رأى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا 24» التلفزيونية أن الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أيار في سوريا أظهرت أن الشعب يدعم النظام، وأنه لم يرضخ لتهديدات «الإرهابيين»، محذّراً من انتشار الفوضى

رأى الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا 24» التلفزيونية، أن الانتخابات التشريعية أظهرت أن غالبية السوريين «تدعم السلطة القائمة» و«تواصل دعم نهج الإصلاحات»، وأنهم «لم يخافوا من تهديدات الإرهابيين». وأضاف «إن الانتخابات تعكس إرادة الشعب. إنها رسالة قوية للجميع، في داخل البلاد وخارجها». وقال أيضاً «إن الشعب السوري لم يخف من تهديدات الإرهابيين الذين حاولوا منع الانتخابات وإرغامنا على التراجع عنها».

وفي ما يتعلق بدعوة المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات، قال الأسد إن «الدعوة الى مقاطعة الانتخابات كأنها دعوة الى مقاطعة الشعب (..) بالتالي لا أعتقد أنهم يملكون أي وزن أو تأثير في داخل سوريا». وعن «الجيش الحر» المنشق الذي يواجه الجيش النظامي، قال «هذا ليس جيشاً، وهو ليس حراً: إنهم يتلقون الأسلحة والمال من الخارج، من مختلف البلدان، إنهم عصابة مجرمين». وتابع «هناك مرتزقة أجانب، لقد أوقفناهم وسوف نعرضهم». أما الدول الغربية «فلا تتكلم إلا عن عنف الحكومة ولا تتفوه بأي كلمة على الإطلاق عن الإرهابيين». وتابع «سيأتي (المبعوث الدولي كوفي) أنان هذا الشهر الى سوريا وسأطالبه بتوضيحات».

وقال الرئيس السوري إن الدول التي تبث الفوضى في سوريا يمكن أن تعاني منها. وفي إشارة إلى انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت زعماء حكموا طويلاً في الشرق الأوسط، قال الأسد «بالنسبة إلى قادة هذه الدول، أصبح واضحاً أن هذا ليس ربيعاً، بل فوضى. وكما قلت من قبل إذا قمتم بنشر الفوضى في سوريا فإنكم ستعانون منها… وهم يفهمون ذلك جيداً».

وقال الأسد إن العقوبات الغربية أثرت على اقتصاد سوريا، لكن دمشق تحتفظ «بعلاقة رائعة» مع الدول غير الغربية. وقال إنه يأمل أن يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند «بمصالح فرنسا» وأن يغير سياستها حيال سوريا والمنطقة. وأوضح «آمل أن يفكر الرئيس الجديد بمصالح فرنسا. أنا أكيد أنها لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره». وأكد الأسد أن «الفوضى الجارية والإرهاب، كل هذا ستكون له عواقب على أوروبا، لأنها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول إننا جيران جنوب أوروبا».

وفي طهران، رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنه يجب «إعطاء وقت» للسلطات السورية لتطبيق خطة أنان. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية «إيسنا» عن صالحي قوله أمس «على الدول الأخرى، وخصوصاً دول المنطقة، أن تساعد في إنجاح الخطة لأنه في حال فشلها ستشهد المنطقة مشاكل جدية».

في واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة «قلقة بشدة لتصاعد العنف». وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند، أول من أمس، إن الولايات المتحدة ترى أن إجراء الانتخابات التشريعية «في ظل الجو القائم في سوريا ووسط هذا النوع من العنف وعدم الانسجام وعدم الوحدة التي نشهدها في سوريا حتى الآن أمراً مثيراً للسخرية».

وفي دمشق، أعرب رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا، الميجر جنرال روبرت مود، عن أمله بعدم تكرار هذا النوع من العنف الذي استهدف أحد فرق المراقبين العاملين في محافظة إدلب، أمس، مثمناً تعاون الحكومة السورية. وقال مود في تصريح صحافي أمس «تعرض أحد فرقنا لحادث في بلدة خان شيخون، ما أدى الى تعطل عربتين، وهذا النوع من العنف حتماً ليس النوع الذي نريده». ودعا «كل من يستخدم العنف ضد الشعب السوري، أو ضد المجتمع الدولي ممثلاً بالمراقبين الدوليين على الأرض، إلى أن يعيد حساباته، لأن هذه الأفعال لن تساهم مساهمة بناءة في تطلعات الشعب السوري».

وكان فريق من المراقبين قد تعرّض لانفجار عبوة ناسفة بإحدى سياراته في بلدة خان شيخون في إدلب، ما ألحق أضراراً بسيارتين، فيما لم يصب أحد من أعضاء الفريق بأي أذى.

سياسياً، استقال المعارض السوري فواز تللو من المجلس الوطني السوري، أول من أمس، ليوجه ضربة جديدة للتنظيم المعارض الذي شهد استقالة عدد من كبار الشخصيات في الأشهر القليلة الماضية. وجاءت استقالة تللو بعد ساعات من إعادة انتخاب الأمانة العامة للمجلس برهان غليون رئيساً لفترة جديدة تستمر ثلاثة أشهر في اجتماع عقد في روما.

أمنياً، بث التلفزيون السوري اعترافات «ثلاثة إرهابيين، أحدهم يحمل الجنسية الليبية، والآخران يحملان الجنسية التونسية، أقروا بتسللهم إلى سوريا عبر الحدود التركية لتنفيذ هجمات بالتنسيق بين تنظيم القاعدة وميليشيا ما يسمى الجيش الحر». بحسب التلفزيون السوري، الذي كشف أن المعتقلين الثلاثة هم: الليبي فهد الفريطيس، والتونسيان: أسامة هذليو ومجدي العياري.

وقلت وكالة سانا إن جمارك الرقة ضبطت أول من أمس كمية من الأسلحة ضمن شاحنة عبور موضوعة في مخبأ سري قادمة من الحسكة على طريق الرقة ـــ حلب متجهة إلى حلب. كما أعلنت سانا أنه تم أمس الإفراج عن 250 معتقلاً في السجون السورية «لم تتلطخ أيديهم بالدم».

وقال مصدر رسمي سوري إن مجموعة مسلحة استهدفت أمس حافلة تقل مدرسين في محافظة الحسكة، شرق سوريا، ما أسفر عن إصابة خمسة منهم، بينهم 4 معلمات، إضافة إلى سائق الحافلة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان بأن 15 شخصاً، بينهم امرأة ورجل دين، قتلوا في حي الشماس في مدينة حمص. وقتل مواطن في قصف تعرضت له مدينة الرستن. وفي مدينة درعا، قتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة في إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مخيم للنازحين فجراً. كما قتل شاب خلال حملة مداهمات واعتقالات في قرية المليحة في محافظة درعا. وذكر المرصد أن مدينة انخل في المحافظة نفسها تعرضت لإطلاق نار، تبعته حملة مداهمات. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن السورية حاولت أمس اقتحام قرية اللطامنة في ريف حماه من المدخل الجنوبي، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات مسلحة.

(سانا، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)

أميركا تنسّق تدفق الأسلحة إلى سوريا بتمويل خليــجي

محمد دلبح

واشنطن | يتزايد يومياً الكشف عن الدور الأميركي _ الخليجي _ التركي في تصعيد العنف المسلح الذي تقوم به جماعات المعارضة السورية، في مسعى لإطاحة نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تعمل على تنسيق عمليات تسليح جماعات المعارضة التي تلقت كمية أكبر وأفضل من الأسلحة في الأسابيع الماضية، دفعت ثمنها دول خليجية. غير أن مسؤولين أميركيين أصروا على أن ما تقوم به الولايات المتحدة هو تزويد جماعات المعارضة السورية المسلحة بأسلحة غير فتاكة، وأنها لا تموّل أو ترسل أسلحة مضادة للدبابات، ولكنها تعمل على توسيع اتصالاتها مع قوات المعارضة المسلحة لتزويد دول الخليج، بتقويم لصدقية المتمردين والبنية التحتية لمراكز القيادة والتحكم.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «نحن نزيد مساعداتنا غير الفتاكة للمعارضة السورية ونستمر في تنسيق جهودنا مع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة وما بعدها بهدف تأمين الأثر الأكبر على ما نقوم به بشكل جماعي». وأشارت الصحيفة إلى أن الأسلحة الواردة تُخزَّن في العاصمة السورية دمشق ومدينة إدلب بالقرب من الحدود التركية وفي الزبداني قرب الحدود اللبنانية.

وذكرت «واشنطن بوست» نقلاً عن نشطاء في المعارضة قولهم «إن عملية تدفق الأسلحة _ التي يجري شراؤها من السوق السوداء من بعض الدول المجاورة أو من عناصر في الجيش السوري _ ازداد كثيراً بعد قرار السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج تخصيص تمويل بملايين الدولارات كلّ شهر».

ونقلت الصحيفة عن ملهم الدروبي، العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا قوله، «إن الجماعة فتحت قنوات الإمداد للثوار، مستخدمة موارد من أشخاص أغنياء وأموال من دول الخليج»، بما فيها السعودية وقطر. وأفاد مسؤول في المعارضة السورية بأن شحنات كبيرة قد دخلت إلى سوريا، وأن بعض المناطق مليئة بالأسلحة.

ولم تقتصر هذه التصريحات على ممثلي جماعة الإخوان المسلمين، بل إن برهان غليون، الذي انتخب مجدداً رئيساً للمجلس الوطني السوري المعارض، تراجع عن تصريحات سابقة أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للصين التي أحجم فيها عن تأييد عسكرة حركة الاحتجاجات الشعبية، وقال إنه يؤيد الآن تسليح مقاتلي ما يسمى الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أنه ضاق ذرعاً ببعض داعمي المجلس في الخارج. وقال: «نحن لا نتعامل في الأسلحة، لكننا سنبرم بعض الاتفاقات، وقد وعدتنا بعض الدول بأن تمدّ الجيش السوري الحر بالأسلحة».

وكان مسؤولون أميركيون قد أجروا الأسبوع الماضي محادثات في واشنطن مع وفد كردي من شرق سوريا، شملت ما وصفه مسؤول أميركي بالاحتمال النظري بفتح جبهة جديدة ضد القوات الحكومية السورية ستجبرها على نقل بعض قواتها من الغرب. كذلك سيُبحث الملف السوري في قمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) المقرر عقدها في شيكاغو يومي الأحد والاثنين المقبلين.

وقال مسؤولون في المعارضة السورية إنهم على اتصال مباشر مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية لتحديد المسلحين الذين يستحقون تلقي السلاح وتحديد أماكن تخزينها. لكن الأميركيين نفوا وجود أي طواقم عسكرية أو استخبارية على الأرض في سوريا في الوقت الراهن. وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن البنتاغون وضع خططاً موسعة حول سوريا تصل إلى القيام بغارات جوية لتدمير الدفاعات الجوية فيها، على الرغم من استبعادهم تدخل الولايات المتحدة بهذه الطريقة، مشيرين إلى أن واشنطن تتجه نحو زيادة تنسيق الاستخبارات وتسليح قوات المعارضة.

وقال مسؤول خليجي: «يأمل الكثير من الناس أن تعزز الولايات المتحدة جهودها لتقويض النظام السوري أو مواجهته». وأضاف: «نريد منهم أن يتخلصوا من الأسد». وترى الصحيفة أن الإمدادات التسليحية الجديدة تطوي صفحة شهور عديدة من نكسات المعارضين المسلحين الذين أُجبروا على الانسحاب من معاقلهم في بعض المدن السورية مثل حي بابا عمرو فى حمص، وإدلب. وأضافت: «إن مدى تأثير تدفق الأسلحة الجديدة ظهر خلال اشتباكات وقعت الاثنين الماضي بين قوات الحكومة والمعارضة بشأن السيطرة على مدينة الرستن قرب حمص».

من جانب آخر، نفت تركيا نفياً قاطعاً الاتهامات السورية بأن تركيا تتعاون مع ليبيا ودول أخرى في المنطقة لتهريب الأسلحة داخل سوريا لمساعدة المسلحين في سوريا. وكان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد أكد الأسبوع الماضي أن تركيا وليبيا ودول أخرى في المنطقة تقدم المساعدة للمعارضة. وأكد السفير التركي لدى الأمم المتحدة، أرتوغورل أباكان، في رسالة وجهها إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر (مندوب أذربيجان) أن تركيا ترفض بشدة هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة.

أطفال السويد يمثلون “الموت الجماعي” للتضامن مع نظرائهم السوريين

تتواصل في المدن السويدية حملات التضامن مع الأطفال السوريين اللذين يتعرضون لعمليات قتل متكررة ويومية اثر المعارك الدائرة هناك، وعمليات القصف اليومي التي تنفذها قوات الرئيس بشار الأسد.

قام عشرات الأطفال السويديين في مركز تجاري مكتظ بالناس، بتمثيل ” الموت ” الجماعي، من خلال إسقاط أنفسهم فجأة على الأرض بشكل جماعي، والبقاء في هذه الوضعية لبضعة دقائق، وسط ذهول الناس، للفت الأنتباه الى معاناة الأطفال السوريين في الحرب الدائرة هناك.

ويهدف الأطفال من ذلك، إظهار التضامن مع الأطفال السوريين، ضد العنف ضدهم، ومطالبة العالم التحرك العاجل لإنقاذهم وتقديم المساعدة لهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه صحيفة ” أفتون بولادت ” السويدية واسعة الأنتشار، حملة لتخصيص راتب ساعة واحدة من العمل من أجل مساعدة الأطفال في سوريا. وبالفعل لاقت الحملة قبولا من قطاعات واسعة من الشعب السويدي، خصوصا من قبل المشاهير والفنانين، إضافة الى الناس العاديين.

وتنشر الصحيفة تعليقات القراء والمتبرعين الذين يصفون مشاعرهم وهم يتابعون عبر وسائل الأعلام وتقارير الأمم المتحدة ما يعاني منه الأطفال في سوريا.

وفي مدرسة Ellagårdsskolan بضاحية ” Täby ” في ستوكهولم، أنضم العشرات من الأطفال الى الحملة، فرفعوا لافتة كتبوا عليها ” ساعدوا أطفال سوريا الذين يتعرضون الى القتل والتهجير يومياً”.

وتقول إيمان كاظم، وهي والدة أحد التلاميذ المشاركين في الحملة في إتصال مع ” إيلاف” : ” أنا فخورة بأبني لشعوره الإنساني تجاه الأطفال الآخرين في سوريا، وأعتقد إن هذا الشعور يدل على التربية السليمة التي يتلقاها سواء في البيت أوالمدرسة”.

كاظم تعتقد : ” أن المدرسة السويدية مشكورة لان لها دور إيجابي جدا في تربية الأطفال على قيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتفكير بالاخرين”.

وتقوم لجان متخصصة في الحملة بجمع هذه الأموال وتسليمها الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR التابعة للأمم المتحدة، لانفاقها على الأطفال النازحين الى مناطق حدودية هربا من القتل والدمار والقصف.

وكان لافتا في إحدى ساحات كرة القدم المحلية عندما قام لاعبون صغار ينتمون الى إحدى الأندية الرياضية السويدية بفعالية تضامنية مع أطفال سوريا، من خلال تمثيل ” الموت ” بإيقاع أنفسهم أيضا على ساحة الملعب، للفت إنتباه المتفرجين الى الحملة.

ونشرت الصحيفة السويدية المذكورة، ووسائل إعلام أخرى، إضافة الى التلفزيون إعلانات تشجع الناس على التبرع بساعة عمل من رواتبهم الى الحملة، على أرقام حسابات مُعلنة.

” إيلاف ” التقت الناشط في منظمات المجتمع المدني جمال حنا للتعليق على الحملة، فقال لها ” إن الحملة تعكس أخلاق هذا الشعب المسالم الذي يمتلك كل هذا الحس العالي، والشعور بالمسؤولية تجاه أطفال أبرياء لاذنب لهم بما يحدث، وتعكس أيضا بعدا أنسانيا يقف بالضد من الكم الهائل من الحقد والتعصب والعنصرية الذي تبثه كل يوم الجماعات المتطرفة والعنصرية سواء كانت عربية أو غربية”.

وأضاف حنا : ” المبادرة جميلة ومفيدة أيضا، وكان من الأولى أن تبادر لها منظمات الجالية العربية في أوروبا، غير أنني أعتقد أن الكثير من هذه المنظمات منشغلة بأمور ثانوية وترفيهية بعيدة عن الهم الحقيقي لابناء شعوبنا في بلداننا الأصلية”.

رايس: من السابق لأوانه مناقشة توفير ممرات إغاثة للسوريين

أكدت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أنه من السابق لأوانه، على أقل تقدير، مناقشة إمكانية إنشاء ممرات إغاثة في سوريا لحماية المدنيين من بطش القوات الحكومية أو مهاجمة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت رايس أن الحلول التي تثار في كثير من الأحيان، وتنطوي على استخدام القوة، يتم طرحها وكأنها بسيطة ولا تشتمل علي أية مخاطر أو تعقيدات. وأكملت حديثها بالقول :” أعتقد أن هناك تحديات حقيقية فيما يتعلق بالممرات الإنسانية، ليس أقلها أنها تتضمن على وجود قوات على الأرض فيما لا توجد طريقة للالتفاف على ذلك”.

وقد تصاعدت حدة المواجهة المستمرة منذ 14 شهراً بين نظام الأسد وقوى المعارضة هذا الأسبوع، ليتم التأكيد بذلك على إخفاق خطة وقف إطلاق النار وعجز مراقبي الأمم المتحدة عن وقف العنف. هذا وقد بات السناتور جون كيري، الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، آخر الداعمين لمسألة إنشاء “مناطق آمنة”، حيث صرح مؤخراً لمجلة فورين بوليسي الأميركية قائلاً :” الممرات الإنسانية، التي يجب الدفاع عنها بقوة الجيش، هي حقيقة وتستحق النقاش”.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبيرغ الإخبارية عبر الهاتف، قال ريتشارد غوان، المدير المساعد لدبلوماسية الأزمات وعمليات حفظ السلام في مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك :” تاريخ الممرات الإنسانية، والبوسنة آخر مثال على ذلك، قاتم للغاية. والحقيقة هي أنه يتوجب عليك إما أن تستعين بقدر كبير من القوة في تلك المعركة القائمة بحكم الواقع أو أن ترسل قوة محدودة ستتعرض للمخاطر بطبيعة الحال”.

وعاودت رايس لتقول :” وارد أن يؤول الصراع السوري لمزيد من العنف، وهو ما يجعل آخر لعبة سلمية في المدينة تستحق المتابعة، حتى وإن كانت لعبة منخفضة الاحتمالات”.

ومضت رايس تقول إنه وعلى عكس الوضع الذي كان حاصلاً في ليبيا، تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة من الأدوات الأكثر محدودية لمواجهة العنف المتصاعد في سوريا.

وتابعت رايس بلفتها إلى أن القوة الجوية تعد واحدة من الأمور التي تثير بالغ قلقهم، خاصة في ظل عدم وجود جبهة معارضة متماسكة موحدة تفرض هيمنتها على الأرض. وبررت ذلك بأن خصوم الأسد عبارة عن مجموعات من قوى المعارضة المحلية التي لا تتعاون مع بعضها البعض، ولا تتعاون مع مؤيديها بالخارج، ولا تفرض هيمنتها على أي منطقة. فضلاً عن أن الدفاع الجوي السوري مكثف ومتطور للغاية، وهو ما يجعل الوضع هناك مختلف كليةً عن الوضع في ليبيا أو البلقان.

وحذرت رايس في السياق ذاته من خطر أن يمتد الصراع الذي تشهده سوريا إلى خارج الحدود، كما بدأ يحدث الآن، أو أن يتم التوصل لشكل من أشكال التسوية السياسية، مع أنها قد تكون هشة وناقصة ومحفوفة بالمخاطر. وقد عبرت إدارة أوباما عن قلقها إزاء تصاعد العنف في ذلك الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 9000 شخص. وقالت يوم أمس فيكتوريا نولاند، متحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن إخفاق نظام الأسد في الالتزام بخطة وقف إطلاق النار التي أطلقها كوفي أنان قد تسبب في تعميق الانقسامات بداخل المجتمع السوري وسمح للمخربين بالتسلل.

وأكدت نولاند كذلك أن جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة بطريقة غير رسمية، مثل المجلس الوطني السوري، تبعد أنفسها عن بعض الأحداث كتلك الواقعة التي شهدت تفجيرين في العاصمة دمشق مؤخراً، منوهةً إلى أن وجود المراقبين في سوريا أدى بالفعل إلى تصاعد في حدة أعمال العنف التي تشهدها البلاد.

إعدامات ميدانية في حمص.. والجيش الحر يقدم الحماية للمراقبين

واشنطن: هبة القدسي بيروت: كارولين عاكوم وبولا أسطيح القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

أقدمت قوات النظام السوري على تنظيم اعدامات ميدانية ليلية في مدينة حمص، حسب مصادر المعارضة السورية، فيما توالت التنديدات الدولية بعد استهداف المراقبين الدوليين أول من أمس في مدينة خان شيخون. وأعربت عدة جهات دولية عن قلقها على سلامة المراقبين. واكد الجيش السوري الحر المعارض أمس، ان قواته قدمت الحماية للمراقبين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان قوات النظام قامت بقتل 15 شخصا بينهم إمام مسجد في «إعدامات ميدانية» بعد اقتحامها حيا في مدينة حمص وسط سوريا. من جهته، أكد العميد مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري في «الجيش الحر» لـ «الشرق الاوسط»، أن قواته قامت بتسليم 6 مراقبين تعرض موكبهم للاستهداف في منطقة خان شيخون، أول من أمس، خلال حضورهم تشييع أحد قتلى النظام.

وفي جنيف، أعربت لجنة مكافحة التعذيب في الأمم المتحدة، أمس، عن قلقها إزاء «معلومات تتحدث عن تعذيب بصورة منهجية» في سوريا.

وفي سياق آخر، تم أمس افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، الذي دعت إليه الجامعة العربية. لكن اطراف المعارضة لم تحضر الاجتماع. وقالت مصادر في الجامعة إن مسؤولين عن عقد الاجتماع أعربوا عن أسفهم للغياب. وحذر كل من الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، وناصر القدوة نائب كوفي أنان المبعوث الأممي – العربي الخاص بسوريا، من خطورة الأوضاع الراهنة، في ظل استمرار أعمال العنف والقتل، مطالبين الحكومة والمعارضة السورية بضرورة الالتزام بتنفيذ البنود الستة الواردة في خطة أنان.

في غضون ذلك، أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض «تصميمه على التخلص من الفشل الذي استمر على مدى عام وحشد تأييد المعارضين في الخارج وحلفائهم، وراء استراتيجية جديدة تنطوي على تسليح المعارضين داخل سوريا». ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله «صحيح أن أداءنا كان ضعيفا ونعترف بذلك، ولهذا نعيد الهيكلة الآن ونأمل أن يتحسن أداؤنا».

إعدامات ميدانية تحت جنح الظلام في حمص

اشتباكات وقتلى في درعا وإدلب والرستن

بيروت: بولا أسطيح

قتل 15 شخصا بينهم إمام مسجد في «إعدامات ميدانية» بأيدي قوات النظام بعد اقتحامها حيا بمدينة حمص وسط سوريا أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد في بيان أن 15 شخصا؛ بينهم امرأة ورجل دين، قتلوا في حي الشماس بمدينة حمص «خلال إعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات الأمن السورية كانت «اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا».

وقال إن هذه القوات بدأت تنفيذ «الإعدامات الميدانية» بعد منتصف الليل، مشيرا إلى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، إمام مسجد أبو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا «في منزل مهجور».

وأكد عبد الرحمن أن الشيخ زقريط «معروف بأنه من دعاة التعايش والوحدة الوطنية، وهو محبوب من السنة والعلويين والمسيحيين في المنطقة، وناشط في مجال العمل الخيري». والشيخ زقريط له ستة أطفال، وهو في الثالثة والأربعين من العمر.

من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن 35 شخصا قتلوا أمس إثر الاشتباكات والعمليات العسكرية المستمرة للقوات النظامية في معظم المحافظات السورية وبالتحديد في درعا وإدلب وحمص والحسكة. ويأتي ذلك غداة مقتل نحو سبعين شخصا يوم الثلاثاء بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي أعلنت أيضا عن أنها وثقت أكثر من 505 نقاط خرق لمبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان بإطلاق نار مباشر على المتظاهرين وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى واعتقال العشرات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص قتلوا أمس جراء إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، موضحا أن القتلى هم طفل ورجل وثلاثة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة.

وقال الناشط أبو همام من خان شيخون: «لم ننم منذ أمس، وكنا نسمع أصوات القصف وإطلاق النار طيلة الليل»، وذكر أن «القصف توقف بين الخامسة والسابعة صباحا (4.00 ت غ)، ثم استؤنف»، وأن الناس في المناطق التي تعرضت للقصف «كانوا خائفين وحاولوا الفرار إلى أحياء أكثر أمنا».

وأوضح المرصد السوري أن أربعة أشخاص بينهم طفلة قتلوا إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات النظامية السورية على مخيم النازحين في مدينة درعا. وأشار المرصد إلى سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في المدينة.

كما تحدث ناشطون عن مقتل شاب إثر إطلاق الرصاص خلال حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات النظامية في قرية مليحة العطش بمحافظة درعا وشملت ستة أشخاص على الأقل.

وذكر المرصد أن مدينة إنخل في المحافظة نفسها تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظامية، تبعته حملة مداهمات، مشيرا إلى مقتل ضابط من القوات النظامية في اشتباكات بالمدينة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء.

وفي محافظة حمص، كشف ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن عضو المجلس الوطني عمر إدلبي والناشطين هادي العبدالله وأبو جعفر الحمصي وسليم قباني نجوا من كمين نصبه لهم عناصر الأمن في مدينة حمص. وفي حين تعذر الاتصال بأي منهم، قال الناشطون إنهم أصيبوا بجراح طفيفة وإنهم بخير.

وبالتزامن، أفادت لجان التنسيق المحلية أن مواطنا على الأقل قتل جراء القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن منذ أيام، فيما تحدث المرصد السوري عن «سقوط قذيفة كل دقيقتين»، علما بأن الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر، تعرضت لمحاولة اقتحام الاثنين، قتل فيها 23 جنديا نظاميا. كما تعرضت لقصف شبه متواصل خلال الأيام الماضية تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ومن ريف دمشق، وبالتحديد من مدينة دوما، تحدث محمد السعيد لـ«الشرق الأوسط» عن انتشار للأمن في عدة مناطق وحملة اعتقالات عشوائية تنفذها قوات الأمن في المدينة، لافتا إلى أن حملة مداهمات شرسة انطلقت صباح أمس ولا تزال مستمرة على مزارع الريحان كافة، وقال: «يتم نصب حواجز وبشكل لافت في المدينة، كما تجري اعتقالات عشوائية للمزارعين، علما بأنه تم احتلال أحد المعامل في المنطقة حيث يتم أسر المعتقلين».

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن اقتحمت بلدة دير العصافير وسط إطلاق نار كثيف، كما اقتحمت قوات أخرى بلدة حتيتة التركمان.

من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن السورية حاولت أمس اقتحام قرية اللطامنة في ريف حماه صباحا من المدخل الجنوبي، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات منشقة.

في المقابل، قال مصدر رسمي سوري إن مجموعة مسلحة استهدفت أمس حافلة تقل مدرسين في محافظة الحسكة شرق سوريا مما أسفر عن إصابة خمسة، بينهم أربع معلمات، بعضهم إصابته خطيرة. وقالت «الإخبارية» السورية، إن مسلحين اختطفوا في حلب بشمال سوريا أمس مدرستين ومدرسا.

هذا، وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه تم أمس إخلاء سبيل 250 موقوفا ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء، مذكرة بأنه تم في 5 مايو (أيار) الحالي إخلاء سبيل 265 موقوفا تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، كما أخلي في 21 أبريل (نيسان) الماضي سبيل 30 موقوفا، وسبق ذلك إخلاء سبيل 552 موقوفا في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي.

عملية تبادل لمختطفين بين الجيش الحر وعائلات لبنانية

بعد يوم من القصف العنيف على القصير الحدودية

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

بعد نحو أربع وعشرين ساعة على توتر الأوضاع الأمنية في منطقة القصير بحمص القريبة من الحدود مع شمال لبنان، وتعرض قرى تلك المنطقة لقصف مدفعي وسط أنباء عن تسلل عناصر من حزب الله واختطاف نحو 37 مدنيا سوريا وجنديين منشقين، مقابل اختطاف مواطنين لبنانيين، أعلن ناشطون في منطقة القصير أن «المكتب السياسي بالتعاون مع كتيبة الـ(77) التابعة للفاروق أتم عملية تبادل للأسرى مع آل جعفر وآل زعيتر جرى خلالها إطلاق سراح 37 مدنيا من القصير بالإضافة إلى عنصرين من الجيش الحر التابعين لكتيبة الوادي مقابل تسليم الأسيرين المحتجزين لدى الفاروق وتم الاتفاق على وثيقة ستنشر لاحقا».

فيما قالت لـ«الشرق الأوسط» مصادر قريبة من كتيبة الفاروق إن عملية تبادل للمختطفين جرت بين كتيبة الفاروق وعائلتي زعيتر وجعفر اللبنانيتين الشيعيتين، أطلق بموجبها سراح 37 مدنيا من أهالي منطقة القصير بالإضافة إلى جنديين من كتيبة الوادي التابعة للجيش الحر، لقاء تسليم مختطفين لبنانيين تم احتجازهما من قبل كتيبة الفاروق. مع الإشارة إلى أن كتيبة الوادي ليست تابعة للفاروق، وغالبية عناصرها من شباب منطقة القصير. وكان العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في حمص وريفها والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل صرح لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق أن «قوات تابعة لحزب الله قامت باقتحام عدد من القرى في القصير واستقرت فيها». وقال: إن هذه القوات قامت «باعتقال 37 سوريا منهم نساء ووضعوا حواجز على مداخل هذه القرى».

ومن جهته أعلن رئيس بلدية الهرمل صبحي علي صقر، أن «عملية التبادل جرت برعاية فعاليات الهرمل ووجهاء بعض القرى السورية المجاورة». وأكد صقر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بحكم تداخل البلدات اللبنانية والسورية الحدودية، ولكون هناك بلدات سورية غالبية سكانها لبنانيون، تعرض الشابان اللبنانيان خضر جعفر وعبد الله الزين وهما من بلدة زيتا السورية للخطف على يد معارضين سوريين، وبفعل النزعة العشائرية أقدم شبان من آل جعفر على خطف نحو 22 شخصا سوريا من منطقة القصير ردا على خطف الشابين، وعلى الأثر تسارعت الاتصالات واللقاءات، وتم التوصل إلى اتفاق على معالجة الأمر رغم الصعوبات التي واجهت سعاة الخير إلى أن جرى إطلاق سراحهم جميعا». ونفى رئيس بلدية الهرمل «وجود أي علاقة لحزب الله بالحادث لا من قريب ولا من بعيد»، معتبرا أن «القضية هي قضية عائلات وعشائر لم يتدخل فيها أي طرف سياسي لا من لبنان ولا من سوريا». وقال: «نأسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد، لأن هناك علاقات وروابط عائلية واجتماعية وتجارية، ونأمل أن تكون انتهت الحادثة عند هذا الحد من دون أن تترك أي ذيول وذلك بفضل وعي الناس وكل المعنيين»

إلى ذلك أعلن ضابط في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العملية (تبادل المخطوفين) ليست جديدة وليست الأولى وربما لا تكون الأخيرة»، لافتا إلى أن «عمليات خطف المعارضين السوريين دائما ما ينفذها لبنانيون موالون للنظام السوري، وتقف وراءهم جهات حزبية تأتمر بأوامر المخابرات السورية».

وكانت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المحسوبة على حزب الله تحدثت عن «سقوط شهيد لبناني يدعى علي أبو بكر نتيجة قصف المسلحين السوريين للأراضي اللبنانية (أول من أمس) بقذائف آر بي جي ودوشكا». ونقلت الصحيفة عن مصادر «الجيش السوري الحر» أن «3 شهداء سقطوا خلال كمين نصبه عناصر من حزب الله».

ويتركز في القصير عدة كتائب تابعة للجيش الحر أكبرها كتيبة الفاروق، ومن الكتائب كتيبة الوادي والكتيبة الخضراء وغيرها. وتسيطر تلك الكتائب على عدة مناطق في محيط مدينة القصير المحاصرة. وقال ناشطون إن أكثر من 10 مجندين انشقوا يوم أمس الأربعاء عن القوات النظامية المتمركزة في المشفى الوطني في الحي الغربي، وانضم الجنود المنشقون إلى الجيش الحر، بعد قيامهم بإطلاق نار كثيف على جنود متواجدين عند حاجز المشفى .

وكانت القرى الحدودية السورية اللبنانية قد تعرضت لقصف مدفعي عنيف نهار أول من أمس الثلاثاء، كما جرت اشتباكات عنيفة، لدى تصدي الجيش الحر المتمركز في منطقة القصير لمحاولة توغل عناصر من حزب الله مدعومة بالقوات السورية النظامية في منطقة القصير. لا سيما أن هناك شريط قرى حدودية سورية ـ لبنانية (شيعية) معظم سكانها من مناصري حزب الله، والنظام السوري وينتمون لعائلات شيعية معروفة زعيتر. جعفر. الجمل. وقد قام عناصر الجيش الحر باختطاف مواطنين لبنانيين قيل إنهما من حزب الله.

وأسفر القصف العنيف على قرى البرهانية وأبو حوري وسقرجة والسوادية وتل النبي مندو (قادش) عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال، كما تم إعدام شخص ميدانيا بإطلاق نار مباشر عند حاجز لقوات الجيش النظامي، كما قتل شخص ذبحا بيد الشبيحة، وآخر قال مقربون من الجيش الحر إنه ذبح على يد عناصر حزب الله لدى اقتحام قرية المصرية، كما تم العثور على جثة شخص قضى تحت التعذيب، وجثته عليها آثار تعذيب شديد جدا ومحروقة، بالإضافة لتشويه وجهه بشكل تام ولم يتم التعرف على هويته.

وقالت مصادر قريبة من الجيش الحر في القصير إن قرى القصير -البرهانية وأبو حوري وسقرجة والسوادية وتل النبي مندو (قادش) تعرضت يوم الثلاثاء لقصف مدفعي عنيف من محورين، الأول: من كتائب القوات النظامية المحيطة بهذه القرى، والثاني: من عناصر حزب الله المتواجدة في حوش السيد علي. كما قامت عناصر تابعة للحزب باقتحام أراض سورية واحتلت عددا كبيرا من القرى الحدودية وقامت بنصب حواجز وعمليات اختطاف واستخدام المدنيين كدروع بشرية في عمليات الاقتحام. وقد حاولت ميليشيات الحزب اقتحام قريتي الزراعة والنزارية تحت غطاء ناري كثيف بالقصف والرشاشات. كما شهدت قرية كمام الواقعة شمال القصير وقرية عش الورور التي لا يتجاوز عدد سكانها 400 نسمة قصفا عنيفا بالمدفعية والصواريخ والهاون. وترافق ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع في سماء القصير.

في وقت ما زال الحصار مستمرا على مدينة القصير وقراها، مع انتشار كثيف للحواجز العسكرية، والقناصة وقطع للطرقات، وبشكل يجعل الحركة داخل المدينة ومحيطها بالغة الصعوبة، حيث يتم اعتقال المواطنين عند الحواجز، كما تشهد الحواجز على طريق بعلبك (شنشار – جوسية) لا سيما حواجز قرى ربلة وجوسية، استنفارا أمنيا شديدا، حيث يتم توقيف كل السوريين المسافرين النظاميين عند معبر جوسية، وتعريضهم للإهانة بعد رفع أيديهم إلى الجدران لعدة ساعات بعد التفتيش الدقيق للمواطنين والسيارات.

بعد الكهرباء.. سوريا ترفع سعر الوقود

في ظل نقص الإمدادات وتزايد استهلاك الجيش له

لندن: «الشرق الأوسط»

بعدما رفعت أسعار الكهرباء لمثليها، رفعت سوريا سعر الوقود المدعوم بمقدار الربع، في ظل نقص ناجم عن تراجع الواردات أصبح يهدد القطاع الصناعي ومحصول القمح القادم، وفي الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الجيش للوقود.

وقالت مصادر تجارية دولية إن سوريا تواجه توقفا في واردات وقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات الثقيلة بما في ذلك دبابات الجيش، مع انقطاع تدفق الشحنات من روسيا ودول أخرى خلال الأسابيع الأخيرة.

ويعاني السوريون نقصا في إمدادات الوقود منذ شهور بعدما دفعت العقوبات الغربية معظم شركات النفط الأوروبية لوقف علاقاتها التجارية مع دمشق.

ورفعت الحكومة سعر لتر زيت الغاز، وهو وقود رئيسي يستخدم كبديل لوقود الديزل وزيت التدفئة، إلى 20 ليرة (31 سنتا) من 15 ليرة في أول تغيير لسعر الوقود منذ مايو (أيار) من العام الماضي حينما خفضته السلطات بنفس النسبة.

وأعلن الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء السورية هذا الخبر أمس.

وتأتي زيادة السعر بعدما رفعت الحكومة الأسبوع الماضي سعر الكهرباء إلى مثليه بالنسبة للقطاع الصناعي، وهو ما حذر صناعيون من أنه سيوجه ضربة لكثير من المصانع التي تعاني بالفعل بسبب الاضطرابات.

ونقلت وسائل إعلامية محلية عن فارس شهابي، رئيس غرفة الصناعة في حلب، قوله إن ذلك سيضر بالصناعة التي تمنى بخسائر بالفعل وقد يؤدي لإغلاق مصانع، حسب «رويترز».

وبررت السلطات زيادات الأسعار بأنها إجراء للحد من التهريب وتعزيز إيرادات الحكومة، قائلة إن التكلفة السنوية للدعم تجاوزت 250 مليار ليرة. وتقول سوريا إنها تدعم نحو ثلثي تكلفة زيت الغاز.

ويضر نقص زيت الغاز بالفعل بالصناعات المحلية.

ويقول مسؤولون إن الاستهلاك السنوي نحو 7.5 مليار لتر. ويقول تجار للسع الأولية إن تزامن الزيادة مع بدء موسم حصاد القمح سيرفع أيضا التكلفة على المزارعين العاجزين بالفعل عن الحصول على وقود كاف للجرارات.

العميد الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: استهداف المراقبين محاولة أخيرة من النظام لإفشال مهمة أنان

واشنطن وباريس تدينان الهجوم الذي تعرض له المراقبون.. والأمم المتحدة قلقة

بيروت: كارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي

أكد العميد مصطفى الشيخ، قائد المجلس العسكري في «الجيش الحر»، أن عناصر «الجيش الحر» قاموا بتسليم المراقبين الستة الذين تعرض موكبهم للاستهداف في منطقة خان شيخون أول من أمس، خلال حضورهم تشييع أحد القتلى. وهو الاستهداف الرابع من نوعه منذ بدء مهمة بعثة المراقبين في سوريا في 12 أبريل (نيسان) الماضي، وذلك في مناطق الضمير وحمص ودرعا.

وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: «كانت البعثة مؤلفة من 8 مراقبين، لكن وبعد وصولهم إلى مفرزة لقوات النظام، تعرضوا إلى إطلاق النار وألقت عليهم قذيفة (آر بي جي)، عندها، تمكن اثنان منهم من العودة إلى حماه، بينما قام (الجيش الحر)، بالتعاون مع شباب تنسيقية خان شيخون، بحمايتهم وباتوا ليلتهم عندهم، وذلك بعدما عمدنا إلى سحب السيارات»، مضيفا «وفي الصباح، عاد القصف وتجدد على خان شيخون، فقمنا بإجراء اتصالات مع العقيد أحمد حميش من بعثة المراقبين، ليتواصل بدوره مع قوات النظام والطلب منهم وقف إطلاق النار كي نتمكن من إخراج المراقبين، وهذا ما حصل، واستطعنا عندها تسليمهم إلى زملائهم الساعة 12 ظهرا، وقد تم توثيق العملية بالصوت والصورة».

وتعليقا على كلام الرئيس بشار الأسد الأخير واشتراطه أن تشرف حكومته على عملية دخول وتحرك المراقبين في سوريا لضمان حمايتهم وإلا فإنه لن يفعل، اعتبر الشيخ أن هذا الكلام دليل واضح على تورط النظام في عمليات استهداف المراقبين، التي من المؤكد أن وتيرتها ستزيد في الفترة المقبلة، لافتا إلى أن اتهام النظام «الجيش الحر» بهذه الاعتداءات «كذب ولف ودوران»، مضيفا: «ما مصلحتنا في استهدافهم، هذه الاتهامات مرفوضة جملة وتفصيلا، ولا يمكن لأي شخص أن يقتنع بها»، ومؤكدا أن «(الجيش الحر) لن يسمح بالاعتداء عليهم ولو لفظيا، سنحميهم بعيوننا. هم موظفون في نهاية الأمر. والمراقبون الذين لا يكفي عددهم لمحافظة واحدة في سوريا، هم موظفون لا يجرؤون حتى على التنقل والذهاب إلى أي منطقة، لأنهم على يقين بأن هناك خطرا على حياتهم وبما قد يرتكبه النظام بحقهم، وذلك في محاولة منه لاستخدام كل الأوراق لإفشال مهمة أنان».

بدوره، كان عنصر من الجيش السوري الحر قد قال لـ«رويترز»، «سيحضر المراقبون جنازة أربعة أشخاص قتلوا يوم الثلاثاء»، مضيفا: «ناموا جيدا، والآن ذهبوا مع أناس سيحضرون الجنازة ودفن الشهداء. وفرنا لهم هاتفا وتحدثوا مع مود ووعدهم بإرسال عربات من دمشق لنقلهم».

كذلك، قال العضو اليمني في فريق المراقبين الدوليين في إدلب، النقيب أحمد جيد، إن الرصاص انصب من كل اتجاه على المكان الذي كان يوجد فيه المراقبون. وأضاف أنهم في حماية المدنيين والجيش السوري الحر.

وقال مصدر من المعارضة السورية لـ«رويترز»، «المراقبون الذين كانوا لدى مقاتلي المعارضة في بلدة خان شيخون منذ يوم الثلاثاء، غادروا البلدة في عربة تابعة للأمم المتحدة وصلت من دمشق لنقلهم. وكانوا أمضوا ليلتهم مع مقاتلي المعارضة، الذين قالوا إن مغادرتهم وحدهم لن تكون آمنة».

من جهته، أدان المتحدث باسم مكتب عمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة، كيرن دواير الهجوم، على المراقبين في خان شيخون بإدلب. واعتبر المتحدث أنه من المبكر توجيه أصابع الاتهام لأي طرف في سوريا بشأن استهداف موكب بعثة المراقبين في خان شيخون، مضيفا أن المكتب لا يزال يجمع المعلومات بشأن ظروف وملابسات الحادث.

كما أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود، أن على كل من يستخدم العنف ضد الشعب السوري أو ضد المجتمع الدولي ممثلا بالمراقبين الدوليين على الأرض، أن يعيد حساباته لأن هذه الأفعال لن تساهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري، مثمنا التعاون الذي قدمته الحكومة السورية للمراقبين الدوليين بهذا الشأن.

وقال مود في تصريح له أوردته وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال»: «تعرضت إحدى فرقنا إلى حادث في بلدة خان شيخون، مما أدى إلى تعطل عربتين، وهذا النوع من العنف حتما ليس النوع الذي نريده»، معربا عن أمله عدم تكرار هذا النوع من العنف.

وشكر رئيس فريق المراقبين السلطات السورية على تعاونها، مثمنا: «دور الحكومة السورية في تسهيل وتنسيق نقل المركبتين وعلى الدور الذي قامت به لتساعد عناصر الفريق على الخروج من خان شيخون».

كذلك ذكرت «سانا» أيضا، أن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس محافظة حمص وقام برفقة مدير الصحة بزيارة مشافي البر والخدمات الاجتماعية والزعيم والهلال الأحمر بالمدينة.

وفي دير الزور، زار وفد من المراقبين الدوليين المستشفى العسكري وتجول في بعض أحياء المدينة، بينما زار وفد آخر مدينة طرطوس والتقي المحافظ.

ومن جهته، أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، عودة ستة من المراقيين العسكريين التابعين للأمم المتحدة الذين اضطروا إلى المبيت في خان شيخون بالقرب من مدينة حماه. وقال فوزي في تصريحات صحافية أمس«إنهم الآن – ظهر يوم الأربعاء – عادوا إلى موقع فريقهم في مدينة حماه».

ويعد حادث خان شيخون هو الحادث الثاني لقصف مركبات مراقبي الأمم المتحدة، حيث انفجرت قنبلة في منطقة درعا بعد ثوان من مغادرة المراقبين برئاسة الجنرال روبرت مود. ولم يتضح من يقف وراء تلك الانفجارات ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها.

هذا في حين أدانت واشنطن تعرض المراقبين الأمميين الذين يؤدون واجبهم لأية أخطار تهدد أمنهم وسلامتهم، واستبعدت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التفكير في أية خطط لإنشاء ممرات آمنة في سوريا لحماية المدنيين أو النظر في القيام بهجمات جوية على قوات الرئيس بشار الأسد، وقالت رايس للصحافيين مساء الثلاثاءك «إن التحدي الحقيقي في إنشاء ممرات إنسانية هو الاضطرار لوجود قوات على الأرض، ولا يوجد طريقة للالتفاف حول ذلك»، وأوضحت رايس أن «البديل أمام المتشككين في قدرة خطة كوفي أنان على النجاح، هو حرب في المنطقة».

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن «استهداف الأمم المتحدة يبعث على الأسى»، وطالبت الأمم المتحدة بالقيام بالتحقيق في الحادث، قائلة إنه من شأنه أن يكشف الكثير من المعلومات، وطالبت في الوقت نفسه مراقبي الأمم المتحدة بمحاولة التوصل إلى التزام من نظام الأسد وجميع الجهات الفاعلة في سوريا بوقف إطلاق النار.

وقالت نولاند: «إننا نشعر بالقلق مع وجود 250 من مراقبي الأمم المتحدة، ونري ضرورة أن يتوقف العنف ويبدأ الحديث عن مرحلة انتقالية، لأنه إذا اضطر المراقبون للرحيل فإن العنف سيستمر، وما زلنا نشعر بالقلق إذ إننا أمام نظام لم يرق إلى مستوى التزاماته».

وأضافت نولاند أن «نظام الأسد فشل في الالتزام بوقف إطلاق النار كإحدى نقاط خطة أنان، وأدى ذلك إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع السوري وسمحت للمخربين بالتسلل»، وقالت: «قلنا مرارا وتكرارا إننا نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف على الأرض والطائفية المتفاقمة في البلاد، وفشل النظام في السماح بعملية انتقال سياسي دعت إليها خطة أنان، وفشل في كل نقطة من النقاط الست، وخلق مناخا يسمح بتزايد العنف من مخربين متسللين».

وأكدت نولاند أن واشنطن مستمرة في تعليق الآمال على خطة أنان والاستكثار من الضغط الدولي على نظام الأسد وفرض العقوبات الأميركية والأوروبية على كبار المسؤولين السوريين، وقالت: «نحن نرى أن تأثير هذه العقوبات على الاقتصاد السوري أصبح عميقا، لكننا نريد أيضا أن نرى تأثيرا على تفكير الطبقة السياسية ورجال الأعمال الذين لا يزالون يدعمون الأسد، ويجب أن يدركوا أنه ليس لهم ولعائلاتهم مستقبل إذا استمرت السلطة في يد هذا الرجل (بشار الأسد)».

في الوقت نفسه، استنكرت إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونيسكو، استهداف الصحافيين في سوريا، وأدانت مقتل الصحافي عبد الغني كعكة برصاص قناصة النظام السوري في مدينة حلب. وقالت بوكوفا: «إن استهداف المدنيين الذين يقومون بتصوير المظاهرات في سوريا، يعتبر جريمة ضد حقوق الإنسان الأساسية، كما يعد انتهاكا لوقف إطلاق النار في إطار بعثة مراقبي الأمم المتحدة للسلام».

وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الأمم المتحدة قلقة على سلامة وأمن المراقبين والمدنيين المرافقين لهم، وأوضح نيسيركي خلال المؤتمر الصحافي للأمم المتحدة، أمس، أن عدد المراقبين العسكريين بلغ 263 مراقبا و71 مدنيا، مشيرا إلى أن 25 مراقبا سيصلون إلى سوريا خلال أيام قليلة.

وقال نيسيركي إن المراقبين العسكريين يقومون بزيارة المناطق المختلفة، ويرافقهم عناصر من القوات السورية في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، مشيرا إلى أنهم يقومون بمهمة تحمل قدرا كبيرا من المخاطر في ظل الظروف الحالية، وأضاف «السوريون أنفسهم يعيشون في خطر مستمر منذ أربعة عشر شهرا، ونحن قلقون على سلامة المراقبين». وأشار إلى قيام المراقبين الستة برفع تقريره حول تفاصيل الحادث.

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا تدين «بأشد العبارات عمليات القتل الجديدة التي قامت بها قوات النظام السوري ضد شعبها»، وتدعو «بحزم» دمشق إلى تسهيل توزيع المساعدة الإنسانية الدولية.

وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو: «نستنكر بشكل خاص إطلاق هذه القوات النار أثناء تشييع في خان شيخون، مما تسبب في مقتل عشرين شخصا وكذلك الهجوم الذي تعرض له مراقبو الأمم المتحدة».

وأضاف أن فرنسا تدعو أيضا النظام السوري «إلى قبول الشروط التي تسمح بتوزيع المساعدة الإنسانية التي يحتاج إليها أكثر من مليون سوري». وشدد على أنه «من غير المقبول أن تستمر دمشق في رفض وصول العاملين الإنسانيين والأمم المتحدة».

وقال برنار فاليرو: «أمام هذا التدهور والاستخفاف الواضح من قبل دمشق إزاء وقف إطلاق النار، على المجتمع الدولي أن يعيد حشد قواه من أجل التنفيذ الفعلي لخطة أنان».

ومن جانبه، قرر مجلس الوزراء الألماني، أمس، مشاركة ما يصل إلى عشرة جنود ألمان غير مسلحين ضمن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، وذلك وفق ما أفادت به مصادر حكومية في برلين.

ومن المنتظر أن تبدأ الحكومة الألمانية بإرسال ضابط أركان حرب أولا ليشارك في مهمة مراقبة تنفيذ خطة السلام التي أعدها كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، لتسوية الأزمة في سوريا..

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمسن أنه يجب «إعطاء وقت» لنظام دمشق لتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان لوقف أعمال العنف في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن صالحي قوله «علينا أن نمنح الحكومة السورية الوقت لتحقيق تقدم في خطة أنان».

أضاف: «على الدول الأخرى، وخصوصا دول المنطقة، أن تساعد في إنجاح خطة أنان لأنه في حال فشلها ستشهد المنطقة مشاكل جدية» إذا حصل فراغ في السلطة في دمشق.

المجلس الوطني يعلن عن تلقي الجيش الحر والكتائب الميدانية «وسائل إمداد دفاعية»

رمضان لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة لأي دولة عربية أو إقليمية بتسليح المعارضة السورية

بيروت: بولا أسطيح

نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر المعلومات التي نقلتها وكالة «رويترز» عمن قالت: إنه عضو كبير في «المجلس الوطني السوري» طلب عدم نشر اسمه، بأن المجلس سيرسل في الأيام المقبلة شحنة أسلحة إلى سوريا عن طريق تركيا. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن لا صحة بتاتا لهذا الموضوع، مشددة على أنه تم مؤخرا أسر شحنة من السلاح في حماه كانت متوجهة للجيش السوري، بالإضافة إلى عدد من القذائف يتم إدخالها عبر الحدود العراقية. وأضافت المصادر: «نحن لا نتلقى أي سلاح من دول عربية أو إقليمية بل نعتمد على السلاح الذي نشتريه من أفراد وهو بمعظمه مستعمل».

وبالتزامن، نفى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان ما نقلته «رويترز» مؤكدا أن أي مسؤول بالمجلس لم يعلن عن شيء مماثل، مشددا على أن من يريد التصريح من المجلس يصرح باسمه وليس تحت ستار المصادر.

وإذ أكد رمضان أن لا علاقة للمجلس لا من قريب أو من بعيد بالخبر (إرسال شحنة أسلحة إلى سوريا عن طريق تركيا)، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني يقوم بتأمين الدعم المادي واللوجستي اللازم للجيش الحر والكتائب الميدانية عبر وسائله الخاصة وهو ليس معنيا بالكشف عنها. وقال: «الجيش الحر والكتائب الميدانية يتلقيان منذ فترة وسائل إمداد دفاعية تساعدهم على مقاومة النظام».

وشدد رمضان على أنه لا علاقة لأي دولة عربية أو إقليمية بتسليح المعارضة السورية، مشددا على أن الجيش الحر والمجلس الوطني هما المعنيان بهذا الموضوع، مذكرا بأن هناك مكتب ارتباط عسكريا يدير بشكل فعلي هذه العمليات تحت المظلة السياسية للمجلس الوطني. وأضاف: «المقاومة السورية تؤمن سلاحها بمفردها فإما تشتريه من السوق السوداء أو من عناصر النظام أو بطرقها الخاصة». وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة «واشنطن بوست» وفي مقال نشر يوم أمس الأربعاء، نقل عن معارضين سوريين ومسؤولين غربيين وأميركيين قولهم إن «الثوار السوريين الذين يقاتلون نظام الأسد، بدأوا بتسلم أسلحة أكثر فاعلية تتضمن مضادات للدبابات خلال الأسابيع القليلة الماضية، بتمويل خليجي وبالتنسيق مع الولايات المتحدة».

وتحدث المقال عن تحول بالسياسة الأميركية فيما خص الملف السوري كون «الاتصالات الأميركية بالمسلحين المنشقين عن النظام وتبادل المعلومات مع دول خليجية، يشكل تحولا في سياسة الإدارة الأميركية مع تراجع آمال التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية»، فضلا عن أن «عددا كبيرا من المسؤولين بات يعتقد أن موضوع توسيع المواجهة العسكرية، لا مفر منه»، على حد تعبير الصحيفة. وأوضح المقال أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تقوم بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة أو بتمويل هذه العملية، لكنها وسعت شبكة علاقاتها بالقوات العسكرية السورية المعارضة لتزويد الدول الخليجية بتقارير تقيم (صدقية) الثورة والبنية التحتية لنظام التحكم والسيطرة العائد لها».

وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية قوله: «نحن نضاعف مساعدتنا غير المسلحة للمعارضة السورية ونستكمل تنسيق جهودنا مع أصدقاء وحلفاء في المنطقة، وعالميا، بغية الحصول على أكبر تأثير، لما نقوم به بشكل جماعي».

الأمم المتحدة تندد بعمليات «تعذيب منهجية»

سوريا ترفض تقديم التقرير وتعتبره «مزاعم» وليس «وقائع حقيقية»

لندن: «الشرق الأوسط»

عبرت لجنة مكافحة التعذيب في الأمم المتحدة أمس عن قلقها إزاء «معلومات تتحدث عن تعذيب بصورة منهجية» في سوريا، كما علم على هامش اجتماعها أمس في جنيف. وقد نظم لقاء جنيف في غياب الوفد السوري وأيضا في غياب تقرير طلب من دمشق حول التعذيب.

ورفضت سوريا تقديم هذا التقرير إلى اللجنة معللة ذلك بأن التقرير لا يتضمن سوى «مزاعم» وليس «وقائع حقيقية». وتعتبر سوريا أيضا أن اللجنة انتحلت صلاحية قضائية ليست من اختصاصها» بمطالبتها بتقرير كهذا.

وفي ردها أعطت سوريا حصيلتها للخسائر البشرية منذ بدء الثورة في مارس (آذار) 2011 حتى مارس 2012، أي 6144 قتيلا، بينهم 478 شرطيا و2088 عنصرا من القوات المسلحة والأمنية. وأكدت سوريا أيضا أن عدد المفقودين بلغ 941 شخصا حتى 15 مارس.

وذكرت اللجنة أنها تلقت «من مصادر مختلفة» معلومات تشير إلى «عمليات قتل منهجية لمدنيين وعمليات مشتركة للأجهزة الأمنية بأمر بالقتل، وإعدامات دون محاكمة واستخدام الرصاص الحي وقناصة ضد المدنيين وقتل متظاهرين غير مسلحين واستخدام الدبابات والمروحيات والاعتقالات المنهجية لجرحى في المستشفيات واقتحام قوات الأمن لمنازل مدنيين قامت بضرب أو قتل أفرادها ضمنهم نساء وأطفال، وعمليات تعذيب خلال نقل معتقلين وتعذيب خلال الاستجوابات ووفيات أثناء الاحتجاز واحتجاز وتعذيب صحافيين واعتقالات تعسفية». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس اللجنة كلاوديو غروسمان إن هذه المعلومات تأتي من هيئات حكومية «ولا أتحدث حتى عن تلك التي تأتي من منظمات غير حكومية».

وأكد أيضا أن اللجنة لم يعد بوسعها كذلك التغاضي عن الادعاءات التي تشير إلى أعمال عنف تقوم بها المجموعات المسلحة من المعارضة التي لجأت أيضا إلى عمليات الخطف والتعذيب.

الجامعة العربية تعقد مؤتمر المعارضة السورية في غيابها

العربي والقدوة حذرا من خطورة الوضع وطالبا الطرفين بالالتزام بخطة أنان

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

في غياب لأعضائها، تم أمس افتتاح مؤتمر المعارضة السورية الذي دعت إليه الجامعة العربية، في القاهرة. وقالت مصادر في الجامعة إن مسؤولين عن عقد الاجتماع أعربوا عن أسفهم لغياب المعارضة وقالوا: إنه لا يوجد ما يبرره مقارنة بجسامة الواقع الذي يواجهه الشعب السوري وما يترقبه منها المجتمع الدولي.

وافتتح المؤتمر الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي، بمشاركة أطراف عربية ودولية معنية بالأزمة السورية، قائلا: إن الاجتماع كان «تشاوريا». وغابت المعارضة عن الحضور، بعد أن كانت قد اعتذرت عن الحضور قبل يومين لأسباب ومبررات وصفها حضور بالمؤتمر أمس بأنها غير منطقية. وقال العربي إن تأجل انعقاد ملتقى المعارضة السورية تم بعد أن تلقت الأمانة العامة للجامعة من كل من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي طلبا لتأجيل الملتقى، وكل منهما علل طلبه بأسباب مختلفة، لافتا إلى أن هذا ربما يؤكد حيادية موقف الجامعة في تعاملها مع مختلف أطراف المعارضة السورية، إذ برر كل منهما – أي المجلس والهيئة – طلبه بأنه بسبب انحياز الجامعة للطرف الآخر.

وأضاف العربي: المجلس يتهمنا بمحاولة جره إلى موقف يقربه من هيئة التنسيق، وهيئة التنسيق تتهمنا بمحاولة جرها إلى العمل تحت مظلة المجلس، هذا هو موقف كل منهما، وهذا دليل على أن الجامعة ليس لها أي أجندة.

وتقول قيادات في المعارضة السورية إن الدعوات قد وجهت لهم بصفتهم الشخصية وليس بصفتهم التمثيلية كمجلس وطني أو هيئة، لكن العربي أوضح أمس أن هذا الأمر «في نظرنا» له ما يبرره، مشيرا إلى أن الأمانة العامة بالجامعة العربية لجأت إلى هذا الأسلوب في توجيه الدعوات تفاديا للخلافات التي تحتدم كلما طرح موضوع التمثيل بناء على الأحجام والأوزان والحصص، و«التي كلما حاولنا الخوض فيها لم نتوصل إلى أي نتيجة أو أي صيغة منطقية يمكن التوافق عليها».

وأعرب العربي عن استغرابه من أن تكون صيغة توجيه الدعوة سببا لعرقلة انعقاد اجتماع المعارضة «الذي هو مطلب شعبي سوري ومطلب عربي ودولي أيضا»، قائلا: إن طلب التأجيل من كل من المجلس والهيئة بدأ يرد إلينا تلميحا وتصريحا حتى قبل البدء بتوجيه الدعوات وقبل حتى العلم بصيغتها أو الإعلان عن قائمة المشاركين في الملتقى.

وتابع العربي قائلا: إنه فيما يتعلق بالقول إنه لم يتم التشاور مع المعارضة حول ما سوف يصدر عن هذا الاجتماع، فإن أجندة العمل المقترحة في الدعوة كانت واضحة وهي حرفيا: البناء على ما جرى من حوارات واتصالات ومشاورات وما بذل من جهود سابقة من أجل توحيد المعارضة السورية.

وحذر كل من العربي، وناصر القدوة نائب المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا، من خطورة الأوضاع الراهنة في سوريا في ظل استمرار أعمال العنف والقتل مطالبين الحكومة والمعارضة السورية بضرورة الالتزام بتنفيذ البنود الستة الواردة في خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان حتى يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية وهي إطلاق العملية السياسية.

وعقد العربي والقدوة اجتماعا تشاوريا مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، والتي كانت مدعوة لمؤتمر أمس تم تأجيله للمعارضة السورية. وأكد أمين الجامعة ونائب المبعوث المشترك، خلال مؤتمر صحافي مشترك لهما في ختام اجتماع أمس أن هناك سقفا زمنيا محدد بثلاثة أشهر لإنجاز مهمة المراقبين الدوليين.

واستبعد العربي أن يكون تأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقررا له أمس بمقر الجامعة بسبب موقف تتبناه الجامعة لصالح فصيل سوري معارض على حساب آخر. وأكد أن موقف الجامعة معروف ومعلن ومهمة المبعوث المشترك، أنان، في سوريا، تستند إلى خطة الجامعة لحل الأزمة السورية وهناك إجماع على ضرورة استمرار الجامعة في إجراء اتصالاتها مع كافة أطياف المعارضة السورية لعقد مؤتمر جامع لها تحت مظلة الجامعة.

وقال: إن ممثلين لأطراف كثيرة أوروبية وأممية ودولية حضرت إلى مصر للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية قبل أن يتم تأجيله و«لذا وجدنا أنه من الضروري استغلال هذه الفرصة للالتقاء بهم بهدف التشاور وليس لإلقاء اللوم على أي طرف».

وكشف العربي أن القدوة أجرى عدة لقاءات في جنيف مع أعضاء بالمجلس الوطني السوري بهدف إعادة هيكلته في محاولة لجمع المعارضة تحت مظلة واحدة للعمل على تحقيق مطالب الشعب السوري. وأبدى العربي استغرابه من مبررات المعارضة السورية في الاعتذار عن الحضور وتحدث طويلا حول هذا الموضوع واقترح عددا من الخيارات السياسية المطروحة أمام المعارضة والتوافق حول رؤية سياسية أو برامج عمل مشتركة.

واستهل العربي الاجتماع بتوضيح بعض النقاط منها أهداف المؤتمر وجدول أعماله، حيث قال في الكلمة الافتتاحية: أود في البداية التأكيد على أن الهدف من هذا الاجتماع هو تبادل الرأي والمشورة، وربما أيضا التفكير بصوت عال، في الخيارات والبدائل المطروحة أمامنا كدول وكمنظمات إقليمية معنية بالعمل على إنجاح مهمة المبعوث المشترك، ومنخرطة في الحوار عبر قنوات متعددة مع أطراف المعارضة السورية ولديها خبرات متراكمة وهامة في هذا الشأن، و«أكرر مرة أخرى أن اجتماعنا اليوم (أمس) ليس اجتماعا رسميا بل تشاوريا».

وأوضح العربي أن ملتقى المعارضة السورية جاء بناء على قرارات متعددة من مجلس وزراء خارجية الدول العربية وكان آخرها القرار الصادر بتاريخ 26-4-2012، الذي نص على «تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بدعوة جميع أطياف المعارضة السورية إلى اجتماع بمقر الجامعة بتاريخ 16-5-2012، وذلك بناء على ما تحقق في اجتماعي أصدقاء الشعب السوري اللذين عقدا في تونس وإسطنبول، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المبعوث المشترك وبالتشاور مع الأطراف المعنية لمعالجة الأزمة السورية تمهيدا لإطلاق حوار سياسي شامل بين الحكومة وأطياف المعارضة السورية»، مشيرا إلى أن هذا هو ما جاء في نص قرار المجلس الوزاري حرفيا.

وأقر ناصر القدوة بأن الوضع بشكل عام في سوريا ما زال يتميز بالخطورة الشديدة وما زال يحمل في طياته الكثير من السلبيات، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل تحقيق الالتزام المطلوب والتنفيذ الكامل لخطة عنان ذات النقاط الست، مؤكدا أن خطة عنان هي خطة أولية يتبعها الموضوع الأساسي، وهو الجانب السياسي، مضيفا أنه «عندما نصل إلى هذه النقطة سوف نتحرك».

كما التقى العربي بروبرت فورد سفير الولايات المتحدة الأميركية بسوريا والسفير جون ويلكس الممثل الخاص للمملكة المتحدة لملف المعارضة السورية، وذلك على هامش الاجتماع التشاوري للدول والمنظمات التي كانت مدعوة لحضور ملتقى المعارضة السورية.

وقد أكد المبعوثان تأييدهما لجهود الجامعة العربية في الأزمة السورية، وخاصةً فيما يتعلق بمساعيها لتوحيد رؤى المعارضة السورية، كما أكدا على محورية دور الجامعة في هذا الشأن وعلى ضرورة استمرارها في هذا المسعى، وهو ما أكدت عليه جميع الدول والمنظمات التي شاركت في الاجتماع التشاوري الذي عقده الأمين العام.

غليون يرد على منتقديه ويعلن عن بداية مرحلة جديدة في المجلس الوطني

نشار: «الإخوان» عارضوا انتخاب صبرا

بيروت: ليال أبو رحال

رد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري أمس على منتقديه الذين أعربوا عن استيائهم من انتخابه لفترة ثالثة, وأعلن عن بداية مرحلة جديدة في المجلس الوطني , وأكد «تصميمه على التخلص من الفشل الذي استمر على مدى عام وحشد تأييد المعارضين في الخارج وحلفائهم، وراء استراتيجية جديدة تنطوي على تسليح المعارضين داخل سوريا». ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله: «صحيح أن أداءنا كان ضعيفا ونعترف بذلك، ولهذا نعيد الهيكلة الآن ونأمل أن يتحسن أداؤنا».

وأضاف غليون: «نحاول أكثر وأكثر أن نتولى زمام السيطرة السياسية أو الإشراف على مقاتلي المعارضة وإعادة تنظيمهم حتى نستطيع وضع استراتيجية سياسية جديدة».

ومن جهته لفت عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، إلى أن «أطرافا في المجلس الوطني وقفت ضد انتخاب المعارض السوري جورج صبرا رئيسا للمجلس، وإن لم تعبر عن موقفها بشكل واضح»، مسميا جماعة الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن «شخصيات لها وجاهتها في المجلس امتعضت من انتخاب الدكتور برهان غليون رئيسا للمجلس؛ لإيمانها بوجوب ترجمة مبدأ تداول السلطة وأن يبدأ التغيير من رأس الهرم».

وقال نشار لـ«الشرق الأوسط» أمس: «كنت من المؤيدين لانتخاب جورج صبرا رئيسا للمجلس الوطني، ونحن ممتعضون من قرار استبعاده»، موضحا أنه بصدد التشاور مع كتلة «إعلان دمشق» التي يمثلها لاتخاذ الخطوات المقبلة؛ «لأننا أردنا تقديم صبرا لرئاسة المجلس باعتباره شخصية وطنية لها نضالها وتاريخها، ولتوجيه رسالة طمأنة إلى الطائفة المسيحية في سوريا». واعتبر أن مواقف بعض الأطراف داخل المجلس (في إشارة إلى الإخوان المسلمين) طرحت «علامات استفهام كبيرة».

وكانت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، التي اجتمعت في روما أول من أمس، قد انتخبت للمرة الأولى، برهان غليون رئيسا للمجلس لولاية تمتد لثلاثة أشهر، حيث نال 21 صوتا من أصل أصوات 32 عضوا. وأطلق انتخاب غليون، الذي يشغل للمرة الثالثة رئاسة المجلس الوطني منذ تأسيسه في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، سلسلة ردود منتقدة، وصل بعضها إلى حد المقارنة بين انتخاب غليون رئيسا للمجلس الوطني وإعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما أعلن عضو المجلس، أديب الشيشكلي، تجميد عضويته تمهيدا لاستقالته، أعلن زميله فواز تللو استقالته بعد ساعات على انتخاب غليون؛ اعتراضا على «تجنب المجلس الإصلاح الديمقراطي ومقاومته الجهود الدولية لإعادة تنظيم نفسه وتوحيد المعارضة»، على حد تعبيره.

وقال تللو في بيان استقالته: «لقد خرجت من سوريا منذ 3 أشهر محاولا بذل الجهود الصادقة لدفع المجلس الوطني للقيام بدوره في خدمة الثورة، لكن هذه الجهود التي بذلتها وبذلها غيري اصطدمت دائما بصخرة الطموحات السياسية الشخصية وحب الظهور لمن تصدروا المشهد داخل المجلس الوطني وممن أمسكوا مقاليد الأمور».

وفي هذا الإطار أوضح نشار أن «أعضاء في المجلس الوطني كانوا قد تمنوا، سواء تم التوافق على شخص الرئيس أو الانتخاب، أن يصار إلى تحقيق مبدأ تداول السلطة في رئاسة المجلس، لئلا يبقى الشخص ذاته، ولإعطاء دفع للمجلس الوطني في عمله في الفترة المقبلة». وذكر أن «ثمة أصواتا ناقدة كثيرة، من داخل المجلس وخارجه، تعتبر أن أداءه كان ضعيفا في الفترة الماضية، وتربط ذلك بقيادته مباشرة، وتعتبر أنه كان من المجدي بعد مرور 7 أشهر تغيير رئيسه لئلا يصل المجلس إلى مأزق، فيما رأى آخرون أن الانتقادات التي طالت أداء المجلس لا يتحمل مسؤوليتها رئيسه فحسب، بل تتحملها مجموعة أشخاص وهيئات، ومن هنا كان الصراع بين الرأيين».

وشدد نشار على أن «تحديات عدة تنتظر غليون في الفترة المقبلة، أولها إعادة هيكلة المجلس وتفعيل آليات عمله، بحيث يصبح قادرا على القيام بالمتطلبات المترتبة عليه، خصوصا أمام استحقاق الثورة السورية التي تحتاج إلى إطار سياسي منظم يقودها ويعبر عن طموحاتها داخليا وخارجيا». وأكد أنه «لا يمكن للمجلس الوطني الاستمرار أكثر إذا بقي عاجزا عن توظيف الثورة من أجل تحقيق هدفها الأساسي المتمثل بإسقاط النظام».

الأسد يحذر من «انتشار الفوضى في أي مكان» في مقابلة مع التلفزيون الروسي

المعارضة تصف تصريحاته عن الانتخابات بـ«المثيرة للسخرية والاشمئزاز»

بيروت: بولا أسطيح

حذر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة بثها التلفزيون الروسي من مغبة «الفوضى» التي «يمكن أن تنتشر في أي مكان» يوم أمس في التعليق على الأزمة المتواصلة في سوريا، ولكنه في الوقت نفسه واصل الدفاع عن نهجه، معتبرا أن الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 مايو (أيار) الجاري في سوريا أظهرت أن الشعب يدعم النظام في مواجهة المعارضة و«الإرهابيين» الذين يهددون بزرع «الفوضى» في المنطقة برمتها، وقال الأسد في المقابلة مع قناة «روسيا 24» التلفزيونية: «إن نتائج (الانتخابات) تظهر أن الشعب السوري يواصل دعم نهج الإصلاحات التي أعلناها قبل عام، وإن الغالبية تدعم السلطة القائمة».

وتابع: «إن الانتخابات تعكس إرادة الشعب، إنها رسالة قوية للجميع، في داخل البلاد وخارجها». وقال أيضا: «إن الشعب السوري لم يخف من تهديدات الإرهابيين الذين حاولوا منع الانتخابات وإرغامنا على التراجع عنها». وقد نظم النظام السوري، الذي يقمع بعنف الثورة التي اندلعت في البلاد منذ أكثر من سنة، انتخابات تشريعية في السابع من مايو رغم إراقة الدماء.

ووصفت المعارضة هذه الانتخابات التي قاطعتها بأنها «مهزلة»، وأيدتها في ذلك المجموعة الدولية. وبهذا الخصوص قال الأسد، مشيرا إلى المعارضة، إن «الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات كأنها دعوة إلى مقاطعة الشعب (..) بالتالي لا أعتقد أنهم يملكون أي وزن أو تأثير في داخل سوريا». وعن «الجيش الحر» المنشق الذي يواجه الجيش النظامي قال: «هذا ليس جيشا، وهو ليس حرا، إنهم يتلقون الأسلحة والمال من الخارج، من مختلف البلدان، إنهم عصابة مجرمين».

أما عن الدول الغربية فقال الرئيس السوري: «لا يتكلمون إلا عن عنف الحكومة ولا أي كلمة على الإطلاق حول الإرهابيين»، وتابع: «سيأتي (المبعوث الدولي كوفي) أنان هذا الشهر إلى سوريا وسأطالبه بتوضيحات».

وأعرب الأسد عن أمله في أن يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند «بمصالح فرنسا، وأن يغير سياستها حيال سوريا والمنطقة». وقال «آمل في أن يفكر الرئيس الجديد في مصالح فرنسا. أكيد أنها لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره»، مؤكدا أن باريس «مسؤولة عن مقتل مئات آلاف الليبيين». وكان الناشطون السوريون واكبوا إعلان النتائج عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ساخرين من نتائج قالوا إنها «لا تختلف بشيء عن نتائج انتخابات السنوات السابقة»، معتبرين أن «مجلس الشعب لم يكن يوما إلا مجلسا صوريا لا دور له في كنف حزب البعث الحاكم».

بدوره، شدد ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي على أن المعارضة لم تأبه للانتخابات، وبالتالي لن تأبه أو تتعاطى مع نتائجها، واصفا إياها بـ«المثيرة للسخرية والاشمئزاز». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كيف يجرؤ النظام على الحديث عن انتخابات في ظل مليون سوري مهجر، ومائة ألف معتقل، و12 ألف شهيد وعدد لا يحصى من المفقودين؟». واعتبر إدلبي أن إصرار النظام على التعاطي مع الوضع في سوريا وكأن شيئا لم يتغير منذ 15 مارس (آذار) 2011، يؤكد على عدم جديته في التعاطي مع خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان واستخفافه بالإرادة الدولية التي تتحدث عن وجوب السير في عملية سياسية تؤمن انتقالا ديمقراطيا وسلميا للسلطة في سوريا.

وعن قدرة النظام على الاستمرار في تجاهل الوقائع الجديدة، قال إدلبي «النظام قادر على الاستمرار ما دام متمسكا بآلته العسكرية، وفي ظل عدم جدية المجتمع الدولي لوضع حد للعنف الذي يمارسه في وجه السوريين»، مشددا على أنه ومن جهة ثانية «وفي مقابل قدرة النظام على الاستمرار فإن الثورة كذلك تمتلك كل مقومات البقاء والاستمرار حتى إسقاطه».

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا أعلنت أن 51.26 في المائة ممن يحق لهم الانتخاب شاركوا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في سوريا في السابع من مايو الماضي. وتحدث رئيس اللجنة القاضي المستشار خلف العزاوي عن أن «الانتخابات أعطت للشعب أوسع تمثيل ممكن، وأنها جرت في شفافية كاملة وبشكل ديمقراطي متكامل تحت إشراف ومراقبة مجالس قضائية مستقلة لم يمارس عليها أي جانب ضغوطا». وأشار العزاوي إلى أن عدد الذين يحق لهم الانتخاب بلغ 10118519 ناخبا، بعد طرح الذين لا يحق لهم الانتخاب وغير الموجودين بالقطر. وكان عدد المقترعين 5186957 وهم الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، وبالتالي تكون نسبة الاقتراع 51.26 في المائة.

ويجتمع البرلمان السوري المنتخب خلال الأسبوعين القادمين بموجب الدستور المعدل الذي لا ينص على أي دور مختلف بوضوح للمجلس التشريعي، على الرغم من إعلان النظام أن إجراء الانتخابات البرلمانية خطوة أولى لتطبيق الإصلاحات التي تقول دمشق إنها تُظهر رغبة الرئيس بشار الأسد في إنهاء الانتفاضة ضد حكمه بشكل سلمي.

يذكر أن نسبة الإقبال على عملية الاقتراع هذا العام لا تختلف كثيرا عن الانتخابات البرلمانية لعام 2007، إذ أفيد في وقتها بمشاركة 56.1 في المائة من مجمل السوريين الذين يحق لهم الاقتراع.

مجزرة “إعدامات ميدانية” في حمص.. وباريس تتهم دمشق باحتقار خطة أنان

الأمم المتحدة: التعذيب والقتل عملية منهجية لنظام الأسد

                                            اتهمت لجنة مكافحة التعذيب في الأمم المتحدة نظام بشار الأسد بارتكاب عمليات تعذيب وإعدامات ميدانية بصورة منهجية، في الوقت الذي كانت الكتائب التابعة للأسد ترتكب مجزرة جديدة في حمص وتتعامل “باحتقار” وفق وزراة الخارجية الفرنسية، مع خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك الى سوريا كوفي أنان.

وقالت مسودة تقرير سري للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن سوريا لا تزال المقصد الرئيسي لشحنات الأسلحة الايرانية في انتهاك لحظر فرضه مجلس الأمن الدولي على طهران.

فقد ذكرت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب خلال جلسة عقدتها في جنيف امس، انها تلقت “من مصادر مختلفة” معلومات تشير الى “عمليات قتل منهجية لمدنيين وعمليات مشتركة للاجهزة الامنية بأمر بالقتل وإعدامات من دون محاكمة واستخدام الرصاص الحي وقناصة ضد المدنيين وقتل متظاهرين غير مسلحين واستخدام الدبابات والمروحيات والاعتقالات المنهجية لجرحى في المستشفيات واقتحام قوات الامن لمنازل مدنيين حيث قامت بضرب او قتل افرادها وضمنهم نساء واطفال، وعمليات تعذيب خلال نقل معتقلين وتعذيب خلال الاستجوابات ووفيات اثناء الاحتجاز واحتجاز وتعذيب صحافيين واعتقالات تعسفية”.

وقال رئيس اللجنة كلاوديو غروسمان ان هذه المعلومات تأتي من هيئات حكومية “ولا اتحدث حتى عن تلك التي تأتي من منظمات غير حكومية”. وأكد ان اللجنة لم يعد بوسعها التغاضي عن الادعاءات التي تشير الى اعمال عنف تقوم بها المجموعات المسلحة من المعارضة التي لجأت ايضاً الى عمليات الخطف والتعذيب.

وقد نظم لقاء جنيف في غياب الوفد السوري وأيضاً في غياب تقرير طلب من دمشق حول التعذيب، ورفضت سوريا تقديم هذا التقرير الى اللجنة معللة ذلك بأن التقرير لا يتضمن سوى “مزاعم” وليس فيه “وقائع حقيقية”.

وبخلاف غياب ممثل النظام السوري عن اجتماع جنيف، فإن مجرميه كانوا يقظين وينفذون المجزرة تلو الاخرى وآخرها في مدينة حمص حيث اكتشفت أمس 21 جثة من بينهم إمام مسجد قتلوا أمس في حي الشماس في ما وصفه المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه “إعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري” بعد اقتحامها الحي، من أصل 37 شهيداً سقطوا برصاص النظام أمس.

أوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان قوات الامن السورية كانت “اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا”. وقال ان هذه القوات بدأت بتنفيذ “الاعدامات الميدانية” بعد منتصف الليل، مشيرا الى اقتياد الشيخ مرعي زقريط امام مسجد ابو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا “في منزل مهجور”. وأكد عبد الرحمن ان الشيخ زقريط “معروف بأنه من دعاة التعايش والوحدة الوطنية وهو محبوب من السنة والعلويين والمسيحيين في المنطقة وناشط في مجال العمل الخيري”.

والشيخ زقريط له ستة اطفال، وهو في الثالثة والاربعين من العمر.

الى ذلك، قال مصدر إن مقاتلي المعارضة أعادوا امس ستة مراقبين تابعين للأمم المتحدة كانوا حوصروا وسط هجوم أسفر أول من امس عن مقتل 21 شخصا على الأقل، إلى زملائهم من المنظمة الدولية.

وأضاف أن المراقبين الذين كانوا لدى مقاتلي المعارضة في بلدة خان شيخون منذ أول من أمس غادروا البلدة في عربة تابعة للأمم المتحدة وصلت من دمشق لنقلهم. وكانوا أمضوا ليلتهم مع مقاتلي المعارضة الذين قالوا إن مغادرتهم وحدهم لن تكون آمنة.

وفي دمشق، أعرب رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، عن أمله بعدم تكرار هذا النوع من العنف الذي استهدف أحد فرق المراقبين العاملة في محافظة إدلب أمس، مثمناً تعاون الحكومة السورية.

وقال مود في تصريح صحافي بعد ظهر امس: “تعرضت أحد فرقنا الى حادث في بلدة خان شيخون ما أدى الى تعطل عربتين، وهذا النوع من العنف حتماً ليس النوع الذي نريده”. ودعا “كل من يستخدم العنف ضد الشعب السوري، أو ضد المجتمع الدولي ممثلاً بالمراقبين الدوليين على الأرض بأن يعيد حساباته، لأن هذه الأفعال لن تساهم بشكل بناء في تطلعات الشعب السوري”. وأضاف مود “قبل دقائق تحدثت مع المراقبين وقد غادروا بلدة خان شيخون، وهم الآن في طريق العودة الى دمشق، وقالوا لي إنه تمّت معاملتهم بشكل جيّد”.

في المواقف قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان امس، “نحن ندين بأشد العبارات استمرار عمليات الاغتيال التي تقوم بها قوات النظام السوري بحق شعبها. وندين بشكل خاص اطلاق هذه القوات النيران على المشيعين في خان شيخون ما ادى الى سقوط 20 قتيلا من المدنيين اضافة الى الهجوم الذي استهدف احدى دوريات بعثة المراقبين الدوليين. على السلطات السورية مسؤولية حفظ امن وسلامة هؤلاء المراقبين”.

وتابع، “نحن نحث سوريا بقوة تماما مثلما حثها الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان على قبول الشروط التي تتيح توزيع المساعدات الانسانية التي يحتاجها بشكل طارئ اكثر من مليون سوري. ليس مقبولا ان تصر دمشق على رفض دخول وكالات المساعدات الانسانية وهيئات الامم المتحدة منذ الزيارة التي قامت بها منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة السيدة اموس اوائل شهر آذار (مارس) الماضي”.

وختم فاليرو مؤكدا انه “في مواجهة هذا التدهور الحاصل واحتقار دمشق الواضح لعملية وقف اطلاق النار يجب على الاسرة الدولية التحرك مجددا من اجل تطبيق فعال لخطة انان. التقرير المقبل لبعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة المنتشرة في سوريا يجب ان يسمح لمجلس الامن الدولي اتخاذ القرارات اللازمة”.

وكان الوضع في سوريا ايضا موضوع المؤتمر الصحافي المشترك في القاهرة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع نائب أنان ناصر القدوة، حيث استبعد العربي أن يكون تأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذى كان مقررا بمقر الجامعة بسبب موقف تتبناه الجامعة لصالح فصيل سوري معارض على حساب اخر، وقال ان الجامعة تقف على مسافة واحدة من كل أطياف المعارضة السورية ولا تدعم طرفا على حساب اخر وهي تفتح أبوابها للجميع .

وأقر القدوة بأن الوضع بشكل عام في سوريا لا يزال يتميز بالخطورة الشديدة وما زال يحمل في طياته الكثير من السلبيات، داعيا الى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من اجل تحقيق الالتزام المطلوب والتنفيذ الكامل لخطة انان ذات النقاط الست، ومؤكدا أن “خطة انان هي خطة أولية يتبعها الموضوع الاساسي وهو الجانب السياسي(..) وعندما نصل الى هذه النقطة سوف نتحرك”.

واعتبر الرئيس السوري في مقابلة مع قناة “روسيا 24” أمس، أن الانتخابات البرلمانية التي نظتها أجهزته أخيرا شكلت خطوة مهمة وجزءا من الإصلاحات التي تنفذها السلطات. وحذر الدول التي قال انها تبث الفوضى في سوريا بأنها يمكن أن تعاني منها، وقال “بالنسبة لقادة هذه الدول أصبح واضحا ان هذا ليس ربيعا بل فوضى وكما قلت من قبل إذا قمتم بنشر الفوضى في سوريا فإنكم ستعانون منها.. وهم يفهمون ذلك جيدا”.

واعترف الأسد بأن العقوبات الغربية أثرت على اقتصاد سوريا، لكنه قال إن دمشق تحتفظ “بعلاقة رائعة” مع الدول غير الغربية.

وتابع “آمل ان يفكر الرئيس (الفرنسي) الجديد (فرنسوا هولاند) بمصالح فرنسا. انا اكيد انها لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الاوسط والعالم العربي باسره”. أضاف: “السؤال هو معرفة ما كسبته فرنسا في العام الفائت من خلال موقفها حيال سوريا وليبيا ودول اخرى”.

وقال ان فرنسا “شاركت في العدوان العسكري (على النظام الليبي) وهي مسؤولة عن مقتل مئات الاف الليبيين”. واعتبر ان “الفوضى الجارية والارهاب، كل هذا ستكون له عواقب على اوروبا، لانها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول اننا جيران جنوب اوروبا”.

وقالت مسودة تقرير سري للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن سوريا ما زالت المقصد الرئيسي لشحنات الأسلحة الايرانية في انتهاك لحظر فرضه مجلس الأمن الدولي على تصدير الأسلحة من طرف طهران.

وقالت المسودة التي قدمها الخبراء إلى لجنة عقوبات ايران في المجلس “ما زالت سوريا الطرف الرئيسي لشحنات الأسلحة الايرانية غير القانونية”، وأضافت أن “العقوبات تبطئ مشتريات ايران من بعض المواد الحساسة اللازمة لبرنامجها النووي المحظور. في الوقت نفسه ما زالت الأنشطة المحظورة مستمرة ومنها تخصيب اليورانيوم”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)

المعارضة تسلم مراقبين دوليين الى مندوبين عن الأمم المتحدة

قوات الأسد تصعّد الا­عتداءات في جنوب وشمال غرب سوريا

                                            قتل وجرح العشرات في اشتباكات وعمليات عسكرية للقوات النظامية في جنوب وشمال غرب ووسط سوريا امس، وذلك غداة مقتل نحو سبعين شخصا في اعمال عنف في البلاد واعتداء على موكب للمراقبين الدوليين المكلفين التثبت من وقف اعمال العنف اول من امس.

فقد استهدفت قوات الاسد بالرشاشات الثقيلة مدينة خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب)، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”، ما اوقع عددا من القتلى بينهم اطفال ورجل ومقاتلون من “الجيش السوري الحر”.

وكان 24 شخصا قتلوا اول من امس في المدينة في اطلاق نار من القوات النظامية على مشيعي قتيل سقط الاثنين.

كما تعرض موكب للمراقبين الدوليين كان في خان شيخون الثلاثاء لاعتداء قالت الامم المتحدة انه ناتج عن قنبلة يدوية الصنع، وقد ألحق اضرارا بثلاث سيارات تابعة للمنظمة الدولية من دون تسجيل اصابات. وقال ناشطون ان الموكب استهدف بقذيفة من حاجز للقوات النظامية في المنطقة.

وهذا الحادث الخطير هو الثاني الذي يتعرض له مراقبو الامم المتحدة.

واضطر ستة مراقبين ان يبيتوا ليلتهم في خان شيخون بسبب تضرر سيارتهم.

وقال الناشط ابو همام من خان شيخون لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان ناشطين “رافقوا المراقبين الستة الى مكان آمن داخل المدينة حيث امضوا الليل”، مشيرا الى ان الامم المتحدة كانت ارسلت امس سيارة لاصطحابهم، لكن السيارة لم تتمكن من دخول المدينة بسبب القصف واطلاق النار”.

واشار الى انه تم ارسال ثلاث سيارات اخرى امس، “وتم اخراج المراقبين”.

وقال ان هؤلاء “رأوا القتلى باعينهم” في خان شيخون.

وتابع ابو همام “لم ننم منذ اول من امس، وكنا نسمع اصوات القصف واطلاق النار طيلة الليل”.

وذكر ان “القصف توقف بين الخامسة والسابعة صباحا ثم استؤنف”، وان الناس في المناطق التي تعرضت للقصف “كانوا خائفين وحاولوا الفرار الى احياء اكثر امنا”.

وبلغت حصيلة قتلى اعمال العنف الاثنين في سوريا 68 قتيلا، بحسب “المرصد السوري”، بعد ان توفي اشخاص متأثرين بجروح اصيبوا بها الثلاثاء.

وتعرضت مدينة الرستن منذ الصباح الى قصف “بمعدل قذيفة كل دقيقتين”، بحسب المرصد.

وكانت الرستن التي تعتبر احد معاقل الجيش السوري الحر، تعرضت لمحاولة اقتحام الاثنين، قتل فيها 23 جنديا نظاميا. كما تعرضت لقصف شبه متواصل خلال الايام الماضية تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلة في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة مصدره القوات النظامية على مخيم للنازحين فجرا.

وشهدت قرية المليحة في محافظة درعا حملة مداهمات واعتقالات.

وذكر المرصد ان مدينة انخل في المحافظة نفسها تعرضت لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف من القوات النظامية، تبعتها حملة مداهمات، مشيرا الى مقتل ضابط من القوات النظامية في اشتباكات في المدينة بعد منتصف الليل.

وذكر”المرصد السوري” ان قوات الامن السورية حاولت الاربعاء اقتحام قرية اللطامنة في ريف حماة (وسط) صباحا من المدخل الجنوبي، ووقعت اشتباكات بينها وبين مجموعات منشقة.

وتستمر اعمال العنف رغم وجود 200 مراقب منتدبين من الامم المتحدة للتحقق من تطبيق وقف لاطلاق النار اعلن منذ اكثر من شهر من ضمن خطة لحل الازمة للموفد الدولي الخاص كوفي انان، ويتم انتهاكه كل يوم.

(أ ف ب)

تواصل المظاهرات المطالبة برحيل الأسد

13 قتيلا بسوريا وقصف بحمص ودرعا

                                            وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 13 قتيلا على الأقل اليوم بنيران قوات الأمن معظمهم في ريف دمشق وإدلب وحمص. في حين تواصلت المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن قوات النظام قصفت بعنف فجر اليوم حييْ الخالدية وجورة الشياح في مدينة حمص.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن جيش النظام قصف بعنف لأول مرة قرية الدمينة بمحافظة حمص، وكل أهلها مسيحيون.

وتحدث ناشطون عن إطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي على أحياء في درعا لوقف إضراب عام تضامنا مع طفلة اعتقلتها قوات الأمن. كما تردد دوي انفجار ضخم في مدينة دير الزور.

وفي حي المديدان بدمشق أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي والغازات المدمعة لتفريق مشيعين من حول جامع منجك.

وفي الأثناء اقتحمت قوات من المخابرات والجيش السوري مدينة داريا بريف دمشق، وقاموا بكسر المحلات المشاركة في إضراب حدادا على قتلى المدينة ممن سقطوا برصاص قوات الجيش أمس.

مظاهرات

وفي غضون ذلك، بث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية على الإنترنت لمظاهرة في بلدة عربين بريف دمشق، ردد المشاركون فيها شعارات مناهضة للنظام، وأخرى تمجّد الثورة الحالية وتهتف بالتأييد للمدن التي تتعرض لهجمات الأمن والجيش النظامي.

من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن أحياء درعا المحطة شهدت إضرابا عاما تضامنا مع الطفلة المعتقلة ريتا جمال جهماني، وأضافت أن القوى الأمنية أطلقت النار على المنازل بشكل عشوائي لإجبار الناس على فك الإضراب.

ومن ناحية أخرى، أقر أحد المراقبين التابعين للأمم المتحدة في حوار دار بينه ومواطنين سوريين في إدلب، بإطلاق النار من قبل قوات جيش النظام على المدنيين الذين كانوا يشيعون قتلى في خان شيخون قبل يومين، مما أدى إلى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا وإصابة سيارة تابعة للمراقبين.

انفجاران بحلب

وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارين هزا صباح اليوم حيي الجميلة والفرقان بمدينة حلب.

وذكر المرصد أن معلومات أولية وردت تفيد بوجود جرحى نتيجة انفجارعبوة ناسفة في حي الفرقان، وأشار إلى سماع صوت انفجار منتصف ليلة الخميس في حي بستان القصر، كما سُمع صوت انفجار شديد في أحياء السكري والصاخور الكلاسة وباب النيرب بحلب.

وكانت الهيئة العامة للثورة قد قالت إن أربعين شخصا قتلوا أمس الأربعاء بنيران الجيش السوري معظمهم في حمص ودرعا، في حين ذكر ناشطون أن قوات النظام السوري أعدمت 15 شخصا ميدانيا في حي الشماس بمدينة حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة من القتلى الخمسة عشر أعدموا ميدانيا رميا بالرصاص، فضلا عن إعدام إمام أحد المساجد يدعى مرعي زقريط وشخص يحمل جنسية فلسطينية وطالب جامعي، كما اعتقل أكثر من 150 شخصا وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

برهان غليون ينوي الاستقالة من رئاسة المجلس الوطني

لا يرضى أن يكون مرشح انقسام لأنه أتى كاسم توافقي

العربية.نت

أعلن الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، عن استعداده للانسحاب من رئاسة المجلس والاستقالة فور الاتفاق على خلفٍ له بالانتخاب أو توافق الآراء.

وجاء إعلان غليون في الوقت الذي قررت لجان التنسيق المحلية في سوريا امتناعها عن المشاركة في أعمال المجلس بعدما آلت إليه الأمور، التي قالت إنها لا تعكس إلا ابتعاده وابتعاد المعارضة السورية عن روح الثورة ومطالبها وتوجهها نحو الدولة المدنية والديمقراطية وتداول السلطة في سوريا الجديدة.

وقالت لجان التنسيق في بيانها إنها قد تبدأ بالتجميد وتنتهي بالانسحاب من المجلس بسبب عجز المجلس السياسي وغياب التوافق، بالإضافة لاستمرار تهميش معظم الأعضاء الممثلين للحراك، وكذلك بسبب قرار التمديد للدكتور غليون رغم الفشل الذريع على الصعيد السياسي والتنظيمي، على حد تعبير اللجان.

وحول سبب تقديم الاستقالة قال برهان غليون لـ”العربية”: “دخلت المجلس الوطني وقبلت رئاسته على أساس أن أكون مرشح توافقي، وأن لا يكون انتخابي سبباً للانقسام، ولن أكون مرشح الانقسام”.

ويتابع الدكتور غليون أنه شعر بأن “ثمة ردود أفعال وانتقادات وتردداً لدى البعض حول تجديد فترة رئاستي للمجلس، وهذا ما دعاني لوضع استقالتي على الطاولة ريثما يتم اختيار مرشح جديد لرئاسة المجلس”.

وحول الطريقة التي ستتم بها اختيار المرشح الجديد أجاب غليون بأن المجلس يختار الطريقة الأكثر ملائمة سواء كانت بالانتخاب من جيد أو بالتوافق على الاسم الجديد، وأضاف: “سأعمل تحت قيادة وراية المرشح الجديد ومع الشباب في الداخل”.

وحول تأثير استقالته على الدعم الخارجي للمجلس قال غليون: “المجلس الوطني ليس أشخاصاً، والدعم لا يعتمد على وجود أشخاص معينين، والمجلس هو عنوان الشعب السوري في الخارجي ومن يريد أن يدعم الثورة السورية سيدعم المجلس في جميع الحالات”.

يُذكر أن المجلس الوطني أعاد انتخاب غليون الليبرالي العلماني كرئيس له يوم لكن عدة أعضاء بارزين قالوا إن إعادة انتخابه لن تساعد المجلس على الترويج لفكرة إيجاد بديل ديمقراطي للرئيس بشار الأسد.

ويقود غليون المعارضة في المنفى منذ تشكيل المجلس الوطني السوري المعارض في أغسطس/آب 2011.

الجيش الحر.. قتال في “مهد الثورة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع قرار الكثير من الجنود والضباط الانشقاق عن الجيش السوري النظامي والانضمام لكتائب الجيش الحر، تصاعدت وتيرة القتال في عدة مناطق في البلاد، ومنها مدينة درعا التي باتت تلقب بـ”مهد الثورة السورية” لدى أوساط المعارضة.

ويرى  هؤلاء المنشقين أن هناك تجاوزات خطيرة وأوامر عسكرية لا يجدون القدرة على تنفيذها، لاسيما من ناحية الإنسانية كما يقولون، ولذلك قرروا  وضع خبرتهم العسكرية في خدمة المعارضة المسلحة، ونظموا صفوفهم فيما أصبح يعرف بالجيش الحر.

وأضحت يوميات هؤلاء المقاتلين مزيجا من التنظيم والانضباط. فهم يدركون جيدا أن المعركة مع الطرف الآخر ليست متكافئة نظرا لبساطة عتادهم مقارنة بما يملكه الجيش النظامي.

وفي درعا، حيث انطلقت أولى شرارات الاحتجاجات السورية، يقوم يوجه قائد المجموعة الأوامر ويضع خططا ليوم جديد تتعدد فيه المهام، مشددا على الدقة في التنفيذ.

وبحسب الفيديو الذي يتم تناقله على مواقع المعارضة السورية، يحرص قائد المجموعة على العدل في توزيع ما تيسر من سلاح على المقاتلين دون أي اعتبار للفوارق الشخصية.

يخيم الظلام لينتهي يوم شاق بالنسبة لهؤلاء،ويستعدون في ظلامه لاستقبال صباح جديد لتبدأ حكاية التدريب من جديد بالقسمات والملامح نفسها.

سوريون: اعترافات “الإرهابيين” مفبركة

ضحايا سقطوا في تفجيرات في دمشق وكتب على توابيت غالبيتهم كلمة “مجهول”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يرى الكثير من السوريين أن وسائل الإعلام الرسمية تصر على إظهار الاحتجاجات الشعبية في العديد من المناطق على حكم الرئيس السوري بشار الأسد؛ في صورة “مؤامرة إرهابية إسلامية”، وتعمل بكل ما تملك من ادوات لإدانة المحتجين، و”فبركة” تقارير إعلامية مسيئة للمعارضة.

ودأب التلفزيون السوري على بث مقابلات مع رجال يقرون بأنهم ارتكبوا أعمال عنف، بهدف تشويه صورة معارضي الأسد. لكن الكثير من السوريين يسخرون من هذه المقابلات.

وقالت معدة تلفزيونية سابقة -طلبت عدم ذكر اسمها خوفا من انتقام جهة عملها السابقة- “إن العديد من الاعترافات مفبركة”. وأضافت لرويترز: “كنت أصل إلى العمل، فيخبرني أحد المحررين أن لدينا شخصا للاعتراف”.

ومضت تقول: “بعض الرجال هم أناس عاديون، اعتقلوا في مظاهرات مناهضة للحكومة، وآخرون لصوص ومجرمون أوشكوا على إنهاء فترة العقوبةالصادرة بحقهم”.

ومن بين من اعترفوا للتلفزيون السوري قصي شقفة، وهو من مدينة حماة، التي شهدت قتالا بين المعارضين وقوات الحكومة في الشهورالقليلة الماضية، ولأسرته ماض طويل من المعارضة ضد الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد، الذي كان قد أرسل قوات لقمع انتفاضة هناك عام 1982، ما أسفر عن مقتل الآلاف.

وقال شقفة (29 عاما) في البرنامج الذي بثه التلفزيون السوري إن المعارضين قتلوا أفرادا من قوات الأمن وألقوهم من فوق جسر.

وأضاف أنه اتصل بصحفيين يعملون في وسائل إعلام أجنبية وأرسل لهم صورا مفبركة لمظاهرات سلمية مناهضة للأسد حتى يستخدمونها كدعاية ضدالرئيس السوري.

سجناء جنائيون

وحقق اعتراف آخر شهرة على نحو خاص في سوريا، بدا فيه رجل يدعى “غسان سلواية” من مدينة اللاذقية الساحلية ممتثلا لطلبات معد البرنامج.

وقال سلواية متلعثما، وهو محاط بمسدسات ورشاشات وأسلحة، ذكر مذيع البرنامج أنه عثر عليها بحوزته؛ أنهم أحرقوا حافلات وقاوموا دوريات أمنية وإن الأمر كله كان شغبا.

وقال نشطاء في المعارضة إن عائلة سلواية ذكرت أنه اعتقل قبل الانتفاضة لارتكابه جرائم لا علاقة لها بما يجري، وأوضحت العائلة أن غسان لم يؤدي الخدمة العسكرية لمعاناته من أمراض نفسية.

وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن محتجين سلميين يطالبون منذ أكثر من عام بالإطاحة بالأسد يعتقلون ويتعرضون للتعذيب والقتل.

ويسخر الكثير من السوريين سواء المعارضين أو المؤيدين للأسد من هذه الاعترافات. وقال رامي (33 عاما)، وهو موظف حكومي أجرت رويترز مقابلة معه عبر سكايب من دمشق، وطلب ذكر اسمه الأول فقط لاعتبارات أمنية: “لا أعتقد أن التلفزيون السوري يكذب في كل تقاريره، لكن المعلومات التي تتضمنها هذه الاعترافات متضاربة بالفعل ومحيرة”.

وقالت ريم، وهي صحفية تبلغ من العمر 32 عاما، إنها لم تثق قط في وسائل الإعلام الرسمية، وترى أنها لسان حال الدائرة المقربة من الأسد، لكن الاعترافات التي يبثها التلفزيون تمثل سقطة جديدة.

وأضافت: “إذا كانوا مجرمين بالفعل فيجب إرسالهم إلى المحاكم وليس إلى استوديو التلفزيون.. الاعترافات مضحكة جدا.. من الواضح أنها غير منطقية”.

دراما بث الاعترافات

واستطردت: “يطلب منا رؤساؤنا أن نختلق قصصا قابلة للتصديق. على سبيل المثال إذا كان لدينا رجل من مدينة معينة فنطلب منه أن يتحدث عن شوارع محددة أو يعترف بجريمة ارتكبت في الآونة الأخيرة في هذه المدينة”. وقالت: “بعض الذين اعترفوا بدت عليهم آثار تعذيب لكنني لم أوجه لهم أسئلة كثيرة”.

وبثت قناة الدنيا الإخبارية المؤيدة للحكومة السورية في أواخر أبريل ما وصفته بأنه اعتراف “إرهابي” يدعى علي عثمان يقول نشطاء إنه اعتقل في مارس بعدما ساعد صحفيين أجانب على الفرارمن مدينة حمص المحاصرة.

ويسير مذيع الدنيا في إعلان البرنامج في ممرات مظلمة، وتصدح موسيقى في الخلفية. ويدخل المذيع زنزانة يجلس فيها عثمان ورأسه بين يديه. ويقف عثمان وتظهره اللقطة التالية جالسا أمام المذيع في غرفة مظلمة تسلط فيها الأضواء عليهما.

وتظهر على الشاشة عبارة “تابعونا.. داخل بابا عمرو”، في إشارةإلى الحي الموجود في حمص، الذي قصفته قوات الحكومة السورية بعنف لأنها تقول إنه يعج “بالإرهابيين المسلحين”.

وقال عثمان في المقابلة إن المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للأسد تظاهروا بأنهم سلميون، لكنهم كانوا يخبئون مسدسات في ملابسهم لمهاجمة أفراد الأمن. ووصف عثمان كيف أنه أدار مركزا إعلاميا في بابا عمرو وهرب صحفيين أجانب من وإلى سوريا ونظم محتجين معارضين.

مفكر فلسطيني: تعرضت لتعذيب وحشي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد المفكر الفلسطيني سلامة كيلة الخميس تعرضه للضرب والتعذيب أثناء اعتقاله في سوريا قبل إبعاده إلى الأردن على خلفية مقالات كتبها ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال كيلة (57 عاما) لوكالة فرانس برس “اعتقلت في 23 أبريل الماضي لمدة ثلاثة أسابيع، تعرضت خلالها للضرب والإهانة والشتم من قبل عناصر الأمن السوري”.

وأضاف: “أبعدت بشكل مفاجئ إلى الأردن على خلفية كتابتي مقالات ضد النظام، وموقفي من السلطة والثورة، إلا أن السلطات هناك لم تذكر سببا مباشرا”.

وأشار كيلة، الذي يحمل الجنسية الأردنية، إلى أنه يعالج في أحد مستشفيات عمان من آثار كدمات ورضوض تعرض لها خلال الضرب والتعذيب من قبل السلطات في سوريا قائلا: “كنت أتعرض للضرب المبرح وأحيانا أشعر بدوار وأسقط أرضا وكانوا يتابعون ضربي وتهديدي”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ندد الثلاثاء “بالوحشية الشديدة” التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية السورية مع معتقلين لديها، ومنهم كيلة الذي تعرض “لتعذيب شديد” قبل إبعاده.

ووزع المرصد صورا لكيلة تبدو فيها آثار رضوض قوية وحروق على ذراعيه وساقيه بفعل التعذيب الذي أدى إلى نقله إلى مستشفى تشرين، وتحديدا الطابق السادس الذي يعتبر عمليا فرعا طبيا للأجهزة الأمنية، ينقل ضحايا التعذيب إليه عندما يصلون إلى مرحلة ما قبل الموت، ولا يكون النظام راغبا في موتهم.

وقال كيلة: “نقلت في 3 مايو إلى فرع أمني ثان استقبلني بشكل أفضل وسمح لي بالاستحمام وتغيير ملابسي، وفحصني طبيا وكتب تقريرا بتعرضي للتعذيب وحولني إلى المستشفى”.

وأضاف: “وضع المستشفى كان مزريا ورائحته كريهة، لأن الأمن هناك كان يمنعنا من الذهاب إلى الحمام ويربطنا إلى السرير، كما كنا نتعرض للضرب يوميا”.

يذكر أن سلامة كيلة من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955، وحائز على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979.

وهو ناشط في المجتمع المدني، وسبق أن أوقف مرات عدة في سوريا، سجن في إحداها لمدة ثماني سنوات، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية.

غليون يرد على منتقديه ويعلن عن بداية مرحلة جديدة في المجلس الوطني

بيروت: ليال أبو رحال

رد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري أمس على منتقديه الذين أعربوا عن استيائهم من انتخابه لفترة ثالثة, وأعلن عن بداية مرحلة جديدة في المجلس الوطني , وأكد «تصميمه على التخلص من الفشل الذي استمر على مدى عام وحشد تأييد المعارضين في الخارج وحلفائهم، وراء استراتيجية جديدة تنطوي على تسليح المعارضين داخل سوريا». ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله: «صحيح أن أداءنا كان ضعيفا ونعترف بذلك، ولهذا نعيد الهيكلة الآن ونأمل أن يتحسن أداؤنا».

وأضاف غليون: «نحاول أكثر وأكثر أن نتولى زمام السيطرة السياسية أو الإشراف على مقاتلي المعارضة وإعادة تنظيمهم حتى نستطيع وضع استراتيجية سياسية جديدة».

ومن جهته لفت عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، إلى أن «أطرافا في المجلس الوطني وقفت ضد انتخاب المعارض السوري جورج صبرا رئيسا للمجلس، وإن لم تعبر عن موقفها بشكل واضح»، مسميا جماعة الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن «شخصيات لها وجاهتها في المجلس امتعضت من انتخاب الدكتور برهان غليون رئيسا للمجلس؛ لإيمانها بوجوب ترجمة مبدأ تداول السلطة وأن يبدأ التغيير من رأس الهرم».

وقال نشار لـ«الشرق الأوسط» أمس: «كنت من المؤيدين لانتخاب جورج صبرا رئيسا للمجلس الوطني، ونحن ممتعضون من قرار استبعاده»، موضحا أنه بصدد التشاور مع كتلة «إعلان دمشق» التي يمثلها لاتخاذ الخطوات المقبلة؛ «لأننا أردنا تقديم صبرا لرئاسة المجلس باعتباره شخصية وطنية لها نضالها وتاريخها، ولتوجيه رسالة طمأنة إلى الطائفة المسيحية في سوريا». واعتبر أن مواقف بعض الأطراف داخل المجلس (في إشارة إلى الإخوان المسلمين) طرحت «علامات استفهام كبيرة».

وكانت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، التي اجتمعت في روما أول من أمس، قد انتخبت للمرة الأولى، برهان غليون رئيسا للمجلس لولاية تمتد لثلاثة أشهر، حيث نال 21 صوتا من أصل أصوات 32 عضوا. وأطلق انتخاب غليون، الذي يشغل للمرة الثالثة رئاسة المجلس الوطني منذ تأسيسه في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، سلسلة ردود منتقدة، وصل بعضها إلى حد المقارنة بين انتخاب غليون رئيسا للمجلس الوطني وإعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما أعلن عضو المجلس، أديب الشيشكلي، تجميد عضويته تمهيدا لاستقالته، أعلن زميله فواز تللو استقالته بعد ساعات على انتخاب غليون؛ اعتراضا على «تجنب المجلس الإصلاح الديمقراطي ومقاومته الجهود الدولية لإعادة تنظيم نفسه وتوحيد المعارضة»، على حد تعبيره.

وقال تللو في بيان استقالته: «لقد خرجت من سوريا منذ 3 أشهر محاولا بذل الجهود الصادقة لدفع المجلس الوطني للقيام بدوره في خدمة الثورة، لكن هذه الجهود التي بذلتها وبذلها غيري اصطدمت دائما بصخرة الطموحات السياسية الشخصية وحب الظهور لمن تصدروا المشهد داخل المجلس الوطني وممن أمسكوا مقاليد الأمور».

وفي هذا الإطار أوضح نشار أن «أعضاء في المجلس الوطني كانوا قد تمنوا، سواء تم التوافق على شخص الرئيس أو الانتخاب، أن يصار إلى تحقيق مبدأ تداول السلطة في رئاسة المجلس، لئلا يبقى الشخص ذاته، ولإعطاء دفع للمجلس الوطني في عمله في الفترة المقبلة». وذكر أن «ثمة أصواتا ناقدة كثيرة، من داخل المجلس وخارجه، تعتبر أن أداءه كان ضعيفا في الفترة الماضية، وتربط ذلك بقيادته مباشرة، وتعتبر أنه كان من المجدي بعد مرور 7 أشهر تغيير رئيسه لئلا يصل المجلس إلى مأزق، فيما رأى آخرون أن الانتقادات التي طالت أداء المجلس لا يتحمل مسؤوليتها رئيسه فحسب، بل تتحملها مجموعة أشخاص وهيئات، ومن هنا كان الصراع بين الرأيين».

وشدد نشار على أن «تحديات عدة تنتظر غليون في الفترة المقبلة، أولها إعادة هيكلة المجلس وتفعيل آليات عمله، بحيث يصبح قادرا على القيام بالمتطلبات المترتبة عليه، خصوصا أمام استحقاق الثورة السورية التي تحتاج إلى إطار سياسي منظم يقودها ويعبر عن طموحاتها داخليا وخارجيا». وأكد أنه «لا يمكن للمجلس الوطني الاستمرار أكثر إذا بقي عاجزا عن توظيف الثورة من أجل تحقيق هدفها الأساسي المتمثل بإسقاط النظام».

سورية: غليون يدعو المجلس الوطني للاجتماع خلال شهر لانتخاب رئيس جديد

روما (17 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن دعوة الهيئة العامة للمجلس خلال شهر لإنتخاب أمانة عامة ورئيس جديد للمجلس

وبرر غليون دعوته بأنها من أجل “درء أي فراغ أو خلاف، واستجابة لنداء الثورة والثوار، وتأكيداً على السعي الجاد لطي صفحة الماضي وتأهيل المجلس لمواكبة الثورة والارتقاء بعمله إلى مستوى التحديات المطروحة على الشعب، وفي سبيل الانتقال بالمجلس من حالة التوافق التي أثرت سلباً على أدائه إلى حالة يسود فيها الاختيار الفردي الحر وتملأ فيها المناصب حسب الكفاءة والأداء المبدع والشعور بالمسؤولية الوطنية”

كما دعا غليون مكاتب المجلس القانونية والإدارية والتنظيمية لإنجاز مشروع إعادة الهيكلة، وتعديل النظام الأساسي خلال الأسابيع الأربع القادمة، تمهيداً لانتخاب أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي ومنصب الرئاسة

وكان التجديد لغليون في رئاسة المجلس قد واجه انتقادات من بعض المحتجين وقوى الثورة السورية، آخرها لجان التنسيق المحلية التي أسفت في بيان لها “لما آلت إليه الأمور” في المجلس، وأشارت إلى “العجز السياسي” و”الغياب التام للتوافق ما بين رؤية المجلس ورؤية الحراك الثوري”، فضلاً عن “تهميش معظم الأعضاء الممثلين عن الحراك ومعظم أعضاء الهيئة العامة للمجلس”، وكذلك “استئثار بعض المتنفذين في المكتب التنفيذي والأمانة العامة بالقرارات وآخرها قرار التمديد لرئاسة برهان غليون”

ورغم أن اللجان كانت قد قررت الامتناع عن المشاركة في أعمال المجلس خلال الشهرين الأخيرين، إلا أنها حذّرت من إمكانية اتخاذ خطوات أخرى قد تبدأ بالتجميد وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الأخطاء وإصلاح المجلس، وشددت على أن استمرارية الثورة واستمرار تيار اللجان والحراك السلمي على الأرض لم يكن يوماً مرهوناً إلا بالداخل السوري وبأخلاقيات الثورة

ناجي طيارة: المجلس الوطني السوري ليس ملكاً لأفراد

روما (17 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نوه عضو في المجلس الوطني السوري المعارض بأن المجلس “ليس ملكاً لأفراد فيه وإنما عنوان وطني للجميع وضرورة تقتضيها المرحلة الحالية من الثورة السورية”، ورأى أن التمديد لبرهان غليون رئيساً للمجلس للمرة الثالثة أمر مناسب لأنه “شخص توافقي لا ينتمي إلى مؤسسة حزبية أو إيديولوجيا معينة”، وشدد على ضرورة إعادة دور المجلس في “قيادة العملية السياسية للثورة” بسورية

وحول مستوى الديمقراطية بالانتخابات الرئاسية الأخيرة للمجلس، قال ناجي طيارة عضو المجلس الوطني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد جرت انتخابات رئاسة المجلس في جو ديمقراطي وبطريقة الاقتراع السري في الأمانة العامة حسب النظام الداخلي للمجلس وبإشراف لجنة انتخابات مستقلة فاز نتيجتها برهان غليون على جورج صبرا”، حسب تعبيره

وكان المجلس قد أعلن عن إعادة انتخاب غليون رئيساً لفترة ثلاثة أشهر جديدة للمرة الثالثة على التوالي بفوزه بنسبة ثلثي أصوات الأمانة العامة للمجلس، وتعرّض المجلس لانتقادات بسبب ذلك من الناشطين وبعض قوى الثورة في سورية

ولكن طيارة قال في هذا الصدد “أجد أن التمديد لغليون مناسباً للمرحلة الحساسة التي نمر بها سواء على مستوى الثورة أو على مستوى العمل ضمن المجلس الوطني، فغليون قدّم خطاباً واضحاً حول ضرورة إعادة تفعيل دور المجلس وضرورة إصلاحه والعمل على تفعيل مؤسساته ومكاتبه، والأهم توسيعه ليستوعب حركة التطور التي جرت على قوى المعارضة والثورة والتي أفرزت نشوء كيانات وتكتلات سياسية جديدة” في سورية

وتابع “إن غليون وصبرا كلاهما يحملان فكر الثورة وكلاهما على مستوى عال من الأداء الوطني والإخلاص، ولربما الفارق أن غليون هو شخص توافقي لا ينتمي إلى مؤسسة حزبية أو إيديولوجيا معينة”، حسب رأيه

وشدد طيارة على أن المجلس “ليس ملك أفراد وإنما هو عنوان وطني للجميع، وعنوان وطني للثورة، وأعتقد أنه علينا التكاتف والتعاضد معاً لإنجاح عمله والحفاظ عليه كضرورة تقتضيها ظروف المرحلة الاستثنائية، كما يجب دعم عمل رئيس المجلس الوطني وتشجيعه على قيادة دفة المجلس بدل الوقوف في وجهه وعرقلة عمله، ففي النهاية هناك مكتب رئاسي (المكتب التنفيذي) وهيئة تشريعية (الأمانة العامة) ولا يوجد قرارات فردية أو صلاحيات رئاسية بل توافق ومشاركة للجميع” حسب تأكيده.

وقال “علينا التركيز في المرحلة القادمة على الاستفادة من الأخطاء التي حصلت والعمل الفعلي على إعادة دور المجلس في قيادة العملية السياسية للثورة، لقد تسببت المرحلة السابقة بشعور بالإحباط لدى الكثيرين نتيجة بطء عمل المجلس وتأخره في تقديم مشروع مأسسة حقيقية للمجلس

ويشار إلى أن المجلس الذي أُعلن عن تأسيسه مطلع تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، يضم القسم الأكبر من المعارضة السورية في الخارج، ومن أهم مكوناته الإخوان المسلمين وإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي ومستقلين، فضلاً عن أحزاب كردية أعلنت تجميد مشاركتها بكافة قوى المعارضة السورية لأسباب تتعلق بضرورة إيلاء القضية الكردية أهتماماً أكبر

غليون يعلن انسحابه من رئاسة المجلس الوطني السوري فور اختيار خلف له

اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون يوم الخميس عن نيته الانسحاب من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له وذلك بعد اعادة انتخابه للمرة الثالثة لرئاسة المجلس قبل يومين.وجاء هذا القرار بعد ان هددت مجموعة معارضة بالانسحاب من المجلس بعد اتهامه بارتكاب الاخطاء و بالاستئثار بالقرار.

وقال غليون في بيان لوكالة فرانس برس: “لن اقبل باي شكل ان اكون مرشح الانقسام، وانا لست متمسكا بأي منصب” ، واضاف: “اعلن انسحابي فور اختيار مرشح جديد بالتوافق او بانتخابات جديدة”.

أوضح أنه قبل الترشح الأخير “حرصا على التوافق” ، ومضى قائلا “لن اقبل ان اكون باي شكل مرشح الانقسام. وانا لست متمسكا بأي منصب”.

ودعا المعارضة “على مختلف اطيافها الى الالتقاء في اقرب فرصة للتفاهم حول وحدة العمل الوطني والخروج من حلقة التنازع والانقسام”.

وتنص آلية عمل المجلس على رئاسة دورية له مدتها ثلاثة اشهر، واختير غليون رئيسا منذ انشاء المجلس في أكتوبر/تشرين الأول 2011.

واثارت اعادة انتخابه من الامانة العامة للمجلس الوطني خلال اجتماعها الاخير في روما انتقادات داخل بعض اركان المعارضة الذين نددوا ب”الاستئثار بالقرار” وبعدم احترام التداول الديمقراطي.

وتعرض غليون للعديد من الانتقادات ومنها “الاستئثار بالقرار” وبقربه من جماعة الاخوان المسلمين فضلا عن عدم اعطاء الدعم الكافي للمعارضة داخل سورية.

وهددت لجان التنسيق المحلية اليوم بالانسحاب من المجلس الوطني السوري ردا على اعادة انتخاب غليون للمرة الثالثة على التوالي لرئاسة المجلس.

واتهمت هذه اللجان : “المجلس الوطني السوري بـ ” الابتعاد عن روح الثورة السورية ومطالبها وتوجهاتها واعتبرت ان غليون فشل على الصعيد السياسي والتنظيمي”.

واضافت: ” شهدنا في الأشهر الاخيرة الكثير تدهور لاوضاع المجلس السياسية وعم التوافق بينه وبين الثوار فضلا عن الاستئثار بالقرار”.

وقالت لجان التنسيق في بيان لها انها تجد استمرار تدهور اوضاع المجلس دافعا لخطوات اخرى قد تبدأ بالتجميد وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الاخطاء ومعالجة المطالب الضرورية لإصلاح المجلس.

وصرحت عضو المجلس الوطني السوري المعارض المقيمة في باريس بسمة قضماني لـ “الاسوشيتيد برس” ان مخاوف لجان التنسيق المحلية “منطقية وقانونية”، واضافت ان الاختلاف بين المعارضة السورية هو علامة من علامات الديمقراطية.

ويرى مراقبون أن الخلاف الداخلي وغياب التماسك السياسي داخل المجلس الوطني السوري المعارض قوض جهود المجلس لكسب اعتراف دولي رسمي به كممثل شرعي وحيد للمعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

BBC © 2012

سوريا: تقارير عن قصف الرستن وفريق المراقبين يواصل مهمته

أفادت مصادر في المعارضة السورية ان مدينة الرستن في محافظة حمص في وسط سوريا تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات الجيش السوري فجر الخميس.

وصرح ناشطون في المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية ان الرستن تتعرض لقصف غير مسبوق يرمي الى احباط السكان وعناصر الجيش الحر مستبعدين في الوقت الحالي امكانية اقتحام القوات النظامية لها لكنهم دعوا فرق المراقبين الدوليين الى زيارة المدينة.

وقد تعرض حي الخالدية في حمص إلى قصف عنيف من مدفعية الجيش السوري بحسب تقارير الناشطين .

وترددت أنباء عن انفجار قوي هز مدينة داعل في حوران ، وعن سماع انفجارات في مدينة اللاذقية الساحلية.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن قوات الأمن والجيش قتلت ثلاثين مدنيا الاربعاء في مناطق عدة أغلبهم في حمص.

لجان التنسيق وغليون

من جهة أخرى هددت لجان التنسيق المحلية التي تشكل فصيلا اساسيا في المعارضة السورية بالانسحاب من المجلس الوطني السوري.

وبررت اللجان موقفها بما وصفته استئثار القرار داخل المجلس.

ويأتي هذا التهديد بعد انتخاب برهان غليون مجددا رئيسا للمجلس.

وقالت لجان التنسيق في بيان لها انها تجد استمرار تدهور اوضاع المجلس دافعا لخطوات اخرى قد تبدأ بالتجميد وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الاخطاء ومعالجة المطالب الضرورية لإصلاح المجلس.

واضاف البيان ان المجلس الوطني يشهد عجزا سياسيا و غياب التوافق بين رؤية المجلس و رؤية الحراك الثوري.

أما غليون فقد أعلن انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، وقال غليون في إن نتائج انتخابات الرئاسة داخل المجلس الوطني أثارت ردود

فعل متضاربة وانتقادات مختلفة”.

وأضاف “اعلن انسحابي فور وقوع الاختيار على مرشح جديد، بالتوافق او بانتخابات جديدة”.

فريق المراقبين

في هذه الأثناء واصل فريق المراقبين الدوليين إلى سوريا برئاسة الجنرال روبرت مود عمله .

فقد غادر اعضاء الفريق العاصمة دمشق باتجاه بلدة الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان.

يأتي ذلك بعد إعلان مود أن المراقبين الستة الذين كانوا في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب غادروها بعد قضاء الليلة هناك.

ومن المقرر أن ينضم المزيد من المراقبين الى الفريق الموجود حاليا في سورية ليصل الى ثلاثمائة بحسب خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى