أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 18 كانون الأول 2011

 تركيا ترغب في تنحي الأسد.. ولكن ليس قبل تقوية المعارضة

مسؤول تركي: النظام السوري قد يصمد عاما بالقياس على أوضاعه الاقتصادية.. وربما يسقط أسرع بعد تشديد العقوبات

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

ذكر تقرير لوكالة «رويترز»، أمس، أن تركيا المدعومة بقوة من حلفاء عرب وغربيين، ترغب بأن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ليس بعد. وأضحت تركيا تحت قيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم الإسلامي السابق، مركزا رئيسيا لتنظيم المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر المكون بصفة أساسية من المنشقين السنة عن الجيش.

ولكن في المنطقة والعواصم الغربية، ثمة مخاوف من أن معارضي الأسد غير مستعدين لتولي السلطة وأن سوريا بأطيافها العرقية والطائفية قد تتفكك لتهوي البلاد التي يقطنها 22 مليون نسمة في حالة من الفوضى ما لم يتم التوصل لسبيل يضمن عملية انتقال سلس للسلطة. وقال دبلوماسي غربي بارز في أنقرة لـ«رويترز»: «على رأس الأولويات توحيد المعارضة داخل وخارج (سوريا) لتصبح خيارا أكثر مصداقية وضم جميع الأطياف والتنسيق بشكل سليم. تعمل تركيا من أجل تحقيق ذلك. ما يقلقهم أنه إذا رحل الأسد اليوم سيكون هناك المزيد من الفوضى والمزيد من الدمار ولا يعرفون من سيظهرون، ويريدون أن تكون المعارضة مستعدة».

وقال مراقبو الشؤون السورية إن مبعث القلق الرئيسي الآن، أن ما بدأ كانتفاضة شعبية قبل تسعة أشهر تحول لاقتتال وقد يتطور إلى صراع طائفي مميت، لا سيما أن الطبقة الحاكمة وغالبيتها من العلويين، يؤججون مخاوف لدى الأقليات في سوريا من أن الأغلبية السنية في البلاد سوف تسحقهم. وأشارت «رويترز» في تقريرها، إلى أنه يمكن أن ينتقل هذا المزيج المتفجر إلى جيران سوريا، لا سيما لبنان والعراق، حيث سبق أن أذكت دمشق الانقسامات الطائفية واستغلتها وفي تركيا ذاتها وترتاب أنقرة بأن سوريا استأنفت بالفعل مساندة المتمردين الأكراد في الجنوب الشرقي. وفيما حذرت أنقرة دمشق علنا من تشجيع حزب العمال الكردستاني على تكثيف هجماته، فقد عرضت نفسها لخطر أكبر بانضمامها إلى أوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية، في فرض عقوبات على حكومة الأسد. إلا أن معظم المحللين يعتقدون أنها تتردد كثيرا تجاه أي عمل عسكري. وقال مصطفى أكيول، مؤلف كتاب «إسلام دون متطرفين قضية مسلم من أجل الحرية»، لـ«رويترز»: «لا أتوقع أي عمل عسكري من جانب الحكومة التركية ما لم يكن هناك توافق وقرار من مجلس الأمن أو عملية يشنها حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «ستكون أكثر قلقا إزاء الوضع الكردي في سوريا لأن حزب العمال الكردستاني يضم بين صفوفه عددا كبيرا من أكراد سوريا.. وتعتقد الحكومة أن الأسد يدعم الآن حزب العمال الكردستاني ضد تركيا».

وقال سنان أولجن، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية الليبرالي في إسطنبول، إن أنقرة تخشى تكرار الأحداث التي شهدتها قبل عقدين من الزمن حين توافد لاجئون أكراد من العراق عبر الحدود التركية بسبب حرب الخليج، وربما تتحرك الآن لإقامة ملاذ آمن أو ممر إنساني داخل سوريا.

وقال أولجن: «لا تريد تركيا بكل التأكيد تكرار ما حدث في عام 1991 حين عبر 550 ألف كردي الحدود في غضون أيام وأخذنا على حين غرة. لن تفعل تركيا ذلك (إقامة ملاذ آمن) من طرف واحد. ما زالت تحتاج شركاء ودعما من حلف شمال الأطلسي ولكن مع بقاء الحال على ما هو عليه فما من سبب يدفع حلف شمال الأطلسي لتجنب ذلك».

وأشار أولجن إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا متفقة تماما، ولكن تركيا لا تزال تريد قرارا من مجلس الأمن ودعما إقليميا ودعما من حلف الأطلسي للمضي قدما. وفي تحرك مفاجئ طرحت روسيا الحليف القديم لدمشق على مجلس الأمن يوم الخميس الماضي مسودة قرار جديد بشأن سوريا أشد لهجة مما أثار آمال الغرب بتحرك من جانب الأمم المتحدة مع تزايد أعداد القتلى. وعلى النقيض، يعتقد دبلوماسي غربي أن تركيا ستتردد في إقامة ملاذ آمن لأغراض إنسانية، لأن هذا يعني وجود قوات تركية داخل سوريا. وقال: «سيفتحون منشآتهم ويقدمون مساعدات إنسانية، ولكن لا أعتقد أنهم سيتدخلون ولا يريدون أن يتدخل أي طرف آخر. لا أعتقد أن القوات التركية تريد العبور إلى داخل سوريا».

ويشكك دبلوماسي غربي آخر في أنقرة في احتمال حدوث تدخل عسكري، ويعتقد أنه سيجري تشديد العقوبات التي تستنزف موارد الأسد وتقوض مكانته. وقال: «أهم شيء هو القدرة على توجيه ضربة للنظام وتقويض قدراته مما يؤثر في النهاية على قدراته الأمنية. يضعف النظام على نحو متصاعد ويستمر الشعب في التخلص من الخوف».

وقال مسؤول تركي لـ«رويترز»، إنه «في ضوء أوضاعه الاقتصادية، نقدر أنه (النظام السوري) يستطيع البقاء لمدة تصل إلى عام، ولكن وبعد تشديد العقوبات ربما تقلص المدة». ومثل مسؤولين أتراك آخرين، أكد على الحاجة لمعارضة تضم الجميع دون اعتبارات طائفية تسهم في حد ذاتها في تقصير أمد الصراع.

وقال: «ينبغي أن يشارك أفراد من كل أنحاء سوريا كي يمثلوا (الشعب) قدر الإمكان لضم جميع الطوائف في سوريا بما في ذلك العلوية». وأضاف مسؤول بارز آخر بوزارة الخارجية: «هناك عدد كبير من المعارضين والطوائف بينما ينبغي أن يمثلوا جميع فئات المجتمع السوري».

كما أنه لا يعتقد بجدوى سيناريو آخر يطرح على نطاق واسع وهو وقوع انقلاب داخلي أو ثورة داخل القصر على أسرة الأسد. ويضيف المسؤول: «لا أعتقد أن الانقلاب ممكن لأن الأسد الأب أسس نظاما مضادا للانقلابات»، في إشارة إلى الأب حافظ الأسد الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود وخلفه ابنه بشار. ولكن آراء بعض الأتراك أكثر قتامة. ويقول سولي أوزال المعلق البارز والأكاديمي: «تكشفت الأمور ولست أدري كيف يمكننا تفادي صراع طائفي هائل بل وحمام دم حين يسقط النظام». ويعتقد أن تركيا التي تواجه هي أيضا انقسامات عرقية تعذر حلها مع الأقلية الكردية لن تظل بمنأى عن الصراع.

وقال: «الدولة التي تعاني من صدوع طائفية وعرقية ينبغي أن تكون حذرة بشأن أماكن نشر قواتها. كنت أتمنى ألا نتخذ قرارا خطيرا يصعب الرجوع عنه فيما يتعلق بالوضع الطائفي في سوريا».

مقتل 24 مدنيا بينهم طفلان في سوريا.. ومدينة القصير الحدودية ترزح تحت القصف العشوائي

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن إدخال الجرحى إلى لبنان بسبب إغلاق المعابر والألغام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب لندن: «الشرق الأوسط»

قتل 24 مدنيا، بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن في سوريا أمس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن ستة مدنيين قتلوا خلال عمليات دهم نفذتها قوات الأمن في قرية كفر شمس شمال غربي مدينة درعا (جنوب) مهد الانتفاضة الشعبية.

وقال المرصد في بيان: «استشهد ستة مواطنين إثر إطلاق رصاص خلال مداهمات شمال غربي مدينة درعا في قرية كفر شمس، التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الأمن والجيش النظامي ومجموعة منشقة قبل قليل».

وفي محافظة حمص (وسط) قتل أربعة مدنيين في مدينة القصير برصاص قناصة من قوات الأمن، كما قتل خامس في قرية مجاورة.

وقال المرصد في بيان ثان: «استشهد أربعة مواطنين في مدينة القصير إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية التي ينتشر فيها القناصة على أسطح الأبنية قرب المشفى الوطني، كما استشهد مواطن آخر في قرية قرب مدينة القصير».

أما في محافظة إدلب (شمال غرب) فقد قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار عشوائيا في قرية كفر سجنة في حين قتل مدني وجندي منشق في بلدة ابديتا خلال العمليات العسكرية في جبل الزاوية، الذي اقتحمته أكثر من 150 آلية عسكرية مدرعة، بحسب المرصد.

وأضاف المرصد الذي مقره لندن أن هذه البلدة «تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة عنه أعطبت خلالها أربعة دبابات ونقالات جند مدرعة وشاحنة للجيش النظامي».

وقال ناشطون من مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية: «إن قوات الأمن السورية تجبر السكان على الموت»، مؤكدين أن «أهالي القصير على الرغم من مقاومتهم القتل والدمار يعيشون منذ 3 أيام أبشع الظروف الإنسانية بعد أن غزت القوات التابعة للرئيس بشار الأسد بيوتهم واستهدفت شوارعهم بالقصف والقنص وإطلاق الرصاص العشوائي على شبانهم».

وأوضح الناشط أحمد من بلدة القصير في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «المدينة تشهد يوميا تحليقا جويا للطيران المروحي، وقد أدى القصف إلى هدم 7 منازل بشكل كامل على رؤوس سكانها العزل»، مضيفا أن «المدرعات على حاجز (الغيضة) تغزو الشوارع الفرعية والداخلية للأحياء، وترعب الناس وتقصف بيوتهم بشكل عشوائي، انتقاما من السكان المتمسكين بقرارهم بعدم الرضوخ لنظام الأسد وآلة القتل التابعة له». وأكد أن «هناك إطلاق رصاص كثيفا من مفرزة أمن الدولة في القصير على البيوت الداخلية، حيث قتل عدد من السكان، وتم استهداف مئذنة مسجد أبو عبيدة بن الجراح في الحي الشرقي من المدينة، وتصاعد بعض الدخان من المئذنة بعد تعطل إذاعة المسجد وأنواره»، مشيرا إلى أن «القصف المدفعي على المدينة يأتي بشكل مباشر ومكثف من حواجز أبو عاصي والمشتل والصوامع». وأوضح أن «جيش الأسد استهدف جامع بيت الكنج وجامع الرحمن بزاويته الغربية بقذيفة، في حين وجهت بقية القذائف إلى المنازل المجاورة». وقال إن «أغلب المنازل المجاورة للمشفى الوطني تهدمت من جراء القصف العنيف المدفعي الذي تتعرض له من دبابات «T72» و«الشيلكا» والقذائف، إلا أن السكان أخلوا المباني قبل 3 أيام نتيجة تعرض المنطقة للقصف منذ أول يوم»، وأكد أن القصير شيعت صباح أمس الشاب محمد غازي شحادة، الذي قتل برصاص قناصة وكانت إصابته بالقلب مباشرة، كما أفاد عن مقتل حمية العلي، من أهالي قرية المصرية، برصاص عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، ومريم محمد سيمان سويد، التي تبلغ من العمر 45 سنة، حيث وجدت جثتها تحت جسر بعد المشفى الوطني في القصير».

وأشار الناشط إلى أن «السكان شاهدوا قطعا من الجيش الأسدي أمام استراحة الجلاب في النبك، تضم عددا من سيارات الزيل وما يقارب الثلاثين مدرعة متوجهة إلى أحياء حمص، حيث ستشهد قصفا عنيفا لن ينتهي قبل أيام».

وأفاد أحمد الذي تعيش أسرته في القصير على «أعصابها»، حيث تستقبل العائلات الهاربة من الحي الشمالي من المدينة داخل غرف بيتها، بأن هناك «انفجارات عنيفة يشهدها الحي الشمالي»، موضحا أن «سكان الحي خرجوا من بيوتهم وتوجهوا إلى أحياء أخرى، ومن ليست له أقارب في القصير فقد خرج متجها إلى بلدات أخرى آمنة، إذا أبقت عصابات الأسد بلدات آمنة في محيط المنطقة»، حيث (كما أكد) إن «السكان لا يستطيعون إسعاف الجرحى؛ لأن قوات الجيش السوري أطبقت الخناق عليهم ولا يستطيعون إخراج الجرحى إلى بلدات عكار اللبنانية بسبب إغلاق المعابر وزرع الألغام وقنص كل من يحاول إسعاف الجرحى»، لكنه أكد أنه تم إدخال 13 جريحا منذ يومين، لكنه لم يشأ الدخول في تفاصيل محددة لـ«حساسية الوضع الأمني».

واعتبر الناشط أن «التصريحات التي رشحت عن احتمال تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن هو دس للسم في العسل»، مشيرا إلى أن هذا التحويل «هو دعوة من الجامعة العربية لمجلس الأمن لتبني المبادرة العربية الفاشلة أصلا، والجميع يعلم كم من الوقت سيأخذ التداول، وكيف سيطلب النظام السوري الوقت ليفكر، حيث سيظهر معارضته، وبعد المشاورات والمناقشات سيتم تبني تلك المبادرة التعيسة، ولكن دون الإشارة إلى الفصل السابع الذي يلزم الدول المعنية بالقرار تطبيقه ولو بالقوة»، مضيفا أنه «إذا تم تنفيذ المبادرة فسيكون من بين المراقبين، مراقبون عراقيون وجزائريون وروس وبرازيليون وجنوب أفريقيون، وكل هذه الدول ستعمل على الترويج لرواية النظام عن وجود عصابات مسلحة». وقال إنه «لا حل إلا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، والعمل على دعم الكتائب المنتشرة في عموم الأراضي السورية، سواء كانت تحت اسم الجيش الحر أو تحت أي اسم، حيث لا سبيل لنا اليوم لنصرة ثورتنا إلا أن نجبر العالم على التدخل عندما يشعر أن الاستقرار لا مكان له في سوريا ما دام نظام الأسد حاكما لها»، داعيا إلى «دعمهم الانتفاضة بالسلاح والمال، ولنري جنود الأسد كيف يكون جنود الشام إن هم حملوا السلاح».

المعارضة السورية ترفض الوساطة العراقية وترى أن العراق «غير مؤهل وغير حيادي»

أعضاء في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: لم تعرض علينا.. والأزمة تتجه للتدويل

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

لاقى الناشطون السوريون «المبادرة العراقية» تجاه سوريا بالكثير من الاستخفاف والاستغراب، فيما أكد أعضاء المجلس الوطني أنها لم تعرض عليهم، معلنين رفضهم لها ومعتبرين أن العراق «غير مؤهل حاليا وغير حيادي» للقيام بوساطة بين النظام السوري والمعارضة.

وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس الوطني السوري لؤي صافي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نطلب وساطة العراق ولا ندرك حتى معناها أو حدودها وشروطها كونها لم تعرض علينا كقوى معارضة»، مؤكدا أنه «وبعد فشل المبادرة العربية فالأزمة السورية تتجه للتدويل»، وأضاف: «نعلم تماما أن ثمن هذا المسار سيكون باهظا لكن لا خيار آخر لدينا والنظام يتحمل كل المسؤولية».

وشدد عضو المجلس هيثم رحمة على أن «النظام العراقي بشكله الحالي غير مؤهل للقيام بأي وساطة بين المعارضة ونظام الأسد»، لافتا إلى أن «العراقيين أثبتوا مؤخرا أنهم ليسوا حياديين كونهم دعموا نظام الأسد تماما كما يدعمه الإيرانيون الذين وبخلاف العراقيين أعلنوا ذلك للملأ». وقال رحمة لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع من العراقيين والمصريين والليبيين والتونسيين، أي أصحاب الثورات، أن يقدروا موقفنا ليتركونا نحل مشاكلنا بأيدينا ولا يقفون إلى جانب الظالم بوجه المظلوم».

وعلق أعضاء المجلس الوطني على مقررات اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة، وإعلان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم أن جامعة الدول العربية ستطلب من مجلس الأمن الدولي تبني المبادرة العربية وكافة الإجراءات العربية التي تم اتخاذها من الجامعة بشأن سوريا، فقال صافي: «ما صدر عن بن جاسم يعكس عجز الجامعة العربية عن تحقيق أي تقدم مع النظام الذي لا يزال يصر على التلاعب والالتفاف على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، وبالتالي وبعدما أثبت نظام الأسد أن لا مجال للحل السياسي معه كونه بالأصل نظاما أمنيا، ها نحن نرى أنفسنا مضطرين لسلوك الطريق الذي لم نكن نتمناه لجهة تدويل الأزمة» واصفا المبادرة الروسية بـ«الخطوة إلى الأمام التي تؤكد أن الحكومة الروسية بدأت تبدل من موقفها بعدما لمست لمس اليد أن لا مجال لأن يقوم نظام أمني بإصلاحات أو غيرها».

ووصف هيثم رحمة التلويح القطري بأن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الأمن تبني قراراتها بشأن سوريا بأنه «إقرار دبلوماسي بأن الجامعة لم تستطع أن تحل المشكلة وأن الحل لن يكون عربيا وهو ما اكتشفه القادة العرب بعد أسابيع من مهل أعطوها لنظام أمعن بقتل الآلاف في هذا الوقت المستقطع»، وأضاف: «نظام الأسد حشر العرب في الزاوية وها هو يدفع بهم إلى نفق أشبه بالنفق اليمني وهذا ما لن نقبل به». وفي ما يتعلق بمشروع القرار الروسي، اعتبر رحمة أن «الروس باتوا يسحبون اليوم بطرف الخيط»، متوقعا «تبدلا وشيكا بالموقف الإيراني بالتزامن مع التبدل بالموقف الروسي ليتبلور مشهد جديد باتجاه تدويل الأزمة السورية».

وكان الناشطون السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي، استنكروا التدخل العراقي بالشأن السوري، متسائلين «لماذا لا يحل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشاكل بلاده أولا حيث يسقط يوميا ما يزيد عن 20 قتيلا قبل إقحام نفسه بالملف السوري؟» وفي منطقة كفرنبل في إدلب رفع العشرات لافتات حملت صور المالكي وكتب عليها: «هذا اللي كان ناقصنا..».

لبنان: بلدة عرسال الحدودية تشيع «بغضب كبير» قتيلا سقط برصاص الجيش السوري

رئيس البلدية: المسلحون في الشارع ولم يعد لنا حيلة

جريدة الشرق الاوسط

البقاع اللبناني: حسين درويش

شيعت بلدة عرسال في البقاع اللبناني أمس أحد أبنائها بعد وفاته فجر أمس متأثرا بجروح أصيب فيها عند الحدود السورية عندما كان مع رفيق له في المنطقة منتصف ليل الأربعاء الماضي. وفيما سقط أمس جريحان إضافيان برصاص الجيش السوري، ارتفعت حدة التوتر الذي تجلى في عدد المسلحين الكبير الذي رافق مسيرة التشييع وإطلاق النار الكثيف الذي جرى خلاله.

وعرسال أو «عرش الرب» كما تسمى هذه البلدة الحدودية اللبنانية المحاذية لبلدات سوريا عند السفح الغربي للسلسلة الشرقية لجبال لبنان، أصبحت اليوم في عين العاصفة ومحور الحدث البقاعي على الحدود اللبنانية – السورية.

البلدة التي يبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة وكافة سكانها من الطائفة السنية تضم نحو 12 عائلة وأكبرها عائلة الحجيري، تكاد تستفيق كل يوم على خبر حدودي جديد. ومع كل يوم خبر حول أراض متنازع عليها واشتباكات بين أهالي البلدة والجيش السوري حيث بلغ عدد الضحايا حتى الآن قتيل وستة جرحى من عائلات عز الدين والفليطي والحجيري، وكان آخرها أمس. فبالأمس قضى خالد الفليطي متأثرا بجروحه إثر تعرضه لإطلاق نار في محلة خربة داود بينما أصيب محمد الفليطي أحد أقاربه وهو لا يزال يرقد في مستشفى شتورا مصابا بطلق ناري في المستشفى. وقد اختلفت الروايات حول عمله ووجوده بينما يؤكد أهالي البلدة أنه قد أصيب وهو يبحث عن إحدى مواشيه التي ضلت طريقها ليلا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

ولم يتوقف مسلسل عدد الضحايا عند هذا الحد إنما نقل إلى المستشفى نفسه أمس علي حسين عز الدين وقاسم عز الدين وهو في حالة حرجة إلى المستشفى عينه جراء تعرضهما للضرب بأعقاب البنادق في محلة مشاريع القاع وضمن الأراضي المتنازع عليها حيث تمتد هذه الأراضي من القاع وصولا إلى خربة داود بمشارف عرسال بمسافة 40 كلم ليرتفع عدد الإصابات إلى ثمانية.

كما أن البلدة شهدت منذ ثلاثة أسابيع توترا مع الجيش اللبناني جراء محاولة الجيش إلقاء القبض على أربعة أفراد لاجئين سوريين مما أسفر عن تدمير بعض الآليات المستخدمة. وقال الأهالي حينها إن أفرادا من حزب الله كانوا مع عناصر الدورية. وأفادت مصادر أمنية عليمة لـ«الشرق الأوسط» بأن هنالك قرابة 70 عائلة سورية لاجئة إلى البلدة جراء الأحداث التي تشهدها سوريا.

وشيعت أمس الحشود الغاضبة جثة الفليطي على أزيز الرصاص، ورفع لافتات تدعو إلى مساندة الشعب السوري منددة بروسيا، واصفة دماء الفليطي بـ«ثورة الكرامة التي تزهر ربيعا وحرية». واعتبرت التعديات الحاصلة على المواطنين اللبنانيين نتيجة «حكومة دموية في الداخل اللبناني» و«يأبى الربيع العربي أن يزهر دون دماء عرسالية». وقد انطلقت مسيرة التشييع من منزل الضحية وجابت شوارع البلدة وصولا إلى الثانوية الرسمية المختلطة حيث أم الصلاة على جثمانه الشيخ مصطفى الحجيري الذي ألقى كلمة رأى فيها أن «الثوار سيلتقون على أرض سوريا كما على أرض لبنان»، مؤكدا دعم أهالي عرسال للشعب السوري، وقال: «لن نركع ولن نستكين حتى يسقط عدو العالمين وقد أضحى أهالي عرسال حديث الدنيا»، مقسما أنهم «لن يناموا على ضيم ما دام هناك أناس يموتون وبلاد تدمر». كما وصف الحكومة اللبنانية بأنها «حكومة ولاية فقيه وحكومة طهران والساقطة والمهترئة التي تنصب عليها لعنات الأمة ليلا نهارا»، مطالبا الجيش اللبناني الذي يجوب أزقة عرسال، كما قال، بأن يحمي الحدود ويترك أزقة عرسال.

وقال رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري «إن الخروقات السورية لن تتوقف في عرسال منذ شهرين، ففي المرة الأولى دخلوا المنازل وقلنا حينها في وسائل الإعلام بأننا لسنا ضد سوريا ولا علاقة لنا بها وهاجم النواب السنة الوليد السكرية وكامل الرفاعي حسب قوله عندما تبجحوا وقالوا أهالي عرسال يهربون سلاحا، فأنا لا أعتب على الرئيسين (نبيه) بري و(نجيب) ميقاتي إذا كانا ضد الثورة فهذا حقهما، وكذلك نواب المنطقة، لكن أعتب على نوابنا إلى ما أوصلونا إليه». وأضاف: «فبالأمس سقط جريحان عند المشاريع، أحدهما في حالة خطيرة ليرتفع العدد إلى أربعة في أقل من أسبوع، نتمنى له الشفاء ونطالب الدولة اللبنانية والجيش إذا كانوا يعتبرون البلدة لبنانية محسوبة على لبنان، فليقوموا بتأمين ما هو مطلوب منهم». وتابع يقول: «ليس المطلوب من الأهالي حمل السلاح والوقوف في وجه الدولة، فكلنا يعمل على تهدئة الأمور، وما رأيتم ما بين 200 و400 سلاح حربي في الشارع، ولم يعد باليد حيلة». وتمنى من الدولة أن لا تخرج إلى زواريب عرسال وإنما إلى «الحدود المرسمة بيننا وبين القاع»، متمنيا أيضا من النواب والرؤساء أن يأخذوا دورهم «إذا كانوا مسؤولين عنا».

الجامعة العربية تستعد لرفع الملف السوري إلى مجلس الأمن.. وتتهم دمشق بالمماطلة

وفد عراقي يلتقي الأسد في دمشق لبحث «المبادرة العراقية» ويتحدث عن «أجواء إيجابية»

جريدة الشرق الاوسط

بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

في وقت تتحضر فيه الجامعة العربية لتقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لتبني القرارات العربية الخاصة بسوريا بعد اتهامها دمشق بالمماطلة، تنشطت المبادرة العراقية أمس مع لقاء وفد عراقي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وحديثه عن «أجواء إيجابية» بعد اللقاء.

ورغم إشاعة الجامعة العربية لأجواء إيجابية، أول من أمس، حول اقتراب دمشق من التوقيع على المبادرة، فإنها عادت أمس واتهمت النظام السوري بالممطالة، وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري في الدوحة أمس، من أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء المقبل سيكون «حاسما»، وقال: «نأمل أن يوقعوا (السوريون) قبل هذا التاريخ، فبعده لا نستطيع الاستمرار في هذا الموضوع، وسيخرج الأمر عن السيطرة العربية».

وأضاف الشيخ حمد في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء أعمال اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السوري «بما أن روسيا ذهبت إلى مجلس الأمن، فالجامعة العربية ستنظر أيضا في التوجه إلى مجلس الأمن، وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي». وتابع «سنقدم القرارات إلى مجلس الأمن (…) كان هذا آخر شيء نتوقعه. واليوم، هناك شبه إجماع قوي حول هذه الخطوة التي ستعرض على مجلس الجامعة العربية المقبل». إلا أنه عبر عن «الأمل في أن يعيد الإخوة في سوريا النظر في الأمر وأن يحصل التوقيع (على بروتوكول البعثة العربية) خلال يومين، وإذا لم يحصل ذلك لا حول ولا قوة». وقال الشيخ حمد «نحن متهمون بالبطء ولم نجد شيئا إلى الآن للأسف (…)، هدفنا كان أن يفهموا أننا لا نريد لهم سوى الخير (…)، والآن واضح أنه لا يوجد حل».

ووصف قرار اللجنة الوزارية بعرض القرارات العربية بشأن سوريا على مجلس الأمن بأنه «قرار الغالبية في اللجنة حتى نضبط الإيقاع». وأضاف في هذا السياق «روسيا ذهبت إلى مجلس الأمن، وقررنا أن تكون وجهة النظر العربية حاضرة أيضا» هناك.

ويتمحور الخلاف الجديد بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية العربية حول مفهوم «حماية المواطنين»، في حين تصر اللجنة على «حماية المدنيين أو المواطنين العزل»، بحسب رئيس الوزراء القطري، الذي أضاف «لكنهم (المسؤولون السوريون) رفضوا».

وفي هذا السياق، قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي خلال المؤتمر الصحافي «إذا قبلوا مفردة المدنيين أو المواطنين العزل فأهلا وسهلا (…)، فهي نقطة الخلاف الوحيدة»، على حد قوله. وأضاف «كنا نتوقع أمس (أول من أمس) أن الطريق أصبحت ممهدة أمام التوقيع (…)، واليوم (أمس) اتصلت به مرتين (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) وأرجو أن يتجاوب ويوقع».

وطالب الشيخ حمد «الجانب السوري بأن يدرك ويرى ما حصل في دول كثيرة ويستنتج أنه من المهم الانصياع لإرادة الشعب (…)، فالمراهنة على السيطرة الأمنية لم تنجح في أي مكان». وختم مشددا على أنه «ليس المهم توقيع ورقة، والأهم هل سيتوقف القتل؟ وهل سيتم السماح للإعلام المحايد بالدخول إلى سوريا لنقل الأحداث بشكل واضح؟».

وتزامن اجتماع الدوحة مع زيارة وفد عراقي إلى دمشق، حيث أجرى محادثات «إيجابية» مع الرئيس السوري. وقال رئيس الوفد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، من دمشق، إن الوفد سيتوجه إلى القاهرة بعد «محادثات إيجابية» مع الأسد حول المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية. وأضاف «أظهرنا موقف العراق بإيجاد حلول سلمية تحفظ طموحات الشعب السوري بالتغيير الديمقراطي بعيدا عن التدخل الخارجي والفتنة الطائفية».

وأكد عضو الوفد العراقي المفاوض في دمشق عزة الشابندر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق، أن الأجواء التي أحاطت اللقاءات التي أجريت مع الأسد «وأطراف المعارضة السورية، إيجابية حتى الآن، وحملت تأكيدا من كلا الطرفين أن الدور العراقي مقبول بل ومطلوب». وأضاف الشابندر الذي يرافق الفياض كمبعوثين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن «العراق طرح مبادرة مقبولة ويريد أن يلعب دورا بهدف وقف نزيف الدم في سوريا»، معتبرا أن «الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي أن يقتنع الطرفان المعنيان بالأزمة، وهما الحكومة السورية والمعارضة السورية كذلك، بما نسعى للقيام به، وهو ما لمسناه بالفعل وهو ما سوف يشجعنا على المزيد من الحوارات واللقاءات»، مشيرا إلى أنه يتحدث الآن لـ«الشرق الأوسط» «من غرفة الاجتماع مع أطراف سياسية هناك».

وتداولت مواقع سورية مقربة من النظام أن المبادرة العراقية تتضمن تجميد العقوبات العربية التي أقرتها الجامعة العربية بحق دمشق، وإنهاء الحل الأمني في سوريا، وبدء حوار بين السلطة والمعارضة. إلا أنه لم يتم تحديد من هي المعارضة التي ستكون ممثلة في هذا الحوار، في حال لو تم التوافق على المبادرة.

وبشأن ما إذا كان سيتم وضع آليات لتنفيذ المبادرة العراقية، قال الشابندر «بالتأكيد لا بد من وضع آليات للتنفيذ، ولكننا نسعى الآن للملمة كل الأطراف والاطلاع على كل وجهات النظر قبل أن نبدأ بوضع هذه الآليات، ولا سيما أن الجميع بدأ يلمس أن المبادرة العراقية يمكن أن تكون هي طوق النجاة قبل أن تأخذ الأمور مسارا آخر». وكان رئيس الوفد العراقي المفاوض فالح الفياض قد أعلن لدى توجهه صباح أمس إلى دمشق أن «الوفد سيلتقي المعارضة السورية والرئيس السوري بشار الأسد، فور وصوله».

وأضاف الفياض في تصريح صحافي أمس أن «الوفد برئاسته وعضوية عزة الشاهبندر وأعضاء من بعض الكتل النيابية، سيلتقي خلال الزيارة المعارضة السورية ويطرح عليهم المبادرة العراقية. كما سيلتقي الرئيس الأسد وسيطرح أيضا المبادرة، وسينتظر العراق رد الطرفين لإكمال المشوار». ووصف الفياض هذه المبادرة بأنها مبادرة «اللحظة الأخيرة»، مؤكدا أن «هناك وفد آخر كبير يضم نوابا ومسؤولين في الحكومة، ورفض الفياض الكشف عن المبادرة لحين طرحها على الطرفين».

من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي صادق الركابي المستشار السياسي السابق للمالكي أن «الاهتمام بالملف السوري وإن كان جاء متأخرا في العراق، لكن هو أمر طرح في لجنة العلاقات الخارجية كما طرح في الحكومة»، مضيفا أن «لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لا تتعامل مع الشأن السوري، كون سوريا دولة عربية شقيقة، والشعب السوري شقيق والعراق عضو في الجامعة، بل نتعامل من منطلق أن الوضع السوري وتطور الساحة السورية مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الوطني والأمن القومي العراقي». وأكد الركابي أن «الحكومة العراقية هي صاحبة القرار وهي الجهاز التنفيذي والمعنية بقرار تنفيذ الوساطة السورية، أما البرلمان فيكتفي بإثارة الموضوع من خلال تأكيد أنه لا بد أن يكون هناك استماع إلى الشعب السوري من خلال وجود معارضته، كما لا بد أن نستمع إلى الحكومة السورية».

ورفضت الحكومة العراقية نداءات جامعة الدول العربية لفرض عقوبات على الأسد. ويساور القادة العراقيين القلق من أن تمتد الإضرابات عبر الحدود وتخل بالتوازن الطائفي الدقيق في العراق.

وكان الأمين العام للجامعة العربية قال في وقت سابق من الشهر الحالي إنه طلب من الحكومة العراقية المساعدة في التأثير على سوريا لتوافق على خطة السلام التي اقترحتها الجامعة.

المجلس الوطني السوري يستعد لطلب حماية دولية من دون ذكر التدخل العسكري

يعقد مؤتمرا موسعا في تونس بحضور 200 معارض وحقوقي

جريدة الشرق الاوسط

تونس: المنجي السعيداني

يواصل المجلس الوطني السوري عقد مؤتمره الأول في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، لليوم الثاني على التوالي، وراء أبواب مغلقة، برئاسة المعارض السوري برهان غليون وبمشاركة قرابة 200 معارض وحقوقي سوري، وبحضور سفراء عرب وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في افتتاح المؤتمر يوم أمس.

ويخصص المؤتمر لمناقشة مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية، وللنظر في كيفية تعامل المجلس خلال الفترة القادمة مع المستجدات والمتغيرات السياسية. وتراهن المعارضة السورية بصفة جدية على انهيار النظام البعثي من الداخل. وينظر المشاركون في المؤتمر في جوانب تنظيمية أهمها العلاقة بين مكونات المجلس الثلاثة ونعني بذلك المكتب التنفيذي والأمانة العامة والهيئة العامة، وآليات اتخاذ القرار السياسي داخل المجلس.

وذكرت مصادر سورية مشاركة في المؤتمر أنها لن «تطالب بتدخل عسكري دولي في سوريا، وإنما ستطلب من المجتمع الدولي توفير حماية دولية للشعب السوري». وأكدت المصادر نفسها أن الثورة السورية كانت منذ بدايتها سلمية، وعسكرة الثورة لن تكون على أجندة المؤتمر الذي سيطالب فقط بتوفير حماية دولية للشعب السوري. ولم تتضح بعد ملامح النقاشات وإن كانت المعارضة السورية ستطالب بتدخل دولي وما هي الصيغة التي سيتم التدخل عن طريقها في سوريا وإن كانت مماثلة لما تم في ليبيا وما خلفته من دمار واسع.

وكانت السلطات التونسية الجديدة وأحزاب المعارضة والمنظمات الأهلية في البلاد قد رحبت بعقد المؤتمر في تونس بعد أن التزمت الصمت في بداية الاحتجاجات، وعادت بعد نحو 6 أشهر من الثورة لتسحب سفيرها من دمشق منتصف أغسطس (آب) الماضي.

ويأتي المؤتمر الأول من أجل «تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام الإجرامي» السوري حسب ما قال برهان غليون. كما أكد أن «الفساد انتهى وسوريا ستصبح ديمقراطية والشعب سيكون حرا أيا كان الثمن».

وبشأن ما يمكن اتخاذه من إجراءات قال غليون إن السوريين يناشدون العالم الضغط على روسيا حتى لا تقف من جديد حجر عثرة أمام استصدار قرار من مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ضد النظام السوري. ويبدو أن المفاجأة السياسية التي جاءت عبر مشروع قرار يدين أعمال العنف في سوريا من قبل «جميع الأطراف والتي قدمتها روسيا ستمثل منعطفا كبيرا بالنسبة للثورة في سوريا».

وقال غليون في تعليقه على الوضع المأساوي في بلده الذي خلف قرابة 5 آلاف ضحية منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي: «لن نوفر أي جهد لوقف القتل. لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، إنها مسألة تتعلق بالضمير لكل مسؤولي العالم». ومن المنتظر عقد مؤتمر صحافي يوم غد بعد الاجتماعات، للكشف عن الصورة النهائية لاجتماعات المعارضة والقرارات التي ستتخذها في أول اجتماع للمجلس السوري المعارض.

وكان فرع مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في تونس (وهو مركز نشاطه الأساسي في الولايات المتحدة الأميركية)، قد نظم مساء أول من أمس، محاضرة وحوارا حول سوريا إلى أين؟ مستقبل الحراك الديمقراطي والثوري في سوريا. وشهدت الجلسة تدخلات مجموعة من أعضاء المجلس الوطني السوري من بينهم الدكتور رضوان زيادة والدكتور لؤي صافي والدكتور أسامة القاضي وعفراء الجلبي وياسر طبارة.

واشنطن تعلن بدء مشاورات مكثفة حول سوريا في مجلس الأمن.. وتدعو لتنسيق عربي ـ روسي

قالت إن روسيا مستعدة لإدخال تعديلات على مشروع القرار المقدم في نيويورك

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد علي صالح

أعلنت واشنطن أمس أن «مناقشات مكثفة» حول سوريا بدأت في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بعد تقديم روسيا لمشروع قرار حول الأزمة السورية قبل يومين، رحبت به واشنطن إلا أنها اعتبرته غير كاف. ودعت واشنطن روسيا للتنسيق مع الجامعة العربية حول الملف السوري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نحن في نيويورك، عن طريق بعثتنا الدبلوماسية في الأمم المتحدة، نعمل مع بعثة الأمم المتحدة الروسية. الشيء الطيب هنا أن روسيا قررت أن تعمل مع الأمم المتحدة. ونحن نريد أن نعمل معا، ونتحرك إلى الأمام». وأضافت: «كما قالت وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون)، للولايات المتحدة تحفظات حول بعض بنود المشروع الروسي، ونحن لسنا مستعدين لقبول المشروع كما قدم، ولا سيما لأنه خلق شعورا بالمساواة بين المتظاهرين السلميين والنظام السوري الذي ظل قاسيا وعنيفا جدا جدا».

وعن أهمية التنسيق بين المشروع الروسي والجامعة العربية، قالت نولاند: «نحن نحث الروس للعمل مع الجامعة العربية. وضمان إدراج مطالب الجامعة العربية في أي مشروع». وأضافت: «نحن في انتظار ما ستصل إليه تلك الاجتماعات (اللجنة العربية المكلفة بالأزمة السورية). وفي انتظار ردود فعل الجامعة العربية للمشروع الروسي، صار واضحا أن عملية جديدة ستبدأ في نيويورك، ونحن نرحب بذلك».

غير أن نولاند رفضت الإجابة على سؤال إذا ما كان المشروع الروسي سيقدر على الضغط على الصين لتغير، أيضا، موقفها.

وكانت كلينتون قالت خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية هولندا فيلي سوفندال قبل يومين إن «هناك بعض النقاط الروسية التي لن نتمكن من دعمها، مثل المساواة في لوم النظام السوري والمتظاهرين المسالمين». وأضافت: «سنقوم بدراسة المشروع الروسي بعناية. وسوف نتشاور مع جامعة الدول العربية التي اتخذت زمام المبادرة في الرد على ما يحدث في سوريا». وقالت: «نأمل أن نعمل مع الروس الذين، على الأقل، أصبحوا يدركون، لأول مرة، أن عنف حكومة الأسد يحتاج إلى الذهاب إلى مجلس الأمن».

وكان فيتالي شيركين، سفير روسيا في مجلس الأمن، أعلن، قبل ثلاثة أيام، مشروع القرار الروسي، وقال: «علينا أن نعالج الوضع في سوريا. ونحن نشارك أعضاء مجلس الأمن في نقطتين، أولا: قلقنا بخصوص الأزمة المتزايدة في سوريا. ثانيا: شعورنا بأن مجلس الأمن يمكن أن يلعب دورا مفيدا في محاولة لحل هذه الأزمة». واقترح شيركين على مجلس الأمن إصدار قرار جديد «يأخذ في الاعتبار التطورات خلال الأشهر القليلة الماضية».

سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة: نريد حلا سياسيا يفضي إلى رحيل الأسد عن السلطة

جيرار آرو: المسودة الروسية «مناورة» و«فارغة من المحتوى»

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

تبدو المبادرة الروسية التي طرحت في مجلس الأمن الخميس الماضي سائرة إلى الفشل. وبعد الردود الإيجابية نسبيا التي لاقتها في البداية، باتت التوقعات تميل إلى التشاؤم الشديد في المعسكر الغربي، وتحديدا فرنسيا وأميركيا.

ويعكس هذا التشاؤم السريع الكلام الصادر عن مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير جيرار آرو، في حوار إلكتروني مطول نظمته صحيفة «لوموند» المستقلة مساء الجمعة. واتسم الحوار بالصراحة والكلام المباشر، فضلا عن أن المسؤول الفرنسي اغتنم هذه المناسبة ليعبر عن شكوك بلاده إزاء المبادرة الروسية. والغريب أن آرو نفسه أعلن يوم الخميس أن إطلاق المبادرة الروسية «حدث استثنائي، لأن روسيا قررت أخيرا الخروج من حالة رفض التحرك». ومع تأكيده أن النص الروسي يحتاج لتعديلات، فإنه اعتبره «أساسا يمكن التفاوض على قاعدته». وذهبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى حد القول إن واشنطن «جاهزة» للعمل مع روسيا انطلاقا من مشروعها المقدم.

غير أن هذا الانفتاح المتحفظ لم يدم طويلا. ففي الحوار المشار إليه، استخدم آرو لغة مختلفة تماما، إذ أصبحت المسودة الروسية «مناورة» هدفها أن تعطي الانطباع بحصول تحول في الموقف الروسي، لكنها «فارغة من المحتوى». وبحسب آرو، فإن الدبلوماسية الروسية «فهمت» أن موقفها لم يعد بالإمكان الدفاع عنه أمام الرأي العام الدولي بعد أن كانت استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين القمع في سوريا، كذلك فإن الرأي العام الروسي لم يعد يتقبل أن تدعم بلاده إلى ما لا نهاية نظاما يأمر بقتل شعبه.

ويربط السفير الفرنسي بين موقف روسيا ومصالحها التجارية والعسكرية والاستراتيجية في سوريا وفي المنطقة، ومخاوف موسكو من النتائج الجيوسياسية المترتبة على تداعي نظام الأسد. ورغم هذه التحفظات، فإن باريس ومعها العواصم الغربية في مجلس الأمن (بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة والبرتغال) عازمة على «استخدام» المسودة الروسية للوصول إلى قرار «يتوافق مع ما نريده» وفق تعبير السفير الفرنسي. وتتناول التعديلات رفض المساواة بين قمع السلطة الذي أوقع حتى الآن أكثر من 5 آلاف قتيل وفق الأمم المتحدة، وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها قوات النظام والتي تعتبرها باريس «جرائم ضد الإنسانية»، والدعم الواضح لخطة الجامعة العربية بما تنص عليه من انسحاب القوات الحكومية من المدن ووضع حد للعنف وإرسال مراقبين وبدء حوار سياسي جدي بين السلطة والمعارضة. وبالنظر إلى أهمية التعديلات والرفض الروسي المنتظر، فإن آرو يرى أن الوقت اللازم للتوصل إلى إصدار قرار يمكن أن يتراوح ما بين «عدة ساعات وعدة أشهر»، إذ إن الأمر كله مرتبط باستعداد روسيا لقبول التعديلات. وبأي حال، يؤكد السفير الفرنسي أن فرنسا ومن معها «لن تقبل نصا لا يعدو كونه ذريعة».

وما بين استحالة اللجوء إلى عمل عسكري دولي ضد سوريا لا يرغب فيه أحد ومن شأنه «إشعال كل المنطقة»، وتمسك النظام بالحل الأمني والقمع على نطاق واسع، ما هي الخيارات الأخرى المتاحة؟

يؤكد آرو الذي شغل سابقا منصب المدير السياسي لوزارة الخارجية، أن بلاده تبحث في سوريا عن «حل سياسي»، أي عن انتقال سلمي للسلطة يفضي إلى تنحي «الرئيس (بشار الأسد)». وبرأيه، لم يعد مقبولا، كما قال الوزير جوبيه في ليبيا قبل ثلاثة أيام، بعد عقود من الحكم الديكتاتوري وآلاف الضحايا، أن يبقى الأسد في السلطة التي فقد شرعيتها.

لكن كيف الوصول إلى ذلك؟ يقول آرو «أملنا أن يفهم الأسد بفضل الضغوط العربية (والدولية) أنه وصل إلى طريق مسدود ولن يستطيع سحق ثورة شعبه، وعليه بالتالي أن يبحث عن مخرج سياسي. نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، ومن الصحيح القول إن الأزمة يمكن أن تطول، ولذا فنحن ندعو من شهور إلى تكثيف الضغوط والعقوبات على النظام السوري لأن الأسد لن يستجيب إلا مكرها وبفعل الضغوط.. الأسد لن يرحل إلا بعد اختبار للقوة بالمعنى الدبلوماسي والسياسي». غير أن الخطورة تكمن، وفق آرو، في أنه «كلما طال أمد النزاع، ازداد خطر اندلاع حرب أهلية» في سوريا. ولذا «يتعين القيام بكل ما هو ممكن من أجل التوصل سريعا إلى حل سياسي».

وينبه آرو إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا والتي تطال حتى الآن، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ما بين 1.5 مليون ومليوني نسمة. وفي رأيه أنه إذا تفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر يتعين البحث عن ممرات إنسانية وهي الفكرة التي تدافع عنها باريس.

الدول الغربية تطلب تعديلات على مشروع القرار الروسي

“الوزارية العربية” تتجه لتدويل الملف السوري

تبحث جامعة الدول العربية في اجتماع مجلسها على مستوى وزراء الخارجية، المقرر عقده الأربعاء المقبل، مقترحاً أقرته اللجنة الوزارية المعنية بالشأن السوري، يقضي برفع القرارات العربية حيال سوريا إلى مجلس الأمن الدولي وطلب تبنيها منه، في وقت أجمع الغرب على تأكيد أهمية تعديل مشروع القرار الروسي المقدم للمجلس، حيال الوضع في سوريا .

وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس، أن جامعة الدول العربية تعتزم أن تطلب من مجلس الأمن الدولي تبني القرارات العربية الخاصة بسوريا . وأوضح أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون الأمر . وقال “سنقدم القرارات إلى مجلس الأمن، كان هذا آخر شيء نتوقعه، واليوم هناك شبه إجماع قوي حول هذه الخطوة التي ستعرض على مجلس الجامعة العربية” . وأكد “نأمل أن يعيد الإخوة في سوريا النظر في الأمر وأن يحصل التوقيع (على بروتوكول بعثة المراقبة العربية) خلال يومين، وإذا لم يحصل ذلك لا حول ولا قوة” . وقال “كان هناك أمل جديد للتوقيع بعد الاتصالات التي تمت مع الجانب السوري لكن لم يتم”، وأوضح أن “الخلاف كان على كلمة واحدة حماية المواطنين أم المدنيين واقترحنا حلا وسطا أن يكون حماية المدنيين العزل ولكن للأسف، رفضوا ثم قبلوا ثم رفضوا ثم قبلوا ثم رفضوا” . وتابع أن اجتماع الأربعاء سيكون “حاسماً ومهماً ونأمل أن يوقع الإخوة في سوريا قبل هذا التاريخ” .

وأعلنت اللجنة الوزارية أنها أوصت بتوجيه الدعوة لاستئناف عقد اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم الحادي والعشرين من الشهر بالقاهرة “لدراسة تبعات الموقف السوري المتعنت واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن” . وقال بيان صدر في الدوحة عقب انتهاء الاجتماع الوزاري الذي استمر أكثر من خمس ساعات، إن الحكومة السورية لم تفِ “بتعهداتها بموجب خطة الحل العربي ورفضها التوقيع على مشروع البروتوكول في الموعد المقترح من اللجنة وفق الصيغة التي اقترحتها اللجنة الوزارية اليوم على الجانب السوري” . وأشار إلى اطلاع الوزراء على عناصر مشروع القرار الروسي المقدم لمجلس الأمن .

وقال مصدر سوري مطلع إن اللجنة العربية وافقت على أغلب تعديلات دمشق على البروتوكول بحيث صار قابلاً للتوقيع . وأضاف تم الاتفاق على ما يقارب 16 بنداً من أصل 20 .

إلى جانب ذلك، أعلن رئيس الوفد العراقي للوساطة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في اتصال هاتفي من دمشق عقب لقاء جمعه والوفد بالرئيس السوري بشار الأسد، “أجرينا محادثات إيجابية مع الرئيس الأسد في سوريا” . فيما أكّد الأسد أن بلاده تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات التي قُدّمت إليها لحل الأزمة .

دولياً، دعت الدول الغربية روسيا إلى إدخال تعديلات على مشروع القرار الذي اقترحته على مجلس الأمن الدولي لإدانة العنف في سوريا، ممهدة لمفاوضات شاقة بين القوى الكبرى في هذا الشأن . وبينما قالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة إنها تريد إجراء محادثات، أكدت فرنسا من جديد أن النص الروسي “غير متوازن إطلاقاً” . وأوضحت الولايات المتحدة أنها تريد تعديلات على مسودة القرار . وقالت الدول الغربية إن النص الروسي الجديد لا يتسم بصرامة كافية حيال حكومة دمشق . بينما حصل النص على دعم دول بينها الهند .(وكالات)

كيلو: روسيا ضجرت من موقف النظام السوري.. وزيباري أكد ألا مبادرة عراقية

اعتبر المعارض السوري ميشال كيلو أن “المفاجئ في التوجّه نحو تدويل الأزمة السورية أن الأمر أتى من روسيا التي دافعت عن النظام السوري”، وأضاف: “لكننا لا زلنا على موقفنا الرافض لأي تدخل دولي، ونصر على بقاء الحل عربياً وبيد السوريين”، مبدياً اعتقاده أن “ما سيحصل في مجلس الأمن هو إعطاء إسناد قوي للمبادرة العربية”.

وفي حديث لقناة “العربية” من باريس، قال كيلو: “الموقف الروسي له أهمية حافلة، لأنه هو من سيغيّر موقف النظام السوري بعد أن شعر العالم بأجمعه أن النظام في سوريا يتعاطى معه عن طريق الإقصاء، وهذا ما فعله النظام السوري حتى مع الروس خصوصاً بعد اتصالين من (الرئيس الروسي ديمتري) مديفيدف ورسالة من (رئيس وزراء روسيا فلاديمير) بوتين اللذين طالبا الحكم السوري بالإصلاح ووقف العنف، واستمرار التعنّت السوري دفع بروسيا إلى الضجر من موقف النظام السوري”.

وبشأن المبادرة العراقية حول أزمة سوريا، ردّ كيلو: “(وزير خارجية العراق هوشيار) زيباري قال إنه لا مبادرة عراقية، بل إن السعي هو لإيجاد قراءة جديدة للمبادرة العربية عن طريق عراقية، لكنهم فشلوا وسيفشل الجميع طالما بقي الموقف النظام على حاله بالتعاطي مع المطالب الشعبية على طريقة أنها مؤامرة”.

(رصد NOW Lebanon)

جعارة: المبادرة العراقية بشأن سوريا خطوة إيرانية لقطع الطريق على المبادرة العربية

اعتبر المعارض السوري بسام جعارة أن المبادرة العراقية بشأن الوضع في سوريا التي حملها اليوم وفدٌ أرسله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دمشق “هي في الواقع خطوة إيرانية لقطع الطريق على المبادرة العربية”، وأضاف: “غير صحيح على الإطلاق أن خطوة المالكي نالت موافقة أميركية، بل إن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما أنّب المالكي على موقف حكومته من أزمة سوريا، فالنظام العراقي هو شريك النظام السوري في قتل الشعب السوري”.

وفي حديث لقناة “العربية”، قال جعارة: “المسألة السورية ذهبت إلى مجلس الأمن قبل طلب اللجنة الوزارية العربية وقبل أن يصادق الوزراء العرب على طلب اللجنة، وذلك بسبب رفض النظام السوري سحب الجيش ووقف قتل المتظاهرين السلميين، كما أن الأمر ذهب لمجلس الأمن بسبب الموقف الروسي الذي طرح مشروع قرار على مجلس الأمن، وبمجرد ذهاب روسيا لمجلس الأمن فهذا يعني أن هناك تفاوضاً على مشروع القرار وأنه لن يبقى كما هو، وأعتقد أن الذي سيمر في مجلس الأمن هو المبادرة العربية، التي ذكرتها روسيا في مشروع قرارها، وهذا يعني أن المبادرة ستنتقل من المستوى العربي إلى مستوى مجلس الأمن وسيكون النظام السوري تحت المجهر الدولي لتنفيذ بنودها”.

ورداً على سؤال، أجاب جعارة: “أنا أعتقد أن النظام السوري سيماطل من جديد، والمهم أن يفهم الجميع أن المشكلة ليست بين النظام والجامعة العربية أو قطر، بل هي بين النظام والشعب السوري، والشعب سيبقى في الشارع حتى تحقيق الحرية والتغيير الديمقراطي”.

(رصد NOW Lebanon)

معتقلون يروون تفاصيل “ليالٍ سوداء” في أقبية المخابرات السورية

المئات قضوا تحت التعذيب على أيدي عناصر الأمن

بيروت- محمد زيد مستو

تحدث سوريون اعتقلتهم قوات الأمن في بلادهم على خلفية الاحتجاجات التي تعرفها سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، عن مشاكل نفسية وعاهات جسدية مستديمة يعانون منها إثر التعذيب الذي يمارسه عناصر الأمن، ما أدى إلى مقتل رفقاء لهم داخل الأفرع الأمنية، مشيرين إلى تهم “خيالية” وجهها لهم المحققون، فيما أكد بعضهم إجباره على تسجيل اعترافات تلفزيونية عن ارتباطه بجماعات مسلحة وقوى أجنبية لقلب نظام الحكم في سوريا.

وروى جميع الذين تحدثوا لـ”العربية.نت” عن تعرضهم لتعذيب جسدي متفاوت القدر داخل أقبية أفرع الأمن السورية التابعة لأجهزة المخابرات المخولة باعتقال المحتجين الذين شاركوا بنشاطات مطالبة بإسقاط النظام السوري خلال الثورة واصفاً بعضهم ما جرى داخل أفرع الأمن بأنه “ليالٍ سوداء”.

تعذيب جسدي

واتهم المعتقلون السلطات السورية بممارسة أساليب من التعذيب، تؤدي إلى عاهات دائمة قد تصل إلى حد الشلل، مشيرين إلى فرع المخابرات الجوية في دمشق، الذي يعتبر أشهر الفروع الأمنية بممارسة تعذيب وصل في بعض الأحيان، إلى مقتل العديد من المعتقلين حسب روايات شهود العيان.

وقال طالب جامعي من مدينة دير الزور اعتُقل على خلفية مشاركته في تنظيم مظاهرات بالعاصمة دمشق، إنه أصيب بمشاكل جسدية في العمود الفقري خلال التعذيب الذي تعرض له بفرع المخابرات الجوية، أدت إلى صعوبة في المشي ما استدعى خضوعه لعلاج فيزيائي، مؤكداً مقتل خمسة من المعتقلين في زنزانته جراء عدم قدرتهم على التنفس، حيث وضع 32 شخص في زنزانة منفردة حسب زعمه.

وقال شاب آخر من مدينة حرستا بريف دمشق، إنه كان وزملائه يتناوبون على المنامة، جراء حجز أكثر من 35 معتقل في غرفة منفردة صغيرة الحجم. فيما يحرم المصابون من تلقي العلاج داخل المعتقلات.

كما تحدث شاب آخر من نازحي الجولان المقيمين في ريف دمشق، عن تلقيه علاج فيزيائي بعد إصابة في الكتف أدت إلى توقف يده اليسرى عن الحركة، متهماً محققين في فرع الأمن العسكري بريف دمشق بالتسبب في إصابة كتفه أثناء التحقيق.

وأوضح معتقلون سابقون، أن كثير من المحققين يمارسون التعذيب، رغم علمهم أن المتهمين لا يملكون معلومات إضافية، معتبرين أنهم “يتلذذون” بسماع أصوات الصراخ والرجاء طوال اليوم.

وقالت مروة الغميان وهي أول معتقلة سورية خلال الثورة، إن عناصر الأمن ضربوها بوحشية، حيث ضربوا لي راسي بالطاولة وشدوني من شعري. وصاروا يضربونا برجليهون والضرب على أبو جنب ووجهنا للحيط وضرب بالحيط، المحقق صار يضربنا برجليه وسط شتائم نابية يطلقها الضباط وعناصر الأمن خلال اعتقالها الأول في حيث اعتقلت في 15 مارس/ آذار الماضي بفرع الأمن السياسي.

تعذيب نفسي

وآثرت الغميان تشبيه الزنزانة التي تواجدت بها خلال اعتقالها للمرة الثانية بفرع الأمن العسكري بـ”الصندوق” الذي كان شديد البرودة.

وأضافت مروة، أنها كانت “تحاكي النمل” في الزنزانة التي بقيت فيها وحيدة لأسبوع كامل لشدة الملل وعدم تمكنها من التواصل مع العالم الخارجي.

كما أفاد معتقل آخر من مدينة داريا، بأنه يعاني من نوبات عصبية خلال ساعات النوم، بعد تعرضه للتعذيب الشديد في فرع المخابرات الجوية.

وقال الناشط الذي اتهمته السلطات بتلقي أموال من مسؤولين في دول عربية لتوزيعها على المتظاهرين، إن سماعه المتواصل لعمليات التعذيب خلال اعتقاله، تركت فيه أثراً نفسيا سيئاً يلاحقه في أحلامه.

وقال مجند اعتقلته السلطات قبل انشقاقه لرفضه أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين في مدينة التل بريف دمشق في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت”، إنه تعرض لتعذيب نفسي شديد في المعتقل، بغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، جمعته وما يقارب من ثلاثين شخصاً. مؤكداً أنهم كانوا يقضون أيامهم، على وقع أصوات التعذيب خلال كل فترة وجودهم.

وقال المجند “إن السجانين كانوا يتعمدون وضع أحذيتهم في الطعام، والبصق فيه قبل تقديمه”، ويطرقون أبواب الزنزانات في محاولة مستمرة لإزعاج السجناء خلال الأربع والعشرين ساعة لمنعهم من الراحة. وأنه وُضع في قفص حديدي معلقاً لعدة أيام، مع إيحائه بشكل مستمر أنه سيتعرض لتعذيب جسدي شديد أو التصفية خلال ساعات.

قتلى تحت التعذيب

رغم ذلك، قد تستمر ساعات التحقيق للمعتقلين وتمتد لساعات طويلة، قد تؤدي إلى مقتل المتهم، كما نوهت بذلك الهيئة العامة للثورة السورية، التي وثقت المئات من حالات التعذيب حتى الموت خلال الأشهر الماضية حسب تقرير صادر عنها.

وأشارت الهيئة العامة للثورة، إلى مقتل 204 أشخاص بينهم إمرأة وثمانية أطفال في مراكز الأمن السورية منذ اندلاع الثورة وحتى الخامس من الشهر الجاري.

ونوهت الهيئة العامة، إلى استعمال قوات الأمن أساليب تعذيب وحشية بينها الصعق الكهربائي وتكسير العظام وسرقة أعضاء وتهشيم أسنان أثناء التعذيب. فيما بينت صورة نشرت في حمص لشاب قضى جراء التعذيب، قال النشطاء إن قوات الأمن اقتلعت عينيه خلال التعذيب بسبب تصويره المظاهرات وعمليات الاقتحام في المدينة.

وبحسب تقرير الهيئة العامة، فإن 112 شخص من الذين قضوا تحت التعذيب، هم من مدينة حمص، في حين قتل 22 شخصا في دمشق وريفها، في حين قضى 19 آخرين في إدلب، و12 في حماة، وخمسة في دير الزور وثلاثة في كل من حلب واللاذقية، وشخص واحد قضى تحت التعذيب في مدينة جبلة.

وأضاف التقرير، أن الهيئة العامة تؤكد وجود أعداد “هائله” من المعتقلين الذين يعذبون يوميا لساعات طويله تصل في بعض الأحيان إلى أربع عشرة ساعة باستخدام مختلف الأدوات والوسائل.

تهم “جزافية”

واعتبر معتلقون سابقون، قضوا أياماً أو أشهر داخل المعتقلات السورية، أن معظم التهم التي وجهت لهم كانت “جزافية” ولا علاقة لها بنشاطات لهم، اقتصرت على التظاهر والتواصل مع وسائل الإعلام التي تتهمها الحكومة السورية بالمشاركة في مؤامرة كونية.

وأكد متظاهر من مدينة حرستا بريف دمشق، اتهامه بالانتساب للقاعدة وتفجير قنابل في مدينته لإرهاب الناس.

وبحسب المجند المنشق، فإن التهمة التي وجهت له، أنه “بعد التحري عنه في فرع الأمن العسكري والأفرع الأخرى، اتضح أنه أحد العناصر الإرهابية المندسة في صفوف الجيش العربي السوري”. رغم أنه كان رافضا لتأدية الخدمة العسكرية واقتيد لها عنوة حسب وصفه.

وقال مهندس اتصالات من مدينة دمشق، إن فرع الأمن السياسي بمدينته، وجه له تهم عديدة من بينها تلقي أموال من شخصية عربية معروفة لقلب النظام الحاكم في سوريا.

وأكد المهندس أن ضباط التحقيق أرغموه على تسجيل اعترافات تلفزيونية بتلقي أموال خارجية والتعامل مع وسائل الإعلام لبث أخبار كاذبة عن سوريا. وهو ما أكده معتقلون آخرون تحدثوا عن تعرضهم للابتزاز من قبل محققيهم، للاعتراف أمام شاشات التلفزيون الرسمي بارتكاب أعمال إرهابية والتعاون مع القنوات الإخبارية لنشر أخبار كاذبة عن سوريا.

771 قتيلا بحمص خلال المهل العربية

مزيد من القتلى في سوريا

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سبعة أشخاص قتلوا اليوم برصاص قوات الأمن والجيش في مناطق متفرقة من سوريا. يأتي هذا بعد يوم دام سقط فيه أكثر من أربعين قتيلا برصاص قوات الأمن وقصف دبابات الجيش بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان وثمانية جنود منشقين.

وأوضحت الهيئة أن ثلاثة من القتلى سقطوا في حمص واثنين في إدلب، في حين سقط واحد في دير الزور والآخر في درعا.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش “اجتاح” مع الأمن عدة مناطق من مدينة دير الزور من عدة محاور، وهو يقوم بإطلاق النار من مدرعات وأسلحة ثقيلة بشكل عشوائي على المنازل.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أفادت أمس السبت بسقوط 16 قتيلا في حمص و14 في درعا وسبعة في إدلب وقتيلين في الزبداني بريف دمشق وقتيل واحد في دير الزور (شرق).

وأشارت الهيئة إلى سماع إطلاق نار كثيف من جهة سجن تدمر المركزي فجر اليوم، رافقه استنفار عسكري وإطلاق لصفارة الإنذار، يأتي هذا بعد إضراب المعتقلين في معظم السجون عن الطعام.

كما وصلت تعزيزات عسكرية وأمنية إلى معضمية الشام بريف دمشق بعد انشقاق عدد من الجنود وإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن ومداهمات للمنازل في عملية للبحث عن الجنود المنشقين وقطع للتيار الكهربائي عن المنطقة.

تقرير دموي

وفي حرستا بريف دمشق أيضا اقتحم الجيش والأمن منطقة الثانوية من جميع مداخلها وأطلق النار بشكل كثيف بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.

في غضون ذلك قالت الهيئة في تقرير عن الأحداث التي رافقت المهل العربية الممنوحة للنظام، إن 771 قتيلا، من بينهم (81 تحت التعذيب) و55 طفلا و33 امرأة سقطوا في “عاصمة الثورة” حمص وحدها.

وأضافت أنه خلال تلك المهل وقعت أكثر من خمس “مجازر دموية” “كمجزرة القصير” و”مجزرة الرستن” و”مجزرة البياضة” و”مجزرة حي الزهراء” التي تعد أكثر “المجازر دموية”.

وأوضحت أنه خلال المهلة العربية اقتحمت قوات الأمن أحياء بابا عمرو والإنشاءات وباب تدمر وباب السباع وكرم الزيتون والبياضة ومدينة تلكلخ كما قصفت الحولة بما معناه أن حمص اقتحمت على مراحل خلال المهل.

وبحسب الهيئة أيضا، صعد النظام من عمليات قمعه في المهل العربية التي اتسمت بتجاوز المتظاهرين إلى عائلات بكاملها، إما أن تقتل بجميع أفرادها أو أنها تفقد معظمهم وقد تم توثيق أكثر من 17 حالة قتل من عائلة واحدة.

وخلصت الهيئة إلى أن هذا التقرير ينسحب على بقية المدن والمناطق السورية وإن كانت حمص تتصدر المشهد معتبرة التقرير بمثابة “معطى واضح لكل صاحب بصيرة أنه لا فأئده من تكرار المحاولات مع هذا النظام”.

في غضون ذلك تظاهر عشرات السوريين في باريس أمس السبت احتجاجا على سقوط المزيد من القتلى ولا سيما الأطفال واستمرار أعمال القمع في بلدهم.

وأسفر قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف مارس/آذار عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص بينهم أكثر من ثلاثمائة طفل، بحسب ما أعلنت المفوضة العليا لحقوق الأنسان نافي بيلاي في الـ12 من الشهر الجاري.

وقالت بيلاي إن قتل الأطفال بضربهم أو بإطلاق النار عليهم خلال المظاهرات ممارسة “منتشرة على نطاق واسع” خلال قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا تماما كـ”التعذيب وسوء المعاملة”.

إبراهيم عثمان اغتيل قرب الحدود التركية

حديث طبيب الثورة السورية للجزيرة نت

تشاء الصدف أن يسقط إبراهيم عثمان -الطبيب الشاب أحد مؤسسي تنسيقية أطباء دمشق الذي أسعف مئات الأشخاص من مصابي المظاهرات المطالبة بالحرية- قتيلا برصاص الأمن السوري دون أن يتمكن أحد من إسعافه أو إنقاذ حياته وفق رواية نشطاء سوريين.

وتشاء الصدف أيضا أن حادث اغتيال الطبيب البالغ من العمر 26 عاما، يقع يوم السبت 10 ديسمبر/كانون الأول الذي وافق ذكرى اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان، الأمر الذي اعتبره كثير من السوريون وصمة عار في جبين الإنسانية.

وفي تفاصيل الحادث، يبين شريط فيديو بثه نشطاء عبر الإنترنت إبراهيم ملقى على الأرض وقد فارق الحياة بينما كان ينوي السفر في حافلة صغيرة مع نشطاء آخرين إلى تركيا هربا من الملاحقات والخطر المتزايد عليه.

واعترافا بما قدمه الطبيب للثورة التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعت عائلة إبراهيم عثمان والرابطة الطبية للمغتربين السوريين لـ”حفل تكريم الشهيد إبراهيم عثمان” ينظم الجمعة في مدينة الرياض بالسعودية، وفق ما أكده الناشط فراس الأتاسي للجزيرة نت.

وكانت الجزيرة نت قد حاورت في وقت سابق إبراهيم عثمان خلال إعداد تقرير عن المخاطر التي تلاحق الأطباء في سوريا، وحينها قدم نفسه قائلا “اسمي الحركي الدكتور خالد الحكيم المتحدث باسم تنسيقية أطباء دمشق التي نشرت بيانها الأول في 6 يونيو/حزيران الماضي موضحين إصرارنا على تقديم الغالي والرخيص من أجل هذه الثورة والالتزام بشرف المهنة”.

وصادف أول اتصال به أن كان في صباح يوم جمعة حيث أبدى استعداده للحديث مطولا عن نشاطه على الأرض إلا أنه إشار إلى انشغاله بالتنسيق الطبي تحسبا لوقوع جرحى.

وفي وصفه الصعوبات التي تعترض الأطباء السوريين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادهم، قال إبراهيم “قمنا في البداية بجمع المواد الطبية بشكل شخصي وخجول من منازلنا وعياداتنا الخاصة وقمنا بتنظيم أنفسنا بين الأرياف الساخنة كل يوم جمعة”.

سوء المعاملة

ويرى الطبيب الشاب أن مساعدة المتظاهرين الجرحى كانت ضرورة ملحة لأنهم “لا يجرؤون على الذهاب إلى المستشفيات الحكومية خوفا من سوء المعاملة أو التحقيق معهم تحت الضرب أو حتى التصفية”.

وتابع الطبيب الشاب سرد تفاصيل العمل اليومي رغم الإكراهات المتعددة، “اكتشفنا عدة جرحى مصابين بإصابات شديدة لكنهم اضطروا للتخفي في البيوت، ولم يحصلوا على الرعاية الطبية إلا بعد أسابيع، وفي إحدى الحالات اضطررنا لبتر أحد أطراف المصاب بسبب تفاقم الالتهابات”.

وأوضح أنه وزملاءه الأطباء شهدوا عددا من هذه الانتهاكات حيث قام رجال الأمن بضرب عدد من المتظاهرين المصابين في مستشفى تشرين العسكري وابن النفيس والمواساة والمجتهد بدمشق، ووصف الوضع الصحي في المناطق المتوترة بالسيئ والمكلف.

آلة القمع

وقال “هناك عدة حالات تحتاج متابعة يومية وتكلفة عالية من الأدوية، استطعنا بعد تنظيم وتنسيق بين أطبائنا تغطية معظمها بدعم من الأطباء وبعض التجار وأهل الخير من مؤيدي الثورة”.

وكغيرهم من أبناء الشعب السوري ينال الأطباء نصيبهم من آلة القمع التي تطال يداها العاملين في المستشفيات، “بخصوص الاعتداء علينا فحدث ولا حرج من اعتقال إلى تعذيب إلى قتل”.

ويضيف الطبيب “الشهيد” للجزيرة نت “تم اعتقال أطباء وهم على رأس عملهم بالمستشفيات الحكومية والخاصة، وآخرون اعتقلوا من بيوتهم أو على الحواجز الأمنية، ولا يزال غالبيتهم معتقلين أما من أفرج عنهم فقد تعرضوا للضرب والتعذيب لمجرد أنهم أطباء”.

مقتل 12 مدنيا وستة جنود في سوريا

أ. ف. ب.

نيقوسيا: قتل 12 مدنيا وستة جنود بينهم ضابط الاحد في مناطق سورية مختلفة في اطلاق نار بايدي قوات الامن السورية واشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد انه في محافظة ادلب، “استشهد ثلاثة مواطنين اثر اطلاق الرصاص على سيارتهم قرب بلدة كفرنبل، كما استشهد مواطن من مدينة ادلب متاثرا بجروح اصيب بها بعد منتصف ليل السبت الاحد قرب بلدة سراقب، وصباحا كان المرصد قد اعلن استشهاد مواطن في قرية ابديتا بجبل الزاوية”.

وفي محافظة ادلب ايضا، تحدث المرصد عن “استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان يبلغ من العمر 49 عاما اثر اطلاق رصاص على سيارته من قبل حاجز امني داخل المدينة”.

وكان المرصد اعلن سابقا عن “اصابة 29 مدنيا بجروح كانوا في منازلهم التي اصيبت اثر القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية” في محافظة ادلب.

واضاف “كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي لليوم الثاني على التوالي في بعض بلدات وقرى ريف ادلب”.

واكد المرصد “استمرار إضراب الكرامة لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان شيخون في ادلب وقد شمل المتاجر والمدارس وجميع الدوائر الحكومية ونجح بنسبة كبيرة جدا حتى اللحظة”.

وفي محافظة حمص، لفت المرصد الى “استشهاد سبعة مواطنين مدنيين في مدينة حمص وتدمر والغنطو وتلبيسة بينهم خمسة باطلاق رصاص الاحد وشهيد متاثرا بجروح اصيب بها امس الاول (الجمعة) واخر قضى في المعتقل”.

واضاف المصدر نفسه “وفي حاجز حي باب الدريب بمدينة حمص احرقت ناقلة جند مدرعة وقتل وجرح من في داخلها اثر استهدافها بقذيفة ار بي جي من قبل مجموعة منشقة”.

وفي ديرالزور، “استشهد شاب اثر اطلاق النار من قبل قوات الامن السورية على مشيعي مواطن في حي الحميدية”، وفق المرصد.

من جانب اخر افاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص ان “خسائر الجيش النظامي البشرية المؤكدة داخل مدينة القصير اليوم (الاحد) هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود والقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق”.

واشار الى “قصف بالرشاشات الثقيلة في مدينة القصير اسفر عن تدمير جزئي لبعض المنازل ترافق مع اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة دمرت 3 اليات عسكرية مدرعة وقتلت وجرحت من كان فيها لدى خروجها من مطار الضبعة قرب مدينة القصير”.

سياسيا، اعرب الوزير المكلف الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله في الرياض الاحد عن تفاؤله بان سوريا ستوقع على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بارسال مراقبين الى اراضيها في غضون 24 ساعة.

واضاف ردا على سؤال ان المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد الاربعاء المقبل في القاهرة “سيتخذ قرارات اذا لم يوقع السوريون على البروتوكول”.

كما ادلى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بتصريحات مماثلة.

وكان رئيس الوزراء القطري اعلن السبت ان الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات التي اصدرتها بشأن سوريا.

واوضح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني السبت اثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري ان وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون الاربعاء المقبل سيبحثون هذا الامر.

واعلن الناشطون المعارضون في سوريا الاضراب العام منذ اسبوع.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الهاتفية والانترنت مقطوعة عن معرة النعمان التي قطعت عنها كذلك الكهرباء لمدة 12 ساعة خلال النهار. واكد ان “الاضراب مستمر لليوم الثامن على التوالي في معظم قرى وبلدات محافظة درعا” في الجنوب.

وقال المرصد “اقتحمت قوات عسكرية وامنية سورية ترافقها جرافات بلدة طفس وبدأت بازالة الحواجز الترابية التي نصبها الاهالي في شوارع البلدة في اطار الاضراب العام. وتحاول قوات الامن ترافقها رافعات شركة الكهرباء فتح الطرقات المغلقة في قرية اليادودة كما اقتحمت قوات امنية قريتي زيزون والعجمي”.

تفاؤل خليجي بموافقة سوريا على ارسال مراقيين

أ. ف. ب.

الرياض: اعرب الوزير المكلف الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله في الرياض الاحد عن تفاؤله بان سوريا ستوقع على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بارسال مراقبين الى اراضيها في غضون 24 ساعة.

وقال بن علوي للصحافيين في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مطار الرياض “نحن متفائلون بان سوريا ستوقع على البرتوكول (الخاص بارسال مراقبين) خلال 24 ساعة”.

واضاف ردا على سؤال ان المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد الاربعاء المقبل في القاهرة “سيتخذ قرارات اذا لم يوقع السوريون على البروتوكول”.

كما ادلى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بتصريحات مماثلة.

وكان الشيخ حمد اعلن اثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري في الدوحة امس السبت ان الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات الخاصة بسوريا.

واضاف “بما ان روسيا ذهبت الى مجلس الامن، فالجامعة العربية ستنظر ايضا في التوجه الى مجلس الامن وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي”.

رزان غزاوي “مدونة الثورة السورية الشجاعة

أ. ف. ب.

رزان كتبت قبل اعتقالها:  اذا تعرضت لسوء، اريدكم ان تعرفوا +النظام لا يخاف المعتقلين، بل يخاف الذين لا ينسون المعتقلين

بيروت: قبل ان يتم توقيفها على الحدود السورية الاردنية واقتيادها الى سجن لا تزال فيه منذ الرابع من كانون الاول/ديسمبر، كانت رزان غزاوي تدون آراءها وافكارها المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد على صفحتها على الانترنت، باسمها الحقيقي، داعية الى الثورة من دون هوادة حتى اسقاط النظام.

وتقول عبير، صديقة رزان، وهي ناشطة لبنانية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان فضلت عدم الادلاء باسمها الحقيقي، لوكالة فرانس برس “ان رزان فتاة شجاعة ومندفعة جدا”.

وقد مثلت المدونة السورية الاميركية (31 عاما) بعد ايام من توقيفها امام قاضي التحقيق في دمشق ووجهت اليها تهمة “القيام بدعاية ترمي الى اضعاف الشعور القومي او ايقاظ النعرات العنصرية او المذهبية” و”نقل انباء يعرف انها كاذبة او مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة”، بحسب ما افاد بيان صادر عن المركز السوري للاعلام وحرية التعبير الذي تنشط فيه رزان.

كما اتهمت بالمشاركة في “انشاء تنسيقية احياء دمشق” المعارضة النظام.

وفي حال ادانتها، قد يحكم عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث و15 سنة.

وفور توقيفها، نشر اصدقاؤها على صفحتها على موقع تويتر الالكتروني للتواصل رسالة مفادها ان رزان لم تعد تدير مدونتها، ولا بريدها الالكتروني، ولا حساب التويتر الخاص بها، بل هم الذين يفعلون.

قبل يومين من توقيفها، وكان يوم جمعة شهد العديد من التظاهرات والانشطة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد، كتبت رزان على موقع تويتر “يا رب، اجعله آخر يوم جمعة لحزب البعث في السلطة”.

وكانت رزان غزاوي تعبر عن نفسها على مدونتها “رزانيات” منذ العام 2009، وعرفت بمواقفها اليسارية ودفاعها عن قضايا المرأة والقضية الفلسطينية. كما كانت ناشطة جدا على موقع “تويتر”، مثلها مثل الاف الشباب الذين حركوا “الربيع العربي” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل اساسي.

وكتبت رزان في الثاني من كانون الاول/ديسمبر على تويتر “دعوة الاسد الى التنحي هي الطريقة الوحيدة لانقاذ سوريا من الحرب الاهلية ومن سيطرة حلف شمال الاطلسي”.

ويقول نديم حوري من منظمة “هيومان رايتس ووتش” في بيروت “انها مدونة تقول الامور كما هي من دون مواربة، وتتمتع بالشجاعة، وهم يعاقبونها على ذلك. من الواضح ان نظام الاسد لا يقبل باي شكل من اشكال الانشقاق، وهو يثبت ذلك يوما بعد يوم”.

واوقفت رزان غزاوي في الرابع من كانون الاول/ديسمبر بينما كانت تستعد لعبور الحدود السورية متجهة الى عمان للمشاركة في منتدى حول الحق بالاعلام.

وبحسب المعلومات التي نشرتها شقيقتها نادين على تويتر، ان رزان نقلت بعد يومين من توقيفها الى سجن عدرا في دمشق، وتتخوف عائلتها من تعرضها للتعذيب.

وتقول عبير التي التقت برزان في 2007 في لبنان حيث كانت المعارضة السورية المجازة في الادب الانكليزي في دمشق، تحضر لرسالة ماجستير في جامعة البلمند اللبنانية، “كنت اتوقع ان يتم توقيفها في اي لحظة، لا سيما انها لم تكن تستخدم اسما مستعارا”.

ويتحدث اصدقاؤها باعجاب عن “جرأتها” في مواجهة نظام يمارس رقابة مشددة على شبكة الانترنت ويواجه منذ منتصف آذار/مارس الحركة الاحتجاجية الشعبية بحملة قمع عنيفة اوقعت حتى الآن اكثر من خمسة الاف قتيل، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

وتقول الناشطة اللبنانية هدى التي اختارت كذلك اسما مستعارا ان رزان “كانت تؤكد ان النظام لا يخيفها، وتصر على الكتابة باسمها الحقيقي”.

وتشير الى ان رزان كانت تناضل على كل الجبهات، وقد انتقلت لبعض الوقت الى القاهرة حيث شاركت في تظاهرات في ميدان التحرير قبل سقوط الرئيس المصري حسني مبارك في شباط/فبراير.

وكتبت رزان في احد تعليقاتها على تويتر “نحن الثوار السوريين نتضامن مع الثوار في مصر والبحرين واليمن والكويت. آن الاوان لتكتب الشعوب تاريخها”.

وقبل ايام من توقيفها، كتبت في ما يشبه النبوءة “اذا تعرضت لسوء، اريدكم ان تعرفوا +النظام لا يخاف المعتقلين، بل يخاف الذين لا ينسون المعتقلين+”.

هذه العبارة الاخيرة مكتوبة اليوم بخط عريض في الصفحة الاولى من مدونة رزان غزاوي الى جانب صورتها وعبارة “فري رزان” بالانكليزية (الحرية لرزان).

وزير خارجية قطر لـ”العربية”: الرئيس السوري سيوقع على المبادرة العربية

سقوط 20 قتيلاً برصاص الأمن

العربية.نت

في تطور مفاجئ، نقلت قناة “العربية” عن وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم آل ثاني، اليوم الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع على المبادرة العربية.

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر إعلامية لـ”العربية”، اليوم الأحد، أن دمشق اشترطت للتوقيع على بروتوكول المبادرة العربية، توقيع دول لجنة المتابعة الخمس والسعودية بروتوكولاً سمّته بروتوكول وقف حملات الإعلام التحريضية ضد سوريا.

وأفادت هذه المصادر بأن الشرط السوري الجديد أغضب الأمين العام لجامعة الدول العربية، واعتبره “تهريجاً” ومماطلة جديدة، وأن هذا الشرط السوري ربما يكون قد عجّل في اتخاذ لجنة المتابعة قرارَها بالتوصية بإحالة المبادرة العربية الى الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة “رويترز” مصادر غربية أن تركيا ترغب بتنحي الرئيس السوري، لكن بعد أن تكون المعارضة مستعدة، لتجنب الوقوع في الفوضى والمزيد من الدمار.

وأوضحت المصادر لرويترز أن ثمة مخاوف في المنطقة والعواصمِ الغربية من عدم جهوزية معارضي الاسد لتولي السلطة، إضافة إلى مخاوف من تفكك سوريا ووقوعها في حالة فوضى.

ومن ناحية أخرى، تجمّع العشرات من مؤيدي النظام السوري اليوم أمام مقر انعقاد مؤتمر المجلس الوطني السوري في العاصمة التونسية، حيث تدخلت قوات الأمن التونسية لمنع وقوع اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين لنظام الأسد.

وميدانياً، اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلى اليوم إلى 20 سقطوا برصاص الأمن والجيش.

وأفادت الهيئة باعتقال 10 أشخاص، وهدم عدد من المنازل في دير الزور.

كما تم اقتحام سراقب ومناطق من محافظة ادلب وسط إطلاق نار وانقطاع للكهرباء والاتصالات.

وفي حمص، تعرضت مدينة القصير للقصف، وتم استقدام تعزيزات عسكرية جديدة.

مزيد من القتلى في تجدد المواجهات العنيفة في سورية

ارتفعت حصيلة قتلى الأحد في الموجهات التي تشهدها سورية إلى اثنين وعشرين قتيلا، حسب لجان التنسيق المحلية، منهم احد عشر شخصا في حمص، وسبعة في أدلب واثنان في دير الزور وآخر في درعا، كما قتلت طالبة في حي الميدان في دمشق.

ومن بين القتلى في محافظة أدلب طفل وسيدة توفيا إثر إطلاق النار عليهما من قبل قوات الأمن.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره كوفنتري في المملكة المتحدة، ان خمسة مدنيين وستة جنود بينهم ضابط قتلوا الأحد في محافظتي ادلب وحمص، في اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين لليوم الثاني على التوالي.

كما أصيب تسعة وعشرون مدنيا بجروح اثر قصف منازلهم بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في محافظة ادلب.

من جانب اخر افاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص ان “الخسائر البشرية المؤكدة التي تكبدها الجيش النظامي الأحد داخل مدينة القصير هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود والقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم اول من محافظتي درعا وريف دمشق”.

معتقلون

وتخوف الناشطون من “إلحاق الأذى بالمعتقلين” في سجن تدمر، بمحافظة حمص، اثر اعلانهم الاضراب عن الطعام. يأتي ذلك بعد ان شهد السجن توترا واستنفارا صباح الأحد كما سمع اطلاق نار في داخل السجن.

وقال الناشطون ان عدة مناطق بمحافظة حماة، مثل كرناز وكفر نبودة، تشهد نشر قوات امنية وعسكرية و”تفتيشا ومصادرة للممتلكات واحتلالا للمنازل”، وانتشار قناصة في عدة مناطق وحواجز امنية وعسكرية على مفارق الطرق وداخل القرى لفصل الاحياء والمناطق والقرى عن بعضها، حسب الناشطين.

وقالت الهئية العامة للثورة السورية إن حي برزة شهد اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة على المنازل من الحاجز بالقرب مستشفى تشرين العسكري. كما “خطفت” قوات الأمن الطبيب محمد حسين عكاشة من حاجز الامن في منطقة الزبداني اثناء توجهه إلى عيادته.

ووصلت تعزيزات عسكرية وامنية الى معضمية الشام بعد انشقاق عدد من الجنود واطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن ومداهمات للمنازل في عملية للبحث عن الجنود المنشقين وقطع التيار الكهربائي في المنطقة.

وشهدت بلدات حرستا والكسوة وسقبا وكفر بطنا وحمورية اقتحامات وحملات مداهمات و”تخريب وسرقه ونهب للمحلات والبيوت” وإطلاق نار من قوى الامن والجيش حسب الناشطين.

وبدا أن ذلك محاولة لكسر الإضراب، كما قال الناشطون الذين أكدو وقوع اطلاق نار متقطع منذ الصباح “لإرهاب الأهالي” وكسر الاضراب العام” الذي دعت اليه المعارضة في حملة تهدف الى عصيان مدني في سورية.

واجتاحت قوات الأمن والجيش دير الزور في شرق سوريا لليوم الثاني. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان مدرعات الجيش تطلق النار من “اسلحة ثقيلة” على المنازل في أحياء متعددة من المدينة، حيث سقط قتيلان على الأقل، إضافة الى عدد من الجرحى.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن “الاضراب مستمر لليوم الثامن على التوالي في معظم قرى وبلدات محافظة درعا” في الجنوب.

وأضاف المرصد ان قوات عسكرية وامنية المدعومة بالجرافات اقتحمت مدينة حوران واليادودة، وبدأت بازالة الحواجز الترابية التي نصبها الاهالي في الشوارع في اطار الاضراب العام.

كما اقتحمت قوات امنية قرى زيزون والعجمي والمزيريب والحارّة، وقطعت الكهرباء والأتصالات الارضية والخليوية عنها.

وفي ادلب شهدت المناطق الجنوبية لبلدة سراقب إطلاق نار كثيف للغاية بالأسلحة والرشاشات الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش.

وتشهد بلدة بلدة معرة النعمان في إدلب إضرابا لليوم التاسع على التوالي، ولا تزال الاتصالات الارضية والخلوية مقطوعة، اضافة لقطع الكهرباء لاكثر من 12 ساعة يوميا.

وشهدت البلدة تعزيزات امنية واطلاق نار في شوراعها حسب الناشطين.

نظام دمشق

ولا تزال السلطات السورية تقول انها تحارب مجموعات ارهابية مسلحة، وقالت وكالة الانباء السورية “سانا” ان مجموعة ملسحة وصفتها بالإرهابية اغتالت مهندسا فيِ “إطار استهدافها للعقول والكوادر الوطنية”، وذلك أثناء عودته من عمله بسيارته الخاصة إلى منزله في حمص.

كما نقلت الوكالة انه ” تم تشييع جثامين سبعة من عناصر الامن قتلوا على ايدي المجموعات الارهابية ” أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في ادلب وحمص وريف دمشق”.

ويأتي ذلك غداة اعلان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات التي اصدرتها بشأن سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى