«أبناء الطغاة» من سفيتلانا ستالين إلى بشار حافظ الأسد!
تقديم وترجمة: ب.ش
«نساء الطغاة» الكتاب الذي وضعته ديانا دوكرية، ولقي نجاحاً كبيراً، تظهر فيه ان تلك النساء قد دفعن أثماناً باهظة في هذا الزواج. لكنهن كن مسؤولات عن حبهن. على العكس، لا يمكن فعل شيء، إذا كان الاب هو الدكتاتور لا الزوج. فهؤلاء الطغاة لم يكونوا تربوا او ارتضعوا حليب الحنان الانساني، ولهذا فنسب ان يصير هؤلاء إناساً عاديين، ضيقة جداً، كما يبرهن كتاب جماعي حول هؤلاء الابناء والبنات في عائلة سيئة. ان لم يكن عندهم القوة للفرار إلى عالم آخر، فعندها لن يتبقى لهم إلا أن يحذوا حذو آبائهم، هؤلاء الابطال. والنتيجة غير مضمونة. فبعد قراءة «ابناء الطغاة» الذي يقترح عشرين بورتريهاً عائلياً من ستالين إلى بشار الاسد.
من هذا الكتاب الجماعي بإدارة جان كريستوف بريزار وكلود كيتل (منشورات فيرست) 400 صفحة، هذه المقاطع.
[الضحايا
في تشرين الأول 2011، تتوفى امرأة مسنة وحدها في مسكن اجتماعي من وسكونسن. اسمها لانا بيترز. لكن هويتها الحقيقية: سفيتلانا ستالين، جاءت من بعيد وتعذبت كثيراً. كانت في السادسة من عمرها، عندما اقدمت أمها التي لم تعد تتحمل «الأب الصغير» ولا العيش في الكرملين على الانتحار. أما أخواها، فاسيلي وجاكوب، فالأول مات في أحد المعسكرات الألمانية، والثاني مصاباً بانهيار عصبي، ينتحر باحتساء الفودكا بجرعات مدمنة. تبقى سفيلتانا، المفضلة عند ستالين، والذي لا يتورع عن استخدامها من أجل أغراض دعائية، وعن مراقبة حياتها العاطفية.. وقد أغرمت بمخرج سينمائي، هو الكسي كابلر. هذا العاشق أودع الغولاغ وامتد سجنه 11 عاماً. لكن المشاكل تتالت بعد موت ستالين: وتراكمت في الاتحاد السوفياتي. ولكي تنجو من السجن، انتحلت اسم والدتها وغرقت في النسيان. محبطة، قررت مغادرة البلاد عام 1967. تركت ولديها، وذهبت إلى الولايات المتحدة. وقد تلقت ضغوطاً لتتكلم بالسوء عن الاتحاد السوفياتي، لكنها أصدرت كتابين لسداد ديون زوجها الجديد، وهو مهندس معماري اميركي ـ افترقت عنه بعد ذلك. وقد انتهى بها المطاف مهملة، في الخامسة والثمانين، مع بعض الصور الفوتوغرافية المصفرة لوالدتها بين يديها.
زوا تشاوشيسكو يمكن ان تكون ابنة عمها في شقائها، جولي، حيوية، مرحة، تتردد إلى أوساط الشباب المثقف في بوخارست. لكنها كانت مراقبة من قبل المخابرات، وأمها تريد أن تصفي عشاقها واحداً واحداً: منهم صحافي، وعالم بالأمراض النسائية مجري.
لم تحظ كأخيها نيكي برحابة والدها، لكن في 1989 وعند سقوط النظام، تعرضت للكراهية نفسها واعتقلت. ولدى خروجها، كان من المستحيل ان تجد وظيفة، لكنها ناضلت للعثور على جثتي والدها ووالدتها. لكن عبثاً. وعندما ماتت عام 2006 وهي في السابعة والخمسين من عمرها، رفض الكاهن ان يصلي عليها: السبب والدها نيكولا تشاوشيسكو دمر كنيسته.
[المتمردة
عام 1993، امرأة تضع شعراً مستعاراً تحط بحراً في مدريد، وتدعي انها ابنة ليدر مكسيكو. اسمها: الينا فرناندز، مواليد 1956 من علاقة خارج الزوجية، مع ناتي وفيولتا، التي كانت تعتبر أجمل امرأة في كوبا، وقد كشف هويتها عند ولادتها كاسترو: شامات وبقعة خلف الركبة تؤكدان البنوة لكنها لم تعرف الا عند بلوغها العاشرة ان والدها هو «الكوموندانتي» كما كان يرغمها دائماً ان تناديه. ولم تكن المسألة انه يهتم بها كثيراً وإن شرحت ساخرة «اب غائب؟ كنا نراه باستمرار على التلفزيون». وفي مراهقتها احتكت برفاقها في المدرسة. وأطلعت منهم على حقائق فتحت عينيها على واقع النظام. وقد بذلت اقصى الجهود للفت انتباه «ليدر مكسيكو» تجاهه. أصيبت بانهيار عصبي، ونقص وزنها حتى صار 40 كلغ. وبعد ان مارست مهنة عارضة الأزياء، فرت إلى اسبانيا، قبل ان تستقر في ميامي، حيث الفت كتاباً عنيفاً ضد والدها، وأدارت برنامجاً إذاعياً حول كوبا كان الناطق باسم اللاجئين الكوبيين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
[حراس المعبد
عندما يجتمع أهل الحنين «النوستالجينيين)، تكون «النجمة»: ما ان يجب الاحتفال بها وحتى اليوم تستدعى لينا (74 عاما) صغرى ابناء ماوتسي تونغ، وهي المفضلة لديه، مع هذا لم يكن يحق لها ان تحمل اسمه. وتخضع لاختبارات سياسية، وتتقشف، لتتربى على الخشونة والصلابة.
مم كانت تشكو؟ اخوها غير الشقيق آن ـ ينغ ارسل لكي يلقي حتفه في حرب كوريا. اصلا، فهذا كان سائداً: فهي كانت في السادسة والعشرين تروج لأفكار والدها ولثورته الثقافية، من باب دعائي: «لم أزل الدمية الكبيرة وسأستمر في ذلك حتى ولو بلغت الثلاثين أو الأربعين». لكن ماو يشيخ، ويتخذ مسافات عنها، وقد سبب ذلك لها انهياراً عصبياً. وعندما وضعت طفلاً، رفض ماو ان يضمه بين ذراعيه، كما حدث سابقاً مع ابنة موسوليني ادا». او ابنة فرانكو كرمانسيستا، فهي اكبّت باخلاص ايديولوجي، محاكية اختها الكبرى، لي مين التي كانت تضع كتباً تمجد فيها والدها. ابنة هذه الأخيرة، كونغ دونغمي، اصبحت من بين 500 من اصحاب الثروات في الصين، ناشرة ايضا بيست سيلرز حول «الكتاب الأحمر الصغير».
العفنون ـ المدلعون
متخرجاً ضابطاً في دورة كلية الهندسة في بغداد، في حين لم يتابع اي درس من دروس البرنامج، اشتهر عدّي بامتلاكه 5000 سيارة فخمة، وحريمه، وحديقة الحيوانات، التي اكتشفت عام 2003. افعاله العنيفة الخارجة على أي سيطرة ـ كان يقتل خدمه ـ وتعطشه الى عمليات التعذيب جعله يسلك طريق والده، الذي عوّده مشاهدة السجناء الذين يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب.. فهو وشقيقه قُصي سقطا برصاص الأميركيين في الموصل.
[الورشة
احيانا لا تدل عليهم سيماؤهم، لم يشاهدوا آتين. كانت هذه حال بيبي دولا ابن طاغية هايتي فرانسو دوفالييه. بشار الأسد كان ايضاً خجولاً، داخلياً، باهتاً. اصلاً لم يكن هو من يجب ان يخلف والده الرئيس حافظ الأسد… لكن في 21 كانون الثاني من عام 1994 قُتل اخوه باسل بحادث سيارة. طبيب العيون اللندني يتخلى عن حياته السابقة ليحضر لمهنته المقبلة. تغيّر صوته، وأثبت المستقبل انه في موضوع المجازر لم يكن يخجل إذا ما قيس بوالده. ماذا اعطى كوليا لوكانشكو آخر مواليد طاغية بيلاروسيا؟!!. في السابعة كان يشاهد في كل مكان، وأعلن والده ان كوليا حتى في السابعة من عمره قادر على ان يستحم بماء جليدية. وهذا يعد حقاً!
المستقبل