أحداث الأحد، 20 تشرين الثاني 2011
الجامعة تبلور الرد على تعديلات دمشق
القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، عمّان – «الحياة»، أ ف ب
أكد مسؤول في الجامعة العربية أن أمينها العام الدكتور نبيل العربي عقد اجتماعاً الليلة الماضية مع عدد من كبار مساعديه لدرس التعديلات التي طلبت سورية إدخالها على مشروع البروتوكول المتعلق بمهمات بعثة المراقبة العربية وولايتها، فيما قُتل أمس 21 شخصاً، بينهم 4 من الاستخبارات الجوية، مع انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي منحتها الجامعة لدمشق للتوقيع على هذا المشروع.
وقال المسؤول لـ «الحياة»: «القضية ليست قضية مهلة، فالأمور أعقد من ذلك»، في إشارة إلى تباين في مواقف الدول العربية التي تلقتها الجامعة رسمياً في شأن التعاطي مع تعديلات دمشق. وأوضح أن اجتماعاً لمسؤولي الجامعة مساء أمس درس ردود الدول على المذكرة السورية.
وتشير تسريبات إلى أن التعديلات التي طلبتها دمشق تشمل تحفظات عن عدد المراقبين الخمسمئة، ورفض مشاركة بعض المنظمات الحقوقية العربية، واشتراط مرافقة وفود سورية للمراقبين، وتحديد المستشفيات والسجون المطلوبة للزيارة، وعدم دخول معسكرات الجيش وقوى الأمن، ومنع الاتصال بـ «المخرِّبين».
وفي وقت أكد الأردن أمس استعداده لإرسال مراقبين ضمن البعثة التي تنوي الجامعة إرسالها إلى سورية «في حال موافقة دمشق»، أعلنت «منظمة التعاون الإسلامي» عقدها مؤتمراً طارئاً للجنتها التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية السبت المقبل، «من أجل حض السلطات السورية على وقف استهداف المتظاهرين، وتشجيعها على تطبيق الإصلاحات السياسية التي وعدت بها، والبحث في إمكان إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة من أجل إيجاد مخرج للأزمة الحالية».
ميدانياً، قُتل أمس 21 شخصاً في سورية، بينهم 15 مدنياً ومنشقان برصاص القوات السورية، فيما قُتل أربعة عناصر من الاستخبارات الجوية إثر هجوم شنه منشقون عن الجيش. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل أربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية قرب قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية – حمص (وسط) ما أسفر عن مقتلهم جميعاً».
وأشار إلى أن «سبعة مدنيين قتلوا في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب (شمال غرب) خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها، كما قُتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص».
وأشار إلى أن «مواطناً استشهد خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية صباح (أمس) في بلدة حلفايا (ريف حماة) بحثاً عن مطلوبين لديها، كما جُرح أربعة مواطنين إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية قرب المشفى الوطني في القصير». وذكرت «لجان التنسيق المحلية» المشرفة على سير أحداث الحركة الاحتجاجية، أن الجيش «بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماة) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة».
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوباً في مناطق متفرقة من جبل الزاوية بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما» وفي شمال غربي البلاد.
إلى ذلك، أطلقت شخصيات غير مشاركة في «المجلس الوطني السوري»، بينها المفكر صادق جلال العظم ومسؤول «إعلان دمشق» في الخارج عبدالرزاق عيد ورئيس «المنظمة السورية لحقوق الإنسان» عمار القربي، مبادرة من القاهرة لتوحيد صفوف المعارضة، بسبب «غياب رؤية مشتركة موحدة تعبر عن مطالب الشعب وغياب جسم معارض موحد يحظى بثقة السوريين والمجتمع الدولي كبديل مرحلي حقيقي ينتزع اعتراف المجتمع الدولي، ويعتمد كمفاوض وسفير حقيقي للثورة والشعب».
وقال الموقعون إن هدف المبادرة هو «التخاطب مع مكونات وقوى المعارضة السورية كافة للوصول إلى صيغة مشتركة تقرّب جميع وجهات النظر، وترأب أي صدع موجود، مستمدين الشرعية الوطنية من شعبنا وثوارنا الصامدين وشعاراتهم وأهدافهم، ومن دماء الشهداء. وسنبقى دعاة الوحدة والتفاهم مع كل من يعمل من أجل إسقاط النظام».
وحددوا مهمات هيئة المعارضة في «إسقاط النظام بكامل أركانه، وعلى رأسه بشار الأسد، ومطالبة المجتمع الدولي بحماية المدنيين وإيجاد منطقة آمنة أو أكثر مع حظر جوي، وتفعيل سحب الشرعية الدولية عن النظام وعزله، وإحالة انتهاكات حقوق الإنسان على مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، ودعم الجيش السوري الحر والمنشقين ودعوة الجيش إلى الانشقاق… والعمل مع المنظمات العربية والدولية بما يسرع إسقاط النظام». وشكل مطلقو المبادرة لجنة اتصال من 26 شخصية «للتواصل مع مختلف القوى للوصول إلى رؤية مشتركة وجسم موحد يخدم القضية الوطنية».
المهلة العربية انتهت والقتل مستمر
والوضع السوري ينتظر ردّ الجامعة
باراك يرى أن الأسد تجاوز نقطة اللاعودة
أردوغان يؤكد أن تركيا لا تنوي التدخل في مسائل داخلية لدول أخرى
انتهت مساء امس المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية للنظام السوري ليوقف اعمال العنف والقبول بمراقبين عرب، من دون ان تتوقف عمليات القتل المتبادل، اذ سقط في اليوم الاخير من مهلة الثلاثة ايام اكثر من 20 شخصا، بينهم سبعة مدنيين ومنشقان برصاص القوات السورية. وفي المقابل، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة عناصر من الاستخبارات الجوية في هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري واستهدف اوتوبيساً في محافظة حمص.
الا ان مصدرا في شرطة حمص قال ان 11 شخصا بينهم عسكريان قتلوا في هذا الهجوم الذي شنه “مسلحون”.(راجع العرب والعالم)
وفي انتظار صدور موقف عن الجامعة العربية في شأن المرحلة المقبلة بعد انتهاء المهلة المحددة للقبول بحل والرد على التحفظات السورية في شأن البروتوكول الخاص بالمراقبين، وما اذا كانت الجامعة العربية ستنفذ العقوبات الاقتصادية والسياسية التي لوحت بها، استمرت الضغوط الدولية على نظام الرئيس بشار الاسد. وفي هذا الاطار سيلتقي وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ومكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وفدا من المعارضة السورية. واعلنت منظمة التعاون الاسلامي انها ستعقد اجتماعا طارئا في مقرها في جدة الاسبوع المقبل لحض سوريا على وقف نزف الدماء.
لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، اكد ان بلاده لا تنوي التدخل في أية مسائل داخلية لدول أخرى.
ورأى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الرئيس الاسد “تجاوز نقطة اللاعودة” وسيواجه المصير نفسه للزعيمين السابقين الليبي معمر القذافي والعراقي صدام حسين. وقال في كلمة القاها امام منتدى حول الامن الدولي في هاليفاكس بجنوب شرق كندا: “اعتقد انه تجاوز نقطة اللاعودة ولا مجال له لاستعادة سلطته او شرعيته”، معتبرا ان النظام السوري قد يسقط خلال اشهر مع تصاعد الضغط الدولي عليه. واضاف:”كما انه بات من الواضح بالنسبة الي ان ما حصل قبل اسابيع للقذافي وقبله لصدام حسين يمكن ان يحصل له الان”.
علاقة الأردن بسوريا: على أي جانبيك تميل!
بإعلان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين الاثنين لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الذي قال فيه أنه لو كان مكان الرئيس السوري بشار الأسد لتنحى عن الحكم، انتقل الأردن من المنطقة الرمادية إلى اتخاذ موقف واضح حيال سوريا.
عمر عساف – عمان:
الخروج من المنطقة الرمادية، التي امتد اختباء عمان فيها وتهربها من اتخاذ موقف واضح، يرى مراقبون أنه كان يمكن أن يستمر إلى فترة أطول لولا موقف الجامعة العربية الذي شجع الديبلوماسية الأردنية على هذا التحول، وإن كانت تصريحات العاهل الأردني مغلفة بطابع النصيحة.
ويعتقد المراقبون أن تصريحات الملك المفاجئة، تهدف، في جانب منها، إلى تهيئة الرأي العام الأردني لتقبل إمكان وقوع نزاع مع سوريا، وهو، إن حصل، فلن يقبل صانع القرار السياسي الأردني التورط فيه إلا بغطاء شرعي إقليمي (الجامعة العربية) أو دولي (الأمم المتحدة، أو حلف شمال الأطلسي حال عسكرة الأزمة). وعلى رغم ذلك، ستبقى المملكة الهاشمية، المرتبطة بعمق مع جارتها الشمالية في مختلف المجالات، كـ”بالع الموس” كما يعبر الأردنيون، للتدليل على خطورة وحراجة الوضع وحجم المخاطر التي تتربص بأي تحول حيال النظام السوري، داخلياً وخارجياً، إن كان تأييداً أو معارضة له.
ولذلك، يبقى الباب مفتوحاً في عمان، على الأقل خلال الأيام القليلة المقبلة، على سيناريوات مختلفة، لجهة التهدئة أو التصعيد، في انتظار ما سيصدر عن دمشق من رد فعل.
وهناك من يعتقد أن تصريح الملك إلى “بي بي سي” اتسم بشيء من التسرع، وأنه كان ينبغي اللجوء إلى مزيد من المماطلة والتسويف واللعب على عامل الوقت.
ويرجح هذه الاعتقاد تصريح وكالة الأنباء الأردنية “بترا” المتعلق بخبر تصريحات الملك، الذي حاولت فيه ترطيب اللهجة ولوي أعنة الحديث.
إذ أفادت الوكالة أنها علمت أن تصريحات الملك لـ”بي بي سي” “لم تأت في سياق دعوة مباشرة وصريحة للرئيس السوري للتنحي، وإنما في إطار رده على سؤال “افتراضي” حول ما قد يقوم به شخص يمر في نفس الوضع”.
ويشبه مراقبون تصريح الملك بسابقه المتعلق بإيران لصحيفة “الواشنطن بوست” أواخر عام 2004 عندما أبدى تخوفه من نشوء “هلال شيعي” في المنطقة يمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. وهو ما تراجعت الحكومة الأردنية عنه لاحقاً وقالت أنه فهم على نحو خاطىء.
لذلك، يتوقع مراقبون أن تلجأ الحكومة إلى إصدار بيان مقتضب، يميل إلى التهدئة آنياً، بغية منع أو تأخير التصعيد والمواجهة بين البلدين إلى أطول فترة ممكنة في انتظار معرفة إلى أين ستتجه تطورات الأزمة السورية في الداخل، ومع المجتمع الدولي إن تصعيدا للأزمة أو حلا لها.
مخاوف ومحاذير
اتساع حجم التشابك في العلاقات بين الأردن وسوريا، ودخول الأزمة الداخلية في الأخيرة مرحلة التدويل، يضعان الأردن في موقف جدّ صعب في أي خطوة أو موقف يتخذه حيال هذه الأزمة.
وهو جهد في تأجيل إعلان موقف صريح من الأزمة، ولجوئه إلى المواربات الديبلوماسية، وتأكيد حرصه على “عدم التدخل في الشأن الداخلي” وحرصه على “وقف العنف ضد الحراك الشعبي” وعلى الحفاظ على العلاقة الحسنة مع سوريا. وفي الوقت عينه يواجه ضغوطاً عربية ودولية للتقدم خطوات تصعيدية ضد النظام السوري، ليس أقل من سحب السفير الأردني لدى دمشق، مع التحسب لاحتمال تحول الأزمة إلى النموذج الليبي.
العلاقات السياسية
لم تدم أبداً علاقات الجوار بين البلدين على مسار واحد، وهي اتسمت بالمد والجزر، ووصلت غير مرة حد التحشيد العسكري على الحدود (1970، 1980) وإغلاقها.
ووصلت علاقات حسن الجوار في فترات حد “التكامل” اقتصادياً، وطاولت توحيد المناهج الدراسية، وتزويد الأردن مياه الشرب لتخفيف حدة الأزمة المائية المزمنة في الأردن. وسلبية العلاقة كان الباعث الرئيس إليها في معظم الأحيان خارجياً، باستثناء أزمة “الإخوان المسلمين” في سوريا، الذين حظوا بدعم أردني بدايات ثمانينيات القرن الماضي.
ويعتقد صناع القرار أن الأزمة الداخلية في سوريا، التي جهدوا في مراحل معينة لمنع تدويلها، يتحمل نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية تفاقمها ووصولها إلى ما وصلت إليه، وكذلك احتمالات مزيد من التفاقم. وهم مقتنعون أن الأردن ربما يكون البلد الثاني بعد سوريا في فداحة الأضرار (ينافسه في ذلك لبنان) حال انفلات الأوضاع.
إذ أن عمان تعتبر دمشق عمقها الاستراتيجي، خصوصاً منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين منذ 2003. ومعلوم أن نقطة ضعف البلدين الاستراتيجية تكمن في المنطقة الحدودية (سهول حوران)، في حال وقوع أي عدوان إسرائيلي على أي من البلدين، باعتبار تلك المنطقة اللينة “ساقطة استراتيجياً” ولا يمكن الدفاع عنها، ولا يفصلها عن عمان أو دمشق سوى بضع عشرات من الكيلومترات المفتوحة.
وما يزيد المخاوف الأردنية في الأزمة الراهنة تصاعد لهجة العداء الإسرائيلي حيال الأردن، وتزايد الدعوات داخل مراكز القرار في تل أبيب حيال مشروع الوطن البديل (إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية)، الذي يطرحه الإسرائيليون ضمن صفقة التسوية السياسية في المنطقة.
كما أن الأردن يخشى أن تستغل إسرائيل تدويل أزمة سوريا لمزيد من التجميد لعملية السلام والإمعان في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية، وربما تصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
اقتصادياً
سيؤدي انقطاع العلاقات التجارية مع سوريا، أو المقاطعة الاقتصادية المتوقع صدور قرار أممي في شأنها، إلى خسائر ثقيلة على الاقتصاد المترنح للمملكة البالغ حجم وارداتها من سوريا العام الماضي نحو 380 مليون دولار، فيما بلغت صادراتها إليها بين آب 2010 وآب 2011 نحو 170 مليون دولار. ولا يقتصر الأمر على التجارة البينية، إذ أن سوريا ممر حيوي لتدفق البضائع التركية إلى المملكة، وكذلك تجارة الترانزيت، ومشاريع الطاقة والمياه والنقل المشتركة. كما أن الارتباط القبلي والأسري الوثيق بين شمال الأردن وجنوب سوريا يشكل عائقاً داخلياً على أي تصعيد حيال دمشق، ناهيك عن بروز تيار سياسي، يقوده مثقفون وحزبيون وثيقو الصلة بنظام الأسد، يرى أن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة إمبريالية صهيونية لإسقاط النظام السوري “الممانع”.
وهذا التيار، على رغم ضعف تأثيره في مواجهة التيار الذي تقوده الحركة الإسلامية المطالبة بإسقاط نظام الأسد، إلا أنه قادر على إحداث بلبلة في الشارع الأردني الذي يمور بالحراك السياسي الشعبي الأردني ذي المطالب الإصلاحية الشبيهة بتلك التي خرج من أجلها نظيره السوري.
وهو ما لا تحتمله الأوضاع الداخلية في المملكة، التي تشهد حالياً ترقباً في انتظار التعرف على توجهات حكومة الرئيس عون الخصاونة “الإصلاحية” التي ستتقدم الأسبوع المقبل إلى البرلمان لنيل ثقته بها.
فكيف سيتعامل الشارع الأردني مع تطورات ملف العلاقات مع سوريا الأسد؟ وما هو شكل فعل الرد السوري؟ وكيف سيكون شكل تحرك حكومة الخصاونة حيال تطورات الأزمة؟ هذا الذي ستجيب عليه تطورات الأوضاع داخل سوريا وفي أروقة صنع القرار الغربي والدولي في الأيام المقبلة..
السوريون وموقف جامعة الدول العربية
سوريا في معزل عن الحل العربي للأزمة، هذا الاستنتاج يبديه جزء من الشارع السوري، أما الباقون فمربكون وقد أخافهم التلويح بالتدويل، أي الحرب على حساب السعي إلى سوريا جديدة، فاختلفت المعطيات بين ثلاثة أطراف على أرض الواقع: أولاً الموالون للنظام الذين انقسموا، إلى صامتين ينتظرون التغيير ومدافعين أرعبهم ما حدث في ليبيا والعراق ففضلوا النظام الحالي على ما قد يأتي، وثانياً المعارضون للنظام منذ البداية، والذين تمعنوا بمصير سوريا الوطن – الجغرافيا بعيداً من النظام بعد صدور قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا وفرض عقوبات سياسية واقتصادية وسحب للبعثات الدبلوماسية من العاصمة دمشق.
عمر الشيخ – دمشق:
في الداخل قرأ السوريون موقف الجامعة العربية من نواح مختلفة، لعل أبرزها سلامة سوريا وأمن شعبها مع المحافظة على المطالب الأساسية لكل طرف منها، وهو الانتقال إلى سوريا جديدة بأيادي السوريين أنفسهم ووقف نزف الدم اليومي واللجوء إلى الحلول السلمية. ترى كيف يقرأ السوريون موقف جامعة الدول العربية الأخير في ما يخص الاحتجاجات والنظام في سوريا؟.
مفاجأة… ولكن!
“بداية يؤسفني القول عن الجامعة العربية أنها عربية، لأنها لا تمت للعروبة بصلة. وثانياً ان قرار الجامعة غير منصف وغير منطقي، وجاء نتيجة ضغوط عليها من أميركا وإسرائيل، ولحفظ مصالحها معهم بادرت الى تلبية أوامرهم التي تلقتها”، هكذا تقول لينا اسكيف، صحافية شابة. وتضيف: “استغرب كثيراً سياسة المكيالين التي تتبعها (الجامعة) وهو أمر مثير للسخرية ويشبه الضحك على الذقون، وكنت أتمنى كثيراً لو اتخذت قراراً مهماً تجاه إسرائيل التي اغتصبت الأراضي الفلسطينية على مدى أكثر من خمسين عاماً. أو تجاه العراق الذي دخلته القوات الأميركية بحجة التحرير من نظام الرئيس الراحل صدام حسين لينكشف القناع ويصبح العراق فلسطين أخرى”. بينما تأخذ المفاجأة شكلاً آخر بالنسبة الى علاء الدين عبد المولى، ناقد وباحث وشاعر، إذ يرى أن موقف الجامعة العربية الأخير شكل نوعاً من المفاجأة، ولكنها مفاجأة محمّلةٌ بالقوّة السياسية والرمزية المطلوبة، يقول، ويؤكد: “نادراً ما تقوم الجامعة بفعلٍ سياسي مؤثّر على الأرض. والفضل في ذلك يعود للانتفاضة السورية وتضحيات أصحابها. وهذا يعدّ أيضاً تحوّلاً مهماّ في مسألة إنصات المؤسسة السياسية العربية الرسمية لأصوات الناس في الشارع، وخصوصاً أن الجامعة مؤسسة للدول وليس للشعوب، وبصورة عامة لا أحب هذه المؤسسة، ولكن الأمر هنا يعنيني كسوري. من هنا أرى أن الموقف كان طبيعيا وضروريا لتحريك إمكان الحلول لهذه الأزمة التي أدخل النظام السوري بلده فيها بكامل إرادته وعن سابق تصميم. والذي فاجأني، وربما فاجأ الجميع، ردةُ فعل أتباع النظام على القرارات الأخيرة، اذ أعلنوا براءتهم من العروبة والعرب، وظهرت شعارات (أنا سوري فقط ولست عربيا) وهذا نكوص مرعبٌ في التفكير. وكأن هناك حقداً مبطناً على العروبة جاء وقت التعبير عنه. بينما لم يغير شيئاً هذا القرار بالنسبة لايفلين مصطفى (صحافية) التي تقول: “لم يفاجئني موقف الجامعة العربية أبداً، لأنه منذ توليها المبادرة لحل الأزمة في سوريا كانت تسعى إلى سماع الرفض من الحكومة السورية لمبادرتها ورغم تدخلها في شؤون دولة ذات سيادة لكنها صدمت بقبول الحكومة السورية مبادرتها. وسحب سوريا البساط من تحت أقدام الجامعة العربية ومبادرتها دفع الجامعة إلى الإدعاء بأن النظام لم ينفذ بيان الجامعة، ما يؤكد ان قرار تعليق العضوية هو سيناريو متفق عليه”. وتؤكد مصطفى أن جامعة الدول العربية تدار من الغرب: “هذه الجامعة يديرها الغرب وليس العرب، بالتالي لا أجد أن قرارها سيؤثر على دولة مثل سوريا. والسؤال أين كانت مبادراتها لحماية المدنيين في لبنان العام 2006؟ لذلك يجب الغاء الجامعة العربية، فوجودها وعدمه واحد، لأنها في النهاية ستنفذ ما يملى عليها من الغرب.
الحل السوري
تغيب الصورة الواضحة ربما بالنسبة الى البعض، إذ يرى طارق الصفدي (طالب دراسات عليا) أنّ جامعة الدول العربية باتت في جيب قطر وعرب أميركا، وهؤلاء لا يهمهم المتظاهرون السلميون المطالبون بسوريا أفضل، أو المدنيين أو شهداء الجيش السوري بأي حال من الأحوال، فهمّهم الوحيد هو تنفيذ مخطط معد سلفاً. ويؤكد الصفدي: “بغض النظر عن تنفيذ الحكومة السورية بنود المبادرة العربية أو عدمه، فالتآمر العربي وممارسة الضغوط على الدول الرافضة للتوجه القطري – الخليجي – الغربي جلي ولا يخفى على أحد. إذاً هي معركة مفتوحة على كل المستويات وأول ضحاياها هم المعتدلون من كل الأطراف والمطالبون بسوريا أفضل وأكثر ديموقراطية، بحيث لم يبقَ مكان سوى للمتطرفين. بينما الحل يجب أن يبقى سورياً بحتاً بحيث يتم الإسراع بتطبيق إصلاحات جذرية وسريعة، بما في ذلك بنود المبادرة، ليتم توفير مناخ داخلي متين يفوت الفرصة على المتآمرين في الخارج ومن يحتمي بالخارج.
سكة التغير وسكة الجحيم
لعل سمة الدهشة تبدو على وجه السوريين بكل انقسامهم السياسي والميداني، اذ ترى سمية حسن (طالبة جامعية) أن موقف الجامعة موجه ضد النظام وليس ضد الشعب، وهذا لا يمس بسوريتها إذ شددت على ضرورة هذا القرار: “كان من المفاجئ للغاية، إثر صدور قرار الجامعة بتعليق عضوية النظام السوري، أن شريحة واسعة من السوريين اعتبرت الموضوع اهانة للقومية السورية، وأبدت ردود أفعال انفعالية متنصلة من الهوية العربية بعد هذا القرار”. وتضيف: “لم أجد في الموضوع أي مساسٍ بهويتي السورية ولا انتقاصاً منها، واعتبرتُ هذا الفعلَ موجهاً للنظام الحاكم وحده. وأرى أنه تصرف متوقع، بل منتظر، من الجامعة أن تقوم بما قامت به، ولو ماطلت أكثر في اتخاذ خطوات بحق هذا النظام لكان ذلك هو المستغرب. لكن في انتظار الخطوات العملية التي ستقوم بها الجامعة للضغط أكثر فأكثر على هذا النظام علها تتمكن ولو من مجرّد التأثير نحو تقليص كم عمليات القتل والاختطاف الممنهجة التي يقوم بها.
فادي نجيب (فنان غرافيك) يرى أن هنالك إخلالاً في قوانين الجامعة، وبالتالي تفويت فرصة لتفادي التصعيد الذي قد يضر بشعب سوريا، يقول: “عندما نسمع بـ”جامعة” دول عربية فإننا نعني الإجماع، إن كان على قرار سياسي أو موقف عربي موحد، وفي الحال السورية، ما حصل، وكما شاهدنا، كان أبعد عن الإجماع. كان محاولة جاهدة من بعض الأطراف لجمع الأصوات لمساندة القرار. وأنا كمواطن سوري من عامة الشعب غير تابع لأي حزب سياسي ولا لأي تنظيم جبهوي وكمتابع سياسي وسطي منحاز لوطني، أشك في القرار للأسباب الآتية:
أشك بشرعيته عندما يتجاوز الدول التي تحفظت عنه.
– أشك بدراسته عندما أسمع وزير الخارجية الفرنسي ينعي المبادرة في الوقت الذي وافقت الحكومة عليها، أي قبل التطبيق.
– أشك باستقلاليته عندما تطالب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات عربية على دمشق.
– أشك بنزاهته عندما يصدر عن رئاسة عربية قطرية، وهي وفق الشارع السوري طرف في الأزمة.
– أشك بشعبيته عندما يعبر وزير خارجية قطر عن أنه يمثل إرادة الشعب السوري، في حين مئات الآلاف في كل المحافظات نزلت للشارع رفضاً له، ولا أقول الملايين تحسباً لمن نزل تحت التهديد، كما زعم البعض.
ويضيف نجيب: “من هنا أقول أنني لم أكن يوماً في صف أحد على حساب أحد لكنني أستطيع تمييز ما هو جيد لتحصين وطني وما هو كارثي وعندما أرى التعتيم الإعلامي على الجماهير التي رفضت القرار، أي وبمعنى آخر تهميشهم، وتعظيم رسالة الذين يطالبون بالحماية الدولية والحظر الجوي، أفهم الرسالة التي ينفذها البعض على الأرض السورية. ومن هنا أقول أن لدي مخاوفي التي أعتبرها محقة، وأتمنى أن تكون لغة الحوار سبيلاً وحيداً لحل الأزمة في وطننا الغالي”.
نجد أن من يتابع المشهد السوري ينتبه إلى اختلاف الخط البياني للرأي العام بين يوم وآخر، خاصة في ظل تتابع الحوادث وتصاعدها كل يوم.. وربما تقول تلك الأغلبية التي يقولون إنها صامتة الكلمة الفصل في نهاية الأمر.
إستهداف مبنى حزب البعث في دمشق بقذائف صاروخية
وكالات
دمشق: أصابت قذيفتان أحد المباني الرئيسية لحزب البعث السوري في دمشق اليوم الأحد في أول هجوم للثوار تتحدث عنه الأنباء داخل العاصمة السورية منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل ثمانية أشهر.
وقال سكان إن قذيفتين صاروخيتين على الأقل أصابتا أحد المباني الرئيسية لحزب البعث السوري الحاكم في دمشق. ووقع الهجوم بعد ساعات من انقضاء موعد نهائي حددته الجامعة العربية لسوريا كي تنهي حملتها ضد المحتجين دون علامة على تراجع العنف واستمر الأسد على تحديه رغم العزلة الدولية المتزايدة.
وقع الهجوم قبيل الفجر مباشرة وكان المبنى خاليا في معظمه. يبدو انه كان يهدف لان يكون رسالة للنظام”. وأعلن “الجيش السوري الحر” الذي يضم منشقين عن الجيش السوري ويتخذ من تركيا المجاورة مقرا له مسؤوليته عن الهجوم.
وقال شاهد رفض ذكر اسمه لوكالة رويترز إن “قوات الأمن أغلقت الميدان الذي يقع فيه فرع حزب البعث بدمشق .ولكني رأيت دخانا يتصاعد من المبنى وسيارات إطفاء تقف حوله. وقع الهجوم قبيل الفجر مباشرة وكان المبنى خاليا في معظمه. يبدو أنه كان يهدف لأن يكون رسالة للنظام”.
3 قتلى على الاقل خلال عمليات عسكرية وامنية
إلى ذلك، أفادت منظمة حقوقية الاحد ان ثلاثة مدنيين على الاقل قتلوا وجرح اخرون خلال عملية امنية وعسكرية في بلدتي القصير (وسط) وتفتناز (شمال غرب) بعيد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف في سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “بدأت قوات عسكرية وامنية تضم العشرات من الاليات العسكرية المدرعة بينها دبابات وناقلات جند مدرعة عملية عسكرية وامنية في بلدة تفتناز الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) صباح اليوم (الاحد) ما اسفر عن استشهاد مواطن على الاقل واصابة خمسة بجراح حتى الان”.
واضاف ان “مواطنين آخرين استشهدا قبل قليل اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة القصير (ريف حمص) التي تشهد عملية امنية وعسكرية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة”. واشار الى “تشييع جثمان مواطن اختطفه حاجز للامن والشبيحة قبل اسبوع واعيد الى ذويه اليوم جثة هامدة وفي بلدة كفرلاها الواقعة في الحولة (ريف حمص)”.
وياتي ذلك غداة مقتل 17 شخصا في سوريا السبت بينهم اربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا اثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا.
وفي الوقت نفسه انتهت المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف اعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات الدولية من اندلاع “حرب اهلية” في سوريا.
وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد “الاطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا.
بشار الأسد: سوريا لن “ترضخ” لقوى أجنبية
أ. ف. ب.
لندن: أكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” الاحد ان بلاده “لن ترضخ” لاي ضغوط دولية متزايدة لوضع حد للقمع الذي تتعرض له المعارضة. واكد الرئيس السوري استعداده “الكامل” للقتال والموت من اجل سوريا اذا اضطر لمواجهة تدخل اجنبي. وقال ان “هذا امر لا داعي لقوله ولا جدال فيه”.
وأوضح الاسد انه يشعر بالحزن على كل قطرة دم اهرقت في بلاده، لكن على نظامه ان يفرض احترام القانون في مواجهة العصابات المسلحة. وقال ان “النزاع سيستمر والضغوط لاركاع سوريا ستستسمر”. وأضاف “اؤكد لكم ان سوريا لن تركع وستواصل مقاومة الضغوط التي تتعرض لها”.
واتهم الرئيس السوري الجامعة العربية بالسعي لايجاد ذريعة لتدخل عسكري غربي، مكررا ان هذا الامر سيحدث “زلزالا” في المنطقة. وقال ان “تدخلا عسكريا سيزعزع استقرار المنطقة برمتها وسيطال كل الدول”.
وتابع “اذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعيين، فعليهم الا يقوموا بهذا العمل بسبب الانعكاسات الكارثية” التي ستنجم عنه. وجاءت تصريحات الاسد مع مهلة حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف اعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات الدولية من اندلاع “حرب اهلية” في سوريا.
وقال الاسد ان هذه المهلة تهدف الى “اظهار ان ثمة مشكلة بين العرب” والى “توفير ذريعة للدول الغربية للقيام بتدخل عسكري ضد سوريا”. ورأى ان القرار الذي اتخذته الجامعة العربية الاسبوع الماضي بتعلي عضوية سوريا “غير مناسب”.
واكد الرئيس السوري في المقابلة التي اجريت في قصر تشرين في دمشق ان الحل لوقف اعمال العنف التي اودت بحياة 3500 شخص منذ منتصف آذار/مارس ليس سحب الجيش. وقال ان “الحل الوحيد يكمن في البحث عن المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة ومنع دخول الاسلحة والذخائر من دول مجاورة ومنع التخريب وفرض احترام القانون والنظام”.
وأضاف “عندما ارى ابناء بلدي ينزفون اشعر مثل اي سوري آخر بالالم والحزن”، مؤكدا ان “كل قطرة دم تمسني شخصيا”. وتابع الاسد لكن دوري كرئيس يكمن في العمل وليس في الخطابات او الحزن. دوري التفكير في القرارات التي علي اتخاذها لتفادي مزيد من اهراق الدم”.
وردا على سؤال عما اذا كانت قوات الامن افرطت في قسوتها، تحدث الاسد عن وقوع اخطاء لكنها حالات فردية ولا تندرج في اطار الدولة. وقال “نحن كدولة ليست لدينا سياسة وحشية مع المواطن”. وأضاف ان “الامر المهم هو البحث عن المخطئين وتحميلهم مسؤولية اعمالهم”.
وتابع ان قوى المعارضة بالغت في عدد الضحايا، مشيرا الى انه 619 قتيلا وليس 3500 كما تقول الامم المتحدة. وقال ان هناك ثلاث مجموعات الاولى من الضحايا هي المحتجون الذيم يتقلون في تبادل اطلاق النار بين قوات الامن والمسلحين والثانية ضحايا عمليات القتل الطائفية والثالثة مؤيدوه الذين يقتلون بسبب دعمهم للحكومة.
واشار الى سقوط 800 قتيل من قوات الامن ايضا. وأضاف ان “اي انسان لا يمكنه اعادة عقارب الساعة الى الوراء لكن يمكنه التحرك بحكمة في هذا الوضع”. وقال الاسد ان “دوري كرئيس — وهذا هاجسي اليومي الآن — هو ان اعرف كيف يمكن وقف حمام الدم الذي تسببه اعمال ارهابية مسلحة تضرب بعض مناطقنا”.
وتابع انه ستنظم انتخابات في شباط/فبراير او آذار/مارس، مؤكدا انه سيكون هناك برلمان جديد وحكومة جديدة ودستور جديد “سيحدد اسس انتخاب رئيس”، مؤكدا انه مستعد لترك منصبه اذا هزم في الانتخابات.
وقال بشار الاسد “انا هنا لاخدم بلدي وليس العكس”، مؤكدا انه “اذا كان الرئيس يشكل عامل توحيد للبلاد فيجب ان يبقى واذا كان عامل انقسام فيجب ان يرحل”.
واكد انه “اذا كان علي ان اقاتل فسافعل ذلك من اجل سوريا وشعب سوريا”. وأضاف الاسد انه “عادىء بطبيعة الحال”، مشددا على انه “لا يتعامل مع الأزمات بانفعال”. وقتل 17 شخصا السبت في سوريا بينهم اربعة عناصر من الاستخبارات الجوية اثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا.
المجلس الوطني السوري يعلن مشروع برنامجه السياسي
أ. ف. ب.
اعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة الاحد مشروع برنامجه السياسي يشمل الية اسقاط النظام والمرحلة الانتقالية ورؤيته “لسوريا الجديدة”.
نيقوسيا: قال لمجلس الوطني السوري في بيان الاحد انه “مؤسسة سياسية اعتبارية تمثل معظم القوى السياسية السورية المعارضة للنظام وقوى الحراك الثوري ويعمل كمظلة وطنية عامة مؤقتة تعبر عن إرادة الشعب في الثورة والتغيير”.
واضاف انه يسعى الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعددية” عن طريق خطوات عدة على رأسها “اسقاط النظام القائم بكل رموزه”.
وشدد المجلس على ضرورة “الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها”، كما اكد انه يسعى الى “توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية”.
واكد البيان ان سوريا “الجديدة” ستكون “دولة ديموقراطية مدنية تعددية نظامها جمهوري برلماني السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم”.
وحول المرحلة الانتقالية، ذكر البيان ان المجلس سيتولى مع المؤسسة العسكرية “تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وامن البلاد وسيصار الى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيها”.
وستنظم الحكومة المؤقتة انتخابات حرة خلال سنة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية مهمتها وضع دستور جديد يقره الشعب عبر استفتاء عام، حسب البيان.
وتأسس المجلس الوطني الذي يشمل معظم القوى السياسية السورية المعارضة للنظام السوري وقوى الحراك الثوري في 2 تشرين الاول/اكتوبر في استنبول.
واعلن المجلس نفسه ممثلا عن “ارادة الشعب السوري في الثورة والتغيير”.
المجلس الوطني المعارض يعلن مشروع برنامجه السياسي
الجامعة العربية ترفض التعديلات السورية لأنها “تمس جوهر” الوثيقة
وكالات
في وقت أعلن فيه المجلس الوطني السوري مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل آلية إسقاط النظام وإجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد، أعلنت الجامعة العربية رفضها التعديلات التي طلبتها دمشق لأنها «تمس جوهر الوثيقة» و«تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة».
القاهرة: أعلنت الامانة العامة للجامعة العربية في بيان لها اليوم الاحد ان التعديلات والاضافات التي طلبت سوريا ادخالها مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة ارسالهم الى سوريا “تمس جوهر الوثيقة” و”تغير جذريا طبيعة مهمة البعثة”.
وقال البيان ان “التعديلات والاضافات التي اقترح الجانب السوري ادخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة السورية وتوفي الحماية للمدنيين”.
واوضح البيان ان هذا الرد جاء بعد مشاورات اجراها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع “رئيس واعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية”.
إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة الاحد مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل “الية اسقاط النظام” واجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد. وقال المجلس في بيان له عنه انه “يسعى الى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعددية” عن طريق خطوات عدة على رأسها “اسقاط النظام القائم بكل رموزه”.
واضاف انه سيتولى بعد ذلك مع المؤسسة العسكرية “تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وامن البلاد ويصار الى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيها”.
وستنظم هذه “الحكومة الموقتة” انتخابات حرة خلال سنة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية مهمتها وضع دستور جديد يقره الشعب عبر استفتاء عام، حسب البيان. واكد المجلس ضرورة “الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها”، كما اكد انه يسعى الى “توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسية”.
وقال ان سوريا “الجديدة” ستكون “دولة ديموقراطية مدنية تعددية نظامها جمهوري برلماني السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم”.
وتابع انه سيدعو الى “مؤتمر وطني جامع تحت عنوان التغيير الديموقراطي لوضع برنامج وملامح المرحلة الانتقالية مع ممثلي المجتمع السوري بكل اطيافه وبمن لم تتلطخ ايديهم بدماء الشعب او بنهب ثروة الوطن من اهل النظام”. وسيتم تشكيل “هيئة مصالحة وطنية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والمتطوعين من أجل إزالة رواسب مرحلة الاستبداد والافساد”.
والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
وحذرت السلطات السورية من انها ستتخذ “اجراءات مشددة” ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري مؤكدة ان العمل جار على استكمال “الاصلاح السياسي” و”انهاء المظاهر المسلحة” في البلاد. وكان المجلس دعا الجامعة العربية في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الى تبني “موقف قوي” ضد النظام السوري في ظل استمرار العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية.
ومن المطالب التي تقدم بها الى الجامعة “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية” الذي اقرته الجامعة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى الان لم تعترف سوى السلطات الليبية الجديدة بالمجلس الوطني السوري.
وكانت فرنسا رحبت بتشكل المجلس الوطني السوري لكن بدون ان تصل الى حد اعلانه محاورا شرعيا وحيدا بدلا من الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب منذ الصيف بتنحيه ورأت ان عليه ان “ينظم صفوفه” قبل اي اعتراف رسمي به.
من جهته، اعتبر الاتحاد الاوروبي الاعلان عن تاسيس المجلس الوطني السوري “خطوة ايجابية”. اما امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني فرأى ان ولادة المجلس الوطني السوري تشكل “خطوة مهمة” وطالب الحكومة السورية “بالتفاهم معه” لمصلحة سوريا.
واعلنت تركيا انها ستساعد المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة على تعزيز موقعه في سوريا وفي العالم واعترفت به “كحزب سياسي” ومحاور في الازمة السورية. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي اسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.
البعض يصفها بالمغامرة وآخرون يرفض الفكرة أصلاً
العراقيون يختلفون في منح الرئيس السوري حق اللجوء
عبدالجبار العتابي
مع إشتداد الخناق على النظام السوري وتداول بعض التقارير التي تتحدث عن إمكانية لجوء الرئيس بشار الأسد إلى العراق كونها الدولة الوحيدة التي عارضت تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ينقسم العراقيون في نظرتهم لمثل هذا السيناريو بين مؤيد ومعارض.
بغداد: يختلف العراقيون في الجدل المفترض حول منح الرئيس السوري بشار الأسد حق اللجوء السياسي اذا ما طلبه من الحكومة العراقية، ففي الوقت الذي أكد البعض أن سقوط نظامه غير قابل حتى للافتراض وأنه باق وان اجتمعت الدنيا عليه لإسقاطه، يؤكد آخرون أنه سيكون من المحزن إقدام بغداد على منح بغداد الأسد حق اللجوء لاسيما أن العراق عانى خلال السنوات الثمان الماضية من هذا النظام لسماحه بتدفق الإرهابيين، وقد تخرج تظاهرات للتنديد بهذا الإجراء في حال تحقق، لأن من الظلم منح الدكتاتوريين اللجوء.
وتأتي هذه الاراء التي أدلى بها عراقيون إلى “إيلاف” مع ارتفاع وتيرة الأحداث في سوريا، حيث بدأت الأخبار تتحدث عن إمكانية لجوء سياسي للرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة ما، في وقت تتجه الأصابع أكثر نحو العراق كونه البلد المحتمل لهذا اللجوء لأسباب متعددة، إذ أن اغلب الدول العربية دعت الأسد إلى التنحي.
الإعلامي والأديب صلاح زنكنة، يقول: “يبدو أن العراق للأسف الشديد سيمنحه اللجوء إذا ما طلب، وبخاصة بعد موقف العراق المخيب للامال إزاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وأنا ضد لجوء أي دكتاتور في اي بلد في العالم، لأن هؤلاء عاثوا فسادا وقتلا وذبحا بالشعب، وإذا ما كان الخلاص لهؤلاء اللجوء لدول أخرى فالشعب لمن يلجأ”.
وأضاف: “وبلا شك أن منح بشار الاسد اللجوء سيخلق ازمة كبيرة على صعيد الربيع العربي أيضاً… وفي العراق سيحدث تداعيات، ونحن نعرف أن العراق في الاساس عبارة عن سطح ساخن دائماً، وبحاجة إلى من يشعله ليحترق”.
أما المحامي طارق حرب، رئيس جمعية الثقافة القانونية، فكان له رأي مغاير، فقال: “لا أتوقع إطلاقاً أن نظام بشار الاسد ينهار، ولو اجتمعت الدنيا بأجمعها عليه، وربما اتوقع انهيار دول خليجية قبله، لسبب بسيط، يتمثل في كون نظام الأسد يمتلك شيئاً مفقوداً لدى كل الأنظمة، وهو أن الأغلبية تؤيده، يعني لا يمكن أن نقتنع باعلام يقول إن مظاهرة بخمسة الاف فرد ضده ونرى بالاعلام مئات الالاف يؤيدونه ولا نصدق، بشار الأسد أسس دولة ديمقراطية، دولة مكونات، دولة بعث ليست شبيهة بدولة البعث العراقي نهائياً، اي لا يمكن مقارنة بشار الأسد بصدام اطلاقًا وإن سقط بشار الأسد فالويل.. الويل لأميركا وللعراقيين بدليل أن أميركا ولمدة تسع سنين وجنديها لم يستطع ان يجلس في مقهى ببغداد، ولو أن غبيا جاهلا بليدا احتل العراق لكان جلس، فالبريطانيون حينما احتلوا العراق في الاسبوع الأول جلسوا في المقاهي. وأضاف: “أنا ارفض أن الاسد يسقط، ولن يسقط نهائياً، وليس هنالك اي افتراض لسقوطه كي أقول انه سيطلب اللجوء.”
اما الاديب والتدريسي مروان عادل فقال: “هناك غصة في النفس من التحفظ الذي ابداه العراق تجاه قضية سوريا، فهذه الجامعة العربية التي تتهم دائما بمداهنتها للدكتاتوريات وبالتراخي واللامبالاة، لأول مرة في حياتها اتخذت قرارا صائبا،هذا العراق الذي صار له ثماني سنوات متأذيا من النظام السوري والذي عانى من النظام البعثي ذاته، وعانت الحكومة العراقية الحالية من شقيق هذا النظام السوري في العراق ومن الأساليب نفسها، بالإضافة إلى أن النظام السوري يحتضن (افراخ) الدكتاتورية، ومن هناك تصدر البيانات والقرارات ويبعث الموت إلى هنا، لا اعرف ما الذي يبرر غير ان اشارة جاءت من مكان ما ليتحفظ العراق”.
وأضاف: “أنا كمواطن عراقي سوف (اقلب الدنيا) اذا ما منحت الحكومة اللجوء لبشار، وان كنت أتوقع أنها ستمنحه ذلك، وهذا يمثل خيبة امل ونقطة سوداء في جبين الحكومة، واعتقد أن المواطنين سيشعرون بالقهر، واعتقد أن العراقيين سيتظاهرون ضد القرار، وان كانت مظاهراتهم غير مجدية، لأن هناك لعبة سياسية تجعلنا نصغر الى حد أن نتحول إلى كرة يلعب بنا الآخرون”.
وقال الاعلامي محمد مزيد: “لا اعتقد أن الحكومة العراقية ستقدم على هكذا (مغامرة) كما اسميها، باستقبال بشار الأسد كلاجئ، لأن المعطيات التي شابت بعد تغيير النظام السابق كانت فيها اصابع الاتهام الشعبية تتجه نحو سوريا، كونها راعية وحاضنة للارهاب وللانتحاريين العرب مما يجعل اي مسؤول في الدولة العراقية يفكر كثيرا قبل الإقدام على هكذا قرار”.
وأضاف: “وإذا ما حدث ومنحت الحكومة العراقية اللجوء لبشار الاسد فأنا واحد من الناس الذين سيخرجون لمقاتلة الحكومة التي أنا معها الآن”.
وبدوره قال الشاعر والإعلامي رعد البصري: “هذا احتمال قد يكون بعيداً بعض الشيء، لان الحكام العرب يعلمون جيدا بأنهم مجرمون بالفطرة والدكتاتوريات لا تطلب لجوء لانها تعرف انها ستحاكم وخصوصا في بلد قريب مثل العراق، ونحن نعرف أن للنظام السوري يد في العمليات الارهابية خصوصا ما بعد عام 2003 ولكن مع ذلك، مع اعتقادي أن الاحتمال بعيد جدا، واذا ما كان مطروحا لدى نظام الأسد، لا أرى أن على الحكومة العراقية ان توافق لانها لاعب مهم في المنطقة، وقد تثير غضبة الشعوب التي تدعو الى التحرر اذا ما قبلت بهذا اللجوء”.
ومن جهته قال الكاتب والإعلامي محمد الكعبي: “أتوقع من الممكن أن يمنح اللجوء السياسي في العراق، لكنني لا أتوقع ان تصل الامور الى حد ان يخرج الرئيس الاسد من بلاده وان تستسلم سوريا بسهولة للمخططات الخارجية، أنا اعتقد أن سوريا ورقة ستراتيجية مهمة في المنطقة، وبالتالي تترتب تداعيات وويلات خطيرة في المنطقة إذا ما سقط النظام، ولهذا اعتقد ان عدد المتطرفين الذين ينادون بالحرية لا تهمهم سورية ولا النظام الديمقراطي وانما يهمهم تخريب البلاد وتنفيذ مخططات خارجية”.
وأضاف: “رغم انني مؤمن بعدم انهيار النظام في سوريا، إلا اننا لو افترضنا ذلك جدلاً، ووصلت الامور الى حد يقصى فيه الرئيس الأسد من السلطة، فأنا اعتقد أن العراق من الممكن أن يمنحه اللجوء السياسي دون أن يترتب على الورقة العراقية بوجود الأسد أي تداعي، لان الرئيس الأسد طالما احتضنت بعهده وعهد ابيه قوى المعارضة السياسية العراقية، ولطالما كتب المعارضون العراقيون من سورية وعاشوا في رحاب سوريا، وبالتالي جزء من رد الجميل ان يمنح الرئيس الأسد اللجوء في العراق”.
نهاية دامية للمهلة العربية.. ودمشق تسأل: ماذا تقصدون بالشبيحة؟
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: النظام طلب «عربنة» المراقبين.. وإبعاد تركيا
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
عشية انتهاء المهلة التي منحتها الجامعة العربية لدمشق للتوقيع على البروتوكول لإنهاء الأزمة السورية، قتل عدد جديد من المدنيين في الحملة العسكرية المستمرة لإخماد الثورة ضد النظام، وقال المرصد لحقوق الإنسان إن 12 شخصا قتلوا معظمهم في إدلب وحمص، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصا قتلوا بينهم عسكري.
وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مطلعة في الجامعة العربية، التفاصيل التي تتعلق ببروتوكول بعثة الجامعة العربية الخاصة بسوريا والتعديلات السورية عليها. وأفادت المصادر بأن سوريا أكدت، في ردها، «عربنة» مهمة البعثة اي ان تقتصر على مراقبين من الدول العربية فقط, وليس أقلمتها أو تدويلها. وأضافت المصادر أن وجهة النظر السورية ترى أن تركيا ليست طرفا في حل القضية عربيا، مشيرة إلى أن سوريا ترى كذلك أن تركيا تشكل تهديدا من حيث دخول المسلحين والسلاح والمال، وأن دمشق لا تستبعد مشاركة إسرائيلية غير معلنة، تتمثل في وجود أجهزة اتصالات قوية داخل سوريا ومرتبطة بشبكة مع كل من لبنان وتركيا وأوروبا من خلال غرف عمل متصلة. وأشار المصدر إلى أن سوريا سألت: ما المقصود بالشبيحة؟ ومن الذي أعطى هذا الاسم للجامعة العربية؟
وفي وقت لاحق من مساء أمس، قالت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة العربية رفضت التعديلات السورية على البروتوكول الخاص بالمراقبين وطالبت دمشق بتوقيع المذكرة كما هي وتحديد المسؤول الذي سيوقع. وحسب رسالة وجهها نبيل العربي، أمين عام الجامعة، إلى وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، وحصلت «الشرق الأوسط» على تفاصيلها، قال العربي: استقر الرأي على أن مهمة الأمين العام هي الرد على الاستفسارات الواردة من الجانب السوري وليس إدخال تعديلات أو إضافات عليها، كما أود التأكيد أن أغلب التعديلات الواردة تتعارض مع أغلب المهام التي حددها المجلس للبعثة.
قتلى في حمص وإدلب واستمرار العمليات العسكرية عشية انتهاء مهلة التوقيع على البروتوكول العربي
الأمن يهدد بخطف طفلة عمرها 4 أشهر.. ومداهمات في حمص والبوكمال
جريدة الشرق الاوسط
عشية انتهاء المهلة العربية لتوقيع البروتوكول المقدم إلى سوريا، قتل 12 مدنيا على الأقل يوم أمس في استمرار للعمليات العسكرية ضد المدنيين في محاولة لإخماد الثورة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن 7 من القتلى الـ12 الذي سقطوا أمس، كانوا في بلدة كفر تخاريم وقرى مجاورة لها بمحافظة إدلب، إضافة إلى 4 قتلى في محافظة حمص، أحدهم تأثرا بجراح أصيب بها قبل يوم، في إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي البياضة، إضافة إلى قتيل في بلدة حلفايا بريف حماه.
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصا قتلوا أمس، بينهم عسكري. وقال نشطاء إن قتلى أمس يضافون إلى قائمة متزايدة من القتلى منذ مساء الجمعة عندما قتل 25 مدنيا في هجمات للقوات السورية ومسلحين يشتبه في انتمائهم للمعارضة. كما قتل عشرة جنود من الجيش السوري في اشتباكات مع منشقين عن الجيش. وتقول الأمم المتحدة إن الحملة الأمنية ضد المحتجين تسببت في مقتل 3500 شخص على الأقل منذ مارس (آذار) الماضي. وتنحي السلطات السورية باللائمة على جماعات مسلحة تدعمها قوى أجنبية وقتلت حتى الآن نحو 1100 من قوات الشرطة والجيش.
وأسفرت المداهمات الليلية التي قامت بها قوات الأمن أول من أمس الجمعة عن مقتل نحو خمسة من سكان حمص ومدينة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق. وشهدت المدينتان احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، كما أنهما تستضيفان مجموعات مسلحة من المنشقين عن الجيش.
وفي حمص التي أصبحت مركزا للانتفاضة المسلحة والتي شهدت الكثير من العنف الطائفي، هاجم مسلحون حافلة تنقل عمالا، بحسب وكالة «رويترز». وقال ناشط محلي إن هذا الهجوم أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل. وقال الناشط إن السبب في مهاجمتهم على الأرجح هو أنهم ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد. وقال أحد سكان حمص بعد أن رفض الكشف عن هويته لـ«رويترز» إن جنودا منشقين عن الجيش هاجموا سيارة كانت تقل أفرادا من مخابرات القوات الجوية وقتلوا 4 منهم. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من إعلان مصادر معارضة عن قيام قوات من الجيش السوري الحر بقتل أو إصابة 20 من قوات الشرطة في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية على مشارف دمشق، وهو الهجوم الأول من نوعه منذ بدء الانتفاضة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل 4 عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية – حمص (وسط)، مما أسفر عن مقتلهم جميعا».
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية في بيان مساء أمس، إن الأمن يهدد باختطاف طفلة عمرها 4 شهور في داريا بريف دمشق. وجاء في البيان أن الأمن اعتقل «صهيب محمد العمار ابن المفكر السلمي المعتقل الدكتور محمد العمار، حيث كان صهيب ذاهبا إلى بيت أخته ميمونة، وهي زوجة الناشط أسامة النصار المعتقل سابقا والمطلوب حاليا، وقبل وصول صهيب إلى بيت أخته، اعتقلته المخابرات الجوية على الحاجز، وعندما علموا أنه صهر أسامة اقتادوه إلى منزل أخته، وهددوها بأخيها لكي تخبرهم عن مكان أسامة النصار، كما هددوها بأخذ ابنتها البالغة من العمر 4 أشهر، وبعد إصرارها على عدم معرفتها بمكانه، اقتادوا أخاها صهيب، وقالوا لها بالحرف الواحد: سيعود إليك مقطّعا».
ويأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الأمن: 4 وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب)، و3 في ريف دمشق، و5 مدنيين في حمص (وسط)، وآخر في ريف حماه (وسط)، وطفل في درعا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكرت لجان التنسيق أيضا أن الجيش «بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماه) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة».
ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن «الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوبا في مناطق متفرقة من جبل الزاوية بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما»، وفي شمال غربي البلاد.
وباتت مواجهات متزايدة تقع بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الأمن النظامية في مختلف أنحاء سوريا، مما ينذر بشبح «حرب أهلية» صدرت تحذيرات منها في تركيا والولايات المتحدة وروسيا على حد سواء.
وصول 3 مصابين سوريين إلى شمال لبنان أمس.. و«مفوضية اللاجئين»: ارتفاع عدد النازحين من حمص
المرعبي لـ «الشرق الأوسط» : حزب الله يرفض تطبيب الجرحى السوريين بعد دخولهم إلى البقاع
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
في موازاة استمرار تدفق النازحين السوريين إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، يستمر إدخال عدد من الجرحى السوريين وتحديدا من معبر القاع الحدودي، في منطقة البقاع الشمالي، إلى لبنان للمعالجة، وآخر الأنباء الواردة أمس أفادت عن وصول 3 جرحى إصابة أحدهم حرجة، نقلوا إلى مستشفيات الشمال للمعالجة (القبيات وطرابلس الحكومي).
واللافت أن وصول الجريح السوري إلى لبنان لا يعني دخوله فورا إلى المستشفى لتخفيف آلامه وتلقي العلاج السريع والمناسب، إذ يلي عملية دخوله نقله من بلدة القاع البقاعية إلى شمال لبنان، خلال رحلة تستمر قرابة الساعتين والنصف، وأدت سابقا إلى مفارقة بعض منهم الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى.
وفي هذا السياق، انتقد النائب في تيار المستقبل معين المرعبي، الذي يواكب شخصيا عملية إدخال الجرحى إلى المستشفيات ومتابعة أوضاع النازحين السوريين، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عدم «تحرك الدولة اللبنانية لمعالجة الجرحى النازحين في منطقة البقاع، مع رفض حزب الله (وهو الحزب الذي يتمتع بنفوذ كامل في المنطقة) وجماعته تطبيبهم في مستشفيات المنطقة».
وشدد على أن «رفض معالجتهم هو أمر معيب»، وذكر أنه «خلال حرب يوليو (تموز) 2006، تدفقت مئات العائلات الجنوبية إلى سوريا، وتم استقبالهم أفضل استقبال وبكرم الضيافة وبكل احترام وإنسانية»، متسائلا: «كيف يسمح ضميرهم لهم بالتغاضي عن إعانة الجرحى ومعالجتهم الفورية». ورأى المرعبي أن «المنظمات الدولية والجمعيات الشريكة لا تزال مقصرة في إيلاء هذا الموضوع أهميته»، داعيا إياها «لإنشاء مشفى ميداني قريب من بلدة القاع الحدودية، على أن تتولى الدولة اللبنانية تأمين الطريق الآمن لوصول الجرحى إليه».
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت، في تقريرها الدوري الصادر منذ يومين، توصل «الهيئة العليا للإغاثة مؤخرا بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية، وهي المنظمة الشريكة للمفوضية، إلى عقد اتفاقيات مع 5 مستشفيات من أجل تخفيض تكاليف الرعاية الصحية التي تقدمها»، إلا أن الخدمات الطبية والرعاية الصحية تقدم فقط للنازحين المسجلة أسماؤهم لديها.
وفيما يرصد تقرير المفوضية «وجود 3.643 شخص مسجلين في الشمال وعكار، يعيش معظمهم لدى عائلات مضيفة، في ظل ظروف معيشية صعبة»، يوضح النائب المرعبي أن «قرابة 7500 نازح ليسوا مسجلين لدى المفوضية والهيئة العليا للإغاثة بسبب تخوفهم من وصول أسمائهم إلى السلطات السورية، التي تمارس عند معرفتها بأسماء النازحين، ضغوطا على عائلاتهم في سوريا تصل إلى حد الانتقام من بعضهم».
ووفق التقرير، فإن «الغالبية العظمى من النازحين السوريين الذين دخلوا إلى لبنان خلال الأسابيع الماضية قد أتوا من تلكلخ وحمص، وهم يعربون عن خوفهم وقلقهم حيال العودة إلى ديارهم، كما أن معظمهم يشعرون بأن الوضع الأمني هناك لا يسمح لهم بعد بذلك».
وتكرر مفوضية شؤون اللاجئين في كل تقاريرها الصادرة رفض النازحين السوريين «العودة قبل استتباب الاستقرار والأمن في القرى السورية، إذ أن الكثير من الأفراد والعائلات قد تأثروا بشدة جراء الأحداث التي أدت إلى فرارهم، وهم متخوفون من العودة إلى ديارهم قبل استقرار الأوضاع».
وفي سياق متصل، يشير المرعبي إلى أن «المجتمع المدني والجمعيات المحلية تعمل على مساعدة النازحين غير المسجلين وفق إمكاناتها وقدراتها، حيث يتم تقديم المساعدات الغذائية والبطانيات والفرش، كما يتم تأمين المسكن اللائق لعدد من العائلات سواء في شقق سكنية في طرابلس أو في عكار»، متحدثا عن حالات كثيرة يخلي فيها أصحاب البيت اللبنانيين منازلهم وينتقلون للإقامة لدى أقاربهم من أجل إيواء عائلات سورية نازحة.
ويشدد على أنه «من أبرز العوائق التي لم تتمكن السلطات اللبنانية بعد من إزالتها، عدا عن تأمين مسكن للنازحين، عدم تقديم شهادات تعريف عنهم، تمكنهم من التنقل والعمل لتدبير أمورهم اليومية».
«الشرق الأوسط» تنفرد بنشر نصوص وتعديلات ومواقف سوريا واللجنة بشأن بروتوكول البعثة
المعلم رفض في رسالته مشاركة تركيا في مهمة المراقبين وقال إن أنقرة تشكل تهديدا
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين
علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مطلعة، جميع التفاصيل التي تتعلق ببروتوكول بعثة الجامعة العربية الخاصة بسوريا والتعديلات السورية عليها. وأفاد المصدر بأن مهلة الثلاثة أيام تنتهي اليوم الأحد وليس أمس السبت، كما تردد؛ لأن سوريا تسلمت المذكرة في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء، واطلع عليها وزير الخارجية السوري وليد المعلم صبيحة اليوم التالي (الخميس).
وأفادت المصادر بأن سوريا أكدت، في ردها، «عربنة» مهمة البعثة وليس أقلمتها أو تدويلها، وأن التعديل السوري نص على أن تكون اللجنة «عربية التشكيل والمهام»، وتجنب العبارات المطاطة في فقرات تتحدث عن الاستعانة بدول عربية وإسلامية وصديقة. وأضاف أن سوريا ترى أن هذا يسمح بدخول عناصر غير عربية تضع أجندات للتدخل الأجنبي الذي يشكل خطورة على سوريا والدول العربية كلها. وأضافت المصادر أن وجهة النظر السورية ترى أيضا أن تركيا ليست طرفا في حل القضية عربيا، مشيرة إلى أن سوريا ترى كذلك أن تركيا تشكل تهديدا من حيث دخول المسلحين والسلاح والمال، وأن دمشق لا تستبعد مشاركة إسرائيلية غير معلنة، تتمثل في وجود أجهزة اتصالات قوية داخل سوريا ومرتبطة بشبكة مع كل من لبنان وتركيا وأوروبا من خلال غرف عمل متصلة.
وقالت المصادر: إن طبيعة هذه الشبكة تعمل على بث العنف الطائفي على الأرض. وكشفت المصادر عن أن كل التعديل السوري ينصب على أن تكون اللجنة العربية في تشكيلتها عربية، وكذلك في المهام، أما بالنسبة للمواقع التي تقوم بزياراتها فهي مفتوحة ولا تحفظ على أي منها، إذا كانت تشكيلة اللجنة عربية بحتة، ولا تتحدث عن دول صديقة ودول إسلامية.
وكشف المصدر أيضا عن نص في البروتوكول يتحدث عن تأمين سبل الوصول وحرية التحرك الآمن لجميع أنحاء سوريا في الوقت الذي تحدده البعثة بحرية كاملة لزيارة السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة وقصور الرئاسة، وأن تتأكد البعثة من عدم تعرض أجهزة الأمن وما يسمى عصابات الشبيحة للمظاهرات السلمية.
وأشار المصدر إلى أن سوريا سألت: ما المقصود بالشبيحة؟ ومن الذي أعطى هذا الاسم للجامعة العربية؟ مشيرا إلى أن سوريا وافقت ولم تتحفظ أو تعدل الفقرة الخاصة بمنح أعضاء البعثة الحصانات الكاملة، و«لا خلاف إلا في طريقة صياغة ما أشير إليه في مسألة إبعاد أي دول إضافية من البعثة، وأن تقتصر على الدول العربية فقط».
وأضافت المصادر أن الرسالة التي تسلمها الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، من وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تتمحور في مجملها حول أن يكون هناك دور عربي فاعل وحقيقي للاطلاع على ما يجري في سوريا، ويذكر بأن مقترح البعثة كان سوريًا في الأصل؛ حيث طلبت دمشق من العربي، خلال زيارته لها ولقائه الرئيس الأسد في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وذكرت بأنه «هل من المعقول أن تكون في البعثة دول غير عربية وأن تقوم بالتفتيش داخل القصور الرئاسية وأجهزة الأمن؟»، وأضافت أن هذا مقبول إذا كانت البعثة عربية خالصة، أما أن تشمل دولا غير عربية فهذا يعيد للأذهان تركيبة البعثة الدولية التي ذهبت إلى العراق (للتفتيش) عام 1990.
وبالسؤال حول مسألة التوقيع على المذكرة، قالت المصادر: إن آلية التوقيع لم تحدد، ويمكن للعربي أن يقوم بالتوقيع عليها في دمشق مع وزير الخارجية السوري أو يكلف السفير السوري في القاهرة بالتوقيع عليها.
وحتى كتابة هذه السطور، كانت لا تزال المشاورات جارية بين دمشق والجامعة العربية في انتظار رد الدول العربية على التعديلات السورية المشار إليها.
على صعيد متصل، أعلن المؤتمر السوري للتغيير «أنطاليا» تأييده لعزم جامعة الدول العربية فرض عقوبات اقتصادية على نظام الأسد حال لم يوقع على البروتوكول الذي يحدد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سوريا لحماية المدنيين.
وطالب المؤتمر، في بيان أصدره الليلة قبل الماضية، بأن يقتصر أي قرار عربي بفرض عقوبات اقتصادية على أركان النظام ورموزه عبر تجميد أرصدتهم في المصارف العربية تماشيا مع القوائم التي وردت في موجات العقوبات الاقتصادية المتعددة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وبعض الدول المؤثرة على الساحة الدولية ضد الأسد وأعوانه، على حد قول البيان.
وأهاب المؤتمر، في بيانه، بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية اتخاذ القرارات العقابية التي تسهم في إضعاف النظام الذي لن يتوانى عن استخدام الشعب السوري نفسه في مواجهة هذه العقوبات «كدرع اقتصادية» تزيد من حجم معاناته، مشيرا إلى أن أموال النظام والأسرة الحاكمة هي في الواقع أموال منهوبة من مقدرات وثروات الشعب السوري، مشددا على حتمية استعادتها للمساهمة في بناء اقتصاد وطني نزيه بعد زوال نظام الأسد.
يُذكر أن المؤتمر السوري للتغيير عقد في أنطاليا بتركيا خلال الفترة الواقعة بين 31 مايو (أيار) و3 يونيو (حزيران) بمشاركة أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، وعدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية المستقلة، وتم في نهاية المؤتمر انتخاب هيئة استشارية مكونة من 31 شخصا، وتم تفويضها بالعمل على مساندة الثورة الشعبية في سوريا، ثم تم انتخاب المكتب التنفيذي للجنة المكونة من 10 أعضاء. وطالب المؤتمر، في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام السوري بشار الأسد من كل مناصبه ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية إلى أن يتم تشكيل مجلس انتقالي يقوم بوضع دستور جديد والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية مدنية في البلاد.
من جهته، أعلن الأردن أمس أنه على استعداد لإرسال مراقبين ضمن البعثة التي تنوي الجامعة العربية إرسالها إلى سوريا، في وقت أعرب فيه إسلاميو الأردن عن تأييدهم لإرسال قوات عربية إلى هذا البلد «لوقف شلال الدم». وقال وزير الخارجية ناصر جودة في تصريحات صحافية «إن الأردن مستعد للمشاركة في فريق المراقبين العرب الذي قررت الجامعة العربية إرساله إلى سوريا في حال موافقة دمشق».
وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن إن الجماعة تؤيد تدخل قوات عربية في سوريا «لوقف شلال الدم النازف» في هذا البلد. وقال همام سعيد في تصريحات نشرها موقع الجماعة الإلكتروني «إذا لم ينصع النظام السوري للضغوط العربية، فنحن نؤيد تدخل قوات عربية لوقف شلال الدم النازف في سوريا، لكننا نحذر من تدويل الأزمة السورية وتدخل أطراف أجنبية فيها». وأضاف «نطالب جامعة الدول العربية بالضغط السياسي على نظام بشار الأسد سياسيا من خلال تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وإذا لزم الأمر فلتتدخل قوات عربية لحماية الشعب السوري». واعتبر سعيد أن «فتح الباب للتدخل الأجنبي مرفوض»، مشيرا إلى أن «بإمكان العرب بما يملكونه من مقومات مادية وقوات عسكرية إجبار النظام السوري على الانصياع لإرادة الشعب السوري وثورته».
بريطانيا تبدأ محادثات رسمية مع المعارضة السورية.. وهيغ يلتقي وفدا منها غدا
اجتماع لشخصيات معارضة اليوم لتحديد أعضاء الوفد
جريدة الشرق الاوسط
بدأت بريطانيا، رسميا، محادثات مع المعارضة السورية، ومن المتوقع أن يستقبل وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ومسؤولون في رئاسة الوزراء، وفدا من المعارضة السورية غدا. وعينت الحكومة البريطانية سفيرتها السابقة في بيروت، فرانسيس غاي، لتترأس المشاورات مع المعارضة، وقد التقت غاي، أول من أمس، معارضين سوريين في باريس، بحسب صحيفة الـ«إندبندنت».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مجموعة من المعارضين السوريين في الخارج، من بينهم أعضاء من المجلس الوطني السوري، سيلتقون اليوم لتحديد الوفد الذي سيلتقي المسؤولين البريطانيين. وقد بدأت بريطانيا اتصالات بالمعارضة السورية منذ أشهر، لكن بشكل غير رسمي.
وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «وزير الخارجية سيلتقي المعارضة السورية»، وأضافت أن هيغ سيجري الاثنين مباحثات مع ممثلين عن «المجلس الوطني السوري» و«لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا». وصرحت المتحدثة نفسها: «منذ أشهر نجري بشكل منتظم اتصالات مع مختلف الشخصيات السورية المعارضة، الآن نحن نكثف هذه الاتصالات».
وتابعت أنه في إطار «تكثيف» الاتصالات بالمعارضة السورية، قرر هيغ تعيين غاي مسؤولة عن الاتصالات مع المعارضة السورية في الخارج. وقالت المتحدثة باسم الوزارة: «إن وزير الخارجية كلف المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فرانسيس غاي بالقيام بهذه المهمة». وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد.
من جهة أخرى، قال مصدر حكومي بريطاني: «إن ممثلي المعارضة السورية سيلتقون أيضا في لندن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون». كان وزير الخارجية البريطاني قد دعا الأسد إلى التنحي. والاثنين، دعا هيغ في بروكسل إلى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري. وقال: «من المهم جدا أن نفكر في إجراءات إضافية بهدف تشديد الضغط على نظام الأسد». وأضاف الوزير البريطاني أنه يدعم قرار الجامعة العربية في نهاية الأسبوع بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها إلى حين تطبيق الأسد بنود الخطة العربية لوقف العنف. وقال: «إنهم يلعبون دورا قياديا».
إلا أن صحيفة الـ«غارديان» البريطانية ذكرت أنه ليست هناك نية لمنح المتمردين السوريين اعترافا رسميا كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الذي قاتل نظام معمر القذافي. وأضافت أن بريطانيا تدرس إجراءات لتوجيه رسالة إلى دمشق تفيد بأنه من غير اللائق دبلوماسيا مهاجمة سفارات أجنبية.
كان متظاهرون غاضبون قد هاجموا البعثات الدبلوماسية لفرنسا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمغرب. واستدعت فرنسا سفيرها لدى سوريا الأربعاء الماضي بسبب تدهور الوضع الأمني.
كانت دول أوروبية عدة قد ذكرت أنها حصلت على دعم عربي كبير للعمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة يدين انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان الثلاثاء المقبل. وبريطانيا واحدة من 3 دول ترعى هذا النص. وأوضح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، مارك ليال غرانت، أن الأردن والمغرب وقطر والسعودية وافقت على المشاركة في رعاية المشروع على أن تنضم دول عربية أخرى إلى هذه المبادرة.
وقال المتحدث باسم البعثة الألمانية في الأمم المتحدة من جهته إن سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التقوا السفراء العرب في مقر الأمم المتحدة الأربعاء بعد أن أمهلت الجامعة العربية الأسد 3 أيام لإنهاء حملة القمع الدموية.
الى ذلك انضمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الأصوات الدولية المحذرة من خطر اندلاع «حرب أهلية» في سوريا بسبب قمع نظام الرئيس بشار الأسد للحركة الاحتجاجية. وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأميركية، أول من أمس، «أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش إن لم يكن بقيادتهم». وحرصت كلينتون على القول: إن «الطريقة التي رد فيها نظام الأسد (على الحركة الاحتجاجية) هي التي دفعت الشعب إلى حمل السلاح ضده».
وأوضحت كلينتون أن الولايات المتحدة تفضل حركة احتجاجية سلمية ضد الأسد إذ تخشى الولايات المتحدة أن تبرر أعمال عنف تقوم بها المعارضة للأسد اللجوء إلى القمع.
واعترفت في مقابلات مع عدد من شبكات التلفزيون بأن للولايات المتحدة تأثيرا محدودا على الأحداث في سوريا عبر دعمها مبادرات لتركيا والجامعة العربية للضغط على الأسد لوقف العنف.
وقالت لشبكة «إن بي سي» أمس: «أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش إن لم يكن بقيادتهم».
وأضافت الوزيرة الأميركية التي تقوم بجولة في آسيا «نحن بالفعل نرى ذلك وهو ما نكره أن نراه لأننا نؤيد احتجاجات سلمية ومعارضة غير عنيفة».
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف صرح أول من أمس بأن هجوما مثل الذي استهدف مقرا للأمن وشنه منشقون عن الجيش، يمكن أن يقود سوريا إلى حرب أهلية.
وصرح مارك تونر بأنه لا يتفق مع الروس في تحليلهم معتبرا أن أعمال العنف التي تقوم بها المعارضة جاءت ردا على قمع نظام الأسد الذي يؤكد أن الحركة الاحتجاجية يقودها «إرهابيون».
محللون عراقيون: موقف بغداد من الأزمة السورية طائفي
قالوا إن الحكومة العراقية تخشى تولي السنة الحكم في سوريا
جريدة الشرق الاوسط
يرى محللون عراقيون أن رفض العراق تأييد موقف الجامعة العربية تجاه تعامل سوريا مع الحركة الاحتجاجية فيها، خطوة تحكمها دوافع دينية، إذ إن الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة تفضل بقاء العلويين على رأس النظام السوري بدل السنة.
ووفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، يقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل إن «العراق منقسم طائفيا، والشيعة يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد» انطلاقا من العامل الديني. ووفقا لتقرير وكالة الصحافة الفرنسية تشعر التيارات التي تحكم العراق بتقارب أكبر تجاه بشار الأسد ممثل الأقلية العلوية في سوريا منه إلى الغالبية السنية هناك التي تستطيع في حال توليها الحكم أن تدعم العراقيين السنة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع في العراق.
ويرى فاضل أن «التقسيم الطائفي أصبح حقيقة في العراق عبر مطالبة السياسيين بتشكيل أقاليم سنية وشيعية، وسيحدث الأمر ذاته في سوريا، وسيكون النظام فيها مثل النظامين القائمين في العراق ولبنان».
وقررت الجامعة العربية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق عضوية سوريا فيها لحين قبول الأسد تطبيق المبادرة العربية لإنهاء العنف ضد المتظاهرين، كما دعت إلى سحب السفراء العرب من دمشق. وامتنع العراق عن التصويت، فيما صوت اليمن ولبنان وسوريا ضد القرار. ورغم أن جميع القادة الشيعة في العراق أكدوا دعمهم لتطلعات الشعب السوري إلى الحرية فإنهم في الوقت ذاته أدانوا الخطوات التي اتخذتها الدول العربية بحق سوريا، علما بأن هذه الدول العربية تسكن معظمها أيضا غالبيات سنية.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اعتبر أن قرار «تعليق عضوية سوريا غير مقبول، خصوصا أن الجامعة العربية لم تفعل ذلك تجاه بلدان أخرى تواجه أزمات أكبر من سوريا». وبدوره، أبدى الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر رد فعل مماثلا. وقال في رسالة موجهة إلى «الثوار في سوريا الحبيبة» الخميس «كونوا مطمئنين بأني مؤمن تماما بقضيتكم». لكنه لم يدع إلى إسقاط نظام الأسد، وأشار إلى «الفرق الكبير» بين الأحداث في سوريا و«الثورات الكبيرة في تونس ومصر وليبيا والبحرين أو اليمن» التي جرت هذا العام. ولفت إلى أن «أحد الأسباب هو أن بشار الأسد معارض للوجود الأميركي والإسرائيلي ومواقفه واضحة ليس كمثل من سقط من قبله أو سيسقط» بعده. ويرى المحلل في وحدة الاستخبارات الاقتصادية ومقرها لندن، علي الصفار، أن بغداد تفضل المحافظة على الوضع الحالي لأنها «تخشى أن يؤدي سقوط الأسد إلى دعم الغالبية السنية في سوريا، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار ينسحب على العراق أيضا». ويعتبر الصفار أن «الحكومة العراقية اتخذت موقفا مختلفا في الاضطرابات التي وقعت في البحرين» معاكسا لموقفها تجاه الأوضاع في سوريا. وتابع أن «هذا الأمر يصعب شرحه (إلى السنة) وتبريره بدوافع أمنية وليست طائفية».
وبالنسبة إلى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، فإن العراق قلق من دول الخليج.
حلفاء النظام السوري في لبنان واثقون من قدرته على تخطي الأزمة
نائب في كتلة حزب الله لـ «الشرق الأوسط» : سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية بهدف قطع علاقتها بإيران والمقاومة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
يتمسك حلفاء سوريا في لبنان باعتبار أن ما يحصل في سوريا يأتي في إطار «مؤامرة خارجية» تهدف لإضعاف نظام «الممانعة» الأول في المنطقة، منتقدين بشدة قرارات الجامعة العربية وحراكها التصعيدي باتجاه سوريا، باعتباره ينسجم مع «مخطط أميركي» هدفه الأول والأخير «حفظ أمن إسرائيل»، وفي حين يسري التباين في وجهات النظر اللبنانية، بطبيعة الحال، على الأزمة السورية، يحمل مؤيدو النظام السوري على المواقف التي تصدر عن أركان المعارضة اللبنانية والمؤيدة للحراك الشعبي السوري، باعتبارها «لا تزال تراهن على الخارج».
وفي هذا الإطار، اعتبر النائب في كتلة حزب الله كامل الرفاعي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «سوريا تتعرض اليوم لمؤامرة خارجية حيث يمارس نوع من الترهيب عليها بهدف قطع علاقتها بإيران وبالمقاومة في لبنان وفلسطين»، لافتا إلى أن «موقف سوريا الرافض للمغريات جعل معظم الدول العربية وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى بعض الداخل اللبناني يتفقون على ما يشبه تفاهما غير معلن لضرب النظام في سوريا».
وانتقد الرفاعي «الدفع الخارجي والأيادي والأموال العربية التي تدفع باتجاه حرب أهلية في سوريا»، مبديا أسفه «للدور الذي يقوم به جيران سوريا في هذا السياق، ومنهم تركيا التي لا تزال لليوم الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة»، وآمل «ألا يدخل النظام في مسلسل الحرب الأهلية الذي عايشناه في لبنان ونعرف جيدا ما الذي يؤدي إليه»، مشددا على أنه «لا يزال أمام النظام وبعض معارضة الداخل السوري فرصة للجلوس معا على طاولة حوار مشترك لتحقيق الإصلاحات السياسية وحماية سوريا من المخططات الخارجية».
وينسجم موقف الرفاعي مع ما أعلنه أمس نائب حزب الله نواف الموسوي، لناحية قناعته بأن «هدف الحكومات والدول الغربية ليس الديمقراطية ولا الحرية ولا التغيير والإصلاح في سوريا، وإنما استبدال موقعها الذي خسرته في العراق بموقع في سوريا»، لافتا إلى أن «الإسرائيليين يسعون إلى تفكيك الجيش السوري وتحطيم قدراته، ولا مبالغة بالقول إن الجيش السوري ليس هو من يحمي القيادة، إنما القيادة هي التي تحمي الجيش الذي بات الجيش الأقوى في المنطقة بعد تفكيك جيش العراق وخروج الجيش المصري من معادلة الصراع مع إسرائيل».
ورأى أن «الحملة على سوريا تنتج مغانم يتم توزيعها، فالأميركيون والفرنسيون يضعون يدهم على القرار السوري، لكن الجائزة الإسرائيلية هي في عدم وجود قوة عسكرية فعالة لسوريا». وسأل: «هل في لبنان من هو متنبه لمخاطر الحرب الأهلية في سوريا وما سيستتبع ذلك على الساحة اللبنانية»، معتبرا أن «هناك فريقا في لبنان اعتاد على الرهان على التدخلات الخارجية والتطورات الإقليمية من أجل أن يستعيد موقعا فقده، وهذا الفريق سبق أن راهن عام 2006 على هزيمتنا ليمسك بالسلطة منفردا من موقع الاستبداد، وهو اليوم يراهن على نجاح المشروع الأميركي – الصهيوني – الأوروبي – الخليجي في سوريا».
وفي الإطار عينه، حمل وزير الصحة العامة علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس نبيه بري) على «بعض الساسة في لبنان الذين ما زالوا يراهنون على متغيرات في الوضع الإقليمي ومتغيرات في الوضع العربي، ويراهنون ربما على متغيرات ستحصل في سوريا أو غيرها»، داعيا إياهم إلى التغيير في خطابهم باتجاه أن يكون خطابا وطنيا مسؤولا، وإلى «الابتعاد عن المراهنة على الخارج وقياداته». وأكد الثقة بأنه «رغم كل التحدي القائم فسوريا قوية وتستطيع أن تخرج من أزمتها، واستقرار سوريا هو استقرار للبنان والأمن في سوريا هو تعزيز للأمن في لبنان ومصالح البلدين المشتركة ستبقى هي المصالح الحاكمة للشعبين والدولتين مع بعضهما البعض».
بريطانيا قلقة من قيام النظام السوري بتفجير حرب طائفية انطلاقاً من حمص
المهلة العربية انتهت وقوات الأسد تواصل القتل
لم يأبه الرئيس السوري بشار الأسد لانتهاء المهلة التي حدّدتها جامعة الدول العربية لوقف أعمال العنف في بلاده أمس، حيث تواصل أجهزته الأمنية أعمالها العسكرية في عدد من المدن ما أدى الى سقوط 25 محتجاً على الأقل وحملة اعتقالات أدت إلى اعتقال أكثر من 140 شخصاً في محافظة إدلب وحدها.
وأعرب مصدر ديبلوماسي في لندن لـ”المستقبل” أمس، عن “قلق بريطانيا الشديد من الوضع المتدهور في سوريا ولا سيما في مدينة حمص التي سقط فيها أكثر من ألف قتيل حتى الآن، وحيث يبدو أن النظام من خلال استهدافه لهذه المدينة تحديداً يحاول تفجير حرب طائفية لكون المدينة تحوي أغلبية ساحقة من المسلمين السنة”.
ونفى قائد المنشقين عن الجيش السوري أمس، دخول أسلحة مهربة من الخارج إلى المنشقين بعد أن اتهمت دمشق دولاً مجاورة بالسماح بتهريب الأسلحة عبر حدودها في إشارة واضحة إلى تركيا.
وبانتهاء مهلة الأيام الثلاثة، سيكون التعاطي العربي مع النظام السوري رهناً بما ستعلنه الأمانة العامة للجامعة العربية إزاء التعديلات التي طلبت دمشق إدخالها على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا، وهي تعديلات من شأنها إفراغ فكرة المراقبين من محتواها، وقد وصفها رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ورئيس المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير عمار القربي بـ”التهريج”.
وأوضح القربي أن التسريبات تشير إلى أن النظام السوري طلب ألا تضم اللجان أي ناشط في مجال حقوق الإنسان، وأن يكون كل المراقبين الـ500 من الموظفين الرسميين فى الدول العربية، وأضاف “علمنا أن الجامعة العربية سترفض بشكل قاطع هذا التهريج، فالمبادرة واضحة، وهي تؤكد عدم وجود أي قيد أو شرط لحركة المراقبين، وعلى الجميع الانتباه من أن النظام السوري يحاول الإيحاء بأن الجامعة قبلت شروطه وتعديلاته، وهذا أمر غير صحيح”.
ونقلت مواقع للمعارضة السورية عن المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني أن دمشق تعترض على ثماني عشرة نقطة خاصة بالمراقبين مطالبة بدراسة ملف كل مراقب ومنعهم من التواصل المباشر مع الشعب، ومنعهم أيضاً من الوصول الى المستشفيات والسجون، كما عرضت دمشق أيضاً إطلاق سراح المعتقلين على دفعات في مدد غير محددة.
وكشفت مصادر عربية مطلعة لـ”المستقبل” أن الأمانة العامة للجامعة العربية أمام خيار من اثنين، إما أن تعتبر أن التعديلات التي طلبها النظام السوري يجب البحث فيها ما يتطلب انعقاد مجلس الجامعة لبحثها، أو أن تعتبر هذه التعديلات بمثابة رفض لقرار مجلس الجامعة، ما يتطلب من الأمين العام للجامعة نبيل العربي إعلان أن النظام السوري رفض القرار العربي، فيكون ذلك ايذاناً للبدء في تحديد العقوبات الاقتصادية والسياسية والديبلوماسية التي هدد بها مجلس الجامعة في حال عدم تجاوب النظام معه.
وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان أمس إن بلاده لا تنوي التدخل بأي مسائل داخلية لدول أخرى، ولفت إلى أن بلاده تأمل أن يحل الهدوء في سوريا لصالح السلام والاستقرار في المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن أردوغان قوله في “المؤتمر العالمي التركي للمقاولين” في اسطنبول، إنه لا نية لبلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى. وأضاف أن أنقرة على عكس بعض الدول الأخرى التي تهتم فقط بآبار النفط، تقلق بشأن سفك الدماء في بغداد والقدس وغزة وبنغازي وطرابلس وسرت.
وأضاف “أخبرنا المجتمع الدولي خلال السنوات التسع الأخيرة أنه لا ينبغي استعداء سوريا، لكن في الوقت نفسه تلقينا عهوداً من الإدارة السورية بإصلاحات، للأسف لم تحافظ الإدارة السورية على وعودها”.
وقال إن تركيا تأمل أن “تحقق سوريا الهدوء الداخلي من أجل صالح السلام والاستقرار الإقليمي”.
وفي إطار الضغوط على نظام بشار الأسد، يلتقي وفد من المعارضين السوريين غداً في لندن كلا من رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ووزير الخارجية ويليام هيغ.
وتشمل المحادثات ممثلين عن المجلس الوطني السوري وممثلين عن لجنة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي عقب أشهر على اتصالات كانت تجرى خلف الستار مع الأطياف المتعددة للمعارضة السورية. وسيلتقي المعارضون مستشاري كاميرون في 10 داوننغ ستريت.
وأعرب مصدر ديبلوماسي في لندن لـ”المستقبل” عن “قلق بريطانيا الشديد للوضع المتدهور في سوريا ولا سيما في مدينة حمص التي سقط فيها حتى الأن أكثر من ألف قتيل والتي يبدو أن النظام من خلال استهدافه لها تحديداً يحاول تفجير حرب طائفية في البلاد لكونها تحوي غالبية ساحقة من المسلمين السنة”.
وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي أمس أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً في مقرها في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل لحض سوريا على وقف نزيف الدماء.
وقال بيان للمنظمة إنه تمت الدعوة للاجتماع الوزاري في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) لحض السلطات السورية على وقف إراقة الدماء واستهداف المدنيين وتشجيع تنفيذ إصلاح سياسي.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد “تجاوز نقطة اللاعودة” وسيواجه المصير نفسه للزعيمين السابقين الليبي معمر القذافي والعراقي صدام حسين.
وقال باراك في كلمة ألقاها أمام منتدى حول الأمن الدولي في كندا “أعتقد أنه تجاوز نقطة اللاعودة ولا مجال له لاستعادة سلطته أو شرعيته”، معتبراً أن النظام السوري قد يسقط خلال أشهر مع تصاعد الضغط الدولي عليه.
وأضاف باراك “كما أنه بات من الواضح بالنسبة لي أن ما حصل قبل أسابيع للقذافي وقبله لصدام حسين يمكن أن يحصل له الآن”.
ميدانياً، أعلنت لجان التنسيق المحلية في موقعها على الانترنت سقوط أربعة وعشرين قتيلاً أمس، عشرة منهم في حمص وأربعة من القصير، وتسعة في كفر تخاريم بإدلب، وثلاثة في حلفايا بحماه وشخصين في درعا والبوكمال، كما أعلنت سماع إطلاق نار وأصوات تفجيرات متتالية وصل صوتها حتى وسط دمشق وترافقت مع أضواء لمعت فوق مطار المزة العسكري.
وذكرت اللجان أن الجيش “بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماه) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة”.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أكد أن “منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل أربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية – حمص (وسط) ما أسفر عن مقتلهم جميعاً”.
وذكر أيضاً أن “سبعة مدنيين قتلوا في بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب (شمال غرب) خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها”. وأضاف “كما قتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص”.
وأشار الى أن “مواطناً استشهد خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية صباح السبت في بلدة حلفايا (ريف حماه) بحثاً عن مطلوبين للسلطات الأمنية.
يأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنياً بينهم طفلان برصاص الأمن، أربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق وخمسة مدنيين في حمص (وسط) وآخر في ريف حماه (وسط) وطفل في درعا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر في شرطة حمص إن 11 شخصاً بينهم عسكريين قتلوا أمس في هجوم شنه “مسلحون” على حافلة لنقل الركاب. ونقل موقع “سيريا نيوز” عن المصدر قوله إن “المسلحين قاموا بالهجوم بالأسلحة الرشاشة على الحافلة التي كانت تقل ركاباً من بينهم عسكريين وموظفين، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصاً، وجرح 3 آخرين، كما لاذ المسلحون بالفرار” حسب تعبير الموقع السوري.
وأضاف المصدر أن الحافلة تعرضت للهجوم بالقرب من منطقة المشرفة شرق مدينة حمص.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن “الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوباً في مناطق متفرقة من جبل الزاوية بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما” وفي شمال غرب البلاد.
(“المستقبل”، ا ف ب،
رويترز، يو بي اي)
أبو علي، ضابط في الجيش السوري الحرّ: نحن بانتظار الدعم الدولي
أجرت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية (14 تشرين الثاني 2011) حوارا تليفونيا امتد 45 دقيقة، مع الضابط السوري ابو علي قائد “فرقة فاروق” العسكرية التابعة للجيش السوري الحرّ. وقد أكّد ابو علي انه يقود 45 جنديا في منطقة حمص. هنا نص المقابلة:
ما هي مهمتك الاساسية؟
نحن نعدّ العدّة كل يوم لحماية المدنيين الذاهبين للتظاهر. ونقوم ايضا بعمليات عسكرية ضد قوى النظام، وعلى رأسها الشبيحة. نحن نقوم يوميا بعملية أو اثنتين. نضرب بسرعة ونفاجئهم دائما. كل عملية يجب ان تتم بأمر من القيادة العليا، وأن لا تتجاوز مدتها الربع ساعة، أو العشرين دقيقة على الأكثر. ولكن لدينا ايضا مشكلة حقيقية، هي النقص في الذخيرة التي تأتينا عبر الحدود أو نشتريها من الجنود.
ما هي آخر عملياتكم؟
حصلت الثلاثاء الماضي: هاجمنا قافلة من الشبيحة وأحرقنا دبابة وحافلة تابعة لهم. ولكننا أرغمنا على الانسحاب بسرعة. نتيجة هذه العملية، قضى العديد من الشبيحة حرقاً. ولكن النظام ادعى في اعلامه، انهم جنود من الجيش السوري.
لا ضحايا من جانبكم؟
في احدى العمليات التي نفذناها منذ بضعة ايام، أصيب لنا جنديان بجروح بالغة. اثناء المعارك نحظى بعامل المفاجأة وبمعنويات مرتفعة وسط جنودنا؛ عكس أنفار النظام المنهارة معنوياتهم. وهناك الآلاف من المقاتلين الذين يرغبون بالانضمام الينا. وهم ينتظرون فقط مبادرة ما من الأسرة الدولية.
ماذا تفعلون بالجرحى؟
المصابون بالجروح الطفيفة بوسعنا الاعتناء بهم. اما المصابون بجروح بالغة فلا يستطيعون البقاء حيث هم أكثر من يومين في مخبئهم. يتوجب علينا نقلهم الى لبنان مهما كان الثمن. ولكن حتى الآن توفي أربعة منهم في الطريق.
الا تخشون من التسبّب باندلاع حرب أهلية؟
لو كانت الحرب الأهلية واردة لاندلعت منذ زمن. ليس هناك هجوم واحد على كنيسة. النظام هو الذي يقوم بالاستفزازات. اهدافنا عسكرية محض. جيشنا هو ملك كل السوريين، لا حكرا على طائفة واحدة.
ولكن المجلس الوطني المعارض أعلن عن مواقف معادية للعنف….
التظاهرات ما زالت سلمية، ولكن علينا الردّ على العنف. أي شخص يحمل السلاح ضدنا سوف يواجه ردّا سريعا من قبلنا.
ماذا تنتظرون من الأسرة الدولية؟
ننتظر منها الدعم. ومن أولويات هذا الدعم إقامة منطقة حظر جوي ومدّنا بالذخيرة. فنحن أيضا مع الديموقراطية.
ضحايا جدد مع انتهاء المهلة العربية
دمشق تعلن الحدود مع تركيا “منطقة عسكرية مغلقة”
أعلنت مصادر سورية أمس، أن الجيش السوري انتشر على طول الحدود مع تركيا، وأعلن المنطقة بعرض 20 كلم “عسكرية مغلقة”، وتحدثت عن بارجتين روسيتين يفترض أنهما وصلتا إلى سواحل البلاد، وسط عمليات واشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا، في وقت انتهت منتصف الليلة الماضية المهلة العربية لإنهاء العنف، وقالت الجامعة العربية إنها ستصدر بياناً مهماً، وكشف دبلوماسي عربي أن ملاحظات دمشق على بروتوكول المراقبين شملت 18 بنداً .
وأكدت مصادر مطلعة إقامة منطقة عسكرية مغلقة على طول الحدود السورية التركية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع وصول بارجتين حربيتين روسيتين إلى المياه الإقليمية السورية .
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “منشقين هاجموا سيارة تقل 4 عناصر للاستخبارات الجوية قرب قرية المختارة على طريق السلمية حمص (وسط) ما أسفر عن مقتلهم” . و”قتل 7 مدنيين في كفر تخاريم في ريف إدلب (شمال غرب)”.
و”قتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات في القصير في ريف حمص (وسط)، كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص” كما قتل مدني آخر بريف حماة .
وقال أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية “سيتم إصدار بيان بتحديد آخر تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية، والخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار الموقف السوري” .
وقال دبلوماسي عربي في بيروت إن دمشق طلبت تعديل 18 بنداً في الخطة . وأضاف أن “سوريا ترفض السماح للمراقبين بدخول المستشفيات والسجون، كما أنها لا تريد وجود نشطاء مدنيين بين المراقبين . وتصر على أمن السوريين وأمن أي عناصر من الجيش سيرافق المراقبين” .
سورية .ثورة الى اين تتجه؟
راجحة عبود
ترجمة.راجحة عبود
منذ أن اندلعت شرارة الربيع العربي الساخن في تونس قبل بضعة اشهر وتتالت الاحتجاجات في معظم أرجاء العالم العربي والحكام العرب يعيشون ساعات من الرعب الحقيقي على مصائرهم فسقط البعض منهم كريشة في مهب الريح ك زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر ومعمر ألقذافي في ليبيا الذي واجه مصيرا لم يكن يتوقعه، ويترنح البعض قبل سقوطه كعلي عبد الله صالح في اليمن الذي نجى من محاوله اغتيال بأعجوبة وهو يخشى ويرتعب من المصير الذي آل إليه قبل الجميع المقبور صدام حسين وهناك دولا أخرى مرشحه للغرق كدول المغرب العربي الجزائر والمغرب وكذالك بعض دول منطقه الخليج كالبحرين وعمان وأخيرا سوريا التي لها شان أخر فهي ليست كباقي الدول لها خصوصية كخصوصية العراق الذي لم يتهاوى نظامه إلا بفعل تدخل عسكري أجنبي ضخم تمكن من الإطاحة به ولولا ذلك لحدثت جرائم ومذابح كان سيندى لها جبين البشرية عارا ورغم ذالك غرق العراق في مستنقع الاقتتال الطائفي والعرقي واجتاحته موجة من العنف الدموي لم يسبق لها مثيل وراح ضحيتها الآلاف من أبناء العراق الأبرياء خاصة من الأقليات الدينية والمذهبية وهيمنت عليه أزمة المحاصصه الطائفية والفساد وانعدام الأمن , ويبدوا إن هذا السيناريو هو بالضبط ما تنتظره سوريا إذا لم تدعى الأطراف المتحاربة إلى صوت الحكمة لتبحث عن حل امن وسلمي للتغيير دون الحاجة إلى هدم كل شيء وتدمير المؤسسات القائمة كما حصل في العراق الذي وجد نفسه مرغما أن يبدأ من الصفر ليعيد بناء نفسه من جديد ويبدوا الموضوع بلا أمل لحد ألان.
وعودة إلى الثورة السورية ففي أيار الماضي نشرت مجلة نوفيل اوبسرفاتور الفرنسية في عددها المرقم 2428الصادر بين 1و25 أيار 2011 تحقيقا عن الثورة السورية تحت عنوان فيديوهات الحرية جاء فيه :
للمرة الأولى على هذا المستوى ينظم نشطاء الظل أنفسهم عبر العالم بغية نشر الصور الملتقطة سرا للتظاهرات وإعمال القمع الدموي التي تدمي البلد وهم ينتشرون بين بيروت وستوكهولم وباريس حيث يستخدمون التكنولوجيا المتطورة لكسر حاجز الصمت بحسب تعبير كاتب المقال فنسان جوفير Vincent Jauvert الذي كتب يقول .
حدد لي الرجل في بداية أيار في ستوكهولم موعدا في المحطة المركزية وهو مكان عام لدواعي أمنية وللمزيد من الحيطة والحذر بالرغم من حماية البوليس السويدي له عن بعد لمنع رجال الأسد من التحرك نحوه . وصل الرجل وكان شابا طويلا وممتلئ وكان ملتحياً ويضع نظارات طبية على عينية ويحمل جهاز تلفون أيفون، يدعى فداء السيد، وهو مسلم متدين ومن المهووسين بتكنولوجيا المعلومات ومن ثوريي العالم العربي اليوم ويدير من ستوكهولم موقع الانتفاضة السورية على الانترنت وقال لي .-هددتني المخابرات السورية عدة مرات حتى هنا في السويد ويطاردونني لاني اعمل على إخراج صور وأفلام الفيديو عن الثورة في سوريا وأبثها من خلال كل القنوات في العالم .فكيف يقوم بذالك ؟يجيب . لا أستطيع أن اذكر لك كل شيء لان ذالك سيعرض حياة الكثيرين للخطر في سوريا هناك من يموت من اجل يوتوبYouTube والجزيرة ,ففي كل يوم يتطوع مئات من النشطاء المجهولين ويعرضون حياتهم وحياة المقربين منهم للخطر من اجل تصوير التظاهرات الاحتجاجية وما تتعرض له من عمليات قمع . ومن ثم نقل تلك الصور والأفلام إلى خارج البلد فنجاح الثورة مرهون لهذا الثمن , لقد استفاد نظام الأسد من درس مصر وتونس ومنع تواجد التلفزيونات الأجنبية والقنوات الناطقة بالعربية من العمل في سوريا وبالذات قناة الجزيرة فهو يعرف أهمية الدور الذي لعبته في تونس والقاهرة لتأليب المتظاهرين ففي المدن المتمردة تقطع السلطات الكهرباء والهواتف الجوالة والمحمولة وتغلق شبكة الانترنت وتطارد المخابرات المصورين الهواة ومنشطي الصفحات المدونين أصحاب المدونات ويضعونهم في السجون ويعذبونهم ويقتلونهم ويفعل النظام ما بوسعه لمنع خروج أية صورة عن الانتفاضة وللالتفاف على هذه الرقابة الصارمة نظم المنفيون السوريون أنفسهم في شبكة سرية خارج وداخل البلاد ومنهم فداء السيد من اجل القيام بنقل وبث الصور كما كان يفعل راديو لندن إبان الاحتلال النازي والحرب العالمية الثانية حيث هم محاطون بنفس المخاطر الرهيبة فمصير من يمسك الموت المؤكد, وبدون نشطاء الظل هؤلاء وتفانيهم وشجاعتهم وتناوبهم على المهمات في الميدان لا يمكن للانتفاضة أن تستمر، لكانت دارت الثورة الشعبية داخل حلقة مغلقة في بضعة ساعات ومن ثم تتعرض للسحق كما حدث لسابقتها ثورة حماه سنة 1982حيث لم تظهر صورة واحدة تشهد على ذبح 200000 شخص ومن البديهي القول اليوم إن أجهزة الهواتف الذكيةsmartphones وأجهزة المودمModems المرتبطة مباشرة بالستلايت الأقمار الصناعية تقوم بدور الكلاشنكوف والصواريخ لدى التمردات المسلحة ولكن هذه المرة بصورة الصراع اللاعنفي فهي أدوات إستراتيجية , لنستمع إلى رامي نخلة احد اشهر المدونين السوريين الذي هرب من بلده في يناير الماضي واستقر ليعيش منفيا في بيروت وفي البيت الذي يسكنه في الاشرفية الحي المسيحي في بيروت شرح لنا الحاجة الماسة للصور يقول هذا الناشط ذو ال28 عاما : في دكتاتورية كتلك الموجودة في سوريا لا يمكن لثورة سلمية أن تنجح إلا إذا انتشرت المعلومة إذ يجب أن يعرف الناس أن في كل مكان من البلد هناك أناس يفكرون مثلهم ويتظاهرون ضد السلطة وهكذا انهار جدار الخوف وهو الحليف الأساسي للديكتاتوريات وينهار معه النظام , ولأجل إقناع الآخرين يجب أن يمتلك المتمردون الثوار أدوات التصوير وأدوات البث والنقل المباشر القوية والمؤمنة والمضمونة ,
كان اسأمه منجد من أوائل من نظم إدخال معدات وأجهزة الاتصالات سرا وهربها إلى سوريا وتعتبر تجربته المهنية أحد أسباب تحركه لحدوث الحركة فهو ناشط سوري يبلغ من العمر 31 عاما ويعيش في لندن منذ عام 2005 وكان قد درس تكنيك النضال السلمي على يد معلم الطريقة الأمريكي جين شاربGene Sharp وكان موضوع بحثه للماجستير) التكنولوجيا الجديدة والثورات اللاعنفية(وفي الأشهر التي سبقت الانتفاضة كان مع غيره قد شارك في حلقات دراسية حول هذا الموضوع نظمت لبضعة عشرات من السوريين من داخل سوريا وقد نظمت سرا داخل بلدان لايحتاج السوريين تأشيرات لدخولها وزيارتها مثل تركيا والأردن وقد أسهم عدد من المتدربين القادمين من الداخل في نهاية الدورات التدريبية في أن ادخلوا مبكرا عدداً كبيراً من المعدات والأجهزة الحديثة لهذا الغرض قبل تفجر الاحتجاجات ويقول أسامة منجد بهذا الصدد : قمنا أنا وأصدقائي بتمرير مودم يتصل مباشرة بالأقمار الصناعية وأجهزة هواتف جوال ومحمولة متطورة جدا ومزودة بكاميرات حساسة وأجهزة حاسوب محمولة ومبرمجة مسبقا منذ شهر شباط الماضي وبعد سقوط بن علي في تونس شعرنا بان السوريين سوف يتحركون بدورهم , وكنا نعرف إن الأسد سوف يمنع القنوات الفضائية الأجنبية وسوف يقطع الاتصالات الهاتفية الجوالة والانترنت وتعين علينا منع الإغلاق المبرمج والتحايل عليه . ويؤكد أسامة منجد إن المجموعة التي ينتمي إليها وهي شام نيوز حيث يوجد مقر الانترنت والمواقع التابعة لها في الولايات المتحدة الأمريكية قد افتتحت في نهاية شباط الماضي أي ثلاثة أسابيع قبل بداية الثورة وقد عملت المجموعة على تسريب وتهريب بضعة مئات من الأجهزة إلى داخل سوريا وتؤكد إن تمويلها جاء من قبل رجال الإعمال الذين يقيمون بالمهجر وليس من وزارة الخارجية الأمريكية كما ينوه البعض.ومن ثم قامت شركات سرية بتهريبها عبر المطارات البعيدة في المحافظات النائية أو عبر الحدود الأردنية واللبنانية والتركية ولم يكن الأمر صعبا أو معقدا حسب تصريحه. وكان رامي نخلة قد صرح أيضا انه من المعجبين بالمنظر الأمريكي للنضال اللاعنفي جين شارب والتقى مع فريق الانترنت خلال حملة اوباما الانتخابية في شباط 2010 ونشر على مدونته الكتاب الذي ألفه الزعيم الروحي لحركة النضال اللاعنفي الذي يستخدم كدليل عمل للعديد من الناشطين السوريين في الداخل بعد سحبه وطبعة من هذه المدونة ويذكر إن صفحة الثورة السورية على الفيس بوك تضم 175000 عضو نصفه من داخل سوريا وحتى الموقع الرئيس لحركة الاحتجاج من يديرها ثلاثون متطوعا في ستوكهولم وبروكسل وغيرها من المدن في العالم لاسيما دول الجوار وبشكل يومي بالتعاون مع نشطاء من داخل سوريا وهم الذين يحددون مسبقا الشعارات التي تردد في التظاهرات ويشرف عليها فداء السيد وهو الذي أطلق نداء التمرد في 15 آذار الماضي حيث إن والده قيادي كبير في حركة الإخوان المسلمين وهو كذالك من الإخوان المسلمين اللاجئين في السويد وفي منتصف شهر نيسان التقى في القاهرة مع زميله المصري المشهور وائل غنيم بغية التنسيق والاستفادة من خبراته .
وعلى غرار أسامة منجد قام عدد كبير من أللاجئين والمهاجرين السوريين في مختلف أنحاء العالم بتنظيم أنفسهم في شبكات خاصة بهم وعدد كبير منهم قام هو أيضا بتسريب وتهريب أجهزه ومعدات اتصال إلى داخل سوريا وبالأخص مودم الاتصال المباشر بالستلايت من طراز انمارسات وهو الأغلى من بين الأجهزة والمعروف عنه صعوبة التحقق من مكانه ومن الرياض في السعودية تكفل الناشط والمتخصص بالإعلانات فراس اتاسي بتمرد مدينة حمص الواقعة غرب الحدود اللبنانية حيث تشتهر عائلته هناك وفي منطقة سلف سيرنغSilver Springs في الولايات المتحدة الأمريكية يضع عمار عبد الحميد احد أبناء العائلة حيث أن والدته ممثلة ووالدة مخرج وهو يتكفل بمدينة دمشق حيث يوجد لديه العديد من الأصدقاء .وهناك من أمثاله نشطاء التكنولوجيا الدولية ألمتقدمة , الكثيرون في تركيا ولبنان والكويت استراليا وهناك عمليات تنسيق بين مختلف المجموعات والبعض يعمل بصورة انفرادية وفي فرنسا أيضا هناك من يرأس شبكة من ناشطي الانترنت وهو عمرو طالب الحقوق ذو ال29 عاما يعيش في شقة من غرفتين يتقاسم أجرتها مع شخص آخر وتقع
في احد ضواحي غرب باريس وهو ينشط حتى تتحقق الديمقراطية والحرية في بلده أخيرا على حد تعبيره. ويفضل البقاء مجهول الهوية ويعمل بالسر لان أهله وأقارب مازالوا يعيشون في دمشق.ووالدته رفضت التحدث معه عبر الهاتف لخوفها وخشيتها، وهي محقه كما يقول. وهو على اتصال دائم مع فداء السيد في ستوكهولم واحد أهم المزودين لفداء بالفيديو عن الاحتجاجات والتظاهرات . ينظم من جانبه عمليات البث المباشر للأفلام عبر الجزيرة و ليس فقط على الانترنت حيث تصله من الداخل صور وأفلام من عدة مدن متمردة ومعروفة وهو يعمل تقني فني. بالتعاون مع ثلاث أصدقاء لاجئين مثله في فرنسا ويبدو كأنه يقوم بتحضير عرض مدهشا.
في 29 نيسان وكان يوم جمعه حيث تبدأ بعد الصلاة المظاهرات في سوريا كانت جمعة الغضب ابتدأ من الساعة الواحدة ظهرا كانت صالة الجلوس في بيت عمرو الذي يستخدم في الليل كأستوديو تسجيل ومزج الأصوات , مليئة بالحواسيب وأجهزة الهواتف الذكية أيفون ومطفأة السكائر مليئة بالإعقاب ويتطاير منها الدخان وكان الطالب عمرو قلقا وينتظر أخبارا من وسطاء والمنسقين معه من النشطاء في بانياس احد أهم المدن المتمردة وكان قد سلمهم أجهزة هواتف ذكية وكاميرات وأجهزة مودم مرتبطة مباشرة بالأقمار الصناعية قدمها هدية احد أطباء المهجر السوريين من الميسورين والأغنياء كما يقول عمرو : أمضيت الليل وانأ اشرح لأحد شبابنا هناك كيف يقوم بتنصيب البامبوزرBambuser وهو برنامج حاسوبي يشبه المعجزة الذي يسمح بالبث المباشر عبر التلفون مباشرة وينقل الصور والأفلام التي يصورها التلفون الذكي وبنوعية ممتازة . وكان هذا البرنامج قد اعد أساسا كأداة للتسلية وهو يفيد تشاطر لحظات جميلة وحميمة بين الأصدقاء والمقربين بواسطة الإرسال المباشر أينما كانوا وكان النشطاء التونسيون أول من استعمله لأغراض أخرى ونقلوا بواسطته أحداث ثورتهم بالبث المباشر لكل أنحاء العالم . جاء نداء هاتفي من بانياس عبر السكايب “لقد تم الأمر ونحن جاهزون “صعد أسامة إلى سطح البناية وبدأت المظاهرة وبدا يصور . اتصل عمر من باريس بالدوحة في قطر حيث مقر قناة الجزيرة والإجابة جاهز هناك وبالانتظار وقال لمحدثه في الجزيرة نحن جاهزون وصلت الصور للجماهير المحتشدة إلى حاسوبه وبعد ثلاث ثوان ظهرت نفس الصور والأفلام على شاشة تلفزيون الجزيرة واكتشف ملايين المشاهدين لهذه القناة مباشرة وبالبث الحي ما يحدث في بانياس في جمعة الغضب عبر برنامج بامبوزرBambuser وغرفتين متواضعتين في إحدى ضواحي باريس .
في بداية الانتفاضة السورية كانت قناة الجزيرة مترددة )وكانت تشكك بصحة الأفلام وترفض البث المباشر من سوريا( كما يقول فداء السيد في ستوكهولم في السويد ولقد فهم النشطاء المحركون للأحداث في سوريا إن قناة الجزيرة التي وقفت بقوة وبكل ثقلها إلى جانب المعارضين للقذافي والمعارضين لبن على ومبارك . تريد إن تعرض عن بشار الأسد وتجنبه سهام نقدها المباشر حيث كان للزعيم السوري علاقات طيبة مع أمير قطر ودولة قطر ولكن لهجة القناة تغيرت في منتصف نيسان بشكل راديكالي ولا احد يعرف الأسباب ربما بأمر من أمير البلاد .على أية حال تم إغلاق مكاتب الجزيرة في دمشق وباقي أنحاء سوريا واعتقلت إحدى مراسلات القناة الناطقة بالانجليزية وهي الصحافية دورني بحافز ورحلت سرا إلى إيران .اليوم الجزيرة تحارب النظام السوري إلى جانب المعارضين بالتعاون مع شبكات المنظمين والمعارضين في الخارج من اجل الحصول على أفضل الصور والأفلام عن المتظاهرين والتظاهرات خاصة بالقناة.
في 22 نيسان ذهب فداء السيد إلى الدوحة قادما من السويد لمقابلة رؤساء القناة. حيث كانت رحلة سرية ليضلل المخابرات فغير الفندق الذي ينزل فيه من باب الحيطة والحذر.وقد استقبلوه داخل قناة الجزيرة بحفاوة وقالوا له ألان لديكم قناة مفتوحة وتحت تصرفكم أملين أن تخصها بالأفلام الأقوى وألا تسلمها لمنافسيهم كقناة العربية وألبي بي سي العربية . ألان فداء السيد رفض التعهد بعدم بث الأشرطة والأفلام في قنوات أخرى وقد نصحه رؤساء الجزيرة من اجل تسويق قضيته بشكل أفضل أن يركز التصوير على الأطفال والنساء والتشديد على الشعارات السلمية وطلب فداء من الجزيرة إن تحترم تعليمات الحفاظ على هوية وامن الأشخاص ومحو كل ما يقود إلى التعرف إليهم قاصداً المصورين خشية أن ترصدهم أجهزة المخابرات السورية بفضل صورة واحدة يمكن أن تدل عليهم . الكابوس المهيمن على الجميع هو الوقوع بين يدي جلادي الأسد.
ونحن في شقة عمرو في ضاحية باريس الغربية وصلت صورا أخرى على السكايب فيبادر فورا قائلا يجب أن يتوقف لأنه صار يصور وقتا طويلا ويجب أن يأخذ مكانه ناشط أخر فأنهم يعرفون و متأكدون انه بعد ثلاثين دقيقة يمكن لقوى الأمن والمخابرات تحديد مكان من يستخدم برنامج البامبوزر للبث المباشر دون الحاجة بالمرور عبر شبكة الانترنت الوطنية لذالك يجب وقف الإرسال ومنذ بداية التمرد اخذ عمرو جميع أشكال الحيطة على الشبكة فقد توقف عن إرسال هواتف الثريا لان من السهل التصنت عليها والتقاط إشاراتها ويفضل عليها أجهزة الايرديوم الأغلى ولكنها الأكثر أمانا . ولوضع أفلام وصور على موقع يوتوب ينصح وسطائه والمتعاونين معه استخدام برنامج مؤمن يسمى يوستاندت إذ مع هذا البرنامج لا يوجد اثر على حاسوب الشخص الذي يستعمله لو تم توقيفه ولا يجد عناصر المخابرات ما يثبت تورطه على قدر تأكيده.
يشن رجال النظام حملة شعواء وبلا هوادة ضد هؤلاء المصورين مجهولين الهوية فهناك منظمتين أمنيتين للدولة و60000عنصر مكلفين لمطاردتهم والبحث عنهم وتعقبهم .
والنشطاء المتمرسون منذ أمد طويل يعرفون كيف يتحايلون ويتفادون الوقوع في الفخ فهم مدربون جيدا لذالك . ففي السنوات القليلة المنصرمة تابع بعض النشطاء في مجال الشبكة العنكبوتية دورات تدريبية عن حماية المعلوماتية في الخارج وقامت العديد من المؤسسات الغربية بتنظيم دورات دراسة سمينسترات لهم سرا في الدول المجاورة لسورية ففي الأردن تكفلت المنظمة الايرلندية للمساعدات الإنسانية المسماة فزتالين بإقامة لهؤلاء المتدربين دورات بكيفية محو المعطيات الحاسوبية عن بعد وكيف يتبادلون سرا الرسائل الالكترونية بدون اثر وخزن الملفات الحساسة خاصة الفيديو والأفلام خارج أجهزتهم على مواقع خارجية مخصصة لهم . كان الناشط رامي نخلة المقيم في بيروت قد حضر بنفسه إحدى الدورات التدريبية من هذا النوع في الولايات المتحدة الأمريكية في شباط 2010.
يبدو إن هؤلاء الناشطون ليسوا كلهم متمرسون فاغلب المصورين الهواة حديثين عهد ومنذ فترة قصيرة فلم يكن لهم الوقت لتعلم التقنيات لذالك تم رصد الكثير منهم بسهولة من قبل المخابرات السورية وعددهم كبير : ولا أستطيع أن أحصي لك عدد المتصلين من النشطاء الذين يقبعون في السجون كما يؤكد احد المسئولين عن إحدى الشبكات . البعض يعرض نفسه لمخاطر كبيرة عن معرفة مسبقة بالخطورة ,وصف لنا احد النشطاء على الشبكة عندما تم تطويق كل شيء في درعا وقطعت الكهرباء والانترنت ولم يبق تلفون فضائي يعمل بصورة طبيعية حاول احد الشباب المستحيل فقاموا بشحن هواتفهم العادية بمولدات الكهرباء وصورا عمليات القمع للمتظاهرين ومن ثم هربوها سرا في ألليل من المدينة عبر الحقول ليصلوا إلى قرى مجاورة ويسلموا أجهزتهم لأناس على اتصال وتنسيق معهم قدموا من الأردن من اقرب نقطة ولذلك وفي أسوا الظروف وصلت صور وأفلام من المدينة المستباحة الشهيدة وخرجت من البلاد .
ومن اجل التصدي لمثل هذه الإعمال الجريئة لجا النظام إلى أحقر الوسائل فإما يقتلهم بعد القبض عليهم أو يقوم بتعذيب هؤلاء النشطاء ويحاول قلبهم لصالحه واستخدامهم كعناصر اختراق أي جواسيس له لكشف الآخرين , وأحيانا يستخدم وسائل أكثر عجالة وفعالية كما يقول عمرو من خلال هذه القصة . في بداية أيار مايو في احد القرى القريبة من درعا صور احد النشطاء ميليشيا الأسد هي تضرب احد المتظاهرين حتى الموت , وعندما شاهدت السلطات الفلم على الجزيرة أمرت الجيش بتطويق المنطقة ومحاصرتها وأطلقوا إنذارا للسكان أما أن يسلموا المصور الناشط وأما اقتحام المدينة ففضل سكان القرية الحل الثاني ودخلت قوات الجيش بقوة للقرية واقتحمتها .
وقد طورت المخابرات أساليبها وتقنياتها في رصد وتعقب المصورين مستفيدة من الدعم التكنولوجي الذي قدمته لها زميلتها المخابرات الإيرانية التي سحقت )الثورة الخضراء( سنة 2009 فقد صاروا يعرفون بعض من يحملون الهواتف الفضائية وذالك )بنفخ أو توسيع مرسلات GSM ولذالك يلتقطون إشارات تلك الأجهزة والهواتف المتصلة مباشرة بالستلايت وبذالك يكشفون عن إحداثيات ومواقع الاتصال جغرافيا وقد وقع احد شبابنا بأيديهم بهذه الطريقة ووضع في السجن. كما يقول فداء السيد في ستوكهولم) واكتشفنا السر والثغرة لمعالجة ذالك فأجهزة النظام لا يمكنها سوى كشف الهواتف التي تتصل أوتوماتيكيا بالشبكة فطلبنا من شبابنا اللجؤ إلى الطريقة اليدوية والتوقف عن الاتصال الآلي(, وهذه المعركة بالصور والرسائل التكنولوجية المتاحة وإعمال منذ اشهر حيث بدا كل شيء في 15 آذار عندما نزل حوالي 30 شخصا إلى سوق دمشق القديم قرب الجامع الأموي وهتفوا ) ياسوريين انهضوا( وصوروا تظاهرتهم الصغيرة وتم اعتقالهم جميعا ولم يخرجوا من السجن أبدا ودار الفيلم قبلهم حول العالم حيث كانت الشرارة التي أطلقت الانتفاضة وسوف تنجح عندما يتمكن الشباب من احتلال إحدى ساحات دمشق الكبرى ويصور المشهد بالبث المباشر على الجزيرة كما يحلم رامي نخلة ويشاطره المجهولين الذين يحلمون مثله هذه الأمنية.
جامعة الدول العربية ترفض التعديلات السورية على بروتوكول المراقبين
أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان أن التعديلات والإضافات التي طلبت سوريا إدخالها مشروع وثيقة البروتوكول المتعلّق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة ارسالهم الى سوريا “تمس جوهر الوثيقة، وتغيّر جذرياً طبيعة مهمة البعثة”.
وقال البيان إنّ “التعديلات والإضافات التي اقترح الجانب السوري إدخالها على وثيقة البروتوكول تمسّ جوهر الوثيقة وتغيّر جذرياً طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفي الحماية للمدنيين”، وأوضح البيان أن هذا الرد جاء بعد مشاورات أجراها الأمين العام للجامعة نبيل العربي مع “رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية”.
وبعد أن أشار إلى أن “مهمة الامين العام ليس منوط بها التفاوض مع الحكومة السورية لتغيير مهمة بعثة المراقبين وطبيعة عملها”، أكد بيان الجامعة “ضرورة اتخاذ الاجراءات الفورية لحقن دماء الشعب السوري وضمان أمن سوريا ووحدتها وسيادتها وتجنيبها التدخلات الخارجية”، كما شدد على “تمسك جامعة الدول العربية بمعالجة الأزمة السورية في الاطار العربي من خلال وضع حد لاستمرار العنف والقتل والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في التغييرات والاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنشودة”.
(أ.ف.ب)
المرصد السوري: ثلاثة قتلى برصاص القوات السورية اليوم حتى الآن
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثلاثة مدنيين سوريين على الأقل قتلوا اليوم الأحد وجُرح آخرون خلال عملية أمنية وعسكرية في بلدتي القصير وتفتناز بعيد انتهاء المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية لوقف اعمال العنف في سوريا.
وجاء في بيان للمرصد: “بدأت قوات عسكرية وأمنية تضم العشرات من الآليات العسكرية المدرعة، بينها دبابات وناقلات جند مدرعة، عملية عسكرية وأمنية في بلدة تفتناز الواقعة في ريف ادلب صباح اليوم (الاحد) ما اسفر عن استشهاد مواطن على الأقل وإصابة خمسة بجراح حتى الآن”، وأضاف البيان أن “مواطنين آخرين استشهدا قبل قليل إثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة القصير (ريف حمص) التي تشهد عملية امنية وعسكرية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة”، وأشار المرصد إلى “تشييع جثمان مواطن اختطفه حاجز للامن والشبيحة قبل اسبوع وأُعيد الى ذويه اليوم جثة هامدة في بلدة كفرلاها الواقعة في الحولة (ريف حمص)”.
24 قتيلاً في سوريا أمس.. وإطلاق نار كثيف منذ الفجر بدمشق وريفها
أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد القتلى أمس السبت في اليوم الأخير قبل انتهاء المهلة التي أُعطيت للنظام السوري من جامعة الدول العربية لقبول الورقة العربية “وصل إلى 24 شخصاً في مناطق مختلفة من البلاد”، ويتزامن ذلك مع استمرار المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
هذا وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن إطلاق نار كثيفاً يتواصل منذ ساعات الفجر بجانب فرع الجوية في القابون بدمشق، وبريف دمشق بزملكا، وكذلك في حرستا من الكازية والمواصلات عند فرع الأمن الجنائي.
(الجزيرة)
“الجيش السوري الحر” يتبنّى هجوماً بالقذائف الصاروخية على مقر “البعث” بدمشق
نقلت وكالة “رويترز” عن سكان سوريين قولهم إن قذيفتين صاروخيتين على الأقل أصابتا أحد المباني الرئيسية لـ”حزب البعث” السوري الحاكم في دمشق اليوم الأحد في اول هجوم للمحتجين تتحدث عنه الأنباء داخل العاصمة السورية.
وقال شاهد طلب عدم نشر اسمه: “قوات الأمن أغلقت الميدان الذي يقع فيه فرع حزب البعث بدمشق، لكني رأيت دخانا يتصاعد من المبنى وسيارات اطفاء تقف حوله، ولقد وقع الهجوم قبيل الفجر مباشرة وكان المبنى خاليا في معظمه، يبدو أنه كان يهدف لأن يكون رسالة للنظام”.
ولاحقاً أعلن “الجيش السوري الحر” الذي يضم منشقين عن الجيش السوري مسؤوليته عن الهجوم.
(موقع رويترز)
تحذيرات من العنف الطائفي بسوريا
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حربا أهلية مرعبة -على حد تعبيرها- تجري في مدينة حمص السورية، حيث العنف المتبادل بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه وصل إلى قطع الرؤوس والخطف وتهجير الأهالي.
ووصفت الصحيفة ما يجري في حمص بأنه يمثل صورة واضحة لما يمكن أن تكون عليه الحرب الأهلية إذا انتشرت في أنحاء البلاد. الوضع في حمص استدعى المتحدث باسم المعارضة السورية لوصفه بأنه “تهديد محفوف بالمخاطر للثورة السورية”، بينما وصفه مسؤول أميركي بأنه “يذكر بما جرى في يوغسلافيا السابقة” من أحداث أدت إلى دخول مصطلح “التصفية العرقية” إلى القاموس السياسي في تسعينيات القرن الماضي.
وكانت مدينة حمص، ثالث مدن سوريا قد برزت منذ بداية الثورة السورية كمحور من محاور الاحتجاج على النظام، وأصبحت مأوى وقبلة للثائرين السوريين الباحثين عن ملجأ. وتشن قوات الأمن السورية حملة مستمرة إلى اليوم لاستعادة السيطرة على المدينة، جرت خلالها دماء كثيرة.
وتتمتع حمص بتنوع ديني، حيث فيها أغلبية سنية إلى جانب أقليات مسيحية وعلوية، وهي مثال على التنوع الموجود في سوريا بشكل عام. ورغم أن الرئيس السوري بشار الأسد ينحدر من الطائفة العلوية التي يستمد منها معظم قوته، إلا أن هناك جزءا من العلويين انضموا إلى الثورة السورية، وفي المقابل هناك سنة ما زالوا يؤيدون النظام.
وتقول الصحيفة، رغم عدم وجود قتال واسع بين المنشقين وقوات النظام في حمص، إلا أن المدينة قد جرّت إلى صراع طائفي. وقد بدأت قناعة بأن النظام غذى الشعور الطائفي في المدينة ليستفيد من التشرذم بين قوى المجتمع تطبيقا لمبدأ فرّق تسد، بالانتشار بين سكان المدينة.
ناشط سني من حمص قالت الصحيفة إنه تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قال إن الميليشيات المسلحة العنيفة موجودة عند جميع الأطراف.
قال الناشط: “الشبيحة لدى كلا الجانبين اليوم. أنا أشعر بالاشمئزاز مما يحدث في سوريا، وخائف من الآتي”.
وقالت الصحيفة إن حوادث الخطف تتكرر في المدينة، وأصبحت في حلقة مفرغة من الصعب تحديد من بدأها.
واتهم ناشط سوري من حمص -قدمته الصحيفة على أنه أبو حسن- النظام السوري بخداع الرأي العام داخل وخارج سوريا. واتهم أبو حسن النظام بتغيير ألوان الدبابات والمدرعات من اللون العسكري إلى الأزرق لإيهام الناظرين بأن الشرطة هي التي تواجه الاحتجاجات وليس الجيش. يذكر أن قرار الجامعة العربية ألزم النظام السوري بسحب الجيش من الشوارع.
وقال أبو حسن “يريد النظام أن يقول للمراقبين العرب إن الشرطة هي التي تواجه المحتجين، وليس الجيش أو قوات الأمن”.
وكانت سوريا قد وافقت أمس الجمعة على استقبال 500 مراقب بناءً على طلب الجامعة العربية. أمين عام الجامعة نبيل العربي قال إن سوريا قبلت القرار لكنها طلبت بعض التعديلات.
ونسبت الصحيفة إلى ناشط سوري علوي اسمه محمد صالح -وهو معارض للنظام وشيوعي وسجين سياسي سابق- قوله إن على الثوار السوريين تقديم صورة أفضل من النظام الذي يقاتلون ضده، وإلا فإن الخطر سيحدق بالبلاد من جميع الجهات.
نيويورك تايمز
أبرز عناوينه “إسقاط النظام” و”سوريا جديدة“
الوطني السوري يعلن برنامجه السياسي
أعلن المجلس الوطني السوري أحد أقطاب المعارضة السورية مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل آلية إسقاط النظام والمرحلة الانتقالية ورؤيته “لسوريا الجديدة”، يأتي هذا في وقت أعلنت فيه لندن أنها ستلتقي وفدا من قادة هذه المعارضة وسط تأكيد كندي بأن عملية الناتو في ليبيا ليست مثالا يحتذى به للتدخل العسكري في سوريا.
قال المجلس في بيان الأحد إنه مؤسسة سياسية اعتبارية تمثل معظم القوى السياسية السورية المعارضة للنظام وقوى الحراك الثوري ويعمل كمظلة وطنية عامة مؤقتة تعبر عن إرادة الشعب في الثورة والتغيير.
وأضاف أنه يسعى إلى بناء “سوريا جديدة”، دولة ديمقراطية مدنية تعددية نظامها جمهوري برلماني، السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهم عن طريق خطوات عدة على رأسها “إسقاط النظام القائم بكل رموزه”.
وشدد المجلس -الذي أسس في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في مدينة إسطنبول التركية- على ضرورة “الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرها”، كما أكد سعيه إلى توحيد جهود “الحراك الثوري والمعارضة السياسية”.
وبشأن المرحلة الانتقالية، ذكر البيان أن المجلس سيتولى مع المؤسسة العسكرية تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وأمن البلاد وسيصار إلى تشكيل حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد وتنظم انتخابات حرة خلال سنة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية مهمتها وضع دستور جديد يقره الشعب عبر استفتاء عام.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أعلن أنه سيجري غدا الاثنين محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفد كاميرون، في أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية.
قائد عملية الناتو في ليبيا قال إنه يجب ألا تكون ليبيا نموذجا للمستقبل، لأن سوريا مختلفة، فهي تقع في الشرق الأوسط ولها جيران مختلفون
ليبيا وسوريا
وفي كندا اعتبر بيتر ماكي وزير الدفاع الكندي، والجنرال الكندي شارل بوشار الذي قاد عملية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، أن هذه العملية ليست مثلا يحتذى به للتدخل العسكري مستقبلا في سوريا.
وقال ماكي -أمام منتدى بشأن الأمن الدولي- إنه “علينا أن نكون حذرين في استخدام هذه المقاييس، ومن الأفضل عدم التسرع”، مضيفا أنه يجب التنبه وعدم نسخ كل ما حصل في ليبيا لتطبيقه في سوريا وإيران وكوريا الشمالية.
وأشار إلى “أن هناك بالتأكيد عنفا في سوريا، لكن ليس في وضع يتيح تطبيق نظرية مسؤولية حماية المدنيين”، معتبرا أن هذه النظرية في القانون الدولي محصورة في الإبادة الجماعية.
من جهته، قال الجنرال بوشار إنه يجب ألا تكون ليبيا نموذجا للمستقبل، “فسوريا مختلفة، لأنها تقع في الشرق الأوسط ولها جيران مختلفون، كما تحظى بدعم إقليمي”، في إشارة إلى إمكان تورط إيران في النزاع في حال حصول تدخل عسكري ضد سوريا.
وفي المؤتمر نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الأسد “تجاوز نقطة اللا عودة”، وإنه سيواجه المصير نفسه للزعيمين الراحلين الليبي معمر القذافي، والعراقي صدام حسين.
وأقر بأن إسرائيل “يمكن أن تستفيد” من تغيير النظام في سوريا، لكنها “لن تكون الوحيدة”، لافتا إلى أن “هذا الأمر قد يصب في مصلحة الشعب السوري”، وشدد على أن إسرائيل “لا تؤدي أي دور” في سوريا.
وكالات
في مقابلة مع صنداي تايمز الأسد يحذر من زلزال بالمنطقة
حذر الرئيس السوري بشار الأسد من زلزال قد يهز منطقة الشرق الأوسط إذا ما تعرضت بلاده لتدخل عسكري من الخارج، متهما جامعة الدول العربية بتبرير التدخل الخارجي، وتعهد بملاحقة معارضيه.
وقال الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن الحل لا يكمن في سحب قواته من المدن، بل بالتخلص من المسلحين الذين يتهمهم بإطلاق النار
واعتبر الأسد تحركات الجامعة العربية ومبادرتها لوقف العنف في بلاده، محاولة عربية لتقديم ذريعة للغرب من أجل التدخل العسكري.
ولكنه حذر من أن عواقب أي تدخل ستنطوي على زلزال يهز منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وقال إن السبيل الوحيد هو “البحث عن المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة، ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة، ومنع التخريب، وفرض النظام والقانون”.
وأشار إلى أن الصراع سيستمر، شأنه في ذلك شأن الضغط على سوريا، ولكنه قال “أطمئنكم بأن سوريا لن تخضع وستمضي في مقاومة الضغوط التي تواجهها”.
أخطاء
وعن مدى قناعته بأن قواته الأمنية كانت عدائية تجاه المحتجين السلميين، واعتقلت الآلاف، أقر الأسد بوقوع أخطاء، ولكنه أكد أنها أخطاء فردية وليست مسؤولية الدولة.
وقال “نحن كدولة، لا نتبنى سياسة القسوة مع المواطنين”، مشيرا إلى أن الجنود الذين أطقلوا النار على المتظاهرين السلميين اعتقلوا في المدن التي ورد فيها أسوأ الفظائع.
لكن الأسد زعم أن المعارضة بالغت في أعداد القتلى، وقال إن بعض الضحايا الذين أعلن عنهم اتضح لاحقا أنهم أحياء.
ونفى أن يكون عدد القتلى قد وصل إلى 3500، مؤكدا أن عددهم لا يتجاوز 619 وينقسمون إلى ثلاث فئات: محتجون قتلوا أثناء تبادل النار بين قوات الأمن و”العصابات المسلحة”، وضحايا القتل الطائفي وأخيرا المؤيدون للنظام الذين قتلوا بسبب دفاعهم عن قضية الحكومة، حسب تعبيره.
ويشير الرئيس السوري إلى أن 800 قتلوا من قواته الأمنية، بعضهم على أيدي إسلاميين، والبعض الآخر من قبل منشقين عن الجيش.
إصلاحات
وفي ما يتعلق بمطالب المحتجين، قال الأسد إنه بدأ بالفعل بإجراء إصلاحات بعد مرور ستة أيام على بداية الاحتجاجات في سوريا، “غير أن بعض المعارضين ردوا عليها بحمل السلاح”.
وأضاف “بعد مرور نحو ثمانية أشهر، اتضحت الصورة، فالأمر لا يتعلق بمظاهرات سلمية بقدر ما هي عملية مسلحة”.
وقال إن حكومته ماضية في إجراء انتخابات في فبراير/شباط المقبل أو الشهر الذي يليه، مؤكدا أنه سيكون هناك برلمان جديد وحكومة جديدة ودستور جديد يحدد انتخاب الرئيس.
ولدى سؤاله عن مدى استعداده للقتال من أجل منصب الرئاسة، أجاب “بالتأكيد لا، فأنا سأقاتل من أجل سوريا وشعبها”.
تايمز
هجوم صاروخي على مقر البعث بدمشق
تعرض مبنى رئيسي لحزب البعث الحاكم في دمشق لهجوم صاروخي فجر اليوم في أول هجوم من نوعه يشنه منشقون على مقرات سياسية سورية، يأتي هذا بعد يوم سقط فيه 24 شخصا واستمرار المظاهرات وعمليات الاعتقال والمداهمة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن فرع حزب البعث الحاكم في حي المزرعة وسط العاصمة تعرض لهجوم بقذائف صاروخية من نوع “آر بي جي”.
وأوضحت على صفحتها على موقع (فيسبوك) أن قوات من الأمن ترافقها سيارتا إطفاء هرعت إلى الحي وسط انتشار أمني كثيف فيه.
وكانت رويترز نقلت عن سكان قولهم إن قذيفتين صاروخيتين على الأقل أصابتا أحد المباني الرئيسية لحزب البعث في دمشق في أول هجوم تتحدث عنه الأنباء داخل العاصمة السورية منذ بداية الثورة على الرئيس بشار الأسد قبل ثمانية أشهر.
وقال شاهد امتنع عن ذكر اسمه للوكالة إن قوات الأمن أغلقت الميدان الذي يقع فيه فرع حزب البعث بدمشق، مؤكدا رؤيته دخانا يتصاعد من المبنى وسيارات إطفاء تقف حوله، مضيفا أن الهجوم وقع قبيل الفجر مباشرة وكان المبنى خاليا في معظمه.
بدورها نقلت وكالة يونايتد برس عن شهود عيان سماعهم دوي انفجار في المنطقة ذاتها أعقبته أصوات رصاص من بنادق رشاشة لمدة قصيرة.
وأشار أحد سكان الحي إلى أنه سمع صوت الانفجار و”قيل إن مقر فرع حزب البعث الذي يقع قرب جامع الإيمان قد تعرض للقصف”، وعندما ذهب إلى مقر الفرع في الساعة السابعة صباحاً لم يشاهد أي أثار قصف “ولا حتى زجاجا واحدا مكسورا من نوافذ المبنى”.
من جهته نفى نور بيطار -عضو ما يسمى مجلس قيادة الثورة في دمشق- خبر الهجوم الصاروخي مرجحا وقوع انشقاق وتبادل لإطلاق النار داخل مقر حزب البعث.
هجمات المنشقين
في سياق متصل تبنت كتيبة “أبو عبيدة الجراح” التابعة للعسكريين المنشقين -الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الجيش السوري الحر-هجوما من ثلاثة محاور على حاجز مسرابا الرئيسي بريف دمشق واستهدافه ونزع عتاده بالكامل، ومهاجمة وحرق باص كامل ينقل عناصر من الأمن والشبيحة، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، بحسب البيان.
وأكد هذا الهجوم -الذي بثه العسكريون المنشقون في بيان على الإنترنت- مصدر في شرطة حمص لكنه قال إن 11 شخصا بينهم عسكريون قتلوا في الهجوم.
بدورها أعلنت “كتيبة عمر بن الخطاب” التابعة للجيش الحر في بيان على الإنترنت أيضا أنها دمرت ثلاث عربات مدرعة وهاجمت حواجز عسكرية وأمنية في القصير قرب حمص، مما أدى إلى مقتل وإصابة عسكريين نظاميين.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن منشقين هاجموا سيارة تقل أربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية حمص مما اسفر عن مقتلهم جميعا، لكن المصادر الرسمية لم تشر من جانبها إلى هذه الحوادث، التي لم يحصل تأكيدها من أي مصدر آخر.
في الأثناء قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد قتلى السبت وصل إلى 24 في أنحاء متفرقة من سوريا، وأضافت أن مظاهرات مسائية للمطالبة بإسقاط نظام الأسد ومحاكمته خرجت في كل من طيبة الإمام في حماة وحرستا وزملكا في ريف دمشق وعندان في مدينة حلب وتدمر وباب هود بمحافظة حمص.
اعتقالات ومداهمات
وعلى صعيد الاعتقالات والمداهمات شنت قوات الأمن في حمص حملة اعتقالات طالت عددا من أهالي قرية تير معلة وشارع الستين.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن حملات أمنية مماثلة واعتقالات في بلدات شيزر وحلفايا ومعرزات وخنيزير بريف حماة. وقالت الهيئة إن هذه البلدات تخضع لحصار من الجيش, وإن بعضها تعرض لقصف مدفعي.
وأشارت الهيئة إلى أن قوات الجيش والأمن والشبيحة اقتحمت بلدة طيبة الإمام بحماة وسط مداهمات للمنازل وتخريب للممتلكات واعتقالات عشوائية بحثا عن الناشطين لاعتقالهم.
صحف تركية: خطط طارئة لسوريا
قالت صحف تركية إن لدى أنقرة خططا طارئة لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا، مشيرة إلى أن الحكومة تعارض اتخاذ خطوات أو تدخل من جانب واحد لكنها لا تستبعد احتمال القيام بعمل عسكري في حال وقوع ما أسمتها بمجازر أوسع نطاقا.
وجاءت هذه التقارير التي اعتمدت على تصريحات مسؤولين أتراك في عدد من الصحف التركية الصادرة السبت منها صحيفة “حريت” حيث قال الكاتب سيدات إيرجين “إن قيام تركيا بتدخل عسكري لتغيير النظام أمر غير وارد لكنها تتخذ موقفا مرنا بشأن جماعات المعارضة التي تمارس أنشطة في تركيا”.
ونقل مراد أيتكين -الكاتب بصحيفة راديكال- عن مسؤولين حكوميين قولهم “إنه ومع كل يوم يمر في ظل نظام الأسد يزداد التهديد للاستقرار في سوريا الذي من غير الممكن استعادته إلا في ظل حكومة ديمقراطية”.
منطقة عازلة
ورجح أيتكين أن يعمد الجيش التركي لإقامة منطقة عازلة إذا تقدم الجيش السوري نحو مدينة مثل حلب القريبة من الحدود التركية.
وفي صحيفة “ميليت” كتب أصلي أيدينتاسباس أن “مصادر في وزارة الخارجية التركية تحدثت عن منطقة حظر طيران داخل سوريا إذا خلق السوريون الفارون من الجيش موجة ضخمة من النزوح إلى تركيا” لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن القيام بتدخل عسكري غير وارد “إلا في حال بدأ النظام السوري مذبحة على نطاق واسع في مدينة كبيرة مثل حلب أو دمشق”.
وأضاف أن أنقرة لن تقوم بأي تدخل عسكري في سوريا إلا مع المجتمع الدولي وبعد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي.
مخاوف تركية
وتتحدث وسائل الإعلام التركية عن “فرار آلاف من السوريين إلى تركيا بسبب قيام النظام السوري بقمع الاحتجاجات التي اندلعت في مارس/آذار الماضي”، مشيرة إلى أن من بين الفارين جنودا منشقين عن الجيش باتوا حاليا جزءا من “المقاومة المسلحة للنظام السوري”.
وتخشى تركيا -كما عبر وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو- من احتمال انزلاق سوريا إلى مخاطر حرب أهلية تشعل صراعا طائفيا وعرقيا يمكن أن يمتد لمناطق أخرى بالمنطقة.
وتريد تركيا تفادي حدوث تدفق كبير للنازحين عبر الحدود كما حدث عند نزوح 500 ألف شخص من العراق خلال حرب الخليج عام 1991.
الجيش السوري على وشك الانهيار.. وعدد المنشقين يقترب من فرقة عسكرية
الناطق باسم المجلس العسكري المؤقت يؤكد السعي لإنشاء مناطق عازلة
دبي – العربية
أكد الرائد المظلي ماهر النعيمي الناطق باسم المجلس العسكري المؤقت “أن عدد المنشقين عن الجيش السوري يبلغ عشرات الآلاف وأنهم يشكلون فرقة، وأن الجيش السوري يحتاج إلى 3 فرق على الأقل للتعامل معهم”، مؤكدا أن “الجيش السوري يضم حاليا 12 فرقة ولكنها منهكة تماما وعلى وشك الانهيار”. جاء ذلك في حديثه لبرنامج “بانوراما” على شاشة “العربية” اليوم السبت.
وقال إن “الجيش السوري يحاول حشد قواته على الحدود التركية لإجهاض أي محاولة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية للمنشقين والهاربين من النظام السوري”، مؤكدا “أن هذه العمليات سيكون مصيرها إلى الفشل بفعل تكتيكات مضادة من الجيش السوري الحر”.
وأكد أن الجيش السوري الحر، وهو التشكيل الذي يضم المنشقين عن الجيش، “قاب قوسين أو أدنى من إنشاء مناطق عازلة داخل كل محافظة سورية”.
وذكر أن “الجيش السوري يقوم بعمليات اجتياح هائلة تنفذها الفرقة الرابعة في محافظة حماة وريفها ومحافظة إدلب وريفها”، مشيرا إلى أن “الجيش السوري الحر تعامل مع هذا الموقف بأسلوب يضمن عدم المس بقواته، مقابل إحداث خسائر في صفوف الجيش الحكومي”.
ومن جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات والابحاث السياسية والأمنية إن “الجيش السوري الحر بدأ الأربعاء الماضي مرحلة جديدة بإطلاق قذائف على مكتب أمني في حرستا، في إطار عمليات قنص لأهداف محددة، وهي عمليات من شأنها أن تخفض من معنويات الجيش السوري وتزيد من الانشقاقات بداخله”.
وأكد أن هذا “التحول العملياتي استمد زخمه من قرارات الجامعة العربية ضد النظام السوري”.
وأشار إلى قيام الجيش الحر بقتال القوات السورية ومواجهتها في عدة مناطق، مشددا على “أهمية فرض حظر جوي حتى لا يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد قواته الجوية ضد المنشقين ويُحدث خسائر كبيرة بين صفوفهم”.
المجلس الوطني السوري يطالب بدخول المنظمات الدولية لإنقاذ سكان “مناطق منكوبة“
روما (19 تشرين الثاني/ نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد المجلس الوطني السوري أن عدداً من المدن والبلدات السورية أصبحت “مدناً منكوبة”، وطالب المجتمع الدولي، واتهمت النظام السوري بأنه قطع عنها الأدوية والأغذية والمحروقات، وأصبحت بحاجة ملحة لمثل هذه المواد وغيرها، ودعا الجامعة العربية والأمم المتحدة للضغط على الحكومة السورية من أجل دخول منظمات الإغاثة الدولية واللجان الحقوقية ووسائل الإعلام لإنقاذ المواطنين
ورأى المجلس الوطني السوري المعارض في بيان له اليوم (السبت) استملت (آكي) نسخة منه أن النظام السوري مازال “يستغل المهل التي أعطته إياها الجامعة العربية لإخماد الثورة في محافظة حمص”، وأكّد أنه “أدخل مئات الدبابات والمدرعات إلى محيط وداخل مدينة حمص، وأدخل آلاف الجنود والأمن والشبيحة فقتلوا مئات المواطنين وجرحوا واعتقلوا الآلاف واستباحو المدينة حياً إثر آخر، وخاصة باب عمرو وباب السباع وباب الدريب ودير بعلبة والخالدية وغيرها من الأحياء، ومدن وبلدات تابعة لمدينة حمص ومنها الرستن وتلبيسة وتلكلخ وغيرها” حسب تعبيره
ونبّه البيان إلى أن هذه المناطق أصبحت مناطق “منكوبة” وأوضح أن السلطات السورية “قطعت عنها النظام الأدوية والأغذية والمحروقات فأصبح عشرات الآلاف من أبنائها بحاجة ماسة إلى الحاجات الضرورية”، وأن أطفال محافظة حمص “يعانون من الجوع والبرد والذعر والكثير منهم من حالة التشرد والحرمان من الشروط الدنيا التي تتطلبها الطفولة الآمنة” وفق قوله
وأدان المجلس ما وصفها بأنها “أعمال وحشية للنظام السوري”، وناشد الجامعة العربية والأمم المتحدة للضغط على الحكومة السورية من أجل دخول منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة الدولية واللجان الحقوقية ووسائل الإعلام إلى كل المناطق في محافظة حمص للإطلاع عن كثب على الأوضاع المأساوية وإنقاذ المواطنين المشردين والجرحى والجياع” حسب تعبيره
ويقول ناشطون وحقوقيون وسكان إن مدينة حمص (وسط) وريفها تتعرض منذ أكثر من شهر إلى حملة عسكرية وأمنية شرسة من قبل القوات الأمنية والجيش السوري لمحاولة إخماد احتجاجات عارمة ضد النظام السوري، وشهدت أعنف المواجهات بين القوات الأمنية والسكان، وقصف من آليات عسكرية ثقيلة، راح ضحيتها مئات القتلى وفق مراصد حقوقية، فيما تقول الحكومة السورية إن “عصابات مسلحة” و”إرهابيين” يخيفون أهالي المدينة ويحاولون إشعال فتنة بين مختلف سكان المدينة، وتقوم قوات الجيش والأمن بإلقاء القبض عليهم
الجامعة العربية ترفض التعديلات السورية على خطتها
اعلنت الجامعة العربية الاحد رفضها التعديلات السورية على الوثيقة العربية المتعلقة بالسلام في سورية.
وقالت الامانة العامة للجامعة العربية في بيانها إن التعديلات والاضافات التي طلبت سورية ادخالها إلى مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة ارسالهم الى سورية “تمس جوهر الوثيقة وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة”.
وقال البيان ان “التعديلات والاضافات التي اقترح الجانب السوري ادخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة، وتغير جذريا طبيعة مهمة البعثة المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين”.
وأوضح البيان ان هذا الرد جاء بعد مشاورات اجراها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع رئيس واعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية.
مطالب الجامعة العربية
وقف أعمال العنف والقتل فورا.
السماح للصحفيين الأجانب بالعمل في سورية بحرية.
إطلاق سراح المعتقلين في الأحداث الأخيرة.
سحب الجيش من المدن السورية.
بدء حوار بين الحكومة والمعارضة.
ويأتي رفض الجامعة بعد انتهاء المهلة التي وضعتها, ومدتها ثلاثة ايام، للتجاوب مع الخطة العربية واستقبال وفد من المراقبين في اطار الخطة، او بالمقابل مواجهة عقوبات اقتصادية.
وقال نبيل العربي في تصريحات لبي بي سي إن اجتماعا سيعقد بعد يومين في القاهرة على مستوى مجلس وزراء الخارجية العرب لبحث الوضع واتخاذ القرارات الملائمة في ظل الموقف الحالى فيما يخص الشأن لسوري.
وكانت تقارير قد تحدثت عن أن دمشق طالبت بتقليل عدد وفد مراقبي الجامعة من 500 إلى أربعين.
تصريحات الأسد
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال إن بلاده لن ترضخ للضغوط الدولية، وستستمر في مواجهة من اسماها بـ “العصابات المسلحة” التي تؤجج العنف وتنشر التخريب، حسب وصفه.
واتهم الاسد، في مقابلة مع صحيفة صاندي تايمز البريطانية، الجامعة العربية بتهيئة ذرائع للدول الغربية للتدخل في سورية، موضحا ان اي عمل عسكري سيخلق “زلزالا” في الشرق الاوسط.
ويقوم جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إنه يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض المبادرة العربية بعد إعلان قبولها من حيث المبدأ.
واتهم معارضون النظام السوري بمحاولة كسب الوقت من خلال هذه المواقف المتباينة.
هجوم
من جهة أخرى ذكرت مصادر سورية مطلعة لبي بي سي أن مقر حزب البعث الحاكم فرع دمشق في حي المزرعة قرب جامع الايمان بدمشق تعرض لهجوم مسلح فجر الأحد.
وأوضحت المصادر أن سيارة عبرت الشارع المقابل للمقر حيث اطلق مستقلوها قذيفتين صاروخيتين باتجاه المقر المكون من اربعة طوابق كما تبادلوا اطلاق الرصاص مع حرس المبنى.
ولم تشر المصادر الى سقوط ضحايا بينما لم يصب المبنى بأضرار ولم يتم تحديد هوية المهاجمين الذين غادروا باتجاه شارع العدوي المؤدي الى ضواحي دمشق.
ونقلت الانباء عن سكان قريبين من موقع المقر قولهم ان قوات الامن طوقت الميدان في حي المزرعة، حيث يقع مقر الحزب، وان دخانا تصاعد من المبنى الذي تواجدت عنده سيارات الاطفاء.
ويعتبر هذا أول هجوم من نوعه في قلب العاصمة دمشق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل نحو ثمانية أشهر.
رد على الرفض
وتبنى “جيش سورية الحر” مسؤولية الهجوم على مقر الحزب، وهي جماعة مسلحة تعمل من تركيا ومكونة في غالبيتها من ضباط وجنود منشقين من الجيش السوري النظامي.
وقال بيان هذه الجماعة ان الهجوم على مقر الحزب جاء ردا على رفض السلطات السورية الافراج عن آلاف المعتقلين السياسيين، وسحب قوات الجيش والامن من المدن السورية، حسب الاتفاق المبرم بين دمشق والجامعة العربية.
من جانب آخر قال العقيد رياض الاسعد، المشرف على عمليات الجنود المنشقين من جنوب تركيا، ان التدخل العسكري الاجنبي غير مطلوب سوى ما تعلق باقامة منطقة حظر جوي عازلة، وامدادات الاسلحة.
واضاف، في تصريحات تلفزيونية السبت، ان اقامة منطقة حظر جوي عازلة ستشجع المزيد من المنشقين من الجيش السوري للانضمام الى جماعة “جيش سورية الحر” من كل المراتب العسكرية، وان “الضباط والجنود في الجيش في انتظار الفرصة المناسبة”.
ونفى الاسعد، في تصريحات لقناة الجزيرة، مزاعم الحكومة السورية بان دول الجوار تسمح بتهريب الاسلحة الى سورية، بالقول انه “لم تهرب طلقة واحدة” الى سورية من الخارج.
وتشير ارقام الأمم المتحدة الى مقتل ما لا يقل 3500 شخص وأصابة واعتقال الآلاف في الحملة التي تشنها الحكومة السورية لقمع الانتفاضة العشبية ضد نظام الحكم.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
دمشق: الأسد يرفض الضغوط ومقر لحزب البعث يتعرض لهجوم
قال الرئيس السوري بشار الاسد انه بلاده لن ترضخ للضغوط الدولية، وستستمر في مواجهة من اسماها بـ “العصابات المسلحة” التي تؤجج العنف وتنشر التخريب، حسب وصفه.
وتزامنت تصريحات الاسد، المنشورة في صحيفة صاندي تايمز البريطانية الاحد، مع انتهاء المهلة التي وضعتها الجامعة العربية للحكومة السورية لاستقبال وفد من المراقبين في اطار خطة السلام في سورية، او بالمقابل مواجهة عقوبات اقتصادية.
واتهم الاسد الجامعة العربية بتهيئة ذرائع للدول الغربية للتدخل في سورية، موضحا ان اي عمل عسكري سيخلق “زلزالا” في الشرق الاوسط.
هجوم
من جهة أخرى ذكرت مصادر سورية مطلعة لبي بي سي أن مقر حزب البعث الحاكم فرع دمشق في حي المزرعة قرب جامع الايمان بدمشق تعرض لهجوم مسلح فجر الأحد.
وأوضحت المصادر أن سيارة عبرت الشارع المقابل للمقر حيث اطلق مستقلوها قذيفتين صاروخيتين باتجاه المقر المكون من اربعة طوابق كما تبادلوا اطلاق الرصاص مع حرس المبنى.
ولم تشر المصادر الى سقوط ضحايا بينما لم يصب المبنى بأضرار ولم يتم تحديد هوية المهاجمين الذين غادروا باتجاه شارع العدوي المؤدي الى ضواحي دمشق.
ونقلت الانباء عن سكان قريبين من موقع المقر قولهم ان قوات الامن طوقت الميدان في حي المزرعة، حيث يقع مقر الحزب، وان دخانا تصاعد من المبنى الذي تواجدت عنده سيارات الاطفاء.
ويعتبر هذا أول هجوم من نوعه في قلب العاصمة دمشق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل نحو ثمانية أشهر.
رد على الرفض
وتبنى “جيش سورية الحر” مسؤولية الهجوم على مقر الحزب، وهي جماعة مسلحة تعمل من تركيا ومكونة في غالبيتها من ضباط وجنود منشقين من الجيش السوري النظامي.
وقال بيان هذه الجماعة ان الهجوم على مقر الحزب جاء ردا على رفض السلطات السورية الافراج عن آلاف المعتقلين السياسيين، وسحب قوات الجيش والامن من المدن السورية، حسب الاتفاق المبرم بين دمشق والجامعة العربية.
من جانب آخر قال العقيد رياض الاسعد، المشرف على عمليات الجنود المنشقين من جنوب تركيا، ان التدخل العسكري الاجنبي غير مطلوب سوى ما تعلق باقامة منطقة حظر جوي عازلة، وامدادات الاسلحة.
واضاف، في تصريحات تلفزيونية السبت، ان اقامة منطقة حظر جوي عازلة ستشجع المزيد من المنشقين من الجيش السوري للانضمام الى جماعة “جيش سورية الحر” من كل المراتب العسكرية، وان “الضباط والجنود في الجيش في انتظار الفرصة المناسبة”.
ونفى الاسعد، في تصريحات لقناة الجزيرة، مزاعم الحكومة السورية بان دول الجوار تسمح بتهريب الاسلحة الى سورية، بالقول انه “لم تهرب طلقة واحدة” الى سورية من الخارج.
وتشير ارقام الأمم المتحدة الى مقتل ما لا يقل 3500 شخص وأصابة واعتقال الآلاف في الحملة التي تشنها الحكومة السورية لقمع الانتفاضة العشبية ضد نظام الحكم.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
وزير الدفاع الاسرائيلي يتوقع مصير القذافي وصدام للاسد في سورية
قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان نظام الاسد في سورية قد لا يبقى طويلا في السلطة مشيرا الى “تصدع في تركيبة السلطة” في سورية.
كان باراك يتحدث امام منتدى حول الامن الدولي في هاليفاكس بجنوب شرقي كندا واضاف: “اعتقد انه (نظام الاسد في سورية) تجاوز نقطة اللاعودة ولا مجال له لاستعادة سلطته او شرعيته”.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي امام نحو 300 خبير في شؤون الدفاع: “اعتقد اننا نشهد للمرة الاولى انشقاقات في الصفوف الداعمة له”.
واضاف باراك: “كما بات من الواضح بالنسبة الي ان ما حصل قبل اسابيع للقذافي وقبله لصدام حسين يمكن ان يحصل له (بشار الاسد) الان. من جهة اخرى، قد يؤدي به هذا الامر الى ان يكون اكثر وحشية”.
واعتبر ان الرد الدولي، و”خصوصا من الجامعة العربية التي تخلت عنه والملك الاردني عبدالله الذي انتقده علنا، والضغوط المتزايدة التي يمارسها عليه الاتراك، يشكل مؤشرات تقود الى نهاية هذا النظام”.
وحين سئل عن احتمالات سقوط نظام الاسد واثره على حزب الله في لبنان، قال باراك: “سيضر بتلك المحاور المتشددة وسيجعلها اضعف على نحو ما. فهذا سيضعف حزب الله ويضعف حماس”.
واضاف: “من هذا المنطلق، هذا امر جيد لكنه ليس جيدا لاسرائيل فقط بل للشرق الاوسط كله”.
وتعليقا على الربيع العربي، وصف باراك الانتفاضات الشعبية في الدول العربية بانها “مؤثرة وملهمة”.
لكنه اضاف: “لن نشهد في اي مكان في العالم العربي بروز ديموقراطية على طريقة جيفرسون، ولن نشهد في اي مكان في العالم العربي صعود مفكرين مثل هافل، وهناك في الواقع خطر ان تصبح بعض هذه المجتمعات تحت سيطرة الاخوان المسلمين”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
وكالة: اجتماع لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا الخميس
القاهرة (رويترز) – قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية يوم الاحد ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون يوم الخميس لمناقشة الاوضاع في سوريا.
ونقلت الوكالة عن أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية قوله ان اللجنة المعنية بسوريا والتي تضم مصر والسودان والجزائر وقطر ستجتمع قبل ذلك بيوم للاعداد للاجتماع الوزاري.
ولم تلتزم سوريا بمهلة حددتها الجامعة العربية لوقف حملة قمع المحتجين المناهضين لحكم الرئيس بشار الاسد.
الجامعة العربية ترفض تعديلات سورية على بعثة المراقبين الى دمشق
القاهرة (رويترز) – قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان جامعة الدول العربية رفضت التعديلات التي اقترحت سوريا ادخالها على خطط ارسال بعثة مراقبين الى دمشق.
وأضافت يوم الاحد أن الجامعة رفضت طلب سوريا من خلال رسالة من نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وتريد الجامعة العربية ارسال بعثة مراقبين من 500 شخص الى سوريا لتقييم الوضع هناك حيث يشن الجيش حملة على المحتجين على حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن الخطاب قوله “الاضافات التي اقترح الجانب السوري ادخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير بشكل جذري طبيعة مهمة البعثة.”
وكانت الجامعة العربية أمهلت دمشق ثلاثة أيام اعتبارا من اجتماع عقد في 16 نوفمبر تشرين الثاني للالتزام باتفاق لسحب قوات الجيش من مدن مضطربة وبدء محادثات بين الحكومة والمعارضة. وشملت الخطة ارسال فريق مراقبة الى سوريا.
وقالت الجامعة العربية في بيان انها ملتزمة بحل عربي للعنف الدائر في سوريا وانها تعمل على انهاء قمع المدنيين في سوريا.
وقال مصدر في الجامعة ان زيارة البعثة أصبحت محل شك الان لانها لا يمكن ان تتم قبل أن توقع الحكومة السورية على بروتوكول مع الجامعة.
وحددت الجامعة المهلة التي انتهت يوم السبت لسوريا للالتزام بخطة سلام تتضمن سحب الجيش من المناطق المحيطة بالمدن والبلدات وهددت بفرض عقوبات في حالة عدم وقف الاسد للعنف.
ولم يتضح على الفور الاجراء الذي ستتخذه الجامعة بعد انتهاء المهلة.
وقال ممثل لدولة عربية بالجامعة لرويترز “على الرغم من أن الاطار الزمني انتهى.. لم تعقد اجتماعات أو تظهر طلبات لعقد اجتماعات الا على مستوى المندوبين (في الجامعة).”
صحف تركية تسلط الضوء على خطط طارئة بالنسبة لسوريا
اسطنبول (رويترز) – قالت صحف تركية يوم السبت ان لدى انقرة خططا طارئة لاقامة منطقة حظر طيران او منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا المجاورة من قوات الامن هناك اذا زادت عمليات اراقة الدماء.
وذكرت التقارير ان تركيا تعارض اتخاذ خطوات او تدخل من جانب واحد يهدف الى “تغيير النظام” في سوريا ولكنها لا تستبعد احتمال القيام بعمل عسكري مكثف بشكل اكبر اذا بدأت قوات الامن في ارتكاب مجازر على نطاق واسع.
وجاءت هذا التقارير التي اعتمدت على تصريحات مسؤولين اتراك لصحفيين مختارين في نفس يوم انتهاء مهلة نهائية اعطتها الجامعة العربية لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد كي تنهي قمعها للاضطرابات المناهضة للحكومة والامتثال لخطة سلام.
وقال الكاتب سيدات ايرجين في صحيفة حريت “من شبه المؤكد ان نظام الاسد سيسقط فكل التقديرات وضعت بناء على هذا الافتراض. وتقول مصادر وزارة الخارجية انه كلما سقط هذا النظام سريعا كلما كان ذلك افضل لتركيا.
“ان قيام تركيا بتدخل عسكري لتغيير النظام امر غير وارد. ولكنها تتخذ موقفا مرنا بشأن جماعات المعارضة التي تمارس انشطة في تركيا.”
وفر عدة الاف من السوريين الى تركيا في اعقاب القمع الذي شن بعد تفجر احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مارس اذار. ومن بين هؤلاء جنود يقولون انهم فروا من الجيش بدلا من اطلاق النار على شعبهم وهم الان جزء من المقاومة المسلحة ضد قوات الاسد.
وتخشى تركيا الى جانب قوى اخرى من انه اذا انزلقت سوريا في حرب اهلية فان ذلك سيشعل صراعا طائفيا وعرقيا يمكن ان يمتد لمناطق اخرى بالمنطقة.
ونقل مراد ايتكين الكاتب بصحيفة راديكال عن المسؤولين الاتراك قولهم “نعتقد انه مع كل يوم يمر في ظل نظام الاسد يزيد التهديد للاستقرار. نعتقد ان الاستقرار في سوريا وفي المنطقة لن يكون ممكنا مرة اخرى الا في ظل حكومة ديمقراطية.”
وهددت الجامعة العربية وتركيا بفرض عقوبات اقتصادية اذا لم يتوقف سفك الدماء في سوريا. وابلغ مسؤولون اتراك الصحفيين انهم يتوقعون انهيار حكومة الاسد تحت الضغط الشعبي.
وتريد تركيا تفادي حدوث تدفق كبير للناس عبر الحدود التي غمرها 500 الف شخص من العراق خلال حرب الخليج عام 1991.
وقال ايتكين ان الجيش التركي يمكن ان يقيم منطقة عازلة اذا تقدم الجيش السوري نحو مدينة مثل حلب القريبة من الحدود التركية.
وقال كاتب العمود اصلي ايدينتاسباس من صحيفة ميليت ان “مصادر وزارة الخارجية اضافت ان تركيا قد تقيم منطقة حظر طيران داخل سوريا اذا خلق السوريون الفارون من الجيش موجة ضخمة من النزوح الى تركيا.
“ولن يطرح القيام بتدخل عسكري اكثر كثافة الا اذا بدأ النظام السوري مذبحة على نطاق واسع في مدينة كبيرة مثل حلب او دمشق.
“وقد لا تقوم انقرة بدور في تدخل عسكري ضد سوريا الا مع المجتمع الدولي وبعد قرار من مجلس الامن الدولي.”
زيارة إلى سجن عدرا ولقاء أبطال الحرية
محي الدين عيسو – دمشق
عند التوجه إلى سجن عدرا المركزي الكائن في منطقة عدرا الأمر الوحيد الملاحظ هو الشحوب على وجوه أغلبية الناس المتجهة إلى ذلك المكان المرتبط بحجز الحرية، على الرغم من انهم ذاهبون لملاقاة أحبتهم الذين لم يرتكبوا أي ذنب سوى المطالبة بالحرية والكرامة منذ الخامس عشر من آذار، هذا ما لاحظته داخل السرفيس المتجه إلى عدرا، لا احد يتحدث، الصمت يخيم على المكان، لا صوت سوى صوت السيارات، اطفال ونساء ورجال كبار يحملون الأمتعة والبطانيات والثياب الشتوية، الكل يمني النفس ان يشاهد والده او اخيه او صديقه أو …. خارج أسوار السجن.
عند وصولنا إلى باب السجن أسرعنا كما غيرنا بالدخول إلى باحة السجن المكتظة بالناس، أناس يحتسون الشاي أو القهوة وآخرون يأكلون ما تيسر لهم من الكافتيريا الموجودة هناك، فقمنا بوضع كل الأشياء الموجود معنا باستثناء الهوية الشخصية في غرفة الأمانات، لنتوجه بعدها إلى غرفة التفتيش وانتظرنا قرابة الساعة حتى سمح لنا الدخول إلى السجن وملاقاة الأصدقاء.
اول الأصدقاء الذين التقيت بهم خلف الشبك المعدني المزدوج كان ابن مدينتي الناشط الحقوقي وطالب الماجستر في جامعة دمشق ( جوان أيو ) المعتقل منذ 4/9/2011، كان لقاءا جميلاً، فأنا لم ألتقي بـ جوان منذ أكثر من شهرين ونصف تاريخ اعتقاله إلا لدقيقة ونصف حين حضوره إلى القصر العدلي، تبادلنا أطراف الحديث من خلال السؤال عن أوضاعه داخل السجن وحين كان موجودا في الفرع الأمني، جوان الذي يطير فرحا عندما يسمع أي خبر سار عن الثورة السورية أو حتى عن أصدقائه، ويحزن لدرجة البكاء عند الخبر المزعج، لذا تجنبت الحديث عن كل ما يمكن استفزازه أو أشكل له هماً جديدا فوق الهموم المتراكمة عليه، لاحظت التفاؤل والأمل بغد مشرق جميل في عينيه وهو يتحدث عن مجريات التحقيق معه، عن حتمية نجاح الثورة، عن التفكير بمن هم خارج السجن داخل السجن الكبير، على مر السنوات التي عرفته فيه بأنه لم يعرف اليأس، يعمل بضمير وأخلاق حتى مع خصومه.
” نموت نحن ويحيا الوطن ” أجمل العبارات التي قالها لي الصديق أبن مدينة الرقة الصحفي عامر مطر وهو يشير بكلتا يديه إلى إشارة النصر، والابتسامة لا تفارق وجهه الذي يشع حرية وكرامة، فهو من أكثر النشطاء الشباب الذين دافعوا عن الحرية، من أوائل من انخرطوا في الثورة السورية أمام السفارة المصرية والليبية، بقي ملاحقا ومختقيا حتى تاريخ اعتقاله 4\9\2011، عامر الذي كان يضحك طوال فترة وقوفنا معا أمام الشبك المعدني، وعندما سألته عن سبب ضحكته وتفائله الدائم قال: لأن الحرية على الأبواب، والثورة السورية ستحقق ما تطمح أليه، وسنبني وطنا خاليا من الاستبداد دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين، هذا هو عامر الذي عرفته منذ عامين وهو الذي تبنى قضية مخيمات الجزيرة السورية وعمل على تعليم الأطفال ومعايدتهم في كل مناسبة في الوقت الذي تخلت السلطة السورية عن واجباتها تجاه هؤلاء النازحين من الشمال السوري، والتي كافأت عامر مطر بالاعتقال والملاحقة والتعذيب .
عند دخولنا إلى باب السجن ألتقنينا مع والد الناشط رودي عثمان، فسلم علينا بحرارة شديدة، وهو يمشي بخطوات متسارعة لكسب أكبر وقت لرؤية أبنه، وعند اللقاء وبعد السلام، كان رودي مثله مثل غيره من النشطاء الموجودين في سجن عدرا يحمل في داخله التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل لأبناء جيله وهو يقول لست نادما على أي عمل قمت به وسأستمر بمتابعة نضالي مع بقية الشباب لأننا عشاق حرية، لم نرتكب أي جرم نحاسب عليه بل أننا ندفع ضريبة قناعاتنا.
ابتسامة سورية المخرج السينمائي شادي أبو فخر أبن مدينة السويداء ضرب يديه على الشبك المعدني لأنه كان يرغب بمعانقتي إلا إن ذاك الشبك اللعين كان عائقا لمعانقة أكثر الأصدقاء جلوسا معي في مقهى الكمال، عرفني على جميع أفراد عائلته التي جاءت لزيارته، وأكثر ما ألمني والدته ذات السبعين سنة وهي تنظر إلى أعين شادي المتفائل بغد أفضل بينما تنهمر الدموع من عينيها، وهي تحلم بحرية أبنها، فقبّلت يديها وقلت لها شادي وكل الشباب سيخرجون قريبا جدا، دعائك ودعاء كل أمهات المعتقلين طريقنا إلى الحرية.
لم يكن بقية الأصدقاء النشطاء ( سرور علي شيخموس – عاصم حمشو – عمر الأسعد ) أقل تفاؤل من غيرهم عند الحديث عن المستقبل، وأرادوا إيصال رسالة إلى الخارج بالقول : إن كل الإشاعات التي تخرج من داخل السجن حول وجود خلافات بين النشطاء هي أكاذيب تقوم الأجهزة المختصة بالكذب والنفاق بالترويج لها، لأنهم دخلوا إلى السجن من أجل قضية الحرية وجميع النشطاء هم يد واحدة في وجه الاستبداد والديكتاتورية.
كان من الملاحظ إن النشطاء السبعة قد استعادوا عافيتهم، بعد خروجهم من الفروع الأمنية، ولم يسأل أي منهم عن موضوع الإفراج عنهم فهذا آخر ما يفكرون به، فكان همهم الوحيد الحرية ثم الحرية ثم الحرية، أي حرية الوطن وليس الحديث عن أي عفو يمكن الترويج له، وكان قولهم الأوحد بأننا أحرار حتى إن كنا موجودين خلف القضبان، طلبوا مني جميعا أن أحمل معي سلامهم ومحبتهم واشتياقهم إلى كل الأصدقاء والزملاء وهم على العهد باقون.
سيدات دوما – ريف دمشق نسويّات بالفطرة وثوريات بالتنظيم
دمشق – زينة إرحيم – صحيفة الحياة
«داخل منزلها في مدينة دوما – محافظة ريف دمشق، كانت فاطمة كريم تصلّي قرب نافذتها العريضة داعيةً الله أن يخرج جنينها صبياً معافى، طيّباً وشجاعاً كوالده، أو بنتاً حلوة… ثوان قليلة، وتخترق رصاصة نافذتها لتستقّر في جسدها خاطفةً الروحين معاً»… تروي أم عبادة، مؤسسة تنسيقية «نساء دوما الحرّة»، واحدة من أكبر التنسيقيات النسائية ضمن الثورة السورية. «فاطمة، ابنة الواحد والعشرين عاماً، هي شهيدتنا الأولى، قتلت في «جُمعة لن نركع»، في 12 آب (أغسطس)، لتنضمّ إلى قافلة أضاحي الحرية الطويلة التي قدّمتها مدينتنا فداءً لسورية».
يسجّل «مركز توثيق الانتهاكات في سورية» الذي يديره ناشطون سوريون، أسماء 63 شهيداً في المدينة، بينهم 11 طفلاً، أصغرهم أنس الريّس وعمره ثماني سنوات. لكن «أرقام المركز هي فقط ما تمكّن الناشطون من توثيقه، بفعل الانقطاع المتكرر للاتصالات، وصعوبة التواصل وخطره على النشطاء»، كما تقول إحدى الناشطات العاملات في المركز.
وتتابع أم عبادة: «نحن من أول المدن التي تظاهرت لأجل درعا في 23 آذار (مارس)، وفي تلك التظاهرة استشهد أخي مع عشرة آخرين، واعتُقل وخُطف المئات من الأهالي في جمعة سمّيت «جمعة الشهداء»، وفيها عاهدناهم على المضي قدماً وما زلنا على الوعد».
خوفاً من الرجال
أما التنسيقية النسائية التي أسستها في مدينةٍ تُعتبر من الأكثر محافظةً في سورية، فتشير أم عبادة إلى أنها بدأت بعشر سيدات كنّ يجتمعن عند مبنى البلدية قرب المتظاهرين بصمت، ويبقين حتى انتهاء التظاهرة من دون أن يجرؤن على الهتاف «خوفاً من غضب الرجال». لكن هذا «الخوف من العيب والتقاليد انكسر في جنازات الشهداء التي شاركت فيها عائلات المدينة كاملةًَ»، تقول أم عبادة ثم تضحك وتقترب هامسةً: «ونساء دوما هنّ أول من هتفن بإسقاط النظام… قبل رجالها حتّى!».
أم عبادة التي أصبحت معروفةً لأهالي المدينة وعناصر أمنها «لم يعد لديها شيء تخسره» كما تقول، وذلك بعد استشهاد أخيها واعتقال الثاني الذي انقطعت أخباره منذ أشهر.
«اتخذت قراري ولن أتراجع»، تقول بكلماتٍ واثقة، «حتى الملازم في المخابرات، الذي حققّ معي في أحد الفروع الكثيرة التي زرت، عندما سألني: ماذا تريدين؟ قلت له إنني أريد إسقاط النظام، هو وكل الأمن».
لتحقيق هذا الإرادة عملت أم عبادة، منذ تأسيس تنسيقية «نساء دوما الحرّة»، على محاور عدة، كان أولها «إعادة الزخم إلى التظاهرات في المدينة بعدما تحولت من حاشدة يشارك فيها الآلاف، إلى متقطّعة بمشاركة المئات، وذلك إثر الحصار الخانق الذي فُرض عليها، وحملات الاعتقالات الشرسة التي لم تترك رجلاً في منزله»، وفق أم عبادة.
وتتباهى مؤسسة التنسيقية النسائية بالدور الكبير الذي أدّته نساء المدينة خلال الحصار، إذ كان عليهن «شراء كل حاجيّات المنزل، والخروج في جولات استطلاعية، لأن الرجال مطلوبون والاعتقالات عشوائية، إضافة إلى تأمين الأدوية ورعاية الجرحى». وبعد انتهاء الحصار، «بدأت أنتقل من منزل إلى آخر، لأقنع النساء بالمشاركة في التظاهرات، لكن كثيرات رفضن خوفاً من كلام الناس. بعضهن قال لي: في دوما، مشي الفتاة بمفردها في الشارع مشكلة، فكيف إذا صرخت وقفزت؟! وفي وجه الأمن أيضاً؟! لكنني لم أيأس، وبدأت إقناع السيدات اللواتي اعتُقل أولادهن أو استشهدوا، وأخيراً استطعت جمع ثلاثين امرأة من أجل تظاهرتنا الأولى… غير الصامتة طبعاً».
وعن تظاهرتهن «الفاعلة» الأولى، تقول أم عبادة: «كتبنا الهتافات وحملنا لافتات تقول بمطالبتنا بالمعتقلين، لنشجع الأخريات على الانضمام. تعرّضنا لاتهامات كثيرة، وإهانات، من الأهالي، لأننا نخرج على التقاليد والأعراف، لكن عددنا ازداد في اليوم الثاني، ثم في اليوم الثالث أكثر… حتى أصبحنا كل يوم على موعد في الساحة». وتضيف: «في تشييع شهيد من المدينة تعرفنّا إلى سيدات من الحزب الناصري، فاجتمعنا مرات عدة، وأصدرنا بياناً نعلن فيه أننا نريد دولة مدنية مؤسساتية، وباتت سيدات الحزب يشاركن معنا في التظاهرات، وأصبحنا أخيراً بالمئات».
وعن عمل التنسيقية تقول: «نعمل على تغطية الجانب الإعلامي، من تصوير التظاهرات إلى تحميل الفيديو على موقع يوتيوب، إضافة إلى العناية بالجرحى وتهريبهم إلى المستشفيات الميدانية من أماكن إصابتهم أو اختبائهم». وتصمت هنا لترمي بضع كلمات غير مفهومة عن جرحى جاؤوا من درعا و «الحكي مش متل الشوفة… وفظائع مؤلمة، وأطفال…».
وكأنما أم رامي تحس باضطراب أم عبادة، وهي شريكتها في لوعة اعتقال الأحباء كما في تأسيس التنسيقية، فتأخذ عنها عبء الكلام: «في ما يتعلق بالتظاهرات، أصبحنا أنا وأم عبادة معروفتين، وكل من تريد المشاركة في الثورة تتصل بنا، وعلى رغم كل ضغوط الرجال علينا رفضنا الاستسلام وتابعنا… رحنا نجوب شوارع المدينة لنثير غيرة الرجال على الثورة، ولنحفّزهم على المشاركة، ونهتف مثلاً يا رجال دوما هبوا ويوم الجمعة لا تتخبّوا».
مختصّات في إنقاذ المعتقلين!
ألقيت مهام جديدة على عاتق التنسيقية، بعد سبعة أشهر من نضالها، فاضطلعت بدعم عائلات الشهداء المحتاجة، وتغطية حاجات عائلات المعتقلين المعيلين، إضافة إلى المتوارين عن الأنظار. كما أسست التنسيقية صندوقاً لدعم الجرحى والمعتقلين، ونظّمت دورات الإسعاف الأولي والدفاع المدني، إلى جانب النشاطات الاجتماعية كزيارة عائلات الشهداء والمعتقلين في العيد… «وأنشأت التنسيقية أيضاً «مدرسة الثورة»، وقوامها مُعلّمات متطوّعات لتدريس زوجات 112008b.jpg الشهداء ومساعدتهّن على متابعة التعلم تسهيلاً لتأمين عمل لهنّ»، تقول أم أحمد، وهنا تعلّق أم عبادة: «بعد إسقاط النظام طبعاً!»، وتضحكان معاً.
يثير تعليق أم عبادة حماسة أم أحمد لسرد بطولات نساء التنسيقية في حماية المتظاهرين وفكّ أسر المعتقلين، «فالأمن، على رغم وحشيته، لا يجرؤ على اعتقال امرأة في دوما لأنهم يعرفون العواقب». وتشير أم أحمد إلى أن مجموعة نسائية «مختصة في إنقاذ الرجال من الاعتقال»، تنزل إلى التظاهرات كل يوم جمعة، وهؤلاء النساء مستعدات لتلقي الضرب، لكنهن ما إن يحضنَّ المعتقلين ويصرخن في وجه رجال الأمن حتى يخلّصنهم من الاعتقال.
وعلى رغم أن التنسيقية نظّمت تظاهرة نسائية، بمشاركة سبعة آلاف سيدة، في تموز (يوليو) الماضي، فإن حلم أم عبادة هو «تظاهرة نسائية مليونية في دمشق… وسنفعلها!».
برعاية الجامعة العربية .. مؤتمر موسع للمعارضة السورية في القاهرة الأسبوع المقبل
القاهرة ..وكالات
من المقرر أن تستضيف القاهرة خلال الأسبوع المقبل مؤتمرا برعاية جامعة الدول العربية، يضم أطياف المعارضة السورية كافة، بناء على اتفاق تم في الاجتماع الأخير الذي عقده ممثلو “المجلس الوطني” السوري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على أن تصدر عنه رؤية المعارضة الموحدة للمرحلة “الانتقالية” ورؤيتها لسوريا المستقبل ومبادئها الدستورية.
وذكرت صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية ان لجنة تحضيرية منبثقة عن المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني” تعكف في الوقت الراهن على التحضير لهذا المؤتمر، وتأخذ أمرين على عاتقها، وفق ما علمته الصحيفة من مصادر “المجلس الوطني”، أولهما الاتصال بمختلف مكونات المعارضة السورية، وكان اجتماع عقد أول من أمس بين المعارض السوري البارز ميشال كيلو ورئيس “المجلس الوطني” برهان غليون، وثانيهما وضع مسودتين للورقتين اللتين ستصدران عن المؤتمر (رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية ولسوريا المستقبل)، بالتنسيق مع خبراء وقانونيين، على أن تضع اللجنة غدا العربي في صورة ما توصلت إليه تمهيدا لتحديد موعد المؤتمر الموسع الأسبوع المقبل ومن سيحضره.
وفي هذا الإطار، أوضح عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني” أنس العبدة للصحيفة اللندنية أن المؤتمر المنوي عقده “سيحضره ما بين ستين ومائة شخصية، تمثل أطياف المعارضة السورية كلها، إضافة إلى شخصيات وطنية ومستقلة، بحيث نجمع أكبر طيف وطني ممكن من أجل وضع الصياغة النهائية لورقتي العمل، اللتين لا تقتصران على الجانب السياسي فحسب بل تطالان الجوانب الثقافية والفكرية أيضا”.
وتأتي هذه المحاولة لجمع مختلف مكونات المعارضة السورية بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الاحداث في السورية، وبعد بروز تباين في المواقف حول إشكاليات وعناوين عدة على غرار “إسقاط النظام” و””التدخل الدولي” و”عسكرة الثورة” و”الحماية الدولية للمدنيين”.
“أن يأتي هذا المؤتمر متأخرا خير من أن يطول أكثر”، يقول العبدة، الذي يصف “هذه الخطوة بالمهمة جدا، والتي تحمل في طياتها رسالة إلى الداخل السوري بالدرجة الأولى، لتطمين الكتلة السورية الصامتة التي لم تنضم بعد إلى (الثورة) في الشارع السوري” بحسب قوله.
ولا ينكر العبدة أنه “بات من الضروري جدا في الوقت الراهن أن يقدم “المجلس الوطني” هاتين الورقتين، متوجها في آن معا، إلى الداخل السوري وإلى المجتمع العربي والإقليمي، وكذلك المجتمع الدولي، خصوصا بعد تعبير العديد من الدول والجهات عن قلقها حيال رؤية المعارضة للمستقبل ولنظام الحكم وبنيان الدولة”. ويشدد في هذا السياق على أن “المرتكزات الأساسية لسوريا “المستقبل” هي دولة مدنية ديمقراطية تعددية، لا تمييز بين مواطنيها على أي أساس كان، وهي تحترم حقوق الأقليات وتضمن أن تلعب دورا أساسيا في العمل الوطني ضمن مبادئ المواطنة العامة”.
ولدى الحديث عن مكونات المعارضة السورية، يبدو لافتا إصرار العبدة على أن “المعارضة السورية هي جزء من (الثورة وليست الثورة) ، كما أنها ليست من يقود هذه “الثورة”، معربا عن قناعته بأن “الطرفين الأساسيين في القضية السورية اليوم هما النظام و”الثورة”، التي انبثق منها “المجلس الوطني” وهو يجسد اليوم وجهها السياسي. ويضيف لا يدعي “المجلس الوطني” تمثيل المعارضة بكل أطيافها، لكنه في الوقت عينه يمثل (الثورة).
ومن هذه الإشكالية، ينطلق العبدة للإشارة إلى أنه قد يكون “من الأسهل”، في ظل التباين القائم في وجهات النظر بين “المجلس الوطني” وبعض الجهات المعارضة غير الممثلة فيه، أن “نتوحد على رؤية من أن نتوحد في جسم معارض واحد”. ويؤكد أن “الأهم في هذه اللحظة هو أن نتفق على رؤية واحدة تأتي متطابقة مع حراك “الثورة السورية” ميدانيا، بهدف إعطاء هذه الثورة بعدا سياسيا وفكريا وثقافيا، لتنتفي بذلك حجة أنه ليس للثورة وجه سياسي وفكري”.
وانطلاقا مما سبق، يبدو اتفاق كل مكونات المعارضة السورية، على اختلاف وجهات نظرها، على رؤية سياسية موحدة في الأيام القليلة المقبلة بمثابة القاعدة أو الركيزة التي سيتم الانطلاق منها من أجل التوصل إلى ثوابت وقواسم مشتركة تكون المدخل للتوحد في المستقبل، من دون أن يكون لذلك وفق العبدة “أي ارتباط بالتمثيل السياسي”.
وليد المعلم يتهم تركيا والولايات المتحدة بالدفع باتجاه حرب أهلية في سوريا
أكد أن نظامه جاهز للقتال إذا “فرض عليه”
دبي – العربية.نت
اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأحد نظيريه الأميركية هيلاري كلينتون والتركي أحمد داود أوغلو وآخرين بـ”الدفع باتجاه حرب أهلية في سوريا”، مؤكدا من جهة ثانية أن الحرب الأهلية لن تقع في سوريا.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي في دمشق ردا على سؤال عن خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا “أقول بصراحة من يقرأ بدقة تصريح السيدة كلينتون والسيد أحمد داود أوغلو وآخرين يشعر بأنهم يدفعون الأمور بهذا التوجه… هذا ما يسمى بـ(ويشفول ثينيكينغ) أي أنهم يتمنون حدوث ذلك”.
كما اتهم المعلم “أطرافاً عربية” لم يسمها بأنها تسعى الى استخدام الجامعة العربية أداة لتدويل الأزمة السورية ونقلها الى طاولة مجلس الأمن الدولي.
وقال إن “هناك أطرافا عربية تريد أن تستخدم الجامعة كأداة للوصول الى مجلس الأمن”، مؤكدا أن البروتوكول الذي طلبت الجامعة العربية من دمشق التوقيع عليه يطلب منح اللجنة العربية التي من المفترض أن تزور دمشق صلاحيات تصل الى حد “التعجيز” و”خرق السيادة”.
وأعلن أن نظامه جاهز للقتال إذا اضطر الأمر، موضحا: “إذا فرض علينا هذا القتال فسنقاتل، نأمل أن لا يفرض علينا لأن المشكلة في سوريا لا يحلها إلا السوريون”، مؤكداً: “إن شعبنا قادر على الدفاع عن وطننا”.
“مطالب تعجيزية”
وأكد المعلم أن البروتوكول الذي طلبت الجامعة العربية من دمشق التوقيع عليه يطلب منح لجنة المراقبين العربية، التي من المفترض أن تزور دمشق للتحقق من مدى تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة في سوريا، صلاحيات تصل الى حد “التعجيز” و”خرق السيادة”.
وقال إن “البروتوكول يتضمن بنودا تعكس مواقف غير متوازية اتخذتها دول أعضاء في الجامعة العربية واللجنة الوزارية المعنية منذ بداية الأزمة في سوريا، ومع ذلك تعاملنا مع الموضوع بروح إيجابية حرصا منا على استمرار العمل ضمن إطار الجامعة العربية”.
وأضاف “رغم أن البروتوكول في العرف الدولي يأتي نتيجة حوار وتفاوض بين الطرفين وليس إملاء من طرف على طرف آخر سيما وأن مشروع البروتوكول يتضمن منح الجامعة صلاحيات فضفاضة يصل بعضها الى حد التعجيز وخرق السيادة الوطنية وهو أمر غير مسبوق في تاريخ عمل المنظمات الإقليمية ان تتجه المنظمة للعمل ضد مصلحة أحد أعضائها”.
وأكد المعلم أن “في البروتوكول تجاهل تام لدور الدولة السورية، فمن جهة الدولة السورية مسؤولة عن أمن هذه البعثة ومن جهة ثانية يتجاهلون التنسيق معها. هذه الدولة قائمة، ومن دون التنسيق معها كيف ستذهب هذه البعثة الى حيث تشاء؟ نحن قلنا اذهبوا حيث تشاؤون ولكن اعلمونا كي نرسل من يحفظ أمنكم”.
وقلل المعلم من شأن المهلة التي أعطتها الجامعة العربية لبلاده للتوقيع على بروتوكول لجنة المراقبين، والتي انتهت الأحد، مؤكدا أن موضوع هذه اللجنة ما زال في حالة “أخذ ورد” مع الجامعة.
وقال “نحن في سوريا لا نعتبر أن المدة (المحددة من قبل الجامعة) هي الأساس. نحن نعتبر أن المضمون هو الأساس وأن نصل مع الجامعة العربية الى اتفاق هو الأساس ولذلك ضعوا المدة على جنب إذا كانت النوايا سليمة”.
وأضاف “أرجو الا يكون الموضوع تعجيزيا ولكن ما أقوله هو لا تنظروا الى المدة. في موضوع كبير مثل هذا يجب أن يكون الموضوع واضحا حتى لا تحدث أخطاء لدى مجيء اللجنة أو سوء فهم لأننا حريصون على حسن أداء مهامهم”.
وتابع “ما زلنا في أخذ ورد مع الجامعة” حول بروتوكول المراقبين، مؤكدا أن مواصلة التفاوض مع دمشق هو “أقل ما يمكن أن تقوم به الجامعة العربية. لا أعرف أن هناك بروتوكولا في العالم جرى فرضه فرضا بشكل إذعان، دائما البرتوكول محل تفاوض حتى يلبي حاجة الطرفين”.