أحداث الأحد 09 تموز 2017
6 تحديات أمام {هدنة الجنوب} وأميركا تختبر نفوذ روسيا على إيران/ إبراهيم حميدي
يختلف الاتفاق الأميركي – الروسي الأخير عن تجربتين سابقتين، ذلك أن «هدنة الجنوب» تشمل منطقة محددة على عكس اتفاقي «وقف العمليات العدائية» في فبراير (شباط) وسبتمبر (أيلول) العام الماضي اللتين كانتا تهدفان إلى وقف نار شامل عدا محاربة التنظيمات الإرهابية. لكن الاتفاق الأخير يشابه «الهدنة الروسية» في حلب نهاية العام الماضي، التي انتهت إلى سيطرة القوات النظامية وحلفائها على شرق حلب ما يشكل اختباراً جديداً لنفوذ موسكو على طهران ودمشق.
بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، استعجلت واشنطن وموسكو إعلان الهدنة في قمة الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في هامبورغ رغم أن كثيراً من التفاصيل لا يزال قيد البحث وخاضعا لمفاوضات بين مسؤولين البلدين ونظرائهم الأردنيين في عمان خلال الأيام المقبلة.
وانطلقت المحادثات الثلاثية بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو في أبريل (نيسان) الماضي وتعززت بزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى واشنطن لاحقاً، على أساس أن واشنطن ليست جزءاً من عملية آستانة التي تشارك روسيا وتركيا وإيران كـ«أطراف ضامنة»، وهي (واشنطن) مستعدة للتعاون مع موسكو لإقامة «منطقة آمنة» جنوب سوريا.
وأسفرت المحادثات الأميركية – الروسية – الأردنية خلال أسابيع عن الاتفاق على مبادئ «المنطقة الآمنة»، وهي: أولا، إبعاد «القوات غير السورية» من حدود الأردن إلى عمق 30 كيلومتراً، علما بأن المعارضة السورية طلبت أن تكون على بعد 50 كيلومتراً. ثانياً، وقف العمليات الهجومية بين قوات النظام والمعارضة. ثالثا، إقامة خط تواصل بين الطرفين. رابعاً، السماح بإقامة مجالس محلية ووجود للمعارضة أوسع مما حصل في «مصالحات» روسيا والنظام وقبول بمجالس محلية لم تقبلها موسكو ودمشق سابقاً شرق حلب. خامساً، تقديم مساعدات إنسانية وطبية. سادساً، ترسيم خريطة «المنطقة الآمنة» تشمل فقط مناطق سيطرة المعارضة التي يتوغل فيها «لسان» قوات النظام من مدينة درعا نحو معبر الرمثا على حدود الأردن. سابعاً، عودة رمزية للنظام ومؤسساته في الجنوب وحدود الأردن مقابل إقصاء إيران كوجود مباشر أو غير مباشر.
وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية في إيجاز صحافي مساء أول من أمس، إن الدول الثلاث أقرت «خريطة لخط الصراع في جنوب غربي سوريا. وتوصلنا إلى اتفاق على تلك الخريطة، ومجرد الاتفاق على الخريطة، لم يكن هناك أي سبب في هذه المرحلة لاستمرار أي من أعمال العنف».
«عقد» صمود الهدنة
والاتفاق الثلاثي، يقوم على «تجميد الصراع» اعتباراً من اليوم وتوفير «منطقة مؤقتة للاستقرار» وتقدم مساعدات إنسانية على أمل تعزيز هذا بتكرار التجربة في مناطق أخرى إلى حين «توفر ظروف بحث التسوية السياسية». لكن لا تزال هناك ستة تحديات أمام نجاح أول هدنة روسية – أميركية في عهد إدارة ترمب، وهي:
أولا، الرقابة على وقف النار، الأمر الذي كان سبباً في فشل هدنتي العام الماضي. وتقترح روسيا نشر الشرطة العسكرية من دول سنية حليفة لموسكو في مناطق الرقابة وخطوط التماس، مقابل وجود اقتراحات أخرى عن وجود دور لأميركا والأردن في الرقابة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار خلال اتصاله الأخير مع بوتين موضوع وجود مراقبين أميركيين، علما بأن إسرائيل كانت موجودة في خلفية الاتصالات الثلاثية.
ثانياً، آلية الرد على الخروق ووقف القصف، إذ أن المحادثات تناولت إمكانية منع الطيران السوري من التحليق في هذه المنطقة وتحمل روسيا مسؤولية ذلك، إضافة إلى أن تكون مسؤولة عن انتهاكات النظام وحلفائه مقابل تحمل أميركا والأردن مسؤولية تصرفات المعارضة ووقف العمليات الهجومية والاستعداد لإجراءات عقابية.
ثالثاً، التنظيمات الإرهابية، إذ شمل الاتفاق أن تقوم فصائل «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» بالتوقف عن قتال قوات النظام والتوجه لقتال التنظيمات الإرهابية المبايعة لـ«داعش» جنوب سوريا، لكن هناك إشكالية تتعلق بتداخل عشائري بين بعض فصائل «الجيش الحر» وفصائل إسلامية أو متشددة في الجنوب. وقال مسؤولون غربيون إن بين المقترحات، هو توفير طرق آمنة لبعض المتطرفين للانتقال من الجنوب إلى مناطق «داعش» أو «فتح الشام» (جبهة النصرة) التي أعلنت ضمن تحالف «هيئة تحرير الشام» رفض أي هدنة.
رابعا، إيران وميلشيات تابعة لها. إذ أن أحد أسباب انخراط أميركا والأردن في الاتفاق هو إبعاد «الحرس الثوري الإيراني» عن الجنوب وتحديدا حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان. لكن الرد الإيراني كان أن فصائل تابعة لطهران و«حزب الله» وصلت إلى بعد ثلاثة كيلومترات من خط فك الاشتباك خلال المعارك في مدينة «البعث». وقال المسؤول الرفيع في الخارجية الأميركية إن اتفاق الجنوب يختلف عن عملية آستانة التي لم توافق واشنطن سوى أن تكون مراقباً فيها و«من الواضح أن لدينا مخاوف في شأن آستانة وليس أقلها دور إيران كضامن لتلك العملية، وسيستمر قلقنا. إن مخاوفنا في شأن دور إيران في سوريا مستمرة».
خامساً، النفوذ الروسي. أرادت واشنطن اختبار مدى قدرة روسيا على ممارسة نفوذها لدى دمشق وطهران في تنفيذ اتفاقاتها، إذ أنه خلال «الهدنة الروسية» في حلب استمرت قوات النظام وميلشيات إيرانية بالهجوم على شرق حلب إلى أن استعادت كامل المدينة. وقال المسؤول: «نأمل أن يمتثل النظام (للاتفاق) في ظل الضغط الروسي».
سادساً، الحافز السياسي. جاء إعلان الاتفاق بعد فشل اجتماعات آستانة الأخيرة وقبل عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف غداً بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة. وسعى السفير رمزي عز الدين رمزي في دمشق أمس إلى تسهيل مفاوضات مباشرة تتعلق ببحث آليات تشريعية بينها إعلان دستوري للانتقال السياسي، وبحث «السلال الأربع» في القرار 2254 (مكافحة الإرهاب، الحكم، الدستور، الانتخابات).
لكن إدارة ترمب ليست مهتمة بمفاوضات جنيف وأن بيان وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الذي أعلن فيه «السياسة السورية» في الخامس من الشهر الجاري، لم يتضمن ذكراً لعملية جنيف، إذ أن لإدارة ترمب مقاربة عسكرية تركز على محاربة «داعش» والسيطرة على أراض وتثبيت خطوط القتال بين القوات النظامية وحلفائها برعاية روسيا من جهة وفصائل كردية أو عربية برعاية أميركا من جهة ثانية، ومنع أي طرف من التقدم للسيطرة على مناطق طرف آخر أن السيطرة على مناطق تم تحريرها من «داعش» بما في ذلك الرقة معقل التنظيم شرق سوريا.
الشرق الأوسط
«هدنة الجنوب» استكمال لمناطق «خفض التوتر»
موسكو – رائد جبر ؛ عمان – محمد خير الرواشدة ؛ لندن – «الحياة»
ساد هدوء نسبي مناطق جنوب غربي سورية أمس، ترقباً لبدء تطبيق وقف النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، ويسري اعتباراً من ظهر اليوم. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية دفع مسار تأسيس مناطق خفض التوتر في سورية. وقال إن «الموقف الأميركي لم يتغير، لكنه غدا أكثر براغماتية، ما ساهم في الاتفاق على هدنة الجنوب». لكنه لفت إلى نقاط خلافية بين موسكو وواشنطن، منتقداً عبارات الوزير ريكس تيلرسون حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال بوتين أمس، خلال مؤتمر صحافي عقده في اختتام أعمال قمة «العشرين» في هامبورغ، إن الملف السوري كان محور بحث في كل النقاشات الثنائية على هامش القمة. وقال أن الموقف الأميركي «لم يتغير، لكنه يبدو أكثر براغماتية، وباتت واشنطن تدرك أهمية التنسيق للتوصل إلى نتائج إيجابية وإلى مكافحة فعالة للإرهاب». وزاد أن هذا الموقف «سمح بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في جنوب سورية، عبر تنسيق مع كل من الأردن وإسرائيل».
واعتبر بوتين الاتفاق مع واشنطن «نتيجة حقيقية وجيدة»، لافتاً إلى أنه يشكل امتداداً (استكمالاً) للعمل المشترك لبناء مناطق خفض التوتر في سورية. وأشار إلى أهمية الجهد المشترك الذي بذلته موسكو مع كل من أنقرة وطهران على هذا الصعيد، إضافة إلى «التنسيق المتواصل مع الحكومة السورية».
وعلى رغم إشادة بوتين بنتائج محادثاته مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يفوت فرصة انتقاد تصريحات الوزير تيلرسون التي قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد لا مستقبل له في العملية السياسية. وقال الرئيس الروسي: «على رغم احترامي لتيلرسون الحاصل على وسام روسي بارز إلا أنه ليس مواطناً سورياً، ومصير الأسد يحدده المواطنون السوريون فقط».
في الوقت ذاته، أشاد بوتين الذي عقد أمس جلسة محادثات مطولة مع نظيره رجب طيب أردوغان، بأهمية الدور التركي وقال أنه «من دون الدعم التركي، لا يمكن التوصل إلى إقامة مناطق خفض التوتر، خصوصاً في إدلب وشمال سورية». وكان بوتين خاطب أردوغان خلال لقائهما بالإشارة إلى أن «الفضل الملموس في ذلك يعود إلى موقفكم يا سيادة الرئيس، إذ تبدّل الوضع نحو الأفضل في سورية، والضربة القاصمة التي تلقتها العصابات الإرهابية هناك تمت في هذه الأثناء، ما أدى إلى أن تقطع التسوية شوطاً كبيراً».
وأردف بوتين أن الخطوة المهمة خلال المرحلة المقبلة هي «الاتفاق على حدود تلك المناطق وآليات العمل فيها، بالاعتماد على التجربة الإيجابية التي تم التوصل إليها حتى الآن». وجدد تأكيد الموقف الروسي بأن «إقامة هذه المناطق لا ينبغي أن تسفر عن تقسيم سورية، ونجاح هذه التجربة من شأنه أن يساهم في الحفاظ على وحدة البلاد، لأن هذه المناطق يمكن أن تفتح آفاقاً للتعاون مع بعضها بعضاً، ومع الحكومة السورية».
إلى ذلك، أكدت مصادر أردنية أن ثمة محادثات أردنية- أميركية- روسية تتناول آليات ستتم بلورتها ضمن اجتماعات لتبادل المعلومات، مرتبطة بعدد من الجوانب والتفاصيل الفنية المتعلقة بقرار وقف النار في جنوب غربي سورية، لكن المصادر شددت على أن «الطواقم العسكرية والفنية لا تزال تعمل عليها».
واعتبرت مصادر أردنية محلية أن الأردن يستخدم علاقاته المتوازنة مع الأطراف الدولية المؤثرة في الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن عمان شاركت في صوغ قرار وقف النار في جنوب سورية، وأن المملكة متمسكة بموقفها من أن لا تكون طرفاً في الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق برفضها نشر قوات عسكرية أردنية على الأرض، أو التدخل العسكري في الجنوب السوري، مع إبقاء قواتها في حالة تأهب قصوى على الحدود.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اعتبر أن قرار وقف النار في سورية يشكل خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي يحفظ وحدة سورية واستقلالها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن اتفاق وقف النار في جنوب غربي سورية يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.
من جهة أخرى، قال موقع «روسيا اليوم» الإخباري أمس، إن القوات النظامية السورية تتقدم نحو مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، مقلصة بذلك المسافة التي تفصلها عن المطار الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن. وأضاف أن أهمية المطار تكمن وفق فريق كبير من الخبراء العسكريين والمراقبين «في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سورية في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات، وتقسيم سورية إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية».
جنبلاط لـ «الحياة»: أجندة إيران مختلفة عن روسيا في سورية
بيروت – زهير قصيباتي ووليد شقير
قال رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» اللبناني وليد جنبلاط، إن «وحدة الرؤية حول سورية أهم بين أميركا وروسيا كعاملين أساسيين، ثم تأتي دول إقليمية لها مطامع وجداول أعمال مختلفة، أي إيران وتركيا»… لكنه لفت إلى أن «لا أحد يعرف بالضبط ما هو الموقف الأميركي من سورية»، واستدرك: «لا أدري إذا كان (بيان) جنيف ما زال ساري المفعول».
وعلّق جنبلاط في حديث إلى «الحياة» على إعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن استقدام مقاتلين من الخارج إلى لبنان وسورية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي عليهما بالقول: «مع احترامي لكلام السيد، لبنان دفع أثماناً هائلة في ربط المسارات مع سورية، وفي الماضي مع الفلسطينيين. يبقى أن نتواضع ونتكيف ونعود إلى الخطة الدفاعية، وعندما تكون الظروف مناسبة في يوم ما، أن ينضوي سلاح الحزب تحت إمرة الدولة». ورأى أنه لا تجوز تحت شعار محاربة الإرهاب معاملة جميع النازحين السوريين كإرهابيين.
وعن الوضع اللبناني الداخلي وقانون الانتخاب، قال جنبلاط: «اخترعنا قانوناً غير موجود في كل دول العالم، بالصوت التفضيلي». وأضاف: «حتى الآن أعترف بعجزي عن فهمه»، لكنه تمنى «أن تكون هناك لائحة توافقية في الشوف وعاليه، لنا وللفرقاء السياسيين المركزيين». وتابع: «عليك أن تعقد تسويات. لم أعد أستطيع كما في السابق تشكيل لائحة على قاعدة الأكثرية، لذلك أقول باللائحة التوافقية، لأن العيش المشترك أهم بكثير من عدد النواب».
وأكد بالنسبة إلى حزبه أنه «لا بد من طلة جديدة وتغيير الوجوه الحزبية، إذا لم نقل مئة في المئة فـ80 في المئة، في الانتخابات»، معتبراً أن «الصوت التفضيلي يفرض معادلة جديدة». وقال: «هناك طموحات من شباب وجيل جديد للوصول. وهذا القانون يعطيهم فرصة، وهناك تغيّر كبير وجذري في الشارع، والشباب ونحن اليوم نعاني فشلاً».
وعن خلافه مع زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري، أوضح جنبلاط أن «له حساباته ولي حساباتي. الأمور قد تعود لكن على أسس جديدة». وجدد جنبلاط قلقه على الوضع الاقتصادي وكثرة التوظيف في الإدارة والأجهزة الأمنية، «وكل سينفق لتحسين شروطه (انتخابياً) في المناطق، والتضخم في العجز الذي قد يفوق تضخم اليونان، قد ينفجر في أي لحظة».
وعن الوضع الإقليمي ومستقبل سورية، قال إن كلاً من التدخلين الإيراني والروسي ساعد كثيراً النظام السوري، «لكنْ لإيران جدول أعمال مختلفاً» عن روسيا. ورأى أن «الخطأ الفادح» كان الممر من تركيا للآلاف المؤلفة من الجهاديين الذين أتوا من الغرب والدول العربية. وقال إنه لمس خلال زيارته موسكو مخاوف من تقسيم سورية. لكنه قال إن لا مخاوف على لبنان، معتبراً أن كلام لافروف عن تقدم الاستقرار فيه «مهم جداً»، لكن «علينا كلبنانيين أن نحصن أنفسنا». وانتقد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سورية. وقال إنه لا ينصح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالاستعجال في الدعوة إلى الاستفتاء على الاستقلال، لكنه اعتبر أنه لا يجوز تعريب الأكراد، «وهذا كان خطأ تاريخياً في العراق وفي سورية منذ عقود».
قمة هامبورغ لا تزيل «العقدة الروسية»
هامبورغ – شوقي الريّس
بفضل التسريبات إلى الصحافة الأميركية، اكتشف العالم الأسباب التي أدّت إلى التأخر في تأكيد انعقاد اللقاء الثنائي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي تحولت منذ ليل الخميس الماضي إلى ساحة من الصدامات غير المسبوقة بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجين على النظام العالمي القائم. مستشارون ديبلوماسيون كثيرون ومسؤولو الأمن القومي نصحوا الرئيس الأميركي، وبعضهم بإلحاح، بعدم عقد هذا اللقاء الذي حذّر منه عدد من قادة الحزب الجمهوري وعارضه الديموقراطيون بشدة علناً منذ فترة.
لكن ترامب الذي لم يخفِ أبداً إعجابه يوماً بفلاديمير بوتين، مفضلاً إياه على «أوباما المتردد» مرات عدة خلال الحملة الانتخابية، كان مصرّاً على عقد هذا اللقاء الذي طمح إلى أن يكون بمثابة تجاوز لـ «العقدة الروسية» التي تخيّم على ولايته منذ دخوله البيت الأبيض، وتثير حوله شكوكاً عجز حتى الآن عن تبديدها.
اللقاء الذي كان مبرمجاً لنصف ساعة، دام أكثر من ساعتين واقتصر على الرئيسين ووزيري الخارجية ومترجمين وتناول كل الملفات السياسية الدولية المطروحة بدءاً بسورية ومروراً بكوريا الشمالية والتوتر في بحر الصين وصولاً إلى أوكرانيا، من غير أن يتوقف عند العناوين الكبرى للقمة مثل تغيّر المناخ وأزمة الهجرة واتفاقات التجارة الحرة. واكتفى ترامب، وفق ما سرّب، بطرح موضوع الاتهامات الموجهة إلى روسيا حول تدخلها في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، ليردّ عليه بوتين ناكراً أي تدخّل في ما يشبه السيناريو المعدّ سلفاً عند التحضير للقمة.
ويرى مراقبون أن المجازفة الكبرى التي أقدم عليها ترامب ليست في إصراره على عقد القمة مع بوتين وتجاهل نصائح مستشاريه المقرّبين، بل في إعلانه القبول برد الرئيس الروسي ونكرانه التدخل في الحملة الانتخابية، كما لو أنه يعتزم إقفال هذا الملف الشائك الذي ما زال يشكّل خطراً على رئاسته.
وجاء الرد الروسي متعارضاً كليّاً مع استنتاجات التقرير المشترك الذي وضعته الوكالات الأمنية الأميركية الكبرى (مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية) والتي أكدت «أن فلاديمير بوتين هو الذي أصدر الأمر بشن هجوم إلكتروني على حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، بهدف زعزعة ثقة الرأي العام في العملية الديموقراطية». ويتخوّف مسؤولون في واشنطن من أن موقف ترامب لن يؤثر فقط في صدقيته كرئيس، بل من شأنه أن يلحق ضرراً بالأمن القومي الأميركي.
بوتين خرج ظافراً من القمة على رغم أنه أصدر أوامره بشن أكبر حملة تدخّل في الشؤون الداخلية الأميركية، وبعد أشهر يجالس رئيس الولايات المتحدة، يتصافحان ويتحادثان كالأصدقاء ويتفقان على حل مشاكل العالم. ترامب الذي خرج باتفاق خجول لوقف النار في جنوب غربي سورية، تنتظره متاعب جديدة عند عودته إلى واشنطن حيث لا يزال يخضع للتحقيق من هيئة مستقلة في موضوع الشكوك التي تحوم حول تواطؤه مع التدخلات الروسية في الحملة الانتخابية. وليس مستبعداً أن تشهد واشنطن اعتباراً من الأسبوع المقبل عاصفة جديدة من الاحتجاجات والانتقادات لأداء ترامب خلال لقائه بوتين وضربه عرض الحائط بنصائح مستشاريه ودعوات غالبية أعضاء الكونغرس.
ومن غير المستبعد أن يرتفع منسوب التوتر بين ترامب ومعارضيه في الأسابيع المقبلة إذا صحّت التوقعات وكشفت هيئة التحقيق المستقلة عن معلومات جديدة ينتظر أن تدفع إلى توجيه اتهامات مباشرة إلى الرئيس حول علاقاته الروسية المشبوهة.
الخوف يسيطر على اللاجئين السوريين في تركيا: تحريض وحوادث وتحذيرات من «مؤامرات وفتن»/ إسماعيل جمال
تسود حالة من الخوف والإرباك وسط اللاجئين السوريين في تركيا بعد أسبوع حافل من الأحداث غير المسبوقة والحملات التحريضية ضد تواجدهم في البلاد، وسط أحداث متسارعة فتحت الباب واسعاً أمام «شائعات خطيرة» وجعلت القضية على رأس أولويات أكثر من 3 مليون لاجئ سوري يتوزعون في العديد من المحافظات التركية.
وبعد بيان مفاجئ لوزارة الداخلية التركية حول الأزمة، أطلق رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونوابه ووزراؤه ونواب في البرلمان تصريحات متعددة أعطت القضية زخماً آخر ورفعت مستوى الخشية والشكوك أن تكون الأحداث الأخيرة ناجمة عن حملة منظمة يمكن أن تتبعها أيام أصعب تنتظر اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
وبينما اعتبر مراقبون أن التطورات الأخيرة ناجمة عن تصادف وقوع عدد من الحوادث بين سوريين وأتراك خلال الأيام الماضية نجمت عنها حملات عفوية ضدهم، رأى آخرون أن ما يحدث ينذر بتطورات خطيرة وناجم عن حملات منظمة تهدف إلى استغلال سخط شريحة من الشعب التركي على بعض التجاوزات التي يرتكبها السوريون لتحشيد الشارع وخلق حالة من الفوضى والصراع لأهداف سياسية داخلية وخارجية.
وما زاد المخاوف من تبعات هذه الأزمة كونها تأتي في ظل توترات داخلية في تركيا التي تشهد مظاهرة كبيرة للمعارضة من المتوقع أن تصل إسطنبول خلال الأيام القريبة المقبلة، وقبل أيام من حلول الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد.
بوادر الأزمة بدأت مع أول أيام عيد الفطر عندما اشتكى عدد كبير من الأتراك من تصرفات قام بها اللاجئون السوريون في العديد من المحافظات لا سيما فيما يتعلق بنظافة الحدائق العامة والسباحة على السواحل التركية بما يخالف العادات، وتطورت لاتهام لاجئين بتصوير سيدات تركيات على شاطئ البحر، وسبق ذلك نشر شاب فيديو له وهو يحاول معاكسة فتيات تركيات في إحدى الحدائق بمدينة كونيا التركية، والعديد من الحوادث المشابهة التي انتشرت بشكل واسع في وسائل الإعلام التركية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعقب ذلك العديد من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أكبرها عبر (هاشتاغ) وسم « ليتم إعادة السوريين إلى بلادهم» وكتب عليه عشرات آلاف الأتراك تغريدات تطالب بسرعة طرد السوريين وتم التركيز من خلاله على إظهار الأخبار التي تتحدث عن المشاكل التي وقعت بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، وتطورت إلى تظاهرات وكتابة شعارات معادية في العديد من المناطق.
وعلى الرغم من وقوع العديد من الأحداث والحملات المشابهة طوال السنوات الماضية، إلا أن الحكومة التركية واللاجئين السوريين لمسوا أمراً مختلفاً هذه المرة، وصدرت تحذيرات واسعة تشير إلى أن الأمر مختلف ويمكن أن تؤدي حملة التحريض الواسعة التي حصلت إلى صدام واسع بين اللاجئين والمواطنين والتحضير لتسخير هذا الأمر لإحداث فوضى واسعة في البلاد. وزارة الداخلية التركية اضطرت لإصدار بيان قالت فيه إن تضخيم «الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، تهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية».
واعتبرت أن «جهات معينة تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة وتروّج لها، بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ الأنصار والمهاجرين، ويُحدث شرخاً داخل المجتمع». وكشفت عن أن المعطيات الرسمية تشير إلى أنّ نسبة انخراط السوريين في المشاكل والأحداث أقل من النسب التي يتم الترويج لها وتبلغ 1.32 في المئة تقريباً فقط.
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي حاول بالدرجة الأولى تهدئة الشريحة الغاضبة من الشارع التركي شدد على ضرورة «عدم الخلط بين الصالح والطالح» وأكد على أن بلاده «لن تترك المسيئين من دون عقاب، وسيتم إبعادهم خارج الحدود التركية، في حال اضطر الأمر إلى ذلك». وتابع: «كل من يتجاوز حدوده سيُعاقب أمام القانون، وإن اضطر الأمر سيُبعد خارج الحدود».
وقال يلدريم إن من بين السوريين الذين استضافتهم بلاده يوجد العالم ويوجد الأكاديمي، مؤكدا أنّ بلاده ستمنح الجنسية لذوي المؤهلات العلمية، وأصحاب الكفاءات.
كما أن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، قال إنّ الحكومة التركية تدرك الاستياء الحاصل لدى شريحة من المجتمع التركي تجاه تصرفات بعض اللاجئين السوريين السيئة، وأنّ أنقرة لن تسمح لأحد بالقيام بفعاليات تخالف العادات والتقاليد والأعراف التركية، واعتبر أنه «لا بد من وجود مسيئين من بين 3 مليون ونصف لاجئ سوري يعيشون داخل الأراضي التركية» لكنه دعا المجتمع التركي إلى الهدوء والتصرف بحكمة تجاه السوريين.
ودعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة، حيال الأحداث الأخيرة، وقال: «أناشد شعبنا بأن يتحلى بالفطنة، تركيا تمرّ من مرحلة حسّاسة جداً، وهناك دول تتربص بتركيا، وجهات خارجية تسعى لإحداث شروخ مجتمعية في بلادنا» وقال: «السوريون أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وسنواصل تقاسم رغيف خبزنا معهم».
وفي محاولة أخرى لاحتواء الأزمة، خصصت وزارة الأوقاف التركية خطبة الجمعة الموحدة في عموم البلاد لدعوة الشعب التركي لـ«الحذر واليقظة والفطنة تجاه حملات مسيئة تستهدف اللاجئين السوريين في البلاد» وقال الخطباء إن «البلاد تشهد في الآونة الأخيرة بأسى وحزن جملة من الحملات التي تريد إلقاء الظل على نبل شعبنا وكرمه، وتحاول بعض الأوساط تسيير عمليات تسيء إلى أخوتنا ووجودنا وحسن ضيافتنا».
وفي حادثة غير مسبوقة هزت البلاد، تعرضت، الخميس، لاجئة سورية حامل في شهرها التاسع إلى الاغتصاب والقتل برفقة جنينها وطفلها البالغ من العمر 10 أشهر في مدينة سكاريا، والجمعة اعتقلت السلطات التركية شابين تركيين اعترفا بارتكاب الجريمة، فيما تجمع مئات الأتراك الغاضبين حول قصر العدل في المدينة في محاولة للوصول إلى منفذي الجريمة.
واعتبرت وزيرة شؤون الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا، أن «كل من يقوم بالمؤامرات والألاعيب بهدف التحريض على الإخوة السوريين، لا يختلف عن النظام السوري الظالم بشيء» واعتبرت أنه «لا يمكن لمرتكب هذه الجريمة أن يكون إنسانا، وإن الإرهاب والوحشية لا عرق لهما ولا قومية، راجية إنزال أشد أنواع العقاب بالمجرم» وشددت على أن بلادها «لن تسمح لأحد بإيذاء الأخوة السوريين أو استخدام قضيتهم لخدمة مخططاته السوداء».
وحذر النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فورال قاونجو، من وجود أطراف وجهات داخلية تسعى لاستثمار موضوع اللاجئين السوريين وجعله أداة سياسية لإنهاك الحكومة التركية وإلحاق الضرر بها، وطالب النائب مواطني بلاده توخي الحذر من «الوقوع في فخ تلك الجهات».
القدس العربي»
ما مصير الجبهة الجنوبية في سوريا؟
منهل باريش
«القدس العربي» : اتهم الناطق الرسمي للجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، روسيا أنها «سبب الفشل في تطبيق أي وقف حقيقي لاطلاق النار»، وأكد في اتصال مع «القدس العربي» أن موسكو «دعمت وشاركت في كل عمليات النظام العسكرية، وهذا الأمر غير خاف، فقد صدر عن قاعدة حميميم أكثر من مرة، وعلى قناتهم الرسمية، ما يفيد مشاركتهم في العمليات الجوية التي كانت تستهدف الجنوب».
وأشار إلى أن هدف روسيا من أستانة هو «تحقيق أي اتفاق لإثبات نجاح هذا المسار، حتى لو كان هذا الاتفاق من طرف واحد». واعتبر أن مقاطعة الجبهة الجنوبية لذلك الاجتماع «تقطع الطريق عليهم لتمرير هكذا اتفاقات في الجنوب، ولهذا نتوقع تصعيدا عسكريا».
وربط مشاركة الجبهة الجنوبية بـ«تطبيق ايقاف اطلاق نار حقيقي، وهو الأمر الذي لم يحدث على أرض الواقع منذ أستانا ـ1 حتى أستانا -5، ولا نثق أن الروس قادرين على أن يقوموا بدور الضامن لتحقيق وقف الأعمال العدائية».
عسكريا تتحمل الجبهة الجنوبية عبء أربع جبهات في آن معاً، من دون توقف منذ عدة شهور: جبهة مدينة البعث في القنيطرة ويسيطر عليها حزب الله بشكل كامل، وجبهة جيش خالد بن الوليد الذي تعتبر الجبهة الجنوبية أنه جزء من تنظيم «الدولة الإسلامية» ومبايع لها، وجبهة مدينة درعا حيث تعتبر منطقة المنشية أكثرها سخونة، إضافة إلى جبهة البادية السورية التي يقود العمليات فيها قائد لواء القدس الإيراني، قاسم سليماني. وهذه هي الجبهة التي تضع إيران ثقلها العسكري فيها، وأرسلت إليها ما يقدر بنحو 35 ألفاً من المقاتلين الشيعة، العراقيين والأفغان.
قائد فرقة الحق، العقيد طيار ابراهيم الغوراني، أشار إلى تمكن فصائل الجيش الحر من صد جيش خالد بن الوليد، بعد رصد تحركاته من قبل الكتيبة الأمنية في فرقته. ووصف التنظيم بأنه «استغل هجوم الجيش الحر، وانشغال مقاتلي الجبهة الجنوبية في مواجهة نظام الأسد في مدينة البعث، ليهاجم بلدة حيط من ثلاثة محاور».
ونوّه إلى «إرسال التنظيم عربات مفخخة»، وأضاف في حديث إلى «القدس العربي»: «دمرنا العربات المفخخة قبل وصولها، ولم تتمكن من بـــلــوغ خــطـــوط الـــدفــاع لدينا، كذلك تم تدمـــيــر دبـــابة وجرافة مزنجرة واغــتــنــام عربــة BMB وأسلحة فردية وقتل أكثر من 29 من عناصر التنظيم وجرح العشرات منهم، ولم يتمكنوا من سحبهم إلا بصعوبة».
وتعاني بلدة حيط من شبه حصار يفرضه تنظيم جيش خالد بن الوليد، الذي يرصد طريق الإمداد الوحيد للبلدة، من خلال سيطرته على محور تل كوكب. وهذا يعتبر المنفذ الوحيد لإدخال المواد الغذائية ومياه الشرب والذخائر إلى البلدة، وهو أيضا الطريق الإنساني لنقل المرضى والجرحى. كذلك يعتبر المحور معقلا للواء الحرمين التابع لفرقة الحق، إضافة إلى مقاتلين من «قوات شباب السنة»، المنضوية في الجبهة الجنوبية أيضاً.
وفي مدينة درعا، يحاول النظام التقدم في ثلاثة أماكن، حي المنشية وطريق السد وطريق المخيم، ويستهدف الالتفاف على حي المنشية من الجهة الشرقية (السد والمخيم) والغربية من طريق سجنة وصولا إلى الجمرك القديم الواصل بين درعا ومدينة الرمثا الأردنية. هذا بعد فشل المقترح الذي قدمته روسيا نيابة عن النظام لكل من الجانبين الأمريكي والأردني، من أجل فتح معبر نصيب وإدارته من قبل إدارة الجمارك العامة لدى النظام السوري.
وعلمت «القدس العربي»، من مصدر مطلع، أن فصائل الجبهة الجنوبية رفضت العرض الذي نقله الروس إلى عمان. لكن موسكو ما زالت تضغط عسكريا على فصائل الجيش الحر لإجبارها على الموافقة. وأضاف المصدر أن «المقترح بحاجة إلى اتفاقيات معقدة بخصوص إدارة المعبر، إضافة إلى حماية الطريق التجاري بين دمشق ونصيب من الجهة السورية. فالجيش الحر يسيطر على الطريق الدولي من جنوب خربة غزالة وصولا إلى صيدا فنصيب الحدودية مع الأردن، وهذا أمر بالغ التعقيد لن تتقبل الفصائل الموافقة عليه، فهو يحتاج إلى رغبة شعبية وهي غير متوفرة مطلقاً».
وفي السياق، يضغط النظام السوري على فصائل المعارضة في منطقة القلمون الشرقي (تابعة للجبهة الجنوبية عسكريا) من أجل قبولها بالهدنة، التي يجري التفاوض عليها بينه وبين المجلس المحلي في جيرود عبر وجهاء من المنطقة. وتعني الهدنة، في حالة اتمامها، سيطرة شبه كاملة للنظام في منطقتي القلمون الغربي والشرقي وطوق مدينة دمشق الشمالي.
ووصف عضو المكتب الإعلامي في قوات الشهيد أحمد العبدو، سعيد سيف، مؤتمر أستانة بأنه «مشروع لإفشال مسار جنيف، وهو يخدم إيران والنظام فقط»، واعتبر مخرجاته «غير ملزمة لفصائل الثورة السورية». وأضاف سيف: «شن النظام والمليشيات الإيرانية هجوما كبيرا على مناطقنا في القلمون الشرقي والبادية قبل أستانة ـ5، ونحن لا نقبل أن تكون إيران، التي تقتل الشعب السوري، ضامناً».
وتعاني الجبهة الجنوبية ضغطا عسكريا غير مسبوق في تاريخ الصراع المسلح، يتوزع على كامل محاورها تقريبا. لكن المؤشرات حتى اللحظة تفيد أن إمكانية تغيير خرائط السيطرة هو امر غير وارد، فالمعارضة المسلحة هناك خسرت أقل من 2 بالمئة من أماكن سيطرتها، بل حققت نصراً عسكرياً كبيراً في حي المنشية الاستراتيجي في مدينة درعا مقابل ما خسرته في مناطق أخرى.
وسيكون الاتفاق الروسي ـ الأمريكي العامل الحاسم في ما يخص المنطقة الجنوبية بعد فشل أستانة -5، فالأردن يخشى من تقدم للمليشيات الإيرانية على حدوده ولا يريد الانجرار إلى حرب داخل الأراضي السورية لأي سبب كان، ويحاول امتصاص غضبه الناتج عن قصف النظام لمناطق داخل الحدود الأردنية، سواء في معبر نصيب أو بالقرب من مخيم الركبان للنازحين السوريين شرقاً.
الاتفاق الأميركي-الروسي لجنوب سورية: حماية حدود إسرائيل والأردن/ محمد أمين
يكرّس اتفاق توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، حماية حدود كل من الأردن وإسرائيل عملياً، في ظل مخاوف السوريين من محاولات إقليمية ودولية من أجل تقسيم بلدهم إلى مناطق نفوذ تنهي أي آمال بعودة الاستقرار، والتوصل لاتفاق سياسي جاد للقضية السورية. وأكدت المعارضة السورية أن الاتفاق الذي تم بمعزل عن إرادة السوريين يشرعن ويكرس “الاحتلالين الروسي والإيراني”، ويفتح باب تساؤلات تتعلق باستراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة في سورية. ويدخل الاتفاق الروسي-الأميركي-الأردني حيز التنفيذ ظهر الأحد، ويشمل محافظتي درعا والسويداء وقسماً من محافظة القنيطرة.
وأُعلن عن هذا الاتفاق يوم الجمعة، بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورغ الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة “مجموعة العشرين”، من دون الخوض بتفاصيل هذا الاتفاق الذي يعد باكورة تعاون روسي-أميركي في الملف السوري، في ولاية ترامب.
وقال مسؤول أردني رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الهدنة ستراقب من خلال صور عبر الأقمار الصناعية وطائرات من دون طيار، وكذلك مراقبين على الأرض. وستنشر روسيا، حليفة نظام بشار الأسد، عناصر من الشرطة العسكرية في المنطقة. وأضاف المسؤول أنه يمكن تقاسم المعلومات المتعلقة بالامتثال للهدنة ومناقشتها في مواقع مختلفة، بما في ذلك الأردن.
ولم تشارك إسرائيل في هذه المحادثات، لكن يفترض أن تكون واشنطن قد أعلمتها بما يجري، وفقاً لمسؤول أردني تحدث إلى وكالة “أسوشيتد برس”. وقال المسؤول الأردني إن المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والأردن لن يتسامحوا مع إقامة “خط يربط الطريق من طهران إلى بيروت”. وأضاف أن “مثل هذا الهلال الشيعي سيعطل التوازن الإقليمي ويعتبر خطاً أحمر كبيراً”، وفق تعبيره. وتابع المسؤول الأردني أن نجاح الهدنة قد يمهد الطريق لإجراء محادثات حول استعادة سورية السيطرة على المعابر الحدودية مع الأردن، والتي فقدتها أمام المعارضة خلال الحرب.
بدوره، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن الاتفاق يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة، ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية”، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله إن وقف إطلاق النار في جنوب سورية يعد “خطوة أولى” نحو ترتيب أكبر. وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه “إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيباً أكبر وأكثر تعقيداً لوقف إطلاق النار وترتيباً لعدم التصعيد في جنوب غرب سورية”. وأضاف أن مزيداً من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.
وجاء الاتفاق نتيجة اجتماعات مكثفة عقدها خبراء روس وأميركيون وأردنيون في عمّان، لم تكن إسرائيل بعيدة عنها، لإرساء ترتيبات أمنية تجنب جنوب سورية فوضى ربما تؤدي إلى خلط الأوراق، وهو ما يشكل مساساً بأمن الأردن وإسرائيل.
وأكّد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أنه “وفقاً للترتيبات التي تم التوصل إليها في عمان، سيتم وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة”. وأوضح المومني، في تصريحات يوم الجمعة، أن “الأطراف الثلاثة اتفقت على أن يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية في سورية”. وخلص إلى أن “الدول الثلاث أكدت أن هذه الترتيبات ستسهم في إيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة، كما أكدت التزامها العمل على حل سياسي عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبما يضمن وحدة سورية واستقلالها وسيادتها”.
ورحّب وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بالاتفاق قائلاً “إنه المؤشر الأوّل إلى أنّ الولايات المتحدة وروسيا قادرتان على العمل معاً في ما يتعلق بسورية”. وقال إن أهداف البلدين في سورية “متطابقة تماماً”.
لكن دبلوماسياً أميركياً كبيراً في وزارة الخارجية أقرّ بأنّ الولايات المتحدة تبقى “متواضعة” و”واقعية” في أهدافها، نظراً إلى فشل عمليات وقف إطلاق النار السابقة التي تفاوضت واشنطن وموسكو في شأنها. وأقرّ أيضاً بأنّ “سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا صعب”، لكن “لدينا شعور ولديهم شعور بأنه إذا أردنا حلاً للنزاع السوري، فيجب علينا أن نكون منخرطَين معاً”، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”.
ورفض قياديون في “الجبهة الجنوبية” التابعة للمعارضة السورية المسلحة، التعليق على الاتفاق، مكتفين بالقول إنهم لا يملكون تفاصيل عنه. وأكد الوفد العسكري الذي يمثل المعارضة في مفاوضات أستانة، في بيان، أن “عقد اتفاق منفرد في جنوب سورية بمعزل عن الشمال (يمثل) سابقةً تقسّم سورية وتكرّس القبول بالوجود الإيراني، في ما بعد بالمناطق العازلة المحددة بـ40 كيلومتراً والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن”، وفق ما جاء في البيان.
وعزز الاتفاق الجديد مخاوف السوريين من اتجاه المجتمع الدولي نحو تقسيم بلادهم، أو تحويلها إلى مناطق نفوذ إقليمية ودولية، مع الإبقاء على بشار الأسد في السلطة لتكريس هذا الواقع في ظل انسداد آفاق حل سياسي قريب. وحققت أطراف الصراع ما تريده من هذا الاتفاق باستثناء إيران، والتي تسعى لتكريس وجودها في دمشق ومحيطها وحمص وريفها.
وأبعد الأردن مخاطر الوجود الإيراني من خلال حزب الله ومليشيات أخرى، عن حدوده وفق الاتفاق الذي ينص، بحسب مصادر مطلعة تحدث إليها “العربي الجديد”، على إبعاد المليشيات الإيرانية 30 كيلومتراً عن الحدود الأردنية-السورية. كذلك تسعى عمان إلى إرساء الاتفاق لإعادة عشرات آلاف اللاجئين السوريين على أراضيها إلى بلادهم، خاصة من مخيم الزعتري الشهير شمال الأردن.
وحققت روسيا ما سعت إليه طويلاً وهو التعاون الأمني والعسكري مع واشنطن في سورية، كما كرست نفسها لاعباً رئيسياً في الملف السوري يمكن أن تتعاون معه المعارضة السورية التي ترفض بالمطلق أي وجود إيراني في سورية. ويأتي نشر شرطة عسكرية روسية جنوب سورية وفق الاتفاق، ليؤكد أن الوجود الروسي في سورية بات مترسخاً جداً وبرضى أميركي، إذ من الواضح أن واشنطن اقتنعت أخيراً أن موسكو خلقت وقائع لا يمكن تجاوزها في سورية طيلة سنوات الصراع. وحققت إسرائيل جانباً من أهدافها في الاتفاق، لا سيما لجهة ترسيخ مبدأ تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ ربما تتحول إلى دويلات متناحرة مع مرور الزمن.
كذلك جاء الاتفاق كخطوة متقدمة لواشنطن في طريق تقليص النفوذ الإيراني على مراحل في سورية، كما أتى ليؤكد أن أي حلول في سورية لا تمر من دون موافقتها، خاصةً أن الاتفاق جاء بعيداً عن مسار أستانة الذي أرادت روسيا أن يكون مدخلاً لتكريس إرادتها في سورية. وتم الاتفاق الروسي-الأميركي-الأردني بمعزل كامل عن النظام والمعارضة، وهو ما يشير إلى أن سورية باتت “دولة فاشلة” يتحكم بمصيرها الآخرون. فنظام الأسد رهن البلاد لدى الروس والأميركيين في مقابل بقائه في السلطة، فيما لا تستطيع المعارضة تغيير معادلات الصراع بسبب ارتباطها هي الأخرى بأطراف إقليمية تملي عليها إراداتها.
من جانبه، رأى المحلل العسكري، العقيد مصطفى بكور، أن الاتفاق الروسي الأميركي “محاولة من قبل روسيا وإيران لشق صف المعارضة، وحل مشكلة الجنوب السوري لصالح النظام، خاصةً إذا ترافق وقف إطلاق النار مع تسليم معبر نصيب الحدودي مع الأردن للنظام”. وأضاف أن الاتفاق “محاولة للضغط على فصائل الشمال من أجل حل مشكلة إدلب بنفس الطريقة”، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن الاتفاق “ربما يكون مدخلاً للتقسيم”. وقال “لكن لا أرى التقسيم أمراً واقعاً في المستقبل القريب؛ لأن التقسيم حالياً سيكون في مصلحة الفصائل المتشددة، لذا ربما يحصل بعد إضعاف المتشددين، أو إثارة الفتنة بينهم وبين الجيش السوري الحر”، وفق تعبيره.
واعتبر عضو وفد الثورة العسكري إلى أستانة، أيمن العاسمي، أن هدف الولايات المتحدة من الاتفاق “إبعاد الصراع عن حليفي واشنطن في المنطقة وهما الأردن وإسرائيل”، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن الاتفاق “يكرس الخلاف داخل المعارضة السورية”. واعتبر أن الاتفاق خطير، مضيفاً أن الأمر يتعلق بالسعي لـ”خلق فجوة بين المعارضة في شمال والجنوب”، لكنه أكد أنهم “لن ينجحوا في ذلك”. وأشار إلى أن اتفاق موسكو وواشنطن “فيه تشريع للاحتلالين الروسي والإيراني لسورية ومحاولة لتقسيمها من أجل ترسيخ نظام بشار الأسد لضمان المصالح الروسية والإيرانية في سورية”.
وأكد العاسمي، وهو من أبناء درعا، أن المعارضة السورية لن تسلم معبر نصيب الحدودي مع الأردن للنظام، مشدداً على “أن المعارضة لم تقدم تنازلات في أستانة”. وأشار إلى أن فصائل المعارضة “سوف تقاوم الاتفاق الروسي الأميركي الأردني وترفضه”.
وكانت جولة محادثات “أستانة 5” قد فشلت بسبب خلاف روسي-تركي حول مستقبل شمال سورية. ورفضت موسكو إطلاق اليد التركية في شمال غربي حلب، حيث يريد الجيش التركي “تأديب” المليشيات الكردية في مدينة عفرين.
ومن المتوقع أن ينقل الاتفاق الروسي-الأميركي في جنوب سورية الصراع إلى مستويات تكرس حالة عدم اليقين في الملف السوري إلى حين الانتهاء من الحرب على تنظيم “داعش” في شرق سورية. وقال نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، أمس السبت، إن الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية تطور إيجابي سيساعد في دعم العملية السياسية بالبلاد. وأضاف للصحافيين في دمشق أن الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح وأنه يؤدي إلى دعم العملية السياسية.
العربي الجديد
الهدوء يعم الجنوب السوري.. والمعارك تتواصل في جوبر وحماة
أعلنت فصائل معارضة تمكنها من إفشال محاولة تسلل لقوات النظام على الجبهة الشمالية لبلدة حربنفسه، في ريف محافظة حماة، قتل على إثرها عنصر من حركة “أحرار الشام الإسلامية”، وأصيب ثلاثة من قوات النظام، وفق ما نقل موقع “عنب بلدي”.
وقالت الحركة عبر حساباها الرسمي في “فايسبوك”، إنه “تم إفشال محاولة تسلل مليشيات الأسد على جبهة قرية حربنفسه، واستهداف حاجزي المحطة والغربال بمحيط القرية بقذائف الهاون”. وتكررت محاولات تسلل قوات النظام على المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريفي حماة الشمالي والجنوبي في الأيام القليلة الماضية.
وتعتبر حربنفسة البوابة الشمالية لمنطقة الحولة، الممتدة بين ريفي حماة وحمص، وحاولت قوات الأسد اقتحامها مرات متكررة، في الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز من العام الماضي، لكنها فشلت في ذلك.
وفي محيط العاصمة، جدّد النظام السوري قصفه الجوي والصاروخي على حي جوبر وبلدة عين ترما، في الغوطة الشرقية، وسط محاولات مستمرة لاقتحام المنطقتين. وأفاد موقع “وكالة سمارت” أن الفصائل المسلحة تمكنت من صد الهجوم وأعطبت دبابة لقوات النظام في منطقة عين ترما.
في السياق، فتحت قوات النظام الحاجز على الطريق الوحيد المؤدي إلى مدينة جيرود، 59 كيلومتراً شمال شرق العاصمة دمشق، بعد إغلاقه ثلاثة أيام، في وقت تواصلت فيه المفاوضات بين النظام و”مجلس القيادة الثوري” للمدينة.
وعبر حسابه الشخصي في “فايسبوك، قال عضو “لجنة المفاوضات” في المدينة عزام إبراهيم، إن “قوات النظام أعادت فتح الطريق، مساء الجمعة، وتم تحييده عن المفاوضات”.
إلى ذلك، رجّح “جيش أسود الشرقية”، التابع لـ”الجيش الحر”، وقوف النظام وراء عملية اغتيال أحد قادته في مدينة الضمير في القلمون الشرقي. وقال مدير المكتب الإعلامي في “أسود الشرقية” سعد الحاج، إن مجهولين اغتالوا قائد مجموعة “مغاوير الصحراء” التابعة لهم، منتصف الليلة الماضية، بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله في المدينة، ما أدى لوفاته، وفق ما نقلت “سمارت”.
وفي المنطقة الجنوبية، وقبيل ساعات من بدء تطبيق الاتفاق الأمريكي – الروسي – الأردني، عاد الهدوء ليسود محافظة درعا وكامل الجنوب السوري، بعدما استهدفت قوات النظام، صباح السبت، تل المال في ريف درعا الشمالي الغربي بـ6 قذائف، ونحو 10 قذائف استهدفت قرى في منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، بالتزامن مع قصف للطيران المروحي بـ16 برميلاً متفجراً، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
ونقل “المرصد” عن مصادر قولها، إن اتفاق التهدئة يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، التي شهدت في الأسابيع الأخيرة معارك عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام. ويهدف الاتفاق إلى “تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري وإنهاء الأعمال القتالية”، يقوم على وقف إطلاق النار على خطوط الجبهات، وانسحاب قوات النظام إلى ثكناتها، وتجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعاً إلى جنوب سورية، فضلاً عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تلتزم بوقف إطلاق النار.
سياسياً، جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الدعوة إلى محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد، وكافة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد المدنيين.
ونقل موقع الائتلاف، السبت، عن الأمين العام السابق عبد الإله فهد قوله، إن “هناك اهتماماً دولياً بالتخلص من تلك الأسلحة (الكيماوي) وعدم استخدامها ضد المدنيين في سوريا”.
وبحسب الموقع، كان فهد وسفير “الائتلاف” في قطر نزار الحراكي، قد شاركا الأسبوع الماضي في ورشة عمل حول استخدام تلك الأسلحة تحت عنوان “حرب الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية”، والتي أقيمت في ألمانيا على هامش المؤتمر الدولي للتخلص من الأسلحة التقليدية.
ولفت فهد في تصريح صحافي، إلى أن التحدي الأكبر للتخلص من الأسلحة المحرّمة دولياً هو “سوء الاستجابة المجتمع الدولي” تجاه استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، مشيراً إلى أن قرار تزويدها بالمعدات اللازمة للوقاية من تلك الأسلحة “أمر سياسي خضع لمقاربة غير أخلاقية”.
لماذا استنفر “الحزب التركستاني” قواته في سوريا؟
سليم العمر
يبدو أن اعتقال الطلاب الإيغور “التركستان” في مصر، قد أضاف المزيد من الإرباك لقيادة “الحزب التركستاني” في سوريا، خاصة أن هناك العديد منهم كانوا قد انضموا مؤخراً إلى الحزب قادمين من مصر. وكان الحزب قد استنفر معظم مقاتليه، في الأيام القليلة الماضية، على خلفية التوتر بين “هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام”.
ولم يتكشف بعد موقف “الحزب التركستاني” حيال ما يحصل في مصر، إلا أن الاجتماعات مع “هيئة تحرير الشام” لم تتوقف طيلة الأيام الماضية، على خلفية التوتر مع “أحرار الشام” في إدلب. و”هيئة تحرير الشام” تضم في صفوفها عشرات المقاتلين المصريين ممن لهم علاقات وطيدة بجماعات إسلامية مناهضة للنظام في مصر، ما يرجح أن موضوع الاعتقالات كان حاضراً بقوة.
ولا يمكن انكار وجود اتصالات بين “الحزب التركستاني” في سوريا مع بعض المعتقلين التركستان في مصر، قبل اعتقالهم. إذ يرى العديد من مقاتلي السلفية الجهادية أن الجهاد في مصر واجب كما هو واجب في سوريا، لكن الظروف غير موآتية على الاطلاق للانتقال إلى هناك. وإذا كانت تركيا، ولجذور عرقية وإثنية، قد غضت النظر في مرحلة ما عن تدفق مقاتلي الإيغور من الصين إلى سوريا، فإن مصر تقف في المعسكر المعادي لتركيا، وتتعاون أمنياً مع الصين وإسرائيل بشكل وثيق.
ومع ذلك، لا تبدو الأحداث في مصر قد صرفت “التركستاني” عن متابعة التوترات الأخيرة بين “هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام”، والتي اربكت “التركستاني” الذي يعتبره البعض أقرب إلى “الهيئة” منه إلى “الأحرار”.
وكانت عشرات الدراجات النارية تقل مقاتلين من “التركستاني” قد انطلقت، الجمعة، من قرى وبلدات سورية على الشريط الحدودي مع تركيا؛ الجانودية والشغر وجسرالشغور، باتجاه منطقة باب الهوى وسرمدا في إدلب، عقب قيام “هيئة تحرير الشام” بالتمركز في قرية سرمدا الاثرية، ووضعها حواجز بالقرب من باب الهوى. الأمر الذي دفع “حركة أحرار الشام” إلى استقدام تعزيزات مع أسلحة ثقيلة من بينها صواريخ مضادة للمدرعات. قيادة “الحزب التركستاني” اتخذت موقفاً وسطاً بين الطرفين، تجاه ما يجري، في حين أن نسبة معتبرة من المقاتلين التركستان قد تميل إلى “هيئة تحرير الشام”. ومع ذلك، تدرك الكتلة الكبيرة من مقاتلي “التركستاني” من هي “أحرار الشام”، خاصة وأن غالبية فصائل المعارضة المعتدلة ستكون إلى جانبها فيما لو شنت “الهيئة” هجومها على “ألأحرار”. لذا، يعمل “التركستاني” حالياً على وساطات ولقاءات مع الداعية السعودي عبدالله المحيسني، والشرعي السابق في “جبهة النصرة” أبو ماريا القحطاني، وقيادات من “أحرار الشام” لتهدئة الأوضاع في الشمال السوري خصوصاً في باب الهوى.
وأتم “التركستاني” اجتماعات مكثفة مع “تحرير الشام” في قرية خربة الجوز، وتم التوافق على تهدئة الأمور، وتجنب أي اشتباك مسلح، بعد قيام “الهيئة” بتعزيز حواجزها في معظم المناطق التي تتواجد فيها، ووضعت أكياساً رملية، في إشارة إلى نية مبيته، كحصول اشتباك قريب.
ولا يشعر الأهالي في القرى التي يتواجد فيها “الحزب التركستاني”، بأنهم في خطر، فيما لو اندلع القتال بين “الأحرار” و”الهيئة”. وجود “التركستاني” يشكل بهذا المعنى نوعاً من الحماية في حال اقتتال الفصيلين الكبيرين في الشمال السوري.
في مدينة إدلب، التي تخضع لسيطرة مشتركة بين “الهيئة” و”الأحرار”، يرى “التركستاني” وجود معضلة كبيرة، خصوصاً وأنه طرف مشارك في القوة “الأمنية” المسيطرة على المدينة. فعلياً، ظلت مشاركة “التركستاني” محدودة، بسبب حاجز اللغة. فـ”القوة الأمنية” تتطلب التواجد في أسواق المدينة ومنع المشادات الكلامية بين المدنيين وحل الخلافات بشكل ودي، وهو أمر قد يكون صعباً على أعضاء “التركستاني”.
“هيئة تحرير الشام” عقدت بدورها اجتماعات مكثفة في جامع سعد، أكبر جوامع مدينة إدلب، مع مقاتلين من الشيشان والبلقان، خلال الأيام الماضية. ولم تكن نتيجة تلك الاجتماعات مبشرة لـ”الهيئة”، بسبب ميل أولئك المقاتلين إلى عدم الوقوف إلى جانبها، بل كانت أقرب إلى موقف “الحزب التركستاني”، على الرغم من عدم حضوره أياً من هذه الاجتماعات. مقاتلو الشيشان والبلقان ينظرون إلى “أحرار الشام” بكثير من الود والاحترام، ولا يمكن أن يرفعوا البنادق بوجهها.
وما يقلق “الحزب التركستاني” أيضاً، هو استهدافه من قبل خلايا “لواء جند الأقصى”، خاصة بعد الأنباء الأخيرة عن عودة العديد من مقاتليه من الرقة إلى مدينتي سرمين وخان شيخون. ويؤكد المقاتل في “التركستاني” أبو حفص الاوزبكي، أنهم يخشون من الاستهداف بطريقة الغدر، كما حصل مؤخراً في مدينة إدلب عبر العبوات اللاصقة أو السيارات المفخخة. وقُتلَ مقاتلان اثنان من “التركستاني”، مؤخراً، في سهل الروج، ولم يتم الكشف عن الجاني بعد، أو معرفة من يقف وراء العملية.
بينما يرى سكان جبل الزاوية، أن هناك محاولات لجر “التركستاني” للوقوف إلى جانب “الهيئة” في هجومها المرتقب ضد “أحرار الشام”. ويتخوف الأهالي من البيانات التي صدرت، الجمعة، معتبرين أنها بداية لاشتباك وشيك، يراه البعض بداية النهاية للجهاد الشامي والبعض الآخر نهاية مرحلة معقدة من الثورة السورية.
الهدوء يسود جنوب غرب سوريا:الاتفاق الاميركي الروسي نافذاً
دخلت الهدنة الأميركية-الروسية حيّز التنفيذ في محافظات جنوب غرب سوريا، ظهر الأحد، شاملة القنيطرة ودرعا والسويداء، حيث ساد هدوء نسبي منذ ليل السبت.
وقبل ساعات من انطلاق الهدنة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ريموند ماكماستر، إن وقف إطلاق النار هو “أولوية أميركية” وخطوة مهمة نحو تحقيق سلام في كل انحاء البلاد.
وتمخّضت الهدنة عن اتفاق أميركي-روسي-أردني، في إطار اتفاق واشنطن وموسكو على مذكرة تفاهم لإقامة “منطقة خفض تصعيد” في جنوب غرب سوريا، أعلن عنها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الجمعة، بعد انتهاء اللقاء المباشر الأول بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش حضورهما قمة العشرين في ألمانيا.
وشدد ماكماستر في بيانه على أن “مثل هذه المناطق هي أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة”، مضيفاً في بيان أن “ما شجّعنا، هو التقدّم الذي تم إحرازه للتوصل إلى هذا الاتفاق”.
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن بلاده “لا تزال ملتزمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والمساعدة على إنهاء الصراع في سوريا، والحد من المعاناة، وتمكين الناس من العودة إلى ديارهم”، معتبراً أن اتفاق التهدئة في جنوب غربي سوريا “يُعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الاهداف المشتركة”.
وأوضح ماكماستر أن الرئيس الأميركي بحث في هذا الاتفاق “مع العديد من قادة العالم خلال قمة مجموعة العشرين”، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكان بوتين قد صرّح، في وقت سابق السبت، أن اتفاق التهدئة في جنوب سوريا “جاء نتيجة تغيّر” في موقف واشنطن تجاه الوضع في سوريا “بعد أن أصبح أكثر واقعية”. وردّ على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون حول أن لا مستقبل لعائلة الأسد في سوريا، مكرراً موقف موسكو بأن مستقبل الأسد “يحدده الشعب السوري”.
وقال بوتين “السيد تيلرسون رجل محترم، حامل وسام روسي، حاصل على وسام الصداقة، نحن نحترمه، لكنه ليس مواطناً سورياً على كل حال”. وأضاف “أما مستقبل سوريا ومستقبل الرئيس الأسد، كرجل سياسة، يجب ان يحدده الشعب السوري”.
وأعرب بوتين عن أمله في “تحسن التعاون” بين روسيا وإدارة ترامب وقال إن الاخير “مختلف جداً” في الواقع عنه في التلفزيون، مضيفاً “كل الاسباب متوافرة للقول اننا نستطيع ان نعيد ولو جزئياً مستوى التعاون الذي نحتاج إليه”. وتابع الرئيس الروسي “أعتقد أنه تم إرساء علاقات شخصية” إضافة إلى “وضع الأسس” من أجل تقارب أميركي-روسي.
في المقابل، لم يدلٍ ترامب بأي تصريح حول لقائه مع بوتين، باستثناء ما أعلنه السبت بأن اللقاء كان “رائعاً”.
بعد اتفاق ترامب وبوتين.. ما الترتيب الكبير الذي ينتظر سوريا؟
عبدالله حاتم – الخليج أونلاين
خمسٌ وثلاثون دقيقة كانت كفيلة بأن تفعل ما لم تفعله سلسلة مؤتمرات أستانة وجنيف للسلام في سوريا، بعدما اتفق الزعيمان؛ الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء بينهما على هامش قمة العشرين بألمانيا، على وقفٍ شامل لإطلاق النار في جنوب سوريا.
وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أكد أن تفاصيل أوفى عن الاتفاق ستعلن هذا الأسبوع، بعد اجتماع مشترك لخبراء روس وأمريكيين وأردنيين، لدراسة تطبيقه.
وسبق أن تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات، مؤخراً، عقب تلويح الولايات المتحدة بمعاقبة بشار الأسد في حال أقدم على استخدام الكيماوي، في حين دافعت روسيا عن حليفها الوثيق في دمشق.
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة 7 يوليو/تموز 2017، أن خبراء من روسيا وأمريكا والأردن وقَّعوا في العاصمة الأردنية عمان على مذكرة تفاهم بهذا الشأن.
وأضاف أن الهدنة ستبدأ منتصف يوم الأحد، مشيراً إلى أن الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف إطلاق النار بالتعاون مع الجانبين الأمريكي والأردني.
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، التوصل إلى الاتفاق، وأشار إلى أنه وفقاً للترتيبات التي جرى التوصل إليها في عمان، “سيكون وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة من جانب آخر”.
وكانت قوات النظام السوري شنت هجوماً برياً في درعا؛ بهدف الوصول إلى المعبر القديم مع الأردن، دون أن تحقق أي تقدم، وكذا الحال في القنيطرة الملاصقة للشريط الحدودي مع الجولان المحتل، حيث خسرت مواقع لحساب المعارضة بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
– أمن إسرائيل
ويشمل الاتفاق ثلاث محافظات؛ هي السويداء ودرعا والقنيطرة، علاوة على الأراضي المحتلة في الجولان السوري وفلسطين، وتضم أطرافاً متصارعة هي: قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية الجبهة الجنوبية، التي قاطعت مؤتمر أستانة الأخير.
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، بما ينهي الأعمال العدائية، ويعيد الاستقرار، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية في سوريا.
وأكدت التزامها بالعمل على حل سياسي عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، وبما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها.
الدكتور باسل الحاج جاسم، الخبير في الشؤون الدولية، والمطلع على سير مفاوضات أستانة، ذكر في حديث مع “الخليج أونلاين” أن “الاتفاق يوضح أكثر فأكثر أن هدف واشنطن هو التقسيم في سوريا، ولا شيء غيره”.
وأضاف: “بعد أن عرقلت واشنطن أكثر من مرة منطقة آمنة ملحة في الشمال، وذهبت أبعد من ذلك بدعمها تشكيلات إرهابية انفصالية هناك، نراها اليوم تلتزم فقط في هذا الاتفاق- في حال تم تنفيذه- بأمن إسرائيل”، مشيراً إلى أن “إسرائيل اليوم رابحة في كل الأحوال؛ فهي تحصد نتائج حروب لم تخضها”.
وشهدت الفترة الماضية سقوط قذائف على الأراضي المحتلة من جراء المعارك بين النظام والمعارضة المسلحة في القنيطرة، وهو ما استدعى من الجيش الإسرائيلي استنفاراً على الحدود، وقصفه مواقع لقوات النظام على اعتبار أنها مصدر هذه القذائف.
– ترتيب كبير
مسؤول في الخارجية الأمريكية أكد، في حديث مع “رويترز”، أن الاتفاق يمثل “خطوة أولى” نحو ترتيب أكبر، ما دعا المعارضة السورية للإعراب عن قلقها مما سمتها “التفاهمات السرية”.
وفد قوى الثورة العسكري، التابع للمعارضة السورية، في مفاوضات أستانة، وصف في بيان له عقب ساعات من الاتفاق الروسي – الأمريكي، هذه التفاهمات بأنها سابقة تحدث للمرة الأولى، ومن شأنها تقسيم سوريا والمعارضة إلى قسمين.
وأضاف أن “مثل هذه الاتفاقات تكرس الوجود الإيراني في محاذاة المناطق العازلة والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين، وتقبل بفتح معبر للنظام مع الأردن من جهة محافظة السويداء”، مبيناً أن ما وصفه بالقصف الهمجي للنظام على مدينة درعا “لم يتوقف إلا بعد تدخُّل الحكومة التركية”.
لكن باسل الحاج جاسم رأى أن هذه التفاهمات “واردة جداً”، متسائلاً: “لماذا لم يتم هذا الاتفاق في إطار أستانة وعلى مرأى من العالم، وبحضور جميع الأطراف السورية المعنية؟”، موضحاً أن من الضروري انتظار ردة الفعل التركية والإيرانية، مبيناً أن أنقرة “خياراتها محدودة؛ فإما أن تكون جزءاً من المشروع الأمريكي أو ضده، كما فعلت في درع الفرات”.
وخلال لقائهما الأول طلب ترامب من بوتين تحييد إيران في سوريا، وهو ما علق عليه الحاج جاسم بالقول: “إن روسيا وإيران- عاجلاً أم آجلاً- سيفترقان في سوريا”، مرجعاً ذلك إلى “اختلاف أهداف كل منهما واستراتيجيته”.
واستدرك: “ولكن من الصعب إبعاد إيران دفعة واحدة، فهي ربما صاحبة أكبر كتلة عسكرية موجودة على الأرض السورية حالياً”.
بدء سريان الهدنة في جنوب سوريا
بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا منتصف نهار اليوم الأحد بالتوقيت المحلي (التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش)، وفقا لاتفاق الهدنة الذي جرى الاتفاق عليه بين الرئيسين الأميركي والروسي والذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هامبورغ أول أمس الجمعة على هامش اجتماعات قمة العشرين.
ويجري تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار و”عدم التصعيد” بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة بجنوب غرب سوريا برعاية أميركية روسية أردنية.
وكان الاتفاق على هذا الوقف، هو أحد نتائج اجتماع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتينعلى هامش قمة هامبورغ الجمعة الماضية.
ويشمل اتفاق وقف إطلاق النار ثلاث محافظات في جنوب سوريا: السويداء ودرعا والقنيطرة، علاوة على الأراضي المحتلة في الجولان السوري وفلسطين، وتضم أطرافا متصارعة هي قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية الجبهة الجنوبية التي قاطعت مؤتمر أستانا الأخير.
وقال مراسل الجزيرة إن مدينة درعا تعرضت لقصف حكومي بصواريخ أرض-أرض، وذلك قبيل سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة.
وذكر المراسل أن القصف الذي شنته قوات النظام استهدف حي المنشية الذي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة أعقبه اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
وكان مراسل الجزيرة أكد أنه رغم هذا الإعلان واصلت كل من قوات النظام والمعارضة المسلحة حشد مقاتلين في بعض الجبهات، خاصة في محيط مدينة البعث بمحافظة القنيطرة.
من جهته، رأى مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر أن تعزيز وقف إطلاق النار الجديد أولوية أميركية وخطوة مهمة نحو تحقيق السلام في كل أنحاء البلاد.
وقال ماكماستر إن “الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، والمساعدة على إنهاء الصراع في سوريا، والحد من المعاناة، وتمكين الناس من العودة إلى ديارهم”، واعتبر أن هذا الاتفاق “خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الأهداف المشتركة”.
ولفت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحث هذا الاتفاق مع العديد من قادة العالم خلال قمة مجموعة العشرين، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
من جانبه أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ترمب، مؤكدا أن أميركا أصبحت أكثر واقعية و”أكثر براغماتية” في الملف السوري، وتدرك الآن أهمية العمل المشترك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
بوتين: واشنطن أصبحت أكثر براغماتية بشأن سوريا
الرئيس الروسي: مناطق خفض التوتر تمهد للتوصل إلى حل سياسي سوري
دبي – العربية.نت
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على خليفة لقائه مع الرئيس الأميركي في قمة العشرين بمدينة هامبورغ الألمانية إن الرئيس ترمب شخص دقيق وعقلاني.
وأضاف بوتين أنه أكد لترمب عدم تدخل #روسيا في #الانتخابات_الأميركية.
كما نوّه بوتين إلى أنه لم يناقش موضوع #قطر مع أي طرف.
بوتين وسوريا وترمب
وبالنسبة للشأن السوري، قال بوتين إن واشنطن أصبحت أكثر براغماتية بشأن #سوريا.
وأكد الرئيس الروسي أن #الأزمة_السورية كانت محل نقاش واسع في #هامبورغ.
كما أشار إلى أنه بالإمكان التوصل إلى حلول وسط بشأن سوريا، وأن اتفاق الهدنة الذي تم جنوب البلاد خطوة هامة، كما أنه يمكن القيام بخطوات إضافية.
فيما علق بوتين أن مناطق خفض التوتر تمهد للتوصل إلى حل سياسي سوري.
اتفاقية المناخ
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي أن قمة مجموعة العشرين توصلت إلى “التسوية الأفضل” بالنسبة إلى ملف المناخ الشائك.
وقال بوتين إن “أحد الموضوعات الأكثر أهمية كان التبدل المناخي. وهنا، نجحت (المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) في التوصل إلى التسوية الأمثل (…) بعدما لاحظت كل الدول أن الولايات المتحدة انسحبت من هذا الاتفاق (الذي وقع في باريس)، لكن العمل على هذا الملف سيتواصل”، واصفاً ذلك بأنه “عنصر إيجابي”.
بدء سريان وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا
بيروت (رويترز) – بدأ سريان وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا ظهر يوم الأحد (0900 بتوقيت جرينتش) وذلك في أحدث مسعى دولي لتحقيق السلام في البلاد.
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و”عدم التصعيد” يوم الجمعة بهدف تمهيد الطريق أمام هدنة أوسع وأكثر تماسكا.
وجاء الإعلان بعد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في ألمانيا.
وانهارت عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار منذ تفجر الصراع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالمعارضة إنه لم تقع ضربات جوية ولا اشتباكات في جنوب غرب سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار صباح الأحد.
وذكر المرصد ومقره بريطانيا أن الهدوء يسود المنطقة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال مسؤول بالمعارضة في مدينة درعا إنه لم يقع قتال يذكر.
ولم يصدر أي تعقيب عن الجيش السوري.
وبمساعدة من القوات الجوية الروسية ومقاتلين تدعمهم إيران حققت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مكاسب كبيرة على حساب المعارضة العام الماضي.
وكانت محادثات سابقة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن “منطقة لعدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا قد تضمنت محافظة درعا على الحدود مع الأردن والقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية شارك في المحادثات إن هناك حاجة لمزيد من المناقشات لتحديد جوانب مهمة في الاتفاق بينها من سيتولى مراقبة تنفيذه.
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الاتفاق يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية”.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)