أحداث الأحد 13 تموز 2014
عمان: اغتيال قيادي في «الحر» والاشتباه بتورط دمشق
عمّان – تامر الصمادي { نيويورك، لندن – «الحياة»
عشية تصويت مجلس الأمن، غداً الإثنين، على مشروع قرار إدخال مساعدات إنسانية إلى سورية عبر أربعة معابر حدودية مع دول الجوار، استمرت الخلافات بين روسيا وبين الدول الغربية في شأن بنود مشروع القرار وهل سينص في صيغته النهائية على إدخال المساعدات وتوزيعها بمعزل عن موافقة الحكومة السورية، كما يريد الغرب، أم برضاها و «تحت إشرافها»، كما تتمسك دمشق، بتأييد من موسكو. وطالب سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الدول الغربية ورعاة مشروع القرار (الأردن وأستراليا ولوكسمبورغ) بإسقاط «عناصر مسيسة» في مشروع القرار كي ينال تأييد موسكو وبكين، في إشارة إلى تمسك الروس بإفراغ القرار من أي بنود تهدد باستخدام القوة لفرض إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية.
وجاءت النقاشات في نيويورك حول صيغة مشروع القرار في وقت تم اغتيال قيادي كبير في «لواء المجاهدين» التابع لـ «الجيش السوري الحر» في العاصمة الأردنية، في أول حادث من نوعه وتم الاشتباه بوقوف النظام السوري وراء الحادث.
وقالت مصادر أمنية أردنية لـ «الحياة»، إن «شخصاً مجهولاً قتل شاباً عشرينياً يحمل الجنسية السورية ليلة الجمعة – السبت قرب دوار شفا بدران غرب عمان». وأضافت أن «القاتل أطلق رصاصة على المغدور وفر»، وأن «الأجهزة الأمنية المعنية وصلت إلى مسرح الجريمة للكشف عن الجثة فتبين أنها تعود إلى قيادي عشريني في الجيش السوري الحر».
ورفض الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية، عامر السرطاوي، الخوض في تفاصيل الحادث «حفاظاً على سرية التحقيقات». لكنه اكتفى بالقول لـ «الحياة» إن «مقتل الشاب السوري حادث جنائي إلى أن يثبت العكس».
وكانت الحكومة الأردنية أكدت على لسان الناطق باسمها، أمس، مقتل الشاب السوري، وقالت إنها فتحت تحقيقاً في الحادث.
لكن مواقع إلكترونية تتبع «الجيش الحر» أشارت أمس إلى اغتيال «قائد لواء المجاهدين»، أحد ألوية «الحر»، في أنخل بريف درعا، وقالت إنه يدعى ماهر الرحال و «قُتل في كمين نصبه مجهولون في حي أبو نصير غرب عمان، حيث أطلقوا عليه النار من أسلحة آلية، وأردوه بخمس رصاصات».
وقال مقربون من «الجيش الحر» لـ «الحياة» إن «الرحال» يُعتبر من «أبرز القادة العسكريين في درعا، وأشرف على معارك عدة أبرزها معركة تحرير السرايا ﻓﻲ القنيطرة، ومعركة سملين، ﻭمعركة تحرير انخل، ﻭمعركة تحرير المشفى في جاسم». وأضافوا أن «زوجته وطفله الوحيد قُتلا قبل عام في قصف قوات النظام لمنزله في درعا».
ولم تتمكن «الحياة» من الحصول على معلومات إضافية من قيادات ميدانية تتبع «الجيش الحر» في درعا، لكن وزيراً بارزاً في الحكومة الأردنية لم يستبعد وقوف النظام السوري وراء مقتل القائد الميداني، وقال لـ «الحياة»: «نواجه تحديات حقيقية من النظام السوري وأخطاراً محدقة من خلايا نائمة تتبع هذا النظام».
وكانت الجهات الأمنية الأردنية قد أعلنت على مدى الأزمة السورية ضبط العديد من المجموعات القادمة عبر دمشق والتي «ثبت تورطها بالعمل على زعزعة استقرار المملكة».
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة في ريف حلب أمس بين عناصر «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلين أكراد، بعد يوم من فشل عملية تبادل للأسرى وجثث مقاتلين بين الطرفين. وبالتزامن مع ذلك، أعلنت «الغرفة المشتركة لأهل الشام» التي تقود عملية الدفاع عن مدينة حلب وتضم العديد من الكتائب المقاتلة، أنها تمكنت من «نسف مبنى دار الأيتام في جمعية الزهراء (في حلب) بعدما حوّلته قوات النظام لثكنة عسكرية».
وفي تطور لافت، ذكر «مركز حلب الإعلامي» أن أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني حضر اجتماعاً لقادة جماعته في حلب كان مقرراً فيه مناقشة إعادة هيكلة الجبهة وتنظيم صفوفها، موضحاً أنه «أماط اللثام» عن وجهه فتفاجأ الحضور بأن أميرهم جاء لترؤس الاجتماع. ونقل المركز عن مصدر في «النصرة»، أن الجولاني حض مقاتليه على «الاستمرار في الجهاد»، وأنه «بشّرهم بإعلان إمارة إسلامية في حلب… لن تكون مؤلفة من جبهة النصرة وحدها بل ستضم الفصائل التي ترغب في الانضمام، إلا أن الهدف الرئيس منها تحكيم شرع الله ومحاربة المفسدين». ويمكن أن يشكّل إنشاء «النصرة» لـ «الإمارة» في حلب تحدياً جديداً لـ «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «الدولة الاسلامية» بقيادة أبو بكر البغدادي.
«داعش» يحاول تطويق بغداد من الشرق والغرب
بغداد – «الحياة»
عشية الجلسة الثانية للبرلمان اليوم، استمرت اجتماعات كتلة «التحالف الوطني» التي تضم القوى الشيعية حتى وقت متأخر من مساء أمس، فيما ظهرت تسريبات عن تراجع ائتلاف «دولة القانون» بزعامة المالكي عن التمسك بترشيح زعيمه لولاية ثالثة، في وقت كثف المسلحون، يتصدرهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، محاولاتهم إخضاع محافظتي ديالى والأنبار اللتين تحيطان ببغداد من الغرب والشرق، لتطويق العاصمة تمهيداً للهجوم عليها. (للمزيد)
وتأتي هذه الأنباء إثر ضغوط وجهها المرجع الشيعي علي السيستاني أكدت رفض النجف تولي المالكي المسؤولية التنفيذية الأولى، وضرورة البحث عن بديل له، من المرجح أن يكون من داخل ائتلافه. وعلمت «الحياة» أن السيستاني، الذي يرفض مقابلة السياسيين منذ سنوات، كلف مبعوثاً خاصاً الاجتماع مع المالكي وإبلاغه موقف المرجعية النهائي، لكن لم يتسن التأكد من نتائج هذا الاجتماع وموعده، فيما حذرت الأمم المتحدة العراق من «الإنزلاق في فوضى» إذا لم يحسم أمراً سريعاً.
وقالت مصادر لـ «الحياة» إن الكتل السياسية فشلت في التوصل إلى صفقة سياسية شاملة لتشكيل الحكومة وانتخاب الرئاسات وتوزيع المناصب، فيما يرفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي البحث في «صفقة» تشكيل الحكومة، والتي تشمل بالضرورة المناصب السيادية الرئيسية، ويفضّل بدلاً من ذلك أن يختار البرلمان رئيساً له، ما يسمح له بإدارة الصراع السياسي لانتزاع «ولاية جديدة» يرفضها الأكراد والسنة، بالاضافة الى كتل شيعية رئيسية.
ويفضّل مؤيدو المالكي أن ينتخب البرلمان رئيسه ثم رئيس الجمهورية من دون صفقة سياسية، ما يتيح للمالكي قرابة شهر ونصف الشهر لإدارة صراع سياسي جديد حول المنصب.
كما جاءت الضغوط من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، الذي دعا أمس البرلمان إلى انتخاب رئيس له في جلسته الثانية، قائلاً «أدعو جميع البرلمانيين لحضور جلسة مجلس النواب»، مضيفاً أنه «بينما تسعى الكتل السياسية الى الاتفاق على الشخصيات الرئيسية فإن الخطوة الأولى هي انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلال جلسته».
ويجمع الرافضون للولاية الثالثة أكثر من 200 مقعد برلماني، لكنها غير مؤثرة في النهاية، بسبب تمسك الأطراف الشيعية الرئيسية بأن يكون منصب رئيس الوزراء نتاج توافق شيعي داخل كتلة «التحالف» نفسها، وليس خارجها.
وكانت جميع الكتل السياسية، بما فيها الأكراد، أعلنت أمس الاستعداد لحضور جلسة البرلمان اليوم. وقال القيادي في ائتلاف «دولة القانون» علي العلاق لـ «الحياة» «لا نعلم ما اذا كانت الكتل الأخرى ستحضر جلسة يوم غد (اليوم) او ستقاطعها، لكن كل كتل التحالف الوطني ستكون موجودة وسيتوافر النصاب القانوني لعقد الجلسة». وأضاف «لا يوجد حتى الآن اتفاق داخل التحالف الوطني على مرشح واحد لرئاسة الحكومة، وأننا في دولة القانون نصر على ترشيح المالكي لولاية ثالثة».
من جهته أكد النائب عن كتلة «المواطن»، (من التحالف الشيعي)، علي شبر لـ «الحياة» أن «المرجعية اوصلت رسائل صريحة إلى مكونات التحالف شددت فيها على ضرورة تغيير المرشحين وتقديم التنازلات»، لكنه أشار إلى عدم وجود استجابة من قبل ائتلاف المالكي.
وتابع أن «جلسة الأحد (اليوم) لن تشهد الاتفاق على المناصب الرئاسية الثلاث، واتوقع أن تشهد جلسة مشادات بين النواب». وقال القيادي في «التيار الصدري» أمير الكناني إن «التحالف الوطني يواجه صعوبة كبيرة في إقناع المالكي بالتنحي حتى بعد توصية المرجعية، لا سيما أن المالكي بات يتذرع الآن بالأوضاع الجديدة التي سادت بعد احتلال الموصل».
وكانت مصادر سياسية أبلغت «الحياة» في وقت سابق أن قائد فيلق القدس الإيراني والمسؤول عن إدارة الملف العراقي، قاسم سليماني، حاول اقناع القوى السياسية الشيعية بتأجيل النظر في إختيار رئيس الوزراء إلى ما بعد تحقيق نصر عسكري في تكريت. لكن التعقيدات التي تواجهها القوات العراقية على الأرض لا تتيح، حسب خبراء، تحقيق نصر سريع.
وسعت التنظيمات المسلحة يتقدمها تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس إلى توسيع نطاق عملياتها في محافظتي الأنبار وديالى، وشنت هجمات كبيرة على مراكز للجيش العراقي وبلدات في المحافظين، الا أن القوات العراقية أعلنت تمكنها من صد هذه الهجمات. وحسب الدليمي، فإن «المسلحين يضعون الهجوم على بغداد في حساباتهم، وهم يفتحون جبهات مختلفة لإحداث خلخلة في السياج الأمني للقوات العراقية».
انتشال طفلة من تحت الأنقاض في حلب
بيروت – أ ف ب –
تم انتشال طفلة في شهرها الثاني من تحت الأنقاض بعد 16 ساعة من قصف في مدينة حلب بشمال سورية، بحسب ما اظهر شريط مؤثر عرضه الجمعة فريق من المسعفين ينشط في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال فريق الإنقاذ: «بعد أكثر من 16 ساعة من العمل في ظروف صعبة، تمكن الدفاع المدني في الأنصاري (أحد الأحياء في جنوب حلب) من إنقاذ طفلة في شهرها الثاني إضافة إلى أمها التي كانت مصابة».
ويظهر الشريط الذي مدته ثلاثون ثانية وتعذر التأكد من صحته لدى مصدر مستقل، رجلاً يحاول سحب رأس صغير من بين الأنقاض. ويسمع بعدها بكاء طفل قبل أن ينجح المسعف في النهاية من سحب الجسم الصغير من بين الأنقاض وهو مغطى بالغبار على وقع ارتفاع هتافات «الله أكبر».
وبث هذا الشريط على موقع «تويتر» وتحديداً على صفحة «الدفاع المدني في حلب»، وهو فريق من المتطوعين لإسعاف المدنيين في «المناطق المحررة»، أي تلك التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
ومنذ صيف 2012، تسيطر القوات النظامية السورية على الأحياء في غرب حلب في حين تسيطر المعارضة على شرقها.
وتعتبر حلب إحدى الجبهات الرئيسية في النزاع العسكري الذي تشهده سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
“بركان حلب”: الفرصة الأخيرة لحماية المدينة … والثورة
حلب ـ عارف حاج يوسف
تمكنت قوات النظام السوري، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من تضييق الخناق على الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حلب، بالتوازي مع محاولات تقدّم “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف المحافظة الشرقي، تمكّنَ عبرها من بسط سيطرته على بعض القُرى باتجاه ريف حلب الشمالي.
أمام هذا المشهد، الذي يمثل تهديداً جدياً لمعقل استراتيجي آخر للثورة، أطلق ناشطون سوريون، إعلاميون وميدانيون، ما سمّوه بمبادرة “بركان حلب”، للضغط على الفصائل العسكرية المعارضة والناشطين، في سبيل توحّدهم وإعلان النفير العام لحماية المدينة.
التفاف عسكري
منذ أكثر من ستة أشهر، وعبر التفاف عسكري بطيء ومُنظّم، نجح الرتل العسكري التابع لقوات النظام في التقدّم والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمّة، كانت تحت سيطرة المعارضين المسلحين.
وبعدما كان الحديث يجري عن احتمال حصار مناطق النظام، بعد سيطرة المعارضة على طريق خناصر العسكري في ريف حلب الجنوبي، بدأ الرد الذي كان قاسياً، إذ سيطرت قوات النظام على خناصر، والطريق العسكري، والسفيرة واللواء80؛ القريب من مطار النيرب العسكري.
وهو ما أدى إلى فك الحصار عن المطار، ليتمكن الرتل، تحت قيادة العقيد سهيل الحسن (الملقب بالنمر)، من التمدد نحو قرية الشيخ نجار، وصولاً إلى المدينة الصناعية، ثم ليفك الحصار عن سجن حلب المركزي الذي استمر أكثر من عام، في حين بقيت منطقة مخيم حندرات بارقة الأمل الوحيدة في منع الحصار. وفي حال تمكن النظام من السيطرة عليها، فإن هذا يعني أن حلب باتت تحت حصار محكم بشكل كامل.
هزيمة الثورة في حلب تعني تحول الصراع في سورية إلى نزاع بين داعش والنظام
وعلى جبهة أخرى، تمكّن “داعش” من السيطرة على قُرى بالقرب من أعزاز، ليتقدم مقاتلو التنظيم باتجاه ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة قوات من “الجيش الحر” و”الجبهة الإسلامية”.
وتأتي مبادرة “بركان حلب” لتلافي الوضع الأخطر، والتحدي الأكبر الذي يطرحه الواقع الميداني على الثورة، التي في حال خسارتها لمواقعها في المحافظة الشمالية، ستنتهي إلى نزاع ثنائي بين النظام و”داعش”، مما يعطي شرعية دوليّة للتدخل العسكري الأجنبي لضرب “الإرهاب”، وبالتالي لفرض النظام سيطرته على مساحات جغرافية سورية شاسعة.
دعوات إلى التوحد
دعت مبادرة “بركان حلب” الفصائل العسكرية المتواجدة في المحافظة، إلى التوحّد السريع داخل غرفة عمليات مشتركة لا تتبع لقيادة أحد الفصائل. وطالبت بإعلان النفير العام لكل من حمل السلاح داخل مدينة حلب، وأشهر عداءه للنظام من دون استثناء.
كما دعت المبادرة، في بيان، نُشر على صفحتها على موقع (فيسبوك) جميع الناشطين في حلب، العاملين في المجال الطبي والإغاثي والإعلام، وكافة القطاعات المدنية إلى مواكبة هذه الغرفة، وتكثيف الجهود وتوحيدها من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ، والعمل على تنبيه الأهالي إلى أهمية الحملة في الحفاظ على مدينتهم من “دنس النظام وميليشياته”، كما جاء في البيان.
وجاء في بيان إطلاق المبادرة: “إننا إذ ندعو إلى إثارة بركان حلب ليحرق كل من يهدد بإخضاعها، أو يتخاذل في الدفاع عنها، نحذر كل من تسوّل له نفسه التخاذل في عدم فتح مخازن السلاح، أو عدم التوجّه إلى الجبهات”.
هواجس من إمكان اتخاذ قرار دولي بترك حلب لمصيرها في مواجهة النظام و”داعش”
وردّاً على سؤال طرحه “العربي الجديد” على عضو المكتب السياسي لـ”جيش المجاهدين”، المكنّى بأبي أمين، حول ما تحتاجه حلب، وما هي مخاوفهم أجاب: “تحتاج حلب إلى إرادة ومُخلصين، بقدر احتياجها إلى الرجال والعتاد”. وأضاف “لدينا هواجس من إمكان اتخاذ قرار دولي بترك حلب لمصيرها، وعدم دعمها في المعارك ضد النظام و”داعش”، لكنها مجرد مخاوف”.
وكانت فصائل معارضة في ريف حلب الشمالي، يقدّر عددها بـ26 فصيلاً، أعلنت الاندماج في فصيل واحد تحت اسم “لواء فرسان الشمال” لصدّ الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ريف حلب الشمالي من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسرعان ما انضمت إليه أرتال من “جبهة ثوار سورية”.
من جهته، يقول عضو المبادرة، عروة قنواتي، إن “نجاح المبادرة في مدينة حلب وريفها سيلقي بظلاله على جميع جبهات سوري المشتعلة”. ويضيف “آن الأوان لصفوف الثوار أن تتوحد في هذه المرحلة الخطرة من عمر الثورة السورية، ووسط كل الخذلان العربي والأممي لقضيتنا”.
يُذكَر أن الحملة كانت قد انطلقت مساء الخميس الماضي، عبر صور وتصاميم و”هاشتاغ”، تمهيداً لانطلاق المبادرة على جبهات القتال، إذ تجري اجتماعات دوريّة لفصائل مُقاتلة، من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة، يكون هدفها الأول حماية حلب من احتمال السقوط.
الجيش الحر على مقربة من ‘اللواء 90’ في القنيطرة
مهند الحوراني
يعود ريف القنيطرة إلى واجهة الأحداث السورية مجدداً. لكن ذلك لا يعني أن الجبهة شهدت توقفاً لتقدم قوات المعارضة. على العكس، كانت السمة الغالبة على ذلك هي استسلام النظام ومراقبته لمشاهد سقوط مواقعه، الواحد تلو الآخر.
وتمكّنت كتائب الجيش الحر من السيطرة على سرية “خسيسة”، الواقعة في ريف القنيطرة، لتكون السرية سادس موقع لقوات النظام تسيطر عليه قوات المعارضة في ريف القنيطرة, بعد سيطرتها سابقاً على سرية “زبيدة” وقرية مجدوليه و سرية “سد كودنه” بالإضافة إلى فصيلة الدبابات ومزارع عين الباشا، ضمن إطار معركة أطلق عليها الحر اسم “الشمس وضحاها”.
بعد التقدم الجديد، يبدو أن فتح الطريق نحو حصار مقر “اللواء 90” بات قريباً، ولاسيما بعدما أصبحت معظم المواقع العسكرية المحيطة به تحت سيطرة قوات المعارضة، الأمر الذي يجعله في مرمى نيران الجيش الحر.
عضو هيئة الأركان التابعة للجيش الحر في درعا، المقدم أبو المجد، قال لـ”المدن”، متحدثاً عن المعركة: “تم العمل بسرية، والنجاح السريع فاجأ الجميع بسبب شح الإمكانات. ولكن عنصر المفاجأة، وإقدام وشجاعة أبطال الحر سحقت قوات النظام، في الوقت الذي كانت خطة المعركة تلزم السيطرة على المواقع التي حررت خلال 48 ساعة، ولكن بفضل من الله تم التحرير خلال أقل من 3 ساعات في أول يوم من بدء المعركة. ولو توفرت الإمكانات التي وجدت في معركة تل الجموع لكانت قواتنا الآن على تل الحارة”.
وعن أهمية “اللواء 90” والمواقع التي تمت السيطرة عليها، قال إنها “تحيط بالجولان السوري المحتل, وتتوضع على امتداد (المنطقة) على شكل سرايا وفصائل معززة، مهمتها تأخير تقدم العدو الإسرائيلي لمدة 48 ساعة في حال شن أي هجوم، حتى يتم استقدام (قوات) الاحتياط من العمق السوري”. متسائلاً “كيف بخط جبهة معزز أن يخترق خلال 3 ساعات؟”.
وعن الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها قال “الأسلحة من الخفيف كذخيرة البنادق، وحتى الثقيل من دبابات وعربات شيلكا ورشاشات، في حين استطعنا تدمير دبابتين من طراز (تي 52) و(بي ام بي)، كما سقط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام ولكن ليس لدي رقم دقيق عن أعدادهم”.
وينظر مراقبون إلى المعركة على أنها إحدى أهم المعارك الجارية على الجبهة الجنوبية. وفي حال نجحت كتائب الحر من السيطرة على “اللواء 90″، وما تبقى من سرايا تابعة له، سيكون القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة تحت سيطرة المعارضة بنسبة تقارب 80 في المئة.
وتكمن أهمية “اللواء 90” والسرايا المحيطة به، في أنه أكبر قطع النظام في القنيطرة، وأكثرها تسليحاً، ولهذا يحاول النظام الدفاع عنه وعن السرايا التابعة له بشراسة، لأن خسارته كاملة ستؤدي لانهيار ما تبقى من تجمعات قوات الأسد في القنيطرة. ولهذا، قام النظام بقصف عنيف وأرسل أرتالاً من الجنود والمدرعات في بداية المعركة لمنع تقدم مقاتلي المعارضة، لكن ذلك لم ينجح، حيث تمكنت قوات المعارضة من صد تلك التعزيزات، التي تقول مصادر “المدن” إنها ما تزال تُرسل إلى محيط المنطقة لمحاولة شن هجوم آخر، واستعادة ما خسرته.
وتعتبر معركة “الشمس وضحاها” استكمالاً لمعركة “يرموك خالد”، والتي انتهت بتحرير تل الجموع في ريف درعا الغربي، إذ يمكن ان تؤدي إلى فتح الطريق نحو الغوطة الغربية، من خان الشيح، وصولاً إلى داريا والمعضمية. وتغدو بذلك درعا والقنيطرة والغوطة الغربية ميداناً مفتوحاً امام مقاتلي المعارضة.
سوريا.. في عهدة دي ميستورا ‘الشيعي’ ورمزي ‘السيسي‘
يستعد الدبلوماسي السويدي، ستافان دي ميستورا، لتسلم حمل ثقيل من الدبلوماسي الجزائري المخضرم، الأخضر الإبراهيمي، كثالث مبعوث دولي للأمم المتحدة للنزاع في سوريا. دي مستورا المولود في 25 يناير/كانون الثاني عام 1947، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة سابينزا في روما. بدأ حياته الدبلوماسية كموظف في أحد برامج الأمم المتحدة في جنوب السودان، ثم عمل في منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، التابعة للأمم المتحدة في إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية لاحقاً، لينتقل بعد ذلك إلى العمل مع منظمة اليونسيف.
وتتلخص سيرة الرجل الدبلوماسية في المجال الإغاثي، إذ قضى حوالي عشرة أعوام في الفترة ما بين 1988 إلى 1997 في تنظيم عمليات معونات غذائية إغاثية في أفغانستان، وكذلك عندما نظم المساعدات للأكراد بعد حرب الخليج. بعدها عيّن رئيساً لفريق “البعثة الخاصة بالبحث عن الشيعة” في جنوب العراق، إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عقب حرب الخليج الأولى، ثم عين مديراً للشؤون العامة ورئيساً لفريق اليونيسف في الصومال.
لبنان عاصر الرجل أيضاً، إذ شغل دي ميستورا، منصب الممثل الشخصي للأمين العام في لبنان، لينتقل لاحقاً للعمل كممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، في العام 2007، وهنا كانت المهمة الأصعب التي تولاها الدبلوماسي، إذ يصفه بعض العراقيين بـ”دي ميستورا الشيعي” نظراً للعلاقة التي كانت تجمعه مع المرجع الشيعي الأعلى، آية الله علي السيستاني، حيث أنهى مهمّته في العراق بزيارة له، ولمرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف، حيث له صورٌ كثيرة فيه.
يتقن دي ميستورا اللغة الإيطالية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والسويدية، ولا يعرف بعد إن كانت إجادته للغة العربية، باللهجة العامية، ستساعده خلال مهمته في سوريا، إلا أنه لن يكون وحيداً، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن نائب وزير الخارجية المصري السابق، رمزي عز الدين رمزي “سيساعد دي ميستورا في مهمته”. وفي هذا الشأن يقول بان “أريد أن أوضح أن السفير رمزي أوصت به الجامعة العربية، ولكنه تم تعيينه من قبلي، وسيعمل مع السيد دي ميستورا”.
أما عن رمزي، فيعرف عن الرجل مواظبته على كتابة المقالات في عدد من الصحف حول العالم. كذلك، يحفظ المصريون جيداً أنه يعتبر جماعة الإخوان المسلمين صاحبة “عقلية ظلامية” وأنها “سرقت الثورة” وعملت لـ”تكريس دولة استبدادية”، على الرغم من أنه كان نائباً لوزير الخارجية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. كما أن رمزي يحمل للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فضل “إنقاذ البلاد من الإخوان”. وله نصائح كثيرة أسداها للسيسي قبل نحو ثلاثة أشهر في مقالة نشرها في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، منها أن “يسمو فوق السياسة الحزبية، وألا يشكل حزبا أو ينضم إلى أي حزب سياسي”، وأن لا يعتمد على الفلول، أو الإخوان، في إدارة المرحلة المقبلة.
رئيس أركان الحر يظهر على جبهات القتال
دبي – قناة العربية
زار رئيس هيئة أركان الجيش الحر، عبد الإله البشير، بعض النقاط على جبهات حلب، وتناول الإفطار برفقة بعض المقاتلين بقيادة قائد المجلس العسكري في حلب، العقيد عبدالسلام حميدي، في حي الراشدين، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والنظام.
وتأتي هذه الزيارة في وقت أعلن النظام السوري سيطرته على المنطقة الصناعية والشيخ نجار في حلب بعد تراجع مقاتلي المعارضة بسبب نقص الأسلحة والدعم اللازم بحسب الائتلاف السوري المعارض، كما زار البشير مقاتلي المعارضة على جبهتي وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب.
بعد “داعش”.. إمارة إسلامية لـ”النصرة“
العربية.نت
في اجتماع على مستوى عال ضم معظم قيادات ومقاتلي “جبهة النصرة قاطع حلب”، ظهر الأمير العام للجبهة، أبومحمد الجولاني، كاشفاً اللثام عن هويته، وأعلن إقامة إمارة إسلامية، حسب ما نقله “مركز حلب الإعلامي”.
وأفاد مصدر من داخل الجبهة أن الجولاني حضر الاجتماع الذي كان مقرراً فيه مناقشة إعادة هيكلة الجبهة وتنظيم صفوفها، ليتفاجأ الجميع بحضوره وترأسه للاجتماع.
و”بشر” الجولاني مقاتلي التنظيم بإعلان إمارة إسلامية “بعد التنسيق مع مختلف الفصائل الإسلامية وبعض كتائب الجيش الحر”، حسب ما نقله المصدر عن الجولاني.
وشدد الجولاني على أن الإمارة لن تكون مؤلفة من جبهة النصرة وحدها بل ستضم الفصائل التي ترغب في الانضمام، مؤكداً أن الهدف الرئيس منها “تحكيم شرع الله ومحاربة المفسدين”.
وأكد أن الجبهة تملك إمكانات هائلة لتحقيق الإمارة، وطالب مقاتليه بالتعاون والعمل الجاد لإقامتها، حاثاً إياهم على “الثبات أمام الأعداء وعدم الرأفة بهم بعد اليوم”.
وأخيراً، كشف الجولاني أن حلب ستشهد ولادة أول إمارة إسلامية لتعمم التجربة على باقي المناطق، حيث ستسعى هذه الإمارات لكسر الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري ووصلها ببعضها البعض.
بعد إعلان “خلافة داعش” و”إمارة النصرة”.. طالبان تدعو الفصائل بسوريا لوقف القتال
كابول، أفغانستان (CNN) — دعت حركة طالبان الأفغانية الفصائل الإسلامية في سوريا إلى وقف القتال وتوحيد الكلمة، وذلك في أول موقف من نوعه للجماعة بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” قيام “خلافة” بمناطق سيطرته، وإعلان “جبهة النصرة” قيام “إمارة” في حين كانت طالبان من بين أولى الحركات التي أعلنت قيام “إمارة إسلامية” قبل أكثر من عقدين.
ووجهت طالبان خطابها إلى التنظيمات في سوريا عبر بيان حمل عنوان “سر عزة المسلمين وقوتهم في وحدتهم!” جاء فيه: “على المسلمين أن يمدوا يد العون والمساعدة فيما بينهم، وأن يشاركوا بعضهم الآخر في الأفراح والأتراح.. لابد من السعي في توحيد الصف وجمع الكلمة، وأن تُقدم مصلحة الأمة على مصلحة الفرد، وأن يتجنب الخلاف والنزاع.”
ولفتت الجماعة التي تقاتل في أفغانستان ضد الحكومة والقوات الدولية الموجودة فيها: “على المسلمين أن يخضعوا لأحكام الشريعة الإسلامية ويذعنوا لها.. وحري بأن يتشكل مجلس شورى من قادة جميع الفصائل الجهادية وأهل الخبرة والعلماء الأفاضل في الشام كي يتمكنوا من حل نزاعاتهم في ضوء الآراء والمشورات المشتركة.”
وحضت الجماعة التي توصف بأنها متشددة على تجنب ما قالت إنه “غلو في الدين، وحكم على الآخرين بدون بينة” وطالبت التنظيمات المختلة بعدم “إساءة الظن والاستماع للاتهامات والترهات الجوفاء.” ورأت الجماعة أن اختلاف الآراء “ظاهرة لا مفر منها” مضيفة أن الدين الإسلامي حدد “السبل الواضحة لحل الخلافات والنزاعات.”
يشار إلى أن تنظيم “داعش” يقاتل منذ أشهر ضد فصائل إسلامية أخرى في سوريا، وعلى رأسها “جبهة النصرة” التي أعلنت مؤخرا قيام “إمارة” في سوريا ردا على “الخلافة” التي أعلنها تنظيم “داعش” على الأراضي الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق.