أحداث الأحد 15 أيار 2011
سورية: “أعمال عنف جديدة” قرب حمص وسط دعوة لـ “حوار وطني شامل“
تضاربت الانباء حول انسحاب الجيش السوري من عدد من المدن
أفادت التقارير باندلاع “أعمال عنف جديدة” في بلدة تلكلخ القريبة من مدينة حمص السورية، وذلك وسط تأكيدات الحكومة لانسحاب عناصر ودبابات الجيش من مدينة درعا وبلدة بانياس، وإعلانها بدء “الحوار الوطني الشامل” الأسبوع المقبل…
ولكن شاهد عيان من مدينة درعا نفى في وقت لاحق الأنباء التي تحدثت عن انسحاب الجيش السوري من المدينة المحاصرة منذ ثلاثة أسابيع، وقال للبي بي سي “إن السلطات الأمنية السورية بفروعها الأربعة تمنع الدخول والخروج من المدينة التي يفرض عليها حظر للتجوال،” وأضاف أن “الأمن السوري يقيم حواجز تفتيش في الشوارع الرئيسية مانعا المواطنين من التزود بحاجاتهم من محال البقالة.”
من جانب آخر، نقلت رويترز عن “ناشط حقوقي” قوله إن “ثلاثة أشخاص قُتلوا في تلكلخ منذ دخول القوات الحكومية إلى البلدة السبت”.
تحليل: جيم ميور – بي بي سي – بيروت
هناك تحول ملحوظ في التكتيك الذي يتبعه نظام الرئيس السوري بشار الاسد المحاصر. فقد اعلن النظام يوم الخميس الماضي انه اصدر اوامره لقوات الامن بالامتناع عن فتح النار على المتظاهرين يوم الجمعة.
وقد حافظ النظام على عهده الى حد بعيد، رغم انه تخلى عنه في بعض المناطق.
وقد ادرج التلفزيون السوري الحكومي لأول مرة انباء التظاهرات ضمن نشراته الاخبارية، رغم انه عمد الى التقليل من شأنها ولم يعرض الا بعض الصور البعيدة لبعض التجمعات الصغيرة، كما امتنع عن بث الاشرطة الصوتية كيلا يسمع المشاهدون الهتافات التي كانت تطلق في التظاهرات – والتي كانت غالبيتها تطالب برحيل النظام.
وبالرغم من تأكيد المحتجين بأن الاعتصامات والتحدي – والقمع كذلك – ما زال مستمرا، فإن الحكومة تؤكد ان الامور عادت الى طبيعتها.
لم تتضح الجهات التي ستشارك في “الحوار” الذي دعى اليه النظام. فالناشطون يخشون ان تكون هذه خطوة تهدف الى تجميل صورة النظام وترضية القوى الخارجية التي تمارس الضغوط عليه – بينما يتواصل القمع في الداخل.
ويريد قادة الاحتجاجات من النظام اطلاق سراح المعتقلين الذين يعدون بالآلاف، وارخاء قبضة قوات الامن ليصدقوا ان النظام جاد في اصلاح نفسه.
وأضاف الناشط أن “المئات قد فرُّوا إلى لبنان المجاورة هربا من الاشتباكات التي شهدتها البلدة”.
وقد أكدت مصادر أمنية لبنانية لـ بي بي سي أنه “تم تسليم جثة شخص سوري كانت قد نُقلت في وقت سابق إلى داخل الأراضي اللبنانية، حيث سُلِّمت الجثة إلى ذوي القتيل عبر أحد المعابر الشرعية بين البلدين”.
من جهة أخرى قالت المصادر نفسها “إن عملية النزوح من تلكلخ إلى لبنان توقفت بعد ظهر السبت، وذلك بعد أن وصل عدد النازحين الذين سجل الجيش اللبناني أسماءهم إلى 230 شخصا، بين أطفال ونساء، وكانوا قد دخلوا الأراضي اللبنانية من خلال معابر غير شرعية”.
يُشار إلى ان الجيش اللبناني يسمح بدخول النساء والأطفال عن طريق معابر غير شرعية تخضع لسيطرته، لكنه يستثني من ذلك الرجال الذين لا يُسمح لهم بالدخول إلاَّ من خلال المعابر الشرعية.
أحداث تلكلخ
وكانت شاهدة عيان من تلكلخ، الواقعة على بعد حوالي 45 كيلوكترا من مدينة حمص، قد قالت لـ بي بي سي إن عناصر مشاة من الجيش “دخلت البلدة السبت وشنَّت حملة لاعتقال بعض الأشخاص فيها”.
وأضافت: “أنا الآن موجودة في منطقة السوق وسط البلدة وأسمع إطلاق نار.”
ولدى سؤالها إن كانت قد علمت بوقوع ضحايا، أو إصابات، أو حدوث اعتقالات في البلدة، قالت الشاهدة: “أخبرني البعض بحدوث اعتقالات، لكنني لم أشاهد بنفسي أحدا يُقتل او يُصاب أو يُعتقل.”
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية اعتقلت الجمعة عددا من الناشطين في دمشق وبانياس ومناطق أخرى، من بينهم كاترين التلي وعلي درباك ووائل الحمادة.
وقال المرصد أيضا إنه كان قد تم الخميس اعتقال 23 ناشطا في بلدة داريَّا القريبة من دمشق.
أمَّا وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، فقد نقلت عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن عدد من سلَّموا أنفسهم إلى السلطات المختصة ممن قالت إنهم “كانوا قد تورطوا بأعمال شغب” قد وصل إلى 6131 شخصا من مختلف المحافظات والمناطق السورية، وذلك ضمن المهلة التي حددتها الوزارة لهذا الغرض.
انسحاب الجيش
من جانبها أعلنت الحكومة السورية السبت أن عناصر ودبابات الجيش اسكتملت انسحابها من مدينة درعا الجنوبية، وهي بصدد الانسحاب الآن من بلدة بانياس الساحلية غربي البلاد، وأكدت أن “حوارا وطنيا شاملا” سوف يبدأ بعد عودة الهدوء إلى البلاد التي تشهد احتجاجات منذ الخامس عشر من شهر مارس/ آذار الماضي.
فقد قال وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، إن وحدات الجيش “بدأت بالخروج التدريجي من بلدة بانياس وريفها، كما استكملت عمليات الخروج من درعا وريفها وعادت إلى معسكراتها الرئيسية، وذلك بعد الاطمئنان إلى عودة الأمن والهدوء والاستقرار” في تلك المناطق.
وكشف المسؤول السوري أن جلسات “الحوار الوطني الشامل” سوف تنطلق في كافة أنحاء البلاد ابتداء من الأسبوع المقبل.
يُشار إلى أن بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، كشفت أنها كانت قد أجرت مؤخرا حوارات مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة، من بينها عارف دليلة وميشيل كيلو ولؤي حسين.
قتلى إصابات
من جهة أخرى، كشف محمود أن 98 عنصرا من الجيش قُتلوا وأُصيب 1040 آخر بجروح على أيدي مسلحين منذ بدء الاحتجاجات، يُضاف إليهم 22 قتيلا و450 جريحا في صفوف الشرطة.
وفي رده على سؤال لبي بي سي حول تصريحات رجل الأعمال السوري رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مؤخرا، بشأن تأثير الاضطرابات في سورية على الوضع في إسرائيل، قال محمود: “إن رامي مخلوف لا يعبِّر عن رأي الحكومة السورية، وإنما يعبِّر عن رأيه الشخصي فقط”…
وكان ناشطون قد قالوا في وقت سابق إن ستة أشخاص قُتلوا وأُصيب عدد آخر بجروح خلال مظاهرات الجمعة، وذلك على الرغم من تعهد الحكومة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين.
ونقلت وكالة الأسوشييتدبرس للأنباء عن ناشط حقوقي قوله: “لقد قُتل ثلاثة أشخاص في حمص واثنان في دمشق وواحد في قرية بالقرب من درعا”.
تشهد سورية احتجاجات منذ 15 مارس/ آذار الماضي.
وكانت عدة مدن سورية قد شهدت الجمعة تظاهرات مناوئة للنظام، وذلك على الرغم من الإعلان عن العديد من الخطوات الإصلاحية منذ انطلاق الاحتجاجات في البلاد.
فقد شارك “آلاف” المتظاهرين في مظاهرات في كل من مدينتي حماه ودير الزور وبلدات القامشلي وعامودا.
موقف أمريكي
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة الجمعة عن “سخطها” لاستمرار ما وصفته بـ “القمع الدموي” للتظاهرات في سورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر: “نحن نواصل البحث عن سبل للضغط على النظام السوري، ونواصل التعبير بوضوح عن ذعرنا حيال استمرار العنف، ونقول إن النافذة تضيق أمام النظام، إذا ما كان يرغب بالاستجابة لتطلعات شعبه”.
وردا على سؤال عن سبب اختياره كلمة “ذعرنا” لوصفه للموقف الأمريكي حيال ما يحدث في سورية، أجاب المتحدث قائلا: “ربما ليست قوية بالقدر الكافي، فلنقل سخطنا”.
استدعاء السفير
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة أنها استدعت السفير السوري في لندن، سامي الخيمي، وهددت بفرض “عقوبات جديدة” على بلاده، في إطار عمل منسَّق مع دول أوروبية أخرى احتجاجا على قمع المعارضين في سورية.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته بهذا الشأن إن الخيمي “استُدعي إلى وزارة الخارجية للإعراب له عن قلق بريطانيا الشديد إزاء الوضع الحالي في سورية”.
إلا أنه لم يصدر أي بيان عن السفارة السورية، أو عن السفير الخيمي، بشأن عملية الاستدعاء.
وحدات من الجيش اقتحمت المدينة الواقعة قرب حمص
نزوح مئات السوريين من تلكلخ السورية إلى لبنان بعد قصف بالدبابات أوقع قتلى
دبي – العربية.نت
أوردت مواقع للمعارضة السورية أن قوات الجيش السوري تساندها آليات ومدرعات اقتحمت، صباح اليوم السبت 14-5-2011، مدينة تلكلخ قرب حمص. وتحدثت أوساط المعارضة عن سقوط قتلى وجرحى في المدينة. وأشارت أوساط مؤيدة للسلطة أمس إلى إعلان مجموعة من المسلحين قيام إمارة إسلامية في تلكلخ. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن نزوح مئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال من بلدة تلكلخ السورية نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان، هرباً من أعمال العنف، وبينهم مصابون بالرصاص. واليوم أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض عن اعتقال المحامية والناشطة كاترين التلي، والشاعر علي درباك البالغ من العمر ستة وسبعين عاماً، والذي ألقى قصيدة ضد النظام في إحدى تظاهرات بانياس، والناشط وائل الحمادة زوج المحامية والناشطة رزان زيتونة، إضافة إلى ثلاثة وعشرين آخرين.
من جهة أخرى، طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس باراك أوباما بدعوة نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي، مؤكدين أن الأخير فقد شرعيته بسبب قمعه العنيف للتظاهرات المناهضة له.
وأعربت الولايات المتحدة عن سخطها لاستمرار القمع الدموي للتظاهرات في سورية من جانب نظام الرئيس بشار الأسد. المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “مارك تونر” قال للصحافيين إن بلاده تواصل البحث عن سبل الضغط على النظام السوري وتعبّر بوضوح عن مخاوفها حيال استمرار العنف، مضيفاً أن واشنطن تواصل القول بأن النافذة تضيق أمام النظام السوري إذا ما كان يرغب، بأي شكل من الأشكال، في الاستجابة لتطلعات شعبه.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، إن النظام السوري ذاهب في اتجاه الحائط إذا لم يغيّر خطه السياسي، وإذا استمر في تحليل مفاده بأن الحركات التي يواجهها هي بتشجيع من الخارج.
وفي حديث لصحيفة “الحياة” نشر اليوم السبت شدد وزير الخارجية الفرنسي على أن فرنسا تعتبر أن الرئيس بشار الأسد مسؤول عن قمع أدى إلى مئات القتلى.
ورأى جوبيه أن ما يحصل في سورية لا بد أن تكون له نتائج في لبنان، نظراً إلى الروابط القديمة والوثيقة بينهما. وتمنى أن يزود لبنان نفسه بأسرع وقت بحكومة واسعة التمثيل.
أردوغان يخشى صداما مذهبيا بسوريا
حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من احتمال وقوع ما سماها صدامات مذهبية في سوريا, وأعرب عن مخاوفه من “احتمال انقسام سوريا على أساس مذهبي”, على حد تعبيره.
ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله للصحفيين في زيارة إلى مكتب حاكم إقليم ريزا على البحر الأسود قوله “لا نريد أن نرى هذا الأمر يحصل”.
وذكر أن المرة الأخيرة التي تحدث فيها إلى الرئيس بشار الأسد كانت قبل عشرة أيام، غير أنه أشار إلى أن السفير التركي في دمشق يجري اتصالات متواصلة مع الحكومة السورية.
وكرر أردوغان وصف التطورات في سوريا بأنها بمثابة مسألة داخلية بالنسبة للأتراك, قائلا “لدينا حدودا مشتركة وعلاقات نسب قوية”.
وكان رئيس الوزراء التركي قد قال قبل أيام إنه لا يمكن للأسد أن يرفض مطالب شعبه بالسلام والديمقراطية.
كما اعتبر أنه “من المبكر جدا” القول إذا كان على الرئيس السوري الرحيل. وأكد في مقابلة مع قناة بلومبرغ الأميركية مساء الخميس أن تركيا نصحت بإجراء إصلاحات في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات في البلاد، واصفا الأسد بأنه “صديق”.
وقال أيضا “لقد تأخر في الإصلاحات، آمل أن يتخذ بسرعة تدابير مماثلة ويتحد مع شعبه لأنني في كل مرة أزور سوريا أشهد على العاطفة الشعبية الكبيرة تجاه بشار الأسد”.
وردا على سؤال عن ما إن كان على الأسد مغادرة السلطة، أجاب أردوغان “من المبكر جدا اليوم اتخاذ قرار، لأن القرار النهائي سيتخذه الشعب السوري، يجب الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.
يُذكر أن تركيا تقيم منذ عدة سنوات روابط وثيقة مع سوريا منذ انتهاء حالة التوتر في العلاقات بين البلدين. وقام البلدان اللذان يتشاركان حدودا برية تمتد على أكثر من ثمانمائة كلم بإلغاء التأشيرات بينهما، وارتفع مستوى المبادلات التجارية بواقع ثلاثة أضعاف خلال عشر سنوات.
أربعة قتلى ونزوح إلى لبنان
الجيش السوري ينتشر بتلكلخ
انتشر الجيش وقوات الأمن السوريان في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص شمالي سوريا اليوم السبت للتصدي لمحتجين ضد النظام، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، في حين نزحت عشرات العائلات السورية باتجاه الأراضي اللبنانية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأن عشرين آخرين أصيبوا برصاص الأمن السوري في بلدة تلكلخ.
ومن جهتها نسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى ناشطين قولهم إن حواجز أمنية أقيمت عند مداخل تلكلخ، وإن أصوات إطلاق نار كثيفة سمعت في المدينة، وأضافوا أن قوات الأمن انتشرت في القرى المحيطة أيضا.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن مواطنا سوريا تُوفي متأثرا بجراحه في مستشفى عكار بشمال لبنان بعد وصوله مع جريح آخر إلى لبنان للمعالجة قادمين من الأراضي السورية.
وقد تظاهر يوم أمس الآلاف في تلكلخ بعد صلاة الجمعة رافعين شعارات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك في إطار مظاهرات عمت عدة مدن بالبلاد في ما سماه المحتجون “جمعة الحرائر”.
وجاءت أحداث تلكلخ بعد يوم من إعلان دمشق بدء سحب وحداتها من مدينتي بانياس ودرعا اللتين تعرضتا للاقتحام لإخماد الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد وكذلك بعد مقتل ستة أشخاص أمس خلال مظاهرات “جمعة الحرائر”.
قتلى الجمعة
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن متحدث حقوقي أن ثلاثة أشخاص قتلوا أمس الجمعة في مدينة حمص واثنين آخرين في ضواحي دمشق بينما قضى المحتج السادس في قرية قريبة من مدينة درعا مهد الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وأشار ناشط حقوقي إلى أن الاحتجاجات امتدت إلى منطقة الزاهرة في ضواحي دمشق واستخدمت قوى الأمن القنابل المدمعة لتفريقها بينما فر المحتجون في ضاحية المزة عند قدوم رجال الأمن. في حين استخدم رجال الأمن الهري لتفريق عشرات المحتجين في ضاحية المهاجرين.
وذكر شاهد عيان أن اشتباكا وقع في ضاحية القابون القريبة من دمشق بين بعض المصلين لدى خروجهم من جامع (أبو بكر الصديق) ونحو خمسين شخصا موالين للرئيس بشار الأسد بحضور التلفزيون الحكومي السوري.
وأضاف أن مسلحين حضروا إلى المكان بسيارة جيب غطيت لوحاتها أطلقوا النار على المحتجين المناهضين للنظام، مما أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين.
وقال ناشط حقوقي آخر إن قوات الأمن فتحت النار أيضا على مظاهرة ليلية في بلدة الميادين الواقعة في شرقي البلاد على مقربة من الحدود مع العراق، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص.
ونقلت رويترز عن الزعيم الكردي المعارض حبيب إبراهيم أن أعداد المتظاهرين تتزايد، مضيفا أن الاحتجاجات اندلعت في القامشلي وفي عامودا والدرباسية ورأس العين.
أما في مدينة درعا فقد خرج المتظاهرون مطالبين بالحرية وبإسقاط النظام وإطلاق سراح المحتجين الذين اعتقلتهم سلطات الأمن.
نزوح للبنان
من جهة أخرى أشار مراقبون في شمال لبنان إلى أن عشرات العائلات السورية نزحت اليوم السبت باتجاه الأراضي اللبنانية، مع العلم أن حركة نزوح مماثل شهدتها ذات المنطقة قبل عدة أسابيع.
وقالت مصادر محلية من بلدة وادي خالد في لبنان لوكالة الصحافة الفرنسية إن أغلب النازحين نساء وأطفال، وأن بعضهم مصابون بجراح ناتجة عن طلقات نارية، ونقلوا إلى مستشفيات لبنانية.
وبدورها قالت وكالة أسوشيتد برس إن المئات عبروا إلى الأراضي اللبنانية اليوم هاربين من الأحداث الدائرة في سوريا، مضيفة أن المنطقة نفسها شهدت الأسبوع الماضي نزوح نحو خمسة آلاف شخص.
وفي السياق ذاته قالت مراسلة الجزيرة في بيروت سلام خضر إن أحد الجرحى السوريين الذين وصلوا إلى لبنان توفي وأعاده أهالي وادي خالد إلى بلدته السورية الأصلية المتاخمة للحدود اللبنانية.
وأضافت أن بعض النازحين أووا إلى أقارب لهم في وادي خالد، ومن ليس له أقارب استقبلهم أهالي البلدة، مشيرة إلى أن طواقم من الصليب الأحمر اللبناني توجد في المكان منذ ظهر السبت.
باريس: الاستقرار في سوريا يتحقق من خلال الإصلاح وليس القمع
أ. ف. ب.
دبي: قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الرئيس السوري بشار الاسد “مسؤول عن قمع اسفر عن مئات القتلى”، موضحًا ان باريس غضّت النظر عن تسلط وطغيان بعض الانظمة، لكنها اعادت النظر في ذلك، لان الاستقرار لا يتحقق بالقمع، بل بالاصلاح، وهذا ينطبق على دمشق.
واضاف لصحيفة “الحياة” ان استخدام “الدبابات للرد على تطلعات الشعوب الى المزيد من الحرية والديموقراطية غير مقبول، حتى لو كان مبدأ الاستقرار ثمنًا لذلك. ادى بنا حرصنا على الاستقرار الى غضّ النظر عن تسلط وطغيان بعض الانظمة”.
وتابع “لذا، نقول الشيء نفسه بالنسبة الى سوريا. طبعًا نتمنى ان تكون مستقرة، لكننا نعتبر ان الاستقرار الحقيقي ليس بالقمع، بل بالاصلاح (…) ان النظام الذي يطلق المدافع ضد شعبه يفقد شرعيته”.
وردا على سؤال حول العقوبات، اجاب ان “الكثير من شركائنا يعتبرون انه ينبغي ابداء قدر اكبر من الصبر حيال الاسد، وهذا ليس موقف فرنسا، لاننا نعتبره مسؤولاً عن قمع ادى الى مئات عدة من القتلى”.
واكد جوبيه “نعتبر انه ما لم يغير النظام موقفه، تنبغي معاقبته. لقد عملنا بهذا الاتجاه مع شركائنا في بروكسل، ونعمل مع البريطانيين في الامم المتحدة على قرار يدين القمع في سوريا (…) ونصطدم بفيتو روسي وصيني”.
وحول الدور الاميركي، قال ان “الاميركيين في مجلس الامن يعتبرون أنه ليست هناك امكانية للتصويت على قرار في شأن سوريا، وبالتالي فانهم غير ناشطين من هذه الزاوية”.
وتابع “اذا لم يغير النظام السوري خطه السياسي، ومضى في تحليل مفاده ان الحركات التي يواجهها هي مجرد تمرد يحظى بتشجيع من الخارج، فانه يخطئ، ويذهب باتجاه الحائط هذا ما نقوله له (…) لا اريد ان اذهب ابعد من ذلك في شأن ما يمكن لهذا النظام أن يفعله، او ما لا يمكنه فعله”.
وردا على سؤال حول تخوف من نتائج الوضع السوري على لبنان، اجاب وزير خارجية فرنسا “من الواضح ان ما يحصل في سوريا، لا بد ان تكون له نتائج على لبنان”.
الى ذلك، المح جوبيه من دون مزيد من التفاصيل الى ضرورة “التفكير جيدًا” في الدور المحدد لقوات الامم المتحدة في جنوب لبنان.
وقال في هذا السياق، “يبدو لنا من الضروري اليوم التفكير جيدًا بعمل قوة يونيفيل، فعملية حفظ السلام هذه اقرّت في عام 1978، واعيد تحديد المهمة في عام 2006. ومن الضروري اعادة تحديد الأمور في شكل جيد، لجهة الدور المحدد لهذه القوة، وعلاقتها بالجيش اللبناني. لكننا نعتبر أن وجودها يبقى عنصر استقرار للمنطقة وللبنان”.
ورفض الكشف عن المزيد قائلاً “ستحدد الادوار بطريقة افضل في الاسابيع المقبلة، وبالتشاور مع شركائنا”.
من جهة أخرى، رأى جوبيه ان “العقيد معمّر القذافي انتهى، ولا يمكنه البقاء على رأس بلده، وقد تسبب بمقتل الآلاف من مواطنيه، فالمحكمة الجنائية الدولية تنظر في قضيته، وهذا استنتاج فرنسا والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، فهناك إجماع دولي واسع جدا في هذا الشأن”.
واضاف “نريد تكثيف الضغط العسكري، فالقذافي لن يفهم غير ذلك، كما نريد مزيدًا من الانفتاح السياسي (…) ونامل ان يتسنى دفع ذلك خلال الاسابيع المقبلة، فليس المطلوب مواصلة العمليات في ليبيا على مدى اشهر، انما هي مسالة اسابيع”.
بالنسبة إلى إيران، اكد جوبيه “تمسك فرنسا بالعقوبات على طهران وتعزيزها، لانها بدات تؤدي الى نتائج”، معبّرًا عن امله في أن لا تكون الدعوة الايرانية إلى معاودة المحادثات في الملف النووي مع مجموعة الدول الست “مناورة جديدة”.
قتيلة و5 جرحى في اطلاق نار من الاراضي السورية باتجاه لبنان
أ. ف. ب.
وادي خالد: قتلت امرأة سورية واصيب خمسة اشخاص آخرين بجروح، بينهم جندي في الجيش اللبناني، اليوم الاحد في اطلاق نار من الاراضي السورية باتجاه معبر البقيعة في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان “امرأة سورية قتلت واصيب خمسة اشخاص آخرين، هم اربعة مدنيين وجندي، بجروح”، مشيرا الى ان كل المصابين كانوا في الجانب اللبناني من المعبر.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان اطلاق النار جاء من اسلحة رشاشة خفيفة وحصل خلال اجتياز عدد من النازحين السوريين سيرا على الاقدام معبر البقيعة، ما تسبب بالاصابات وحصول حالة هلع وذعر في المكان.
ولم تعرف جنسيات الجرحى المدنيين.
وسارع النازحون السوريون والمواطنون اللبنانيون الذين كانوا ينتظرونهم الى الاختباء. واستنفر عناصر الجيش اللبناني، بينما استمر اطلاق النار بتقطع لبعض الوقت.
ونزح امس السبت مئات السوريين، غالبيتهم من بلدة تلكلخ الحدودية ومن النساء والاطفال، الى منطقة وادي خالد في شمال لبنان عبر معبر البقيعة غير الرسمي. كما وصل الى لبنان عدد من الجرحى الذين توزعوا على مستشفيات في الشمال، وقد توفي احدهم متأثرا بجروحه. واستمرت عملية النزوح ليلا هربا من اعمال العنف في سوريا.
وقتل السبت ثلاثة اشخاص واصيب آخرون بجروح في مدينة تلكلخ في منطقة حمص برصاص قوات الامن، بحسب ما افاد شاهد ومصدر طبي وكالة فرانس برس.
الأسد يشكل لجنة للحوار مع المعارضة
قتلى بتلكلخ السورية ونزوح للبنان
قتل أربعة سوريين وأصيب عشرون آخرون السبت برصاص الأمن السوري في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص وسط سوريا المحاصرة بدبابات الجيش، في حين نزحت عشرات العائلات السورية باتجاه الأراضي اللبنانية، في غضون ذلك شكل الرئيس السوري بشار الأسد لجنة للحوار مع المعارضة السورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأن عشرين آخرين أصيبوا برصاص الأمن السوري في البلدة المحاذية للحدود اللبنانية. كما بثت على شبكة الإنترنت صورا تظهر محاصرة الدبابات للبلدة.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن من بين القتلى الأربعة مواطنا تُوفي متأثرا بجراحه بعد نقله إلى مستشفى بشمال لبنان عقب وصوله مع جريحين آخرين لتلقي العلاج قادمين من الأراضي السورية.
من جهتها نسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى ناشطين قولهم إن حواجز أمنية أقيمت عند مداخل تلكلخ، وإن أصوات إطلاق نار كثيفة سمعت في المدينة، وأضافوا أن قوات الأمن انتشرت في القرى المحيطة أيضا.
وجاءت أحداث تلكلخ بعد يوم من إعلان دمشق بدء سحب وحداتها من مدينتي بانياس ودرعا اللتين شهدتا مظاهرات مناهضة للنظام تعرضتا لعمليات عسكرية.
وشيعت حمص السبت أيضا قتلى احتجاجات سقطوا خلال مظاهرات ما سمها الناشطون “جمعة الحرائر”.
من جهته قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي إن العدد الإجمالي للقتلى في احتجاجات الجمعة ارتفع إلى تسعة، أربعة في مدينة حمص بوسط البلاد، وثلاثة في بلدات حول دمشق، واثنان في مدينة درعا الجنوبية.
اعتقالات
في غضون ذلك أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار السلطات السورية في “سياسة الاعتقال التعسفي” بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني.
وقال المرصد في بيان له إن السلطات الأمنية اعتقلت العشرات في “جمعة الحرائر” بكل من داريا وريف دمشق وحمص وعفرين ومناطق أخرى.
وأضاف المرصد أن السلطات أحالت يوم الخميس عدداً من المتظاهرين إلى القضاء بتهمة إثارة الشغب، بينما اعتقلت في مدينة بانياس في اليوم ذاته شاعراً في السادسة والسبعين من العمر بعد إلقائه قصيدة في إحدى المظاهرات التي شهدتها المدينة.
نزوح للبنان
وسط هذه الأجواء شهدت الحدود السورية اللبنانية حركة نزوح جديدة لعشرات العائلات السورية من بلدة تلكلخ نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان، في صورة تكررت في المنطقة نفسها قبل عدة أسابيع.
وقالت مصادر محلية من بلدة وادي خالد لوكالة الصحافة الفرنسية إن أغلب النازحين نساء وأطفال، وأن بعضهم مصابون بجراح ناتجة عن طلقات نارية، ونقلوا إلى مستشفيات لبنانية.
وذكر سكان فارون لوكالة رويترز إنهم شاهدوا جنودا ومسلحين ملثمين وصفوهم بأنهم موالون للنظام، وأضافوا أنهم سمعوا أصوات نيران أسلحة آلية.
وأفادت امرأة فرت إلى لبنان بأن بلدة تلكلخ شهدت مظاهرة سلمية الجمعة لكن السبت حدثت اشتباكات.
لجنة للحوار
وفي خضم هذه الأحداث شكل الرئيس السوري لجنة للحوار مع المعارضة السورية برئاسة نائبي الرئيس فاروق الشرع ونجاح العطار.
كما اجتمع الأسد بعدد من الممثلين والمخرجين السوريين، داعيا إياهم إلى ضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها سوريا.
وتعليقا على تشكيل لجنة الحوار، قال رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا محمود مرعي للجزيرة إنه يجب أن يسبق عمل اللجنة الإفراج عن كافة معتقلي الرأي الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث الأخيرة، وكف أيدي الأجهزة الأمنية عن الشعب وسحب الجيش من الشوارع، وإيقاف “مسلسل الاعتقالات” المستمر حتى اليوم.
وأضاف مرعي أن على النظام السوري الاعتراف بالمعارضة، مشيرا إلى أنه ما عدا اجتماع عدد من المثقفين مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان لم يتم الاتصال بالمعارضة.
ولفت مرعي إلى أن الشارع السوري لن يهدأ إذا لم يلمس “إصلاحات جدية وخطوات عملية”.
يوم “النكبة”: عشرات القتلى والجرحى وإسرائيل تحمِّل إيران وسورية مسؤولية المظاهرات
حمَّلت إسرائيل كلا من إيران وسورية مسؤولية ما جرى في جنوب لبنان والجولان من مظاهرات في ذكرى “يوم النكبة”، والتي شهدت غزة والضفة الغربية مثيلات لها، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى على أيدي الإسرائيليين.
فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتينانت كولونيل يواف مردخاي، قوله: “نحن نرى هنا تحرشا إيرانيا على كل من الجبهتين السورية واللبنانية، وذلك في محاولة لاستغلال احتفالات ذكرى النكبة”، والتي يحتفل بها الإسرائيليون على أنها ذكرى “استقلال” بلادهم.
كما قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لمراسلة بي بي سي في القدس: “إن ما جرى هو محاولة من قبل النظام السوري لتحويل الأنظار عمَّا يجري في سورية”.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر لوكالة رويترز للأنباء: “يبدو أن هذه محاولة فاضحة من القيادة السورية لخلق أزمة متعمَّدة على الحدود من أجل تحويل الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها النظام في بلاده”.
وقد أُعلن في إسرائيل أيضا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سوف يتحدث بعد قليل عن موقف حكومته من أحداث اليوم.
بيان رسمي سوري
ما جانبها، سارعت الحكومة السورية بالتعليق على تصدي الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين بالنار، إذ أصدرت الخارجية السورية بيانا رسميا أدانت فيه بشدة ما وصفته بـ “الممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي قامت بها اليوم ضد أبناء شعبنا في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى”.
ونقل البيان عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله: “نطالب المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عمَّا قامت به من ممارسات”.
وأضاف المسؤول قائلا: “إن الحراك الفلسطيني هذا اليوم ناجم عن استمرار تنكر إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة اغتصابها للأرض وللحقوق، وتهربها من استحقاق السلام العادل والشامل”.
وتعليقا على تحميل إسرائيل القيادة السورية مسؤولية عبور مدنيين لخطة الهدنة في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، قال المحلل والكاتب الصحفي السوري من أصل فلسطيني، أحمد صوَّان:
“سورية معروفة بمواقفها ضد إسرائيل والمساندة لحق العودة وإنهاء الاحتلال. وطالما أن الاحتلال لا يتجزأ، فسورية تنطلق من حق الشعب بالتعبير عن نفسه وتحرير أرضه”.
وأضاف: “إن إسرائيل لا تجد أمامها أحدا سوى سورية لتحميله المسؤولية. عموما، نحن حريصون على أن يأخذ التحرير العربي مداه”.
قتلى وجرحى
ميدانيا، نقل مراسل بي بي سي في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان، محمد نون، عن مصادر فلسطينية قولها إن الجيش الإسرائيلي قتل على الأقل 10 فلسطينيين وأصاب أكثر من 60 شخصا آخر بجروح.
وقال المراسل: “لدى قيامي بمعاينة جثث بعض الشبان، رأيت أنهم في مقتبل العمر. وقد أفادني زملاء لهم بأنهم كانوا قد أطلقوا دعوة عبر الفيسبوك أعلنوا فيها عن عزمهم رفع الأعلام الفلسطينية عند الشريط الشائك”.
وقالت المصادر نفسها إن عمليات القتل وقعت بالقرب من الشريط الشائك الحدودي عندما تجمهر مئات من اللاجئين الفلسطييين وألقوا الحجارة باتجاه المواقع الإسرائيلية.
وقد شارك في “مهرجان يوم النكبة” في مارون الراس حوالي 100 ألف فلسطيني ولبناني وسوري، حسب مصادر فلسطينية حضرت الحدث.
وقد هتف المشاركون بشعارات تؤكد على حق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، فيما يُعرف بـ “يوم النكبة”، وجرى إحياؤه هذا العام تحت اسم “مسيرة العودة”.
وقد انطلق مئات الفلسطينيين المشاركين في المهرجان من مخيمات اللاجئين في لبنان، وخاصة من صيدا وصور وبيروت والبقاع والشمال، حيث نقلتهم حافلات انطلقت صباحا من مختلف المناطق.
وذكر المراسل أن الجيش الإسرائيلي أرسل على الفور مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، من بينها دبابات وناقلات جند وعربات مصفَّحة، حيث اتخذت لها مواقع قتالية في المنطقة تحسبا لأي تصعيد محتمل.
من جانبه، أرسل الجيش اللبناني أيضا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، فيما تردد أن حزب الله وضع عناصره في “حالة تأهب قصوى لمواجهة أي طاريء”.
اشتباكات الجولان
وفي الجولان، قتل الجيش الإسرائيلي أيضا أربعة أشخاص وأصاب 60 شخصا آخر بجروح.
وقالت مراسلة بي بي سي في القدس إن جثتى اثنين من القتلى الذين سقطوا بعد دخولهم بلدة مجدل شمس قد نُقلوا إلى الجانب السوري من الحدود.
وقد أذاع التلفزيون السوري الرسمي نبأ “مقتل وإصابة المدنيين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مشاركتهم في مهرجان خطابي في عين التينة في الجولان ومجدل شمس بمناسبة ذكرى النكبة”.
يحيي الفلسطينيون يوم النكبة المرتبط بنزوح الآلاف منهم عن منازلهم عند قيام إسرائيل عام 1948
مواجهات غزة والضفة
وفي قطاع غزة، قال مراسل بي بي سي، شهدي الكاشف، إن شابا فلسطينيا قُتل وأصيب أكثر من 80 شخصا آخر بجروح في مواجهات وقعت بين فلسطينيين وبين الجيش الإسرائيلي بجانب معبر إيريز قرب بلدة بيت حانون شمال شرقي مدينة غزة.
أمَّا في الضفة الغربية، فقد قُتل شخص وأُصيب آخرون خلال اشتباكات جرت عند معبر قلندية شمال القدس بين فلسطينيين وبين الجيش الإسرائيلي.
كما شهدت الأردن أيضا مظاهرات احتجاجية في ذكرى “يوم النكبة” الذي أرغم فيه اليهود آلاف الفلسطينيين على النزوح من ديارهم قبل 63 عاما.
من جانبها، حثَّت قيادة قوات حفظ السلام التابعة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) كافة الأطراف على توخي ضبط النفس لتجنب المزيد من الخسائر.
وقال ناطق بإسم اليونيفيل إن القوة على اتصال بالجيشين الإسرائيلي واللبناني لضمان ضبط الوضع في المنطقة.
نشر الشرطة
وكانت السلطات الإسرائيلية قد نشرت الآلاف من أفراد الشرطة في القدس وفي المناطق العربية في الشمال قبيل بدء الفعاليات المخصصة لإحياء ذكرى “يوم النكبة”.
وقال ميكي روزنفيلد، وهو مسؤول في الشرطة الإسرائيلية: “لقد نشرنا آلاف ضباط الشرطة في المناطق الحساسة، وخصوصا في القدس ومنطقة وادي عارة”.
وأضاف قائلا: “قواتنا وضعت في حالة تأهب قصوى بهدف تأمين الفعاليات المقررة اليوم، لكننا لن نتسامح مع أي تعكير للأمن العام”.
وضعت إسرائيل قواتها في حالة تأهب قصوى
واعتقلت الشرطة ليلة البارحة 13 فلسطينيا في أعقاب مظاهرات في القدس الشرقية، ما يرفع عدد الفلسطينيين المعتقلين إلى 63 شخصا منذ الجمعة الماضي، أضيف إليهم اليوم عشرات المعتقلين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أمر بإغلاق الأراضي المحتلة لمدة 24 ساعة على أن ينتهي سريان مفعول قرار الإغلاق في منتصف الليلة المقبلة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح سوى للحالات الإنسانية العاجلة بدخول إسرائيل من الأراضي المحتلة.
مصادمات في القدس
وكانت القدس الشرقية قد شهت مصادمات على مر الأيام الثلاثة الماضية بين شباب فلسطينيين يلقون الحجارة وقوات الجيش الإسرائيلي.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أعلنت أن شاحنة اصطدمت بعدة سيارات ودهست عددا من المارة في تل أبيب يوم الأحد، مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل.
وقال شهود إن ثورة غضب اعترت سائق الشاحنة، فصدم بسيارته عددا من السيارات ودهس مارة على مسافة كيلوميترين من الطريق.