أحداث الأربعاء، 09 تشرين الثاني 2011
رية: 11 قتيلاً بينهم 8 جنود… ومواجهات بين الأمن ومنشقين في حماة
دمشق، نيقوسيا، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – واصلت قوات الجيش في سورية عملياتها الأمنية في أحياء حمص، خاصة حي بابا عمرو الذي بات مركزاً للمواجهات بين قوات الجيش النظامي ومنشقين عن الجيش لجأوا إلى الحي لحمايته من قوات الأمن والشبيحة. في موازاة ذلك تعرض جنود وعناصر أمنية إلى كمين في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب ما أدى إلى مقتل ثمانية، فيما جرت «اشتباكات عنيفة» بين الجيش النظامي ومنشقين» في حماة. وواصلت قوات الأمن حملة اعتقالات شملت العشرات في اللاذقية وضواحي دمشق وسهل حوران الجنوبي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 شخصاً على الأقل قتلوا أمس في أعمال عنف بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين، اثنان منهم سقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من أحياء مدينة حمص.
وقال المرصد في بيان إن «ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان» في محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وفي المحافظة نفسها، ذكر المرصد أن «مواطناً استشهد متأثراً بجروح أصيب بها برصاص حاجز أمني» في المدينة فجر أمس. وفي بيان آخر، ذكر المرصد أن «مواطناً استشهد خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو» في حمص صباح أمس.
وتحدث البيان عن وفاة سيدة متأثرة بجروح أصيبت بها في بابا عمرو أول من أمس.
وأوضح المرصد أن «الجنود يدخلون إلى البيوت لاعتقال أشخاص تبحث عنهم» أجهزة الأمن. وأضاف إن «طفلة استشهدت في حي عشيرة وأصيب اثنان من أفراد عائلتها بجروح اثر إصابة منزلهم بقذيفة آر بي جي» مضادة للدروع. وقال سكان إن ستة مدنيين من بينهم امرأتان وطفل في الثامنة من العمر قتلوا في أماكن أخرى في حمص وريفها مع استمرار حملة الجيش لقمع الاحتجاجات ليلة أول من أمس.
ولم يصدر تعقيب من السلطات السورية في شأن هجومها العسكري في حمص، لكنها قالت مراراً إن «إرهابيين» يعملون في المدينة يقتلون المدنيين والشرطة وإن السكان المحليين يريدون «تطهير» المدينة منهم.
من جهة أخرى، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين» جرت «قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب» في حماة.
وعلى رغم عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في عدد من المناطق السورية أمس وليلة أول من أمس خصوصاً في إدلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
وأفاد نشطاء باعتقال عشرات الأشخاص أمس في اللاذقية وضواحي دمشق وسهل حوران الجنوبي لينضموا إلى الآلاف المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس).
وعلى رغم موافقة دمشق في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري على خطة العمل العربية للخروج من الأزمة، واصلت قوات النظام عملياتها الأمنية ما أوقع منذ ذلك الحين المئات بين قتيل وجريح.
في موازاة ذلك، أكد مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أن الرئيس بشار الأسد يريد التخلي عن منصبه والعودة إلى مزاولة مهنته الأساسية الطب بعد الانتهاء من عملية الإصلاحات.
ونقلت الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله» ليلة أول من أمس عن حسون قوله لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أن «بشار الأسد لن يبقى رئيساً مدى الحياة لسورية وإنه سيترك السلطة بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات، ومنها السماح بتشكيل أحزاب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في سورية».
ونوه مفتي سورية، الذي فقد مؤخراً ابنه الشاب سارية الذي اغتيل على أيدي مسلحين، بأن «حلم الرئيس بشار كان أن يشرف على عيادة طب للعيون وإنه يرغب في العودة إلى المهنة التي تخرج منها وهي طب العيون».
كما حذر حسون مجدداً حلف شمال الأطلسي «الناتو» من تدخل عسكري في سورية، مهدداً إن «التدخل العسكري ستكون له تداعيات كارثية تؤدي إلى القيام بتفجيرات انتحارية في الدول الغربية». وأضاف إن «مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي إلى إشعال العالم وإن «حمام الدم» سيطاول أوروبا».
وأقر حسون في حديثه لـ «دير شبيغل» بأن «الرئيس الأسد هو المسؤول عن الأخطاء السياسية والاقتصادية في سورية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأسد سيفي بتعهداته تجاه المبادرة العربية، كما ذكرت الإذاعة الألمانية.
وطالب مفتي سورية في الوقت نفسه الأوربيين بأن يكونوا أكثر التزاماً تجاه سورية لأنهم «الأفضل للوساطة لإقرار السلام في سورية مقارنة بجامعة الدول العربية»، بحسب رأيه.
وكانت صحيفة «الصنداي تلغراف» البريطانية قد نقلت يوم الأحد عن المفتي الشيخ حسون دعوته إلى «تغيير نظام الحزب الواحد، وإلى إجراء انتخابات حرة في غضون 6 أشهر، قد تنتهي بخسارة الأسد، وبالتالي مغادرته سدة الحكم»، مضيفاً: «نحن في سورية ليس لدينا نظام وراثي، وعلى أولئك الذين يقولون إنه لدينا نظام لتوريث العرش أن يأتوا ويروا بأم أعينهم».
سورية: ضغوط دولية على الجامعة لاتخاذ «موقف قوي» ضد النظام
نيويورك – راغدة درغام ؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، لندن، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب
تزداد الضغوط الدولية على جامعة الدول العربية واللجنة الوزارية المكلفة متابعة الازمة السورية من اجل اعلان فشل النظام السوري في تنفيذ التزاماته نحو المبادرة العربية، الأمر الذي يمهد الطريق نحو العودة الى مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار في الشأن السوري قد تجد روسيا والصين صعوبة في استخدام النقض ضده كما فعلتا سابقاً.
وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن أن لا مجال سوى انتظار استنتاجات ومواقف جامعة الدول العربية ولجنة المبادرة. وأضافت أن الدول الغربية «لن تستبق العرب» في الأمم المتحدة بل ستترك لهم قيادة التحرك الدولي من خلال إيضاح مصير مبادرتهم القائمة على «إعطاء العملية السياسية فرصة للنجاح».
كما أشارت المصادر الى صعوبة استمرار الدول الممانعة في مجلس الأمن في حماية سورية من مشروع قرار المحاسبة، بعدما فشلت جميع الجهود في إقناعها «بالعودة عن مسار القمع والقتل».
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في بيان وزعته بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة الجامعة العربية الى «الرد بسرعة وبحسم على رفض النظام تنفيذ الاتفاق». وقال «إن الأسرة الدولية تتطلع الى قيام الدول العربية باتخاذ مواقف قيادية حاسمة لمعالجة الأزمة المستمرة في سورية».
وتابع هيغ في «إن التطورات الأخيرة تبين مرة أخرى أن لا مجال للتقدم في سورية ما لم يتنحّ الرئيس الأسد ويسمح للآخرين المضي الى الأمام بالعملية الانتقالية التي تحتاجها البلاد حاجة ماسة».
وفي واشنطن تطرقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، في خطاب امام «المعهد الوطني للديموقراطية» الى الوضع في سورية، فاعتبرت أن رفض التغيير فيها هو «سبب عدم الاستقرار». ولفتت الى ان الرئيس الاسد «انتهك كل البنود الاساسية لخطة الجامعة العربية منذ اليوم الاول لموافقته عليها… لم يطلق سراح جميع المعتقلين ولم يسمح بدخول الصحافيين أو مراقبين من الجامعة العربية ولم يسحب القوات المسلحة من المناطق المأهولة وهو طبعا لم يوقف أعمال العنف… بل زادها ضد المدنيين في مناطق مثل حمص». وقالت الوزيرة «أن الأسد قد يكون بامكانه تأخير التغيير انما لا يمكنه حرمان شعبه من مطالبهم المشروعة لأجل غير مسمى… يجب عليه أن يتنحى والى أن يفعل ذلك ستستمر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بزيادة الضغوط عليه وعلى نظامه الوحشي».
من جهة اخرى اعلن «المجلس الوطني» السوري في بيان اصدره امس انه بدأ «تحركا واسعا» لدفع جامعة الدول العربية الى تبني «موقف قوي» ضد النظام السوري في الاجتماع الذي دعت اليه الجامعة نهار السبت المقبل. وقال المجلس ان وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور مقر الجامعة العربية قبل هذا الاجتماع لنقل «مطالب «الشعب السوري».
واوضح ان خطة تحركه تشمل القيام بزيارات عاجلة لكل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، ومن بينهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الاوضاع في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق.
ويلتقي الامين العام للجامعة نبيل العربي اليوم وفدا من المعارضة السورية في الداخل يضم «هيئة التنسيق الوطني» و»تيار بناء الدولة» ومستقلين في داخل سورية وخارجها.
وعلى الصعيد الامني ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة وقعت امس بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه. وقتل فيها 11 شخصا على الاقل بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين، وقتل العناصر الثمانية من الجيش والامن السوري في كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون عن الجيش جنوب مدينة معرة النعمان في محافظ ادلب. اما المدنيان فسقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من احياء مدينة حمص.
أضحى اللاجئين السوريين بعدما هُجّروا إلى لبنان:
“كل الأعياد سيئة بوجود النظام وشبّيحته وأجهزته”
في عيد الفطر الماضي، فرت سندس البالغة من العمر عشرة اعوام مع أسرتها ركضا، هربا من القصف وإراقة الدماء في تلكلخ السورية حيث قتل والدها بالرصاص.
وبعد شهرين، اي في عيد الأضحى، تقول الفتاة النحيفة والتي ترتدي الجينز وسترة وردية باهتة إن لا سبب للفرح لديها في هذا الجو البارد الملبد بالغيوم وفي المدرسة المهجورة التي لجأت إليها أسرتها مع 17 أسرة أخرى. وقالت، وهي ترقب أولاد اللاجئين يلعبون في فناء المدرسة الموحل: “والدي مات. بيتنا دمر. ليس هناك ما احتفل به هنا. لا أشعر بالعيد هذا العام”.
كلام سندس ورد في تحقيق اجرته وكالة “رويترز” عن اوضاع اللاجئين السوريين في الاضحى، علما ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة سجلت لجوء أكثر من 3800 سوري إلى شمال لبنان.
وقالت سندس: “أمي والجميع هنا يقولون ان النظام سيكون قد رحل السنة المقبلة، وسنحتفل بالعيد في ديارنا. لكنني خائفة ألا يسقط، خائفة من ان نبقى هنا الى الأبد”. ولم تذكر هي وأي من اللاجئين اسماءهم كاملة خوفا من ان ينتقم النظام من أقاربهم الذين ما زالوا في تلكلخ ومعظمهم ينشطون في الانتفاضة ضد النظام.
ويقول بعض الذين فروا إلى الشمال عبر حدود يفصلها نهر ينساب وسط الخضرة، إن أقاربهم حملوا السلاح في مواجهة الجيش السوري. وتبدو الولاءات متباينة في وادي خالد . فالعديد من الأسر لها أقارب عبر الحدود في سوريا، فيما تمتلىء منازل الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد بصوره. وتقدم جمعيات خيرية إسلامية سنية حصص طعام اسبوعية للاجئين واغلبهم من السنة في مبان مهجورة، علما ان الأوفر حظا استضافتهم بعض الأسر في منازلها.
وترسم سحر دندشة وهي من سكان المنطقة، البسمة على وجوه الأولاد عندما تزور المدرسة التي تقيم فيها سندس في شكل موقت وتحضر عددا من الأكياس الممتلئة بالسترات والمأكولات فيحط بها الأولاد.
وقالت وهي تسلم السترات: “جمعت وأصدقائي بعض الاشياء وعرض متجر للملابس مساعدتنا. يقولون ان احدا غيري لم يأت بشيء وهذا يحطم قلبي”.
وقالت دندشة وهي رئيسة جمعية نسائية خيرية في المنطقة إن اللاجئين يواجهون برد الشتاء في هذه المنطقة الجبلية حيث الطرق والخدمات ضعيفة، فيما يشكو اللاجئون من عدم وصول المياه والكهرباء مدى ثلاثة أيام ويتشاركون في قليل من المواقد للاستعانة بها على البرد.
كثر نفدت اموالهم، لكنهم يقولون انهم يخشون ترك المدرسة وسط شائعات متزايدة وإن غير مؤكدة عن أن الشرطة السرية في سوريا خطفت منشقين اختبأوا في لبنان. وقال مصطفى وهو فنان في الخمسينات من عمره ويقيم في مدرسة منذ سبعة أشهر “كلنا قادرون على العمل، لكن هناك حالات خطف عدة، لذلك لا يمكننا مغادرة المكان”. وتتناوب الأمهات على طهو اصناف بسيطة من الفول والطماطم على موقد صغير ويؤكدن أن ليس لديهن من الطعام ما يحتفلن به في العيد الذي يفضلون نسيانه هذه السنة.
وتقول صبحية والدة سندس إن أسرتها لن تحتفل بالعيد حتى يرحل الاسد. وتضيف: “عيد بأية حال عدت يا عيد.. لا الهم هم والتسهيد تسهيد.. أتذرف العين دمعا على شهدائنا أم يذرف القلق آهات وتنهيداً”.
وتتابع: “هذا هو العيد الثاني الذي يمر علينا في هذا البلد وقد هجّرتنا عصابة بشار الأسد المجرمة التي فعلت بنا ما فعلت ونكلت بنا ما نكلت. وحالنا لا يخفى عليكم من بؤس وشقاء وتشريد وظروف صحية ومعيشية سيئة جدا ومتردية.” وقالت: “لا عيد . هذا أسوأ عيد يمر علينا . كل الأعياد سيئة بوجود بشار وشبيحته وأجهزته الأمنية”.
أما أمنية سندس فبسيطة لكنها بعيدة المنال، فهي ترجو المارة دون جدوى ان يأخذوها معهم إلى البلدة المجاورة. وتقول: “هناك احتفال بالعيد في القرية التالية مثل الذي يقام في تلكلخ. لو تمكنت من ركوب الأرجوحة هناك لشعرت وكأنني في بلدي”.
“المجلس الوطني”: خطف 13 معارضاً سورياً في لبنان
أبدى “المجلس الوطني السوري” المعارض في رسالة وجهها رئيسه برهان غليون أمس الى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قلقه من حصول “13 عملية خطف” طاولت معارضين سوريين في لبنان خلال الاشهر الاخيرة، مطالباً السلطات اللبنانية بتحمل مسؤولياتها حيال سلامة المقيمين على ارضها.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمجلس ان غليون اعرب “عن قلقنا في المجلس الوطني من الأنباء المتواترة التي أكدتها منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية في شأن خطف مواطنين سوريين على أراضي الجمهورية اللبنانية من مقيمين وزائرين”. وقال: “لقد تلقينا تقارير تفيد بوقوع 13 حادثة خطف على الأقل، بما فيها حادثة خطف السياسي المعارض شبلي العيسمي في 24 أيار”. وأضاف: “هناك قلق كبير من حدوث عمليات تسليم مخطوفين معارضين الى اجهزة امن النظام السوري، مما يعرضهم لخطر التصفية”.
ورأى: “ان السلطات اللبنانية تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأدبية تجاه سلامة المقيمين على أراضيها، ومنهم المواطنون السوريون”، داعياً الحكومة الى “اتخاذ كل التدابير اللازمة للافراج عن هؤلاء ومنع حدوث حالات اختطاف جديدة”. كما طالب بـ”الايعاز الى الأجهزة المختصة بتأمين الحماية اللازمة للسوريين المقيمين في لبنان والذين يقومون بزيارته لأسباب العمل او الدراسة”. وأكد “ضرورة منع النظام السوري من استخدام اراضي لبنان لتنفيذ عمليات قمع وارهاب ضد معارضيه، والحفاظ على لبنان موئلا لحرية الرأي والتعبير”.
و ص ف
الأسد يعتبر أن لا خيار سوى الانتصار في معركة القرار الوطني
المبادرة العربية أمام تحدي التنفيذ السوري … والتعطيل الغربي
زياد حيدر
بدا أمس ان الخطة العربية لتسوية الازمة السورية امام منعطف حاسم، بعدما دعت اللجنة العربية الى اجتماع طارئ في القاهرة السبت المقبل، وألمحت الى عدم التزام دمشق بتنفيذ بنود الخطة وهو ما نفته الحكومة السورية ووجّهت انتقادات جديدة لأداء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومساعده أحمد بن حلي، من دون أن ترفع من مستوى انتقاداتها الى قطر أو رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم، كما أكدت على استمرار عملها وفق المبادرة العربية، ولكن من دون توضيح كيفية تنفيذها وآلية هذا التنفيذ.
وبرز في الأيام الثلاثة الماضية اختيار الرئيس السوري بشار الأسد مدينة الرقة في شمالي شرقي سوريا لأداء صلاة العيد، حيث التقى بوفد من وجهائها وفقاً لما ذكرته وكالة الانباء السورية (سانا)، وأكد خلال اللقاء أنه «لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني». فيما وجّه وزيـر الخارجية وليد المعلم رسالة الى عدد من الدول العربية والأجنبية اتهم فيها الولايات المتحدة بالوقوف خلف الأحداث الدامية في سوريا بسبب تصريحاتها الأخيرة التي حرضت فيها المسلحين على عدم إلقاء سلاحهم. وجدّد تمسك دمشق «بالمبادرة العربية».
أما ميدانياً، فقد بقيت حمص تتصدر دائرة الاحداث، ولا سيما من حصيلة القتلى المرتفعة. وسجل دخول الجيش السوري حي باب عمرو «والسيطرة عليه» وفقاً لما ذكرت شبكات أخبار محلية، والتي نقلت استمرار حدوث عمليات خطف وقتل في مناطق أخرى من البلاد. وأعلن معارضون «مقتل 52 شخصاً، بينهم جنود، منذ السبت الماضي».
وكان الأسد أدّى صلاة عيد الاضحى في جامع النور في حي الدرعية في مدينة الرقة شمالي شرقي البلاد، وذلك وسط عدد من الوجهاء والفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية وأهالي محافظة الرقة. ثم توجّه إلى مبنى المحافظة في الرقة حيث التقى عدداً من رؤساء العشائر والوجهاء والفعاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المحافظة.
وقال الأسد، خلال لقائه وجهاء ورؤساء عشائر في محافظة الرقة بعد أدائه صلاة العيد الاحد الماضي في أحد مساجدها، إن «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والإرهاب والتدخل الخارجي، والتمسك بالمبادئ والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة، هو أساس صمود سوريا في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات».
ونقلت «سانا» عن الرئيس قوله إن سوريا «قوية بشعبها وخياراتها الوطنية وقرارها الحر، ومصرة على العمل على استعادة حقوقها الوطنية كاملة»، مضيفاً أنه «لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني».
وأشارت الوكالة الى ان الاسد اجتمع بعد ذلك «مع مختلف الفعاليات في محافظة الرقة، ودار الحديث خلال اللقاء حول الأوضاع الخدماتية في المحافظة وسبل الارتقاء وتطوير العمل فيها بما ينعكس على المواطنين في هذه المحافظة».
المعلم
ووجّه المعلم رسائل إلى وزراء خارجية روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإلى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن يعلمهم فيها بأنه «بعد أن اتخذت الجمهورية العربية السورية خطوة مهمة جداً لوقف العنف بأن دعت حملة السلاح إلى تسليم سلاحهم وأن يصار إلى إخلاء سبيلهم فوراً، فوجئت سوريا بتاريخ 4 تشرين الثاني بدعوة الناطقة بلسان وزارة خارجية الولايات المتحدة (فيكتوريا نولاند) لهؤلاء المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم إلى السلطات السورية».
وأضاف المعلم في رسائله إن «سوريا ترى في دعوة الخارجية الأميركية المسلحين لعدم تسليم أسلحتهم تورطاً مباشراً للولايات المتحدة في أحداث الفتنة والعنف التي كلفت الشعب السوري جيشاً وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الأبرياء».
وأوضح المعلم أن «سوريا ترى في دعوة الولايات المتحدة هذه تشجيعاً للمجموعات المسلحة على الاستمرار في عملياتها الإجرامية ضد الشعب والدولة، ونفياً واضحاً لسلمية التحركات في سوريا ورغبة وعملاً ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها التي تعمل على وضع حد للأزمة في سوريا واستعادة الأمن والاستقرار للمواطنين».
ونقل وزير الخارجية «بأن الحكومة السورية قد تعاملت بإيجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها، وتأمل منهم أخذ العلم بتورط الولايات المتحدة الفعلي في الأحداث الدامية في سوريا وإدانة هذا التورط، وعمل كل ما يلزم لوضع حد له، ومساعدة الحكومة السورية على توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين سوريا والجامعة العربية».
وفي السياق، قال مندوب سوريا في الجامعة العربية السفير يوسف احمد ان «سوريا تسجل استغرابها للتصريحات التي أدلى بها (أمين عام جامعة الدول العربية) العربي و(مساعده أحمد) بن حلي، وخاصة أنهما يعرفان جيداً أن الورقة التي اتخذت عنوان «خطة العمل العربية» جاءت نتيجة جهد كبير بذل بين اللجنة الوزارية العربية والقيادة والمسؤولين في سوريا عبر سلسلة من اللقاءات التي جرت في دمشق والدوحة، من أجل مساعدة سوريا في الخروج من الأزمة الحالية وليس من أجل استنزاف طاقاتها ومقدراتها وصولاً الى ضرب موقعها العربي والاقليمي، وتشويه الحقيقة المشرفة لمواقفها القومية ودعمها للحق العربي».
وأضاف أحمد، في حديث للتلفزيون السوري، «من المفروض أن تقوم الأمانة العامة للجامعة العربية بالدور التنسيقي بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية، وليس أن تنصّب نفسها طرفاً في مواجهة الحكومة السورية، وخاصة أننا زودنا ونزود الامانة العامة بكل المعلومات التي تظهر الاعتداءات التي تمارسها المجموعات الارهابية المسلحة ضد المدنيين وقوات الامن». وأشار الى «أن الامانة العامة، وبهذه التصريحات تخلق التباساً وتداخلاً ليس في محله مع مضمون خطة العمل العربية، وكذلك تمارس دوراً يعتبر تجاوزاً للصلاحيات التي خوّلها لها ميثاق الجامعة العربية».
ودعا احمد «الامين العام ونائبه الى قراءة خطة العمل العربية قراءة متفحصة ومتأنية، والتي اعتبرتها سوريا بداية لتعاون مستمر وشفاف وصادق، ينطلق من حرص حقيقي عبرت عنه اللجنة على أمن سوريا واستقرارها ووحدتها وازدهار شعبها وتحقيق مطالبه وتطلعاته انطلاقاً من إدراك هذه اللجنة بأن ما يصيب سوريا من خير سيصيب العرب جميعاً، وما يصيبها من شر سيصيب العرب جميعا أيضاً».
وأعرب سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن دهشته من أن العربي وبن حلي «لم يلحظا بنية صادقة، وانطلاقاً من المسؤولية القومية، التحريض الأميركي السافر للمجموعات الارهابية المسلحة في سوريا على عدم تسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو السوري».
واعتبر السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى أن الولايات المتحدة تسعى دائماً لإذكاء الأزمة الحالية في سوريا، وهي تبذل أقصى ما تملك من جهد لتأجيجها ومحاولة إطالتها والاستفادة منها سياسياً، وتصريحات الخارجية الأميركية مؤخراً حلقة من سلسلة متصلة من التصريحات المسيئة التي تؤكد أن الولايات المتحدة لن تدّخر جهداً لمحاولة إيقاع الأذى بسوريا.
وقال مصطفى إن الولايات المتحدة مستعدة لفعل أي شيء لمنع حدوث حوار في سوريا، وإذا حدث لمنع نجاحه وتحقيقه نتائج وإيجاد نقاط التقاء بين السوريين.
الجامعة العربية
ودعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء السبت «للنظر في مستجدات الوضع في سوريا في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم قيام الحكومة السورية بتنفيذ الالتزامات التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة في سوريا».
وذكرت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان، أنه «من المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً الجمعة برئاسة الشيخ حمد لتدارس الموقف قبيل انعقاد اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري السبت».
وكان العربي حذّر السبت النظام السوري من عدم تنفيذ خطة الجامعة. وقال، في بيان إثر لقاء مع وفد من «المجلس الوطني السوري» المعارض ضمّ رئيس المجلس برهان غليون والمتحدثة باسمه بسمة القضماني، إن «فشل الحل العربي سيكون له نتائج كارثية على الوضع في سوريا والمنطقة بمجملها». وناشد الحكومة السورية «ضرورة اتخاذ الإجراءات الفورية طبقاً لما التزمت به لتنفيذ بنود خطة العمل العربية».
وأبدى العربي «قلقه الشديد إزاء استمرار أعمال العنف في أنحاء مختلفة من سوريا». وقال إن الجامعة العربية تريد الحفاظ على أمن سوريا وتجنّب التدخلات الخارجية. وأعلن أنه تلقى تقارير في اليومين الماضيين من ممثل سوريا لدى الجامعة العربية بشأن مجموعات مسلحة شاركت في أعمال عنف وتخريب في حمص وحماه ومناطق أخرى.
من جهته، أعلن بن حلي ان امام الاسد مهلة اسبوعين لبدء الحوار مع المعارضة اعتباراً من تاريخ موافقة دمشق على خطة العمل العربية. لكنه اضاف إنه «كان يفترض ان يتوقف العنف يوم قبلوا بالخطة» محذراً من «مخاطر عدم الاستجابة لبنود المبادرة العربية» وداعياً الى «تضافر الجهود من أجل إنجاحها ووضعها موضع التنفيذ الفوري حفاظاً على أمن سوريا واستقرارها وتجنباً للفتنة وللتدخلات الخارجية».
ووجّهت جامعة الدول العربية دعوة رسمية الى هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لعقد اجتماع بين الطرفين في مقر الجامعة، لبحث «المبادرة العربية». وقال المنسق العام للهيئة المعارض حسن عبد العظيم إن «العربي دعا قيادة الهيئة إلى اجتماع الأربعاء (اليوم) في مقر الجامعة في القاهرة».
وذكر عبد العظيم أن الوفد يضمّ المنسق العام والدكتور عبد العزيز الخير ورجاء الناصر وبسام الملك وصالح مسلم وأحمد فايز الفواز، ومن الخارج هيثم مناع وسمير العيطة ومنذر حلوم وحازم النهار، على أن ينضمّ للاجتماع المعارض ميشيل كيلو. كما سيحضر الاجتماع أيضاً اثنان من أعضاء «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». وأضاف إن وفد الهيئة سيقدّم وجهة نظر الهيئة لتطورات الأوضاع في سوريا، وسنسعى للقاء أعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة، والتي يرأسها رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. كما ذكر «تيار بناء الدولة» السورية، في بيان، أن وفداً منه سيشارك في اللقاء.
وأعلن (ا ف ب، ا ب، رويترز) «المجلس الوطني السوري المعارض» امس انه بدأ «تحركاً واسعاً» لدفع جامعة الدول العربية الى تبني «موقف قوي» ضد نظام الاسد. وقال إن وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل «مطالب الشعب السوري».
ردود فعل دولية
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي «إنه من الضروري وجود تصور اقليمي لإنهاء الأزمة في سوريا، ومن هنا تكتسب المبادرة العربية برعاية جامعة الدول العربية أهميتها». وأضاف «لا بد من تنفيذ المبادرة التي تم الاتفاق بشأنها، ولكن للأسف لم يتم تطبيقها حتى الآن من قبل السلطات السورية».
وكرر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، امس، أن «موقف الولايات المتحدة من النظام السوري معروف جيداً»، مشيراً إلى أن «الأسد فقد شرعيته وينبغي أن يتنحى». وقال «من المؤكد أن النظام ينبغي أن يوقف أعماله العنيفة ضد مواطنيه، وهي أعمال غير مقبولة ونحن نشجبها». وأضاف «لقد عملنا مع شركائنا الدوليين وحلفائنا من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل لتوضيح هذه الرسالة للسوريين، وممارسة الضغط على نظام الأسد لتغيير سلوكه والسماح للشعب السوري بتحديد مستقبله بنفسه».
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، امس الاول، «تلقينا معلومات وتقارير من السفارة حول تأثير (العقوبات) على مالية النظام». وأوضحت أن الهدف الأساسي من العقوبات هو «وقف تدفق الاموال التي يستعملها النظام لتمويل تمرّده المسلح على شعبه». وأشارت الى ان الهدف كذلك هو جعل الذين «يواصلون دعم الأسد وتكتيكه يفكرون مرتين إن كانوا في الجانب الصحيح من التاريخ في سوريا».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، بعد اجتماع في باريس مع الناشطة اليمنية توكل كرمان، ان سلوك السلطات السورية «غير مقبول على الاطلاق، وانه لم يعد من الممكن الوثوق بها». واشار الى ان فرنسا تعمل على زيادة الضغوط الدولية على دمشق وتعزز العلاقات مع المعارضة السورية.
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، في حوار مع صحيفة «الأخبار» المصرية نشرته الاثنين حول الموقف الإيراني من سوريا، «لا شك في أن السلطويين يتمنون توجيه ضربة ضد المقاومة، وتعتبر سوريا أحد المراكز الأساسية للمقاومة، بل تعتبر في خط النار وعليه فإن الغرب المتغطرس يتابع سياسته في خلق الذرائع للضغط على سوريا والتدخل فيها، ولقد شجعت إيران الحكومة والمعارضة في سوريا على التفاهم والحوار».
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «تطبيق هذه الإجراءات والبنود الأخرى المنصوص عليها في مبادرة الجامعة العربية تمهد الطريق لإجراء حوار بناء وتفصيلي بين السلطات السورية والمعارضة بهدف السير في طريق المصالحة وإجراء إصلاحات من دون أي تدخل أجنبي».
وأضافت «لا أحد ينوي نزع المسؤولية عما يحدث عن السلطات السورية التي من واجبها الطبيعي أن تضمن أمن وحقوق مواطنيها والنظام العام». وتابعت «إلى جانب ذلك يتعين على المعارضة أن تنأى بنفسها عن المتطرفين المسلحين الذين يستعينون بالسلاح المهرّب إلى سوريا ويستفزون السلطات على اتخاذ خطوات جوابية معولين على فشل مبادرة الجامعة العربية».
ميدانياً، ذكرت «سانا» أن السلطات السورية افرجت السبت الماضي عن 553 موقوفاً على خلفية الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ ايديهم بالدماء. واضافت انه «تم مؤخراً إخلاء سبيل 119 موقوفاً».
وذكرت مواقع إخبارية سورية أن اجتماعاً جمع وجهاء أحياء مدينة حمص مع المحافظ غسان عبد العال لوضع سبل حل للعنف المتمادي في المدينة، ولا سيما ذو الصبغة الطائفية، حيث جرى الاتفاق على «ضرورة العمل المشترك لتحقيق المزيد من الاستقرار في بعض الأحياء ومنع المجموعات الإرهابية المسلحة من العبث بأمن المواطنين والوطن». واتفق المجتمعون على «آلية لمعالجة الأوضاع في المدينة وريفها والتأكيد على رفض حمل السلاح واستخدامه ومحاسبة كل من يخالف القوانين والأخلاق».
وهاجم مسلحون في منطقة بالقرب من مدينة سراقب بمحافظة أدلب 4 صهاريج آتية من حمص باتجاه حلب، تحوي مشتقات نفطية، وقاموا بتفريغ محتوياتها.
واعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان امس، «مقتل 14 شخصاً في اعمال العنف، بينهم ثمانية من عناصر الجيش والأمن نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان» في محافظة ادلب. وأكد «مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سوريا برصاص قوات الامن في محافظات حمص وحماه وادلب». وكان اعلن «مقتل 16 مدنياً برصاص قوات الامن السورية في حمص الاحد». وقال ناشطون وسكان إن «نيران الدبابات قتلت 13 مدنياً على الأقل في مدينة حمص السبت».
آلاف الجنود والشبيحة في بابا عمرو.. والامم المتحدة تعلن ان عدد القتلى وصل 3500
مقتل 14 باشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين في حمص وحماة
المجلس الوطني يدعو الجامعة لتجميد عضوية سورية وفرض عقوبات عليها
نيقوسيا ـ بيروت ـ القاهرة ـ وكالات: اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 14شخصا في اعمال العنف في سورية امس الثلاثاء بينهم ثمانية جنود وسقط خمسةمدنيين خلال عمليات للجيش السوري، وتحدث السكان في بابا عمرو في حمص عن انتشار آلاف الجنود والشبيحة وتفشي حالات النهب والسرقة، في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة إن أكثر من 3500 شخص قتلوا في سورية في الحملة الأمنية على المحتجين.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه ‘بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص’ التي تحاصرها القوات السورية.
واوضح ان خطة تحركه ‘تشمل القيام بزيارات مستعجلة الى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق’.
من جهة اخرى، قال المجلس في البيان نفسه ان وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل ‘مطالب الشعب السوري’.
وعدد البيان خمسة مطالب بينها ‘تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية’ و’فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري’ و’نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى محكمة الجنايات الدولية’.
وفي جنيف، اعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي ان ‘القمع الوحشي للمتظاهرين في سورية اودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن’.
واضافت ان ‘اكثر من ستين شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الامن بينهم 19 الاحد اول ايام عيد الاضحى’ منذ قبول دمشق في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) خطة عربية يفترض ان تنهي العنف.
وتابعت ان ‘الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم’.
وفي الوقت نفسه، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 14 شخصا في اعمال العنف بينهم ثمانية جنود وستة مدنيين اثنان منهم سقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من احياء مدينة حمص.
وقال المرصد في بيان ان ‘ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان’ في محافظة ادلب شمال غرب سورية.
وفي المحافظة نفسها، ذكر المرصد ان ‘مواطنا استشهد متأثرا بجراح اصيب بها فجر امس برصاص حاجز امني’ في المدينة.
وفي بيان آخر، ذكر المرصد ان ‘مواطنا استشهد صباح الثلاثاء خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو’.
وتحدث البيان عن وفاة سيدة متأثرة بجروح اصيبت بها في بابا عمرو الاثنين.
واوضح المرصد ان ‘الجنود يدخلون الى البيوت لاعتقال اشخاص تبحث عنهم’ اجهزة الامن.
واضاف ان ‘طفلة استشهدت في حي عشيرة واصيب اثنان من افراد عائلتها بجروح اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي’ مضادة للدروع.
من جهة اخرى، قال المرصد ان ‘اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين’ جرت ‘قرب مجمع الاسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب’ في حماة.
وكانت المعارضة السورية دعت الاثنين الى توفير ‘حماية دولية’ للمدنيين من القمع الدموي المتزايد من قبل النظام السوري الذي اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في ‘الاحداث الدموية’ في سورية.
من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سورية برصاص قوات الامن في محافظات حمص وحماة وادلب (شمال).
وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب باسقاط النظام في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
وقال المرصد في بيان ان ‘ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان’ في محافظة ادلب شمال غرب سورية.
كما أعلنت مصادر حكومية لبنانية أن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى وصل امس الثلاثاء إلى بيروت في زيارة تستغرق ثلاثة أيام للتباحث مع المسؤولين اللبنانيين والبدء في حملة تهدف إلى زيادة العقوبات الدولية المفروضة على سورية.
11قتيلا في اعمال العنف والمجلس الوطني بدأ تحركا لـ ‘موقف قوي’ من الجامعة العربية ضد سورية
الامم المتحدة تعلن ان اعمال القمع في سورية اوقعت اكثر من 3500 قتيل حتى الآن.. وهيغ يدعو النظام لرفع الحصار عن حمص
دمشق ـ نيقوسيا ـ القاهرة ـ وكالات: اعلن المجلس الوطني السوري المعارض انه بدأ ‘تحركا واسعا’ لدفع جامعة الدول العربية الى تبني ‘موقف قوي’ ضد نظام الرئيس بشار الاسد بعد ان اسفرت اعمال العنف عن سقوط احد عشر قتيلا في في عدد من المدن السورية.
من جهتها، اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال القمع في سورية اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار (مارس) الماضي.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه ‘بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص’ التي تحاصرها القوات السورية.
واوضح ان خطة تحركه ‘تشمل القيام بزيارات مستعجلة الى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق’.
من جهة اخرى، قال المجلس في البيان نفسه ان وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل ‘مطالب الشعب السوري’.
وعدد البيان خمسة مطالب بينها ‘تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية’ و’فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري’ و’نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى محكمة الجنايات الدولية’.
وفي جنيف، اعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي ان ‘القمع الوحشي للمتظاهرين في سورية اودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن’.
واضافت ان ‘اكثر من ستين شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الامن بينهم 19 الاحد اول ايام عيد الاضحى’ منذ قبول دمشق في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) خطة عربية يفترض ان تنهي العنف.
وتابعت ان ‘الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم’.
وتابعت ان حي بابا عمرو محاصر منذ اسبوع وسكانه محرومون من الغذاء والماء والدواء، ووصفت الوضع ‘بالمروع’.
واضافت ‘انه امر مخيب للآمال’، مؤكدة انها ‘تشعر بقلق عميق من الوضع’. وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان طلبت من دمشق السماح للجنة تحقيق دولية مستقلة شكلت في 23 آب (اغسطس) الماضي خلال اجتماع لمجلس حقوق الانسان بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سورية.
وقال شامداساني ‘نحاول دخول سوريا منذ عدة اشهر’ و’نحاول تشجيع الحكومة السورية والضغط عليها لتسمح لنا بدخول اراضيها’.
وعين ثلاثة خبراء دوليين في 12 ايلول (سبتمبر) وما زالوا ينتظرون الموافقة ليتمكنوا من التحقيق في سورية.
وفي الوقت نفسه، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 11 شخصا في اعمال العنف بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين اثنان منهم سقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من احياء مدينة حمص.
وقال المرصد في بيان ان ‘ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان’ في محافظ ادلب شمال غرب سورية.
وفي المحافظة نفسها، ذكر المرصد ان ‘مواطنا استشهد متأثرا بجراح اصيب بها فجر امس برصاص حاجز امني’ في المدينة. وفي بيان آخر، ذكر المرصد ان ‘مواطنا استشهد صباح الثلاثاء خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو’.
وتحدث البيان عن وفاة سيدة متأثرة بجروح اصيبت بها في بابا عمرو الاثنين.
واوضح المرصد ان ‘الجنود يدخلون الى البيوت لاعتقال اشخاص تبحث عنهم’ اجهزة الامن.
واضاف ان ‘طفلة استشهدت في حي عشيرة واصيب اثنان من افراد عائلتها بجروح اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي’ مضادة للدروع.
من جهة اخرى، قال المرصد ان ‘اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين’ جرت ‘قرب مجمع الاسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب’ في حماة.
وكانت المعارضة السورية دعت الاثنين الى توفير ‘حماية دولية’ للمدنيين من القمع الدموي المتزايد من قبل النظام السوري الذي اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في ‘الاحداث الدموية’ في سورية.
من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سورية برصاص قوات الامن في محافظات حمص وحماة وادلب (شمال). وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب باسقاط النظام في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري الثلاثاء إلى رفع الحصار عن حمص، والسماح بدخول المساعدات الدولية وجهود الاغاثة إليها.
وقال هيغ ‘هالني استمرار العنف ووقوع المزيد من الوفيات في سورية على الرغم من موافقة حكومتها الأسبوع الماضي على خطة جامعة الدول العربية لوقف العنف، وادعو النظام السوري إلى سحب جميع القوات السورية من البلدات والمدن في سورية وفقاً للاتفاق مع الجامعة العربية، وتنفيذ جميع الجوانب الأخرى لهذا الاتفاق بالكامل’.
واضاف هيغ ‘أن تصعيد الحكومة السورية القمع وسقوط المزيد من الناس قتلى نتيجة لذلك يبعث على الأسى على الرغم من اعلان التزامها بخطة جامعة الدول العربية لوضع حد للعنف’.
وفيما رحّب وزير الخارجية البريطاني بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية وابدى استعداد بلاده للاستمرار في تقديم الدعم لها في محاولاتها التوسط لانهاء العنف، دعا الجامعة إلى ‘الرد بسرعة وبشكل حاسم على فشل النظام السوري في تنفيذ الاتفاق حتى الآن’.
وقال ‘يتعين على المجتمع الدولي النظر إلى الدول العربية لاظهار القيادة الحازمة للتصدي لهذه الأزمة.. بعد أن اظهرت التطورات الأخيرة مرة أخرى أن أي تقدم غير ممكن في سورية ما لم يتنح الرئيس بشار الأسد ويسمح للآخرين المضي قدماً في عملية الانتقال السياسي التي يحتاج إليها البلد بصورة ماسة’.
تيار بناء الدولة السورية يعد لمؤتمر وطني يضم قوى المعارضة وشخصيات مستقلة في دمشق
دمشق ـ يو بي آي: كشف تيار بناء الدولية السورية عن عزمه عقد مؤتمر وطني في دمشق يضم قوى المعارضة وشخصيات مستقلة، استعداداً للمرحلة الانتقالية وعن مشاركته ضمن وفد من المعارضة السورية سيلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وقال التيار في بيان الثلاثاء تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه ‘أمام محاولة السلطة التنصل من اتفاقها مع اللجنة الوزارية لجامعة الدول العربية بقصد إفشال المبادرة العربية فإن تيار بناء الدولة السورية بدأ بالتحضير لعقد مؤتمر وطني’.
وأشار البيان إلى أن ‘الهدف من المؤتمر هو وضع خارطة طريق تفصيلية تستند على الاتفاق بين السلطة والجامعة لرسم ملامح ومفاصل المرحلة الانتقالية التي يجب أن تتولى القيادة فيها هيئة سياسية مختارة تمثل جميع الشرائح السورية تقود البلاد إلى نظام حكم ديمقراطي’.
وأضاف البيان ‘سيعقد هذا المؤتمر في دمشق بالتشارك مع قوى المعارضة السورية والشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسيكون موجها إلى الرأي العام السوري’.
واتهم التيار في بيانه ‘ السلطة السورية بأنها تأخذ البلاد إلى الخراب الأهلي والمجتمعي، ولا بد لجميع السوريين الغيورين من أن ينهضوا بمواجهة هذا التحدي ليقطعوا الطريق أمام تبعات ممارسات السلطة’.
وختم البيان بالإشارة إلى أنه ‘وضمن هذا السياق يشارك التيار ضمن وفد من المعارضة السورية في اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ليتباحث معه بشأن المبادرة وكيفية الضغط على النظام السوري لتنفيذ التزاماته تجاهها’.
ودعت الامانة العامة لجامعة الدول العربية هيئة التنسيق الوطني في سورية للاجتماع غداً الاربعاء مع الامين العام لجامعة في القاهرة.
يشار إلى أن تيار بناء الدولة السورية يجمع عددا من المعارضين وشخصيات مستقلة.
الرئيس التركي يحذر سورية من استخدام المسلحين الأكراد ضد بلاده
لندن ـ يو بي آي: حذّر الرئيس التركي عبد الله غول سورية من استخدام المسلحين الأكرد ضد بلاده، وتفاخر باتساع نطاق تأثير تركيا في منطقة الشرق الأوسط.
وقال غول بمقابلة مع صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الثلاثاء، إن سورية استضافت في وقت سابق أعضاء من حزب العمال الكردستاني، الذي حظرته الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وتركيا واعتبرته منظمة ارهابية، وحثّها على ‘عدم القيام بذلك مرة أخرى’.
واضاف الرئيس التركي ‘أود أن اقترح بقوة واتوقع أن سورية لن تدخل في لعبة خطيرة كهذه على الرغم من أنني لا اعتقد أنها ستفعل ذلك، لكننا لا نزال نتابع عن كثب هذه المسألة’.
وتفاخر بزيادة نفوذ تركيا في الشرق الأوسط قائلاً ‘إن نجاح تركيا وخصوصاً خلال العقد الماضي اعجب العالم العربي كدولة ديمقراطية علمانية ذات غالبية مسلمة تتمتع بسوق حرة، وجعله يتابعنا بشكل وثيق ويكوّن تأثيراً غير مباشر لنا بالمنطقة’.
وأصرّ غول على أن أنقرة ‘ستمضي قدماً في سعيها للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي رغم معارضة بعد اعضائه الذين بدأو بتنفير الرأي العام بهذه المواقف السلبية، وحقيقة أن تركيا في هذه اللحظة في حال أفضل بكثير من معظم دول الإتحاد الأوروبي من حيث معايير ماستريخت’.
واشاد الرئيس التركي بعلاقات بلاده مع الولايات المتحدة، وقال ‘إن المرحلة التي تمر بها هذه العلاقات هي الأفضل من نوعها لأنقرة مع واشنطن’.
وكانت الولايات المتحدة رحّبت بقرار تركيا استضافة قاعدة رادارية دفاعية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تقول معظم الدول الأعضاء إنها تهدف إلى مواجهة تهديد ايران.
لكن غول شدد على أن القاعدة ‘لا تستهدف ايران ولا يجب تحديد دولة معينة كعدو، وهي عبارة عن نظام مضاد للصواريخ’.
وقال ‘عندما نتحدث إلى ايران، نبلغها دائماً بأننا لسنا ضد النظام السوري نتيجة الضغوط المفروضة علينا من قبل أي بلد آخر، بل من أجل الشعب السوري’.
الجزائر: الجامعة العربية تستكمل إجراءات إنشاء آلية للخروج من الأزمة السورية
الجزائر ـ د ب أ: قال مسؤول جزائري الثلاثاء إن الجامعة العربية بصدد استكمال إجراءات إنشاء آلية تتكفل بمتابعة تنفيذ الخطة العربية للخروج من الأزمة في سورية.
وقال عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصرح لوكالة الأنباء الجزائرية، ‘عقب الاتفاق الذي تم بين الجامعة العربية والحكومة السورية خلال الاجتماع الاستثنائي الأخير لمجلس وزراء الشئون الخارجية المنعقد في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بالقاهرة تعكف الجامعة العربية على استكمال إجراءات إنشاء آلية تتكفل بمتابعة تنفيذ الخطة العربية للخروج من الأزمة’.
وأضاف ‘اتخذت الجامعة العربية الإجراءات اللازمة لتخصيص ميزانية تسيير توجه لدعم نشاطات لجنة المتابعة’.
وأوضح أن الجزائر ‘عينت من جهتها ممثليها الثلاث الذين سيشاركون في هذه الآلية’. كانت دمشق قد قبلت بورقة الجامعة العربية التي تهدف لوضع حد للأزمة السورية يوم الأربعاء الماضي إلا أن حملة القمع التي يقوم بها النظام ضد المحتجي تواصلت.
وتنص الخطة العربية على الوقف الكامل للعنف وإطلاق سراح المحتجين المعتقلين وسحب قوات الأمن والجيش من المناطق المدنية والسماح لوسائل الإعلام الأجنبية بحرية دخول البلاد، وبدء حوار مع المعارضة.
روسيا: الفيتو في نيويورك هو الأخير
ردّت الجامعة العربية على ما وصفته «عدم الالتزام السوري» بتنفيذ الخطة العربية، بتحديد موعد جديد لاجتماع وزراء الخارجية العرب يوم السبت، وسط ارتفاع حصيلة القتلى في حمص خصوصاً، مع دخول واشنطن مباشرة على خط دعم «العصابات» بحسب دمشق
لم تحمل أيّام عيد الأضحى إلا مزيداً من القلق والغموض على صورة الأوضاع الميدانية والسياسية في سوريا، مع دخول التطورات مرحلة عدّ عكسي جديدة بانتظار يوم السبت المقبل، حين يناقش وزراء الخارجية العرب الوضع في ضوء «عدم الالتزام السوري» وفق توصيف الجامعة، ببنود الاتفاق العربي ــ السوري الذي أبرم يوم الأربعاء الماضي. اجتماع ينعقد في ظل أجواء تحذيرية أشاعها الأمين العام للجامعة نبيل العربي حول حصول «كارثة تطاول المنطقة والعالم» إذا لم تنفَّذ بنود المبادرة العربية، وهي الأجواء التي حاولت السلطات السورية احتواءها باتهام الولايات المتحدة بالتورط مباشرةً بدعم «العصابات المسلحة». ووسط استمرار تدفُّق التقارير التي تتحدث عن استمرار الحل الأمني المعتمد في المدن السورية، وخصوصاً في حمص، صدرت إشارات من موسكو توحي بأنّ «المهلة الروسية» الممنوحة للسلطات السورية تضيق.
وقد جاءت حصيلة قتلى الأيام الأربعة الماضية مرتفعة، مع السيطرة على مدينة حمص، وتحديداً حيها الأفقر بابا عمرو، صدارة معظم الأنباء، في ظل تأكيد المصادر الميدانية والحقوقية للمعارضة، من «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى «المرصد السوري لحقوق الانسان» و«اتحاد التنسيقيات المحلية»، أن الجيش السوري دخلها أول من أمس، بعد أيام من قصفها مدفعياً، ما أدّى إلى اشتباكات عنيفة مع مسلحين يُعتقد أنهم من المنشقين عنه. ووفق المصادر المعارضة نفسها، فإنّ حصيلة قتلى الأيام الأربعة الماضية، من مدنيين ورجال أمن ومنشقين عن الجيش، وصلت إلى نحو 50 شخصاً (11 أمس و9 أول من امس و16 الأحد و15 السبت بحسب بيانات المرصد السوري لحقوق الانسان)، معظمهم في حمص، إضافة إلى حماه وإدلب وريفهما. أما المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، فقد أكّدت وصول عدد قتلى الاحتجاجات منذ منتصف آذار الماضي إلى 3500. لكنّ التلفزيون السوري قدّم رواية مختلفة عن أحداث بابا عمرو، نقل فيها عن «سكان الحي» أنّ «المجموعات الإرهابية المسلحة حاصرتهم في بيوتهم وروّعتهم ومنعتهم من الخروج، وزرعت الحي بالألغام»، مشيرين إلى أن بعض القنوات كانت تبث صوراً كاذبة حول قصف حيهم لم تحدث بالحقيقة».
أوضاع دفعت «المجلس الوطني» إلى الدعوة لتوفير «حماية دولية» للمدنيين، وخصوصاً في حمص التي يجدر إعلانها «مدينة منكوبة انسانياً وإغاثياً وتطبيق التشريعات الدولية الخاصة بتقديم العون الطبي والاغاثي» وفق بيان المكتب التنفيذي للمجلس الوطني. وكان الوجه الأبرز في «المجلس» برهان غليون قد وجّه كلمة الى السوريين بمناسبة العيد، جزم فيها بأن مجلسه «لن يتفاوض على دماء الضحايا والشهداء». وفيما دعا غليون الجيش الى عدم اطلاق النار على المتظاهرين، حثّ الجامعة العربية والامم المتحدة على «حماية المدنيين عبر اتخاذ قرارات ملزمة بإرسال مراقبين دوليين، والخيارات امام المجلس كثيرة ولا نستثني منها شيئاً». ثم أعلن «المجلس الوطني»، في بيان، أمس، أنه بدأ «تحركاً واسعاً» لدفع الجامعة العربية إلى تبنّي «موقف قوي» ضدّ النظام السوري، «تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لإطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام». ويشمل «التحرك الواسع» زيارة من وفد مكتبه التنفيذي للجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل «مطالب الشعب السوري». وفي السياق، وجهت «الهيئة العامة للثورة السورية» نداءً إلى الجامعة العربية لسحب مبادرتها، معلنةً عن اضراب عام يوم الخميس تضامناً مع حمص. أما الرئيس بشار الاسد، فقد أدّى صلاة عيد الأضحى في مدينة الرقة شرق البلاد. ونقلت وكالة «سانا» عنه قوله لـ«الحشود الجماهيرية» إن «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والارهاب والتدخل الخارجي والتمسك بالمبادئ والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة هو أساس صمود سوريا في وجه المؤامرات». وشدد على أنه «لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني».
وقد خرجت الجامعة العربية عن صمتها يوم الأحد، حين اتهمت الحكومة السورية بعدم تنفيذ التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية، وقرّرت عقد اجتماع طارئ على مستوى وزارء الخارجية يوم السبت المقبل. وجاء في بيان للأمانة العامة للجامعة أن «الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية قطر، وجّه الدعوة لوزراء الخارجية العرب إلى الاجتماع، في ضوء استمرار أعمال العنف وعدم تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية»، على أن تعقد اللجنة السداسية الوزارية العربية، المُكلفة الاتصال بالحكومة السورية لحل الأزمة، اجتماعاً مساء الجمعة المقبل في القاهرة للتنسيق والتشاور قبل انعقاد مجلس الجامعة. الدعوة إلى الاجتماع سبقها تحذير نبيل العربي من حصول «كارثة على سوريا والمنطقة إذا استمرت أعمال العنف وعدم تطبيق الخطة العربية»، مطمئناً إلى أن الدول العربية «تريد تفادي تدخل أجنبي»، وذلك إثر لقاء مع وفد من «المجلس الوطني السوري». وسارع المندوب السوري لدى الجامعة، يوسف احمد، إلى الرد على العربي لافتاً إلى أن كلامه «يخلق التباساً وتداخلاً ليس في محلّه مع مضمون خطة العمل العربية». موقف حكومي مكمِّل أطلقه وزير الخارجية وليد المعلم الذي اتهم واشنطن بـ«التورط مباشرة» في أعمال العنف التي تشهدها سوريا، واضعاً الدعوة الاستفزازية للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للناشطين السوريين بعدم الاستجابة لعرض النظام بالعفو عنهم مقابل تسليم أنفسهم، في خانة «محاولة تعطيل» المبادرة العربية التي «تبذل دمشق كل الجهد لتطبيقها». وفي الرسالة التي وجّهها المعلم إلى روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإلى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والأمين العام للجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أشار إلى أن بلاده «ترى في دعوة الولايات المتحدة هذه، تشجيعاً للمجموعات المسلّحة على الاستمرار في عملياتها الإجرامية ضد الشعب والدولة، ونفياً واضحاً لسلمية التحركات في سوريا ورغبة وعملاً ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها».
في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، الذي أعلن «موت» المبادرة العربية، أن باريس «ستتشاور مع شركائها بشأن النداء الذي وجهته المعارضة السورية لتوفير حماية دولية لأهالي مدينة حمص». وفي حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط»، توقع جوبيه أن تطول الأزمة السورية، وجزم بأن فرنسا «لن تشارك أبداً في عملية عسكرية ما لم يكن هناك تفويض من الامم المتحدة»، مع إعرابه عن استعداده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري حين ينهي تنظيم صفوفه. بدوره، استبعد نظيره البريطاني وليام هيغ خيار التدخل العسكري في سوريا. أما في موسكو، فقد صدر موقف لافت للمبعوث الخاص للرئيس الروسي، ميخائيل مارغيلوف، حذّر فيه من أن «استعمال روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن على قرار ضد سوريا، هو بمثابة آخر إجراء يسمح للنظام في دمشق بالمحافظة على الوضع القائم بالشكل الذي هو عليه حالياً». وأضاف مارغيلوف أنه «بعد ذلك، يجب على الرئيس الأسد وحكومته تطبيق إصلاحات واقعية والبدء بحوار حقيقي مع المعارضة، وإلا فإن الوضع سيصبح من الصعب التنبؤ به». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب أول من أمس، عن قلقه العميق «لاستمرار العنف وسقوط مزيد من الضحايا خاصة في مدينة حمص»، قائلاً «لا نبرئ السلطات السورية من المسؤولية»، مرحِّباً بالإفراج عن 553 معتقلاً. كما أعرب عن قلقه لقيام «بعض الدول الغربية بتحريض المسلحين في سوريا على رفض العفو المعلن وعدم إلقاء السلاح»، في إشارة إلى الدعوة الأميركية، لأن ذلك «لا يساهم في تطبيع الوضع ويتعارض تماماً مع المبادرة العربية» على حد تعبيره. وحثّ لافروف المعارضة السورية على «التبرؤ من المسلحين المتطرفين الذين يراهنون على إحباط المبادرة العربية من خلال استخدام السلاح».
وقد دافعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن سياسة بلادها تجاه سوريا، مشيرة إلى أن قرار إدارتها بعدم التدخل العسكري «يرجع إلى المخاطر المتصورة للقوات الاميركية والضرورات اللازمة لمحاربة القاعدة والحاجة الى الدفاع عن الحلفاء الاميركيين والحفاظ على تدفق امدادات النفط». أما جديد نولاند، فكان استبعادها فرض منطقة حظر طيران على سوريا على غرار ما حدث في ليبيا «في الوقت الراهن».
(يو بي آي، أ ف ب، سانا)
خدام يطلب تدخلاً عسكريّاً: على الشعب السوري حـمل السلاح
كسر نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، الحظر الذي كانت تفرضه عليه السلطات الفرنسية، ليخرج بلجنة لدعم الثورة
عثمان تزغارت
باريس | في خطوة سياسية مفاجئة، خرج نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، عن «واجب التحفظ» الذي ألزمته به السلطات الفرنسية منذ حصوله على اللجوء السياسي في باريس عام 2005، وأطلق مبادرة قال إنها تهدف إلى توحيد صفوف المعارضة السورية، من خلال تأسيس «لجنة وطنية لدعم الثورة السورية». وعقدت هذه اللجنة مؤتمرها التأسيسي، يومي السبت والأحد الماضيين، في فندق «ماريوت» المطلّ على جادة الشانزليزيه في باريس. ونُظِّم أول من أمس الاثنين مؤتمر صحافي أُعلنت خلاله تشكيلة هذه اللجنة، التي تضم 65 شخصية معارضة سورية، والتي أُسندت رئاستها إلى طلال التركاوي.
ورغم أن التركاوي نفى أن تكون هذه اللجنة تنظيماً منافساً لـ«المجلس الوطني السوري» أو لأي فصيل آخر من فصائل المعارضة السورية، إلا أن خدّام حمل بشدة على «المجلس الوطني»، واصفاً أياه بأنه «ليس صحيحاً أنه مجلس تمثيلي لمختلف تشكيلات المعارضة، بل يقتصر فقط على الإخوان المسلمين وبعض المستقلين». ودعا الشعب السوري إلى «حمل السلاح لإسقاط النظام؛ لأن الانتفاضة السلمية أثبتت فشلها». وقال: «إن الدعوة إلى حمل السلاح ليست دعوة إلى الحرب الأهلية، كما يقول البعض، بل هي حرب من النظام ضد الشعب السوري، حيث أصبح الجيش اليوم عبارة عن جيش احتلال…».
من جهة أخرى، لم يتردد نائب الرئيس السوري السابق في الدعوة علانية إلى «تدخل عسكري غربي في سوريا مثلما حدث في ليبيا». وقال: «لا يمكن المنظومة الدولية أن تستمر في اعتبار ما يحدث في سوريا أزمة داخلية». وعزا المصاعب التي تجدها المعارضة السورية لتوحيد صفوفها إلى «غياب شخصية رمزية قادرة على تولي القيادة»، في إشارة مبطنة إلى أنه يعدّ نفسه مؤهلاً لذلك.
واللافت أن هذه المبادرة لا تعكس تطوّراً في مواقف عبد الحليم خدام، بقدر ما تشير إلى تحوّلات متسارعة في الموقف الفرنسي من الأزمة السورية. فمن الواضح أن خدام لم يكن ليخرج عن «واجب التحفظ» المفروض عليه منذ سنوات، من دون ضوء أخضر من الخارجية الفرنسية.
وليس من قبيل المصادفة أن تسمح السلطات الفرنسية لخدام، في هذا التوقيت بالذات، بأن يطلق مبادرة سياسية بهذا الحجم، بعدما ظلّت تضيِّق على نشاطاته منذ 6 سنوات. فهذه الخطوة تأتي لتعكس توجهاً متنامياً لدى الدبلوماسية الفرنسية نحو دعم الفصائل السورية المعارضة التي تؤيد عسكرة الثورة والتدخل الأجنبي. وكانت بوادر ذلك قد برزت الشهر الماضي، من خلال التضييقات التي فرضتها الخارجية الفرنسية على المعارض ميشيل كيلو، خلال زيارته لباريس، من خلال منع إقامة مؤتمره الصحافي في «مركز استقبال الصحافة الدولية»، وذلك خلال الأسبوع ذاته الذي احتضن فيه هذا المركز فعاليات «أسبوع التضامن مع الشعب السوري»، الذي أقامته جماعة «مؤتمر أنطاليا»، التي تؤيد هي الأخرى التدخل الأجنبي. ولم تكتف الخارجية الفرنسية بذلك، بل تنقل الوزير ألان جوبيه شخصياً لحضور مهرجان أقامته جماعة مؤتمر أنطاليا في مسرح الأوديون. وجاء ذلك بعد يومين من اللقاء الرسمي بينه وبين رئيس «المجلس الوطني السوري»، الدكتور برهان غليون.
أما المعارضون للتدخل الأجنبي، أمثال ميشيل كيلو وهيثم مناع، فقد استُبعدوا من أجندة الخارجية الفرنسية.
المعارضة تبحث عن قرار عربي لاتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري
حماه بعد حمص… عملية عسكرية واسعة واشتباكات مع منشقين
وكالات
بدأت قوات الأمن السورية عملية واسعة في حماه بعد أسابيع من المواجهات في حمص، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان حصول اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب في حماه.
دمشق: بعد العملية العسكرية الواسعة في حمص، بدأت عملية جديدة في حماه، حيث دخلت دبابات الجيش أمس إلى المدينة من مداخلها الأربعة، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار في وسط المدينة، وفي قرب المجمع الطبي وفي شارع الدباغة، وتم وضع حواجز عسكرية ونشر للقناصة في محيط ساحة العاصي.
في هذه الأثناء، أعلن المجلس الوطني السوري أنه سيقوم بتحرك واسع وإرسال وفود إلى عدد من الدول العربية، بهدف حثّ هذه الدول على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري وتجميد عضويتها في الجامعة.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان إنه “بدأ تحركًا سياسيًا واسعًا بهدف حثّ الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطر للأوضاع داخل سوريا، وخاصة في مدينة حمص” التي تحاصرها القوات السورية.
وأوضح أن خطة تحركه “تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن والإمارات وليبيا والكويت، لإطلاعهم على الجرائم المروّعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق”.
من جهة أخرى، قال المجلس في البيان نفسه إن وفدًا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل “مطالب الشعب السوري”. وعدد البيان خمسة مطالب، بينها “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية” و”فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري” و”نقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية”.
وفي جنيف، أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي أن “القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حتى الآن”.
واضافت ان “اكثر من ستين شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الأمن، بينهم 19 الأحد في أول أيام عيد الأضحى” منذ قبول دمشق في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر خطة عربية يفترض أن تنهي العنف. وتابعت إن “الحكومة السورية أعلنت الافراج عن 550 شخصًا السبت بمناسبة العيد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم”.
في الوقت نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 شخصًا في أعمال العنف، بينهم ثمانية من عناصر الجيش والأمن. وقال المرصد في بيان إن “ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري قتلوا إثر كمين نصبه لهم مسلحون، يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان” في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وفي المحافظة نفسها، قتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن، بحسب المصدر نفسه. وقال المرصد في بيان “قتل مواطنان، واصيب سبعة بجروح اثر اطلاق الرصاص من ناقلات جند مدرعة على مواطنيين في مدينة سراقب”.
وتابع “قتل شاب من قرية في ريف مدينة أريحا خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في اريحا” في محافظة إدلب، مضيفًا أنه في مدينة إدلب “استشهد مواطن متاثرًا بجروح أصيب بها فجر الثلاثاء برصاص حاجز أمني”.
أما في حمص، حيث تدور أعنف المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين عنه، وحيث تشنّ القوات السورية منذ أسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق، وخصوصًا في حي بابا عمرو، قتل الثلاثاء خمسة أشخاص، يضاف إليهم ثلاثة توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال الايام الماضية.
وقال المرصد “ارتفع الى ثمانية عدد القتلى المدنيين في مدينة حمص، الذين انضموا الثلاثاء الى قافلة شهداء الثورة السورية، ثلاثة منهم قتلوا بإطلاق رصاص اليوم من قبل القوات السورية والشبيحة، بينهم طفلة واثنان قتلا تحت التعذيب، وثلاثة متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية، بينهم طفل”.
واكد المرصد انه “وثق بالأسماء سقوط 48 قتيلاً في حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به خلال الأيام العشرة الماضية، كما وردت أنباء مؤكدة إلى المرصد عن وجود 27 جثة لشهداء من حي بابا عمرو والمناطق المحيط به في عدد من مشافي حمص لم يتمكن المرصد من توثيق اسمائهم”.
وأوضح المرصد أن “الجنود يدخلون إلى البيوت لاعتقال أشخاص تبحث عنهم” أجهزة الأمن في حي بابا عمرو. وفي حماه (وسط) “قتل ثلاثة أشخاص مساء الثلاثاء إثر إطلاق رصاص من قبل قوات سورية في طريق حلب وحي المناخ”، كما أعلن المرصد.
وكان المرصد أكد حصول “اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب” في حماه. وفي دير الزور (شرق) “أصيب خمسة أشخاص بجروح، بعضهم في حالة حرجة إثر اطلاق رصاص من قبل قوات الأمن لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت مساء الثلاثاء من مسجد الحسين في الحميدية، واعتقلت سبعة متظاهرين على الأقل وتنفذ قوات الأمن الآن حملة مداهمات واعتقالات في الحي”.
-وكانت المعارضة السورية دعت الاثنين إلى توفير “حماية دولية” للمدنيين من القمع الدموي المتزايد من قبل النظام السوري، الذي اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في “الأحداث الدموية” في سوريا. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سوريا برصاص قوات الأمن في محافظات حمص وحماه وإدلب (شمال).
وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في عدد من المناطق السورية، وخصوصًا في إدلب (شمال غرب) وحمص وحماه (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
ما زال بالإمكان شراء دولارات في السوق السوداء ولكن بصعوبة
تصاعد هروب رؤوس الأموال السورية بسبب الأزمة السياسية
عبدالاله مجيد
أكد رجال أعمال سوريون أن رؤوس الأموال الوطنية تغادر البلاد وسط مخاوف من انعدام الاستقرار الاقتصادي، ما يدفع المواطنين إلى البحث عن أماكن آمنة لأموالهم. وكانت الليرة السورية تعرّضت إلى ضغوط نتيجة فقدان الإيرادات بالعملات الأجنبية بسبب انهيار السياحة والحظر الأوروبي على استيراد النفط السوري.
مصرف سوريا المركزي
نقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن رجل أعمال سوري قوله إن نقودًا تهرّب عبر الحدود إلى لبنان “كل يوم وكل ساعة”، في حين قال آخر إن رؤوس أموال سورية تموَّه في الاقتصاد الرمادي القائم منذ زمن طويل بين سوريا ولبنان.
وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية ذكرت، فيما اعتبره مراقبون مثالاً على نقل الأموال عبر الحدود، أن السلطات اعترضت ما تزيد قيمته على 100 ألف دولار من الليرات السورية خلال تهريبها عبر الحدود الللبنانية تحت مقعد سيارة.
ويقدر سمير سيفان، وهو اقتصادي يقيم في دبي، أن أفرادًا من الطبقات الوسطى والعليا أخرجوا ما بين 3 و5 مليارات دولار من سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في آذار/مارس، بسبب الضغوط على العملة وغياب فرص الاستثمار.
وقال سيفان إن أسهل طريقة لتهريب الأموال من سوريا هي تهريبها إلى لبنان، مشيرًا إلى وجود قنوات معتمدة. وتسلط أنباء هروب رؤوس الأموال النقدية ضوءًا على تفاقم الضائقة المالية التي يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد بعد نحو ثمانية أشهر من المواجهات الدامية بين المحتجين المناوئين للنظام وقواته الأمنية التي تستخدم أساليب وحشية ضدهم.
وتعرّضت الليرة السورية إلى ضغوط شديدة نتيجة فقدان الإيرادات بالعملات الأجنبية بسبب انهيار السياحة والحظر، الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط السوري. وفقدت الليرة السورية 10 % من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء منذ اندلاع الاضطرابات.
وتمنع الضوابط المالية التي فرضها النظام في آب/أغسطس شراء أكثر من 2000 دولار في سوريا من دون مبرر. ويقول سوريون إنه ما زال بالإمكان شراء دولارات في السوق السوداء، ولكن بصعوبة وفي مواجهة مخاطر أمنية.
وأفادت تقارير أن الكثير من السوريين يبحثون رغم ذلك عن طرق للالتفاف على القيود المفروضة على تحويل الأموال إلى خارج البلاد. وقال رجل أعمال سوري تحدث لصحيفة فايننشال تايمز إن بعض الأشخاص يقومون بتبديل ليرات سورية نقلوها إلى لبنان “خلسة”. وقال متهمكًا “نحن لسنا أوروبا”.
ويبدو أن حجم الأموال المهرّبة لا يزال صغيرًا أو أنه يتجنّب القنوات النظامية، وبالتالي فهو لا يظهر في المؤسسات المالية في لبنان، الذي يشكل حلقة وصل مهمة بالعالم الخارجي الأوسع.
وعمد القطاع المصرفي اللبناني، الذي تراقبه وزارة الخزانة الأميركية، إلى تشديد شروط مسؤولية الزبون عن مصادر أمواله، خاصة بعدما فرضت السلطات المالية الأميركية هذا العام عقوبات على مصرف لبناني بتهمة تبييض الأموال. وفي هذه الأجواء ارتفع إجمالي الودائع بالعملة المحلية والدولار بنسبة تقلّ عن نسبة ارتفاعها في الفترة نفسها من العام الماضي.
لاحظت صحيفة فايننشيال تايمز أن تجار العملة اللبنانيين المنفتحين عادة يرفضون الحديث عن العملة السورية، رغم أن صاحب مكتب صرافة في بيروت قال إنه يقوم بتبديل نحو 500 ألف ليرة سورية يوميًا بالمقارنة مع نحو 200 ألف قبل أسبوع على بدء الأزمة. وحذّر آخر في مكتب الصرافة نفسه قائلاً “إن الحديث عن ذلك أخطر من السياسة”، في إشارة غير مباشرة إلى أذرع أجهزة الأمن السورية الممتدة داخل لبنان.
وقال جهاد يازجي المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير مجلة “سيريا ريبورت” الاقتصادية إن السوريين تعوَّدوا على إيجاد طرق لإخراج أموالهم من البلاد بعد سنوات من القيود الصارمة على حركة رؤوس الأموال، قبل الشروع في تنفيذ إصلاحات اقتصادية محدودة في عام 2005. وأضاف أن من الحيل المستخدمة هي أن يُدفع مبلغ بالعملة السورية إلى شخص في الداخل مقابل إيداع مبلغ معيّن عنه بالعملة الأجنبية في أحد المصارف في الخارج.
ويقول مراقبون، يتابعون هروب رؤوس الأموال من سوريا، إن العملية دفق ثابت، وليست هروبًا مذعورًا يمكن أن يُسهم في إسقاط النظام على المدى القريب.
وزعم محافظ البنك المركزي السوري أخيرًا أن لدى سوريا ما قيمته 18 مليار دولار من القطع الأجنبي، تعادل نحو 30 % من اجمالي الناتج المحلي، للحفاظ على استقرار الليرة السورية. لكن محللين يقولون إن الحجم الحقيقي للموارد المتوافرة لدى النظام السوري لحماية الليرة السورية ليس معروفًا بسبب غياب الشفافية المالية. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن دبلوماسي في دمشق قوله “إن الحقيقة هي أن لا أحد يعرف على الأرجح، ولا حتى النظام نفسه”.
حماه بعد حمص تحت الحصار.. والمعارضة تطلب قرارا عربيا
مفتي سوريا: الأسد قد يستقيل بعد الإصلاح ويحلم بالعودة لطبابة العيون..
و«الإخوان» لـ «الشرق الأوسط» : من يسلم عينيه له؟
المجلس الوطني يرسل وفودا إلى دول عربية لإقناعها بتجميد عضوية سوريا
غليون لـ «الشرق الأوسط»: الجامعة شريك أساسي
جريدة الشرق الاوسط
لندن: ثائر عباس ومحمد الشافعي بيروت: «الشرق الأوسط»
تزامنا مع بدء القوات السورية عملية عسكرية واسعة «لاسترداد» حمص، بدأت أمس عملية أخرى في مدينة حماه، ودخلت يوم أمس دبابات الجيش إلى حماه محكمة حصارها على المدينة من مداخلها الأربعة، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار في وسط المدينة وفي قرب المجمع الطبي وفي شارع الدباغة، وتم وضع حواجز عسكرية ونشر للقناصة في محيط ساحة العاصي.
ومقابل غياب أي إشارات على استجابة النظام السوري للمبادرة العربية، أعلن المجلس الوطني السوري أنه سيقوم بتحرك واسع وارسال وفود لعدد من الدول العربية بهدف حث هذه الدول على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري وتجميد عضويتها في الجامعة». وقال رئيس المجلس برهان غليون لـ«الشرق الأوسط»، إن الجامعة «شريك أساسي في أي عمل واجب القيام به للقضاء على النظام ومساعدة الشعب السوري». وأضاف: «نحن ننتظر من الجامعة في اجتماع يوم السبت اتخاذ قرار حاسم من النظام».
إلى ذلك، قال مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون في حديث مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية، إن الرئيس السوري بشار الأسد «يحلم بالعودة إلى مزاولة طبابة العيون, بعدما ينتهي من عملية الإصلاحات». ووصف علي صدر الدين البيانوني، القيادي في الإخوان المسلمين في سوريا، الشيخ حسون مفتي سوريا بأنه «مفتي السلطان»، وتساءل في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «بالله عليكم! من سيسلم عيونه لبشار، هذا الرجل، الذي تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء الأبرياء؟!».
الدبابات تحاصر حماه.. والعمليات العسكرية مستمرة في حمص.. والأمم المتحدة تعلن مقتل أكثر من 3500 مدني
النظام يروج لرواية أمنية عن قرب انتهاء عملية «تطهير حمص».. ونهب وسرقة وإهانات في حي بابا عمرو
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي كانت تتجه فيه الأنظار إلى مدينة حمص «المنكوبة» وحي بابا عمرو المحاصر، الذي يتعرض للقصف، دخلت يوم أمس دبابات الجيش إلى مدينة حماه من مداخلها الأربعة، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار في وسط المدينة وفي قرب المجمع الطبي وفي منطق الحاضر وفي شارع الدباغة، وتم وضع حواجز عسكرية ونشر للقناصة في محيط ساحة العاصي.
وجاء ذلك في وقت قالت فيه الأمم المتحدة أمس إن أكثر من 3500 شخص قتلوا في سوريا في الحملة الأمنية على المحتجين. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للصحافيين في جنيف: «الحملة الحكومية الوحشية على المنشقين في سوريا أودت حتى الآن بحياة أكثر من 3500 سوري». وأضافت: «منذ أن وقعت سوريا على خطة السلام التي رعتها جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي وردت أنباء عن مقتل أكثر من 60 شخصا على أيدي الجيش وقوات الأمن، منهم 19 على الأقل قتلوا يوم الأحد أول أيام عيد الأضحى».
وعدد القتلى الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة يتضمن زيادة قدرها 500 منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) عندما قالت المنظمة الدولية إن أكثر من 3000 شخص قتلوا. لكن شامداساني قالت إن تقديرات الأمم المتحدة محافظة نسبيا وأقل من التقديرات الأخرى. وقال نشطون سوريون إن عدد المدنيين الذين قتلوا في الحملة بلغ 4200 شخص.
وقالت شامداساني إن سوريا لم تلتزم بوعدها الالتزام بالخطة العربية، وأضافت: «بينما أعلنت الحكومة السورية الإفراج عن 553 معتقلا يوم السبت بمناسبة العيد، ما زال عشرات الآلاف رهن الاعتقال ويجري اعتقال العشرات يوميا بطريقة تعسفية». وقالت إن الحكومة تستخدم الدبابات والأسلحة الثقيلة في شن هجمات على المناطق السكنية في حمص، وإن الموقف في حي بابا عمرو «مروع على نحو خاص». وأضافت شامداساني: «وفقا للمعلومات التي تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن الحي ما زال تحت الحصار على مدى سبعة أيام، والسكان محرومون من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية».
وأضافت أن الحكومة السورية لم تسمح لمحققي الأمم المتحدة بدخول البلاد، لذلك فإن الإحصائيات تستند إلى معلومات من «مصادر موثوق بها على الأرض» يمكن تأييدها. وقالت: «رغم الطلبات المتكررة فإن الحكومة السورية لم تكن راغبة في التعاون».
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال اندلع في مدينة حماه التي تبعد 45 كيلومترا إلى الشمال من حمص بين قوات موالية ومنشقين على الجيش، وإن ثمة جنودا من الجيش وقوات الأمن قتلوا في كمين قرب معرة النعمان التي تقع إلى الشمال من حماه.
وقالت مصادر محلية في مدينة حماه إن المتظاهرين حاولوا الوصول ليلا إلى ساحة العاصي، وتم إطلاق نار عليهم من قبل قوات الأمن والجيش المتمركزين في الساحة، واستمر إطلاق النار حتى ساعة متأخرة من الليل.
وقال ناشطون إن خمسة على الأقل قتلوا يوم أمس في سوريا برصاص قوات الأمن بينهم طفلة، وأربعة منهم في حمص، وقتيل في إدلب التي شهدت مظاهرات كبيرة في المدينة والريف.
وفي حمص قال سكان لوكالة «رويترز» إن القوات السورية دخلت منطقة سكنية أول من أمس وإنها تعزز قبضتها. وقال أحد السكان عبر الهاتف، وذكر أن اسمه سامي: «تسللت كي أرى والدي اليوم الذي أصيب بشظية. عدد الجنود والشبيحة في بابا عمرو الآن بالآلاف، والنهب مُتفشٍّ». وأضاف أنه شاهد أفراد ميليشيا وجنودا في إحدى الضواحي يحملون مبردات وأجهزة تلفزيون وشاشات كومبيوتر ويضعونها في سيارات جيب وشاحنات صغيرة. وقال إنه تم تحويل مدرسة إلى مركز اعتقال، حيث وضع عشرات الشبان في الفناء وأياديهم موثقة خلف ظهورهم.
وأكدت مصادر محلية في حمص أن عناصر من قوات الأمن والشبيحة قاموا بتكسير وتخريب بيوت الأسر التي نزحت من حي بابا عمرو، وقال شهود عيان إنهم رأوا جنودا من الجيش يقفون عند دوار النخلة لتأمين حركة المسروقات من حي بابا عمرو إلى الأفرع الأمنية. والمسروقات تضمنت تلفزيونات وبرادات وغسالات وغيرها من الأدوات المنزلية والبضائع من المحلات المنهوبة إلى الأفرع الأمنية، واستمر ذلك لأكثر من ثلاث ساعات.
كما تحدث ناشطون في حمص عن ممارسات انتقامية بحق الأهالي في حي بابا عمرو، حيث جرى اعتقال أعداد كبيرة منهم وإلقاؤهم مقيدين على الأرض في الشوارع والدوس على ظهورهم وضربهم بكعاب البنادق.
وفي ريف حمص أعلنت «كتيبة الفاروق» من الجنود المنشقين عن تنفيذ عمليات في منطقة القصير، وجرى اشتباك مع قوات الأمن والجيش عند «جامع الرحمن»، وتم استهداف سيارتي نقل للأمن وحافلة 24 راكبا بقذائف آر بي جي، أسفرت عن إصابات بليغة في صفوف قوات الأمن والشبيحة لم يعرف عددها، في حين أعلنت كتيبة الفاروق عن ثلاث إصابات في صفوفها. وسبق هذا الاشتباك الذي حصل ليل أول من أمس استهداف عدة حواجز للأمن والجيش في القصير أسفر عن تدمير آليتين مجنزرتين وإصابات بليغة في صفوف الأمن، بينما تحدثت مصادر محلية أخرى عن حصول انشقاقات في قوات الجيش هناك، مشيرة إلى تجدد الاشتباكات في منطقة تلكلخ وعن إطلاق نار استمر طيلة ليلة أول من أمس.
وتوقعت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري الإعلان خلال ساعات قليلة عن انتهاء العملية الأمنية المسماة «تحطيم الأوهام» والكشف عن مراحل ما سمته عملية «تطهير حمص». وقالت المصادر الإعلامية التي تستقي معلوماتها من الأجهزة الأمنية في سوريا أنه «مع انتهاء العمليات في جبل الزاوية تمت بعض العمليات الأمنية السريعة في الرستن والحولة وتلكلخ والقصير». وقالت تلك المصادر إن نتيجة المتابعات الأمنية تبين لهم أن «مركز البث للإعلام والإشراف على التنسيقيات هو منطقة الحولة بجانب قرية مريمين ومركز العمليات المالية وتأمين السلاح هو منطقة الرستن وتلبيسة ومركز القيادة العسكرية وتأمين الإرهابيين هو بابا عمر والقصير، وهناك كانت تتم كل عمليات التجهيز والإعداد لصراع وقتال طويل». وأضافت أن «الأجهزة السورية استقدمت أجهزة تنصت متطورة وتبين أن الأمور تتجه باتجاه خطير كمقدمة لتدخل غربي يكون ذريعة لتدخل أكبر، وتم وضع خطة لتطهير الرستن والحولة بعمليات بطيئة ما أمكن، وبعد الانتهاء من تنظيف الرستن وتلبيسة وبعد هروب قسم من الملاحقين المسلحين باتجاه بابا عمر».
وقال ناشطون إن هذه الرواية هي إحدى روايات الدعاية السياسية التي تبثها الأجهزة الأمنية السورية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، وجيش المحللين السياسيين من السوريين واللبنانيين الموالين للنظام، للتأكيد على وجود مؤامرة دولية لتقويض الاستقرار والأمن في سوريا، وإسقاط نظام الممانعة، وإن أجزاء من هذه الرواية تسمع في الرواية الرسمية التي يتبناها الإعلام الرسمي في حين يتبناها بالكامل الإعلام شبه الرسمي، لتبرير وحشية العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري في أكثر من منطقة في البلاد.
وفي دمشق عبّر الناشطون، على طريقتهم الخاصة، عن الاحتجاج السلمي والدعوة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، عبر زرع سبيكرات تصدح بصوت بلبل الثورة السورية إبراهيم القاشوش الذي قتل في حماه ورميت جثته في نهر العاصي، وأغنيته الشهير «ويالله ارحل يا بشار»، مع توزيع منشورات تتضمن شعارات مناهضة للرئيس الأسد ونظامه.
وقال ناشطون في حي كفرسوسة حيث يوجد أكبر تجمع لمقرات أهم أفرع الأجهزة الأمنية، وحيث يوجد تجمع مباني الحكومة ومنازل المسؤولين وطبقة المنتفعين من النظام، إنه ضمن ما سمي بفعاليات «عيد الحرية في كفرسوسة الأبية». وتم في اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى «إلصاق نعي للمجرم بشار في أرجاء كفرسوسة وخصوصا في الأماكن الحساسة رغم الوجود الأمني، كما تم وضع سبيكرات قاشوشية صدحت أمام مبنى مول الشام سيتي سنتر مما سبب الذعر في المنطقة».
ناشط من بابا عمرو لـ «الشرق الأوسط»: اعتقال جرحى من المستشفيات.. وقصف البيوت عشوائيا
وصف الوضع في الحي المحاصر منذ 11 يوما بمدينة حمص بالـ«مأساوي»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: صهيب أيوب
تحاصر دبابات الجيش السوري حي بابا عمرو في حمص، منذ 11 يوما، ويعيش السكان «حالة رعب» جراء القصف العشوائي للبيوت والمحال، بحسب ناشطين يؤكدون أنه «ليس هناك زاروب في بابا عمرو لا يوجد فيه حاجز أمني».
يؤكد أحد الناشطين الميدانيين من بابا عمرو في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن الوضع في المنطقة «مأساوي». ويرجح أن «حصار الحي يعود لأسباب كثيرة؛ أهمها: تصرف النظام كالعصابات دفعه إلى بث الذعر في قلوب الناس ونهرهم عما بدأوه من حراك، حيث يتعامل النظام مع السكان المدنيين بطرق ترهيب من خلال حصار البيوت وقصفها عشوائيا وإحداث أضرار مادية ومعنوية لديهم، وهو مقتنع أنه يستطيع من خلال ذلك دفعهم عن المطالبة بإسقاطه». ويضيف أن «بابا عمرو يعتبر من الأحياء الأكثر انتفاضة منذ بداية الحراك السوري، والنظام يستهدفه لأن المظاهرات الحاشدة في حمص تخرج منه».
ويشير إلى أن «السبب الأساسي لحصار الحي يعود إلى انشقاق 90 جنديا وضابطا من الجيش السوري من منطقة باب السباع القريبة من بابا عمرو، حيث إن النظام مقتنع أن هؤلاء لجأوا إليه، لأنها منطقة مفتوحة وكبيرة وموصولة بقرى تؤدي إلى لبنان مما يعني بالنسبة للنظام أن هؤلاء يستطيعون الفرار والهرب إلى الداخل اللبناني عبر لجوئهم لبابا عمرو». ويؤكد الناشط أن «النظام صار يتبع سياسة جديدة في الاستهداف والقصف، لاعبا على الوتر الطائفي؛ حيث يقصف المساجد ليؤكد أن هناك طرفا يستهدف السكان من خلال «شبيحته»، ومن خلال إشاعة أخبار أن هناك طائفة ما مستهدفة، ومشيرا إلى أن «عدد القتلى في بابا عمرو منذ بدء الانتفاضة يصل إلى 120 شخصا».
ويقول الناشط إن الحي الممتد عبر شوارع فرعية إلى حي الإنشاءات، لا يزال مزنرا بـ«النار وآلة القتل الهمجية»، موضحا أن «الحي مغلق تحت الحصار الكامل، فالمياه مقطوعة والكهرباء أيضا، ولا توجد خطوط اتصالات أرضية كانت أم خليوية». ويضيف أن «أجهزة الأمن السورية تزرع الحواجز بين الشوارع الصغيرة، وتمر الدبابات فيها وهي تقصف بشكل عشوائي البيوت وتدمرها». ويؤكد أن «هناك انتشارا كثيفا للعساكر والمدرعات لمنع الناشطين في الانتفاضة من الوصول إلى داخل حمص».
ويروي الناشط أن «بابا عمرو شهدت مرحلتين: المرحلة الأولى وهي الأطول منذ بداية الانتفاضة، حيث توزعت الحواجز الأمنية في كل شارع مثلها مثل باقي الأحياء والشوارع في حمص، والتفتيش صار يضيق على الناس ويعوق حياتهم اليومية. أما المرحلة الثانية، فهي نقطة التحول في بابا عمرو، ومنذ يوم جمعة الحظر الجوي أصبح التفتيش يشمل النساء والأطفال والرجال المسنين، ومن بعدها تم إغلاق الحي بالكامل، وهناك حالة (تكثيف) أمني في الحي مرعبة». ويضيف: «بدأ القصف الهمجي منذ سبعة أيام تحديدا. طال القصف بيوتا ومحالا وسيارات للسكان المدنيين. وقد قتل خلال هذه الأيام 40 شخصا؛ من بينهم طفلان و3 نساء و3 رجال مسنين». ويشير إلى أن «عائلات كاملة طالها القصف داخل بيوتها الآمنة».
ويقول الناشط إنه يوم أمس «تم اعتقال الجرحى من المستشفيات وتمت مصادرة معدات الإسعاف وضربت البيوت، حيث بلغ عدد البيوت المستهدفة حتى اليوم 100 منزل». ويضيف: «النظام يعتقل السكان بشكل عشوائي.. لا يعتقلون أحدا معينا.. كل من يجدونه أمامهم يعتقلونه من عمر 14 إلى السبعين، حيث إن هناك رجلا مسنا يبلغ الخامسة والسبعين هو معتقل لدى الأجهزة الأمنية». وأكد فارس أنه من المستحيل الخروج من البيت إلى الشارع في هذه الأيام حيث الحي مكبل بالحصار، معتبرا الخروج من البيت أشبه بـ«المغامرة».
ويروي الشاب العشريني حكاية امرأة التقى بها في حي الإنشاءات استطاعت ترك بابا عمرو منذ يومين. ويقول: «خرجت المرأة مع طفلين لها بعد أن فقد زوجها منذ 5 أيام، استطاعت الهرب من بابا عمرو بعد أن قدمت مصاغها الذي يقدر بـ500 ألف ليرة سورية لأحد المسؤولين الأمنيين في المنطقة رشوة لإخراجها»، مضيفا: «عانت المرأة من قصف عنيف لبيتها. ابنها الصغير شج رأسه وكان رأسه ملتهبا حين رأيته معها وحالته سيئة حيث لم يتلق العلاج الكافي ولا يأخذ مضادات أو أدوية للعلاج. كان مصدوما ولم نستطع أن نكلمه أو يكلمنا. وقد روت لي السيدة أن جيرانها يعيشون حالة خطرة حيث إن كثيرين منهم قتلوا جراء القصف العشوائي للبيوت».
لبنانيون يهددون بالتظاهر للمطالبة بتغطية تكاليف استشفاء اللاجئين السوريين
بعد أن تكفلت الحكومة اللبنانية بـ«الحالات الخطرة» فقط
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيش اللاجئون السوريون تحت وطأتها في شمال لبنان ولا سيما في منطقة عكار، تأتي مشكلة الاستشفاء وعدم قدرتهم على دفع تكاليفه لتشكل عبئا إضافيا، في ظل اتخاذ الهيئة العليا للإغاثة قرارها في ما يتعلق بمعالجة السوريين الذين يعانون فقط حالات خطيرة على نفقتها، من دون أن يشمل الحالات المرضية العادية والطارئة. هذا الواقع الذي يعانيه اللاجئون، جعل عددا من ممثلي ونواب تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في المنطقة ومفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، يصدرون بيانا حذروا فيه الحكومة اللبنانية من تصعيد تحركاتهم إذا لم تتراجع عن قرارها. وفي هذا الإطار، قال الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: «أجرينا اتصالاتنا بعدد كبير من مستشفيات المنطقة وتأكدنا من أن قرار رئيس الحكومة الذي يتولى رئاسة الهيئة العليا للإغاثة في ما يتعلق بتغطية الهيئة تكاليف استشفاء السوريين في لبنان، لا يشمل إلا الحالات الخطرة، وهذا ما لمسناه في اليومين الأخيرين بعدما رفضت المستشفيات استقبال المرضى العاديين، وبالتالي فإن استمرار هذا الوضع سيؤدي بنا إلى تصعيد تحركاتنا واتخاذ قرار التظاهر في كل مناطق الشمال، ولا سيما في عكار ووادي خالد حيث يعاني اللاجئون حصارا وعزلا كاملا فرض عليهم من قبل القوى الأمنية التي تمنع خروجهم ودخول الإعلام إليهم لنقل معاناتهم، الأمر الذي جعلهم مقتنعون بأنهم عرضة في أي وقت لأي اجتياح قد يقوم به الجيش السوري عليهم». وأضاف «هذا الواقع جعلنا نتخذ قرارنا بتصعيد تحركاتنا التي تشمل إثارة الموضوع في الإعلام وإلقاء الضوء على ما يعانيه اللاجئون، إضافة إلى التواصل مع هيئات ومنظمات مدنية وتكليفها بتقديم دعوى ضد الحكومة اللبنانية لعدم تطبيقها القوانين المتعلقة باللاجئين وحقوقهم». كما لفت الرفاعي إلى المساعدات المادية والعينية التي يتولى أهالي المنطقة تقديمها إلى اللاجئين، إضافة إلى دور خطباء المنطقة وأئمتها في هذا الإطار وحث اللبنانيين على تقديم المساعدات إلى السوريين.
المتظاهرون السوريون يرفعون سقف مطالبهم إلى إعدام الأسد
ناشط لـ «الشرق الأوسط»: نحن لا نفرض على الناس شعاراتهم
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: «الشرق الأوسط»
تصاعدت الشعارات بسرعة قياسية بين حشود المتظاهرين السوريين. فبعد أن كانت هذه الشعارات تنحصر في مطالب الحرية والديمقراطية والعدالة، صار المتظاهرون أكثر تحديدا في هتافاتهم، مطالبين بإسقاط النظام وبرحيل بشار الأسد.
ويقول ناشطون سوريون إن المطالبة بمحاكمة الرئيس السوري وإعدامه أتت في وقت لاحق من الثورة «نتيجة القمع الوحشي الممنهج الذي مارسته أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري بحق المتظاهرين». وقد عمد المتظاهرون في أكثر من كرنفال شعبي إلى تنفيذ حكم الإعدام برأس النظام السوري عبر تعليق دمية تمثل الأسد على مشنقة خشبية وسط الساحات العامة.
ويقول أحد مسؤولي تنسيقيات ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصاعد في نبرة الشعارات «لا يعني تبدلا في الرأي العام السوري وتغيرا في مواقفه، بقدر ما يعني أن حاجز الخوف قد انكسر وأصبح باستطاعة الناس التعبير عن رغباتها». ويؤكد الشاب المعارض أن «الشعب يريد إسقاط النظام الذي طالما انتهك كرامته وحرمه من أبسط حقوقه، منذ بداية الثورة السورية، لكن الناس كانت تخشى التعبير بسبب جدار الخوف الذي بناه النظام عبر أربعين عاما بالحديد والنار»، ويضيف «حين استطاع الشعب السوري كسر هذا الجدار رفع شعارات تعبر عنه وطالب بحقوقه المشروعة».
وعن شعار «محاكمة الرئيس والمطالبة بإعدامه»، يلفت الناشط المعارض إلى أن «هذا الشعار لم يكن مطروحا في بداية المظاهرات». ويقول: «المتظاهرون كانوا يريدون إسقاط النظام بمعزل عن مصير بشار الأسد، ألا أن هذا الأخير خرج بخطاب استفزازي راح يضحك فيه طوال الوقت، بينما كانت دماء ضحايا درعا لم تبرد بعد، إضافة إلى الكثير من فيديوهات التعذيب التي انتشرت على موقع الـ(فيس بوك) وتم تسريبها من أقبية الأمن، والمجازر والمقابر الجماعية واغتصاب النساء وبتر أعضاء الأطفال. كل ذلك استفز الناس ودفعها إلى تحميل الأسد مسؤولية شخصية عما يحدث من جرائم».
ويؤكد عضو تنسيقيات ريف دمشق أنهم كناشطين معنيين بتنظيم المظاهرات «لا يفرضون على الناس أي شعار أو كتابة أي لافتة، ثمة مزاج عام عند المتظاهرين نحاول أن نساعدهم على التعبير عنه وفقا لأطر تنظيمية معينة». ويضيف الناشط: «في الفترة الأخيرة، صارت الشعارات والهتافات واللافتات تأخذ أبعادا سياسية بما يخدم مسار الثورة ويحقق أهدافها بإسقاط النظام المجرم».
وكان ناشطون سوريون معارضون قد أنشأوا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) صفحة بعنوان «حملة محاكمة بشار الأسد» ضمت عددا كبيرا من المشتركين، وقد وضع منظمو الصفحة صورة الأسد وهو وراء القضبان كتب تحتها (إجاك (أتاك) الدور»)، في إشارة إلى اقتراب موعد محاكمته أو الوصول إلى مصير مشابه لمصير الرئيس الليبي معمر القذافي. وقد كتب أحد المشتركين في الصفحة «الأمر انتهى والنتيجة حسمت، ولحظة محاكمة هذا المجرم وكل العصابة خصوصا الماكينة الإعلامية والدينية والحقوقية والقضائية التي بررت قتل العصابة للشعب الأعزل، هذه اللحظة اقتربت، والمسألة مسألة وقت لا أكثر». وأشار مشترك آخر على الصفحة التي تم اختراقها عل يد «شبيحة» النظام الإلكترونيين «وصمة عار على الإنسانية إذا لم يحاكم بشار الأسد وعصابته».
قوى المعارضة في سوريا تدعو إلى إضراب عام غدا تضامنا مع «عاصمة الثورة وأهلها»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت قوى المعارضة المحلية في سوريا يوم غد الخميس يوم إضراب عام في كل المحافظات السورية، تضامنا مع «عاصمة الثورة» حمص ودعما لأهلها، على خلفية الحملة العسكرية غير المسبوقة التي تتعرض لها المدينة منذ أيام عدة، والتي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وتأتي الدعوة إلى المشاركة في الإضراب العام، والموجهة من «الهيئة العامة للثورة السورية»، و«لجان التنسيق المحلية» و«المجلس الأعلى لقيادة الثورة» وعدد من التنسيقيات الأخرى، عشية مظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية، وقبل يومين من انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب، المقرر يوم السبت المقبل، لبحث الوضع في سوريا بعد إعلان الجامعة العربية عدم التزام النظام السوري بتطبيق التعهدات الواردة في ورقة الحل العربية.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي، لـ«الشرق الأوسط»: «دعونا لإضراب عام يعم كل سوريا تضامنا مع مدينة حمص يوم الخميس، على أن تليها مظاهرات يوم الجمعة، عشية انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب؛ بهدف إيصال رسائل واضحة إلى جامعة الدول العربية لكي تقدم على اتخاذ مواقف أكثر حسما وحزما».
وأكد إدلبي أن «محاولة النظام السوري استرداد مدينة حمص هي محاولة فاشلة ويائسة، تهدف لضرب الحراك الشعبي بعد أن فقد سيطرته الشعبية على المدينة»، لافتا إلى أن «مدينة حمص المنتفضة منذ بداية التحركات الشعبية، هي من بين المدن التي لم ولن تشهد خروج أي مظاهرة مؤيدة للنظام طوعا أو قسرا». وشدد على أن «النظام السوري يسعى جديا وبكل الوسائل لاستعادة حمص إلى بيت الطاعة، أي إلى سلطته، ولكن محاولاته ستبوء بالفشل».
ويشير أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاجتياح الذي تتعرض له حمص اليوم هو الاجتياح السابع للمدينة منذ بدء الانتفاضة الشعبية، لكن الفرق أن النظام يحاول هذه المرة ضرب المدينة عسكريا بعد أن ضربها أمنيا بقسوة في المرات السابقة».
وتعتبر مدينة حمص، وفق ما يوضحه ناشطون سوريون، من المدن السورية السباقة في المطالبة بإسقاط النظام، في حين كانت المظاهرات الأخرى لا تزال تطالب بالحرية وبإجراء إصلاحات سياسية. موضحا أن «التحركات الشعبية لا تقتصر على مدينة حمص وأحيائها فحسب، بل تشمل البلدات الملحقة بها، وأبرزها الرستن وتلبيسة والقصير وتلكلخ…».
وفي سياق متصل، أحصت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» سقوط أكثر من 1400 قتيل وأربعة آلاف معتقل قيد الاحتجاز التعسفي حاليا، ومئات المفقودين ومثلهم من الأسر المهجرة، وعشرات المنازل المهدمة، كـ«حصيلة أولية لرد فعل النظام على صمود أهل حمص في وجه النظام ومطالبتهم بالحرية». وأعلنت تنسيقيات حمص المنضمة لـ«لجان التنسيق المحلية» في سوريا، محافظة حمص «منطقة منكوبة»، مناشدة «كل الجهات المسؤولة عن إطالة أمد معاناة الشعب السوري، وأهل حمص خصوصا، سرعة التحرك لتقديم الدعم والمساعدة».
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية «في مواجهة تغول كتائب الاحتلال الأسدية على أحرارنا في حمص، يوم الخميس يوم إضراب عام في كل أنحاء سوريا لأجل عاصمة الثورة حمص، ودعما لأهلنا فيها».
العربي يستقبل اليوم وفدا من المعارضة السورية في الداخل والهيئة العامة للثورة تعترض: لا يمثلون إلا أنفسهم
ناشطون سوريون أكدوا أن المجلس الوطني هو الممثل الشرعي لهم والمخول بالتفاوض عنهم
جريدة الشرق الاوسط
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
من المنتظر أن تشهد القاهرة اليوم لقاء بين الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووفد من قوى المعارضة السورية في الداخل، أبرزها وفد من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي (أكبر تكتل للمعارضة السورية في الداخل) ووفد من تيار بناء الدولة السورية، وذلك تلبية لدعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية.
إلا أن ناشطين سوريين حذروا من هذا اللقاء، واتهموا هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة، بأنهم سيذهبون إلى القاهرة ليثنوا الجامعة العربية عن اتخاذ قرار بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وأنهم سيقفون ضد طلب الحماية الدولية، الأمر الذي يتنافى مع مطالب المحتجين في الشارع الذين يطالبون بحماية دولية وحظر جوي وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية. وفور الإعلان عن لقاء القاهرة، بدأ ناشطون حملة على صفحات «فيس بوك»، ضد اللقاء، كما جرى تداول بيان للتوقيع يفيد بأن هيئة التنسيق لا تمثل كل معارضة الداخل وليس لها ثقل في الشارع، وسط دعوات إلى رفع لافتات في المظاهرات تؤكد أن هيئة التنسيق لا تمثل سوى نفسها. وقال المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم في تصريح لوكالة «يو بي آي»، إن «وفد الهيئة سوف يقدم وجهة نظر الهيئة لتطورات الأوضاع في سوريا، وسنسعى للقاء أعضاء اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة، والتي يرأسها رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني».
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعا قيادة هيئة التنسيق في الداخل والخارج إلى اجتماع في مقر الجامعة بالقاهرة. ويضم الوفد المنسق العام عبد العزيز الخير ورجاء الناصر وبسام الملك وصالح مسلم وأحمد فايز الفواز، ومن الخارج هيثم مناع وسمير العيطة ومنذر حلوم وحازم النهار، على أن ينضم للاجتماع المعارض ميشيل كيلو. كما سيحضر الاجتماع أيضا اثنان من أعضاء اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وكانت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة رحبت بالمبادرة العربية وموافقة السلطات السورية عليها. يشار إلى أن الهيئة التي أعلن عن تأسيسها أواخر يونيو (حزيران) الماضي، تضم أحزاب التجمع اليساري السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي و11 حزبا كرديا.
من جانبه، قال تيار بناء الدولية السورية، إنه سيشارك ضمن وفد من المعارضة السورية في اجتماع مع العربي، ليتباحث معه بشأن المبادرة العربية وكيفية الضغط على النظام السوري لتنفيذ التزاماته تجاهها. وأكد التيار عزمه على عقد مؤتمر وطني للمرحلة الانتقالية، وذلك لأن السلطة السورية تحاول التنصل من اتفاقها مع اللجنة الوزارية لجامعة الدول العربية بقصد إفشال المبادرة العربية. وأشار البيان إلى أن الهدف من المؤتمر هو «وضع خريطة طريق تفصيلية تستند على الاتفاق بين السلطة والجامعة لرسم ملامح ومفاصل المرحلة الانتقالية التي يجب أن تتولى القيادة فيها هيئة سياسية مختارة تمثل جميع الشرائح السورية تقود البلاد إلى نظام حكم ديمقراطي».
وأضاف «سيعقد هذا المؤتمر في دمشق بالتشارك مع قوى المعارضة السورية والشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسيكون موجها إلى الرأي العام السوري». واتهم التيار في بيانه السلطة السورية بأنها «تأخذ البلاد إلى الخراب الأهلي والمجتمعي، ولا بد لجميع السوريين الغيورين من أن ينهضوا بمواجهة هذا التحدي ليقطعوا الطريق أمام تبعات ممارسات السلطة».
ويضم تيار بناء الدولة السورية عددا من المعارضين والمثقفين منهم إلهام عدوان، أكرم إنطاكي، بهاء الدين ركاض، جهاد سينو، جوان أيو، حسان جمالي (كندا)، حسن كامل، خضر عبد الكريم، ريم تركماني (بريطانيا)، زهير البوش، سعد لوستان، سمير سعيفان، صبحي جاسم المحمد، طلال المهايني (بريطانيا)، فخر زيدان، فدوي سليمان، فرزند عمر، قتيبة الحسيني، لؤي حسين، محمد ديبو، محي الدين عيسو، منى غانم، موسى حنا عيسى.
إلا أن «الهيئة العامة للثورة السورية» أعلنت عن رفضها للقاء بين قوى المعارضة بالداخل الممثلة بهيئة التنسيق، وأطراف أخرى، مع الأمين العام للجامعة العربية، وأصدرت بيانا عبرت فيه عن أسباب رفضها لهذا اللقاء. وقالت: «من يتجاوز أو يتلاعب بسقف الثورة لا يمثل إلا نفسه». والمقصود بسقف الثورة بحسب البيان، هو «سقف الحراك الثوري». وذكر البيان أن «الهدف الأساسي والأول لهذه الثورة هو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وإن أي خروج من أي طرف عن هذا الهدف هو خروج كامل عن الثورة، ولا يحق لأي طرف كائنا من كان أن يغير هذا السقف أو يتلاعب به، فالثوار هم المصدر الرئيسي والوحيد للثورة، وإن أي تنازل عن سقف هذه المطالب من أي طرف، يعني بشكل واضح خروج هذا الطرف عن إطار الثورة».
واعتبرت الهيئة العامة للثورة التحركات التي تقوم بها هيئة التنسيق الوطني وبعض الأطراف الأخرى من ادعاءات أنها معارضة الداخل الوحيدة، وأنها المخولة بالتحدث باسمه، وما تقوم به من إجراءات وخطوات عبر جامعة الدول العربية أنها «محاولة للتلاعب بسقف الثورة ومطالب الثوار»، ولذلك فإنها لا تمثل إلا نفسها.
ونبهت الهيئة العامة للثورة السورية من هذه التحركات والخطوات، مؤكدة في الوقت ذاته على أن الثورة «أعطت تأييدها للمجلس الوطني كممثل شرعي لها للتعبير عن مطالبها وأهدافها وأن مطالب الثورة للجامعة العربية هي ما عبرت عنها الهيئة العامة للثورة السورية، وما عبر عنها المجلس الوطني في أكثر من مناسبة وهي: تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية. وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين. والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري. وإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن». وطالبت الهيئة الجامعة العربية بالانحياز لحقوق الشعب السوري و«سحب مبادرتها ورفع الغطاء العربي عن القتلة، والاستجابة لمطالب الحراك الثوري الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه».
غليون لـ «الشرق الأوسط»: النظام أظهر الجامعة فاشلة وعاجزة.. وعليها الرد
المجلس الوطني يسعى لموقف عربي قوي يكون مدخلا إلى الأمم المتحدة
جريدة الشرق الاوسط
لندن: ثائر عباس
رغم «خيبة الأمل» الواضحة، لدى أعضاء المجلس الوطني السوري من بطء الجامعة العربية في التعاطي مع ملف الأزمة السورية، ومن طريقة «مقاربتها» لهذه الأزمة، فإن هذا المجلس لا يزال يمتلك الأمل في «موقف قوي» من الجامعة العربية يكون مدخلا لتدويل الأزمة.
وبعد التطورات الأخيرة، أعلن المجلس أنه سيقوم بـ«تحرك سياسي واسع بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سوريا، خاصة في مدينة حمص».
وقرر المكتب التنفيذي للمجلس خطة التحرك التي تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر، والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، ومن ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن والإمارات وليبيا والكويت بهدف إطلاعهم على «الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في مدينة حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق».
وقال رئيس المجلس برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة «شريك أساسي في أي عمل واجب القيام به للقضاء على النظام ومساعدة الشعب السوري». وأضاف: «نحن ننتظر من الجامعة في اجتماع يوم السبت اتخاذ موقف حاسم من النظام الذي رفض المبادرة ونكث بوعوده في سحب الجيش من المدن وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر الحر». ورأى أن «قيام الجامعة باتخاذ قرار مماثل سيكون مساهمة منها في دعم الرأي العام الدولي الذي يتوجب عليه القيام بقسم من المسؤولية عبر إيجاد آلية لحماية المدنيين وتشكيل قوة مراقبة دولية لحماية المدنيين». وأوضح غليون ردا على سؤال، أن «توجه المعارضة هو نحو الأمم المتحدة بشكل عام، وهي من عليها أن تتخذ القرار، سواء في مجلس الأمن أو في مجلس حقوق الإنسان». وقال: «أعتقد أن الجامعة العربية، وبعد الضربة التي وجهها إليها النظام وأظهرها من خلالها فاشلة وعاجزة، عليها أن تقوم بإجراءات جدية وقوية، ليس أقلها تعليق مشاركة النظام في الجامعة وسحب السفراء من دمشق كإشارة على الغضب والامتعاض من النظام الذي استمر في القتل». وشدد غليون على «ضرورة قيام عقوبات عربية جادة تتضمن وقف الاستثمارات الخليجية في سوريا ودعم مطلب المجلس بالحماية الدولية».
وإذ كشف غليون عن «معلومات تحتاج إلى تأكيد» مفادها أن بعض الدول العربية المترددة قد بدأت في تغيير مواقفها جراء إدراكها أن النظام يريد الاستمرار في القتل، أشار إلى أن المجلس يسعى جاهدا للتواصل مع الجميع من أجل إنفاذ الشعب السوري من المجازر التي ترتكب بحقه يوميا، مشيرا إلى أنه «على العرب أن يدركوا أن النظام استعمل المبادرة للتغطية على التصعيد الذي قام به من أجل القضاء على الحركة الشعبية».
ومن المقرر أن يزور وفد من المكتب التنفيذي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للاجتماع مع عدد من وزراء الخارجية وممثلي الوفود العربية على هامش اجتماع اللجنة الوزارية العربية مساء الجمعة، واجتماع المجلس الوزاري العربي يوم السبت، لنقل مطالب الشعب السوري إليهم، التي تتضمن: «تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري، ونقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية، ودعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين، خاصة في حمص، وإرسال مراقبين دوليين، والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا بكل حرية.. وأخيرا الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب في سوريا».
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن دول الخليج العربية «تقود تحركا دبلوماسيا يهدف إلى تضييق الخناق على النظام السوري»، وإن تلك الجهود «تحظى بدعم قوي من الدول العربية التي تعتقد أن النظام السوري استنفد الفرص كافة التي منحت له، وإنه لم يعد هناك من خيار سوى نقل ملفه إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة».
معتقلون سوريون يبدأون إضرابا عن الطعام
ناشطون يدعون ليكون الغد يوما للعمل التطوعي في تنظيف شوارع حمص
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن نحو 1300 معتقل في سجن عدرا بدمشق، منذ أول من أمس، إضرابا عن الطعام، وذلك بعد يوم من بدء المعتقلين في سجن حمص المركزي الإضراب عن الطعام، احتجاجا على عدم تنفيذ السلطات السورية التزامها باتفاق الجامعة العربية فيما يخص إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وفي تسريبات من داخل سجن حمص المركزي قال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت سجن حمص المركزي أول من أمس وقامت بالاعتداء على المعتقلين لإجبارهم على إنهاء الإضراب.
من جانب آخر، دعا ناشطون في حمص إلى تكريس غد الخميس يوما للعمل التطوعي وتنظيف شوارع حمص كافة من النفايات والقمامة المتراكمة بعد أسابيع من إهمالها من قبل السلطات المحلية.
وفي سياق التزام السلطات السورية باتفاقها مع الجامعة العربية، حذر ناشطون من أن النظام سيتلاعب ببنود الاتفاق، وأنه سيبقي على قوات الأمن والجيش في الشارع، وذلك بعد تغيير مظهرها، من قوات عسكرية إلى قوات حفظ نظام، وقالوا إن معامل وزارة الدفاع لم تعطل في العيد لانشغالها الحثيث هي بتجهيز بدلات كحلية اللون (لباس الشرطة) مكتوب عليها «حفظ النظام» ليلبسها جنود الجيش فيبدو أنهم قوات حفظ نظام، وأكدوا أن السرية 215 في الجيش السوري يتم تحويلها حاليا إلى «شرطة مدنية» مهمتها قمع المظاهرات والادعاء بعدم وجود جيش في الشارع.
حملة عربية لمعايدة أهالي حمص تنطلق على «تويتر» و«فيس بوك»
من المتوقع أن تمتد إلى مدن أخرى
جريدة الشرق الاوسط
لندن: عبير مشخص
تبنت مجموعة من الشباب السعوديين حملة بعنوان «callHoms» لتهنئة أهالي مدينة حمص بالعيد في أيام تعاني منها المدينة من القصف. وكانت الحملة التي ظهرت على «تويتر» و«فيس بوك» لاحقا قد جذبت أعدادا هائلة من مستخدمي الموقعين من جميع البلاد العربية وطرحت بديلا عمليا لمن أراد أن يعبر عن تضامنه مع الشعب السوري في محنته. النداء كان كالتالي «حمص تتعرض لهجمة شرسة، لا أقل من مكالمة معايدة ومواساة، مفتاح حمص:
فقط اطلب 00963 ثم 31 ثم 21 أو 22 أو 24 أو 25 ثم 5 أرقام عشوائية، لا تتحدث بالسياسة أو الأخبار، فقط دعاء عام وكلام طيب، ثم اكتب تجربتك هنا».
أما حملة «فيس بوك» فكانت عبارة عن دعوة للمشاركة في حدث عام أطلقته مجموعة تحمل اسم «معكم» وفي خلال ساعات بلغ عدد المشتركين في الصفحة 1674 مشاركا.
هذه الدعوة تحولت إلى حديث الساعة على المواقع الاجتماعية العربية وانطلقت المشاركات تتوالى بعضها تشجع الفكرة والأخرى تسأل عن أرقام للاتصال بها وأخرى تحذر المتصلين من الحديث بالسياسة ولكن كان هناك أيضا من دعا لعدم الاتصال بأهالي المدينة خوفا من المخابرات السورية.
وعلى مدى ساعات حرص المشاركون في حملة «callHoms» على تدوين نتائج محاولاتهم فكتب أحدهم أنه لم يوفق في الاتصال بأي منزل ولكنه سيستمر بالمحاولة وقال ممثل كوميدي سعودي إنه اتصل على شخص من مؤيدي النظام وانتهت المكالمة بينهما بمشادة حادة ولكن ذلك لم يمنعه من المحاولة مرة أخرى ليوفق هذه المرة بالاتصال بامرأة تمنى لها عيدا مباركا.
ولكن البعض أيضا حذر من أن يكون الاتصال سببا للأذى للطرف السوري مثل أحد الأشخاص الذي كتب «يا جماعة الخير الفكرة حلوة بس والله إزعاج وهمه عندهم قصف وخطوطهم مراقبة بتضروهم أكثر ما تنفعوهم». وآخر قال «يا جماعة الفكرة هذه غير حميدة، النظام السوري من أقوى الأنظمة المخابراتية في المنطقة ويعرف كل صغيرة». وعلق البعض أن المخابرات السورية قد تنزل العقاب بمن يتلقى تلك الاتصالات، خصوصا إذا دار الحديث حول معاناة أهل حمص وسوريا. ورغم حرص الكثيرين على التأكيد على المتصلين أن تكون صيغة الكلام عامة وتقتصر على التهنئة بالعيد، فإن هناك من أضاف على التهنئة الدعاء بالنصر للسوريين وزاد آخرون بالدعاء على بشار الأسد وهو ما أنهى المكالمات بشكل فجائي.
وحيث إن المتصلين لم يكونوا يعرفون الأرقام فقد قاموا بتكوين أرقام عشوائية وكانت نتيجة ذلك أن خابت الكثير من المحاولات ولكن ذلك لم يثن عزم البعض، حيث كتب أحدهم عن تجربته على «تويتر» مؤكدا أنه قام بعمل 20 محاولة فاشلة ولكنه سيستمر حتى الوصول إلى أي شخص. وقالت إحدى المشتركات «حظي ما ييجي إلا بالتجارة والمؤسسات وآخر شيء ردت على حرمة عجوز تشكر اتصالي وتقول أكثروا لنا من الدعاء». أما ماجد فكتب «تونا مقفلين أنا وأبوي دقينا مسك معانا الخط على ولد بس سلمنا عليه كان مرا ذوق وقال لا تنسونا من دعائكم». وأخرى وضعت نص المكالمة كالتالي: «اتصلت على بابا عمرو قبل شوي وردت علي صبية – السلام عليكم – وعليكم السلام مين معي؟
– كل عام وأنت بخير – وأنت بخير مين معي؟
– أنا أختك من قطر حبيت أقلك إن إحنا معكن وعم ندعيلكن دايما – تسلمي الله يخليكي – كيف العيد عندكن؟
– الحمد لله كل شيء تمام ما في شيء (كانت خايفة ومتفاجأة ومو عارفة كيف تتصرف وأنهت المكالمة سريعا)». وكتبت أخرى على «تويتر»: «حادثت قبل قليل إحدى الحمصيات وحين أخبرتها عن الفكرة ضحكت بفرح وقالت مبسوطة كثير لأن الناس متذكرينا وهذه فكرة جميلة جدا».
ولكن المكالمة التي تحولت إلى ما يشبه نجم الحملة فكانت من السعودي محمد الملحم الذي قام بتسجيل مكالمته مع إحدى السيدات في حمص وقام بوضع التسجيل على الموقع وتداوله الكثيرون من بعده معلقين على المكالمة المؤثرة وأضافوا دعواتهم للمدينة الباسلة، حيث كتبت لولوة «مكالمة من أخ سعودي لامرأة حمصية حرة.. بكتني المكالمة الله ينصرهم»، وآخر كتب «مكالمة من أخ سعودي لامرأة حمصية حرة الله يجزيه خيرا أدخل البهجة عليها».
ومع انتهاء يوم أمس قرر الكثيرون أن حملة المعايدات ستستمر طوال أيام العيد وأنها ستمتد من حمص إلى مدن سورية أخرى، واقترح أحد المشاركين في حملة «فيس بوك» أن يبدأ الأعضاء بإرسال رسائل على الجوالات قائلا «ما عم يعلـقوا الخطوط.. جاري إرسال رسائل! هل من طريقة لتحديد موبايلات حمص؟ الرسائل ستكون لكل سوريا وليست لحمص فقط».
] الأمم المتحدة: القمع الوحشي أوقع 3500 قتيل ] أنقرة تحذر دمشق من استخدام ورقة الأكراد
المجلس الوطني يسعى الى موقف عربي قوي ضد نظام الأسد
أعلن المجلس الوطني السوري المعارض في ظل استمرار آلة القتل التابعة للنظام السوري بحصد أرواح المحتجين المطالبين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، أنه بدأ “تحركاً واسعاً” لدفع جامعة الدول العربية في اجتماعها السبت المقبل، الى تبني “موقف قوي” ضد النظام السوري، في وقت أعلنت الأمم المتحدة أن “القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا أودى بحياة أكثر من 3500 شخص ” منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف آذار (مارس) الماضي.
وفيما حذر الرئيس التركي عبدالله غول النظام السوري من استخدام المسلحين الأكراد ضد بلاده، جدد البيت الأبيض أن الرئيس السوري فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحى، وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن إدانة بلاده الشديدة للقتل المستمر في سوريا مشدداً على أن ما يحصل دليل ساطع على أن الديموقراطية لن تعرف طريقها إلا برحيل الأسد عن السلطة.
المجلس الوطني السوري المعارض قال في بيان إنه “بدأ تحركاً سياسياً واسعاً بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سوريا، وبخاصة في مدينة حمص” التي تهاجمها القوات السورية.
وأوضح البيان أن خطة تحركه “تشمل القيام بزيارات مستعجلة الى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن والإمارات وليبيا والكويت لإطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق”.
وقال المجلس الوطني في البيان نفسه إن وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل “مطالب الشعب السوري”، معدداً خمسة مطالب منها تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية وفرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري ونقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي جنيف، أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي أن “القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حتى الآن”.
وأضافت أن “أكثر من ستين شخصاً قتلوا من قبل العسكريين وقوات الأمن بينهم 19 الأحد أول أيام عيد الأضحى” منذ قبول دمشق في الثاني من الشهر الحالي خطة عربية يُفترض أن تنهي العنف.
وأشارت شامداساني الى أن “الحكومة السورية أعلنت الإفراج عن 550 شخصاً السبت بمناسبة العيد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم”.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس أن موقف الولايات المتحدة من النظام السوري معروف جيداً، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحى.
وفي رد المتحدث باسم البيت الأبيض على سؤال بشأن تقرير الأمم المتحدة في جنيف أمس حول مقتل 3500 سوري خلال حملة القمع في سوريا وما إذا كان البيت الأبيض سيتبع نهجاً مختلفاً في ما يتعلق بالتعامل مع الأحداث الأخيرة في سوريا، قال كارني “من المؤكد أن النظام ينبغي أن يوقف أعماله العنيفة ضد مواطنيه وهي أعمال غير مقبولة ونحن نشجبها”، وأضاف “لقد عملنا مع شركائنا الدوليين وحلفائنا من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل لتوضيح هذه الرسالة للسوريين وممارسة الضغط على النظام السوري.. نظام الأسد.. لتغيير سلوكه والسماح للشعب السوري بتحديد مستقبله بنفسه”.
وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن الأسد لم يلتزم بالمبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة في بلاده بل زاد من العنف وخصوصاً في مدينة حمص وسط سوريا.
وقالت كلينتون في كلمة لها أول من أمس أمام المعهد الوطني الديموقراطي في واشنطن: “في الوقت الذي كان فيه الشعب السوري يحتفل بعيد الأضحى، فإن حكومته كانت مستمرة في إطلاق النار على الناس في الشوارع. ففي الأسبوع الذي تلا قبوله بشروط المبادرة العربية لحماية المدنيين واصل الأسد على نحو منتظم خرق جميع بنودها من خلال عدم إطلاق سراح المعتقلين وعدم السماح بدخول الصحافيين أو المراقبين وسحب الجيش إلى ثكناته بل زاد من عنفه ضد المحتجين”.
وتعهدت كلينتون بمواصلة الضغط على الرئيس السوري لإجباره على التنحي، مضيفة “الرئيس الأسد قادر على تأخير التغيير في بلاده، ولكنه غير قادر على إهمال المطالب الشرعية لشعبه. وفي هذه الأثناء، فإن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيواصلان زيادة الضغط عليه وعلى نظامه الوحشي”.
وأعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ “أن استمرار القتل في سوريا مروع. من المؤسف أنه رغم إعلانها الالتزام بالمبادرة العربية ووقف العنف، قامت الحكومة السورية بتصعيد القمع ما أدى الى مقتل العديد من المواطنين”.
وطالب هيغ النظام السوري “برفع حصاره عن حمص والسماح للمساعدات الدولية وجهود الإغاثة بالدخول الى المدينة وسحب جميع القوات المسلحة من جميع بلدات سوريا ومدنها بما يتوافق والمبادرة العربية والقيام بتنفيذ بنود المبادرة بالكامل”، وأضاف “ادعو جامعة الدول العربية الى الرد بسرعة وبشكل حاسم على فشل النظام السوري في تطبيق الاتفاق حتى الآن. المجتمع الدولي ينتظر من هذه الدول العربية إظهار قيادة حازمة للتصدي لهذه الأزمة التي تدور في وسطهم. نرحب بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية وسنستمر في دعم محاولاتهم للتوسط لإنهاء العنف في سوريا”.
وختم الوزير البريطاني مشدداً على وجوب رحيل الرئيس السوري “بشتى الأحول، هذه التطورات الأخيرة تبرهن مرة جديدة أن لا تقدم يمكن إحرازه في سوريا إلا إذا تنحى بشار الأسد عن السلطة وسمح للآخرين بالمضي قدماً في عملية الانتقال السياسية التي سوريا بحاجة ماسة اليها”.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة نُشرت أمس أن مبادرة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في سوريا “ماتت” وأنه لم يعد بالإمكان الوثوق بالأسد.
وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط “أعتقد أنها (المبادرة العربية) ماتت. ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعين الاستمرار” في بذل الجهود. وأضاف جوبيه “إنها ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بشيء ثم يفعل عكسه. أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد”.
وفي مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” أمس، قال الرئيس التركي عبدالله غول إن سوريا استضافت في وقت سابق أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي حظرته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا واعتبرته منظمة إرهابية، وحضها على “عدم القيام بذلك مرة أخرى”.
أضاف الرئيس التركي “أود أن اقترح بقوة وأتوقع أن سوريا لن تدخل في لعبة خطيرة كهذه على الرغم من أنني لا أعتقد أنها ستفعل ذلك، لكننا لا نزال نتابع عن كثب هذه المسألة”. وقال “عندما نتحدث إلى إيران، نبلغها دائماً بأننا لسنا ضد النظام السوري نتيجة الضغوط المفروضة علينا من قبل أي بلد آخر، بل من أجل الشعب السوري”.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصاً في أعمال العنف، بينهم ثمانية من عناصر الجيش والأمن.
وقال المرصد في بيان إن “ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري قتلوا إثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان” في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وفي المحافظة نفسها، قتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن، بحسب المصدر نفسه.
وقال المرصد في بيان “استشهد مواطنان وأصيب سبعة آخرون بجراح إثر إطلاق الرصاص من ناقلات جند مدرعة على مواطنين في مدينة سراقب”. وأضاف “استشهد شاب من قرية بريف مدينة أريحا خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في أريحا” بمحافظة إدلب.
وفي مدينة إدلب “استشهد مواطن متأثراً بجراح أصيب بها فجر الثلاثاء برصاص حاجز أمني في المدينة”، بحسب المرصد.
وفي حمص (وسط) “استشهد مواطن صباح الثلاثاء خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو”، بحسب بيان آخر للمرصد. وتحدث البيان عن وفاة امرأة متأثرة بجروح أصيبت بها في الحي نفسه الاثنين. وأوضح المرصد أن “الجنود يدخلون الى البيوت لاعتقال أشخاص تبحث عنهم” أجهزة الأمن في حي بابا عمرو. وأضاف أن “طفلة استشهدت في حي عشيرة (في حمص) وأصيب اثنان من أفراد عائلتها بجروح إثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي” مضادة للدروع. وقال المرصد إن “اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين” جرت “قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب” في حماه (وسط).
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سوريا برصاص قوات الأمن في محافظات حمص وحماه وإدلب (شمال).
وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في عدد من المناطق السورية وخصوصاً في إدلب (شمال غرب) وحمص وحماه (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
(“المستقبل”، أ ف ب، يو بي أي
عشرون قتيلا في سوريا والمجلس الوطني يسعى ل”موقف قوي” من الجامعة العربية
دمشق – اعلن المجلس الوطني السوري المعارض انه بدأ “تحركا واسعا” لدفع جامعة الدول العربية الى تبني “موقف قوي” ضد نظام الرئيس بشار الاسد في حين اسفرت اعمال العنف عن سقوط 20 قتيلا الثلاثاء غالبيتهم في محافظتي ادلب (شمال) وحمص (وسط).
من جهتها، اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه “بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، وخاصة في مدينة حمص” التي تحاصرها القوات السورية.
واوضح ان خطة تحركه “تشمل القيام بزيارات مستعجلة الى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق”.
من جهة اخرى، قال المجلس في البيان نفسه ان وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل “مطالب الشعب السوري”.
وعدد البيان خمسة مطالب بينها “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية” و”فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري” و”نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى محكمة الجنايات الدولية”.
وفي جنيف، اعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة رافينا شامداساني في مؤتمر صحافي ان “القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا اودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن”.
واضافت ان “اكثر من ستين شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الامن بينهم 19 الاحد اول ايام عيد الاضحى” منذ قبول دمشق في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر خطة عربية يفترض ان تنهي العنف.
وتابعت ان “الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم”.
وفي الوقت نفسه، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 20 شخصا في اعمال العنف، بينهم ثمانية من عناصر الجيش والامن.
وقال المرصد في بيان ان “ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان” في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
وفي المحافظة نفسها، قتل اربعة مدنيين برصاص قوات الامن، بحسب المصدر نفسه.
وقال المرصد في بيان “استشهد مواطنان واصيب سبعة آخرون بجراح اثر اطلاق الرصاص من ناقلات جند مدرعة على مواطنيين في مدينة سراقب”.
وتابع “استشهد شاب من قرية بريف مدينة اريحا خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في اريحا” بمحافظة ادلب، مضيفا انه في مدينة ادلب “استشهد مواطن متاثرا بجراح اصيب بها فجر الثلاثاء برصاص حاجز امني”.
اما في حمص حيث تدور اعنف المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين عنه وحيث تشن القوات السورية منذ اسابيع عملية عسكرية واسعة النطاق وخصوصا في حي بابا عمرو، قتل الثلاثاء خمسة اشخاص، يضاف اليهم ثلاثة توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها خلال الايام الماضية.
وقال المرصد “ارتفع الى ثمانية عدد الشهداء المدنيين في مدينة حمص الذين انضموا الثلاثاء الى قافلة شهداء الثورة السورية ثلاثة منهم قتلوا باطلاق رصاص اليوم من قبل القوات السورية والشبيحة بينهم طفلة واثنان قتلا تحت التعذيب وثلاثة متاثرين بجراح اصيبوا بها خلال الايام الماضية بينهم طفل”.
واكد المرصد انه “وثق بالاسماء سقوط 48 شهيدا في حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به خلال العشرة ايام الماضية كما وردت انباء مؤكدة للمرصد عن وجود 27 جثة لشهداء من حي بابا عمرو والمناطق المحيط به في عدد من مشافي حمص لم يتمكن المرصد من توثيق اسمائهم”.
واوضح المرصد ان “الجنود يدخلون الى البيوت لاعتقال اشخاص تبحث عنهم” اجهزة الامن في حي بابا عمرو.
وفي حماة (وسط) “استشهد ثلاثة اشخاص مساء الثلاثاء اثر اطلاق رصاص من قبل قوات سورية في طريق حلب وحي المناخ”، كما اعلن المرصد.
وكان المرصد اكد حصول “اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين قرب مجمع الاسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب” في حماة.
وفي دير الزور (شرق) “اصيب خمسة اشخاص بجراح بعضهم في حالة حرجة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت مساء الثلاثاء من مسجد الحسين في الحميدية، واعتقلت سبعة متظاهرين على الاقل وتنفذ قوات الامن الان حملة مداهمات واعتقالات في الحي”.
وكانت المعارضة السورية دعت الاثنين الى توفير “حماية دولية” للمدنيين من القمع الدموي المتزايد من قبل النظام السوري الذي اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في “الاحداث الدموية” في سوريا.
من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سوريا برصاص قوات الامن في محافظات حمص وحماة وادلب (شمال).
وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب باسقاط النظام في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
من جهة ثانية اعرب المجلس الوطني السوري في رسالة وجهها الثلاثاء الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن قلقه ازاء حصول “13 عملية خطف” طالت معارضين سوريين في لبنان خلال الاشهر الاخيرة، مطالبا السلطات اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه سلامة المقيمين على ارضها، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمجلس.
وعبر المكتب التنفيذي للمجلس في رسالة وجهها الى ميقاتي، بحسب البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، “عن قلقنا في المجلس الوطني من الأنباء المتواترة التي أكدتها منظمات حقوق الانسان العربية والدولية بشأن خطف مواطنين سوريين على أراض الجمهورية اللبنانية من مقيمين وزائرين”.
واضاف “لقد تلقينا تقارير تفيد بوقوع 13 حادثة خطف على الاقل، بما فيها حادثة خطف السياسي المعارض شبلي العيسمي في 24 أيار/مايو”، مضيفا “هناك قلق كبير من حدوث عمليات تسليم مخطوفين معارضين الى اجهزة امن النظام السوري، ما يعرضهم لخطر التصفية”، محملا “السلطات اللبنانية المسؤولية السياسية والقانونية والأدبية تجاه سلامة المقيمين على أراضيها” ومطالبا اياها “باتخاذ التدابير اللازمة كافة للافراج عن هؤلاء ومنع حدوث حالات اختطاف جديدة”.
وكان ميقاتي اقر في حديث الى محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه الخميس، بحصول عمليات خطف معارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.
واخيرا، رأى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مقابلة نشرت الثلاثاء ان مبادرة الجامعة العربية للخروج من الازمة في سوريا “ماتت” وانه لم يعد بالامكان الوثوق بالاسد.
وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط “أعتقد أنها (المبادرة العربية) ماتت. ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعين الاستمرار” في بذل الجهود.
واضاف الوزير الفرنسي “انها ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بشيء ثم يفعل عكسه. أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد”.
الاربعاء 9 نونبر 2011
ا ف ب
عدم تحرك العرب “يدفع السوريين للتسلح”: نحو 15 ألف منشق ومعلومات عن “إعدام هرموش“
في المشهد الداخلي، برز على صعيد ردود “أهل البيت” الحكومي على وعود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتنفيذ التزامات لبنان تجاه المحكمة الخاصة بلبنان، ردٌّ جديد وضع مُطلق هذه الوعود بُعيد لقائه رئيس الوزراء البريطاني في خانة “فاقد الشيء لا يعطيه” حسبما بدا من تجديد النائب ميشال عون رفض قوى الثامن من آذار إلتزام الدولة اللبنانية بالقرار الدولي 1757 وتمويل المحكمة الخاصة بلبنان على قاعدة “يستطيع العالم أن يسحقني ولا يأخذ توقيعي” وفق تعبير عون الذي هدد في المقابل الولايات المتحدة الأميركية بـ”الهنود الحمر” مؤكدًا بأنهم “عائدون إلى جنوب أميركا”، ومبشّرًا في المقابل بـ”انتهاء الأزمة في سوريا”… في حين جدّد عون تباهيه بقطع “One way ticket” للرئيس سعد الحريري الذي آثر في المقابل عدم الرد على عون لأنه لا يريد “تضييع الوقت” وفق ما أجاب الحريري متتبّعيه عبر موقع “تويتر”.
أما في المشهد الإقليمي، فتكاد تكتمل عناصر “الإنفجار” مع ما كشفه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إجراء إيران “أنشطة تهدف إلى إنتاج سلاح نووي وفق برنامج منظّم منذ ما قبل العام 2003″، مع عدم استبعاد التقرير أن يكون “بعض هذه الأنشطة مستمرًا” حتى اليوم في إطار “شبكة نووية سرية”… الأمر الذي قابلته طهران باعتبار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لا أساس له”، على وقع تهديد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية قائلاً: “عليهم أن يعرفوا أننا إذا قررنا قطع يدهم فلن نحتاج إلى قنبلة نووية (…) وإذا كانت الولايات المتحدة تريد المواجهة مع الشعب الإيراني، فستندم على ردنا”.
وفي الجانب السوري من المشهد، لا تزال الأزمة الداخلية تتوالى فصولاً دموية في سوريا مع استمرار سقوط الضحايا بوتيرة يومية حصدت خلال الساعات الأخيرة نحو عشرين قتيلاً سوريًا وسط تواتر صور القصف المدفعي والرشاش عبر مواقع التواصل الإجتماعي في عدد من المدن المنتفضة على النظام السوري، سيما في حمص وحماه ودرعا.
وفي وقت نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أنّ الإتحاد الأوروبي يحضّر لإصدار حزمة عقوبات جديدة تشمل “تجميد قروض المصرف الأوروبي للاستثمار المخصصة لسوريا”.. أعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أنه بدأ “تحركاً واسعاً يهدف إلى حث الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سوريا”، مشيرًا في هذا السياق إلى سلسلة “زيارات مستعجلة” لعدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الزيارة التي يقوم بها وفد من المكتب التنفيذي للمجلس إلى مقر جامعة الدول العربية في القاهرة لنقل “مطالب الشعب السوري” عشية الإجتماع الوزاري العربي المرتقب السبت المقبل، وتشمل هذه المطالب: “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام السوري، نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الإبادة في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، دعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين وخصوصاً في حمص، إرسال مراقبين دوليين والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا بكل حرية، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للثورة والشعب في سوريا”.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر المعارضة السورية موقع “NOW Lebanon” أنّ “وفد المجلس الإنتقالي السوري إلى القاهرة باشر محادثاته مساء الثلاثاء مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ناقلاً إليه مطالب المعارضة السورية في إطار التحضير لجدول أعمال الإجتماع الوزاري العربي السبت المقبل”، مشددةً في هذا المجال على كون “المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وصلت إلى حائط مسدود بفعل إدراك النظام السوري أنّ التطبيق الجدي لبنود هذه المبادرة سيؤدي إلى سقوطه الحتمي”، وأوضحت أنّ “هذا النظام غير قادر على إجراء إصلاحات حقيقية لأنه يخشى من أنّ وقفه إطلاق النار على المتظاهرين وسحب فرقه العسكرية والأمنية من المدن السورية سيؤدي إلى اتساع رقعة التظاهرات السلمية بما يشبه زحفًا بشريًا سيعم المحافظات والمدن في سوريا وصولاً إلى العاصمة دمشق بما سيجعل سقوط نظام الأسد مسألة ساعات لا أكثر”.
وإذ توقعت “أن تحسم جامعة الدول العربية موقفها حيال مناورة النظام السوري، فتعمد إلى تعليق عضوية هذا النظام في الجامعة”، رجحت مصادر المعارضة السورية “أن يقف وزيرا خارجية لبنان والجزائر ضد تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وأن يكتفي بعض الدول العربية بالإمتناع عن التصويت على هذا القرار، إلا أنه لا مناص في نهاية المطاف من إتخاذ هذا الإجراء بحق النظام السوري إن لم يكن خلال الاجتماع الوزاري السبت المقبل فخلال الفترة القصيرة المقبلة تحت وطأة ضغط المناخ الشعبي العربي والإسلامي المطالب بوقف دوامة القتل والتنكيل بحق الشعب السوري”، معربةً في المقابل عن اعتقادها بأنّ “النظام السوري سيستشرس ميدانيًا خلال الأسابيع المقبلة في ظل ما يبديه من تصميم على تدمير سوريا في محاولة للإبقاء على سلطته، وهو ما سيجعل العرب مضطرين إلى المضي قدمًا بطلب تأمين مخرج دولي يفضي إلى تأمين الحماية اللازمة للمدنيين في سوريا”.
المصادر السورية المعارضة التي شددت على كون “الثوار في سوريا سيواجهون بقوة وبسالة أكبر آلة القتل والتنكيل التابعة للنظام السوري”، حذرت في المقابل من أنّ “عدم تحرك العرب والمجتمع الدولي لحماية السوريين العزّل يدفع الثورة السورية أكثر فأكثر نحو العمل المسلّح لتأمين حماية ذاتية للشعب السوري”.
وعن أطر الحماية المطلوبة في هذا المجال، أجابت المصادر المعارضة السورية: “قد يتعذر فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، إلا أنّ الأكثر ترجيحاً هو أن تقوم تركيا بتفويض عربي ودولي، وتحديدًا أطلسي (NATO)، بإقامة منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود مع الأراضي التركية تؤمن الحماية للسوريين المدنيين والعسكرييين المنشقين عن جيش النظام السوري”، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ “العمل جار لوضع رؤية موحدة لمرحلة ما بعد نظام الأسد تشكل أساسًا في اعتراف المجتمعين العربي والدولي بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعيًا للشعب السوري”، وأعادت المصادر المعارضة السورية تباطؤ حركة هذه المعارضة باتجاه تنسيق وتوحيد جهودها إلى كون “الثوار والقوى المعارضة في سوريا تفتقد إلى الخبرة في العمل السياسي نظرًا إلى أنّ الشعب السوري مضت عليه عقود طويلة حُرم خلالها من ممارسة أي نشاط سياسي، فالسوريون لم يتمتعوا بالحرية أو حتى بحق التعبير عن النفس منذ زمن الجمهورية العربية المتحدة أيام الرئيس جمال عبد الناصر”.
وأكدت المصادر في المقابل أنّ “التواصل تام في هذه المرحلة بين المجلس الوطني السوري بالخارج وبين ممثليه الذين لم يكشف عن أسمائهم داخل سوريا لدواع أمنية”، لافتةً الإنتباه إلى أنّ “الثوار السوريين يبدون بُعدًا وطنيًا مثاليًا بعيدًا كل البعد عن الطائفية التي يلعب النظام على وتر تأجيجها، حتى أنّ جزءًا لا بأس به من السوريين المسيحيين بات مؤيدًا للثورة في ظل ما يشاهدونه من أعمال قتل وتنكيل يرتكبها نظام الأسد بحق معارضيه السلميين”.
وردًا على سؤال متصل بالإنشقاقات العسكرية في سوريا، أكدت المصادر المعارضة السورية أنّ “الكوادر العسكرية المنشقة بقيادة العقيد رياض الأسعد تقيم حاليًا في أنطاليا وهم على تنسيق تام مع الضباط والجنود المنشقين داخل سوريا، وقد بلغ عدهم حتى الساعة نحو 15 ألف ضابط وجندي إنضموا إلى عديد “الجيش السوري الحر” وينتشرون في عدد من المدن للدفاع عن أهلها”، لافتةً في الوقت عينه إلى وجود “عدد آخر من كبار الضباط في الجيش السوري لم يعلنوا انشقاقهم بعد لكنهم يقومون بالتنسيق والتواصل مع الضباط المنشقين ويعمدون إلى تزويدهم بمعلومات عن تحركات الوحدات العسكرية التابعة لنظام الأسد، ومن بين هؤلاء الضباط عميدٌ في الجيش جرت تصفيته في إحدى المدارس العسكرية على أيدي أجهزة النظام بعدما اكتشف أمر تواصله مع الثوار وأركان الجيش السوري الحر”.
أما فيما خص المقدم حسين هرموش الذي اعتقلته السلطات السورية بعد انشقاقه عن الجيش ولجوئه إلى تركيا، فقد أشارت المصادر المعارضة السورية إلى أنّ المعلومات المتوافرة تفيد بأنّ “النظام أعدمه في أحد مقراته في المزة”.
20 قتيلا ومظاهرات واعتقالات بسوريا
ارتفع أمس الثلاثاء عدد القتلى من المدنيين برصاص قوات الأمن و”الشبيحة” والجيش السوري إلى عشرين شخصا غالبيتهم في محافظتي إدلب وحمص، في حين تواصلت المظاهرات المسائية في عدة مدن سورية للمطالبة بإسقاط النظام، وعمليات الدهم والاعتقال والتعذيب.
وقد أفادت المعارضة السورية بأن عملية قوات الأمن والجيش ما زالت مستمرة في حي بابا عمرو بحمص وفي كفر زيتا بمحافظة حماة.
وقد هزت انفجارات مدينة حماة وأغلب الأحياء وسمعت انفجارات ضخمة بالحاضر ودوار السباهي والقصور ودوار كازو مع وجود إطلاق نار كثيف.
وفي تلبيسة بمحافظة حمص أصيبت امرأة بشظايا قذيفة أطلقها الجيش على منزلها، وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار من قبل الجيش والأمن و”الشبيحة” في حمص والبوكمال وخان شيخون في إدلب وفي اللاذقية.
كما شنت قوات الجيش والأمن و”الشبيحة” حملة مداهمات في الزبداني بريف دمشق.
وفي تدمر يتواصل سماع أصوات إطلاق الرصاص منذ وقفة عيد الأضحى وبشكل يومي في سجن المدينة.
وأكد ناشطون أن مصطفى العكيدي (45 عاما) من حي دير بعلبة قضى من جراء التعذيب حين اختطفته “مليشيات الشبيحة” في حي العباسية بغطاء ودعم قوات الأمن قبل يومين، وتم رمي جثمانه أمس في الحي وقد ظهرت عليه آثار التعذيب.
وكان المرصد السوري قد تحدث عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في حمص وحماة وإدلب وريف دمشق. وبالإضافة إلى حمص, شملت العمليات العسكرية في الساعات الماضية مناطق في محافظة حماة بما فيها بلدة كفر زيتا.
وفي وقت سابق ذكر المرصد أن ثماينة من أفراد الجيش والأمن والشبيحة قتلوا في كمين نصبه لهم جنود منشقون على الأرجح جنوب مدينة معرّة النعمان بمحافظة إدلب التي تقع على مقربة من الحدود مع تركيا.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلن أمس أن الحملة التي تشنها القوات السورية على المحتجين منذ منتصف مارس/آذار الماضي أوقعت أكثر من 3500 قتيل.
مظاهرات
وقال ناشطون إن المظاهرات المسائية تواصلت في عدة أحياء من مدينة حمص رغم القصف الذي تتعرض له المدينة وطالب المشاركون فيها بإسقاط النظام وحماية المدنيين من قبل المجتمع الدولي.
وقد أكد عبد الباسط ساروت -حارس مرمى المنتخب السوري للشباب ونادي الكرامة للشباب- تصميم السوريين وأبناء حمص على استمرار ثورتهم.
وأوضح ساروت في نشرة سابقة للجزيرة أن حي بابا عمرو لا يزال يتعرض للحصار والقصف، مشيرا إلى صعوبة إدخال المواد الغذائية ومواد الإغاثة الطبية إلى الحي. وطالب بحماية دولية لأهالي حمص.
وفي العاصمة السورية دمشق نظم عدد من المحتجين مظاهرة مسائية بحي الميدان رددوا فيها شعارات مناصرة لمدينة حمص التي تتعرض لقصف بالأسلحة الثقيلة ينفذه الجيش السوري.
وفي محافظة درعا هتف المتظاهرون بإسقاط النظام وبالحرية لسوريا وأعربوا عن غضبهم تجاه الحملة العسكرية التي تتعرض لها حمص.
خرجت مظاهرات ليلية في مناطق عدة أخرى بينها كفر انبل بإدلب. وردد المتظاهرون شعارات تتهم الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير البلاد وطالبوا بإعدامه.
اعتقال وخطف
وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية اعتقال قوات الأمن اثنين من الشباب في مدينة القصير، وانشقاق عنصرين أصيب أحدهما عندما أطلق الجيش عليهما النار.
وسجل الناشطون حالات توريط الجيش لمواطنين من أجل اعتقالهم، حيث كان يضع مواد ممنوعة على حواجز التفتيش ليتم القبض عليهم عند الحاجز التالي، وقد حدث ذلك في مدينة القصير وبعض أحياء حمص وطريق فيروزة ودير بعلبة.
من جهته أعرب المجلس الوطني السوري في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن قلقه إزاء حصول ثلاث عشرة حالة اختطاف لمعارضين سوريين في لبنان خلال الأشهر الأخيرة.
وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” في لبنان سمير جعجع قد دعا الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى “التدخُل سريعاً لوقف عمليات اختطاف المعارضين السوريين من لبنان التي تتفاقم يوماً بعد يوم وأن يضعا يدهما على هذا الملف لأهميته، حسب قوله.
باريس لا تستبعد الاعتراف بالمجلس الوطني
معارضة سوريا تطالب بمعاقبة النظام
دعا المجلس الوطني السوري اليوم الثلاثاء الجامعة العربية إلى إجراءات صارمة ضد النظام السوري تشمل تجميد عضويته في الجامعة ردا على عدم التزامه بمبادرتها التي ينذر استمرار العنف ضد المدنيين بوأدها, في حين لم تستبعد فرنسا الاعتراف بالمجلس الذي يمثل معظم أطياف المعارضة السورية.
وكانت دمشق قد قبلت في الثاني من هذا الشهر المبادرة أو ورقة العمل العربية التي تدعو إلى وقف كل أعمال العنف في سوريا, وإزالة كل المظاهر المسلحة من المدن, وإطلاق المعتقلين تمهيدا لإجراء حوار بين السلطة والمعارضة في غضون أسبوعين.
بيد أن أيا من تلك البنود لم يُنفّذ بعدُ، بل سقط عشرات القتلى في عمليات للجيش والأمن السوريين مما دفع الأمانة العامة للجامعة العربية إلى انتقاد دمشق لخرقها تعهداتها, والتحذير من عواقب كارثية إذا لم تنفذ تلك المبادرة, كما أنها دعت إلى اجتماع “طارئ” لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل بالقاهرة.
في المقابل, اتهمت دمشق أمانة الجامعة العربية بتجاوز صلاحياتها بانتقادها الموقف السوري من المبادرة, وقال وزير الخارجية وليد المعلم إن بلاده تعاملت بإيجابية مع المبادرة، وتبذل كل الجهد لتطبيقها.
رد صارم
وأمام احتدام وتيرة العمليات العسكرية خاصة في حمص, وسقوط عدد كبير من القتلى منذ الإعلان عن موافقة دمشق على المبادرة العربية, وجه المجلس الوطني السوري رسالة إلى الجامعة العربية يطلب فيها موقفا قويا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وطالب المجلس بتجميد عضوية سوريا في الجامعة, وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على نظام الأسد, والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب السوريين.
كما دعا الجامعة العربية إلى بحث إحالة جرائم الإبادة المفترضة وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى إلى المحكمة الجنائية الدولية, ودعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين حماية دولية للمدنيين خاصة في حمص, وإرسال مراقبين دوليين, والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بدخول سوريا.
ومن المقرر أن يلتقي وفد من المكتب التنفيذي للمجلس عددا من وزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية العربية حول سوريا ووزراء الخارجية العرب نهاية هذا الأسبوع, وذلك في سياق تحرك يهدف إلى حشد الدعم.
وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن في وقت سابق حمص منطقة منكوبة, ودعا إلى حماية دولية للمدنيين. وفي الإطار نفسه, قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني في سوريا حسن عبد العظيم إنّ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعا قيادة الهيئة إلى الاجتماع به غدا الأربعاء في القاهرة.
وقبل أيام من الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة, قال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني إن الجامعة العربية “تعكف على استكمال إجراءات إنشاء آلية تتكفل بمتابعة تنفيذ الخطة العربية للخروج من الأزمة”.
مواقف دولية
وفيما يتعلق بالمواقف الدولية, قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن المبادرة العربية بشأن سوريا “ماتت”.
وأبدى جوبيه في تصريحات صحفية استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الوطني السوري لكنه اشترط أن ينظم المعارضون أنفسهم.
وكانت فرنسا قد قالت قبل هذا إن التطورات على الأرض أظهرت أنه لا يمكن الوثوق بالنظام السوري.
من جهته, دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم الجامعة العربية إلى رد حاسم على عدم التزام دمشق بالمبادرة العربية. ودعا هيغ السلطات السورية إلى فك الحصار عن حمص وسحب قواتها من المدن.
لكن الخارجية البريطانية استبعدت التدخل العسكري في سوريا, وقالت إنها تفضل تشديد الضغط الدولي على نظام بشار الأسد.
أما روسيا -التي تقاوم هي والصين ودول أخرى أي تدخل خارجي في سوريا- فدعت إلى دعم دولي لخطة الجامعة لحل الأزمة السورية.
مفتي سوريا
وفي الجانب السياسي أيضا, قال مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون إنه لا يستبعد استقالة الرئيس السوري “بعد أن يبدأ في اتخاذ خطوات إصلاحية بشكل تدريجي, وبعد إجراء انتخابات نزيهة وحرة, وبعد السماح بإنشاء أحزاب مستقلة” على حد تعبيره.
وأضاف حسون في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية “عند حدوث انتقال سلمي (للسلطة) يمكنه أن يكون مستعدا للتخلي عن منصبه”. وأضاف أنه ليس رئيسا مدى الحياة، وأن طبيب الرمد السابق (الأسد) يريد العودة إلى وظيفته الأولى.
وحسب قول حسون, فإن “حلم” الأسد أن يعود إلى إدارة مستشفى للرمد. وحذر حسون -وهو من أشد المدافعين عن نظام بشار الأسد- من تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في سوريا, معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث كارثة وإلى عمليات انتحارية في دول غربية.
وحمل مفتي سوريا من سماهم بالمتشددين القادمين من دول مجاورة وخطباء في السعودية ودول الخليج النصيب الأكبر من مسؤولية العنف الحالي في بلاده.
16 قتيلاً في سوريا.. ودعوات للإضراب العام الخميس
الجامعة تلتقي المعارضة السورية الأربعاء
بيروت – محمد زيد مستو
أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بمقتل 16 شخصاً بينهم طفلة أمس الثلاثاء، فيما تواصل القصف على مدينة حمص، وسط عمليات اعتقال جرت في عدة مدن سورية، تزامناً مع دعوة وجهتها قوى معارضة إلى إضراب عام غداً الخميس، احتجاجاً على القصف العنيف الذي تتعرض له مدينة حمص.
وأضافت لجان التنسيق المحلية، أن سبعة قتلى قضوا في إدلب شمال سوريا، فيما سقط أربعة آخرون في حماه.
وفيما تحدثت لجان التنسيق، عن خمسة قتلى قضوا أمس في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية للجيش السوري ضد المحتجين، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في حمص، ارتفع أمس إلى ثمانية مدنيين.
وأردف المرصد، أن ثلاثة من القتلى، سقطوا جراء إطلاق رصاص من قبل القوات السورية والشبيحة، بينهم طفلة. فيما قضى اثنان تحت التعذيب، وثلاثة متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية بينهم طفل، جميعهم في حمص.
ونوه المرصد السوري لحقوق الانسان، أنه وثّق بالأسماء سقوط 48 قتيلاً في حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به خلال الأيام العشرة الماضية، مشيراً إلى أنباء مؤكدة عن وجود 27 جثة لقتلى من حي بابا عمرو والمناطق المحيطة به في عدد من مشافي حمص لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم.
وأضاف المرصد السوري في بيان آخر، أن ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري، قضوا إثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد أنهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان، فيما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري، ومنشقين عنه، قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب في حماة.
حملة اعتقالات في عدة مدن
في الأثناء، تواصلت المداهمات وحملات الاعتقالات في مدن سورية عدة خلال يوم أمس حسب الهيئة العامة للثورة السورية.
وذكرت الهيئة العامة أن الجيش اقتحم مدينة حماة مساءاً، وسط سماع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات سُمعت في كافة أرجاء المدينة، تزامناً مع تحليق لمروحية عسكرية فوق سماء المدينة وقطع خدمات الانترنت بشكل جزئي عنها.
وأظهرت مقطع فيديو بثّه ناشطون على الانترنت قالوا إنه مُسرب من قبل عناصر في الجيش، قيام قوات عسكرية بإطلاق النار العشوائي على المنازل، واقتحام الأحياء السكنية مدعومين بدبابة في حماه.
وتحدثت الهيئة العامة عن اعتقالات جرت في مدينة القصير وجوبر بحمص وسط البلاد، فيما أطلقت قوات الأمن والشبيحة النار الكثيف والقنابل المسيلة، لتفريق مظاهرة حاشده انطلقت من مسجد أبي بكر الصديق بعد صلاة العصر في القابون بريف دمشق. تزامناً مع تفريق مظاهرة بالقوة و ملاحقة المتظاهرين من قبل عناصر الأمن في الزبداني.
وذكرت لجات تنسيق محلية في مدينة حلب، أن قوات الأمن اعتقلت شباناً في مارع، وحمّلت السلطات السورية المسؤولية عن سلامتهم.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بإصابة خمسة أشخاص بجراح، بعضهم في حالة حرجة، إثر تعرضهم لإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، التي حاولت تفريق مظاهرة حاشدة خرجت من مسجد الحسين في الحميدية بدير الزور مساء أمس، واعتقلت سبعة متظاهرين على الأقل، أعقبها حملة مداهمات واعتقالات في الحي من قبل الأمن.
دعوة لإضراب عام
إلى ذلك دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى الإضراب العام يوم غد الخميس وسحب المبادرة العربية احتجاجاً على عمليات القتل والقصف العنيف على مدينة حمص، التي أعلنتها المعارضة أول أمس مدينة منكوبة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة في بيان تلقت “العربية.نت” نسخة منه، أنها تعلن يوم الخميس 10-11-2011، يوم إضراب عام في كافة أنحاء سوريا، “لأجل عاصمة الثورة حمص ودعماً لأهلنا فيها”، وذلك لمواجهة “تغوّل كتائب الاحتلال الأسدية على أحرارنا في حمص”
وأضاف البيان، “نحن في الهيئة العامة للثورة السورية بعد المتابعات الميدانية لخروقات الاحتلال الأسدي لكافة بنود المبادرة العربية وعدم تنفيذ أي منها، نطالب الأخوة العرب بسحب مبادرتهم” داعياً إلى الإسراع في تأمين الغطاء الآمن للمدنيين الذي يضمن سلامتهم بحسب الأعراف الدولية، حسب البيان.
الجامعة العربية تلتقي المعارضة
على صعيد التحرك السياسي، قال المنسق العامّ لهيئة التنسيق الوطني في سوريا، إنّ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، دعا قيادة الهيئة لاجتماع اليوم الأربعاء بالقاهرة، قبل أيام من موعد مقرر لاجتماع لجنة المتابعة العربية الخاصة بسوريا يوم السبت المقبل لبحث الوضع في هذا البلد في ضوء عدم التزام السلطات بالمبادرة العربية.
ودعت المعارضة السورية الاثنين إلى توفير “حماية دولية” للمدنيين تجاه القمع الذي يزداد دموية من قبل قوات النظام السوري الذي اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في “الأحداث الدموية” في سوريا.
استمرار عنف أنصار الأسد ضد معارضي النظام السوري في موسكو
طلاب يرفعون شعارات مؤيدة للأسد والشكر لروسيا والصين
موسكو – مازن عباس
لا تزال أعمال العنف تتواصل من قبل الشبيحة وأنصار حكم بشار الأسد في العاصمة الروسية، بعد أن شهدت موسكو مظاهرة خرج فيها مئات الطلاب، ورفعوا شعارات تؤيد سياسات حكم بشار الأسد وعبارات شكر لروسيا والصين على مواقفهما الداعمة للحكومة السورية.
شهود عيان أكدوا لـ”العربية” أن هذه المظاهرات لم يشارك فيها الطلاب السوريون فقط، وانما ضمت عشرات العمال المهاجرين من طاجكستان، الذين أجبروا من قبل ارباب العمل السوريين على المشاركة فيها- بحسب شهود العيان –.
ويستمر مسلسل العنف ضد المعارضين السوريين في موسكو، حيث تعرض الشيخ “مصعب الجواش”، خطيب وإمام الجاليات العربية في موسكو، لاعتداء بالضرب المبرح، نقل على اثره إلى المستشفى كعقاب على خطب جمعة تتضمن انتقادات لحكم الأسد.
وافاد الشيخ “مصعب” أن ثلاثة يبدو من ملامحهم انهم من المهاجرين اعترضوا طريقه وقاموا بضربه بشكل وحشي، وكان بعض انصار حكم الأسد في موسكو قد سبق أن وجهوا تهديدات للشيخ “مصعب” إن لم يكف عن توجيه انتقادات لحكم الأسد ومساندة المظاهرات في المدن السورية.
واعتبر الناطق الرسمي للجنة دعم الثورة السورية في روسيا “محمود الحمزة” أن مسلسل العنف ضد المعارضين العزل تجاوز الحدود السورية ليصل إلى العديد من المدن الروسية، حيث يقوم الشبيحة وانصار حكم الأسد- بحسب حمزة- بتهديد المعارضين السوريين بالتصفية الجسدية أو اعتقال وتعذيب ذويهم في سورية، إذا استمروا في نشاطهم المعارض.
وأضاف ممثل لجنة دعم الثورة السورية في روسيا أن أسلوب تهديد المغتربين بمعاقبة ذويهم يستخدم بشكل واسع، مشيرا إلي ما حدث مع “عماد مهلل” المقيم في إسبانيا، والذي شارك في احتجاجات أمام السفارة السورية في مدريد، ثم قام عناصر الأمن السوري باعتقال شقيقه علاء الدين في سورية في يوليو الماضي، وبعد تعريضه للمساءلة والتعذيب، طلبوا منه إقناع أخيه بالامتناع عن نشاطاته، ومنذ ذلك الحين لم ترد معلومات عن علاء الدين الذي تدور الشكوك حول سلامته.
وتجدر الإشارة إلي أن انصار حكم الأسد كانوا وجهوا تهديدات بالقتل للمعارض د.حمزة عبر صفحة على الفيسبوك سميت (الخائن محمود الحمزة خائن سوريا).
وفي هذا السياق تواصل السفارة السورية تحركاتها ضد العديد من الإعلاميين العرب، وتتخذ إجراءات لإيقافهم عن العمل بسبب تغطياتهم الصحفية التي تعتبرها معادية للحكم في سورية.
وأطلق انصار حكم الاسد حملات تشهير بعدد من الإعلاميين تضمنت إهانات واتهامات بالعمالة لإسرائيل أو لأجهزة امنية، باعتبار أن هؤلاء الإعلاميين- بحسب أنصار حكومة دمشق- يشاركون في مخطط تضليل الرأي العام الذي تنفذه وسائل إعلام عربية وغربية.
محتجون يلقون بالبيض على وفد سوري في القاهرة
القاهرة (رويترز) – اعتصم نحو مئة محتج أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الاربعاء وألقوا بالبيض على وفد من المعارضة السورية قدم لاجراء محادثات متهمينه بالعمل سرا لصالح الرئيس بشار الاسد.
وكان من المقرر أن يلتقي الوفد المكون من أربعة أشخاص مع نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في الوقت الذي تستعد فيه الجامعة لاجتماع طارئ يوم السبت لبحث حملة القمع العسكرية التي تستهدف المحتجين في سوريا.
وقال أمين وهو محتج سوري رفض ذكر اسمه كاملا “هذه المعارضة كاذبة مئة بالمئة. انها تريد حوارا من أجل النظام وبقائه.”
وأضاف “ألقينا بالبيض على هؤلاء الخونة وابتعدوا. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري. نحن نطالب باسقاط النظام.”
وتمكن أحد أفراد الوفد من مراوغة الحشد والوصول إلى مبنى الجامعة للاجتماع مع العربي.
ويقول مسؤولون معنيون بحقوق الإنسان في الامم المتحدة إن أنباء وردت عن قتل قوات الجيش والامن في سوريا أكثر من 60 شخصا منذ أن وقعت حكومة الاسد خطة سلام توسطت فيها الجامعة العربية في الاسبوع الماضي.
وتدعو الخطة العربية الى وقف كامل للعنف والافراج عن السجناء وسحب القوات من شوارع المدن السورية لاتاحة الفرصة لحوار وطني.
ويعتصم محتجون منذ أسابيع أمام مقر الجامعة في القاهرة للمطالبة باتخاذ زعماء المنطقة اجراء أكثر صرامة مع الاسد.
الأمم المتحدة: عدد قتلى الاحتجاجات في سورية 3500
قدرت الأمم المتحدة عدد الذين قتلوا اثناء الاحتجاجات في سورية بأكثر من 3500 شخص.
وعزت رافينا شامسداني المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة هذه الحصيلة إلى ما وصفته بـ ” القمع الوحشي للاحتجاجات”.
واكدت في مؤتمر صحفي في جنيف أن الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت الماضي ” لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم”.
وتقول الأمم المتحدة إن ستين شخصا على الأقل قتلوا في حمص منذ بدء العمليات الأخيرة للقوات السورية فيها يوم الأحد الماضي.
ووصفت رافينا شامسداني الأوضاع في حي بابا عمرو في مدينة حمض بأنها” فظيعة” وقالت نقلا عن تقارير الناشطين إن الحي محاصر منذ نحو أسبوع وسكانه محرمون من الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وكانت الجامعة العربية قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقة سورية على مبادرة لإنهاء اعمال العنف.إلا أن المعارضة تقول إن القوات السورية لا تزال تقتل المحتجين.
تقديرات الأمم المتحدة
3500 قتيل منذ بدء الاحتجاجات بينهم 180 طفلا.
السلطات السورية مازالت تمنع ممثلي المنظمة الدولية من زيارة مناطق التوتر.
تقديرات عدد الضحايا تستند إلى معلومات منظمات غير حكومية وإفادات مواطنين سوريين فرو من بلادهم.
أغلب القتلى لم يكونوا مسلحين لكن التقديرات تتضمن على الأرجح الجنود المنشقين.
لا تشمل هذه الأعداد الخسائر في صفوف القوات السورية.
وتقول الأمم المتحدة إن ستين شخصا على الأقل قتلوا في محافظة حمص منذ بدء العمليات الأخيرة للقوات السورية فيها يوم الأحد الماضي.
كما انتقدت المنظمة الدولية عدم السماح لممثليها بزيارة المناطق التي ترد تقارير بشأن حدوث أعمال عنف فيها.
وأكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن تقاريرها بشأن عدد الضحايا تستند إلى معلومات المنظمات غير الحكومية وإفادات مواطنين سوريين فروا من سورية.
الوضع الميداني
من جهة اخرى ذكر نشطاء حقوقيون سوريون أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا يوم الثلاثاء برصاص قوات الأمن في مناطق حمص وحماة وإدلب. وقال النشطاء إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري وجنود منشقين في مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص.
وتحدت الناشطون عن استمرار العمليات العسكرية في مدينة حمص، وقالوا إن الجنود السوريين يقومون بتفتيش المنازل في حي بابا عمرو لاعتقال أشخاص تبحث عنهم أجهزة الأمن.
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب.
وتحدث المرصد عن خروج مظاهرات يوم الثلاثاء في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب وحمص وحماة ودرعا.
ويصعب التأكد من تقارير الوضع الميداني في سورية بسبب القيود التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام.
تقارير الناشطين أكدت استمرار المظاهرات في عدة مناطق
المجلس الوطني
في هذه الأثناء أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أنه بدأ “تحركا واسعا” لدفع جامعة الدول العربية الى تبني “موقف قوي” ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المجلس في بيان له إن خطة تحركه تشمل القيام بزيارات إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب لإطلاعهم على تطورات الأوضاع.
وأضاف البيان أن وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت لنقل “مطالب الشعب السوري”.
وعدد البيان خمسة مطالب بينها “تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية”، و”فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الاعضاء على النظام السوري” و”نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية”.
أما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فقال في مقابلة نشرت الثلاثاء إن مبادرة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في سورية “ماتت” وانه لم يعد بالامكان
الوثوق بالأسد.
وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط إنها ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بشيء ثم يفعل عكسه، أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
أعرب عن أسفه للاعتداء على وفد المعارضة السورية
العربي يؤكد استعداد الجامعة العربية لاستقبال جميع الأطياف بشأن سوريا
دبي – العربية.نت
قال الدكتور نبيل العربي إن الجامعة العربية تستمع إلى جميع الآراء المتعلقة بسوريا، وسيتم صياغتها في تقرير يُعرض على وزراء الخارجية العرب، كما أعرب عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد من معارضة الداخل السوري أمام مقر الجامعة العربية من قبل معارضين مناوئين لهم يعتبرونهم متعاونين مع النظام السوري.
وقال العربي في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم لأربعاء: “إنه حدث استخدام لعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم”، موضحاً أنه التقى السيد حسن عبدالعظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي.
وأضاف: “إن الجامعة العربية تلتقى كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة ممثلي المجلس الوطني السوري”، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مكلفة بذلك من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب.
ورداً على سؤال: “على أي أساس تم تحديد وفد المعارضة وخاصة أن المعتصمين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه ينسق مع النظام السوري؟”. قال العربي: “من حقهم أن يقولوا أي شيء وكذلك حسن عبدالعظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا”.
وجدد التأكيد على أن الجامعة العربية مكلفة بمقابلة المعارضة السورية قائلاً: “أي شخص من المعارضة السورية يطلب اللقاء نلتقيه، وقابلت كل المعارضين في الخارج”، مشيراً إلى أن الجامعة العربية كأمانة عامة تنفذ القرارات بحذافيرها.
وقال: “إن خطة العمل العربية تقضى بأن تتخذ خطوات عدة, وهو على اتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية.. حيث اتصل به اليوم عدد كبير من وزراء الخارجية العرب, وسيتم خلال اجتماع السبت القادم تقييم الموقف من جميع الوجوه ومن خلال المتوافر لدى الجامعة العربية من المعلومات واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض”.
ورداً على سؤال حول سبب عدم سحب النظام السوري للدبابات حتى الآن، قال العربي: “كل هذه الأمور سوف تطرح على المجلس الوزاري القادم”.
أما عن تجميد عضوية سوريا, قال: “إن أي اقتراح تتقدم به دولة سيتم طرحه على المجلس الوزاري”.
وبشأن رسالة وزير الخارجية السوري الذي يطالب الجامعة العربية بالرد على الجانب الأمريكي، قال العربي: “إن الرسالة من الجانب السوري تفيد بأنهم كان يتوقعون أن ترد الجامعة العربية على تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي يدعو
المسلحين السوريين إلى عدم تسليم أسلحتهم”.
وأضاف العربي: “إن الولايات المتحدة ليست عضواً في الجامعة العربية، وليس لنا شأن بها.. ونحن ناشدنا كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية”.
وكان متظاهرون قد منعوا أعضاء من وفد هيئة التنسيق الوطنية من الوصول إلى الجامعة العربية قبيل لقائهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة.
الآشوريون السوريون ينقسمون حول طريقة “إسقاط النظام
روما (8 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر آشورية سورية ناشطة في الحقل السياسي إن الساحة الآشورية السورية بدأت تشهد تجاذبات سياسية واصطفافات حادة، لم يسبق لها أن شهدتها من قبل وخاصة فيما يتعلق بموقفها من شعار “إسقاط النظام” الذي يردده المنتفضون في البلاد
وأشارت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه “فيما تؤيد تنظيمات وشخصيات آشورية سورية معارضة شعار (إسقاط النظام) بأي ثمن وطريقة، يتحفظ آشوريون آخرون على هذا الشعار ولا يريدون أن يترافق سقوط النظام بالفوضى والفتنة والحرائق”، وفق تعبيرها
وقالت المصادر “الآشوريون السوريون بحكم وضعهم كأقليات وخصوصيتهم الثقافية والاجتماعية يميلون إلى تأييد خيار الانتقال السلمي للسلطة ولو تأخر إلى حين ويفضلونه على إسقاط النظام
بقوة السلاح. ويرفضون عسكرة الانتفاضة، لأنهم يجدون هذا الخيار خدمة للنظام الذي يبحث عن ذرائع يبرر بها عنفه وبطشه غير المبرر ضد المتظاهرين المسالمين وخطر ذلك على السلم الأهلي” حسب قولها
وفي هذا السياق قال الباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا شك، أن فشل الأحزاب الآشورية في توحيد صفوفها، وتشكيل مرجعية وطنية للآشوريين، السريان والكلدان، تتكفل مهمة الدفاع عن قضيتهم وتحدد خياراتهم الوطنية وتموضعهم السياسي في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها البلاد، ترك فراغاً سياسياً وتنظيماً في الساحة الآشورية دفع بالمجتمع الآشوري الأهلي لتنظيم نفسه استعداداً لأي فراغ أمني أو سياسي يخلفه سقوط النظام، ولتحصين الشارع الآشوري في وجه محاولات النظام لاختراقه، بعد أن نجح إلى حد ما بطرق وأشكال مختلفة في تحييده عن التظاهرات المناهضة لحكمه”، حسب تقديره
وفيما يتعلق بموقف الآشوريين من مبادرة الجامعة العربية، قال “أعتقد بأن مجرد قبول النظام السوري بالمبادرة يعني اعترافه ضمناً بفشل خياراته العسكرية والأمنية في سحق الانتفاضة. ولكن ثمة شكوك كبيرة بنوايا النظام في الالتزام بتطبيقها رغم موافقته عليها”، وتابع “أعتقد أنه واهم كل من ينتظر من نظام استبدادي، قائم على القهر والقمع، أن يقدم تنازلات سياسية وأمنية، فيما هتافات المناهضين لحكمه تهز القصر الجمهوري وتهدد بالانتقام من جميع أركان النظام” في البلاد
وأضاف يوسف “أحد عشر عاماً من الحكم الفاشل والاخفاقات السياسية والاقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الحرب الأهلية كافية لهذا النظام، وبات وجوده عبئاً على البلاد والعباد، وأعتقد أن المسؤولية الوطنية الكبيرة تقتضي اليوم منه تقديم اعتذار للشعب السوري عن الدماء التي سالت وأن يقوم بالتحضير لنقل السلطة بشكل سلمي قبل فوات الأوان وحقناً لمزيد من الدماء وحفاظاً على السلم الأهلي” على حد تعبيره
ناشط سوري: التدويل يجب ألا تطلبه القوى السياسية
مخاوف من لقاءات العربي بمعارضة الداخل السوري
بهية مارديني
عبّر معارض سوري عن مخاوفه من دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم لوفد هيئة التنسيق الوطنية الذي يضم معارضة الداخل، معتبرًا “أنها إشارة في غاية السوء، إذ لا معارضة إلا بمن يؤمن بمطالب الشعب”. في حين قال ناشط حقوقي سوري إن تدويل الأزمة في سوريا يجب ألا يكون بطلب من القوى السياسية السورية.
اسطنبول: أوضح المحامي والناشط الحقوقي السوري نجيب ددم في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن محددات رؤيته لمخارج الأزمة “هي أن الشعب هو الذي يصنع التاريخ، حتى ولو اخطأ، والوطن للجميع دون إقصاء، اعتماد العقلانية، والمواطنة، واحترام الواقع، والمساهمة في إنضاج الحراك المجتمعي الذي لن يسكت طويلا على تمادي العنف”.
وأكد “أنه لا يجب ان يكون التدويل بطلب من القوى السياسية”، وأشار إلى” أن هناك من يريد ايقاع الخلاف بين القوى السياسية السورية”. وشدد على أن “هناك من تطور بشعاراته إلى ما يلي: (الشعب يريد إسقاط النظام – ثم – نحن نريد سقوط النظام – ثم- نحن نريد استلام النظام)”، ولكنه قال “نحن جميعا نحتاج للحرية، ولكن دون حرب أهلية ولا بتفكيك الوحدة الوطنية التي لن نستطيع استعادتها بعشرات السنين”. ورأى أن “علينا بالصبر وبناء مركز قرار وطني موحد”.
وأضاف: “الحرية للشعب – الرحمة للشهداء – وسوف نجد في المستقبل أن من هم تحت سن الاربعين هم أداة بناء الدولة، وعلينا أن نحافظ على سورية موحدة تسود فيها الافكار النبيلة التي صانتها عبر التاريخ، وفي قلوبنا أسى على كل شهيد لا نستطيع التعزية به لذويه”. وأوضح أن “الوضع الحالي رسمته خطوط الدم التي لا يستطيع أحد استغلالها”.
من جانب آخر، وحول المبادرة العربية، قال في تصريح خاص لـ”ايلاف” مؤمن كويفاتية الكاتب والناشط المعارض السياسي السوري، رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية في مصر أنّ السوريين لم يعرفوا” شيء اسمه مبادرة، بل تسويفات ومهل تُعطى لنظام الإجرام الأسدي”، واعتبر أنه بشار الأسد على نفس شاكلة مسؤولي الجامعة العربية وكيانات الجامعة التي صُنعت ركائزها من أعتى نظامين، وهما السوري والمصري، حافظ الأسد وحسني مبارك، لما لهذين المنصبين من تأثير في اللعب بالوقت لصالح الأنظمة التي شكلت وجودهم”.
ورأى أن “شعبنا السوري”غسل يده” مما يُسمى بالجامعة العربية التي هي جامعة حكام، وليست شعوب كما قال لنا نبيل العربي، بأنها جامعة دول وليست شعوب، ويقصد بالحكام، ونحن نعلم الموقف العربي الحالي أن معظم دول الخليج مع الشعب السوري، وبإمكان ضم كل الدول التي تتلقى منهم المساعدات، ومن هم على تواصل معهم كالصومال وجيبوتي وموريتانيا واليمن، ودول ربيع الثورات، وهي مصر وتونس وليبيا، وربما السودان يتم الضغط عليها أي معظم الدول العربية مهيأة لاتخاذ موقف لصالح الشعب السوري، إلا لبنان الذي هو واقع تحت الاحتلال الأسدي والإيراني، والعراق الواقع تحت الإحتلال الإيراني، والجزائر التي تخشى أن يأتيها الدور”.
ومضى قائلاً: “ونحن نعدها بذلك إن لم تتصالح مع شعبها، وبالتالي فليس هناك أي مبرر للتسويف في اتخاذ قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية ليكون هذا النظام معزولاً ويعيش أنفاسه الأخيرة كعصابات تقتل وتذبح وتتسلط بقوة الحديد والنار وما تملكه من آلة القتل والإرهاب، ليكون ما سُمّي بالمبادرة التي لم يلتزم النظام بأي بند من بنودها”.
ورأى كويفاتية أن “الخشية الحقيقية لما يجري اللعب عليه حالياً في دعوة نبيل العربي لوفد لما سُمي بالمعارضة من الداخل للحوار معه، متسائلاً “على أي شيء سيتحاورن وهي إشارة في غاية السوء، إذ لا معارضة إلا بمن يؤمن بمطالب الشعب، وأقلها إسقاط النظام بكل مكوناته وبنيته القائم عليها الأمنية والعسكرية ورحيله الآمن بالوقت الحالي، لأن الثورة لم تقودها المعارضة بكل أطيافها، وإنما الشعب قائدها والمعارضة من وراءه، وهناك معارضات تخلفت عن حركة الشعب فهي لا وزن لها، ومعارضات لحقت بالثورة وتمثلت لمطالبه، فهذه يُعتد بها كالمجلس الوطني، أما فيما بعد فليس أقله من نهاية له أسوأ بألف مرة من نهاية القذافي”.
وأما عن سبب تأخر اجتماع الجامعة العربية ليوم السبت، فقال كويفاتية “هو لإعطاء النظام المهلة أيضاً للقتل والذبح لعله ينجح في وأد الثورة، وهم بذلك متوهمين، فما يزيد شعبنا كل يوم رغم شلالات الدم إلا يقيناً بإسقاط النظام، وهو يتهيأ للحظات الأخيرة لدفن هذا النظام، وخاصة وأن هناك اشارات من حلب ودمشق تنبئنا، بأنهما سيكونا الصخرة الذي ستفتت عليهما بقايا النظام المنهار، والذي يبحث كبار معاونيه عن مهرب ولايجدوه، هم وعوائلهم الآن رهائن لكي لا يحدث ذلك”.
وردا على سؤال حول ما سيحدث يوم السبت أجاب: “نحن كشعب لا نريد أن يكون أقل من اتخاذ قرار تجميد عضوية سورية، ورفع الملف السوري للمجتمع الدولي ليتخذ كل الإجراءات لحماية الشعب السوري، وإحالة ملفات النظام بأركانه إلى محكمة لاهاي، ولذلك نحن نطالب النظام بالرحيل قبل اتخاذ هذه الخطوة، وإلا فلم يعد له منجى بعد ذلك أبداً إلا مصير القذافي وأسوأ”.
وأعرب كويفاتية عن أمله “من الجامعة العربية أن تفي بالتزاماتها نحو الشعب السوري الذي يتعرض الى الى أسوأ عمليات حرب الإبادة، والبترول الليبي الذي اُتخذ لأجله القرار بعد شهر من بدء مذابح القذافي ليس أعز من المواطن السوري ذو الحضارة والمدنية”، وقال”لا أريد أن أتصور أو أتوقع غير ذلك، لأنه ليس من مصلحتنا أن نعطي لهذه الجامعة التعيسة المبرر تحت دعوى هذا ما أمكننا فعله”.
الى ذلك اعتبر الناشط السوري هيثم بدرخان في تصريح خاص لـ”إيلاف” أن “حالة الشعب في سورية وصلت “إلى مرحلة” في انتظار غودو “من المسرح العبثي والمستقبل المجهول، حيث المنظمات الدولية والعربية تعيش مرحلة زواج المتعة والسادية تجاه شهداء خالد بن الوليد في حمص وفي اكثر المناطق التي تشهد مظاهرات يومية ولن تركع”.
و قال” بهمة شعبنا البطل سيسقط النظام الذي عجزت قواميس اللغات بوصف إجرامه ومراوغته وكذبه”. واستغرب بدرخان أن تمنح”الجامعة العربية”الموقرة” السلطة “في سورية أسبوعين واسبوعين او حتى نهاية الشهر”.
وبعد الإتفاق على المبادرة العربية والتي رآها فقط منحت النظام مزيدًا من الوقت للقتل البارد، اعتبر أن الجميع” يعرف بان النظام لن يلتزم في المبادرة رغم الوعود الجوفاء وبعد عدم تنفيذ اي بند من المبادرة تدعو الجامعة إلى اجتماع “استثنائي” لوزراء الخارجية العرب بعد اسبوع فكيف اذا كان غير استثنائيا”.
ورأى “أن الأهم بالنسبة لجامعة الدول العربية ووزارئها الا يفسد الشهداء عطلة عيد الضحايا ومن اجل مزيد من السادية العربية وتقديم القرابين، من أطفال سورية، دعوا إلى اجتماع طارئ. وليس في الأمر من غرابة فهذه الجمعية (الجامعة العربية) التي أسسها لنا الإنكليز مازالت سارية المفعول على مبدأ”اجمعهم ليختلفوا””.
وتساءل “ماذا ننتظر من الجامعة والمجالس المحلية والوطنية التي تتحرك كالسلحفاة، ويلاحقها التخوين من قبل المعارضات الأخرى؟”. وأكد أن “الحقيقة أنه لا احد يعرف كيف يتعامل مع النظام في سورية وليس هناك تصور واضح، وخاصة أن إسرائيل تجهض كل المحاولات الدولية والعربية لضمانة أمنها.”.
السياسة
المجلس الوطني السوري: المبادرة العربية وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام
روما (9 تشرين الثاني/نوفمبر ) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
اعتبر “المجلس الوطني السوري” المعارض أن المبادرة التي أطلقتها جامعة الدول العربية ووافق عليها النظام السوري “مرغماً” في الثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر 2011 “وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض النظام وتحديه لها من خلال شنّه هجمات دموية على حمص وحماة أودت بحياة نحو مائة مدني بينهم أطفال ونساء” وفق قوله
وقال رئيس المجلس برهان غليون في رسالة وجهها إلى أمين عام الجامعة نبيل العربي اليوم “إن الحملات الوحشية التي شنهّا النظام على حمص وتحديداً حي بابا عمرو، واستخدمت فيها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، واتبعها بهجوم مماثل على مدينة حماة، كانت تقتضي من الجامعة العربية ومن معالي الأمين العام إعلان الإدانة الصريحة والواضحة لسلوك النظام بوصفه خرقاً مباشراً لما تم الاتفاق عليه في مبادرة الجامعة، عدا عن كونه عملاً مداناً سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً” حسب تعبيره
وتابع أنه “في ضوء عدم التزام النظام بالبنود التي وضعتها المبادرة العربية، فإن المسعى الوحيد في الوقت الحالي هو ضمان حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة طبقاً للقانون الدولي” على حد قوله
وجاء في رسالة غليون للجامعة أن “أولويات المجلس الوطني السوري، والتي يأمل تبنيها من قبل الجامعة العربية تتمثل في، تجميد الجامعة العربية لعضوية النظام السوري في كافة المنظمات والهيئات التابعة لها، ودعوة الدول الأعضاء في الجامعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام، تتمثل في وقف التعاون التجاري والاقتصادي معه وسحب السفراء العرب من دمشق بالاضافة إلى “إرسال مراقبين عرب ودوليين إلى كافة الأراضي السورية لمراقبة انتهاكات النظام وتوثيقها، ودعم جهود المجلس الوطني المطالبة بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين السوريين بكل الوسائل المشروعة من خلال التواصل مع الأمم المتحدة” و “تمكين وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإغاثية من دخول سورية وممارسة نشاطها دون قيود فضلاً عن “تواصل الجامعة العربية بالمجلس الوطني السوري بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب والثورة في سورية” وفق قوله
وشددت رسالة “المجلس الوطني” على أهمية “عدم منح النظام السوري أي مهلة إضافية”، مشيرة إلى أنه يسعى “لتوظيفها من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل”، وقالت إنه “من الأهمية بمكان أن تقوم الجامعة العربية بإعلان موقف صريح مما يرتكبه النظام من عمليات وحشية وصلت حدّ الإبادة الجماعية، على أن يكون موعد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب فاصلاً في هذا المجال” حسب وصفها
قتلى بسوريا والجامعة تلتقي المعارضة
قال ناشطون سوريون اليوم إن 21 شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن والجيش السوري بعد يوم واحد من مقتل عشرين آخرين معظمهم في محافظتي إدلب وحمص.
سياسيا منع عشرات المتظاهرين السوريين -الرافضين للحوار مع النظام السوري- عددا من قيادات المعارضة السورية من دخول مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة لحضور الاجتماع المقرر مع الأمين العام نبيل العربي.
فضمن آخر التطورات الميدانية قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين القتلى ستة أشخاص قتلوا في حمص آخرهم الطفل إبراهيم محمد عدنان حصرية (14 سنة) الذي قضى نتيجة التعذيب بمعتقل أدخل إليه قبل عشرة أيام.
وفي محافظة درعا قتل ثلاثة بإنخل، في حين انضم إلى لائحة الضحايا شخص واحد بعقربا كان قد فارق الحياة أمس. كما أفادت الهيئة مقتل شخص واحد بكل من برزة -وهو أحد أحياء دمشق- وحلفايا بمحافظة حماة.
في السياق ذاته أظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت انتشار قوات الجيش والأمن السورية مع الآليات العسكرية في مدينة إنخل بمحافظة درعا.
وأفاد ناشطون أن المدينة تشهد حملة أمنية مكثفة سقط خلالها قتيلان وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن السورية.
كما ذكرت الهيئة أن قصفا مدفعيا لدبابات الجيش استهدف مناطق في ريف حماة منها شيزر وتريمسه خنيزير التي تصاعد دخان كثيف في سمائها.
وتأتي هذه التطورات بعد أن وصل أمس عدد القتلى من المدنيين برصاص قوات الأمن و”الشبيحة” والجيش السوري إلى عشرين غالبيتهم في محافظتي إدلب وحمص، في حين تواصلت المظاهرات المسائية في عدة مدن سورية للمطالبة بإسقاط النظام.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أعلن أمس أن الحملة التي تشنها قوات الرئيس بشار الأسد على المحتجين منذ منتصف مارس/آذار الماضي أوقعت أكثر من 3500 قتيل.
الجامعة والمعارضة
في هذه الأثناء يواصل الأمين العام للجامعة العربية لقاءاته مع أطياف المعارضة السورية للتشاور بشأن تطورات الأوضاع داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه اللقاءات قبل يومين من اجتماع طارئ يعقده مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية السبت القادم لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية في ضوء موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية الرامية لحل الأزمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في مصر أن عشرات المتظاهرين السوريين المتجمعين أمام مقر الجامعة العربية بالقاهرة منعوا عددا من قيادات المعارضة السورية من دخول المقر لحضور الاجتماع المقرر مع الأمين العام حيث يرفض المتظاهرون أي حوار مع النظام السوري.
وردَّد المتظاهرون السوريون هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري وتدين زيارة وفد تنسيقيات الثورة.
الانضمام للثورة
وبالإضافة إلى اتهامه بخيانة دماء الشعب السوري وبالعمالة للنظام، رشق المتظاهرون الوفد السوري المعارض بالبيض قرب مدخل الجامعة العربية.
وقال المعارض السوري مؤمن كويفاتية رئيس “اللجنة الإعلامية لدعم الثورة السورية” ليونايتد برس إنترناشيونال إن “تلك المجموعة التي لا تُمثِّل الثورة السورية جاءت إلى الأمين العام للجامعة العربية وكان من الضروري منعهم من لقائه”.
وأوضح كويفاتية أن المتظاهرين المعتصمين خارج أسوار الجامعة حاوروا تلك المجموعة التي يترأسها “هيثم منَّاع الذي وعده النظام السوري بتولي رئاسة الحكومة حال انتهاء الثورة وحاولوا إقناعهم بالانضمام إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ولكنهم أصروا على موقفهم بضرورة التهدئة مع نظام الأسد رغم الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين المسالمين”.
تجميد العضوية
وأضاف أن “أحد أعضاء المجموعة ويدعى حسن عبد العظيم نجح في التسلل إلى الجامعة والتقى الأمين العام للجامعة العربية وطلب منه العمل على عدم تجميد عضوية سوريا بالجامعة وعدم الانضمام إلى المطالبات السورية الواسعة بفرض حظر جوي على سوريا”.
وكان المجلس الوطني السوري قد دعا أمس الثلاثاء الجامعة العربية إلى إجراءات صارمة ضد النظام السوري تشمل تجميد عضويته في الجامعة ردا على عدم التزامه بمبادرتها التي ينذر استمرار العنف ضد المدنيين بوأدها.
وطالب المجلس بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على نظام الأسد, والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب السوريين.
مجلس الأمن يقف على الوضع في سوريا
طه يوسف حسن-جنيف
أعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنها ستخاطب مجلس الأمن غدا بشأن استخدام السلطات السورية للقوة المسلحة ضد المواطنين السوريين، رغم موافقة دمشق على الورقة العربية الخاصة بإنهاء الأزمة في سوريا.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف في لقاء خاص بالجزيرة نت اليوم إن المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي ستخاطب مجلس الأمن غدا الأربعاء حول الأوضاع الأخيرة في سوريا وإن لجنة تقصي الحقائق الأممية حول سوريا ستقوم برفع تقريرها حول الأوضاع هناك إلى مكتب المفوضة في ديسمبر/كانون الأول القادم.
إفراج واعتقال
وذكرت شامداساني أن أكثر من 60 شخصا قتلتهم قوات الأمن والجيش منذ وقعت سوريا خطة السلام المدعومة من جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي، من بين القتلى الـ19 الذين لقوا حتفهم في عيد الأضحى يوم الأحد. وأضافت أنه في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية عن الإفراج عن 553 معتقلا يوم السبت بمناسبة العيد مازال عشرات الآلاف محتجزين كما يتم الإبلاغ عن اعتقال العشرات تعسفيا كل يوم.
وأضافت المتحدثة أن القوات الحكومية مازالت تستخدم الدبابات والأسلحة الثقيلة لشن الهجمات ضد المناطق السكنية في مدينة حمص.
مروّع
وأشارت إلى أن الوضع في حي بابا عمرو بحمص مروع، إذ إن المعلومات التي تلقاها مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان تفيد بأن المنطقة محاصرة منذ سبعة أيام منع خلالها السكان من الطعام والماء والإمدادات الطبية.
وقالت شامداساني إن مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان يتلقى تقاريره ومعلوماته من مصادر موثوق بها من داخل وخارج سوريا، كما أن لجنة تقصي الحقائق حول سوريا تعمل على تقييم الوضع من خارج سوريا، وبالتحديد من دول الجوار نسبة لعدم تعاون الحكومة السورية معها.
وأضافت أن تقديرات عدد القتلى التي أشارت إليها المفوضية السامية لحقوق الإنسان هي الأقرب إلى الحقيقة، لأن مكتب المفوضية يتلقى تقارير ومعلومات من منظمات حقوقية غير حكومية وناشطين في مجال حقوق الإنسان إضافة إلى معلومات يتلقاها من أسر الضحايا وشهود العيان.
اعتقال نساء واختفاء سينمائي بسوريا
أعلنت الرابطة السورية لحقوق الإنسان السبت أن أجهزة الأمن السورية اعتقلت هذا الأسبوع عددا من النساء بينهن محامية، فيما اختفى المخرج السينمائي نضال حسن الخميس الماضي في دمشق.
وأفادت الرابطة في بيان بأن “أجهزة الأمن السورية قامت الخميس باعتقال المحامية أسماء الساسة (28 عاما) من القصر العدلي في مدينة دمشق واقتادتها إلى جهة مجهولة”، مشيرة إلى أنه اعتقل 114 محاميا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في منتصف مارس/آذار.
وأضافت أن “المخرج السينمائي نضال حسن تعرض للاختفاء القسري الخميس ويساور عائلته وأصدقاءه شكوك قوية بأنه تعرض للاختطاف على يد عناصر أمنية سورية قامت باستهدافه نتيجة لنشاطه الداعم للثورة السورية”.
كما أشار البيان إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت أمس الجمعة في دمشق أربع فتيات هن باسمة مسعود وسمر بيرقدار ورزان عكاشة وراما العسعس في منطقة باب السريجة بدمشق، بعد محاولتهن إنقاذ أحد المتظاهرين الشباب من أيدي عناصر مليشيات الأمن السوري (الشبيحة) أثناء تعرضه للضرب المبرح”.
وقال البيان إن “الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان تدين بأقوى العبارات قيام السلطات السورية وأجهزتها الأمنية بهذا السلوك الذي يتعارض بشكل كامل مع كل المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان”.
وطالبت الرابطة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين خاصة الفتيات، وشددت على أنها تحمل السلطات الأمنية السورية المسؤولية الكاملة عن سلامة هؤلاء الأشخاص.
وقتل أكثر من 3000 شخص في حملة القمع التي تشنها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأدينت عمليات القمع على نطاق واسع على الصعيد الدولي وسط دعوات من واشنطن للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.
اشتباك بين قوات موالية للأسد ومنشقين عن الجيش قرب بلدة سورية
عمان (رويترز) – قال نشطاء محليون ان قوة مدرعة سورية اقتحمت سهلا شمال غربي مدينة حماة يوم الاربعاء لتعقب منشقين عن الجيش يتحدون حكم الرئيس بشار الاسد.
وتابع النشطاء ان الدبابات قصفت عدة قرى قرب بلدة المحردة وان هناك تقارير عن وقوع اصابات في الجانبين في القتال.
وطوقت القوات مزرعة في قرية خنيزير التي لجأ اليها المنشقون وقتل مدني واحد على الاقل.
العربي يأسف لتعرض وفد المعارضة السورية الداخلية للاعتداء وعبد العظيم يؤكد تأييدها لاسقاط النظام
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد من المعارضة السورية الداخلية أمام مقر الجامعة من قبل معارضين اخرين اعتبروه متعاونا مع النظام السوري.
وقال العربي في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني إنه التقى حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي، مضيفا أنه “حدث استخدام للعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم”.
وكان نحو مئة محتج سوري قد اجتمعوا أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الاربعاء وألقوا بالبيض على وفد من المعارضة السورية الداخلية متهمينه بالعمل سرا لصالح الرئيس بشار الاسد، وحصلت بعض الاشتباكات بالايدي. وكان من المقرر أن يلتقي الوفد المكون من أربعة أشخاص مع نبيل العربي.
وقال احد المحتجين: “هذه المعارضة كاذبة مئة بالمئة، انها تريد حوارا من أجل النظام وبقاءه”.
وأضاف: “ألقينا بالبيض على هؤلاء الخونة وابتعدوا.. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري، نحن نطالب باسقاط النظام”.
وتمكن فقط حسن عبد العظيم من الوفد السوري الإفلات من المعتصمين السوريين أمام مقر الجامعة العربية ونجح في الدخول لمقابلة العربي، بينما اضطر باقي أعضاء الوفد، بما فيهم الناشط هيثم مناع للإنصراف بعد أن تعرضوا للرشق بالبيض والطماطم.
واكد العربي خلال المؤتمر أن “الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة بممثلي المجلس الوطني السوري”.
وردا على سؤال حول الطريقة التي تم على أساسها اختيار اعضاء وفد المعارضة، وخاصة أن المعتصمين السوريين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه ينسق مع النظام السوري، قال العربي: “من حقهم أن يقولوا أي شيء، وكذلك حسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا”.
وقال ان “خطة العمل العربية تقضي بأن تتخذ خطوات عدة”، وانه على إتصال مع دمشق ومع المعارضة وعدد كبير من الدول العربية، حيث إتصل به اليوم عدد كبير من وزراء الخارجية العرب، وسيتم خلال اجتماع السبت المقبل تقييم الموقف من جميع الوجوه، ومن خلال المتوفر لدى الجامعة العربية من المعلومات، واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض.
وبالنسبة الى احتمال تجميد عضوية سورية، قال إن “أي اقتراح تتقدم به دولة سيتم طرحه على المجلس الوزاري”.
كما تطرق نبيل العربي الى مطالبة وزير الخارجية السوري الجامعة العربية بالرد على الجانب الأمريكي المحرض على عدم تسليم المسلحين انفسهم، قائلا ان “الرسالة من الجانب السوري تفيد بأنهم كانوا يتوقعون أن ترد الجامعة العربية على تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي يدعو المسلحين السوريين إلى عدم تسليم أسلحتهم، ولكن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية وليس لنا شأن بها، ونحن ناشدنا كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية”.
حسن عبد العظيم: المعارضة العاملة في الداخل ترفض التدخل العسكري في سورية ولكنها تؤيد إسقاط النظام
بدوره أكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني للمعارضة السورية في الداخل حسن عبد العظيم أن “الهيئة التي تعمل في الداخل السوري ترفض التدخل الأجنبي العسكري، ولكنها تؤيد إسقاط النظام السوري بكل مرتكزاته وإنهاء الاستبداد”.
وطالب حسن عبد العظيم، عقب لقاءه العربي الجامعة العربية بإرسال مراقبين عرب وكذلك دوليين الى سورية، مؤكدا أن “الثورة السورية ثورة سلمية”.
ورفض عبد العظيم إتهامات بعض اطراف المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام ، واصفا إتهاماتها بالهراء، مبررا الاعتداء على اعضاء وفد المعارضة الداخلية “لأنهم يرفضون التدخل الأجنبي”.
وقال: “طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، وإنما يجب أن توفر آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سورية لتعرف أن هذه الثورة سلمية وأن ما يرتكب من قتل لن يكسر الشعب السوري”.
وعبر عبد العظيم عن موقفه حيال الدعوة إلى تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية قائلا: “قبل التجميد نريد من الجامعة العربية أن تمارس دورها، وقبل مجيئي للأمين العام التقيت بعشرة سفراء، وحتى الصين وروسيا تطالبان بالتمسك بمبادرة الجامعة العربية، لكن هذه المبادرة إن لم تقترن بوسائل حماية للثورة والشباب سوف تكون خطرا على الثورة”.
وأضاف: “إننا نعمل بمسؤولية وطنية عالية لحماية الثورة والشباب، ونريد أن يتأكد المراقبون والإعلام أنها ثورة سلمية وتوفير وسائل الحماية لها دون أن يصل الأمر إلى حد التدخل العسكري الأجنبي”.
واكد: “نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديمقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء، والبعض يريد إقصائنا لأننا نرفض التدخل الأجنبي”.
المصدر: روسيا اليوم – وكالات
تحليل- الهجوم السوري على حمص استهانة بخطة السلام العربية
لندن (رويترز) – قوض هجوم سوري على مدينة حمص العنيدة خطة سلام عربية وكشف فشل الغضب العالمي في اجبار الرئيس السوري بشار الاسد على وقف عملية القمع العنيفة لانتفاضة شعبية اندلعت في البلاد قبل ثمانية أشهر.
وعمدت الدبابات والقناصة الى ترويع المحتجين وملاحقة المنشقين عن صفوف الجيش في حمص ويقول نشطون انها قتلت أكثر من مئة منذ أن أعلنت جامعة الدول العربية في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني قبول دمشق خطة لسحب الجيش من المدن واجراء محادثات مع المعارضين.
وقال مرهف جويجاتي وهو أستاذ جامعي ولد في سوريا يقيم في واشنطن “خطة السلام العربية وئدت في مهدها فالعنف لم يهدأ. نظام الاسد في حالة تحد كاملة.”
وسيراجع وزراء الخارجية العرب الخطة يوم السبت المقبل لكن معارضين سوريين لم يفاجئهم ما ال اليه مصيرها.
وقال وليد البني وهو محام ومعارض سوري سجن كثيرا وغادر سوريا متوجها الى باريس قبل أسبوعين لرويترز “لا أعتقد أن عاقلا توقع أن يسحب الاسد قواته من الشوارع ويسمح باحتجاجات سلمية.”
وأضاف أن السلطات السورية اعتبرت عدم التهديد بالتدخل الدولي ترخيصا بالقتل.
ويعيد العجز العربي الواضح عن اثناء الاسد عن المسار الذي اختاره من أجل البقاء في مواجهة من يصفهم بأنهم اسلاميون متشددون وعصابات مدعومة من الغرب الكرة الى ملعب القوى الغربية التي تجاهل الرئيس السوري رسائل التوبيخ التي وجهتها أو شجبها.
ويستغل الاسد مخاوف تقول ان سوريا بدونه قد تنزلق الى الحرب الاهلية أو الاسلام المتشدد أو الفوضى الطائفية على غرار ما حدث في العراق مما قد يحدث ما وصفه بأنه “زلزال” في المنطقة.
وقال نديم شحادة من مؤسسة تشاتام هاوس في لندن ان الاسد فقد السلطة بالفعل فيما يتعلق بالشرعية لكنه قال ان العالم الخارجي دعمه بالفعل من خلال الدعوات التي وجهها للاسد ولم يستجب لها للاصلاح والحوار.
وأضاف أنه يبدو أن من يحتجون في سوريا كسروا حاجز الخوف لكن المجتمع الدولي لم يفعل.
وتحدى عدد كبير من السوريين جهازا أمنيا مرهوب الجانب واستمروا في المطالبة بالتغيير برغم اراقة الدماء التي قالت الامم المتحدة انها أسفرت عن مقتل أكثر من 3500 شخصا الى جانب 1100 من أفراد الجيش والشرطة وفقا لما تقوله الحكومة.
وقدمت قوى غربية دعما جويا لليبيين أطاحوا بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعدما حصلت على تفويض من مجلس الامن التابع للامم المتحدة لحماية المدنيين لكنها أحجمت عن اظهار نيتها الاقدام على نفس الشيء في سوريا التي تقع في منطقة أكثر صعوبة بالشرق الاوسط.
وتعارض روسيا والصين اللتان شعرتا بالاستياء لطريقة فهم الغرب لقرار الامم المتحدة بشأن ليبيا حتى توجيه الامم المتحدة الانتقاد لسوريا التي استلهمت الانتفاضة فيها ثورات أخرى في العالم العربي.
وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية ليبيا وأيدت فرض منطقة حظر طيران فوقها لكنها تعاملت مع سوريا بتساهل أكبر.
وعززت تهديدات الاسد مخاوف جيران لسوريا مثل اسرائيل ولبنان والعراق والاردن وتركيا بشأن العواقب الكارثية المحتملة لتغيير النظام في دولة تقع في قلب العديد من الصراعات في منطقة الشرق الاوسط.
وقد يمتد انعدام الاستقرار في سوريا حليفة ايران العربية الوحيدة الى لبنان أو العراق حيث توجد انقسامات طائفية متفجرة. واعتادت اسرائيل منذ وقت طويل على هدوء حدودها مع سوريا وهي تخشى أن ينذر سقوط الاسد بحكام جدد للبلاد لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم. ونزح لاجئون سوريون بالفعل الى لبنان وتركيا التي تخشى أيضا تجدد الدعم السوري للمتمردين الاكراد في جنوب شرق البلاد.
ومازال الاسد يتمتع بدعم كبير من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها في سوريا ومن بعض رجال الاعمال من النخبة في دمشق وحلب ومن مسيحيين واخرين يخشون تقدم الاسلاميين المتشددين الى الصدارة والاهم من ذلك أنه مازال يحظى بدعم قادة قوات الامن والجيش.
وقال معارض كبير في سوريا طلب عدم ذكر اسمه “حتى الان هناك قطاعات في الشعب السوري تقف على الهامش خوفا على حياتها اذا نزلت الى الشوارع أو تراهن على بقاء الاسد.”
وأضاف أن الجامعة العربية أحرجت الاسد بخطة لا يمكنه تنفيذها دون أن تؤدي الى نزول احتجاجات ضخمة الى الشوارع. وقد تعلق الجامعة الان عضوية سوريا وتحيل ملفها الى الامم المتحدة مما يضع ضغطا على روسيا والصين لتغيير موقفيهما.
وقال مصدر بالجامعة العربية ان لجنة وزارية قد تعود الى دمشق حاملة رسالة توبيخ وربما موعدا نهائيا جديدا لتنفيذ الخطة أو تنشر مراقبين من العرب لمعرفة من ينتهك الخطة. ومن غير المرجح على الفور اتخاذ خطوة أكثر صرامة مثل تعليق عضوية سوريا في الجامعة أو توجيه اللوم لها في أعمال العنف.
وقال وحيد عبد المجيد من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة ان الانقسامات في الجامعة العربية تعوق تحركها حيث تعارض الجزائر ولبنان واليمن معاقبة سوريا بينما مازالت دول مثل العراق والسودان وموريتانيا مترددة.
وقال ان هذا الامر يضع الجامعة في موقف حرج وأضاف أنها تعقد اجتماعات لكنها غير قادرة على الفعل.
ويبدو أن القوى الكبرى منقسمة ومترددة أيضا وان اتفقت فيما يبدو على استبعاد التدخل العسكري.
وقال جويجاتي “في مثل هذه الظروف ليس من المستبعد أن تقوم تركيا بتحرك ما بدعم ضمني من واشنطن والعواصم الاوروبية الكبرى.”
لكن تركيا وهي الان منتقد شرس لصديقتها السابقة دمشق لم تفرض بعد عقوبات وعدت بها قبل أسابيع ولم تبعث برسائل واضحة حول فرض حظر طيران فوق سوريا أو فكرة اقامة ملاذ آمن.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو لصحيفة (فاينانشال تايمز) هذا الشهر “نأمل ألا تكون هناك حاجة لهذا النوع من الاجراءات لكن الامور الانسانية مهمة بالطبع.”
وشددت الدول الغربية المشغولة بمصاعب اقتصادية عالمية من اللهجة التي تستخدمها لكنها بخلاف ذلك تبدو في حيرة من أمرها.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين في اشارة لسوريا “يجب أن يعلم هؤلاء الزعماء الذين يحاولون ايقاف المستقبل تحت تهديد السلاح أن أيامهم معدودة” لكنها أقرت صعوبة أي “تحرير” لسوريا على غرار ما حدث في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في نفس اليوم ان تصرفات سوريا بعد خطة السلام العربية “غير مقبولة على الاطلاق” وانه “لم يعد ممكنا الوثوق بها.”
لكن الوزير الفرنسي سار على نهج نظيره البريطاني وليام هيج الذي شجب سياسة سوريا لكنه لم يقدم خطة عمل.
وحث الغرب معارضي الاسد على تشكيل جبهة موحدة ومتماسكة لكن شحادة قال ان هذا أمر غير منطقي بالنظر الى تنوع الافكار بعد سنوات طويلة من القمع.
وقال “هذه ليست معارضة لكنه المجتمع السوري بأسره.”
وقال جوشوا لانديس وهو خبير في شؤون سوريا بجامعة أوكلاهوما ان الاسد قد يبقى في السلطة لسنوات مع عدم وجود خطوات خارجية حاسمة أو بدون نمو معارضة أقوى في داخل سوريا.
وأضاف “اليوم مازالت المعارضة ضعيفة ومازال الجيش السوري له اليد العليا. قد يتغير هذا اذا بدأت المعارضة في تشكيل حركة تمرد حقيقية او اذا شنت تركيا حربا على سوريا بدعم شكل من أشكال التمرد أو اذا حدث تدخل عسكري أجنبي مثلما حدث في ليبيا.
“ولا يلوح أي من هذه الاحتمالات في الافق.”
وأضاف أن مجموعات ميليشيات صغيرة يمكن أن تبدأ في الانتشار وفي مضايقة الجيش السوري والسلطات.
وقال “اذا اكتسبت قوة جذب وتمويلا خارجيا وأسلحة يمكنها أن تتحول الى حركة تمرد حقيقية بمرور الوقت.”
من اليستير ليون