أحداث الأربعاء، 27 أذار 2013
القمة العربية تحتضن الثورة السورية وعلمها
الدوحة – محمد المكي احمد
لندن، دمشق، نيويورك – «الحياة» – في تطور تاريخي وغير مسبوق في تاريخ القمم العربية احتضنت قمة الدوحة امس المعارضة السورية ممثلة بـ «الائتلاف الوطني»، ورفعت علم الثورة الذي اعتمدته المعارضة بديلاً من العلم المعروف للدولة السورية، كما دعا رئيس القمة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو والوفد المرافق الى الجلوس في المقاعد المخصص لسورية، وسط تصفيق الحاضرين. واختتمت القمة اعمالها مساء ببيان ختامي، وقرار عن سورية نص على حق كل دولة في تسليح المعارضة السورية. وتقرر عقد القمة المقبلة في الكويت.
ووصف الخطيب في كلمة تميزت بنبرتها العاطفية قرار الجامعة العربية بمنح مقعد سورية الى الشعب السوري بانه «مبادرة شجاعة». وقال أن «هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وأن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد». وذكر الخطيب انه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان يتم مد مظلة صورايخ «باتريوت» لتشمل الشمال السوري. وأضاف: «ما زلنا ننتظر قرارا من حلف الناتو حفاظا على الأبرياء وأرواح الناس وإعادة المهجرين إلى أوطانهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية». وشدد على ان «شعب سورية هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، وسيتفاهم أبناؤه ليعيشوا مع بعضهم البعض» وقال إن «الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد وعلينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمل ما يجري من المذابح كل يوم».
وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امام القمة والتي القاها نيابة عنه رئيس وفد المملكة ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، اكدت الرياض ان «نظام الأسد ماض قدما في افساد اي مبادرة لحل الازمة سياسيا»، وان «وتيرة القتل والتدمير مستمرة وتحدث امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والنظام السوري يستخدم شتى انواع الاسلحة ضد شعبه». وحذر الملك عبدالله من «انعكاسات خطيرة للازمة السورية على امن المنطقة واستقرارها»، داعيا المجتمع الدولي الى انهاء انقسامه ازاء القضية السورية من خلال دعم المعارضة. وحض على «جمع كلمة الفلسطينيين ونبذ الخلافات في ما بينهم»، مشددا على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه مع حرص المملكة على تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وكان أمير قطر دعا في كلمة افتتاح المؤتمر الى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما اقترح انشاء صندوق خاص بالقدس وأهلها برأسمال بليون دولار تقدم قطر 250 مليونا منها. وشدد على ان موقف بلاده من الازمة السورية «بُني على ثوابت لم تحد عنها وهي أولاً الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سورية الشقيقة أرضاً وشعباً، وثانيا تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة، وثالثاً دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة».
وقال مصدر رفيع المستوى يشارك في اجتماعات القمة لـ «الحياة» أن «اعلان الدوحة» الذي سيصدر في ختام اعمالها اليوم سيدعو الى «اعادة النظر في كل المقاربة الخاصة بالتحرك العربي على المستوى الدولي، واقرار دعم عربي لصمود الشعب الفلسطيني سياسيا وماليا»، كما سيدعو الى ارسال وفود عربية على مستوى عال لزيارة عواصم القرار الدولية وشرح الموقف العربي من عملية السلام.
ودعا الناطق باسم وفد «الائتلاف» خالد الصالح الدول العربية الى اعتراف قانوني بالمعارضة له تبعاته على صعيد التمثيل الديبلوماسي بحيث تتولى هيئات المعارضة مسؤولية الخدمات القنصلية للسوريين في كل الدول.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر القمة ان «مطلبنا الآن لكل الدول العربية أن يتم توزيع المساعدات للسوريين في المناطق المحررة التي تشكل نحو 60 في المئة من الأراضي السورية». وندد بموقف الامم المتحدة التي قال أنها تصر على توزيع مساعدات في مناطق يسيطر عليها النظام. وسئل هل عدل الخطيب عن استقالته، فأجاب: «لا أستطيع القول إنه عدل عن الاستقالة، لكن الهيئة الرئاسية (في الائتلاف) لم تقبلها واحالتها على الهيئة العامة، وغالبية أعضاء الائتلاف ضد الاستقالة ويريدونه أن يواصل قيادة الائتلاف. وآمل أن يعود عن الاستقالة».
ورحب القادة، في جلستهم المسائية، بحسب نص قرار حول سورية تحت عنوان «تطورات الوضع السوري» بشغل «الائتلاف مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة». وعلم أن الجزائر والعراق تحفظتا عن القرار في حين تمسك لبنان بسياسة «النأي بالنفس».
ويجدد القرار «تأكيد أهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع تأكيد حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر». ويشيد «بالجهود المقدرة التي تقوم بها الدول المجاورة لسورية والدول العربية الأخرى، ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية للنازحين»، ويدعو الى «دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة»، كما يدعو الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الأمم المتحدة من أجل اعادة الاعمار في سورية وتأهيل البنية التحتية الأساسية».
ويشير القرار الى استعراض القمة «الوضع البالغ الخطورة الذي تشهده سورية جراء تصعيد عمليات العنف والقتل التي اصبحت تجتاح معظم التراب السوري واستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من قبل النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي وصواريخ سكود لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة، ما زاد من ارتفاع الضحايا بشكل خطير، وأحدث نزوحا بشريا داخل سورية وتدفق آلاف السوريين على الدول المجاورة هربا من العنف الذي لم يستثن حتى الأطفال والنساء الذين تعرضوا لمجازر مرعبة، ما أصبح يهدد بانهيار الدولة السورية، ويعرض أمن وسلامة واستقرار المنطقة للخطر». ويشدد على «رفض تزويد النظام السوري بالاسلحة الفتاكة المستخدمة لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان»، ويؤكد «أولوية الحل السياسي ودعم مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، والموقف الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الاقليمية».
واستنكرت القمة، في بيانها الختامي، استمرار ايران في احتلال الجزر الامارتية الثلاث، ما يهدد الاستقرار في المنطقة، وأكدت حق الامارات الثابت في سيادتها الكاملة على اراضيها وحقها في اتخاذ الاجراءات لضمان سيادتها على جزرها، وأكدت دعم وحدة اليمن ورحبت بمبادرة أمير قطر في شأن انشاء صندوق باسم القدس بمبلغ بليون دولار.
ودعت القمة المجتمع الدولي للعمل الفوري على ارساء السلام العادل والشامل وضمان انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة كافة، ودانت الممار سات الاسرائيلية، ودعت لوقف الاستيطان لاستئناف مفاوضات جادة لحل الصراع العربي – الاسرائيلي. ودعت مجلس الأمن لاتخاذ اجراءات لازمة تكفل عضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة، معلنة رفضها التام لنوايا اسرائيل اعلان دولة يهودية، وطالبت القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل باستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة في شأن المصالحة. واعلنت التضامن الكامل مع لبنان ومساندته سياسيا واقتصاديا، وتوفير الدعم له وحكومته بما يحافظ على الوحدة الوطنية وأمن لبنان واستقراره وسيادته.
الى ذلك قالت مصادر دولية لـ «الحياة» في لندن، ان صدور قرار من الامم المتحدة بشغل المعارضة مقعد سورية في المنظمة الدولية «صعب جدا، لكنه ليس مستحيلا». واشارت الى ان «كثيرا من الدول التي دعمت الائتلاف وخصوصا الافريقية لا تريد تسجيل سابقة في ان تشغل معارضة مقعد دولة ما، اضافة الى معارضة روسيا والصين ذلك». ورأت المصادر في تأكيد القمة العربية في الدوحة على دعم مهمة الابراهيمي «مؤشرا الى عدم اغلاق الباب تماما امام دوره». واشارت الى ان الامم المتحدة سحبت ممثل الابراهيمي في سورية السفير مختار لماني الى القاهرة «بسبب المخاطر الامنية الاخيرة».
وقالت المصادر ان مجلس الامن بحث امس في مهمة «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) في الجولان، باعتبار ان بعض الدول مثل كرواتيا تريد سحب جنودها بعد تقارير عن وصول اسلحة كرواتية الى المعارضة السورية. واشارت الى ان تمسك النمسا بقواتها في «اندوف» وان احد اسباب تشددها داخل الاتحاد الاوروبي في رفض تسليح المعارضة هو حرصها على مهمة القوات الدولية. ونقلت عن مسؤولين نمسويين قولهم لنظرائهم الفرنسيين والبريطانيين: «اذا صدر قرار برفع الحظر الاوروبي عن السلاح، فان النمسا ستسحب قواتها فورا».
وفي نيويورك، كلفت الأمم المتحدة الخبير السويدي آيك سيلستروم ترؤس بعثة فريق التحقيق الدولي في «ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي» في سورية، وأكدت أنها «تعمل على تحديد إطار عمل البعثة وتركيبتها وتسعى لإرسال خبرائها الى سورية في أسرع وقت».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن «سيلستروم عمل سابقاً رئيساً لمفتشي بعثة آنسكوم لنزع الأسلحة في العراق، وأنه يرأس حالياً «المركز الأوروبي للدراسات المتقدمة» في شؤون الأمن والمتفجرات الكيماوية والنووية والبيولوجية في السويد.
وعلى الصعيد الميداني، افاد نشطاء بسقوط قتلى بانفجار حافلة صغيرة وقع في حي ركن الدين في دمشق، قرب مبنى هيئة الامداد والتموين التي أعلن رئيسها اللواء محمد خلوف انشقاقه عن النظام الاسبوع الماضي. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط قتلى نتيجة قذائف هاون في مناطق عدة في وسط العاصمة بينها قرب مبنى وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مع استمرار لعمليات قصف الهاون المستمرة منذ يوم الاحد الماضي.
وتحدث معارضون عن اعدام قوات النظام ثمانية من ابناء دير الزور على حاجز المليبية في الحسكة في شمال شرقي البلاد، ذلك بعد تعرضهم لتعذيب وفق ما تضمنه فيديو بثته المعارضة. كما سقط قتلى بقصف على بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. واعلن «الجيش الحر» انه استهدف مساء امس «قصر المؤتمرات» عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي بعدد من قذائف الهاون.
إسرائيل: المصالحة مع تركيا ضرورة في ظل تعقيدات الوضع في سورية!
القدس المحتلة – آمال شحادة
القنبلة» التي فجرها الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل إقلاع طائرته من المطار الإسرائيلي، بإنجاز مصالحة بين إسرائيل وتركيا، جاءت في الوقت الذي كان يبحث فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن سلم ينزل فيه عن الشجرة التي صعد إليها برفضه المطالب التركية، بعد أحداث سفينة مرمرة، وفي مقدمتها الاعتذار عن مقتل تسعة أتراك.
خطوة أوباما التي اعتبرها الأميركيون إنجازاً كبيراً جعل زيارته ناجحة، لم تكن مجرد أوكسجين لنتانياهو يساعده على تنفس الصعداء، إنما شكلت دعماً كبيراً لموقفه من ضرورة مواجهة المخاطر المتصاعدة ضد إسرائيل على مختلف الجبهات، التي أطلقها في الفترة الأخيرة من حكومته السابقة ووصلت ذروتها عشية الانتخابات البرلمانية لتصبح مع تشكيل حكومته الجديدة واحدة من اهم أهداف هذه الحكومة. فلا يختلف إسرائيليان على أن توقيت المصالحة ليس صدفة في هذا الوقت بالذات، إذ إن تركيا تلعب دوراً مهماً وأساسياً في الأحداث السورية وهذا الدور سيزداد بدرجة كبيرة في المستقبل، في عهد ما بعد الأسد عندما تبدأ الترتيبات الجديدة المعدة لسورية.
وقد عجل من الرغبة الإسرائيلية في إغلاق ملف الخلافات مع تركيا، تصاعد المواجهات الداخلية في سورية واقترابها من حدود وقف إطلاق النار مع إسرائيل. فقد تزايدت حالات إطلاق القذائف باتجاه القوات الإسرائيلية في الجانب المحتل من هضبة الجولان. وفي يوم الأحد الأخير، تحولت هذه القذائف إلى صواريخ، أطلق خلالها الجيش الإسرائيلي صاروخاً من طراز «تموز» تسبب في تدمير موقع للجيش السوري وقتل جنديين. وجاء هذا الحادث ليدعم موقف نتانياهو ومن يقف وراءه في أهمية التقارب مع تركيا. وقد استخدمه نتانياهو للرد على الأصوات الإسرائيلية التي انتقدته على محادثته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان واعتبرت الاعتذار الإسرائيلي «تنازلاً بخساً وامتهاناً للكرامة الإسرائيلية».
إضعاف لإيران وسورية
لكن المقربين من نتانياهو اعتبروا ما فعله أوباما بالتنسيق مع تركيا وإسرائيل هو لعبة حرب اسمها سورية. وقالوا بشكل واضح إن الاعتذار لتركيا ينبع من تفكك نظام بشار الأسد في موازاة التنسيق الذي تطالب الولايات المتحدة به مع كل ما ينطوي عليه ذلك. وأضاف مسؤول في مكتب نتانياهو إن قرار المصالحة اتخذ انطلاقاً من الفهم والرغبة في إنهاء الأزمة مع تركيا. «وقد اعتذرت إسرائيل عن الأخطاء العملياتية التي وقعت في مرمرة على أساس حقيقة أنه في الشرق الأوسط شبكة العلاقات بيننا وبين تركيا هي ذات أهمية كبيرة في ما يتعلق بسورية وغير سورية».
في الحكومة الإسرائيلية الجديدة إجماع على أهمية مصالحة تركيا لحاجة توثيق علاقات كهذه، في ظل الأوضاع التي تعصف في المنطقة. وكما قالت الوزيرة تسيبي لفني فإن هذه الخطوة تشكل أهمية اسـتراتيجية وأمنية لإسرائيل. ورأت أن الأوضاع في المنطقة تتطلب تشكيل تحالفات جديدة، كالتحالف بين إسرائيل وتركيا، لمواجهة المخاطر المتصاعدة في المنطقة والتغيرات الإقليمية المحيطة.
والتحالفات الجديدة باتت مطلباً بارزاً بين الإسرائيليين، إذ تتعالى الأصوات الداعية إلى توسيع هذه التحالفات في المنطقة وإعادة النظر في شبكة العلاقات مع الدول المجاورة، لمواجهة المخاطر المتصاعدة، وسورية تشكل هدفاً مركزياً لهذه التحالفات باعتبار أن إضعافها يعني إضعاف إيران وكذلك «حزب الله». ومع تزايد التخوفات الإسرائيلية من الأوضاع في سورية جاءت هذه المصالحة، فالأزمة تحتدم وسورية تتفكك ومخزون الأسلحة المتطورة بدأ يخرج من سيطرة الجيش السوري، والخطر الأكبر، بالنسبة إلى إسرائيل، أن تسقط بأيدي تنظيمات إرهابية أو أن تنقل إلى «حزب الله» في لبنان، كما يؤكد مسؤولون أمنيون وسياسيون.
ووضع كهذا ترفضه إسرائيل، بل أعلن مسؤولون فيها بشكل واضح أنها ستعمل على إحباطه بالقوة. وبعلاقة جيدة مع تركيا ومساندة خارجية من الرئيس الأميركي يكون تنفيذ العملية أسهل وأفضل لأنها ستكون بتأييد أميركي ودعم تركي.
وزير الدفاع الجديد، موشيه يعالون، الذي شغل خلال السنوات الثلاث الماضية منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية، لم يفعل شيئاً في حينه لدفع عملية المصالحة مع تركيا، ولكنه وجد نفسه مرحباً بها هذه المرة، على رغم أن تركيا لم تتراجع عن مطالبها. واعتبر يعالون، وهو يتحمل المسؤولية الأولى عن ضمان امن إسرائيل، أن الأوضاع في سورية سبب قوي لمثل هذه المصالحة وأن تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمنطقة يخرجها من حال العزلة ثم يجعلها داخل تحالفات تقويها في حملتها لمواجهة ما تعتبره مخاطر متصاعدة ضدها. فيعالون وأجهزة الأمن والقيادتان العسكرية والسياسية في إسرائيل يدركون تماماً أن في التحالف مع تركيا واستئناف التنسيق الأمني مصلحة كبيرة لإسرائيل، في ضوء تفكك سورية وترسخ عناصر الجهاد العالمي خلف الحدود، وفق التقويم الإسرائيلي.
صداقة ضرورية
الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي عاموس جلبواع الذي شغل منصب مساعد رئيس وحدة الاستخبارات للأبحاث العسكرية، يرى أن استئناف العلاقة مع تركيا في السياق الإقليمي – الاستراتيجي والاعـتذار مؤشران إلى تغلب الاعتبار الاسـتراتيـجي على الـكبرياء لدى نتانيـاهو.
وكان جلبواع واضحاً في ربطه بين المصالحة مع تركيا والملف السوري والرئيس الأميركي، المحرك لهذه المصالحة. يقول:» المحيط الإقليمي تغير تماماً. والسياسة التي أعلن عنها أوباما في القاهرة قبل أربع سنوات، وتميزت بعناقه للعالم العربي والإسلامي في مقابل ترك أصدقاء الولايات المتحدة انطلاقاً من الإيمان بأن المسلمين سيشكرون أميركا، في ظل القناعة بأن وقف المستوطنات سيدفع إلى الأمام بالاستقرار في الشرق الأوسط، هذه سياسة انهارت وتحطمت. والمنطقة اليوم تشتعل والصديقة شبه الوحيدة للولايات المتحدة في المنطقة هي إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن لأوباما أن يستقبل فيها كملك. هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يوجد للولايات المتحدة فيه سهم آمن يحقق الأرباح»، يقول جلبواع. ويشير إلى أن توتر العلاقة بين إسرائيل والدولة الصديقة الثانية لأميركا في المنطقة، تركيا، يجعل الوضع معقداً بالنسبة إلى واشنطن، في ظل الأوضاع الإقليمية ويضيف: «التعاون بينهما ضروري لمعالجة المشكلة الفورية والأكثر اشتعالاً في المنطقة، وهو الحريق في سورية».
والمصالحة التركية التي تعود في المصلحة لإسرائيل من الناحيتين الاستراتيجية والأمنية، ليست الخير الوحيد الذي جلبته زيارة أوباما. فوفق الجنرال الإسرائيلي هناك أربعة أمور جلبتها هذه الزيارة لإسرائيل، عموماً، ونتانياهو بشكل خاص وهي:
> العلاقات الشخصية الوثيقة بين أوباما ونتانياهو. هذه علاقة كلها مصلحة وطنية أميركية، ولهذا فإنها ستصمد وهي ليست بمثابة «ملاطفة لغرض الصفعة».
> الدعم الأمني والمالي البعيد المدى كي تحصل إسرائيل على ما يكفي من القوة لمواجهة التهديدات وحدها عند الحاجة، فيما تدعمها الولايات المتحدة وتشكل لها سنداً قوياً لها.
> استئناف العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، وهذا مهم أولاً وقبل كل شيء للولايات المتحدة.
> منح حرية عمل سياسي واسع لإسرائيل في المسيرة السياسية في ظل تحديد حدود الجبهة: من جهة اعتراف فلسطيني بحق وجود إسرائيل كدولة يهودية، لا شروط للمفاوضات التي ينبغي أن تؤدي في نهاية المطاف إلى قيام دولة قومية فلسطينية ذات قدرة على عيش وحدود «قابلة للترسيم»، والأمن لمواطني إسرائيل هو العنصر المركزي والحيوي في كل تسوية. ومن الجهة الأخرى، وقف الاحتلال ووقف استمرار السيطرة على الشعب الفلسطيني.
أما البروفسور أيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فيرى أن المصالحة التركية – الإسرائيلية تساهم بشكل إيجابي في دعم المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين، وسورية تبقى المصلحة الأكبر. ويشير زيسر إلى أهمية المصالحة أيضاً في جانب حقول الغاز في أنحاء الحوض الشرقي من البحر المتوسط. إذ إن التعاون مع تركيا على استغلال الحقول في المساحة التركية أو التعاون على بيع الغاز الإسرائيلي بأنابيب إلى أوروبا عن طريق تركيا أمر مهم للدولتين.
ويرى زيسر أن سورية وإيران هما القضيتان الساخنتان لدى تركيا وإسرائيل، وهذا بحد ذاته يعطي أهمية لهذه المصالحة ويقول:» الثورة في سورية، التي راهن عليها أردوغان، لم تنتقل إلى أي مكان وأصبحت هذه الدولة مستنقعاً أخذت تركيا تغرق فيه، من دون أن يدرك أردوغان كيف يفضي إلى إسقاط بشار الأسد، كما لا يعرف كيف يعالج تهديد السلاح المتقدم، الذي قد يقع في أيد غير مسؤولة، ولا يعرف كيف يعالج اليقظة الكردية في سورية، ولا يعرف آخر الأمر كيف يمنع سقوط سورية في أيدي مجموعات جهادية متطرفة إذا انهار نظام بشار الأسد».
أما من جهة إيران فيرى زيسر أن:» الربيع العربي والزعزعة التي أصابت الشرق الأوسط على أثره كشفا بل عمقا الهوة بين تركيا وإيران. فالدولتان تتصارعان على التأثير وعلى السيطرة في العراق وسورية والساحة الفلسطينية وفي لبنان أيضاً».
قمة الدوحة: الخطيب يلقي كلمة سورية .. وفلسطين قضية العرب الأولى
بيروت، دمشق – “الحياة”، ا ف ب
افتتحت في الدوحة أعمال القمة العربية في دورتها العادية 24 بحضور 16 ملكاً واميراً ورئيساً، وبغياب قادة ست دول إنتدبوا ممثلين عنهم.
وألقى الكلمة الاولى عن العراق، رئيس الدورة السابقة، في الجلسة العلنية نائب الرئيس خضير الخزاعي مسلماً الرئاسة الحالية إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
الخزاعي عرض أبرز ما أنجزه العراق خلال رئاسة الدورة، مقترحاً بنقل مؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سورية.
من ناحيته، أكد أمير قطر أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، دعياً إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس واتفاق الطرفين على إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، ويحضرها من يشاء من الدول العربية.
وشدد على ضرورة انشاء صندوق بقيمة بليون دولار لصالح القدس، معلناً مساهمة بهبة قيمتها 250 مليون دولار.
بدوره أشار الأمين العام لجامعة الدول نبيل العربي إلى ضرورة مشاركة الدول العربية في تقديم تعهدات مالية لمؤتمر المانحين الدوليين لإعادة الأعمار والبناء في دارفور، مؤكداً على تواصل الجامعة دعمها لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة، مؤكداً أن جوهر الصراع في المنطقة كان وسيظل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.
ودعا العربي إلى توفير الدعم للإبراهيمي الممثل اللأممي المشترك ليواصل جهوده في التوصل إلى تحقيق التوافق الدولي والإقليمي، مشيراً إلى أن خيار التسوية السياسية للأزمة السورية هو الخيار الذي يجب التمسك به.
ومن جهته، كشف الرئيس المستقيل لـ “الائتلاف السوري” المعارض معاذ الخطيب أنه طلب من الولايات المتحدة خلق منطقة آمنة في شمال سورية من خلال مظلة باتريوت، محملاً حكومة بشار الأسد مسؤولية ما وصفه برفضها حل الأزمة.
ولفت الخطيب، بعد منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة السورية، إلى قوله لمسؤول اميركي “نحن لا نخجل من أن نعلن مساعدات الاغاثة الأميركية التي تقدر ب 365 مليون دولار لكن ما ننتظره من أميركا أكبر من ذلك”، موجهاً الشكر إلى العديد من الدول خاصة قطر والمملكة العربية السعودية ولبنان وكردستان العراق و”كل جندي مجهول” ساعد الثورة السورية.
كما طلب الخطيب بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الامم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا ان الشعب السوري سيقرر من سيحكمه “لا اي دولة في العالم”.
من ناحيته، وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال إلقاء كلمة بلاده في اجتماع قمة الدوحة، والتي تشارك فيها تركيا كمراقب، التحية على خطوة تسليم القمة العربية الائتلاف السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية.
ورأى أوغلو أن ذلك “يساهم في وقف نزيف الدم السوري وتشجيع دول أخرى على تقديم الدعم لسورية، وإشارة إلى النظام السوري بأنه لم يعد مقبولاً منه أن يتحدث باسم الشعب السوري”، مشدداً على أن أنقرة “ستسعى لحصول الحكومة السورية المؤقتة على مقعد سورية في الأمم المتحدة”.
في إطار متوازن، اعتبر الاعلام السوري أن “السطو” على مقعد سورية في الجامعة العربية ومنحه إلى المعارضة السورية “جريمة قانونية وسياسية واخلاقية” و”استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف”.
وأشارت صحيفة “تشرين” الحكومية ” الى ان الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”.
وجاء في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم “يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل”.
واعتبرت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة ان القرار “يمهد حكما ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم”، واستدركت الصحيفة ان سوريا “ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها… حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية”.
ومن المقرر ان تستمر أعمال القمة الرابعة والعشرين التي تعقد تحت شعار ” الأمة العربية : الوضع الراهن وآفاق المستقبل” اليوم وغداً الاربعاء .
إيران: تخصيص مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة “خطير“
دبي – رويترز
انتقدت إيران جامعة الدول العربية لسماحها لزعيم المعارضة السورية بشغل مقعد سورية الشاغر في القمة السنوية للجامعة، ووصفت ذلك بـ”السلوك الخطير”.
ونقلت وكالة “الطلبة” الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن “تخصيص مقعد سورية في الجامعة العربية لأولئك الذين لا يحظون بدعم الشعب، يؤسس نموذجاً من السلوك الخطير للعالم العربي، يمكن أن يمثل سابقة جديدة لأعضاء آخرين في الجامعة العربية في المستقبل”.
ورأى أن “هذه الإجراءات ستضع نهاية لدور المنظمة في المنطقة”.
قمة الدوحة استعادت سوريا بخطيبها
وأقرّت حق الدول في تسليح المعارضة
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
الخطيب دعا أميركا إلى نشر “الباتريوت” في سوريا وحلف الأطلسي رفض
في نصر ديبلوماسي مهم لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، منحت القمة العربية في دورتها العادية الـ24 التي انعقدت في الدوحة امس مقعد سوريا في جامعة الدول العربية الحالي منذ 2011 للائتلاف الذي جلس رئيسه احمد معاذ الخطيب للمرة الاولى في المقعد المخصص للجمهورية العربية السورية ورفع أمامه “علم الاستقلال” المثلث النجوم الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري ذي النجمتين. واصدرت القمة “اعلان الدوحة” الذي اعترف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري في ظل تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه عن الأمر، وأكد حق الدول في تسليح المعارضة. أما النظام السوري، فوصف عبر وسائل اعلامه قرارات القمة بأنها “جريمة قانونية وسياسية واخلاقية”.
وخلال افتتاح القمة، دعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الائتلاف والوفد المرافق له والمؤلف من رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو ونائبة رئيس الائتلاف سهير الاتاسي ورئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا الى الجلوس في مقعد سوريا على وقع التصفيق ترحيباً بهذا القرار التاريخي. وقال ان “التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما سيشهد على من خذله”.
وقال الخطيب في كلمة القاها أمام القمة إنه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تساعد القوات الأميركية في الدفاع عن مناطق في شمال سوريا تسيطر عليها المعارضة بصواريخ “باتريوت” ارض – جو المنتشرة الآن في تركيا. لكن حلف شمال الأطلسي سارع الى رفض هذا الطلب. (راجع العرب والعالم)
واكد الخطيب ان الشعب السوري هو الذي سيقرر من سيحكمه “لا اي دولة في العالم”، مطالبا بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الامم المتحدة بعد مقعدها في الجامعة العربية. وشدد على ان الشعب السوري “يرفض وصاية اية جهة في اتخاذ قراره”، كما اشار الى سعيه الى توسيع الائتلاف الوطني وتحويله الى “مؤتمر وطني”.
لكن لوحظ ان الخطيب لم يدع الى الصورة التذكارية للزعماء التي سبقت افتتاح القمة التي دعيت اليها تركيا من دون ايران على عكس ما جرت العادة.
“اعلان الدوحة”
وشدد “اعلان الدوحة” الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض ان تستمر حتى الاربعاء لكنها اختصرت في يوم واحد، على “اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كاولوية للازمة السورية مع التاكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها في تقديم كل وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر”.
ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسوريا “بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سوريا”.
ودعت القمة في قراراتها الختامية الى “عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار فى سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر”.
وطالبت نحو 70 شخصية سورية معارضة بينها ميشال كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، في رسالة بعثت بها الى القمة العربية الثلثاء بـ”التخلي عن مشروع الحكومة”، منتقدة من دون تسميتهم “الاخوان المسلمين” بسبب “سيطرتهم الاستعبادية” و”الهيمنة العربية والاقليمية المتنوعة” على قرار المعارضة.
الى ذلك، تبنت القمة اقتراحي قطر عقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأس مال يبلغ مليار دولار. وسبق لقطر ان اعلنت في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق.
وجاء في قرار خاص ان الصندوق سيعمل على “تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار”.
كما قررت القمة تأليف وفد وزاري عربي برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعضوية كل من الاردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والامين العام للجامعة العربية، في نهاية نيسان، لاجراء مشاورات مع الادارة الاميركية في شأن عملية السلام.
ووافقت القمة ايضا على انشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان وتكليف لجنة قانونية اعداد النظام الاساسي للمحكمة.
دمشق
وفي دمشق، علقت صحيفة “تشرين” على منح القمة العربية مقعد سوريا للائتلاف المعارض فكتبت: “ان هذا السطو الذي قامت به مشيخة قطر ومن معها من انظمة العمالة والخيانة من الانظمة العربية الرجعية من تمكين “ائتلاف الدوحة” بعضوية الدولة السورية … انما هو جريمة قانونية وسياسية واخلاقية”.
واعتبرت صحيفة “الوطن” الخاصة المقربة من السلطة ان القرار “يمهد حكماً ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة الى المعارضين الذين تختارهم”، مشيرة الى ان لا دولة تخلو “من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة”.
وكتبت صحيفة “الثورة” الحكومية في افتتاحيتها: “اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا لتحاكم العروبة ومن انتمى اليها”. ولفتت الى ان السوريين “ليسوا قلقين من مهاترات الأعراب، ولا من صوت نعاجهم، وليسوا جزعين من صدى الصوت الاسرائيلي والاميركي في قاعات القمة الأعرابية، بلكنة المشيخات كان، ام بلون دولارات النفط”.
الوضع الميداني
ميدانياً، اوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان ثلاثة اشخاص قتلوا في انفجار اوتوبيس مفخخ فجره انتحاري في حي ركن الدين بشمال دمشق.
ونقلت قناة “الاخبارية” السورية عن شهود “ان تفجير السيارة تم بالقرب من هيئة الامداد والتموين في شارع برنية” التابعة للجيش السوري.
وقتل اربعة اشخاص بينهم طفلة وجرح آخرون اثر سقوط قذائف في احياء بوسط العاصمة السورية، استناداً الى “سانا” التي اشارت الى سقوط احداها في محيط مقر الوكالة في حي البرامكة، وغيرها على مجمع مدارس في المنطقة عينها.
وفي محافظة الحسكة، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 11 مقاتلا معارضاً قتلوا اثر “مكمن نصبته لهم القوات النظامية في قرية الميلبية”.
وفي حمص، استعادت القوات النظامية السورية فجرا السيطرة على حي بابا عمرو في المدينة بعد اقل من ثلاثة اسابيع من دخول مقاتلي المعارضة إياه.
القصف ينافس القمّة
تيم الشامي
استطاعت قذائف الهاون سرقة الاهتمام من كلمة معاذ الخطيب في قمة جامعة الدول العربية، ويأتي سبب الذعر لإطلاقها في توقيتٍ واحد، حيث تركز القصف داخل العاصمة في منطقتين، الأولى محيط قيادة الأركان وآمرية الطيران في ساحة الأمويين لليوم الثاني على التوالي وإن كان المدى أبعد من اليوم السابق أما الثانية فكانت بالمنطقة المحيطة بساحة العباسيين حيث يوجد فرع للاستخبارات الجوية، وعلى بعد أقل من كيلو متر منه إدارة التسليح بالقرب من باب شرقي.
القذائف في المنطقة الأولى سقطت على دفعتين، الأولى أصابت مدرسة ابتدائية مجاورة لمدينة تشرين الرياضية في البرامكة، وأخرى بالقرب من مدرسة المتفوقين في منطقة البختيار القريبة من كفرسوسة دون أضرار، وأخرى في المنطقة ذاتها بالقرب من نقابة المعلمين، وثانية على سطح أحد الأبنية السكنية، وفي النهاية قذيفة أصابت طريق سيارات مجاوراً لدوار كفرسوسة.
الدفعة الثانية كانت أكثر إحداثاً للضجيج الإعلامي والشعبي، حيث أدت إحدى قذائفها الى سقوط إصابات، بالقرب من بناء وكالة سانا للأنباء، والذي يقع في نقطة ازدحام في البرامكة، وأخرى قريبة منها (حوالي 100 متر) عند مدخل جسر الرئيس بالقرب من دائرة شؤون الطلاب المركزية في جامعة دمشق، وثالثة عند كافتيريا المعلمين (كلية الحقوق)، كما وقعت قذيفة رابعة بين كلية الفنون الجميلة وكلية العلوم (البيولوجيا)، وأخرى في ساحة مشفى التوليد القريبة، وبالقرب منها الأخيرة أمام إدارة الزراعة.
الملفت أنه وبالرغم من حيوية المكان واحتوائه على مؤسساتٍ ومبانٍ حكومية وجامعات، إلا أنها لم تتمكن من التأثير على حركة المرور بشكلٍ كبير، حيث يؤكد سامي (طالب في الفنون الجميلة) الذي حضر إلى المكان بعد سقوط القذائف بحوالي الساعة أن حركة السير والمشاة كانت طبيعية نسبياً، “باستثناء خفة الازدحام في بعض الكليات بحكم توقف الدوام إثر القصف الذي تعرضت له” كما هو الحال في كلية الهندسة المدنية.
ورغم اتهام البعض للنظام، إلا أن الفاعل بدا واضحاً لمعظم قاطني دمشق الغاضبين من وقوع منازلهم وأعمالهم ضمن مجال قصف “الجيش الحر”. ويقول أحمد من حي الميدان والذي كان في عمله في البرامكة عند القصف “نجوت من الاعتقال والقتل على يد النظام، تضحكني فكرة أن أقتل على يد الجيش الحر بعد وقوفي الطويل إلى جانب الثورة”.
أما محور القصف الآخر فتمثل بالمناطق المحيطة بساحة العباسيين المحاذية لجوبر والتي تشهد اشتباكات وقصفا متبادلا بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، حيث سقطت قذيفة بالقرب من إدارة التسليح المقابل للباب الشرقي للمدينة القديمة، وقذائف أخرى في المنطقة التي تقع بين السور القديم والطريق المؤدي إلى دويلعة وجرمانا.
المناطق التي تحسب على أنها موالية للنظام عادة في ريف دمشق لم تسلم من القصف، حيث تعرض حي النهضة في جرمانا لقذيفة، الأمر الذي لم يثر استغراب أو ذعر أليس القاطنة هناك، وتقول “مرت علينا أيام أسوأ، قذيفة واحدة لا تذكر مقارنة بتعرضنا سابقاً لصاروخ طائرة حربية قيل أنه أطلق بالخطأ”.
ثلاث قذائف أخرى سقطت في مخيم اللاجئين الفلسطينيين المحاذي لجرمانا، في حين تعرضت ضاحية الأسد لعدة قذائف، إحداها أصابت بقالية وتسببت بإصابة صاحبها وابنه العراقيين، وأخرى انفجرت في حديقة أحد المنازل، ويقول حسين القاطن على بعد أقل من 100 متر من مكان وقوع القذيفتين “لم نعتد أن تصيب قذائف الهاون هذا الجزء من الضاحية، عادة تصيب المناطق المرتفعة بسبب قربها من القطع العسكرية المجاورة لنا، ووقوعها ضمن مجال رمي كتائب الجيش الحر ولواء الإسلام الموجودة في دوما وحرستا”.
أياً كان موقف السوريين من الثورة أو النظام، إلا أن القصف العنيف الذي يوجد شبه إجماع على كونه صادرا عن الجيش الحر وغيره من الكتائب المسلحة المعارضة للنظام قد أثر بشكلٍ كبير على مصداقيتهم وسمعتهم، خصوصاً مع تزامنه مع المواقف الجريئة التي بدرت عن رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب، والتي أعادت تسليط الضوء على الأجندات الخارجية التي تسير عمل الكثير من الكتائب المسلحة في سورية، ومنها تلك التي تقف على أعتاب العاصمة.
موت على حدود تركيا
محي الدين عبد الرزاق
ممارسات يصفها النازحون السوريون إلى تركيا بالقاسية والعنيفة فهي لا تقل قسوة عن نظامٍ أجبرهم على النزوح وتركوا كل ما يملكون لينجوا بحياتهم وحياة أطفالهم، ففي سابقة هي الأولى من نوعها أقدم أحد عناصر الدرك التركي على إطلاق النار على امرأةٍ كانت تحاول اجتياز الشريط الحدودي السوري في قرية عقربات السورية ليرديها قتيلة أمام أطفالها الصغار.
يقول أحد الأشخاص الذين التقينا بهم في مشفى الريحانية التركية أنه “قد تم إطلاق النار مباشرة على السيدة نسوب رشيد العزو وهي من سكان بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بينما كانت تعبر الحدود السورية التركية هي وأطفالها الأربعة”، ويضيف: “تم بعد ذلك إسعافها إلى مشفى الريحانية ولكن وافتها المنية هناك ولم يتمكن الأطباء من فعل أي شئ لها”، ويخبرنا الناشطون أن الممارسات التي يقوم بها الدرك التركي باتت لا تعد ولا تحصى، وأن الوضع بات مزرياً للغاية هناك.
وفي هذا السياق حدثتنا إحدى الأسر التي نزحت إلى تركيا أنها ذاقت العديد والعديد من أنواع الذل والإهانة من الدرك التركي فتم الإبقاء على أفراد الأسرة، من الساعة 12 ظهراً وحتى الواحدة فجراً قبل أن يستطيعوا العبور إلى الأراضي التركية بعد عناء وجهد شديدين، وكما قال لنا أبو محمد فهو تمنى الموت ألف مرة من شدة ما رأى مؤكداً أن الأمر لا يقتصر على الدرك التركي فحسب، بل يتعداه إلى “تجار الدم” كما وصفهم أو “المهربين، الذين يتلذذون باستغلال الناس” ناهيك بسرقة أمتعته وحقائبه التي يحملها وعائلته، فيما أوضحت زوجته بأنهم وخلال محاولتهم اجتياز الشريط الحدودي للمرة الأولى، فقد تم إطلاق النار عليهم بشكلٍ مباشر، ولو أن الطلقة أصابتهم لكانوا اليوم في عداد الموتى، كما نوهت إلى أن التشديد الأمني كان قاسياً جداً، ليطرح التساؤل من الهدف وراء ذلك، ومصير العائلات التي تنزح وبكثرة بشكلٍ يوميٍ من سوريا في ظل الوضع المأساوي هناك.
وإن بقي الحال على ما هو الآن فيبشر بكارثة أخرى إنسانية سيجنيها الشعب السوري بين القصف والموت بالرصاص التركي. أسئلة معلقة في انتظار مسؤولية الجيش السوري الحر عن الإشراف على عبور المواطنين من تركيا وإليها وتأمين الممرات الآمنة لهم، ومسؤولية الحكومة المؤقتة التي أعلنت نفسها بالدرجة الأولى حكومة للمناطق “المحررة” في شمال سوريا.
سـلـب مقـعـد دمشــق وتبنــي علــم المعـارضــة وتسـويـقـهــا دوليــاً وتسـلـيـحـها
قمة الدوحة تشرّع الفوضى السورية .. والعربية!
كسرت القمة العربية في الدوحة أمس الاعراف السياسية والديبلوماسية التي كانت تشكل الحدود الدنيا للعمل العربي المشترك، حيث كرس الزعماء العرب تحت الرعاية القطرية، مسيرة طرد سوريا، الدولة المؤسسة للجامعة، من عضويتها في الجامعة، وجرى منح وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المقعد المخصص للدولة السورية كما غيروا علمها، في سابقة في تاريخ العرب المعاصر، تفتح الباب امام الانظمة العربية المختلفة كلما تنازعت الى سلب الشرعية والتمثيل السياسي من بعضها البعض.
كما أن الدول العربية ومن مثلها في قمة الدوحة، باستثناء لبنان والجزائر والعراق، تبنوا الدعوة إلى تسليح المعارضة، ما ينذر بسفك المزيد من الدماء والدمار في سوريا.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في العاصمة القطرية لـ«السفير» ان وظيفة قمة الدوحة كانت سورية بامتياز، وقد حصلت سابقة في تاريخ جامعة الدول العربية عندما تم تغيير العلم السوري وتحديد من يمثل دولة عربية ذات سيادة. وأضافت ان «الموال القطري» يقضي بالذهاب من خلال هذا التثبيت القانوني العربي إلى الأمم المتحدة، من أجل فرض واقع قانوني دولي مماثل باستبدال العلم السوري وتعيين ممثل لـ«الحكومة» السورية المزمع تشكيلها، وبناء على طلبها، ما يؤدي عمليا إلى طرد ممثل سوريا الحالي في الأمم المتحدة بشار الجعفري.
وأشارت المصادر إلى أن المساعد السياسي للأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان كان شريكا كاملا للقطريين في قمة الدوحة في إدارة الملف السوري من ألفه إلى يائه.
وأوضحت المصادر أن «هذا السيناريو القطري دونه عقبات كثيرة، في مجلس الأمن (الموقفان الروسي والصيني)، فضلا عن اعتبارات متصلة بالقانون الدولي». وأشارت الى أن الوفد السوري المعارض عبر عن انزعاجه علنا من موقف لبنان في القمة بالنأي بالنفس عن القرار المتعلق بسوريا. وقالت ان الوفد الرئاسي اللبناني حرص على عدم إجراء أي لقاء ولو عرضي مع الوفد السوري المعارض المشارك في القمة، «مع تشديده على احترام ميثاق جامعة الدول العربية، ودعوته الجهات السورية المتعارضة إلى الامتناع عن استعمال لبنان وأراضيه للأعمال العسكرية». ونفت ما تردد في بعض وسائل الإعلام بأن وزير خارجية لبنان عدنان منصور قد غادر قاعة القمة أثناء إلقاء معاذ الخطيب كلمته.
وتحول أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى ما يشبه الوصي على «الائتلاف» المتشرذم، ومرر خلسة موضوع إجلاس رئيسه احمد معاذ الخطيب في المقعد المخصص لسوريا، حيث «استأذن» القادة العرب الموافقة على هذا الأمر ما ان تسلم رئاسة القمة من نائب الرئيس العراقي خضر خزاعي. وجلس خلف الخطيب «رئيس الحكومة الموقتة» غسان هيتو وسهير الاتاسي وبرهان غليون وجورج صبرا.
وألغت قطر بإجلاسها الخطيب في مقعد سوريا، كل الاعتراف بوجود القوى المعارضة الأخرى، كما أنها سمحت بذلك بتغيير علم الجمهورية العربية السورية. ولم يأبه حمد إلى أن «الائتلاف» لا يمثل جميع قوى المعارضة السورية، في وقت يواجه «الائتلاف» حالة تشرذم تجسدت بإعلان الخطيب نفسه استقالته من رئاسته وتعليق عدد من قياداته عضويتهم فيه بسبب اعتراضهم على انتخاب غسان هيتو «رئيسا للحكومة الموقتة».
وخرقت قمة الدوحة احد ابرز بنود ميثاق الجامعة العربية. وجاء في المادة الثامنة من الميثاق «تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقا من
حقوق تلك الدول، وتتعهد ألا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام فيها».
كما خرقت المادة 18 التي جاء فيها «إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها، أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة. ولمجلس الجامعة أن يعتبر أية دولة لا تقوم بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إليها». وتجاوزت القمة مبدأ التوافق في الجامعة مع تخطي تحفظات العراق والجزائر عن القرار الخاص بسوريا.
ولا يأتي في أي من بنود ميثاق الجامعة ذكر لموضوع تسليم أي مجموعة معارضة مقعد الدولة التي تنتمي إليها في القمم العربية. وما زالت تسع دول في الجامعة تقيم علاقات ديبلوماسية مع سوريا، وهي لبنان والجزائر والسودان والأردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عمان وفلسطين.
ولم يغط التلفزيون الحكومي السوري اجتماع الجامعة العربية في قطر، وعرض برنامجا عن مساحيق التجميل للمرأة، بينما شنت الصحف السورية هجوما على الجامعة العربية.
ومنذ لحظة افتتاح القمة الـ24، ظهر توجه القادة العرب إلى مواصلة دعم المسلحين المعارضين في سوريا وإغلاق الباب أمام أي حل سياسي، بالرغم من تأكيدهم، في البيان الختامي، «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية».
وذكر البيان الختامي للقمة «رحبت القمة العربية بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤولية السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساس مع جامعة الدول العربية، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها، مع الأخذ في الاعتبار تحفظات كل من الجزائر والعراق والنأي بالنفس بالنسبة للبنان».
وأكد البيان «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها بتقديم كافة الوسائل للدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر». وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي في ختام القمة التي اختصرت إلى يوم واحد، ان «الحق بإرسال المزيد من الأسلحة إلى المعارضة لا ينهي الجهود السياسية، لكن محاولة لإيجاد توازن بين الأطراف». ودافع رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني عن دعم القمة تسليح المعارضين، قائلا انه «رغم انها ليست السياسة المفضلة الا انه ليس هناك بديل يذكر». واعتبر ان «العرب فعلوا كل ما يمكن عمله من اجل ايجاد حل سلمي، لكن مع الاسف فان هذا الحل لم يتحقق لان النظام كان يراهن على فرض حل بالقوة».
وحث القرار «المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وكافة المؤسسات لتقديم كل المساعدة لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه».
وأشادت القمة «بالجهود التي تقوم بها الدول المجاورة لسوريا والدول العربية الأخرى ودورها في توفير الحاجات العاجلة والضرورية للنازحين، والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة، والعمل على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لإيواء وإغاثة النازحين في لبنان والأردن والعراق».
ودعا البيان إلى «عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة من أجل إعادة الإعمار في سوريا وتأهيل البنية التحتية لجميع القطاعات الأساسية المتضررة جراء ما حدث من تدمير واسع النطاق وفق الخطوات التالية: أولا دعوة الدول الأعضاء للمشاركة الفعالة في هذا المؤتمر وتقديم كل ما من شأنه توفير الإمكانيات اللازمة لإعادة الإعمار، وثانيا تكليف المجموعة العربية في نيويورك متابعة الموضوع مع الأمم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر، وثالثا قيام الأمانة العامة بمتابعة الموضوع وعرضها على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل».
وكان الخطيب قال، خلال جلوسه على مقعد سوريا الذي وضع عليه علم الانتداب، انه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تساعد القوات الأميركية في الدفاع عن مناطق في شمال سوريا تسيطر عليها المعارضة بصواريخ «باتريوت» متمركزة في تركيا، لكن حلف شمال الأطلسي وواشنطن سارعا إلى رفض الفكرة. (تفاصيل ص 12)
وقال أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، في افتتاح القمة، «اننا نكرر ما طالبنا به مجلس الأمن بأن يقف مع الحق والعدالة ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قرارا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
عالم سويدي يقود لجنة تحقيق باستخدام «الكيميائي» في سوريا
عينت الأمم المتحدة، أمس، عالما سويديا لترؤس فريق الخبراء المكلف التحقيق حول الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية في سوريا، وقررت ألا يضم هذا الفريق أفرادا يتحدرون من دول كبرى.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون البروفسور اكي سيلستروم رئيسا للفريق. وسيلستروم هو احد المسؤولين عن مركز أوروبي متخصص في الحوادث المرتبطة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وسبق أن تولى إدارة مركز الأبحاث السويدي للدفاع والأمن، وشارك خصوصا في اللجنة الخاصة للأمم المتحدة التي كلفت بين العامين 1991 و1999 مراقبة البرنامج العراقي لإنتاج الأسلحة الكيميائية والجرثومية والبالستية.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي انه لم يتم حتى الآن تحديد مهمة البعثة ولا تسمية أعضائها، لكن الغرض منها لن يكون تحديد الجهة التي يشتبه في استخدامها أسلحة كيميائية. وقال «انها بعثة تقنية و(لا يتصل الأمر) بتحقيق جنائي»، مشيرا إلى أن مهمة المحققين ستكون «تحديد ما إذا تم استخدام أسلحة كيميائية أو لا وليس كشف الجهة» التي استخدمت هذه الأسلحة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن التحقيق «سيتركز في مرحلة أولى» على اتهامات السلطات السورية للمسلحين باستخدام أسلحة كيميائية في حلب، وخصوصا انه أول من طلب إجراء تحقيق.
وقال ديبلوماسيون ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ابلغ الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن انه لن يسمح لهم بالمشاركة في التحقيق.
(ا ف ب، رويترز)
روسيا تعتبر تسليم مقعد سورية في الجامعة للمعارضة لن يقدم أي مساعدة وإيران تصفه بالسلوك الخطير
معاذ الخطيب يشغل مقعد سوريا في القمة
نيويورك- دبي- (د ب أ)- (رويترز): نقل تقرير اخباري عن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة القول إن تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية للائتلاف السوري المعارض خلال القمة العربية في دورتها العادية رقم بالدوحة “لن يقدم أي مساعدة” للتسوية السلمية للأزمة في سورية.
ونقلت محطة (روسيا اليوم) على موقعها الإلكتروني عن تشوركين قوله إن “هذا يعني أن جامعة الدول العربية خرجت من عملية البحث عن التسوية السياسية للأزمة”.
وأشار تشوركين إلى أن تسليم مقعد دمشق للائتلاف المعارض “يتعارض مع القوانين” موضحا أن “سورية لم تسقط عضويتها من الجامعة، بل تم تجميد عضويتها … وإن قصة تجميد عضوية سورية في الجامعة منذ بدء الأزمة أشارت إلى أن الجامعة غير منحازة لحل تفاوضي جدي”.
ومن جهة أخرى، قالت وسائل إعلام إيرانية في وقت متأخر الثلاثاء إن إيران انتقدت جامعة الدول العربية لسماحها لزعيم المعارضة السورية بشغل مقعد سوريا الشاغر في القمة السنوية للجامعة ووصفت ذلك “بالسلوك الخطير”.
وعلقت عضوية سوريا بالجامعة العربية في نوفمبر تشرين الثاني 2011 وشغل مقعد البلاد في قمة الثلاثاء معاذ الخطيب القيادي بائتلاف المعارضة السورية الذي يسعى إلى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقدمت إيران دعما حيويا للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011. وتعتبره طهران أساسيا في محور مقاومة إسرائيل وحائط صد ضد ما تقول انها جماعات سنية متطرفة تعمل في سوريا.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله “تخصيص مقعد سوريا في الجامعة العربية لأولئك الذين لا يحظون بدعم الشعب يؤسس نموذجا من السلوك الخطير للعالم العربي يمكن أن يمثل سابقة جديدة لأعضاء آخرين في الجامعة العربية في المستقبل.”
وقال “ستضع هذه الإجراءات نهاية لدور المنظمة في المنطقة”.
وخلال القمة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء أبلغ الخطيب الزعماء العرب بأنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تساعد القوات الأمريكية في الدفاع عن مناطق بشمال سوريا تسيطر عليها المعارضة باستخدام صواريخ باتريوت ارض-جو الموجودة الآن في تركيا. لكن حلف شمال الأطلسي سارع إلى رفض الفكرة.
وأيدت الجامعة العربية التي تضم 22 عضوا تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية. وشمل بيان القمة بعضا من أقوى المفردات التي استخدمت حتى الآن ضد الأسد مؤكدا على حق كل دولة في تقديم جميع انواع المساعدات بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.
وكانت إيران قد اقترحت خطة من ست نقاط لسوريا وشددت على أهمية إجراء انتخابات وإصلاحات لكنها قالت انها لا تقبل الاطاحة بالأسد وانه لا يمكن فرض حل للأزمة من الخارج.
البيت الأبيض: الناتو لا يعتزم التدخل عسكرياً في سوريا
واشنطن- (يو بي اي): أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا يعتزم التدخل عسكرياً في سوريا، مشدداً على ان المساعدة الأمريكية للمعارضة السورية إنسانية وغير قاتلة.
وسئل كارني عن موقفه من مطالبة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في قمة الدوحة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتقديم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية المقاتلين في سوريا، فأجاب “لقد اطّلعنا على هذا الطلب، والناتو لا ينوي التدخل عسكرياً في سوريا”.
وأضاف ان “بطاريات صواريخ الباتريوت تقع على ما أعتقد ضمن إطار المساعدة العسكرية، والبطاريات التي نشرت في تركيا هي لأهداف دفاعية فقط، لزيادة قدرات الدفاع الجوي التركي على حماية أرضه وشعبه”.
وشدد كارني على استمرار أميركا في العمل مع قيادة الائتلاف السوري المعارض وأعضائه بغية توسيع جهودهم لتوفير الخدمات الأساسية للسوريين في مختلف أنحاء البلاد، ونقل المساعدات للمحتاجين، والإعداد لعملية انتقال سياسية بقيادة سورية نحو سوريا حرة وديمقراطية.
وكرر ان المساعدات التي تقدمها أميركا لسوريا، إنسانية وغير قاتلة.
إنزعاج بعض الزعماء من ‘لهجة’ الخطيب.. وعود بمليار دولار للقدس.. وقمة مصغرة بالقاهرة للمصالحة الفلسطينية
القمة العربية تؤكد حق الدول بتسليح المعارضة السورية.. والجزائر والعراق يتحفظان
الدوحة ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليل امس الثلاثاء في الدوحة بتأكيد حق الدول الاعضاء بتسليح المعارضة السورية، ومنح مقعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوري المعارض.
وتحفظ على القرار الخاص بسورية الجزائر والعراق، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار.
واكد ‘اعلان الدوحة’ الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض ان تستمر حتى الاربعاء وانما اختصرت في يوم واحد، ‘اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للازمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر’.
ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسورية الذي اعلن في وقت سابق ‘بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سورية’.
كما تبنت القمة مقترحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وبتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق.
وتقرر ان تعقد القمة المقبلة في الكويت في اذار (مارس) 2014.
وأكدت القمة في بيانها الختامي على اهمية التأكيد على المجتمع الدولي إرساء السلام العادل والشامل، كما أكد البيان الختامي للقمة أنه لا بد من فك الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر، ورفضت الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وأعلنت دعمها الكامل للشعب السوري بحقه في استعادة الجولان المحتل.
ونددت القمة بالتصعيد العسكري الخطير الذي يمارسه النظام السوري ضد السكان المدنيين، وشجبت استخدام النظام السوري الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي الذي يقصف الأحياء وانتهاج سياسة الأرض المحروقة.
ورحبت القمة بالائتلاف السوري المعارض، وأكدت منح المعارضة مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع منظماتها، واعتبار الائتلاف الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
وأكد البيان الختامي أن الحل السياسي يبقى أولاً فيما يخص الأزمة في سورية.
ودعت القمة إلى مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن والعراق ولبنان، كما دعت المؤسسات الإقليمية لمساعدة الشعب السوري في كفاحه.
كما قررت القمة العربية المنعقدة في الدوحة أن لكل دولة عربية الحق في تسليح المعارضة السورية.
قمة المقعد… هذا ما استخلصه الإعلاميون والسياسيون بعد يوم طويل نسبيا اختصرت فيه المسافات بالنسبة للقمة العربية بمجرد ظهور المعارض السوري معاذ الخطيب جالسا بعد تصفيق حار أمام علم الثورة بصفته ممثلا لسورية بدلا من الرئيس بشار الأسد.
ظهرت على ملامح بعض الزعماء العرب علامات ‘الامتعاض’ أوعدم الرضا ليس فقط من دخول الخطيب كلاعب جديد لمؤسسة القمة ولكن أيضا من أسلوبه الخطابي وتحذيراته لهم بضرورة مراعاة تقوى ألله بشعوبهم والإفراج عن جميع المعتقلين.
ملاحظات الخطيب أزعجت بعض الزعماء العرب بعد مفاوضات ماراثونية قفزت به إلى قمة الدوحة.
لكن الغالبية العظمى إحتفظت بمشاعر الانزعاج بعدما سادت بالأجواء القناعة بضرورة التعاطي مع الواقع الموضوعي الذي يقول ببساطة بأن نظام الرئيس بشار الأسد خرج من العباءة العربية تماما بسيناريو قطري خاطف ودعم سعودي ومصري كبير ومساندة تونسية وليبية وتحفظ جزائري وعراقي ولاحقا أردني ولبناني وسوداني ويمني.
وبمجرد إقرار الجميع بالأمر الواقع استرسل بعض الزعماء العرب في توجيه رسائل ‘ملغمة وملغزة’ لبعضهم البعض يمكن قراءتها في باطن بعض العبارات والمواقف مع التقاط بعضها عبر الأروقة والكواليس.
كاميرا تلفزيون قطر التي انفردت بالتغطية لجمهور الصحافيين على مدار الساعة نقلت بذكاء إلى ولي العهد السعودي ثم أمير الكويت ونائب رئيس الإمارات عندما برزت الرسالة الأهم عمليا من الرئيس المصري محمد مرسي الذي خاطب بحدة وانفعال مقصود مع إشارة بأصابعه زعماء القمة محذرا من التدخل بشؤون مصر الداخلية قائلا: على الجميع أن يعي ذلك.
مرسي قال بأن بلاده لا تتدخل بأحد وارتفعت درجة صوته وهو يقول: لن نسمح لأحد بأن يتدخل بشؤوننا.. هذا من المحرمات.
عنصر التلغيم في تحذيرات مرسي ينطلق عمليا من إعلانه قبل حضوره لقطر بأن ثلاثة أطراف خارجية- لم يحددها- تتدخل في بلاده.
سياسيا قرأ المراقبون رسالة مرسي باعتبارها موجهة عمليا لدول محددة تتهمها صحافة الأخوان المسلمين بدفع الأموال للمساس باستقرار حكم الاخوان المسلمين في مصر.
رسالة ملغمة أخرى تظهر إنزعاج بغداد من تسليم مقعد سورية الشاغر للمعارضة برزت مبكرا عندما حاول نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي لفت نظر القمة الى ان البند الثامن من ميثاق الجامعة العربية لا يجيز لدولة عضو التدخل في نظام حكم دولة أخرى وهي ملاحظة تجاهلها رئيس القمة أمير قطر بمجرد تسلمه الرئاسة ودعوة الخطيب ورفاقه للمقعد الشهير إياه وسط موجة حارة من التصفيق.
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بدوره وفي كلمته القصيرة وجه رسالة تظهر نسبيا ‘عدم رضا’ الأردن عن اتجاه قمة الدوحة وقراراتها خصوصا بالمسار السوري عندما تحدث عن حلول سياسية بين جميع أطراف المعادلة في سورية ملمحا ضمنيا الى ان نظام بشار الأسد ينبغي أن يكون بين هذه الاطراف محذرا من الدم والقتل والدمار في سورية.
قبل ذلك وجه العاهل الأردني رسالتين تمثلت الاولى بالتعبير خلال وقفة له مع صحافيي بلاده عن قلقه على دول جوار سورية وتحديدا لبنان، فيما تكرست الثانية لجميع القادة العرب بالإعلان عن وجود ولي العهد الشاب الأمير حسين بن عبدالله بفعاليات القمة بجانب والده وكانت انتشرت تكهنات بأن يغادر الملك القمة قبل اختتامها ويترك رئاسة الوفد بين يدي الأمير الشاب.
دون ذلك انتهى اتجاه القمة العربية بخصوص الملف الفلسطيني إلى قمة عربية مصغرة في القاهرة ترتب للمصالحة بين حركتي حماس وفتح ثم تنطلق للعالم في مهمة لإنعاش السلام والمفاوضات بالإضافة إلى وعود ‘قطرية’ بالعمل على توفير مليار دولار لدعم مدينة القدس في الوقت الذي يترقب فيه الجميع ما سينص عليه البيان الختامي بخصوص ملف إصلاح الجامعة العربية الهيكلي.
لقطــــات: المرزوقي والخطيب الأقل أناقة.. كلمة مرسي الاطول.. والجامعة تشحن طنا من الورق
احد المرافقين لوفد الجامعة العربية تحدث عن اوراق وملفات وزنها على الاقل طن كامل تم شحنها للدوحة من القاهرة قبل القمة العربية بأسبوع على الاقل. وهذه الملفات الورقية تضم الوثائق والبيانات الختامية والقرارات السابقة وبعض الدراسات…احد الخبثاء علق قائلا: يبدو ان الاقراص المدمجة وفلاشات الكومبيوتر التي يمكن حملها بالجيب الصغير لم تصل بعد للجامعة العربية التي لم تقتحم بعد عالم الديجتال.
ـ كلمة الرئيس المصري محمد مرسي كانت الاطول قياسا ببقية كلمات الزعماء العرب فقد اقتربت من 25 دقيقة فيما صنفت كلمة العاهل الاردني بالاقصر لانها لم تزد عن صفحة وربع الصفحة واغلبها مكرس لعملية السلام. رفع الرئيس المصري محمد مرسي اصبعه بالهواء وهو يحذر من العبث ببلاده او معها او التدخل بشؤونها الداخلية قائلا: ليعي الجميع ذلك… مرسي تقصد ان ترتفع درجة صوته وهو يوجه هذه التحذيرات.
ـ حظي كل من الرئيس التونسي محمد المرزوقي ورئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب بلقب المشاركين ‘الأقل أناقة’ بين جميع من جلسوا على الطاولة الرئيسية للزعماء العرب في قمة الدوحة بموجب إستفتاء سريع بين بعض الإعلاميين بسبب عدم إرتداء كل من المرزوقي والخطيب لربطات عنق والإصرار على إرتداء قمصان عادية جدا ‘مجعلكه’ وبدون تناسق ألوان.
الرئيس محمد مرسي حصل على المرتبة الثالثة بسبب إرتداءه ربطة عنق من لون يختلف عن بقية ألوان البدلة التي يرتديها أما لقب الزعيم الأكثر تأنقا فحظي به العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني وتلاه اللبناني .
ـ مراسلون وفنيون في العديد من الفضائيات العربية اشتكوا امام ‘القدس العربي’ من عدم سماح السلطات القطرية لهم بادخال بعض الاجهزة المختصة بالبث مقابل محطة ‘الجزيرة’ التي حظيت بكل التسهيلات.
ـ العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اضطر لتأخير مغادرته لقطر اربع ساعات على الاقل بعدما كان مخططا ان يلقي خطابا في اجتماع القمة في الفترة الصباحية لكن رئيس القمة لم يسمح لأي من الزعماء العرب بإلقاء خطاب قبل رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب مما اضطر ملك الاردن لتأجيل مغادرته الى مساء الثلاثاء.
ـ تصفيق حار وضجيج صدر فجأة عن صحافيين اردنيين خلال القاء الرئيس المصري محمد مرسي لخطابه في القمة العربية… عشرات الانظار التفتت نحو مصدر الضجيج فتبين عدم وجود علاقة بينه وبين مرسي بل مرتبط بفرحة تلقائية للوفد الاعلامي الاردني المحتشد بعد تسجيل الهدف الثاني لمنتخب النشامى في مباراة مصيرية بكرة القدم مع اليابان.
ـ كميات هائلة من الطعام التهمها الصحافيون على مدار اربعة ايام في المركز الاعلامي ووجبات الطعام والشراب تضمنت كل ما لذ وطاب بما في ذلك الحلويات وتحديدا القطايف الرمضانية الشهيرة وام علي.
هجوم على موقع الجامعة العربية من قبل انصار النظام السوري
الدوحة ـ اف ب: تعرض موقع الامانة العامة لجامعة الدول العربية الثلاثاء للقرصنة من قبل انصار للنظام السوري، وذلك ردا على تسليم مقعد سورية في قمة الدوحة الى الائتلاف المعارض.
وتم وضع رسالة على صفحة الجامعة ترفض منح مقعد سورية الى المعارضة السورية فى الجامعة.
وتم توقيع الرسالة بـ ‘انا مواطن سوري وحده بشار الاسد قائدي ووحده الجيش العربي السوري يمثلني’.
وغالبا ما ينفذ انصار النظام السوري عمليات قرصنة على اهداف سياسية او اعلامية يعتبرونها معادية، كما غالبا ما يتم تبني هذه الهجمات باسم ‘الجيش السوري الالكتروني’.
النظام السوري يقتل شعبه.. ‘ايران اولا’ ام ‘سورية اولا’؟
صحف عبرية
النظام السوري للرئيس بشار الاسد يواصل ذبح أبناء شعبه، ورغم عشرات الاف القتلى حتى الان، ومئات القتلى كل اسبوع، تكاد الاسرة الدولية لا تفعل شيئا غير تصريحات التنديد الواهنة، المؤتمرات العقيمة والخطط التي لا صلة لها وعديم التأثير. قائمة المبررات لغياب عمل ناجع في سوريا طويلة، وتذكر بقدر كبير أيضا القائمة التي في أساس السياسة السلبية تجاه البرنامج النووي العسكري الايراني. في قلب المعارضة لعمل فاعل والنهج الحذر توجد الدروس من افغانستان ومن العراق. النهج السائد اليوم في الغرب بالنسبة للتدخل العسكري هو نهج حذر، بمثابة ‘اقعد ولا تفعل’. ادعاء مركزي آخر ضد الفاعلية الاكبر في سوريا هو المس بالمعركة الاهم المتمثلة بوقف البرنامج النووي الايراني. ومع ذلك واضح أن الان بالذات، عندما يحذر مسؤولون كبار في نظام الاسد من أن تصفية المسؤولين في القيادة العسكرية على أيدي الثوار، سيؤدي الى أن يعمل الجيش بكل قوته وبلا كابح، وفي ضوء الهجوم على المناطق المدينية بالسلاح الرسمي والتخوف من استخدام السلاح الكيماوي ضد المناطق التي يسيطر عليها الثوار، فان الاسرة الدولية ملزمة بالقيام بعمل ما قبل أن يكون فات الاوان.
يتعاطى هذا المقال مع الادعاءات المختلفة، ويفحص ثلاثة مواقف رائدة في محاولة تصميم السياسة حيال المسائل الهامة والاكثر الحاحا في الشرق الاوسط في صيف 2012:
1 ـ ‘الدبلوماسية، الحذر والاجماع’، ولاحقا نهج ‘اقعد ولا تفعل’ ـ الامتناع عن الاعمال الناشطة وببروز في الساحتين، بسبب التخوف من ‘النتائج غير المتوقعة’ وانطلاقا من التوقع لنضوج الظروف لتغيير الانظمة يتم من الداخل في الساحتين.
2 ـ ‘ايران اولا’ ـ التخلي عن النشاط الفاعل في الساحة السورية حفاظا على ‘التركيز العالمي’ في المعركة حيال ايران وانطلاقا من الفهم بان هذا هو التحدي الاستراتيجي الاهم بين التحديين.
3 ـ ‘سوريا أولا’ تركيز الجهود السياسية على الساحة السورية من أجل اسقاط نظام الاسد، وهكذا ايضا اضعاف قوة ايران الاقليمية.
ويقترح المؤيدون للبدائل السياسية المختلفة حججا اخلاقية وعملية تعنى بمصالح الدول الغربية. هذه الحجج يحللها هذا المقال من أجل عرض البدائل الثلاثة بشكل مقارن، والاشارة الى البديل ذي الاساس الاخلاقي والواقعي الاقوى.
نهج ‘اقعد ولا تفعل’
يدعو مؤيدو هذه السياسة الى الامتناع عن تدخل ذي مغزى في الشؤون الداخلية لسوريا، أكثر من النشاط القائم الذي يتم بتواضع. بالنسبة لهم فان التدخل الخارجي الكثيف كفيل بان يسفر عن آثار سلبية.
أولا، مثلما تفيد تجربة الدول الغربية في العراق وفي افغانستان، فان التدخل الاجنبي في الدول لا ينتهي مع اسقاط الانظمة. فعلى الجهات الخارجية المتدخلة مسؤولية الانتقال الى نظام ديمقراطي، اعادة بناء الدولة والحفاظ على الاستقرار ضد الجهات التي تسعى الى ضعضعته مرة اخرى. والتدخل الغربي من شأنه أن يؤدي الى التفكيك التام لمؤسسات النظام، وتشديد الفوضى في الدولة، والمذبحة الطائفية. وتخشى الدول الغربية، وعلى رأسها الرئيس الامريكي الذي يعيش في سنة انتخابات، من هذه الاثار، بينما لا يزال الفشل الذريع في استقرار العراق والانسحاب منه حديث العهد في الذاكرة، والانسحاب من افغانستان لم يستكمل بعد، ومصير ليبيا ما بعد اسقاط القذافي على أيدي الغرب لا يزال غامضا، والاقتصادات الغربية تتصدى لاثار الازمة الاقتصادية العالمية. وبالتالي، فان المعارضين للتدخل في سوريا يسعون الى الامتناع عن ‘الغرق في الوحل’ ومن أخذ المسؤولية عن مصير دولة اسلامية اخرى. من ناحيتهم، تسعى إدارة اوباما الى الامتناع عن حث هذه الخطوة قبل الانتخابات في شهر تشرين الثاني، بسبب تخوفها من الثمن السياسي الذي قد تدفعه.
من المهم الاشارة الى أنه في ضوء امتناع تركيا عن حث معركة دولية عسكرية ضد نظام الاسد، فانه حتى العقيدة الامريكية نفسها المتمثلة بـ ‘القيادة من الخلف’، كما نفذت في ليبيا، هي ذات صلة أقل. فرغم تطلعات تركيا لتوسيع نفوذها الاقليمي ووقف قتل السُنة في سوريا، فانها تخشى من مواجهة ستضر بعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع موردتي الطاقة الكبريين لها: روسيا وايران. كما ان تركيا تخشى اشتداد التوتر بينها وبين منظمات الارهاب الكردية التي تعمل ضدها، كنتيجة لسقوط الاسد. ويعتمد فكرها في العلاقات الخارجية الى فلسفة ‘صفر مشاكل مع جيرانها’، واستخدام القوة كمخرج أخير.
حجة مركزية اخرى تعنى بشرعية العملية. فمطلب التدخل الاجنبي في سوريا لا يحظى بشرعية دولية مبدأ أساس في ‘عقيدة اوباما’؛ طالما لا يكون ممكنا انتزاع قرار في مجلس الامن للامم المتحدة بسبب المعارضة الروسية والصينية، وطالما لا تستدعي الجامعة العربية علنا مساعدة غربية وتسمح بالتدخل في دولة اسلامية اخرى، مثل الاذن الذي اعطي في الحالة الليبية فلا شرعية دولية لتدخل غربي في الساحة الداخلية في سوريا، واحتمال أن تخرج الادارة الامريكية عن مبدأ ضرورة ‘شرعية واسعة للعملية’ منخفض.
إدعاء آخر يطرح هو أن المعارضة السورية لا تشكل بديلا عمليا وناجعا: فلا يوجد زعيم أو مجموعة تسيطر على أعمال المعارضة ومرشحة للحلول محل حكم الاسد بعد أن يسقط، لا حدودا جغرافية واضحة بين معارضي النظام ومؤيديه، من الصعب الوقوف على طبيعة الجهات المختلفة في المعارضة السورية وليست واضحة صلتهم بالغرب. في ضوء ذلك، يوجد ادعاء في أنه من الصعب التقدير من ينبغي تأييده، من أجل التأكد بان من سيحلون محل الاسد سيتعاونون مع الغرب ولن يكونوا اسوأ منه. اولئك الذين يعارضون كل عملية يدعون أنه خلافا للساحة الليبية، التي كان للغرب فيها شريك واضح قاد المعارضة للنظام، ففي الساحة السورية ليس هذا هو الحال، كما أسلفنا. وبالتالي، ينبغي السماح للسياقات الداخلية بان تتحقق، انطلاقا من التطلع بان تسمح بتبادل للحكم، دون تدخل خارجي من شأنه أن يفاقم الازمة في الدولة.
حجة أخرى في صالح سياسة ‘اقعد ولا تفعل’ هي أن التدخل الغربي في سوريا سيلحق ضررا، لان من شأنه بالذات أن يعزز النظام. التدخل الغربي سيشكل أداة دعائي بيد نظام الاسد، الذي سيدعي بان دولته تتعرض لهجوم من قوات أجنبية، والثوار مدعوون من الامريكيين والاسرائيليين، وأنه سحبت من يد الشعب السوري القدرة على تقرير مستقبله، وبالتالي فان من واجب النظام هو حماية سوريا من الاحتلال الغربي. في نهاية النهار سيوسع هذا التدخل أساس شرعية حكم الاسد، وسيمس بشرعية المعارضة السورية.
اضافة الى ذلك، وكتبرير مركزي حقيقي ضد التدخل، يعرض تحدي عسكري مركب في التصدي للجيش السوري جراء حجم القوات السورية، والسلاح المتقدم أكثر من ذاك الذي اضطرت الجيوش الغربية الى التصدي له في الساحة الليبية. أولا، خلافا لليبيا، ستجد القوات الغربية صعوبة اكبر في العمل بحرية في السماء السورية: سلاح الجو السوري يعد بضع مئات الطائرات، ويحوز الجيش السوري منظومات دفاع جوي روسية متطورة، لم يسبق للجيوش الغربية أن تصدت لها. ثانيا، ستضطر الجيوش الغربية الى العمل حيال دولة ذات مخزونات من السلاح الكيماوي والبيولوجي هي من الاكبر في العالم، والتي تحوز أيضا ترسانة واسعة من الصواريخ الباليستية والمقذوفات الصاروخية بعيدة المدى. ولما كانت مساحة سوريا أصغر بكثير من مساحة ليبيا، فمن المتوقع للجيش السوري أن شكل تحديا ذا مغزى للقوات الغربية التي ستحاول التدخل كي تضمن مناطق فاصلة أو ‘مناطق حظر جوي’.
جملة الحجج التي طرحت وفي مركزها الحاجة الى الشرعية الدولية والائتلاف الغربي المتبلور، والتخوف من القوة العسكرية لسوريا يستخدمها اولئك المؤيدين لنهج ‘اقعد ولا تفعل’. هذه الحجج طرحها صراحة الرئيس الامريكي براك اوباما في مؤتمر صحفي في شهر آذار، في خطابه لتبرير سياسة الامتناع عن التدخل الامريكي في سوريا.
‘ايران اولا’
مؤيدو سياسة ‘ايران اولا’ هم جزء من المعسكر المعارض للتدخل الاجنبي ذي المغزى في سوريا، ويضيفون الى الحجج التي طرحت اعلاه الاثار السلبية للتدخل الاجنبي في سوريا على المعركة الدولية ضد ايران. اولا، يدعون بان فتح جبهة سورية سيمس بزخم خطوة العقوبات على ايران. والانتباه العالمي سيصرف الى مسألة السياسة والاحداث في سوريا، والقدرة المحدودة على إدارة معركة في ساحتين بالتوازي ستمنح الايرانيين الوقت لمواصلة برنامجهم النووي العسكري. وقد ألمحت وزيرة الخارجية كلينتون بذلك عندما شرحت بان التصدي للتحدي الايراني اهم بكثير من الازمة في سوريا. اضافة الى ذلك، فان وقوفا علنيا ضد الدعم الروسي لنظام الاسد من شأنه أن يعمق الشروخ بين اعضاء الـ P5+1 ويمس باحد الانجازات الاهم في المعركة الدولية ضد ايران: انضمام روسيا والصين الى جانب الدول الغربية في طاولة المباحثات حيال القيادة الايرانية، بالنسبة لبرنامجها النووي العسكري. هذا التخوف مبرر في ضوء الثبات الذي أظهرته موسكو حتى الان في الدفاع عن حكم الاسد في تصويت الفيتو ثلاث مرات في مجلس الامن في الامم المتحدة، وفي ضوء المصالح الروسية في سوريا.
تخوف آخر هو أن يؤدي توسيع المعركة ضد الاسد الى انتقال الاحداث الى ما وراء الحدود السورية، والى حرب اقليمية. وسيشكل توسيع الدعم للمعارضة السورية تهديدا فوريا على حكم الاسد، وبالتالي مبررا لتدخل جهات اخرى معنية ببقاء النظام السوري الحالي، مثل ايران وحزب الله. ويحذر هنري كيسنجر في مقاله من مغبة التدخل العسكري في سوريا، والذي من شأنه أن يؤدي الى مواجهة اقليمية. وتعزز تهديدات حز بالله وحسن نصرالله بان الحرب في سوريا لن تبقى في حدود الدولة فقط، والناطق بلسان البرلمان الايراني بانه ‘اذا هاجم الغرب سوريا فستتضرر اسرائيل’ الحجة في أن خطوة دولية ذات مغزى ضد نظام الاسد من شأنها أن تصعد التوتر بين ايران و ‘جريراتها’ وبين حلفاء اسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة وتؤدي الى نتيجة غير مرغوب فيها حرب اقليمية. ولما كان الغرب برئاسة الولايات المتحدة يسعى الى منع سيناريو حرب اقليمية في تصديه لمسألة البرنامج النووي العسكري لايران، فلا منطق في حث مثل هذا السيناريو بالذات حيال المسألة السورية، التي أهميتها أقل للمصالح الغربية والاسرائيلية في المنطقة.
‘سوريا أولا’
وتشير الحجج العملية والواقعية لمؤيدي النهجين المفصلين أعلاه بالفعل الى المخاطر الكامنة في التدخل الاجنبي، ولكن مراجعة أوسع للعلاقة بين المصالح الغربية في الساحة السورية وبين المصالح الغربية في الساحة الايرانية تفيد بانه بين البدائل المقترحة الثلاثة، فان اولوية التدخل في سوريا هي البديل الاكثر تفضيلا لتحقيق المصالح الغربية في المنطقة ومفهوم أنه ايضا البديل الاكثر اخلاقية.
على الغرب الواجب الاخلاقي لمحاولة وقف سفك الدماء الجاري في سوريا، والذي يقتل فيه مواطنون أبرياء من كل الطوائف كل يوم، وترتكب جرائم حرب على يد نظام وحشي في ظل الادعاء ‘بالسيادة’ ومعالجة المشاكل الداخلية. في العام 2005 قررت الامم المتحدة بانه من المناسب ان تكون ‘مسؤولية الحماية’ (Responsibility to Protect) معيارا مقبولا في القانون الدولي. وتقرر بانه اذا لم تستوف الدولة واجبها في حماية مواطنيها من الجرائم الفظيعة الجماعية، فان واجب الاسرة الدولية التدخل لدرجة استخدام وسائل الاكراه لوقف الفظائع. وقد شكل هذا القرار الاساس الاخلاقي للتدخل الدولي في ليبيا، وهو ملزم لزعماء الغرب، الذين من مهمتهم الدفاع عن القيم الغربية، العمل مع الجامعة العربية وفي اطار مؤسسات الامم المتحدة لحث حل مستدام وسريع يضع حدا لسفك الدماء في سوريا. اذا أتاحت روسيا والصين مثل هذه الخطوة، فانه يجدر ان تتم في اطار مجلس الامن في الامم المتحدة. ولكن اذا واصلت موسكو وبيجين الدفاع عن حكم الاسد الاجرامي حفاظا على مصالحهما في سوريا، فان ‘مسؤولية الحماية’ ستكون أساسا لشرعية تدخل خارجي في سوريا.
حجج اخرى ثقيلة الوزن، فضلا عن المبرر الاخلاقي، تستدعي عملا اكثر نشاطا حيال سوريا. اولا، اسقاط نظام الاسد في سوريا سيمس بيقين وسيكسر الحلقة المركزية في محور طهران دمشق بيروت، وهكذا سيقلص النفوذ الايراني في الهلال الخصيب. سوريا هي اللاعب الذي يربط جغرافيا وسياسيا على حد سواء بين القيادة الايرانية وبين الفروع الايرانية في المنطقة: حزب الله ومنظمات الارهاب الفلسطينية. ويعد التوتر الذي نشب بين قيادة حماس في دمشق وبين نظام الاسد نموذجا للتحديات التي اضطر ‘محور الشر’ الاقليمي للتصدي لها عقب استمرار الاضطرابات في سوريا. وقد ادعى وزير الدفاع ايهود باراك في مقابلة مع شبكة ‘سي.ان.ان’ بان سقوط الاسد سيضعضع موازين القوى الاقليمية بين حلفاء ايران وخصومها، وسيضعف النفوذ الايراني في المنطقة. ولما كانت ايران تسعى الى توسيع هيمنتها الاقليمية ونشر ‘الثورة الاسلامية’ في المنطقة، فان المس بحلفها الاقليمي معناه حث الاستقرار الاقليمي. ويدور الحديث عن مصلحة غربية حيوية ايضا في سياق المعركة السياسية ضد البرنامج النووي الايراني، وكذا في سياق حث المسيرة السلمية وفي سياق المساعي الغربية وحث الاستقرار في الشرق الاوسط، الذي يتميز في السنة والنصف الاخيرتين بانعدام الاستقرار.
ثانيا، على الغرب ان يوقف سفك الدماء قبل أن تتسع دوائر العنف وتتسبب بفقدان تام للسيطرة في الدولة. فاتساع دائرة العنف في سوريا يزيد أبعاد الصراع الطائفي داخل سوريا. وفي كل يوم تتواصل فيه المذبحة تضاف الى هذه الدائرة عائلات وعشائر مصابة، ستسعى الى الثأر من الطائفة العلوية على افعال النظام، بعد أن يسقط هذا. فلو أن الاسد غادر قبل سنة، لكانت المصالحة في سوريا واعادة بنائها اسهل بكثير. وكلما اتسعت دائرة العنف واستمرت، ستقل فرص تقليص سفك الدماء في سوريا في اثناء المواجهة مع نظام الاسد، وستتقلص القدرة على تحقيق الاستقرار، النظام العام وعملية الانتقال الى نظام ديمقراطي. بمعنى أنه كلما اتسعت وامتدت دائرة العنف في سوريا، فان سوريا تقترب من النقطة التي تتدهور فيها الى حرب اهلية في حجم وقوة يمزقان الدولة على أساس طائفي وديني ويمسان بقدرة اعادة البناء وتوحيد الدولة في اليوم التالي لسقوط نظام الاسد.
في هذا السياق، من المهم التشديد على أن الهوية الطائفية هي مسألة مركزية في الشرق الاوسط، وعليه فانها تشكل ‘برميل بارود’ اقليمي من شأنه أن ينفجر كنتيجة لاحداث داخلية في سوريا. وتشير أحداث العنف الاخيرة في لبنان الى امكانية كامنة تفجيرية عالية في هذه الدولة، والى خطر انتقال التوتر الطائفي من سوريا الى دول المنطقة. ويعد اتساع دائرة العنف الى خارج حدود سوريا خطير جدا في فترة تتميز بعدم الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا ايضا: الاردن، لبنان والعراق. وعليه، فان اولئك الذين يعارضون التدخل في سوريا خشية تصعيد الصراع داخل سوريا وخارج حدودها، يشجعون في واقع الامر سياسة تنطوي على خطر أعظم بتحقق هذا السيناريو، بغياب السيطرة على الاحداث. ويفترض التخوف من فقدان السيطرة على ما يجري في سوريا والتصعيد الاقليمي الكامن تدخلا غايته ‘اطفاء النار’ طالما كان ممكنا عمل ذلك.
حجة اخرى في صالح التدخل الخارجية في سوريا هي ان الغرب مطالب بالعمل لمنع تصاعد احتمال استخدام مخزونات السلاح الكيماوي لدى الاسد وفقدان السيطرة عليه. هذا السيناريو الخطير من شأنه أن يتحقق اذا ما قدر الاسد وقادته بانهم يقفون امام هزيمة، فيستخدموا أسلحة الدمار الشامل كمخرج أخير، او ينقلوا سلاحا من هذا النوع الى منظمات الارهاب، كي ينفذوا المهمة بأنفسهم. احتمالية هذا السيناريو تزداد في ضوء ‘الضربة’ التي تلقاها نظام الاسد عندما صفي خمسة من كبار رجالات اجهزته الامنية على ايدي الثوار. فضلا عن ذلك كلما فقد النظام قدرته على التحكم، ستتضرر قدرة الجيش السوري على حماية قواعده. ففرار الجنود كنتيجة للتمرد على نظام الاسد القمعي، الفوضى في سلسلة القيادة في الجيش السوري او الهجمات الناجحة لعناصر المعارضة على قواعد الجيش كل هذه يمكنها أن تؤدي ايضا الى وقع يصل فيه السلاح الكيماوي السوري الى عناصر ارهابية متطرفة تسعى الى استخدامه داخل سوريا، او على أهداف غربية. ادخال قوات الى سوريا، او الهجوم على مواقع اسلحة الدمار الشامل من الجو سيسمح بمعالجة هذا الخطر الهام.
اضافة الى ذلك، فان التدخل الغربي ذا المغزى في سوريا سيشكل اشارة الى استعداد الدول الغربية لحماية قيمها ومصالحها في الشرق الاوسط في وجه انظمة الطغيان. اشارة من هذا النوع ‘اقنعت’ القيادة في ايران بوقف برنامجها النووي العسكري بعد أن اجتاحت الولايات المتحدة وحلفائها العراق لاسقاط نظام صدام حسين في العام 2003. ولكن، قبل تسع سنوات لم تكن المسألة الايرانية في مركز البحث الدولي. أما اليوم، عندما تنشغل الاسرة الدولية بأسرها في البرنامج النووي العسكري الايراني، فان اشارة من هذا النوع كفيلة بان تشكل حافزا مقنعا في نظر القيادة الايرانية لوقف برنامجها النووي العسكري او على الاقل الشروع في مفاوضاته جدية مع الدول الغربية للوصول الى اتفاق يضمن الطابع المدني للبرنامج وتكون فيه ضمانات ضد اختراق ايراني نحو القنبلة. ولا يتصدى الساعون الى منع المس بالمعركة الدولية ضد ايران من خلال التخلي عن المسألة السورية لهذه الحجة، في أن غياب الرد الغربي على سياسة الاسد الاشكالية من شأنه أن يفسر كضعف غربي، وفي نهاية الامر يشجع طهران على مواصلة التمترس في مواقفها، ومواصلة الاستفزاز وتطوير برنامجها النووي. وذلك في ضوء عدم قدرة الغرب على الرد بنجاعة وبتصميم على سلوك النظام السوري.
في سياق مسألة القيادة المستقبلية لسوريا، فان سياسة ‘سوريا اولا’ تقترح ردا أفضل من رد السياسة التي يقترحها معارضو التدخل الغربي في سوريا. وبالذات لانه لا توجد جهة معارضة قوية بما فيه الكفاية في سوريا، يمكن العمل معها والثقة بها في اليوم التالي لسقوط الاسد، ثمة حاجة الى اعادة رسم خريطة العناصر العاملة في سوريا اليوم، وتعزيز العناصر التي يمكن التوقع باحتمالية عالية أن تعمل بالتعاون مع الغرب. مؤكد انه لا ينبغي ابقاء ذلك ‘بيد القدر’. فصعود حماس في غزة وصعود الاخوان المسلمين في مصر يشيران الى الحاجة الى تأثير غربي يضمن الاستقرار ووجود قيم ديمقراطية في المستقبل، قدر الامكان. اولئك الذين يعارضون التدخل الاجنبي في سوريا لا يتطرقون لواقع أن الاسد سبق أن حاول وفشل في تجنيد الدعم في أوساط ابناء شعبه، من خلال نشر الادعاءات بانه يحمي سوريا من عناصر غربية وارهابية تسعى الى احتلالها. ويسعى المعارضون لسياسة ‘سوريا أولا’ منع التصعيد الزائد واستثمار المقدرات الغربية في دولة اسلامية غير هامة في فترة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي، ولكن هذا النهج يتجاهل أن الامتناع عن الاستخدام الضيق للقوة من شأنه أن يؤدي بالذات الى نتائج هدامة وغير مرغوب فيها تستوجب تدخلا اكبر في المستقبل، او تنازل عن مصالح غربية في المنطقة.
الخلاصة
‘سوريا اولا’ هو البديل الاخلاقي والاكثر نجاعة حيال دمشق وطهران.
خلاصة مسألة العلاقة الايرانية السورية، تسود ثلاثة مناهج بالنسبة لسياسة الغرب في سوريا في ضوء المعركة مع البرنامج النووي الايراني: الامتناع القاطع عن التدخل العسكري في الجبهتين، ‘التضحية’ بالمسألة السورية في صالح الحفاظ على الزخم في المعركة حيال ايران وتجميع الجهود في سوريا، من أجل خلق ظروف أكثر راحة للمعركة مع ايران، ‘في اليوم التالي’ لسقوط الاسد. وبينما يستخلص النهجان الاولان بانه لا يجب التدخل لغرض وقف المذبحة الجارية في سوريا يبدو أن النهج الثالث، المؤيد للتدخل الخارجية الهام في سوريا، هو البديل الافضل للغرب. اضافة الى ذلك، ينبغي الانتباه الى العلاقة القوية بين الساحة السورية وبين الساحة الايرانية عمل في سوريا كفيل بان يؤدي الى ظروف استراتيجية افضل حيال الساحة الايرانية في المستقبل. هذا الاستنتاج هام في ضوء تصريحات الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون، ممن شرحا بان المعركة السورية ‘معقدة’ ولا تسمح بالتدخل مثلما في الحالة الليبية، وحذار من أن تدخلا اجنبيا في سوريا من شأنه أن يثقل على الجهود الغربية في المعركة المركزية حيال ايران.
وختاما، تجدر الاشارة الى أننا لا ندعو الى اجتياح بري لسوريا، مثلما جرى في العراق او في افغانستان. فلا يدور الحديث عن اقتحام بري. النموذج المقترح هو حسب التدخل العسكري الدولي في كوسوفو في العام 1999 او في ليبيا في 2011: قوة جوية غربية تشق الطريق لتغيير الحكم. اذا كانت حاجة الى استخدام قوات مشاة، فيوجد منطق ومعقولية في أن تنفذ قوة تركية اسلامية مخصصة هذه المهام في اطار معركة واسعة بقيادة الدول الغربية. الاستراتيجية المقترحة حيال سوريا هي اتخاذ خطوات تدريجية تقنع الاسد بان الخطوة العسكرية هي امكانية حقيقية ومصداقة: بدء بتحريك القوات (حاملات الطائرات الى منطقة البحر المتوسط، فرق تركية نحو الحدود مع سوريا وما شابه)، عبر طلعات تصوير وجمع معلومات، الاعلان عن وفرض مناطق ‘حظر جوي’ (No Fly Zone) وأروقة انسانية، وحتى الهجوم على منظومات الدفاع الجوي السوري. في الحالات المتطرفة يمكن المضي حتى الهجوم على مراكز الحكم السورية، على نمط الهجمات على معقل القذافي في باب العزيزية. مهم للغاية الايضاح للاسد بان ليس له حصانة من التدخل الاجنبي. وفقط اذا ما فهم الاسد بان نوايا الغرب جدية وانه مصمم على تحقيقها، حتى بوسائل عسكرية، ستزداد الاحتمالات لتحقيق اتفاق يؤدي الى مغادرته ووقف سفك الدماء في سوريا، قبل اتساع المذبحة الى حجوم أكبر بكثير. وهكذا يُمنع التدهور نحو حرب أهلية واسعة النطاق وغير قابلة لكبح الجماح، تجعل من الصعب جدا الانتقال الى نموذج أكثر ديمقراطية وإعادة بناء الدولة.
عاموس يدلين
‘ تقدير استراتيجي ـ مركز بحوث الامن القومي جامعة تل أبيب
الاخوان المسلمون يزحفون نحو سيادة المنطقة.. وتوتر في القرى على الحدود السورية اللبنانية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘بعد مرور عامين على الربيع العربي وخروج مئات الالاف من المتظاهرين السوريين العزل في القرى والمدن اضحى الصراع الذي اراده بشار الاسد حقيقة ملموسة’.
هكذا تبدأ صحيفة ‘الغارديان’ افتتاحيتها عن الازمة السورية التي قالت فيها ان نظام الاسد لم تكن لديه اجابة على مطالب المتظاهرين، لكنه قرر مواجهة المتظاهرين وقتال حرب اهلية شرسة، فقواته المسلحة كانت متماسكة ولديها العتاد العسكري القوي والاحتياطي كما تظهر الهجمات الصاروخية بسكود على المدنيين. وبدون نتيجة واضحة للصراع الدائر، حيث سقط حتى الآن اكثر من اكثر منة 70 الف شخص فلا احد يعرف ما ستنجلي عليه المعركة بعد عام اخر. وأشارت الصحيفة الى الاعتداء الذي تعرض له قائد الجيش الحر، العقيد رياض الاسعد، حيث فقد رجله في تفجير بسيارته في بلدة الميادين بمحافظة ديرالزور. واشارت الى ما قالته المعارضة من ان العقيد الاسعد كان يحضر للهجوم العسكري الاخير على العاصمة دمشق، وكان يحاول قطع طريق الخروج امام النظام للوصول الى الساحل.
مما يعني بالنسبة للقادة العسكريين في الجيش الحر ان المعركة مع النظام كانت ستنتهي في غضون شهر لو كانوا يملكون السلاح المناسب لهذه المعركة، اي المعدات الثقيلة. ولكن المعلقين حسبما تقول الصحيفة يختلفون معهم ويقولون ان الاسد لو خسر مركز العاصمة دمشق فانه سيقوم بسحب معداته الثقيلة للمناطق الجبلية المحيطة بالعاصمة حيث سيدكها بالقنابل مما يجعله منيعا على الهزيمة، وتشير الى ان حماة وحمص عادتا لسيطرة النظام، والاسد لا يتصرف بطريقة رجل يعتقد انه فقد كل الخيارات.
وتشير الى الفرق بين الاسد الذي يلقى دعما ثابتا من روسيا وايران والمعارضة التي تلقى دعما من دول اقل التزاما. ففرنسا وبريطانيا في مقدمة الدول التي تدعو لتسليح المعارضة.
وتشير الصحيفة الى مزاعم الولايات المتحدة التي تقول انها تقدم للمعارضة معدات شبه قتالية، الا ان معهد ابحاث السلام في ستوكهولم قدم تقديرات متواضعة عن شحن 3500 طن من الاسلحة الكرواتية، حيث تلعب المخابرات الامريكية كـ ‘أمين مخازن’ للمعارضة السورية. وكما تحدثت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ يوم الاثنين فضباط ‘سي اي ايه’ يلعبون دورا استشاريا وفتحوا مكاتب سرية للمساعدة في شراء الاسلحة هذه وباموال قطرية وسعودية، حيث تنقل الى تركيا والاردن ومنها الى المعارضة السورية. وعلى الرغم من ان هذه الاسلحة تذهب الى ‘الفصائل المعتدلة’ في الجيش الحر الا ان الاخير يقول ان لا اسلحة كافية تصل اليه. ويلقون اللوم على قرار الخارجية الامريكية تصنيف جبهة النصرة كجماعة ارهابية حيث يقولون انه ادى الى تعزيز موقعها كلاعب رئيسي وميداني في الازمة السورية.
هذا على الصعيد العسكري، اما على المستوى السياسي فالمعارضة تعيش في ازمة، فالتحالف الذي اعلن عن تشكيله العام الماضي انقسم، حيث اعلن زعيمه الشيخ احمد معاذ الخطيب عن الاستقالة قبل ‘ترضيته’، ومع ذلك فقد عاد للمربع الاول، اي محاولة جمع وتوحيد الفصائل المتناحرة. وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي ترفض فيه مصادر في المجلس الوطني السوري الذي سبق الائتلاف الحالي فكرة انقسام سورية الى دويلات حالة استمرت الحرب الا ان المسؤولين فيه لا يستبعدون فكرة انقسام سورية ما بعد الحرب الى دويلات على اساس طائفي.
وتختم الصحيفة بالقول ان المعارضة ترفض وبشكل قاطع الحوار مع النظام بدون ضمان وهو خروج الاسد، لكن مع استمرار نزيف الدم السوري بالقناطير فان احدا قد يتوصل لنتيجة ان الحوار مع الاسد هو الخيار الاسوأ، ومع ذلك فالواقع الآن يقول انه ليس هناك خيار جيد في سورية.
مقعد سورية
وفي تقرير اخر اشارت فيه الصحيفة الى الجهود القطرية لمنح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة مما يعني كما تقول تأكيد عزلة النظام السوري في العالم العربي وزيادة غضب دمشق التي تصف الجامعة العربية ومقرها القاهرة بتسليم المقعد لـ ‘قطاع الطريق والبلطجية’. وقالت الصحيفة ان دولة قطر كانت اول دولة عربية تغلق سفارتها في دمشق، وتتهم بتزويد المعارضة بالاسلحة وبدعمها للاخوان المسلمين. وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سورية فيها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 وتعارض كل من العراق والجزائر اية خطوات اخرى للاعتراف بالمعارضة فيما يقف لبنان على الحياد.
وقالت الصحيفة ان الشيخ الخطيب الذي لم يكن راضيا عن انتخاب الحكومة الانتقالية لم يكن راضيا ايضا عن تدفق السلاح للجماعات الجهادية مقارنة مع الاسلحة التي تصل الى الجيش الحر.
وقالت ان تزويد المعارضة بالسلاح زادت وتيرته بعد ان استأنفت السعودية دورها في شراء اسلحة متوسطة نقلت عبر الاردن الى المقاتلين السوريين. ومع ذلك يشكو المقاتلون في حلب من قلة السلاح كي يتمكنوا من انهاء المهمة التي بدأوها عندما هاجموا المدينة في شهر آب (اغسطس) العام الماضي. وعلى الرغم من مواقف الرأي العام الغربية المتشككة من التدخل في سورية الا ان معهد دراسات الحرب في واشنطن انتقد الموقف الامريكي من الازمة السورية فقد جاء في التقرير ان موقف ادارة اوباما المتراخي يحمل الكثير من المخاطر.
واضاف ان امتناع واشنطن عن تسليح المعارضة ‘لم يمنع المتطرفين الاسلاميين من الحصول على الاسلحة وتعزيز سلطتهم، وفتحت امامهم الطريق لبناء وسائلهم الخاصة بعيدا عن الرقابة’. وفي مقال كتبه ديفيد اغناطيوس في صحيفة ‘واشنطن بوست’ جاء فيه ان البنية العسكرية والسياسية التي تحاول امريكا تعزيزها في سورية يتهشم، والسبب هو التنافسات الاقليمية العربية المريرة.
آمال امريكا المهشمة
وقال اغناطيوس ان التنافس الاقليمي يقوم بتقسيم حركة المقاتلين السوريين الى معسكرين مؤيد لقطر وتركيا من جهة، ومعسكر متأثر بالاردن والسعودية والامارات العربية من جهة اخرى. فالطرف الاول، تركيا وقطر ترغبان برؤية حكومة اسلامية تتزعمها حركة الاخوان المسلمين في مرحلة ما بعد الاسد، اما الطرف الثاني فيعارض اي توسع لدور الاخوان المسلمين في سورية حيث تخشى هذه الدول من امتداد تأثيرهم ليصل اليها. ويتساءل الكاتب عن موقع امريكا، مجيبا انها تقف في الوسط، حيث تحاول واشنطن مقاومة الجهود القطرية التركية لفرض وكلائهم ولكن بدون فعل ملموس. ويقول ان غياب التأثير الامريكي هو الثمن الذي دفعته واشنطن لانها جاءت الى الازمة السورية متأخرة واتخذت موقفا ضعيفا منها. ويضيف الكاتب بالقول ان معركة التأثير السياسي تركزت حول تعيين غسان هيتو، رئيسا للحكومة المؤقتة وذلك بضغط سياسي قطري ـ تركي. وعلى الرغم من كون هيتو مواطنا امريكيا وعاش حتى وقت قريب في تكساس، الا ان نقاده يقولون انه متعاطف مع الخط الاسلامي الذي تدفع اليه كل من انقرة والدوحة. واشار الكاتب الى ما قاله روبرت فورد السفير الامريكي في دمشق ومنسق العلاقات مع المعارضة للكونغرس الاسبوع الماضي ان هيتو ‘رجل تكساسي- امريكي اكثر منه اخوان مسلمين’. وهو تلميح بقبول الولايات المتحدة به، لكن هذا لا يعني ان الادارة الامريكية لم تفاجئ بتعيينه. ويكتب اغناطيوس عن الاثار التي تركها انتخاب هيتو رئيسا لحكومة المعارضة المؤقتة، منها موقف الخطيب، وقول سليم ادريس، الذي يحمل لقب رئيس هيئة اركان الجيش الحر من انه وزملاءه لا يمكنهم دعم هيتو بدون موافقة قطاع واسع من فصائل المعارضة المسلحة عليه.
المعركة بين قطر والسعودية
ولم يخف الكاتب الاحاديث التي قالت ان هيتو يمكن ان يستبدل بشخصية اخرى مقبولة من كل من قطر والسعودية وهي برهان غليون الذي تزعم المجلس الوطني السوري، لكن لا يعني هذا غياب التوتر بين المعسكرين. حيث يقول ان السعودية وقطر تواصلان معركتهما القديمة للتأثير مستخدمتين علاقاتهما مع المعارضة السورية التي تستخدم اطرافها كوكلاء.
ويعتقد الكاتب ان هذا التنافس خطير ويذكر بتنافس الانظمة العربية على لبنان عندما دعمت طرفا او اطرافا في النزاع. ويظل الدور الامريكي صغيرا مقارنة مع جهود هذه الدول.فهي وان دعمت انشاء التحالف الوطني لقوى المعارضة الا انها لم تكن تدعم حكومة انتقالية وحاولت قبل اسبوعين استباق تشكيلها عندما اقترحت على الجامعة العربية منح اعتراف لهيئة تنفيذية صغيرة يقودها الخطيب بدلا من حكومة برئيس وزراء. وهو ما وافقت عليه فرنسا وبريطانيا والمانيا، الا ان الضغوط القطرية والتركية ادت الى استبعاد هذه الخطة. ونقل الكاتب عن فردريك هوف الذي عمل مستشارا امريكيا خاصا لدى المعارضة السورية قوله ان التنافس القاتل داخل المعارضة السورية يعني ان على الولايات المتحدة دعم حكومة انتقالية داخل سورية والابتعاد عن مماحكات المعارضة السورية في الخارج.
وفي النهاية حذر الكاتب من خطورة صعود قطر وتركيا قائلا انهما تدفعان الثورات العربية وبشكل اكبر باتجاه الحكم الاسلامي. ونقل عن دبلوماسي عربي قوله ‘هل ترغب بتسليم سورية ما بعد الاسد الى الاخوان المسلمين، والدبلوماسي مثل غيره في العالم العربي يعتقد ان الاخوان المسلمين لا محالة يزحفون نحو سيادة المنطقة. وفي النهاية يقول ان نقاد اوباما يقولون ان هذا ما يحدث عندما تتبنى الادارة مدخلا هادئا من سورية حيث تصعد تركيا وقطر على حساب غياب الادارة، وسيرد البيت الابيض ان حالة المعارضة هي تجسيد للفوضى السورية ومن الحكمة بمكان ان يظل بعيدا عنها.
رؤية شيعية للحرب
في تقرير مختلف اشارت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الى مسلحين شيعة من القصير يقومون كل ليلة بدخول سورية من بلدة القصر من اجل حماية مزارعهم وبيوتهم من ‘الاعداء’ اي المقاتلين السنة، ويقول احدهم ‘تخيل كان هؤلاء جيراننا’ والان ‘يريدون خطفنا وقتلنا’. ويقول التقرير ان التوتر الذي يغلي في القرى الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية بين سورية ولبنان يلخص الطبيعة الطائفية للحرب الدائرة منذ عامين. ويضيف ان الرواية العامة عن الحرب هو انها في مواجهة نظام ديكتاتوري طائفي يحكم غالبية سنية. ولكن في القرى الجنوبية في لبنان وعلى الحدود ومن هرب من داخل سورية يقدم رؤية شيعية اخرى عنها. فهم يتحدثون عن ‘حرب تطهير عرقي’ يقوم بها المقاتلون ضدهم السكان الشيعة في داخل القرى. ففي مواجهة الهجمات على القرى الشيعية داخل سورية فر معظم سكانها للقرى في البقاع اللبناني التي يعيش فيها الشيعة ويحميها مقاتلون من حزب الله، حيث يثمن اللاجئون من سورية الخدمات التي يقدمها حزب الله لهم. ومشاركة الحزب في الازمة السورية من اهم الموضوعات التي تطرح عندما يتم الحديث عن تسليح المعارضة السورية، خاصة ان النظام يتلقى دعما من ايران وروسيا وحزب الله.
ثلاثة قتلى على الاقل في تفجير انتحاري في شمال دمشق.. والجيش السوري النظامي يستعيد حي بابا عمرو في حمص
دمشق ـ ا ف ب: قتل ثلاثة اشخاص الثلاثاء في انفجار حافلة صغيرة مفخخة فجرها انتحاري في حي ركن الدين في شمال دمشق، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان ‘المعلومات الاولية تشير الى استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة اخرين بجروح’ في الانفجار الذي وقع بعد الظهر.
كما اشارت الوكالة الى ان ‘التفجير الارهابي أدى الى وقوع أضرار مادية كبيرة في الابنية السكنية المجاورة’.
وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق ان ‘ارهابيا انتحاريا فجر حافلة نقل صغيرة في منطقة شرق ركن الدين’.
ونقلت قناة ‘الاخبارية’ السورية عن شهود ‘ان تفجير السيارة تم بالقرب من هيئة الامداد والتموين في شارع برنية’ التابعة للجيش السوري.
وقال سكان في المنطقة لوكالة فرانس برس ان مبنى هيئة الامداد والتموين اصيب باضرار بالغة، مشيرين الى ان المنطقة تعتبر منطقة عسكرية وهي محمية بشكل جيد.
وقال آخرون ان ‘دوي الانفجار كان قويا ما اسفر عن تحطم زجاج عدد من المنازل والمحال التجارية الواقعة بالقرب من مكان الانفجار، كما علت سحب الدخان في المكان’.
وبثت ‘الاخبارية’ صورا عن الانفجار ظهرت فيها حفرة كبيرة في طريق عريض تناثرت فيه حجارة على مساحة واسعة. كما ظهرت اضرار في زجاج ونوافذ عدد كبير من المباني المحيطة بالطريق.
وتشاهد في الصور سيارات دفاع مدني متوقفة، بالاضافة الى عشرات الاشخاص الذين تجمعوا في الطريق وقرب الحفرة.
وسمع دوي الانفجار في منطقة السبع بحرات التي تبعد نحو كيلومترين عن مكان الانفجار.
وشهدت دمشق تفجيرا الخميس في احد مساجد حي المزرعة (شمال) واودى بالعلامة السني البارز محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده وبحياة عشرات المصلين واصيب 84 آخرون بجروح.
وانفجرت اربع سيارات مفخخة في 21 شباط/فبراير في دمشق، فجر احداها انتحاري قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة واسفرت عن مقتل 61 شخصا، بينهم 17 عنصرا من قوات النظام. وبين الضحايا اطفال كانوا في المدارس.
كما وقعت ثلاثة تفجيرات اخرى متزامنة تقريبا في منطقة برزة استهدفت مقارا امنية وقتل فيها 22 شخصا، بينهم 19 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وشهدت العاصمة السورية عددا من التفجيرات على مدى سنتين استهدفت على الخصوص فروعا امنية.
وتنسب العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة اجمالا الى المجموعات الاسلامية المتشددة، لا سيما جبهة النصرة.
من جهة اخرى، قتل اربعة اشخاص بينهم طفلة وجرح اخرون الثلاثاء اثر سقوط قذائف في احياء في وسط العاصمة السورية، بحسب سانا التي اشارت الى سقوط احداها في محيط الوكالة في حي البرامكة، وغيرها على مجمع مدارس في المنطقة نفسها.
وشهدت العاصمة مؤخرا استهدافا مكثفا بقذائف الهاون لاماكن حيوية بينها محيط مبنى الاركان ومحيط قصر تشرين الرئاسي (قصر الضيافة) ومدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة (وسط).
في محافظة القنيطرة (جنوب)، سيطر مقاتلون معارضون على كتيبة المدفعية في بلدة عين التينة الثلاثاء، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ‘اغتنام اسلحة وذخائر من الكتيبة’.
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قتل 11 مقاتلا معارضا اثر ‘كمين نصبته لهم القوات النظامية في قرية الميلبية’.
في حمص (وسط)، استعادت القوات النظامية السورية فجرا السيطرة على حي بابا عمرو في المدينة بعد اقل من ثلاثة اسابيع من دخول مقاتلي المعارضة اليه، حسبما افاد الثلاثاء المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت القوات النظامية سيطرت على الحي مرة اولى في الاول من آذار (مارس) 2012 اثر قصف ومعارك استمرت نحو شهر جعلت بابا عمرو شهيرا في وسائل الاعلام العالمية، ودفعت في اتجاه عسكرة اكبر للازمة السورية.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الثلاثاء 45 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية.
العرب يستحضرون فلســطين… لتدمير سوريا
نجحت قطر، بلا شك، في تحقيق إنجازات يمكن وصفها بأنها تاريخية يوم أمس. أفلحت في استحضار فلسطين لتدمير سوريا. ما الهم ما دامت الموافقة على عقد مؤتمر لإعادة إعمارها قد تمت. كانت طليعية في تكريس سابقة في القمم العربية: معارضة مسلحة يجاهر بتعاملها مع أميركا، تستبدل نظاماً يفاخر بمحاربته واشنطن وتل أبيب. ما الهم ما دام «الإتلاف السوري»، بحسب تعبير حمد بن جاسم، لديه «شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج». والأهم من ذلك، لديه تأييد إمبراطورية قطر وأميرها الذي تحلق حوله القادة، يتقدمهم زعماء مصر والسعودية، يستمعون إلى «رؤيته» وينهلون من «فكره»، ويستزيدون من نصائحه حول كيفية الحكم وإدارة بلادهم، وإلا رفع عصا الشعوب لإسقاطهم، كما فعل مع العديد من زملائهم السابقين. يبقى معرفة ما ستكون عليه ردود فعل المعسكر المقابل
قمّة سيّدها حمد ونجمها أحمد: الأمر لي
الدوحة ــ الأخبار
حققت قطر مبتغاها. أحضرت المعارضة السورية إلى الدوحة للجلوس على مقعد دمشق في القمة العربية. المسعى عنوانه واضح «نزع الشرعية عن الرئيس السوري بشار الأسد». لم تأبه الدوحة إلى تفتت وتشرذم المعارضة، فسواء استقال أحمد معاذ الخطيب ام بقي رئيساً للائتلاف. لا فرق. المهم أن يجلس أحد آخر غير الأسد لالتقاط الصورة التذكارية بين القادة العرب.
لكن مساعي الدوحة لم تكتمل. سعت إلى حرق مراحل سياسيّة سريعة، وإضفاء مزيد من الشرعية على المعارضة.
فسرّبت مشروع بيان تضمن بنداً عالي السقف، ركّز على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية من خلال الإسراع في عملية انتقال آمن للسلطة وبدء مرحلة انتقالية يصار خلالها إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، مع ضرورة تقديم الدعم السياسي والمالي لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وتوفير كل التسهيلات لتشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو لإدارة المناطق المحررة ودعوة مختلف الدول إلى الاعتراف بها، وحث الدول العربية على منح الائتلاف الوطني مقار السفارات السورية فيها حتى يتم اختيار سفراء تابعين للائتلاف.
لكن بعد المداولات واعتراض كل من العراق والجزائر والأردن، وتحفظ فلسطين ونأي لبنان عن الحسم في هذه الأمور، لما لهذا الأمر من تداعيات خطيرة على الوضع السوري، تم خفض سقوف «إعلان الدوحة»، ليصبح «نرحب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها».
وأثار كل من الأردن والعراق وفلسطين حراجة الموقف من الانفصال التام عن النظام السوري، الذي لا يزال يتمتع بحيثية وحضور على الساحة السورية، وتضرر هذه الدول من تأثيرات الحرب الدائرة في سوريا التي يفرضها التداخل الجغرافي والسكاني وتواجد آلاف اللاجئين السوريين على أراضيها، ولا سيما أنه ما زالت حتى اليوم تسع دول في الجامعة تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، هي لبنان والجزائر والسودان والاردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عمان وفلسطين.
ورأى العراق وكل من الامارات والأردن انه لا يمكن الاعتراف بهيتو رئيساً لحكومة تمثل الشعب السوري بعدما تم انتخابه على عجل ولم يتمكن حتى الآن من تأليف الحكومة ولا أن يحظى بمباركة الأطراف الأخرى من المعارضة، والرفض الصريح للجيش السوري الحر للاعتراف بهيتو.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
أما النقطة الأكثر حساسية التي تجعل هذه الدول تتخوف من مد اليد الدبلوماسية للمعارضة فهي فرق المسلحين والمجموعات الارهابية السلفية المعارضة لكافة أنواع الأنظمة. لكن رغم ذلك، أعادت القمة تكرار ما كان أعلنه وزراء الخارجية الشهر الماضي، لجهة تقديم الضوء الأخضر لتسليح المعارضة السورية. إذ نص البيان على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».
ولم تعر الدوحة أذناً لأصوات سورية أخرى، إذ طالبت نحو 70 شخصية سورية معارضة، بينهم اسماء بارزة مثل ميشيل كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، في رسالة بعثت بها الى القمة العربية بـ«التخلي عن مشروع الحكومة»، منتقدة، من دون تسميتهم، الاخوان المسلمين بسبب «سيطرتهم الاستعبادية» و«الهيمنة العربية والاقليمية المتنوعة» على قرار المعارضة. ودعا المعارضون في بيانهم الذي حمل عنوان «من اجل سورية»، إلى «اعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة او تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديموقراطي اليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله».
وكانت الرغبات القطرية قد ظهرت مع اللحظات الأولى للقمة العربية، حين دعا أمير قطر، الشيح حمد بن خليفة، وفد الائتلاف السوري إلى الدخول للجلوس على المقعد السوري، في تجاوز لمبدأ الإجماع داخل الجامعة العربية. إذ لم يتمكن وزراء الخارجية خلال اجتماعهم الأحد من التوصل إلى قرار في هذا الشأن، بسبب التحفظ العراقي والجزائري.
واعتبر امير قطر، عند دعوته الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو الى موقع سوريا على الطاولة المستديرة، ان «التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما سيشهد على من خذله».
وبدا أن الدوحة، في إعلانها، بدأت بالإعداد لمرحلة ما بعد الأسد، إذ دعت القمة ايضا في قراراتها الختامية الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر».
الى ذلك، تبنت القمة اقتراحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق. وقد اشار قرار خاص للقمة الى ان الصندوق سيعمل على «تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار».
«سطو»
اعتبر الاعلام السوري، أمس، ان «السطو» على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه الى المعارضة السورية «جريمة قانونية وسياسية واخلاقية» و«استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف».
ورأت صحيفة تشرين الحكومية «ان هذا السطو الذي قامت به مشيخة قطر ومن معها من انظمة العمالة والخيانة من الانظمة العربية الرجعية من تمكين ائتلاف الدوحة بعضوية الدولة السورية (…) انما هو جريمة قانونية وسياسية واخلاقية». واشارت الصحيفة الى ان الدولة السورية «لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة».
وجاء في صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم، «يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل».
واعتبرت صحيفة «الوطن» ان القرار «يمهد حكماً ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم»، مشيرة الى ان لا دولة تخلو «من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة». واضافت ان ذلك «سيشكل اخطر ظاهرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية»، محذرة من ان «المتضرر الأكبر من هذا التدبير هم من قرروه من آل ثاني الذين يعانون أزمة داخل البيت، وآل سعود». واستدركت الصحيفة ان سوريا «ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها… حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية».
وكتبت صحيفة «الثورة» الحكومية في افتتاحيتها «اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا لتحاكم العروبة ومن انتمى اليها».
الخطيب يحتل المقعد السوري بـ«طائرة خاصة قطريّة»
الدوحة ــ الأخبار
سوريا كانت العنوان الأبرز للقمة العربية أمس، ليس فقط في بيانها الختامي واستحواذ المعارضة على مقعد دمشق في الجامعة، بل حتى في الكواليس التي انشغلت في قراءة المغزى القطري من القمة بالاساس، وسط تساؤلات عن حضور رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، بعدما كان أعلن استقالته قبل يومين.
الخطيب وائتلافه خطفا الأضواء، بعد الدخول المسرحي الذي نظمه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى قاعة المؤتمر، معلناً جلوس المعارضة على مقعد سوريا. كذلك كان لافتاً خطاب الخطيب نفسه في القمة، الذي أكد رفض الشعب السوري لوصاية أحد، وتأكيده على قرار الشعب في اختيار حاكمه، من دون أن ينسى الغمز من قناة الدول العربية عبر دعوتها إلى احترام شعوبها وإطلاق معتقليها.
وقال الخطيب، أمام القادة العرب، «يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا اي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه». وطالب بمد المعارضة بكافة أشكال الدعم بما في ذلك السلاح «للدفاع عن النفس»، وبالحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية. ودعا الولايات المتحدة الى لعب دور أكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين. وقال «نحن لا نخجل» من الحصول على مساعدات مخحصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعاً «لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا». وأضاف «لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الأميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع». وتابع «ما زلنا ننتظر من حلف الأطلسي قراراً في هذا الشأن حفاظاً على الأبرياء وحياة الناس وعودة المهجرين الى وطنهم». بيد أن جواب حلف شمالي الأطلسي جاء في وقت لاحق امس على لسان مسؤول لم يكشف اسمه قال إن «حلف شمالي الأطلسي ليست لديه نية التدخل عسكرياً في سوريا».
وختم زعيم المعارضة السورية كلمته مخاطباً الزعماء العرب في القمة «أقول لكم بصفتي أصغر إخوتكم: اتقوا الله في شعوبكم وحصنوا بلادكم بالعدل والإنصاف وازرعوا الحب في كل مكان». ودعا الزعماء إلى تبني قرار «بإطلاق سراح المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم انتصار الثورة السورية في كسر حلقة الظلم هو يوم فرحة لكل شعوبنا».
غير أن كلمة الخطيب كانت جزءاً من المشهد السوري في القمة، الذي بدأ مع مساعي «جلب» رئيس الائتلاف المستقيل إلى الدوحة. وأكد دبلوماسي عربي أن الدولة المنظمة أجرت اتصالات ضاغطة على الخطيب دفعته لاستقلال طائرة قطرية خاصة مع وفد من ثمانية أشخاص والتوجه إلى مطار الدوحة، مع قرار أولي وافق عليه جميع وزراء الخارجية العرب كتسوية وسطية للخلاف يقضي بأن يوجه الخطيب خطابا للقمة العربية. ومساء الاثنين استقبل ولي العهد القطري الضيف السوري وتجول الأخير على السجادة القطرية الحمراء واستعرض حرس الشرف، لكن بدون تحية في رسالة سياسية بروتوكولية واضحة المعالم من قبل القطريين.
وكان لافتاً أمس ترتيب جلوس المعارضين السوريين على مقعد «الجمهورية العربية السورية». إذ جلس الخطيب وخلفه رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو وسهير الاتاسي وجورج صبرا وعبدالباسط سيدا، بنفس الترتيب الذي كان يجلس فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان خلف الرئيس السوري.
وعلى هامش أعمال القمة، كانت الكواليس زاخرة بالتعليقات، التي ركّزت على الوضع السوري، ولا سيما حضور المعارضة وتوليها مقعد دمشق في الجامعة، لتكون القمة «قمة نزع الشرعية عن بشار الأسد»، بحسب ما ردد القطريون وعشرات الإعلاميين.
وأكد الباحث في المعهد الملكي للدراسات والدفاع في قطر، مايك ستيفنس، أن ما يهم القطريين الآن هو تقديم معارضة موحدة ولو شكلياً للقمة العربية، لكن استقالة الخطيب «ضيعت عليهم حتى هذه الفرصة»، لافتاً إلى أن دعم الجيش الحر لقرار الخطيب بالتأكيد على رفضه الاعتراف بالحكومة الانتقالية، ممثلة بغسان هيتو، إشارة واضحة لثقل وشعبية الخطيب التي «لا يمكن تجاهلها» بحسب رأيه.
واستبعد مدير مركز بروكينغز، سلمان شيخ، أن تنجح القمة العربية في احتواء «تشرذم المعارضة السورية»، منوهاً إلى أن استقالة الخطيب هي بمثابة إعلان صريح عن أن «أيام الائتلاف السوري المعارض برمته باتت معدودة».
«إعلان الدوحة»: كلاسيكيات عربيّة
باستثناء المستجد في احتلال المعارضة السورية مقعد دمشق في الجامعة، لم يخرج بيان قمة الدوحة عن سابقاته لجهة الشجب والتأكيد والاستنكار، التي حفلت بها بيانات القمم السابقة، من دون أن يجد سبيله إلى التنفيذ
الدوحة ـ الأخبار
لا جديد في هذه القمة، بيانات واستنكارات، ومجاملات عن «الود العربي» لا تعكسها الوجوه العابسة، قمة بائسة كسابقاتها، إلا أن الجدي هو الشيء الذي ستقاتل من أجله قطر، وبأقصى جهدها، وهو إظهار المقعد السوري وقد تم إشغاله من قبل ما يسمى بالمعارضة الممزقة، والمشتتة التي جاهدت ليلاً لجمعها إلى حين انتهاء أعمال القمة.
قطر التي تريد السيطرة على الجامعة العربية عبر طرح إصلاحها، أرادت الظهور بمظهر المسيطر على القرار العربي في سعي مستميت إلى الانتقام من النظام السوري، وإن غلفت الوضع بتأكيد على أهمية الوضع الفلسطيني.
وجاء «إعلان الدوحة» الختامي انعكاساً لما أرادت الدوحة:
حول الأزمة السورية
أكدت القمة العربية ا «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر». وجاء ذلك في البند الخاص بسوريا الذي سيتم تضمينه للبيان الختامي للقمة العربية المنعقدة بالدوحة. ولفتت إلى أن «البيان الختامي تضمن أخذ العلم بإعلان تشكيل حكومة سورية مؤقتة، والترحيب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها».
وأشاد البيان بـ«الجهود المقدرة التي تقوم بها الدول المجاورة لسوريا والدول العربية الأخرى ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية لهؤلاء النازحين، والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل اعباء هذه الاستضافة، والعمل على مواصلة تقديم كافة اوجه الدعم والمساعدة لايواء واغاثة النازحين في لبنان وفق خطة الاغاثة التي وضعتها الحكومة اللبنانية، وكذلك مواصلة تقديم الاغاثة الى النازحين في الأردن وفق الخطط ونداءات الاغاثة التي اقرتها الحكومة الاردنية وكذلك العراق لمواجهة الاحتياجات الضرورية لهؤلاء المتضررين».
ودعا البيان «لعقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من أجل اعادة الاعمار في سوريا وتأهيل البنية التحتية الاساسية لجميع القطاعات المتضررة جراء ما حصل من تدمير واسع النطاق».
في الشأن الفلسطيني
في استعادة للأنشودة العربية المزمنة، تم التأكيد وفقاً لمشروع البيان الختامي على أن «السلام الشامل والعادل هو خيار استراتيجي، ولن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 ورفض كل أشكال التوطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002».
كما حمّل البيان «إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع رفض كافة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب الهادفة إلى تغيير الواقع في الأراضي العربية المحتلة، بما فيها القدس الشريف». ودعا البيان «مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الآليات والخطوات اللازمة لحل الصراع العربي ــــ الإسرائيلي بكافة جوانبه»، فضلاً عن دعوة «المجتمع الدولي إلى إطلاق مفاوضات جادة تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، لا سيما القرارين 242 و 338 اللذين يقضيان بإنهاء الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي إلى خطوط عام 1967 بما يشمل القدس الشرقية ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب». كما تضمن البيان «تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من الأردن ومصر وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأميركية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي للاتفاق على آليات وفق إطار زمني محدد لإطلاق مفاوضات جادة، وتكليف الأمين العام للجامعة العربية تشكيل فريق عمل لإعداد الخطوات التنفيذية لهذا التحرك»، فضلاً عن «الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بطرح القضية الفلسطينية من كافة جوانبها بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية».
كذلك نص البيان على «تكليف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبه، بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي بطرح مبادرة عملية السلام كخيار استراتيجي، وإعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية في ضوء عجزها عن إحراز أي تقدم في عملية السلام»، على أن تقدم لجنة مبادرة السلام العربية تقريرها عن هذا الموضوع وتعرضه على اجتماع طارئ لمجلس الجامعة تمهيداً لعرضه على قمة عربية استثنائية.
كما تضمن البيان قراراً بـ«تفعيل قرار قمة سرت عام 2010 بشأن القدس الخاص بزيادة الدعم الإضافي المقرر في قمة بيروت عام 2002 لصندوقي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار ودعوة الجامعة العربية إلى وضع آليات تنفيذ خطة التحرك العربي لإنقاذ القدس».
لبنانياً
في الملف اللبناني، تم التأكيد على التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته المقبلة بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، والدعوة إلى الحوار بين الفرقاء والتأكيد على الحرص على السلم الأهلي اللبناني. كما دعا البيان إلى وقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية بحراً وبراً وجواً التي وصل عددها منذ صدور القرار 1701 حتى الآن إلى أكثر من 10 آلاف خرق. كما تضمن البيان دعم ومساندة الدول العربية الحازم لمطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو عام 1967. كذلك تضمن البيان الختامي للقمة عدداً من القضايا والملفات والمواقف الكلاسيكية التي درجت العادة على طرحها، والمتعلقة بدعم الموقف السياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة في ملف الجزر الثلاث. كما دعا القادة العرب إلى دعم جهود تحقيق الاستقرار في العراق وليبيا والصومال والسودان، إضافة إلى تقديم الدعم لاقتصادات بعض الدول العربية التي تعاني من معضلات اقتصادية عدة.
لقطات
– تعرّض موقع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس للقرصنة من قبل أنصار للنظام السوري، وذلك رداً على تسليم مقعد سوريا في قمة الدوحة الى الائتلاف المعارض. وتم وضع رسالة على صفحة الجامعة جاء فيها: «الى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ايها القاضي الدولي… ارتضيت لنفسك ان تتوج تبعيتك لمشيخة الغاز دويلة قطرائيل اليوم بتسليم مقعد الجمهورية العربية السورية الدولة المؤسسة لما كان يسمى بجامعة الدول العربية والتي فقدت صبغتها العربية يوم تم تعليق مشاركة الوفود السورية».
– أوردت وكالة الأنباء التونسية أن رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب أبلغ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي خلال لقائهما في العاصمة القطرية، أن «عدد التونسيين المنضمين لصفوف المقاومة في سوريا لا يتجاوز المئات وأن نسبة هامة منهم كانت تقيم في الاراضي السورية قبل اندلاع الثورة». ونقلت الوكالة عن المتحدث الرسمي باسم المرزوقي، عدنان منصر، أن «تونس اتفقت مع الائتلاف (السوري لقوى المعارضة والثورة) على ضبط قائمات اسمية في هؤلاء الأشخاص حرصاً منها على حماية الأمن الوطني (التونسي) من جهة وعلى متابعة هذا الملف المرشح للتطور بعد انتهاء الحرب في سوريا من جهة أخرى».
– كان الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي أول الواصلين، فيما غاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، كما حضر مباشرة بعد المرزوقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتلاه الفلسطيني محمود عباس الذي حضر عصر الإثنين.
– الرئيس المصري، محمد مرسي، غالبه النعاس ووزير الخارجية محمد كامل عمرو خلال الجلسة الافتتاحية.
– هذه القمة العربية الثانية التي يحضرها الملك الأردني في الدوحة قادماً من البحرين حيث حرص على قضاء ليلة في المنامة.
– لم يكفّ الصحافيون عن الاستفسار عن المناكفات المصرية العراقية بين وزيري الخارجيتين وجدالهما الصاخب حول الأزمة السورية.
(الأخبار)
تشريع تسليح الثوار عربيًا يضع نظام الاسد على مفترق طرق
ريما زهار
بعد تأكيد قرار عربي خاص بسوريا في قمة الدوحة الاخيرة، حق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية، يرسم البعض في ظل هذا الموضوع بداية لنهاية النظام السوري قريبًا.
بيروت: يرى النائب رياض رحال ( المستقبل ) في حديثه ل”إيلاف” ان تشريع تسليح المعارضة السورية من قبل الجامعة العربية جاء متأخرًا، لان هذه الاخيرة عندما ترى شعبًا بكامله من نساء واطفال يُقتلون ويُذبحون من قبل حكومتهم ونظامهم، منذ عامين واكثر، وقتل مئات الالوف، فهل تبقى الجامعة العربية من دون تحريك اي ساكن؟ يجب التدخل وحل الموضوع وهذا ما فعلته، من خلال العمل على تسليح الجيش الحر، والتدخل اليوم بعد الحرب الاهلية التي تمر بها سوريا، ووصل الوقت الى ان تكون حربًا اهلية ليس كما كان الوضع في لبنان بين فئات متناحرة ولا تدخل للحكومة، بل بالعكس الدولة والنظام في سوريا هما اللذان يقتلان وينحران شعبهما.
ويرى رحال ان تسليح الثوار اليوم يعني بداية نهاية نظام الاسد، وسيصل يوم ينتهي هذا النظام، والاسد يعتقد ان نهايته ستكون كمعمر القذافي او صدام حسين، ولكن حرام تدمير بلد، وتشريد اكثر من 5 ملايين سوري خارج سوريا.
ويحيي رحال الدول العربية باخذها هذا القرار، ولكن عليها بالاضافة الى ذلك التدخل عسكريًا الى جانب الثوار السوريين.
ويرى رحال ان على الدول الغربية ايضًا ان تقف الى جانب سوريا وتتدخل للمحافظة على الشعوب التي تريد ان تتحرر من نير العبودية والظلم.
وعليها ان تضع حد اقتصاديًا للنظام السوري كي ينتهي بسرعة.
ويؤكد رحال ان على اللبنانيين جميعهم ان يمشوا في الطريق الصحيح باتجاه محاربة النظام السوري، فهل يعقل من يطلب الحرية في لبنان ان يكون ضد الحرية في بلد شقيق، حزب الله يريد حريته وعدم التعدي على لبنان، ولكن هو مع النظام السوري الذي يذبح شعبه ويتعدى على الاراضي اللبنانية.
تسليح المعارضة السورية يحصل من فترة
اما النائب الوليد سكرية ( الوفاء والمقاومة ) فيؤكد ل”إيلاف” ان الدول العربية تسلح منذ زمن المعارضة السورية بشكل او بآخر، وهذا ليس بجديد، والا من اين يأتي سلاح المعارضة السورية، وهو اليوم تشريع لما يقومون به على الارض، والسؤال هل سيمدونهم باسلحة اكثر تطورًا كبعض انواع الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات؟ ربما يكون هذا التوجه اليوم، لتفعيل دور المعارضة السورية اكثر، ولكن الامر مرتبط برمته بما تسمح به اميركا واوروبا في النهاية، وانواع الاسلحة التي قد تصل الى ايدي هؤلاء اذا كانت اسلحة غربية فهي مقيدة بموافقة الغرب، ولكن تسريب اسلحة ذات منشأ شرقي تبقى مسألة الحصول عليها وابتياعها، ان كانت من بقايا اسلحة في ليبيا، او استطاعوا شراء الاسلحة من السوق السوداء، من بعض دول اوروبا الشرقية التي كانت في معسكر حلف وارسو سابقًا، فهذه قد لا تتطلب اللجوء الى اميركا والدول الاوروبية، فيتم شراؤها وتهريبها.
عن نأي لبنان بنفسه عن قرار تسليح الثوار السوريين يرى سكرية ان لبنان نأى بنفسه عن كل القرارات التي لها علاقة بسوريا، لان لا قرار مع او ضد، كأننا غير موجودين في ما خص سوريا، وهذا ما اعتُمد بعد اعلان بعبدا لدى لقاء كل الاطراف السياسيين اللبنانيين والاعلان عن النأي بالنفس، والذي لاقى دعمًا من قبل كل الدول لان لبنان غير قادر على التدخل في الازمة السورية اللبنانية.
هو نأي بالنفس فقط صوريًا، يؤكد سكرية انه نأي بالنفس على مستوى سياسي ودولي ولكن ليس على مستوى الشارع، حيث كل يعمل بحسب توجهاته وامكانيته، ولكن هناك فرق بان تكون الدولة مباشرة متدخلة في الازمة السورية، وهي من يسمح باستيراد السلاح وتمريره الى الداخل السوري، وبين ان تكون بعض الجماعات هي من يهرب السلاح تهريبًا الى داخل سوريا، تبقى العملية ضمن حدود امكانات تلك الجماعات وليس ضمن امكانية فتح الدولة الباب على مصراعيها لذلك.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801849.html
“إعلان الدوحة” يؤكد حق الدول في تسليح المعارضة السورية
وكالات
يؤكد قرار عربي في القمة المنعقدة في الدوحة على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية وعلى منح الائتلاف الوطني جميع مقاعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات.
الدوحة: اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليل الثلاثاء في الدوحة بتأكيد حق الدول الاعضاء بتسليح المعارضة السورية، ومنح مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوري المعارض.
واكد “اعلان الدوحة” الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض ان تستمر حتى الاربعاء وانما اختصرت في يوم واحد، “اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كاولوية للازمة السورية مع التاكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر”.
ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسوريا الذي نشرته وكالة فرانس برس في وقت سابق، “بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سوريا”. وتقرر ان تعقد القمة المقبلة في الكويت في اذار (مارس) 2014.
وتأتي هذه القرارات العربية بعدما جلست المعارضة السورية للمرة الاولى على مقعد سوريا في قمة الدوحة، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية”، فيما رفع “علم الاستقلال” الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.
وقد اعتبرت القمة الائتلاف “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساس مع جامعة الدول العربية، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بها”. وتحفظت عن القرار الخاص بسوريا الجزائر والعراق، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار.
إعادة إعمار سوريا
ودعت قمة الدوحة ايضا في قراراتها الختامية الى “عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر”.
وحثت القمة “المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف الوطني … ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري” على غرار الجامعة العربية، كما دعت المنظمات الدولية لتقديم الدعم لتمكين الشعب السوري من “الدفاع عن نفسه”.
صندوق القدس
كما تبنت القمة مقترحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وبتاسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع راسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق.
وقد اشار قرار خاص للقمة الى ان الصندوق سيعمل على “تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار”. وكلف البنك الاسلامي للتنمية بادارة هذا الصندوق.
كما قررت القمة تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وعضوية كل من الاردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والامين العام للجامعة العربية، نهاية نيسان/ابريل لاجراء مشاورات مع الادارة الاميركية حول عملية السلام.
كما وافقت القمة على انشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان وتكليف لجنة قانونية لاعداد النظام الاساسي للمحكمة.
شخصيات معارضة تطالب بالتخلي عن مشروع الحكومة الموقتة
طالبت شخصيات سورية معارضة في رسالة بعثت بها الى القمة العربية المنعقدة الثلاثاء في الدوحة، ب”التخلي عن مشروع الحكومة” الموقتة التي يعتزم الائتلاف السوري المعارض تشكيلها، وادخال اعضاء جدد من “التيار المدني الديموقراطي” الى الائتلاف ليصبح اكثر توازنا.
وجاء في نص البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “تتفاقم ازمة المعارضة السورية (…) في ما يجري داخل الائتلاف الوطني وما يمارسه المسيطرون عليه من تخبط وسط صراعات بين قيادات الائتلاف وسيطرة استبعادية يمارسها احد تياراته على خياراته وخطاه، وفي ظل هيمنة عربية متنوعة واقليمية فاضحة على قراره الوطني”.
وطالب الموقعون على البيان وعددهم حوالى السبعين وبينهم اسماء بارزة مثل ميشيل كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، من اجل مواجهة هذا الوضع ب”التخلي عن مشروع الحكومة المرحلية الذي سبب انقساما وطنيا واسعا ولقي معارضة شديدة من قيادة ومقاتلي الجيش الحر”.
كما طالب باستبدالها “باجهزة تنفيذية او بحكومة توافقية” بين اعضاء المعارضة “تشكل على اساس وطني صرف بعد توسعة” الائتلاف.
ودعا المعارضون في بيانهم الذي حمل عنوان “من اجل سورية” ب”اعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة او تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديموقراطي اليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله، من أجل تحقيق التوازن الوطني فيه”.
وبين الموقعين اعضاء في الائتلاف وآخرون اعلنوا اخيرا تعليق عضويتهم فيه بسبب اعتراضهم على انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة الموقتة التي يفترض ان تستقر داخل سوريا. ومن الاسماء الموقعة عبد الرزاق عيد وبسام اليوسف ووليد البني وبسمة قضماني ومازن حقي وريما فليحان وفايز سارة وفهد ابراهيم باشا وغيرهم…
وقال فهد باشا لفرانس برس في اتصال عبر سكايب ان موقعي البيان هم “رموز من المعارضة الاحرار الذين يرون انه تمت الاساءة الى الائتلاف من بعض المكونات الحزبية”. واضاف ان هؤلاء يدعون الى “اعادة الهيكلة بغرض توحيد صفوف المعارضة وتشكيل كيان قوي يمثل الثورة السورية بشكل صحيح ويعيد استلام مفاتيح الازمة وصناعة القرار”.
وشكا اعضاء في الائتلاف المعارض من ضغوط مورست عليهم من دول اقليمية في اتجاهات متناقضة خلال اجتماعهم الاخير في نهاية الاسبوع الماضي في اسطنبول. وقال معارضون محسوبون على السعودية انهم يريدون التريث في تشكيل الحكومة الموقتة، متهمين قطر والاخوان المسلمين بالضغط من اجل انتخاب هيتو.
واوضح الموقعون على البيان الثلاثاء انهم ارسلوا موقفهم الى الجامعة العربية والامم المتحدة وعدد من الدول المعنية في مجلس الامن.
عباس يرحب بمبادرة قمة عربية مصغرة للمصالحة الفلسطينية
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء باقتراح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة الفلسطينية على اساس اتفاقي القاهرة والدوحة. وقال عباس في كلمته امام القمة العربية المنعقدة في الدوحة “نرحب باقتراح سمو أمير دولة قطر لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة بقيادة مصر على أساس اتفاقي القاهرة والدوحة”.
واضاف “معلوم أن الاتفاق الذي عقدناه في الدوحة قبل أكثر من سنة يدعونا إلى تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين وفي نفس الوقت الذهاب إلى الانتخابات، نحن من جهتنا ملتزمون بهذا الاتفاق والذي أعقبه أيضا اتفاق القاهرة، ولذلك نرحب بمبادرة صاحب السمو”.ودعا عباس إلى “تحرك عربي إسلامي نحو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس”، مشيدا ب”قرار لجنة مبادرة السلام العربية بايفاد وفد عربي وزاري الشهر المقبل إلى واشنطن، لايجاد آليات ومنهجية جديدة لحل النزاع القائم (…) على نحو يؤدي الى قيام دولة فلسطين المستقلة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801762.html
الحياة بعد سقوط “السكود” على احد احياء مدينة حلب شمال سوريا
أ. ف. ب.
حلب: تجلس سامية على وسادة اخرجتها من الانقاض، كتلا من الحجارة هي ما تبقى من منزلها في حي طريق الباب في شرق مدينة حلب بشمال سوريا، والذي اصيب الشهر الماضي بصاروخ ارض ارض يقول السكان انه من طراز “سكود”.
منذ ذلك الحين، تعود هذه السيدة الخمسينية يوميا الى هذا المكان لتحول دون نهب ما تبقى من اغراضها تحت الركام. وتقول بمرارة “لم نتلق اي مساعدة انسانية، الوحيدون الذين قدموا لزيارتنا هم السارقون”.
خلفها، يحمل بعض الرجال المعاول بايديهم، مبعدين الاسمنت المتكسر في محاولة للعثور على اغراض ما زالت صالحة للاستعمال تحت اطنان من الحجارة والقضبان الحديد التي تغطي شوارع حي طريق الباب الذي استهدف بصواريخ ارض ارض في 22 شباط/فبراير.
ويقول مصطفى، قريب سامية الذي يغطي الغبار الابيض وجهه وشعره، ان “الناس لا يملكون ما يأكلونه، فيأتون (الى هنا) لجمع الاغراض من المنازل المدمرة”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 14 شخصا قتلوا واصيب العشرات بجروح جراء سقوط ثلاثة صواريخ ارض ارض على المنطقة.
واستخدم النظام السوري في كانون الاول/ديسمبر 2012، صواريخ ارض ارض للمرة الاولى منذ بدء النزاع في البلاد قبل عامين. وتنقل منظمة هيومن رايتس ووتش عن ناشطين معارضين للرئيس بشار الاسد، ان النظام استخدم هذا السلاح الثقيل قرابة 30 مرة منذ ذلك الحين.
وتشير ارقام الامم المتحدة الى ان ما يقارب مليون و200 الف منزل تعرضت للدمار منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام منتصف آذار/مارس 2011.
ولحظة سقوط الصواريخ، سويت اربعة شوارع بالارض. وفي شعاع قطره 100 متر، يغيب اي اثر لمبنى ما زال واقفا على اساساته.
لا يمكن لاواش (60 عاما) ان تحبس دموعها وهي تعرف عن حفيدتها. وتقول “مع اخوانها واخواتها الخمسة، باتت يتيمة الام منذ سقوط السكود”.
تضيف وهي تمسح دموعها بحجابها الاسود “كنا في المنزل وهوى سقفه على رؤوسنا (…) منذ ذلك الحين لم يأت احد لمساعدتنا، ولم يقدم احد لنا ليرة (سورية). بقينا هنا نموت من الجوع ونعاني، كل هذا بسبب بشار الاسد”.
امجد (10 اعوام) كان يقطن في المنزل المجاور، وبات حاليا مقيما في خيمة خارج حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي تشهد منذ تسعة اشهر معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الساعين الى اسقاط النظام.
ويستعرض امجد معاناته مع “البرد والشتاء والهواء”، متحدثا عن شقيقه الذي ما زال طفلا صغيرا “ويعاني من ارتفاع في الحرارة جراء الظروف التي نعيش فيها”.
وادت الصواريخ الى مقتل والد امجد الذي باتت عائلته بلا اي معيل، وتعتمد على المعونات التي تتلقاها من الجيران.
من جهتها، لم تعد سامية تملك سوى خيمة تشكل ملجأ لها مع اولادها الثمانية وزوجها البالغ من العمر 70 عاما.
وتقول “ليس في حوزتي سوى الرداء الذي البسه، لم يكن في امكاننا ان نحمل اي امر آخر معنا”. تضيف “لحسن الحظ ان الشمس عادت (مع بدء الربيع)، هي نورنا الوحيد”.
وتوضح ان “ابني الصغير قال لي في احد الايام +امي، لا اريد ان آكل بعد الآن، افضل ان اموت، اكره هذه الحياة+”.
على مقربة من سامية، يشير علي (25 عاما) وهو اب لولدين، الى ما بقي من شاحنة حمراء اللون امام ركام منزله. ويقول “هذا ما تبقى من الشاحنة التي كنت استخدمها للعمل. فقدت كل شيء. لم يبق لنا شيء”.
في غضون ذلك، يعبر احد جيرانه الشارع. يشكو قائلا “كنت محاميا، وها انا قد بت راعيا! هذا ما اصبحنا عليه. فقدت كل شيء بين ليلة وضحاها”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801879.html
القمة العربية تحتضن الثورة السورية وعلمها
الدوحة – محمد المكي احمد
لندن، دمشق، نيويورك
في تطور تاريخي وغير مسبوق في تاريخ القمم العربية احتضنت قمة الدوحة امس المعارضة السورية ممثلة بـ «الائتلاف الوطني»، ورفعت علم الثورة الذي اعتمدته المعارضة بديلاً من العلم المعروف للدولة السورية، كما دعا رئيس القمة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو والوفد المرافق الى الجلوس في المقاعد المخصص لسورية، وسط تصفيق الحاضرين. واختتمت القمة اعمالها مساء ببيان ختامي، وقرار عن سورية نص على حق كل دولة في تسليح المعارضة السورية. وتقرر عقد القمة المقبلة في الكويت.
ووصف الخطيب في كلمة تميزت بنبرتها العاطفية قرار الجامعة العربية بمنح مقعد سورية الى الشعب السوري بانه «مبادرة شجاعة». وقال أن «هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وأن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد». وذكر الخطيب انه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان يتم مد مظلة صورايخ «باتريوت» لتشمل الشمال السوري. وأضاف: «ما زلنا ننتظر قرارا من حلف الناتو حفاظا على الأبرياء وأرواح الناس وإعادة المهجرين إلى أوطانهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية». وشدد على ان «شعب سورية هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، وسيتفاهم أبناؤه ليعيشوا مع بعضهم البعض» وقال إن «الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد وعلينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمل ما يجري من المذابح كل يوم».
وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امام القمة والتي القاها نيابة عنه رئيس وفد المملكة ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، اكدت الرياض ان «نظام الأسد ماض قدما في افساد اي مبادرة لحل الازمة سياسيا»، وان «وتيرة القتل والتدمير مستمرة وتحدث امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والنظام السوري يستخدم شتى انواع الاسلحة ضد شعبه». وحذر الملك عبدالله من «انعكاسات خطيرة للازمة السورية على امن المنطقة واستقرارها»، داعيا المجتمع الدولي الى انهاء انقسامه ازاء القضية السورية من خلال دعم المعارضة. وحض على «جمع كلمة الفلسطينيين ونبذ الخلافات في ما بينهم»، مشددا على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه مع حرص المملكة على تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وكان أمير قطر دعا في كلمة افتتاح المؤتمر الى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما اقترح انشاء صندوق خاص بالقدس وأهلها برأسمال بليون دولار تقدم قطر 250 مليونا منها. وشدد على ان موقف بلاده من الازمة السورية «بُني على ثوابت لم تحد عنها وهي أولاً الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سورية الشقيقة أرضاً وشعباً، وثانيا تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة، وثالثاً دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة».
وقال مصدر رفيع المستوى يشارك في اجتماعات القمة لـ «الحياة» أن «اعلان الدوحة» الذي سيصدر في ختام اعمالها اليوم سيدعو الى «اعادة النظر في كل المقاربة الخاصة بالتحرك العربي على المستوى الدولي، واقرار دعم عربي لصمود الشعب الفلسطيني سياسيا وماليا»، كما سيدعو الى ارسال وفود عربية على مستوى عال لزيارة عواصم القرار الدولية وشرح الموقف العربي من عملية السلام.
ودعا الناطق باسم وفد «الائتلاف» خالد الصالح الدول العربية الى اعتراف قانوني بالمعارضة له تبعاته على صعيد التمثيل الديبلوماسي بحيث تتولى هيئات المعارضة مسؤولية الخدمات القنصلية للسوريين في كل الدول.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مقر القمة ان «مطلبنا الآن لكل الدول العربية أن يتم توزيع المساعدات للسوريين في المناطق المحررة التي تشكل نحو 60 في المئة من الأراضي السورية». وندد بموقف الامم المتحدة التي قال أنها تصر على توزيع مساعدات في مناطق يسيطر عليها النظام. وسئل هل عدل الخطيب عن استقالته، فأجاب: «لا أستطيع القول إنه عدل عن الاستقالة، لكن الهيئة الرئاسية (في الائتلاف) لم تقبلها واحالتها على الهيئة العامة، وغالبية أعضاء الائتلاف ضد الاستقالة ويريدونه أن يواصل قيادة الائتلاف. وآمل أن يعود عن الاستقالة».
ورحب القادة، في جلستهم المسائية، بحسب نص قرار حول سورية تحت عنوان «تطورات الوضع السوري» بشغل «الائتلاف مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها واجهزتها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة». وعلم أن الجزائر والعراق تحفظتا عن القرار في حين تمسك لبنان بسياسة «النأي بالنفس».
ويجدد القرار «تأكيد أهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع تأكيد حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر». ويشيد «بالجهود المقدرة التي تقوم بها الدول المجاورة لسورية والدول العربية الأخرى، ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية للنازحين»، ويدعو الى «دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة»، كما يدعو الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الأمم المتحدة من أجل اعادة الاعمار في سورية وتأهيل البنية التحتية الأساسية».
ويشير القرار الى استعراض القمة «الوضع البالغ الخطورة الذي تشهده سورية جراء تصعيد عمليات العنف والقتل التي اصبحت تجتاح معظم التراب السوري واستمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من قبل النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي وصواريخ سكود لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة، ما زاد من ارتفاع الضحايا بشكل خطير، وأحدث نزوحا بشريا داخل سورية وتدفق آلاف السوريين على الدول المجاورة هربا من العنف الذي لم يستثن حتى الأطفال والنساء الذين تعرضوا لمجازر مرعبة، ما أصبح يهدد بانهيار الدولة السورية، ويعرض أمن وسلامة واستقرار المنطقة للخطر». ويشدد على «رفض تزويد النظام السوري بالاسلحة الفتاكة المستخدمة لقصف الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان»، ويؤكد «أولوية الحل السياسي ودعم مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، والموقف الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الاقليمية».
واستنكرت القمة، في بيانها الختامي، استمرار ايران في احتلال الجزر الامارتية الثلاث، ما يهدد الاستقرار في المنطقة، وأكدت حق الامارات الثابت في سيادتها الكاملة على اراضيها وحقها في اتخاذ الاجراءات لضمان سيادتها على جزرها، وأكدت دعم وحدة اليمن ورحبت بمبادرة أمير قطر في شأن انشاء صندوق باسم القدس بمبلغ بليون دولار.
ودعت القمة المجتمع الدولي للعمل الفوري على ارساء السلام العادل والشامل وضمان انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة كافة، ودانت الممار سات الاسرائيلية، ودعت لوقف الاستيطان لاستئناف مفاوضات جادة لحل الصراع العربي – الاسرائيلي. ودعت مجلس الأمن لاتخاذ اجراءات لازمة تكفل عضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة، معلنة رفضها التام لنوايا اسرائيل اعلان دولة يهودية، وطالبت القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل باستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة في شأن المصالحة. واعلنت التضامن الكامل مع لبنان ومساندته سياسيا واقتصاديا، وتوفير الدعم له وحكومته بما يحافظ على الوحدة الوطنية وأمن لبنان واستقراره وسيادته.
الى ذلك قالت مصادر دولية لـ «الحياة» في لندن، ان صدور قرار من الامم المتحدة بشغل المعارضة مقعد سورية في المنظمة الدولية «صعب جدا، لكنه ليس مستحيلا». واشارت الى ان «كثيرا من الدول التي دعمت الائتلاف وخصوصا الافريقية لا تريد تسجيل سابقة في ان تشغل معارضة مقعد دولة ما، اضافة الى معارضة روسيا والصين ذلك». ورأت المصادر في تأكيد القمة العربية في الدوحة على دعم مهمة الابراهيمي «مؤشرا الى عدم اغلاق الباب تماما امام دوره». واشارت الى ان الامم المتحدة سحبت ممثل الابراهيمي في سورية السفير مختار لماني الى القاهرة «بسبب المخاطر الامنية الاخيرة».
وقالت المصادر ان مجلس الامن بحث امس في مهمة «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) في الجولان، باعتبار ان بعض الدول مثل كرواتيا تريد سحب جنودها بعد تقارير عن وصول اسلحة كرواتية الى المعارضة السورية. واشارت الى ان تمسك النمسا بقواتها في «اندوف» وان احد اسباب تشددها داخل الاتحاد الاوروبي في رفض تسليح المعارضة هو حرصها على مهمة القوات الدولية. ونقلت عن مسؤولين نمسويين قولهم لنظرائهم الفرنسيين والبريطانيين: «اذا صدر قرار برفع الحظر الاوروبي عن السلاح، فان النمسا ستسحب قواتها فورا».
وفي نيويورك، كلفت الأمم المتحدة الخبير السويدي آيك سيلستروم ترؤس بعثة فريق التحقيق الدولي في «ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي» في سورية، وأكدت أنها «تعمل على تحديد إطار عمل البعثة وتركيبتها وتسعى لإرسال خبرائها الى سورية في أسرع وقت».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن «سيلستروم عمل سابقاً رئيساً لمفتشي بعثة آنسكوم لنزع الأسلحة في العراق، وأنه يرأس حالياً «المركز الأوروبي للدراسات المتقدمة» في شؤون الأمن والمتفجرات الكيماوية والنووية والبيولوجية في السويد.
وعلى الصعيد الميداني، افاد نشطاء بسقوط قتلى بانفجار حافلة صغيرة وقع في حي ركن الدين في دمشق، قرب مبنى هيئة الامداد والتموين التي أعلن رئيسها اللواء محمد خلوف انشقاقه عن النظام الاسبوع الماضي. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط قتلى نتيجة قذائف هاون في مناطق عدة في وسط العاصمة بينها قرب مبنى وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مع استمرار لعمليات قصف الهاون المستمرة منذ يوم الاحد الماضي.
وتحدث معارضون عن اعدام قوات النظام ثمانية من ابناء دير الزور على حاجز المليبية في الحسكة في شمال شرقي البلاد، ذلك بعد تعرضهم لتعذيب وفق ما تضمنه فيديو بثته المعارضة. كما سقط قتلى بقصف على بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. واعلن «الجيش الحر» انه استهدف مساء امس «قصر المؤتمرات» عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي بعدد من قذائف الهاون.
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/3/801816.html
«قمة الدوحة»ْ تطالب بمؤتمر دولي لإعادة إعمار سوريا وخارطة طريق جديدة لقضية فلسطين
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: تدشين أول سفارة رسمية للائتلاف في قطر
الدوحة: مساعد الزياني وسوسن أبو حسين
كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» على هامش القمة العربية التي أقيمت أمس في الدوحة عن تدشين أول سفارة للائتلاف الوطني السوري المعارض، اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تأتي بعد تسليم كرسي دمشق في جامعة الدول العربية خلال القمة العربية المنعقدة حاليا في قطر.
وقال المصدر إن هذه الخطوة تأتي ضمن دعم الائتلاف الوطني كممثل شرعي عن الشعب السوري، خصوصا مع دعم الدول العربية خلال قمة الدوحة، مشيرا إلى أن حكومة الائتلاف لديها عدد من المطالب التي تم تحديدها خلال الفترة الحالية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لقمة الدوحة اتخاذ مواقف وإجراءات ومقترحات عملية لحل الأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث، وكذلك خارطة طريق جديدة للقضية الفلسطينية على المستوى الداخلي، من خلال تفعيل المصالحة، وكذلك ترتيب الأوراق العربية والتحرك دوليا خلال الأسابيع المقبلة، وكان من الملاحظ أن المقترحات التي وردت في خطاب أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الدورة الحالية للقمة العربية، تتضمن إجراءات فعلية وخطوات ستجد طريقها للتنفيذ بعد انتهاء أعمال القمة. ولقطع الطريق أمام أي انتقادات لشرعية إعطاء مقعد سوريا للائتلاف المعارض، تم التوصل إلى تشكيل هيئة تمثل الائتلاف، مع استئذان أمير قطر القادة العرب في دخول ممثلي المعارضة السورية لشغل المقعد، كما حث الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر مجلس الأمن الدولي على وقف إراقة الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم الدولية.
ورحب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة والعشرين للجامعة العربية بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة في القمة، مشيرا إلى أنهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة.
وقال الشيخ حمد في كلمته خلال الجلسة: «لقد اتخذ تطور الأوضاع الخطيرة والمأساوية في سوريا الشقيقة على مدار العامين الماضيين منحى كارثيا، تولدت عنه مآسٍ وجرائم يندى لها الجبين. ومنذ فترة أصبح الصمت عنها وعن معاناة الشعب السوري داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء بحد ذاته جريمة، لقد بني موقفنا منذ بداية الأزمة على ثوابت لم تحِد عنها دولة قطر، وهي: أولا: الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا الشقيقة أرضا وشعبا. ثانيا: تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة. ثالثا: دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة».
وأضاف: «إن الشعب السوري، سليل الحضارة العريقة والثقافة الأصيلة والعروبة الصادقة، جدير بحياة حرة كريمة آمنة، يتداول أبناؤه الحكم العادل، يوحدهم الانتماء إلى الوطن دون قمع أو إقصاء أو تهميش، ولعل من المهم أن نؤكد دائما حرصنا على وحدة سوريا، أرضا وشعبا، وهي مسؤولية أخلاقية وتاريخية نتحملها جميعا، ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها، كما نؤكد على الوحدة الوطنية التي تستوعب الجميع ولا تستثني أحدا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا حجر ولا تمييز بين مواطنيه وبحيث يكون الوطن للجميع وبالجميع».
وأبدى الشيخ حمد أسفه أن «يدخل النظام السوري في مواجهة عسكرية مع شعبه، ويرفض جميع نداءات الإصلاح الجدي والمبادرات السياسية العربية حتى بلغت الكارثة حدا لم يعد معه الشعب السوري العزيز ليقبل بأقل من الانتقال السلمي للسلطة الذي نص عليه قرار جامعة الدول العربية في 22 يوليو (تموز) 2012».
وأكد أن التاريخ سيشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته، مثلما سيشهد على من خذله، وقال: «إننا نكرر ما طالبنا به مجلس الأمن، بأن يقف مع الحق والعدالة، ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قرارا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية».
وجدد الالتزام بالاستمرار في تأمين المساعدة الإنسانية للشعب السوري، وحث كل دول العالم على ذلك، مؤكدا على أهمية عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة، وفقا لإرادة الشعب السوري، ومشددا على أنهم مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء، وقال: «إنني لأرى، قريبا، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد». وكانت وقائع الجلسة الافتتاحية للقمة قد بدأت بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم وجه الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر رئيس القمة الدعوة إلى أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وإلى غسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة، لشغل مقعد الجمهورية العربية السورية في القمة.
ودعا أمير قطر إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة مصر، ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي فتح وحماس، وتكون مهمة هذه القمة أن لا تنفض قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، وعلى أساس اتفاق القاهرة عام 2011 واتفاق الدوحة عام 2012، الذي يشمل تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، والاتفاق على موعد إجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة، ومن يتخلف أو يعرقل فسيتحمل مسؤوليته أمام الله والوطن والتاريخ.
وطالب أمير قطر بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار، على أن يتم التنفيذ فور انفضاض القمة، معلنا عن مساهمة بلاده بربع مليار دولار على أن يستكمل باقي المبلغ من قبل الدول العربية القادرة، وقال: «أقترح أن يتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة هذا الصندوق، ولا يفوتني في هذا المجال أن أشير إلى الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة والتأكيد على ضرورة التعاون والعمل من أجل تمكين إخوتنا هناك من التغلب عليه وتفعيل كل القرارات الخاصة بإعادة إعمار القطاع».
وتحدث الشيخ حمد في كلمته عن التحول التاريخي الذي تمر به الأمة العربية حاليا، والذي يتطلب التعامل معه بفكر جديد وأساليب جديدة وبإرادة حقيقية للتغيير، وقال: «بالإصلاح تستقر أنظمة الحكم، وبالإصلاح تطمئن الشعوب إلى حاضرها ومستقبلها، وبالإصلاح ترتفع معدلات الإنتاج والتنمية ونوفر الحياة الكريمة الآمنة لدولنا وشعوبنا، وبالإصلاح نكسب احترام العالم ونصبح قوة فاعلة ومؤثرة فيه».
وأكد أنه يتعين الوقوف بجانب دول الربيع العربي لاجتياز المرحلة الانتقالية الصعبة، التي تتبع أي ثورة شعبية، مشيرا إلى أنه لا يجوز أن يراهن أحد على حالة الفوضى وعدم الاستقرار في هذه الدول لتنفير الناس من التغيير.
وأشار إلى التطورات الاقتصادية المتسارعة إلى ترسيخ وتفعيل التعاون لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، لما ينطوي عليه ذلك التعاون من أبعاد استراتيجية في ظل التوجهات العالمية لقيام تكتلات اقتصادية كبرى.
وأكد دعم تطوير الجامعة العربية بما يتفق والمرحلة الراهنة للمحيط الإقليمي والدولي، وبما يعزز قدراتها في التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والحفاظ في الوقت ذاته على المبادئ والأهداف التي تأسست الجامعة عليها.
وبيّن أن عملية إصلاح وتطوير الجامعة ينبغي أن تستلهم في المقام الأول تطلعات الشعوب العربية وتلبية مطالبها المشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية وفي التضامن العربي الحقيقي.
ودعا إلى إنشاء صندوق معاشات للأمانة العامة لجامعة الدول العربية في أداء المهام الموكلة إليهم ورغبة في توفير الحياة الكريمة بعد سنوات العمر الطويلة التي قضوها في خدمة الجامعة، وأعلن عن استعداد دولة قطر للمساهمة في تأسيس هذا الصندوق بمبلغ 10 ملايين دولار.
من جهته أكد أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الشعب السوري قد دفع ثمن حريته من دمه، وقراره ينبع من مصالحه، ويرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره.
وقال الخطيب، في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية في دورته العادية الرابعة والعشرين أمس، إن اختلاف وجهات النظر الإقليمية والدولية قد ساهم في تعقيد المسألة في سوريا، وقد تتقاطع المصالح مع بعض الجهات، ولكن الثورة السورية صنيعة نفسها والشعب السوري وحده هو الذي فجرها وهو الذي سيقرر مصيرها. وأضاف: «إن أكثر السوريين صار زاهدا تجاه أي مؤتمر دولي ما دام يعجز عن تمرير الحد الأدنى من الدعم لحرية السوريين»، متسائلا: «هل يحتاج تقرير حق الدفاع عن النفس إلى سنوات يذبح فيها الشعب السوري بطريقة ممنهجة وواضحة؟».
ولفت إلى أن جامعة الدول العربية قدمت مبادرة شجاعة بتقديم مقعد سوريا إلى الشعب السوري بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن، وقال إن هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وإن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري، بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن شعب سوريا هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، وسيتفاهم أبناؤه ليعيش بعضهم مع بعض، أما الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد، وقال: «علينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمل ما يجري من المذابح كل يوم».
وشدد على أن النظام السوري هو الذي يرفض أي حل للأزمة، وقال: «نحن نرحب بأي حل سياسي يحفظ دماء الناس ويجنب المزيد من الخراب، وقدمنا للنظام مبادرة إنسانية ليس فيها أي بند سياسي أو عسكري، وإنما فقط إطلاق سراح الأبرياء، ولكن النظام رفض بصلابة». وأضاف: «طلبنا إطلاق سراح المعتقلين وخصوصا النساء والأطفال، وإننا نؤثر الحل السياسي توفيرا لمزيد من الدماء والخراب، والثورة السورية لا تملك طائرات حربية ولا صواريخ سكود، والنظام وحده هو المسؤول الأول والأخير».
وتابع قائلا: «نحن نريد الحرية ولا نريد أن تمشي سوريا إلى مزيد من الخراب، ونريد أن نتعامل من خلال عدالة انتقالية وتفاهم وطني وحل سياسي واضح يقصي هذا النظام عن المزيد من التوحش والخراب».
وطالب الخطيب باسم الشعب السوري بالدعم بكل صوره وأشكاله من كل الأشقاء والأصدقاء، ومن ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس، ومقعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتجميد أموال النظام التي نهبها من الشعب وتخصيصها لإعادة البناء والإعمار، موجها الشكر إلى كل حكومات العالم التي تدعم الشعب السوري لنيل حريته، داعيا الجميع للإيفاء بالالتزامات التي وعدوا بها.
وقال إن المجتمع السوري مجتمع متمدن، اكتشفوا أنفسهم مع الثورة، وأنشأوا إدارات مدنية وأجهزة شرطة، ومحاكم، وقضاء، ومشافي تعمل تحت الأرض، ومدارس تحت القصف، وهناك عقبات كثيرة لكنّ هناك تصميما على الإنجاز، ومن الإنجازات مشروع حكومة مؤقتة، تم اختيار رئيسها غسان هيتو وكلهم ثقة به، وننتظر من الهيئة العامة للائتلاف الوطني تقديم برنامج رئيس الحكومة لمناقشته، كما أننا نفكر بتطوير الائتلاف إلى مؤتمر وطني جامع.
ورفض الخطيب الانتقادات الموجهة للمعارضة لسماحها بمشاركة مقاتلين أجانب في المعارك الدائرة في سوريا، وأكد وجود روس ومقاتلين من حزب الله إلى جانب النظام، وأوضح أن المعارضة ترحب بأي حل سياسي للأزمة، وأنها تقدمت بمبادرة «إنسانية» للنظام تشمل إطلاق سراح المعتقلين، ولكن النظام تعامل معها بصلف.
وحول دور الولايات المتحدة، قال الخطيب إنه طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمد مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع، وقال: «وما زلنا ننتظر قرارا من حلف الناتو حفاظا على الأبرياء وأرواح الناس وإعادة المهجرين إلى أوطانهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية». وقدم شكره لقطر التي تستضيف المؤتمر، والسعودية والأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق وتركيا وليبيا ومصر والإمارات وتونس وكل الدول التي شاركت في المؤتمر، وكل من دعم حق الشعب السوري من أجل حريته، وطالبهم جميعا بتسهيل معاملات السوريين وإقاماتهم ودعمهم قدر الإمكان.
من جهته قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والعشرين التي افتتحت بالدوحة أمس، إن القضية الفلسطينية هي دائما جوهر الصراع في المنطقة، مشددا على أنه لم يعد من المقبول الانخراط في مسار مفاوضات عقيمة أو القبول بمبادرات تفاوضية تتعامل مع قضايا فرعية وجزئية لتضييع الوقت وتكريس الاستيطان والاحتلال دون أن تتعامل بجدية مع جوهر أساس هذا الصراع.
وأعرب عن أمله في أن يكون التحرك الجديد للولايات المتحدة الأميركية مختلفا عما شاهدناه من تحركات غير مجدية طوال السنوات الماضية، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة اليقظة من خطر الوقوع مجددا في نفس أخطاء الماضي والتمسك بالموقف العربي الداعي إلى بلورة آليات ومنهجية جديدة للتفاوض تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن، وذلك للانتقال من إدارة الصراع إلى إنهاء الصراع في إطار زمني محدد وملزم.
وعن تطوير الجامعة العربية وأجهزتها وآليات عملها حتى تتمكن من ممارسة دور فاعل في معالجة التحديات والمتغيرات الراهنة التي تواجه العالم العربي، قال إنه تم تشكيل لجنة مستقلة رفيعة المستوى من شخصيات عربية ذات خبرة عالمية برئاسة الوزير الأسبق الأخضر الإبراهيمي، وقدمت هذه اللجنة اقتراحات محددة لتطوير الجامعة وآليات عملها، وبالفعل بدأ تنفيذ بعض الاقتراحات التي تدخل في إطار التكليف.
من جهته دعا أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إلى توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الذي يقوم به المنتدى العربي التركي الذي بات مؤسسة فاعلة في مجالي التعاون والتكامل بين تركيا وجامعة الدول العربية.
وقال أوغلو في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة العربية في الدوحة أمس إن بلاده تقف خلف قرارات جامعة الدول العربية، وسيظل هذا الدعم مستمرا في المستقبل لما يجمع بين الجانبين من تاريخ مشترك، مشددا على أن ما تشهده القمة العربية بالدوحة يمثل فصلا جديدا من فصول الديمقراطية والحرية لسوريا بعد أن وافقت الجامعة على منح مقعد سوريا لممثلي الشعب في هذه القمة. ودعا الجامعة العربية لدعم الحكومة الانتقالية في سوريا أمام مؤسسات المجتمع الدولي والتعامل بشكل حاسم وسريع ضد المخاطر والهجمات التي يتعرض لها الشعب السوري، مبينا أن تركيا تستضيف نحو 200 ألف لاجئ موزعين على 18 معسكرا ومخيما، بالإضافة إلى نحو 100 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات، تقدم تركيا لهم أفضل ما لديها لرعايتهم وتؤمن لهم الرعاية الصحية والتعليمية بصرف النظر عن الدين أو العرق.
ووجه أوغلو رسالة إلى من يدعمون النظام في سوريا بأن ممارساتهم مرفوضة كليا من قبل جامعة الدول العربية، منبها إلى خطورة ما سماه «التسرب» إلى الأردن وتركيا والعراق ولبنان، لافتا إلى أن ذلك يزيد بالفعل من مخاطر التطرف في المنطقة ويقوي شوكة الإرهاب، مؤكدا في هذا الصدد أن توحيد جهود تركيا والجامعة العربية أمر ضروري لوقف هذه المخاطر.
وحول الملف الفلسطيني أعلن أوغلو وقوف بلاده خلف فلسطين حتى تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة حرة عاصمتها القدس الشريف.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة للدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكد فيها تضامن المنظمة ودعمها المتواصلين لقضايا وشواغل الأمة العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، داعيا في الوقت نفسه قادة وزعماء الشعوب العربية إلى نصرة أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في ميانمار، واستعمال نفوذهم وعلاقاتهم لمطالبة القوى الفاعلة والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لتمكينهم من حقوقهم المشروعة في المواطنة الكاملة.
من جانبه دعا أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي إلى رفض استعمال أساليب القتل والعنف ضد السوريين، مطالبا الدول المنخرطة في الصراع السوري بـ«أن ترفع يدها عن دعم النظام السوري بالسلاح».
وبيّن خلال اجتماع القمة العربية أمس إلى تأييد اعتبار الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري، مدينا أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لأي بلد، معتبرا قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، مطالبا في الوقت نفسه بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ووقف الاستيطان.
خادم الحرمين: النظام السوري مستمر في قمع شعبه مستغلا استمرار دعمه بالعتاد العسكري
طالب في كلمته أمام قمة الدوحة التي ألقاها الأمير سلمان المجتمع الدولي بوقف انقسامه تجاه القضية السورية
الدوحة – الرياض: «الشرق الأوسط»
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «ماض قدما في إفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة سياسيا حتى لو أعلن قبولها، طالما أن لديه القناعة بإمكانية حل الموضوع بالوسائل الأمنية والعسكرية، خاصة مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من العتاد العسكري من مصادر لا تخفى على أحد».
جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القادة العرب بقمة الدوحة العربية، التي ألقاها نيابة عنه الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مشددا على أن الأزمة السورية «تشهد تفاقما مستمرا مع ازدياد وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب السوري، مستخدما في ذلك شتى أنواع أسلحة الدمار وكل ما هو كفيل بإزهاق الأرواح وتدمير البلاد وتشريد المواطنين داخل وخارج سوريا»، محذرا من أن حالة التردي المستمر في الأوضاع الإنسانية من جراء تدفق النازحين واللاجئين «لا بد أن تحمل معها انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة ما لم ينهِ المجتمع الدولي انقسامه حول هذه المسألة ويوفر للمعارضة السورية المشروعة ما تحتاجه من دعم سياسي ومادي، خاصة أن فئات المعارضة تنضوي جميعها تحت لواء الائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي لشعب سوريا».
وتطرق الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى النزاع العربي – الإسرائيلي، ورأى عدم إمكانية حل هذا النزاع «ما لم يحدث تغير في سياسات الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاطيها مع الحلول والمبادرات المطروحة، التي سعت إلى إفشالها وتفريغها من مضامينها من خلال سياسات الاستيطان والقمع وقضم الأراضي والانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية والسياسية لشعب فلسطين».
وكان ولي العهد السعودي قبل إلقائه كلمة خادم الحرمين الشريفين، خاطب القادة العرب ورؤساء الوفود بقوله «اسمحوا لي في البداية أن أعرب لكم عن شكري وتقديري لأخي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشعب القطري الشقيق على استضافة هذه القمة، وإني على ثقة – إن شاء الله – بأن حكمة، ودراية أخي سمو الشيخ حمد، كفيلة بإنجاح مداولاتنا وسط ظروف عربية وإقليمية بالغة الدقة والحساسية.
أيها الإخوة: والآن، يشرفني أن أقرأ على مجلسكم الموقر كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما كلفني بذلك»، وفي ما يلي نص الكلمة:
«أيها الإخوة قادة الدول العربية الشقيقة: ونحن نجتمع لتدارس شؤون أمتنا العربية كما هو الحال في كل عام، تظل القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتنا وفي صدارة جدول أعمالنا، حيث التحدي ما زال قائما، والحقوق ما زالت مسلوبة، والعدل ما زال مفقودا.
إن النزاع العربي – الإسرائيلي، الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود، سيظل محتدما ما لم ينل الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين حقوقه المشروعة التي أقرت بها جميع قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة تتوفر فيها عناصر السيادة والاستقلال والتواصل الجغرافي – إن شاء الله، وإننا لا نرى إمكانية لحل هذا النزاع ما لم يحدث تغير في سياسات الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاطيها مع الحلول والمبادرات المطروحة التي سعت إلى إفشالها وتفريغها من مضامينها من خلال سياسات الاستيطان والقمع وقضم الأراضي والانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية والسياسية لشعب فلسطين.
ومن هذا الواقع المرير، فإن الشعب الفلسطيني وقياداته مطالبون اليوم أكثر من أي وقت بتجاوز كل الخلافات، والوقوف جبهة واحدة تستند في نضالها إلى جبهة عربية متراصة توفر لها كل الدعم والمساندة، خاصة وقد مضينا جميعا – والحمد لله – لأبعد مدى في إثبات رغبتنا وعزمنا على بلوغ السلام العادل والشامل والدائم، الذي يحقق الأمن والاستقرار والنماء للجميع.
إن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والقاضي بمنح فلسطين صفة المراقب غير العضو في الهيئة الدولية، إنما يعكس الإرادة العربية الساحقة للمجتمع الدولي، ويجب استثمار هذا الموقف العالمي والبناء عليه لاستكمال تحقيق مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف، وصولا إلى بلوغها صيغة دولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة – إن شاء الله.
أيها الإخوة، لا أرى أني بحاجة إلى استعراض عمق وأبعاد الأزمة السورية التي تشهد تفاقما مستمرا مع ازدياد وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب السوري، مستخدما في ذلك شتى أنواع أسلحة الدمار وكل ما هو كفيل بإزهاق الأرواح وتدمير البلاد وتشريد المواطنين داخل وخارج سوريا، يحدث ذلك كله أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي لم يحسم أمره بعد حيال كيفية التصدي لهذه الجرائم ضد الإنسان السوري. إننا ما زلنا عند اعتقادنا أن نظام الأسد ماض قدما في إفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة سياسيا حتى لو أعلن قبولها، طالما أن لديه القناعة بإمكانية حل الموضوع بالوسائل الأمنية والعسكرية، خاصة مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من العتاد العسكري من مصادر لا تخفى على أحد. إن حالة التردي المستمر في الأوضاع الإنسانية من جراء تدفق النازحين واللاجئين، لا بد أن تحمل معها انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة ما لم ينهِ المجتمع الدولي انقسامه حول هذه المسألة ويوفر للمعارضة السورية المشروعة ما تحتاجه من دعم سياسي ومادي، خاصة أن فئات المعارضة تنضوي جميعها تحت لواء الائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي لشعب سوريا، سواء في المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أو في إطار القمم العربية، ونغتنم هذه الفرصة لنهنئ الشعب السوري في اختياره لممثله.
سمو الرئيس، أيها الإخوة الأفاضل، أمامنا جدول أعمال حافل بقضايا وهموم وطننا العربي الكبير، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. ومؤخرا، استضافت المملكة العربية السعودية مؤتمر القمة العربية الاقتصادية التنموية والاجتماعية الثالثة التي صدر عنها الكثير من القرارات، التي تهدف – إن شاء الله – إلى تعزيز التنمية العربية ودعم التكامل الاقتصادي، وقد جاءت قرارات قمة الرياض – ولله الحمد – استكمالا لقرارات قمة الكويت وشرم الشيخ، من حيث ملامستها لاحتياجات المواطن العربي والاستجابة لتطلعاته وطموحاته، غير أن بلوغ الأهداف المرجوة من هذه القرارات يتطلب نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك، سواء من حيث إعادة هيكلة الجامعة العربية في تمكينها من مواكبة المستجدات والمتغيرات، أو من زاوية إزالة المعوقات ومواطن الخلل التي تعترض مسيرة العمل العربي المشترك ويقف عائقا أمام تنفيذ قرارات الجامعة. وفي تقديرنا، وثيقة العهد والميثاق التي توصلنا إليها في قمة تونس تتضمن جملة من الأسس والمبادئ التي تشكل رافدا لمسيرة العمل العربي المشترك، المستند إلى الجدية والمصداقية، وهو أكثر ما نحتاج إليه في سياق التعامل مع واقعنا المضطرب».
وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز، ترأس نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وفد بلاده إلى القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين التي انطلقت أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس، يرافقه وفد سعودي رفيع المستوى، حيث وصل في وقت سابق أول من أمس إلى دولة قطر، وتقدم مستقبليه بمطار الدوحة الدولي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، وسفير السعودية لدى مصر ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، والقائم بالأعمال بالإنابة بالسفارة السعودية في الدوحة الدكتور هندي بن حميد، والملحق العسكري السعودي في قطر العميد ركن صالح القحطاني، والسفير القطري في الرياض علي بن عبد الله آل محمود، وأعضاء السفارة السعودية لدى قطر.
ووصل في معية ولي العهد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، ونائب رئيس المراسم الملكية الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الشلهوب.
وكان في وداع ولي العهد بمطار قاعدة الرياض الجوية، الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمراء والوزراء.
كما كان في وداعه أمين منطقة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل، ومدير الأمن العام الفريق أول سعيد بن عبد الله القحطاني، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبد العزيز بن محمد الحسين، وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار قادة وضباط الحرس الوطني والحرس الملكي، وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن فهد بن ضعيان الحرير، وعدد من كبار المسؤولين.
وزير خارجية قطر: خادم الحرمين حريص على تقوية العمل العربي المشترك
نبيل العربي: ندرس مراجعة اتفاقية الدفاع المشترك وهي معروضة حاليا على الدول الأعضاء
الدوحة: سوسن أبو حسين
أشاد الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، وزير خارجية قطر، برؤية خادم الحرمين ووثيقة العهد والوفاق التي طالب بأن تكون جزءا من تطوير وإصلاح الجامعة العربية.
وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في ختام أعمال القمة العربية في الدوحة أمس: «إن الملك عبد الله بن عبد العزيز حريص على كل ما يخدم العرب والمسلمين، وسبق أن قدم لنا رؤية مخلصة عندما تقدم بمبادرة السلام العربية التي انطلقت من قمة بيروت وأصبحت عربية».
وأضاف: «كل الأفكار والمقترحات تؤخذ بعين الاعتبار، ولا ننسى أن فكرة المبادرة العربية للسلام كانت نواة صالحة لحل الصراع، ولكن إسرائيل لم تستغلها»، مشيرا إلى أن «وثيقة العهد والوفاق تتسق وطبيعة المرحلة الراهنة من صحوة واهتمام بالتعامل مع الأزمات والإصرار على حلها».
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول وجود فقرة في «إعلان الدوحة» تتحدث عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك وطبيعة توظيف هذا القرار في ما يحدث للمنطقة ويمر به العالم العربي، قال الشيخ حمد: «إن هناك دفاعا قبل وبعد وقوع الأزمة للدفاع المشترك، وقد استخدم خلال إيفاد بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، وهذا كان شكلا من أشكال الاتفاقية، ولكنه فشل للأسف».
وعلق الدكتور نبيل العربي قائلا: «قدمنا دراسة بشأن اتفاقية الدفاع المشترك لمراجعتها، وهذا معروض على الدول». وردا على سؤال آخر بشأن تطوير الجامعة العربية، أوضح العربي: «ليس معنى تشكيل لجنة أننا نضع الأمور على الرف، وإنما لوضع بدائل وحلول قادرة على توفير آليات عمل جديدة للجامعة». وأضاف العربي أن «عملية إصلاح الجامعة مسألة مستمرة ولن تمر بسرعة»، مشيرا إلى أن «نموذج الاتحاد الأفريقي الذي تسير مؤسساته بشكل مهمش، وهناك دول ليست لديها أي إمكانات».
وردا على سؤال عن تسليح طرفي الأزمة في سوريا الحكومة والمعارضة، ومدى خطورته وانتهاء فرص الحل السلمي، أكد وزير خارجية قطر، واتفق معه الدكتور العربي، أن «الأساس هو الحل السياسي، والتسليح يدخل في دائرة الدفاع عن النفس»، وأكد الشيخ حمد أن القمة العربية انتهت إلى نتائج مهمة، منها إعطاء المعارضة السورية للمقعد، والدعوة لعقد مؤتمر دولي في جنيف لإعادة الإعمار، والدعوة للاعتراف على المستوى الدولي، وذهاب اللجنة العربية إلى واشنطن في شهر أبريل (نيسان) المقبل، وإنشاء صندوق للأقصى.
ولأول مرة، تحدث الشيخ حمد بن جبر آل ثاني ورد على جملة من الاتهامات التي وجهت إلى مصر، فقال إن بلاده لا تبحث عن دور من خلال دعمها لدول الربيع العربي، الذي بدأ حتى في المرحلة الأخيرة للرئيس مبارك واستمر حتى مرحلة حكم العسكر، وأكد أن الدعم لمصر ولشعبها، وليس لجماعة أو لشخص، وأضاف: «نبحث عن دور لدول كبيرة تقوم بدورها في المنطقة»، وأشار إلى أنه «في مرحلة حكم العسكر وخلال زيارة الدكتور عصام شرف لنا، تحدثنا عن دعم لمصر ولتونس يصل إلى عشرة مليارات»، وأضاف أن «كل ما يقال عن تأجير الأهرام أو شراء ماسبيرو أو شراء قناة السويس، كلها أمور لا نعلم عنها شيئا»، واتهم الإعلام في مصر بالهجوم على قطر لأسباب مغرضة، وقال: «نحن تعاملنا مع الجيش المصري الذي نعتز ونفتخر به»، وقال: «إن مصر أكبر من أن يشتريها أحد».
«إعلان الدوحة» يشدد على دعم وحدة الأراضي السورية ويناشد الفلسطينيين إنهاء انقسامهم
شجب آلة القتل التابعة للنظام السوري
الدوحة: مساعد الزياني
دعم البيان الختامي للقمة العربية في الدورة العادية الرابعة والعشرين (إعلان الدوحة)، تسلم الائتلاف الوطني المعارض كرسي التمثيل السوري في الجامعة العربية باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، في الوقت الذي شدد فيه على دعم الجامعة العربية لوحدة الأراضي السورية.
وتلا أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، البيان الختامي للقمة، والذي تضمن رفض الجامعة للانتهاكات الإسرائيلية في الجولان السورية، وتأكيد أن ضم الجولان باطل وغير قانوني، إضافة إلى دعم صمود الشعب السوري في الجولان.
كما ندد البيان بشدة التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه، واستمرار عمليات العنف والقتل الجماعي التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري. وأضاف: «نؤكد الجهود السياسية لحل الأزمة السورية، ونشجب بشدة استخدامه للأسلحة الثقيلة والطيران الحربي وصواريخ سكود التي تقصف الأحياء والمناطق». وأشاد «إعلان الدوحة» بالدول المجاورة لسوريا باستقبالهم اللاجئين السوريين وإغاثتهم، ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية للنازحين، وتأكيد دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين في الأردن ولبنان.
ودعت القمة المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعلية من أجل إعادة إعمار سوريا من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة، بهدف تأهيل البنية التحتية الأساسية لجميع القطاعات المتضررة جراء ما حصل من تدمير واسع النطاق، في الوقت الذي حث فيه المجتمع الدولي والجميع على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، مطالبا كل المؤسسات الإقليمية والدولية بتقديم كل أشكال المساندة والدعم لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه.
وكان البيان الختامي للقمة قد ركز على عدد من القضايا العربية التي تمت مناقشتها في الجلسة العادية ودعم التوصيات المقدمة من القادة العرب، في الوقت الذي رحب فيه بمبادرة أمير قطر بشأن إنشاء صندوق باسم دعم القدس بموارد مالية قدرها مليار دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
وأكد البيان حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية، ودعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تكفل قبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ورفض «إعلان الدوحة» نيات إسرائيل إعلانها دولة يهودية وكل الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب الرامية إلى تغير الواقع الديموغرافي لفلسطين المحتلة.
وناشد البيان القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية إنهاء حالة الانقسام وإتمام المصالحة وتنفيذ اتفاق القاهرة و«إعلان الدوحة»، كما طالب بدفع التعويضات للشعب الفلسطيني عن أضرار الحصار، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم المقاومة وصد العدوان عن القطاع.
كما دعم إعلان الدوحة الموقف القاضي بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بمن فيهم القادة السياسيون والبرلمانيون والأطفال والنساء، وأدان الاستيطان والضغط الدولي على إسرائيل لوقفه مباشرة، ودعم الجامعة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة وفتح جميع المعابر.
كما جددت الدول العربية تضامنها الكامل مع لبنان، ومساندته سياسيا للمحافظة على الهوية اللبنانية وبسط سيادته على أراضيه، إضافة إلى دعم الجيش اللبناني لبسط الاستقرار، وتأكيد دعم لبنان مقاومة وصمودا لاستعادة مزارع شبعا.
وفيما يتعلق بليبيا أكد البيان التضامن الكامل معها، في ممارسة حقها في الحفاظ على سيادتها، واستقلال وحدة أراضيها، رافضا أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الخارجية، داعيا إلى إقامة تعاون فعال من أجل استعادة الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج.
والتزم البيان بوحدة اليمن والرفض لأي تدخل في شؤونه الداخلية، إضافة إلى إدانته لاستمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، والتضامن مع السودان والترحيب بالتوقيع السودان مع جنوب السودان، لاتفاقيات التعاون التسع، والترحيب بالنجاح في الصومال للتقدم الحاصل في العملية السياسية وانتخاب رئيس الدولة ورئيس البرلمان.
وأكد «إعلان الدوحة» دعم الحوار الوطني في البحرين، وذلك بهدف تحقيق الانسجام والوئام الوطني وتقريب الرؤى ووجهات النظر، بما يخدم المصلحة العليا وآمال الشعب البحريني.
كما أكد البيان حرصه الكامل على الوحدة الوطنية لجزر القمر وسلامة أراضيها، مقدرا الجهود المشتركة التي تبذلها جامعة الدول والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول الجوار لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، كما أكد أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد نهائي لسباق التسلح الذي تشهده المنطقة، رافضا كل المحاولات الرامية لتحميل الدول العربية مسؤولية فشل المنظمين للمؤتمر الدولي حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية.
كما أعرب عن استيائه الشديد للأوضاع في ميانمار، والتي تعاني فيها أقلية الروهنجة المسلمة، إضافة إلى تأكيد إنهاء الخلافات العربية أيا كانت طبيعتها، وتقديم كل أشكال الدعم للدول الأعضاء.
«الجيش الحر» يطلق معركة «زلزلة الحصون» ويقاتل على 6 جبهات في دمشق
مع استخدامه الصواريخ ينقل الحرب من المواجهة المباشرة إلى القصف بعيد المدى
لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
تدخل المعارك الدائرة في دمشق ومحيطها فصلا جديدا مع إضافة الجيش الحر تكتيك «المواجهة غير المباشرة» عبر القصف الصاروخي لقلب العاصمة دمشق لاستراتيجيته في «المواجهة المباشرة» عبر خطوط التماس في شرق العاصمة وجنوبها.
وكانت المعارك حتى الأمس القريب تعتمد على الاشتباك المباشر بين القوات النظامية وكتائب الجيش الحر في خطوط التماس على الطريق الدائري الذي يفصل العاصمة عن ريفها، لكن قوات النظام كانت تتمتع بدعم صاروخي من الخلف، مما كان يكسبها مزيدا من القوة في مواجهة الأسلحة الفردية والمضادة للدروع التي يمتلكها الجيش الحر.
ومع إعلان الجيش الحر انطلاق معركة «زلزلة الحصون» يدخل الجيش الحر سلاحا آخر في معركته للسيطرة على دمشق، فالصواريخ تسقط الآن على ساحة الأمويين وقصر الضيافة ومنطقة البرامكة، وهي مناطق لا يستطيع الجيش الحر الوصول إليها في الحالات العادية؛ لأنها محكمة السيطرة عسكريا وأمنيا.
وحول خريطة المعارك في دمشق، أشار علاء الباشا، الناطق باسم لواء الشام، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحر» يقاتل على 6 جبهات بهدف استنزاف الجيش النظامي.
ويضيف أن الجبهة الأقوى والأبرز تتركز الآن في محيط ساحة العباسيين، حيث يوجد عناصر المعارضة في سوق الهال والمنطقة المحازية لمجمع 8 آذار. ولا تقل أهمية جبهة داريا – المعضمية عن العباسيين، فالفرقة الرابعة مدعمة بغطاء صاروخي من مطار المزة العسكري تحاول اقتحام داريا منذ أكثر من ستة أشهر.
وبالإضافة إلى هاتين الجبهتين، يشير الباشا إلى جبهات مخيم اليرموك بدمشق وعدرا، ممر الإمداد إلى حمص، والتل ورنكوس بريفها.
وبالعودة إلى الصواريخ المطلقة على دمشق أمس، أشار شهود عيان إلى أن رشقتين من قذائف الهاون سقطتا ظهرا في قلب العاصمة، وبينما سقطت الرشقة الأولى، وهي عبارة عن أربع قذائف، على مدرسة البرامكة المحدثة للإناث مقابل مدخل مدينة تشرين الرياضية وسط العاصمة، وحي البختيار الملاصق لحي البرامكة، والطريق الواصل بين البرامكة وساحة كفرسوسة، سقطت الرشقة الثانية، وكانت عبارة عن 6 قذائف، على قلب دمشق أيضا في منطقتي البرامكة والحلبوني اللتين تحتويان على مبنى وكالة الأنباء السورية (سانا)، والتجمع الإداري لجامعة دمشق وجامعة دمشق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصواريخ المتساقطة على وسط العاصمة لليوم الثالث على التوالي سلاح ذو حدين؛ فهي من جهة ستودي بحياة مدنيين لا ناقة لهم ولا جمل بالمعركة، وربما سيؤدي هذا إلى استغلالها من قبل نظام الأسد. وفي هذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السورية أمس عن مصدر مسؤول قوله إن قذائف هاون سقطت في محيط مشفى دمشق في منطقة المجتهد، وقرب جامع ضرار في منطقة باب شرقي، وفي حرم كلية الحقوق.. ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين، وإلحاق أضرار مادية في المكان.
لكن الجيش الحر كان واعيا لهذا الخطر، إذ نبه سكان وسط العاصمة إلى ضرورة الابتعاد عن المقار الأمنية والعسكرية والحساسة في قلب دمشق، وذلك في بيان وزع مطلع هذا الأسبوع. وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد أن «الحر» «لا يستهدف المدنيين، بل المقار العسكرية والأهداف الأمنية، لكن النظام السوري يعمد إلى قصف المناطق التي تتعرض لهجوم من (الحر)، بعده مباشرة، للإيحاء بأن الجيش الحر يستهدف المدنيين، بينما الواقع أنه يقتل المدنيين ويستهدفهم بدم بارد».
أما الجانب الإيجابي الذي يتطلع الجيش الحر لتحقيقه من استخدامه للصواريخ فهو جعل كل مناطق دمشق غير آمنة وإخلاء السكان منها، وتاليا تحويلها لساحة معركة من شأنها أن تزيد الخناق على نظام الأسد الذي بات يتحصن غرب دمشق في مثلث أمني رؤوسه القصر الجمهوري، ومقر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، ومطار المزة العسكري.
في غضون ذلك واصلت قوات النظام قصفها المدفعي العنيف على بلدات ومدن ريف دمشق، وتركز القصف براجمات الصواريخ على الغوطة الشرقية، كما أطلق عدد من قذائف الهاون على حي برزة شمال دمشق، حيث ما تزال الاشتباكات تتواصل هناك. وفي شرق العاصمة شوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من منطقة خلف مشفى العباسيين ناجمة عن حريق شب إثر القصف على بلدة جوبر شرق دمشق، كما هز انفجار ضخم أحياء شمال شرقي العاصمة ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت داخل هيئة الإمداد والتموين العسكرية في حي شرق ركن الدين، مساء أمس.. ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص حسب «سانا».
وغير بعيد عن دمشق، سيطر الجيش الحر على كتيبة المدفعية في بلدة عين التينة في القنيطرة أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المصدر ذاتها بأن القوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على حي بابا عمرو في محافظة حمص بعد أقل من ثلاثة أسابيع من دخول الجيش الحر له.
المعارك بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في الجولان على مرأى من السياح الإسرائيليين
وسط تأكيد من تل أبيب أن لا خطر من تدهور عسكري مع دمشق
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
يمضي آلاف الإسرائيليين عطلة عيد الفصح اليهودي في المناطق الشمالية الجبلية ويستجم كثير منهم في هضبة الجولان السورية المحتلة. ونسبة كبيرة منهم تصل إلى حدود خط وقف إطلاق النار كي يتفرجوا من هناك على المعارك الدائرة في الطرف الشرقي من الحدود، ما بين قوات النظام السوري والمعارضة ممثلة في الجيش الحر.
ففي عدة مواقع من الحدود، يمكن مشاهدة إطلاق النار بين الطرفين بالعين المجردة، علما بأن المعارضة تسيطر على عدد من القرى الحدودية. وتهاجم مواقع جيش النظام القريبة، أو ترد على هجمات قوات النظام.
وكانت بعض القذائف من الطرفين قد أطلقت باتجاه القوات الإسرائيلية في نهاية الأسبوع، وردت عليها بتدمير موقع عسكري للجيش. ثم أعلن الجيش حالة تأهب، وزاد من دورياته ومن طلعات طائرات الهليكوبتر المقاتلة. وبدا أن التوتر يتصاعد. لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، طمأن الإسرائيليين المحتفلين بعيد الفصح ودعاهم إلى الصعود إلى الجولان للاستجمام. وقال في تصريحات لإذاعة الجيش إنه لا يتوقع تصعيدا مع السوريين. وقال: «مع أن الوضع يتسم ببعض الحساسية الزائدة، إلا أنني أتوجه إلى الجمهور بأن يذهب إلى هضبة الجولان للاستجمام، فلا يوجد خطر عليهم».
وتابع غانتس: أن «جيشه يتابع ببالغ الاهتمام واليقظة ما يدور وراء الحدود، ويرى جنوده بالعين المجردة المعارك الطاحنة. ولكن إسرائيل أوصلت رسالة إلى الطرفين أن يحذروا من المساس بأي موقع إسرائيلي، لأن إسرائيل سترد فورا وبكل قسوة. وتدفق الإسرائيليون فعلا إلى الجولان، أمس وأول من أمس».
وتمتد الحدود بين إسرائيل وسوريا في هذه المنطقة المحتلة على طول 62 كيلومترا. ويقيم الجيش الإسرائيلي فيها سياجا أمنيا جديدا محصنا ومزودا بالأجهزة الإلكترونية وعدسات التصوير، فضلا عن حقول الألغام الجديدة التي تم زرعها. وتتجول الدوريات العسكرية الإسرائيلية بكثافة زائدة تحسبا لاختراق الحدود من أطراف معادية.
وأعلن سامي مالكا، رئيس مجلس المستوطنات في هضبة الجولان السورية المحتلة، أن الفنادق والفيلات الفندقية ملئت بالمستجمين الإسرائيليين والسياح. والمستجمون يقفون في طوابير أمام المطاعم والمتاحف في المستوطنات وكذلك في القرى الدرزية في الجولان. ويقيمون الخيام أمام نهر البانياس وشلالاته الجميلة. وقال إن الحوادث الأخيرة كانت فردية ولم تكن إسرائيل والإسرائيليون مقصودين فيها. فالسوريون مشغولون بأنفسهم. وأضاف: «نحن طلاب حياة، وعلينا أن نتمسك بوجودنا في الجولان بقوة، من خلال القناعة بأننا سنعيش هنا سنين طويلة جدا».
«الجيش الحر» يرفض اتهام المعارضة
الائتلاف يستنكر محاولة اغتيال الأسعد
بيروت: كارولين عاكوم
لا يزال العقيد رياض الأسعد، وبعد يومين على تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة الميادين في دير الزور، أدت إلى بتر ساقه اليمنى، يرقد في أحد مستشفيات إسطنبول بتركيا حيث يخضع لعناية مركزة بينما وضعه النفسي جيد جدا ومعنوياته مرتفعة، بحسب ما أكد نائبه العقيد مالك الكري الذي التقاه أمس مع عائلة الأسعد في المستشفى.
وفي حين أجمعت قوى المعارضة على إدانة الحادث متهمة النظام به، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «الأسعد، كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، يقطع بواسطتها جميع المنافذ المؤدية إلى الساحل». لكن من جهته، نفى الكردي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الخبر، قائلا: «هذا الأمر ليس صحيحا ولا يعدو كونه استنتاجا»، نافيا كذلك، ما سبق لعضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح أن أعلنه، أن استهداف الأسعد جاء إثر قيامه بمباحثات من أجل فتح جبهة طرطوس، مضيفا: «هذا عمل عسكري خاص، ولا أحد يعلم بتفاصيل الخطط والقرارات التي نتخذها أو ننفذها، وبالتالي لا يمكننا الإفصاح عنها، مع التأكيد على أن مهمتنا مستمرة وعملنا لن يتوقف قبل إسقاط النظام المجرم»، مشيرا إلى أن زيارة الأسعد إلى دير الزور كانت بدورها سرية ولم يتم إبلاغ أحد بها، حتى المجلس العسكري في المنطقة، لكن، شبكات النظام وعملاءه منتشرون في كل مكان، حتى في تلك المناطق التي نسيطر عليها، والنظام يقوم بعمليات بحث وترصد مستمرة لنا بهدف استهدافنا، والدليل على ذلك، أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الأسعد وغيره من قادة الجيش الحر إلى محاولات الخطف والاغتيال.
وعن مدى صحة المعلومات التي ترددت حول قيام جبهة النصرة بهذه العملية لا سيما أنه تم نشر بيان في هذا السياق، اعتبر الكردي أن هناك من يحاول تعميق الخلافات بين قيادة الجيش الحر وجبهة النصرة، لكن لا صحة لهذه الأخبار، مؤكدا أن الاختلاف في وجهات النظر مع أي جهة من المعارضة لم ولن تصل إلى حد العداء والاغتيال. كذلك، رأى الكردي أن ما يحصل ليس اختراقا للجيش الحر إنما هو نتيجة طبيعية لوجود الطرفين في مناطق متداخلة بين سيطرة المعارضة وسيطرة قوات النظام، الأمر الذي يمكنهم من القيام بعمليات كهذه، والأمر نفسه ينطبق علينا.
وكانت صحيفة «الغارديان» قد أشارت إلى أن الأسعد كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، مشيرة إلى أن قادة المعارضة السورية يرون أن الصراع في سوريا يمكن أن ينتهي في غضون شهر واحد في حال حصولهم على الأسلحة المناسبة. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه «في حال خسر الرئيس الأسد العاصمة السورية، فإنه سينقل أسلحته الثقيلة إلى أعالي الجبال المطلة على دمشق».
من جهته، أدان الائتلاف الوطني السوري محاولة اغتيال الأسعد، معتبرا في بيان له، «أن هذا الاعتداء الآثم الذي حصل على الأراضي السورية، يضيف صفحة جديدة لسجل نظام مافيا الأسد الإجرامي الذي ارتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية في سوريا. ويعرف سجله الإجرامي في الاغتيال معظم دول الجوار، ويتذكر الأوروبيون سجله الحافل على أراضيهم، كما تتذكر الولايات المتحدة سجله الحافل في رعاية الإرهاب ضد رعاياها». ودعا الائتلاف «الشعب السوري الصامد في وجه أعتى استبداد، إلى المزيد من التكاتف من أجل الإسراع في إزالة النظام الذي اتخذ من إرهاب الدولة سياسة قاتلة لإذلالهم». كما دعا كل الدول والقوى العالمية التي تعرضت لإرهاب نظام الأسد الأب والابن للوقوف مع الشعب السوري في تحركه لإقامة نظام يؤمن بالحرية والعدالة ويسعى لنشرها في سوريا. الإدانة نفسها، جاءت أيضا من قبل «تيار التغيير الوطني» المعارض، مؤكدا في بيان له، «على مدى الخطورة التي يمثلها هذا القائد العسكري الحر، على نظام الأسد وعصاباته، ومتمنيا له الشفاء العاجل، لاستكمال مهمته الوطنية الرائدة، حتى النهاية الحتمية لهذا السفاح».
قمة الدوحة: المعارضة تشغل مقعد سوريا والخطيب يرفض “الوصاية“
شغلت المعارضة السورية مقعد دمشق في القمة العربية التي انعقدت أمس في الدوحة ورفع “علم الاستقلال” مكان العلم السوري، فيما اكد رئيس الائتلاف الوطني المعارض احمد معاذ الخطيب ان السوريين يرفضون “الوصاية” وهم وحدهم سيقررون من سيحكمهم “لا اي دولة في العالم”.
وترأس الخطيب الوفد السوري وجلس على مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية” وذلك في خطوة هي الاولى من نوعها منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في تشرين الثاني 2011.
واعتبر امير قطر في كلمته الافتتاحية ان “التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما ما سيشهد على من خذله”.
وبدأت وقائع الجلسة الافتتاحية للقمة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم وجه أمير قطر بوصفه رئيس القمة الدعوة الى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الخطيب والى رئيس الحكومة السورية المؤقتة السيد غسان هيتو لشغل مقعد الجمهورية العربية السورية الشقيقة في القمة.
أمير قطر
وألقى أمير قطر كلمة افتتح بها القمة، وقال في الموضوع السوري: “إننا نرحب بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة في قمتنا هذه، ولاشك أنهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة”. أ ضاف: “لقد اتخذ تطور الأوضاع الخطيرة والمأسوية في سورية الشقيقة على مدار العامين الماضيين منحًى كارثياً، تولدت عنه مآسي وجرائم يندى لها الجبين. ومنذ فترة أصبح الصمت عنها وعن معاناة الشعب السوري داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء بحد ذاته جريمة”.
وتابع: “لقد بُني موقفنا منذ بداية الأزمة على ثوابت لم تحد عنها دولة قطر وهي: أولاً: الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا الشقيقة أرضاً وشعباً؛ ثانياً: تحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة؛ ثالثاً: دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة. إن الشعب السوري، سليل الحضارة العريقة والثقافة الأصيلة والعروبة الصادقة، جديرٌ بحياة حرّة كريمة آمنة، يتداولُ أبناؤه الحكم العادل، يوّحدهم الانتماء للوطن دون قمع أو إقصاء أو تهميش. ولعلّ من المهم أن نؤكد دائماً حرصنا على وحدة سوريا، أرضاً وشعباً، وهي مسؤولية أخلاقية وتاريخية نتحملها جميعاً، ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها”.
وشدد أمير قطر “على الوحدة الوطنية التي تستوعب الجميع ولا تستثني أحداً، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا حجر ولا تمييز بين مواطنيه وبحيث يكون الوطن للجميع وبالجميع” وقال: “إنه لمن المؤسف أن يدخل النظام السوري في مواجهة عسكرية مع شعبه، ويرفض جميع نداءات الإصلاح الجدّي والمبادرات السياسية العربية حتى بلغت الكارثة حدّاً لم يعد معه الشعب السوري العزيز ليقبل بأقل من الانتقال السلمي للسلطة الذي نصّ عليه قرار جامعة الدول العربية في 22 يوليو 2012. وسوف يشهد التاريخ لمن وقف مع الشعب السوري في محنته، مثلما سيشهد على من خذله”.
وختم أمير قطر في الموضوع السوري قائلا: “إننا نكرّر ما طالبنا به مجلس الأمن بأن يقف مع الحق والعدالة، ويستجيب لصوت الضمير الانساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قراراً بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية. ونحن من هنا نجدد التزامنا بالاستمرار في تأمين المساعدة الإنسانية للشعب السوري، ونحث كافة دول العالم على ذلك، ونؤكد على أهمية عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة وفقاً لإرادة الشعب السوري. ويهمني أن أعيد التأكيد أننا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء. وإنني لأرى، قريباً، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد”.
وكان أمير قطر، الذي رحب فيها بالقادة العرب، استهل كلمته بتناول القضية الفلسطينية وتطوراتها، وقال: “إن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فلا سلام إلا بحل هذه القضية حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً يلبّي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وخاطب اسرائيل طالباً منها “أن تدرك أن القوة لا تصنع الأمن وأن السلام وحده هو الذي يحقق الأمن للجميع، وأن ممارساتها اللامشروعة أو الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى المبارك وتهويد مدينة القدس الشرقية ومواصلة الاستيطان وإبقاء الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، كل هذه الممارسات والسياسات لن تقود سوى إلى إشاعة التوتر في المنطقة وزيادة اليأس والاحباط وسط أبناء الشعب الفلسطيني ووضع المزيد من العراقيل في طريق عملية السلام المتعثرة أصلاً”.
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي قال: “استشعاراً منا بخطورة استمرار هذا الوضع وانعكاساته، ومن أجل ترتيب البيت الفلسطيني، نقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة جمهورية مصر العربية الشقيقة، ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي فتح وحماس، وتكون مهمة هذه القمة، التي ينبغي أن لا تنفضّ قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، وعلى أساس اتفاق القاهرة عام 2011 واتفاق الدوحة عام 2012، وهذا يشمل: أولاً، تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ ثانياً: الاتفاق على موعد اجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة، ومن يتخلف أو يعرقل فسيتحمل مسؤوليته أمام الله والوطن والتاريخ”.
ودعا القادة العرب إلى “إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار، على أن يتم التنفيذ فور انفضاض قمتكم هذه”. وقال “وإنني أعلن باسم دولة قطر مساهمتنا بربع مليار دولار على أن يُستكمل باقي المبلغ من قبل الدول العربية القادرة، وأقترح أن يتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة هذ الصندوق ولا يفوتني في هذا المجال أن أشير إلى الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة والتأكيد على ضرورة التعاون والعمل من أجل تمكين أخوتنا هناك من التغلب عليه وتفعيل كل القرارات الخاصة بإعادة إعمار القطاع”.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
الخزاعي
وكان نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، سلم الرئاسة إلى دولة قطر باعتبار العراق الرئيس السابق للدورة السابقة.
ودعا نائب الرئيس العراقي الى تشكيل مجلس امن عربي يتولى حل الاشكالات الامنية وفق صيغة يتفق عليها وتؤهل الدول العربية لمقاربة قضايا الامن العربي كله وبالشكل الذي يكون في البيت العربي المرجعية والاطار الشامل لحل كل خلاف دون تدخلات خارجية.
واقترح الخزاعي في كلمة بلاده لعقد مؤتمر لنصرة مدينة القدس في مواجهة العدوان الاسرائيلي وخاصة المسجد الاقصى، اضافة الى عقد مؤتمر عربي للمانحين يضم الدول والمنظمات العربية يركز على معالجة اسباب الفقر في الدول العربية التي تعاني هذه المشكلات تحقيقاً للهدف الاول من اهداف الالفية المتعلق بالقضاء على الفقر المدقع والجوع.
العربي
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته في الجلسة الافتتاحية باقتراح امير دولة قطر بعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة للإشراف المباشر على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وشدد على ان القضية الفلسطينية هي دائما جوهر الصراع في المنطقة، وأنه لم يعد من المقبول الانخراط في مسار مفاوضات عقيمة أو القبول بمبادرات تفاوضية تتعامل مع قضايا فرعية وجزئية لتضييع الوقت وتكريس الاستيطان والاحتلال دون أن تتعامل بجدية مع جوهر أساس هذا الصراع.
وأشاد العربي بالإنجاز الذي حققته دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني الماضي حيث تم الاعتراف وبتأييد من أغلبية الدول الأعضاء بقبول فلسطين دولة مراقباً غير عضو في الأمم المتحدة، مشيرا إلى ضرورة البناء على هذا الإنجاز لتأكيد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مكتملة المقومات واقعة تحت الاحتلال.
الخطيب
واكد رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب خلال القمة العربية في الدوحة ان الشعب السوري يرفض الوصاية وهو من سيقرر من سيحكمه “لا اي دولة في العالم”، مطالبا بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الامم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية.
وقال الخطيب في كلمته امام القادة العرب “يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا اي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه”.
وشدد على ان الشعب السوري “يرفض وصاية اية جهة في اتخاذ قراره”.
واذ اشار الى ان “اختلاف وجهات النظر الاقليمية والدولية قد ساهم في تعقيد المسألة”، شدد على ان “الشعب السوري هو الذي فجّر الثورة وهو الذي يقرر طريقه”.
الخطيب وصف مشروع الحكومة المؤقتة بـ”الانجاز”، وقال انه “تم اختيار رئيس لها هو السيد غسان هيتو وكلنا ثقة به، وننتظر في الهيئة العامة للائتلاف تقديم برنامج الاستاذ غسان لمناقشته”.
وطالب الخطيب بمد المعارضة بكافة اشكال الدعم بما في ذلك السلاح “للدفاع عن النفس”، وبالحصول على مقعد سوريا في الامم المتحدة وفي المنظمات الدولية.
وقال الخطيب في كلمته “نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم بكافة صوره واشكاله، من كل اصدقائنا واشقائنا، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الامم المتحدة والمنظمات الدولية وتجميد اموال النظام التي نهبها من شعبنا وتجنيدها لاعادة الاعمار”.
ودعا الخطيب الولايات المتحدة الى لعب دور اكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين. وقال “نحن لا نخجل” من الحصول على مساعدات مخصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعا “لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا”.
واضاف “لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الاميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع”.
وتابع “ما زلنا ننتظر من حلف الناتو قراراً في هذا الشأن حفاظاً على الابرياء وحياة الناس وعودة المهجرين الى وطنهم”.
داود أوغلو
واكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو في كلمة تركيا في القمة التي تشارك فيها بلاده بصفة مراقب، ان بلاده ستسعى لحصول الحكومة السورية المؤقتة على مقعد سوريا بالأمم المتحدة، معتبرا ان تسليم القمة العربية الائتلاف السوري المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية قد يسهم في وقف نزيف الدم السوري وتشجيع دول أخرى على تقديم الدعم لسوريا.
ودعا الى توحد الشعب السوري تحت قيادة واحدة لتجاوز أزمته، مؤكدا انه وبعد تشكيل الحكومة السورية المؤقتة فإن ذلك يتطلب مزيدًا من الدعم لها ومزيدًا من الضغط على النظام السوري .
وتطرق اوغلو الى قضية اللاجئين السوريين، التي تشكل عبئا كبيرا على الدول المجاورة لسوريا.
مرسي
الرئيس المصري محمد حسني مبارك افتتح ثاني جلسات المؤتمر وأكد في كلمته ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت وتذليل ما تبقى من عقبات تحول دون تفعيلها، لأنها تشكل حجر الزاوية لتوحيد الصف الفلسطيني، والركيزة الأساسية لاستقطاب مزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية العادلة.
وقال إن مصر لا تدخر جهدا من اجل اتمام المصالحة الفلسطينية باعتبارها غاية نبيلة تعيد الوحدة للشعب الفلسطيني وتضمن استمرار صموده وكفاحه من أجل الحصول على كامل حقوقه كما يقرر هو نفسه على أرضه.
وطالب بضرورة العمل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وسكانه، وقال: “يجب ألا نقبل.. ولا أن يقبل الضمير البشري باستمرار هذا الحصار الجائر”.
واكد الرئيس المصري رفض بلاده لاي تدخل عسكري اجنبي من اجل حل الازمة في سوريا. كما وجه مرسي الذي يشارك للمرة الاولى في قمة عربية كرئيس لاكبر دولة في الجامعة، تحذيراً قوياً من مغبة التدخل في شؤون بلاده.
وقال مرسي “ان مصر ترفض اي تدخل عسكري خارجي لحل الازمة السورية فالشعب السوري قادر على الخروج من هذه المحنة منتصراً باذن الله”.
واضاف “علينا اليوم تدارس السبل الكفيلة بدعم الشعب السوري العزيز في الداخل وممثليه في الخارج وما يتفق عليه الاخوة السوريون على من يمثلهم في جامعة الدول العربية”.
واكد مرسي ان “مصر تقف دائما مع الاشقاء العرب في خندق واحد وان الشعب المصري يقدر لكل من وقف الى جانبه في ثورته ومسيرته الديموقراطية”.
الى ذلك، حذر مرسي نظرائه العرب من التدخل في شؤون بلاده من دون ان يسمي الجهة التي يقصدها.
عباس
ورحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بـ”اقتراح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة، بقيادة جمهورية مصر العربية، على أساس اتفاقي القاهرة والدوحة”، وبمبادرة “إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مليار دولار، بمساهمة بلاده بمبلغ 250 مليون دولار”.
ودعا الرئيس عباس في كلمته أمام مؤتمر القمة، إلى تحرك عربي إسلامي نحو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس.
وثمن قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيفاد وفد عربي وزاري الشهر المقبل إلى واشنطن، لإيجاد آليات ومنهجيةٍ جديدة لحل النزاع والصراع القائم، وفقاً لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم، وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة.
وقال: إن “شعبنا يتوقع استمرار وفاء الدول العربية بما تعهدت به من التزامات مالية لدعم الموازنة وفق آليات قمة بيروت لعام 2002 والوفاء بشبكة الأمان المالية المقرة، في قمة بغداد”.
وأشاد عباس “بدعم المملكة العربية السعودية ودورها في إنشاء صندوقي الأقصى والقدس اللذين تم إنشاؤهما بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في العام 2001″، وأعرب عن امتنانه للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، “على استمراره بالتنسيق معنا في بذل كل جهد ممكن لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف”.
كما ثمن الرئيس عباس ما قام به العراق “بعقد مؤتمر في بغداد لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ودعوته لإنشاء صندوق للأسرى”، وأكد أهمية دور العاهل المغربي الملك محمد السادس لترؤسه لجنة القدس وتفعيله لوكالة بيت مال القدس.
وجدد الرئيس عباس دعوته “لتجنيب أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا من عذاب التشرد، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، وعدم الزج بهم في أتونها”، وقال: “سياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة وغيرها، ونتمنى لكافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية الأمان والاستقرار”.
ولي العهد السعودي
وأكد ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز ان القضية الفلسطينية ستظل على رأس اهتمامات المملكة وفى صدارة جدول اعمالها، موضحا ان التحدي مازال قائماً.
وقال الامير سلمان في الكلمة التي القاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام القمة “إن الحقوق مازالت مسلوبة والعدل مازال مفقوداً، وان النزاع العربي ـ الاسرائيلي الذى مضي عليه اكثر من ستة عقود سيظل محتدماً ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي اقرت بها جميع قنوات الشرعية الدولية بما فيه حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة”.
وتابع يقول: “اننا لا نرى امكانية حل للنزاع ما لم يحدث تغيير في سياسة الحكومة الاسرائيلية وطريقة تعاطيها مع المبادرات المطروحة التي سعت الى افشالها وتفريغها من مضمونها من خلال سياسات الاستيطان والقمع والانتهاكات المستمرة في حقوق الشعب الفلسطيني”.
واضاف ان “الشعب الفلسطيني وقياداته مطالبون لازالة كافة الخلافات في ما بينهم، وانهاء الانقسام بين فصائله للتوصل الى السلام الشامل والعادل”.
وبشأن الأزمة السورية، أكد انها “تشهد تفاقماً مستمراً مع زيادة وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري.. على مرأى ومسمع المجتمع الدولي”.
وقال إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تجاه ما يحدث في سوريا.. حيث لم يحسم امره بعد بشأن كيفية التصدي الى انتهاك حقوق الانسان السوري، مشيرا إلى ان نظام الاسد ماض قدماً في افشال اي مبادرة عربية او دولية لحل الازمة السياسية.
واضاف انه يتعين على المجتمع الدولي توفير الدعم المادي الكامل للمعارضة السورية التي تتوحد تحت مظلة الائتلاف الوطني وقوى الثورة السورية باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري.
أمير الكويت
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إنه “بعد مضي عامين من القتل والدمار المستمرين في سوريا وازدياد أعداد اللاجئين في الدول المجاورة بما يمثل ذلك من كارثة إنسانية فإنه لازال الوضع أكثر تعقيدا وما زال الوصول إلى وقف نزيف الدم بعيد المنال”، مطالبا “المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالوقوف إلى جانب الشعب السوري”، ومؤكدا أنه “ليس معقولا ولا مقبولا أن نبقى والمجتمع الدولي متفرجين على ما نشهده جميعا من مجازر ودمار لكل أوجه الحياة هناك وأن نكتفي ببيانات التنديد والاستنكار التي لن تستطيع إيقاف نزيف الدمار والقتل”.
وأكد أن “من حق الشعب السوري أن تتحقق مطالبه المشروعة بالحرية والكرامة والديموقراطية وأن نضاله المشروع سيتواصل بدعم منا سياسيا وماديا بما يمكن من تلبية الاحتاجات الإنسانية الملحة للشعب السوري ويحقق آماله وتطلعاته”.
وشدد على أنه “بعد أن تحقق هدف حصول فلسطين على وضع دولة مراقب بالأمم المتحددة بات لزاما علينا مضاعفة الجهود بالتحرك الجماعي لحث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتها في تحريك عملية السلام بالشرق الأوسط والضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لقررات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، مؤكدا أهمية أن يوحد الأخوة الفلسطينيون صفوفهم وأن يضعوا خلافاتهم جانبا لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة لبناء الدولة الفلسطينية”.
العاهل الأردني
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن “الأوضاع المأسوية في سوريا مازالت تتصاعد على نحو خطير وتظهر بين الحين والآخر مواجهات إقليمية قد تؤدي- لاسمح الله – إلى نتائج كارثية، وهناك أيضاً التحديات الكبيرة التي تواجهها بعض الدول الشقيقة في إعادة البناء بعد التحولات التي مرت بها”.
وشدد على “ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في تكثيف الجهود من أجل إعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحياء مفاوضات السلام للبناء على ما تحقق ومعالجة جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والضغط على إسرائيل للتوقف عن إجراءاتها الأحادية التي تشكل عقبة حقيقية أمام تحقيق السلام وفي مقدمتها مواصلة سياسة الاستيطان بالضفة الغربية، التي تهدف إلى تغيير هوية القدس وتفريغها من السكان العرب، وتهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بالإضافة إلى المحاولات الإسرائيلية المستمرة لفرض واقع جديد في الحرم القدسي الشريف”.
وقال العاهل الأردني “إن التطورات والأحداث المتصاعدة التي تشهدها سوريا الشقيقة تؤكد على الحاجة الكبيرة إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف، وبأسرع وقت ممكن في إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويضع حداً لدوامة العنف وسفك الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.
(قنا، بترا، أ ف ب، أ ش أ، وفا)
سقوط صواريخ سكود بحلب
قصف بالكيمياوي ومعارك بدمشق وريفها
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام استخدمت الغازات السامة والأسلحة الكيميائية في قصفها لبلدة الذيابية في ريف دمشق اليوم، في غضون ذلك تدور معارك ضارية بين الجيش الحر
وقوات النظام في أحياء بالعاصمة ومدن وبلدات بريف دمشق.
كما اندلعت اشتباكات في حلب ودير الزور وسط استمرار القصف على حمص وحماة، وحملات دهم واعتقالات في درعا، في حين سيطر الثوار على سرية هاون في القنيطرة. وتحدث اتحاد تنسيقات الثورة عن انشقاق مائتي جندي في ريف دمشق وإطلاق ثلاثة صواريخ سكود تجاه شمال البلاد.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصا في سوريا اليوم معظمهم في درعا وحمص ودير الزور، وبين القتلى ثمانية من عناصر الجيش الحر سقطوا في اشتباكات مع قوات النظام.
وتدور معارك عنيفة منذ صباح اليوم في حي التضامن بدمشق وفق اتحاد تنسيقيات الثورة الذي أشار أيضا إلى سقوط قتلى في قصف على حي القابون وانشاق مائتي عسكري من قوات النظام وانضمامهم للجيش الحر في ريف دمشق، في حين ذكرت الهيئة العامة للثورة أن القصف المكثف بالطيران الحربي والمدفعية على مخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون وبرنية أوقع قتلى وجرحى وسط اشتباكات في محيط تلك المناطق.
في غضون ذلك تعرضت مدن داريا وزملكا ومعضمية الشام وبلدات ببيلا والعتيبة والذيابية ومضايا وسيدي مقداد وعدة مناطق بالغوطة الشرقة لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، استهدف المناطق السكنية وسط قتال ضار في داريا التي تحاول قوات النظام استعادتها من الجيش الحر لليوم الخامس والثلاثين بعد المائة.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن معارك عنيفة تدور في بلدة العتيبة أوقعت قتلى وجرحى، في حين أشارت الهيئة العامة للثورة إلى شن قوات النظام حملات دهم واعتقالات واسعة في العتيبة أدت لنزوح عدد من الأهالي، وسط تعزيزات عسكرية أرسلت إلى منطقة حران العواميد.
وشمالا تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن إطلاق ثلاثة صواريخ سكود الليلة الماضية سقطت في محافظة الرقة، في حين قال مراسل الجزيرة في حلب إن صاروخين من نوع “سكود” سقطا في ريف حلب الشمالي.
وأفاد مركز صدى الإعلامي أن اشتباكات عنيفة جرت اليوم بين الجيش الحر وقوات النظام في حي العقبة وأسواق حلب القديمة، وكذلك في بلدة خان العسل بريف حلب؛ كما دمر الجيش الحر مقراً لقوات جيش النظام. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف تعرضت له بلدة السفيرة بحلب.
سيطرة واشتباكات
في هذه الأثناء سيطر الجيش الحر على رسم الحلبي وسرية الهاون بريف القنيطرة وما فيها من ذخيرة وفق اتحاد تنسيقيات الثورة وشبكة شام، في حين دارت اشتباكات في مدينة القنيطرة بالتزامن مع قصف للطيران الحربي بحسب الهيئة العامة للثورة.
كما أشارت شبكة شام إلى تعرض بلدات بئر عجم وبريقة ونبع الصخر بريف القنيطرة لقصف بالمدفعية الثقيلة.
وفي حمص المحاصرة وسط البلاد، قصفت مدفعية النظام منطقة بساتين القصير والموح والجوادية بريف المدينة وسط اشتباكات في المنطقة مما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى، وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى شن قوات النظام حملة دهم واعتقالات في منطقة الشلال التابعة لمزارع ديربعلبة ترافقت مع سرقة بعض المنازل التي اقتحموها.
وشهد حي جوبر في حمص اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي، حيث أحكم مقاتلو الجيش الحر سيطرتهم على الحي، واستولوا على آليات عسكرية تابعة لقوات النظام. في الوقت ذاته، تعرضت أطراف مدينة حمص ومدينة الرستن لقصف جوي أمس.
وفي ريف حماة المجاور تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة كفرزيتا وسط اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف بلدة كفرنبودة، وفق المصادر نفسها.
وبينما تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على معظم أحياء مدينة دير الزور بالتزامن مع اشتباكات في بعض المناطق، تعرضت بلدات إبطع وداعل وبصر الحرير بريف درعا للقصف، وشهدت أحياء السبيل والمطار وشمال الخط في مدينة درعا طبقا لشبكة شام حملات دهم واعتقالات.
انتقاد إيراني روسي لمنح الائتلاف مقعد سوريا
انتقدت كل من إيران وروسيا -الحليفتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد- منح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مقعد سوريا الشاغر في القمة العربية التي اختتمت أعمالها في الدوحة مساء أمس. وبينما وصف مسؤول بالخارجية الإيرانية هذا التصرف بالسلوك الخطير، اعتبر المندوب الروسي في الأمم المتحدة أنه “لن يقدم أي مساعدة” للتسوية السلمية للأزمة السورية.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني -حسين أمير عبد اللهيان- قوله إن “تخصيص مقعد سوريا في الجامعة العربية لأولئك الذين لا يحظون بدعم الشعب يؤسس نموذجا من السلوك الخطير للعالم العربي، يمكن أن يمثل سابقة جديدة لأعضاء آخرين في الجامعة العربية في المستقبل”، واعتبر أن هذه الإجراءات ستضع نهاية لدور الجامعة العربية في المنطقة.
من جانبه قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة -فيتالي تشوركين- إن تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف السوري المعارض خلال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين في الدوحة “لن يقدم أي مساعدة” للتسوية السلمية للأزمة.
ونقلت محطة “روسيا اليوم” على موقعها الإلكتروني عن تشوركين اعتبار هذا الإجراء يدل على أن جامعة الدول العربية خرجت من عملية البحث عن التسوية السياسية للأزمة.
وأشار المندوب الروسي إلى أن تسليم مقعد دمشق للائتلاف المعارض “يتعارض مع القوانين”، موضحا أن سوريا لم تسقط عضويتها من الجامعة، بل تم تجميدها، واعتبر أن قصة تجميد عضوية سوريا في الجامعة منذ بدء الأزمة أشارت إلى أن “الجامعة غير منحازة لحل تفاوضي جدي”.
وندد الإعلام السوري -أمس الثلاثاء- بما أسماه “السطو” على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه للمعارضة السورية.
ووصفت صحيفة تشرين الحكومية “هذا السطو” بـ”الجريمة القانونية والسياسية والأخلاقية”، مشيرة إلى أن الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها، وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”.
وجاء في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم “يا حيف، يا إخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة، وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل”.
وعلقت عضوية سوريا بالجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وشغل مقعد البلاد في قمة الدوحة أمس الثلاثاء وفد برئاسة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الذي يسعى الى الإطاحة بنظام الأسد.
طلب الدعم
وخلال قمة أمس أبلغ الخطيب الزعماء العرب بأنه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تساعد القوات الأميركية في الدفاع عن مناطق بشمال سوريا يسيطر عليها الثوار باستخدام صواريخ باتريوت أرض جو المنشورة الآن في تركيا، لكن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سارع إلى رفض الفكرة.
وأيدت الجامعة العربية -التي تضم 22 عضوا- تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، وشمل بيان القمة بعضا من أقوى المفردات التي استخدمت حتى الآن ضد الأسد، حيث أكد على حق كل دولة في تقديم جميع أنواع المساعدات، بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.
تجدر الإشارة إلى أن إيران قدمت لنظام الأسد دعما حيويا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاطه منتصف مارس/آذار 2011. وتعتبر طهران النظام السوري أساسيا في محور “مقاومة إسرائيل” وحائط صد ضد ما تصفها بـ”جماعات سنية متطرفة” تعمل في سوريا.
وكانت إيران اقترحت خطة من ست نقاط لسوريا، وشددت على أهمية إجراء انتخابات وإصلاحات، لكنها قالت إنها لا تقبل الإطاحة بالأسد، كما شددت على أنه لا يمكن فرض حل للأزمة من الخارج.
أما روسيا -التي لديها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري- فقد استخدمت حق النقض (الفيتو) لعرقلة قرارين دوليين يدينان نظام دمشق في مجلس الأمن.
وتتهم قوى الثورة والمعارضة السورية إيران بإمداد نظام بشار الأسد بالسلاح والمقاتلين، كما تتهم روسيا باستمرارها بتقديم الدعم العسكري للحكومة في دمشق.
قمة الدوحة: التسليح للتوازن والدفاع المشروع
قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء إن تسليح المعارضة السورية لا يقضي على الحل السلمي, وإن الهدف منه خلق توازن بينها وبين النظام, بينما أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن ذلك يضمن للشعب السوري الدفاع المشروع عن النفس.
وقال العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع الشيخ حمد بن جاسم في ختام القمة العربية الرابعة والعشرين التي اختتمت أعمالها بالدوحة إن بلوغ الحل السياسي في سوريا يقتضي نوعا من التوازن بين المعارضة بين والنظام الذي يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد شعبه.
وأضاف أنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي دون تحقيق ذلك التوازن, مشيرا في الأثناء إلى حجم الدمار الكبير في سوريا, وما يتطلبه ذلك من كلفة كبيرة لإعادة الإعمار التي تحدث عنها إعلان الدوحة.
وأشار إلى أن 18 من مجموع 22 دولة عربية دعمت القرار الخاص بتسليح المعارضة السورية مقابل تحفظ دولتين اثنتين فقط على أمور غير أساسية على حد قوله.
من جهته, قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إن القرار الذي يتيح لأي دولة عربية تسليح المعارضة في سوريا يمكن الشعب السوري من حق الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة الهجمات التي تستهدفه من القوات النظامية.
وأضاف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من خرق القوانين, ورفض الالتزام بكل المبادرات السياسية العربية, كما لم يستجب لمساعي الموفدين الدوليين، السابق كوفي أنان والحالي الأخضر الإبراهيمي.
وقال إن قرار تسليح المعارضة السورية هو أقل ما يمكن تقديمه للشعب السوري مقارنة بتضحياته منذ اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011. وكان يشير إلى مقتل ما لا يقل عن 70 ألف سوري خلال عامين وفقا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة.
وفي ما يخص الشأن الفلسطيني, قال أمين عام الجامعة العربية إن إنهاء الصراع الفلسطيني العربي يحتاج إلى دراسة متأنية وتشاور مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
الإصلاح
على صعيد آخر, قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إن الإصلاح السياسي في العالم العربي مطلوب, مشددا على أن من الأولى أن تقوم به الحكومات قبل أن تطلبه الشعوب.
وأضاف أن ما حدث من تغييرات في العالم العربي بفضل ما يعرف بثورات الربيع العربي ربما لم يكن كله إيجابيا.
لكنه شدد على أن التغييرات التي بدأت قبل عامين تعد بداية وعي وتحذير للقادة العرب من أن الشعوب لن تسكت على واقعها, بما في ذلك حالة الضعف التي تعتري الأمة العربية.
ورفض الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الاتهامات الموجهة لبلاده بدعم تيارات بعينها في الدول العربية التي شهدت تغييرات سياسية ومنها تونس ومصر عبر المساعدات المالية خاصة.
وأشار المسؤول القطري في هذا السياق إلى أن قطر تعاملت مع الحكومات التي قامت في مصر في عهد المجلس العسكري, ومع حكومة الباجي قائد السبسي في تونس مثلما تتعامل مع الحكومات التي قامت بعد الانتخابات في البلدين, خاصة من جهة الاتفاقيات والمساعدات الاقتصادية.
ونفى أن تكون بلاده تسعى إلى لعب دور أكبر مما ينبغي, مشددا على أن قطر تريد أن يكون للدول العربية مجتمعة دور أكبر من الدور الحالي.
3 دول عربية أرسلت 160 طائرة أسلحة لثوار سوريا
بمساعدة الولايات المتحدة.. وعبر الأراضي التركية
لندن – محمد عايش –
قالت جريدة “التايمز” البريطانية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومعها المخابرات المركزية الأمريكية، ساعدتا ثلاث دول عربية على إرسال الأسلحة إلى الثوار في سوريا، مع ضمان أن لا تصل الأسلحة الى أيدي المجموعات المتطرفة التي ربما تكون متواجدة على الأراضي السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن ثلاث دول عربية أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة الى المقاتلين السوريين عبر الأراضي التركية، بعلم من الإدارة الأمريكية وبمساعدة من جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) الذي انحصر دوره في تقديم المعلومات، وضمان وصول الأسلحة إلى الثوار السوريين وليس مجموعات متطرفة.
وتقول “التايمز” إن عمليات التسليح العربية للثوار السوريين بدأت في شهر يناير من العام الماضي، عندما هبطت طائرة عسكرية من طراز (C130) تابعة لإحدى الدول العربية في مطار إسطنبول لنقل أسلحة الى الثوار السوريين.
وتؤكد الصحيفة أن الدول العربية الثلاثة أرسلت حتى الآن 160 طائرة شحن عسكرية محملة بالأسلحة إلى الثوار السوريين عبر الأراضي التركية، مشيرة الى أن غالبية هذه الرحلات كانت تهبط في مطار “ايزنبوغا” القريب من أنقرة، ومن ثم يتم نقلها براً الى الثوار.
وقال هوغ غريفث، الذي يعمل مراقباً في معهد ستوكهولم الدولي للسلام، إن “التقدير المتحفظ لكمية الأسلحة التي حملتها هذه الرحلات الجوية لا يقل عن3500 طن من الأسلحة والمعدات العسكرية”.
وتأتي هذه المعلومات بعد أن تحدثت تقارير عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يديرون عمليات تدريب للمقاتلين السوريين في معسكرات خاصة على الأراضي الأردنية.
كما تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي لا تزال فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تصرّ على عدم تسليح الثوار السوريين، وإنما الاكتفاء بإرسال ما تسميه “أسلحة غير فتاكة” لهم في محاولة لتسريع سقوط نظام بشار الأسد.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان يرفضان تسليح الثوار السوريين بما يؤدي إلى تسريع إسقاط نظام بشار الأسد، فيما قررت كل من واشنطن ولندن إرسال أسلحة “غير فتاكة” للثوار فقط، وذلك من أجل تخفيف الإصابات في صفوفهم.
ويطالب الثوار السوريون بتسليح كامل يمكنهم من خوض المعركة الفاصلة مع النظام، وتمكنهم أيضاً من دخول العاصمة دمشق والسيطرة عليها.
الخطيب: رفض الناتو للتدخل دعم للأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني المستقيل، أحمد معاذ الخطيب، أن رفض حلف شمال الأطلسي الناتو دعوته لمد مظلة صواريخ باتريوت على المناطق الشمالية من البلاد التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة هو رسالة للأسد مفادها أنه “يستطيع أن يفعل ما يحلو له”.
وكان حلف الناتو قال، الثلاثاء، إنه لن يتدخل عسكريا في سوريا، وذلك في أول رد على دعوة رئيس الائتلاف السوري المستقيل، أحمد معاذ الخطيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مد مظلة صواريخ باتريوت في المناطق الشمالية من البلاد لحماية الشعب السوري هناك.
كما أعلن الخطيب عدم نيته التراجع عن استقالته، التي تقدم بها الأسبوع الماضي، من رئاسة الائتلاف السوري المعارض.
وكان الخطيب تقدم باستقالته من منصبه كرئيس للائتلاف في 24 مارس، وذلك بعد انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة بومين.
في غضون ذلك، وجه الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، رسالة إلى قادة دول مجموعة البريكس خلال قمتهم المنعقدة في جنوب إفريقيا مفادها أن بلاده “تعاني منذ عامين وحتى الآن من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية تقوم بقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية”.
ودعا الأسد قادة القمة التي تضم في عضويتها كلا من روسيا والهند والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا “للعمل معا من أجل وقف فوري للعنف في سورية بهدف ضمان نجاح الحل السياسي”.
المعارضة تتسلم السفارة السورية في قطر
هيتو يعلن خطط الحكومة المؤقتة للمعارضة اليوم
من جهة أخرى، يتم تسليم السفارة السورية في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، لسفير الائتلاف الوطني نزار الحراكي، بحضور رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب، حسب مراسل سكاي نيوز عربية.
كما تم تأكيد حضور رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن الجانب القطري لإتمام عملية التسليم.
تواصل الاشتباكات والقصف
اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي بالعامرية في حلب
على الصعيد الميداني، يحاول الجيش الحر اقتحام السرايا التابعة للواء 90 في القنيطرة وسط اشتباكات مع القوات الحكومية.
كما سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على 3 سرايا تابعة للقوات الحكومية بالقرب من بلدة بئر عجم بريف القنيطرة.
وفي دمشق سقطت عدة قذائف على حي القابون ما أدى إلى جرح بعض سكان الحي، كما سمعت أصوات عدة انفجارات عند أطراف حي جوبر بريف المدينة، حسب مصادر للمعارضة.
كما تصاعدت وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك من جهة شارع الثلاثين، حيث ذكر ناشطون أن اشتباكات استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، استمرت حتى ساعات الصباح، كما اندلع حريق في شارع “صفد” في المخيم نتيجة طلقات حارقة أطلقها قناصة القوات الحكومية.
الجزائر تؤكد “تحفظها” على المعارضة السورية
مدلسي: تعاملنا مع النظام في دمشق وليس مع المعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”، “إن حرص الجزائر على احترام آليات وبنود ميثاق الجامعة العربية، يقف وراء تحفظها على منح مقعد سوريا لائتلاف المعارضة السورية”.
وأضاف مدلسي أن “إعطاء مقعد دمشق في الجامعة للمعارضة السورية لا ينسجم مع أحكام البند الثامن من ميثاق الجامعة”. وتابع “أن الجزائر لا تقبل تقسيم الشعب السوري. الشعب السوري بالنسبة للجزائر شعب واحد”،
وقال وزير الخارجية الجزائري في المقابلة إن بلاده تتمسك بموقفها الرافض لإقامة أي علاقات مع المعارضة السورية. مشيرا إلى أن هذا الموقف لن يتغير إلا إذا تغير النظام في دمشق برغبة من الشعب السوري.
وأشار مدلسي أن على الجامعة العربية “أن تأخذ في الاعتبار التغيرات التي حصلت قبل الربيع العربي وبعده”، واصفا دول الربيع العربي بأنها مازالت “رهن اجتهاد مستمر لإنشاء قواعد اللعبة في حدودهم الوطنية”. وقال إن “على هذه الدول أن تستقر وتنشئ دستورا ومؤسسات، ومن ثم تقوم باقتراحات مسؤولة، حتى تكيف نفسها باستمرار مع ميثاق الجامعة العربية”.
لجان التنسيق المحلية السورية: على الائتلاف الوطني الارتقاء لمستوى المسؤولية والتضحيات بشغله مقعد سورية بالقمة العربية
روما (27 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأت لجان التنسيق المحلية السورية أن على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والتضحيات وذلك بعد شغله مقعد سوريا في القمة الرابعة والعشرين لجامعة الدول العربية بديلا عن نظام الأسد “فاقد الشرعية”
وقالت إن “هذا الإنجاز، و رغم تأخره، مسجل بدماء السوريين وإصرارهم وصمودهم أمام الاجرام الأسدي والتخاذل الدولي وهو أمر يستدعي من الائتلاف الوطني أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والتضحيات، ليكون قادراً على إدراة هذه المرحلة”. واعتبرت أن “هذا يرتب عليه استكمال تأسيسه عبر دعم تمثيل الحراك الثوري والقوى الديمقراطية والمدنية والمرأة، وعبر تنظيم عمل مؤسساته وحكومته، وتحديد وتوضيح أسس العلاقة بين الائتلاف والحكومة، بما يجعل من تركيبة الائتلاف بنية قوية قادرة على الحفاظ على استقلال القرار الوطني السوري، وتجنب الضغوط الدولية من أي جهة كانت، ومنع الاستقطاب وتنازع القرار بين الكتل المؤلفة للائتلاف”، حسبما صدر عنها في بيان غداة القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة
وأعربت لجان التنسيق عن الامل أن “تكون هذه الخطوة مقدمة لتحرك حقيقي من قبل دول أصدقاء الشعب السوري لتنفيذ وعودها وتعهداتها بدعم الجيش الحر ليكون قادراً على حماية الشعب السوري من جرائم النظام وإجباره على تسليم السلطة وتحقيق انتصار ارادة شعبنا والوصول إلى حريته”، حسب البيان
وقالت “إننا في لجان التنسيق المحلية اذ نبارك لشعبنا السوري العظيم هذا الإنجاز فإننا نستشعر خطورة هذه المرحلة وحجم المسؤولية المترتبة على عاتقنا جميعاً، ووجوب بذل و توحيد كل الجهود لتحقيق المصلحة الوطنية من أجل الوصول الى الدولة المدينة التعددية الديمقراطية وإنهاء النظام الديكتاتوري ويناء سوريا الوطن الجديد بمؤسساتها و مواردها على مستوى الحلم والتضحيات
معاذ الخطيب: رفض الناتو نشر صواريخ باتريوت في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يفيد الأسد
قال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب إن رفض حلف شمال الأطلسي دعوته لدعم المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال البلاد باستخدام صواريخ باتريوت يبعث برسالة لحكومة الرئيس بشار الأسد مفادها أنها تستطيع أن تفعل ما يحلو لها.
وأضاف في مقابلة مع رويترز أنه لن يعدل عن استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض، لكنه سيواصل ممارسة مهام منصبه في الوقت الحالي.
مساعدة “بريكس”
وفي سوريا، طلب الرئيس بشار الأسد الأربعاء من قادة قمة مجموعة “بريكس” المجتمعين في جنوب إفريقيا، العمل على وقف العنف المستمر في بلاده منذ عامين، ووضع حد لمعاناة الشعب، من جراء العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليه.
بشار الأسد
الرئيس السوري طلب مساعدة بريكس لضمان نجاح الحل السياسي.
ودعا الأسد قادة الدول “للعمل معا من أجل وقف فوري للعنف في سوريا، بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب إرادة دولية واضحة، بتجفيف مصادر الإرهاب، ووقف تمويله وتسليحه”، في رسالة بعث بها إلى رئيس
جنوب إفريقيا جاكوب زوما، ونشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وأشار الأسد إلى أن سوريا “تعاني منذ عامين حتى الآن من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية، تقوم
بقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية، والإرث الحضاري والثقافي لسورية، وهويتها في العيش المشترك والمساواة بين جميع مكونات شعبها”.
ويتهم النظام دولا إقليمية ودولية بتوفير دعم مالي ولوجستي للمقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الأرض، في صراع أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
وأعرب الأسد عن “تطلعات الشعب السوري للعمل مع دول البريكس كقوة عادلة تسعى إلى نشر السلام والأمن والتعاون بين الدول بعيدا عن الهيمنة وإملاءاتها وظلمها”.
امتناع عن التصويت
وتعقد مجموعة البريكس التي تضم البرازيل، وروسيا، والهند، وجنوب إفريقيا، قمتها السنوية الخامسة الثلاثاء والأربعاء في ديربان بجنوب إفريقيا، علما بأن الدول الأعضاء في هذه المجموعة امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن خلال جلسة إقرار التدخل العسكري في ليبيا.
وتريد دول البريكس، الحريصة على استقلالها، والتي تمثل 43 في المئة من التعداد السكاني العالمي، وتنتج ربع إجمالي ناتج العالم، إنشاء مؤسسات وآليات مشتركة، تسمح لها بتجنب النظام العالمي، الذي يهيمن عليه حاليا الغرب وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مرورا بوكالات التصنيف الائتماني.
BBC © 2013
الجامعة العربية تقر حق دولها الأعضاء في تسليح المعارضة السورية
أقرت القمة العربية حق الدول الأعضاء في الجامعة العربية منفردة في تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية المسلحة.
ودعا البيان الختامي للقمة المنظمات الإقليمية والدولية إلى الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
وحسب بيان القمة، التي اختتمت أعمالها الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، يدعو القادة العرب إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للامم المتحدة “لإصدار توصيات بإجراءات جماعية لمواجهة التدهور في سوريا ومنها قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري”.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في مؤتمر صحفي رفقة وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن موافقة القمة العربية على حق الدول الأعضاء في الجامعة بتسليح المعارضة السورية، إنما يهدف إلى إحداث توازن بينها وبين حكومة الرئيس بشار الأسد، التي قال إنها “تتلقى أسلحة ثقيلة من بعض الدول.”
واعتبر أن فسح المجال أمام تسليح المعارضة في سوريا لا يغلق باب الحل السياسي، الذي “هو نهاية أي نزاع في العالم”.
وشدد العربي على أهمية الحل السياسي، رافضاً تفسير موقف الجامعة العربية بتقديم المساعدة للمعارضة السورية بكافة أنواعها بما فيها العسكرية على أنه قضاء على الحل السياسي.
وكان القادة العرب قد وافقوا بالأغلبية على أن تشغل الحكومة الانتقالية للمعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية بشكل دائم.
وأكدت القمة أنها أخذت بعين الاعتبار تحفظ الجزائر والعراق على القرار.
وطالبت القمة العربية بعقد مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار سوريا.
وكان رئيس الائتلاف السوري، معاذ الخطيب، طالب القمة العربية بالعمل على أن تشغل المعارضة مقعد سوريا في منظمة الأمم المتحدة.
دعم المصالحة الفلسطينية
وأعلن وزير خارجية قطر، عن عقد قمة عربية مصغرة لدعم المصالحة الفلسطينية، وتعيين وفد عربي يسافر إلى واشنطن الشهر القادم لبحث الحقوق الفلسطينية مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.
وفي نفس السياق، أكد الأمين العام للجامعة العربية حرص الدول العربية على حماية حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، ودعا الولايات المتحدة إلى “الضغط على إسرائيل للالتزام بالمواثيق الدولية”.
وأضاف أن الدول العربية تعمل من أجل منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
موقف دمشق
من جانبها، تجاهلت دمشق رسميا واعلاميا القمة العربية في الدوحة بينما هاجمت وكالة الانباء الرسمية القمة وقرارها باحلال المعارضة في مقعد سورية في الجامعة العربية.
ووجهت الحكومة السورية انتقادات حادة الى كل من امير قطر ورئيس الائتلاف المعارض، في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة العنف في مناطق سورية عدة وخاصة في دمشق.
تصرف خطير
ووصفت ايران قرار منح مقعد سوريا في القمة العربية الى المعارضة السورية بأنه “تصرف خطير”.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسن أمير عبد اللهيان لوكالة مهر الايرانية إن “هذا الاجراء المتسرع من شأنه أن ينهي دور الجامعة في المنطقة”، مضيفاً أنه “يؤسس لنموذج خطير في العالم العربي”.
BBC © 2013
الغارديان: مأساة سوريا تكمن في هشاشة التحالف خارجيا وإنعدام الحسم داخليا
ربما لم يماثل الاهتمام بالأزمة السورية، في تغطيات الصحافة البريطانية، إلا الاهتمام بالأزمة الاقتصادية في قبرص وآثارها على دول الاتحاد الأوربي في دلالة واضحة على الفوارق الفاصلة بين ما يؤرق القارة الاوروبية التي تضع الاقتصاد في صلب اهتماماتها، فيما يغرق الشرق الأوسط في صراعاته المسلحة.
الكاتبة كلير سبنسر في صحيفة الغارديان تحلل في مقال لها التحالفات العريضة التي تحيط بالأزمة السورية والحاضنة لطرفي النزاع لتخلص إلى ان “التحالف الغربي ضد الأسد مليء بالتناقضات” وهو ما اختارته عنوانا لمقالها.
وتقول الكاتبة إن المأساة في الأزمة السورية تكمن في هشاشة التحالف الداعم للمعارضة المسلحة على الصعيد الخارجي، وفي انعدام حسم “المتمردين” لمعاركهم السياسية والعسكرية.
وترى أن التحالف الدولي العريض والذي يضم ايضا إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، قطر وتركيا والسعودية المناصر للمعارضة يبدو وكأنه ظرفيا، فلا يوجد اتفاق على الأهداف بين اطرافه.
فمعارضة النفوذ الإيراني، أو بالأحرى الروسي، في سوريا لا تعني تأمين أفضل النتائج للشعب السوري.
وتوضح الكاتبة أن التنافس في الادوار بين هذا التحالف والتحالف المناهض الداعم للحكومة السورية، والذي يتشكل أساسا من الصين وروسيا وإيران، قد أدى إلى الغاء كل طرف لجهود الآخر على مدار العامين الماضيين.
وتدعم الكاتبة رأيها هذا بالاشارة إلى أن الموقف الذي خرجت به الجامعة العربية في اجتماعها هذا الاسبوع وهو الدعوة إلى تحرك قوي من قبل الأمم المتحدة، لم ينعكس على الصعيد الدبلوماسي أو في شكل تطورات على الأرض.
وحول موقف الولايات المتحدة تشير إلى أنها تقف، إلى الآن، على الحياد – بعد أن فشل وزير الخارجية الجديد، جون كيري، في إقناع الرئيس أوباما أن إدخال مزيد من الأسلحة إلى سوريا سيسهم في إنقاذ الأرواح.
واستبعدت الكاتبة تكرار السيناريو الليبي في سوريا موضحة أن اللحظة الليبية كانت استثنائية، وأن الحملة العسكرية التي قادها الناتو”ستدخل التاريخ كواحدة من المواقف الاخيرة للمجتمع الدولي المؤسسة على إجماع آراء”.
وكلما اقتربنا من الأزمة كلما رأينا أن الاجندات المحلية هي التي تسود، سواء كان ذلك يتمثل في تفضيل دول الخليج لجماعات جهادية على الديمقراطية، أو دعم تركيا لبعض الجماعات الاثنية والطائفية دون البعض الآخر.
وتنهي الكاتبة مقالها بنبرة متشائمة مشيرة إلى أن الشعب السوري لن يخرج منتصرا في هذا الصراع وفقا لأي تقديرات تتبناها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
استقالة الخطيب
حول الموضوع السوري أيضا تناول إيان بلاك محرر صحيفة الغارديان لشؤون الشرق الاوسط، اجتماع الجامعة العربية وحدثه الابرز بتسليم مقعد سوريا إلى الائتلاف الوطني المعارض.
يقول بلاك إن معاذ الخطيب لم يشر في خطابه أمام وفود الجامعة إلى موضوع استقالته، مرجحا أن يتراجع عنها في مقابل توسيع عضوية الائتلاف ليضم مزيدا من النساء وأعضاء من الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، وبعض الأقليات الأخرى، وذلك وفقا لما صرح به مساعدون للخطيب.
ومن شأن هذا أن يضعف من قوة جماعة الإخوان المسلمين بالنظر إلى بقية مكونات الائتلاف.
ويبرز الكاتب دعوة الخطيب إلى الدول العربية بانهاء القمع عن طريق اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين دون شروط.
الجهاديون البريطانيون
ابرزت صحيفة التايمز على صدر صفحتها الأولى القضية السورية فيما يتعلق بالمخاوف الناشئة عن الجهاديين البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب المعارضة على الداخل البريطاني.
والعنوان كما اوردته الصحيفة يعكس حجم القلق لدى السلطات المعنية تجاه هذه القضية” مخاوف إرهابية بشأن الجهاديين البريطانيين المقاتلين في سوريا”.
ووفقا لتقديرات الشرطة البريطانية فإن ما يتراوح من بين 70 إلى 100 بريطاني يقاتلون في صفوف جبهة النصرة، أكثر جماعات تنظيم القاعدة تشددا، فيما تبرز مخاوف من أن تصدر أوامر بالنسبة لبعضهم للعودة إلى بريطانيا لتنفيذ “هجمات ارهابية”.
جبهة النصرة في سوريا
وتتنوع الاصول العرقية لهؤلاء الجهاديين فبعضهم ينحدر من أصول آسيوية، تحول إلى الإسلام، والبعض الآخر من أصول شمال إفريقية.
كما أن البعض يقاتل للمرة الأولى في حياته، فيما البعض الآخر شارك في صراعات سابقة.
وقامت الشرطة البريطانية، بعدد من الاعتقالات، في أنحاء البلاد، في اطار التحقيقات التي تجريها بشأن شبكات تجنيد وتنظيم الجهاديين للسفر إلى سوريا.
ويصف تشالز فار مدير مكتب الحكومة للأمن ومكافحة الإرهاب الوضع في سوريا بأنه” تحدي خاص لنا”، موضحا أن الأجهزة الأمنية تراقب “عن كثب” جهود جبهة النصرة لتوسيع أنشطتها خارج سوريا.
زعيم المعارضة السورية: رفض المساعدة بصواريخ باتريوت يفيد الأسد
الدوحة (رويترز) – قال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب يوم الاربعاء إن رفض القوى العالمية الاطلسي دعوته لدعم المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال البلاد باستخدام صواريخ باتريوت يبعث برسالة للرئيس بشار الاسد مفادها أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له.
وأضاف في مقابلة مع رويترز أنه لن يعدل عن استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض لكنه سيواصل ممارسة مهام منصبه في الوقت الحالي.
وقال حلف شمال الاطلسي أمس انه لا يعتزم التدخل عسكريا في سوريا بعدما قال الخطيب انه طلب من الولايات المتحدة استخدام صواريخ باتريوت لحماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من القوات الجوية التابعة للأسد.
وقال الخطيب انه فوجئ يوم الثلاثاء بتعليق البيت الأبيض الذي جاء فيه أنه لا يمكن زيادة مدى صواريخ باتريوت لحماية الشعب السوري.
وأضاف أنه يخشى أن تكون هذه رسالة إلى النظام السوري ليفعل ما يحلو له.
ولدى سؤاله عن استقالته من رئاسة الائتلاف قال إنه قدم استقالته ولم يسحبها لكنه سيواصل مهام منصبه لحين اجتماع اللجنة العامة.
وكان الخطيب قد صرح بأن الدافع وراء استقالته هو عزوف الغرب عن زيادة الدعم للمعارضة.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
سوريا تعبر عن غضبها من قطر بعد منح المعارضة مقعدها في الجامعة العربية
بيروت (رويترز) – عبرت سوريا عن غضبها من قطر وجامعة الدول العربية يوم الأربعاء بعد أن منحت الجامعة مقعدها في القمة العربية بالدوحة لائتلاف معارض يحاول الإطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء “من جانب امير مشيخة قطر اكبر بنك لدعم الإرهاب في المنطقة بدأ رئاسته للجامعة التي اختطفها بالنفط والمال الحرام ليضاف هذا الانتهاك الى عشرات الانتهاكات المرتكبة من مشيخته بحق الجامعة.”
وأضافت أن الجامعة قوضت قيمها من اجل المصالح الخليجية والغربية حين منحت مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الثلاثاء.
وقالت الوكالة إن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ارتكب انتهاكا صارخا لميثاق الجامعة بعد أن دعا افراد “ائتلاف الدوحة” لشغل مقعد سوريا في الجامعة في إشارة الى المعارضة.
ومولت قطر مجموعات سياسية معارضة ويعتقد أنها تزود مقاتلي المعارضة في سوريا بالمال والأسلحة.
وكثيرا ما اتهم الاسد معارضيه بأنهم “إرهابيون” تمولهم دول خليجية وقوى أجنبية أخرى. وبدات انتفاضة شعبية ضد حكم الأسد قبل عامين باحتجاجات سلمية ولكن تحولت إلى صراع أسفر عن سقوط أكثر من 70 ألف قتيل.
والدول العربية مثلها مثل القوى العالمية منقسمة بشأن الصراع في سوريا إذ يحجم العراق ولبنان والجزائر عن اتخاذ أي اجراء ضد حكم الاسد.
أما السعودية وقطر وبعض الدول الأخرى تدعم مقاتلي المعارضة في سوريا.
وإيران التي أرسلت مستشارين وأموالا وسلاحا لمساعدة الأسد على البقاء في السلطة انتقدت الجامعة العربية بعد أن سمحت لخصم الأسد بشغل مقعد سوريا في القمة العربية واصفة ذلك “بالسلوك الخطير”.
وتعتبر إيران الأسد عامود “محور المقاومة” ضد إسرائيل وحصنا ضد المتشددين السنة في سوريا الطريق الرئيسي لمرور امدادات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله اللبناني الشيعي.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)