أحداث الأربعاء 03 شباط 2016
مفاوضات جنيف تصطدم بمطالب
لندن، جنيف، عمّان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تعثّرت محادثات السلام غير المباشرة بين النظام السوري والمعارضة وسط مطالب تعجيزية، بعد يوم واحد من إعلان الأمم المتحدة إطلاقها رسمياً في جنيف، إذ أعلن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري أن دمشق «لن تقبل بأي شروط مسبقة من أحد»، مناقضاً إعلان الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا عن انطلاق المحادثات، قائلاً: «ما زلنا في المرحلة التحضيرية للمحادثات غير المباشرة… وطلبنا من دي ميستورا أن يوافينا بأسماء المشاركين» من جانب المعارضة وتقديم «جدول الأعمال». وترافق تمسك النظام بموقفه مع تمسك مماثل للمعارضة بموقفها، إذ ظلّت ترفض حتى المساء قبول بدء التفاوض مع النظام ما لم يكف عن قصف المدنيين ويرفع الحصار عن بلدات محاصرة ويطلق سجناء.
وعشية مؤتمر المانحين في لندن الخميس والمخصص لمساعدة السوريين النازحين داخل بلدهم وفي دول الجوار، صدر موقف لافت للعاهل الأردني عبدالله الثاني الذي حذّر من أن شعبه «بلغ درجة الغليان» نتيجة المعاناة التي تسبب بها نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وطالب، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، المجتمع الدولي بتوفير المزيد من العون إذا كان يتوقع أن يستمر الأردن في استقبال اللاجئين، محذّراً من أن «السد سينهار عاجلاً أو آجلاً على ما أعتقد». وتقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى 9 بلايين دولار لمساعدة السوريين هذه السنة.
ميدانياً، نجحت القوات الحكومية، بالتعاون مع ميليشيات يُشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وتحت غطاء قصف جوي متواصل، في متابعة اندفاعتها التي بدأتها قبل أيام في ريف حلب الشمالي، وسيطرت على قرى جديدة ما يجعلها على مسافة تقل عن ثلاثة كيلومترات فقط من بلدتي نبّل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون شيعة وتحاصرهما فصائل المعارضة منذ أكثر من سنتين. ويُشكّل هذا التقدّم انتكاسة للمعارضة التي كانت تستعد منذ فترة لصد هجوم النظام، كما أنه يُهدد بحصار مدينة حلب وقطع خطوط رئيسية للإمداد بينها وبين ريفها الشمالي قرب الحدود مع تركيا.
وفي جنيف (أ ف ب، رويترز)، أعلنت فرح الأتاسي العضو في وفد المعارضة، أن المعارضين لن يجتمعوا مع دي ميستورا الثلثاء، بعكس ما كان يأمل الأخير بعدما اجتمع ظهراً بالوفد الحكومي. وقالت الأتاسي: «لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا. قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها. لا نريد إعادة الكلام نفسه». وقالت بسمة قضماني، وهي عضو آخر في وفد المعارضة، إن المعارضين سيعطون دي ميستورا «يوماً إضافياً» لتحقيق مطالبهم، مضيفة: «نبحث عن أي إشارة تتيح لنا القول للمشككين إن هناك بادرة أمل. لقد تناقشنا طويلاً قبل القدوم إلى جنيف، لكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنعطي كامل الحق للذين يقولون: العالم يسخر منا، وسنعود للقتال».
وأكدت ناطقة باسم الأمم المتحدة أن الاجتماع مع المعارضة الذي كان مقرراً عصر الثلثاء أُلغي بالفعل. وتصر المعارضة على تحقيق مطالب في المجال الإنساني حددها الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط بأنها ثلاثة: «رفع الحصار عن بلدات، والإفراج عن معتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام».
وبعد ساعات على انتهاء لقاء دي ميستورا الإثنين مع وفد المعارضة، أعلنت الأمم المتحدة أن دمشق وافقت مبدئياً على إرسال قوافل إنسانية إلى مضايا المحاصرة قرب دمشق. إلا أن المعارضة اعتبرت الخطوة غير كافية.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية بعد جولة محادثات جديدة مع دي ميستورا أمس إن المفاوضات لا تزال في مرحلة تحضيرية وإنه في انتظار أن يقدم له وسيط الأمم المتحدة «قائمة بوفد التفاوض» الذي يمثل المعارضة. وكان دي ميستورا أعلن الإثنين بدء محادثات السلام رسمياً، لكن الجعفري رد الثلثاء بالقول إن دي ميستورا أدرك الآن أن الظروف غير ملائمة للمحادثات غير المباشرة التي سيجريها مع وفدي الحكومة والمعارضة في غرفتين منفصلتين. وأضاف للصحافيين بعد اجتماع مع دي ميستورا دام ساعتين ونصف الساعة، أن الإجراءات الشكلية ليست جاهزة بعد، وأن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسمياً. وأضاف أن الإعداد للانطلاق الرسمي للمحادثات غير المباشرة يتطلب أن يكون هناك وفدان لكن لم يتم وضع اللمسات النهائية على وفد المعارضة.
وقال مصدر في الأمم المتحدة إن دي ميستورا وعد بتقديم قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة بحلول اليوم الأربعاء.
رياض حجاب يصل إلى جنيف اليوم
جنيف – أ ف ب
يصل رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن المعارضة السورية رياض حجاب، اليوم (الأربعاء) إلى جنيف للانضمام إلى محادثات السلام غير المباشرة الجارية برعاية الأمم المتحدة.
وقال ناطق باسم الهيئة، إنه «من المتوقع أن يشكل مجيء رياض حجاب دفعة ديبلوماسية للمحادثات المتعثرة، والهادفة إلى وقف النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سورية».
وقال ديبلوماسي غربي، إنه «مع مجيء حجاب، ستتعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة»، مضيفاً أنها «عملية معقدة جداً تتطلب تواصل أطراف الحوار جميعها باستمرار».
وتعتبر الهيئة العليا للمفاوضات التي أرسلت إلى جنيف 35 إلى 40 موفداً، ائتلاف يمثل الأطياف السياسية والعسكرية للمعارضة السورية.
وألغت الهيئة أمس لقاء كان مقرراً مع موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ولم تتخذ قراراً بعد حول استئناف المحادثات اليوم.
ومن جهته، قال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري في محادثات السلام في جنيف اليوم، إن «مرحلة المحادثات التحضيرية ستستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع»، مضيفاً أنه «يبدو أن المرحلة الأولى ستستغرق وقتاً أطول من المتوقع، ولا يعلم الوفد الحكومي متى ستنتهي». وتابع أن «الوفد لا يعلم من سيكون محاوروه أو عدد الوفود التي سيقابلها، أو جدول الأعمال أو الأسماء الكاملة للمشاركين»، مضيفاً أن «المعلومات المأخوذة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا تبين أن الكثيرين لم يصلوا بعد».
لافروف: لن نوقف غاراتنا في سورية قبل هزيمة «الإرهابيين»
موسكو – رويترز، أ ف ب
أعلنت روسيا، اليوم (الأربعاء)، أنها لن توقف تدخلها العسكري في سورية قبل أن «تهزم فعلياً التنظيمات الإرهابية»، رافضة مطالب بوقف الضربات الجوية تزامناً مع محادثات السلام الهشة في جنيف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة إلى مسقط، إن «الضربات الجوية الروسية لن تتوقف إلى أن نهزم التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة في شكل حقيقي، ولا أرى سبباً لوقف هذه الضربات الجوية».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح أمس بأنه «ينبغي على روسيا وقف قصف قوات المعارضة، لا سيما بعد بدء محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة».
واعتبر لافروف أنه من الصعب فرض وقف لإطلاق النار، ما لم يجر تأمين الحدود بين سورية وتركيا لمنع التهريب وحركة المقاتلين.
وأضاف: «في ما يتعلق بوقف إطلاق النار لدينا أفكار عملية، وتحدثنا مع الأميركيين الذين يرأسون مجموعة دعم سورية، ونتطلع إلى مناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع المقبل» المقرر في العاصمة الألمانية (ميونيخ) في 11 من الشهر الجاري.
وتقول موسكو، إنها تستهدف مواقع «الإرهابيين» في سورية، لكن تتهمها المعارضة ودول غربية باستهداف بعض «الفصائل المعتدلة» المقاتلة ضد النظام، وبقتل كثير من المدنيين.
ومهدت الضربات الروسية التي بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) الطريق أمام الجيش السوري لاستعادة المبادرة على الأرض والتقدم في مناطق عدة.
وأشار لافروف إلى أن «عقد الآمال على شروط صيغت في هيئة مهل وإنذارات يمكنها حل المشكلات، يشكل سياسة قصيرة النظر ولا تؤدي الى شيء».
وتطالب «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة من تجمع موسع للمعارضة السورية، والتي تشارك في مفاوضات جنيف بوقف أعمال القصف على مناطق سيطرتها، وتؤكد أنها لن تشارك في مفاوضات مع النظام ما لم تتم الاستجابة إلى مطالبها.
واعتبر لافروف أن «أشخاصاً متقلبون داخل المعارضة، بدأوا يطرحون مطالب لا علاقة لها بالمبادئ» التي يفترض ان تحكم مفاوضات السلام.
وطرح وزير الخارجية الروسي تساؤلات حول «الأهداف الحقيقية» للتحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية. وقال إن «شركاءنا يواصلون التهرب من الحوار البراغماتي الذي نقترحه منذ البداية، هذا مثير للشكوك ويطرح تساؤلات حول أهدافهم الحقيقة».
وبدأت المفاوضات في جنيف بضغط دولي، ولا سيما روسيا والولايات المتحدة، من أجل إيجاد حل لنزاع مستمر منذ خمس سنوات أوقع أكثر من 260 ألف قتيل. ويسعى موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى إنقاذ محادثات السلام حول سورية في جنيف وسط تشنج مواقف الطرفين.
من جهة ثانية، أعرب لافروف عن استعداد بلاده للاجتماع مع الأعضاء الرئيسيين في «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك).
وأوضح أن موسكو ترى أنه «من المهم إدراك ما يجري في الأسواق التي تتأثر بعوامل كثيرة، ومن المستبعد أن تنجح الآليات القديمة، أعتقد أننا جميعاً ندرك ذلك».
بريطانيا: روسيا تحاول إقامة دويلة للأسد في سورية
موسكو – رويترز
قالت بريطانيا اليوم (الثلثاء) إن روسيا ربما تحاول اقتطاع دويلة علوية في سورية لحليفها الرئيس بشار الأسد من خلال قصف معارضيه بدلاً من قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وتبادلت روسيا وبريطانيا الانتقادات اللاذعة بعدما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه يعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء “داعش”.
ورفض هاموند الانتقادات الروسية بأنه ينشر “معلومات خاطئة وخطيرة”، قائلاً إن هناك حدوداً للمدة التي يمكن أن تلعب فيها روسيا دور الداعم لعملية السلام بينما تقصف معارضي الأسد الذين يأمل الغرب في أن يتمكنوا من بناء سورية جديدة فور رحيل الأسد.
وقال هاموند للصحفيين في روما: “هل روسيا ملتزمة حقاً بعملية سلام أم أنها تستخدم عملية السلام كورقة توت تخفي وراءها محاولة لتقديم نصر عسكري من نوع ما للأسد يتمثل في إقامة دويلة علوية في شمال غربي سورية؟”، في إشارة إلى الطائفة العلوية الشيعية التي تمثل الأقلية في سورية.
وأجاب هاموند رداً على سؤال حول إذا كان يعتقد أن روسيا مدانة بجرائم حرب في سورية: “الأمر في ظاهره، ويتعين عليكم التحقيق في هذه الأمور بصورة متمعنة للغاية، ثمة قصف متواصل ومن دون تمييز لمناطق مدنية. الأمر يمثل في ظاهره خرقا للقانون الإنساني الدولي”.
وكانت وكالة “إنترفاكس” الروسية قالت، نقلاً عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اليوم (الثلثاء)، إن موسكو مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة للتوصل لوقف لإطلاق النار في سورية، وإنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق سلام من دون مشاركة الأكراد في المحادثات.
وأضاف أنه لم يتحقق تقدم كبير في إعداد “قوائم بالارهابيين” التي تعد تمهيداً لتحديد المشاركين في محادثات السلام السورية.
لافروف: «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» جماعتان إرهابيتان
أبوظبي – شفيق الأسدي
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلثاء إن روسيا وافقت على مشاركة جماعتي «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» في المحادثات السورية في جنيف على أساس منفرد ولكن هذا لا يعني أنهما جماعتان «شرعيتان».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقد في أبوظبي أمس اثر اختتام محاثاته مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، انه تم الاتفاق على أن تحضر الجماعتان إلى جنيف على أساس منفرد، مؤكداً أن ذلك «لا يعني اعترافاً بجيش الإسلام وأحرار الشام باعتبارهما شريكين شرعيين في المفاوضات». وتابع: «هذا هو موقفنا وهذا هو موقف العديد من الأطراف في مجموعة الدعم التي تعتبر هاتين الجماعتين ارهابيتين».
وقال لافروف «إن السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف التي تساندها روسيا بالكامل»، مؤكداً أن موسكو ستقدم كل الدعم لهذه العملية «في حين أن بعض الأطراف يحاول فرض تغيير السلطة في سورية» من خلال التركيز على أن بيان جنيف للعام 2012 يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية، في حين أن المهم في البيان، وفق ما قال، هو الحوار السوري – السوري واتفاق السوريين أنفسهم على أي حل لأزمة بلدهم.
ودعا إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لتحسين الوضع الإنساني في سورية، مؤكداً ضرورة أن يتعامل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «مع كل الأطراف في شكل متوازن»، ووصف موقف الحكومة السورية بأنه بناء.
وأوضح لافروف أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية «مهمة للغاية»، وعبّر عن أمل موسكو بتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف. وأوضح أن «عملية تشكيل وفدين للمعارضة أحدهما على أساس قائمة الرياض والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرة وموسكو وغيرهما من العواصم لم تكتمل بعد بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام المقبلة»، مؤكداً أن الدول التي تدعم التسوية السورية لن تتدخل في القرارات السورية بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في مفاوضات جنيف.
وأكد لافروف أن روسيا ستواصل مع دولة الإمارات بحث الأوضاع في ليبيا واليمن وباكستان «لمنع تمدد الإرهاب».
ودعا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته. وقال: «كانت هناك فرصة لمعالجة الوضع السوري في بداية الأحداث إلا أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيداً وصعوبة وازداد عدد الضحايا السوريين».
وعلى صعيد أزمة النفط العالمية، قال لافروف في المؤتمر الصحافي إن روسيا منفتحة على مزيد من التعاون في سوق النفط مع الدول من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها، مؤكداً وجود مصلحة مشتركة في تحقيق استقرار أسعار النفط.
والتقى لافروف خلال زيارته ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبحث معه العلاقات بين دولة الإمارات وروسيا.
ميدان حلب يمتد إلى جنيف النظام على مشارف نبل والزهراء
جنيف – موسى عاصي
“جنيف 3” في حال الشلل، ان لم تتحرك الراعيتان روسيا والولايات المتحدة، وعبرهما الدول المؤثرة وصولاً الى دمشق، فإن مصير هذا المؤتمر لن يكون أفضل من الذي سبقه قبل سنتين.
وامس كان حافلاً بالانقلابات على المسعى الاممي، وكان لأخبار الميدان الآتية من الشمال السوري والتقدم العسكري الذي أحرزته قوات النظام المدعومة بالغطاء الجوي الروسي الوقع الأكبر على المجريات، فأضافت المعارضة الآتية من الرياض سبباً اضافياً لرفضها الدخول في حوار جدي قبل تحقيق الشروط.
وفي بيان لها نددت المعارضة السورية بالحملة العسكرية التي تقوم بها “الحكومة السورية وروسيا” على حلب وحمص ورأت أنها تهدد العملية السياسية.
وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا من ان هذا المؤتمر هو آخر “أمل لسوريا وأن الفشل التام محتمل دوماً لكننا سنعمل لعدم حصوله”. وصرّح لقناة تي اس آر” السويسرية للتلفزيون بأنه “اذا فشلت هذه المحادثات بعدما حاولنا مرتين في مؤتمرات جنيف فلن يكون هناك أمل آخر بالنسبة الى سوريا وعلينا قطعاً محاولة ضمان عدم فشلها”.
ورفض وفد الهيئة العليا للمفاوضات دخول مقر الامم المتحدة في الموعد المحدد للجلسة الثانية في الخامسة عصر امس، معللاً ذلك “بعدم جدية” النظام في الحوار ورفضه “تطبيق البندين 12 و13 من القرار الدولي 2254”. وفضل الناطقون باسم الوفود الثلاثة، سالم المسلط ومنذر ماخوس ورياض نعسان آغا، البقاء خارج اسوار الامم المتحدة، ومن هناك اعلنوا ان الوفد يدرس فرضيات عدة منها المقاطعة، لكنهم حاذروا الوصول في تصريحاتهم الى نقطة اللاعودة ورفضوا التعليق على الاخبار التي تقول إن الوفد قد يغادر جنيف غداً اذا لم يحرز أي تقدم في الملفات الانسانية.
ولم تلحظ حتى الآن أي ترجمة للقاءات التي حصلت خلال اليومين الأخيرين بين الروس والاميركيين على المسار التفاوضي سوى ما يتعلق بالوفد العلماني المعارض، الذي يبدو ان أزمة استبعاده عن قاعات التفاوض بدأت تجد طريقها الى الحل. ونقل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف السيناريو الذي تم التوافق عليه مع الجانب الاميركي الى الثلاثي: هيثم مناع وقدري جميل ورندة قسيس، وابلغهم انهم سيشاركون بوفد من 15 شخصاً من دون تمثيل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. ومساء انتقل غاتيلوف الى مقر الامم المتحدة ليبلغ المبعوث الدولي ما تم الاتفاق عليه مع الاميركيين وأن لائحة هذا الوفد ستجهز اعتباراً من قبل ظهر اليوم وعليه فإن اللقاء الاول بين هذه المجموعة والمبعوث الدولي قد يحصل اليوم.
لكن هذا الفريق الذي لا يملك الكثير من الوزن على الارض، وخصوصاً بعد خروج الاكراد من حلبة المحادثات، لم يتمكن من تنظيم نفسه، وبقي أسير خلافات على عدد المقاعد، بين مناع الذي يطالب تسعة من اصل 15 والثنائي قسيس وجميل الذي يرضى بالتوزيع الروسي (6 لمجلس سوريا الديموقراطية و9 لمنتدى موسكو ومعارضة الداخل ولقاء الاستانة الذي تترأسه قسيس)، وهدد مناع مجدداً بعدم المشاركة في هذا الحوار، رافضاً “الاملاءات الخارجية” في اشارة الى الدور الروسي.
ولم يمر التشبيه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهتلر الذي أطلقه الناطق باسم وفد الهيئة العليا للمعارضة سالم المسلط مرور الكرام لدى الجانب الروسي الذي كان يناقش قبل ساعات مبادرة اميركية للقاء بين الروس وافراد من وفد المعارضة. وعلم أن الوفد الروسي الموجود في سويسرا قد عبر صراحة وامام عدد من الصحافيين عن غضبه لهذا التشبيه، مما قد يفسر الاندفاع الروسي لتهييئة الارضية لفريق التفاوض الثاني عن المعارضة واشراكه مباشرة كطرف متساوٍ مع فريق الرياض.
الى ذلك (الوكالات) نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة للأنباء عن غاتيلوف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة للتوصل الى وقف النار في سوريا وأنه سيكون من الصعب التوصل الى اتفاق سلام من دون مشاركة الأكراد في المحادثات. وأضاف أنه لم يتحقق تقدم كبير في إعداد “قوائم بالارهابيين” التي تعد تمهيدا لتحديد المشاركين في محادثات السلام السورية.
معركة فاصلة
ميدانياً، بدأ الهجوم شمال حلب في الأيام الاخيرة، وهو الهجوم الكبير الاول للقوات الحكومية في المنطقة منذ بدء الغارات الجوية الروسية في 30 أيلول.
والمنطقة مهمة بالنسبة الى الطرفين. فهي تحمي طريق امدادات للمعارضين من تركيا إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها المعارضة وتقع بين أجزاء تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب وبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لدمشق.
وقال قيادي في “الجبهة الشامية” المعارضة عرف عن نفسه بأبو ياسين: “الطيران الروسي تحول لضرب المقار وقطع طرق الإمداد… طرق الإمداد لم تنقطع ولكن هناك قصف شديد وعنيف علينا من الطيران”. وأوضح أن الطيران الروسي يعمل “ليلا ونهارا” منذ ثلاثة أيام وكرر مطلب المعارضة بضرورة الحصول على صواريخ مضادة للطائرات للتصدي للهجوم. وأضاف :”إذا لم يتم الدعم يمكن النظام أن يحاصر مدينة حلب ويقطع الطريق إلى الشمال السوري”.
وتتلقى “الجبهة الشامية” دعماً عسكرياً من دول معارضة للرئيس بشار الاسد عبر تركيا.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن القوات المتقدمة سيطرت على قرية حردتنين على مسافة عشرة كيلومترات شمال غرب حلب لتدعم مكاسب حققتها الاثنين. وأكدت وسائل الإعلام السورية هذا التقدم.
وقال قائد “الوحدة 13” من “الجيش السوري الحر” أحمد السعود: “ارسلنا قواعد (صواريخ) التاو وأرسلنا كل شيء إلى هناك. أضفنا مقاتلين جدداً اليوم صباحاً …وارسلنا معدات ثقيلة إلى هناك. على ما يبدو ستكون معركة فاصلة بإذن الله”.
ادخال مساعدات
في غضون ذلك، ادخل الهلال الاحمر العربي السوري مساعدات انسانية دولية الى بلدة التل في ريف دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها قوات النظام منذ خمسة أشهر.
وتحدث الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كريسيك عن دخول 14 شاحنة محملة بمساعدات للجنة بمواكبة الهلال الاحمر العربي السوري بلدة التل في شمال دمشق. وتشمل المساعدات 25 طناً من المواد غذائية لنحو 3500 عائلة.
وتسيطر على التل فصائل اسلامية مقاتلة متحالفة مع “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، وتحاصرها قوات النظام منذ خمسة أشهر. وأكد المرصد السوري دخول المساعدات الى التل.
وصرّح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في حديث مع “رويترز” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوض الجهود الدولية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا بقصف خصوم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سعيه الى تعزيز وضع الأسد واقتطاع دويلة للعلويين في سوريا. وقال :”يقول الروس دعنا نتحدث ثم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون. المشكلة مع الروس أنهم بينما يتحدثون يقصفون ويدعمون الأسد”.
وردت وزارة الخارجية الروسية بأن هاموند ينشر “معلومات خاطئة خطيرة”، في حين قال الكرملين إن تصريحاته لا يمكن أخذها على محمل الجد.
الجيش السوري على مسافة 3 كيلومترات من نبّل والزهراء المقاتلات الروسية تمهّد للتقدّم في حلب بأعنف غارات منذ 4 أشهر
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تحت غطاء جوي روسي، واصلت قوات النظام السوري أمس تقدمها في محافظة حلب بشمال سوريا وباتت على مسافة ثلاثة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء اللتين تحاصرهما الفصائل المقاتلة المعارضة.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان هذا التقدم يترافق مع تعرض منطقة ريف حلب الشمالي لغارات جوية روسية هي الأعنف، منذ بدء موسكو حملتها الجوية في سوريا في 30 أيلول.
وقال ضابط سوري برتبة عقيد: “باتت وحدات الجيش تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن بلدتي نبل والزهراء تمهيدا لفك الحصار عنهما”. وأوضح ان هذا التقدم سيسمح “بقطع طريق الامداد الوحيد المتبقي للمسلحين نحو مدينة حلب”، التي تشهد معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ صيف 2012.
واستناداً الى المصدر “جاء تقدم الجيش بعد شن غارات جوية سورية – روسية مشتركة”.
وتحاصر الفصائل المقاتلة بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي منذ عام 2013 وفشلت محاولات سابقة لقوات النظام لفك الحصار عنهما.
وقال المرصد ان هناك “أكثر من خمسة آلاف مقاتل موالين لقوات النظام” في نبل والزهراء، وقد “تلقوا تدريبات على أيدي حزب الله اللبناني”.
وبدأت قوات النظام الاثنين هجوماً في ريف حلب الشمالي بدعم جوي روسي، في محاولة لتضييق الخناق على مقاتلي الفصائل وقطع طرق امدادهم الى مدينة حلب. وتمكنت أمس من السيطرة على بلدة حردتنين والتقدم في اتجاه نبل والزهراء، غداة سيطرتها على قريتي تل جبين الاستراتيجية ودوير الزيتون.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي تعيد الامن والاستقرار الى قرية حردتنين في ريف حلب الشمالي اضافة إلى فرض السيطرة النارية على قرية رتيان الواقعة إلى الجنوب منها”.
وكان المرصد قال في وقت سابق إن التقدم في ريف حلب الشمالي حصل بعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها الاسلامية و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وبدعم جوي روسي.
وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “شنت الطائرات الروسية منذ فجر أمس أكثر من 270 غارة استهدفت البقعة الجغرافية الممتدة من كفرة حمرة (جنوب الزهراء) وصولاً الى معرسة خان في ريف حلب الشمالي”. وأضاف: “هذا القصف هو الأعنف الذي تشهده المنطقة منذ بدء موسكو حملتها الجوية” قبل أربعة اشهر.
وأعلن المرصد ان القصف الروسي للمنطقة تسبب الثلثاء وخصوصاً في بلدة عندان، بمقتل 18 مدنياً على الاقل، بينهم خمس نساء وثلاثة اطفال ومسعفان من الهلال الاحمر العربي السوري.
واسفرت الاشتباكات منذ صباح الاثنين عن مقتل نحو 20 رجلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما قتل أكثر من 35 من مقاتلي الفصائل.
وفشلت في شباط 2015 عملية عسكرية قام بها الجيش السوري في ريف حلب الشمالي وكان هدفها قطع طرق امداد الفصائل المقاتلة وفك الحصار عن نبل والزهراء. واستعادت الفصائل في حينه مجمل المناطق التي تقدم فيها الجيش.
في غضون ذلك، نددت السلطات السورية بما وصفته بـ”الانتهاكات التركية” لسيادة أراضيها بقصفها بالمدفعية منطقة حدودية في ريف اللاذقية الشمالي في غرب البلاد.
ونقلت “سانا” عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية ان “السلطات التركية قامت اليوم (أمس) بإطلاق النار من مدفعية الجيش التركي باتجاه جبل عطيرة في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية مما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المدنيين”. وقال إن الحكومة السورية “تعتبر هذا الفعل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجريمة بحق المواطنين السوريين المدنيين” وتطالب “الحكومة التركية بالكف عن هذه الانتهاكات للسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية واحترام قواعد القانون الدولي”. وأشار إلى ان الحكومة السورية “تحتفظ بحقها في اتباع جميع الوسائل المتاحة للرد على هذه الجريمة النكراء”.
ولم تصدر السلطات التركية أي تعليق او رد رسمي في هذا الموضوع.
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف تحدث الاثنين عن شريط فيديو يظهر “مدفعية متمركزة على الحدود من الجهة التركية وهي تطلق النار في اتجاه بلدات سورية قريبة من الحدود”.
تركيا تستقبل سبعة آلاف سوري من ريف اللاذقية خلال خمسة أيام
هطاي- الأناضول: استقبلت تركيا قرابة سبعة آلاف لاجئ سوري خلال خمسة أيام جراء القصف الذي يتعرض له جبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا من قبل قوات النظام وروسيا.
ووفقاً لمعلومات حصل عليها مراسل الأناضول، فإن عائلات تركمانية وعربية تواصل منذ 5 أيام دخولها قضاء “يايلاداغي” بولاية هطاي جنوبي تركيا، مشيرةً إلى نقل قرابة 900 لاجئ إلى مخيم “غوفاجي” المنشأ من قبل إدارة الطوارئ والكوارث التركية “آفاد”، قرب الحدود مع سوريا في هطاي، بعد إتمام إجراءات تسجيلهم.
ولفت المراسل إلى أن قسما آخر من اللاجئين فضّل الذهاب إلى مناطق مختلفة بالقضاء وإلى أقاربهم، فيما تم إرسال قرابة ألف و500 شخص إلى المخيم المقام بقضاء “سوروج” في ولاية شانلي أورفه.
ومع إيقاف عمليات استقبال اللاجئين اليوم، تتواصل أعمال إقامة خيم في مخيم “غوفاجي”.
جدير بالذكر، أن روسيا كثفت قصفها منذ اليوم الأول لانطلاق عملياتها في سوريا، في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، على مواقع المعارضة السورية المعتدلة، ومناطق يسكنها المدنيون في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان)، بريف اللاذقية الشمالي، من خلال غاراتها الجوية والقصف من بوارجها الحربية المتمركزة في البحر المتوسط، بذريعة مكافحة “داعش
الأمم المتحدة تسعى جاهدة للإبقاء على محادثات السلام السورية
جنيف – (رويترز) – تسعى الأمم المتحدة جاهدة للإبقاء على محادثات السلام السورية في حين تحاول دمشق فرض مكاسبها على المعارضين وقالت روسيا حليفتها إن غاراتها الجوية ستستمر إلى أن يهزم “الإرهابيون”.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا البدء الرسمي لمحادثات السلام السورية يوم الاثنين في أول محاولة منذ عامين لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وتسببت في أزمة لاجئين في المنطقة وفي أوروبا وأعطت نفوذا لتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن ممثلي كل من المعارضة والحكومة يقولون منذ ذلك الحين إن المحادثات لم تبدأ فعليا في حين استمر القتال على الأرض بلا هوادة.
وأقر دي ميستورا بأن انهيار محادثات جنيف أمر وارد دائما.
وقال لتلفزيون آر.تي.إس السويسري “إذا حدث إخفاق هذه المرة بعد محاولتين سابقتين في جنيف فلن يكون هناك أي أمل لسوريا. يجب أن نحاول بكل ما في الكلمة من معنى ضمان عدم حدوث إخفاق.”
وألغت المعارضة اجتماعا مع دي ميستورا بعد ظهر الثلاثاء وأصدرت بيانا نددت فيه بتسريع حملة القصف العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية وروسيا على حلب وحمص وقالت إنها تهدد العملية السياسية.
ووصفت المعارضة الهجوم على شمال حلب بأنه الأشد حتى الآن. وقال أحد قادة المعارضة إن قوات الحكومة والفصائل المتحالفة معها يمكن أن تحاصر تماما المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب المقسمة وناشد الدول التي تدعم المعارضة إرسال المزيد من الأسلحة.
وقال دبلوماسي غربي بارز “كيف تقبل الدخول في مفاوضات وأنت تحت ضغط عسكري غير مسبوق. روسيا والنظام يريدان إخراج المعارضة من جنيف لتتحمل هي مسؤولية الفشل.”
ورغم مطالبة الولايات المتحدة وحلفائها موسكو بوقف القصف خلال المحادثات قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لا تعتزم إنهاء حملتها.
وقال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة العمانية مسقط “الضربات الروسية لن تتوقف إلى أن نهزم فعليا التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة. لا أرى سببا لوقف هذه الضربات الجوية.”
قال دبلوماسيون وأعضاء في المعارضة إنهم فوجئوا كذلك عندما دعا دي ميستورا إلى بذل جهود فورية لبدء مفاوضات على وقف إطلاق النار على الرغم من عدم وجود محادثات رسمية وعدم اتخاذ الحكومة السورية أي بادرة تنم عن حسن النوايا.
وقالت المعارضة إنها لن تتفاوض ما لم توقف الحكومة قصف المناطق المدنية وترفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتطلق سراح المعتقلين.
وقال دي ميستورا لإذاعة (بي.بي.سي) الثلاثاء “درجة الثقة بين الطرفين تقارب الصفر.”
وأضاف “وقف إطلاق النار أمر ضروري بالنسبة لي. فهو في الواقع الاختبار الذي سيظهر أن المحادثات ناجحة.” وحث روسيا والولايات المتحدة على العمل مع قوى كبرى أخرى لتحقيق ذلك.
وقالت المعارضة إنها ستستأنف الاجتماعات مع دي ميستورا الأربعاء. ومن المقرر أن يصل رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض إلى جنيف اليوم. ويصف دبلوماسيون حجاب بأنه شخصية قادرة على توحيد المعارضة المتشرذمة.
وحث دي ميستورا يوم الاثنين مجموعة دعم سوريا التي تضم قوى كبرى منها من يساند الرئيس بشار الأسد ومنها من يعارضه على التعامل مع مسألة وقف إطلاق النار فورا. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة في ميونيخ يوم 11 فبراير شباط.
وقال نذير الحكيم أحد أعضاء وفد المعارضة إن أي وقف عام لإطلاق النار في ظل الظروف الراهنة لن يكون واقعيا.
وقال لافروف “فيما يتعلق بوقف إطلاق النار لدينا أفكار عملية وتحدثنا مع الأمريكيين الذين يرأسون مجموعة دعم سوريا ونتطلع لمناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع يوم 11 فبراير.”
والهجوم الذي بدأ شمالي حلب في الأيام القليلة الماضية هو أول هجوم كبير للقوات الحكومية في المنطقة منذ بدء الغارات الجوية الروسية يوم 30 سبتمبر أيلول.
والمنطقة مهمة بالنسبة للطرفين. فهي تحمي طريق إمدادات للمعارضين من تركيا إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها المعارضة وتقع بين أجزاء تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب وبين بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لدمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات مقاتلة روسية وسورية نفذت عشرات الغارات الجوية على بلدتي حيان وحريتان اللتين تسيطر عليهما المعارضة بشمال حلب اليوم الأربعاء.
وقال مصدر موال للحكومة في المنطقة إن الجيش وحلفاءه على بعد كيلومترين من نبل والزهراء اللتين تحاصرهما قوات المعارضة منذ نحو ثلاث سنوات.
وقال محمد علوش المفاوض المعارض البارز الذي يمثل جيش الشام وهو فصيل معارض كبير إنه غير متفائل نظرا لما يجري على الأرض. وأضاف أن رد جيش الشام سيأتي خلال يومين.
حكومة سوريا تقول إنها لا تعلم إلى متى ستستمر مرحلة المحادثات التحضيرية
جنيف – (رويترز) – قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف الأربعاء إن مرحلة المحادثات التحضيرية ستستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع.
وأضاف أنه يبدو أن المرحلة الأولى ستستغرق وقتا أطول من المتوقع ولا يعلم الوفد الحكومي متى ستنتهي.
وتابع أن الوفد لا يعلم من سيكون محاوروه أو عدد الوفود التي سيقابلها أو جدول الأعمال أو الأسماء الكاملة للمشاركين مضيفا أن المعلومات المأخوذة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا تبين أن الكثيرين لم يصلوا بعد.
كبير مفاوضي المعارضة: “واهم” من يريد منّا أن نذهب لحكومة وحدة مع النظام السوري
جنيف – الأناضول – قال محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة السورية في مباحثات جنيف، الأربعاء، من يريد من المعارضة، الذهاب إلى حكومة وحدة مع النظام فهو “واهم”.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين أدلى بها علوش أثناء خروجه من الفندق الذي يقيم به وفد المعارضة، وفيها أفاد أن “المشكلة ليست بينهم وبين دي مستورا(المبعوث الأممي إلى سوريا)، بل المشكلة بينهم وبين النظام”.
وتطالب المعارضة السورية بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تتسلم السلطة في البلاد من النظام السوري، في حين أن بعض الأطراف الدولية تدعم مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم النظام والمعارضة، وهو ما ترفضه الأخيرة.
وأشار إلى أن “مستقبل سوريا أمر يختاره الشعب”، وذلك في رد على سؤال وجه إليه حول رؤيته لمستقبل سوريا.
وحول دخول مساعدات إلى مدينة معضمية الشام بريف دمشق المحاصرة من قبل قوات النظام منذ أشهر، حسبما ذكرت تقارير إعلامية اليوم، أوضح أن “دخول المساعدات هي لإسكات الشعب السوري، وهي خطوة جيدة، ولكن لا تكفي، المشكلة ليست في المعضمية، بل في 22 مدينة محاصرة”، على حد قوله.
وعن الأوضاع الميدانية المتراجعة بالنسبة للمعارضة المسلحة على عدد من جبهات القتال مع قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي، أثناء التواجد في مفاوضات جنيف، وموقفه حيالها، أفاد أن “الرد سيأتي بعد يومين”، على حد تعبيره، ودون أن يذكر تفاصيل إضافية.
هذا ومن المتوقع أن يعقد المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا لقاء في وقت لاحق اليوم، مع وفد المعارضة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، فيما من المنتظر وصول منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إلى جنيف اليوم، بعد أن كان وصل رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجا في وقت سابق.
المعارضة السورية تلغي اجتماعا مع دي ميستورا احتجاجا على هجوم النظام على حلب
بريطانيا: روسيا ربما تستغل مفاوضات جنيف لاقتطاع دويلة علوية للأسد
جنيف ـ لندن ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: قالت بريطانيا أمس الثلاثاء إن روسيا ربما تحاول اقتطاع دويلة علوية في سوريا لحليفها الرئيس بشار الأسد من خلال قصف معارضيه بدلا من قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتبادلت روسيا وبريطانيا الانتقادات اللاذعة بعد أن قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لرويترز إنه يعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء «الدولة الإسلامية».
ورفض هاموند الانتقادات الروسية بأنه ينشر «معلومات خاطئة وخطيرة «قائلا إن هناك حدودا للمدة التي يمكن أن تلعب فيها روسيا دور الداعم لعملية السلام بينما تقصف معارضي الأسد الذين يأمل الغرب في أن يتمكنوا من بناء سوريا جديدة فور رحيل الأسد.
وقال هاموند للصحافيين في روما «هل روسيا ملتزمة حقا بعملية سلام أم انها تستخدم عملية السلام كورقة توت تخفي وراءها محاولة لتقديم نصر عسكري من نوع ما للأسد يتمثل في اقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا؟». وينتمي الأسد للطائفة العلوية التي تمثل الأقلية في سوريا.
وأجاب هاموند ردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان روسيا مدانة بجرائم حرب في سوريا «الأمر في ظاهره – ويتعين عليكم التحقيق في هذه الأمور بصورة متمعنة للغاية – ثمة قصف متواصل ودون تمييز لمناطق مدنية. الأمر يمثل في ظاهره خرقا للقانون الانساني الدولي.»
هذا وألغى وفد المعارضة السورية اجتماعا كان من المقرر عقده، أمس الثلاثاء، احتجاجا على هجوم قوات النظام على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب. وأعلنت فرح الأتاسي العضو في وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف، أن المعارضة لن تعقد اجتماعا مع الموفد الأممي ستافان دي ميستورا.
وردا على سؤال قالت الأتاسي في تصريح صحافي «لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا. قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها. لا نريد إعادة الكلام نفسه» مع موفد الأمم المتحدة.
وكان من المقرر ان يعقد دي ميستورا اجتماعا مع وفد المعارضة بعد ظهر أمس الثلاثاء، بعد أن اجتمع مع وفد النظام قبل الظهر.
وأكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن الاجتماع مع المعارضة الذي كان مقررا عصر الثلاثاء قد ألغي.
وتصر المعارضة على تحقيق مطالب في المجال الإنساني.وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية سالم المسلط الاثنين إنها ثلاثة «رفع الحصار عن بلدات، والإفراج عن معتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام».
واحتدمت المعارك بشكل عنيف الثلاثاء في محيط حلب في شمال سوريا، الأمر الذي وصفه عضو وفد المعارضة رياض نعسان آغا الثلاثاء بـ»التصعيد الجنوني لقوات النظام وإيران والطيران الروسي على حلب»، مضيفا «هناك قتل عشوائي يستهدف المدنيين والنظام يحاصر حلب».
وقالت عضو الوفد المعارض بسمة قضماني في الإطار نفسه إن قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي تشن هجمات في محافظة حلب «غير مسبوقة منذ بدء الثورة» في آذار/مارس 2011، قبل أن تتساءل «هل هذا الأمر مقبول من المجتمع الدولي؟».
وأضافت «نعتقد أن الوقت كان قصيرا لتمكين دي ميستورا من الحصول على شيء من الشركاء الدوليين ومن روسيا والنظام، لذلك سنعطيه يوما إضافيا» لتحقيق المطالب.
وختمت قائلة «نبحث عن أي إشارة تتيح لنا القول للمشككين إن هناك بادرة إمل. لقد تناقشنا طويلا قبل القدوم إلى جنيف، لكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنعطي كامل الحق للذين يقولون: العالم يسخر منا وسنعود للقتال».
من جانبه قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف، أمس الثلاثاء، إن المفاوضات لا تزال في مرحلة تحضيرية، وإنه في انتظار أن يقدم له ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا قائمة بوفد التفاوض الذي يمثل المعارضة.
وقال الجعفري للصحافيين بعد اجتماع مع دي ميستورا دام ساعتين ونصف الساعة، إن الإجراءات الشكلية ليست جاهزة بعد، وإن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسميا.
وأضاف أن الإعداد للانطلاق الرسمي للمحادثات غير المباشرة يتطلب أن يكون هناك وفدان لكن لم يتم وضع اللمسات النهائية على وفد المعارضة.
وقال مصدر في الأمم المتحدة إن دي ميستورا وعد بتقديم قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة بحلول يوم الأربعاء.
وقال الجعفري إنه لو كانت المعارضة تأبه حقا بأرواح السوريين لأدانت مقتل أكثر من 60 شخصا يوم الأحد في هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» في دمشق.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، إن روسيا وافقت على مشاركة جماعتي «جيش الإسلام» و»أحرار الشام» في محادثات سوريا في جنيف على أساس منفرد لكن هذا لا يعني أنهما جماعتان شرعيتان.
وأعلنت الأمم المتحدة بدء محادثات السلام رسميا في جنيف.وكانت موسكو الحليفة الرئيسية للرئيس السوري بشار الأسد قد اعترضت على مشاركة فصيلي «جيش الإسلام» و»أحرار الشام» في المحادثات.
لكن لافروف قال عبر مترجم في مؤتمر صحافي في أبوظبي إنه تم الاتفاق على أن تحضر الجماعتان على أساس منفرد.
وقال «لا يعني هذا اعترافا بجيش الإسلام وأحرار الشام باعتبارهما شريكين شرعيين في المفاوضات.»
وأضاف «هذا هو موقفنا وهذا هو موقف العديد من الأطراف في مجموعة الدعم، وهي تعتبر هاتين الجماعتين إرهابيتين.»
ضباط روس يتسلمون قيادة المنطقة الشرقية المحاذية لتركيا في سوريا
اسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من عبد الله العمري: في قرار وصفته مصادر محلية بـ «المستعجل» أوعزت قيادات ميدانية روسية في محافظة الحسكة السورية، بإرسال تعزيزات تقدر بحوالى 400 مقاتل إلى محافظة دير الزور لدعم القوات النظامية التي تعرضت لخسائر كبيرة خلال أسبوعين من الاشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في مركز المدينة ومحيطها.
وأكد ناشط إعلامي، قال إنّه على صلة قرابة مع أحد كبار الضباط السوريين المرافقين للضباط الروس في الحسكة، إرسال حوالى 400 مقاتل مع كامل تجهيزاتهم العسكرية إلى محافظة دير الزور تحت إمرة القيادي في «حزب الله» اللبناني «الحاج فريد» للإشراف على العمليات القتالية بناء على رغبة الضباط الروس. وأضاف أن تلك القوة «تضم مقاتلين شيعة من لبنان وسوريا».
وأضاف في اتصال مع «القدس العربي»، أن «الحاج آدم» القيادي المعروف في صفوف الوحدات التابعة لـ»حزب الله» في سوريا مع ضابط إيراني كبير قد التحقا بالحاج فريد «بعد مناقشات مطولة مع الضباط الروس تم الاتفاق خلالها على خطة روسية لمواجهة هجمات تنظيم الدولة على مدينة دير الزور والمطار».
وكشف عن قيام القوات الروسية الخاصة بإجراء «استطلاع ميداني لبناء قاعدة عسكرية روسية في منطقة كناكير الواقعة في ريف منطقة رأس العين قرب بلدة العالية الخالية من السكان».
وأضاف أن الضباط الروس «استلموا إدارة العمليات القتالية في شرق سوريا من أحد مراكز القيادة في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة»، وهي منطقة قريبة من الحدود التركية. ورجح المصدر أن يكون مركز القيادة ضمن المنشآت الملحقة بمطار القامشلي، لكنه لا يستطيع الجزم بصحة المعلومة، حسب قوله.
من جانب آخر، ذكر الناشط الإعلامي في محافظة الحسكة، أن وجود الروس «أربك وحدات الحماية الشعبية التي كانت تنفرد بممارسة السلطات في تلك المناطق على الرغم من وجود القوات النظامية هناك».
ونقل عن ضباط سوريين قولهم «إن وجود القوات الروسية أعاد هيبة الجيش السوري، وفي الوقت نفسه غيرت وحدات الحماية من أسلوبها في التعامل مع السكان العرب في المنطقة».
وختم المصدر حديثه «بأن القيادات الروسية اقترحت على النظام بدء حملة تجنيد تستهدف العشائر العربية في المناطق التي يسيطر عليها النظام والأكراد، وذلك «للمشاركة في عمليات قتالية مرتقبة ضد تنظيم الدولة في ريف الحسكة، وخصوصا مناطق الشدادي التي تعتبر معقلا من معاقل التنظيم القوية».
يذكر أن وسائل إعلام سبق أن أشارت إلى زيارة وفد من الضباط الروس جبهات جنوب الحسكة والفوج 121 الذي سيطر عليه تحالف قوات سوريا الديمقراطية بعد معارك شرسة مع تنظيم الدولة.
مسؤول أمريكي رفيع زار شمال سوريا لترضية الأكراد… وحضر تأبين قتلى «الحماية الشعبية» وتجول في كوباني
ضحايا القصف الأمريكي في العراق وسوريا: تعمرون بلادكم وتخربون بيوتنا… أهكذا تحققون الديمقراطية؟
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، بريت ماكغيرك، زيارة قام بها إلى شمال سوريا وما شاهده من دمار حل على بلدة عين العرب/كوباني،ر التي سيطر عليها تنظيم «الدولة في العراق والشام»، عام 2014 ودارت فيها معارك بين مقاتليه والمقاتلين الأكراد الذين تلقوا دعما من طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال إن بقايا ما يقدر عددهم بـ 6.000 من قتلى التنظيم لا تزال تخرج من بين الأنقاض. ووصف ماكغيرك زيارته قبل انعقاد مؤتمر في العاصمة الإيطالية روما شاركت فيه 20 دولة لدراسة طرق مكافحة التنظيم. وتعتبر الزيارة هذه الأولى لمسؤول أمريكي رفيع منذ أن اجتاز السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، في 31 آذار/مارس 2013 الحدود واجتمع بشكل قصير مع قادة من المعارضة السورية.
وشاهد ماكغيرك، ومسؤولون من وزارة الدفاع رافقوه في الزيارة، الأماكن التي أنزل الأمريكيون الأسلحة الثقيلة والذخائر للمقاتلين الأكراد أثناء المعركة التي استمرت لشهرين تقريبا قبل أن ينسحب التنظيم منها. وحضر المسؤولون تأبينا أقيم في ذكرى عدد من قتلى الحماية الشعبية، الذين قاتلوا الجهاديين، وزاروا عددا من جرحى المعارك الأخيرة في المستشفى. وفي حديثه للصحافيين، استخدم المسؤول الأمريكي كلمة «مؤثر» لوصف الزيارة، التي استمرت يومين في شمال سوريا وتحديدا مناطق الأكراد السوريين. وجاءت زيارة المسؤول الأمريكي من أجل الاطلاع على الجهود التي تقوم بها أمريكا والدول المتعاونة معها لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» ما قاله ماكغيرك: «من المهم أن نشاهد بأعيننا والتحدث مع الناس على الأرض».
ورافق المسؤول الأمريكي، في الزيارة السرية، مسؤولون فرنسيون وبريطانيون. وقال: «من الواضح أن هذا أمر سنتذكره جميعا ونفكر به ونحن نبحث عن طرق لهزيمة وتدمير هذه المنظمة الإرهابية البربرية».
وأشار ماكغيرك إلى ليبيا، التي قال إن أعدادا كبيرة من المقاتلين يتدفقون نحوها، بعد أن أصبح السفر إلى سوريا صعبا وخطيرا، «يحاولون الآن جعل ليبيا مركز نشاطهم».
وأضاف: «أعتقد أن هذا جزء من النجاح الذي حققوه في سوريا، فلو كنت مقاتلا أجنبيا انضممت إلى تنظيم الدولة فإنك ستموت في سوريا، وأعتقد أنهم يتعلمون من هذا». وكشف المسؤول الأمريكي عن لقائه مع من أسماهم «مقاتلون ضد تنظيم الدولة من إثنيات مختلفة صهرتهم المعركة»، ويشاركون بشكل أساسي في القتال ضد المتطرفين، أي تنظيم «الدولة»، الذي أعلن عن «خلافة» إسلامية في العراق وسوريا.
وتعلق «واشنطن بوست» بأن الزيارة، التي قام بها المسؤول الأمريكي، هي محاولة لاسترضاء الأكراد السوريين، الذين ترى فيهم الولايات المتحدة قوة يمكن الاعتماد عليها في القتال ضد تنظيم الدولة، ولكن تم استبعادهم من المحادثات الجارية في جنيف برعاية المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
تغييرات
وتأتي الزيارة في وقت بدأت فيه الخارجية الأمريكية بإعادة تشكيل استراتيجتها لمكافحة جهود تنظيم «الدولة» لتجنيد أتباع جدد.
وعلمت مجلة «فورين بوليسي» أن التحول الجديد جاء كرد على حالة الإستياء المتزايدة في البيت الأبيض والكونغرس من عدم نجاعة الاستراتيجية الحالية التي لم تمنع انتشار التنظيم وتوسعه.
وبناء عليه قام وزير الخارجية، كيري، بسلسلة من التغييرات التي لم يعلن عنها حيث ركز الصلاحيات في يد مكتب واحد داخل الخارجية وأوكل إليه مهمة تنسيق عمليات مكافحة التطرف.
وزاد عدد العاملين في المكتب هذا لثلاثة أضعاف بميزانية من ملايين الدولارات قدمها الكونغرس لدعم أهداف مكافحة التطرف وعلى كافة الساحات: البروباغندا، برامج إعادة تأهيل الجهاديين، وأمن المطارات والملاحة الجوية، ومكافحة تمويل الإرهاب، ودعم إصلاح السجون، والإصلاح القضائي. وتم تغيير اسم المكتب من «مكافحة الإرهاب» إلى «مكتب مكافحة الإرهاب والعنف المتطرف». ويرى جون هدسون، كاتب تقرير «فورين بوليسي»، أن التغيير في الإسم جاء من أجل تأكيد التقدم على الجبهة غير القتالية وإنجازاتها في مكافحة الإرهاب والتطرف.
ويعلق الكاتب بأن إعادة تشكيل الجهود، الذي اطلع عليه عدد من صناع القرار في الكونغرس، يقدم توضيحا لإعلان البيت الأبيض، في 8 كانون الثاني/يناير، القاضي بحرمان «الدولة الإسلامية» من «التربة الخصبة للتجنيد»، وذلك بعد هجمات باريس وسان برناندينو. ووجهت انتقادات للبيت الأبيض حول استعداده لإصلاح البيروقراطية بدلا من توسيع المصادر المتاحة.
ونقلت المجلة عن مسؤول قوله: «الأمر لا يتعلق بالجهد البيروقراطي، مع أنه مهم». وتوقع المسؤول زيادة ميزانية المكتب من 219 مليون دولار أمريكي إلى الضعف خلال العام المقبل، وهي مالية مخصصة لمكافحة جهود التنظيم في الخارج. وسيتم استخدام جزء منها في قضايا مكافحة الإرهاب العادية، مثل منع الشباب من الانضمام للجهاديين. وسيقتطع جزء آخر لتقوية أجهزة الأمن التابعة للحكومات الأجنبية، ودعم برنامج التصحيح ووقف التشدد.
مناطق ودول
ولم يذكر المسؤول أسماء الدول التي سيشملها برنامج «مكافحة التطرف العنيف»، ولكنه أشار إلى أن دول الساحل والصحراء في أفريقيا قد تستفيد منه، إضافة لدول شمال أفريقيا والمشرق والشرق الأوسط ودول في جنوب شرق آسيا. ومن المتوقع أن تضم هذه دولا مثل مالي والنيجر والباكستان وأندونيسيا والأردن وماليزيا وتركيا وغيرها.
وتواجه هذه الدول مشكلة في إعادة تأهيل المقاتلين والمتشددين السابقين، وترغب الولايات المتحدة في عدم تحول السجون في هذه البلدان إلى أرض خصبة تفرخ الإرهاب والتشدد.
ويعلق هدسون بأن التغيير يهدف لحل إشكالية التشتت في جهود مكافحة الإرهاب الموزعة بين الخارجية ووزارة العدل والأمن القومي ووكالة التنمية الدولية الأمريكية.
ولا يعرف بعد كيف سيقوم المكتب الجديد بتنسيق عمله مع المركز الاستراتيجي لمكافحة التطرف والاتصالات، الذي يركز جهوده على ملاحقة ومواجهة نشاطات الجهاديين على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي. وكجزء من الجهود التي أعلن عنها المركز من خلال نشر أشرطة فيديو ومواجهة المعجبين بالتنظيم على «التويتر».
وسيقوم عوضا عن ذلك بتركيز جهوده على مساعدة المراكز، التي ترسل رسائل، لتواجه التنظيم، كما في الإمارات العربية ومراكز أخرى سيتم إنشاؤها في ماليزيا ونيجيريا.
ولن يتم ربط المركز الجديد، باسم «مركز التشارك العالمي»، بالمكتب الجديد حسب المسؤول. وسيواصل العمل مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة والشؤون العامة.
وسيترأس المركز مايكل لامبكين، ضابط البحرية السابق والمساعد السابق لوزير الدفاع في شؤون العمليات الخاصة والنزاعات الهادئة.
وعليه يخشى عدد من المسؤولين أن التغير في طبيعة مكتب مكافحة الإرهاب لن يكون إلا بالإسم.
وقال مسؤول في الخارجية: «في الوقت الذي يحظى فيه مكتب مكافحة التطرف العنيف من دعم في الكونغرس، إلا أن هناك حاجة لتنظيمه.. ويمكننا إظهار نوع من الفعالية مع مرور الوقت».
ويرى آخرون أن المبادرات التي بدأتها الإدارة خلال العام الماضي لم تقدم نتائج عملية، فقد نظم البيت الأبيض، العام الماضي، مؤتمرا لمكافحة التطرف بواشنطن شاركت فيه 60 دولة. وفي إيلول/سبتمبر جمع الرئيس باراك أوباما عددا من الدول أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة طرق مكافحة الإرهاب.
استهداف المدنيين
ولكن جهود الولايات المتحدة لقطع شأفة التطرف ستواجه بعقبات ناجمة عن الحملة العسكرية واستهداف التحالف المدنيين، الذي يمنح الجهاديين آلة إعلامية. فحتى وقت قريب لم تعترف الولايات المتحدة بسقوط مدنيين جراء قصفها للمناطق التي يسيطرعليها تنظيم «الدولة». وفي تحقيق طويل، نشره موقع «غلوبال بوست» وأعده كل من مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، بول وود، المراسل البارز للموقع في بيروت، ريتشارد هول، قالا فيه إن الولايات المتحدة تقتل مدنيين في العراق وسوريا أكثر مما تعترف به. وفي البداية، أشار الصحافيان إلى بلدة الغرة بمحافظة الحسكة القريبة من جبل عبد العزيز، الذي يحمل اسم أحد قادة صلاح الدين وبنى فوقه قلعة تطل على المنطقة الصحراوية.
ولا يوجد في القرية ما يميزها سوى بيوتها المكونة من طابق وأرضها القفر التي تتخللها بقع خضراء يزرع فيها التنباك والقطن.
وقبل الحرب لم يتلق السكان أي شيء من الحكومة لمساعدتهم على استصلاح الأرض. وأقام النظام السوري قاعدة عسكرية قرب القرية تداولتها الأيدي، من «الجيش السوري الحر» إلى تنظيم الدولة، وأخيرا الأكراد. وتحدث الصحافيان مع أحد أبناء القرية، واسمه عبد العزيز الحسن، الذي قال إنه فر منها ليس خوفا من تنظيم الدولة ولكن لخوفه من القصف الأمريكي. وقصة عائلته هي عن قنبلة واحدة سقطت على المنطقة من بين 35.000 قذيفة رمتها طائرات قامت بـ 10.000 طلعة جوية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
ويتذكر الحسن وصول تنظيم الدولة أول مرة حيث جمع أهل القرية وقال: «نحن الدولة الإسلامية ونحن هنا لإقامة إمارة تطبق الشريعة». ومنذ تلك اللحظة أمر الرجال بارتياد المسجد، أما النساء فطلب منهن البقاء في بيوتهن وعدم الخروج إلا بمحرم «ليس لأننا لم نكن نعرف الإسلام ولكن لم تعجبهم طريقتنا في الصلاة».
ويقول الحسن إن تنظيم «الدولة» لم يتدخل كثيرا في شؤون الناس، فقد ظل أفراده في القاعدة. وعليه كان بإمكان الناس ممارسة حياتهم العادية وزيارة بعضهم البعض.
وفي بعض الأحيان كان الطيران الأمريكي يشن غارات بعيدة تهتز لها الأرض. ونظرا للفقر والفاقة، قرر الحسن السفر مع عائلته إلى تركيا، تاركا البيت في عهدة والده خشية ان يسيطر عليه تنظيم «الدولة»، فهذا كان يستولي على أي بيت فارغ. وعندما كان الحسن في تركيا، تحرك الأكراد من الجبال وبدعم من الطيران الأمريكي للسيطرة على بلدة الغرة. وعندما شاهد السكان الطيران الأمريكي هربوا من بيوتهم لكن والده تأخر وقتلته قذيفة أمريكية.
واتصل به أحد أعمامه ليخبره بمقتل والده، فسارع للعودة من تركيا. وكانت المعركة بين الأكراد وتنظيم «الدولة» على أشدها عندما عاد. ويتذكر أن معظم السكان هربوا من البلدة، فيما استمرت الطائرات بدون طيار في طلعاتها حيث كانت تقوم بغارات كل ربع أو نصف ساعة. «وظل القصف يتواصل أثناء تقدم الأكراد»، مشيرا إلى أن الغطاء الجوي لا يتوقف حتى يتمكن الأكراد من تعزيز موقعهم في داخل القرية.
وزعم الأكراد أن آلافا من مقاتلي تنظيم «الدولة» كانوا في القرية، لكن الحسن يرد بالقول إن أيا منهم لم يكن في داخلها عندما قتل والده، «لم تكن الدولة الإسلامية موجودة في وقت القصف»، «فهم يغادرون القرى عندما يتوقعون القصف».
وأكد الحسن قائلا: «في أثناء القصف لم يكن هناك أحد، ولا حاجة للكذب، لا أدعم أي طرف في الحرب وكل ما يهمني هو تأمين عائلتي».
ويقول الكاتبان إنه لا توجد جهات مستقلة لتأكيد هذا الكلام، في الوقت الذي يرى قادة الحماية الشعبية غير ذلك، فهم لا يفرقون بين مقاتلي التنظيم وسكان القرية العرب المتهمين دائما بدعم الجهاديين.
ولأن الأكراد يقاتلون لتوسيع مناطقهم، فهم يتعاملون مع العرب كغرباء على الأراضي التي يسيطرون عليها. واضطر الحسن للخروج من قريته مرة ثانية قبل دخول الأكراد إليها: «عندما وصل الأكراد طردوا كل شخص بذريعة أن داعش زرع البلدة بالمفخخات»، ولهذا غادر كل السكان ودمر نصفها. وقبل مغادرتهم دفنوا والده إسماعيل (55 عاما) في قبر بسيط. وكان المعيل الوحيد للعائلة ولم يبق لها أي شيء، حيث دمر البيت وتحول إلى ركام، «حتى لو عدنا.. أين سنعيش.. في بيتنا المدمر؟» وأصبح هو وبقية عائلته لاجئين في تركيا.
رد أمريكي
ولم يقدم الجيش الأمريكي إلا ردا مقتضبا وغامضا حول عملياته في الحسكة يومي 6 و 7 أيار/مايو العام الماضي.
وبناء على شهادة الحسن لـ «غلوبال بوست»، قالت القيادة المركزية إنها ستعيد النظر بالقنبلة التي سقطت على القرية.
وفي الوقت الحالي ليس لدى الجيش الأمريكي سجل بما حدث في الغرة. إلا أن التقرير يقدم عددا من الحوادث قتلت فيها المقذوفات الأمريكية عددا من المدنيين. فخلال العامين الماضيين اعترفت الولايات المتحدة بأنها قتلت 22 مدنيا. ولكن منظمة مستقلة تراقب أثر الغارات على المدنيين تقول إن الرقم قد يصل إلى الآلاف. ورغم تأكيد القيادة المركزية أنها تقوم بالتحقيق في أي ضحية مدنية حتى تلك التي جاءت من رواية عرضية، إلا أن الكاتبين يشيران لعيوب في طريقة التحقيق الأمريكي والتي تتسم أحيانا بالتعامي عن الواقع، وتتسم أحيانا بالتشوش وعدم معرفة بأسماء القرى السورية.
ومع أن الأمر الذي تلقاه القادة في عملية «العزيمة الصلبة» (وهو اسم الحملة ضد تنظيم الدولة) يؤكد على: «صفر مدنيين».. أي تجنب قتل المدنيين إلا أن القصف المكثف على العراق وسوريا يجعل قتلهم سهلا. وفي أكثر من مرة قال شهود أن القادة العسكريين الذين يعتمدون على الأكراد في توجيه الطياريين للأهداف كانوا يوجهون الطائرات نحو أهداف فيها مدنيين اعتقدوا أنهم مقاتلون من التنظيم.
وفي معظم الحالات التي حققت فيها الولايات المتحدة كان التفسير دائما: دخل المدنيون إلى المنطقة في الوقت نفسه الذي داس فيه الطيار على الزر. ويعترف الكاتبان بأن زيارة مناطق تنظيم الدولة صعبة، لكن شهادات الهاربين منها ومنظمات حقوق الإنسان وصور الفيديو وشهادات على الفيسبوك تؤكد مقتل الكثيرين جراء الغارات الجوية.
ويعتقد الكاتبان أن تنظيم «الدولة» يصور الحرب على أنها ضد السنة والمسلمين، خاصة عندما يضرب التحالف مدنيين وهو ما يقدم له مادة دعائية للرأي العام المسلم.
الخان
من أفظع الحوادث التي حدثت على الجبهة ضد تنظيم الدولة في الحسكة ما جرى شهر كانون الاول/ديسمبر في الخان، وهي قرية صغيرة هرب معظم سكانها إلى لبنان وتركيا ولم يبق منهم سوى المئات. ويقول السكان إن قريتهم تعرضت لقصف صاروخي في الساعات الأولى من 7 كانون الأول/ديسمبر أدت لمقتل 47 مدنيا.
وبحسب شهادة أبو خليل، الذي تحدث الكاتبان إليه عبر الهاتف: «لم يكن هنا سوى عشرة من المقاتلين مع اثنين من السكان وأقاموا في مكان واحد». وكان أبو خليل موظفا في وزارة التعليم، حيث قال إن السكان لم يدعموا تنظيم «الدولة» وابتعدوا عنه. وحاول السكان طردهم حيث حدثت مناوشات. ورد التنظيم بإرسال تعزيزات، وعندما شاهد الأكراد قافلة السيارات طلبوا دعم الطيران الأمريكي لهم.
ولو صحت الرواية فستكون مفارقة مرة لسكان القرية، حيث كافأهم الطيران الأمريكي على شجاعتهم ضد الجهاديين بالقتل. ولا يزال أبو خليل يتذكر المذبحة: «قتلت أمي وعمتي وقتلت إمراة وابنها قمت بإنقاذها، قتل الجميع». حدث كل هذا في الساعات الأولى، حيث كان الناس نياما واستفاقوا على صوت المتفجرات التي هزت الشبابيك. وتحدث أبو خليل عن طائرات «أباتشي» أطلقت النار من مدافعها.
ويؤكد أبو خليل: «كانوا أمريكيين، ففي العام ونصف العام الماضي كانت الطائرات التي حلقت فوق رؤوسنا أمريكية» وهو ما ينفيه الأمريكيون، ويؤكدون أنهم لم يقتلوا أحدا في 7 كانون الأول/ديسمبر.
ويسجل الكاتبان قتلا للمدنيين في الحرتا، شمال العراق. ومثل الغرة والخان فقد كان الضحايا هم الناس الذين عارضوا تنظيم الدولة، والقتلى من النساء والأطفال هم الذين كانوا يحاولون الهرب.
ويقدم الكاتبان تفاصيل عن حوادث مشابهة تؤكد أن العدد يتجاوز ما أعلنت عنه القوات الأمريكية. ويؤكد أن الذين يدفعون ثمن القصف الأمريكي هم المدنيون.
وكما يعلق عبد العزيز الحسن من قرية الغرة: «تعمرون بلادكم وتخربون بلادنا، «هل هذه هي الطريقة التي تجلبون بها الديمقراطية؟ توقفوا، توقفوا، تعب الناس!»، أما أبو خليل، الناجي من قتل الخان، فيريد من الولايات المتحدة تعويضات، ووصف ابو محمد، من كفر ديرين، الأمريكيين بـ الصهاينة» ولا يريد شيئا منهم.
ويظل قتل المدنيين جراء القصف الأمريكي صورة عن مأساة الشعب السوري فهو يقتل يوميا بسبب القصف الروسي وقصف النظام.
جوبيه: حاولنا التخلص من الأسد وفشلنا والآن لا يوجد إلا الحل السياسي
مرشح الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا يؤكد أن «الربيع العربي» فشل
الجزائر – «القدس العربي»: قال آلان جوبيه، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق والمرشح لتولي الرئاسة في فرنسا سنة 2017، إن ثورات «الربيع العربي» لم تؤد إلى ازدهار الديمقراطية في الدول العربية، مشيرا إلى أن فرنسا قامت بما عليها، سواء تعلق الأمر بتونس أو ليبيا أو سوريا أو حتى مالي، لكنه أكد أن التدخل العسكري لا يمكن أن يكون هو الحل في المرحلة المقبلة.
وأضاف جوبيه، الذي يزور الجزائر، في لقاء مع الصحافة، أن الوضع في المنطقة العربية وفي المغرب العربي لا يدعو إلى التفاؤل، معتبرا أن استقرار الجزائر أمر ضروري من أجل تفادي سيناريو أكثر كارثية في المنطقة.
ونفى آلان جوبيه، الذي تضعه عمليات سبر الآراء في مقدمة المرشحين لتولي الرئاسة في فرنسا، أن تكون بلاده تدعم النظام في الجزائر، مشددا على أن فرنسا تدعم الجزائر كدولة وكشعب، ومصلحتها في استقرار هذا البلد وازدهاره، بالنظر إلى العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وأنه من الضروري دعم جهود السلطات الجزائرية في بناء اقتصاد منتج، وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاستثمارات في كل القطاعات.
وتحدث آلان جوبيه، الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية بوردو، عن الوضع في العالم العربي، معتبرا أن ما يجري في ليبيا مؤسف، ولكن هذا لا يعني، بحسبه، أن التدخل ضد نظام القذافي كان خطأ، مشددا على أن الأخير كان يستعد لسحق مدينة بنغازي على من فيها، وأن التدخل العسكري الأجنبي، الذي شاركت فيه فرنسا، كان بقرار من مجلس الأمن الدولي.
واعتبر أن من الضروي وضع الأمور في سياقها، لأن ما جرى في ليبيا كان في إطار ثورات عربية نشدت بناء ديمقراطيات حقيقية، موضحا أن فرنسا شعرت بأن من مسؤوليتها دعم هذا الطموح الشعبي، ولكن الأمور لم تسر كما كان متوقعا، ففي تونس الوضع ما يزال هشا، رغم ما تم تحقيقه من خطوات جيدة، لكن في مصر، يقول جوبي، الأمور عادت إلى نقطة البداية، وفي ليبيا كان الانهيار التام، لأن الاقتراح الذي كان قائما، هو أن ترافق الأمم المتحدة ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، لكن ذلك لم يحدث.
أما بالنسبة لسوريا، فقال مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة إن السلطات الفرنسية نصحت الرئيس بشار الأسد بالرحيل، بعد أن بدأت المظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير، لكنه لم يفعل ورد بقمع كل مناوئيه، وهو العنف الذي أدى في ما بعد إلى ظهور تنظيم «الدولة».
واستطرد قائلا:» لقد حاولنا دفع بشار إلى الرحيل لكننا فشلنا، الآن يجب أن نكون واقعيين، وأن نتعامل مع ما هو موجود، خاصة وأن روسيا تدخلت لإعادة وضع بشار الأسد على الطاولة، وأضحى من الضروري التفاوض حول حل سياسي، وحول مرحلة انتقالية، وانتخابات تشارك فيها المعارضة.
ودافع آلان جوبيه عن خيار التدخل العسكري في مالي، علما أنه شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، مؤكدا على أن التدخل كان ضروريا لوقف زحف الجماعات الإرهابية على العاصمة باماكو، وأن الحل حاليا يتمثل في دعم مسار السلام الذي رعته الجزائر، من أجل التوصل إلى تطبيق الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين مختلف أطراف النزاع.
رئيس تيار بناء الدولة المعارض السوري لؤي حسين لـ «القدس العربي»: مفاوضات جنيف ستنجح والأمر ليس بيد السوريين
مصطفى محمد
مدريد ـ «القدس العربي»: اعتبر رئيس تيار «بناء الدولة» المعارض السوري، لؤي حسين، أن «ما يدور في جنيف من حراك سياسي سوري أممي، هو امتداد لعملية سياسية رسمت خطوطها العريضة في اجتماع فيينا الأخير، الذي عقد في14تشرين الثاني/نوفمبر 2015، والذي جاء بعد تفجيرات باريس بيوم واحد».
وقال حسين، في تصريحات لـ»القدس العربي»: «لقد غيرت تفجيرات باريس، التي تبناها تنظيم الدولة، أجندات الاجتماع الذي كان مقرراً بشكل مسبق، وفي ختام المؤتمر، تم الاعلان ولأول مرة عن ضرورة القضاء على التنظيم، وليس عن مواجهته فقط»، وأضاف: «لقد اختلف الأمر بين الشعار القديم، أي المواجهة وبين القضاء على التنظيم، والقضاء على التنظيم، كما أكد وزيرا الخارجية الأمريكي، كيري، والروسي، لا فروف، يحتاج إلى وقف إطلاق نار، حتى توجه كل البنادق باتجاه التنظيم».
وعليه يرى حسين «في ما يجري في جنيف حالياً، وما جرى في الرياض سابقاً، خطوات لازمة لتنفيذ الشعار الجديد ليس إلا»، وأوضح: «المجتمع الدولي قال: نحتاج للقضاء على التنظيم إلى قوات برية. بالمقابل لن ندخل قوات أجنبية إلى سوريا، إذن علينا الاستفادة من القوات البرية الموجودة على الأراضي السورية، أي الجيش السوري، والجيش الحر، والقوات الكردية».
وقال إن «المجتمع الدولي بحاجة إلى وقف إطلاق النار حتى يوحد جهود هذه القوات ضد عدو واحد متمثل بالتنظيم، وعلى اعتبار أن المجتمع الدولي هو من يرعى هذه الأطراف، بدءاً بالنظام الذي ترعاه روسيا وإيران، وكذلك الأمر بالنسبة للجيش الحر، الذي ترعاه كل من السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة، فهو الوحيد القادر على ذلك»، مضيفاُ: «الدول الفاعلة اتفقت على فرض وقف إطلاق النار، ولتنفيذ ذلك احتاجت إلى مؤتمر لتسوية الأوضاع».
وبناء على ذلك، يرى حسين في المحادثات التي تدور في جنيف، ترتيبات لا تعيق تحقيق الهدف الدولي الأكبر المتمثل بالقضاء على التنظيم، مضيفاً: «على المحادثات أن تنجز مهامها، التي من أهمها إطلاق العملية السياسية، التي سيتبعها مفاوضات ستدور بين الوفدين السوريين الآن، وسيكون تركيزها على القضايا غير السيادية، لأن القضايا السيادية هي بيد الدول العظمى».
وحول عودة حسين عن قرار الانسحاب من الهيئة العليا للتفاوض، قال: «منذ اللحظة الأولى لتشكيل الهيئة العليا التفاوضية، قلت حينها في الرياض إن هذه الهيئة غير مؤهلة لكسب معركة مع النظام، وقد تخسر المعركة السياسية بالضربة القاضية، ومنذ الجولة الأولى لأنها تشكلت وفق محاصصة حزبية»، وأضاف: «لكن كان علي المتابعة معها حتى تستكمل مهامها الرئيسية، أي ترشيح أسماء الوفد المفاوض، والاجتماع مع السيد دي ميستورا، وبعد كل ذلك أعلنت الانسحاب».
وتابع: «لكن مع وصولنا لموعد جنيف، بدون اتفاق، في ما بيننا كمعارضة، على المشاركة من عدمها، ومع كل الضغوط التي كانت تعرض لها المعارضة، وحتى لا أظهر بمظهر المتهرب من المسؤولية، وحتى لا أظهر أيضاً وكأني مراهن على الوفد الثالث الذي تدعمه موسكو، عدت عن قراري، وهذا بغض النظر عن رأيي الذي لم يتغير».
ورداً على سـؤال «القدس العـربي» حول الفائدة من قرار العودة إلى الهيئة العليا للتفاوض، رغم وصفها بالضعف، قال حسين: «المفاوضات ستنجح لأن الأطراف الدولية تريد ذلك، الأمر ليس بيد السوريين على الإطلاق، لا يوجد طرف سوري في أي اجتماع دولي يمكن أن يؤخذ به قرار».
واستطرد» «بعد أيام، سيكون هناك اجتماع في فيينا لن يكون فيه طرف سوري، أي أن كل اجتماع سيكون فيه اتخاذ قرار، لا يوجد فيه طرف سوري مواليا كان أو معارضا، بمعنى أن كلا من المعارضـة والمـوالاة هـم في جنيـف لشـهادة الزور، وهم مرغمون لأن ليـس لكليـهما رغبـة فـي المفاوضـات».
وبعد أن وصف حسين محادثات السلام الراهنة بـ»الفرصة الأخيرة»، قال: «يجب علينا أن نكون طرفاً فاعلاً في الطاولة، لا أن نكون بعيدين عنها، هي فرصة وعلينا استغلالها».
وختم حسين حديثه لـ»القدس العربي»، كاشفاً عن خطوة جديدة لتيار بناء الدولة، تتمثل بإطلاق بنية تنظيمية جديدة للاستفادة من الفرصة الراهنة، لحفظ حقوق السوريين، لن تكون محسوبة على النظام والمعارضة، على حد قوله.
النظام السوري يواصل تجنيد آلاف الموظفين والمعتقلين تعسفياً وقيادته العسكرية تؤكد فرزهم على الجبهات وإقامة الحواجز داخل دمشق
سلامي محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أكدت وسائل إعلام النظام السوري الرسمية والموالية تخريج دفعة جديدة من الموظفين والشباب، الذين تم تجنيدهم خلال الأشهر الأخيرة لصالح قوات النظام السوري تحت مسمى «فصائل الحماية الذاتية»، لتتخطى أعداد المجندين من الموظفين والشباب حاجز الأربعة آلاف مجند، ستوكل إليهم الأعمال القتالية على الجبهات المشتعلة وإقامة الحواجز داخل دمشق وحماية مناطق إقامتهم.
وكالة «سانا»، الناطقة باسم النظام السوري، نقلت عما أسمته مصدر عسكري قوله «إن فصائل الحماية الذاتية ستشكل رديفا للقوات المسلحة في المناطق التي تستعيد السيطرة عليها، ليكونوا عونا للقوات»، لافتا إلى أن «الملتحقين بالدورة أمضوا أسبوعا في تلقي العلوم النظرية العسكرية، والتدريبات على المهارات القتالية لتنفيذ أي مهام تتطلبها المواقع التي سيوجدون فيها».
من جانبه أوضح أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الحاكم في سوريا، خلال تصريحات إعلامية، أن هذه الدورة خصصت للتدريب على عمل الحواجز داخل دمشق وعلى خطوط التماس مع «الإرهابيين»، مشيراً إلى أن تعداد الموظفين والشباب الذين تم تجنيدهم بلغ ما يزيد عن أربعة آلاف شاب وموظف. بدوره أفاد الناشط الإعلامي، محمد الشامي، إلى قيام قوات النظام السوري بإعطاء المجندين قسرياً وعوداً وتطمينات بعدم زجهم على الجبهات المشتعلة وإبقائهم داخل العاصمة دمشق، ولكن ما إن تنتهي فترة التدريب «الأسبوع» تتم عملية فرزهم مباشرة على أكثر الجبهات اشتعالاً.
وأشار الشامي، خلال حديث خاص معه لـ «القدس العربي»، إلى أن «تسليح الشباب والموظفين قسرياً يكون مباشرة من قبل مراكز التجنيد بدون أي تدريبات عسكرية تذكر، لينتهي المطاف بالعشرات منهم جثثا هامدة، عادت لذويهم بصناديق مغلقة، وتعويض مالي لا يذكر يقدم لأسرة القتيل». إلا إن وكالة «سانا»، التابعة لنظام الأسد، نقلت عن أحد المشرفين عن عمليات التجنيد والتدريب قوله إن «من انضم إلى فصائل الحماية الذاتية، جاء انضمامه بشكل «طوعي»، وإقبال الشباب والموظفين هو دافعهم الوطني في محاربة الإرهاب، وأنهم استعانوا بالجيش العربي السوري ليعلمهم فنون القتال بغية حماية أملاكهم وبيوتهم من التنظيمات الإرهابية»، على حد وصف المصدر.
وسائل الإعلام، الموالية للنظام السوري، أعلنت، أثناء تخريج الدفعة الخامسة من الموظفين والمجندين، عن توسيع النظام السوري لأعمال التجنيد لتشمل عدة محافظات منها درعا، القنيطرة، حماة، حمص، واللاذقية، مشيرة إلى نيتها فتح باب التطوع أمام الموظفين أو الشبان الراغبين في الانتقال للعمل داخل قوات النظام السوري في عقود متفاوتة من ستة أشهر إلى العام، مقابل مردود مادي يضاف إلى رواتبهم المستحقة في الدوائر الوظيفية المدنية.
المعارضة السورية كانت قد أكدت قبل أيام فقط عن قيام قوات النظام السوري بإخراج عدد من العائلات المحاصرة في بلدة مضايا بريف دمشق من الحصار إلى داخل العاصمة دمشق، شريطة انضمام رجال وشباب تلك العائلات لقوات النظام أو الميليشيات الرديفة.
كما أكدت مصادر المعارضة السورية، بعد إجلاء العائلات من مضايا، أنه تم إلحاق ما يزيد عن 80 من رجال وشباب تلك العائلات في معسكرات تدريب تتبع للفرقة الرابعة، بغية تجنيدهم للقتال ضد المعارضة السورية المسلحة في دمشق وضواحيها.
هجوم نبّل والزهراء يحرج «معارضة الرياض».. والجعفري ينتظر
شرارات معركة الشمال السوري تطال جنيف
محمد بلوط
نبل والزهراء في «جنيف 3». المعركة من أجل الوصول إلى البلدتين المحاصرتين منذ أربعة أعوام في الريف الشمالي لحلب، تردد صداها على طاولة المفاوضات السورية التي لا يزال أمر انعقادها متفاوتاً بين وفد مجموعة الرياض، الذي لا يرى فيها سوى مجرد دردشات مع ستيفان دي ميستورا، وبين الوسيط الدولي الذي اعتقد بعد لقاء أولي معهم أن «جنيف 3» قد بدأ رسمياً.
ولم يجد دي ميستورا من يستقبله منهم ظهرا، عندما قالت العضو في وفد المعارضة بسمة قضماني إنه «من المحتمل ألا يحضروا المحادثات اليوم (أمس) بعدما شنت القوات الموالية للحكومة السورية هجوماً كبيراً على مواقع للمعارضة في حلب».
وبعد لقاء كان من المفترض فيه أن يكون فاتحة المفاوضات مع الوسيط الدولي، لم يجد رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشار الجعفري إلا القائمة الموعودة بأسماء من سيفاوضهم، واستمرت لليوم الثالث حيرة السفير بشار الجعفري أمام مشهد مجموعة الرياض المتعثر، ليقول «ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، وما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الآن».
وقال دي ميستورا، في مقابلة مع قناة «آر تي أس» السويسرية، إنه سيلتقي مع «الوفود المختلفة» اليوم من دون أن يحددها بالاسم، مضيفاً أن لروسيا والولايات المتحدة مصلحة في حل الصراع.
وحول ما إذا كانت محادثات جنيف قد تبوء بالفشل الذريع، قال دي ميستورا «هذا محتمل دوما، لا سيما بعد خمس سنوات من الحرب المروعة، حيث يكره كل طرف الآخر، وحيث تغيب الثقة تماما». وأضاف «إذا فشلت هذه المرة، بعدما حاولنا مرتين في مؤتمرات في جنيف، فلن يكون هناك أمل آخر بالنسبة إلى سوريا. علينا قطعاً محاولة ضمان عدم فشلها».
ولم تكن العملية الهشة أصلاً، تنتظر دخول المعارك الميدانية على خط محاولة التفاوض، لكي تترنح مجدداً، أو يهدد وفد الرياض بأنه لن يفاوض، على إيقاع عمليات ميدانية لا تصب في مصلحته، وتسهم يوماً بعد يوم في انتزاع أوراقه القليلة أصلاً، منذ انخراط الروس في العملية العسكرية، وتراجع القدرة التركية على المناورة نسبياً في الشمال السوري، وترجيح كفة الجيش السوري. إذ كانت قضماني نفسها قد أنذرت منذ وصول الوفد أنه لن يبقى أبعد من الخميس المقبل.
وكانت المعركة في ريف حلب الشمالي قد وصلت من دون دعوة إلى جنيف، لتمنح «الائتلافيين» وجماعة «الإخوان المسلمين» والعسكريين، في الوفد الذي لم يأت إلا تحت الضغوط الأميركية – السعودية، فرصة التهرب من استحقاق التفاوض. وشهد فندق «ان اتش» في قلب جنيف تمرداً على الإرادة الأميركية والسعودية بخوض المفاوضات، عندما خرج جورج صبرا للهجوم على اجتماع أمس مع دي ميستورا، أو مواصلة اللقاءات، فيما لم تؤد أي منها إلى انتزاع أي تنازل من الوفد الحكومي، يمكن تقديمه إلى المجموعات المسلحة كانتصار تم تحقيقه من دون «التنازل» للتفاوض مع الحكومة السورية، وعبر التلويح فقط بعدم الدخول إلى قاعة المفاوضات.
غير أن ما حصل هو أن المفاوضات لم تؤد إلى تحقيق أي تراجع في مواقف الحكومة السورية، أو إبطاء إيقاع العمليات العسكرية، لتلتقط المجموعات المسلحة أنفاسها، بعد هزائمها في أرياف اللاذقية وحلب الجنوبية والشرقية، بل إن الميدان التهب بتنسيق سوري – روسي، لتصاب هذه المجموعات بخسائر أفدح مما انتظرت، عوضاً عن الهدن والتنازلات التي تم إقناعها بها لدعم العملية السياسية.
وقد يكون صح حدس المعارضين بالقول إن الأميركيين، الذين يدفعون بهم إلى المفاوضات، ليسوا بعيدين عن الموافقة على العمليات العسكرية الروسية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد حاول طمأنة المحتجين على جنيف، بالقول «انه يجب أن يكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار ممكناً. فالروس يستطيعون ضبط طائرتهم. ويستطيع الروس والإيرانيون الذين يدعمون (الرئيس بشار) الأسد، ضبط طائراته». فيما لا تزال المعادلة الروسية التي أرساها وزير الخارجية سيرغي لافروف قائمة بالفصل كما قال «بين جنيف ومسار العمليات الميدانية» بانتظار تجديد التفاهم الروسي – الأميركي، وتقييم «جنيف 3»، خلال اجتماع ميونيخ في 11 شباط الحالي لمجموعة الدعم الدولية لسوريا.
ويبدو أن محاولة التمرد لم تتطور إلى انقلاب كامل على قرار المشاركة في «جنيف 3»، إذ تقول مصادر في المعارضة إن الأميركيين والسعوديين أجهضوا المحاولة في المهد. وأجرى رئيس الهيئة التفاوضية رياض حجاب اتصالات هاتفية، منفردة مع نائب رئيس الوفد المفاوض جورج صبرا، والمتحدث باسمه سالم المسلط، وكبير مفاوضيه محمد مصطفى علوش، وطلب منهم أن يخرجوا على وسائل الإعلام للتراجع عن التصريحات، والبقاء في جنيف، ريثما يصل حجاب ورئيس «الائتلاف» خالد خوجة إليها اليوم، لإعادة ضبط أداء الوفد، واستئناف المشاورات مع دي ميستورا.
غير أن الهجوم الذي كاد يطيح «جنيف 3» لن يتوقف، وسيضع المعارضين أمام المزيد من الضغوط من قواعدهم، كما يتوقعون، فضلا عن وجود تيار واسع من الصقور داخل من جاؤوا إلى جنيف يريد أن يحزم حقائبه ليعود أدراجه مجدداً إلى الرياض. إذ لم يكن الهجوم نفسه مباغتاً في ريف حلب الشمالي، وهو هجوم أُعلن عنه عشرات المرات من دون أن يتحقق، قبل أن يقرر الجيش السوري فجأة إرسال عشرة آلاف مقاتل مع حلفائه على جبهة طولها سبعة كيلومترات، وهو رقم قياسي في حالة الجيش الذي استنزف، لكنه تمكن من حشد هذا العدد من المقاتلين في رقعة ضيقة نسبياً.
وكان الجيش قد قام مع ذلك بمناورة تمهيدية توضح بدء الهجوم لفك الحصار عن نبل والزهراء، عندما استعاد دوير الزيتون وتل الجبين حول باشكوي لتأمين ميسرته، وخلفية قواته، وإطلاقها نحو هدفها.
ويمكن القول إن «الائتلافيين» و «الإخوان» والذين أيدوا ضم العسكريين إلى الوفد المفاوض، أخطأوا الرهان على إشراكهم لاحتواء قاعدتهم المقاتلة، وتسهيل دمجهم بالعملية السياسية، وضمان تنفيذ الالتزامات المطلوبة، وهو رهان دافع الأميركيون عنه. واستطاع العسكريون، الذين مثلهم الثلاثي محمد علوش والعقيدان عبد الباسط الطويل واسعد الزعبي، تجاوز السياسيين، في الاستئثار تدريجياً بتحديد إيقاع التفاوض، والتهديد في كل لحظة بالانسحاب والعودة إلى ساحات القتال.
وقد تصل مؤازرة جنيف السياسية والعسكرية متأخرة جداً لاحتواء هجوم الجيش السوري، إذ تتوقع غرف عملياته أن تصل طليعة قواته إلى الزهراء ونبل خلال الساعات المقبلة. وقدم الروس إسناداً جوياً قياسياً، إذ شنت طائراتهم خلال 24 ساعة أكثر من 320 غارة لتدمير خطوط المدافعين عن رتيان التي تفصل المهاجمين، عن ملاقاة عناصر اللجان الشعبية في نبل والزهراء، الذين شنوا هجوماً باتجاه ماير، في الجنوب الشرقي، ووضع المسلحين بين فكي كماشة، إذ يتقدم الجيش على محور معرسة الجب شمال شرق الزهراء.
وشلت الغارات الروسية أي محاولة تركية لإرسال تعزيزات إلى «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» خاصة، ودمرت الغارات ثلاثة أرتال مؤازرة حاولت التقدم من مسقان وعندان ومعرسة الخان. ويشكل الهجوم الكثيف الروسي جواً، رسالة واضحة عن حجم التنسيق الإيراني – الروسي في هذه المعركة، التي تشارك فيها وحدات من الحرس الإيراني والمقاومة. وستؤدي استعادة الزهراء ونبل إلى إسقاط ورقة إقليمية تركية مهمة ابتزت فيها أنقرة منذ أربعة أعوام دمشق وطهران، وتؤكد التراجع المستمر لتركيا في الشمال السوري، من المتوسط عبر اللاذقية، حتى حلب.
الجعفري: المحادثات التحضيرية في جنيف تستغرق فترة طويلة
أكد رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف بشار الجعفري، يوم الأربعاء، أن مرحلة المحادثات التحضيرية تستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع.
وقال خلال مقابلة لوكالة “رويترز”، إنه يبدو أن “المرحلة الأولى تستغرق وقتا أطول من المتوقع ولا يعلم الوفد الحكومي متى تنتهي”، موضحاً أن “الوفد لا يعلم من سيكون محاوروه أو عدد الوفود التي يقابلها أو جدول الأعمال أو الأسماء الكاملة للمشاركين”.
وأضاف أن المعلومات المأخوذة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا تبين أن الكثيرين لم يصلوا بعد.
من جهة ثانية، أكد كبير المفاوضين في وفد “مجموعة الرياض” الى محادثات جنيف محمد علوش، أنه ليس متفائلاً بشأن جهود انهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
ورفض علوش اقتراحات تشكيل حكومة وحدة وطنية مع النظام السوري، قائلاً للصحافيين: “من يريدنا ان ندخل الى حكومة وحدة مع هؤلاء الشبيحة الذين قتلوا الاطفال، فهو واهم”.
وجاءت تصريحات علوش قبل دقائق من التوجه الى اجتماع لوفد “الهيئة العليا للمعارضة” المشارك في المحادثات، لمناقشة الخطوات التالية بعد اجتماع مماثل ساده التوتر في الليلة الماضية.
ورداً على سؤال حول المواضيع التي يناقشها الوفد، رفع علوش صورة صبي، قال إنه اصيب بجروح خطيرة في قصف للطائرات الروسية في سوريا.
وأشار إلى أن “المشكلة ليست مع دي ميستورا ولكن مع النظام المجرم الذي يفتك بالاطفال ومع روسيا التي تحاول دائما ان تقف في صف المجرمين”، مضيفاً “لا يزال المجتمع الدولي الى الان متخاذل عن نصرة الشعب السوري”.
وقال علوش إن القوات الكردية التي تقاتل “الجهاديين” شمال شرقي سوريا هي “فرع عن النظام”، مؤكداً ان “المعارضة سيكون لها رد بعد يومين”.
(رويترز، أ ف ب)
سورية:قتلى مدنيون بغارات روسية وقصفٍ صاروخي للنظام على درعا
أحمد حمزة -عامر عبدالسلام
صعَّدت قوات النظام السوري والطائرات الحربية الروسية اليوم الأربعاء، القصف على عدة مدنٍ وبلداتٍ تسيطر عليها المعارضة السورية، في محافظة درعا جنوبي البلاد، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما فتحت قوات النظام والمليشيات المساندة له معركة، تهدف على ما يبدو للسيطرة على عتمان شمالي مركز المحافظة.
وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد”، إن “القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على بلدة ناحتة، أدى إلى سقوط قتيلين اثنين وعدد من الجرحى”.
وأشار المسالمة إلى أن “مليشيات الأسد استهدفت منذ صباح اليوم مناطق مليحة العطش، والحراك، ودرعا البلد، والمال، كذا الطيحة، وكفرناسج، بالإضافة إلى الغارية الغربية، واليادودة، براجمات الصواريخ والمدفعية، ما أدى إلى دمارٍ واسع بالمنازل”.
إلى ذلك، شن الطيران الحربي الروسي، غارات كثيفة على بلدة عتمان، التي تبعد عن مركز محافظة درعا، أقل من خمسة كيلومترات شمالاً.
وأكد المسالمة، أن “وتيرة القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ ارتفعت على البلدة، التي تم استهدافها منذ صباح اليوم بخمس عشرة غارة روسية”.
من جهته، أكد الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في محافظة درعا محمد اليوسف لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، تشن حملة لاقتحام عتمان”، مضيفاً أن “البلدة تتعرض منذ الصباح لقصفٍ صاروخي ومدفعي عنيف”.
ولفت اليوسف، إلى أن البلدة تعد بوابة مدينة درعا الشمالية، والسيطرة عليها من قبل قوات النظام، تؤدي لتضييق الخناق على الأهالي في مدينة داعل وبلدة ابطع، كما أن ذلك يمكنه من تحصين ثكناته داخل مدينة درعا وعلى أطرافها.
وشهدت محافظة درعا يوم أمس، المزيد من الغارات الروسية، إذ أدت إحداها، لمقتل ثمانية مدنيين في مدينة نوى شمال غرب مركز المحافظة.
سورية: ضحايا الجوع بمضايا 61 مدنياً والحصيلة مرشحة للارتفاع
دمشق ــ ريان محمد
ارتفع عدد قتلى الجوع في مدينة مضايا المحاصرة بريف دمشق إلى 61 قتيلاً، فيما يحتاج 400 شخص لرعاية طبية خاصة، في ظل استمرار عجز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الأهالي والناشطون، وإصرار النظام و”حزب الله” على سياسة الحصار والتجويع.
وأفادت مصادر معارضة مسؤولة في مضايا، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم جراء الجوع في مدينة التل وصل إلى 61 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، كان آخرهم طفل في الثالثة عشرة من العمر، في حين يوجد عشرات الحالات مهددين بأن يفقدوا حياتهم في أي لحظة”.
وقالت المصادر، إن “المساعدات التي دخلت أخيراً لم تسهم في إنقاذ نحو 400 شخص، يعانون من تبعات الجوع منذ أشهر، حيث أن أجسامهم تعاني من سوء امتصاص شديد وجفاف، ما يستدعي وضعهم تحت رعاية طبية خاصة”.
ولفتت إلى أن “الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، عاجزة عن إخراج الحالات الإنسانية من المدينة، رغم تكرار طلبها من النظام، إذ يصر على إبقاء أكثر من 40 ألف مدني تحت حصار مطبق، يعانون من الجوع والبرد وقلة الرعاية الطبية”.
وأضافت المصادر، أن “الحصار المفروض على مضايا وبقين والزبداني، ليس له سبب واضح، سوى الرغبة باستمرار موت المدنيين، خاصة أن الفصائل المسيطرة قدمت للنظام عبر لجنة المصالحة مبادرة تسوية شاملة للمنطقة، تنهي الصراع العسكري فيها، إلا أنها لم تلق تجاوباً”.
وتابعت: “كان لدينا أمل مع انطلاق مباحثات جنيف بين النظام والمعارضة، أن يتم فك الحصار، أو إخراج الحالات الإنسانية وإدخال كميات كافية من المساعدات الغذائية والطبية، إلا أن الواقع ازداد سوءاً مع تشديد الحصار عبر زراعة المزيد من الألغام الفردية، التي زاد عددها عن ستة آلاف لغم، إضافة إلى زيادة الأسلاك الشائكة المحيطة بالمنطقة، هذا في وقت تم به خرق الهدنة لعدة مرات عبر استهداف المنطقة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، التي أصابت مؤخرا مدرسة في بقين، ما تسبب بسقوط ضحيا من الأطفال إضافة إلى أضرار مادية”.
الهيئة العليا للمفاوضات السورية تصف تصريحات لافروف بـ”السافرة“
جنيف ــ العربي الجديد
وصف المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمعارضة السورية، سالم المسلط، في حديث خاص لمراسل “العربي الجديد” في جنيف، تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، حول استمرار المقاتلات الروسية بالقصف في سورية، بـ”السافرة”، مضيفاً أن ذلك يأتي في محاولة من روسيا لإفشال العملية السياسية.
واعتبر المسلط، أن “دعاية روسيا بقصف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” باتت مفضوحة للعالم، إذ استهدفت، يوم أمس، حلب وسقط العديد من الضحايا، كما قصفت مخيم أوبين للنازحين على الحدود السورية التركية”، مشيراً إلى أن روسيا تأخذ من العملية السياسية غطاء لتنفيذ حلها العسكري على الأرض، من أجل إعادة تعويم النظام السوري.
وكان لافروف أعلن، اليوم، خلال زيارته إلى مسقط، أن بلاده لن توقف تدخلها العسكري في سورية، قبل أن “تهزم فعلياً التنظيمات الإرهابية”، رافضة ضمناً المطالب بوقف الضربات الجوية تزامناً مع محادثات السلام الجارية في جنيف.
كما أكد الوزير الروسي، أن “الضربات الجوية الروسية لن تتوقف طالما لم نهزم فعلياً تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”.
دي ميستورا يروّج لخلية استخبارية دولية بسورية لوقف النار
واشنطن ــ العربي الجديد
كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، يروّج بشكل سري لإنشاء خلية استخبارية للمساعدة في تنفيذ إجراءات وقف إطلاق نار في حال تم الاتفاق عليه في محادثات جنيف.
وبحسب وثيقة حصلت عليها المجلة من مكتب دي ميستورا، فإن العقبة الرئيسية التي تقف في وجه المشروع تتجسد في الشك الدائم لدى الدول التي تستضيف مهمات مبعوثي الأمم المتحدة، في أن تستخدم مثل هذه الخلايا الاستخبارية ضدها. فضلاً عن ذلك، فإن نظام بشار الأسد في سورية سبق له أن رفض دخول مراقبين دوليين إلى الأراضي السورية الخاضعة لسيطرته، على الرغم من أنهم كانوا غير مجهزين بأي صلاحيات أو وسائل متطورة لتأدية مهامهم.
وتتفادى الوثيقة المسربة من مكتب دي ميستورا استخداماً واضحاً لمصطلح “خلية استخبارية”، لكنها في المقابل تستعمل عبارات بديلة من نوع “خلية تقدير موقف” و”جمع معلومات”، وتشدد على الحاجة الملحة لتداول معلومات حساسة حول جهود مكافحة الإرهاب.
وتشير الوثيقة، إلى أن “أي وسيلة استخبارية تستدعي الحاجة للوصول إلى الصور التي تؤمنها الأقمار الصناعية ووكالات الاستخبارات العالمية للحصول على معطيات في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
وتقترح الوثيقة المسربة جمعاً لتحليلات أمنية وسياسية ومعلوماتية من عدد من المصادر من ضمنها حكومات أجنبية ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن ضرورة التعاون مع خبراء في مجال محاربة الإرهاب والمتفجرات.
وترى “فورين بوليسي”، أن المشروع يصعب أن توافق عليه السلطات السورية ومن خلفها روسيا، بما أن من شأن هذه الخلية أن تدين القصف الروسي لفصائل المعارضة السورية.
ورفض مكتب دي ميستورا التعليق للمجلة الأميركية على الوثيقة المسربة، لكن مصدراً مقرباً من المكتب أوضح أنها “مسودة أولية تمت مراجعتها لاحقاً”.
وسخر ريتشارد غوان، وهو خبير في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام من الخطة، قائلاً إن الأمم المتحدة تخدع نفسها إن ظنت أنها قادرة على إنشاء غرفة استخبارية ذات مصداقية في سورية في ظل الظروف الحالية، حيث يحاصَر موظفو الأمم المتحدة في رقعة جغرافية ضيقة جداً في دمشق.
ويظهر من مشروع الوثيقة المسربة، أن الهدف من الخلية الاستخبارية المزعومة يبقى مساعدة النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة على إبرام مجموعة من الهدن العسكرية المناطقية المحلية، وتسهيل المهام الإنسانية، فضلاً عن تأمين المعلومات اللازمة لتقارير مجلس الأمن الدولي لتطوير الأوضاع الميدانية في سورية، بحسب وثيقة دي ميستورا.
وتنص الورقة على أن مقر البعثة يجب أن يكون في دمشق نظراً لدرجة الأمان المقبولة فيها، وتقترح تعيين مسؤول عن الخلية الاستخبارية المذكورة بخبرة عسكرية للتنسيق والإدارة حيال كل ما يتعلق بوقف إطلاق النار.
ووفق المشروع المقترح، يقوم عدد صغير من موظفي هذه الخلية الاستخبارية بقيادة محادثات محدودة حساسة مع مقاتلين على الأرض لمساعدتهم على إبرام وقف النار في مناطقهم، من دون أن تتضمن مهامهم مراقبة وقف النار، وهي المهمة التي تتركها ورقة دي ميستورا لأطراف النزاع أنفسهم. وهنا، يكرر دي ميستورا في مشروعه رأيه بأن نشر مراقبين دوليين يحمل مخاطر أمنية كبيرة للأمم المتحدة وموظفيها.
زيارة أميركية تشعل الجدل الكردي في سوريا
سعيد قاسم
نشر موقع الكتروني مقرب من رئاسة إقليم كردستان العراق، أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في “التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية” بريت ماكريغ، أبلغ المسؤولين في حزب “الاتحاد الديموقراطي” ضرورة دخول قوات “بيشمركة روج” -تابعة لـ”المجلس الوطني الكردي” المنضم إلى “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”- إلى المناطق الكردية في سوريا. و”بيشمركة روج” كانت تسمى سابقاً “بيشمركة روج آفا” والتي تعني القوات العسكرية للقسم الغربي من أراضي الأكراد (المناطق الكردية في سوريا).
وأكد المصدر بأن المبعوث الأميركي أوضح للمسؤولين في “الاتحاد الديموقراطي” خلال زيارته يومي 29 و30 كانون الثاني/يناير، إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”الاتحاد الديموقراطي”، دعم بلاده لقوات “بيشمركة روج”.
وهذا ما أكده عضو اللجنة المركزية في الحزب “الديموقراطي الكردستاني–سوريا” نوري بريمو، لـ”المدن”، موضحاً بأن ذلك يأتي تجديداً للمسعى الأميركي بدخول قوات “بيشمركة روج” إلى المناطق الكردية للاعتماد عليها في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وحماية تلك المناطق.
وأشار بريمو إلى أن الولايات المتحدة كانت قد وافقت في وقت سابق على دخول هذه القوات إلى المناطق الكردية، ولكن بسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا، تريثت في تنفيذ قرارها بشكل مؤقت.
وأضاف بريمو “حالياً هناك مخاطر على قواتهم في حال دخولها لسوريا، لهذا يجب إعطاء ضمانات بعدم استهداف تلك القوات من قبل الطيران الروسي أو التابع للنظام السوري”. وأشار إلى أن “بشمركة روج” تنتظر الاتفاق الروسي-الأميركي، بشأنها، مؤكداً أن دخولها هو مطلب أميركي في ظل عدم وجود خطط أميركية حالية لدخول بري إلى المناطق الكردية.
وهذا ما تطابق مع ما قاله المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، قبل أسبوع، من أن القادة لا زالوا يدرسون ما إذا كانوا بحاجة إلى المزيد من القوات الأميركية. وأضاف “بمجرد حصول قادتنا على الأرض على صورة واضحة، عن القدرات اللازمة لتسريع الحملة، فضلاً عن مساهمات من شركائنا في التحالف، سيكون لدينا فكرة أفضل عما إذا كانت هناك حاجة”.
إلا أن المسؤولين في حزب “الاتحاد الديموقراطي” نفوا أن يكون نقاش مسألة تلك القوات قد تمّ، مؤكدين أن زيارة المبعوث الأميركي كانت بهدف تطوير التنسيق بين “الاتحاد الديموقراطي” والولايات المتحدة، ونقله من المستوى العسكري إلى السياسي.
ونفى مستشار الرئاسة المشتركة في حزب “الاتحاد الديموقراطي” سيهانوك ديبو، لـ”المدن”، أن نقاش مسألة دخول “بيشمركة روج” قد تمّ خلال اللقاءات التي جمعتهم بمبعوث الرئيس الأميركي، مؤكداً أنهم لم يتطرقوا إلى مواضيع تخص “المجلس الوطني الكردي”، متهماً إياه بالسعي لتحقيق أجندات تركية وسعودية على حساب المطالب الكردية، ومعتبراً أن زيارة المبعوث الأميركي “صفعة موجعة لهم”.
وأوضح ديبو بأن المبعوث الأميركي أوضح لهم بأن زيارته تأتي بمثابة الاعتراف الأميركي بـ”الإدارة الذاتية”، وبالتالي توثيق التعاون الأميركي معهم. وأكد ديبو بأن توضيحات المبعوث الأميركي وزيارته للمناطق الكردية في هذا التوقيت، تتطابق مع التأكيدات التي حصلوا عليها من راعيي مؤتمر جنيف، بأن لا حل للأزمة السورية من دونهم.
وأبدى ديبو سخريته مما تم تداوله بخصوص قوات “بيشمركة روج” بالقول: “إن ما كشفوا عنه لا أساس له من الصحة وإنما من بنات مخيلتهم”، مؤكداً على موقفهم الرافض لدخول تلك القوات إلى المناطق التي يسيطرون عليها.
من جهته، نشر رئيس “الإدارة الذاتية” في منطقة الجزيرة أكرم حسو، توضيحاً حول زيارة المبعوث الأميركي، وأورد فيها النقاط التي تمت مناقشتها معه. وكشف حسو بأن وفد “التحالف الدولي” برئاسة ماكريغ، ضم معنيين بالشؤون السياسية والإدارية في دول “التحالف الدولي” بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين كبار، من بينهم المتحدث باسم قوات “التحالف” في سوريا والعراق الجنرال توماس غليران.
وبحسب حسو فإن وفد “التحالف الدولي” عقد اجتماعات مكثفة في مدينة كوباني مع ممثلي الهيئات العسكرية والإدارية والسياسية في “الادارة الذاتية” بهدف تطوير تجربتها. وأضاف بأن المبعوث الأميركي أخبرهم بأن الهدف من “جنيف-3” هو فقط وقف إطلاق النار، وكيفية إيصال المساعدات وليس الوصول إلى حل للأزمة السورية. كما أن المبعوث الأميركي قال لهم بإنهم سيكونون الممثل الوحيد للمناطق التي يسيطرون عليها عندما يحين الوقت لحل الأزمة السورية.
من جهة ثانية، يعتبر بعض المراقبين أن تطور المسألة الكردية على هامش “جنيف-3” قد يفرز اتفاقات بين الأطراف الكردية برعاية دولية، وذلك يتوافق مع تأكيد رئيس “المجلس الوطني الكردي” إبراهيم برو، بأن المسائل العالقة بينهم وبين حزب “الاتحاد الديموقراطي” خاصة مسألة دخول قواتهم العسكرية إلى المناطق الكردية السورية، لا يمكن أن تحل قبل التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية.
برو الذي وصل الى مدينة جنيف صباح الأربعاء، على الرغم من عدم عضويته في لجان التفاوض، كان قد سافر إليها من إقليم كردستان العراق، بعد لقائه برئيس الإقليم مسعود برزاني. وأوضح برو لـ”المدن”، أن الهدف من زيارته إلى جنيف، هي مساندته للممثلين الأكراد في لجان المفاوضات.
إلا أن الصحافي الكردي شيروان ملا ابراهيم، رجّح أن يتم نقاش المسألة الكردية السورية دولياً، خارج حسابات التفاوض بين وفدي النظام والمعارضة، مستنداً بذلك إلى الجدل الإعلامي الدولي الذي يثار حول مشاركة الأكراد في مؤتمر جنيف، بالإضافة إلى زيارة مبعوث الرئيس الأميركي للمناطق الكردية، بالتزامن مع سير محادثات “جنيف-3.
زيارة مبعوث الرئيس الأميركي إلى مناطق “الإدارة الذاتية” هي الأولى سياسياً من مسؤول أميركي رفيع، وتأتي لضمان التعاون العسكري من قبل “الاتحاد الديموقراطي”، من خلال تطمينه بأنه سيشارك في حل سياسي لمستقبل سوريا.
روسيا تريد الفوز على الأرض.. وفي مباحثات جنيف
تحاول روسيا دفع قوات النظام ومليشيات الحشد الشيعي، لإحراز تقدم على الأرض، شمالي حلب، وشمالي حمص، وشمالي درعا، وذلك لتحقيق مكاسب على الأرض، ومكاسب سياسية في محادثات جنيف.
وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الأربعاء، إن بلاده ستستمر في قصف سوريا حتى تتحقق هزيمة “المنظمات الإرهابية”. وقال لافروف بعد محادثات مع وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي، في مسقط: “إنني لا أرى أي سبب لإيقاف عملية القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا، طالما لم يتم إلحاق الهزيمة بالإرهابيين”. لافروف واصل انكار الاتهامات المتكررة الموجهة لروسي باستهداف فصائل المعارضة المعتدلة والمدنيين، ووصفها بأنها “عديمة الأساس على الإطلاق”.
في المقابل، اتهمت بريطانيا روسيا بمحاولة انشاء دويلة علوية للأسد في سوريا. وتبادلت بريطانيا وروسيا الاتهامات، منذ تصريح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الإثنين، بإنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بجعل الحرب السورية أسوأ من قبل، عبر قصفه لأعداء “الدولة الإسلامية”. ورفض هاموند الانتقادات الروسية له بأنه ينشر “معلومات مضللة خطيرة”، وقال إن هناك حدوداً للمدى الذي يمكن أن تبلغه روسيا، وهي تطرح نفسها كمروج لعملية السلام، في الوقت الذي تقصف فيه معارضي الأسد، الذين يأمل الغرب بأن يشكلوا سوريا الجديدة بعد رحيل الأسد.
وفي الأثناء، تواصل قوات النظام ومليشيات الحشد الشيعي تقدمها على محورين شمالي وشرقي حلب. وتمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على بلدة السين إلى الغرب من كويرس، وهي تقترب من تطويق وعزل منطقة المحطة الحرارية التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” شرقي حلب.
وتقوم الطائرات الروسية بتمهيد ناري كثيف أمام القوات المهاجمة، شمالي حلب، فقصفت صباح الأربعاء، مدن عندان وأطمان، موقعة عشرات الإصابات بين المدنيين. واستهدفت المعارضة بصاروخ “تاو” مدفع 23 للقوات المهاجمة، شمالي حلب، واستهدفت “الجبهة الشامية” عربة “شيلكا” في بلدة الزهراء.
وشهدت الفترة الماضية انخفاضاً في استخدام المعارضة المسلحة في الشمال السوري لصواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدروع. وترافق ذلك، مع بدء ظهور دبابات “T-90” الروسية شديدة التصفيح والمقاومة لمضادات الدروع، في حلب. إلا أن المعارضة تمكنت من تدمير واحدة منها، الأربعاء. نقص صواريخ “تاو” تمّ تعويضه بصواريخ “فاغوت” روسية الصنع، بحيث انخفض استخدام “تاو” خلال كانون الثاني/يناير مقارنة بكانون الأول/ديسمبر بنسبة 55 في المئة. ويشير مراقبون إلى أن المعارضة استخدمت 16 قذيفة “تاو” فقط خلال كانون الثاني.
كما دمرت المعارضة عدداً من البلدوزرات للقوات المهاجمة في حردتين شمالي حلب، باستخدام صاروخي “تاو”. وتسعى قوات النظام والمليشيات الشيعية لاقامة سواتر ترابية حديثة في المناطق التي تستولي عليها شمالي مدينة حلب، خلال محاولتها فك حصار بلدتي نبل والزهراء، واحكام حصار المعارضة في مدينة حلب. كما دمرت المعارضة عربتي “BMB” وعربة ذخيرة وفان صغير. وتمكنت المعارضة خلال الساعات الماضية من تدمير دبابتين حاولتا الخروج من بلدة نبل. وتعتمد قوات النظام والمليشيات، في شمال وشرق حلب على الاستراتيجية ذاتها، وهي فتح جبهات على الطرق الرئيسية، واستنزاف المعارضة عبر القصف الجوي الروسي.
وكشفت صور عن اطلاق مليشيا “حزب الله” صواريخ باليستية تكتيكية من نوع “SS-21” على مدينة أعزاز شمالي حلب.
وأغار الطيران الروسي على مدن وبلدات الرستن وتلبيسة وأم شرشوح وغرناطة في حمص، وأطلقت قوات النظام ومليشيات الحشد الشيعي محاولة جديدة للاستياء على كيسان بغرض فصل بلدة الحولة عن الرستن. كما شهدت بلدة عتمان في درعا قصفاً روسياً كثيفاً، لدعم قوات النظام على الأرض.
جنيف: محاولة لكسر رتابة المؤتمر..بتشكيل مجلس نسائي
دينا أبي صعب
يبدو أن الملل صار الجزء غير المرئي المرافق لمؤتمر “جنيف-3″، بعدما دخلت جلسات الحوار في حال من المراوحة، وانصرف الصحافيون الى الهواتف النقالة بانتظار خروج تصريح أو متحدث، فيما يئس عمال مقهى الصحافيين من لملمة الاكواب نصف الفارغة بوتيرة حثيثة طيلة النهار، خصوصاً وأن رواد المؤتمر الطارئون، تجاوزوا الاصول السويسرية القائلة “اخدم نفسك بنفسك”.
ملل داخل المقر الاممي، وفي الحديقة الخارجية حيث عربات النقل المباشر، عاكسته عاصفة من اللقاءات والاجتماعات، ثابرت الوفود الدبلوماسية على ازكائها، بعد حضور عشرات الدبلوماسيين من جنسيات وبعثات متفرقة من الاقليم والعالم، لمواكبة الغليان الدائر أسفل جليد “جنيف-3”.
خمسة أيام من المراوحة في محادثات جنيف، خرقها اجتماع واحد على جدول أعمال المؤتمر في مقر الأمم المتحدة، بين المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ورئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، قال بعده إن “الأمور الشكلية ليست جاهزة بعد وأن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسمياً. مازلنا في الاجراءات التحضيرية بانتظار معرفة مع من سنتحاور، ومن يمثل المعارضة، وماذا عن أجندة الاجتماعات” التي لم تضع الامم المتحدة جدولاً واضحاً حولها.
في المقابل، دخل وفد الهيئة العليا للتفاوض، العملية الشائكة في جنيف بحالة من التراخي وانعدام القرار، بعدما فشل في تحقيق مكاسب منذ وصوله الى المدينة السويسرية، خصوصاً أن المطالب الانسانية التي يصر على تحقيقها قبل الدخول في النقاش السياسي تواجه بجدار عال من الرفض من قبل وفد النظام، الذي لم يبد حتى الان اي استعداد لمناقشة اي تفصيل، في اي ملف، قبل اتضاح المشهد الحواري بشكل عام ومعرفته، بالاسماء، الشخصيات التي ستحاوره من الجهة المقابلة.
على الرغم من ذلك، قالت المعارِضة هند قبوات لـ”المدن”، إن “لائحة باسماء خمسة الاف سيدة معتقلة قدمت للامم المتحدة، وان هذه اللائحة اطلع عليها الجانب الروسي”، وتحدد هذه اللائحة اولوية الافراج عن عدد من المعتقلات ليتم اطلاقهن في مرحلة اولى.
من جهته، قال سفير الائتلاف السوري في باريس، عضو وفد الهيئة العليا منذر ماخوس، لـ”المدن”، إن “لوائح اخرى سبق وقدمت في المفاوضات السابقة”، ولفت إلى أن “فريقه مصمم على تحقيق تقدم في الشأن الانساني، وعلى المجتمع الدولي والامم المتحدة القيام بدورهم في تطبيق القرار الدولي 2254، لأن صمت الدول المصادقة على هذا القرار أدى الى السماح بارتكاب المزيد من الجرائم”.
واتهم بيان للهيئة العليا، النظام السوري وحلفاءه، برفض تطبيق البندين 12 و13 من قرار مجلس الامن 2254، وانه “يقوم بتصعيد غير مسبوق في الاعتداءات الوحشية خلال لقاء وفده مع دي ميستورا، في استهانة واضحة بالعملية السياسية ومقتضياتها ورعاتها من خلال عمليات القصف المكثفة على مدينة حلب وخاصة ريفها الشمالي بإستخدام الطيران الروسي ومختلف انواع الأسلحة”.
وكان من المقرر ان يجتمع دي ميستورا مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات في مقر الامم المتحدة، لكن الاجتماع لم يتم، وقالت فرح الأتاسي من وفد الهيئة المفاوض إن المعارضة “لن تعقد اجتماعا مع دي ميستورا الثلاثاء”. وأضافت “قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها، لا نريد اعادة الكلام نفسه مع موفد الأمم المتحدة”.
وبينما أوحت مصادر المعارضة بإمتناع فريقها عن حضور الاجتماع، قال مصدر نافذ في الامم المتحدة لـ”المدن”، إن “الاجتماع لم يلغ، انما تم تأجيله الى ان يصل كامل فريق المعارضة”، وفي حين لم يفصّل المصدر معنى هذه الاجابة، علمت “المدن” ان اجتماعات بين دي ميستورا، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أعادت مناقشة طرح وفدين للمعارضة، أحدهما تابع للهيئة العليا وآخر لـ”العلمانيين الديموقراطيين”. وبحسب المعلومات، يبدو أن هذه الصيغة هي الاقرب للاعتماد في المفاوضات، ويفترض ان تجتمع لائحة “العلمانيين الديموقراطيين” في مقر الامم المتحدة مع دي ميستورا، الاربعاء، “بغض النظر اذا ما وافق هيثم مناع (الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية) حضور الاجتماع ام لا”. وحسب المصادر، فإن الانقسامات بين مناع و”العلمانيين والديموقراطيين” قائمة على اساس تقاسم المقاعد بين فريق “مجلس سوريا الديموقراطية” من جهة، وبين فريقي “منتدى موسكو” و”لقاء الاستانة” من جهة ثانية. وأعلن مناع بعد لقاء جمعه مع غاتيلوف قبل ظهر الثلاثاء، إنه يرفض الاملاءات الخارجية والتدخل بتشكيل الوفد.
إلى ذلك، لم يعلن مكتب دي ميستورا عن اجتماعات الاربعاء، إلا أنه أكد في بيان نيته إرسال دعوات لممثلي المرأة والمجتمع المدني في سوريا، للمساهمة في المحادثات السورية. وقال البيان إن انضمام منظمات المرأة والمجتمع المدني ستوفر “الافكار الحيوية و الرؤية للمحادثات، من خلال طرح آراء وتوصيات تمثل قطاعات هامة من المجتمع السوري”. وأضاف انه بموجب التوجيهات التي قدمها قرار مجلس الأمن 2254، قام دي ميستورا، بإنشاء مجلس استشاري نسائي مستقل يتبع لمكتبه، ويفترض ان يفسح هذا المجلس المجال لتعبير النساء السوريات عن قلقهن وإيصال أفكارهن وكذلك توصياتهن، التي تغطي جميع الموضوعات التي تتم مناقشتها خلال المحادثات، للنظر فيها. ويتألف المجلس من 12 امرأة تم اختيارهن من قبل منظمات للمرأة السورية عبر عملية تشاورية. وأشار الى أن منظمات نسائية أخرى ستساعد في الجهود التي يبذلها المجلس الاستشاري من خلال آلية التناوب.
حلب تواجه شبح الحصار بدعم عسكري روسي ومراقبون يعتبرونه فضيحة لأصدقاء سوريا
أسماء العتيبي
بدأت قوات النظام السوري وحشد المليشيات الشيعية وبدعم جوي روسي كبير، عملية عسكرية برية واسعة، فجر الإثنين، في ريف حلب الشمالي. وتمكنت القوات المهاجمة من التقدم لتسيطر على قرى وبلدات تل جبين ودوير الزيتون ومعرستة الجهاد، بالإضافة إلى عدد من المواقع المتقدمة التي كانت تتمركز فيها المعارضة، إلى الشرق من حيان وحردتنين.
ونشرت قناة العالم الإيرانية فيديو لما قالت أنها دبابة روسية (تي-90) تشارك في العمليات، وهو ما قد يعتبر إشارة على تلقي قوات النظام دعما بريا روسيا.
وتسعى قوات الأسد لفك حصار بلدتي «نبل» و«الزهراء»، المواليتان للنظام، لتتمكن من فرض حصار كامل على أحياء حلب الخاضعة للمعارضة المسلحة، إلى جانب بعض المدن التي دخلت مع هذه الأحياء في الحصار، مثل عندان وحريتان وكفر حمرة.
وسبق أن شنت قوات النظام حملة مشابهة العام الماضي، وانتزعت ذات القرى التي سيطرت عليها اليوم، لكن فصائل المعارضة استعادت ما خسرته وأفشلت مخططات النظام آنذاك.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن 16 قتيلا سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية في صفوف «قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية»، فيما قتل من «الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)» ما لا يقل عن 23 عنصرا قضوا في اشتباكات وغارات جوية وضربات صاروخية ومدفعية مهدت لتقدم النظام في ريف حلب الشمالي.
ولفت المرصد أيضا إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا بينهم 5 مواطنات واثنان من متطوعي الهلال الأحمر جراء قصف لطائرات حربية استهدف عندان وقرية الطامورة ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي.
وعرضت قناة الجزيرة الفضائية تقرير أكد «نزوح أكثر من 5 آلاف عائلة سورية بريف حلب بعد الهجوم الذي شنه جيش النظام».
المعارضة السورية تطالب بإجراء دولي لوقف قصف حلب
وبينما تلتهب حلب بنيران النظام والطيران الروسي تشهد أروقة الأمم المتحدة برودا دبلوماسيا ولقاءات لا تزال تراوح مكانها، ما جعل الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في المحادثات التي تستضيفها جنيف بهدف إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية تدين قيام القوات الحكومية السورية وبدعم من الضربات الجوية الروسية بالتقدم نحو خطوط الإمداد الرئيسية لمسلحي المعارضة في مدينة حلب، وتطالب في بيان لها الثلاثاء بـ«إجراء واضح وفوري من جانب المجتمع الدولي» في هذا الصدد.
وقالت اللجنة: «من خلال هذا الإجراء فقط، سيمكن الاستمرار في العملية السياسية»، مضيفة أن قراراتها «سوف تعتمد على ما سيحدث في هذا الشأن».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن الطيران الحربي الروسي الذي يدعم القوات السورية، قد نفذ نحو 320 ضربة جوية منذ يوم الاثنين الماضي.
نشطاء يدينون
قصف حلب أشعل صفحات التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء ومثقفون بإجراء دولي واضح لوقف هذا العدوان، مؤكدين أن سقوط حلب فضيحة للدول المعروفة بأصدقاء الشعب السوري.
الكاتب والمحلل السياسي محمد مختار الشنقيطي قال «إذا استطاعت قوات الأسد وإيران إحكام حصار حلب فسيكون ذلك ضربة موجعة للثورة السورية وفضيحة مدوية للدول المعروفة – رياء – بأصدقاء الشعب السوري».
أما الكاتب الصحفي السوري بسام جعارة فقلل من خطر الضربات الجوية على حلب قائلا «عندما بدأت الثورة كانت سوريا محتلة من بحرها إلى باديتها ولم يكن شعبنا يملك السلاح ولم نستسلم، الأهم الأن هو أن لا يعم الذعر واليأس لأن روسيا ومن معها تحتاج إلى 100 سنة للتمكن من احتلال أرضنا».
بدوره قال الشاعر السوري« أنس الدغيم» «حلب في خطر فعلى المبادرات أن تنصرف إلى التوحّد على الجبهات لا إلى تأهيل الفاشلين و المزاودات .#يا_قادة_الفصائل_اعتصموا».
وكان وفد المعارضة السورية قد رفض أمس الثلاثاء الاجتماع مع «دي ميستورا»، مصرا على تحقيق مطالب في المجال الإنساني حددها في 3 نقاط هي: «رفع الحصار عن بلدات، والإفراج عن معتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي ومن قبل النظام».
المصدر | الخليج الجديد + متابعات
دي ميستورا يلتقي المعارضة ويحذر من فشل المباحثات
بدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لقاء مع وفد المعارضة السورية في جنيف، في حين ينتظر الوفد وصول رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، بينما رأى رئيس وفد النظام أن المحادثات ستطول.
وأكد مراسل الجزيرة مساء اليوم الأربعاء أن دي ميستورا بدأ لقاء مع وفد المعارضة، وذلك بعد أن ألغى الوفد لقاء كان مقررا على جدول الأعمال في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بسبب عدم تقديم دي ميستورا إجابات عن مجموعة أسئلة كانت قد وجهتها المعارضة إليه ليقدمها إلى وفد النظام السوري.
كما سبق أن أعلن الوفد وقف المباحثات في انتظار تحقق مطالب في المجال الإنساني، وأجملها في “رفع الحصار عن بعض البلدات والإفراج عن بعض المعتقلين ووقف الهجمات على المدنيين بواسطة الطيران الروسي وهجمات النظام”.
وطالب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية رياض نعسان آغا مجلس الأمن بالانعقاد لوضع حد للانتهاكات الروسية، وقال للجزيرة إن النظام السوري وروسيا وإيران يشنون حملة على حلب وريفها على نحو لم يحدث طوال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف أن وفد المعارضة لن ينسحب من المفاوضات ولكنه قد يعلق المفاوضات إذا واجه طريقا مسدودا، معتبرا أن تصعيد النظام إما أن يكون استهزاء بما يحصل في جنيف وإما أن يكون عدم احترام للاتفاق الدولي بشأن بدء المباحثات وتطبيق القرار رقم 2254.
في الأثناء، ينتظر وفد المعارضة وصول حجاب إلى جنيف اليوم للانضمام إلى المباحثات غير المباشرة، وقال دبلوماسي غربي إن وصول حجاب سيعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة.
من جهته، قال كبير المفاوضين في الوفد محمد علوش إنه ليس متفائلا بشأن المفاوضات، وأضاف “المشكلة ليست مع دي ميستورا ولكن مع النظام المجرم الذي يفتك بالأطفال، وروسيا التي تحاول دائما أن تقف في صف المجرمين”.
وفد النظام
في المقابل، اعتبر وفد النظام مجددا أن المعارضة “غير جدية” في المحادثات، مشيرا إلى عدم وجود أجندة للاجتماع، وقال رئيس الوفد بشار الجعفري إن مرحلة المحادثات التحضيرية ستستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع.
وأضاف أن الوفد لا يعلم من سيكون محاوروه أو عدد الوفود التي سيقابلها أو جدول الأعمال أو الأسماء الكاملة للمشاركين، وأن المعلومات المأخوذة من دي ميستورا تبين أن الكثيرين لم يصلوا بعد.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه المبعوث الدولي أن الانهيار الكامل للمحادثات محتمل دوما، وحذر من أنه إذا وقع الفشل هذه المرة فلن يعود هناك أمل.
وشدد دي ميستورا في حديث تلفزيوني على محاولته ضمان عدم فشل المحادثات، مشيرا إلى أن لموسكو وواشنطن مصلحة في إنهاء الصراع بسوريا.
من جانبه، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي إن محاربة ما سماه “الإرهاب والقضايا الإنسانية” ستكون من أولويات المفاوضات السورية في جنيف، مشيرا إلى أن الأهم الآن هو بدء المفاوضات من دون شروط مسبقة.
وقبل ذلك نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن غاتيلوف قوله إن موسكو مستعدة للتنسيق مع واشنطن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا. وأضاف أنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام من دون مشاركة الأكراد في المحادثات.
أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فدعا موسكو إلى وقف القصف خلال المحادثات، وقال بعد اجتماع في روما لدول مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية “نحن نبدأ المحادثات.. وصلنا إلى الطاولة ونتوقع وقف إطلاق النار”.
لندن تستضيف غدا مؤتمر مانحين حول سوريا
يبحث مؤتمر المانحين حول سوريا غدا، بالعاصمة البريطانية، سبل توفير التمويل من أجل تلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل للمتضررين من الأزمة السورية، بينما تعهدت برلين بتقديم نصف مليار يورو إضافية لدعم ضحايا النزاع السوري.
ويشارك في المؤتمر -الذي ينظم بشكل مشترك من قبل كل من بريطانيا وألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة- زعماء أكثر من سبعين دولة ومؤسسة دولية ومنظمات مجتمع مدني وشركات خاصة.
وتشير الحكومة البريطانية إلى أن جمع المساعدات المالية لن يكون كافياً في المؤتمر، بل هو يهدف أيضا إلى تحقيق فرص التعليم والعمل للسوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة فإن 13.5 مليون شخص في سوريا بحاجة للمساعدات الإنسانية، يضاف إليهم 6.5 ملايين نزحوا من مناطقهم داخل البلاد، وإن أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون لاجئون يعيشون في مخيمات بدول الجوار، بخلاف ثمانية ملايين طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية، بينهم مليونان يعيشون في المخيمات. كما تشير تقديرات أممية لمقتل أكثر من ربع مليون سوري جراء الحرب الدائرة.
إلى ذلك، تعتزم الحكومة الألمانية التعهد للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأممية بنصف مليار يورو إضافية لدعم ضحايا النزاع السوري.
وذكرت صحيفة “راينيشه بوست” الألمانية الصادرة اليوم -استنادا لمصادر حكومية- أن المستشارة أنجيلا ميركل تعتزم إعلان ذلك خلال مؤتمر المانحين.
مساهمة أميركية
وترتفع بذلك المساعدات الألمانية للمفوضية خلال العام الجاري لمليار ونصف مليار يورو.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يتعين على المجتمع الدولي المساهمة بأكثر من سبعة مليارات يورو لتخفيف معاناة ضحايا الأزمة السورية.
وتُعد ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي أكبر الجهات المانحة والممولة لأكثر من 60% من فعاليات برنامج الإغاثة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
في السياق، قال بيان صادر عن البيت الأبيض الأميركي إن الرئيس باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في اتصال هاتفي أن “وزير الخارجية جون كيري يمثل واشنطن في المؤتمر المزمع عقده غدا، والذي يعلن عن مساهمة كبيرة وجديدة لجهود دعم الإغاثة المقدمة للاجئين”.
والجدير بالذكر أن ثلاثة مؤتمرات مانحين لسوريا استضافتها الكويت خلال السنوات السابقة، حيث جُمع في المؤتمر الأول عام 2013 مليار ونصف مليار دولار، وفي الثاني عام 2014 جُمع 2.4 مليار، وفي مؤتمر العام الماضي جُمع 3.8 مليارات.
صحيفة: جيش الإسلام منفتح على حل سياسي بسوريا
قال قائد بإحدى فصائل المعارضة المسلحة ممن تصفها الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون بالإرهابية، إنه سيقبل بحل سياسي لوضع حدٍّ للحرب التي تدور رحاها في بلاده، بينما تسعى الأمم المتحدة جاهدة لإطلاق مفاوضات السلام في جنيف السويسرية.
وذكرت صحيفة وول ستريت الأميركية في عددها اليوم الأربعاء أن ظهور محمد علوش -وهو أحد قادة تنظيم جيش الإسلام المعارض- في جنيف كواحد من ثلاثين عضواً في وفد المعارضة السورية، أشاع مزيداً من الخلاف في أجواء المفاوضات المشحونة بالتوتر أصلاً.
ويُعتبر جيش الإسلام واحداً من أكبر الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا، ويتألف من نحو عشرة آلاف مقاتل، كما يحظى بدعم المملكة العربية السعودية. وأراد نظام الرئيس بشار الأسد ومناصروه إقصاءه من المفاوضات، إلا أن مسؤولين غربيين يرون في انخراط أناس مثل علوش وآخرين ممن يُعدون من المعارضة المعتدلة “أمراً ضرورياً إذا أُريد لأي اتفاق أن يوضع موضع التنفيذ”.
وقد شاب البطء عملية المفاوضات حتى في الإعلان عن بدئها. وقد وضعت المعارضة شروطاً قبل انطلاق المفاوضات، من بينها تحديد فترة لانتقال السلطة، والسماح بدخول مواد الإغاثة إلى المناطق المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وفي مقابلة أجريت معه، قال علوش إنه وافق على قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجيز الشهر الماضي والذي رسم ملامح حل سياسي لصراع دام خمس سنوات حتى الآن في سوريا. وأكد “لقد أعلنا أننا نؤيد القرار 2254”.
ويدعو القرار الدولي إلى عقد مفاوضات تقود إلى تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، وصياغة دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات خلال عام واحد بعد ذلك. وفي المقابل، توافق كل الأطراف -بمن فيها نظام بشار الأسد وجماعات المعارضة كجيش الإسلام- على وقف لإطلاق النار يشمل كل القطر.
وقال علوش بلهجة صارمة “أتحدى أن يوافق بشار (الأسد) والرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين على هذا القرار بالكامل وتنفيذه برمته على الأرض.. لا أظنهم سيقبلون ذلك على الإطلاق”.
كما تطالب المعارضة بإجراءات لبناء الثقة تتضمن رفع الحصار عن المناطق الخاضعة لسيطرتها، ووقف القصف الجوي -خصوصا ذلك الذي تشنه روسيا- وإطلاق سراح المعتقلين.
وبنظر صحيفة وول ستريت، فإن التغلب على كافة أشكال العداء بين الأطراف المتصارعة في الحرب السورية وانعدام الثقة الذي تراكم طوال أكثر من خمس سنوات من المعارك، ربما يمثل “تحدياً هائلاً أصعب مما كانت تتوقعه القوى العالمية”.
وقال محمد علوش إن “الروس قتلوا قائدنا وهناك دم بيننا الآن”. وتابع قائلا إن الصواريخ الروسية قتلت ابن عمه وصهره زهران علوش مؤسس تنظيم جيش الإسلام، في هجوم تبناه النظام السوري يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
جنيف.. دي ميستورا يفاجئ الطرفين باقتراح وقف إطلاق النار
جنيف – حسين قنيبر
انقضى اليوم الخامس على بدء مفاوضات جنيف 3 حول الأزمة السورية دون أن يلوح في الأفق ما يشير إلى انطلاقة فعلية لها، فهي لا تتقدم ولا تنهار، في ظل عدم رغبة أي من الطرفين في الانسحاب كي لا يقدم إلى الطرف الآخر ذريعة لاتهامه بإفشال المفاوضات التي قال مراقبون ومفاوضون إنها أقرب إلى المشاورات منها إلى عملية تفاوض حقيقية.
وفي كواليس التفاوض، علمت “العربية.نت” أن المبعوث الأممي فاجأ وفدي النظام والمعارضة بعرض اقتراح وقف لإطلاق النار عليهم، فيما كان المطروح فقط إجراءات إغاثية وإنسانية وأمنية، مثل رفع الحصار، ووقف القصف على التجمعات السكنية، وإطلاق معتقلين بدءاً بالنساء والأطفال.
مقر الأمم المتحدة شهد صباح الثلاثاء لقاء بين وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وفيما كان الأخير ينتظر أن يلبي وفد المعارضة دعوته للحضور إلى مقر الأمم المتحدة عند الخامسة مساء فوجئ بمؤتمر صحافي ظهراً لوفد المعارضة، يركز فيه على الوضع الميداني في سوريا، وعلى تكثيف القصف بشكل غير مسبوق من قبل الروس وقوات النظام في عدة مناطق، خصوصاً في حلب.
وفوجئ دي ميستورا مرة ثانية عندما لم يحضر وفد المعارضة إلى لقائه في الموعد المقرر وذلك لسببين، كما قال معارضون لـ”العربية.نت”: الأول أن المبعوث الأممي لم يوجه الدعوة إلى المعارضين مباشرة، بل خلال مؤتمره الصحافي مساء الاثنين، والسبب الثاني والأهم هو أنه لا يمكن التفاوض فيما تكثفت وتيرة الغارات الجوية الروسية والسورية (لقوات النظام) بشكل غير مسبوق، حيث بلغ عددها 210 غارات خلال 5 ساعات فقط (بين العاشرة صباحاً والثالثة من بعد ظهر الثلاثاء).
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في لقاء حضرته “العربية.نت” إن المعارضين يعتقدون أن النظام، وبدعم روسي، يريد تكثيف القصف لدفع المعارضة نحو الانسحاب من المفاوضات وتحميلها تالياً مسؤولية فشل جنيف 3.
ومساء الثلاثاء، أوفد دي ميستورا ممثلاً عنه إلى الفندق الذي ينزل فيه أعضاء وفد المعارضة، حيث وجه إليهم دعوة جديدة للحضور إلى مقر الأمم المتحدة عند الخامسة من مساء الأربعاء، فأبلغوه أنهم سيعقدون اجتماعا تشاورياً لاتخاذ القرار المناسب. وبعد انتهاء اللقاء وصل إلى الفندق نفسه سفراء مجموعة الدعم الدولية حول سوريا، وكان نقاشا حول التعثر الحاصل وسبل تجاوزه.
وعلمت “العربية.نت” أن موفد دي ميستورا حمل إلى المعارضة سؤالين وجههما رئيس وفد النظام السوري، الأول: مَن هو وفد المعارضة الذي سنفاوضه وهل هو وفد واحد أو اثنان أو أكثر؟ فجاء جواب المعارضة أن الوفد الوحيد الذي يمثل المعارضة هو الذي سمّته الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، في إشارة إلى عدم اعتراف الهيئة بصحة تمثيل وفد “الديمقراطيين العلمانيين” المدعومين من موسكو، والذي يضم شخصيات، أبرزها قدري جميل وهيثم مناع ورندة قسيس وإلهام أحمد.
أما السؤال الثاني الذي طرحه رئيس وفد النظام السوري على دي ميستورا ونقله موفده إلى وفد المعارضة فهو: لماذا لم يصدر أي بيان أو تصريح عن المعارضة يستنكر تفجيرات حي السيدة زينب قبل يومين والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين، في حين أن مجلس الأمن أصدر بيان استنكار (كما وصفه بشار الجعفري)؟
جواب المعارضة أنها استنكرت التفجيرات نافيةً، من جهة أخرى، اتهام النظام لها بعدم الجدية في التفاوض.
مسؤول أميركي رفيع المستوى قال من جنيف، حيث يشارك في اتصالات مع الروس لتذليل العقبات، إن بلاده تتفهم مطالبة المعارضة بوضع أسس للعملية السياسية كضمانة لنجاح وقف إطلاق النار كي لا يستغله النظام لتعزيز وضعه عسكرياً.
في المقابل، قالت أوساط وفد النظام إن “تركيز المعارضة على إطلاق سجناء، ورغم استعدادنا للتجاوب في هذا المجال، يدفعنا إلى التذكير بأن لدينا مختطفين لدى المعارضة أيضاً، هم يطالبون بمعتقليهم لدينا ونحن نطالب بمختطفينا لديهم، يتحدثون عن نساء معتقلات ونحن نؤكد وجود نساء مختطفات لديهم، وحسن النية في هذا المجال يجب أن يكون متبادلا”.
المعارضة السورية: محادثات جنيف تدور في حلقة مفرغة
دبي- قناة العربية
أعلنت المعارضة السورية على لسان المتحدث باسمها من جنيف منذر ماخوس إنه ليس هناك أي تقدم في مسار المفاوضات الجارية .
وقال ماخوس في لقاء مع “العربية” إن دي ميستورا لن يأتي بجديد. إلى ذلك اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن المحادثات السورية المنعقدة في جنيف تمثل آخر أمل، وإن الانهيار الكامل لها أمر محتمل، لكنه اعتبر أنه يتعين فعل كل ما يمكن لإنقاذ المحادثات .
وقال ماخوس: “كنا نتوقع أن تكون هناك ضغوط على النظام من قبل الدول الحليفة له، لكن بالمقابل الضغوط نحن حصلنا عليها البارحة واليوم، من خلال العمليات غير المسبوقة من القصف الروسي وسياسة الأرض المحروقة، ربما تكون هناك نوايا لتعطيل العملية السياسية”.
وتطابقت مطالب المعارضة مع تصريحات حادة لوزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، انتقد فيها روسيا واتهمها بالسعي إلى استغلال عملية السلام لاقتطاع دويلة للأسد عبر قصف المعارضة.
انتقادات هاموند، استقبلتها موسكو بتصريحات لنائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف حول الاستعداد للتنسيق مع واشنطن لوقف إطلاق النار في سوريا.
الجعفري: لا نعلم مدة مرحلة المحادثات التحضيرية
الجعفري: المعارضة لم تحترم المواعيد وغير جادة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام بجنيف، بشار الجعفري، الأربعاء، إن مرحلة المحادثات التحضيرية ستستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع.
وأضاف أنه يبدو أن المرحلة الأولى ستستغرق وقتا أطول من المتوقع ولا يعلم الوفد الحكومي متى ستنتهي، وفقا لوكالة “رويترز”.
وتابع أن الوفد لا يعلم من سيكون محاوروه أو عدد الوفود التي سيقابلها أو جدول الأعمال أو الأسماء الكاملة للمشاركين، مضيفا أن المعلومات المأخوذة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، تبين أن الكثيرين لم يصلوا بعد.
وطلب الجعفري، في وقت سابق، من دي ميستورا تزويده بأسماء الوفود التي تمثل المعارضة السورية.
وناقش الجعفري مع دي ميستورا، في إطار محادثات جنيف غير المباشرة الساعية إلى حل النزاع السوري، أهمية هذه المرحلة التحضيرية للمفاوضات، مع التأكيد على أن المسائل الإجرائية الهامة لم تعالج بعد.
وأوضح الجعفري عقب لقاء دي ميستورا، بأن الحكومة السورية تنتظر إدانة المعارضة لمجزرة “السيدة زينب”.
وكان دي ميستورا قد أعلن، الاثنين، انطلاق المحادثات غير المباشرة بشكل رسمي بين طرفي الصراع السوري.
وكان المبعوث الدولي أجل الاجتماع مع وفد دمشق، من أجل لقاء المعارضة التي تصر على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن قبل بدء المفاوضات، ومن بينها إنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين ووقف قصف المدنيين.
بعد سيطرة النظام على مناطق استراتيجية في حلب.. الجعفري: التحضير للحوار سيستغرق وقتا أطول من المتوقع
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعلن رئيس وفد النظام السوري في جنيف، بشار الجعفري، الأربعاء، أن “المرحلة التحضيرية للحوار ستستغرق على الأرجح فترة أطول من المتوقع،” وشدد على أن وفده لم يقبل بشروط أي طرف في المحادثات قبل القدوم إلى جنيف.
وقال الجعفري: “إن المعلومات المأخوذة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، تُظهر أن الكثيرين لم يصلوا بعد إلى جنيف،” حسبما نقل موقع التلفزيون السوري الرسمي. وأكد على أن وفد النظام جاء إلى جنيف دون الامتثال إلى أي شروط مسبقة من الأطراف المشتركة في المحادثات.
ويأتي ذلك بالتزامن مع نقل وسائل الإعلام السورية المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، لهجوم شنه جيش النظام مدعوما بطائرات روسية، تمكن من خلاله السيطرة على مناطق استراتيجية شمال مدينة حلب.
ما أثار استنكار المعارضة السورية، إذ قال وفدها في مؤتمر صحفي من جنيف: “إن النظام وحلفاؤه يصعدون عملياتهم العسكرية بالتزامن مع مباحثات جنيف، ليلة أمس لم ينم الناس وقال لنا أهلنا إن حجم طلعات الطيران الروسي وعمليات قصف النظام غير مسبوقة.. نحن نستغرب هل يريدون بهذا القصف الضغط علينا هنا في جنيف؟”
الهيئة العليا للمفاوضات تطالب بضغوط دولية على روسيا لإيقاف غاراتها
روما (3 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
طالبت الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض لقوى الثورة والمعارضة السورية، “الدول الصديقة للشعب السوري”، بـ”الضغط على روسيا التي وقعت مع بقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على القرار 2254 من أجل إيقاف هجماتها المتوحشة ضد المدنيين العزل” في سورية
وأعلن المكتب الإعلامي للإئتلاف، أن ذلك جاء في لقاء جمع أعضاء الهيئة العليا مع ممثلي دول أصدقاء الشعب السوري لبحث تطبيق البندين 12 و 13 من قرار مجلس الأمن 2254، مساء أمس الثلاثاء في مدينة جنيف السويسرية
وذكر أن “أعضاء الهيئة أكدوا على أن تنفيذ البندين يجب أن يبدأ قبل العملية التفاوضية، وهي حق مشروع للشعب السوري، مشددين على أن الواجب الأخلاقي متحتم على المجتمع الدولي للضغط على روسيا لإيقاف اعتداءاتها على المدنيين”.
وأبدى “أعضاء الهيئة رفضهم لمحاولات روسيا ونظام الأسد جعل جنيف غطاء لممارساتهم العسكرية وقصفهم للمدنيين والبنى التحتية، بحجة محاربة تنظيم داعش، وأن ما يجري هو جريمة حرب ضد الإنسانية مكتملة الأوصاف القانونية”.
وأشار كبير المفاوضين محمد علوش إلى أن “العملية السياسية مهمة جداً بالنسبة للهيئة لكنها ليست أثمن من دماء الشعب السوري”. وأوضح “نظام الأسد هو من يقوّض فرص الوصول إلى العملية التفاوضية، برفضه تنفيذ الشروط الإنسانية، التي وصفها المبعوث الدولي” بـ “المحقة”، وهي “فوق العملية التفاوضية، ويجب ألا تكون مرتبطة بالمسار السياسي، وأن حقوق الحياة للشعب السوري لا تناقش على طاولات السياسة.”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف
مسؤول بالجيش السوري يعلن فك حصار المعارضة عن قريتين شيعيتين في حلب
بيروت (رويترز) – قال مسؤول بالجيش السوري يوم الأربعاء إن القوات الحكومية وحلفاءها فكوا حصار المعارضة المسلحة لقريتين شيعيتين في شمال غرب محافظة حلب.
وقال المسؤول لرويترز مشيرا لجماعة حزب الله اللبنانية وفصائل أخرى تقاتل إلى جانب القوات الحكومية “الجيش السوري وحلفاؤه أنهوا تماما الحصار على نبل والزهراء.”
وأذاع حزب الله -وهو حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد- عبر قناة المنار التلفزيونية التابعة له لقطات للمعارك. كما أذيعت أيضا لقطات على قناة الميادين التي تبث من لبنان وتدعم بدورها الحكومة السورية.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
تلفزيون المنار: الجيش السوري يكسر حصار المعارضة على بلدتين شيعيتين
عمان (رويترز) – قال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية يوم الأربعاء إن الجيش السوري وحلفاءه كسروا حصارا تفرضه المعارضة المسلحة على بلدتي نبل والزهراء في شمال غرب سوريا.
وذكر التلفزيون أن الانفراجة جاءت بعد أن فتح الجيش طريقا من البلدتين كان قد سيطر عليه في هجوم كبير في شمال حلب خلال الأيام القليلة الماضية.
وتدعم جماعة حزب الله الجيش السوري.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)
عرب وأكراد يستعيدون قرية في شمال العراق من تنظيم الدولة الإسلامية
أربيل (العراق) (رويترز) – استعاد مقاتلون من العرب السنة مدعومون بقوات كردية وغارات جوية تقودها الولايات المتحدة قرية في شمال العراق يوم الأربعاء في تحرك يظهر التعاون العسكري الفعال على الأرض بينهم في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال قادة عرب وأكراد إن الهجوم بدأ في منطقة مخمور جنوبي أربيل في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء وأسفر عن استعادة قرية كوديلة في إطار سلسلة عمليات لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.
وكانت القوات الكردية قد دفعت التنظيم المتشدد للتقهقر في شمال العراق لكنها أحجمت عن المضي قدما في أراض تسكنها أغلبية من العرب خوفا من أن يعتبرها السكان قوة احتلال مما يثير رد فعل معاكسا.
وكان السكان العرب السنة يتدربون في منطقة مخمور كجزء من قوات الحشد الشعبي وهي ائتلاف من مقاتلين أغلبهم من الشيعة يرغب رئيس الوزراء حيدر العبادي في إدراج جماعات سنية بين صفوفها.
وقال قادر قادر قائد قوات البشمركة الكردية “لديهم خطة لتحرير كل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون بالتنسيق مع البشمركة وبدعم من طائرات التحالف.”
وقال أحد رجال البشمركة في اتصال هاتفي من كوديلة سمعت خلاله أصوات نيران مدفعية ثقيلة في الخلفية إن تنظيم الدولة الإسلامية نشر ثلاث سيارات ملغومة يقودها انتحاريون لصد الهجوم وإن ثمانية مقاتلين على الأقل قتلوا.
وقال الشيخ فارس السبعاوي أحد ثلاثة قادة للحشد الشعبي في المنطقة إنه رأى أشلاء مقاتلين متناثرة حول القرية التي كانت تطلق منها صواريخ على مخمور.
وأضاف أن الحشد الشعبي استعاد قرية أخرى في المنطقة بالتنسيق مع البشمركة قبل أيام. وأضاف أنهم يعملون كفريق واحد.
وتابع أن قوات الحشد الشعبي ستتقدم باتجاه القيارة معقل تنظيم الدولة الإسلامية الواقع على مسافة عشرة كيلومترات إلى الغرب. ومن شأن ذلك زيادة الضغوط على الموصل التي يسيطر عليها التنظيم وهي أكبر مدينة في شمال العراق والتي يفرض البشمركة حصارا جزئيا عليها.
ويقول مسؤولون عرب وغربيون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يسعى لقتال التنظيم المتشدد لاستعادة الموصل هذا العام وذلك بالتعاون مع القوات العراقية النظامية ولإخراج المتشددين من الرقة معقلهم في شمال شرق سوريا.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن عملية الموصل ستنطلق في النصف الأول من عام 2016.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
حجاب في جنيف ويلتقي دي ميستورا بشكل “غير رسمي“
وصل رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب الاربعاء الى جنيف حيث تواجه محادثات السلام غير المباشرة الجارية برعاية الامم المتحدة تعثرا، على ان يلتقي في شكل غير رسمي الموفد الاممي ستافان دي ميستورا كما افادت المعارضة.
ووصل حجاب بعد الظهر الى جنيف وسليتقي اعضاء وفد المعارضة في احد فنادق المدينة. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس الموفد الاممي يدخل الفندق فيما افاد مصدر في المعارضة ان الرجلين سيعقدان لقاء غير رسمي.
ويتوقع ان يشكل مجيء حجاب دفعا دبلوماسيا للمحادثات المتعثرة الهادفة الى وقف نزاع مستمر منذ اكثر من خمس سنوات في سوريا.
وقال دبلوماسي غربي “مع مجيء حجاب، ستتعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة”.
واضاف “انها عملية معقدة جدا تتطلب ان تواصل الاطراف الحوار باستمرار”.
والهيئة العليا للمفاوضات التي ارسلت الى جنيف 35 الى 40 موفدا هي ائتلاف يمثل اطياف المعارضة السياسية والعسكرية للمعارضة السورية.
والمعارضة التي الغت الثلاثاء لقاء مع موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا لم تتخذ قرارا بعد حول استئناف المحادثات الاربعاء في مقر الامم المتحدة في جنيف.