أحداث الأربعاء 11 أذار 2015
«داعش» يشن هجوماً واسعاً على رأس العين السورية
بيروت – أ ف ب
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر كردية اليوم إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ينفذ هجوماً واسعاً في اتجاه مدينة رأس العين ذات الغالبية الكردية الواقعة على الحدود مع تركيا، شمال شرقي سورية.
وأوضح «المرصد» أن الهجوم بدأ ليلاً، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف تمكن من التقدم والسيطرة على قرية تل خنزير غرب المدينة التي تدافع عنها «وحدات حماية الشعب» الكردية، مؤكداً مقتل العشرات من الطرفين.
من جانبه، أكد ناطق باسم حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي نبأ الهجوم.
معرض في الأمم المتحدة لصور تعذيب مؤثرة من سورية
نيويورك – رويترز
تقيم بريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة معرضاً في الأمم المتحدة لصور مؤثرة التقطها مصور سابق بالشرطة العسكرية في سورية تظهر فيما يبدو أدلة على التعذيب الوحشي.
وبينما يدخل الصراع في سورية عامه الخامس، عرضت هذا الأسبوع حوالي 24 صورة، من أصل حوالي 55 ألف صورة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وبعض الصور لأشخاص بعيون مفقوءة، أو لأشخاص تعرضوا للخنق، أو التجويع لفترات طويلة.
ووصف ممثلو ادعاء سابقون في جرائم الحرب الصور بأنها «دليل دامغ» على ممارسة تعذيب ممنهج وعمليات قتل جماعي في الحرب الأهلية في سورية. وعُرف المصور باسم رمزي هو «قيصر». وجرى تهريب الصور من سورية بين العام 2011 ومنتصف عام 2013.
وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إن المعرض يهدف إلى رفع الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان التي تتهم قوات الرئيس بشار الأسد بارتكابها بحق الشعب السوري.
وأضاف غرانت: «بينما يدخل الصراع في سورية عامه الخامس، بلغ عدد القتلى 220 ألفاً، وعدد النازحين 7.6 مليون، وأُجبر أكثر من 3.8 مليون على الفرار من البلاد».
وتابع قائلاً: «نأمل أن يكون هذا المعرض بمثابة تذكرة بضرورة السعي إلى حل سياسي للصراع بأقصى قدر من الإلحاح، لوضع حد لمعاناة الشعب السوري».
ولم يتسنّ الحصول على تعليق على الفور من السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بشأن معرض الصور.
أوباما يتهم الجمهوريين بالتحالف مع أصوليي إيران
واشنطن – جويس كرم
تفاعلت تداعيات الرسالة التي وجهها ٤٧ سناتوراً جمهورياً إلى القيادة الإيرانية ملوّحين فيها بإحباط أي اتفاق قد تبرمه إدارة باراك أوباما مع طهران في شأن البرنامج النووي الإيراني. ودان الرئيس الأميركي مبادرة الجمهوريين قائلاً: «من المفارقات أن يشكل بعض أعضاء الكونغرس جبهة مشتركة مع إيرانيين يؤيدون اعتماد نهج متشدد». وأضاف: «في هذه المرحلة، سنرى هل سنتوصل إلى اتفاق، وإذا حصل ذلك سنستطيع الدفاع عنه أمام الأميركيين».
أما جوزف بايدن، نائب اوباما، فاعتبر أن الرسالة «مضلّلة وخاطئة بمقدار ما هي خطرة». وقال في بيان: «لم أشهد على مدى 36 سنة أمضيتها في الكونغرس مبادرة مماثلة، عبر توجيه رسالة إلى قائد أجنبي لتحذيره من أن الرئيس الأميركي لا يملك سلطة إبرام اتفاق (…) أُعدت الرسالة خصيصاً لتقويض رئيس يمارس مهماته في منتصف مفاوضات دولية حساسة، وهو ما لا يليق بمؤسسة أحترمها».
لكن المشرّعين الجمهوريين لم يتراجعوا عن موقفهم، وقال السناتور كوتون لشبكة «سي أن أن»: «يجب أن تواجه واشنطن الجمهورية الإسلامية في إيران كما تواجه تنظيم داعش».
وفي كلمة أمام مجلس خبراء القيادة الإيرانية، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف: «يقول لنا أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة، وهو أمر غير ديبلوماسي ويعدّ سابقة… المتطرفون في الكونغرس يخلقون مشاكل في المفاوضات».
وكان تيرو فارجورانتا، نائب الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عزز المسار «الإيجابي» للمفاوضات قائلاً بعد عودته من طهران، إن «الوكالة حققت تقدماً في تبادل معلومات تقنية مع إيران تتعلق بحسابات مادة النيترون، ومزاعم اختبارها صواعق متفجرة قد تستخدم في قنبلة ذرية». وتابع: «تستغرق هذه القضايا وقتاً لحلها، وهو ما نفعله، وسنجتمع في طهران مجدداً الشهر المقبل، ونتوقع اقتراحات جديدة».
وفي تأكيد لتصاعد التوتر بين البيت الأبيض والكونغرس، نشرت صحيفة «دايلي نيوز» الأميركية على صفحتها الأولى، صور زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والمرشحين المحتملين للرئاسة النائبين تيد كروز وراندي بول والنائب توم كوتون الذي خط الرسالة، مع عبارة «خونة»، وكتبت في افتتاحيتها أن «تخطي النواب الرئيس أوباما ومخاطبة إيران عبر التلويح بتحجيم سلطاته واعتراض أي اتفاق، أمر مهين للولايات المتحدة، وانتهاك لمبدأ فصل السلطات».
“داعش” أعلن اعدام “جاسوس إسرائيلي” وفرار العشرات من سجن للتنظيم بحلب
المصدر: (و ص ف، رويترز)
بث تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) امس شريط فيديو عن اعدام شخص قدم على انه من عرب 1948 متهم بالتجسس لحساب الاستخبارات الاسرائيلية “الموساد”.
ويظهر في الشريط ومدته نحو عشر دقائق، شاب قدم على انه يدعى محمد سعيد اسماعيل مسلم وقد ارتدى لباساً برتقالي اللون، كما صور جواز سفره الاسرائيلي. وبعدها تولى فتى يرتدي ثيابا عسكرية قتله برصاصة في الرأس.
وبعدما تطرق الى الهجوم الاخير الذي استهدف يهودا في فرنسا، هدد مسلح تابع للتنظيم متحدثاً بالفرنسية بمهاجمة الاسرائيليين واحتلال القدس. ثم تظهر في الفيديو لائحة اسماء مع صور اشخاص وصفوا بأنهم جواسيس لاسرائيل.
وكان والد محمد سعيد اسماعيل مسلم نفى في شباط الماضي ان يكون ابنه يعمل لحساب “الموساد” بعدما نشرت مجلة “دابق” التابعة لـ”داعش” مقابلة مع الشاب البالغ من العمر 19 سنة والذي اكدت انه عميل للاستخبارات الاسرائيلية.
وصرح ناطق باسم جهاز الامن العام الاسرائيلي “الشاباك” في حينه تعليقا على هذا الأمر بأن محمد مسلم “خرج بمبادرة ذاتيه للحرب في سوريا”، واضاف: “نحن لا نعطي تعليقا عن اي شخص ان كان يعمل لدينا ام لا”.
من جهة أخرى، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان نحو 95 سجينا فروا من سجن تابع لـ”داعش” في شمال سوريا لكن غالبيتهم اعتقلت مجددا.
واوضح ان عملية الهروب من السجن حصلت في بلدة الباب بمحافظة حلب على مسافة نحو 30 كيلومترا جنوب الحدود التركية. واشار الى انه بين الفارين من السجن مدنيين سوريين ونحو 30 مقاتلا كرديا وأعضاء فصائل اسلامية معارضة لـ”الدولة الاسلامية”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الحادث يكشف بعض الضعف حين يتمكن هذا العدد من السجناء من الهرب.
وشهدت بلدة الباب اقتتالا داخل “الدولة الاسلامية” مطلع الاسبوع حين فر عدد من اعضاء التنظيم من سجن آخر في البلدة واتجهوا صوب الحدود التركية.
وأضاف المرصد ان هذه المجموعة التي ضمت مقاتلين غالبيتهم من اوروبا تصدى لها أعضاء في “داعش” في اشتباكات أوقعت تسعة قتلى على الاقل.
«أحرار الشام» تهاجم «النصرة» لعدم فك الارتباط مع «القاعدة»
«داعش» يظهر مجدداً في درعا
عبد الله سليمان علي
فيما دخلت «حركة أحرار الشام» على خط الجدل حول فك الارتباط بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة»، عبر الهجوم العنيف الذي شنّه أحد أبرز قادتها على «النصرة» لتمسكها بالتبعية إلى «القاعدة»، كانت محافظة درعا على موعد مع صدمة كبيرة، أحدثها بيان صادر عن «حركة المثنى الإسلامية» يتضمن اعترافاً بشرعية «البيعات» التي حصل عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» في مناطق سيطرته.
وجدد بيان «المثنى» أجواء التوتر والاحتقان التي سادت أواخر العام الماضي، جراء الاشتباكات التي اندلعت بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك»، بسبب الشكوك بمبايعة الأخير «داعش».
وأصدرت «حركة المثنى الإسلامية»، التي تعتبر من أقوى الفصائل المسلحة في درعا، بياناً ملتبساً، جدد الهواجس والشكوك حول حقيقة تغلغل «الدولة الإسلامية» في صفوف الألوية والكتائب في المنطقة الجنوبية، لا سيما أن صدور البيان ترافق مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين الحركة من جهة، و «لواء المعتز بالله» التابع إلى «الجيش الحر» في مدينة طفس غرب درعا من جهة ثانية.
ومن دون مقدمات، أصدرت «المثنى» البيان الذي تضمن اعترافاً منها بشرعية «البيعات» التي يحصل عليها «الدولة الإسلامية» في المناطق التي تخضع لسيطرته، وهو ما يعني أنه إذا سيطر التنظيم على أجزاء من درعا تغدو «بيعته» واجبة على المتواجدين ضمنها، مدنيين ومسلحين. وهي النقطة التي أثارت مخاوف قادة الفصائل المسلحة من أن تكون هناك «بيعة» سرية أو أن البيان يمهد إلى «بيعة» مقبلة.
ولم يشفع للحركة إشارتها في البيان إلى عدم «تحقق مقاصد الإمامة في إعلان الخلافة، بسبب عدم مشاورة أهل الجهاد والسبق»، لأن اعترافها بصحة «البيعات» في مناطق السيطرة يجعل كل هذا الكلام غير ذي تأثير على أرض الواقع، خصوصاً أن الحركة أعربت عن إعجابها بقتال «التنظيم لدول الكفر وأعوانهم من المرتدين وحقّق النكاية بأعداء الله».
وكانت الحركة سبقت هذا البيان ببيان آخر سارت فيه على النهج الذي ابتدعه من قبلها كل من «داعش» و«جبهة النصرة»، حيث أعلنت الحرب على «لواء المعتز بالله» بسبب «إفساده في الأرض»، متهمة إياه بقطع الطريق على «المجاهدين» أثناء الحملة التي يشنها الجيش السوري على المنطقة الجنوبية.
وبالفعل، وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ليل الأحد ـ الاثنين أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، سيطرت جراءها الحركة على مقار اللواء، واعتقلت عدداً كبيراً من عناصره، كما شمل الاعتقال عدداً من المدنيين المناصرين له.
ورغم أن الهدوء الحذر ساد في مدينة طفس بعد توقف الاشتباكات، إلا أن التطورات تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة أنه سبق لـ «جبهة النصرة» أن أعلنت الحرب على «لواء شهداء اليرموك» لمجرد الاشتباه بوجود علاقة بينه وبين «داعش»، فكيف بمن يعلن صراحة الاعتراف بشرعية التنظيم وصحة «البيعات» التي يأخذها؟ مع الإشارة إلى أن المشكلة مع «لواء شهداء اليرموك» لم تنتهِ بعد، وقد تتجدد نتيجة استمراره باعتقال أبو عبادة الحمصي من تجمع «كتائب الإيمان»، وهو ما يجعل محافظة درعا مرشحة لتصعيد كبير خلال الفترة المقبلة.
الى ذلك، هاجم رئيس «المجلس الشرعي للجبهة الإسلامية» سابقاً المؤسس الفعلي لـ «حركة أحرار الشام» أبو العباس الشامي (محمد أيمن أبو التوت) «جبهة النصرة»، متهماً إياها بـ «تقزيم الساحة الشامية» ومحاولة حصرها بنفسها، وبـ «قرار زعيمها أبي محمد الجولاني بإعلان الارتباط مع القاعدة».
وفي تلميح غير مسبوق ويحمل الكثير من الدلالات على صعيد العلاقة بين الطرفين، وحقيقة نظرة أحدهما للآخر، تساءل الشامي: «هل خرج داعش إلا من رحم النصرة»، مشيراً إلى «أننا نصحناهم من قبل ظهور داعش بأكثر من سنة بمعالجة تيار الغلو والحزبية قبل أن يتحول إلى قنبلة موقوتة في الجهاد الشامي، ولكن لم يفعلوا، فكان ما كان».
وجاء هذا الهجوم الأعنف من قبل قيادي بهذا المستوى، ردّاً على الموقف الذي أعلنه المسؤول الشرعي العام في «جبهة النصرة» سامي العريدي الذي رفض فيه موضوع فك الارتباط، قبل أن تعلنه قيادته العامة ببيان رسمي فندت فيه ما نسب إليها من مفاوضات حول الموضوع مقابل تلقي دعم خليجي.
ولفت الشامي إلى أنه لولا إقدام الجولاني على مبايعة زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري في ذلك الوقت لما كان بقي لـ «النصرة» أي وجود يذكر، بسبب ذهاب معظم مقاتليها إلى «داعش»، مشيراً إلى أن «الجولاني احتاج إلى الشرعية فكانت القاعدة».
وينبغي التنويه إلى أنه بالرغم من أن الشامي لم يعد يشغل أي منصب رسمي في «أحرار الشام» بعد استقالته من منصبه إثر حادثة مقتل قادة الحركة، لكنه ما زال يتمتع بنفوذ قوي على كبار قادتها الجدد، ويملك تأثيراً في تيار عريض من عناصرها، وذلك بحكم كونه المؤسس الفعلي لـ «حركة أحرار الشام»، لذلك فإن هذا الهجوم، وإن كان لا يمثل موقف «أحرار الشام» الرسمي إلا أنه يعبر عن رأي تيار لا يستهان به داخلها.
وليس هذا السجال العلني الأول من نوعه الذي يحدث بين الطرفين، فقد حدث سجال مماثل في أعقاب توقيع «أحرار الشام» على «ميثاق الشرف الثوري»، حيث سارع العريدي إلى انتقاد التوقيع عليه، واصفاً الموقعين بـ «الانبطاح والتخاذل». وكان ذلك أول ظهور علني للخلافات بين الطرفين التي طالما سعى كلاهما إلى إبقائها طي الكتمان، كي لا تترك أي تداعيات على التطورات الميدانية والعسكرية المحتدمة.
ويأتي السجال الجديد الذي كشف بعداً آخر من أبعاد الخلاف المكتوم بين الطرفين، وسط حالة من التوتر تسود العلاقة بينهما بسبب تداعيات قضية مقتل يعقوب العمر، وتلاعب «جبهة النصرة» بالتحقيقات فيها، حيث سبق لـ «جبهة النصرة» أن أعدمت أبو عبيدة، وهو «أمير شرعي في أحرار الشام» بتهمة قتل العمر بعد تحقيقها معه واستحصالها على اعترافات منه نشرت في وقت سابق على شبكة الانترنت.
وما أثار الشكوك بصحة اعترافات أبي عبيدة، التي قتل بموجبها، أن «النصرة» نشرت مؤخراً مقطع فيديو للقيادي في «حركة حزم» أبو عبد الله الخولي، يتضمن اعترافه بقتل العمر، وهو ما أثار موجة عارمة من الغضب ضدها، ليس من قبل «أحرار الشام» وأنصار «حركة حزم» فحسب، بل من قبل القيادي فيها أبو ماريا القحطاني الذي طالب بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الموضوع. هذا وما زالت تداعيات القضية تتفاعل وقد تؤدي إلى تطورات غير محسوبة.
مصادر سورية: أوامر بمراقبة قاسم سليماني خلال زيارته السرية إلى السويداء كانت وراء حادثة الاعتداء على رستم غزالة
انطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من وليد سلام: تقاطعت روايات مصادر سورية معارضة وموالية أولهما ضابط كبير منشقّ أن حادثة الاعتداء على مدير شعبة الأمن السياسي في سورية اللواء رستم غزالة، مؤخرا، لها علاقة بزيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني السرّية إلى السويداء جنوب سوريا التي جرت في منتصف شهر شباط / فبراير الماضي.
وقال الضابط المقيم في باريس والذي طلب عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي»: إن سليماني زار السويداء، وكان في جدول زيارته حضور وليمة أقامها له أحد المشايخ الدروز. وأضاف «علم مدير شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالة بأنباء الزيارة، وأرسل تعليمات إلى رئيس فرع السويداء في الأمن السياسي يطلب منه فيها وجوب متابعة زيارة سليماني في جولته والمشاركة في الوليمة، الأمر الذي أزعج الجنرال الإيراني «سليماني»، واعتبر ذلك تدخلاً في عمله، فطلب الأخير إعفاء رئيس فرع الأمن السياسي في السويداء، ومعاقبة رستم غزالة».
وتطابقت هذه الرواية مع ما صرّح به ضابط في فرع الأمن السياسي لـ»القدس العربي» ومسؤول سياسي في المعارضة اللذين أكد كل منهما على حدة أن «مدير شعبة المخابرات العسكرية اللواء رفيق شحادة الذي تربطه علاقات سيئة باللواء غزالة قام بتسريب معلومات إلى مكتب «رستم» مفادها أنهم بصدد إلقاء القبض على عبدو ابن اللواء غزالة، فكان رد غزالة هو الاتصال برفيق شحادة والسجال معه، وصولاً إلى الاعتداء على رستم غزالة في مكتب الاستخبارات العسكرية.
وتناولت تقارير إعلامية عديدة ما جرى مع رستم غزالة، وقال بعض التقارير ان سبب حادثة الاعتداء على غزالة في مكتب اللواء رفيق شحادة يعود إلى قضية معتقلي درعا والقنيطرة والموجودين في شعبة المخابرات العسكرية الذين يسعى رستم إلى إخراجهم لتشكيل نواة ميليشيا جديدة باسم المقاومة الحورانية. وكانت قوات بشار الأسد أقالت رئيس فرع الأمن السياسي في السويداء العميد محمد حكمت إبراهيم، في التاسع عشر من شباط/ فبراير 2015، وتم تعيين العميد جودت إبراهيم الصافي بديلاً منه، وهو من مرتبات الفرقة الرابعة والذي ورد اسمه في قائمة الأسماء التي أصدر الاتحاد الأوروبي عقوبات ضدها، وهو من أركان نظام بشار الأسد الذين شاركوا في عمليات القمع الواسعة التي تعرّض لها المعارضون للنظام السوري.
غضب من خيانة أمريكا للديمقراطيات في العالم العربي… ولا أصدقاء لأنقرة في واشنطن… والعلاقات التركية ـ المصرية لن تتحسن طالما بقي أردوغان والسيسي في السلطة
تركيا الواثقة من نفسها تريد علاقات إقليمية بشروطها ومخاوف من العزلة
إعداد إبراهيم درويش:
لندن- «القدس العربي»: في الأسبوع الماضي خصصت صحيفة «كريستيان ساينس مونتيور» ملفا خاصا عن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وتحدثت عن قصره الجديد الذي استقبل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والصورة التي انتشرت لأردوغان بين محاربين قدماء من عهود تركيا القديمة وقد اصطفوا على السلاملك. ولا يضاهي هذا القصر قصر في العالم فهو بغرفه الـ 1.150 يتفوق على قصري فرساي والكرملين. وقالت الصحيفة إن الأزياء التاريخية والمنظر لم تكن مجرد «نكتة» ولكنها تعكس بالضرورة شخصية أردوغان وطموحاته. فأردوغان عادة ما يستعيد الماضي العثماني والإمبراطورية التي حكمت الشرق العربي وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا.
ونقلت عن أصيل أيدنتباس في صحيفة «ميليت» إنها «رسالة عن القوة موجهة للمشاهد المحلي وللزوار الأجانب». وانتقد المعلق أردوغان وقال إنه وحكومته أصبحا معزولين عن الواقع.
ثقة بالنفس
لكن الصحيفة تقول إن الصورة تعني تصوير حالة من القوة التي تتجاوز التفوق الإقتصادي بل المواقف التي تؤكد السياسة التركية الواثقة في عدد من الملفات والأزمات الإقليمية، من مثل دعم الجهود للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وانتقاد الانقلاب في مصر وانتقاد أوروبا وتحميلها مسؤولية تصاعد موجات الكراهية للإسلام «إسلاموفوبيا».
وترى الصحيفة أن نبرة أردوغان عادة ما تتسم بالعداء للغرب وتصور أمته التركية بالمدافعة عن المسلمين المستتضعفين، وهو موقف ترى أنه قد يعزل تركيا في الشرق والغرب. وأشارت لخطاب أردوغان أمام مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي التي الذي انعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 في اسطنبول «يحب الأجانب النفط والذهب والمال والعمالة الرخيصة من العالم الإسلامي» و «يظهرون بمظهر الصديق ولكنهم يريدوننا موتى، وموت أطفالنا، إلى متى سنظل صامتين». وتعبر تصريحات أردوغان عن ثقة بالنفس فقد غير هو وحزبه «العدالة والتنمية» شكل تركيا واقتصادها وحشد من خلفه الجماهير المحافظة التي همشتها واستبعدتها الحكومات السابقة.
وأنهت حكومة أردوغان سياسة العزلة التي تبنتها الإدارات السابقة وانفتحت على دول العالم خاصة الشرث الأوسط الذي تجاهلته السياسة الخارجية التركية في الماضي. وفي السنوات الماضية لم تعد تركيا تمارس دور الوسيط بل المنافح عن المستضعفين.
لا أصدقاء في واشنطن
وتقول الصحيفة إن خطاب أردوغان الذي يذكر بخطاب محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق، والرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز يثير مخاوف في الغرب، من أنه لم يعد الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه. وتنقل عن مايكل ويرز الباحث البارز في مركز التقدم الأمريكي «سينتر فور أمريكان بروغريس» قوله «لم يعد لأنقرة أصدقاء في واشنطن».
وهذا نابع من عدم سماح تركيا للطائرات الأمريكية استخدام قاعدة «إنشرليك» الجوية لشن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مضيفا أنه «حتى بين الداعمين هناك شعور بالإحباط من عدم وفاء تركيا بواجباتها كحليف موثوق». وترى تركيا أن مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة مرهونة بموافقة أمريكا على مواجهة نظام بشار الأسد ولهذا استخدمت قاعدة «إنشرليك» كورقة مساومة. ولكن القاعدة الجوية واحدة من نقاط الخلاف، فالغرب يتهم تركيا بغض النظر عن تدفق الجهاديين إلى سوريا. ويرى السفير الأمريكي السابق فرانسيس ريكاردون لدى أنقرة عمل الأتراك بصراحة ولفترة من الزمن مع جماعات، بما فيها النصرة والتي صنفناها أخيرا ولسنا مستعدين للتعاون معها». وفي المقابل تشعر تركيا بـ «الخيانة» لعدم مساعدة الولايات المتحدة المعارضة السورية المعتدلة، خاصة بعد اجتياز الأسد «الخط الأحمر» الذي وضعه أوباما فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيميائي. وبنفس السياق تواجه علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي حيث تتفاوض انقرة مع بروكسل لنيل العضوية فيها.
وتنقل عن شيرتن كينار، وهي كاتبة في صحيفة «التركي» قولها إن أردوغان يشعر بأن الغرب خانه «أولا فطلب العضوية والإجراءات المتعبة متجمدة . وثانيا يشعر ان الغرب خان الديمقراطية في الشرق الأوسط».
دور إقليمي
وترى الصحيفة أن تركيا ومنذ بداية «الربيع العربي» دعمت الإخوان المسلمين من سوريا إلى مصر وتونس. وبحسب البرفسور بهلول أوزكان، المحاضر بجامعة مرمرة قوله إن تركيا اعتقدت في عامي 2011 و2012 أن الإخوان المسلمين سيشكلون حزاما في العالم العربي تقوده تركيا. ومن هنا كان موقف حكومة أردوغان ناقدا للغرب الذي دعم إنقلاب عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي. وترفض تركيا التراجع عن موقفها من الانقلاب أو وقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر الآن.
واستقبلت تركيا عددا من قادة الإخوان الذين طلبت قطر خروجهم في إيلول/ سبتمبر 2014 كما استقبلت قادة من حماس. وتؤكد أنقرة أن هذا موقف متناسق مع سياستها المبدئية دعم الحكومات والجماعات الديمقراطية. وتقول كينار إن رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو يعتقد أن تركيا يمكن أن تزيد من تأثيرها في المنطقة حالة دعمت الديمقراطيات. ويرى معلقون آخرون مثل سميح إيديز من صحيفة «طرف» أن الموقف التركي هذا لا يغير من الواقع شيئا بل ويزيد من عزلة انقرة «لا أرى أي تغير في المسار في المستقبل».
وأضاف «ينظر أردوغان لنفسه كرجل مهمة، وهذا خطر محتمل على النظام العالمي، وقد يفيده هذا على الصعيد المحلي وربما حظي بشعبية في شوارع الشرق الأوسط وكل هذا لا يهم لأنك يجب أن تتعامل في النهاية مع أنظمة».
ورغم كل هذا فتركيا تواجه مخاطر نابعة من الأزمة السورية كتلك التي تواجه الغرب، وهو ما دفعها لنصب بطاريات باتريوت على الحدود السورية في كانون الثاني/ يناير 2013 كما أنها لم تعد بمأمن من مخاطر وتهديد تنظيم الدولة، خاصة قطاع السياحة حيث زار البلاد العام الماضي 36 مليون سائح وأسهموا بنسبة 5 % من الدخل القومي.
فعملية يقوم بها التنظيم قد تعرقل قطاع السياحة في البلاد وهو ما قاد أنقرة لتعزيز التعاون الأمني مع الغرب. ويرى البروفسور أوزكان أن الأزمة مع أوروبا نابعة من محاولة أردوغان بناء علاقات استراتيجية مع الغرب وبناء على الشروط التركية.
في الرياض
وعلى المستوى الإقليمي كانت زيارة الرئيس التركي للرياض واجتماعه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في 2/3/2015 إشارة عن تحسن في العلاقات السعودية – التركية التي شهدت توترا في عهد الملك عبدالله وذلك بسبب الموقف من الإخوان المسلمين والانقلاب في مصر.
وتزامنت الزيارة التي قام بها أردوغان مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للرياض. وثارت شائعات عن إمكانية مصالحة بين الرئيسين وهو ما لم يحدث. وكان أردوغان واضحا في تصريحاته بعد اجتماعه مع الملك سلمان وتحدث فيها عن تحسن في العلاقات بين البلدين مع بقاء الخلاف حول مصر قائما.
وفي مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية لكل من سونير جاغابتاي ومارك سيفير حول «تركيا ومصر واللعبة الكبرى في الشرق الأوسط» وقرأ الكاتبان العلاقة بين البلدين التي تعيش حالة من التوتر بسبب الفوضى التي أصابت منطقة الشرق الأوسط. فقد تحولت تركيا من أكبر حليف لمصر في مرحلة ما بعد مبارك إلى أكبر عدو لها في مرحلة ما بعد مرسي.
وأشار الكاتبان إلى مسار العلاقات المنحدر منذ عام 2013 والتي رفضت خلالها أنقرة الاعتراف بالسيسي الذي وصفه أردوغان بـ «الطاغية» ومحاولة مصر تعطيل جهود تركيا الحصول على مقعد في مجلس الأمن.
وزاد التوتر بين البلدين بعد الهجمات التي شنها الطيران المصري على بلدة درنة الليبية التي جاءت ردا على ذبح تنظيم الدولة الإسلامية لعشرين قبطيا مصريا. وقد كشف الخلاف عن موقف البلدين من الأطراف المتصارعة في ليبيا، فمصر تدعم حكومة طبرق فيما قدمت أنقرة دعما دبلوماسيا من نوع ما لحكومة طرابلس.
ويناقش الكاتبان إلى أن النزاع الحاصل في المنطقة بين تركيا ومصر سيزيد من تدهور الحرب في ليبيا ويفاقم في الوقت نفسه من حالة الفوضى في المنطقة. ويضيفان أن خلافاتهما ستترك تداعيات خطيرة خاصة أن تركيا ومصر هما أكبر كتلتين سنيتين في شرق المتوسط وتنظر كل واحدة منهما لنفسها قائدة للعالم الإسلامي.
إرث تاريخي
وينسب الكاتبان النزاع بين البلدين إلى الإرث التاريخي والذي يعود للقرن التاسع عشر عندما كانت مصر ولاية عثمانية ثم أصبحت في عام 1867 شبه مستقلة عن الباب العالي. فقد ظلت مصر منطقة صعبة على الدولة العثمانية ولم تسيطر عليها بشكل كامل، رغم أنها كانت تعين حاكما عليها يرسل الضرائب لإسطنبول. وحاول محمد علي باشا تحدي سلطة السلطان العثماني والاستقلال عنه. وقام بحملات في فلسطين وسوريا وهددت قوات نجله إبراهيم باشا عاصمة السلطان الذي لم ينقذه سوى التدخل البريطاني والفرنسي.
وابتعدت مصر أكثر عن التاج العثماني عندما وقعت تحت السيطرة البريطانية حيث انقطعت علاقات القاهرة مع إسطنبول.
ولم تعد مصر مهمة للدولة التركية بعد انهيار الدولة العثمانية حيث أنحرفت تركيا غربا ومضى منذ تلك الفترة كل بلد في طريقه.
وفي فترة ما بين الحربين العالميتين تحولت مصر لملجأ هرب إليه معارضو مؤسس تركيا الحديثة مصطفى أتاتورك ومنهم الشاعر المعروف محمد عاكف إرصوي. وتوترت العلاقات بين البلدين عندما قام الجيش المصري عام 1952 بالإطاحة بالعائلة المالكة والنخبة التركية الحاكمة، وزادت العلاقات سوءا عندما وقف جمال عبد الناصر مع المحور السوفييتي، وأصبحت تركيا عضوا في حلف الناتو.
ورغم التقارب في العلاقات بين البلدين في الثمانينات من القرن الماضي عندما حاول الرئيس تورغوت أوزال الإنفتاح على الشرق الأوسط، إلا أن محاولاته كشفت عمق التنافس بين البلدين. فقد شعرت تركيا بخيبة الأمل لعدم دعم القاهرة لها في موقفها من قبرص. فيما شعرت مصر بالغضب من علاقة تركيا مع إسرائيل التي تفوقت على العلاقة المصرية – الإسرائيلية. وظل التنافس الهادئ بين البلدين حتى بعد نهاية الحرب الباردة.
بداية جديدة
وتغير الوضع مع وصول أردوغان وحزبه للسلطة الذي بنى علاقات مع الأحزاب الإسلامية المتعددة في المنطقة. وعبرت حكومة مبارك عن غضبها من دخول تركيا المنطقة، حيث رأت فيه تحد لموقعها المتميز في العالم العربي. ورأت في علاقات تركيا مع القوى الإسلامية تدخلا في الشؤون الداخلية. ورغم كل هذه التحفظات فقد تفوقت المصالح الإقتصادية بين البلدين. وفي الفترة ما بين 2002 – 2013 وزاد حجم التبادل التجاري بينهما من 301 مليون دولار إلى 5 مليارات دولار أمريكي.
وزادت الخطوط الجوية التركية من رحلاتها للقاهرة وأضافت الغردقة وشرم الشيخ والإسكندرية لرحلاتها المباشرة. ومع رحيل مبارك كانت كل الدلائل تشير لتطور جديد في العلاقات بين البلدين. وعندما زار أردوغان القاهرة في إيلول/ سبتمبر 2011 استقبل كبطل واحتفلت به الصحافة المصرية وأعلن عن نيته زيارة غزة.
ولم تحدث الزيارة بسبب معارضة المجلس العسكري الحاكم في حينه، وكذلك النقد الذي وجهه لأردوغان الإسلاميون المصريون عندما دعا مصر لتبني النموذج التركي العلماني. ولم يمنع النجاح الاقتصادي التركي وجاذبيته للمصريين من تردي العلاقات.
فبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 وصلت العلاقات بين البلدين لمستوى متدن لدرجة منحت فيها وزارة الخارجية المصرية السفير التركي في القاهرة 48 ساعة لحزم حقائبه ومغادرة البلاد.
فقد ارتبط صعود العلاقات المصرية وهبوطها بدعم أردوغان الإخوان المسلمين ومعارضته الشرسة لحكم العسكر. فعندما وصل محمد مرسي للسلطة في حزيران/ يونيو 2012 اعتمد على مساعدة تركيا ودعمها للمبادرة المصرية لحل الأزمة السورية والتي تضمنت تشكيل مجموعة إقليمية مكونة من تركيا والسعودية وإيران ومصر.
وفشلت المبادرة بسبب رفض السعودية مشاركة إيران. ورغم كل هذا حظي مرسي بدعم أردوغان. وعندما زار الأخير القاهرة مرة ثانية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 أحضر معه وفدا حكوميا كبيرا ومن القطاع الخاص. وألقى أردوغان خطابا في جامعة القاهرة أثنى فيه على قرار مرسي سحب السفير المصري من إسرائيل بسبب قصفها غزة. واقترح أردوغان تحالفا مصريا – تركيا في منطقة شرق المتوسط يكون بمقدروه الوقوف أمام استخدام إسرائيل القوة. واحتفل أردوغان بالشباب المصري الذي أطاح بمبارك وأعلن أن تركيا ومصر هي «يد واحدة».
ولم تسر الأمور على حسب ما تريد تركيا. فسياسات مرسي التي ألبت الجيش والشعب عليه، من الإعلان الدستوري إلى التظاهرات وفشل حكومته في التصدي للمشاكل المحلية، وعدم التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي رغم مساعدة تركيا له أدت إلى النهاية المعروفة وهي انقلاب الجيش. وكان أردوغان قد أرسل في 30 حزيران/ يونيو مدير المخابرات القومية حقان فيدان إلى القاهرة حيث اجتمع مع مرسي. وظلت الزيارة محلا للتكهنات، وقيل إنها من أجل تحذير مرسي من الانقلاب. ومهما حدث فيها فقد نظر إليها الجيش وحلفائه المدنيين كدليل عن تحالف أردوغان مع مرسي والإخوان المسلمين. وبالإطاحة بمرسي أنتهت العلاقات التي بناها أردوغان بعناية مع مصر.
عودة للتنافس
وبدأت حرب كلامية بين البلدين وصف فيها أردوغان الحكومة المصرية بدولة الإرهاب فيما اتهم الإعلام المصري أنقرة بدعم الإرهاب الموجه ضد مصر. ويرى الكاتبان أن السياسة الإقليمية منذئذ قد أصبحت أكثر عنفا. ففي صيف 2014 اندلعت حرب في غزة وقدم فيها الأتراك والقطريون والمصريون مبادرات متعارضة لوقفها. ويقول الكاتبان إن المصريين اشتكوا لنظرائهم الأمريكيين من محاولات تركيا وقطر التأثيرعلى المصالح المصرية. وتكرر السيناريو في ليبيا حيث دعمت مصر والإمارات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وحكومة طبرق فيما دعمت تركيا حكومة طرابلس.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 حاول السيسي لعب الورقة القبرصية وعقد قمة ثلاثية مع رئيسي قبرص واليونان للاتفاق على تزويد مصر بالغاز الطبيعي المستخرج من أعماق البحر قرب قبرص.
وبالتأكيد كان السيسي يحاول تحدي قوة تركيا في شرق البحر المتوسط. ويعتقد الكاتبان أن العلاقات بين مصر وتركيا لن تعود لحالتها الطبيعية، طالما لم يعترف أردوغان بالوقائع الجديدة في مصر.
ويرى الكاتبان أن الرئيس التركي الذي يعتبر الأقوى منذ تحول تركيا إلى بلد متعدد الأحزاب في عام 1950 يعبر في رده على أحداث مصر عن مخاوف من تكرار السيناريو في تركيا.
وفي المقابل يرى السيسي في أردوغان منافسا له في شؤون المنطقة وفي السياسة فقد فاز الرئيس التركي في أربع انتخابات، ثلاث برلمانية وواحدة للرئاسة. وهو ما لم يحققه السيسي الذي جاء عبر انقلاب وفي النهاية يرى الكاتبان أن العلاقات التركية ـ المصرية لن تتعافى طالما ظل أردوغان والسيسي في السلطة. بل وستغذي خلافاتهما نزاعات تتراوح من غزة إلى قبرص والعراق.
اغتيالات في دمشق وريفها والمتهم الأول نظام بشار الأسد
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي» حالات اغتيال طالت عدداً من الشخصيات مؤخراً معظمهم من أصحاب الكفاءات، مما عاد بالكثير من السوريين إلى فترة الثمانينات، عندما قام نظام البعث بتصفية عدد من المثقفين المناهضين لحكمه في تلك الفترة، وتهجير عدد كبير منهم وكان من اللافت ضياع تفاصيل معظم هذه القصص بين الآلاف من حكايا الموت التي تُسرد يومياً في سوريا.
فمنذ أيام قامت مجموعة مسلحة باغتيال صاحب مشفى «المهايني» أحد أشهر مشافي دمشق الخاصة، وابنه ومرافق كان معهما، مستخدمين أسلحة نارية كاتمة للصوت أثناء خروجهم من المشفى متوجهين إلى منزلهم الواقع بالقرب من المشفى في منطقة تزدحم بحواجز قوات الأسد والشبيحة، حيث تمت عملية الاغتيال بالقرب من أحد الحواجز، كما نُقل عن شهود عيان قولهم ان العملية تمت في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، عند خلو الشارع تماماً إلا من عناصر بشار الأسد التي تسيطر على المنطقة بشكل كامل.
كان المهايني يقيم في الأردن منذ فترة، لكنه يثابر على القدوم إلى دمشق لتفقد مستشفاه التي ساعد من خلالها عدداً ممن أصيبوا في بداية الثورة، عندما انتشرت عمليات الإعدام والتعذيب في المشافي الحكومية والمشافي التي تسيطر عليها شبيحة الأسد، كما شاهد العالم في عدد من أشرطة الفيديو، وكان لمشفى المهايني فيما بعد الفضل في إنقاذ حياة عدد من المطلوبين لنظام بشار الأسد بمجرد ممارسة أدنى واجباتهم الإنسانية المتمثلة بمساعدة الجرحى.
يقول «أبو معاذ» من أهالي حي الميدان: أن صاحب المشفى محبوب من قبل الناس لما له من سمعه جيدة، وأيضاً لمساعدته العديد من المحتاجين في عدد من أحياء دمشق، بالإضافة إلى حي الميدان الذي نشأ فيه، والذي يشهد منذ بداية الثورة عمليات خطف واعتقال طالت عدداً كبيراً من الناشطين، اتُّهـم بها شبيحة الحي من الشيعة والإيــــرانيين الذين قامــــوا بتشكيل عدد من العصابات ومايســمى بـميلــيشيا «الدفاع الوطـــــني» ويضيف «أبو معاذ» أنهم المتهم الأول بقتل المهايني.
ضايق النظام منذ بداية الثورة الأطباء أصحاب الشهادات والمراكز الرفيعة في الدولة والمجتمع، وقام بمساءلتهم لترهيبـــهم ودفعهم بعيداً عن صفوف الثورة، ونجح في بعض الحــــالات، إذ هجر معظم أطباء سوريا، أما من بقي فكان عليه تحـــمل عبء البـــقاء، وعمدت قوات بشار الأسد إلى قصف المشافي والنقاط الطبية للقضاء على أي أمل بإنقاذ من يمكن إنقاذه ممن يصابون بقصف النظام.
لوحظ في الفترة الأخيرة قيام نظام الأسد باستهداف الكفاءات العلمية، إما عن طريق استهدافهم مباشرة في المناطق المحاصرة، كما جرى مؤخراً في درعا ودوما والوعر، عندما قام النظام باستهداف المشافي الميدانية، وبعض المؤسسات التعليمية والمخابر بالأسلحة الفتاكة، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الكوادر، أو عن طريق تنفيذ عمليات اغتيال غامضة لعدد من ذوي الكفاءات، كما حصل في ريف دمشق منذ أشهر، عندما تعرضت سيارة تقل عدد من موظفي البحوث العلمية أثناء توجههم إلى عملهم لكمين بالقرب من حاجز لقوات الأسد، وهو ما حاول النظام تسويقه على أنه من فعل الجيش الحر بالإشارة إلى أن من بين القتلى مهندس ايراني، الأمر الذي لم يتم التأكد منه، خاصة وأن من المهندسين من يقطن في أماكن سيطرة الجيش الحر في سيناريو قريب من سيناريو المهايني الذي ادعت مواقع النظام ومؤيدوه أنه من بين من زاروا بشار الأسد في بداية الأحداث.
كما شاركت أفرع التعذيب التابعة لنظام بشار الأسد في تصفية خيرة شباب سوريا وأصحاب الكفاءات منذ بداية الأحداث حيث سقط العديد من الشــــهداء تحت التعذيب في أقبية أجهزة المخابرات كالطبيب أنس قطيفاني، والطبيب فارس حمدي الزعوقي، والطبيب محمد أسامة البارودي، والمهندس وسيم أبو زينة أحد أبرز اختصاصي البرمجة في سوريا.
ديدن نظام آل الأسد، بعد أن استولى على السلطة في سبعينيات القرن الماضي هو قتل كل الخبرات والكفاءات أو اعتقالها أو تهجيرها ووصل به الأمر إلى اغتيال البعض في منفاهم، كما فعل مع المفكــــر صلاح الديـــن البيطــــار أحد مؤسسي حزب البعث الذي اغتالته أجهزة مخابرات بشار الأسد في باريس لمعارضته حكمه وعدم الرضوخ لأوامره، ولسياسة الأسد الدموية في اغتيال الكفاءات والعقول تاريخ عابر للحدود إذ طالت عددا من دول الجوار كلبنان الذي قام بشار الأسد بقتل كل من عارضه فيه من مثقفين ورؤساء صحف وتيارات بعد انسحاب قواته من هناك، ولا يزال آل الأسد إلى اليوم يغرقون البلد في بحور من الدماء في امتداد لسياستهم التي انتهجوها سبيلاً منذ توليــــهم الحكم وجهــــروا بها في مطلع الثورة، بإطلاقهم شعارات مثل «الأسد أو نحرق البلد» فبعد أن أحرقوا البلد يسعون اليوم لاغتيال أي أمل يعيد البلد يوماً ما إلى الحياة.
النظام السوري يستعين بأخصائيات نفسيات والجندية «منار» تتحدث مع الجنود عبر أجهزة اللاسلكي لفترات طويلة
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» صوت جديد يُسمع عبر قبضات اللاسلكي التابعة للدفاع الوطني في ريف اللاذقية، يصدح ويسأل عن «منار» الجندية التي اعتاد الجنود أن يكلِّموها عبر الاتصال اللاسلكي، يتحدثون معها لفترات طويلة، وتطلب منهم منار أن يتكلموا عن مشاكلهم النفسية خصوصاً.
الجندية «منار» هي ذاتها التي كانت تتواجد إلى جانب النظام في معارك كسب في شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي، عندما كانت ترفع من معنويات المقاتلين، وتحدثهم عن مشاكلهم النفسية، وتسألهم عن الصعوبات التي يواجهونها، في كل صباح تتصل بكافة القطع العسكرية القريبة من مناطق الاشتباك وتنادي «بحر1، وبحر2، وصولاً إلى بحر 9» وفي النهاية تقول من يريد التحدث إلى «منار»، يتهافت الجنود للتكلم معها، منهم من يطلب منها التكلم بشيء مضحك، ومنهم من يطلب منها أن تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وحين تبدأ بالكلام تطلب من الجميع الهدوء، وإتاحة الفرصة لها كي تتحدث عن ما يطلبون.
يلجأ النظام السوري إلى زج معالجين نفسيين من النساء ليرفع معنويات مقاتليه، خصوصاً بعد انتشار الهواتف التي تتيح للجنود الاطلاع على أهم الأخبار، وأحدثها والتي غالباً ما تكون سيئة بالنسبة لهم، خاصة بعد نشر صور جثث جنود النظام، أو أسراه التي يتدوالها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و «يوتيوب».
الجندية «منار» وغيرها من المعالجات النفسيات هي إحدى الطرق التي يتبعها النظام؛ من أجل أن يحافظ على ثبات جنوده في المعارك، وهناك طرق أخرى استخدمها نظام بشار الأسد منها: إنشاء كتيبة الدبابات للنساء تابعة للدفاع الوطني، تنخرط فيها المرأة في القتال ضد قوات المعارضة، وبث ناشطون في وقت سابق أن كتيبة الدبابات المنشأة حديثا شاركت في معارك النظام في حي جوبر الدمشقي.
أشار الناشط «علي الحفاوي إلى أن النظام يعيش حالة من الانهيارفي مختلف الجبهات، ولهذا يلجأ إلى إدخال العنصر النسائي، وأكد «الحفاوي» أن ما يجري هو انهيار للأخلاق في صفوف النظام، ومايقوم به هو توصية وفق مختصين إيرانيين، في حين أنهم يتهمون قوات المعارضة بممارسة ما يسمى «جهاد النكاح».
نوّه ناشطون في ريف اللاذقية إلى تحركات عسكرية لقوات النظام تحضيراً لعملية عسكرية مرتقبة، فيما كثف الطيران المروحي والحربي من غاراته على مناطق الاشتباك خصوصاً القريبة من منطقة سلمى، والتي باتت تبعد عن مرمى نيران قوات النظام أقل من اثنين كيلو متر، في حين قالت مواقع مؤيدة لميليشيا الدفاع الوطني أن «لبوات الأسد» تشارك في القتال إلى جانب جيش النظام في ريف اللاذقية. وفي السياق ذاته أكد أحد الناشطين في اللاذقية مشاركة النساء في الدوريات مع عناصر الأمن خلال عمليات التفتيش على مداخل المدينة، وقال: شوهد العديد من السيارات التي تقودها نساء، يتجولن داخل اللاذقية ويلبسن اللباس العسكري ويحملن السلاح.
سورية: “داعش” يشنّ هجوماً واسعاً على ريف الحسكة
الحسكة – هيا خيطو
شن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، في ساعات متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، هجوماً واسعاً نحو مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، وسط توارد أنباء عن سيطرتهم على قرية تل خنزير، عقب اشتباكات عنيفة مع “وحدات حماية الشعب الكردية”.
وأفاد الصحفي من مدينة القامشلي بريف الحسكة، آرين شيخموس، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “محيط قرية تل خنزير، الواقعة على بعد 25 كيلو متراً جنوب غرب مدينة رأس العين، يشهد اشتباكات عنيفة منذ ليل أمس، بين وحدات حماية الشعب الكردية، وتنظيم (داعش) الذي شنّ هجوماً واسعاً، تمكّن على أثره من إحكام السيطرة على القرية، في وقت انسحبت فيه الوحدات نحو قرية خربة البنات والتي تبعد حوالي 2 كيلو متر عن تل خنزير”.
ووفقاً للصحفي، فإنّ “وحدات الحماية الكردية خسرت خلال الاشتباكات، 13 مقاتلاً ومقاتلة، بينما سقط لـ(داعش)، ما يزيد عن 35 قتيلاً، فضلاً عن وقوع عدد من عناصرها أسرى لدى الوحدات”.
من جهته، نفى الصحافي الكردي، مجيد محمد، في حديث له مع “العربي الجديد”، “سيطرة (داعش) على قرية تل خنزير”، مشيراً إلى أنّ ” تل خنزير هي نقطة تماس بين مناطق سيطرة الوحدات الكردية و(داعش)، وعادة ما تشهد اشتباكات من هذا النوع، إلّا أن هجوم التنظيم اليوم كان الأوسع”.
وأكّد الناطق باسم “تيار المستقبل الكردي”، علي تمو، لـ”العربي الجديد”، “عدم سيطرة (داعش) على تل خنزير”، مبرراً هجوم التنظيم أمس، “بمحاولته تخفيف الضغط عن جبهات تل حميس وتل براك بريف الحسكة الشرقي، ومدينة كوباني في ريف حلب الشمالي”.
يُشار إلى أنّ “وحدات حماية الشعب الكردية”، تفرض سيطرتها على الريفين الشمالي والغربي للحسكة، وسط اشتباكات شبه مستمرة مع عناصر “داعش”، فيما يسيطر الأخير على معظم الريفين الشرقي والجنوبي للمدينة، في حين تبسط قوات النظام سيطرتها على المساحة الأكبر من مدينة الحسكة.
أطباء بلا حدود: الرعاية الصحية في سورية مستحيلة
عمان ــ العربي الجديد
انتقدت منظمة أطباء بلا حدود، فشل وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين المحاصرين نتيجة للنزاع الذي يدخل عامه الخامس، في الوقت الذي بلغت فيه حاجتهم إلى المساعدات الطبية أقصى درجاتها.
وقالت المنظمة، في بيان صادر عن مكتبها في عمّان، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، إن النظام الصحي في سورية تعرض للدمار على مر السنوات الأربع الماضية من عمر النزاع، بحيث أضحى الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أمرا شبه مستحيل، نتيجة نقص الإمدادات وغياب الطاقم الطبي المؤهل، أو نتيجةً للهجمات التي تطال المرافق الطبية.
وانتقدت رئيسة المنظمة الدولية جوان ليو، أعمال العنف الوحشية التي تتسم بها الحرب، والتي لا تميز بين مدنيين ومقاتلين، ولا تحترم حصانة الطواقم والمرافق الطبية، وقال “ليس من المقبول أن تكون المساعدات الإنسانية محدودةً هكذا، في حين بلغ معدل الوفيات ومستوى المعاناة درجة لا يمكن تحملها”.
ولفتت رئيسة المنظمة إلى اختطاف تنظيم الدولة الإسلامية خمسة من العاملين في المنظمة في يناير/كانون الثاني 2014، وأثر ذلك في إجبار المنظمة على خفض نشاطاتها.
وقالت “سرعت هذه الحادثة الخطيرة في إغلاق المرافق الصحية في المناطق التي تسيطر
عليها الدولة الإسلامية”، ولفتت إلى أن معظم أفراد الطاقم الدولي العاملين مع أطباء بلا حدود لن يستطيعوا بعد ذلك العمل في سورية، إذ إنه لم يكن بمقدورنا أن نضمن سلامة فرقنا.
وأكدت ليو، الحاجة الماسة إلى بذل جهودٍ إنسانيةٍ دوليةٍ على مستوى واسع في سورية، مشيرة إلى استعداد المنظمة للتحاور مع كافة الأطراف المنخرطة في النزاع، مستفيدة من تجاربها الناجحة في العديد من النزاعات، وذلك بغية ضمان إيصال المساعدات إلى المدنيين والسماح لطواقم المنظمة بالعمل بفاعلية وفي ظروف آمنة في سورية.
“داعش” يهاجم رأس العين في الحسكة..وإيران تشكل ميليشيا جديدة
بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً جديداً في الشمال الشرقي من سوريا، عقب مهاجمته قرىً آشورية في الحسكة قبل أكثر من أسبوع. والهجوم الجديد الذي يدفع التنظيم له بمئات المقاتلين، استهدف هذه المرة بلدة رأس العين/سري كانيه بالكردية، الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر التنظيم شنوا “هجوما على القوات الكردية بالدبابات والأسلحة الثقيلة في محيط بلدة رأس العين القريبة من الحدود التركية”، فيما ذكر مسؤول في مجلس الدفاع الكردي إن هجوم “داعش” على منطقة رأس العين أجبر القوات الكردية على الإنسحاب من قرية قريبة. وأضاف “هناك شهداء وقتلى لكن عدد الشهداء غير معروف حتى الان”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصدر فيه التحاف الدولي بياناً، الثلاثاء، قال فيه إن العمليات التي شنّتها مقاتلاته بمساندة قوات كردية على بلدة تل حميس في محافظة الحسكة أسفرت عن سيطرة قوات وصفها بالـ”مناهضة” للتنظيم “على أراض مهمة قرب تل حميس الاسبوع الماضي”. وأكد أن ذلك التقدم على التنظيم حرمه “من الدخول الى مسارات سفر رئيسية تستخدم تاريخياً في تحريك الأفراد والمواد إلى العراق – تحديدا تلعفر والموصل”.
من جهة ثانية، أعلنت فصائل معارضة، سيطرتها على نقاط استراتيجية في محيط قمّة النبي يونس، في ريف اللاذقية الشمالي؛ والنقاط تلك هي كتف مريشود، وقمة الجلطة، وتلة الشيخ محمد، وأكدت سقوط خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام، حيث واجهتها بقوات كبيرة تتواجد في منطقة سلمى قرب قمّة النبي يونس، التي تعد، والنقاط المحيطة بها، أعلى نقطة في منطقة جبل الأكراد، وهي تقع على بعد 15 كيلومتراً من الحدود التركية، وكانت منطقة رصد للنظام، يستهدف من خلالها مواقع المعارضة في المنطقة.
وفي جنوب البلاد، قصفت طائرات النظام، بالبراميل المتفجرة، مناطق في القطاع الأوسط من محافظة القنيطرة. وقال المرصد السوري إن القصف تركّز على بلدة مسحرة، التي تشهد معارك متواصلة منذ أسابيع بين قوات المعارضة وميليشيات أجنبية تقاتل في صفوف النظام.
من جهة ثانية، تعرّضت بلدات المال وكفرناسج وكفرشمس في ريف درعا الشمالي، الذي يشهد بدوره معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وميليشيات أجنبية منذ شهر شباط/فبراير الماضي، في المعركة التي أطلق عليها تسمية “مثلّث درعا- القنيطرة- ريف دمشق”، إلى قصف بالبراميل المتفجّرة، فيما شهدت بلدة بصر الحرير قصفاً مماثلاً.
إلى ذلك، قال مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين همداني، إن عناصر الحرس “حرروا 85 في المئة من الأراضي السورية التي وقعت سابقاً بيد المعارضة، في وقت حتى الأسد كان قد تقبّل الهزيمة”. وتأتي هذه التصريحات عقب تصريحات أطلقها همداني الأسبوع الماضي، أشار خلالها إلى أن الحرس الثوري بدأ بتأسيس مجموعات دينية باسم “كشاب” وقوامها علويون وسنة ومسيحيون وإسماعيليون، على حد زعمه؛ ومهمة هذه المجموعات تقديم “التعليم العقائدي” إلى مراهقين من أجل إعادهم إلى “القتال في صفوف تشكيلات الحرس الثوري الإيراني”.
سوريا: “كوماندوس” غربي في صفوف “وحدات الحماية“
مهند الكاطع
.
منذ بداية معارك عين العرب “كوباني” بريف حلب الشرقي، ظهر مقاتلون أجانب إلى جانب حزب “الإتحاد الديمقراطي” الكردي، وذراعه العسكري “وحدات حماية الشعب”. ومن المؤكد أن هؤلاء مقاتلون محترفون، لا مجرد هواة دفعتهم العاطفة للقتال إلى جانب القوات الكردية. وثمة احتمال بأن يكونوا عناصر في أجهزة استخبارات تتسابق إلى مناطق الصراع، لدراستها.
ففي 7 أذار/مارس، قتلت المجندة الألمانية “أيفانا هوفمان”، في منطقة تل تمر بريف الحسكة، خلال مواجهات خاضتها “وحدات حماية الشعب” الكردية مع تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلن “الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني” المتحالف مع وحدات الحماية عن مقتل هوفمان، وقال إنها في العشرينات من العمر، وتنحدر من أصول أفريقية، ومن مواليد دولة ألمانيا الفيدرالية. في حين لم يعلن الموقع الرسمي لوحدات الحماية، شيئاً بخصوص هوفمان، كما جرت العادة في التعامل مع قتلى مقاتلي الوحدات.
ولأيفانا هوفمان إسم الحركي هو “أفاشين تكوشين كونيش”، وهي من مواليد أيلول/سبتمبر 1995، وقد التحقت بصفوف وحدات الحماية الشعب قبل ستة أشهر. ولم تتوافر تفاصيل عن تشييعها أو دفنها.
والقصة ابتدأت بالتحاق مجندة اسرائيلية تدعى “جيل روزنبيرغ” المنحدرة من أصول كندية، والبالغة 31 عاماً، بوحدات الحماية في تشرين ثاني/نوفمبر 2014. وفي تصريح نسب إليها قالت إنها تواصلت عبر الإنترنت مع مقاتلين أكراد وتلقت تدريبات على الحدود العراقية السورية. وقد علّقت الإذاعة الإسرائيلية في 10 تشرين ثاني/نوفمبر 2014، على الخبر بالقول: “هذه المرأة قررت دعم الأكراد من خلال خبرتها العسكرية التي اكتسبتها خلال خدمتها في الجيش الإسرائيلي”.
جوردن ماتسون، أحد هؤلاء المقاتلين، رغم أنه ينتسب للجيش الأميركي. وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، نجده يظهر تارةً في عين العرب وتارة في سنجار داخل العراق، ثم في ناحية تل حميس شمال شرقي سوريا. إحدى الصور جمعته مع شخص يدعى “كوستا”، وقال جوردون عنه بإنه من “الكوماندوس البريطاني” التابع للقوات الملكية البحرية، وأضاف أنه رافقه في بلدة جزعة السوري مقابل منطقة سنجار. صورة أخرى لجوردن كان قد نشرها بتاريخ 4 أذار/مارس 2015، مع مقاتل من حزب العمال الكردستاني PKK، يدعى الرفيق “مسيحا”، يدوّن فيها اسمه بالإنكليزية على واجهة إحدى المحال التجارية المغلقة في تل حميس. جوردان نشر في 27 شباط/فبراير مقطعاً مصوراً من وسط ناحية تل حميس، التي انسحب منها تنظيم الدولة بعد القصف المكثف للطيران والذي مهّد لدخول تلك القوات إلى ناحية تل حميس دون معارك برية موسعة. ويمكن تفسير وجود العناصر الغربية بأعداد محدودة، في إطار تقديم الدعم اللوجستي، والتنسيق، مع قوات التحالف الدولي.
كما نشرت في الموقع الرسمي لقوات الحماية صور لمقاتلين اثنين؛ أسترالي وبريطاني، فقدوا حياتهم أثناء معارك ضد تنظيم الدولة. وفي الصور ظهرت أسماؤهم الحقيقية والحركية ذات الدلالات الكردية. ولم تخل الصور من راية الوحدات، وكلمة شهيد. كما نشر الموقع الرسمي للوحدات، السجل الخاص بالمقاتل البريطاني الذي قتل في معارك في محافظة الحسكة قرب ناحية تل براك، في 2 آذار/مارس 2015. وأضاف بيان الوحدات بأن “كمال” هو الاسم الحركي للمقاتل البريطاني “كونستاندنو سجورف ايلد” المولود في انكلترا.
الموقع نشر أيضاً تفاصيل عن المقاتل الأسترالي “آسه بري جونستون” المعروف باسم “باكوك سرحد”، الذي قضى في المعارك ضد تنظيم الدولة في قرية غسان على الحدود السورية العراقية، بالقرب من منطقة سنجار، في 23 شباط/فبراير 2015، عندما بدأت قوات كردية بالتقدم داخل الأراضي السورية، بعد قصف جوي مكثف. ولجونستون صور نشرها جوردون ماتسون في صفحة “الفايسبوك” الخاصة به، كما جمعتهما صور أخرى مع مقاتلين آخرين من جنسيات أوربية.
ويُعتقد بأن معنويات أنصار ومقاتلي الوحدات، ترتفع أثناء وجود مقاتلين “غربيين” إلى جانبهم، الأمر الذي يشعرهم بأنهم ليسوا مجرد مقاتلين في ميليشيات مدرجة على قوائم “الإرهاب” الدولية، كحزب العمال الكردستاني. فهذه المليشيات أصبحت قوى يتعامل معها الغرب، في “مكافحة الإرهاب”.
قوى الثورة السورية: دي ميستورا يعمل لمصلحة الأسد
تقدم للمعارضة في ريف حلب الشمالي وريف اللاذقية
إيلاف- متابعة
أكدت قوى المعارضة السورية أن مبادرة تجميد القتال في حلب، كما يطرحها ستيفان دي ميستورا، تصبّ في مصلحة النظام السوري، لذا فهي ترفضها.
إيلاف – متابعة: قال تقرير أصدرته، الثلاثاء، المنظمة الدولية للمعوقين إن الصراع في سوريا، المستمر منذ أربع سنوات، خلّف حتى الآن مليون مصاب، بينهم عشرات الآلاف يحتاجون عمليات جراحية وأطرافاً صناعية وإعادة تأهيل.
وناشدت المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتقديم العلاج إلى المصابين السوريين، قبل أن تتحوّل إصاباتهم إلى إعاقة دائمة، “فالحرب في سوريا ستخلف جيلًا من المصابين والمشوّهين، ما لم يتحرك العالم لتقديم العلاج الفوري اللازم إليهم”.
يذكر أن المنظمة الدولية للمعوقين، وهي منظمة غير حكومية، أرسلت فريقًا من 600 متخصص في علاج العظام، وفنيين في مجال تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية، إلى دول الجوار السوري، حيث يوجد لاجئون سوريون، لتقديم الرعاية الطبية وتركيب الأطراف الصناعية، وقدمت مساعداتها إلى 360 ألف مصاب.
غاز الكلور على حندرات
ميدانيًا، سيطر الثوار على “المدجنة” في جنوب غرب حندرات، في ريف حلب الشمالي، وقتلوا العديد من جنود نظام الأسد وميليشياته، مع تواصل الاشتباكات في القرية، وتصدوا لمحاولات قوات الأسد استعادة السيطرة على تلة المضافة في ريف حلب، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهة حي الخالدية في مدينة حلب. وتدخل عناصر تنظيم الدولة (داعش) ليشتبكوا مع الثوار على محور صوران في ريف حلب الشمالي، كي يخف الضغط عن النظام في محاور الجبهة.
ألقى الطيران المروحي برميلًا متفجرًا يحوي غاز الكلور السام على قرية حندرات، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق في صفوف الثوار، وبراميل متفجرة على حي الصاخور ومنطقة القبر الإنكليزي. كما ألقت طائرات الأسد المروحية برميلًا سامًا على طريق كاستيلو ومنطقة الشقيف، بينما شنّ الطيران الحربي غارة على منطقة آسيا.
تقدم نحو القمم
في ريف اللاذقية، سيطر الثوار المشاركون في معركة “لبيك يا الله” صباح الثلاثاء على قمة الجلطة وتلة الشيخ محمد في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، محاولين التقدم إلى قمة النبي يونس، معقل القوات الإيرانية في المنطقة، بحسب ما أعلنت شبكة “سوريا مباشر”.
وتمكن الثوار من تدمير رشاش عيار 14.5 مم في قمة النبي يونس، وتدمير مدفع عيار 130 مم متمركز على قمة النبي يونس، مستخدمين صواريخ “تاو”، كما استهدف الثوار القمة بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية وقذائف الهاون. وأغار الطيران الحربي على بلدات جبل الأكراد، واستهدف مصيف سلمى وبلدة كنسبا وقرية الكندة، في حين استهدف الثوار بالهاون مقار قوات النظام في دورين وكتف مريشود ومرصد نباتة وكتف الصهاونة.
وقالت تنسيقية الثورة السورية في اللاذقية إن ميليشيا الدفاع الوطني منتشرة عند مفرق المشفى الوطني، يطلق عناصرها الرصاص في الهواء لتسهيل حركة المرور في ظل أزمة سير خانقة، تسهيلًا لمرور سيارات الإسعاف.
وتهدف معركة “لبيك يا الله” إلى السيطرة على قمة النبي يونس، الأعلى في المنطقة، بعد تسليم النظام غرفة العمليات هناك لضباط إيرانيين وحزب الله، وهي من أكثر القمم الجبلية أهمية من الناحية الاستراتيجية، إذ تشرف على ثلاث محافظات، اللاذقية غربًا وإدلب شرقًا وحماه جنوبًا.
في مصلحة الأسد
سياسيًا، أكدت قوى الثورة السورية رفضها مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، لأنها تصب في مصلحة نظام الأسد. ونقلت صحيفة “عنب بلدي” الالكترونية المعارضة عن زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية، قوله: “هذه المبادرة تصب في مصلحة الأسد، ولهذا يتمسك بها، وعندما يخرج دي ميستورا من السفارة الإيرانية في دمشق ليتحدث عن مبادرته، وعلى بعد كيلومترات قليلة، دوما تباد من دون أن يتطرق إلى ذكرها، فهذا يؤكد على نظرتنا بتحيز المبادرة الواضح للنظام”.
أضاف ملاحفجي: “قالها دي ميستورا صراحةً، الأسد جزء من الحل، وسوّق لمشروع روسي إيراني، وأعلن أنه يسعى إلى تطبيق مشروع موسكو- القاهرة، الذي ينص على أن يبقى الأسد رئيسًا للبلاد مع جيشه وأمنه، وعندما ينادي دي ميستورا لنزع السلاح والنضال السياسي، فالرابح الوحيد هو النظام”. وختم: “توقف الثورة في حلب يعني إخمادها ويستحيل أن تحيا مرة أخرى”.
ونقلت الصحيفة عن أبو سلمى، رئيس مجلس مدينة حلب، قوله: “المبادرة تخرج عن قيمنا لكون حلب جزءًا من سوريا، وأي مبادرة يجب أن تشمل جميع المناطق”. أضاف: “المبادرة إنسانيًا لا تمنع القتل لكونه مباحًا، إلا في منطقة التجميد، يتركون بلدًا وشعبًا في الجحيم، ويدعون كذبًا تجميد القتال نظريًا في حي صغير، وهم ليسوا أغبياء باقتراحهم إنما مجرمون، والغبي من يجاريهم أو يصدقهم”.
حرروها!!
في سياق متصل، أوردت “العربية” تقريرًا نقلت فيه قول اللواء حسين همداني، مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني: إن “القادة العسكريين الإيرانيين حرروا 85% من الأراضي السورية، التي وقعت سابقًا بيد المعارضة، في وقت حتى الأسد كان قد تقبل الهزيمة”.
وقال همداني: “يوجد حاليًا محوران في المنطقة، يجمع أحدهما أميركا وكل دول أوروبا وجميع الدول العربية من دون استثناء، وثانيهما محور إيراني يقف بوجه مستكبري العالم، فأميركا تريد تقسيم العراق لثلاث دول، وسوريا إلى دولتين، وإيران إلى خمس”. ونقل هذه التصريحات موقع “رسا” الإيراني المقرب من الحرس الثوري.
وكان همداني كشف في تصريحات سابقة أن الحرس الثوري الإيراني بدأ تأسيس مجموعات دينية جديدة في سوريا باسم “كشاب” بين شباب العلويين والسنة والمسيحيين والإسماعيليين، هدفها التعليم العقائدي لتجنيد المراهقين في سوريا للقتال ضمن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني”. واعتبر همداني إنشاء الباسيج في سوريا أهم إنجازات إيران، “فبعد لبنان وسوريا، الباسيج بدأ يتكون وينتظم في العراق أيضًا”.
تنظيم الدولة يشن هجوما واسعا على رأس العين السورية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوما واسع النطاق على مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة، والواقعة على الحدود السورية التركية والتي تقطنها أغلبية كردية، وفق المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مقاتلي تنظيم الدولة بدؤوا الليلة الماضية هجوما واسعا ومباغتا باتجاه المدينة, وتمكنوا من السيطرة على قرية تل خنزير الواقعة غرب المدينة, مشيرا إلى مقتل العشرات خلال المعارك بين مسلحي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية.
وأضاف المرصد أن المئات من مقاتلي التنظيم يشاركون بالهجوم مدعومين بالدبابات والأسلحة الثقيلة, وأكد أن اشتباكات عنيفة مازالت مستمرة بمنطقتي تل خنزير والمناجير الواقعتين في ريف المدينة.
وقد أكد الهجومَ متحدثٌ باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبر وحدات حماية الشعب ذراعه العسكري, وقال المتحدث باسمه في أوروبا نواف خليل إن تنظيم الدولة “يشن هجوما واسعا وقويا على مدينة سري كاني (رأس العين)”.
وتعتبر رأس العين ثالث أكبر مدينة ذات غالبة كردية بمحافظة الحسكة بعد مدينتي الحسكة والقامشلي, وتكمن أهميتها في احتوائها على معبر حدودي رسمي بينها وبين مدينة جيلان بينار التركية الحدودية.
وشهدت هذه المدينة عام 2013 معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد ومجموعات من الجيش السوري الحر وفصائل أخرى تنشط ضمن المعارضة المسلحة، انسحبت على إثرها الكتائب المقاتلة من المدينة.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع قليلة من نجاح قوات حماية الشعب الكردية -المدعومة بالغارات التي يشنها طيران التحالف الدولي على تنظيم الدولة- في طرد مقاتلي التنظيم من مدينة عين العرب (كوباني) التابعة لمحافظة حلب والتي تضم بدورها معبرا حدوديا نحو الأراضي التركية.
المعارضة تحكم سيطرتها على مواقع باللاذقية وحلب
أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على نقاط إستراتيجية في محيط قمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي في وقت حققت فيه فصائل المعارضة المسلحة تقدما في حلب بإحكام سيطرتها على قرية حندرات الإستراتيجية.
وقالت مصادر المعارضة الاثنين إنها أطلقت معركة موازية بريف اللاذقية الشمالي أسفرت عن استعادتها مناطق كتف مريشود، وقمة الجلطة، وتلة الشيخ محمد، في محيط قمة النبي يونس في جبال دورين بريف اللاذقية الشمالي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام وجَرح آخرين، كما استنفرت المعارضة جميع قواتها في مدينة سلمى القريبة التي ما زالت تتعرض لقصف عنيف من قبل قوات النظام.
وتعد قمة النبي يونس أعلى نقطة في منطقة جبل الأكراد، حيث تسيطر عليها قوات النظام، وهي تبعد عن الحدود التركية نحو 15 كيلومترا، وتعتبر نقطة رصد مهمة تستهدف من خلالها قوات النظام مِساحات واسعة من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
جبهة حلب
من جهة أخرى أعلنت غرفة عمليات تحرير حلب -التي تضم عددا من فصائل المعارضة المسلحة- أن مقاتليها سيطروا على كامل قرية حندرات وتلة حندرات بريف حلب شمالي سوريا وثبتوا مواقعهم فيها.
وذكرت مصادر في المعارضة أن عشرات من جنود النظام والمليشيات الموالية لهم، قتلوا في المعركة.
وتعد قرية حندرات من المواقع المهمة في ريف المحافظة، وتسعى المعارضة للسيطرة عليها بهدف قطع خطوط إمداد قوات النظام، وإبعاد خطر الحصار عن الأحياء التي تسيطر عليها في حلب، بينما يسعى النظام للسيطرة على مناطق بريف حلب الشمالي من أجل استكمال ما يسميه الطوق على المدينة.
من جهة أخرى تتواصل الاشتباكات العنيفة بين مجموعات من المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط قرية باشكوي والمزارع الجنوبية بدوير الزيتون بالقرب من مفرق باشكوي كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي جبهات أخرى قالت مراسلة الجزيرة في سوريا، إن شخصين قُتلا وأصيب عشرات، وُصفت إصاباتهم بالخطيرة، في منطقة دير العصافير بريف دمشق جراء غارات لطائرات النظام.
وبالتزامن مع هذه الغارات تعرضت أحياء سكنية في عربين بالغوطة الشرقية إلى قصف بالرشاشات الثقيلة، كما تعرضت مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي لقصف بالبراميل المتفجرة ما ألحق أضرارا كبيرة بالمباني والممتلكات.
ويواصل النظام غاراته على أماكن متفرقة من سوريا حيث قصفت قوات النظام أماكن في حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور وفي قرية الجفرة المحاذية للمطار العسكري.
كما شهد ريف حماة الشمالي اشتباكات وعمليات قصف، حيث ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في قرى الصياد وعطشان واللطامنة، فيما تدور اشتباكات في قرية مورك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
النظام السوري يدمر 13 مسجدا في معرة النعمان
تعرض 13 مسجداً لقصف النظام السوري في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي شمالي البلاد، خلال السنوات الأربع الماضية، وأدى القصف إلى دمار كامل لبعض تلك المساجد، وتضرر بعضها الآخر.
ورصدت وكالة الأناضول عدداً من تلك المساجد، والتقت بالقائمين عليها وعدداً من المواطنين، والذين أكدوا أن النظام استهدف تلك المساجد بشكل متعمد, لأنها كانت منطلقاً للمظاهرات التي خرجت ضده.
وقال خادم مسجد المصري, الحاج حسن, إن من بين المواقع التي استهدفها النظام مساجد تاريخية أثرية، كمسجد نبي الله يوشع، ومسجد الرحمن، والمسجد الكبير يعود إلى ما قبل الألفية الأولى, مشيراً إلى أن مسجد المصري فقد مأذنته التي يبلغ طولها 32 مترا جراء قصفها من معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين كانا تابعيَن للنظام وسيطرت عليهما فصائل المعارضة السورية مؤخرا.
ولفت الحاج حسن إلى أن مسجد المصري يعود تاريخ بنائه إلى عام 1936، ويعتبر مسجدا أثريا تاريخيا ذا بناء قديم، وقد قام أهالي الحي الشرقي بترميمه دون تقديم أية مساعدة من الحكومة أو وزارة الأوقاف, معبراً عن حزنه للدمار الذي حل به.
مساجد أثرية
وأفاد إمام مسجد الصديق في بلدة كفرنبل, الشيخ أيمن البيوش, أن المسجد يعود بناؤه إلى ستينيات القرن الماضي، ويعتبر من أقدم المساجد بالمدينة، ويقع في مركزها، كما يعتبر من المساجد الأثرية لاحتوائه على زخارف معمارية رومانية وفارسية.
وأضاف أن المسجد استهدفته طائرة حربية تابعة للنظام من نوع سوخوي، منذ ما يقارب العامين، من ضمن حملة قصف المساجد والمستشفيات والمنازل بالمنطقة، فحولت صواريخ النظام المسجد إلى ركام، ولم يتبق منه سوى بضعة جدران متصدعة، وأبواب مغلقة وسقف متهاوٍ، ولم تعد الصلاة فيه ممكنة.
وأوضح المواطن عمار الشردوب، من أهالي معرة النعمان, أن طائرة حربية تابعة لقوات النظام استهدفت مسجد بلال الذي يقع بجوار منزله في شهر رمضان الماضي, ما أدى لسقوط مأذنته وتهدم المسجد بالكامل ومقتل أربعة مشايخ داخل المسجد، ولم يتمكن الأهالي من انتشال جثثهم من تحت الأنقاض حتى اليوم التالي.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت تقريراً عام 2013، يفيد بتضرر ما لا يقل عن 1451 مسجدا بينها 348 دمرت بشكل شبه كامل، إثر عمليات قصف نفذها نظام بشار الأسد، بصواريخ “سكود” و”أرض أرض” وبالبراميل المتفجرة والمدفعية والدبابات وغيرها من الأسلحة.
ومن بين المساجد التي طالها قصف قوات النظام الحاكم المسجد الأموي في حلب، وجامع خالد بن الوليد في حمص والذي يحتوي على مرقد ذلك الصحابي الجليل، والجامع العمري في درعا.
النظام وداعش يهددان 400 ألف نسمة في دير الزور
العربية.نت
أطلق الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً وضح فيه أن استمرار حصار أحياء مدينة دير الزور للشهر الثاني على يد تنظيم داعش الإرهابي ونظام الأسد المجرم، وسط تصعيد خطير من قبل الطرفين اللذين يتاجران بأرواح المدنيين، فبعد الحصار المطبق على الأهالي في دير الزور وقطع كافة أسباب الحياة عن المدنيين، بدأت قوات الأسد بقصف أحياء المدينة التي يسيطر عليها التنظيم مستهدفة المدنيين بالبراميل المتفجرة بحجة إرهاب داعش، الذي بدأ بنصب منصات الصواريخ لإطلاقها على الأحياء التي مازال يسيطر عليها النظام، ويحتجز ضمنها ما يفوق 400 ألف نسمة.
وقال: “إننا في الائتلاف الوطني وإذ نحذر من مجازر حقيقية قد تطال المدنيين في دير الزور نتيجة إرهاب النظام المجرم والتنظيم الإرهابي، فإننا نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين وفك الحصار عنهم، إضافة لفرض مناطق آمنة في شمال سوريا وجنوبها، كما ندعو التحالف الدولي إلى توجيه ضرباته العسكرية إلى مواقع النظام وتنظيم داعش على حد سواء”.
وأضاف: أنه من واجب مجلس الأمن اليوم العمل على تفعيل القرار رقم 2139 القاضي برفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان بشكل فوري، والسماح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين بإيصال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وآمن ومن دون عوائق.
جاء في بيانه أيضاً: “لقد حذرنا في الائتلاف الوطني مراراً وتكراراً من استغلال المدنيين، الذين باتوا يرزحون تحت مطرقة النظام وسندان التنظيم الإرهابي، الطرفان اللذان لا يقيمان وزناً للقوانين الدولية أو الإنسانية، بل يتحركان بشكل متناغم في إجرامهما”.
وأوضح أيضاً أن صمت المجتمع الدولي عن مأساة المدنيين لم يكن يوماً مبرراً، ولكنه تفاقم اليوم حتى بات جزءاً من الجريمة التي بدأها نظام الأسد واستمرت بها التنظيمات الإرهابية وزاد من مأساتها تخاذل العالم.
جبهة النصرة ترد على تقارير انفصالها عن القاعدة: لم نجتمع بالمخابرات القطرية وسنبقى رأس حربة الجهاد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أصدرت جبهة النصرة بيانا نفت فيه بشكل قاطع ما تردد في وسائل الإعلام عن وجود توجه لديها بوساطة قطرية للانفصال عن تنظيم القاعدة، فأكدت أنها لم تجتمع مع المخابرات القطرية ولا تطمح للحصول على تمويل خليجي، وأنها ستبقى “رأس حربة المجاهدين” في سوريا، وفق تعبيرها.
وقالت الجبهة في بيان صادر عبر ذراعها الإعلامية “المنارة البيضاء” إن التقارير حول انفصالها عن القاعدة لتشكل كيانا جديدا كانت مفاجئة “بكم الأكاذيب والتلفيقات التي لا أساس لها من الصحة بتاتًا، بالإضافة إلى التناقضات التي ملأت الخبر؛ فتارة يصفون النصرة بالضعف والتشرذم وفرار القادة والمقاتلين، وتارة يصفونها بالنفوذ والسيطرة والقدرة على حل الجماعات الأخرى.”
وتابعت الجبهة بالقول: “نفي تماما كل ما ورد في الخبر من اجتماع مع المخابرات القطرية أو أمثالها! أو البحث عن تمويل قطري أو خليجي، فكل هذا يتنافى مع الأسس التي قامت عليها جبهة النصرة منذ البداية.”
وتابعت الجبهة بالقول إنها “كانت ولا زالت رأس حربة المجاهدين على أرض الشام، سباقة في النزال، حريصة على جمع الكلمة وتوحيدها على أسس شرعية واضحة، تنشد الشريعة وترفع الظلم وتنصر المستضعفين وتدافع عنهم بكل ما تستطيع” على حد قولها.
يشار إلى أن العديد من التحليلات كانت قد رجحت حصول تحول على الساحة الميدانية في سوريا، خاصة في ضوء الانتشار المتزايد لتنظيم داعش، الذي خاض في السابق مواجهات قاسية مع جبهة النصرة، والتي تتعاون من جهتها مع فصائل في الجيش السوري الحر، وهو أمر يرفضه تنظيم داعش تماما.
بلجيكا: إدارة أمن الدولة تئن تحت وطأة ملفات الجهاديين في سورية
بروكسل (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أطلقت إدارة أمن الدولة في بلجيكا تحذيراً للسلطات السياسية تشكو فيه من عدم قدرتها على اتمام كل مهامها بسبب “ثقل” الملفات المتعلقة بالجهاديين الذين توجهوا للقتال في سورية والشبكات التي تجندهم داخل البلاد.
وتشتكي إدارة أمن الدولة، في تقرير لها، تناقلت بعض فقراته وسائل إعلام محلية اليوم، من نقص الموارد البشرية والإمكانية التي تساعد على معالجة مثل هذه الملفات التي تضاف إلى أخرى تتعلق بقضايا متصلة بالأمن الخارجي للدولة.
ويشير التقرير إلى أن النقص في الإمكانيات والتركيز على ملفات الجهاديين دون غيرها يضعف العمل الرامي إلى حماية أمن البلاد و يتركها عرضة للكثير من المخاطر.
وجاء في التقرير “خلال العام الماضي، عالجت إدارة أمن الدولة عشرة آلاف ملف مرتبط بقضايا الشبكات الجهادية بين بلجيكا وسورية، هذا دون الحديث عن ثلاثة آلاف ملف آخر قدمته وزارة الخارجية إلى الإدارة”.
وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن هذا التقرير سيناقش اليوم في جلسة مغلقة في مجلس النواب الفيدرالي.
وكانت العديد من الإدارة الأمنية والقضائية في البلاد قد اشتكت في وقت سابق من الاقتطاعات المالية التي تفرضها الحكومة عليها، ما يؤثر سلباً على إمكانياتها المادية واللوجستية ومواردها البشرية، وبالتالي يخفض من فاعليتها
الجبهة الجنوبية السورية: لا تواجد لتنظيم الدولة بدرعا ومقاتلونا سوريون متسامحون
روما (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى الناطق باسم الجبهة الجنوبية أي وجود لتنظيم الدولة الإسلامية في درعا بجنوب سورية، وشدد على أن المقاتلين في جنوب سورية هم “سوريون من المعتدلين دينياً والمتسامحين”، على حد وصفه
وحول ما تُروّجه بعض وسائل إعلام النظام عن تواجد تنظيم الدولة في درعا بجنوب سورية، قال الرائد عصام الريس، الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا تواجد لتنظيم الدولة في درعا بجنوب سورية حتى الآن بالرغم من محاولات قوات النظام والميليشيات الداعمة له من تسهيل دخولهم إلى المنطقة الجنوبية لترويج روايتهم بمحاربة الإرهاب كعادتهم، وقد قامت الجبهة الجنوبية بصد محاولات التنظيم للتغلغل عبر بعض الخلايا النائمة التي تم القبض عليها”، حسب تأكيده.
وشدد الناطق باسم الجبهة، التي تضم نحو 35 ألف مقاتل وتنشط جنوب سورية، على أن مقاتلي الجنوب هم من المقاتلين السوريين المعتدلين دينياً، وقال “النسبة العظمى من المقاتلين في درعا هم من أهل المنطقة وهم سوريون وأعداد المقاتلين الأجانب أو غير السوريين محدودة وقليلة جداً، وكل الثوار السوريين المقاتلين تغلب عليهم صبغة الدين الشعبي الذي يُعرف به كل السوريين من تسامح وطيب أخلاق واستيعاب للآخرين مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم”، على حد تعبيره.
وأشار الريس إلى أن سبب ترويج النظام وإعلام حزب الله لفكرة تواجد تنظيم الدولة بدرعا هو لتبرير فشلهم تشتيت المجتمع الدولي، وقال “مما لا شك فيه أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني وبقايا النظام سيروّجون لوجود تنظيم الدولة الإسلامية والتطرف، وسيستخدمون أي وسيلة ورواية ممكنة لتبرير فشلهم لجمهورهم بعد أن فقدوا ثقة مؤيديهم”. وأضاف “هذا ما بدأوه بالكلام عن حربهم مع النصرة التي تكاد لا تشكل أكثر من 15% من القوى الموجودة في الجنوب متجاهلين 85% من ثوار الجبهة الجنوبية الذين صدوا الهجوم الإيراني وحققوا الانتصارات، واستخدامهم هذه الرواية سببه ترويج فكرة أنهم يقاتلون الإرهاب لإشغال أنظار المجتمع الدولي عن قتل المدنيين من أطفال ونساء بالبراميل المتفجرة وغاز الكلورين والطائرات الحربية”، وفق تعبيره
وشدد الناطق باسم الجبهة الجنوبية السورية “نحن سندافع عن أهلنا وأرضنا ولن نتخلى عن شبر من أرضنا دون أن نُكبّد هذا الاحتلال الإيراني ومن وراءه من ميليشيات خسائر لم ولن يتوقعوها، ولكن سنبقى على استراتيجية الكر والفر وحرب العصابات، وسنهاجم أعداءنا في كل مكان يتوقعه أو لا يتوقعه، هذا وعد قطعناه على أنفسنا والتزمنا به أمام الشعب السوري، ونحن أحرار ووعد الحر دين عليه”، على حد وصفه
أسقف سوري: مصير المسيحيين المختطفين مقترن بتوازن المنطقة العسكري
الفاتيكان (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال أسقف سوري إن “المسيحيين من قرى وادي الخابور الرهائن لدى جهاديي تنظيم (الدولة الإسلامية) لا يزالون بأيدي خاطفيهم”، وأن “مصيرهم مقترن بتطور التوازن العسكري في المنطقة”، حسب ذكره
وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الأربعاء، أضاف رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في الحسكة ونصيبين، المطران جاك بهنام هندو أن “لدينا إشارات بأن الجيش على وشك مهاجمة منطقة جنوب القامشلي وشرق الحسكة، التي يسيطر عليها جهاديو تنظيم (الدولة الإسلامية)، وإن “كانت العملية العسكرية مؤثرة، فيمكن بعد ذلك التقدم لتحرير قرى وادي الخابور التي فر منها الآشوريين ومن ثم الى بلدة الشدادي”، التي “تمثل معقل التنظيم”، في المنطقة
وذكر الأسقف السرياني أنه “في ظل هذا الوضع غير المستقر، لم تردنا مؤخرا أية أخبار موثوقة حول إمكانية تحرير الرهائن، وأن أي تسريب للمعلومات بهذا الصدد، ينبغي التحقق منه بعناية”. وأردف “لقد طلبنا تحرير الأطفال والنساء على الأقل”، لكن “لم يحدث أي شيء حتى الآن” واختتم بالقول إن “المطران الآشوري قال لي بأنه سيؤكد ثقته بالإفراج عنهم فقط عندما سيراهم يصلون إلى باب الكنيسة”، على حد تعبيره
هذا وقد أفرج الجهاديون حتى الوقت الراهن عن ثلاثة وعشرين شخصا فقط من بين مئات المسيحيين الرهائن لديهم
مصادر آشورية سورية: تنظيم الدولة ينتقل للضفة الأخرى من نهر الخابور
روما (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر آشورية سورية إن تنظيم الدولة الإسلامية استكمل ليل السبت احتلاله للقرى الآشورية المنتشرة على الضفة الشمالية لنهر الخابور حيث استخدم ليلاً القوارب المائية الصغيرة لاجتياز النهر والانتقال إلى الضفة الشمالية منه والهجوم على مواقع المقاتلين الآشوريين والأكراد وتمكن من احتلال العديد من القرى القريبة من بلدة تل تمر.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الهدف المقبل للتنظيم هو بلدة تل تمر بسبب موقعها الاستراتيجي لأنها قريبة من الحدود التركية وتشكّل عقدة طرق رئيسية بين جميع مدن محافظة الحسكة ومدينة حلب والحدود العراقية من جهة الشمال الشرقي”.
وحول آخر تفاعلات وتطورات قضية آشوريي الحسكة السورية، قال سليمان يوسف، الباحث السوري المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “للأسف موقف الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء غربيين وعرب وإقليميين اقتصر على بيانات الإدانة والاستنكار لما حل بالآشوريين المسيحيين من مآسي على يد داعش”. وأضاف “يبدو أن هذه الإدانات كانت فقط لتطيب نفوس الآشوريين الذين طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه آشوريي الحسكة السورية بعد أن دخلوا دائرة الخطر الوجودي بالتدخل لحمايتهم ولإنقاذهم من خطر الإبادة الحقيقية” وفق توصيفه.
وتابع “منذ اجتياح تنظيم الدولة كان ومازال الجيش السوري غائباً عن مسرح العمليات رغم أنه لا يبعد أكثر من 15 كم عن مواقع (داعش) في القرى الآشورية، ويبدو أن قادة هذا الجيش أقسموا اليمين على عدم التدخل حتى فناء آخر آشوري على نهر الخابور، ويمكن القول أن آشوريي الحسكة وقعوا ضحية تخلي المجتمع الدولي وحكومة بلدهم عنهم وتخاذلهما في حمايتهم وتركهم يواجهون إرهاب تنظيم الدولة من غير حصانة وطنية وحماية دولية”، وفق تعبيره
ورأى يوسف أن “فتح أبواب الغرب أمام المسيحيين تحت شعارات إنسانية يخدم عملياً أهداف وأجندات التنظيمات المتشددة التي تعمل وتخطط لإفراغ سورية والعراق ودول المشرق من هذا المكون المشرقي الأصيل”.
وفيما يخص المخطوفين الآشوريين أفادت مصادر آشورية أن مصيرهم “مازال مجهولاً ولا معلومات عنهم ولا حديث عن قرب الإفراج عنهم”. ويخشى الآشوريون أن يُستخدمهم التنظيم كـ”دروع بشرية” لحماية مواقعه ومراكزه التي تتعرض لغارات عسكرية من قبل طيران التحالف في مناطق أخرى بعيدة عن القرى الآشورية.
ويرى بعض الآشوريين أن اجتياح تنظيم الدولة لقراهم أخرج قضية الآشوريين السوريين للساحة الدولية لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى والتوقيع على اتفاقية (سايكس بيكو)، ويطالبون القوى والأحزاب الآشورية ـ السريانية التحرك سريعاً محلياً وإقليمياً ودولياً لتوظيف مأساتهم لخدمة القضية الآشورية عموماً
القوات التي تقودها أمريكا تشن 13 ضربة في العراق واثنتين في سوريا
واشنطن (رويترز) – قال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة وقوات التحالف نفذت 13 ضربة جوية على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وضربتين في سوريا منذ يوم الثلاثاء.
وأضاف بيان صادر عن قوة المهام المشتركة يوم الاربعاء أن خمسة من الضربات التي وقعت في العراق تركزت على مدينة الموصل التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية وثلاث ضربات بالقرب من الفلوجة والقائم وهو ما أدى إلى تدمير مبان وسيارات ومدفعية.
وتابع البيان إن الضربات التي وجهت في سوريا دمرت مركبتين تابعتين لتنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من كوباني وأصابت مضخات نفط بالقرب من الحسكة.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)
المرصد السوري: قتال بين الدولة الاسلامية والقوات الكردية في شمال شرق سوريابيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الاربعاء إن مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية شنوا هجوما على القوات الكردية في شمال شرق سوريا مما أشعل قتالا شرسا قتل خلاله عشرات من الجانبين.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها غارات جوية تقودها الولايات المتحدة حققت مكاسب كبيرة خلال الاسابيع القليلة الماضية وتمكنت من قطع طريق امداد هام من الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا ان الدولة الاسلامية حاولت فيما يبدو الامساك بزمام المبادرة يوم الثلاثاء وشنت هجوما على القوات الكردية بالدبابات والأسلحة الثقيلة في محيط بلدة رأس العين القريبة من الحدود التركية.
وذكر مسؤول في مجلس الدفاع الذي يديره الاكراد انه وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة رأس العين وقال ان القوات الكردية أجبرت على الانسحاب من قرية قريبة.
وقال المسؤول الذي تحدث من خلال موقع سكايب “هناك شهداء وقتلى لكن عدد الشهداء غير معروف حتى الان.”
واستمر القتال حتى يوم الاربعاء. ولم يتضح على نحو مؤكد عدد القتلى من الجانبين.
وتجري الحملة الكردية في شمال شرق سوريا بالتنسيق الجيد مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويسعى لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من سوريا والعراق.
وظهرت وحدات حماية الشعب الكردية كشريك أساسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وتقاتل الدولة الاسلامية على الأرض في سوريا. وهزمت وحدات حماية الشعب بدعم من مقاتلي البشمركة الدولة الاسلامية في بلدة كوباني السورية الحدودية في يناير كانون الثاني.
وبعد التقدم السريع في مواجهة الدولة الاسلامية أعلنت وحدات حماية الشعب يوم 27 فبراير شباط انها سيطرت على بلدة تل حميس المهمة استراتيجيا وانتزعتها من الدولة الاسلامية.
وقال التحالف في بيان يوم الثلاثاء ان قوات معارضة للدولة الاسلامية سيطرت على أراض مهمة قرب تل حميس الاسبوع الماضي. ولم يحدد تلك القوات على انها وحدات حماية الشعب ووصفها بدلا من ذلك بأنها “قوات مناهضة للدولة الاسلامية”.
وقال البيان ان العملية في شمال شرق سوريا “حرمت (الدولة الاسلامية) من الدخول الى مسارات سفر رئيسية تستخدم تاريخيا في تحريك الافراد والمواد الى العراق – تحديدا تلعفر والموصل”.
وقال انه سيواصل جهود الدعم لمهاجمة وهزيمة الدولة الاسلامية.
وقال اللفتنانت جنرال جيمس تيري من الجيش الامريكي “تصميم هذه القوات المناهضة للدولة الاسلامية وضرباتنا الجوية الدقيقة مكنتنا من حرمان داعش من هذه الاراضي الرئيسية في سوريا.”
وكانت المعركة من أجل كوباني أول نموذج تعلن عنه قوات التحالف التي تنسق عسكريا عن قرب مع قوة برية تقاتل الدولة الاسلامية.
وتقول الولايات المتحدة انها تريد تدريب وتجهيز الجماعات غير الجهادية لمحاربة الدولة الاسلامية في أماكن أخرى في سوريا. ومن المقرر ان يجري التدريب في الاردن هذا الشهر. ولم يحدد الجيش الامريكي الجماعات المسلحة التي يعتزم تدريبها.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
طلب اوباما حق استخدام القوة ضد الدولة الاسلامية يواجه صعوبة في الكونجرس
من باتريشيا زينجرلي
واشنطن (رويترز) – لم يحقق طلب الرئيس الامريكي باراك أوباما التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية تقدما يذكر في الكونجرس وقد لا يحظى بالموافقة ويرجع ذلك بدرجة كبيرة الى معارضة أعضاء من حزبه الديمقراطي.
وتقدم اوباما بطلب رسمي للتفويض باستخدام القوة العسكرية ضد التنظيم المتشدد منذ شهر بعد ان عبر بعض المشرعين عن قلقهم من أن الحملة العسكرية التي بدأها في أغسطس آب تتجاوز سلطاته الدستورية.
وتوقع زعماء في الكونجرس عقد جلسات استماع سريعة والتصويت على الخطة التي تقترح للحملة اطارا زمنيا مدته ثلاث سنوات والغاء التفويض الصادر عام 2002 والذي استخدم في حرب العراق.
لكن الخطة قوبلت على الفور برفض شديد.
فالجمهوريون -الذين يسيطرون على الكونجرس وينتقدون دوما السياسة الخارجية لاوباما ويرون انها سلبية بدرجة كبيرة- يريدون اجراءات أشد ضد المتشددين وقيودا أقل على استخدام القوات القتالية الامريكية من الواردة في الخطة.
لكن المعارضة الأشد جاءت من الديمقراطيين من حزب أوباما الذين يريدون قيودا زمنية أشد على اي استخدام للقوات القتالية. كما يريد كثيرون إلغاء التفويض باستخدام القوة المسلحة ضد الارهاب لعام 2001 الذي تستخدمه ادارة اوباما كمبرر لحملتها ضد الدولة الاسلامية.
وحددت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أول جلسة استماع لها في هذه المسألة يوم الاربعاء والتي ستستمع خلالها لشهادة كل من جون كيري وزير الخارجية وآشتون كارتر وزير الدفاع.
وقال السناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس اللجنة انه يعتزم عقد جلسة أخرى او جلستين لكنه لا يرى كيف يمكن التحرك قدما دون تأييد من الديمقراطيين.
وقال للصحفيين “أحد الاشياء التي لا نريدها هو بدء مسار لا يؤدي الى شيء.”
ولا يؤيد السناتور روبرت مننديز وهو أرفع ديمقراطي في اللجنة خطة اوباما بشكلها المقترح.
اما في مجلس النواب فلم تبدأ بعد جلسات الاستماع والتوصل الى أي تسوية بين الجمهوريين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين في المجلس أصعب مقارنة بمجلس الشيوخ.
وتوقع مشرعون ومساعدون انقضاء أشهر قبل طرح الاقتراح للتصويت في مجلسي الشيوخ والنواب إن وصل أصلا إلى هذه المرحلة في أي وقت.
ويقول أوباما ان تفويض استخدام القوة العسكرية ضد الارهاب لعام 2001 يعطيه كل السلطة التي يحتاجها وإن كانت موافقة الكونجرس ستظهر للمتشددين والعالم ان هناك جبهة متحدة في الولايات المتحدة.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)