أحداث الأربعاء 14 آب 2013
سورية: ضغوط وإجراءات داخلية ودولية لعزل المتشددين
واشنطن – جويس كرم؛ عمان – تامر الصمادي
لندن، تل ابيب، موسكو، نيويورك – «الحياة»، رويترز ، أ ف ب – تصاعدت الضغوط والإجراءات داخل سورية وخارجها لفصل مقاتلي «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس عن المقاتلين الإسلاميين المتشددين، بالتزامن مع أخذ بعض الخطط طريقها إلى التنفيذ، وبينها تشكيل نواة «جيش وطني» من سبعة آلاف ضابط وجندي موجودين في الدول المجاورة لسورية بعد انشقاقهم عن نظام الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك، تجددت الخلافات بين الحكومة السورية والأمم المتحدة إزاء آلية عمل فريق التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي، ما أدى إلى إرجاء سفر المحققين في اللحظة الأخيرة، في وقت استبعد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس عقد مؤتمر «جنيف-2» قبل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بسبب الانشغالات الديبلوماسية.
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قال خلال زيارته إسرائيل أول من أمس، إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة، لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الموقت بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات فعلية. وأضاف في تصريحات أن مقداراً من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئاً»، نظراً إلى هدفهم المشترك في إسقاط الأسد، لكنه أضاف أن «التحدي الحقيقي هو بصراحة فهم متى يتعاونون في ما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه، ومتى يمكن أن يتحالفوا معاً. وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماماً أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».
ويُقدر عدد مقاتلي «الجيش الحر» بنحو 30 ألفاً يخضعون لأوامر هيئة الأركان برئاسة ادريس من أصل نحو 120 ألف مقاتل، ينضوون في كتائب إسلامية مختلفة، إضافة إلى نحو عشرة آلاف مقاتل يتبعون لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة».
وقال مسؤول ملف الأمن والدفاع في «الائتلاف» كمال اللبواني في تصريحات إلى «الحياة» في عمان التي زارها قبل أيام برفقة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا وعدد من مسؤولي المعارضة، إن هناك 7 آلاف ضابط وعسكري أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي ولجأوا في وقت سابق إلى لبنان وتركيا والأردن «سيشكلون نواة جيش وطني منضبط، يختلف تماماً عن الجيوش أو الكتائب الوطنية التي تعمل حالياً على الأرض». وأضاف أن هذا الجيش «سيكون بديلاً من «الجيش الحر» مستقبلاً، والذي لا يمكن الاكتفاء به حتى النهاية لإخضاع السلطة القائمة». وتابع: «ما نحتاجه الآن يتمثل في قوة عسكرية منضبطة تنفذ الأوامر ويخشى جنودها القضاء العسكري. يجب أن تبدأ هذه القوة من المناطق المحررة بأقرب وقت، ومن ثم تنتقل إلى باقي المناطق السورية». ولفت إلى أن الإدارة الأميركية وعدت بتدريب وحدة مقاتلة تضم 3 آلاف عنصر، قائلاً: «ربما يجري تدريبهم على الأراضي الأردنية، أو في أي دولة أخرى».
من جهة أخرى، كشف رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أمس، عشية محادثاته مع مسؤولين أتراك في إسطنبول، أن الاتفاق الذي جرى توقيعه بين «الهيئة الكردية العليا» وممثلي «الجيش الحر» في عين العرب قبل أيام، كان «محلياً لوقف الاشتباكات» التي كانت دائرة في المنطقة بين مقاتلين أكراد وعرب بعد مواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة». وأوضح مسلم أن «النصرة» انسحبت من الاتفاق ولم توافق على بنوده، ما أدى إلى تراجعها على الأرض وانسحاب مقاتليها من القرى التي كانوا يحاربون فيها. وقال: «نسعى إلى الفصل بين «الجيش الحر» و «النصرة» وعزل الأخيرة» عن باقي الفصائل المقاتلة والبيئة الاجتماعية.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي الكتائب المقاتلة استهدفوا مراكز القوات النظامية في قمة النبي يونس في ريف اللاذقية، بعد يومين من محاولتهم منع وصول إمدادات للجيش النظامي إلى المنطقة. وأشار إلى أن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة قرب بلدة سلمى وقرية دورين، في حين دارت اشتباكات على مشارف قرية البلاطة. وبثت «أحرار الشام» فيديو أظهر رتلاً من مقاتليها يتوجهون مع أسلحة ثقيلة إلى ريف اللاذقية.
وشنت طائرات حربية غارة جوية على مناطق في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بعد سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على المخفر الحدودي الرقم 29 في درعا. وجاء التصعيد بعد أيام على قيام الجربا بزيارة إلى درعا بالتنسيق مع السلطات الأردنية.
وفي حماة، قتل 18 على الأقل من مقاتلي المعارضة امس في معارك مع القوات النظامية وقصف لمواقعهم ومخازن ذخيرتهم وفق «المرصد السوري».
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس إن موسكو تريد عقد مؤتمر سلام بشأن سورية في أقرب وقت ممكن، لكن من غير المرجح حدوث ذلك قبل تشرين الأول (أكتوبر) بسبب ازدحام جدول المواعيد الديبلوماسية. وتوقع غاتيلوف إجراء المزيد من المحادثات في نهاية آب (اغسطس) حول الإعداد للمؤتمر الذي يهدف إلى الجمع بين ممثلين للمعارضة السورية وحكومة الأسد.
وفي نيويورك، رفعت الأمم المتحدة مستوى ضغوطها على الحكومة السورية في شأن تنفيذ الاتفاق المتعلق بالتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية، وحملت دمشق مسؤولية الموافقة على شروط متعلقة بكيفية عمل اللجنة كانت الأمم المتحدة أبلغتها إلى لجانب السوري خلال المفاوضات بينهما.
وازدادت هذه المفاوضات تعقيداً «مع رفض الحكومة السورية الرد على شروط الأمم المتحدة حول عمل لجنة التحقيق» وفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن «مما عطل تنفيذ الاتفاق وأبقى لجنة التحقيق في وضعية الانتظار في لاهاي رغم استعدادها اللوجستي للتوجه إلى سورية فوراً».
وأعلنت الأمانة العام للأمم المتحدة أمس أن «لجنة التحقيق ستنطلق إلى سورية حالما تؤكد الحكومة السورية موافقتها على كيفية عمل البعثة».
استهداف منزل الأسد في المالكية والرئاسة تنفي الخبر
بيروت – الحياة
أفادت قناة العربية عن استهداف منزل الرئيس السوري بشار الأسد، في منطقة المالكية من قبل عناصر المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى استهداف سفارتي روسيا وإيران في دمشق.
ونفت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع “فايسبوك” خبر استهداف منزل الأسد في دمشق، مؤكدةً أنها “عارية تماماً عن الصحة”.
واشنطن: الأسد عاجز عن استعادة سلطته بالكامل
واشنطن – جويس كرم
رغم قلقها من زيادة نفوذ تنظيم «القاعدة» والامتداد الإقليمي للأزمة، تتريث الإدارة الأميركية في طريقة تعاملها مع النزاع في سورية انطلاقاً من اعتباره دخل مرحلة «حرب أهلية» قد تستمر سنوات، بحسب تقرير صادر عن معهد مرموق في واشنطن، مع تأكيد وزارة الخارجية الأميركية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لن يكون بإمكانه إعادة بسط سلطته بالكامل على الأراضي السورية» وأن المعارضة أحرزت تقدماً في الأسابيع الأخيرة.
وجاء تأكيد الخارجية الأميركية بوجود تعقيدات تحيط بالتحضيرات لمؤتمر «جنيف -٢» وأن واشنطن لن تضع جدولاً زمنياً له، ليعكس حال عدم الاستعجال الأميركية في التعاطي مع سورية. اذ لفتت نائب الناطق باسم الخارجية ماري هارف الى «تقدم المعارضة أخيراً» وإلى ان النظام السوري «لن يكون قادراً على اعادة بسط سلطته على كامل الأراضي». وكررت الإدارة موقفها من أن هذا الواقع «يستوجب حلاً سياسياً للأزمة من خلال بيان جنيف، وتنازل الأسد عن سلطاته لحكومة انتقالية»، غير أنها لم تبد أي نوع من الاستعجال في تحركاتها السياسية مع روسيا في ظل الأزمة في العلاقة بين واشنطن وموسكو، أو العسكرية في دعم المعارضة للوصول الى هذه النقطة.
وتمر سنتان هذا الأسبوع على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسد الى التنحي. لكن الإدارة الأميركية حاولت التأقلم مع التحولات في الساحة السورية. ويشير الخبير كينيث بولوك في تقرير صادر عن «معهد بروكينغز» الى أن الأسد «لم يعد محور الأزمة في سورية، وإذا تنحى اليوم فهذا لم يعد يعني انتهاء النزاع». ويصف التقرير الأسد بأنه «أمير حرب على رأس تحالف للنظام ومجموعاته في خضم حرب أهلية متداخلة».
ويحمل التقرير عنوان «الديناميات العسكرية للحرب الأهلية السورية وخيارات الولايات المتحدة المحدودة للتدخل» ويرى أن الصورة العسكرية هي عبارة عن «مأزق للطرفين، وأنه من دون اختراق على الساحة العسكرية لن يكون هناك اختراق على المستوى السياسي».
ويصنف بولوك القوة العددية للثوار البالغة 150 ألفاً، والزخم النفسي القائم على محاربة نظام سلطوي، وانتشارهم الجغرافي وليس السكاني على ما بين 60 و 70 في المئة من الأراضي، كعناصر قوة تفيد المعارضة، فيما يستفيد النظام من هيكلية تنظيمية متماسكة داخل الجيش ومخاوف الأقليات من الثوار، وتفوق قوته العسكرية وخصوصاً الجوية وامتداده السكاني على نحو 60 او 70 في المئة من سكان سورية البالغ عددهم 23 مليوناً.
ويقترح بولوك على الإدارة الأميركية ثلاث توصيات رئيسية، بينها تسليح الثوار وتدريبهم لتأسيس هيكلية عسكرية موحدة تجنب الاقتتال في صفوف المعارضة، والحد من قنوات التسليح للنظام بالضغط على الجانب الروسي وعلى العراق لوقف الإمدادات الجوية للأسد. غير أن هذه العناصر غير كافية بحسب بولوك، ولن تحدث اختراقاً عسكرياً، وبالتالي ينصح الإدارة باستهداف البنية التحتية للنظام مثل «القواعد العسكرية ومحطات توليد الطاقة والنقل والجسور» وفرض مناطق حظر جوي. وفي حال عدم إتمام ذلك، يتوقع بولوك نزاعاً قد يستمر سنوات بين الجانبين.
وفي حين تعكس أجواء الإدارة تحولاً لناحية البدء عملياً بتسليح وتدريب بعض فرق المعارضة، فإن هناك حذراً شديداً من هوية المجموعات المسلحة ومخاوف من اصطفاف جديد لبعض القوى في «الجيش الحر» مع جبهات متطرفة في معارك حلب واللاذقية.
رهانات إقليمية في شمال سوريا صالح مسلم في اسطنبول بعد طهران
محمد بلوط
عود على بدء في الاتصالات السورية الكردية ـــ التركية، إذ استأنف زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم، جولة لقاءات بدأت مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، استمرت أربعة أيام، قبل أن ينتقل مباشرة، منذ الأمس إلى اسطنبول، في زيارة لم يعلن عنها.
صالح مسلم إلى اسطنبول مرة ثانية، لتقييم حصيلة الالتزامات التركية حيال الأكراد في سوريا، في أول اتصال رسمي تركي، قبل أسبوعين، مع قيادة «الاتحاد الديموقراطي».
وتقول مصادر كردية سورية إن خيبة تسود التقييم الكردي للأداء التركي، الذي لم يف بالالتزامات والوعود التي قدمت قبل أسبوعين، فلا تزال المعابر شبه مغلقة بين المناطق الكردية السورية وتركيا، كما أن عمليات إرسال المساعدات الإنسانية والاغاثية إليها، عبر نقاط الحدود التركية – السورية، لم تتقدم، ولم يتم إنشاء مكاتب التنسيق المشتركة بين الطرفين، والاهم أن الدعم التركي للعمليات التي تقوم بها الجماعات «الجهادية» ضد المناطق الكردية في الشمال السوري، لم يتوقف، ولم تمارس الاستخبارات التركية أي دور في الضغط على هذه الجماعات لوقف عملياتها، ضد المدن والقرى والتجمعات الكردية، بخلاف ما وعدت به.
وعمل الزعيم الكردي السوري في اتصالاته الإيرانية والتركية، على السواء، على الحصول على ضمانات إقليمية لمشروع الإدارة المدنية الانتقالية، الذي لا يستهدف إقامة نواة دولة انفصالية وقاعدة خلفية لدولة كردية في جنوب شرق تركيا. وإيرانيا حمل مسلم ضمانات بأن المشروع الكردي موقت ريثما تنتهي الأزمة، ولا يستهدف الخروج من الكيان السوري القائم أو تقسيمه، بما يضعف نهائيا حليف طهران في دمشق. وانتظر الإيرانيون ثلاثة أيام لدعوة منافسه عبد الحكيم بشار، واستقباله للإبقاء على قناة مفتوحة مع حليفه في اربيل «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.
لماذا لم يف الأتراك بتعهداتهم بوقف عمليات الجماعات «الجهادية»؟
الأرجح أن واقعية الطرف الكردي في التراجع عن مشروع الإدارة الذاتية الطموح، نحو إدارة «مدنية انتقالية»، لم تقنع الأتراك. ويتجلى ذلك في استمرار وصول التعزيزات من مقاتلين ومعدات وأسلحة إلى الجماعات «الجهادية» التي تحاول قطع طرق الاتصال بين وحدات الحماية الشعبية الكردية، أو التقدم باتجاه آبار النفط في الرميلان، أو فرض حصار على عفرين، أو إشاعة الرعب في قلب المناطق الكردية وقتل المدنيين وخطف الرهائن. وبدت المقاومة الشديدة التي يبديها الأكراد، لا سيما في تل ابيض والقرى المحيطة بها، سببا إضافيا في إثارة قلق الأتراك وحلفائهم من «الجهاديين»، ودليلا على وجود قوة كردية صلبة.
وضع صالح مسلم بواقعيته المشروع الكردي السوري تحت سقف مشروع «حزب العمال الكردستاني» التركي، ولم يتجاوز حدود اتفاق ايمرالي، بين زعيم «الكردستاني» عبد الله أوجلان ورئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان. لم يذهب مسلم سورياً في نهاية المطاف ابعد مما يطمح إليه أوجلان في المشروع الذي جرى الاتفاق عليه مع فيدان بحل القضية الكردية، على قاعدة تعديلات دستورية، أهمها منح البلديات المزيد من الصلاحيات، بما يحولها إلى هيئة حكم محلي، يضع المطالبة الكردية بالاستقلال بين قوسين.
وبوضع مسلم الإيقاع الكردي السوري على الإيقاع الكردي ـ التركي، قام الزعيم الكردي السوري بربط مشروعه بما ينتظر اتفاق أوجلان ـ فيدان في الأسابيع المقبلة، وهي مخاطرة سياسية كبيرة. إذ قد لا يرغب الأتراك في ضم الملف الكردي السوري المتفجر، إلى ملفهم الدامي. فأبعد من الملف الكردي السوري، ينزلق الشمال نحو التحول إلى ساحة تصفيات حسابات إقليمية، ومطامع كردستانية.
يحاول الأتراك عبر البرزاني تحجيم دور «الاتحاد الديموقراطي»، وفرض المقربين منه في إدارة الإقليم الكردي السوري المجاور وفي هيئاته المستقبلية، ولعب دور في قراره السياسي والنفطي، وهو طموح «حاكم» كردستان القديم. عرض البرزاني تشكيل لجنة تحقيق في ما يجري في الشمال السوري، والنظر في وقائع المجازر المرتكبة بحق الأكراد، كمدخل لتجاوز اعتراض «الديموقراطي» المعروف على تدخله. وكلف بالتحقيق اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي المنعقد في اربيل في ١٩ آب الحالي. وكانت اتصالات قد جرت للحصول على موافقة دمشق لإدخال ٣ آلاف مقاتل من البشمركة إلى الأراضي السورية للدفاع عن الأكراد، لكن دمشق رفضت ذلك، ولم يضمن احد عدم قيام الطيران السوري بقصف ارتال البشمركة، فضلا عن عدم حق الإقليم الكردستاني العراقي بإرسال قوات خارج الأراضي العراقية.
وكان «الاتحاد الديموقراطي» قد وافق على الاقتراح شريطة وضع البشمركة تحت قيادة قوات هيئة عسكرية مشتركة لوحدات الحماية الشعبية، لكن البرزاني رفض الاقتراح.
مسؤول أميركي لـ«السفير»: «جنيف 2» لم يمت نشعر «بقلق» من تدفق «الجهاديين» إلى سوريا
رنا الفيل
برغم تأكيد الولايات المتحدة وروسيا مواصلة العمل لعقد مؤتمر دولي حول سوريا والتحضير له في مباحثات أواخر آب الحالي، فانه لا يبدو أن أيا من الأطراف المعنية متفائل بحصول اختراق يمهد لإيجاد حل سياسي للأزمة.
وتأتي المساعي الجديدة لإعادة إحياء «جنيف 2» والتي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، في واشنطن الأسبوع الماضي، في وقت تتدهور فيه العلاقات الأميركية- الروسية بسبب تقديم موسكو حق اللجوء المؤقت لمسرب المعلومات حول برنامج المراقبة الأميركي إدوارد سنودن.
وقد تأجل مؤتمر «جنيف 2» باستمرار منذ أن أعلنت عنه واشنطن وموسكو في أيار الماضي. ويقول المحللون إن شيئا لم يتغير في هذا الخصوص، وإن كانت الدولتان تحاولان إضفاء أجواء إيجابية بالإعلان أن المباحثات ستستأنف «في أقرب وقت ممكن».
وفي إشارة إلى صعوبة عقد المؤتمر، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«السفير» إن «الجهود تتواصل، لكن لسوء الحظ لا يوجد تاريخ محدد لعقد المؤتمر»، لافتا إلى أن «جنيف 2 لم يمت تماما». وأضاف أن الولايات المتحدة تعتبر أن مؤتمر «جنيف 2» هو الطريق الوحيد لحل الأزمة و«إن تم عقده في أيلول أو تشرين الأول، أو أي وقت بعد ذلك».
وتسعى روسيا لمشاركة إيران في «جنيف 2» غير أن الإدارة الأميركية لا تبدو مستعدة لقبول الفكرة في الوقت الحالي. وقال المسؤول الأميركي «لا نرى كيف يمكن أن يكون لإيران دور بناء، لكن المفاوضات حول المشاركين في المؤتمر لا تزال قائمة».
يشار إلى أن الولايات المتحدة و«الإئتلاف الوطني السوري» المعارض يريدان أن يقبل الرئيس السوري بشار الأسد «بالتنحي عن السلطة، والقبول بتسليم الحكم إلى حكومة انتقالية لا يشارك فيها في وقت تتقدم قواته على الأرض».
وقال المسؤول الأميركي إن «الإئتلاف لن يقبل أبدا» ببقاء الأسد «أو أي من المشاركين في مساعدة النظام على ارتكاب فظائع في الحكم».
من ناحيتها، تعتبر السلطات السورية أن «الإئتلاف» لا يمثل المعارضة السورية. ويقول المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لـ«السفير» إن «الإئتلاف يمثل فقط شريحة صغيرة من المعارضة الخارجية».
ويتهم الجعفري الدول الغربية بأنها لا تريد لمؤتمر «جنيف 2» أن ينعقد ما لم تتقدم المعارضة عسكريا. ويقول إن «الرهان الغربي» هو أن يتغير شيء على الأرض، لذلك فهم «يؤجلون الذهاب إلى جنيف 2 شهرا بعد شهر، لكن إستراتيجيتهم لا تنجح». ويتابع إن «الذي يريد أن يذهب إلى جنيف 2 عليه أن يثبت أنه يسيطر على الأرض، غير أن الإئتلاف لا يسيطر على المجموعات الإرهابية».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن موسكو تريد عقد مؤتمر «جنيف 2» في أقرب وقت ممكن، لكن من غير المرجح حدوث هذا قبل تشرين الأول المقبل لازدحام جدول المواعيد الديبلوماسية قبل هذا الشهر.
ويقول المحللون إن الأطراف المتنازعة في سوريا لا ترى مصلحة لها في وقف العنف. وفي حديث إلى «السفير»، يقول نائب الرئيس لدراسات الدفاع والسياسة الخارجية في معهد «كاتو» كريستوفر بريبل إن «على أحد الطرفين أن يقر بأن الحل العسكري قد أخذ مجراه، لكن الطرفين ليسا مستعدين لقبول ذلك».
ويلفت بريبل إلى أن ما يزيد من صعوبة إيجاد حل سلمي أن المعارضة منقسمة بشكل كبير و«من الخطأ الإدعاء بأنها موحدة»، لافتا إلى أن «الأطراف المناهضة للأسد لا تتفق سوى على رحيله».
من ناحيته، يقول الباحث في مؤسسة «راند» وأستاذ الدراسات الدولية في جامعة جون هوبكينز كريستوفر شيفيس أنه في الكثير من الأحيان، لا تعقد مباحثات سلام إلا عندما تصل الحرب إلى طريق مسدود «بحيث لا يعود أي طرف يحرز تقدما فيما يدفع الطرفان أثمانا باهظة».
ويعتبر أن المرحلة الحالية ستستمر لبعض الوقت قبل أن يدخل الطرفان في مباحثات، لأن ثمة تقدما لا يزال يحصل على الأرض، ذلك أن «المعارضة كانت تتقدم في السابق والآن النظام يدفعها إلى الوراء».
وفي ظل هذه الأجواء التي يقول المحللون أنها غير مؤاتية لمباحثات ديبلوماسية، لا تزال واشنطن مترددة في إرسال الأسلحة الخفيفة التي وعدت بها المعارضة السورية، خوفا من وصولها إلى يد المجموعات الإسلامية المتشددة.
ويوضح المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تشعر «بقلق هائل» من تدفق المجموعات «الجهادية» إلى سوريا، لافتا إلى أنها «تقوم بعمليات خطف وجرائم ضد المدنيين». ويضيف أن الولايات المتحدة قلقة بالتحديد من تنامي قوة «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وبحسب روبرت سبرينغبورغ، وهو أستاذ شؤون الأمن القومي في الكلية البحرية للدراسات العليا في مونتيري في كاليفورنيا تمت إحاطته بمسألة المساعدات العسكرية للمعارضة السورية، فإن «لا شيء مهما جدا يتم تداوله». وأوضح أنه يتم البحث في الوقت الحالي بتدريبات ومساعدات لوجستية وأسلحة خفيفة. ولفت إلى أن المساعدات سيكون حجمها صغيرا إلى درجة أنه «لا يمكن تبيانها عندما تبدأ».
ولا يزال البعض في واشنطن مثل السيناتور الجمهوري جون ماكين يطالب بإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، غير أن المسؤول الأميركي يؤكد أن «لا خطة الآن لمنطقة حظر جوي».
وحول توسيع القاعدة الجوية في الأردن، يقول سبرينغبورغ أن ما يحصل أمر ثانوي وليس تحضيرا لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، ذلك أنه «لم يتم اتخاذ قرار من هذا النوع».
اقتراح الجربا تشكيل ‘جيش وطني’ يواجه انتقادات واسعة
بيروت- (ا ف ب): لقيت دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إلى اعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار “جيش وطني”، امتعاضا واسعا في صفوف الجهاديين، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة.
ويفترض بحسب الاقتراح ان يبقى على رأس هذا الجيش اللواء سليم ادريس الذي يتولى حاليا رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر المشكل من جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي مقابلة تلفزيونية الاثنين، اوضح الجربا ان الجيش المعتزم انشاؤه سيتولى القتال ضد القوات النظامية، وسيكون نواة لجيش مستقبلي بعد سقوط النظام السوري.
وقال “يجب ان نعمل لانشاء هذا الجيش ليكون نواة جيش حقيقي يكون فيه دفاع جوي و(سلاح) هندسة واشارة ومدرعات ووحدات دعم لوجستي وطبي”، وذلك في حديث الى قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية.
وبذلت المعارضة السورية خلال النزاع المستمر من اكثر من عامين، جهودا لتوحيد صفوف المقاتلين المعارضين. الا ان هذه العملية واجهت صعوبات جمة لا سيما لجهة تنوع توجهات المجموعات المقاتلة واختلاف توجهاتها.
كما تشهد الساحة السورية تناميا في نفوذ المجموعات ذات التوجه الاسلامي المتشدد، والمسلحة بشكل أفضل من الجيش الحر.
وقال هادي البحرة عضو الائتلاف المقرب من الجربا، لوكالة فرانس برس ان فكرة انشاء الجيش الجديد تهدف الى “ايجاد آليات لتوحيد التخطيط والقرارات ومراكز القيادة وتسلسل القيادة والأوامر والانضباط العسكري” في صفوف المقاتلين المعارضين.
واضاف ان المطلوب كذلك رفض “الفكر المتطرف”، في اشارة الى الجهاديين الذين يعمدون الى ادارة المناطق التي يسيطرون عليها.
وشدد البحرة على “الرفض الكامل والواضح لأي فكر متطرف ولأي عمل يطال المدنيين العزل وأي استهداف لأي مواطن مدني على خلفية انتمائه الديني او العرقي او المذهبي”.
ومع توجيههم انتقادات الى عدم فعالية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في داخل سوريا، يبدي ناشطون معارضون عدم حماستهم لاقتراح الجيش الجديد، ويرون انه لن يكون مثمرا.
في المقابل، يرى المقاتلون الجهاديون في الخطوة خطة اميركية سعودية لتحويل المقاتلين المعارضين الى مجموعات مناهضة لتنظيم القاعدة، على غرار “مجالس الصحوة” في العراق، التي دعمتها الولايات المتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في العراق منذ العام 2006.
ولقيت الخطوة المقترحة انتقادات حادة على منتديات الكترونية جهادية. وكتب احد المدونين “معا لاحباط مشروع الصحوات”، متحدثا عن “خيانة الجربا وادريس للشام والاسلام”.
ويرى مقاتلون معارضون ان خطة الجيش الوطني هي محاولة لاقناع الغرب بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح مباشرة، عبر انشاء قوة اكثر انسجاما ومنفصلة كليا عن الجهاديين.
وامتنعت الدول الغربية الداعمة للمعارضة عن تزويد مقاتليها بالسلاح خوفا من وقوعه في ايدي المتشددين الذين يقاتلون القوات النظامية.
لكن لا يزال غير واضح إلى أي مدى يمكن ان تنجح عملية اعادة التنظيم، والتي ستكون الاحدث في سلسلة من المحاولات المماثلة التي قامت بها المعارضة، بحسب ما يشير محللون.
ويسأل الخبير السويدي في النزاع السوري والحركات الاسلامية آرون لوند “أليس (العالم الفيزيائي ألبرت) آينشتاين الذي قال انه من الجنون تكرار الامر نفسه مرارا، وتوقع نتائج مختلفة كل مرة؟”.
يضيف ان “النزاع اصبح متسعا الى درجة انه من الصعب تنظيم صفوف المقاتلين المعارضين، وفصل المعتدلين عن المتشددين”.
ويوضح ان “العديد من المجموعات الكبيرة المرتبطة بسليم ادريس، ومنها لواء التوحيد، قالت انها لا تتشارك الايديولوجية نفسها مع الدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطة بتنظيم القاعدة)، لكنها غير مهتمة بالقتال ضدها”.
وانتقد الاقتراح بقوة مقاتل في كتائب احرار الشام الواسعة النفوذ، معتبرا انه مقترح سعودي اميركي لن يجد طريقه الى التطبيق.
وقال هذا المقاتل الذي رفض كشف اسمه ان “الائتلاف اثبت حتى الآن فشله في التواجد على الارض، وحتى (رئاسة) الاركان لا يعترف بها احد”.
ويضيف “الكل يتعامل معها كوسيلة للحصول على السلاح والذخيرة، لكن عندما تصبح الامور جدية، لا احد يستمع اليها”.
ويرى ناشطون منتقدون للجهاديين والائتلاف على حد سواء، ان توقيت طرح اعادة الهيكلة سيىء في الوقت الراهن، ويؤدي الى تشتيت التركيز عن الهدف الاساسي، وهو اسقاط نظام الرئيس السوري.
كما يعتقد ناشطون ان الخطوة تأتي في اطار تعزيز المملكة العربية السعودية نفوذها في الائتلاف السوري، لا سيما بعد انتخاب الجربا المقرب من الرياض، وتقليص النفوذ القطري والتركي في المعارضة السورية.
وفي اجتماع عقد مؤخرا في موسكو، اكد رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده نظام الأسد، انه ايا كان النظام الذي سيأتي بعد سقوط الاخير، فسيكون “كليا” في ايدي المملكة السعودية.
كما يحظى هذا المقترح بانتقادات من داخل الائتلاف نفسه. وقال احد الاعضاء رافضا كشف اسمه “هذه الفكرة (الجيش الوطني) خطرة، ولن تنجح”.
ويضيف “لا يجدر بنا ان نقاتل المتشددين الآن. علينا التركيز على قتال النظام”.
الأسد يعفي جنود الاحتياط من دفع أقساط بنكية لرفع الروح المعنوية
بيروت- (رويترز): قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الرئيس السوري بشار الأسد أعفى الأربعاء الالاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في الحرب الأهلية من دفع أقساط ديون وغرامات على تسديدات متأخرة خلال فترة خدمتهم.
ويرجح أن يكون الهدف من المرسوم هو رفع الروح المعنوية للجنود والحيلولة دون حدوث انشقاقات في الجيش في فترة متوترة للغاية بعد قرابة عامين ونصف من الحرب الأهلية الدائرة.
وقالت سانا “تؤجل الأقساط المترتبة على المتعاملين مع المصارف العامة للملتحقين بخدمة العلم الاحتياطية إلى حين الانتهاء من الخدمة”.
ونص البيان على الإعفاء من كل غرامات التأخير خلال فترة الخدمة.
وتتحمل قوات الأسد عبء الانتشار في شتى أنحاء سوريا مع سيطرة مقاتلي المعارضة على المزيد من المناطق. ويقول جنود احتياط فارون إن الروح المعنوية منخفضة بين القوات وإن الضباط يحتجزون الجنود بالفعل في ثكناتهم خوفا من انشقاقهم أو فرارهم.
ويقول المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن قوام الجيش السوري تراجع إلى النصف تقريبا ووصل إلى نحو 110 آلاف جندي بسبب الانشقاقات والفرار والخسائر في أرض المعركة.
وفي مارس اذار 2012 شددت السلطات السورية القيود على سفر الشبان في سن التجنيد ومنعتهم من السفر إلى خارج البلاد لمنع جنود الاحتياط من الفرار.
واعتمد الأسد منذ ذلك الحين على مقاتلين من حزب الله اللبناني وميليشيات موالية للحكومة السورية لدعم عمليات الجيش.
واندلعت الانتفاضة السورية في عام 2011 في شكل احتجاجات سلمية تطالب أسرة الأسد التي تحكم سوريا منذ عقود باصلاحات ديمقراطية.
وتحولت الانتفاضة بعد ذلك إلى حرب أهلية شاملة لها أبعاد طائفية.
وتقول الأمم المتحدة إن مئة ألف شخص قتلوا في الصراع وفر 1.9 مليون لاجئ إلى دول مجاورة مثل تركيا والأردن.
انتحاري يفجر نفسه بمجمع عسكري تابع للنظام السوري في إدلب
دمشق- (د ب أ): فجر انتحاري نفسه صباح الأربعاء في مجمع الحامدية العسكري التابع للنظام السوري بمحافظة إدلب شمالي سورية.
وقال ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية إن انتحاريا فجر نفسه في المجمع صباح الأربعاء. وبعد التفجير، سمع دوي عدة انفجارات.
ووردت أنباء عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية من مقاتلين داخل المجمع العسكري أن المكان الذي يتواجد فيه نحو 400 من الشبيحة والجنود والضباط يقترب من الانهيار في ظل هروب عدد من العناصر وسقوط آخرين بين قتلى وجرحى.
تكتل عون يطرح وقف استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين
وإعادتهم الى المناطق السورية الآمنة وإنشاء تجمعات مؤقتة على الحدود
بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: إعتبر ‘تكتل التغيير والإصلاح’ أن ‘أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان من سورية أصبحت أزمة وجودية كيانية تتربع على رأس الهواجس والأفكار الكيانية التي يعاني منها لبنان، وهي أزمة يشعر بها أو بأخطارها كل مواطن’، لافتاً إلى أنه ‘يكفي للدلالة القول ان شعباً آخر يزيد عن ربع سكان لبنان أصبح يتواجد وينتشر بسرعة على كامل أراضيه وهو ما لا قدرة للبنان على احتماله والأمر في تزايد ما يهدد بإنفجار كبير’.
وفي طرح جديد في موضوع النازحين تلاه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل، لفت التكتل إلى أن ‘كل ذلك يحصل أمام عجز رسمي فاقع ومتماد’، مشيراً إلى أن ‘التكتل كان قد طرح سابقاً أفكاراً للتعاطي معه من’ داخل الحكومة إلا أنه لم يتم التجاوب معها بل التهجم عليها تحت عناوين العنصرية واللاإنسانية، ما أدى إلى وصول البلد إلى الكارثة الأكبر في التاريخ الحديث’، مشدداً على ‘ضرورة طرح أفكار مترابطة مع الأخذ بعين الإعتبار مصلحة لبنان العليا والأزمة الإنسانية لشعب شقيق’.
وأضاف ‘أن الطرح يتضمن وقف استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين القادمين من سورية وضبط الحدود بشكل كامل باستثناء الحالات الإنسانية الطارئة التي تتطلب قراراً معللاً من وزيري الصحة والداخلية، فضلاً عن التنسيق مع الدولة السورية لإعادة النازحين لديارهم لاسيما الى المناطق الآمنة بسورية مع إعطاء الضمانات السياسية عند اللزوم’، داعياً إلى ‘مقاربة مسألة إنشاء تجمعات مدنية مؤقتة للنازحين الذين لا تتوافر لهم شروط العودة وذلك على الجانب السوري من الحدود مع تأمين وصول المساعدات الخارجية إليهم عبر لبنان’، مطالباً كذلك بـ’العمل مع الدول والمنظمات الدولية المانحة لتأمين كل الحاجات الطارئة جراء النزوح وتمويل حالة النزوح القائمة بغية إنهائها، مع الأخذ بالاعتبار المقتضيات السيادية اللبنانية وتحت طائلة حصول كارثة إنسانية لن يكون لبنان مسؤولاً عنها’.
وطالب التكتل ‘باعتماد سياسة موحدة لإحصاء النازحين في القرى والبلدات، وإزالة أي بناء غير شرعي لهم وضبط أي تحركات مشبوهة لهم على جميع المستويات ووقفها فوراً ومعالجة تفشي أي حالات صحية وإجتماعية’، مؤكداً ‘أن هذا الطرح قابل للتنفيذ في ظل الحكومة الحالية ولا يتطلب قرارات حكومية استثنائية بل جلّ ما يحتاجه سياسة وطنية واعية وحازمة يتبناها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقرارات وزارية إعتيادية مرافقة لها’، معتبراً أنه ‘حل لأزمة وطنية كبرى وقابل للتحقيق الفوري في حال توفر الوعي ووجدت الإدارة واتخذ القرار’.
ورداً على أسئلة الصحافيين، قال باسيل: ‘إذا كان هناك من يريد إقامة مخيمات للنازحين للعب بالنسيج اللبناني فلسنا مستعدين للسكوت عن الأمر’.
مقتل 18 مقاتلا معارضا في محافظة حماة ومكاسب للمعارضة في درعا وريف دمشق
بيروت ـ ا ف ب: قتل 18 على الاقل من مقاتلي المعارضة السورية الثلاثاء في معارك مع القوات النظامية في محافظة حماة وسط سورية، جاء ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة سجلت مكاسب في محافظة درعا الجنوبية وفي ريف العاصمة السورية دمشق.
وفي الشمال، فقد اسر معارض معروف في حلب واعرب المرصد السوري عن مخاوفه من ان يكون قد خطف بايدي جهاديين ينتمون الى ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ المرتبطة بالقاعدة.
واورد المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في كل انحاء سورية ان ‘عدد المقاتلين (المعارضين) الذين قتلوا (في وقت مبكر الثلاثاء) ارتفع الى 18′ في محافظة حماة.
وقتل هؤلاء في معارك وقصف للجيش النظامي لمواقعهم ومخازن ذخيرتهم، بحسب المرصد.
واوضح المرصد ايضا ان طفلا في العاشرة من عمره قتل في قصف للجيش النظامي في منطقة ساحل الغاب في المحافظة نفسها.
ويشن مقاتلو المعارضة هجوما على محافظة حماة التي تعتبر استراتيجية كونها في وسط البلاد. وهي ايضا مجاورة لمحافظة حمص التي حقق فيها الجيش النظامي اخيرا تقدما ميدانيا.
من جهة اخرى، اثار اختفاء ناشط معارض معروف بأغانيه المناهضة للنظام خلال التظاهرات قلقا في مدينة حلب (شمال).
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس ‘ثمة احتمال كبير ان يكون معتقلا لدى (مقاتلي) الدولة الاسلامية في العراق والشام’.
واظهر شريط فيديو وزعه المرصد اصدقاء للناشط ابو مريم يحتجون عند مدخل المقر العام للدولة الاسلامية في العراق والشام. ويشتبه بان الجهاديين يعتقلون مئات الناشطين المعارضين للنظام في المناطق التي يسيطرون عليها.
وبين هؤلاء خصوصا الاب اليسوعي الايطالي باولو دالوليو الذي فقد منذ توجهه في ايار (مايو) الماضي للقاء جهاديين ومطالبتهم بالافراج عن ناشطين.
وذكر المرصد في بيان صادر عنه الثلاثاء تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن قوات المعارضة سيطرت على ‘المخفر الحدودي 29′ في درعا قرب الحدود السورية الأردنية كما اقتحمت ‘معمل السيراميك’ في بلدة ‘عدرا’ بريف دمشق.
من جانبه، ذكر ‘مكتب أخبار سورية’، وهي وسيلة إعلام سورية مستقلة ومقرها لبنان أن قوات المعارضة سيطرت على 23 قرية في ريف حماة ضمن معركة ‘قادمون’ التي تشارك بها مجموعة من الألوية والكتائب المنضوية تحت مظلة الجيش السوري الحر.
الى ذلك قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين لها جاهزون لزيارة سورية للتحقيق فيما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت هناك لكن لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بعد أسبوعين من المحادثات بشأن ضمانات سلامة الفريق.
وقالت المنظمة الدولية في بيان ‘حالما تؤكد الحكومة السورية قبولها للشروط ستسافر البعثة دون تأخير.’
اموال خليجية وطائرات كرواتية والممر تركي.. شحنات اسلحة سودانية للمعارضة السورية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تظهر التفجيرات التي اجتاحت العراق في فترة عيد الفطر، وسيطرة مقاتلين اسلاميين على مناطق في اللاذقية ومطار ‘منغ’ في حلب شمال سورية حالة من النشاط التي اعترت تنظيم القاعدة الذي اعاد تشكيل نفسه سورية من خلال ما صار يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام. وجاءت الجائزة التي رصدتها الحكومة الامريكية على رأس ابو بكر البغدادي زعيم هذه الدولة والذي يعتقد الخبراء انه يقيم في سورية تعبيرا عن هذا التطور. وتعتبر الجائزة التي رصدتها امريكا على رأس البغدادي الذي يعرف ايضا بابو دعاء (10 ملايين) هي الثانية من ناحية المبلغ بعد الـ 25 مليونا التي رصدت ولكنه لم يقتل او يدل بمعلومات عن زعيم التنظيم ايمن الظواهري الذي يعتقد انه يتحرك في مناطق القبائل الباكستانية. وكان تنظيم القاعدة قد اعلن مسؤوليته عن هجمات السبت التي راح ضحيتها اكثر من 74 شخصا وعشرات الجرحى. كما اعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم على سجنين عراقيين اديا لهروب اكثر من 500 من معتقلي القاعدة الذين يعتقد انهم عادوا لقواعدهم في العراق وسورية.
حراك جديد
وتعكس عودة القاعدة في اسمها الجديد حراكا داخل التنظيم نفسه، حيث ينظر الى رسائل الظواهري لناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على انه محاولة لتأكيد سلطته بعد خروج تنظيم العراق عن طاعته على ما يعتقد الكثير من المراقبين، واللافت في النظر ان القاعدة التي غيرت اسمها لتعكس وحدة التنظيمين الشامي والعراقي اكدت نفسها وحضورها في عدد من البلدات والقرى التي سيطرت عليها بعد اخراج قوات الحكومة منها. ومما عزز قوتها ايضا تدفق الالاف المقاتلين من الدول العربية ومناطق اخرى في العالم الاسلامي. وفي ضوء الهجمات في العراق التي تذكر بسنوات ما قبل الانسحاب الامريكي حيث قتل في الشهر الماضي اكثر من الف عراقي وهو عدد كبير بكل المقاييس فان توسع عمليات القاعدة لتشمل ساحة جديدة وهي سورية يعكس تحول التنظيم هذا الى قوة اقليمية ايا كان موقف اللاعبين المحليين في داخل البلد هذا اي سورية. فمع ان الدولة الاسلامية تظل تنظيما من ضمن التنظيمات العديدة التي نشأت في ظل الانتفاضة السورية والتي تلتقي احيانا تحت راية واحدة، الجيش السوري الحر او تغير ولاءاتها حسب المزاج العام، الا ان ما يميز القاعدة والتنظيمات الاسلامية الاخرى المقاتلة هي الايديولوجيا والتنظيم والانضباط وقدرتها على التمويل وتلقيها الدعم من الخارج. كما وحمل التنظيم العراقي معه لسورية الاساليب التي استخدمت في الحرب ضد الامريكيين والحكومة العراقية الحالية من عمليات انتحارية وقنابل مصنعة محلية، وممارسات قاسية مع الاعداء من الاختطاف والقتل بطريقة بشعة.
ويشار الى ان المقاتلين السوريين الذين يحاولون دخول القاعدة الجوية في ‘منغ’ منذ اكثر من عام لم ينجحوا للدخول اليها الا بعد سلسلة من العمليات الانتحارية التي اضعفت دفاعاتها. وفي المناطق التي اقامت الدولة حضورا لها، في شمال سورية تعرض عدد من الناشطين المدنيين وعمال الاغاثة والصحافيون الاجانب اما للاغتيال او الاختطاف. ولم يعلن عن هذه العمليات خشية ان تتأثر حياة المختطفين وفرص اطلاق سراحهم.
بين النصرة والدولة الاسلامية
وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان زيادة وتيرة اعمال العنف حولت هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة القاعدة الى مناطق لا يمكن لاحد الذهاب اليها لخطورتها، بشكل لم يعد ممكنا نقل المواد الاغاثية اليها او تغطية الاحداث الجارية فيها، اضافة الى تعقيد جهود تسليح الجماعات ‘المعتدلة’ التي تريد الدول الغربية تزويدها بالسلاح لحرف ميزان الحرب لصالحها. ويرتبط حضور الدولة الاسلامية في سورية وجهودها لابراز نفسها برفض تنظيم جبهة النصرة الذي اعلن ولاءه لتنظيم القاعدة وزعيمها الظواهري الاندماج مع دولة البغدادي، وتعتبر النصرة من اشد واقوى التنظيمات المسلحة في الشمال. وفي غياب النظام والقانون في عدد من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام فقد استفادت العديد من الجماعات الاجرامية والعصابات واكدت نفسها وتقوم بعمليات الخطف والقتل وابتزاز السكان. ويعتقد باحثون في شأن القاعدة ان بناء التنظيم قواعد له في سورية له محدداته ودلالاته الاقليمية، حيث يرون ان سورية تظل مهمة للقاعدة اكثر من العراق، فسورية لها حدود مع تركيا ولبنان والاردن واسرائيل مما يجعلها استراتيجيا اهم من العراق. ويرى بروس هوفمان، مدير الدراسات الامنية في جامعة جورج تاون من ان هناك امكانية لتحول سورية الى افغانستان جديدة، حيث تحول هذا البلد الى منطقة جذب للمقاتلين الاسلاميين في ثمانينات القرن الماضي وبعد احتلال السوفييت له. وعلى الرغم من هذا فالدولة الاسلامية هذه واساليبها جعلتها على تناقض مع الجماعات المقاتلة والمعتدلة في السياق السوري مما يدعو للتساؤل حول ديمومة الدولة او الظاهرة، ففي الرقة التي تعتبر معقل الدولة الاسلامية نشبت مناوشات قتل فيها 13 مقاتلا وعدد من المدنيين.
وتشهد المدينة مظاهرات يومية تطالب باطلاق سراح المخطوفين الذي من بينهم الراهب الايطالي بولو دالوجليو الذي اختفى الشهر الماضي عندما وصل وحاول فتح حوار مع قادة الدولة الاسلامية. وتضم قائمة الذين اختفوا مسؤول مجلس المحافظة ومسؤولا كبيرا في المعارضة وبحسب ناشط فقادة الدولة الاسلامية يعتقلون اي شخص يعارض وجهة نظرهم. وتشير الصحيفة الى ان جبهة النصرة التي رفض زعيمها ابو محمد الجولاني، وهو محارب سابق في العراق الاندماج مع البغدادي، تدير مناطقها بعيدا عن تأثير الدولة الاسلامية لكنها في بعض المناطق مثل الرقة مجبرة على التعاون، اما في حماة فقد اعتقل زعيم النصرة الذي تحدث ضد التطرف وظل في المعتقل حتى سحب انتقاداته، وفي بلدة الدنا القريبة من الحدود مع تركيا اكد مقاتلو الدولة سلطتهم من خلال اطلاق النار على المتظاهرين ضدهم، وقاموا بمصادرة اسلحة فرع محلي للجيش الحر وقتل قائده.
المقاتلون الاجانب
ومما يعزز قوة الدولة الاسلامية هو استمرار تدفق المقاتلين الاجانب الذين عادة ما ينزعون نحو العنف ويرفضون التنازل او الحوار، ويقدر مسؤول امني لبناني عدد المقاتلين الاجانب الذين دخلوا سورية منذ الانتفاضة عام 2011 بحوالي 17 الفا معظهم جاء من السعودية وتونس والعراق. ويشير الى ان الدولة الاسلامية قدمت رؤية انها قادرة على تحقيق انجازات حيث صعدت من هجماتها في الاسابيع الستة الاخيرة. وفي سياق اخر شنت الدولة حملة من اجل كسب العقول والقلوب، ففي شريط عرض على ‘يوتيوب’ اظهر افرادها في احتفالات عيد الفطر وهم يوزعون اللعب على الاطفال في حلب. وهم في هذا يقلدون ما قامت به جبهة النصرة الذين اكد افرادها في اكثر من مرة انهم تعلموا من العراق ان لا يستعدوا المجتمعات التي يعملون فيها، وعلى خلاف العراق تبدو قوات الجماعات الجهادية ومنها مقاتلو الدولة الاسلامية منظمة ومنضبطة وقادرة على السيطرة على البلدات. وكان اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة اركان الجيش الحر قد زار مواقع المقاتلين في اللاذقية حيث ظهر في شريط فيديو اكد فيه انه زار مناطق اللاذقية من اجل التأكيد على تنسيق الجهود بين القيادة العامة وقيادة الساحل.
اسلحة سودانية
ويشكو المقاتلون من قلة الذخيرة حيث نقلت مصادر عن بعضهم قولهم ان عملية الساحل تحتاج الى اسلحة ومساعدات عسكرية حتى تحقق هدفها. وفي الوقت الذي تفكر فيه الدول الغربية وتقلب رأيها حول كيفية تسليح الجيش الحر او القوى المعتدلة فيه بدون ان تذهب الاسلحة الى الجماعات الجهادية، كشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن حصول الجيش الحر على اسلحة من السودان.
وقالت الصحيفة ان المقاتلين السوريين الذين يشعرون بحالة من الاحباط من الغرب وجدوا مزودا للسلاح في مكان غير متوقع، اي السودان الذي يعاني من حظر دولي لتصدير السلاح له ويقيم علاقات قوية من الحليف القوي لنظام بشار الاسد في دمشق، ايران. وبحسب مسؤولين غربيين وقادة في المعارضة المسلحة فقد باعت الحكومة السودانية اسلحة صينية الصنع لقطر والتي قامت بترتيب ايصالها للمقاتلين عبر تركيا. وتضم الشحنة صواريخ مضادة للطائرات ومخازن الذخيرة والتي استخدمت في ساحات المعارك والتي ساعدت المقاتلين على مواجهة الجيش السوري المسلح بعتاد احسن. وتقول الصحيفة ان الادلة على قيام السودان بالتعاون سرا مع خطوط الامداد السرية التي يحصل من خلالها المقاتلون على اسلحة تقدم صورة عن الطريق يحصل فيها المقاتلون على اسلحة والتي عادة ما تشترى باموال تدفعها قطر، الامارات، الاردن او السعودية او متبرعون متعاطفون مع الثورة السورية. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه معرفة اثر هذه الاسلحة على الوضع القتالي وقدرتها على مواجهة جيش مسلح باسلحة روسية، ويتلقى دعما من ايران وحزب الله، الا ان الدور السوداني يضيف تعقيدا جديدا للحرب الاهلية التي استعصت على الحل السياسي، خاصة ان الحل الحرب نفسها تحولت الى حرب بالوكالة بين الدول العظمى والاقليمية. وفي الحالة السودانية فان ما يدفع الحكومة الى الانخراط في الحرب الاهلية هو التعاطف السني مع السوريين وفرصة تحقيق ارباح مالية من تجارة السلاح المربحة. وفي الوقت نفسه فان قرار الحكومة السودانية مساعدة المقاتلين يضعها امام خيارات صعبة خاصة انها تقيم علاقات قوية مع كل من ايران والصين اللتين تساعدان تقنيا صناعة السودان للسلاح وقد تنظران الى الخطوة السودانية على انها نتيجة غير متوقعة لهذا الدعم بل وخيانة.
نفي سوداني
ونفى المسؤولون نفيا قاطعا تزويد المقاتلين بالسلاح وذلك حسب عماد سيد احمد المستشار الاعلامي للرئيس عمر حسن البشير. ورأى المتحدث باسم القوات السودانية المسلحة في الاتهامات محاولة للتشويه واللاعقلانية حيث اكد ان السودان ليس مهتما بدعم جماعات في سورية، خاصة ان نتيجة الحرب غير معروفة، واكد ان الاتهامات يقصد منها الاضرار بمصالح السودان وعلاقاتها مع الدول التي تقيم مصالح مشتركة معها. وبنفس السياق نفى مسؤول قطري اي علم بقيام بلاده بشراء اسلحة من السودان لصالح المعارضة السورية. وتنقل الصحيفة عن محلل الشؤون السودانية في ‘سمول ارمز سيرفي’ قوله ان السودان لديه تاريخ في دعم دول والنفي حيث اكتشفت الاسلحة في الصومال، وجنوب السودان وساحل العاج وغينيا ومالي ويوغندا. وتنقل عن مسؤول امريكي مطلع على الشحنة للمعارضة السورية قوله ان السودان موضع نفسه كمزود دولي للسلاح حيث وصلت اسلحته الى عدد من مناطق الحرب بمن فيها سورية. ومع ان محللين غربيين يرون في مساعدة المقاتلين السوريين تعبيرا عن تناقض مزمن في السياسة الخارجية في ظل حكم البشير الا ان اخرين يرون ان الدافع الحقيقي هو المال حيث يعاني السودان من ازمة اقتصادية خطيرة. ويشك بعض المحللين في ان السودان قام ببيع انواع اخرى من الاسلحة الصينية الصنع من مثل بنادق قناصة، وصواريخ مضادة للدبابات.
طائرات شحن كرواتية
وعن طريقة نقل الاسلحة يقول مسؤولان امريكيان انه تم نقلها عبرشركتي نقل جوية كرواتية اللتين نقلتا شحنتين من الخرطوم بداية هذا العام مع ان مسؤولي الشركتين نفيا نقل اسلحة حسب الصحيفة. ويقدم السكرتير الصحافي للرئيس السوداني تفسيرا من ان الاسلحة السودانية التي شوهدت في سورية ربما جاءت من ليبيا حيث اعترف الرئيس البشير بدعم الثوار هناك اثناء الثورة على معمر القذافي عام 2011. لكن الصحيفة تقول ان بعض الاسلحة المصنوعة في السودان والتي شوهدت في ادلب العام الماضي، صنعت بعد ثورة ليبيا، ويرى المتحدث باسم القوات السودانية ان الصور يمكن تزييفها بسهولة وان الصور ليست دليلا. كما ان وجود صاروخ اف ان -6 المضاد للدبابات في سورية لم يتم تفسيره لانه لا ثوار ليبيا ولا المقاتلون السوريون كان بحوزتهم هذا السلاح في عام 2011.
مصالح مشتركة لمواجهة التطرف
صحف عبرية
ذكّرتنا الأنباء التي نشرت في وسائل الاعلام العربية عن الهجوم على خلية المخربين في منطقة رفح في الاسبوع الماضي، وعلامات التساؤل عن هوية المهاجمين والتنسيق الذي كان، أو لم يكن مع الجيش المصري، بأن القيادة المصرية برئاسة الفريق أول السيسي تواجه عدة تحديات أولها تثبيت اجراء عزل الرئيس مرسي، وكف انتفاضة الاخوان المسلمين واحراز استقرار للسلطة. والثاني علاج خلايا الارهاب للاسلام المتطرف في سيناء، ومنع انتقال الارهاب والتهريب الى غزة ومنها. والثالث الاعتناء بمكانة مصر الدولية والحصول على شرعية للعزل بحيث يتم الحفاظ على المساعدة المدنية والعسكرية.
لمصر مصالح مشتركة مع اسرائيل التي لا تعارض، من دون أي تدخل منها اضعاف الاخوان المسلمين (والمس بحماس بالضرورة). ومصر محتاجة الى موافقة اسرائيل كي تشذ عن الملحق الامني باتفاق السلام وتدخل قوات كبيرة الى سيناء لعلاج الخلايا الارهابية الاسلامية، واسرائيل تُمكّن من ذلك عن مصلحة مشتركة، مرة اخرى. وللجيش الاسرائيلي و’الشاباك’ والموساد جهاز استخباري ناجع مع معلومات كثيرة تتعلق بما يجري في سيناء وغزة والحديث عن أداة مهمة لاستطاعة الجيش المصري ضرب الخلايا الارهابية هناك. إن التعاون الممتاز بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري كنز استراتيجي لاسرائيل، وهو ضروري لتنفيذ اعمال منسقة بين الطرفين. إن اتهام الجيش المصري بأنه عميل لاسرائيل ومحاولات المس بشرعية الفريق أول السيسي توجب على الطرفين الحفاظ على السرية للابقاء على القناة حية.
وفي هذه الاثناء يحارب الجيش الموالي للاسد في سورية خليطا كبيرا من المتمردين الذين يريدون اسقاطه وانشاء دولة اسلامية سنية متطرفة. وتحاول اسرائيل ألا تتدخل في الصراع، والتأييد الروسي الايراني للاسد يُمكّن في هذه المرحلة من بقائه ويمنع انتصار المتطرفين. وفي سورية كما في مصر يجري نبش سعودي قطري يحاول التأثير في انشاء نظام اسلامي سني وإبعاد ايران الشيعية. ولسورية كما لمصر مصالح مشتركة مع اسرائيل وإن لم يكن عندنا جهاز يُمكّن من عمل منسق سوى نقل رسائل عن طريق قوة الامم المتحدة في الجولان (أون دوف) أو عن طريق دولة ثالثة، وإن انشاء قناة تحادث سرية مع دمشق يبدو في الظاهر غير ممكن، لكن هذا الاجراء سيُمكّن جهاز الامن من مرونة العمل وحل الازمات لأجل غاية ما في محيطنا المشحون بالأحداث.
إن الوضع غير المستقر في منطقتنا واحتمال ان تسيطر جهات من الاسلام المتطرف على المنطقة، هما تهديد كبير لدولة اسرائيل، لكنه تكمن في هذا الوضع ايضا فرص كثيرة علينا ان نحاول استغلالها. ويحسن مع الاستعداد العالي لاستقبال كل خطر ان نفحص عن وجود قنوات تحادث سرية تساعد في وقت الازمات.
إيلي مروم
لواء احتياط كان قائد سلاح البحرية
اسرائيل اليوم 13/8/2013
المعارضة السورية تطلق اليوم خارطة طريق ترسم مسار المرحلة الانتقالية
معدوها يقولون إنها قابلة للاسترشاد بها بعد سقوط النظام
بيروت: ليال أبو رحال
يطلق «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» اليوم من مدينة إسطنبول التركية خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا بعنوان «خطة التحول الديمقراطي في سوريا»، بحضور ومشاركة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا. وهي ثمرة اجتماعات دورية على مدى عام، عقدها نحو 300 خبير وأكاديمي وناشط سوري، في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والقانون، إضافة إلى مسؤولين حكوميين سابقين وضباط سابقين وقادة من المجالس المحلية والجيش السوري الحر.
وتتضمن الخطة الموقعة من بيت الخبرة السوري، وهو الإطار الذي يجمع معدي الدراسة وينبثق عن «المركز السوري»، برئاسة منسق مجموعة العمل الاقتصادي من أجل سوريا أسامة القاضي، رؤية نهائية وموحدة للفترة الانتقالية في سوريا. ويقول المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية رضوان زيادة لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد الاتهامات التي وجهت مرارا وتكرارا إلى المعارضة السورية لناحية أنه لا رؤية لديها لمرحلة ما بعد سقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد، نقدم اليوم رؤية متكاملة للمرة الأولى حول ديمقراطية المستقبل بعد الثورة».
ويشدد زيادة على أن خارطة الطريق المقترحة تعطي أملا للسوريين بعد الكلام الكثير عن صعود «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، بأن الديمقراطية هي الخيار النهائي لسوريا، من خلال نظام برلماني يحترم كل السوريين، مؤكدا أنها «تعطي أيضا أملا بأن الثورة التي دفعوا ثمنها من دمائهم الغالية تحقق أهدافهم بالوصول إلى دولة الكرامة والمساواة والديمقراطية».
من ناحيته، يشير قائد الجيش الوطني السوري سابقا، اللواء المنشق محمد حاج علي لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد المشاركين في الاجتماعات التي أنتجت هذه الوثيقة، إلى أن طمأنة الشعب السوري رسالة أساسية في هذه الدراسة، كونها تؤكد أن الشعب السوري واحد في سوريا المستقبل، ولا تمييز بين طائفة أو عرق أو دين أو حتى قومية.
وتغطي الخطة الواردة في دراسة مؤلفة من أكثر من 250 صفحة توصيات نهائية لست فرق عمل رئيسة تشكل بيت الخبرة السوري: الإصلاح الدستوري وسيادة القانون، هيكلية النظام السياسي، إصلاح نظام الأحزاب والانتخابات، إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء جيش وطني حديث، الإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار إضافة إلى العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في مرحلة ما بعد الصراع في سوريا.
ويختصر حاج علي مضمون الدراسة بالإشارة إلى أنها «ترصد ما ستكون عليه الأوضاع في المجالات كافة في المرحلة الانتقالية»، مؤكدا أن «من شاركوا في إعدادها وصياغتها هم من الشخصيات المشهود لها بخبرتها وبمعرفتها في المجال الذي تعمل فيه».
وينظر معارضون سوريون إلى «خطة التحول الديمقراطي في سوريا»، على أنها ستشكل «أرضية» سياسية مشتركة للمعارضة السورية بشأن القضايا الرئيسة، ويعتبرون أن التوصيات التي ستتضمنها ستبقى صالحة بغض النظر عن الطريقة التي يتم فيها حل النزاع في سوريا.
ويوضح زيادة في هذا السياق أن الدراسة تتضمن توصيات عملية، سواء سقط النظام عبر الحل العسكري أو من خلال المفاوضات وتسوية اتفاق جنيف، مشيرا إلى أن هذه «التوصيات صالحة لكل الجهات، وهي تقدم رؤية لما ستكون عليه المراحل المقبلة خلال عملية التحول الديمقراطي».
وتقدم الدراسة سلسلة من التوصيات «العملية» لمستقبل سوريا السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والأمني، في مقدمها أن «نظام الحكم في سوريا المستقبل سيكون برلمانيا مع ضمان تحقيق التوازن بين السلطات الثلاث في مؤسسات الدولة»، على أن يكون دستور عام 1950 نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث. كما يقترح ضمان فصل السلطة القضائية واستقلالها التام عن السلطة التنفيذية، وتحقيق المصالحة الوطنية عن طريق عدالة انتقالية طويلة الأمد، إضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتطهيرها من المسؤولين الفاسدين، ونزع السلاح من كل الجماعات المسلحة وإعادة دمجهم في المجتمع السوري.
ويقول حاج علي إنه «لا يمكن فرض هذه التوصيات على أحد، لكنها قابلة للاسترشاد بها في مرحلة سقوط النظام السوري»، موضحا «أننا نوفر الوقت والجهد ونقدم رؤية سياسية ودستورية وأمنية واقتصادية، لتكون بيد الحكومة الانتقالية فور تشكيلها». ويشدد على أن بنودها «علمية وعملية، وبإمكان أي حكومة انتقالية من أي جهة كانت أن تأخذ بها باعتبارها موضوعية وواقعية وتنسجم التوصيات الواردة فيها مع تطلعات جميع السوريين».
مسيحيو سوريا يعيشون كابوس مسيحيي العراق على وقع خطف قادتهم الدينيين
باحث في شؤون الأقليات: لا حليف إقليميا أو دوليا لهم كبقية مواطنيهم
دمشق ـ بيروت: «الشرق الأوسط»
أججت حادثة اختفاء رجل الدين الإيطالي باولو دالوليو في مدينة الرقة، واتهام «تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية» بالوقوف وراءها، مخاوف المسيحيين السوريين من مصير مشابه لذلك الذي عاشه مسيحيو العراق من تهجير وخطف وقتل على الهوية، لا سيما وأن اختفاء دالوليو جاء بعد ثلاثة أشهر على خطف مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس اليازجي ومطران السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم بريف حلب، وتضارب الأنباء حول مقتلهما. ولم يتبن أي طرف مسؤولية خطف المطرانين، إلا أن مصادر في الكنيسة الأرثوذكسية أعلنت أن «الخاطفين قد يكونون من (الجهاديين الشيشان) الناشطين في بعض الشبكات الإسلامية في تركيا».
ونفى دبلوماسي تركي، في سياق متصل، أن يكون المطرانان في تركيا. وأكد أن «المطرانين ليسا على الأراضي التركية». وكانت تقارير إعلامية قد لفتت إلى أن «المطرانين محتجزان لدى مجموعات مرتبطة بالمجلس الوطني السوري المعارض وجماعة الإخوان المسلمين». لكن المصدر التركي شدد على أن «هذه المعلومات عن المطرانين اللذين نرغب في أن يفرج عنهما لا علاقة لها بالواقع».
ويعتبر المطرانان المخطوفان، وأحدهما (يازجي) شقيق بطريرك الروم الأرثوذكس الحالي يوحنا يازجي، من القادة الدينيين البارزين لأكبر الطوائف المسيحية في سوريا، الأرثوذكس والسريان. وقد كان لهما دور إنساني وإغاثي في مدينة حلب.
ويشير المعارض والباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خطف المطرانين ترك أثرا معنويا سلبيا في نفوس المسيحيين، وما زاد في إحباطهم عدم الاهتمام الذي أبدته المعارضة السورية والمجتمع الدولي المهتم بالمسألة السورية بهذه القضية». وأكد أن «موقف المسيحيين تجاه الصراع الدائر في سوريا كان في معظم المراحل حياديا لكن نتيجة التطورات والتفاعلات وتصاعد القتال والعنف وظهور كتائب إسلامية في صفوف المقاتلين المعارضين زادت مخاوف المسيحيين من البديل عن نظام الأسد (الرئيس السوري بشار الأسد)».
وفي حين تشير معظم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن المسيحيين في سوريا، يواجهون أوضاعا صعبة في إطار الفوضى الناجمة عن الصراع الدامي المستمر منذ مارس (آذار) 2011، يؤكد يوسف «وجود الكثير من الحوادث التي تدفع مسيحيي سوريا لمقارنة أوضاعهم بمسيحيي العراق حيث تكثر حوادث الخطف والتهجير بحق نخب وأطباء مسيحيين، ما يدفعهم للهجرة إلى السويد وأوروبا».
ويتقاطع مصير المطرانين المخطوفين في حال تأكدت الأنباء عن مقتلهما مع مصير المطران العراقي بولص فرج رحو، أحد أساقفة الكنيسة الكلدانية الذي اختطف من قبل جماعة من المسلحين بداية عام 2008 وعثر على جثته قرب مدينة الموصل. وعانى مسيحيو العراق موجات تهجير وقتل وتفجير كنائس على يد مجموعات تكفيرية ظهرت بعد سقوط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الأمر الذي يدفع الكثير من المحللين إلى اعتبار أن هذا السيناريو بدأ يتكرر مع مسيحيي سوريا.
ويقول يوسف: «ما يخشاه المسيحيون السوريون ليس سقوط النظام ورحيل بشار، كما يظن ويعتقد البعض، وإنما سقوط (الدولة السورية) التي شكلت عبر تاريخها الطويل ملاذا آمنا لهم. فرغم تعدادهم الجيد نسبيا (نحو 10 في المائة من نسبة السكان)، ثمة شعور مسيحي عام بأنهم (الحلقة الأضعف) في المجتمع السوري». ويتابع: «خلافا لمعظم الأقليات السورية الأخرى، المسيحيون أقلية غير مسلحة، أي لا (ميليشيات مسلحة) لهم لتقوم بدور الحماية الذاتية، إذا انفلت الوضع الأمني في البلاد»، لافتا إلى أن «ثمة شعورا لدى المسيحيين بأنه لو سقط النظام لن يكون وضعهم أفضل مما كان عليه خلال حكم الاستبداد، فالنظام الجديد سيستخدمهم لتجميل صورته لا أكثر. ومهما جرى لن يسمح لهم بالمشاركة في الحكم في سوريا ما بعد الأسد».
وتشير معظم الدراسات الصادرة حول المسيحيين في سوريا إلى أن عددهم في تناقص، ففي بداية القرن العشرين كانت نسبة المسيحيين نحو 20% من تعداد سكان سوريا وانخفضت في الخمسينات إلى 17% لتستقر حاليا نسبتهم على 10% أو حتى أقل وفق بعض المصادر. وتعد أبرز أسباب التناقص الديموغرافي للمسيحيين في سوريا: الزيادة الطبيعة المتدنية أي «معدل المواليد» للمسيحيين مقارنة مع طوائف أخرى خصوصا السنة والعلويين من جهة، والهجرة الخارجية المكثفة للمسيحيين لا سيما نحو أوروبا الغربية والأميركيتين وأستراليا كنتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية.
ومع انطلاق الثورة أبدى معظم المسيحيين موقفا محايدا من الصراع الدائر في البلاد. وباستثناء بعض النخب والكتاب الذين توزعوا بين طرفي الصراع، النظام والمعارضة، لم يظهر الشارع المسيحي استعدادا للقتال مع أي طرف.
ويوضح يوسف في هذا السياق أن «النخبة المسيحية من مثقفين وكتاب انخرطوا في الثورة منذ اليوم الأول، لكن الشارع المسيحي بقي على الحياد لأن الظروف والعوامل التي مرت بها الثورة لم تشجع المسيحيين على الانضمام إليها، لا سيما بعد أن اكتسبت الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام سمة التشدد الإسلامي وفرضت كل من (دولة العراق والشام الإسلامية) و(جبهة النصرة) أنماط حياتية متطرفة على الناس، لا تناسب المسيحيين».
وفي الفترة الأخيرة، حصلت اعتداءات على مسيحيين في أكثر من منطقة سورية، حيث تم خطف واغتيال الكثير من الكهنة، منهم كاهن بلدة قطنا بريف دمشق الأب فادي حداد. وأكدت منظمات وأحزاب مسيحية آشورية سريانية في بيانات لها قيام مجموعات إسلامية متشددة بالاعتداء على الكنائس والأديرة المسيحية في بلدة راس العين. وكانت مدينة الرقة تضم 600 عائلة مسيحية تقريبا لكن العدد انخفض إلى 50 عائلة بعد سيطرة المعارضة، وصولا إلى اختطاف المطرانين في حلب واختفاء الراهب الإيطالي الأصل باولو دالوليو في مدينة الرقة شمال سوريا.
ويحمل يوسف مسؤولية الحوادث التي يتعرض لها المسيحيون للنظام والمعارضة، فالأخيرة كما يقول «بدلا من أن تتفهم ظروف المسيحيين والعمل على تبديد مخاوفهم وطمأنتهم لمستقبلهم، من خلال تقديم خطاب وطني، مقرون بممارسات وخطوات عملية جدية، تحول من دون تكرار المشهد العراقي في سوريا، أخذت بعض هذه النخب من تصريحات بعض رجال الدين المسيحيين المنحازة للنظام ذريعة لاتهام المسيحيين بالوقوف في وجه (الثورة) وتحذيرهم من عواقب وقوف كنائسهم إلى جانب النظام وارتكاب أخطاء مسيحيي العراق».
وفي حين يرى يوسف أن «دولا عربية عدة تسعى إلى حماية السنة، وتقوم إيران بالمستحيل للحفاظ على وجود العلويين والشيعة، بينما تركيا مستعدة للتدخل لحماية التركمان، والأكراد يعتمدون على مسعود البرزاني، أما المسيحيون فليس لديهم أي حليف إقليمي أو دولي يدعم استمرار وجودهم كبقية مكونات المجتمع السوري»، يوضح أن «المسيحيين قد تركوا من غير حليف أو حصانة ما عزز مخاوفهم، لا سيما بعد التداعيات الخطيرة للأزمة السورية ليلاقوا في ما لو استمر الوضع على ما هو عليه مصيرا مشابها لذلك الذي عاشه مسيحيو العراق».
وينتشر المسيحيون في معظم المحافظات السورية، لكن وصول المواجهات إلى معظم المناطق أدى إلى حركة نزوح وهجرة كبيرة. في العاصمة دمشق وريفها يتركز وجود المسيحيين في دمشق بأحياء القصاع وباب توما وباب شرقي والميدان وطبالة. كما تضم دمشق المقر الرئيس للبطريركية الأرثوذكسية في أنطاكيا وسائر المشرق. وفي ضواحيها، كدمر وحرستا وبرزة، وفي ريفها بجرمانا وكشكول ودويلعة. أما في حلب فيتركز وجودهم في أحياء السليمانية، والعزيزية، والسريان القديمة، وجزء من حي الميدان. وفي حين تعتبر محافظة الحسكة أكبر تجمع مسيحي إذ يشكل المسيحيون فيها نحو 30% من سكانها، تعد منطقة وادي النصارى التابعة لمدينة حمص المنطقة الوحيدة في سوريا التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية 65%. وفي حمص المدينة يتركز المسيحيون في الأحياء القديمة كباب السباع وباب الدريب والحميدية، والأحياء الجديدة: كالأرمن والنزهة والوعر والإنشاءات، والضواحي كربلة وفيروزة وزيدل. أما في محافظة حماه فيوجد المسيحيون بحي المدينة بوسط مدينة حماه، وفي ريفها الشمالي والغربي كبلدات المحردة والسقيلبية والبيضا. وفي الساحل، تحديدا محافظة اللاذقية، يتركز المسيحيون في الأحياء القديمة كما توجد تجمعات كبيرة للمسيحيين في مدينة طرطوس وجبل الدروز وحوران، وتجمعات بشكل أقل بالرقة ودير الزور.
مقتل القائد العسكري لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد مصدر معارض سوري واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن القائد العسكري العام لدولة العراق والشام الإسلامية قتل يوم الأحد الماضي في ريف حماه الشرقي خلال هجوم على أحد مواقع القوات النظامية بالقرب من مدينة السلمية. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الفلسطيني عماد أحمد، وهو القائد العسكري العام للدولة، قتل يوم الأحد الماضي في ريف حماه الشرقي». وفي حين أشار إلى أنه لا يعرف «تحديدا نوع الإصابة التي أدت إلى مقتل عماد أحمد، لكن المؤكد أنه قتل خلال الهجوم على كتيبة للنظام بريف حماه قرب مدينة السلمية».
ولم يستبعد أحد الناشطين من مدينة سلمية لـ«الشرق الأوسط»، حصول الأمر في عملية فاشلة للدولة الإسلامية بعد «هجوم كبير نفذته الدولة يوم الأحد الماضي على نقطة كبيرة بجانب سلمية تسمى زور السوس، ويومها تم قصف سلمية». وأوضح الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «(الدولة) نفذت عملية انتحارية واقتحم عناصرها نقطة وحاجز للشبيحة، لكن العملية فشلت لأن السيارة المفخخة انفجرت في مكان خطأ».
وأوضح أنه «بعد التفجير الانتحاري، اندفع عناصر الدولة مباشرة ظنا منهم أن التفجير حصل بنجاح، لكن العملية فشلت بالكامل وتأكدنا من مقتل أكثر من 30 عنصرا من (الدولة) بسبب الخطأ الذي حصل».
ورجح الناشط أن يكون «(عماد أحمد) قتل في هذه العملية، خصوصا أن فشلا كبيرا انتهت إليه العملية، لأن الأمر استدعى أن تنفي (الدولة) العملية من أساسها بعدما كانت وزعت بيانا تتبناها قبل أن تسحبه وتحذفه عن كل مواقعها وصفحاتها». وأضاف أن «(الدولة) وزعت البيان بعد نصف ساعة من بدء العملية قبل أن يفقدوا أكثر من 30 عنصرا ويضطروا للتراجع، خصوصا بعدما تبين لاحقا أن الأشخاص الذين قتلوا في قصف مدفعية الهاون على سلمية هم من المدنيين، لذلك أنكروا العملية برمتها»
معلمة سورية تقف في الرقة وحيدة في مواجهة «الدولة»
انتقلت من الاعتصام في وجه قوات النظام إلى معارضة المتشددين
دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
تواصل سعاد، المعلمة في المرحلة الابتدائية والناشطة المعروفة في مدينة الرقة السورية، اعتصامها أمام مقر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. سعاد، التي تدون على صفحتها بموقع «فيس بوك» بعضا من جدلها معهم، تقول: «بالتأكيد لو كنت شابا لما تمكنت من الاعتصام، كانوا اعتقلوني أول دقيقة».
وبعد خروج مظاهرات في مدينة الرقة ضد جماعة «الدولة الإسلامية» للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لديها من النشطاء المدنيين، دعا نشطاء مدنيون (شباب حلب)، لاعتصام مفتوح الساعة الواحدة من ظهر أمس أمام مقر «الدولة» التابعة لتنظيم القاعدة، عند دوار حي قاضي عسكر في مدينة حلب احتجاجا على اعتقال الجماعة، التي صارت تعرف باسم «داعش»، عددا من زملائهم، والمطالبة بالإفراج عنهم، و«تذكيرا لكتائب الجيش الحر أن السبب الرئيسي لحمل السلاح هو لحماية المتظاهرين لا لكتم أفواههم المطالبة بالحرية والديمقراطية»، بحسب نص الدعوة.
وبث ناشطون صورا للاعتصام في حلب ظهر فيه مجموعة من الشباب المدنيين يحملون لافتات تدين تصرفات جماعة «الدولة» وكتبوا عليها: «البعض لم يتعلم من الأسد أنه من المستحيل أن يسجن سوريا» و«إسلامي أو علماني أو ضراب السخن.. لا لتدخل العسكر في شؤون المدنيين» و«من حلب إلى الرقة تحية من أبو مريم للأب باولو المعتقل» و«ما فيك تلون هالكون مع بعضو بذات اللون وتبدل نظام الأرض وتغير مجرى الهوا» و«ما بتقدر شمسيتكن السوداء تحجب شمس الحرية».
وتزايدت في الفترة الأخيرة عمليات الاختطاف من قبل جماعة «داعش» للنشطاء الإعلاميين والمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة في حلب والرقة، مما أثار الشكوك حول أهداف وخلفيات هذه الكتائب، لا سيما التابعة لتنظيم القاعدة. ويرى ناشط مدني في حلب في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن تلك الكتائب تتصرف مثل قوات النظام، مشيرا إلى أن متظاهرين حاولوا التحاور مع عناصر من «الدولة» من أجل الإفراج عن المعتقلين لديهم، فجاءت «ردودهم معنفة». يشار إلى أنه اختطف مؤخرا في حلب الناشط المدني الملقب أبو مريم، الذي دأب خلال الفترة الماضية على توجيه انتقادات لممارسات الكتائب المقاتلة في حلب. وقبله اختطفت مراسل قناة «أورينت» عبيدة البطل. كما شهدت محافظة الرقة تزايدا في حالات الخطف خلال الشهر الماضي بدأت بخطف رئيس المجلس المحلي للمحافظة عبد الله الخليل ثم خطف كل أعضاء المجلس المحلي في بلدة تل أبيض والناشط فراس الحاج صالح والناشط إبراهيم الغازي الذي أطلق حملة «علمنا» لرسم علم الاستقلال على جدران المدينة بعد السيطرة عليها وقائد لواء أمناء الرقة في الجيش السوري الحر الملقب بـ«أبو طيف»، وأخيرا الأب اليسوعي الإيطالي باولو داوليو الذي ذهب إلى الرقة للقاء قادة «داعش» للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين لديها من الناشطين، وما زال مصيره مجهولا.
وكان أول من بدأ الاحتجاج العلني على «داعش» في الرقة معلمة ابتدائي اسمها المستعار سعاد التي سبق أن فصلت من سلك التدريس في بداية الثورة، لمعارضتها النظام، ونشاطها في المظاهرات. واختارت سعاد الاعتصام وحيدة أمام مقر «الدولة» في مدينة الرقة حاملة لافتة كتبت عليها بألوان فاقعة: «لا للخطف، لا للاعتقال، لا للسرقة، باسم الدين». وتواصل سعاد اعتصامها منذ 24 يوليو (تموز) الماضي. وتقول سعاد إن فكرة الاعتصام وحيدة ليست جديدة عليها؛ «فقد فعلتها أيام سيطرة النظام على المدينة.. كانت أول لافتة رفعتها آنذاك (لا تعتقلوني.. اقتلوني قبل قتل أطفال حمص)». وبهذه اللافتة وقفت سعاد قبل عام ونصف وسط شارع تل أبيض، وهي سوق مزدحمة في مركز المدينة، متحدية الوجود الأمني، بحسب ما جاء في مقابلة أجرتها معها الإعلامية الناشطة زينة ارحيم ونشرتها على مدونتها، وتؤكد سعاد أن خوفها «انتهى مع أول رصاصة أطلقتها قوات الأمن على المتظاهرين في المظاهرة قبل أكثر من عام». وعادت لتعتصم ضد نظام جديد غريب، وعادت لتحمل اللافتات التي حملتها في المظاهرات ضد النظام. وقد استفزت هذه اللافتة أحد حراس «داعش» المقنعين ليصرخ بها: «بدك كل المعتقلين؟ كلهم سكرجية ومفاطير (مفطرين) وحرامية» فردت أنها تريد الأشراف، فكان رده: «لا معتقلين أشراف لدينا». وتقول سعاد إن «عمر أكبر العناصر سنا لا يتجاوز السابعة عشرة».
وفي حين تتزايد الاعتصامات في الرقة وتتحول إلى مظاهرات للناشطين المدنيين، تقول سعاد: «حذرني الكثير من الأصدقاء أن التعامل مع هؤلاء أصعب من النظام، ويحاولون إجباري على العدول عن قراري، لكنني عنيدة ومصرة على التظاهر ليعرف الخاطفون أن الرقة لها أهل وليسوا خائفين منهم» مشيرة إلى أن «الخوف ملموس بين الأهالي وحتى النشطاء المعارضين للنظام الذين فضل بعضهم الصمت لتأجيل المعركة لما بعد إسقاط النظام، وآخرين تركوها للمسلحين فيما بينهم». ما تفعله سعاد لا يتفق معه البعض من أهل الرقة رغم أحقيته، وأحد طلابها المنضم لـ«داعش» تقدم إليها في يوم من أيام اعتصامها وسألها: «كيف علمتنا الدين والأخلاق وتقفين هكذا؟»، فأجابته: «لم أعلمكم أن تصبحوا إرهابيين وتخطفوا من يخالفكم الرأي»، ثم جاءه صوت آمر بلهجة غير سورية أمره أن يعود وصرخ بها: «روحي من هين لا تضلي واقفة»، فسألت: «ليش هاد الشارع لمين؟»، فأجابها: «كان لبشار والآن أصبح لنا».
الجنرال ديمبسي: أزمة سوريا صراع يمتد من بيروت إلى دمشق ثم بغداد
مسؤولون أردنيون يبحثون معه تزويد بلادهم بأجهزة «الحرب الإلكترونية»
عمان: محمد الدعمه تل أبيب – لندن: «الشرق الأوسط»
يبدأ الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية، اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية إلى الأردن تستغرق يوما واحدا وهي محطته الثانية ضمن جولته الشرق أوسطية والتي بدأها في إسرائيل.
وقال مسؤول أردني إن ديمبسي سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء عبد الله النسور ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول مشعل الزبن وسيبحث معهم سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وما يتعلق بالأزمة السورية والتطورات الحالية على الأرض.
وقالت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول الأميركي سيجري جولة تفقدية على قواته التي يرابط بعضها منذ أكثر من سبعة أشهر آخرها قوات جوية من طائرات «إف 16» والقوات التابعة لها من سيطرة واتصال وخدمات لوجيستية، إضافة إلى القوات التي تقوم على تشغيل بطاريات صواريخ الباتريوت.
وأضافت المصادر المطلعة أن عديد القوات الأميركية المرابطة في الأردن يبلغ نحو ألف رجل، وتتمركز هذه القوات في عدة مناطق منها قاعدة الأزرق الجوية، شرق العاصمة عمان، وقاعدة الرويشد (شرق)، إضافة إلى مركز تدريب العمليات الخاصة، وهي من القوات المتخصصة في التعامل مع الأسلحة الكيماوية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأردنيين سيبحثون مع ديمبسي إمكانية تزويد القوات الأردنية برادارات متطورة وأجهزة اتصال وتشويش تدخل ضمن الحرب الإلكترونية إضافة إلى بحث سبل التعاون في مجال الاستخبارات والسيطرة والتحكم. وأوضحت أن ديمبسي سيستمع من المسؤولين الأردنيين عن واقع حال المعارضة السورية والتهديدات المحتملة من سوريا سواء من قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو من فصائل المعارضة المتشددة وخصوصا جبهة النصرة التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
وكان الجنرال ديمبسي صرح بأن من المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأضاف: «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت إلى دمشق إلى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا»، وتابع: «سيتطلب الأمر كثيرا من العمل ووقتا طويلا لحسمه».
وقال إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية.
وجاءت تصريحات ديمبسي التي أدلى بها في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الاثنين) في بداية جولته الشرق أوسطية والتي يتصدرها مناقشات بشأن الصراع السوري والاضطرابات الحالية في المنطقة ككل.
ودعا مقاتلو المعارضة السورية، الذين يدعمهم الغرب، الولايات المتحدة إلى الوفاء بوعودها بتقديم السلاح. لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تباطأت في التحرك بسبب مخاوف من وصول السلاح الأميركي إلى أيدي مقاتلين لهم صلة بـ«القاعدة».
ولم يتطرق ديمبسي خلال تصريحاته لمجموعة صغيرة من الصحافيين في تل أبيب إلى تفاصيل قضية السلاح لكنه قال إن قدرا من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئا» نظرا لهدفهم المشترك لإسقاط الرئيس الأسد.
وقال حسبما أوردته وكالة «رويترز» إن «التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو فهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه ومتى يمكن أن يتحالفوا معا، وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماما أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».
وصرح بأن أهم نقطة للتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن في الشأن السوري هي مخاطر الأسلحة الكيماوية لدى قوات الأسد مع تواصل الحرب الأهلية. وكرر ديمبسي تأكيد الولايات المتحدة أن قوات الأسد تحرك في أحيان الأسلحة الكيماوية.
وقال للصحافيين: «نعرف حقيقة أنها تتحرك من وقت لأخر»، وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن قوات الأسد تحرك هذه الأسلحة لتأمينها.
وحين سئل ديمبسي عن أي تحريك للأسلحة في الآونة الأخيرة قال: «هذا شيء يتكرر وأعتقد أن هذا يعكس حقيقة أن النظام قلق من أن ترك الأسلحة في مكان دائم يجعلها عرضة للخطر». والتقى الجنرال ديمبسي في وقت لاحق أمس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الجيش الحر يسيطر على نقاط حدودية جديدة مع الأردن
لاتزال الاشتباكات في محيط شرق درعا مستمرة ولو بشكل متقطع
دبي- قناة العربية
أفاد المركز الإعلامي بأن الجيش الحر سيطر على خمس نقاط حدودية مع الأردن فبعد معارك خاضها الجيش الحر ضد قوات النظام تمكن مقاتلوه من السيطرة على خمسة نقاط على الحدود مع الأردن شرق درعا فيما لاتزال الاشتباكات في محيط المنطقة مستمرة ولو بشكل متقطع. وأعلن الجيش الحر أسر مجموعة من الجنود وميليشيا النظام في درعا.
في المقابل، قصفت قوات النظام مدينة داعل بمحافظة درعا حيث سقط جرحى بين المدنيين في القصف الذي استهدف منازلهم. وفي حماة أعلن المركز الإعلامي أن الجيش يواصل تقدمه في الريف حيث سيطر على قرى جديدة وهو يستهف مطار حملة العسكري.
أما في دير الزور فتستمر الاشتباكات في محيط مطارها العسكري في وقت قصفت الطائرات التابعة لقوات النظام بلدة الشحيل، بينما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز مدرسة المميزون في الحويقة بدير الزور وقتل عدد من أفراد قوات النظام وأعلن تحرير الحي بالكامل.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي برزة وحي جوبر حيث تحاول قوات النظام اقتحام الحي. وأخذ الجيش الحر زمام المبادرة في مهاجمة قوات النظام في حي القابون الدمشقي، خاصة تلك المتمركزة في رحبة الدبابات حيث دارت معارك عنيفة في محيط شركة الكهرباء.
على صعيد متصل، وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 99 شخصاً بينهم نساء وأطفال بنيران قوات النظام في مختلف المناطق السورية أمس.
فريق التحقيق في الكيماوي ينهي استعداداته لزيارة سوريا
ينتظر موافقة النظام ليتحقق مما إذا كان الكيماوي استخدم وليس معرفة من استخدمه
الأمم المتحدة – رويترز
أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها أن فريق الخبراء المكلف بالتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، أنهى كل الاستعدادات اللوجستية اللازمة لزيارة سوريا. إلى ذلك واصلت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، أنجيلا كين، مشاوراتها مع الحكومة السورية بهدف التوصل إلى اتفاقٍ في أقرب وقت ممكن، حول سبلِ التعاون الأساسية لضمان أمن وحسن سير وفعالية البعثة الدولية بقيادة السويدي “آكي سيلستروم”.
يذكر أنه مر أسبوعان تقريباً منذ أن قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت على السماح لفريق الخبراء بالسفر إلى ثلاثة مواقع وردت أنباء عن استخدام أسلحة كيماوية فيها.
ومن بين المواقع الثلاثة بلدة خان العسل في حلب التي تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيماوية فيها في مارس/آذار. ولم يتم بعد تحديد الموقعين الآخرين المقرر أن يزورهما فريق الخبراء.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العالم السويدي آكي سيلستروم في مارس/آذار رئيساً لفريق التحقيق في المزاعم لكن خلافات دبلوماسية ومخاوف بشأن السلامة منعت سيلستروم وفريقه من دخول سوريا.
وسيحاول فريق الأمم المتحدة التحقق مما إذا كانت الأسلحة الكيماوية استخدمت وليس معرفة من استخدمها. والفريق مؤلف من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومن منظمة الصحة العالمية.
يذكر أن سوريا إحدى سبع دول لم توقع معاهدة 1997 التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وتعتقد دول غربية أن سوريا تملك مخزونات غير معلنة من غازات الأعصاب الخردل والسارين وفي.إكس.
وزير لبناني سابق يهدد بتدمير الكعبة من أجل بشار الأسد
فايز شكر يتقمص شخصية أبرهة الحبشي ويعتبر بيت الله الحرام مجرد أحجار
لندن- كمال قبيسي
تقمص وزير لبناني سابق والأمين القطري منذ 7 سنوات لفرع حزب البعث في لبنان شخصية أبرهة الحبشي في لقاء تلفزيوني أمس الأول في بيروت، وهدد أثناءه “بتدمير الكعبة على من فيها” إذا ما تم تهديد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.
وأعلنها الدكتور فايز شكر صراحة، بحسب ما نسمعه في فيديو اختارت “العربية.نت” القسم التهديدي منه، وهو لمقابلة أعدتها معه محطة “أو.تي.في” التابعة لحزب “التيار الحر” الذي يتزعمه النائب الحليف لحزب الله، ميشال عون.
وزاد شكر الطين بلة بعد أن نبهه معد المقابلة لخطورة تهديده، فراح يصف الكعبة بأنها مجرد أحجار بقوله: “كرامة الإنسان أهم بكثير من أي حجر وأهم بكثير من أي جبل” في إشارة منه إلى تدمير جبل صهيون كتهديد للأسد.
وبدا الاستغراب على معد المقابلة فذكره بأن مكة هي أيضا مدينة مقدسة، أي أنها ليست مجرد جبل كقاسيون، فرد شكر ما نفهم معناه بأنه: “حتى ولو كانت مدينة مقدسة” ثم أضاف إلى التهديد بتدمير جدة والرياض أيضا.
والدكتور شكر هو من بلدة تحمل اسم أحد أنبياء الصابئة المندائيين، هي “النبي شيت” في الشمال الغربي لسهل البقاع، وسبق له أن أثار جدلا على الشاشات الصغيرة في خناقة كتبت “العربية.نت” عنها تقريرا، وكانت شهيرة متنوعة السلبيات ويمكن الاطلاع عليها في بحث سريع على “يوتيوب” الشهير.
وكانت الخناقة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وفيها تعارك مع العضو القيادي في “كتلة المستقبل” النيابية، مصطفى علوش، وبسبب الرئيس السوري أيضا، بعد تلاسن تطور بينهما الى عراك وتضارب بالأيدي في برنامج “بموضوعية” على قناة “أم.تي.في” اللبنانية، لأن علوش وصف الأسد بالكذاب، ففار دم فايز شكر وكان ما كان.
التلفزيون السوري يبث اعتراف معتقلات بممارسة نكاح الجهاد
منظمات دولية اتهمت نظام الأسد باستغلال المعتقلين لانتزاع اعترافات مزيفة
دبي – محمد دغمش
عرض التلفزيون السوري اعترافات لمعتقلات سوريات يعترفن بأنهن قمن بالترفيه عن مقاتلي المعارضة، وبعض هؤلاء السيدات متزوجات منذ سنوات، وبحسب ناشطين تم اعتقال بعضهن قبل سنة من الآن.
وعرّف التلفزيون الرسمي عن سارة ذات الثلاثة عشر عاماً بصفتها أميرة في جبهة النصرة، وقائدة كتيبة مقاتلة، إضافة لقيامها بأعمال منافية للآداب تحت مسميات جهادية.
مجموعة متكاملة من الاتهامات وضع فيها كل عناصر المؤامرة التي يتحدث عنها نظام الأسد. وظل التلفزيون الرسمي يعرض لأيام اعترافات لمعتقلات يعترفن على أنفسهن بأنهن تم التغرير بهن، دون أن يخفين وجوههن.
وحصلت “العربية” سابقاً على صور مسرّبة توضح قيام النظام بفبركة اعترافات مشابهة لاتهام الثوار حينها باغتصاب فتيات في ريف دمشق، واتضح في الصور المسربة أن ما جرى كان دوراً ليس إلا.. ليقف النظام السوري حينها عن تكرار ما حدث.
وبحسب ناشطين فإن المعتقلات اللواتي اعترفن بقيامهن بأعمال منافية للآداب للترفيه عن المقاتلين تم اعتقال بعضهن قبل سنة من الآن أي قبل أن يصل المقاتلون المفترضون إلى المناطق التي يتحدثون عنها.
واتهمت منظمات دولية عديدة نظام الأسد باستغلال المعتقلين لانتزاع اعترافات مزيفة منافية لحقوق الإنسان تحت تهديدات ليس القتل أخطرها.
مصادر بالمعارضة السورية: ميول أمريكية لوفد موحّد للمعارضة بجنيف2
باريس (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة باتت تميل لتشكيل وفد موحّد للمعارضة للمشاركة في مؤتمر جنيف2 في حال تم الاتفاق على عقده، وأشارت إلى وجود مشاورات بين مسؤولين أمريكيين وقوى معارضة حول إمكانية تحقيق ذلك عملياً
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الولايات المتحدة ترى أن مشاركة جميع قوى المعارضة السورية بوفد موحّد أمر سيعطي المفاوضات مع النظام قوة إضافية، وقالت “أعرب مسؤولون أمريكيون عن قناعتهم بجدوى هذا الأمر خاصة بعد أن حصلوا على تأييد من غالبية قوى المعارضة السورية الرئيسية، في الداخل والخارج، لمشاركة عسكريين في المفاوضات” وفق تأكيدها
وأضافت المصادر “مازال المسؤولون الأمريكيون بمرحلة التشاور مع القوى السياسية المعارضة السورية بخصوص الوفد الموحد، أما موضوع مشاركة إيران فمازال لا يحظى بموافقة ورضى أمريكي، وتحاول الإدارة الأمريكية استقراء كيف يمكن أن يؤثر مشاركة إيران بمثل هذه المفاوضات إلى جانب دول إقليمية رئيسية كالسعودية وتركيا ومصر”
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا لعقد مؤتمر جنيف2 الذي يدعو لحل الأزمة السورية عبر مفاوضات مباشرة بين المعارضة السورية والنظام تؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تشرف على المرحلة الانتقالية في سورية
ويقول النظام السوري إنه موافق على المشاركة بالمؤتمر، لكنه لم يُعلن عن تركيبة الوفد المفاوض، فيما تنقسم المعارضة السورية حول الموقف من المشاركة، حيث توافق بعض قواها على المشاركة وتكتفي بشرط تنفيذ بنود إعلان جنيف الأول الذي يدعو لتوفير بيئة مناسبة للمفاوضات، فيما تؤكد قوى أخرى على ضرورة أن تؤدي المفاوضات إلى تغيير النظام وترى أن تحقق توازن عسكري ميداني قبيل التئام المؤتمر هو ضرورة أساسية
وترفض هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي أن تكون جزءاً من وفد ائتلاف قوى الثورة والعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف، وتؤكد على أنها لن تشارك في هذه الحالة إلا بوفد مستقل لها، أو أن تكون نداً للائتلاف في أي وفد