أحداث الأربعاء 14 أيار 2014
الابراهيمي بعد استقالته: أترك سورية في وضع سيء
واشنطن – جويس كرم
نيويورك، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – أستبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي تقريرا الى مجلس الامن، باعلان استقالته رسمية وتخليه عن مهمته اعتباراً من آخر أيار (مايو) الجاري، ما فتح صفحة جديدة في المأساة السورية مع غياب أي تصور بديل للأمم المتحدة عن عملية جنيف، وقبل التوصل الى تحديد خلف للإبراهيمي والخطة التي سيعمل بناء عليها.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن بان «لم يكلمه أبداً عن إنهاء الشق العربي من مهمة الممثل الذي سيخلف الإبراهيمي»، بل أنهما اتفقا على «الاستمرار في التشاور في شأن المهمة المقبلة». وأضاف: «لم أسمع هذا الكلام ونحن نبحث في الأسماء». وقال العربي، في اتصال مع «الحياة»، إنه لا يوافق الإصرار على أن يكون خلف الإبراهيمي عربياً بالضرورة. وأكد أن بان أبلغه أنه يريد خلف الإبراهيمي «على مستوى رئيس جمهورية أو رئيس حكومة سابق ليكون له تأثير».
واعتبر العربي أن رئيس وزراء استراليا السابق كيفن رود الذي يذكر اسمه خلفاً للإبراهيمي «شخصية دولية محترمة وأنا أعرفه شخصياً وأكن له كل الاحترام، ومشاعره الطيبة نحو العرب». وأضاف أن ذلك أيضاً يطبق على الديبلوماسي الإسباني خافيير سولانا الذي يذكر اسمه أيضاً.
ولام العربي مجلس الأمن على الإخفاق برمته. وقال: «آسف على مغادرة الإبراهيمي فهو يتمتع بكفاءة عالية وبذل جهوداً كبيرة ولكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف من مهمته – السلام والاستقرار – وذلك بسبب عدم مساندة مجلس الأمن له ولمهمته». وأضاف أن الانتخابات الرئاسية السورية «خالفت وتعارضت مع التزامات الطرفين بالسعي لتنفيذ بيان جنيف». ووجه لوما لمجلس الأمن، مشيراً الى أن المبعوث السابق كوفي أنان والإبراهيمي «طلبا من المجلس المساندة ولم تأت المساندة، كما أننا أحلنا الوضوع على مجلس الأمن ولم يساندنا».
وأشاد بان بالإبراهيمي «لكن جهوده لم تقابل بالدعم الكافي من الهيئة المعنية بالأمن والسلم الدوليين في الأمم المتحدة ومن الدول ذات النفوذ في الوضع السوري، وهو فشل لنا جميعاً”. وقال: «يعلم الإبراهيمي أنني سأواصل الاعتماد على حكمته ونصائحه وخبرته المميزة في قضايا أخرى تهم الأمم المتحدة”. وقال: «للأسف فإن الأطراف وخصوصاً الحكومة السورية تصرفوا بتلكوء وفوتوا الفرصة لإنهاء المأساة السورية». وجدد الدعوة الى «إظهار الحكمة وحس المسؤولية التي يمكن أن تفسح الطريق الى الخروج من الكابوس”. وشدد على ضرورة «أن يكون هناك محاسبة على الجرائم الفظيعة التي ارتكبت وترتكب ومنها التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية”.
وتحدث الإبراهيمي باقتضاب عن فشل مهمته، ووجه سؤالاً الى «الأطراف السوريين وكل من له مسؤولية ونفوذ في الأزمة السورية وهو كم من القتلى والدمار على سورية أن تعاني قبل أن نصل الى سورية جديدة مختلفة عن الماضي، سورية التي أحببنا واحترمنا لسنوات طويلة». وقال: «أترك موقعي وأترك سورية ورائي في وضع سيء». وتوجه الى الأمين العام، بالقول: «أنا متأكد أنك ستواصل بذل كل ما هو ممكن مع مجلس الأمن والدول المجاورة لسورية والأطراف السوريين لإنهاء الأزمة».
وأشار بان، في مؤتمره الصحافي العاجل الذي عقده والإبراهيمي، الى أن القرار جاء «بعد مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية» باعتبار أن الإبراهيمي ممثل مشترك للمنظمتين معاً، لكن ديبلوماسيين أشاروا الى أن «خلف الإبراهيمي لن يكون ممثلاً مشتركاً، وانما مبعوث عن الأمم المتحدة فقط».
وقال بان «بالطبع سأنظر في تعيين شخص ولكن الأمر حدث الآن وسأحتاج بعض الوقت» للتوصل الى قرار، موضحاً أن «سينظر في اختيار الشخص المناسب في الوقت المناسب». وأشار الى أن الإبراهيمي «سيبقى الى جانبنا، ولكنه يحتاج الآن الى بعض الراحة».
وشدد بان على ضرورة إجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سورية ومنها «التجويع ومنع وصول المساعدات الإنسانية» وأن «الكثير من الناس قتلوا وأصبح نصف سكان سورية بحاجة الى مساعدات إنسانية»، وحض «كل من له نفوذ في الأزمة السورية على التفكير عميقاً في ما يجب أن نفعله لصون مستقبل سورية».
وحمل بان «الأطراف السوريين وخصوصاً الحكومة السورية» مسؤولية فشل الجهود الديبلوماسية إضافة الى فشلنا جميعاً».
ويبحث مجلس الأمن اليوم مشروع قرار أعدته فرنسا يدعو الى إحالة الجرائم المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، ويتوقع أن يطرح على التصويت الإثنين. ورغم التوقعات بأن روسيا ستستخدم الفيتو لإسقاط مشروع القرار فقد أكد ديبلوماسيون غربيون أن فرنسا ماضية في التحرك.
في موازاة ذلك، أنهى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا زيارته امس زيارته لواشنطن بلقاء في البيت الأبيض مستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وكان متوقعا أن يشارك فيه الرئيس باراك أوباما. وانتقل الى لندن للمشاركة في الاجتماع الوزاري لـ «النواة الرئيسية» في مجموعة «اصدقاء سورية» غداً. وأكدت مصادر المعارضة لـ ”الحياة” أن الجربا تعهد العمل على “تنظيم وتوحيد صفوف المعارضة” وتم البحث بـ ”التعاون الاستراتيجي من خلال محاربة المتطرفين والنظام والميليشيات الايرانية وتقوية الجيش الحر». وقالت مصادر أميركية أن الزيارة قدمت الجربا ”شريكا معتدلاً لادارة أوباما في سورية في وقت يزداد فيه نظام الرئيس بشار الأسد تشددا وتتنامى المجموعات التي هي على صلة في تنظيم القاعدة». وفيما لم يتم استحصال تعهد واضح من الأميركيين بتقديم سلاح نوعي يشمل صواريخ ضد الطائرات، ساهمت الزيارة الى حد كبير في وضع الأرضية السياسية لتعاون أكبر مع «الائتلاف» و «الجيش الحر» الذي مثله في الزيارة رئيس هيئة الأركان عبدالاله البشير. واوضحت مصادر موثوقة لـ ”الحياة” أن الجانب الأميركي” يدرس تقديم عدد محدود لا يتخطى خمسة صواريخ مضادة للطائرات للجيش الحر». لكنها لفتت الى ان “هناك تعقيدات بالغة على الأرض وحاجة لتنظيم صفوف المعارضة العسكرية قبل القيام بهذا الأمر».
وأكد «الائتلاف» أن الجربا بحث في البيت الأبيض بسلسلة بنود بينها “توحيد المعارضة” وتقوية المجالس المحلية على الأرض. وعلمت “الحياة” أن الجانب الأميركي ضغط كي تعمل الحكومة الموقتة برئاسة احمد طعمة بشكل أكبر داخل الأراضي المحررة وأن يكون لها حضور أكبر في الداخل. وتم في اجتماعات البيت الأبيض أيضا البحث في محاربة”المتطرفين في تنظيم القاعدة ومن ميليشيات تابعة لايران”، بحسب «الائتلاف».
وفي واشنطن ايضاً، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من واشنطن ان فرنسا «تأسف» لان الرئيس باراك اوباما لم يوجه ضربة عسكرية الى سورية في خريف العام 2013. وقال فابيوس في مؤتمر صحافي: «نأسف لذلك لاننا كنا نعتقد انها كانت ستغير كثيرا من الامور على مستويات عدة، الا ان هذا واقع حصل ولن نعيد صنع التاريخ».
ميدانياَ، اتهمت المعارضة قوات النظام باستخدام غازات سامة بقصفها بلدة دير العصافير قرب بلدة المليحة شرق دمشق، بحسب «الهيئة العامة للثورة السورية».
وبين دمشق ودرعا قرب حدود الاردن، قام مقاتلو المعارضة بـ «نسف حاجز المؤسسة الاستهلاكية الحمراء في ساحة بصرى في مدينة درعا»، بحسب «هيئة الثورة» التي افادت بمقتل سبعة من عناصر النظام في اشتباكات بعد التفجير. واعلن قادة 60 فصيلا معارضا وقف التعاون مع «جبهة النصرة» بسبب اعتقالها رئيس المجلس العسكري في «الجيش الحر» العقيد احمد النعيمة. كما افيد باستمرار انقطاع المياه لليوم الحادي عشر عن حلب شمالاً.
عائلة سورية تنزح كل دقيقة بسبب الحرب
جنيف – أ ف ب
افادت دراسة صدرت في جنيف ان عدد الاشخاص المهجرين في العالم نتيجة نزاع او وضع ناجم عن ازمة بلغ 33,3 مليونا في نهاية 2013، مشيرة الى ان هذا الرقم القياسي سببه خصوصا الحرب في سورية التي تؤدي الى نزوح عائلة عن منزلها كل دقيقة.
واكد تقرير “مركز الاشراف على المهجرين” ان خمسة بلدان شكلت وحدها ثلثي ظاهرة الاشخاص الذين تهجروا في 2013، وهي سورية وكولومبيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان.
والنازحون هم الاشخاص الذين يهربون من منازلهم لكنهم لا يغادرون بلادهم، خلافا للاجئين الذين يجتازون الحدود.
وتعتبر الدراسة التي نشرت في جنيف ان 8.2 ملايين مهجر اضافي سينضمون حتى نهاية 2014 الى 3.3 ملايين اواخر 2013. ويشكل السوريون نصف الـ 8.2 ملايين مهجر في 2014.
وما زالت سورية التي يهجرها 9500 شخص يومياً، اي ما يوازي عائلة كل 60 ثانية، البلد الاكثر تأثرا في العالم بمشكلة النازحين في الداخل.
ويقول يان ايغلاند المسؤول السابق عن وكالة انسانية للامم المتحدة ورئيس المجلس النروجي للاجئين وهو منظمة غير حكومية المسؤولة عن مركز الاشراف على المهجرين، ان التقرير “يثبت حقيقة وجود حياة مخيفة في داخل سورية التي تمثل في الوقت الراهن اكبر ازمة للنازحين في العالم”.
واضاف “لا يقتصر الامر على سيطرة مجموعات مسلحة على المناطق التي اقيمت فيها مخيمات للنازحين، بل ان هذه المخيمات سيئة التجهيز وتفتقر الى والملاجىء والمنشآت الصحية”.
وكشف التقرير من جهة اخرى ان التجمعات الكبرى للنازحين تعرضت مرارا لقذائف المدفعية والغارات الجوية.
وبعد سورية، تعد افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية البلدين الاكثر تأثرا بالنازحين الجدد. وتشكل هذه البلدان الثلاثة معا ثلثي النازحين الجدد.
وذكر التقرير ايضا ان 3.3 ملايين نيجيري اضطروا الى النزوح على اثر التمرد الاسلامي في شمال البلاد.
وخلص ايغلاند الى القول ان “الارتفاع المأساوي لعدد للنازحين في 2013 ومتوسط فترة الاقامة خارج المنزل التي تبلغ 17 عاما”، يؤكد ان “ثمة شيئا خاطئا تماما في طريقة معالجة هذه المشكلة”.
إجتماع لمجموعة “أصدقاء سورية” في لندن غداً
لندن – الأناضول
تعقد مجموعة “أصدقاء سورية” غداً الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، إجتماعاً بحضور وزراء خارجية 11 دولة، بينهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.
ومن المنتظر أن يناقش الاجتماع مواضيع عدة تتعلق بالأزمة السورية، في مقدمتها الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في سورية، وتسليم النظام لما تبقى من أسلحته الكيماوية، ودعم المعارضة المعتدلة، ومسألة المساعدات الإنسانية. ويتوقع أن يناقش وزراء خارجية “أصدقاء سورية سبل الوصول إلى حل للازمة السورية لا سيما بعد إعلان الرئيس السوري بشار الأسد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
يذكر أن “مجموعة أصدقاء سورية المصغر”، تضم كل من تركيا والولايات المتحدة الأميركية ومصر والمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الدولة المستضيفة بريطانيا، كما سيحضر الاجتماع قياديين في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
وعقدت مجموعة أصدقاء سورية أول اجتماع لها في 24 شباط (فبراير) 2012 في تونس بمشاركة 114 دولة، وانبثق عنها مجموعة “أصدقاء سورية المصغر” من 11 دولة بينهم تركيا.
إستقالة الإبرهيمي من الوساطة في سوريا تطلق البحث عن مقاربة ديبلوماسية بديلة
المصدر: نيويورك – علي بردى
باشر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون البحث عن بديل من الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبرهيمي الذي استقال من منصبه ممثلاً خاصاً مشتركاً للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا، التي تشهد حرباً “وحشية ولا تزال تسوء”، في ظل مشاورات مكثفة في شأن المقاربة الديبلوماسية الجديدة التي ينبغي اعتمادها للتعامل مع أزمة لا يبدو حلها في المتناول.
ولوّح الإبرهيمي كثيراً وطويلاً بالإستقالة من “المهمة المستحيلة” التي تولاها منتصف آب 2012 خلفاً للامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. غير أن الإستقالة الفعلية أعلنها أمس الأمين العام للمنظمة الدولية في حضور الإبرهيمي في مؤتمر صحافي قصير داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، وقبل ساعات من احاطة أخيرة قدمها الممثل الخاص المشترك الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة عرض فيها “رؤيته” لأي حل ممكن.
وأفاد بان أنه عقب مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “قررت بأسف كبير قبول” استقالة الابرهيمي بدءاً من 31 أيار الجاري. وقال: “طوال سنتين تقريباً، سعى الإبرهيمي الى إنهاء الحرب الأهلية الوحشية والتي يستمر تدهورها في سوريا”، موضحاً أن الإبرهيمي “واجه أوضاعاً شبه مستحيلة مع انقسام الدولة السورية ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع حيال مقاربات إنهاء الحرب”. وأسف لأن “الأطراف، وخصوصاً الحكومة، أثبتوا أنهم مترددون جدا في اغتنام الفرصة لوقف المأساة العميقة في البلاد”، مكرراً اعتقاده أنه “يجب أن تكون هناك محاسبة على الجرائم الرهيبة التي ارتكبت ولا تزال ترتكب”.
أما الابرهيمي، فأعرب عن أسفه البالغ لترك منصبه، قائلاً إنه “من المحزن جدا أن أترك المنصب وأترك سوريا في مثل هذا الوضع السيىء”. غير أنه عبّر عن “ثقته” بأن الأمين العام “سيواصل بذل كل ما يمكن لإنسان أن يفعله للعمل مع مجلس الأمن وجيران سوريا والأطراف السوريين أنفسهم لإنهاء هذه الأزمة”. وتساءل عن عدد الذين سيقتلون وعن حجم الدمار الذي سيحصل قبل أن تنتهي الحرب.
وأبلغ أحد الديبلوماسيين “النهار” إن “المهمة صارت الآن أصعب. تسلم الابرهيمي مهمة الوساطة، وفي جعبته خطة النقاط الست وبيان جنيف اللذان تركهما له أنان”، موضحاً أن “الجهد كان منصباً على تنفيذ بيان جنيف الذي يدعو الى تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكل الصلاحيات التنفيذية برضى الطرفين. على هذا الأساس عقد مؤتمر جنيف الثاني”. وذكر بقول الابرهيمي إن “اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لسبع سنوات جديدة” في الإنتخابات المقررة الشهر المقبل “ستقضي على العنصر الأبرز في بيان جنيف”. لذلك اعتبر أن “المشكلة لا ترتبط فقط باختيار خلف للابرهيمي. بل أيضاً بالعثور على مقاربة ديبلوماسية جديدة للتعامل مع الأزمة السورية”. وتساءل عما إذا كانت مهمة الوساطة ستبقى مشتركة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وكشف ديبلوماسي آخر أنه “لم يقع خيار نهائي حتى الآن على خلف للابرهيمي”. لكن الأسماء المتداولة تشمل وزير الخارجية الإسباني سابقاً خافيير سولانا ووزير الخارجية التونسي سابقاً كمال مرجان والمنسق الخاص السابق للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس. لكن الإسم الأكثر تداولا هو المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد كاغ التي نجحت الى حد بعيد في مهمتها تخليص سوريا من ترسانتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية.
ورداً على سؤال عن الإتصالات معها في هذا الشأن، اكتفت كاغ بالقول لـ”النهار”: “أنا أحب سوريا”.
من جهة أخرى، التقت المستشارة الاميركية للامن القومي سوزان رايس رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا الذي يزور واشنطن حالياً. وكان يفترض ان يحضر الرئيس باراك اوباما جزءاً من هذا اللقاء.
«جنيف» السوري في مهب الريح
محمد بلوط
فراغ ديبلوماسي دولي حول سوريا، والوساطة الأممية ـ العربية لم تفشل فحسب، بل إنها اختفت مع تتابع استقالات أركانها الواحد تلو الآخر، وفراغ جميع المناصب المولجة بتسييرها، من ناصر القدوة، فمختار لماني، حتى الأخضر الإبراهيمي.
وألقى المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بعد عام ونصف العام على خلافته كوفي انان في آب العام 2012، عصا ترحاله الديبلوماسية، مسلماً باستحالة تحقيق أي تسوية سياسية، انطلاقاً من إعلان جنيف، وفي ظل استمرار الرهان، من طرفي النزاع السوري، على الحل الوحيد غير المعلن: الحسم العسكري.
غادر الإبراهيمي المركب الغارق للوساطة الأممية ـ العربية التي لم يقبل بها إلا على مضض، وحاول عبثاً أكثر من مرة التخلي عنها، والاكتفاء بلقب الوسيط الدولي لو لم ترفض الأمانة العامة للأمم المتحدة الطلب، حرصاً منها على ازدواجية المظلة العربية الدولية، وفي نزاع عربي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والى جانبه الإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة، إنه «قد قبل استقالة الإبراهيمي، لكنه سيواصل العمل فيه حتى نهاية ايار الحالي»، لإتاحة الوقت أمام الأمم المتحدة للعثور على من يخلفه في المهمة.
وقال الإبراهيمي «ليس الأمر لطيفاً جداً بالنسبة لي. من المحزن جداً أن أترك المنصب، وأن أترك سوريا ورائي في تلك الحالة السيئة». وأضاف «كل من يتولى مسؤولية ومن له تأثير في الوضع عليه أن يتذكر أن السؤال هو: كم من الناس يجب أن يُقتلوا؟ وكم من الدمار يتعين وقوعه قبل أن تصير سوريا من جديد هي سوريا التي عرفناها؟». وأعلن أنه استقال قبل أن يقدم تقريره أمس إلى مجلس الأمن، متحدثاً عن الجهود التي آلت إلى الفشل في «جنيف 1» و«جنيف 2» وانعدام الآمال بالذهاب إلى جولة ثالثة من المفاوضات.
ويقول ديبلوماسي غربي إن الأمم المتحدة قررت هذه المرة قبول استقالة الإبراهيمي ولم تثنه عن تقديمها، كما كانت تفعل في مرات سابقة عديدة كان يهدد فيها بتقديم استقالته، لتحسين شروط عمله، أو الضغط على الروس والأميركيين، لتنشيط المفاوضات حول جنيف، وجلب أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات. ويبدو أن تكرار التهديد بالاستقالة، والقناعة بأن الوساطة في سوريا وعملية جنيف أصبحت مؤجلة لوقت طويل، قد شجعا الأمانة العامة للأمم المتحدة على قبول استقالة الإبراهيمي، الذي لم يطالبه احد بالعودة عنها.
ومع استقالة الديبلوماسي الجزائري المخضرم، الذي لم يتخذ قراره بالاستقالة إلا على مضض، تكون قواعد البعثة الدولية للوساطة في الحرب السورية قد انهارت بكامل أركانها، إذ يلحق الإبراهيمي المستقيل، بمساعده ناصر القدوة، الذي قدم استقالته نهاية العام الماضي.
وكان العنصر الثالث والأساسي في المهمة الديبلوماسي المغربي – الكندي مختار لماني، قد استقال من رئاسة مكتب الأمم المتحدة وتمثيل الإبراهيمي في دمشق، من دون أن تتمكّن الأمم المتحدة من تعيين بديل له، اذ لا يزال المرشح البريطاني لخلافته مارتن غريفيث ينتظر، منذ شهرين تقريباً، جواباً من السلطات السورية على طلب اعتماده بديلاً عن المستقيل لماني في مكتب دمشق.
والأرجح أن استمهال الأمم المتحدة الإبراهيمي، الشهر الماضي تقديم استقالته، لكي تتمكن من العثور على اسم بديل، لم يثمر. وخلال الفترة التي سيقضيها مبعوث تصريف أعمال الوساطة الدولية الأخضر الإبراهيمي، حتى نهاية الشهر الحالي، ستواجه الأمم المتحدة صعوبات كثيرة في العثور على بديل مقنع، حيث يتطلّب تعيين وسيط جديد، الحصول على موافقة جميع الأطراف لتعيينه، إذ لا تزال الأسماء المتداولة، مجرد اقتراحات يجري تداول أكثرها إعلامياً، بحسب مصدر ديبلوماسي عربي في نيويورك.
ويتطلب تعيين البديل تفاهمات روسية – أميركية لا تتوافق شروطها الآن، ليس بسبب تفاقم الخلاف حول أوكرانيا فحسب وإنما أيضاً بسبب صعوبة إحداث أي اختراق في العملية السياسية في سوريا وإحياء جنيف بعد التطورات الميدانية، ولو كان ذلك ممكناً لما استقال الإبراهيمي.
ويقول مسؤول سوري إن أياً من الأسماء المتداولة، لم تجر استشارتنا بها ولم نعلم بها إلا عبر وسائل الإعلام. ما يعني أن مسألة استقالة الإبراهيمي لم تؤخذ بجدية إلا في الأيام الأخيرة. ويتردد في بورصة الترشيحات إلى خلافة الإبراهيمي اسم كمال مرجان، وزير الخارجية والدفاع ومندوب تونس زين العابدين بن علي إلى الأمم المتحدة.
ويقول مصدر ديبلوماسي في باريس إن الأمم المتحدة قد تبلغت من المغرب وتونس عدم رغبتهما بتولي أي من ديبلوماسييهما منصب الوساطة في الأزمة السورية. وكان كمال مرجان، المرشح الوحيد الذي طلب عبر الاتصالات التي أجراها مع الأمم المتحدة، تولي هذا المنصب. والأرجح أن دمشق لن توافق على التصديق على تعيينه لقربه من الولايات المتحدة، وعدم استقلاليته، واحتمالات أن يكون المنصب، كما تقول، محاولة لتعويمه في المشهد السياسي التونسي.
ويقول المصدر الديبلوماسي إن اسم خافيير سولانا لم يطرح رسمياً، وانه لم يطلب تعيينه في المنصب. ويستبعد مسؤول سوري أن تقبل دمشق بسولانا، الامين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، خليفة للإبراهيمي. وإذا كان اسم وزير الخارجية الاسبانية الاسبق ميغيل انخيل موراتينوس يلقى استحساناً لشخصه في دمشق، إلا أن تمثيله للاتحاد الأوروبي رأس الحربة في الهجوم على سوريا، لا يجعل منه مرشحاً توافقياً مقبولاً.
دمشق: مقتل 4 في تفجير انتحاري
تفجير الأنفاق ينتقل إلى درعا
طارق العبد
تصعيد ميداني جديد تشهده الجبهة الجنوبية، مع تفجير عبر نفق لأحد مراكز الدولة في درعا، التي تعيش حالة احتقان بين الفصائل المقاتلة على اثر اعتقال رئيس “المجلس العسكري للجيش الحر” أحمد النعمة، فيما تزايدت سخونة الأوضاع في القنيطرة مع وصول تعزيزات للجيش السوري الى المنطقة، وتوقعات باستعادته سريعاً مواقع يسيطر المسلحون عليها.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “4 مواطنين قتلوا، في تفجير انتحاري لسيارة قرب تجمع المدارس في حي العرين في قدسيا في ريف دمشق. وأصيب ستة مواطنين في سقوط قذيفتي هاون على باب توما”. وأضافت “في مخيم اليرموك استشهد مواطن وأصيب آخر نتيجة اعتداء مجموعة إرهابية مسلحة على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في المخيم، ما أدى إلى توقف إدخال المساعدات إلى المخيم”.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، “سيطرت القوات السورية على قريتي تل ملح والجلمة في ريف حماه، عقب انسحاب مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة منهما، جراء غارات الطيران الحربي والقصف المدفعي على المنطقة”.
وأعلن ناشطون عن “تفجير استهدف مبنى المؤسسة الحمراء في ساحة بصرى” والذي يعد أحد أبرز مواقع الدولة في مدينة درعا. وذكرت مصادر ميدانية أن “لواء الاعتصام التابع للجيش الحر” تبنى التفجير، الذي اتبع فيه، للمرة الأولى، أسلوب زرع المواد المتفجرة في أنفاق تم حفرها أسفل البناء انطلاقاً من جهة درعا المحطة، على غرار ما تقوم به بعض الفصائل في شمال سوريا.
وقتل 10 مسلحين في كمين نصبته القوات السورية في حي المنشية في درعا، حيث كان من المقرر إطلاق معركة من قبل “الجيش الحر” للسيطرة على الحي، لكن القوات السورية تمكنت من نصب الكمين والالتفاف على المقاتلين ومنع التقدم، بحسب ناشطين في المنطقة .
في المقابل، ما زال التوتر سيد الموقف بين كتائب مسلحة و”جبهة النصرة” مع استمرار اعتقال الجبهة لأحمد النعمة ومعه قادة كتائب مثل موسى أحمد المسالمة. وأعلنت “ألوية حوران”، في بيان نشرته “الهيئة السورية للإعلام” وقف التعامل مع “النصرة”، قبل أن تعود وتنسحب منه مجموعة من الألوية، مثل “فرقة اليرموك” و”لواء فلوجة حوران” لعدم معرفتها بما حصل وفق ما قالت مصادر مطلعة على الشأن الميداني في الجنوب.
من درعا إلى القنيطرة، التي تشهد اشتباكات، وصفها معارضون بالعنيفة، وخاصة في بلدة القحطانية. وقال ناشطون إن “تعزيزات عسكرية للجيش السوري وصلت إلى المنطقة المحاذية للشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة، وسط معلومات ترجح سيطرة الجيش على المنطقة خلال أيام”.
وبثت “شبكة شام الإخبارية” مقطعاً مصوراً يظهر المسلحين عند الشريط الشائك مع الجولان، فيما تحدثت مصادر ميدانية عن “مخطط للفصائل المسلحة كان يقضي بالتقدم إلى مواقع أكثر عن الحدود، وكذلك إلى الجزء المدمر من مدينة القنيطرة، حيث تقاتل كتيبة بيت المقدس والجيش الحر، فيما نقلت جبهة النصرة معظم معاركها إلى حوران مجدداً، تساندها في ذلك حركة أحرار الشام، ما يجعل وضع المقاتلين أكثر صعوبة ومحاصرين من القوات النظامية”.
وكرر وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، خلال زيارته إلى الجولان، أن “إسرائيل سترد رداً ملائماً على أي اعتداء قد تتعرض له حدودها على مختلف الجبهات”.
وقال إن “إسرائيل لن تتدخل في الشأن السوري ما لم يتم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها”، معتبرا أن “الشعب السوري هو من يقرر قيادته المستقبلية”. وأشار إلى أن “سياسة إسرائيل تتمثل في تقديم العلاج الطبي لجرحى أصيبوا جراء المعارك في سوريا لدوافع إنسانية”.
زعيم المعارضة الإسرائيلية يشبه ما يجري في سوريا بـ”المحرقة” النازية
القدس المحتلة- الأناضول: شبه زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، ما أسماه بـ(الفظائع) الإنسانية التي ترتكب في سوريا كل يوم بـ”محرقة اليهود على يد النازيين”.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن زعيم حزب “العمل” هرتسوغ، انتقاده “الصمت الدولي إزاء الفظائع الإنسانية التي ترتكب في سوريا كل يوم مثلما كان الأمر عليه خلال محرقة اليهود على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية”.
وجاءت أقوال هرتسوغ خلال جلسة خاصة عقدها الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الأربعاء، لإحياء الذكرى الـ69 لـ”انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية” (انتهاء الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945).
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية “مستقلة”، تتخذ من لندن مقراً لها.
و”المحرقة اليهودية” أو ما يعرف بـ(الهولوكست) هو مصطلح استخدم لوصف الحملات من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية ليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.
الائتلاف السوري يعتبر الرقة تحت احتلال تنظيم داعش
إسطنبول- الأناضول: اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، قيامه “بممارسات وحشية بحق المدنيين في محافظة الرقة (شمالا)، والتي أصبحت ترزح تحت احتلال حقيقي من قبل التنظيم”، على حد وصفه.
وأوضح الائتلاف في بيان له الأربعاء، أنه “بعد عدة أشهر من المعارك المشتعلة التي قادها الثوار من أجل القضاء على تنظيم (داعش) المتطرف، تمكنوا خلالها من طرد التنظيم من معظم الأراضي في الشمال السوري؛ إلا أنه يستمر بممارساته الوحشية بحق المدنيين في محافظة الرقة”.
وأشار الإئتلاف إلى “الارتباط العضوي بين النظام (السوري)، وتنظيم الدولة (داعش)، والذي أكدته وثائق تم تسريبها مؤخراً، بحسب الائتلاف، حيث كشفت عن منح النظام مقاتلين عراقيين هويات مزورة تمكنهم من الدخول لسورية والانضمام لتنظيم الدولة”، على حد وصف البيان.
ويعتبر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، تابع للقاعدة، ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ونشأ في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية في مارس/ آذار 2011، واستثمر التنظيم الاعتصامات المناوئة للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، التي بدأت منذ أكثر من عام في 6 محافظات عراقية، لتوسيع نفوذه واكتساب قاعدة شعبية حاضنة له.
من ناحية أخرى طالب الائتلاف من دول (أصدقاء سوريا)، “تقديم المزيد من الدعم للجيش السوري الحر، الذي استطاع تطهير أراض شاسعة من عناصر التنظيم، وذلك من أجل إنهاء احتلال مدينة الرقة ووضع حد للمشاريع التوسعية التي يخطط لها التنظيم في ريف حلب ودير الزور ومناطق أخرى من البلاد”.
وذكّر البيان بأحاديث سابقة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا، عن العلاقة بين النظام وتنظيم الدولة، الذي أكد من قبل أن “التواطؤ والارتباط بين النظام والتنظيم عميق جداً، وعندما يسمع العالم هراء الأسد عن الإرهاب عليهم أن يسألوا أنفسهم من هو الإرهابي الحقيقي في سورية؟”.
وبدأت حملة عسكرية ضد تنظيم “داعش” في العراق يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لا تزال مستمرة حتى اليوم، على خلفية مقتل 16 عسكريا من الفرقة السابعة التابعة للجيش، على رأسهم اللواء الركن محمد الكروي، اثناء مداهمتهم معسكراً تابعاً لتنظيم القاعدة في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران (420 كم) غرب الأنبار.
على التوازي، سعى التنظيم خلال الأشهر الماضية توسيع نفوذه في سوريا، عبر محاولة ضم “جبهة النصرة” الإسلامية (مدرجة أيضاً على لائحة الإرهاب الدولية)، التي رفضت الأمر، كما تمكن التنظيم من السيطرة على معابر حدودية استراتيجية على الحدود السورية التركية، شمال البلاد، وآبار نفطية شرق وشمال البلاد، ومنها محافظة الرقة.
ومنذ نهاية العام الماضي شن الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها “الجبهة الإسلامية” أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل داعش في مناطق بشمال سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتمركز فيها وآخرها محافظة دير الزور.
إسرائيل تعتقل عربي وتتهمه بالقتال في صفوف ‘داعش’ بسوريا
القدس المحتلة- الأناضول: أفاد متحدث إسرائيلي بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، “اعتقل أحد المواطنين العرب، قاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في سوريا”، على حد قوله.
وفي تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي (تويتر)، قال عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن”الشاباك اعتقل المواطن أحمد شوربجي، 23 عاماً، من سكان أم الفحم (شمالي البلاد)، الذي دخل إلى سوريا، والتحق بصفوف داعش”.
وأشار إلى أنه “تم تقديم لائحة اتهام بحق شوربجي”، دون أن يقدم أية تفاصيل أخرى حول عملية الاعتقال التي لم يذكر فيها زمن الاعتقال أو الفترة التي ذهب فيها المعتقل إلى سوريا.
ولم يتسن الوصول فوراً إلى عائلة شوربجي، للتأكد من المعلومات التي أوردها المتحدث الإسرائيلي بشأن نجلها.
وكانت إسرائيل أعلنت في الماضي اعتقال أشخاص من الداخل الفلسطيني (الذين يقيمون في إسرائيل)، قالت إنهم توجهوا إلى سوريا وقاتلوا هناك، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن شخص قاتل في صفوف “داعش” المرتبط بالقاعدة.
منظمة حقوقية سورية: توثيق مقتل نحو 850 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام
علاء وليد- الأناضول: قالت منظمة حقوقية سورية الأربعاء، إنها تمكنت من توثيق مقتل نحو 850 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام منذ بداية العام الجاري، بينهم 15 طفلاً و6 سيدات.
وفي بيان أصدره، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يُعرّف نفسه على أنه “منظمة حقوقية مستقلة تتخذ من بريطانيا مركزاً لها”، إنه تمكن من توثيق مقتل 847 معتقلاً تحت التعذيب في سجون وأقبية الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للنظام وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى مساء أمس الثلاثاء.
وبيّنت المنظمة الحقوقية أن من بين المعتقلين القتلى الذين تمكنت من توثيقهم 15 طفلاً و6 سيدات.
ويوجد في سجون النظام السوري منذ اندلاع الثورة في البلاد مارس/آذار 2011، عشرات الآلاف من المعتقلين الذين يزجون في سجون وأقبية أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام على خلفية نشاطاتهم في الثورة ودون عرضهم لمحاكمات رسمية.
وأشار البيان إلى أن التوثيق شمل فقط المعتقلين الذين تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم من قبل أجهزة النظام بمفارقتهم الحياة، مشيراً إلى أن أسباب الوفاة تأتي نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني، وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم من الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه داخل المعتقل.
وتزايدت خلال الفترة الماضية، عمليات تسليم النظام إلى أهالي معتقلين لديه، شهادات وفاة لهم أو إبلاغهم بشكل شفهي بوفاة ذويهم في المعتقل، دون تسليمهم جثثهم.
واستدرك المرصد بالإشارة إلى وجود الكثير من الحالات التي يتحفظ فيها أهالي المعتقلين وذووهم عن نشر خبر مقتل أبنائهم داخل المعتقلات خوفاً من الملاحقة الامنية والاعتقال من قبل قوات النظام.
ومن ذلك رأى البيان أن العدد الحقيقي للقتلى تحت التعذيب في سجون النظام أكبر من الرقم الذي تمكن من توثيقه.
وأشار المرصد إلى أن هناك أكثر من 18 ألف معتقل مجهول المصير داخل المعتقلات الأمنية، وثكنات النظام العسكرية، ويخشى أن يكونوا قد لاقوا مصير مشابه للقتلى الـ847.
ولفت أيضاً إلى أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية، قد تؤدي إلى وفاتهم في أي لحظة.
كما ذكرت المنظمة أن حرمان المعتقلين المصابين بجراح أو بأمراض مزمنة، من الأدوية والعلاج اللازم لهم، وحرمانهم أيضاً من الغذاء لأيام متعددة، سيزيد من أعداد الذين يفارقون الحياة داخل زنزاناتهم.
وكانت “الأناضول” قد نشرت، يناير/ كانون الثاني الماضي، قسما من حوالي 55 ألف صورة تظهر جثثاً لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وتظهر على أجسادهم آثار خنق متعمد، وبعض تلك الجثث كانت مكبلة الأيدي والأرجل.
وحصلت (الأناضول)، على تلك الصور من عنصر منشق عن قوات النظام السوري، خدم 13 عاماً في سلك الشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد، وتمكن بالتعاون مع عدد من أصدقائه من التقاط 55 ألف صورة، لـنحو11 ألف حالة تعذيب ممنهج حتى الموت، قامت بها قوات النظام على مدار عامين ضد معتقلين لديها.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس/ آذار في سياق ثورات الربيع العربي، ما دفع سوريا إلى معارك دموية، حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان.
صحيفة سورية: بدء مبادلة 1500 عائلة تحتجزها المعارضة مقابل 1500 معتقل لدى النظام
علاء وليد- الأناضول: قالت صحيفة سورية مقربة من النظام الأربعاء، إن اتفاق مبادلة 1500 أسرة تحتجزها قوات المعارضة في بلدة تسيطر عليها بريف دمشق، مقابل 1500 معتقل لدى النظام دخل حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن تنفيذ كامل الاتفاق قد يحتاج إلى بعض الوقت.
ونقلت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام السوري، في عددها الصادر الأربعاء، عن رئيس “اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية” في سوريا الشيخ جابر عيسى، قوله إن اتفاق مبادلة الأسر “المخطوفة” من بلدة “عدرا” العمالية بريف دمشق بدأ تنفيذه أمس الثلاثاء، بإطلاق سراح أول عائلة مؤلفة من ثمانية أشخاص، وإدخال مواد غذائية إلى المدنيين في البلدة.
ولم يبيّن رئيس اللجنة المقابل الذي قام النظام بدفعه للإفراج عن العائلة والسماح بإدخال المواد الغذائية، وفيما إذا كان الأمر بادرة حسن نية قدمتها المعارضة.
وسيطر مقاتلو المعارضة منذ أشهر على بلدة عدرا العمالية القريبة من العاصمة دمشق، واحتجزوا سكانها بدعوى أنهم من الموالين للنظام وأفراد في جيشه النظامي والميليشيات المسلحة التابعة له.
وأشار عيسى إلى أن إطلاق سراح العائلة يأتي كمرحلة أولى من “اتفاق عدرا العمالية” الذي يتضمن مبادلة جميع العائلات فيها والبالغ عددها 1500 عائلة على مراحل، مقابل الإفراج عن 1500 موقوف لدى الجهات الرسمية.
وأوضح أن تنفيذ الاتفاق بالكامل قد يأخذ وقتاً لأن أسماء الموقوفين الذين من المقرر الإفراج عنهم “تحتاج إلى دراسة من الجهات المختصة”.
ولفت رئيس اللجنة إلى أنه بعد الانتهاء من اتفاق الهدنة في عدرا العمالية سيتم إنجاز اتفاق مماثل في مدينة دوما بريف دمشق، مشيراً إلى أن الاتفاق ينص على الإفراج عن 3 ضباط أسرى من الجيش النظامي في المدينة التي تسيطر عليها قوات المعارضة مقابل الإفراج عن معتقلين من سكانها، لم يحدد عددهم.
من جهة أخرى، قال عيسى إنه تم، أمس الثلاثاء، إطلاق سراح 7 “مخطوفين” لدى قوات المعارضة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا مقابل الإفراج عن 12 موقوفاً لدى النظام.
وأشار رئيس اللجنة إلى أنه لا يوجد أي جديد بشأن المبادرة التي قدمتها لجنته إلى الحكومة عن حل قضية مخيم اليرموك الفلسطيني بدمشق الذي تسيطر عليه قوات المعارضة وتحاصره قوات النظام منذ أشهر، ولم تنجح الجهود والمبادرات الكثيرة في فك الحصار عن نحو 20 ألفاً من المدنيين فيه.
وعمل النظام السوري من خلال لجان “مصالحة” شكلها مؤخراً على إبرام عدد من اتفاقات “الهدنة” أو “المصالحة” مع قوات المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، واستعصى على قوات النظام دخولها عسكرياً لأشهر طويلة.
وفيما ترفص بعض أطياف المعارضة تلك المصالحات والهدن وتصفها بأنها استسلام مبطن للنظام، ترى أطياف أخرى أنها تفيد في إطلاق سراح معتقلين لدى النظام وتحقيق مطالب أخرى للثوار.
الجربا: تأخر أمريكا سمح بظهور الجهاديين.. والسماح للأسد بقتلنا دون كيماوي منطق عجيب
القاهرة- (د ب أ): قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، إن الولايات المتحدة تتحمل جزءا من المسؤولية في انتشار الجهاديين بسورية، بسبب تأخرها في دعم المعارضة المعتدلة، متسائلا عن المنطق الذي يرفض قتل السوريين بالسلاح الكيماوي بينما يقبل قتلهم بالطائرات والدبابات دون مساعدة دولية.
وقال الجربا لشبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية إن ما يجري في سورية هو “أحد أكبر كوارث القرن”، مضيفا أن المعارضة تشعر بالغضب والإحباط حيال المواقف الدولية.
وشدد الجربا على أن التأخر في تقديم واشنطن لمساعدات إلى المعارضة فاقم بشكل كبير من المخاطر التي يمثلها وجود الآلاف من العناصر المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الذين يقول مسؤولون أمريكيون إنهم باتوا يشكلون تهديدا للأمن القومي الأمريكي بعدما حولوا سورية إلى ساحة خاصة بهم.
وتابع الجربا بالقول: “الإرهاب شهد نموا وانتشارا كبيرين خلال العام الجاري، هذه الأزمة ستنفجر في نهاية المطاف، وإذا ما انفجرت فستصل إلى أقاصي العالم.
وقد طلب الجربا من الولايات المتحدة تقديم أسلحة نوعية مثل الصواريخ المضادة للطائرات لمنع الغارات التي تستخدم فيها المقاتلات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد البراميل المتفجرة، ولكن الإدارة رفضت ذلك.
وتساءل زعيم المعارضة السورية عن سر ذلك بالقول: “ما أطلبه هو منع (الرئيس السوري بشار) الأسد من قتل الشعب السوري، هل من الممنوع عليه قتل السوريين بالكيماوي ولكن من المسموح له قتلهم بصواريخ السكود والطائرات الدبابات؟ هذا منطق عجيب.
كي مون يقبل استقالة الإبراهيمي وفرنسا ‘تأسف’ لأن اوباما لم يهاجم الأسد
‘رايتس ووتش’: أدلة قوية على استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيميائية
عواصم ـ وكالات: قالت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ امس الثلاثاء إن الأدلة توحي بقوة بقيام مروحيات حكومية سورية بإلقاء قنابل برميلية مزودة باسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في الشمال السوري منتصف نيسان/أبريل الماضي.
وأوضحت المنظمة أن استخدام غاز صناعي كسلاح ‘عمل محظور بموجب الاتفاقية الدولية التي تحظر الأسلحة الكيميائية’، والتي انضمت إليها سورية في تشرين أول/أكتوبر الماضي. وأضافت ‘الحكومة السورية هي الطرف الوحيد في النزاع الذي يمتلك مروحيات وأنواعاً أخرى من الطائرات’.
ونقل بيان للمنظمة عن نديم خوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، القول إنه ‘يعد استخدام سورية على ما يبدو لغاز الكلور كسلاح، ناهيك عن استهداف المدنيين، انتهاكات واضحة للقانون الدولي. وهو سبب آخر يدعو مجلس الأمن الأممي لإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية’.
جاء ذلك فيما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء من واشنطن ان فرنسا ‘تأسف’ لأن الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يوجه ضربة عسكرية الى سوريا في خريف العام 2013.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي ‘نأسف لذلك لاننا كنا نعتقد انها كانت ستغير كثيرا من الامور على مستويات عدة، الا ان هذا واقع حصل ولن نعيد صنع التاريخ’.
الى ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قبوله امس الثلاثاء، طلب المبعوث الأممي والعربي الخاص لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، بإعفائه من منصبه بدءا من الحادي والثلاثين من أيار/مايو الجاري.
وقال بان اليوم في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، إنه يقبل طلب الإبراهيمي ‘بإعفائه من منصبه في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري’.
وأضاف أن ‘الابراهيمي سعى، على مدى عامين تقريباً، إلى إنهاء الحرب الأهلية الوحشية والتي يستمر تدهورها في سوريا’.
وأضاف أن الابراهيمي ‘واجه أوضاعا شبه مستحيلة مع انقسام الأمة السورية ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع، حول نهج إنهاء هذا الصراع.’
وأشاد بان بدبلوماسية الإبراهيمي في تنظيم مؤتمر جنيف حول سوريا، وتيسير إجراء المحادثات السورية، معرباً عن أسفه في الوقت عينه، لأن الأطراف، وبخاصة الحكومة، أثبتت ترددها في استغلال تلك الفرصة لإنهاء البؤس الذي طال أمده في البلاد.
سفيرة سوريا في باريس تواصل عملها بشكل اعتيادي وتنظم المظاهرات المساندة للأسد في أوروبا
محمد واموسي
باريس ـ ‘القدس لالعربي’ كشف قرار الخارجية الفرنسية منع المواطنين واللاجئين السوريين من المشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية المثيرة للجدل على أراضيها، وإبلاغ السفارة السورية في باريس بالقرار عن النشاط الذي تقوم به السفارة في فرنسا رغم قرار سابق من الحكومة الفرنسية اعتبار السفيرة لمياء شكور شخصا غير مرغوب فيه وغلق مبنى السفارة على أراضيها.
ورغم وجود القرار إلا أن السفارة السورية في باريس تواصل عملها بشكل اعتيادي منذ أن فشل المكتب التنفيذي لمنظمة اليونسكو التي يوجد مقرها في باريس في طرد سوريا من عضوية المنظمة الأممية أو تجميدها، فواصلت السفيرة لمياء شكور التي تشغل مهمتي سفيرة سوريا في باريس ومندوبتها الدائمة لدى اليونسكو عملها بشكل روتيني.
وحاول نشطاء من المعارضة السورية في مرات عديدة اقتحام مبنى السفارة السورية في باريس بهدف الاستيلاء عليه وطرد ممثلي النظام السوري منه إلا أنهم فشلوا بسبب وجود ما سموه ‘شبيحة’ متخصصة داخل المبنى هدفها حماية المبنى من أي هجوم.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن شخصيا في مؤتمر صحافي عقده في قصر الإليزيه عام 2012 عن قرار يقضي بطرد السفيرة السورية لمياء شكور ومساعديها من باريس، مؤكدا أن السلطات الفرنسية أبلغتها بالقرار، لكن الدبلوماسية السورية بقيت في موقعها، وحولت السفارة إلى ما يشبه قاعدة لاستقطاب متطوعين جلهم من جنسيات مغاربية لإقناعهم بالمشاركة في مظاهرات ووقفات مساندة للرئيس بشار الأسد في فرنسا وأوروبا.
وشوهدت السفيرة السورية في باريس لمياء شكور عدة مرات وهي تدخل مبنى السفارة في باريس وتخرج منه بشكل عادي، كما شاركت في عدة مناسبات وحفلات استقبال باسم بلادها رغم وجود قرار رسمي من الخارجية الفرنسية يعتبرها شخصا غير مرغوب فيه على الأراضي الفرنسية.
في المقابل لا زال الإئتلاف السوري المعارض لا يتوفر على مبنى يعمل فيه رغم اعتبار فرنسا الائتلاف ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري وقبوله بتعيين القيادي في الإئتلاف منذر ماخوس سفيرا لسوريا في باريس.
ووعدت الحكومة الفرنسية وكذلك بلدية باريس سفير الإئتلاف السوري المعارض مرارا بوضع مقر رسمي رهن إشارة الإئتلاف لمزاولة النشاط الديلوماسي منه كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري في باريس لكن الوعود بقيت عالقة حتى هذا اليوم.
وعبر سفير الإئتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس مرارا عن غضبه من غض فرنسا الطرف عن نشاط ما توصف بسفارة بشار الأسد في باريس، حيث تحول المبنى إلى مكان لتنظيم وتجييش المتظاهرين الموالين للنظام والتنسيق بينهم وتوفير وسائل نقل لهم داخل فرنسا و في أوروبا.
واكد ماخوس أن الحكومة السورية الحالية جردت من تمثيلها الدبلوماسي فى فرنسا منذ فترة ‘ولذلك فان ما يسمى بالسفارة السورية غير مؤهلة لإصدار أى نداء للسوريين المقيمين فى الأراضي الفرنسية’.
وقال ماخوس في بيان حصلت ‘القدس العربي’ على نسخة منه إن ‘النظام السوري نشر إعلانًا عبر إحدى صفحات الإنترنت الفرنسية المخصصة للدفاع عن بشار الأسد، تدعو من خلاله ‘السفارة السورية في باريس′ السوريين المقيمين في فرنسا إلى الاقتراع الرئاسي في مقر المركز الثقافي السوري في الثامن والعشرين من ايار/ مايو الجارى 2014′.
وشدد على أن الائتلاف الوطني يذكر أن الحكومة الحالية قد جردت من تمثيلها الدبلوماسي في فرنسا منذ أن اعترفت الأخيرة بالائتلاف كممثل وحيد للشعب السوري، ومنذ أن اعتبرت سفيرة النظام شخصًا غير مرغوب به في التاسع والعشرين من ايار/ مايو 2012 ‘لذلك، فإن ما يسمى بالسفارة السورية غير مؤهلة لإصدار أي نداء’.
وأوضح سفير الائتلاف السورى المعارض أن هذه الانتخابات التي ستنظم في سوريا في الثالث من حزيران/ يونيو القادم قد تم وصفها بـ’المهزلة’ من قبل فرنسا، حسب ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وتابع ‘ففي الواقع كيف سيقيم النظام انتخابات ديمقراطية في زمن الحرب لم يقم بتنظيمها في زمن السلم؟ فنصف السوريين لم يعد تحت سيطرة دمشق، ولا يستطيع الذهاب للاقتراع بينما كان يتوجب على اللاجئين أن يطلبوا تأشيرة للخروج قبل أن يفروا من القصف، كي يحق لهم الانتخاب في الخارج حسب نظام دمشق’.
وأشار ماخوس إلى أن السوريين الذين يعيشون في المناطق المسيطر عليها من قبل النظام والذين سيصوتون ‘تحت ضغوطات مخابراتية كبيرة’.
ولا يعرف إن كانت السفيرة السورية في باريس لمياء شكور لا تزال تتمتع بالحماية الدبلوماسية التي يتمتع بها سفراء الدول عادة في باريس أم لا منذ صدور قرار الخارجية الفرنسية اعتبارها شخصا غير مرغوب فيه.
غير أن السفيرة لا تزال تعتبر مندوبة دائمة لسوريا من قبل منظمة اليونسكو و بالتالي تتمتع بكل الإمتيازات الدبلوماسية التي توفرها المنظمة الأممية لسفراء الدول الأعضاء فيها وفق ما علمته ‘القدس العربي’ من مصدر دبلوماسي في اليونسكو.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد استدعت السفيرة السورية في باريس لمياء شكور وطلبت منها مغادرة فرنسا خلال 72 ساعة مع طاقم البعثة السورية وهي تحمل الجنسية الفرنسية كما قامت سويسرا بطردها كسفيرة غير مقيمة فيها.
وتضرب الشرطة الفرنسية حصارا أمنيا باستمرار على مبنى السفارة السورية في باريس خوفا من حدوث مواجهات في حال تعرضت السفارة لمحاولة اقتحام من نشطاء من المعارضة السورية الذين يعتبرون المبنى ملكا للشعب السوري وليس للنظام الذي يقاتلون من أجل إسقاطه.
مقتل رئيس الهيئة الوطنية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تحت التعذيب في سجون النظام السوري
محمد اقبال بلو
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ قتل رئيس الهيئة الوطنية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في أحد المعتقلات السورية يوم أمس، وأفادت المصادر أن فؤاد عمر لقي حتفه تحت التعذيب أثناء اعتقاله لدى النظام السوري في دمشق.
وأكدت مجموعة العمل الفلسطيني في بيان لها مقتل فؤاد عمر تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد أن تم اعتقاله في شباط/ فبراير الماضي.
وأشار البيان أن رئيس الهيئة الوطنية الفلسطينية في مخيم اليرموك والقيادي في جبهة التحرير الفلسطينية، اعتقل من قبل قوات النظام السوري على حاجز تابع للجيش النظامي والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة عند بداية مخيم اليرموك.
وقد أكد فؤاد عمر في تسجيل فيديو له قبل اعتقاله أن ما يقوم به من نشاطات داخل مخيم اليرموك يتم بالتنسيق مع قياداته في دمشق.
كما تحدث ناشطون فلسطينيون لدى اعتقاله أن النظام السوري بالتعاون مع مجموعتين تتبعان له وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ‘القيادة العامة’ أقدمتا على استدراجه إلى الحاجز المذكور آنفاً ومن ثم خطفه. فيما تعرض فؤاد عمر لإطلاق نار في وقت سابق، عندما أطلق قناص النار عليه في الثامن من كانون الثاني/ يناير الماضي، أثناء محاولته إخراج بعض المرضى بالتنسيق مع النظام، وذكر في فيديو مسجل له أن عناصر من ‘فتح’ هم من أطلقوا النار عليه بشكل متعمد بغية اعتقاله.
ويرى الكاتب الصحافي الفلسطيني لقمان اسكندر أن جريمة قتل فؤاد عمر رئيس الهيئة الوطنية لمخيم اليرموك ليست إلا نموذجاً خاصاً لآخر عام قتل فيه النظام السوري الفلسطينيين جوعاً قبل الرصاص.
ويقول اسكندر لــ ‘القدس العربي’، ‘إن قتل فؤاد عمر جريمة جديدة للنظام السوري ضمن سلسلة جرائم ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، سابقاً كان ينكر الأسد ممارساته وانتهاكاته ضد الفلسطينيين، لكنه وبعد أن اعتاد المجتمع العربي ذلك فتح على المخيمات الفلسطينية أشكال الموت جميعها، وفي مقدمتها الموت جوعاً’.
ويضيف على الفلسطينيين أن يدركوا وهم يفعلون- أن الظلم والقتل والتعذيب أبشع ما يتعرض له الإنسان’، وفي سؤال وجه إليه حول انقسام الفلسطينيين في مواقفهم من الثورة السورية أجاب ‘لا ينقسم الشعب الفلسطيني على نفسه حيال الثورة السورية، ولا يجوز له أن ينقسم وهو من عرف الظلم والطغيان والاستبداد ووقف طويلاً بوجه المحتل، لكن الذين انقسموا هم جزء من النخبة التي رهنت نفسها للدفاع عن مصالحها الشخصية فقط بعيداً عن الوطن والإنسان’.
وفي سياق آخر فإن معظم الفلسطينيين في الداخل السوري يعانون من ظروف إنسانية لا يمكن لبشر احتمالها، إذ يستمر انقطاع المياه في مخيم جرمانا بريف دمشق منذ أسابيع، ما يدفع الأهالي لشراء المياه بأسعار مرتفعة جداً، ويؤدي ذلك لازدياد معاناتهم مع ارتفاع نسبة البطالة فيما بينهم حسب ناشطين.
كما يعاني سكان مخيم درعا في الجنوب السوري من نقص كبير في الخدمات الأساسية وخاصة الصحية، في ظل الاشتباكات اليومية التي تحدث في المنطقة، والقصف الذي يقوم به النظام بشكل متكرر للمخيم.
يتحدث اسكندر عن النظام الذي يصف نفسه بالممانع فيقول ‘إن النظام السوري يتبنى ممانعة قتلت إنسانها أولاً، وحافظت على الأعداء، وطاردت إنسانها أولاً وأمّنت الأعداء، إن الأحداث التي توصف بالمعقدة والمركبة في سورية ليست كذلك بل أريد لها من المجتمع الدولي أن تتصف بالتعقيد، لتستمر انتهاكات النظام السوري ضد شعبه وضد الفلسطينيين أيضاً في ظل غياب المحاسبة الدولية’.
يذكر أن أكثر من ثلاثمائة معتقل فلسطيني يقبعون في سجون النظام السوري بحسب ما أفادنا به أيمن أبو هشام رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الائتلاف الوطني السوري، في لقاء سابق مع القدس العربي، إذ أكد أن النظام السوري يضيق على الفلسطينيين ويعتقلهم ويقتلهم رغبة منه في إرضاء إسرائيل، والتي بدورها تعمد إلى إطالة عمر النظام كلما سلك سياسة ترضي حقدها ومطامعها.
محمد اقبال بلو
رئيس المجلس العسكري البشير النعيمي يدعو واشنطن لقيادة جهود الدعم وتزويد المقاتلين بالصواريخ المضادة للطائرات
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: في لقاء خاص تم بين وزير الخارجية الأمريكية وممثلين عن المعارضة السورية أفصح الوزير الأمريكي للجانب السوري قائلا إن المجتمع الدولي ‘ضيع عاما’ بسبب عدم تعاونه وتنسيق جهوده للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وفي تقرير نشره موقع ‘ دايلي بيست’ الأمريكي إن الدول المتعددة التي تريد مساعدة الجيش السوري الحر قد فشلت في التنسيق بشكل كامل ولوقت طويل.
وعقد كيري اللقاء الخاص مع زعيم الإئتلاف السوري أحمد الجربا والوفد المرافق الذي يزور واشنطن واجتمع مع كيري يوم الخميس الماضي. وبحسب ثلاثة ممن حضروا الإجتماع قال كيري إن غياب التنسيق أدى الى تراجع الدفع باتجاه منع الأسد الإستمرار في عمليات الدمار التي يمارسها ومواجهة التهديد الإرهابي.
وبحسب الموقع فقد طلب الثلاثة عدم ذكر اسمائهم بسبب عدم التصريح لهم بالكشف عما دار في اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الخارجية وحضره مسؤول من مجلس الأمن القومي ومسؤولون من وزارة الخارجية وعدد من المعارضة السورية وأعضاء في المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية.
جهود التنسيق
وقال الحاضرون إن كيري قدم تعليقاته هذه في سياق النقاس حول تجديد جهود التنسيق لإيصال الدعم العسكري واللوجيستي للمقاتلين السوريين. وكان عدد من مدراء المخابرات العرب قد اجتمعوا في بداية هذا العام للبحث في طرق لتنسيق الدعم العسكري للمعارضة السورية والتأكد من اختيار الجماعات المقاتلة المعتدلة وعدم وقوع الدعم في أيدي المتطرفين. وبعد أيام من لقاء قادة المخابرات قام المجلس العسكري للثورة السورية بعزل قائده السابق اللواء سليم إدريس وتعيين قائد جديد وهو العميد عبد الإله البشير النعيمي، وبدأ المقاتلون في الأسابيع القليلة الماضية بالحصول على صواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع والتي تعتبر جزءا من ‘برنامج تجريبي’ لفحص قدرة المجلس العسكري التعامل مع هذه الأسلحة ومنع انتشارها بين الجماعات المتطرفة.
والتقى موقع ‘ دايلي بيست’ مع البشير النعيمي يوم الأحد الماضي حيث قال إن الهدف الرئيسي لزيارة وفد المعارضة هو الحصول على أسلحة مضادة للطائرات من أجل توفير الحماية للمدنيين السوريين من النظام الذي أصبح يستخدم الغارات الجوية ويرمي البراميل المتفجرة على المواقع السكنية. وطلب البشير من الولايات المتحدة قيادة الجهود الدولية لتزويد المعارضة المدنية والقيادة العسكرية بالدعم.
وأخبر كيري وفد المعارضة السورية أنه يتفهم رغبتهم بالحصول على سلاح متقدم، ولكنه لم يقدم أي التزامات امريكية بدعم جديد وأكد للقادة السوريين بأن الولايات المتحدة تبذل ما تستطيع لمساعدة السوريين وستواصل دعمها.
وقال البشير ‘كان وزير الخارجية عاطفيا ومتعاطفا مع القضية السورية، ويدعم الثورة السورية والشعب السوري’. وعبر البشير عن أمله في حدوث ‘ تغير في السياسة’.
عليكم الثقة بنا
وتعلق ‘ دايلي بيست’ أن إحباط كيري من البيت الأبيض معروف، فوزير الخارجية يدعو منذ مدة ومن داخل الإدارة لتبني سياسة أكثر قوة ودعماً للمعارضة المسلحة ولكن دعواته كانت تجد عراقيل من البيت الأبيض.
واعترف البشير بأن الولايات المتحدة منخرطة وبشكل كبير في الدعم العسكري الجديد للمعارضة.
وقال إن الطريقة التي ادارت بها المعارضة شحنة الصواريخ ‘تي او دبليو’ المضادة للدبابات يجب أن تعطي الأمريكيين ثقة كافية بقدرة الجيش الحر وتبدأ بتزويده بالصواريخ المضادة للطائرات.
وقال ‘استطاع الجيش الحر التعامل بشكل جيد مع صواريخ تي او دبليو، وتم تدريب المقاتلين وبحماية منا على كيفية استخدامها وتم هذا بتعاون وإشراف من الولايات المتحدة’. وقال ‘ الهدف الرئيسي لزيارتنا هو الحصول على صواريخ مضادة للطائرات لحماية المدنيين الأبرياء داخل سوريا ونأمل بمساعدة الولايات المتحدة لنا على مواجهة قوات الأسد الجوية’. وكان أحمد الجربا قد أخبر صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أنه طلب من البنتاغون والبيت الأبيض تزويد المقاتلين بالصواريخ المضادة للطائرات.
ووعد الجربا بتأمين الصواريخ والتأكد من عدم استخدامها إلا من الضباط المدربين. وقال البشير إنه في حالة قيادة الولايات المتحدة لجهود تنسيق وصول السلاح الفتاك الذي تقدمه الدول المؤيدة للثورة السورية وتضعه تحت مظلة المجلس الأعلى للثورة السورية فهذا سيعطي الولايات المتحدة الثقة من أن الأسلحة سيتم التعامل معها بطريقة مسؤولة.
وأضاف أن المجلس العسكري انشأ وحدتي تنسيق داخل سوريا واحدة في الجنوب وأخرى في الشمال ولكنه لم يسيطر بعد على تدفق السلاح. وقال البشير ‘نريد تنسيق جهودنا مع حلفائنا، وأن يكون هناك جهد واحد لدعم سوريا، وقناة دعم واحدة وهي المجلس الأعلى للثورة السورية، ويجب أن تقود هذه الجهود الولايات المتحدة’.
‘القاعدة’ ستسيطر
ويقاتل الجيش الحر الآن على جبهتين الأولى ضد النظام والأخرى ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتي ترى المعارضة أنها تتعاون مع النظام، فقد أعد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ملفا تضمن أدلة كثيرة على هذا التعاون. وبحسب ‘نيويورك تايمز′ فداعش تقوم ببيع النفط مباشرة للنظام.
ويقول البشير ‘نعتقد أن داعش هي ذراع للنظام السوري’. و’نطلب من الولايات المتحدة تزويدنا بالأسلحة المتقدمة… وان لم تفعل وتقدم لنا السلاح المتقدم فستسيطر القاعدة على سوريا، مما سيكون تهديدا لكل العالم’.
ويشير مقال ‘ دايلي بيست’ إلى أن النقاش الدائر في واشنطن تركز حول إقامة منطقة حظر جوي في بعض مناطق سوريا واستخدام السلاح الجوي الأمريكي لحماية المدنيين السوريين الذين يتعرضون لقصف النظام، فيما دعا مشرعون في الكونغرس الولايات المتحدة لضرب وتحييد قدرات الأسد الجوية، ويرى البشير أن حصول المقاتلين على الصواريخ المضادة للطائرات يجنب الولايات المتحدة هذين الخيارين ‘لو اعطيتمونا الصواريخ المضادة للطائرات فلا حاجة لمنطقة حظر جوي’، و’لا نطالبكم بإرسال الرجال والنساء الأمريكيين للقتال في سوريا’. وفي النهاية يطلب السوريون في وفد المعارضة من المسؤولين الأمريكيين الذين يقابلونهم ببذل جهود أكثر ومساعدة السوريين عسكريا ودبلوماسيا والمساعدة في حرف ميزان المعركة لصالحهم.
ويقول البشير ‘هناك مثل سوري يقول ‘لا تستطيع تغطية الشمس بغربال’ ولا تستطيع تغطية الحقيقة وهي أن الولايات المتحدة هي التي ستقرر متى ستنتهي الحرب ونأمل أن تضع حدا لها’. الحرب التي لم تتوقف عن حصد الأرواح والدمار كما حدث في حمص التي تحتفل الحكومة بالسيطرة عليها.
لم يبق شيء
في حمص فتشت سيدة عن بيتها فلم تجد شيئا ‘ لم يبق شيء لتذكره ولهذا اخذت هذه الصور، لقد دمر بيتي’.
وتعلق صحيفة ‘التايمز′ البريطانية أن الصور التي خرجت من ثالث كبريات المدن السورية تقدم فكرة عن الدمار الشامل الذي حل بها جراء قصف وحصار استمر عامين.
وكان ما تبقى فيها من المقاتلين قد وافقوا على الخروج بأسلحتهم للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في اتفاق استغرق عدة أشهر لأكماله.
وترى ‘التايمز′ أن سيطرة النظام السوري لبشار الأسد على حمص ضرورية ونجاحه بالفوز في الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع، وتكمل الممر الذي يريده الأسد لتأمين الإمدادات لقواته والذي يمتد من درعا قرب الحدود مع الأردن إلى دمشق ومنها الى حمص وحتى شواطيء البحر المتوسط ومدينة اللاذقية. وتقول الصحيفة إن مأساة السوريين الذين يحاولون بناء حياتهم من جديد في دول الجوار واضحة حيث اضطر الكثيرون منهم لشراء وثائق مزورة من السوق السوداء لأن الطريق عبر دمشق اصبح صعبا ومن لا يملك وثيقة سفر يحرم من فرصة الحصول على وضع لاجيء في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن تاجر وثائق سفر مزورة في أعزاز قرب الحدود التركيه إنه يبيع الجواز المزور مقابل 1500 دولار.
ويحتاج السوريون الذين يملكون وثائق سفر حقيقية انتهت مدتها أو فقدوها في محاولتهم للهرب لوثيقة سفر حتى يكونوا مؤهلين للحصول على إقامة في تركيا.
ويقول التاجر واسمه يوسف إنه يشتري جوازات السفر الفارغة من أشخاص يعرفهم في داخل النظام ويطبعها ثم يبيعها مقابل 1500 دولار ‘وهناك من يبيع كل مجوهرات زوجته لشراء وثيقة سفر’.
ونقل التقرير عن شخص اسمه بلال انشق عن النظام العام الماضي وانضم لفترة قصيرة للجيش السوري الحر أنه اشترى جواز سفر مزور من الرقة مقابل 1000 دولار.
ويقول ‘حضرت لتركيا بطريقة غير شرعية فقد كنت على القائمة السوداء بسبب انشقاقي عن النظام’ و’حل شراء الجواز كل مشاكلي، فقد أصبح بإمكاني الحصول على إقامة في تركيا والسفر للخارج، والحصول على عمل’.
كتل من الأنقاض
وفي السياق نفسه أشارت صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ أن سكان حمص التي دمرتها الحرب بدأوا بالعودة لبيوتهم وانقاذ ما لم يطله القصف بعد سنوات من النزاع والحصار.
ولم يعثر السكان إلا على القليل بين الأنقاض، بيوت مدمرة ومحلات منهوبة فقط تذكارات من الأزمنة القديمة ‘جمعوا ما عثروا عليه ووضعوه في عربات الأطفال، حقائب أو أكياس بلاستيكية وركبوا الدراجات الهوائية أو سكوترز وذهبوا لمقر إقامتهم الجديد في بيوت مؤقتة أو مع أقاربهم.
ويقول رافي سيبخيان ‘ ليس كثيرا، فقط بعض الأشياء الصغيرة’، ‘لقد دمر بشكل كبير ولكننا نخطط لإعادة بنائه لاننا نحب بيتنا’.
ويصف التقرير حالة المدينة القديمة التي كانت تعج بالحياة والنشاط بانه اصبح كومة من البنايات التي تعرضت للقصف والبيوت التي ترك الرصاص علامات على واجهاتها وشوارع مليئة بالأنقاض، وبقايا الفراش واجهزة الكمبيوتر والأسلاك الكهربائية، فيما تنبعث رائحة الدخان من هنا وهناك. وبخروج المقاتلين منها فقد تركوا وراءهم بلدة مهجورة غير صالحة للعيش فيها، فلا ماء ولا كهرباء.
وترى ‘لوس أنجليس تايمز′ أن السيطرة على البلدة القديمة تعتبر ‘انجازا’ كبيرا للنظام الذي يرغب بتقديم صورة عن وضع مستقر قبل الإنتخابات الرئاسية المحددة في 3 حزيران/ يونيو.
وتعتبر حمص التي كان يعيش فيها 2 مليون شخص مهمة من الناحية الرمزية والإستراتيجية، فهي تعتبر ‘عاصمة الثورة’ ضد نظام بشار الأسد ومهمة لموقعها الإستراتيجي الذي يربط بين دمشق والساحل.
وفي الوقت الذي عبر بعض السكان عن راحتهم بنهاية الأزمة وتطلعوا لبداية جديدة والعودة للعيش معا، إلا ان المعارك تتواصل في أماكن أخرى ولم تتم بعد السيطرة على حي الوعر الذي يعيش فيه 200.000 نسمة، كما أن هناك الكثيرين ممن لم يرضوا بعودة الجيش والسيطرة على المنطقة. ونقل عن طالب قوله إنه يتمنى لو يرفع علمه الأخضر، في إشارة لعلم الثورة.
وعبر آخرون عن توقف هجمات الهاون والسيارات المفخخة التي تخرج من مناطق المعارضة خاصة أن حمص عادت لسيطرة الحكومة. ويقول التقرير إن المسيحيين الذين يشكلون جزءا مهما من البلدة القديمة احتفلوا بإقامة قداس في كنيسة أم الزنار والتي تعرضت لدمار كبير.
وتعرف بأم الزنار نظرا لوجود جزء من ‘زنار’ السيدة العذراء ماري فيها. وفي بداية الحرب قام القساوسة بنقل الأيقونات والأشياء الثمينة وخبأوها في مكان آمن. لكن جماعات النهب قامت بالحفر تحت المذبح، لكن القساوسة قاموا بنقلها لمكان آمن. قريبا من البلدة القديمة حيث يقع حي الخالدية الذي دمر معظمه كان بإمكان سكانه السابقين الدخول لبيوتهم ولأول مرة، وهي المنطقة التي يقع فيها مسجد خالد بن الوليد الذي تضرر من القصف.
ونقل عن سمر وهي طالبة جامعية قولها ‘إن مشاهدة هذا تثير القلق والإضطراب، نحن في حمص قرفنا من الحرب وأتمنى لو وضعنا أيدينا معا وعدنا لما كنا عليه من قبل، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة’.
ابراهيم درويش
‘القدس العربي’ تكشف عن وثيقة خاصة تظهر تغيير اسماء عشرات المدارس في اللاذقية لتحمل أسماء ضباط علويين
سليم العمر
جبل التركمان ـ اللاذقية ـ ‘القدس العربي’: هي خطوة جديدة يتخذها النظام السوري لارضاء الطائفة العلوية بعد ان زجها في صراع دامي مع باقي مكونات الشعب السوري، وفي اليوميين الماضين كانت فترة الامتحانات الانتقالية في مدارس المرحلة الثانية في مدينة اللاذقية مدرسة الحرية (مدرسة الكرامة) الواقعة في حي الثامن من اذار/ مارس (ذو الأغلبية المسيحية) استغرب الطلاب بتغيير اسم مدرستهم ليصبح اسمها مدرسة ظافر شحادة (احد ضباط النظام)، وأفاد احد الطلبة لـ’القدس العربي’ لم يذكر اسمه خوفا من فصله انه وباقي رفاقه تفاجئو بتغيير الاسم.
واكثر من ثلاثين مدرسة في مدينة اللاذقية وريفها تم تغيير اسمائها لتحمل أسماء ‘شهداء النظام’ من ضباط علويين ممن قتلو في الآونة الأخيرة. الملفت للانتباه ان ‘القدس العربي’ تقصت عن أسماء المدراس الجديدة واكتشفت ان كل الأسماء من العلويين حصرا ضمن وثيقة مسربة حصلت عليها ‘القدس العربي’ تحمل القرار رقم 13 واهم ماهو مذكور بهذه الوثيقة تدخل الادارة السياسية للجيش والقوات المسلحة في تغير أسماء المدارس حيث أرسلت الإدارة السياسية كتابا يحمل الرقم 300 تاريخ 3/2/2014 باقتراح الأسماء الجديدة للمدراس.
وافاد احد الناشطين لـ’القدس العربي’ ويدعى مهند اللاذقاني ان النظام يحاول ان يمتص استياء العلويين ضد نظام الأسد ، وأضاف ‘كانت هنالك حالة من الغضب الشديد بعد صفقة راهبات معلولا التي اخذت حيزا كبيرا من الاهتمام لدى القيادة في حين ان الاسيرات العلويات في الساحل لم يذكرن في الاعلام حتى ‘مدرسة شكري حكيم في حي الصليبة السني المعارض في ريف اللاذقية اصبح اسمها مدرسة الرائد المظلي نبيل عيسى حسب الوثيقة المسربة.
وافاد احد الناشطين المسيحيين ان مثل هذه الوثائق تكشف ان المسيحيين أيضا مضطهدين وليس كما يروج له النظام فمدرسة الكرامة هي مدرسة لابناء الديانة المسيحية. وأضاف ‘النظام لا يهمه سوى العلويين لانه يعتمد عليهم بالكامل في بقاءه.. هم هواءه الذي يتنفس′.
وكشف انه هنالك شخصيات مسيحية كثيرة تتعرض للتهديد من قبل فروع واجهزة الامن السوري في اللاذقية.
تعتبر هذه الخطوة احدى خطوات يتبعها النظام السوري لمحاولة استمرار اسكات الصوت العلوي المعارض لانه اذا نطق وتكلم سيكون له الكلمة الفصل في ثورة كلفت الشعب السوري عشرات الالاف من الشهداء ومئات الالف من المعتقلين والمفقودين.
لواء ثوار الرقة يعلن معركة ‘الصبح القريب’ ضد ‘داعش’
عمر الهويدي
الرقة ـ ‘القدس العربي’: أعلن ‘لواء ثوار الرقة’ في سوريا منذ عدة أيام عن بدء معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ في محافظة الرقة شمال سوريا، وقال القائد العام للواء ثوار الرقة أبو عيسى في حديث خاص لــ ‘القدس العربي’ أن المعركة بدأت ضد تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ بهدف تحرير منطقة تل أبيض الحدودية ضمن معركة أطلق عليها اسم ‘الصبح القريب’، حيث تمكن اللواء من السيطرة على قرية زنوبة وقرية أم الحويس والعريضة الجنوبية وخربة البقر والصوان وصوامع الخفية وقرية كج العبيد وزنار العرب، وصولا لمنطقة عين عيسى التي تقع شمال مدينة الرقة على بعد 50 كم.
ويتمركز اللواء 93 التابع لقوات النظام السوري في مدينة عين عيسى، وجاءت هذه التطورات الميدانية بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أسابيع تمكن فيها ثوار الرقة تكبيد ‘داعش’ خسائر بشرية ومادية، حيث تم قتل ما يقارب 150 عنصرا لتنظيم الدولة، ومصادرة سيارة نوع ‘شوفورليت’ ومدفع نوع 14.5، واستطاع اللواء من تدمير مدفع 23 عند حاجز ‘كفيفة’، وكذلك أعلن ثوار الرقة عن قيام ‘داعش’ بأسر 25، ومقتل 80 عنصرا وأكثر من 160 جريحا تابعين له خلال المعارك.
وجاء إعلان معركة ‘الصبح القريب’ بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات في ريف دير الزور، ولا تزال المعارك على أشدها بين كل من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وفصائل الجيش الحر من طرف، وتنظيم ‘الدولة الإسلامية’ من طرف آخر، حيث تمكنت ‘داعش’ من بسط سيطرتها على عدة قرى في ريف دير الزور الغربي ‘خط الجزيرة’ ومنها ‘شقرا، الجزرة، محيميدة، الحصان، الجنينة، الحسينية’ وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من 40 عنصرا تابعين لتنظيم ‘جبهة النصرة’ ومقتل 30 عنصرا من تنظيم ‘الدولة الإسلامية’.
أما في قرى محيميدة فقد تناقلت مصادر ان أسعد نواف الراغب البشير قام بمبايعة تنظيم الدولة ودعا أبناء قبيلة البقارة إلى عدم رفع السلاح بوجه التنظيم ومبايعته والمعروف أن نواف الراغب البشير شيخ مشايخ قبيلة ‘البقارة’ هو معارض بارز وعضو بإعلان دمشق عام 2005.
كذلك قام عدد من عناصر لواء ‘جند العزيز′ بمبايعة تنظيم الدولة في قرية ‘الحسينية’ القريبة من مدخل مدينة دير الزور وبذلك يكون التنظيم قد دخل المنطقة دون قتال الأمر الذي جعل موقف ‘جبهة النصرة’ أكثر صعوبة.
و في منطقة المعامل جرت اشتباكات عنيفة استخدم فيها السلاح الثقيل وأدت إلى مقتل أعداد كبيرة من كلا الطرفين، وقام عناصر تنظيم الدولة باستهداف ‘المشفى الميداني’ قرب ‘المحلجة’ بعدة قذائف أسفرت إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص كانوا متواجدين داخل ‘المشفى’، ومن جهة أخرى تمكنت عناصر جبهة النصرة وحركة أحرار الشام من تدمير مقر قرب صوامع الحبوب المعروفة بـ صوامع الـ7 كم حيث قام بعض العناصر بالتسلل إليها وقتل ما يقارب 10 عناصر من داعش، و في الريف الشرقي تمكن داعش من فرض سيطرته على معمل غاز ‘كونيكو’ وقرية مظلوم وجديد عكيدات وجديد بكارة، وفي قرية خشام تواردت أنباء عن هدنة بين الأهالي والتنظيم يتم من خلالها عدم التعرض لعناصر التنظيم في البلدة ومن جهة أخرى يتعهد التنظيم بعدم المساس بأي عنصر من أبناء البلدة.
ووردت أنباء عن وصول تعزيزات كبيرة لـ’داعش’ من محافظة الحسكة لاقتحام بقية القرى وقد بلغ عدد ضحايا الاقتتال في ريف دير الزور الشرقي لإكثر من 200 قتيل من الطرفين، ونزوح أكثر من 100000 مدني إلى قرى البوعمر والمريعية وموحسن والميادين وأعلن عدد من النشطاء بأن مناطق جديد عكيدات وجديد بكارة قرى منكوبة وطالبوا الكتائب المتناحرة بضرورة التهدئة لإخراج المحاصرين.
عمر الهويدي
المعارضة تطلق معركة الثأر لحمص… ومساعٍ لتحييد دير الزور
دمشق ــ العربي الجديد
بدأت كتائب المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، اليوم، معركة تحت شعار: “الثأر لحمص”، نجحت من خلالها في السيطرة على مستودعات الرحبة العسكرية. وبموازاة اتفاق كتائب مقاتلة في دير الزور على تحييد المدينة عن الصراع الدائر، دخل اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في حيي القدم والعسالي بدمشق حيّز التنفيذ.
وأفاد بيان صادر عن “كتائب إسلامية” وأخرى تابعة لـ”الجيش الحر”، وصلت إلى “العربي الجديد” نسخة منه، بأنه تقرر إنشاء غرفة عمليات “فتحٌ من الله”، بهدف السيطرة على الطريق العام حماه ـ محردة، وصولاً إلى مطار حماة العسكري، غربي المدينة.
وأعلنت الغرفة معركة “الثأر لحمص”، والتي بدأت بالسيطرة على مستودعات الرحبة العسكرية، المجاورة لبلدة خطاب بريف حماة الشمالي، إضافة إلى تدمير دبابتين، خلال معارك عنيفة مع قوات النظام.
وقال الناشط الإعلامي، محمد الصالح، لـ”العربي الجديد”، إن “الاشتباكات أسفرت عن سقوط شهيدين من الثوار، أحدهما قائد ميداني، وعدد من الجرحى، بينما قُتل وجرح عدد كبير من عناصر قوات النظام”، مشيراً إلى أن “المقاتلين استهدفوا مطار حماة العسكري بصواريخ غراد، ما أسفر عن إصابات مباشرة”.
وتأتي تسمية المعركة، بعد خمسة أيام من سيطرة الجيش السوري، مدعوماً بمقاتلي حزب الله، على مدينة حمص، إثر اتفاق أبرم بين قوات النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة، قضى بخروج المسلحين من المدينة، وإدخال مساعدات إنسانية إلى بلدتي نبل والزهراء، اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون في ريف حلب الشمالي
في المقابل، ألقى الطيران المروحي السوري براميل متفجرة على قرية الأمينات، ما أدى إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين، بينما قتل مدنيان وجرح اثنان، جراء برميل آخر سقط على حي سكني في مدينة اللطامنة، في ريف حماة الشمالي.
وفي تطور آخر، اتفقت فصائل وألوية تابعة للمعارضة في دير الزور، شرقي البلاد، على اعتبار المدينة خطاً أحمراً، وتجنيبها جميع الصراعات الدائرة، لكونها ساحة معركة مع قوات النظام، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وركزت بنود البيان على منع جميع الفصائل المقاتلة نقل الصراع إلى داخل المدنية، مهددة الفصيل الذي يقتحم المدينة، بأنه سيكون خصماً لكل الفصائل وستتم مقاتلته، ولفتت إلى أن “الهيئة الشرعية القضائية في المدينة، هي الجهة الشرعية المعترف بها”.
ويشهد ريف دير الزور، ومناطق من المدينة، معارك طاحنة بين تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وبين كتائب إسلامية أخرى، أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي دمشق، أفاد مدير شبكة “سوريا مباشر” المعارضة، لـ”العربي الجديد”، بأن “وقفاً لإطلاق النار في حيي القدم والعسالي جنوبي العاصمة، دخل حيّز التنفيذ منذ منتصف الليل، الثلاثاء ـ الأربعاء”، مشيراً إلى أن “الاتفاق تم بين كتائب الثوار وجيش النظام على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع قابل للتجديد، إذا لم يحدث أي خرق للاتفاق”.
وفي درعا، قُتل ثلاثة مدنيين وجُرح العشرات، بعد قصف الطيران الحربي بالصواريخ مدينة نوى، في حين أصيب عدد من المدنيين، جراء إلقاء برميل متفجر سقط قرب مقبرة “الإمام النووي” في مدينة نوى.
إلى ذلك، أفادت الوكالة السورية للأنباء “سانا”، بأن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة “استهدفت مجموعة إرهابية مؤلفة من 25 إرهابياً غربي تل المحص بدرعا، وأردت عدداً منهم قتلى وأصابت آخرين”.
مقتل 850 معتقلاً
أعلنت منظمة حقوقية سورية، اليوم الأربعاء، أنها “تمكنت من توثيق مقتل نحو 850 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام منذ بداية العام الجاري، بينهم 15 طفلاً و6 سيدات”.
وفي بيان، حصلت وكالة “الأناضول” على نسخة منه، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنه جرى “توثيق مقتل 847 معتقلاً تحت التعذيب في سجون وأقبية الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للنظام، وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى مساء أمس، الثلاثاء، ومن بينهم 15 طفلاً و6 سيدات”.
سورية ومجلس الأمن: مشروعا قرارين روسي وفرنسي ومبادرة إيرانية
نيويورك ــ ابتسام عازم
بدا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حائراً، مساء الثلاثاء، وهو يتحدث عن الخليفة المحتمل للمبعوث الدولي المستقيل، الأخضر الإبراهيمي، وأشار إلى حاجته للتفكير مطولاً وعميقاً بمن سيخلف الدبلوماسي الجزائري، إذ سيجسّد ذاك الاسم المنتظر السياسة الدولية المقبلة لمجلس الأمن تجاه سورية. وفي غضون ذلك، كثرت التصريحات والتحركات الدبلوماسية والدولية في الشأن السوري، لكنها بدت “حركة بلا بركة”. آخر السيناريوهات تحدث عنه الإبراهيمي، في تصريحه الوداعي في نيويورك.
أشار الإبراهيمي إلى وجود اقتراح إيراني مؤلّف من أربع نقاط غايتها تأجيل الانتخابات الرئاسية السورية في حال الموافقة على الالتزام بتنفيذ “السلّة المتكاملة”. غير أن الابراهيمي أظهر تشاؤماً حيال إمكانية تنفيذ هذا الاقتراح، “لأن النظام السوري عازم على إجراء الانتخابات” التي رأى الابراهيمي أنها تعيق تجديد مباحثات الجولة الثالثة من “جنيف 2”. ولخص الإبراهيمي النقاط الأربعة بأنها تتضمن: وقف إطلاق النار، وتحقيق الوحدة الوطنية، ومراجعة الدستور السوري، وتأجيل الانتخابات السورية، على أن تُنظَّم انتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت لاحق.
وتفاعل البيت الأبيض إعلامياً مع هذه المبادرة، فاشترط المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، جاي كارني، تأجيل الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من الشهر المقبل أولاً، إضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية توافقية لاستئناف الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 2، لكنه عاد ليكشف أن النظام السوري رفض الاستجابة لهذه المطالب حتى الآن.
ويأمل بعض المحللين السياسيين أن يسهم التقارب الإيراني ــ السعودي الأخير، الذي عبّرت عنه دعوة الرياض لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف بزيارتها، في إمكانية التوصل إلى حل ما، من خلال الضغط على كل من النظام السوري والمعارضة المسلحة من أجل التوصل إلى تسوية.
لكن المسرح الدبلوماسي الدولي في نيويورك لم يخلُ من سيناريو ثانٍ، لمّح إليه السفير الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، من دون أن يتطرق إلى تفاصيله. وقال تشوركين إن “البعثة الروسية قدمت مسودة قرار لمجلس الأمن تتطرق للوضع الإنساني، وتأخذ اتفاقية حمص الأخير كنقطة انطلاق”. وأعرب عن أمله أن تؤدي مسودة مشروع القرار الروسي إلى التقدم على صعيد المسار السياسي، مشدداً على أهمية عقد الجولة الثالثة من محادثات “جنيف 2”.
أما السيناريو الثالث، فهو الاقتراح الفرنسي الذي يهدده الفيتو الروسي، بعدما سبقه امتعاض أميركي. وتتلخص مسودة مشروع اقتراح القرار الفرنسي، بإحالة النظام السوري وأطراف من المعارضة إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وحاولت فرنسا الإمساك بالعصا من الوسط كي ترضي كلا الطرفين الأميركي والروسي.
وتفيد تقارير صحافية عدة، أبرزها نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” حول الموضوع، بأن واشنطن لم تكن متحمسة للاقتراح الفرنسي، وعندها تحفظات عليه، مما حدا بالجانب الفرنسي إلى أخذ التحفظات الأميركية بعين الاعتبار، قبل توزيع مشروع المسودة يوم الإثنين على الدول الأعضاء، وهو الذي يُتوقع مناقشته اليوم الأربعاء. وأحد أسباب تحفظات الولايات المتحدة على المشروع، كانت تكمن في أن واشنطن لم توقع على “اتفاقية روما” المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية، مما يعني أن أي تدخل أميركي محتمل في سورية، من الممكن أن يؤدي إلى ملاحقة جنودها وحلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل في ما يتعلق باحتلال الجولان السوري. لذلك، راعت فرنسا في المسودة المطروحة للنقاش حالياً، المخاوف الأميركية تلك، فاستثنت المسؤولين الحاليين أو السابقين أو مواطني البلدان التي لم تصادق على اتفاقية روما، ما عدا النظام السوري والميليشيات الداعمة له وعناصر من المعارضة المسلحة. وفي الوقت الذي أزيلت فيه العقبات أمام الموافقة الأميركية لدعم مسودة مشروع القرار الفرنسي، يبدو أن المشاكل لا تزال قائمة حيال الفيتو الروسي، حتى لو تضمن مشروع القرار إشارة إلى العناصر المعارضة المسلحة، وحتى لو نصّ على تقديم هؤلاء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولأن النظام السوري لم ينضم إلى “اتفاقية روما”، فهذا يستدعي قراراً من مجلس الأمن لتقديم أي من مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية فيه إلى المحاكمة الدولية التي تحتاج بشكل إلزامي إلى مثل هكذا قرار، لكي تتمكن من محاكمة العناصر السورية المختلفة، على غرار ما قامت به مع نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011.
حماة: قوات المعارضة تقترب من المدينة
أعلنت فصائل من كتائب المعارضة في محافظة حماة، صباح الأربعاء، تشكيل غرفة عمليات “فتحٌ من الله”. وأكدت الفصائل في بيان مصور لها أن هدف غرفة العمليات هو تحرير الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة وصولاً إلى المدينة. وما لبثت الغرفة أن أعلنت أهدافها حتى بدأت معركة أسمتها “الثأر لحمص”، استهدفت عدداً من مواقع قوات النظام، هي رحبة خطاب وحاجز الشير، وضهرة بيجو، وتجمعات الجيش في قرية أرزة الموالية للنظام.
وسيطرت قوات المعارضة على أجزاء كبيرة من رحبة خطاب العسكرية، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات النظام منذ ساعات الفجر الاولى. وتمكنت من تدمير دبابتين من طراز “تي 72″، كما أصيبت طائرة حربية بمضادات أرضية، إضافة إلى استهداف الرتل الذي خرج من مطار حماة العسكري لتعزيز موقف القوات النظامية في الرحبة.
كما استهدفت كتائب المعارضة المطار العسكري بصواريخ “غراد” محققين إصابات مباشرة فيه. تزامن ذلك مع قطع كافة الاتصالات عن بلدة خطاب وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة.
رحبة خطاب تقع في الريف الغربي لمحافظة حماة وتبعد عن المدينة مسافة 3 كيلومترات فقط ، وتضم الرحبة 11 مستودعاً للأسلحة والذخيرة، بما فيها الدبابات، كما تطل على مطار حماة العسكري وقرى أرزة والربيعة المواليتين للنظام، مما جعلها نقطة ارتكاز أساسية لقوات الأسد في الآونة الأخيرة، وبسيطرة قوات المعارضة عليها تصبح الكتائب والفصائل على مشارف مدينة حماة، التي يسيطر عليها النظام بشكل كامل.
إلى ذلك تستمر المعارك في ريف حماة الشمالي، حيث تحاول قوات النظام استعادة بلدة مورك المطلة على الأوتستراد الدولي، بعدما قامت قوات المعارضة بالسيطرة عليها في شباط/فبراير الماضي، كما تدور المعارك في بلدتي تل ملح والجلمة في الريف الشمالي الغربي، حيث تشهد المنطقة معارك كر وفر وتناوبٍ في السيطرة بين طرفي النزاع.
من جهة ثانية، سقط عشرات القتلى والجرحى في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، إثر القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، الذي استهدف عدداً من المدن والقرى، حيث بلغ نصيب قرية الأمنيات وحدها 9 قتلى. وفي اللطامنة، في الريف الشمالي، اغارت الطائرات المروحية على المدينة وقصفتها بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى سقوط 3 مدنيين على الأقل وعشرات الجرحى، في حين ما تزال عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض قائمة.
وتأتي هذه المستجدات في الريف الحموي تزامناً مع الحملة الانتخابية التي أطلقها النظام للمرشحين الثلاثة، حيث شهدت مدينة حماة تطورات كبيرة في هذه الفترة، تجلت بإجبار قوات النظام أصحاب المحلات التجارية على طلاء أبواب محلاتهم بالعلم السوري ذو النجمتين الخضراوين، كما شهد مركز المدينة مسيرات تأييد من الطلاب والموظفين الحكوميين، وإجبارهم على الخروج فيها تحت طائلة العقوبة والاعتقال. ترافق ذلك مع تزايد حملات المداهمة والاعتقال التي أصبحت تشهدها أحياء المدينة بشكل يومي.
ويرى ناشطو حماة، أن النظام والمعارضة دخلا في مرحلة سباق زمني في المحافظة. النظام يسعى بشكل حثيث إلى تحقيق انجازات عسكرية وإخضاع الأوتستراد والمناطق التي استولت عليها المعارضة قبل أشهر لسيطرته، تزامناً مع الاستحقاق الرئاسي في حزيران المقبل، بينما تلجأ قوات المعارضة إلى رص صفوفها وإعادة هيكلة قواتها بهدف السيطرة على الريف الشمالي والشمالي الغربي، ومن ثم دخول مدينة حماة في مرحلة لاحقة.
سوريا: ارتفاع مخيف لأعداد الشهداء تحت التعذيب
المرصد السوري لحقوق الانسان
بلغ عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق استشهادهم، داخل المعتقلات، وأقبية الأفرع الأمنية السورية، وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الجاري 2014، وحتى تاريخ ليل الثلاثاء الـ 13 من شهر أيار/مايو الجاري، 847 شهيداً ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة، والذين قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم من الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه.
من ضمن الشهداء الذين قضوا نتيجة الظروف السابقة، في معتقلات النظام وأقبية الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية 15 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و6 مواطنات، كما يشير المرصد السوري إلى وجود الكثير من الحالات التي يتحفظ فيها أهالي المعتقلين وذويهم عن نشر خبر استشهاد أبنائهم داخل المعتقلات خوفاً من الملاحقة الامنية والاعتقال، ونتيجة لما سبق فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يعتقد أن العدد الحقيقي هو أكبر من الرقم الذي تم توثيقه.
ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن هناك أكثر من 18 ألف معتقل مفقود داخل المعتقلات الأمنية السورية، وثكنات النظام العسكرية، يخشى المرصد أن يكونوا قد لاقوا مصيراً مشابهاً للشهداء الـ 847، كما يشير أيضاً إلى أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين في أقبية أفرع النظام الأمنية، وثكناته العسكرية، الكثير منهم يتعرضون يومياً لأساليب تعذيب وحشية، قد تؤدي إلى استشهادهم في أي وقت، أيضاً فقد أدى حرمان المعتقلين المصابين بجروح أو بأمراض مزمنة، من الأدوية والعلاج اللازم، وحرمانهم من الغذاء، إلى مفارقة العديد منهم للحياة، كما أن الاستمرار في حرمان المعتقلين من الأدوية والأغذية والعلاج اللازم لحالاتهم الصحية، قد يؤدي إلى ازدياد معدلات المواطنين الذين يفارقون الحياة داخل هذه المعتقلات.
وبسبب ازدياد معدلات المواطنين الذين يستشهدون أو يفارقون الحياة نتيجة قصف قوات النظام للمناطق السورية بكافة أنواع الأسلحة، حتى المحرمة منها دولياً، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان أراد من نشر هذه الحصيلة لفت أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية المعنية بالشأن السوري والإنساني، لازدياد حالات القتل الممنهج التي يستمر النظام السوري بممارستها، حتى داخل المعتقلات.
ونتيجة صمت المجتمع الدولي عن ممارسات النظام المجرم، وإفلاته من العقوبات الدولية، فقد استمر النظام السوري، بعدم اكتراثه بالالتزام بالمواثيق الدولية، ليمعن في قتل أبناء الشعب السوري، بكافة الأساليب والأسلحة.
وجاء في بيان اصدره المرصد : إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان ومع انطلاق حملة مهزلة الانتخابات الرئاسية، ولعدم اكتراث رئيس النظام السوري بالأعداد المخيفة للضحايا وإطلاق لحملته الانتخابية، نقوم بنشر حصيلة الضحايا من المواطنين الذين تم توثيق استشهادهم داخل معتقلات النظام السوري، والتي ارتفعت بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة، كما أنه على الرغم من فقداننا الأمل في أن يتحرك ضمير المجتمع الدولي، من أجل العمل على وقف القتل المستمر في سوريا، ومساعدة الشعب السوري من أجل الانتقال إلى دولة العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية، نطالب من لديهم بقية من الضمير الإنساني في المجتمع الدولي، بالتحرك العاجل من اجل إحالة ملف الجرائم بحق الإنسانية التي ارتكبت وترتكب يومياً في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية أو إنشاء محاكم دولية خاصة لمحاكمة قتلة الشعب السوري، من أجل ردع القتلة عن الاستمرار في إجرامهم، وإعطاء بارقة أمل لأبناء الشعب السوري، لأن العدالة قادمة مهما طال انتظارها.
الأسد فقد شرعيته.. مجدداً
المدن
في الوقت الذي يسارع النظام السوري خطواته لإجراء انتخابات رئاسية، على ركام المدن وجثث السوريين، يكتفي البيت الأبيض بتكرار القول بأن بشار الأسد فقد كل شرعية لقيادة سورية وليس له مكان في “مستقبل” البلاد.
وقال البيت الأبيض في بيان له بإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اجتمع الثلاثاء، مع رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، وأشاد بدور الائتلاف في محاولة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا. وجاء الاجتماع قرب نهاية زيارة الجربا التي استمرت أسبوعاً إلي واشنطن، حيث اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بالائتلاف الوطني السوري كبعثة دبلوماسية أجنبية، وزادت مساعداتها له. ولكن البيان لم يشر إلى الأسلحة التي تطلبها المعارضة السورية من واشنطن لمقاتلة قوات النظام السوري.
وزادت الولايات المتحدة مساعداتها غير الفتاكة إلي المعارضة السورية المعتدلة. وقال بيان البيت الأبيض إن الجربا ووفده، كانوا مجتمعين مع مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس، وإن أوباما انضم إلي الاجتماع. وناقش الوفدان “المخاطر التي يشكلها تنامي التطرف في سوريا واتفقا على الحاجة الي التصدي للمجموعات الارهابية في جميع أطراف الصراع”.
من جهته، قال الجربا، إن الولايات المتحدة تتحمل جزءاً من المسؤولية في انتشار الجهاديين بسوريا، بسبب تأخرها في دعم المعارضة المعتدلة، متسائلاً عن المنطق الذي يرفض قتل السوريين بالسلاح الكيماوي، بينما يقبل قتلهم بالطائرات والدبابات دون مساعدة دولية. وكان وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، أقر في اجتماع مغلق مع وفد المعارضة السورية بأن المجتمع الدولي أضاع سنة كاملة في المواجهة مع الأسد، ولكنه بات يتطلع قدماً الآن.
وفي خطوة متوقعة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء إن المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي سيستقيل من منصبه، نهاية شهر أيار/مايو، محمّلاً الجمود الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع المسؤولية عن إخفاق مسعاه للتوسط من أجل السلام.
وفي سياق آخر، قالت فرنسا الثلاثاء، إنها تفحص أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية، في 14 حالة خلال الأشهر الأخيرة. وعبرت عن قلقها من ان الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال بمقدوره إنتاج أسلحة سامة رغم الجهود الدولية للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إن “فرنسا قدّمت مشروع قرار في مجلس الأمن لإحالة جرائم الحرب في سوريا إلى الجنائية الدولية، كي لا تذهب هذه الجرائم من دون عقاب”.
نحو 850 قتيلاً في سجون الأسد نتيجة التعذيب في 2014
ومخاوف على مصير 18 الف معتقل مفقودين
وكالات
قضى نحو 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري والفروع الامنية خلال اقل من خمسة اشهر، بينهم 15 طفلا، كمل تخيم الشكوك حول مصير 18 الف معتقل مفقودين.
بيروت: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: “بلغ عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم داخل المعتقلات وأقبية الأفرع الأمنية السورية وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الجاري 2014، وحتى ليل أمس الثلاثاء 13 أيار/مايو، 847 شهيداً ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة”، بينهم “15 طفلا دون الثامنة عشرة من العمر، وست نساء”.
واوضح المركز في بريد الكتروني ان هؤلاء “قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه”.
ورجح ان يكون العدد الفعلي للقتلى “اكبر من الرقم الذي تم توثيقه”. وبحسب المرصد، يقبع عشرات الآلاف من السوريين في السجون والمعتقلات، بينهم “18 الف معتقل مفقود (…) يخشى المرصد السوري ان يكون قد لاقوا مصيرا مشابها للشهداء ال847”.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع الامنية “لاساليب تعذيب وحشية” تسبب بحالات الوفاة، او الاصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والادوية والعلاج اللازم، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس، ان عدد ضحايا التعذيب “يتزايد في الفترة الاخيرة”، عازيا الامر الى “عدم وجود رادع للنظام. بات يسلم الجثث الى ذويها وكأن شيئا لم يحصل”.
واضاف “عندما لا يجد المجرم من يحاسبه، يستمر في ارتكاب الجرائم”.
ودانت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الشهر الماضي تعميم التعذيب في سجون النظام، واستعماله ايضا من طرف بعض المجموعات المسلحة، لا سيما المتشددة منها.
وانتقدت منظمات حقوقية بشدة اساليب التعذيب والاعتقال التعسفي الذي تقوم به الاجهزة الامنية السورية، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011.
عائلة تنزح كل دقيقة
في سياق آخر، افادت دراسة صدرت في جنيف ان عدد الاشخاص المهجرين في العالم نتيجة نزاع او وضع ناجم عن ازمة بلغ 33,3 مليونا في نهاية 2013، مشيرة الى ان هذا الرقم القياسي سببه خصوصا الحرب في سوريا التي تؤدي الى نزوح عائلة عن منزلها كل دقيقة.
واكد تقرير “مركز الاشراف على المهجرين” ان خمسة بلدان شكلت وحدها ثلثي ظاهرة الاشخاص الذين تهجروا في 2013، وهي سوريا وكولومبيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان.
والنازحون هم الاشخاص الذين يهربون من منازلهم لكنهم لا يغادرون بلادهم، خلافا للاجئين الذين يجتازون الحدود.
وتعتبر الدراسة التي نشرت في جنيف ان 8,2 ملايين مهجر اضافي سينضمون حتى نهاية 2014 الى 3,3 ملايين اواخر 2013 ويشكل السوريون نصف ال 8,2 ملايين مهجر في 2014.
وما زالت سوريا التي يهجرها 9500 شخص يوميا، اي ما يوازي عائلة كل 60 ثانية، البلد الاكثر تأثرا في العالم بمشكلة النازحين في الداخل.
ويقول يان ايغلاند المسؤول السابق عن وكالة انسانية للامم المتحدة ورئيس المجلس النروجي للاجئين وهو منظمة غير حكومية المسؤولة عن مركز الاشراف على المهجرين، ان التقرير “يثبت حقيقة وجود حياة مخيفة في داخل سوريا التي تمثل في الوقت الراهن اكبر ازمة للنازحين في العالم”.
واضاف “لا يقتصر الامر على سيطرة مجموعات مسلحة على المناطق التي اقيمت فيها مخيمات للنازحين، بل ان هذه المخيمات سيئة التجهيز وتفتقر الى والملاجىء والمنشآت الصحية”.
وكشف التقرير من جهة اخرى ان التجمعات الكبرى للنازحين تعرضت مرارا لقذائف المدفعية والغارات الجوية.
وبعد سوريا، تعد افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية البلدين الاكثر تاثرا بالنازحين الجدد. وتشكل هذه البلدان الثلاثة معا ثلثي النازحين الجدد.
وذكر التقرير ايضا ان 3,3 ملايين نيجيري قد اضطروا الى النزوح على اثر التمرد الاسلامي في شمال البلاد.
وخلص ايغلاند الى القول ان “الارتفاع المأساوي لعدد للنازحين في 2013 ومتوسط فترة الاقامة خارج المنزل التي تبلغ 17 عاما، يؤكدان ان ثمة شيئا خاطئا تماما في طريقة معالجة هذه المشكلة”.
واشنطن تدرج قياديين اسلاميين في سوريا على قائمة الارهاببين
أ. ف. ب.
واشنطن: ادرجت الحكومة الاميركية رسميا قياديين في مجموعات اسلامية مسلحة في سوريا على قائمة “الارهابيين العالميين” الاربعاء، وطلبت من فصائل المعارضة السورية الاخرى الابتعاد عنهما.
واضافت وزارة الخزينة الاميركية اسم السعودي عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، والعراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي على قائمة الارهابيين العالميين.
وقالت الوزارة ان الاثنين يرتبطان بعلاقات بعمليات القاعدة في سوريا، وبتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنبثق من القاعدة.
واضافت الوزارة ان الجهني ينتمي الى مجموعة من مسؤولي القاعدة البارزين في سوريا والتي تم تشكيلها لضرب اهداف غربية خارج سوريا، وتخفيف التوترات بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة التي تعتبر فرع القاعدة في سوريا.
اما القادولي فقالت الوزارة انه مسؤول بارز في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وانضم الى القاعدة قبل عشر سنوات، وعمل في السابق مع زعيم القاعدة السابق في العراق ابو مصعب الزرقاوي.
ويهدف ادراجهما على قائمة الارهابيين الى الحد من استفادتهما من الشبكات المالية وشبكات الشركات من خلال منع اي فرد او شركة اميركية من التعامل معهما وتجميد ارصدتهما في الولايات المتحدة.
وقال ديفيد كوهن مساعد وزير الخزينة لشؤون مكافحة الارهاب والاستخبارات المالية ان هذه الخطوة بمثابة رسالة الى مسلحين اخرين في سوريا تحذرهم من العمل معهما.
وقال في بيان “نحن قلقون جدا من نقل شبكات القاعدة الاموال والمقاتلين الى جماعات متطرفة في سوريا”.
واضاف ان هذه الخطوة “توجه تحذيرا قويا الى المعارضة السورية وكل من يرغبون في دعمها ان عليهم رفض مساعي القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة للحصول على دعم لقضيتهم باستغلال تعاطف المجتمع الدولي مع محنة الشعب السوري”.
كي مون يعلن استقالة الإبراهيمي ويبدأ عملية البحث عن الرجل المناسب لخلافته
المبعوث الدولي والعربي عبر عن حزنه والائتلاف عدّها دليلا على فشل المفاوضات
واشنطن: هبة القدسي
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسميا، أمس، استقالة الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا من منصبه اعتبارا من 31 مايو (أيار) الحالي، مضيفا أن مباحثات تجري حاليا لاختيار خليفته الذي سيشغل المنصب. ومن جهته دعا الإبراهيمي جميع الأطراف المؤثرة إلى الضغط من أجل العمل على وقف القتال في سوريا وإزهاق المزيد من الأرواح هناك.
وقال كي مون في مؤتمر صحافي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه بعد مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تقرر قبول طلب الأخضر الإبراهيمي بالتخلي عن منصبه بوصفه الممثل الخاص للجامعة ومنظمة الأمم المتحدة. وشدد على استمرار اعتماد المنظمة الدولية على «حكمة» الإبراهيمي والاستعانة بمشورته في القضايا التي تهم الأمم المتحدة.
وأثنى كي مون على جهود الإبراهيمي وخبرته وصبره ومثابرته وجهوده خلال عامين لوضع حد للحرب الأهلية الوحشية في سوريا. وقال: «واجه صعابا.. ويكاد يكون من المستحيل مع الانقسامات بين الشعب السوري والانقسامات في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي بأسره أن يضع نهجا لإنهاء الصراع». وأضاف: «أقدر الجهود الدبلوماسية للإبراهيمي في تنظيم مؤتمر جنيف (للسلام) في سوريا وتسهيل المحادثات بين السوريين ويؤسفني أن الطرفين وبصفة خاصة الحكومة كانت مترددة في استغلال الفرصة لإنهاء المعاناة في سوريا».
وحول المبعوث الجديد المحتمل لخلافة الإبراهيمي في المنصب، قال مون: «سيكون علينا إيجاد خليفة للإبراهيمي لكن أعطوني بعض الوقت لأقرر من هو الرجل المناسب». وأضاف: «على الرغم من خبرة كوفي أنان (المبعوث السابق المستقيل) ومن بعده الإبراهيمي وهو أحد أكثر الدبلوماسيين خبرة وحكمة كانت الانقسامات داخل الأمم المتحدة وإقليم الشرق الأوسط عائقا أمام تحقيق أي تقدم خلال ثلاث سنوات بينما قتل ونزح المئات والآلاف ولدينا 2.8 مليون لاجي ونصف سكان سوريا يحتاجون للمساعدات».
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد اتفاق حول من سيخلف الإبراهيمي وإن المناقشات ما زالت جارية حول اختيار شخصية أخرى رفيعة المستوى أو اختيار شخصية أقل شهرة».
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة طرفي الصراع في سوريا، وكل الأطراف المعنية بالأزمة تحمل المسؤولية والبحث عن حل سياسي، كما دعا إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب في سوريا والتي تشمل التجويع المتعمد من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية. وقال: «مارسنا كل الضغوط لإنجاح المحادثات السياسية، للأسف أقول إنها فشلت وأقول للسوريين إننا هنا لمساعدتكم وأدعوهم للتفكير في مستقبلهم».
من جانبه، أشار الإبراهيمي إلى حزنه لترك منصبه وترك سوريا في هذا الوضع السيئ. وأبدى ثقته في جهود الأمم المتحدة للعمل مع مجلس الأمن والدول المعنية بالصراع في سوريا وطرفي الصراع السوري للعمل على إيجاد حل للأزمة. وقال: «السؤال لكل الأطراف هو: كم من القتلى والدمار سيأخذ الأمر حتى نجد حلا لسوريا؟». وكان من المقرر أن يقدم الإبراهيمي إفادة إلى مجلس الأمن في وقت سابق أمس.
وكانت الأنباء تواترت منذ أسابيع بشأن استقالة الإبراهيمي وخيبة أمله من الموضوع، خصوصا بعد إعلان الحكومة السورية إجراء انتخابات رئاسية متجاهلة بيان جنيف الخاص بالسلام في سوريا. واعتبر الإبراهيمي الانتخابات بمثابة «عرقلة» لعملية التفاوض السياسية.
واستقبل الائتلاف السوري المعارض أنباء استقالة الإبراهيمي بأنها دليل على فشل محادثات جنيف للسلام وفشل التفاوض مع النظام السوري. وقال بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن استقالة الإبراهيمي هي تأكيد على فشل (جنيف2) وأيضا على صدقه مع نفسه ومع الشعب السوري، بأنه لا يوجد أمل من هذا النظام بالمفاوضات، وإن القوة التي يتعامل معها النظام ليس لها سوى القوة». وأضاف: «نطالب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته لمرة واحدة بعد مرور ثلاث سنوات وحدوث أبشع وأقصى ما عانه شعب عبر التاريخ الإنساني ارتكب النظام أفظع الجرائم التي لم يرتكبها لا النازيون ولا غيرهم».
وكانت تقارير تحدثت عن لائحة ترجيحات لخلافة الإبراهيمي بينهم خافيير سولانا السياسي الإسباني الذي شغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ومنصب الأمين العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
كما تضم كيفن مايكل راد، رئيس وزراء أستراليا السابق، والسياسي الدبلوماسي التونسي كمال مرجان.
فرنسا تلقي القبض على ستة جهاديين عائدين من سوريا
فابيوس يؤكد استخدم النظام الكيماوي 14 مرة منذ نهاية 2013
باريس: ميشال أبو نجم
يبدو أن باريس عازمة جديا على التعاطي بحزم مع ظاهرة توجه مئات من الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفرنسية الذين يذهبون لـ«الجهاد» في سوريا أو يعودون منها. ومع تزايد المخاوف من هذا الوضع الذي تعاني منه كذلك عدة دول أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا، تصاعد التنسيق مؤخرا بين العواصم المعنية، الأمر الذي برز من خلال اجتماعين مهمين لوزراء الداخلية الأوروبيين في لندن وبروكسل أخيرا. وفي الحالتين اتخذت قرارات بتشديد الرقابة وإقرار مجموعة إجراءات لإعاقة توجه الجهاديين إلى سوريا وتوثيق التعاون وتبادل المعلومات بين الأوروبيين من جهة ومع تركيا من جهة ثانية فضلا عن التعاطي بتشدد مع العائدين من ميادين «الجهاد».
وجاء ذلك بينما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من واشنطن ان فرنسا «تأسف» لان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يوجه ضربة عسكرية الى سوريا في خريف العام 2013.
وألقت قوى الأمن الفرنسية، صباح أمس، القبض على ستة أفراد من أصول مغاربية أو تركية، في حي شعبي تسكنه أكثرية من المهاجرين في مدينة ستراسبورغ الواقعة شرق البلاد كانوا عادوا منذ فترة قصيرة من سوريا.
وتأتي هذه الخطوة الأمنية بعد نحو أسبوعين على تبني الحكومة الفرنسية خطة متكاملة لمواجهة «ظاهرة الجهاديين» الذين تنظر إليها باريس على أنهم أحد مصادر الخطر المحدق بالبلاد بسبب نزعاتهم المتطرفة والتحاقهم بمنظمات جهادية كجبهة النصرة أو دولة العراق والشام الإسلامية (داعش)، من جهة، وبسبب المخاوف من أن يعمدوا إلى استخدام ما اكتسبوه من مهارات قتالية وتقنيات التعامل مع المتفجرات لتنفيذ هجمات على الأراضي الفرنسية أو ضد المصالح الفرنسية في الداخل والخارج، من جهة ثانية.
وسارع وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إلى التأكيد، بعد عملية القبض. وفي بيان قرأه في باحة وزارته، أن ما حصل «برهان إضافي على عزم الحكومة القاطع تجييش كامل قواها من أجل محاربة الإرهاب وتعبئة الشبان في حركات متطرفة وعنيفة».
وأضاف كازنوف ردا على التساؤلات الخاصة بمصير الجهاديين العائدين من سوريا: «إنهم على صلة بمخططات إرهابية ولذا فإنه يلقى القبض عليهم ويحالون على القضاء».
وبحسب المعلومات التي توافرت من مصادر أمنية، فإن الستة جزء من مجموعة من 14 شخصا توجهت من ستراسبورغ إلى سوريا عبر تركيا مرورا بألمانيا منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، زاعمة أنها ذاهبة إلى دبي لقضاء عطلة. واستقرت المجموعة فترة من الوقت في أنطاليا قبل أن تتوجه إلى سوريا حيث خضعت لتدريبات عسكرية قبل إرسالها إلى الجبهات. وأفادت معلومات أخرى أن اثنين من الذين قتلوا في سوريا مؤخرا هم من المنطقة نفسها من مدينة ستراسبورغ حيث ألقي القبض على الستة وأوقفوا رهن التحقيق. وشاركت في القبض عليهم مجموعات النخبة في الشرطة والدرك الفرنسيين.
وتقدر باريس أعداد الفرنسيين المشاركين في القتال في سوريا بنحو 300 شخص والساعين للوصل إلى سوريا بـ120 شخصا. وبحسب ما أفاد به الوزير كازنوف أمام الجمعية الوطنية بداية الشهر الحالي، فإن أعداد المتوجهين إلى سوريا تزايدت في الأشهر الستة الأخيرة بنسبة 75 في المائة عما كانت عليه في الأشهر الستة السابقة. ويقدر عدد الذين عادوا من ميادين القتال بمائة شخص والقتلى بـ25. والمدهش أن بين هؤلاء جميعا 116 امرأة ونحو 30 قاصرا.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحافي في واشنطن إن بلاده «تأسف» لان أوباما لم يوجه ضربة عسكرية الى سوريا في خريف العام 2013. وقال: «نأسف لذلك لاننا كنا نعتقد انها كانت ستغير كثيرا من الامور على مستويات عدة، الا ان هذا واقع حصل ولن نعيد صنع التاريخ».
واعلن أن النظام السوري استخدم اسلحة كيماوية 14 مرة على الاقل منذ نهاية العام 2013. وقال: «لدينا عناصر، 14 عنصرا على الاقل، تؤكد ان اسلحة كيماوية استخدمت من جديد خلال الاسابيع القليلة الماضية بكميات قليلة، وخصوصا مادة الكلور».
«داعش» تواصل تقدمها في دير الزور.. و«الحر» يطالب بالدعم للتصدي لها
اشتباكات عنيفة قرب مبنى المخابرات الجوية بحلب والنظام يمطر أحياءها بالبراميل المتفجرة
بيروت: نذير رضا
طالب رئيس المجلس العسكري في دير الزور المقدم مهند الطلاع، أمس، بدعم مقاتلي الجيش السوري الحر وسائر المقاتلين ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، بالذخيرة والسلاح المضاد للدروع «بهدف صد هجمات التنظيم المتشدد العازم على بسط سيطرته على المدينة»، محذرا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من أن قدرة الصمود من غير ذخيرة «تزداد سوءا مع وصول مقاتلي (داعش) إلى مدخل دير الزور الشمالي». ومع تجدد الاشتباكات بريف دير الزور الغربي، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة على محور حي جمعية الزهراء في حلب بين القوات الحكومية والمقاتلين المعارضين، بينما تواصلت الاشتباكات على محور بلدة المليحة بريف دمشق الشمالي.
وأفاد ناشطون بتقدم «داعش» غرب مدينة دير الزور، شمال نهر الفرات، وشنها هجمات متتالية شمال المدينة من جهة الحسكة، مؤكدين وصول مقاتلي التنظيم المتشدد إلى تخوم مدينة دير الزور.
ووصف الطلاع الوضع في دير الزور بـ«السيئ»، قائلا: «إذا لم تصل إلينا الذخيرة، والأسلحة المضادة للدروع، فإن الوضع سيزداد سوءا، نظرا لنفاد ذخيرتنا، وتفوق مقاتلي (داعش) بالتجهيزات العسكرية»، نافيا في الوقت نفسه أن يكون المجلس العسكري في دير الزور تسلّم أي أسلحة حتى الآن.
ويحاول مقاتلون من «جبهة النصرة» والجيش السوري الحر وكتائب إسلامية بينها «الجبهة الإسلامية»، صد هجمات متتالية تشنها «داعش» بهدف السيطرة على مدينة دير الزور التي يتقاسم النظام السوري ومقاتلي الجيش الحر وحلفاؤه السيطرة عليها. ويقاتل تحت لواء «الحر» و«النصرة» نحو عشرة آلاف مقاتل، مقابل ألفي مقاتل لـ«داعش» يشنون الهجمات على المدينة.
وإذ أكد الطلاع افتقاد مقاتليه لـ«الإمكانات العسكرية»، أشار إلى أن مقاتلي «داعش» «يمتلكون القدرة على المناورة من خلال آلياتهم التي تتيح لهم التحرك بسرعة، كما يمتلكون الذخيرة والأسلحة الثقيلة مما يؤهلهم لاستخدام الغطاء الناري بكثافة، بالإضافة إلى تجهيزاتهم الكبيرة والإمداد المادي والعسكري الآتي من العراق والرقة والريف الشرقي لحلب، مما حول هذا العدد الكبير من المقاتلين إلى قوة ضاربة تطمح للسيطرة على دير الزور»، مشيرا إلى أن قسما كبيرا من مقاتلي «داعش» «من الأجانب».
ودفع هذا الواقع المقاتلين المعارضين إلى التوحد لقتال «داعش»، بعدما كانت بعض الفصائل «مترددة في قتالها في السابق». وانخرطت بعض الفصائل أخيرا في قتال التنظيم المتشدد، فيما بقي آخرون يقاتلون على جبهة مطار دير الزور العسكري ضد القوات الحكومية.
وأبرزت المعارك الأخيرة بين «داعش» والمقاتلين المعارضين في المدينة، حجم تأثيرات القتال على سير المعارك ضد القوات الحكومية، إذ بات مقاتلو المعارضة محاصرين بين القوات الحكومية من جهة، وقوات «داعش» من الجهة الثانية. وقال الطلاع إن قوات النظام «متواطئة مع (داعش) حيث يتزامن قصف الطرفين للمكان نفسه، بينما ينفذ الطيران النظامي غارات في المواقع التي تحاول (داعش) التقدم فيها، مما يدفعها لاستغلال القصف التمهيدي وشن هجماتها». وأضاف: «وسط هذه المعركة، لا خيارات لنا إلا الصمود والقتال ضمن الإمكانات المتوفرة».
وبموازاة الاشتباكات على مداخل المدينة، تتقدم «داعش» في الأرياف التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، وسط نفي من قيادات المعارضة أنها انسحبت من المعركة. وكانت المعارك بدأت قبل شهرين على مداخل محافظة دير الزور المحاذية لمناطق نفوذ «داعش» في الرقة والحسكة، وقرب الحدود العراقية.
في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات قرب جمعية الزهراء في حلب بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية المتمركزة في مبنى المخابرات الجوية ومحيطه. وأعلن المكتب الإعلامي لـ«غرفة عمليات أهل الشام»، التي تضم مقاتلين معارضين من كل من «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين»، عن تقدم جديد أحرزته القوات المشتركة في المنطقة، وذلك من خلال السيطرة على مبان جديدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف الطيران المروحي مناطق في حي الحيدرية بالبراميل المتفجرة، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، كما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في طريق حندرات، وحي مساكن هنانو، وأطراف حي الأشرفية.
بموازاة ذلك، تجددت الاشتباكات في المليحة بالغوطة الشرقية بريف دمشق، وترافقت مع قصف قوات النظام بصواريخ ثقيلة مناطق في البلدة. وأفاد المرصد بقصف قوات النظام مناطق في مدينة زملكا وبساتين بلدتي دير العصافير والمليحة ومناطق محاذية لأوتوستراد السلام بريف دمشق.
وفي العاصمة السورية، أفاد ناشطون بتعرض منطقة الجورة بحي القدم ومناطق في حيي العسالي وجوبر، للقصف، بعد ساعات من وقوع اشتباكات في حي جوبر.
وفيما تصاعدت وتيرة الاشتباكات في ريف حمص، وتحديدا في ريف مدينة الرستن، أفاد ناشطون بتكثيف القوات النظامية من هجماتها على مناطق نفوذ المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي.
المتحدث باسم البيت الأبيض يؤكد تعهد أوباما للجربا بتعزيز وبناء قدرات المعارضة
ترك الباب مفتوحا أمام دول أخرى لتقديم السلاح
واشنطن: هبة القدسي
كان من المرتقب عقد لقاء في واشنطن بوقت متأخر من مساء أمس بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعيم الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، وذلك لبحث الأزمة السورية المتفاقمة وطلب المعارضة مساعدات عسكرية لمواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن أوباما سيؤكد للجربا التزام واشنطن بدعم المعارضة وتقديم مساعدات لها.
وكان مقررا أن يعقد اللقاء على هامش اجتماع مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع الجربا.
وقال كارني، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء لمساعدة المعارضة السورية وبناء قدرات فصائل المعارضة، خاصة المعتدلة منها، وإن واشنطن ستستمر في تقديم المساعدات (غير القتالية) للمعارضة المعتدلة والضغط لمزيد من العزلة للأسد والدفع لتسوية تقود إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية».
ونفي كارني أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة لتقديم أسلحة للمعارضة السورية، لكنه ترك المجال مفتوحا أمام دول أخرى لتقديم تلك الأسلحة للمعارضة. وقال: «لدينا مخاوف من سقوط الأسلحة في الأيدي الخطأ، وهو أمر نأخذه بجدية، لكن كل دولة الحق في أن تقرر ما تراه من مساعدات تقدمها للمعارضة السورية. ونحن ملتزمون ببناء قدرات المعارضة ولن تقدم تفاصيل حول كل نوع من المساعدات التي نقدمها للمعارضة السورية».
وأشار كارني إلى جهود الولايات المتحدة في دفع النظام السوري للاعتراف بحيازته ترسانة كيماوية واستجابته للضغوط الدولية لنقل وتدمير تلك الترسانة. وقال: «قادت الولايات المتحدة الجهود التي أدت إلى اعتراف الأسد بملكيته أسلحة كيماوية. وبفعل جرى التخلص من 92 في المائة من تلك الترسانة ونحن نراقب ذلك، وهو أمر مهم في هذا الصراع».
وحول إعلان استقالة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، التي أعلنت أمس، قال كارني: «الولايات المتحدة تقدر جهود الإبراهيمي للتوصل لحل للأزمة السورية ونتطلع لمن سيخلفه في المنصب». وأضاف: «هذا يجعل محادثات جنيف (للسلام) مجمدة، والنظام السوري يتحمل فشل المحادثات بسبب رفضه تنفيذ بنود جنيف وقبولها كأساس للمحادثات». وتابع قائلا: «الأمر يعتمد على نظام الأسد في تأجيل الانتخابات (الرئاسية المقررة في الثالث من الشهر المقبل) التي تتعارض مع بنود جنيف، وهذه هي رؤيتنا أنه لا بد من تسوية سياسية للأزمة تشمل تشكيل هيئة انتقالية».
وفي غضون ذلك، توقع عوبي شهبندر، المستشار الاستراتيجي للبعثة السورية في واشنطن، أن يؤكد أوباما خلال لقائه الجربا «مساندة الشعب السوري واستمرار دعم المعارضة».
وأشار شهبندر إلى أن نتائج زيارة وفد الائتلاف السوري إلى واشنطن، والتي استمرت عشرة أيام، أدت إلى «نتائج جيدة في التعريف بالأزمة السورية وتوضيح الائتلاف السوري كممثل لكل السوريين، وتحقيق تفاهم أكبر لدى الرأي العام الأميركي». وأضاف: «قدمنا رسالة قوية بأننا نمثل كل السوريين وأننا شركاء للولايات المتحدة في المعركة ضد الإرهاب».
وحول موقف الولايات المتحدة الرافض للاستجابة لمطالب الائتلاف بالحصول على أسلحة دفاعية، قال شهبندر: «نحن لا نتوقع تغييرا في سياسات الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها، فنحن في كل اللقاءات والمناقشات نتحدث عن شراكة استراتيجية وندرك أنها ستكون عملية طويلة المدى».
«هيومان رايتس ووتش»: أدلة قوية على قصف مروحيات سورية ثلاث بلدات بغاز الكلور
الدنمارك حثت دمشق على الإسراع بتسليم مخزونها من السلاح السام
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، أمس، وجود «أدلة قوية» على قيام مروحيات حكومية سورية بإلقاء قنابل برميلية (براميل متفجرة) مزودة بأسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في الشمال السوري، هي: كفرزيتا (شمال حماه)، والتمانعة وتلمنس في إدلب. وعدت المنظمة الهجمات، التي وقعت بين 11 و21 أبريل (نيسان) الماضي، «عملا محظورا» بموجب الاتفاقية الدولية التي تحظر الأسلحة الكيماوية، التي انضمت إليها سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إثر اتفاق يقضي بتسليم ترسانتها الكيماوية.
وتزامن تقرير المنظمة الحكومية مع حث الدنمارك، التي قدمت سفينة حاويات لنقل الأسلحة الكيماوية السورية تمهيدا لتدميرها، دمشق على التعجيل بهذه العملية، مشيرة إلى أنها «لا يمكن أن تنتظر إلى ما بعد الموعد النهائي المحدد في 30 يونيو المقبل».
وقال وزير الخارجية الدنماركي مارتن ليدغارد، في مقابلة لـ«رويترز» على ظهر السفينة أرك فوتورا التي ضمت أحدث شحناتها 110 صناديق من غاز الخردل ووسائط كيماوية لغاز السارين وغاز الأعصاب «في إكس»، إن «طموح الدنمارك والمجتمع الدولي أن نتمكن من الوفاء بالموعد النهائي». وأشار إلى «إننا فوضنا لسفننا البقاء هنا حتى الثلاثين من يونيو، ولكننا لم نفوضها لفترة أطول من ذلك»، مضيفا: «لا نستطيع البقاء هنا للأبد، ولا نستطيع مواصلة الانتظار للأبد».
وتخلفت سوريا عن مواعيد عدة نهائية مؤقتة للتخلي عن مخزوناتها من المواد السامة رغم أن معظم الكمية المعلنة قد أزيلت أو دمرت. ومن غير المرجح الوفاء بموعد 30 يونيو، باعتبار أن وصول سفينة أميركية لتدمير العناصر الكيماوية في البحر سيستغرق شهرين على الأقل.
وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» حملت دمشق مسؤولية الهجمات بالكلور، مشددة على أن «الحكومة السورية هي الطرف الوحيد في النزاع الذي يمتلك مروحيات وأنواع أخرى من الطائرات». ونقلت عن طبيب تولى معالجة الضحايا أن الهجمات أدت إلى «قتل ما لا يقل عن 11 شخصا وأدت إلى أعراض تتفق مع التعرض للكلور في نحو 500 شخص آخرين».
واتهم ناشطون معارضون النظام بشن هذه الهجمات باستخدام براميل متفجرة تلقيها الطائرات المروحية. وأقر التلفزيون الرسمي السوري بحصول هجوم كيماوي في كفرزيتا، متهما «جبهة النصرة» بالوقوف خلفه. لكن «هيومان رايتس ووتش» أوضحت أن «الأدلة المستمدة من مقاطع الفيديو والمعلومات التي نشرها نشطاء محليون توحي بأن القنابل البرميلية المزودة بالكلور قد استخدمت في كفرزيتا في 12 أبريل الماضي»، لكن المنظمة «لم تتمكن (…) من تأييد هذه التقارير بأقوال الشهود»، مشيرة إلى أن «أحاديث الشهود والأطباء عن أعراض تتفق مع التعرض للكلور، مباشرة بعد قيام المروحيات بإلقاء القنابل البرميلية في خمسة تواريخ على ثلاث بلدات، من شأنه أن يستبعد احتمال تلفيق المقاطع المصورة».
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، نديم حوري، إن «استخدام سوريا على ما يبدو غاز الكلور كسلاح، ناهيك باستهداف المدنيين، يعد انتهاكات واضحة للقانون الدولي»، عادا هذا الأمر «سببا آخر يدعو مجلس الأمن الدولي لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية».
حمص.. فرصة المعارضة الضائعة
تشتت الكتائب وغياب قيادة مركزية تسببا في سقوط «عاصمة الثورة»
بيروت: «الشرق الأوسط»
خسرت فصائل المعارضة السورية بعد خروج آخر مقاتليها من أحياء حمص القديمة ضمن اتفاق مع النظام أشرفت الأمم المتحدة على تنفيذ بنوده، فرصة ثمينة لإضعاف النظام السوري في عاصمته السياسية دمشق ودفعه للانكفاء إلى حاضنته الطائفية في الساحل.
فحمص تقع في منتصف سوريا وتربط جغرافيا بين العاصمة دمشق والساحل حيث تقطن غالبية علوية تؤيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما يعني أن احتفاظ المعارضة بها كان من شأنه قطع طرق الإمدادات العسكرية القادمة من العراق، وعزل العاصمة، ما يؤدي تدريجيا إلى إجبار النظام على التراجع نحو الساحل، تمهيدا لمحاصرته في معقله الأخير وإسقاطه نهائيا. وسقوطها في يد النظام يعني طوق نجاة جديدا للرئيس السوري بشار الأسد.
تمتلك حمص أهمية استراتيجية بحكم موقعها في المنطقة الوسطى على مسافة 160 كيلومترا تقريبا شمال العاصمة دمشق. وهي كبرى المحافظات السورية من حيث المساحة وفي المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب، ولها حدود مع لبنان من الغرب والعراق والأردن من الشرق. وقد خرجت مساحات واسعة من المدينة عن سيطرة النظام بعد اتجاه المعارضة إلى العمل العسكري. لكن بعد اقتحامات متتالية شنتها القوات النظامية ضد أحياء المدينة، تراجعت كتائب المعارضة إلى الأحياء القديمة، التي جرى محاصرتها نظاميا ما يقارب السنتين، ليصار أخيرا إلى إجلاء المعارضة من المدينة ضمن اتفاق مع النظام بإشراف الأمم المتحدة، فتعود حمص إلى سيطرة النظام. لعل النظام السوري أدرك منذ المعارك الأولى التي اندلعت في حمص خطورة السيناريو الذي تسعى إليه المعارضة انطلاقا من حمص، فسعى إلى إجهاضه عبر استراتيجيتين: الأولى تقضي بقطع الإمدادات عن بؤر المعارضة في المدينة تمهيدا لفصلها بعضها عن بعض ومحاصرتها وإجبارها على الاستسلام، بحسب ما يؤكد المحلل العسكري السوري عبد الناصر العايد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الاستراتيجية النظامية الثانية اعتمدت على تغذية الصراعات داخل القوى العسكرية المعارضة التي انشغلت بالنزاعات الداخلية، مما جعل التعاون بينها شبه مستحيل، فإذا ما هاجمت القوات النظامية مجموعة ما ترفض المجموعات القريبة التدخل لإنقاذها».
وعلى الأرجح، فإن افتقاد كتائب المعارضة السورية في حمص قيادة مركزية تدير العمليات العسكرية بشكل متوازن وفعال، «ساعد النظام على استعادة حمص بسرعة أكبر»، وفق ما يقول المحلل العسكري عبد الناصر العايد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «المعارضة تعاني مشكلة التشتت وعدم وجود استراتيجية موحدة تحافظ على التنسيق بين المناطق الخاضعة للمعارض».
ويزيد سقوط حمص بيد النظام من شرذمة كتائب المعارضة وتشتتها، فبعد أن كانت المعارك الميدانية تحصل في وسط البلاد، باتت تتركز أكثر في الأطراف التي لا تشكل خطرا كبيرا على النظام السوري. وهو ما سيساهم في تراجع مستوى التنسيق بين فصائل المعارضة، التي تقاتل أساسا وفق استراتيجيات متضاربة ترضي الجهات الممولة أكثر مما تلتزم استراتيجية محددة للمعارضة.
ويشدد العايد على أن «احتفاظ المعارضة بحمص كان من شأنه أن يحرم النظام من طريق إمداداته الواصل بين الساحل ودمشق، مما سيؤدي إلى إضعافه في العاصمة حيث عمقه السياسي، وإجباره إلى الانكفاء نحو عمقه الطائفي في الساحل»، لافتا إلى أن «تراجع النظام نحو الساحل سيعد هزيمة عسكرية له تمهد لإسقاطه».
وفي السياق ذاته، لا يقلل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس – الجنوب، خطار بودياب خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» من أهمية حمص وعدها «عقدة طرق مهمة لوصل دمشق بالساحل، مما جعلها معركة مصيرية بالنسبة للنظام السوري»، موضحا أن «المعارضة ارتكبت خطأ كبيرا حين تلهت بحروب جانبية ولم تركز على استهداف النظام في مركزه الرئيس بالعاصمة عبر استثمار معارك حمص وما سواها».
وفي حين، يوضح بودياب أن «سقوط حمص يمثل انتكاسة للمعارضة»، يشير في الوقت نفسه إلى أن «الصراع في سوريا يخرج عن القواعد الكلاسيكية، فهو ليس حرب جيوش كما أنه ليس حرب عصابات، النزاع بين الأطراف في سوريا مزيج من الاثنين، مما يعني أن الحرب باتت طويلة الأمد ودخلت مرحلة الاستنزاف»، انطلاقا من ذلك فإن «سيطرة أي طرف على مدينة أو بلدة، ستقابلها سيطرة مضادة من الطرف الثاني في إطار حرب مواقع لا نهاية لها».
ويأخذ بودياب على المعارضة السورية «عدم وجود قيادة عسكرية موحدة تخطط لإدارة العمليات وتشرف على التنفيذ»، داعيا إياها إلى الدخول في مرحلة «المساءلة والنقد الذاتي»، لافتا إلى «تصريحات أدلى بها قائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون، مبديا استعداده للمساءلة بعد سقوط حمص».
وكانت وكالة «الأناضول» التركية قد نقلت عن العقيد حسون أنه «مستعد مع الكوادر العاملة معه للمساءلة الشرعية والقضائية أمام أي لجنة تابعة للمعارضة»، وذلك لـ«تبيان الحقائق وتشجيعا لبدء مرحلة جديدة من العمل الثوري». وأشار حسون إلى أن «المساءلة من الممكن أن تتضمن الإمكانات القتالية التي تسلمتها جبهة حمص من سلاح وذخيرة وعتاد حربي، وكذلك الأمر بالنسبة للإمكانات المالية التي تسلمتها، وأيضا بالنسبة للإمكانات الطبية والإغاثية، وذلك من جانب الجهات الداعمة للمعارضة».
كما أبدى استعداده مع كوادره للمساءلة أيضا بـ«خصوص العمليات والمعارك القتالية المنفذة تحت إشراف الجبهة، وأيضا التواصل الداخلي والخارجي مع مختلف الجهات أو أي موضوع آخر متعلق». وكشف عن أنه «تقدم بطلب رسمي بهذا الخصوص إلى رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة أحمد طعمة»، لكن «لم يتلق ردا عليه حتى اليوم»، على حد قوله.
وعلى الأرجح، فإن الوقت الذي قد تقضيه المعارضة في تحديد المسؤوليات عن سقوط حمص سيستغله النظام في تثبيت سيطرته على المدينة التي تبدلت توازناتها الديموغرافية على المستوى الطائفي، فغدت الأقلية العلوية التي كانت تقطن في عدد من الأحياء، مثل النزهة والزهراء، الغالبية السكانية في المدينة بعد نزوح عدد كبير من السنة إثر القصف النظامي الذي استهدف مناطقهم. ويسهل هذا التغير الطائفي في حمص على النظام السوري تنفيذ خطته البديلة التي من المحتمل أن يلجأ إليها في حال شعر بالخطر، وتقضي بحسب تقارير صادرة عن مراكز أبحاث دولية بإنشاء دولة علوية تمتد من شمال دمشق إلى الساحل وتتخذ من حمص قاعدة أساسية لها.
في هذا الإطار، لا ينفي العايد أن «حمص باتت مجالا حيويا للعلويين بعد سيطرة النظام عليها»، مستبعدا في الوقت نفسه أن «يلجأ النظام إلى سيناريو الدويلة العلوية، لأن إيران أهم حلفائه لا تريد ذلك».
ويوضح أن «النظام الإيراني لا يريد للعلويين أن ينعزلوا عن محيطهم، على العكس هو يسعى إلى اندماجهم مع هذا المحيط بشكل وظائفي، بحيث يكونون أداة تأثير في الأحداث وذريعة لتوسيع النفوذ»، مضيفا: «كان يمكن لإيران أن تدفع حزب الله في لبنان إلى إقامة دويلة خاصة به، لكنها تفضل أن يبقى عنصرا فاعلا يملك حرية الحركة في البيئة السياسية اللبنانية لتحقيق مزيد من النفوذ لصالحها».
وسواء عمد النظام إلى استخدام حمص كقاعدة لدولته البديلة أم لم يعمد، فإن سيطرته على المدينة ستؤمن له موقعا عسكريا متقدما يحمي من خلاله حاضنته الاجتماعية ويتجه لخوض معاركه في مناطق أخرى. ورغم خروج مقاتليها من آخر معاقلهم في حمص القديمة، فإن المعارضة السورية لا تزال تسيطر على نحو 85 في المائة من الريف الشمالي لمدينة حمص، حيث المسافة الفاصلة بين حماه وحمص. وتعد مناطق تلبيسة والرستن والغنطو ودير فول والدار الكبيرة وعز الدين والعامرية أهم مناطق الريف الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة، مما يجعلها هدفا دائما لقصف القوات النظامية، بحسب ما أكد الناشط المعارض سليم قباني لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «هذه المناطق تستهدف بقذائف الطائرات النظامية بشكل دوري، مما يتسبب في أضرار فادحة في ممتلكات المدنيين»، كما لفت إلى «وقوع اشتباكات متقطعة بين كتائب المعارضة المتحصنة داخل هذه المناطق والقوات النظامية بين الحين والآخر على جبهات العامرية وتلبيسة والرستن».
وفي حين يرى مراقبون أن المعركة الثانية للقوات النظامية ستكون في الريف الشمالي لحمص لطرد مقاتلي المعارضة من مناطقه، يعرب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عن اعتقاده أن النظام لا يسعى إلى هذه المعارضة بسبب نفاد المخزون البشري لديه، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام لا يملك العدد الكافي من الجنود لتغطية جميع الجبهات».
ويرجح عبد الرحمن أن «يعمد النظام إلى عقد المصالحة مع مقاتلي المعارضة في الريف الشمالي وربما اتفاق تسوية يشبه ذلك الذي أبرم لخروج العناصر المقاتلة من حمص القديمة»، مشيرا إلى أن عدد مقاتلي المعارضة المتمركزين في الريف الشمالي الحمص كبير جدا. وأوضح أن «عدد الذين وصلوا إلى هناك بعد اتفاق حمص كان 1800، مما يعني أن عدد الذين يتحصنون هناك يمكن إحصاؤه بالآلاف».
وتتنوع انتماءات مقاتلي المعارضة الموجودين في ريف حمص الشمالي، بحسب ما يؤكد عبد الرحمن، بين «الجيش الحر» و«الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، وجبهة «ثوار سوريا»، إضافة إلى عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ومن الممكن أن يؤدي هذا التنوع العقائدي بين فصائل المعارضة في الريف الشمالي إلى اندلاع صراعات بينها أسوة ببقية المناطق، إذ حذرت بعض التقارير من «إمكانية وقوع نزاعات بين مقاتلي حمص الذين خرجوا من أحياء المدينة القديمة بموجب الهدنة الأخيرة، والمجموعات العسكرية التابعة للمعارضة في الريف الشمالي». كما أشارت التقارير إلى وجود «حساسيات لا يمكن إخفاؤها، خصوصا في ظل اتهام مقاتلي حمص نظراءهم في الريف الشمالي بالتخاذل عن نصرتهم، وعدم القيام بأي عمل من أجل فك الحصار الذي فرضه النظام على الأحياء الحمصية التي كان مقاتلو المعارضة يتحصنون فيها طوال السنتين الماضيتين». ورغم أن مقاتلي الريف الشمالي استقبلوا ضيوفهم القادمين من حمص المحاصرة بحفاوة كبيرة، لكن هناك مخاوف جدية من انقلاب الموقف، خصوصا أن عدد الخارجين من حمص تجاوز الألف مقاتل، بموجب الخطة التي قام النظام بفرضها على مقاتلي المعارضة في المنطقة، مما يعني أن انقساما ما سيبرز في الريف الشمالي بين الذين كانوا يتمركزون في القرى وهؤلاء الذين خرجوا ضمن اتفاق حمص، فضلا عن الصراعات العقائدية بين الفصائل المقاتلة، التي من الممكن أن تتحول إلى صراعات مفتوحة في أي لحظة. وكان لافتا أن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر ببلدة «الدار الكبيرة» في الريف الشمالي أصدر قرارا عشية تنفيذ اتفاق الهدنة منع فيه «دخول أي شخص إلى البلدة لحين انتهاء وصول المجاهدين من حمص المحاصرة، وذلك حرصا على تأمينهم وراحتهم»، في خطوة تهدف إلى تجنب الاحتكاك بين المقاتلين الموجودين في المنطقة والقادمين إليها من أحياء حمص القديمة.
النكتة سلاح الحمصيين ضد الموت
* احتلت مدينة حمص مكانة رمزية قبل اندلاع أزمة سوريا وبعدها، فـ«عاصمة الثورة»، وفق ما يحلو لناشطين ومعارضين تسميتها، باعتبار أنها احتضنت احتجاجات شعبية مبكرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لطالما عرفها العالم على أنها «عاصمة النكتة». ولم يتردد أهلها في المطالبة قبل سنوات بإطلاق لقب «العاصمة العالمية للضحك» على مدينتهم، ثالث أكبر مدينة في سوريا وأغناها حضارة وتاريخا وتراثا.
وإذا كان المصريون، على سبيل المثال، يروون الدعابات والطرائف عن أهالي الصعيد، والفرنسيون عن البلجيكيين، والبرازيليون عن البرتغاليين، فلأهالي حمص النصيب الأكبر من النكت والدعابات المتداولة من قبل السوريين واللبنانيين وحتى الأردنيين.
ومع انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، حافظ الحمصيون على حس الطرافة. وبادر عدد منهم إلى تصوير طرائف ابتكروها ردا على اتهامات النظام باحتضان المدينة، قبل «عسكرة الثورة» مجموعات مسلحة، تظهرهم وهم يستخدمون الخضار والفواكه والمفرقعات النارية ردا على القصف النظامي. كما عمدوا إلى تصوير أفلام ساخرة وتقديم نماذج لأسلحة مصنوعة من رشاشات المياه والقساطل.
وبعد دخول الجيش النظامي إلى المدينة، أنشأ الحماصنة مجموعات طريفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حملت إحداها تسمية «مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات». حتى إن انسحاب مقاتلي المعارضة، الأسبوع الماضي من حمص القديمة، لم يمر مرور الكرام، إذ كتب لاعب كرة القدم الحمصي المعروف عبد الباسط الساروط على صفحته الشخصية باللغة المحكية على موقع «فيسبوك»: «أبو عبدو زلمة نظامي أول ما طلع عالباص عطاه للشوفير عشرة ليرات وطلب منو كرت باص. صار يضحك الشوفير وقلو لأبو عبدو صار الكرت بخمسين ليرة. أبو عبدو اندهش وقال: يا إلهي كم لبثنا!».
ولأهل حمص تاريخ طويل في ميدان الفكاهة والمزاح، وثمة مؤلفات عدة ترصد نشأة «أدب النكتة» في المدينة. وتتناقل مراجع وتقارير عدة رواية مفادها أن القائد المغولي تيمورلنك بعد تنفيذ قواته هجوما على مدينة حلب أدى إلى تدميرها بالكامل، توارد الخبر إلى مسامع أهالي حمص، الذين علموا أن دورهم آت، فقرروا التظاهر بالجنون ولجأوا إلى قرع الطبول وارتداء ملابس غريبة وراحوا يفتعلون حركات غريبة ويقهقهون بطريقة هستيرية، مرددين أن كل من يشرب من مياه نهر العاصي تصيبه لوثة الجنون.
وتضيف الرواية أن قائد المغول لما رأى حالهم، ظن أن المدينة ممسوسة وطالب قواته بإكمال طريقها والزحف مباشرة على دمشق، لتبقى المدينة بفضل خفة دم أهلها وذكائهم، بمأمن عن بطش المغول.
عبد الباسط الساروت: من حراسة المرمى إلى حماية حمص
* لم يكن حارس مرمى منتخب سوريا لكرة القدم عبد الباسط الساروط يعتقد يوما أن الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ستصل إلى عمق مدينته حمص منتصف عام 2011 وتحوله إلى رمز من رموز حراك الشعب السوري.
بين ليلة وضحاها، انتقل الساروط من ملعب كرة القدم إلى واجهة المظاهرات الشعبية التي انطلقت باكرا في حمص، حيث قاد بعضها وصدحت حنجرته بشعارات وأناشيد مناهضة للنظام، باتت جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للمدينة، التي تعد وفق ناشطين «عاصمة الثورة»، ولم يتردد ناشطون كثيرون في تلقيبه بـ«بلبل الثورة».
ولم تكن مشاركة حارس كرة القدم، المتحدر من عشيرة «الحديدين» والمولود عام 1992، مشاركة عابرة أم رمزية، إذ تمكن بفضل شعبيته و«الكاريزما» التي يتمتع بها، من أن يصبح من أبرز محركي الشارع الحمصي والأكثر تأثيرا فيه. وكان لظهوره مع الممثلة العلوية فدوى سليمان، إثر محاولة النظام افتعال أحداث ذات طابع طائفي في المدينة، دورا أساسيا في التخفيف من حدة الاحتقان والتشنج.
ومع «عسكرة» الحراك الشعبي الذي لاقاه النظام السوري بالقتل والقمع، لم يعد النشاط السلمي مثمرا، مما دفع الساروط للانخراط في العمل العسكري الميداني، من خلال تأسيس كتيبة تضم عشرات المقاتلين وعرفت باسم «كتيبة البياضة»، لكن عددا كبيرا من عناصرها قضى مطلع العام الحالي بعد محاولتهم كسر الحصار وإدخال المساعدات الغذائية إلى المحاصرين في حمص، من خلال نفق حفروه، وتمكن النظام من كشف مخططهم والإيقاع بهم لدى محاولتهم التسلل إلى حمص القديمة، ولم ينج إلا عدد قليل منهم، بينهم الساروط.
وكتب الساروط، ليلة مقتل عناصر الكتيبة، على صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «عرس جماعي لـ62 بطلا نالوا الشهادة في ظروف لا تصدق، كانوا يحملون على أعناقهم هم 3000 نسمة في حمص المحاصرة، وكانوا آخر أمل لفك هذا الحصار اللعين، رحمكم الله يا أبطال، عذرا يا رجولتي لا أستطيع منع نفسي عن البكاء».
وعمد النظام السوري، في مواجهة نفوذ الساروط المتصاعد، إلى تشويه سمعته حينا وترغيبه حينا آخر. فخصص جائزة مالية لمن يعتقله مرة، ومرة أخرى اتهمه بالسعي لإقامة «إمارة سلفية» في حمص. ويروي الساروط في فيلم وثائقي أعده المخرج طلال ديركي بعنوان «العودة إلى حمص»، أن النظام حاول استمالته من خلال وسطاء تعهدوا بتسوية وضعه مقابل أن يتخلى عن موقفه الداعم للمعارضة ويعود مجددا إلى صفوف المنتخب السوري. وقابل هذه المساعي بالرفض المطلق، متمسكا بمواقفه وبحراكه الميداني.
وبقي الساروط في حمص القديمة طيلة الفترة الماضية ولم يتركها إلا بعد اتفاق حمص، التي غادرها ومقاتلو المعارضة منتصف الأسبوع الماضي من المدينة، في إطار تسوية مع النظام السوري أشرفت الأمم المتحدة على تطبيقها.
وكتب الساروط على صفحته على «فيسبوك»: «حمص تمرض لكن لا تموت، العالم تآمر علينا لخروجنا من حمص المحاصرة، ولكن لن يستطيع العالم أن يحاربنا لدخولها لأن مقومات الحياة عادت ومخزون جسدنا الاحتياطي سيعود وسنعود بقوة بإذن الله ونستفيد من أخطائنا بإذن الله وسنترك المسميات والغايات والتسييس للذين أرادوه».
الائتلاف يطالب بتغيير الموازين لفرض الحل السياسي على الأسد
فابيوس: استخدام الكيميائي 14 مرة منذ تشرين الأول
اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، من واشنطن امس، ان نظام بشار الأسد استخدم اسلحة كيميائية 14 مرة على الاقل منذ 25 تشرين الأول الماضي، معرباً عن «الاسف» لأن الولايات المتحدة لم توجه ضربة عسكرية الى النظام السوري الخريف الماضي لأنها لو حدثت لكانت غيّرت الكثير.
وفيما يبدو الحل السياسي في سوريا مستبعداً حتى الآن مع إصرار الأسد على اجراء انتخابات صورية ومواصلة قواته تدمير ما تبقى من سوريا، وبسبب فقدان الإرادة الدولية لفرض حل سياسي، تقدم المبعوث الدولي ـ العربي الأخضر الابراهيمي باستقالته، فيما رأى رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» أحمد الجربا أن من غير الممكن فرض حل سياسي على نظام الأسد إلا بتغيير موازين القوى على الأرض. وقد جاء موقف الجربا قبيل ساعات من لقائه مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وسط معلومات تفيد بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما جزءاً من اللقاء.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي «لدينا عناصر، 14 عنصرا على الاقل، تؤكد ان اسلحة كيميائية قد استخدمت من جديد خلال الاسابيع القليلة الماضية بكميات قليلة، وخصوصا مادة الكلور»، واضاف بالانكليزية «لدينا شهود يتمتعون بمصداقية عن استخدام عناصر كيميائية لـ14 مرة على الاقل منذ الخامس والعشرين من تشرين الاول 2013».
وتابع الوزير الفرنسي «نحن نقوم حاليا بفحص العينات التي اخذت».
وأدلى فابيوس بتصريحه هذا بعيد انتهاء لقائه بنظيره الاميركي جون كيري.
وعن الضربات العسكرية التي كانت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا تستعد لتوجيهها ضد سوريا في الخريف الماضي قبل تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما، قال فابيوس «نأسف لذلك لاننا كنا نعتقد انها كانت ستغير كثيرا من الامور على مستويات عدة، الا ان هذا واقع حصل ولن نعيد صنع التاريخ».
وتابع فابيوس انه في تلك الفترة «كان هناك استخدام واسع للاسلحة الكيميائية. وفي تلك الفترة قال قيادي كبير ان هناك خطاً أحمر»، في اشارة واضحة الى التعبير الذي استخدمه الرئيس الاميركي عندما اتهم الرئيس السوري بشار الاسد بتجاوز خط احمر لدى استخدام اسلحة كيميائية ضد المعارضة السورية.
باريس اعلنت أمس في بيان لوزارة الخارجية انها ابلغت نظام دمشق بمنع اجراء عمليات اقتراع على الاراضي الفرنسية للانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 حزيران المقبل، مؤكدة بذلك معلومات سورية رسمية.
وقال رومان ندال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي: «لقد ابلغنا السفارة السورية في فرنسا بان هذا الاقتراع لن يتم على الاراضي الفرنسية». ووجهت هذه المذكرة الى السفارة في 9 ايار، واضاف «نأمل ان تأخذ (السلطات السورية) المذكرة في الاعتبار وتحترمها». وكان المتحدث اكد الاثنين الماضي انه يحق لفرنسا الاعتراض على تنظيم هذا الاقتراع على اراضيها لكن من دون التأكيد ان القرار اتخذ. وذكرت الوزارة ان نحو 5 الاف سوري كانوا يقيمون في فرنسا في 2013.
في الموضوع الكيميائي أيضا، اعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» امس وجود «أدلة قوية» على استخدام النظام لغاز الكلور في هجمات بالطيران على 3 بلدات خلال نيسان الماضي، ما يشكل مخالفة لاتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية.
وقالت المنظمة ان «الأدلة توحي بقوة، بقيام مروحيات حكومية سورية بإلقاء قنابل برميلية (براميل متفجرة) مزودة باسطوانات من غاز الكلور على 3 بلدات في الشمال السوري في منتصف نيسان 2014».
وذكرت في بيان ان هذه الهجمات استخدمت «غازا صناعيا كسلاح، وهو عمل محظور بموجب الاتفاقية الدولية التي تحظر الأسلحة الكيمياوية، والتي انضمت إليها سوريا في تشرين الأول 2013»، اثر اتفاق يقضي بتسليم ترسانتها الكيميائية.
وأكدت المنظمة ان «الحكومة السورية هي الطرف الوحيد في النزاع الذي يمتلك مروحيات وأنواعاً أخرى من الطائرات». وقالت ان الهجمات استهدفت بلدات كفرزيتا شمال محافظة حماة (وسط)، والتمانعة وتلمنس في محافظة ادلب (شمال غرب). ووقعت الهجمات بين 11 نيسان و21 منه.
ونقلت المنظمة التي تتخذ نيويورك مقرا لها، عن طبيب تولى معالجة الضحايا، ان الهجمات ادت الى «قتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وأدت إلى أعراض تتفق مع التعرض للكلور في نحو 500 شخص آخرين».
وبغية تحريك الوضع القائم، وفرض حل سياسي، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا المجتمع الدولي بوجوب تقديم المساعدة للثوار السوريين، معتبرا أن «تغيير ميزان القوى على الأرض، هو الطريق الأوحد لإجبار الأسد على الإيمان بالحل السياسي».
وأكد الجربا أنه سيحض الإدراة الأميركية «على اتخاذ موقف حازم تجاه إرهاب النظام الإيراني وحزب الله الإرهابي، بخصوص الميليشيات التي يصدرونها لقتل السوريين».
وفي تطور ديبلوماسي مرتقب، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس «بأسف بالغ (…) قررت ان اقبل طلب الابراهيمي مغادرة منصبه في 31 ايار 2014».
واوضح انه لم يتم حتى الان اختيار خلف للابراهيمي، مضيفا «اعطوني بعض الوقت للعثور على الشخص المناسب».
واعرب الابراهيمي عن «حزنه الكبير لمغادرة منصبه فيما تمر سوريا بوضع بالغ السوء». وكرر بان انتقاد النظام والمعارضة السوريين لـ«اخفاقهما» في وضع حد للنزاع.
وقال الامين العام «الح عليهما مجدداً ان يفكرا في مستقبلهما، انه بلدهما، مستقبلهما»، لافتاً الى ان الامم المتحدة «موجودة لمساعدتهما». لكنه اقر بـ«اننا لم نكن قادرين على احراز تقدم نحو حل سياسي» للنزاع السوري.
وتابع بان كي مون «اعتقدت اننا سنتمكن من التوصل (الى نتيجة) ولكن جراء الانقسامات لم ننجح في احراز اي تقدم خلال ثلاثة اعوام». واشاد بان بالجهود الدبلوماسية التي بذلها الابراهيمي، وخصوصاً تنظيم مفاوضات جنيف و«صبره الكبير ومثابرته» رغم ان مهمته كانت «شبه مستحيلة».
أ ف ب، رويترز
صراع علوي ـ شيعي في محور الأسد
طـارق الدبـس
ليست مفاجئة كثيراً تلك المعارك التي اندلعت قبل أيام بين “كتائب الحسين” الشيعية من جهة، ومجموعات من الشباب العلوي من جهة ثانية، في منطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق. إذ إن الصراع الخفي بين الطرفين بدأ يظهر أكثر فأكثر بعد الممارسات التهميشية المتزايدة التي يقوم بها المقاتلون الشيعة القادمون من إيران والعراق، بحقّ المجموعات العلوية التي تشكّلت للدفاع عن النظام والحؤول دون سقوطه.
وتسبّبت المواجهات التي وقعت بين الطرفين في منطقة السيدة زينب بسقوط عدد من الجرحى، بحسب ما يؤكد الناشط الميداني أبو محمد الشامي لـموقع NOW، موضحاً أنّ هذه الاشتباكات “اشتعلت بعد اعتراض عناصر من المجموعات العلوية التي تطلق على نفسها في بعض الأحيان تسمية “اللجان الشعبية” على تجوّل المقاتلين الشيعة بلباسهم الميداني وبالسلاح في الأحياء السكنية، إضافة إلى اعتراضهم على وضع هذه العناصر (الشيعية) شعار “لبّيك يا حسين”. ولم يتوقف الاشتباك بين الطرفين، وفق ما يؤكد الشامي، إلا بعد “تدخل عناصر من حزب الله المتمركزة في المنطقة”.
وبدأ سكان بعض الأحياء الدمشقية، بما فيها الموالية للنظام التي يتحدّر قاطنوها من الطائفة العلوية، بالإعراب عن إستيائهم في الفترة الأخيرة من وجود مقاتلين شيعة غرباء بين بيوتهم، لاسيما وأن هؤلاء المقاتلين يفرضون هيمنتهم على السكان بالقوة بمساعدة عناصر من حزب الله اللبناني.
وبالرغم من أن الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية، موجودة في سوريا لمساندة قوات النظام في حربها ضد كتائب المعارضة، فإنّ ذلك لم يمنع من وجود مشاعر غضب تجاهها من قبل المقاتلين العلويين، وفق ما يقول الناشط في لجان التنسيق المحلية بدمشق محمد دياب لـموقع NOW، مرجّحاً أن “تتراكم هذه المشاعر لتتحول إلى صراع مفتوح بين الطرفين”.
ويقدّر عدد المقاتلين الشيعة في سوريا بنحو 15 ألفاً، يتوزّعون بين “عصائب أهل الحق” بقيادة قيس الخزعلي وعددهم خمسمئة مقاتل، وكتائب “حزب الله” العراقي بقيادة هاشم أبو آلاء الحمداني وعددهم ستمئة مقاتل، وكتائب “سيد الشهداء” بقيادة أبو مصطفى الشيباني وعددهم أربعمئة مقاتل، و”حركة النجباء” بقيادة أكرم الكعبي وعددهم غير معروف، وفيلق “الوعد الصادق” بقيادة أبو علي النجفي وعددهم ألفا مقاتل، و”سرايا طلائع الخرساني” بقيادة علي الياسري وعددهم مئتا مقاتل، و”قوات محمد باقر الصدر” بقيادة أبو مهدي وعددهم ثلاثمئة مقاتل، و”لواء أبو الفضل العباس” بقيادة أمجد البهادلي وعددهم خمسمئة مقاتل. ويعد فصيل “لواء الإمام الحسين”، بقيادة أبو شهد الجبوري، وعدد عناصره مئة وخمسون مقاتلاً، الأكثر شراسة في القتال.
وبحسب دياب، فإن “المقاتلين الشيعة ينظرون إلى الشبان العلويين الذي يقاتلون إلى جانبهم في المعارك، بوصفهم كفّاراً يشربون الخمر ويشتمون الله والأنبياء”، مضيفاً أن “من يأتي من الشيعة للقتال في سوريا غالباً ما يكون متشدّداً دينياً. يؤمن أن حربه ضد المعارضة هي جزء من معركة الثأر للحسين”.
ويوضح دياب أن “المقاتلين العلويين يحاربون دفاعاً عن النظام الذي يمثّلهم ويؤمّن حمايتهم كما يعتقدون، من دون أن يمتلكوا أي دافع ديني عقائدي، على غرار ذلك الذي يمتلكه المقاتل الشيعي”، مرجحاً “وجود دافع طائفي عند العلوي يشجعه على قتال المعارضة يرتبط بوجود طائفته، وبقائها وليس دينياً”.
وتبدو العقيدة التي يتبنّاها المقاتلون الشيعة في الحرب السورية أقوى تأثيراً من العصبية التي تدفع العلويون للقتال ضد المعارضة، إذ يشدد دياب على أن “العناصر الشيعية غالباً ما تتقدم الصفوف الأولى للقتال، وتخسر عدداً كبيراً من الضحايا في صفوفها، فيما يظل المقاتلون العلويون في الصفوف الخلفية ينتظرون نهاية العمليات كي يدخلوا البيوت ويقوموا بسرقة محتوياتها”.
وأثار هذا الأمر غضب المليشيات الشيعية، بحسب ما يقول دياب، مشيراً إلى “رواج إشاعات في الفترة الأخيرة تتحدث عن عدد من عمليات التصفية بين الطرفين على مستوى القادة، على خلفية تحمل الكتائب الشيعية أعباء الحرب واكتفاء العلويين بالغنائم وسرقة الانتصارات الميدانية”.
واستبعد الناشط المعارض أن “يتصاعد الصراع بين المقاتلين العلويين وحلفائهم الشيعة خلال الأيام المقبلة”، مرجحاً أن “يظل خفياً، لأن النظام لن يسمح بظهوره إلى العلن، لأن ذلك سيضعفه كثيراً على المستوى الإعلامي”.
وسط تنديد دولي بالاستفتاء
سوريا: “حملات انتخابية” وسط الخراب
24 – فاطمة غنيم
قال الصحافي ألبرت آجي في مقال له بصحيفة “هافنغتون بوست” الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنه رغم الحرب الأهلية السورية التي دمرت البلاد لأكثر من 3 سنوات، وأدت إلى خروج مساحات كبيرة من الأراضي عن سيطرة الحكومة، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد يطلق حملته الانتخابية الرئاسية، وصوره تملأ شوارع دمشق وزجاج السيارات.
وأضاف آجي أن الحكومة السورية وصفت الانتخابات بأنها تمثل “حلاً سياسياً” للصراع، في حين ندّدت المعارضة وحلفاؤها في الغرب بالانتخابات المقرر عقدها في 3 يونيو (حزيران)، واصفين إياها بالخدعة التي تهدف إلى تقديم غطاء شرعي للأسد، الذي يتوقع أن يفوز بسبع سنوات أخرى في الحكم.
حرب طائفية
وتساءل الكاتب كيف تنوي الحكومة عقد انتخابات شفافة بعد أن استمرت في حرب حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، وشردت أكثر من 2.5 مليون شخص، كما دمرت مدناً وبلدات كاملة، وتركت الاقتصاد في حالة متردية، إلى جانب أنها عززت نيران الكراهية الطائفية في مجتمع كان يعرف بتسامحه فيما مضى.
وأضاف آجي أن الأسد يترشح في مواجهة مرشحين آخرين في هذه الانتخابات وهما ماهر حجار وحسان النوري، وهما من أعضاء المعارضة الداخلية التي تتغاضى عنها الحكومة، وكلا الرجلين مغموران وليس لهما أي ثقل من قبل الدولة يقف خلفهما مثل الأسد.
وأردف الكاتب قائلاً: “إذا مررت بشارع الثورة وسط المدينة، تجد لوحتان إعلانيتان للأسد وهو يحي الحشود التي تقف أمامه، تظهر إحدى اللوحات الرئيس السوري مرتدياً حلة رمادية وقميصاً أزرق، إضافة إلى كلمة “سوا”، أما الثانية ففيها كلمة “سوا”، إضافة إلى توقيع الرئيس”.
وتجد العديد من السيارات تسير وهي تلوح بالعلم السوري وصور الرئيس، بينما تعلو أصوات الأغاني الوطنية وهم يطوفون في شوارع العاصمة في استعراض لدعم الرئيس.
مسيرات استعراضية
ونقل الكاتب عن الموظف الحكومي رياض شاهين (44 عاماً) قوله: “سأعطي صوتي للأسد”، مضيفاً: “ما زلت مقتنعاً أنه القائد الأوحد الذي يمكن أن يحقق طموحات الشعب، أرى أن الأسد الشخص المناسب لهذا الموقع، ودونه ستنقسم سوريا، إنه الضمان الوحيد لإبقاء سوريا قوية”.
أما المرشحان الآخران، بحسب الكاتب، فيمكنك أن ترى صورهم على طول الطرق الرئيسة في دمشق، مع بعض الشعارات
فإحدى شعارات الحجار في شارع المزة تقول: “التغيير ضرورة”، أما شعار النوري فهو “الإدارة وتطوير الإنسان شعارنا لبناء البلاد”.
وأضاف آجي أن البرلمان السوري وافق الشهر الماضي على قانون الانتخاب الذي سمح بوجود مرشحين متعددين للرئاسة، ولكن القانون الجديد وضع شروطاً لضمان عدم دخول أي من الشخصيات المعارضة في السباق الرئاسي، ونص على أن أي مرشح يريد الدخول في الانتخابات يجب أن يكون عاش في سوريا السنوات العشر الأخيرة، وأن لا يحمل أي جنسية أخرى غير السورية.
قتلى بريفي حماة وحلب وهدنة بجنوب دمشق
لقي ما لا يقل عن عشرة مدنيين حتفهم وجرح آخرون بقصف بـالبراميل المتفجرة على ريف حماة، كما سقط آخرون بقصف مماثل بريف حلب، وسط أنباء عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات المعارضة وقوات النظام في حي القدم والعسالي جنوبي العاصمة دمشق حيز التنفيذ.
وقال مركز حماة الإعلامي إن القتلى سقطوا إثر قصف على قريتي الأمينات والتريمسة بريف حماة الغربي، بينما حاصرت قوات النظام بلدتي كفرهود والتريمسة بمئات من الشبيحة القادمين من القرى الموالية، وسط تخوف كبير من الأهالي والنازحين في تلك البلدات.
كما قصفت طائرات حربية بالبراميل المتفجرة أحياء سكنية في مدينة اللطامنة، مما أسفر عن تهدم بيوت على رؤوس ساكنيها. وأكد ناشطون أن هناك عددا من العالقين تحت الأنقاض، في حين واصل الطيران الحربي قصفه بلدة خطاب بريف حماة أيضا.
في الأثناء، قالت المؤسسة الإعلامية بحماة إن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا بصواريخ غراد مطار حماة العسكري.
سيطرة واشتباكات
من جانبها، ذكرت مسار برس أن كتائب المعارضة سيطرت على مستودعات رحبة بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي، كما دمرت دبابتين وعربة عسكرية، وقتلت حوالي عشرين جنديا من قوات بشار الأسد خلال هذه المعارك.
يأتي ذلك وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في بلدة كرناز بريف حماة وعلى جبهتي تل ملح والجلمة في محاولة من مقاتلي الجيش الحر لاستعادة القريتين من قوات النظام عقب سيطرة النظام عليهما أمس الثلاثاء.
واستعادت القوات النظامية الثلاثاء قريتي تل ملح والجلمة بالريف الغربي لحماة من فصائل معارضة كانت سيطرت عليها وعلى حاجزين قريبين منهما.
وفي حلب، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور اليوم في حي جمعية الزهراء بحلب، بينما استهدفت البراميل المتفجرة حي الهلك ومخيم حندارات بالمدينة ذاتها.
في المقابل، استهدف مقاتلو الغرفة المشتركة لأهل الشام بالهاون مقار جيش النظام في قرية الشيخ نجار في الشمال الشرقي من ريف حلب.
من جهتها، قالت شبكة سوريا مباشر إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا إثر إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على منطقة عين التل بريف حلب.
اتفاق وقصف
وفي دمشق، أفادت سوريا مباشر بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في حيي القدم والعسالي جنوبي العاصمة حيز التنفيذ من منتصف ليل البارحة، حيث تم الاتفاق بين كتائب المعارضة وجيش النظام على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع قابل للتجديد إذا لم يحدث أي خرق للاتفاق.
كما أفاد ناشطون بسقوط عدد من قذائف الهاون على أحياء وسط العاصمة، منها حي الشعلان وحي الصالحية وفي محيط جسر الرئيس، بينما شنّ الطيران الحربي عدة غارات جوية على حي جوبر بدمشق، ومدينة زملكا من جهة طريق المتحلق الجنوبي بـريف دمشق.
وفي ريف اللاذقية، قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة استهدفوا بالمدفعية تجمعات لقوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني في محيط قمة تشالما.
يأتي هذا بعد معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله منذ عدة أيام لإحكام السيطرة على المنطقة. في غضون ذلك، استهدفت كتائب الجيش الحر بقذائف الهاون مركزا للشرطة في قرية السمرا في ريف اللاذقية.
وفي درعا، أفادت شبكة شام بسقوط قتلى وعدد من الجرحى إثر قصف الطيران الحربي مدينة داعل بريف درعا، وسط قصف بالبراميل المتفجرة على مدينة نوى وبلدة اليادودة وإنخل بريف المدينة ذاتها.
وفي دير الزور، أفاد مركز صدى الإعلامي بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الراشدية بدير الزور، وسط قصف قوات النظام بالمدفعية الأحياء “المحررة” في المدينة ذاتها.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الجربا بواشنطن.. زيارة رمزية دون أسلحة نوعية
ياسر العرامي-واشنطن
حفلت زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا لواشنطن باللقاءات على أعلى المستويات في الإدارة الأميركية، لكنها -على ما يبدو- لم تحقق أبرز أهدافها المتمثل في الحصول على سلاح نوعي أو إقناع واشنطن بإقامة منطقة حظر جوي ضد نظام الأسد.
الزيارة -التي استمرت أسبوعا- تزامنت مع قرار واشنطن الاعتراف بالائتلاف المعارض بعثة دبلوماسية أجنبية، وبدأ الجربا زيارته بلقاء وزير الخارجية جون كيري، ثم أعضاء بارزين في الكونغرس مرورا بمسؤولين في وزارة الدفاع قبل أن يختتمها باجتماع مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس والرئيس باراك أوباما الذي انضم للاجتماع ذاته.
وكان اللافت خلال الزيارة هو احتفاء أهم الجامعات ومراكز البحث الأميركية بوفد المعارضة السورية التي عملت على استضافة قيادته لطرح آرائها من خلال منابرها المعروفة بتأثيرها على صناعة القرار الأميركي.
مع ذلك، اتفق محللون وباحثون سياسيون على أن الزيارة حملت دلالات رمزية أكثر منها عملية خصوصاً فيما يتعلق بفشل المعارضة السورية في الحصول على سلاح مضاد للطيران.
أدوات الإقناع
واستبعد الباحث في مجال دراسات الدفاع والأمن الداخلي في معهد “كيتو” بنجامين فريدمان أن تُحدث زيارة الجربا لواشنطن واجتماعه مع أوباما تغييراً كبيراً في الموقف الأميركي.
وقال فريدمان للجزيرة نت إن أدوات الجربا لإقناع واشنطن بالحصول على أسلحة نوعية كانت قليلة، وتابع أن الجربا لا يملك الرأي العام ولا مجموعة ضغط داخل واشنطن تقف إلى جانبه، والبيت الأبيض لا يحتاج إلى من يشرح له الحقائق.
ورأى مراقبون أن الطريقة ذاتها التي انضم من خلالها الرئيس أوباما للاجتماع مع رئيس المعارضة السورية تحمل دلالات سلبية، فضلاً عن أن بيان البيت الأبيض الصادر عن الاجتماع اقتصر على تشديد رغبة الإدارة الأميركية في التوصل إلى حل سياسي وتجاهل تماماً موضوع تسليح المعارضة السورية.
من جهته يؤكد الباحث في دراسات الشرق الأوسط بجامعة جون هابكنز مارك صباغ أن شكل الاجتماع وبيان البيت الابيض يشيران إلى أن الاجتماع كان رمزياً، وأن سياسة الولايات المتحدة لن تتغير.
وأظهر الاجتماع -حسب صباغ- أن المحادثات لم تتغير والإدارة الأميركية لا تزال غير مستعدة لتقديم دعم جاد للمعارضة السورية بقيادة الجربا، وأردف صباغ أن أوباما لا يزال متردداً ويتجنب مخاطر عملية التحول الإستراتيجي، أو دور أميركي متزايد بسوريا.
واستبعد صباغ في حديث للجزيرة نت أن تقدم إدارة أوباما صواريخ مضادة للطائرات لجماعات المعارضة السورية. إلا أنه أشار إلى وجود فترة زمنية قصيرة بين زيارة الجربا واشنطن والانتخابات “الصورية” لنظام الأسد المقررة إجراؤها في الثالث من الشهر المقبل، والتي يمكن لواشنطن والمجتمع الدولي أن تستخدمها لزيارة الضغط على الأسد والتشكيك بسمعة نظامه من خلال خطاب قوي أو إجراء تحول في إستراتيجية الولايات المتحدة.
لا جديد
من جهتها، قالت مهرنيسا قيوم رئيسة بيتا بوليسي -وهي مؤسسة استشارية مقرها واشنطن- إن المحادثات على ما يبدو استمرت في اتجاه تقديم المساعدات غير الفتاكة بدلا من الدعم بالسلاح.
واعتبرت أن زيارة الجربا جاءت فقط من أجل تعزيز ما يعتقده كبار المسؤولين الأميركيين بالفعل، ولم تضف لهم جديداً.
وبشأن إمكانية تسليح أميركا للمعارضة السورية في الأمد القريب، قالت قيوم “لنكن صادقين لن يكون هناك تسليح في عام 2014 لأن واشنطن تستعد لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس، بينما قضية سوريا مثيرة للجدل وتصنف باعتبارها قضية ثانوية مقارنة بالأزمة الأوكرانية على سبيل المثال”.
ولفتت إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس لديهم قلق من زيادة العنف ضد السوريين المدنيين إذا دعمت أميركا المعارضة بالسلاح. وأضافت أن “أميركا تشتت النقاش حول الأسلحة الأميركية من خلال الدعوة إلى وجود دول خليجية تقوم بهذا الدور”.
وأشارت قيوم إلى أن الجربا وقيادات المعارضة السورية خلال زيارتهم واشنطن حاولوا تهدئة المخاوف الأميركية من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التابعة للقاعدة. كما ركزت قيادات المعارضة السورية في خطابها بواشنطن على مواجهة النفوذ الإيراني ومكافحة التهديد الذي يشكله المتطرفون.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
أوباما يتعهد للجربا بدعم المعارضة المعتدلة
تطوير المساعدات الأميركية مشروط بتماسك المعارضة السورية
واشنطن – بيير غانم
صورة أحمد الجربا مع وفد ائتلاف المعارضة السورية على الطاولة مقابل الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس أصبحت منذ نشرها رمزاً لعلاقة المعارضة السورية مع واشنطن.
زيارة أسبوع
استغرقت زيارة الجربا والوفد المرافق له أسبوعاً، واستغرق الاجتماع مع سوزان رايس ساعة ونصف، وانضم إليه أوباما لفترة ثلاثين دقيقة أكد خلالها الرئيس الأميركي أنه يرفض أي شرعية للرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه لا مكان له في مستقبل سوريا، بالمقابل رحّب الرئيس الأميركي بمقاربة الائتلاف للحوار وشجّع المعارضة السورية على تطوير رؤيتها لحكومة شاملة تضم كل الأطراف السوريين.
أهم ما كان يأمله الائتلاف ورئيسه أحمد الجربا هو التزام الرئيس الأميركي بدعم المعارضة، وقال بيان البيت الأبيض صراحة إن الرئيس الأميركي ومستشارة الأمن القومي عبّرا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في سعيه لإنهاء النزاع وفي تيسير الانتقال السياسي.
نقلت ريم العلاف عضو وفد الائتلاف لـ”العربية” والتي حضرت الاجتماع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما شدد جداً على أمرين هما وحدة المعارضة السورية وتنظيم العلاقة بين الأطراف السياسيين والأطراف العسكريين، وأيضاً شدد على أن الولايات المتحدة لا تنظر إلى سوريا فقط من باب مكافحة التشدد والإرهاب، بل أيضاً يريد أن ينظر إلى المستقبل.
كان أحمد الجربا جاء إلى واشنطن منذ أسبوع وأجرى سلسلة طويلة من المحاضرات، وألقى خطابات عدة شدد في أولها في معهد السلام الأميركي على ضرورة أن تحصل المعارضة السورية على الوسيلة لوقف القصف الجوي والبراميل التي يسقطها النظام السوري على رؤوس السوريين وفيما بقي بعيداً عن ذكر مطلب محدد سئل أكثر من مرة عن طلبه صواريخ مضادة للطائرات، لكنه كان لا يدخل في التفاصيل، لكنه في مقابلة مع “العربية” يوم الأحد أشار إلى أنه يفضل منطقة حظر جوي، بعد ذلك دعا بوضوح في جامعة جورجتاون إلى فرض منطقة حظر جوي لتتمكن المعارضة السورية من السيطرة على أرض محددة بدون تهديد من طيران النظام.
أجرى الجربا لقاءات بعيدة عن الأضواء مع مراكز أبحاث، وذكر نائب وزير الدفاع الاميركي السابق رودي ديليون في مقابلة مع “العربية” أن الجربا طلب بالأخص التزاماً أميركياً، وإن لم تقبل أميركا بالتسليح، ألا تعرقل واشنطن اطرافاً أخرى تريد ان تعطي المعارضة السورية اسلحة تردع القصف الجوي والبراميل.
زيارات الجربا ووفد الائتلاف إلى الكونغرس الأميركي لا تقلّ أهمية عن لقاءاته في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية، فهناك مؤيّدون للمعارضة السورية وهناك مشككون، وقد سعى الجربا إلى تعريف أعضاء الكونغرس بالمعارضة السورية ورؤيتها وشدد على أنه والائتلاف يمثّلون أطياف الشعب السوري ولديهم رؤية لسوريا ديموقراطية تعددية تعيش فيها الأكثرية مع الأقلية بكل حقوقهم، كما كرر رفضه للإرهاب والتطرف.
كان من المهم أيضاً للجربا وأعضاء الائتلاف أن يؤكدوا للأميركيين أنهم الطرف الثالث الذي يستحق المساعدة وأنهم البديل عن النظام الدكتاتوري والتنظيمات الإرهابية، وحذّر الجربا في خطاب بجامعة جورجتاون من أن ما يحدث في سوريا يجب التعامل معه لأن ما يحدث في سوريا لن يبقى في سوريا.
نتائج الزيارة
كما يذكر أن كثيرين توقعوا أن الهدف من زيارة الجربا والوفد المرافق له إلى واشنطن هو طلب مساعدة عسكرية مثل الصواريخ المضادة للطائرات، لكن الجربا ومعدّو الزيارة رسموا إطاراً مختلفاً لها وقالوا لـ”العربية” إن الجربا يريد إقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وإنه يعرف تماماً أن الزيارة ستكون بداية فقط.
ووفقا لمراقبين، يبدو أن الجربا حقق هذا الهدف، لأنه حظي بمعادلة مهمة رسمها بيان البيت الأبيض بعد لقاء أوباما ورايس مع الجربا ووفد الائتلاف، حيث قال من جهة إن “الولايات المتحدة لا تعترف بالانتخابات المقبلة في سوريا”، ومن جهة أخرى “إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المعارضة المعتدلة والشعب السوري في جهدهم لإنهاء هذا النزاع وفي تسهيل الانتقال السياسي”، أما نتائج هذه المعادلة فستظهر لو تماسكت المعارضة السورية وأثبتت جدارتها على الساحة.
قتلى من الجيش والمعارضة بحماة وإدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل عدد من جنود القوات الحكومية السورية في محافظة حماة، وسط البلاد، الأربعاء، في حين قتل عناصر من مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع الجيش في إدلب، شمالي سوريا، وفق ما نقل ناشطون ووسائل إعلام حكومية.
وأفاد “مركز حماة الإعلامي” بمقتل أكثر من 30 جنديا من القوات الحكومية في معارك مع الجيش الحر للسيطرة على موقع “رحبة خطاب” العسكري بريف حماة.
كما أوضح المركز أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة سيطروا على حاجز السد، غربي بلدة خطاب بريف المحافظة، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري.
وذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” أن 4 قتلى على الأقل من الجيش الحر سقطوا خلال الاشتباكات الدائرة في بلدة خطاب بريف حماة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا” عن مصدر عسكري، الأربعاء، أن الجيش السوري قتل “أفراد مجموعة إرهابية مسلحة ودمر معداتهم”، في منطقة سهل الروج بين قريتي البالعة ومسمكة الروج بريف إدلب.
كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري آخر، أن القوات الحكومية قتلت “العديد من الارهابيين” في كفروما وعين لاروز ومحيط جبل الأربعين بريف إدلب أيضا.
وتحدثت الوكالة عن إصابة 5 مواطنين من بينهم طفلان، من جراء اعتداء وصفته بأنه “إرهابي” نتيجة سقوط قذيفة هاون على حي الدويلعة في العاصمة دمشق .
وفي محافظة ريف دمشق اندلعت اشتباكات تستمر الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري في بلدة المليحة ومحيطها، وسط قصف للقوات الحكومية على منطقة الاشتباك، مما أدى إى سقوط قتلى وجرحى، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفيات شمال شرق سورية يُخشى أن تكون ناتجة عن فيروس كورونا
روما (14 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نقل معارض سوري عن مصادر طبية في منطقة الميادين في محافظة دير الزور شمال شرق سورية حصول وفيات هناك يُخشى أن تكون ناتجة عن فيروس (كورونا)
وقال المعارض السوري المستقل، على العبد الله “وفقاً للمصادر الطبية في مدينة الميادين فقد وصل إلى مشافي المدينة تسع حالات مصابة بانفلونزا مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد توفوا بعد يوم من وصولهم إلى المشفى، ويخشى أن يكون فيروس (كورونا) هو السبب في الوفاة”، على حد تعبيره.
وتخشى المعارضة أن ينتقل الفيروس الخطير عبر المقاتلين الأجانب القادمين من خارج سورية، وخاصة القادمين من دول مصابة بهذا الفيروس.
ويعد فيروس (كورونا) أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدره ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد لقاح وقائي أو علاج فعال له.
وظهر الفيروس أول مرة في أيلول/سبتمبر 2012، وسجل إصابة أكثر من 500 شخص في المنطقة، توفي منهم نحو 150 معظمهم في السعودية
المستشار القانوني للائتلاف السوري: استقالة الإبراهيمي تعبير عن انتهاء العملية السياسيةروما (14 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وصف المستشار القانوني لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية استقالة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي بـ”التعبير عن انتهاء العملية السياسية” في سورية
وقال محمد صبرا، المستشار القانوني في الائتلاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن استقالة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي حدث مهم جداً، ويجب عدم النظر إليه على أساس أنه موظف استقال من مهمة فشل فيها، فالاستقالة تعبير واضح عن عدم رغبة المجتمع الدولي بإنهاء المأساة السورية سواء بالعملية السياسية أو بسواها”، حسب رأيه
ورأى صبرا، عضو وفد الائتلاف المفاوض في مؤتمر جنيف2 الذي أشرف عليه الإبراهيمي أنه “سيكون لهذه الاستقالة تداعيات كثيرة على مجمل القضية السورية لأنها تعبير عن انتهاء العملية السياسية بالشكل الذي عرفناه” على حد تعبيره.
وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قد أعلن أمس الثلاثاء استقالة المبعوث الدولي إلى سورية بنهاية الشهر الجاري.
وكان الإبراهيمي (80 سنة) قد استلم الملف السوري كممثل للأمين العام للأمم المتحدة وللجامعة العربية منتصف آب/أغسطس 2012 خلفاً للمبعوث السابق المشترك كوفي أنان الذي أعلن هو الآخر عن استقالته بعد فشل مساعيه لتسوية الأزمة السورية سلمياً
ناشطون معارضون : المئات ماتوا في معتقلات الحكومة السورية
تحذر المنظمة من أن يصبح استهداف الإغاثة الطبية في النزاعات شائعا
قال ناشطون سوريون معارضون إن 850 شخصا ماتوا في معتقلات الحكومة السورية ومراكز الأمن التابعة للنظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن 15 طفلا كانوا بين الضحايا.
وفارق الضحايا الحياة نتيجة للتعذيب أو القتل أو سوء الظروف وسوء المعاملة، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد أن 18 ألف شخص من بين الذين ألقت السلطات القبض عليهم في السنوات الثلاث الماضية قد فقدوا، ويخشى أن الكثيرين منهم قد ماتوا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن “عدد الضحايا في ازدياد لأنه لا توجد إجراءات تتخذ للجم النظام”.
وقال المصدر إنه وثق 847 حالة حتى 13 مايو/أيار أبلغت السلطات السورية عائلاتهم بموتهم.
في هذه الأثناء قالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إن “القوات السورية مسؤولة عن 90 في المئة من الهجمات التي تعرضت لها مراكز صحية في سوريا بعكس الادعاءات القائلة بأن مسلحي المعارضة هم من هاجموها”.
ونشرت المنظمة خريطة تفاعلية توضح الهجمات التي تعرضت لها مستشفيات وعيادات وموظفو صحة في سوريا.
وترتبط الخريطة بلقطات فيديو وتقارير وصور مرتبطة بمئة وخمسين هجوما تعرض لها 124 مركزا صحيا ووثقتها المنظمة منذ بدء الانتفاضة السورية في شهر مارس/آذار عام 2011.
وتشير تقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 488 موظف صحي مدني، وتقول المنظمة إن سوريا هي من أسوأ الأمثلة على استهداف الإغاثة الطبية كسلاح حرب وتحذر من السماح بانتشار هذه الانتهاكات في النزاعات المسلحة.
BBC © 2014