أحداث الأربعاء 16 أذار 2016
«مفاجأة بوتين» تضغط على مسار جنيف… وإيران و «حزب الله»
موسكو، طهران، نيويورك، واشنطن، لندن – «الحياة»
عادت أسراب من الطائرات الحربية الروسية إلى بلادها أمس، بعد يوم من «المفاجأة» التي كشف عنها الرئيس فلاديمير بوتين وتناولت سحب الجزء الأساس من قواته التي أرسلها قبل خمسة أشهر لمنع سقوط الرئيس بشار الأسد. وإذا كانت هذه المهمة قد تحققت فعلاً بعدما استعادت القوات النظامية المبادرة، فإن خلفيات القرار المفاجئ بالانسحاب ظلت محل تحليلات وتكهنات تمحورت حول خلاف بين دمشق وموسكو في شأن تفاصيل «الحل السياسي» الذي تعمل الأمم المتحدة عليه في مفاوضات جنيف الحالية بين النظام والمعارضة، وما إذا كانت إيران على استعداد لخفض وجودها العسكري في سورية وإلى الدفع بـ «حزب الله» لسحب عناصره القتالية من الأراضي السورية في موازاة أي تقدم للمفاوضات بين السوريين.
وستتجه الأنظار مجدداً إلى جنيف اليوم لمعرفة مدى الليونة التي يمكن أن يجدها الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا من وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري، بعدما غابت عن اللقاء الأول الإثنين علامات على قبوله تقديم تنازلات تمس الجوهر، وبالتحديد في شأن «هيئة الحكم الانتقالية». وعرضت المعارضة السورية من جهتها في لقائها الأول مع دي ميستورا بعد ظهر أمس، رؤيتها للحل السياسي، مقدمة مذكرة مفصلة في هذا الشأن، ومبدية استعدادها لمفاوضات مباشرة وجهاً لوجه مع ممثلي النظام، علماً أن المفاوضات الحالية تتم عبر دي ميستورا ومساعديه.
وقال البيت الأبيض أمس إن «المؤشرات الأولية» تدل فعلاً على أن الروس بدأوا تنفيذ انسحابهم من سورية، «لكن لا يزال من السابق لأوانه في هذه المرحلة تحديد مدى تأثير ذلك على الوضع بشكل أوسع»، كما قال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست، الذي أضاف أن روسيا لم تخطر الولايات المتحدة مسبقاً بقرارها الرحيل عن سورية. وأشار إلى أن أميركا تركّز على إحداث تقدم في محادثات الانتقال في سورية و «الروس قالوا الشيء نفسه». ويبدو أن هذا الموضوع سيكون محور محادثات جديدة بين الجانبين، إذ أفادت وكالة إنترفاكس الروسية بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث أزمة سورية مع الرئيس بوتين.
وانعكست تداعيات قرار الرئيس الروسي ليس فقط على مسار مفاوضات جنيف بل أيضاً على الوضع الميداني في داخل سورية، إذ أعلنت «جبهة النصرة» أنها ستبدأ هجوماً على قوات النظام خلال يومين مستفيدة من تراجع القدرات الجوية الروسية المشغولة بترتيبات العودة إلى قواعدها، وسارع «حزب الله» إلى تأكيد أن قوات النظام حققت تقدماً مهماً في محيط مدينة تدمر في وسط البلاد «تحت غطاء جوي روسي»، في إشارة إلى أن خطوة «الانسحاب الجزئي» لا تعني وقف الدعم الروسي للقوات الحكومية. وليس واضحاً بعد كيف سيتعاطى الحزب ميدانياً في سورية مع الانسحاب الروسي، كونه سيكون تحت ضغط متزايد لسحب قواته أيضاً من سورية، وهو أمر ينطبق أيضاً على ميليشيات شيعية عدة تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني وتحارب إلى جانب قوات الأسد. وقال معاون وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في محادثات في طهران أمس، إن خفض عدد القوات الروسية في سورية يأتي في إطار التنسيق بين البلدين وبعد تحقيق «إنجازات ميدانية مهمة في الحرب المشتركة على الإرهاب»، متجاهلاً الإشارة إلى ما إذا كان «حزب الله» سيسحب بدوره فصائل مقاتلة، أو ما إذا كانت إيران ستراجع تواجد الحرس الثوري وأنصاره في سورية.
وذكرت وكالة «فرانس برس» أن أول سرب من الطائرات العسكرية الروسية التي غادرت سورية وصل إلى قاعدة عسكرية قرب فورونيغ جنوب غربي روسيا. ولقي طيارو قاذفات سوخوي- 34 وطائرات النقل تو- 154 العائدون، استقبالاً حاشداً، حيث استقبلهم المئات بباقات الورد والأعلام، بحضور قائد سلاح الجو فيكتور بونداريف وعدد من كبار الضباط. وأكد مساعد وزير الدفاع الروسي الجنرال نيكولاي بانكوف، أن «من المبكر جداً الحديث عن انتصار على الإرهابيين. الطيران الروسي لديه مهمة تقوم على مواصلة الغارات ضد أهداف إرهابية»، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية من قاعدة حميميم في شمال غربي سورية. وتابع أن القوات الروسية والسورية تمكنت من «إلحاق أضرار مهمة بالإرهابيين وأربكت تنظيمهم وقوضت قدراتهم الاقتصادية».
وفي نيويورك (الحياة)، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار روسيا، آملاً في أن تكون له «تبعات إيجابية للتحرك قدماً على مسار العملية السياسية». وحمّل في ذكرى انطلاق الثورة، الأطراف السوريين والإقليميين والدوليين المسؤولية عن عدم العمل على حل سياسي للأزمة «واستخدام» سورية في صراعاتهم، لكنه لم يشر إلى أي مسؤولية للأمم المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بمعالجة الجانب الإنساني من الأزمة. وذكّر بان بأن «السوريين نزلوا إلى الشوارع ليطالبوا بالتغيير السياسي لكنهم قوبلوا بالعنف والقمع».
وقال المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في بيان وزع في نيويورك، إن إعلان الرئيس الروسي «تحديداً في يوم بداية جولة المحادثات السورية- السورية في جنيف، هو تطور مهم جداً نأمل أن يكون له وقع إيجابي على تقدم المفاوضات في جنيف التي تهدف إلى تحقيق حل سياسي للنزاع السياسي وانتقال سياسي سلمي في سورية».
وفي مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق «الثورة السورية» قبل الاجتماع الرسمي الأول مع دي ميستورا، جدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط تأكيد «حرصنا على أن تبدأ هذه المفاوضات (…) بمناقشة هيئة حكم انتقالي»، معتبراً أن تشكيل حكومة «وحدة وطنية» هو «غير مقبول».
ماذا يعني الانسحاب من سورية بالنسبة إلى موسكو؟
موسكو، بيروت – أ ف ب
تعكس لقطات عودة أولى الطائرات المقاتلة الروسية من سورية على شاشات التلفزيون انطباعاً بأن «المهمة أنجزت»، لكن يبقى بعض الأسئلة حول قرار فلاديمير بوتين سحب «الجزء الأكبر» من قواته.
فهل يشكل القرار الأخير للرئيس الروسي انسحاباً أو تراجعاً تكتيكياً بسيطاً؟ وهل تراجع دعم الكرملين للرئيس السوري بشار الأسد؟
أعلن بوتين منذ البداية أن تدخل القاذفات والمقاتلات التابعة للجيش الروسي سيكون محدوداً. وبعد أكثر من خمسة أشهر على بدء الغارات الجوية، تغيرت الأوضاع العسكرية على الأرض، واستعاد الجيش السوري تفوقه، بعد النكسات التي مني بها منذ ربيع العام 2015.
بالنسبة إلى موسكو، فقد حان الوقت للعودة إلى «المسار السياسي»، وترجمة التوازن الجديد للقوى ميدانياً على طاولة المفاوضات.
وهناك ذريعة إضافية، فقد حقق الجيش الروسي بعد آلاف الغارات الجوية، انتصاراً سهلاً من دون أضرار مع مقتل ثلاثة جنود فقط.
لكن قوات النظام السوري لم تستعد السيطرة على كامل حلب، ثانية مدن البلاد، والخطر كان كبيراً للتورط في محاولة الدفع أكثر باتجاه ذلك.
وكما يلخص بقساوة رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية» فيودور لوكيانوف، فإن الرسالة إلى دمشق واضحة: «نحن لا ننوي القيام بكل الأعمال من أجلك».
من جهته، يقول كريم بيطار، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في «معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية» في باريس، إن «بوتين حقق أهدافه، وهي التوطيد والسيطرة على سورية المفيدة»، أي المناطق المأهولة في وسط سورية وغربها.
والنقطة الأخيرة هي المال، عصب الحرب. وتشير تقديرات صحيفة «آر بي كاي» الروسية، إلى أن كلفة الحملة العسكرية تلبغ 2.5 مليون دولار في اليوم الواحد. ما يشكل نفقات لا يستهان بها بالنسبة إلى هذا البلد الذي يستعد للعام الثاني على التوالي لركود اقتصادي مع انتفاء أي أمل في تحسن ملحوظ لأسعار النفط المنخفضة.
وأعلن بوتين انسحاب غالبية قواته، لكنه شدد على الاحتفاظ بـ «موقع لوجستي جوي» في قاعدة حميميم العسكرية.
ومع أن الكرملين لم يعلن مطلقاً في شكل رسمي عديد عناصره أو طائراته المنتشرة هناك ولم يؤكد كم سيعود منهم، قدّر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الروسي عدد القوات التي ستبقى منتشرة في سورية بأكثر من 800.
كما أن الجيش الروسي سيحتفظ أيضاً في المكان بمنظومة صورايخ «أس 400» المضادة للطائرات. بعبارة أخرى، بدلاً من الانسحاب، يجب التحدث عن خفض وجود موسكو العسكري.
بدوره، يقول الخبير في مركز «كارنيغي» في موسكو أليكسي مالاشينكو، إن الكرملين ليس مقيد اليدين.
ويضيف أن «قرار سحب القوات، الذي بدا أنه غير متوقع في البداية، لا يمكن أن يكون تم اتخاذه من دون التشاور مع الولايات المتحدة، فهو نتيجة تسوية صعبة. لكنها إذا لم تعمل، فلا شيء يمنع موسكو من إرسال قواتها الجوية إلى سورية».
ولكن بيطار يعتبر ذلك «مؤشراً إلى التهدئة» مضيفاً أن «هناك مخاوف روسية من الغرق في مستنقع في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «تجربة التدخلات الأجنبية في المنطقة تؤكد أنه ستكون ردود فعل عنيفة».
وكما في كل مرة تحرك روسيا قطعة على رقعة الشطرنج السورية، يسارع المراقبون إلى التدقيق في مؤشرات على وجود تغير في الدعم الروسي للأسد.
ويتابع بيطار: «لا أعتقد أن الروس في طريقهم للتخلي عن الأسد. إنها كمن ينظر إلى تمنياته كحقائق ليؤكد ذلك الآن».
ومع ذلك، أشار العديد من الخبراء إلى أن الرئيس السوري يزعج بعض الأحيان موسكو، وأن روسيا تريد زيادة الضغوط عليه في بداية مفاوضات السلام، الأمر الذي نفاه الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم.
وتقول ساره لاين من «المعهد الملكي للخدمات المتحدة» في لندن، إن «مسألة رحيل الأسد أو بقائه في السلطة تشكل نقطة خلاف ضخمة تستمر في عرقلة المفاوضات في جنيف».
وختمت: «أعتقد أن الانسحاب الروسي يهدف إلى تسريع المناقشات في شأن الانتقال السياسي».
من جهة ثانية، يرفع إعلان روسيا المفاجئ سحب الجزء الأكبر من قواتها من سورية، معنويات الناشطين والفصائل المقاتلة الذين يعتبرون قرار موسكو بمثابة «نكسة» لقوات النظام، على رغم شكوكهم في دوافع حليفة دمشق.
ويقول القائد المحلي في فصيل «جيش التحرير» في محافظة حماة (وسط) رائد العلوي، إن «المعنويات مرتفعة إلى أعلى حد، والنظام لن يتمكن من الصمود وحده»، ويؤكد العلوي «هذا انتصار للشعب السوري»، ليضيف مستطرداً «روسيا لم تهزم ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها».
ويعبر القيادي المحلي في فصيل «الجبهة الشامية» مضر نجار، عن سعادته بالانسحاب الروسي. ويقول إن «هزيمة الروس معنوية، وتظهر أنهم لم يتمكنوا من القضاء على الثورة»، ويؤكد أن «الثورة مستمرة حتى إسقاط النظام».
ومنذ بدء التدخل الروسي في 30 أيلول (سبتمبر) 2015، «قتل مدنيون ودمرت مستشفيات ومدارس فضلاً عن البنية التحتية». وفي بداية الشهر الجاري، وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 1733 مدنياً من جراء الغارات الروسية».
ويقول أبو أنس، الناشط في مدينة داريا الواقعة تحت حصار قوات النظام في جنوب دمشق، «بالطبع نشعر بالسرور نوعاً ما، إلا أن الشعب لا يثق بالروس».
ويؤكد أبو إبراهيم، القيادي في فصيل «اللواء العاشر» المتواجد في ريف اللاذقية الشمالي (غرب) أن «قرار الانسحاب كان مفاجئاً، ولم نر تبعاته على الأرض حتى الآن». ويضيف: «لا يجب أن نكون عاطفيين، وأنا لا أراها هزيمة» للروس.
ويعتقد أبو إبراهيم أن الإعلان الروسي مرتبط أساساً بالمفاوضات في جنيف. ويقول: «أنا في حيرة من أمري، ولدي شكوكي، فهناك أمر ما سيحصل»، مضيفاً «روسيا لا تتصرف بطريقة عشوائية، هناك أمر ما تحت الطاولة، ولا يمكن أن ينسحبوا من دون مقابل».
أما من جهة النظام، يقر ضابط في الجيش السوري طالب عدم الكشف عن اسمه بأنه «لا نعرف ماذا حدث».
الحملة الروسية… ما لها وعليها
موسكو – رائد جبر
ماذا حققت موسكو من الحملة العسكرية في سورية؟
يبدو الجواب عن السؤال الأكثر تردداً حالياً، واضحاً من وجهة النظر الروسية. لكن مساراته تتشعب ويبدو متناقضاً عندما تتصدى له الأطراف الأخرى خصوصاً في طرفي المعادلة، فلا النظام يبدو مقتنعاً بأن «موسكو أنجزت المهمة»، ولا المعارضة تخفي «شماتتها» بما وصفه بعضهم «بدء الانكفاء الروسي».
وفي الحالين، يخطئ الطرفان كما يقول خبراء روس لأنهما «يريدان أن يخلعا على سياسة الكرملين أمنياتهما».
خلف التباين في الأرقام والمعطيات التي يقدمها العسكريون الروس بصفتها «حصاد الحملة» يؤكد مقربون من الكرملين أن التدخل الروسي المباشر في سورية كان منذ بدايته في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي «محدوداً زمنياً»، يرتبط بإحداث تغييرات محددة على المشهد، وهو أمر تم تنفيذه بالكامل وبنجاح واضح.
وليس مهماً أن يقول وزير الدفاع سيرغي شويغو أن الطيران الروسي ساعد في «تحرير» 400 بلدة، بينما يقول نائبه الموجود في قاعدة حميميم نيكولاي بانكوف أن البلدات التي انتقلت إلى سيطرة النظام بلغ عددها 200. الأهم من هذا التباين أن الكرملين يبدو مرتاحاً تماماً للنتائج، بصرف النظر عن عدم توجيه الضربة القاضية للإرهاب بحسب عنوان الحملة.
ويرى خبراء قريبون من مركز صنع القرار الروسي أن التدخل المباشر نجح في إسقاط نظرية إطاحة النظام عن طريق استخدام القوة، وبدل ملامح المشهد الإقليمي والدولي بما يضمن مكانة أساسية لموسكو ليس فقط في تسوية الملف السوري بل وفي رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد. وتبدو موسكو مطمئنة حالياً لتسليم الغرب نهائياً بدورها الجديد، كذلك عبر تأمين التواجد العسكري الدائم في قاعدتي حميميم وطرطوس بما يلبي مصالح مواجهة حلف شمال الأطلسي جنوباً، وتأمين تحركاتها في المتوسط. بهذا المعنى لا تكون موسكو انكفأت في سورية، بل فتحت على مرحلة جديدة من إدارة الصراع.
ويبدو أن المفاجأة كانت تكمن ليس في القرار الروسي بل في توقيته، مع انطلاق جولة المفاوضات الجديدة في جنيف، وبعد تصريحات نارية أطلقها ممثلو النظام.
يلفت البعض إلى أن موسكو تعتبر أن الإنجازات التي تحققت حتى الآن يمكن أن تتعرض لهزات في حال فشل المفاوضات وبدء بعض الأطراف البحث عما وصف بـ»الخيارات البديلة»، وفي هذا الإطار فإن سيناريو تسليح المعارضة بأسلحة أرض – جو كان يمكن أن يسفر عن انزلاق الروس إلى مواجهة أوسع كما يقول معلق عسكري، مشيراً إلى إعلان موسكو السبت الماضي عن أن إسقاط مقاتلة «ميغ» السورية كان باستخدام صاروخ أرض – جو محمول.
ومن مكاسب الانسحاب الحالي، انخراط موسكو كلاعب أساس في التسوية، وهذا يفسر حرص الرئيس فلاديمير بوتين على ربط قراره «العسكري» بتوجيه أوامر إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف بتكثيف الجهد لإنجاح العملية السياسية. وتأمل موسكو بتخفيف الضغط الغربي عليها بعد التطور. بينما كان يمكن لاستمرار العملية أن تفاقم من مشكلتها ولا تحقق لها مكاسب إضافية.
يبقى السجال في شأن مصير الأسد، خصوصاً على خلفية التباين بين إعلان دمشق عن «تنسيق روسي – سوري لتقليص التواجد» وتأكيد الكرملين أن «بوتين أبلغ نظيره السوري بالقرار الروسي». ويعتبر خبراء روس أن أداء النظام في جنيف وما بعده ستكون له أهمية كبرى في تحديد مستقبل الرهان عليه.
الحياة
للمرة الأولى منذ بدء محادثات جنيف: دي ميستورا يلتقي معارضين بينهم قدري جميل
جنيف – أ ف ب
يلتقي الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، اليوم، وفداً ثانياً من المعارضة السورية يضم نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل المقيم في موسكو، وذلك للمرة الأولى منذ بدء المحادثات التي اقتصر حضور وفد المعارضة فيها على الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال عضو في الوفد الممثل لـ«الجبهة الشعبية للتحرير» التي يعد جميل أبرز قياداتها: «تلقينا دعوة للمشاركة في محادثات جنيف وسنلتقي المبعوث الخاص عند الساعة السادسة من مساء اليوم».
تركيا تؤيد وحدة سورية وتعتبر إعلانات الاتحاد الانفرادية «باطلة»
أنقرة – رويترز
قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن بلاده تدعم وحدة سورية، وأن أي خطوات منفردة مثل إعلان اتحاد من جانب واحد تعد «باطلة». جاء ذلك وسط توقعات بأن يعلن الأكراد السوريون، اليوم، قيام نظام اتحادي في شمال البلاد.
وقال المسؤول التركي إن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سورية ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.
وفي وقت سابق، قال المسؤول الكردي السوري إدريس نعسان إن من المتوقع أن تعلن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون النظام الاتحادي اليوم.
قبرص ترفض اتفاقاً أوروبياً – تركياً حول الهجرة
نيقوسيا، أثينا، باريس – أ ف ب، رويترز –
أعلن الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس إثر لقائه رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك في العاصمة القبرصية نيقوسيا أمس، أن بلاده «لا تعتزم الموافقة» على مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن الهجرة، في غياب تنازلات من تركيا حول الأزمة في الجزيرة.
وصرح أناستاسيادس أن «قبرص لا تعتزم الموافقة على فتح فصول جديدة» في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «ما لم تحترم تركيا التزاماتها».
وتُعدّ قبرص من بين الدول الأوروبية الأكثر اعتراضاً على مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في القمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 7 آذار (مارس) الماضي، بسبب خلافها القديم مع أنقرة حول الجزيرة المقسمة منذ احتلال تركيا للقسم الشمالي منها عام 1974. ويُفترض عقد قمة جديدة يومي الخميس والجمعة في بروكسيل، حيث سيحاول الاتحاد الأوروبي وتركيا خلالها وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي ينص على عودة كل المهاجرين الجدد الذين انطلقوا من تركيا إلى أراضيها، ومن بينهم طالبي اللجوء.
في المقابل، يتضمن مشروع الاتفاق إمكان «فتح فصول جديدة بأسرع ما يمكن» في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وصرح تاسك بعد لقائه الرئيس القبرصي، أن «الاقتراح التركي الذي تم التوصل إليه مع ألمانيا لا يزال في حاجة إلى تعديل، بحيث يحظى بموافقة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والهيئات الأوروبية». وأضاف تاسك أن «الهدف هو إنهاء المحادثات بحلول الخميس أو الجمعة لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. وإحدى النقاط الأساسية العالقة هي مسألة الشرعية». وبعد نيقوسيا، توجه تاسك أمس إلى أنقرة لمواصلة المحادثات مع المسؤولين الأتراك.
وشدد الرئيس القبرصي على أنه من «غير المناسب، بل من غير المقبول نقل مسؤولية أزمة الهجرة لتصبح على عاتقي أو على عاتق الحكومة القبرصية».
إلى ذلك، اعلن رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس أمس، أن بلاده ستدعو الجمعة خلال القمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسيل، إلى «تعاون فاعل» مع أنقرة بشأن استقبال اللاجئين، إلا أنه «لا يمكن القبول بأي ابتزاز» من تركيا. وأضاف فالس أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، أنه يجب أيضاً ألا يؤدي هذا التعاون «إلى التزام إضافي من قبل فرنسا»، مضيفاً أن بلاده ستنفذ ما وعدت به باستقبال 30 ألف لاجئ «لا أكثر ولا أقل».
كما دافع فالس عن الموقف الفرنسي المطالب بدفع مساعدات لليونان التي تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين لتتمكن من تعزيز حدودها، كما أشاد بـ «الالتزام الكبير» لتركيا بـ «استعادة كل المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى أوروبا».
في غضون ذلك، أعلنت الشرطة المقدونية أنها أعادت إلى اليونان حوالى 1500 لاجئ ومهاجر عبروا الحدود أمس.
وقال مسؤول في الشرطة إن معظم المهاجرين الذين غادروا مخيماً موقتاً عند بلدة إندوميني الحدودية في شمال اليونان أول من أمس والتفوا حول سياج حدودي، أعيدوا إلى اليونان.
وقال نائب وزير الدفاع اليوناني ديميتريس فيستاس أمس، إنه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي ما إذا كان المهاجرون الذين غادروا المخيم وعبروا إلى مقدونيا أعيدوا إلى اليونان.
وذكر مراسلون ومسؤولون في جمعيات إغاثة، إن المهاجرين تُركوا عند الحدود اليونانية. وأشاروا إلى وجود مهاجرين على جانبي الحدود المقدونية- اليونانية.
وعلق 12 ألف شخص، من بينهم آلاف الأطفال في معسكر عند بلدة إندوميني الحدودية بعد إقفال مسارهم المؤدي إلى دول الاتحاد الأوروبي، في أعقاب إغلاق مقدونيا ودول أخرى حدودها على طول مسار غرب البلقان.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس أمس، أنه «لا يوجد أي فرصة» لإعادة فتح الحدود بين دول البلقان. وحض المهاجرين على الانتقال إلى مراكز الاستقبال التي أنشأتها الدولة.
المملكة تدين استمرار انتهاكات وجرائم النظام السوري
جنيف – «الحياة»
دانت السعودية استمرار الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام السوري وأعوانه، من تعذيب وإخفاء ممنهج وتدمير وتشريد وقتل وإرهاب طوال خمس سنوات أدت إلى سقوط نحو 400 ألف قتيل ونحو مليون جريح، وتشريد ونزوح ولجوء أكثر من 12 مليون شخص، الأمر الذي عدته اللجنة الدولية للتحقيق في سورية انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني يصل إلى اعتباره جريمة حرب.
وقال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيصل طراد في بيان ألقاه اليوم (الثلثاء) خلال الحوار التفاعلي لمجلس حقوق الإنسان مع اللجنة الدولية للتحقيق في سوري إن «المملكة بذلت جهوداً حثيثة بالتعاون مع مجموعة أصدقاء سورية لتخفيف معاناة الشعب السوري على الأصعدة الإنسانية كافة، إذ بلغ حجم ما قدمته من مساعدات نحو 800 مليون دولار»، مشيراً إلى أن المملكة أسهمت بفاعلية في فريق العمل الذي جرى إنشاؤه طبقاً لبيان ميونيخ لدعم جهود الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة .
وتابع السفير فيصل طراد أنه «على رغم النجاحات التي تحققت لتخفيف معاناة الشعب السوري، إلا إننا نعبر عن استيائنا وندين استمرار النظام السوري في تأخير إجازة تصاريح المساعدات، وعدم إجازة المواد الطبية اللازمة للمناطق المحاصرة، خصوصاً منطقة داريا التي يحاصرها النظام».
وأضاف طراد أن «السعودية أيدت اتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية (الرئاسة المشتركة) منذ 27 شباط (فبراير) الماضي، وأننا إذ نرحب بما جرى بذله من جهود للحفاظ على هذه الهدنة خصوصاً درجة الالتزام الذي أظهرته المعارضة السورية المعتدلة، إلا أننا لا يمكن إلا أن نسجل قلقنا الشديد من استمرار النظام والقوات الداعمة له في تسجيل اختراقات يومية للهدنة من غارات جوية واستخدام البراميل المتفجرة، واستغلال فترة الهدنة للحصول على مواقع إضافية».
وطالب سفير المملكة بضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2268، مؤكداً أن «التزام النظام وأعوانه بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري، سيوفر بيئة داعمة للعلمية السياسية التي بدأت في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة وصولاً لاتفاق كامل مبني على مبادئ (جنيف 1)، الأمر الذي سيحقق تطلعات الشعب السوري لبناء مستقبل جديد لهذا البلد لا يكون لبشار الأسد دور فيه مع التأكيد على المحافظة على مؤسسات الدولة».
واختتم السفير طراد بيانه بإعادة التأكيد على موقف السعودية الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية، مجدداً الدعوة إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤوليته التاريخية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمساءلة ومحاسبة بشار الأسد ونظامه وأعوانه عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية ودعمهم للإرهاب ونشره في مناطق الجوار، وتقديمهم إلى العدالة الجنائية الدولية.
إنسحاب دفعة مقاتلات روسية من سوريا كيري: أفضل فرصة لإنهاء 5 أعوام من الحرب
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
أنهت الحرب السورية أمس عامها الخامس من غير أن تظهر بارقة أمل حقيقية في أمكان التوصل الى حل قريب للصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 270 ألفاً وشرد ملايين السوريين في الداخل والخارج. ولا تزال الهدنة الهشة التي فرضها اتفاق اميركي – روسي الشهر الماضي، هي بصيص النور الوحيد فيما لا تزال المحادثات الجارية في جنيف في مراحلها الاستكشافية ولم تتطرق بعد الى جوهر المسائل الخلافية.
وأمس، عادت الدفعة الاولى من المقاتلات الروسية المقرر سحبها من قاعدة حميميم في ريف اللاذقية بغرب سوريا الى قاعدة جوية قرب فورونيج في جنوب غرب روسيا. ومع تأكيد واشنطن ان روسيا التزمت سحب مقاتلاتها كما أمر به الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين، يتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو الاسبوع المقبل للبحث في اعطاء دفع جديد لمحادثات السلام الجارية في جنيف. وطالبت دمشق التي قالت إن الخطوة الروسية تمت بالتنسيق معها، واشنطن بممارسة الضغط على الأطراف الذين يعارضون عملية السلام في سوريا.
وبث التلفزيون الروسي لقطات تظهر الدفعة الأولى من طائرات “سوخوي-34” وهي تعود من سوريا وتهبط في القاعدة الروسية.
واستقبل ما بين 200 و300 من العسكريين والصحافيين والنساء الطيارين العائدين ملوحين بالورود والأعلام الروسية والبالونات الحمر والبيض والزرق وهي ألوان علم روسيا. وشارك اثنان من الكهنة في الاستقبال أيضاً.
وشوهد ستة طيارين على الأقل يعتمرون خوذاً بيضاء ويرتدون سترات طيران وهم يترجلون من ثلاث طائرات. وأحاط بهم المستقبلون قبل أن يقذفوهم عالياً في الهواء احتفالاً بعودتهم. وعزفت فرقة موسيقية عسكرية أناشيد وطنية.
وأعلن القائد الأعلى للقوات الجوية الفضائية الروسية الجنرال فيكتور بونديريف خلال مراسم الاستقبال أن “قوات الجيش السوري والتحالف والمعارضة كافية لمواصلة تدمير قوى الإرهاب”.
ليس ضغطاً على الأسد
ومع تزايد التكهنات عن الأسباب التي حدت بوتين الى إتخاذ قرار سحب القوة الجوية الروسية الرئيسية من سوريا، نفى الكرملين أن يكون القرار يستهدف ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن الرئيس الروسي لم يناقشه مع نظرائه الدوليين.
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف رداً على سؤال عما إذا كان قرار بوتين يشير إلى عدم ارتياح موسكو الى موقف الرئيس السوري: “لا ليس الأمر هكذا… إنه قرار اتخذه الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية، اعتماداً على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا”.
وأضاف أن قسماً من العسكريين الروس سيبقى في قاعدتي حميميم وطرطوس. وكشف أن عدد طلعات الطيران الروسي في سوريا تراجع بمعدل الثلثين، ولا داعي للحفاظ على القوات الروسية في سوريا بحجمها السابق. ولفت الى أن الرقابة على وقف النار في سوريا مهمة صعبة جداً، وأن العسكريين الروس يتولون هذه المهمة مع العسكريين الأميركيين.
وأوضح أن المهمة الرئيسية لموسكو في سوريا في المرحلة الراهنة تكمن في المساهمة بمنتهى الفاعلية في عملية التسوية السلمية.
الى ذلك، قال كبير موظفي الكرملين سيرغي إيفانوف أن القوات الروسية المتبقية في سوريا ستحظى بحماية جيدة، بما في ذلك منظومة “إس-400” للدفاع الجوي.
الموقف الأميركي
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بان “المؤشرات الاولية تدل على ان روسيا تنفذ قرارها” بالانسحاب، مع وصول طلائع المقاتلات الروسية التي كانت منتشرة في سوريا الى روسيا.
وقال إن وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” تحدثت عن مشاهدة “عدد من المقاتلات الروسية تغادر سوريا وتعود الى روسيا” لكن ذلك لا يصل الى درجة سحب “اعداد كبيرة من القوات الروسية”.
وتوخى المسؤولون الاميركيون الحذر في تقويمهم لقرار بوتين.
وأكد ايرنست ان “روسيا لم تقدم اشعاراً مباشراً مسبقاً” باعلانها، على رغم انه كان مقرراً اجراء محادثة هاتفية مع بوتين.
وتحدث عن توتر في دعم روسيا لانهاء النزاع من طريق التفاوض ودعمها العسكري للاسد. واعتبر انه “من المبكر جداً تقويم تأثير ذلك (لانسحاب الروسي) على موقف الحكومة السورية التفاوضي” في محادثات السلام.
ويتوجه كيري إلى روسيا الأسبوع المقبل كي يغتنم ما وصفه بأنه ربما كان أفضل فرصة منذ سنوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وأبلغ الصحافيين أنه سيجتمع مع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في موسكو. وأضاف: “اليوم بينما نشهد الذكرى الخامسة لبدء هذه الحرب المروعة… ربما نحن في صدد أفضل فرصة لاحت لنا خلال سنوات لإنهائها”. ولاحظ انه “مع تماسك اتفاق وقف الأعمال العدائية إلى حد بعيد وإعلان روسيا أنها ستسحب نصف قواتها فوراً بل ربما أكثر من ذلك من سوريا… ومع انعقاد المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف… نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية”.
دمشق
وفي دشق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مستشارة الأسد بثينة شعبان أن دمشق تتوقع أن تمارس الولايات المتحدة مزيداً من الضغوط على الأطراف الذين يعارضون عملية السلام في سوريا.
وقالت إن انسحاب القوات الروسية من سوريا خطوة طبيعية وإن دمشق ترحب بالتنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وفي علامة على أن الطائرات الحربية الروسية لا تزال ناشطة في سوريا، وردت أنباء عن دعم روسي جوي كثيف لمساعدة الجيش السوري على تحقيق مكاسب عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قرب مدينة تدمر الأثرية.
اتساع المواجهة مع الأكراد بجنوب شرق تركيا وأنقرة تربط “وحدات الحماية” بالتفجيرات
كما في الهجوم السابق في شباط، أصرت السلطات التركية على ربط “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” الكردية بتفجير أنقرة. واتخذت المواجهة المفتوحة مع هذا الحزب في جنوب شرق البلاد أبعاداً أشدّ خطورة باتساع نطاقها الجغرافي والعسكري.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية التركية أن منفذة الهجوم انتمت الى “حزب العمال الكردستاني” منذ عام 2013، ومن ثم “انتقلت إلى سوريا وتلقت تدريباً إرهابياً لدى وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية”.
ومع سيطرة الهاجس الأمني على البلاد، أقفلت الشرطة التركية جسر البوسفور الذي يربط آسيا وأوروبا للاشتباه في سيارة مشبوهة وتبين في ما بعد خلوها من المتفجرات.
وواصلت الشرطة التركية حملتها الأمنية فأوقفت 55 شخصاً على صلة بـ”حزب العمال الكردستاني” في ست محافظات على الأقل.
واتسعت المعارك بين قوى الأمن التركية والمقاتلين الأكراد واستخدمت فيها الدبابات وطائرات الهليكوبتر والمدرعات. وكانت المعارك الأعنف في ديار بكر، وامتدت كذلك إلى باغلار.
دو ميستورا بدأ نقل الافكار بين وفدي دمشق والمعارضة
جنيف – موسى عاصي
بدأت مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا نقل وجهات النظر بين الوفود المشاركة في حوار جنيف مع انعقاد الجلسة الأولى بين الفريق الاممي ووفد الهيئة العليا للمعارضة السورية وتسلمه تصور هذا الوفد للحل. وخلال اللقاء نقل المبعوث الدولي الى الأخير الورقة التي تسلمها الاثنين الماضي من الفريق الحكومي، ومن المقرر ان يستقبل قبل ظهر اليوم وفد الحكومة لتسليمه ورقة المعارضة من جهة واطلاعه على ردود فعلها على الورقة الحكومية.
وقد اطلعت “النهار” على الخطوط العريضة للورقتين، ولم يظهر بينهما أي قاسم مشترك. وترتكز الورقة الاولى على قراءة الحكومة السورية للقرار 2254 القائم على ثلاث مسلمات، حكومة جديدة ودستور جديد وانتخابات بعد 18 شهراً، وتقول القراءة السورية الحكومية إنه من غير المسموح بموجب الدستور السوري نقل أي صلاحية من صلاحيات الرئيس الى أي هيئة حكم، وأن ذلك يحتاج الى دستور جديد يحدد شكل النظام وتوزيع الصلاحيات، والى ان يتم ذلك لا يمكن تشكيل هيئة كما يطالب وفد المعارضة بصلاحيات كاملة بما فيها صلاحيات الرئيس، مما يعني أن الوفد الحكومي لا يرى أي امكان لتشكيل الهيئة التي يطلبها وفد المعارضة والبديل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية تضم جميع الاطراف وتتولى وضع دستور جديد، وعلى اساسه تجرى الانتخابات.
وفي الجانب الآخر، لا يدخل الدستور الحالي في الحسبان، فالورقة التي قدمت باسم المعارضة الى المبعوث الدولي ترتكز على المطلب الوحيد تشكيل الهيئة الانتقالية الكاملة الصلاحيات، وهذه الهيئة، التي لن يكون فيها أي دور للرئيس السوري بشار الاسد أي دور، تضع الدستور الجديد وتنظم الانتخابات المقبلة، وفي نهاية المطاف “لا مكان للرئيس السوري في المشهد السوري”. وتضمنت ورقة وفد الهيئة العليا بنداً يتعلق بفصل الملف الانساني عن الحوار السياسي الجاري في جنيف.
وبعد الجلسة أعلن دو ميستورا أنه تبادل الافكار مع الوفد المعارض في شأن الانتقال السياسي وانه يريد افكاراً من جميع الاطراف. في حين طالب عضو الوفد المفاوض جورج صبرا الحكومة السورية بأن تضع أفكارها في شأن الانتقال السياسي.
وتعقد صباح اليوم جلسة ثانية مع الوفد الحكومي، ومساء يستقبل دو ميستورا ثمانية ممثلين لوفد القوى الديموقراطية العلمانية، ويشكل هؤلاء الوفد الثاني للمعارضة السورية.
وصرح الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط بأن المعارضة “ليست ضد” المحادثات المباشرة مع الحكومة السورية.
ارتياح إلى القرار الروسي
الى ذلك، أرخى القرار الروسي سحب جزء من القوات من سوريا بظلال ايجابية على حوار جنيف، واتسع هامش الترحيب به وبانعكاساته على المسار الحواري ليشمل المبعوث الدولي إلى جانب الناطقين باسم وفد الهيئة العليا للمعارضة. لكن أوساطاً ديبلوماسية في جنيف رأت أن ردود الفعل على القرار مبالغ فيها، ورجحت أن ما يقوم به الروس لا يعني الكثير من التغيير في الاستراتيجية العسكرية، خصوصاً أن ما يسحب من قوات مرتبطة فقط بسلاح الجو و”هناك عدد كبير من الطائرات الروسية في سوريا” وهذا السلاح قادر على العودة بسرعة الى الميدان.
وتلقف دو ميستورا القرار الروسي ليستخدمه في خانة دفع الحوار الذي يرعاه، وقال ان قرار الرئيس فلاديمير بوتين مع بداية جولة الحوار يمثل تطوراً مهماً “نأمل أن يكون له تأثير ايجابي على سير المحادثات التي تهدف الى حل سياسي وانتقال سلمي في البلاد”.
الجعفري: لا يحق لأحد احتكار تمثيل “المعارضة” في جنيف
أكد رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري، يوم الأربعاء، أنه لا يحق لأي فصيل من فصائل “المعارضة السورية أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع فصائل المعارضة”، موضحاً في الوقت نفسه أن سحب روسيا لجزء من قواتها تم بالتنسيق مع دمشق وهو لم يكن مفاجئاً.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي في جنيف بعد لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، “تعمقنا اليوم في المناقشات وضرورة إيلاء الأهمية الكافية لضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية”، مبيناً أنه “لا يحق لأحد أن يحتكر الصفة التمثيلية للمعارضات، وفي جميع الأحوال هذا الموضوع من صلاحيات ومهام وولاية المبعوث الأممي”.
وجواباً على سؤال حول تطرق الحديث خلال الجلسة إلى ضبط الحدود السورية التركية، واستمرار تسلل مسلحين من الجهة التركية، قال الجعفري: “بحثنا هذا الموضوع مع دي ميستورا وشددنا على ضرورة احترام حيثيات القرار 2254 بكامله، وليس بصفة انتقائية”.
وأضاف الجعفري: “لم نتحدث فقط عن استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الآتين من تركيا وإنما تحدثنا عن الإرهابيين الذين ترعاهم إسرائيل في المنطقة الفاصلة في الجولان، والإرهابيين الذين يأتون من الأردن، وطلبنا من دي ميستورا أن يعمل مع الأطراف الأخرى التي تدعي أنها تريد إنهاء سفك الدم السوري لكي يوقفوا هذا الانتهاك الصارخ لأحكام القرار 2254 وبياني فيينا”.
ولفت الإنتباه إلى أن القرار الروسي بسحب جزء من قواتها المتواجدة في سوريا، “اتخذ بالتعاون وبقرار مشترك من قبل الرئيسين (السوري) بشار الأسد و(الروسي) فلاديمير بوتين، وهو قرار سياسي مشترك اتخذته دمشق وموسكو بالتعاون.. بالتالي لم يكن مفاجئا لنا.. وأصدقاوءنا وحلفاوءنا الروس جاؤوا إلى سوريا بقرار اتخذ بالتعاون وبشكل مشترك”.
وحول ما تم تداوله حول نية الأكراد السوريين إقامة “حكم اتحادي” شمال سوريا، وتأثير ذلك على الحوار في جنيف، قال الجعفري، إن “المرجعيات الرئيسية في الحوار السوري السوري غير المباشر تمنع إثارة مثل هذه السيناريوهات، وما نتحدث عنه هنا هو كيف نحافظ على وحدة سوريا ونحترم استقلالها وسلامتها، وكذلك وحدة الأراضي والشعب السوري، لذلك لن أعلق على هذا البيان الأحادي الذي يأتي من هنا وهناك”.
وفي سياق متصل، أكد الجعفري أن “وفد الجمهورية العربية السورية لن يجلس مع إرهابي في مفاوضات مباشرة، وكبير مفاوضي وفد الرياض هو إرهابي (في إشارة إلى القيادي في جيش الإسلام محمد علوش).”
من جهة ثانية، يلتقي دي ميستورا، اليوم، وفداً ثانياً من “المعارضة” يضم نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل المقيم في موسكو.
وقال العضو في الوفد الممثل لـ”الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” فاتح جاموس، والتي يعد جميل ابرز قياداتها: “تلقينا دعوة للمشاركة في محادثات جنيف”.
وأكد جاموس أن الدعوة الى مشاركة “الجبهة” في المفاوضات تأتي في اطار “استكمال تمثيل اطياف واسعة من المعارضة السورية” وتثبت دخول المفاوضات “مرحلة الجديدة”.
وقال: “نحن نمثل وفدا ثانيا من المعارضة السورية، لأن هناك انقسام كبير في صفوف المعارضة”، مشدداً على ضرورة “استكماله بتمثيل المكون الكردي”.
واعتبر ان وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” يطرح اشتراطات “نعتبرها على النقيض من مبدأ التوافق، كاشتراط رحيل الرئيس السوري وكيفية رؤيتهم للمرحلة الانتقالية”.
(سانا، روسيا اليوم، أ ف ب)
دي ميستورا أمام معضلة «5 مقابل 8».. ولافروف يشيد بالسعودية
«جنيف السوري»: رهان على الوقت ومفاعيل مفاجأة بوتين
محمد بلوط
إستراتيجية واحدة للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: كسب الوقت، وتأجيل المواجهة بين وفد الرياض والوفد الحكومي السوري، في الجولة الثانية من «جنيف 3»، وانتظار أن ينجز الروس والأميركيون بأنفسهم عملية جنيف، من دون إرهاق الأمم المتحدة.
وحده دي ميستورا وجد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في مفاوضات جنيف، فيما لا يزال السوريون بطرفيهم، الحكومي والمعارض، يراوحون في المكان الذي لم يغادروه منذ إخفاق جولات جنيف الماضية بإحداث أي اختراق، بل إن أحداً من الوفدين لا يعلم، إلا عبر ما سلف من مواقف، أين يقف الوفد الآخر.
ومن الواضح أن الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا يحاول قدر الإمكان، في غياب الأفكار والمبادرات العمل على كسب الوقت، إذ تجنب حتى الأمس، كما يجدر بالديبلوماسي الذي بات يمتلك ورقتين يعمل عليهما لتحديد مسار «جنيف 3»، تقديم الورقة التي تقدم بها رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري إلى وفد الرياض لمناقشتها أو الاطلاع عليها، والأرجح انه لن يحصل اليوم خلال لقائه الصباحي، والثاني بدي ميستورا على ما جاء به وفد الرياض، في لقاء مسائي دام ساعة ونصف الساعة في قصر الأمم المتحدة.
لكن التفاصيل لما أمكن «السفير» أن تطلع عليه من الشفهي المعارض أو الحكومي المكتوب لا تكفي وحدها لشرح مسحة التفاؤل التي أشاعها دي ميستورا مساء، بعد لقائه الأول بوفد مجموعة الرياض، والتي تبدو من عدة الشغل الديبلوماسي الذي يشكو من فراغ ذات اليد، عندما قال، في مؤتمره الصحافي، إنه من الممكن أن يجد المرء نقاطا مشتركة، حتى بين السوريين عندما يتحدث إليهم.
ذلك أن المفاوضات في «جنيف 3» تبدأ من النقاط التي انتهت إليها كل الجولات السابقة من جنيف، وهو استنتاج يفرض نفسه على ضوء الوثائق نفسها والمحادثات، التي بدأت تنبثق من اجتماعين متتاليين مع وفدي الرياض والحكومة السورية. ذلك أنها لا تفعل سوى إعادة تدوير ما جرى البحث به في جنيف واحد واثنين، وما أدى آنذاك إلى تفجير المحاولتين، من غير المستبعد أن يتكرر، مستدعياً هذه المرة التفاهم الروسي ـ الأميركي للضغط على جميع الأطراف، للإبقاء على دي ميستورا في منصبه وعمله، والتقدم ببطء في ما أصبح من المستحسن تسميته عملية سياسية وليس مفاوضات، لأن الطرفين الحكومي والمعارض، قد يضطران في غياب التوافق على أرضية مشتركة، وهذه وظيفة المفاوضات تعريفاً، وعطب الوساطة الأممية، إلى الانصياع إلى الاملاءات الروسية ـ الأميركية، التي ستظل تفاهماتها محرك وضمانة جنيف ومحل اختبار ما استمرت عملية جنيف.
وتكشف الورقة الرسمية السورية، والمواقف التي تبلّغها الوسيط الأممي، عن هوّة كبيرة يصعب جسرها بين الطرفين. إذ تقول مصادر في جنيف إن بشار الجعفري سلم دي ميستورا ورقة من خمس نقاط، تركز، كما في ما سلف من جنيف، على أولوية مكافحة الإرهاب وإجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، والبحث بحكومة موسعة، وهي احد النقاط الجوهرية التي تستجيب عملياً لخريطة فيينا، والتأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، والمطالبة بإغلاق الحدود ومعابر المسلحين من الدول المجاورة، تطبيقا للقرارات 2173 و2178 و2253.
أما وفد الرياض فلا يزال أيضاً يراوح مكانه في «جنيف 2» ومطالبه القديمة. إذ لم يقدم وثيقة مكتوبة، لكنه طرح شفهيا ثماني نقاط، تركز على ما كان جرى البحث به سابقاً، والتي أدت هي أيضا إلى إخفاق جولات التفاوض، لا سيما اعتبار «جنيف 1» مرجعية أي مفاوضات، والبحث في حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، والقبول، من دون تفصيل بالقرار 2254، والموافقة على إعلان فيينا.
ورغم أن التفاصيل لم تحضر في اللقاء، ولم يجر الإسهاب في ما اذا كانت فيينا التي يفكر فيها وفد الرياض، تفترض الدخول في العملية المديدة التي تبدأ بحكومة موسعة، وتستمر بتعديلات دستورية، وتنتهي بانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 18 شهراً. واشترط الوفد المعارض أن تقوم الحكومة السورية بتأجيل إجراء الانتخابات التشريعية التي حددت لها موعدا في 13 نيسان المقبل، والالتزام بالمواعيد التي حددتها الأمم المتحدة.
ويبدو الروس في قيادة العملية السياسية، أكثر من الحضور الأميركي فيها. فخلال الساعات الماضية، سجل وزير الخارجية سيرغي لافروف محاولة جديدة ولافتة لاستعادة السعودية، كطرف مؤثر ووصي على المعارضة، إلى العملية الجارية، لتأمين استمرارها، بعد أن دفعت روسيا ثمناً سياسياً مسبقاً للضغط السعودي على معارضتها السورية للاشتراك في عملية جنيف، من خلال الإعلان عن انسحاب جزئي لـ «عاصفة السوخوي». وقال لافروف «تعد قائمة الرياض من الأطراف الرئيسية في المفاوضات التي تبدأ بجنيف. ونحن نقدر ما بذله الشركاء السعوديون لكي تعدل هذه المجموعة ما أبدته من المواقف في كانون الثاني الماضي، ويبدو اليوم أنها مصممة على الانضمام إلى العملية السياسية السورية انطلاقاً من ضرورة البحث عن حلول وسط والتوصل إلى اتفاقات على أساس توافق مع الحكومة» السورية.
وأكد لافروف أن قرار موسكو بسحب القوات الأساسية من سوريا جاء ليس من أجل إرضاء أحد، بل لدعم العملية السلمية. وقال «اتخذنا هذه القرارات ليس من أجل إرضاء أحد ونيل ثنائه، بل كنا ننطلق من مصالح الشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط برمّتها وضرورة حشد الدعم الدولي لمحاربة الإرهاب».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «سأتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس (فلاديمير) بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية بشكل فعّال، ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة».
ولم يحدد كيري موعداً لزيارته، إلا أن المتحدث باسمه جون كيربي توقع ان تتم بعد يوم الثلاثاء المقبل، عندما يعود كيري من رحلة إلى كوبا يرافق فيها الرئيس باراك اوباما.
وأعلن البيت الأبيض أن روسيا تنفّذ على ما يبدو قرار سحب قواتها من سوريا. وقال كيري إن ذلك، إضافة إلى بدء مفاوضات جنيف يفتح نافذة الاحتمالات للتوصل إلى حل تفاوضي للنزاع.
وقال كيري، قبل اجتماعه مع وزير خارجية جورجيا ميخائيل يانليدزي، «مع حلول الذكرى الخامسة على بدء هذه الحرب المروعة، ربما أصبحت أمامنا أفضل فرصة منذ سنوات لإنهائها». وأضاف «وقف الإعمال القتالية لم يكن مثاليا. ولكن لا يوجد حسب علمي أي وقف مثالي لإطلاق النار. وقد أعربنا، ولا نزال نعرب، عن مخاوفنا الجدية بشأن الانتهاكات عند حدوثها، ولكن مع صمود وقف الأعمال (القتالية) بشكل كبير، فان إعلان روسيا بأنها ستسحب نصف قواتها فورا وربما أكثر من سوريا، ومع استئناف المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف، فقد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية».
إسرائيل تفاجأت بخطوة بوتين: عزَّز موقع الأسد التفاوضي.. وانسحب
حلمي موسى
اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت بأن الخطوة الروسية بسحب غالبية القوات من سوريا فاجأت إسرائيل، التي لم تكن تعلم شيئا عنها.
واختلفت تقديرات المعلقين الإسرائيليين بشأن دوافع وأبعاد الخطوة الروسية، التي رأى البعض أنها تعبر عن اتفاق مع أميركا، في حين رأى آخرون أنها تحذير موجه للقيادة السورية لإبداء مرونة في مفاوضات جنيف.
وأشار آيزنكوت، أثناء استعراض أمني قدمه أمس للجنة الخارجية والأمن في الكنيست إلى الخطوة الروسية في سوريا قائلا: «لم تكن لدينا معلومات مسبقة مثلما لم يكن أيضا لدى الآخرين».
واعتبر آيزنكوت أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ بشكل مفاجئ، خلافاً للقرار الروسي قبل بضعة شهور بالدخول في الدوامة السورية، حيث توفرت حينها لشعبة الاستخبارات إشارات مسبقة تدل على ذلك.
وأضاف: «في هذه المرحلة، نحتاج إلى التواضع والحذر في محاولة فهم إلى أين تتجه الأمور في الحلبة السورية مع خروج القوات الروسية من المنطقة». وأوضح أن «التدخل الروسي عزز قوة (الرئيس بشار) الأسد الذي صار بقدرته الذهاب إلى محادثات جنيف من موقع قوة». وتوقع أن يتم الانسحاب الروسي بشكل تدريجي، وأن يتم الاحتفاظ بالعمل في القاعدتين الجوية والبحرية بشكل مقلص، بحيث لا يكون الانسحاب مطلقاً.
واختلفت آراء المعلقين الإسرائيليين في الخطوة الروسية. وكتب غاي أليستر، في موقع «والا» الإخباري، أن قرار بوتين بسحب قواته من سوريا يدخل في باب الخديعة السياسية. وأوضح أن بوتين فاجأ مرة أخرى كل من حاول التنبؤ بخطواته بأن أعلن، من دون تحديد جدول زمني، عن تغيير قواعد اللعبة في سوريا. ففي بداية الشهر الحالي كان حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتوقع تعميق روسيا لوجودها في سوريا من دون أي توقع بتقليص هذا الوجود.
ومع ذلك اعترف أليستر بعدم معرفة مغزى بيان الانسحاب في ظل تأكيد الرئيس الروسي على استمرار تواجد قواته في قاعدتي اللاذقية وطرطوس. ولكن ثمة أهمية في نظره لتوقيت البيان مع بدء مفاوضات السلام في جنيف، معتبراً التوقيت ليس صدفة. وأشار إلى بدء الحملة الروسية الجوية في 30 أيلول الماضي، حينما كان «المتمردون» يهددون سيطرة النظام على الساحل السوري، وإلى انتهائها مع بدء المفاوضات. ومع ذلك لم يستبعد أن يكون للموقف الذي سبق للأسد أن أعلنه في الشهر الماضي عن نيته عدم التنازل عن أراض للمسلحين صلة بالأمر، معتبراً أن ذلك أغضب الروس. ولمَّح أيضا إلى أوضاع روسيا الاقتصادية ورغبتها في إصلاح العلاقات مع الغرب. وكتب أيضا عن العلاقات الروسية – الأميركية وأثرها على القرار.
أما المعلق الأمني في صحيفة «معاريف» يوسي ميلمان فاعتبر القرار خطوة حكيمة وحذرة وضعت روسيا في موقع الدولة العظمى. ولاحظ أن المتحدث باسم البيت الأبيض تلعثم عند محاولته التعليق على القرار الروسي، معتبرا أن هذا التلعثم يدفع للفهم بأن أحداً في العالم لم يعرف ما يدور في خلد بوتين وما هي دوافع قراره.
وأشار ميلمان إلى أن بوتين أعلن أن أهداف الحملة الروسية في سوريا تحققت، وأن ثمن ذلك كان متدنيا جدا حتى بتعابير روسية. فقد أفلحت موسكو في دفع الوضع في سوريا نحو اتفاق وقف لإطلاق النار، وهو أمر لم يكن أحد يصدق أنه سينجح. ولكن هذه النتيجة وضعت روسيا كقوة عظمى في مرتبة موازية لأميركا، رغم أن الأخيرة تفقد مكانتها في المنطقة، وخصوصا بين أصدقائها.
واعتبر أن بوتين تصرف بحكمة وحذر، حيث أنه تطلع إلى عدم التورط في الوحل السوري وعدم تكرار أخطاء الاتحاد السوفياتي الذي خسر الحرب في أفغانستان. وأوضح أن بوتين بخطواته العسكرية يفهم أن سوريا لن تعود إلى الأبد دولة مستقلة بحدودها القديمة، ولذلك قادت روسيا خطوة يمكن أن تحول سوريا إلى دولة فدرالية. وفي نظره، الخطوة الروسية تخدم أغراض كل من إيران وإسرائيل المتناقضة. فإيران بعد الخطوة الروسية ستعود لتلعب دور الركيزة الأساسية للنظام. أما إسرائيل فرأت في التواجد الروسي خطراً وبركة في الوقت ذاته. والانسحاب الروسي سيعيد لإسرائيل حرية العمل التي كانت تتمتع بها في الماضي في الأجواء السورية.
أما معلق الشؤون العربية في «هآرتس» تسفي بارئيل فاعتبر أن بوتين، بقرار الانسحاب الروسي، يرسم الخريطة المستقبلية لسوريا. وأشار إلى أن القرار الروسي اختار الإبقاء على سوريا من دون حسم في ميدان المعركة بهدف جعل من المتعذر على النظام السوري مواصلة القتال. وكتب أن القرار يحرر روسيا من الصورة التي وقعت فيها وهي «الرجل السيئ» و «عدو العرب» في نظر الإعلام العربي. ومع ذلك، فإن بارئيل رأى أن القرار يتضمن إقراراً بأنه ليس بوسع القوة الجوية الروسية تحقيق أكثر مما حققت من دون الاستناد إلى قوات برية روسية. وقد استخلص بوتين أن نفوذ روسيا مضمون في سوريا، وأن الوقت حان لتنفيذ خطته لتقسيم سوريا في مقاطعات ضمن نظام فدرالي.
المفاوضات السورية .. الجعفري يستبعد الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة في هذه المرحلة
القاهرة – د ب أ – استبعد بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في مفاوضات جنيف الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة خلال هذه المرحلة.
وقال في مؤتمر صحفي اليوم في جنيف إن الحديث يدور في هذه المرحلة حول الأمور الشكلية، وانه عند استكمالها سيتم التحول إلى المضمون.
وشدد على انه “لا يحق لأحد أن يحتكر تمثيل وفد المعارضة”، مضيفاً:”إننا هنا نتعامل مع معارضة من معارضات”.
وقال إنه تم الحديث خلال المفاوضات “عن استمرار تدفق الإرهابيين القادمين من تركيا، وكذلك الإرهابيين الذين ترعاهم إسرائيل … والإرهابيين القادمين من الأردن”.
وشدد على أن “القرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا تم بصورة مشتركة ومنسقة، كما أتوا إلى سوريا بقرار مشترك”.
وأكد على وحدة سوريا وتكامل أراضيها وشعبها، وشدد على أن “أكراد سوريا جزء مهم من الشعب السوري”، رافضاً التعليق حول ما يتردد اليوم حول نية أكراد سوريا إعلان فيدرالية في شمال سوريا.
الأكراد يتجهون نحو إعلان النظام الفيدرالي في شمال سوريا
بيروت – أ ف ب – يتجه اجتماع لأحزاب كردية، يعقد الثلاثاء في شمال شرق سوريا، إلى إعلان النظام الفيدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد، وفق ما قال مسؤولان كرديان.
وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في “حزب الاتحاد الديموقراطي”، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، من داخل الاجتماع، إن المشاركين “يبحثون اليوم شكل النظام في روج آفا وشمال سوريا”، مؤكداً أن “جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفدرالية”.
وبحسب ديبو، فإن “المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاث، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخراً “قوات سوريا الديموقراطية” في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال)”.
والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة).
ويشارك في الاجتماع، الذي يعقد في رميلان في ريف الحسكة، بحسب ديبو، “أكثر من 150 ممثلاً عن تلك المناطق، وهم يقررون في هذه اللحظات مصيرهم في شكل سوريا المستقبل”.
وأكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان، أن “الاجتماع، الذي يعقد الآن، هو لإيجاد حل للأزمة السورية”، مؤكداً “نحن نرى أن نظاماً فيدرالياً اتحادياً هو طريقة الحل”.
وأضاف “الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان لبحث شكل الإدارة في روجا آفا وشمال سوريا”.
وقال الصحافي مصطفى عبدي، المطلع على الوضع في شمال سوريا، “يشارك في الاجتماع الموسع ممثلون عن كافة مكونات روج آفا (كردستان سوريا)، من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن”.
ولم يدع الأكراد للمشاركة في مفاوضات جنيف، بالرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيل “حزب الاتحاد الديموقراطي”.
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في ثلاث مناطق في شمال سوريا.
ويريد الأكراد تحقيق حلم طال انتظاره، بربط مقاطعاتهم الثلاث من أجل إنشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
ونجحت “قوات سوريا الديموقراطية”، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية كردية، على رأسها “وحدات حماية الشعب الكردية”، منذ تأسيسها قبل خمسة اشهر في طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مناطق عدة، أهمها في ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي ومن منطقة سد تشرين على نهر الفرات.
واستغلّ المقاتلون الأكراد هزيمة الفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة أمام هجوم واسع لقوات النظام، منذ بداية شهر شباط/فبراير، ليسيطروا على مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي تبعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود التركية.
لافروف: قصف تركيا لسوريا يقوض اتفاق الهدنة
موسكو – رويترز – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأربعاء، إن قصف تركيا لسوريا، يقوض اتفاق وقف الأعمال القتالية هناك وبدء العملية السياسية.
مسؤول إيراني: الجيش السوري سيواصل حربه بالتعاون مع مستشارين إيرانيين وروس
طهران – د ب أ – قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الانسحاب الروسي من سوريا يأتي في إطار خطة مسبقة، وشدد على أن الجيش السوري سيواصل حربه على ما أسماه بـ “الإرهاب” بالتعاون مع مستشارين إيرانيين وروس.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنه القول إن “التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في المناطق التي يسيطر عليها داعش يأتي نتيجة التعاون المشترك للمستشارين الإيرانيين والروس″.
واستنكر قرار مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ضد حزب الله، وقال إن “الحزب لعب دورا أساسيا في القضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا والحفاظ على أمن لبنان، والكيان الصهيوني وعملاؤه ساخطون من شعبيته الواسعة في العالم الإسلامي والدول العربية”.
متحدثة باسم المعارضة السورية: لا يمكن لروسيا أن ترعى السلام وهي قوة احتلال
جنيف – الأناضول – اعتبرت متحدثة باسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، التابعة للمعارضة السورية، أن “القرار الروسي (بالانسحاب الجزئي) هو خطوة إيجابية في تعزيز الانتقال السلمي، إذ لا يمكن لموسكو أن تكون راعية سلام، وهي قوة احتلال”.
وقالت فرح الأتاسي، إن “روسيا تقيم قواعد في سوريا، وجنودهم هناك بلباسهم العسكري، منتشرون في الأراضي السورية، وهم رعاة سلام للأطراف في جنيف، فكيف يتحولون إلى قوة احتلال، تقصف وتضرب مواقع المعارضة”.
وقالت الأتاسي، تعليقاً على قرار انسحاب روسيا من سوريا، “نرى أنها خطوة صحيحة، ونتمنى أن لا تكون تكتيكية لمحاولة قلب المعادلة، نحن اليوم نريد أن نرى هذه التصريحات تتحول لأفعال”، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى أنهم “بدأوا بسحب معدّاتهم فقط، ولم يسحبوا جنودهم، والقواعد لا تزال موجودة، وهو يعني عودتهم، نرحب بهذه الخطوة لكن بحذر، لأننا نريد أن نرى أبعادها ونتائجها على الأرض”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، الثلاثاء، مغادرة أول مجموعة من طائراتها، من القاعدة الجوية الروسية في سوريا.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أوعز الإثنين، لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتباراً من أمس، عقب لقاء جمع بوتين مع كل من شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، في الكرملين.
وحول معلومات عن خروج عناصر “حزب الله” اللبناني من سوريا أيضاً، قالت الأتاسي إن أحد مطالب المعارضة “خروج كافة المقاتلين الأجانب من سوريا، وعلى رأسهم “حزب الله”، وهناك توافق أمريكي روسي دولي، بدعم الحلفاء الخليجيين وتركيا، بخطوات ملموسة وضغوط على الحزب في هذا الإطار”.
وأضافت “الجامعة العربية اعتبرت “حزب الله” منظمة إرهابية، فبدأ يشعر بالضغط العربي الجاد”، مشيرة إلى أن “التنسيق العربي الإسلامي، بدأ يعطي نتائجه على الأرض”، على حد وصفها.
وكان موقع إلكتروني لبناني (شيعي)، يرأس تحريره الصحفي علي الأمين، قد أفاد أن “حزب الله، سحب المئات من مقاتليه من سوريا، تنفيذاً لاتفاق أميركي – روسي يدعم الحل السياسي في البلاد”.
وعن مسار الحل السياسي، والانتخابات في البلاد وفق خطة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، لفتت إلى أن “الأخير له أجندته، ولكن لا يمكننا الحديث عن انتخابات دون الحديث عن هيئة الحكم الانتقالي، التي تدعو لمؤتمر وطني عام، ليتم تشكيل جمعية تأسيسية، تقوم بتعديل الدستور، وتقود الانتخابات، ويشارك فيها جميع السوريين، حتى من لم يعودوا”.
وأكدت أن “من أولى أولويات هيئة الحكم الانتقالي، بغض النظر عن تشكيل الحكم الجديد بالصلاحيات الكاملة، هو عودة المهجرين والنازحين، وهناك لجان مختصة تعمل لذلك، وحتى لو كانت الظروف لا تسمح بعودتهم…نحن هنا (في مفاوضات جنيف) لنعيد السلطات للشعب السوري”.
وتوجهت الأتاسي، إلى أمهات وأطفال سوريا، بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق “الثورة السورية ” (15 آذار/مارس 2011)، بالقول “تضحياتكم بالدرجة الأولى، وتضحيات أزواجكم والشهداء والنازحين أمانة في أعناقنا، كقوى ثورة ومعارضة متواجدة في جنيف، وواجبنا هو عدم التفريط بهذه التضحيات”.
وأشادت المعارِضة السورية “بالسوريين الذين خرجوا في الجمعتين الأخيرتين، بتظاهرات ردّدوا فيها شعارات الثورة الأولى، يريدون الديمقراطية والحرية والتعددية، ودولة القانون والمواطنة”.
كيري: أفضل فرصة لإنهاء الحرب… والمعارضة لـ«مفاوضات مباشرة» مع النظام
حزب الله ينفي سحب مقاتليه… وروسيا ستبقي منظومة الدفاع الجوي «اس 400»
بيروت ـ اسطنبول ـ «القدس العربي» من رلى موفق وإسماعيل جمال: قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الثلاثاء إن أمام العالم فرصة قد تكون الأفضل لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات نظرا للانسحاب الروسي المزمع واستئناف محادثات السلام في جنيف.
وقال كيري للصحافيين إنه يخطط للسفر الأسبوع المقبل إلى روسيا للاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية.
وأبدت المعارضة السورية استعدادها الثلاثاء للجلوس مع الوفد الحكومي على طاولة مشتركة، إذا حققت مفاوضات جنيف تقدما، وفق ما أكد متحدث باسمها لوكالة فرانس برس تزامنا مع بدء اجتماعها الرسمي الأول مع المبعوث الخاص إلى سوريا.
وقال سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة «نحن مستعدون في المرحلة المقبلة للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام على غرار ما جرى في جنيف 2».
وأضاف «بعد مرحلة المفاوضات غير المباشرة ستأتي مرحلة ثانية من المفاوضات المباشرة بوساطة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا».
وعقدت جولة من المفاوضات في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2014 في سويسرا بين وفدي المعارضة والنظام بضغط من الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة ومن روسيا الداعمة للنظام، جلس فيها الطرفان داخل قاعة واحدة، ووجه كل منهما كلامه إلى المبعوث الدولي آنذاك الأخضر الإبراهيمي. لكن الجولة انتهت بدون نتيجة ملموسة.
وانطلقت الاثنين جولة جديدة من المفاوضات حول سوريا في جنيف، ويلتقي دي ميستورا منذ الساعة لخامسة الوفد المفاوض الممثل للمعارضة وعلى رأسه كبير المفاوضين محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الإسلام والذي تصنفه دمشق بـ»الإرهابي».
واستهل دي ميستورا الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال النزاع الذي دخل أمس عامه السادس.
والتقى دي ميستورا الاثنين وفد الحكومة السورية على ان يلتقيه مجددا عند التاسعة والنصف من صباح الاربعاء.
وأكد موقع لبناني (شيعي) يرأس تحريره الصحافي، علي الأمين، أن «حزب الله» سحب المئات من مقاتليه من سوريا، تنفيذا لاتفاق أمريكي ـ روسي يدعم الحل السياسي في البلاد، فيما نفى مسؤول العلاقات الاعلامية في «حزب الله» محمد عفيف لـ«القدس العربي» هذه المعلومات، موضحاً أن مقاتلي الحزب يخوضون في هذه الأثناء معارك طاحنة في تدمر ضد تنظيم «الدولة» بمشاركة الطيران الروسي تهدف إلى فتح الطريق عبر الصحراء إلى دير الزور.
وقال مصدر آخر لصيق بالحزب لـ «القدس العربي»، أن لا قرار لدى الحزب بتخفيض حضوره الميداني على أي من الجبهات المتواجد فيها، معتبراً أن ما يجب رصده هو المسألة المتعلقة بأمن إسرائيل، والتي قد تفضي في المستقبل إلى تقييد تواجد الحزب في المنطقة الجنوبية من سوريا، انطلاقاً من تفاهمات إسرائيلية ـ روسية.
وكان موقع «جنوبية» المعارض للحزب، نشر خبرا مفاده أن «المئات من عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر (الأحد) بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار».
وكشف رئيس تحرير الموقع أن هذا الانسحاب «يأتي تنفيذا لاتفاق روسي ـ أمريكي، يقضي بدعم العملية السياسية جديا في سوريا، ومن ضمن ذلك انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة. وجاء تتويج ذلك بإعلان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مساء أمس « بدء سحب أجزاء كبيرة من القوات الروسية في سوريا».
جاء ذلك فيما أعلنت روسيا أمس الثلاثاء أنها تخطط لإبقاء ما لا يقل عن 800 فرد من قواتها في قاعدتيها الجوية والبحرية في سوريا، وذلك مع بدء مغادرة أولى دفعات القوات من هناك.
وصرح فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان لوكالة أنباء «إنترفاكس» بأن «القاعدتين بحاجة إلى الحماية، وهذا يتطلب وجود كتيبتين على الأقل، نحو 800 فرد».
وأضاف «كما سنحتفظ لنفسنا بحق إجراء طلعات جوية استكشافية، ولهذا سنبقي أيضا عدداً من الطائرات وفرق الطيران»، مضيفاً أن روسيا من الممكن أن تبقي أنظمة إس 400 ـ المضادة للصواريخ في سوريا لأسباب دفاعية.
في الوقت نفسه، نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس رداً على سؤال حول ما إذا كان قرار بوتين يشير إلى عدم ارتياح موسكو لموقف الرئيس السوري «لا ليس الأمر هكذا… وقد اتخذ الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية القرار اعتماداً على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا».
وقالت المعارضة السورية أمس الثلاثاء إن الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخفض عدد قواته في البلاد يمكن أن تمهد الطريق لوضع نهاية للحرب التي بدأت قبل أكثر من خمس سنوات على الرغم من أن موسكو لم تبلغها بالقرار.
وقال المتحدث سالم المسلط للصحافيين إن سحب القوات يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية الرئيس السوري بشار الأسد وجرائمه.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سحب جزء من قواته من سوريا، يمثل تطوراً هاماً لتزامنه مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات السورية البينية في جنيف .جاء ذلك في تصريح صدر عن مكتبه الإعلامي، أكد فيه أن «إعلان بوتين في اليوم ذاته من بداية هذه الجولة من المحادثات البينية السورية في جنيف، يمثل تطوراً هاماً».
إلى ذلك قال القيادي السوري المعارض أحمد رمضان لـ«القدس العربي»، إن روسيا فشلت في كسر إرادة الشعب السوري، متوقعاً حصول «تغيرات دراماتيكية» خلال الأيام المقبلة، في حين رأى المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد أن روسيا ثبتت وجودها في المنطقة ولم تعد بحاجة لهذا الكم من القوات في سوريا.
وشدد رمضان على أن القرار الروسي بالانسحاب دون تحقيق النتائج التي دخل سوريا من أجلها هو «فشل ذريع»، مضيفاً «روسيا لم تستطع كسر إرادة الشعب السوري ويمكن أن نشهد خطوات دراماتيكية خلال الأيام المقبلة على صعيد انسحاب باقي القوات الأجنبية، والفشل الروسي هو فشل لإيران وحزب الله أيضاً»، متوقعاً أن «القرار الروسي بأبعاده المعنوية سيؤثر سلباً على معنويات النظام والميليشيات المساندة له، وستدرك جميع هذه الأطراف أنها غير قادرة على الاستمرار في المواجهة».
هل يفضي خروج الروس لرحيل الأسد؟ وهل وجد الكرملين نظاماً بديلاً له؟
بوتين حقق أهدافه في سوريا… حمى مصالحه العسكرية وجرب أسلحته وقوض المعارضة ودعم النظام
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: كعادته في اتخاذ قرارات الحرب والسلم فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلفاءه السوريين والرئيس الأمريكي باراك أوباما بقرار سحب جزئي لقواته العسكرية من سوريا بعد ستة أشهر من التدخل العسكري الذي أضعف المقاومة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وجاء قرار بوتين عشية الذكرى الخامسة للإنتفاضة السورية وبدء محادثات السلام في جنيف.
وأثارت خطوة الكرملين عدداً من التكهنات حول توقيتها وفيما إن كانت هروباً سريعاً من الساحة السورية أم أنها محاولة للضغط على الأسد للقبول بتسوية مع معارضيه إن لم تكن تخلياً عنه.
ولن تعرف آثار القرار الروسي إلا بعد مرور وقت غير قصير خاصة أن الروس تحدثوا عن مواصلة للعمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في سوريا من القاعدة العسكرية في حميميم قرب اللاذقية. وكان تبرير بوتين للقرار أن الحملة العسكرية قد حققت أهدافها وأن الجيش السوري تقدم بمساعدة من الطيران الروسي في مناطق واسعة.
وخلال الأشهر الماضية شنت المقاتلات الروسية 9.000 غارة وساعدت في «تحرير» 400 منطقة وبلدة أي ما مجموعه 4.000 ميل حسب تقديرات وزارة الدفاع الروسية.
وفي هذا السياق ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن الرئيس الروسي بعد إنقاذه حليفه في دمشق يقوم بالضغط عليه كي يتوصل لصفقة. ونشرت روسيا في سوريا 2.400 جندي. وحتى مع بدء عودة الجنود الروس إلى ثكناتهم فقد قررت وزارة الدفاع الإبقاء على النظام الدفاعي أرض- جو أس- 400 وهذا يعني استمرار روسيا في التحكم بالأجواء السورية.
أي بناء ردع قوي ضد دول مثل تركيا والسعودية والولايات المتحدة التي قد تفكر في إنشاء منطقة حظر جوي على بعض المناطق في سوريا. وتقول الصحيفة إن الحملة الروسية ساعدت في منع خيار تغيير النظام بالقوة وعززت موقعه باعتباره الحليف الوحيد الباقي لموسكو في العالم العربي.
ودفع التدخل بروسيا إلى المسرح الدولي كلاعب مهم بشكل أجبر الولايات المتحدة والدول الغربية على التعامل معها بعد عامين من العزلة بسبب أوكرانيا.
وبعد وقف إطلاق النار في نهاية شباط/فبراير عبر المسؤولون الأمريكيون عن إحباطهم من الروس حيث واصلت القوات السورية هجماتها ضد المعارضة للنظام حتى بعد وقف الأعمال العدائية. وترى الصحيفة أن بدء سحب القوات الروسية أمس الثلاثاء سيفاقم من الضغوط على القادة السوريين للتوصل لاتفاق. وفي الوقت نفسه سيكون لدى القيادة الروسية المرونة لنشر القوات من جديد إن استدعت الحاجة. ويظل قرار بوتين «المتعجل» لسحب «الجزء الأكبر» من قواته غير واضح المعالم ولا التداعيات.
مفاجآت بوتين
وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها «اترك الأمر للرئيس فلاديمير بوتين كي يقوم بإعلان النصر بشكل متعجل في سوريا وسحب الجزء الأكبر من قواته وإعادتهم إلى الوطن».
و»التداعيات غير معروفة وقد تفضي لتحرك بناء نحو تسوية سياسية شاملة. وقد يكون الدافع وراءها حاجة عملية وتعكس رغبة في عدم الولوغ في المستنقع السوري لمدة طويلة.
ومثلما اكتشفت الولايات المتحدة فمن السهل الدخول في حروب ولكن الخروج منها أصعب». وأشارت الصحيفة للرواية الرسمية حول «تحقيق أهداف المهمة» في سوريا.
وقد فوجئ المسؤولون الأمريكيون بتوقيت الإعلان وهم غير متأكدين إن كان تخفيضاً للوجود الروسي فقط أو أنه وقف للغارات الجوية بشكل كامل. ولن يؤثر قرار بوتين على عمليات القاعدة البحرية التي تعمل منذ العهد السوفييتي في طرطوس ولكنه سيؤثرعلى عمل الطائرات من القاعدة الجوية في حميميم.
وتعترف الصحيفة أن التدخل العسكري منح موسكو فرصة كي تستعرض قواتها العسكرية وأجبرت الولايات المتحدة على معاملتها كصنو في البحث عن طرق لحل الأزمة السورية.
وتقدم «نيويورك تايمز» تفسيراً آخر للقرار بأنه محاولة لتجنب التورط في حرب طويلة. وكانت إدارة الرئيس أوباما قد حذرت من «مستنقع» سوريا ونتائج غير محمودة من ناحية استعداء روسيا للسنة في العالم العربي. ومع ذلك فما حققه الروس في سوريا ليس كبيراً، فسيطرة الأسد على البلاد لا تزال ضعيفة وفي الوقت نفسه يعاني الإقتصاد الروسي من أزمة بسبب تراجع أسعار النفط العالمي. ويتوقع أن ينخفض أكثر بنسبة 1% هذا العام.
ويضاف إلى هذا العقوبات التي فرضها الإتحاد الأوروبي على موسكو بعد غزو أوكرانيا وضم القرم. ويظل القرار الروسي محلا للتكهنات فقد يعبر عن ثقة روسية بقدرة الأسد على تحقيق الاستقرار بنفسه ومحاولة للضغط عليه للتفاوض مع المعارضة.
وفي النهاية فالتحرك الروسي لن يترك الأسد وحيداً خاصة أن إيران ووكيلها حزب الله اللبناني لا يزالان يقدمان الدعم له بالإضافة إلى أن روسيا لن تترك سوريا بشكل كامل. ولاحظ المراقبون خلافاً بين الكرملين والنظام السوري حول مباحثات جنيف 3 والتي دفعت لعقدها كل من روسيا والولايات المتحدة وبإصرار. ومن هنا كان على الأسد أن يتبع ما تقوله روسيا خاصة أنه يخشى من فكرة تخليها عنه. مع أن أندرو تابلر، الزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يشك في فكرة التخلي عن النظام السوري مشيراً إلى قرار بوتين هو محاولة لتحميل الأسد الأعباء العسكرية ودفعه لتلطيف موقفه في محادثات جنيف.
وتقول «نيويورك تايمز» إن روسيا تشعر بالإحباط من الأسد خاصة بعد قيام الأسد وأركان نظامه بإصدار تصريحات لم تعجب الكرملين واعتبرت غير متناغمة مع استراتيجيته وكان آخرها ما صدر عن وليد المعلم، وزير الخارجية السوري الذي اعتبر حكم الأسد «خطاً أحمر».
تكهنات
وتشير الصحيفة إلى أن التكهنات حول التحرك الروسي زادت في الآونة الأخيرة بين الموالين للنظام على مواقع التواصل الإجتماعي إلى درجة دفعت الحكومة السورية لإصدار بيان وضح أن القرار اتخذ بناء على دراسة مكثفة.
واتهمت الحكومة المعارضة بالمسؤولية عن الشائعات حول الإنسحاب الروسي. ولا يخفى أن موسكو حققت عدداً من أهدافها الرئيسية خاصة منع تغيير النظام وملاحقة الجهاديين الروس وتأكيد موقع موسكو في سوريا. هذا بالإضافة لحماية الأسد الذي كان في الصيف الماضي في وضع صعب.
وبمساعدة الطيران الروسي تم ضرب المعارضة السورية وإجبارها على التراجع من المناطق التي سيطرت عليها كما أن الروس أسهموا بقطع خطوط الإمداد عن الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في حلب وتدمير الطرق المؤدية لتركيا.
وهذه الإنجازات ليست كافية لاستعادة السيطرة على كامل البلاد كما تعهد الأسد إلا أنها تعيد الأمور لحالة الإنسداد في عام 2014 والتي أعطت النظام نوعاً من التفوق على المعارضة. ومن هنا فانسحاب روسيا في صيغته التي أعلن عنها لن تغير من الواقع شيئاً. فبإمكان الطيران الروسي شن غارات لدعم النظام والميليشيات الموالية له. ونقلت «نيويورك تايمز» عن أليكسي ماكاركين، الباحث في مركز التكنولوجيا السياسية في موسكو «كان الهدف هو الحفاظ على النظام بشكل ما وضمان الوجود الروسي بالمنطقة من خلال القاعدة البحرية والجوية». وتعي روسيا تاريخها السابق في التدخلات العسكرية في أفغانستان- في ثمانينيات القرن الماضي- وكلفة الحرب اليومية في سوريا والتي تصل إلى 3 ملايين دولار في اليوم بشكل يؤثر على عافية الاقتصاد المتأثر أصلا بانخفاض أسعار النفط والعقوبات الأوروبية.
وكما علق روجر بويز في صحيفة «التايمز» فلم يحقق الكرملين الانتصار في سوريا، وعليه لن يكون هناك استعراض للنصر في الساحة الحمراء. والسبب هو أن تنظيم «الدولة» السبب الرئيسي وراء دخول روسيا الحرب في سوريا لا يزال يتحرك بحرية في كل من سوريا والعراق. ومجرد الإعلان عن اكتمال المهمة يعني أن تدمير تنظيم الدولة لم يكن في رأس أولويات الحرب الروسية في سوريا. فقد تركز الهجوم الجوي على جماعات المعارضة للأسد وتدمير قوتها العسكرية. واعتبر الروس أي جماعة مرتبطة بـ»جبهة النصرة»- تنظيم «القاعدة» في سوريا- هدفاً للغارات.
والإستثناء الوحيد في الغارات هو قيام الطيران الروسي بضرب مواقع التنظيم في مدينة تدمر التاريخية وفي حالة استعادة قوات الأسد المدينة فعندها سيزعم بوتين بأنه حافظ على الآثار التاريخية من الدمار.
ويسود شعور ترقب وتفاؤل في الوقت نفسه في مناطق المعارضة. ففي مدينة إدلب التي تسيطر عليها مجموعة من الجماعات المسلحة بقيادة «جبهة النصرة» قال مقاتل إنهم وزعوا الحلوى وأطلقوا نداءات الله أكبر من المساجد «هناك فرحة ولكننا لا نعرف ما هو مخبأ لنا» كما نقلت عنه صحيفة «نيويورك تايمز».
وفي حمص نقلت الصحيفة عن فراس قوله «كان الروس رعاة لوقف إطلاق النار» و»سيتركوننا الآن للنظام والإيرانيين وهذه كارثة».
أسباب
وبالمحصلة تنحصر الأسباب التي دفعت الرئيس بوتين إلى سحب قواته في أربعة لخصها بويز في صحيفة «التايمز» وهي التخلي عن الأسد، فسحب القوات يعني دعم موسكو لحكومة انتقالية تقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات وهي الأسد خاصة أن بوتين يعاني من مشاكل معه. وربما قد يكون عثر على بديل له من داخل المؤسسة العسكرية وذات صلات مع المخابرات الروسية. أما التفسير الثاني فيشير إلى انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات في جنيف التي تتوقع روسيا فشلها. خاصة أن موسكو تعتقد أن القوات السورية باتت في وضع جيد للتعامل مع المعارضة الضعيفة الآن. وتستطيع موسكو مساعدة الأسد من خلال المخابرات والوحدات الألكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.
أما التفسير الثالث فله علاقة بأوكرانيا ورغبة بوتين الإستفادة منها وإقناع واشنطن وحلفائها الغربيين لتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا. كما أن موسكو لا تستطيع خوض حربين في وقت واحد. ويقول التفسير الرابع والأخير أن النفط هو السبب. فتوقيع صفقة مع السعوديين فيما يتعلق بأسعاره قد يخفف من حدة الأزمة الإقتصادية الروسية.
ويخطط الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة موسكو، لكنه ربط زيارته بوقف القصف الجوي في سوريا.
ويرى مسؤول أمريكي نقلت عنه صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحاباً كاملاً للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة. وأضافت أن إعلان بوتين سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد التنحي جانباً والسماح لتشكيل حكومة موالية لروسيا تسلم السلطة.
فرحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية. وفي الوقت الحالي لا أحد يريد تصديق أو التعامل مع الإعلان الروسي الأخير بجدية نظرا لتاريخ بوتين في نقضه للعهود. فتعهده بإنهاء تنظيم الدولة لم يتحقق وما قام به طوال الأشهر الماضية هو إضعاف الطرف الوحيد الذي يشكل بديلاً عن الأسد أي المعارضة. وتقول صحيفة «الغارديان» إن أحداً لا يريد النظر ولو بشكل سريع لخريطة الغارات الروسية كي يكتشف «حقيقة» المهمة التي قامت بها موسكو.
ويرى محللون ان هدف تقوية الأسد ومؤسسات الدولة ومنعها من السقوط كما حدث في العراق وليبيا كان ثانوياً للعملية السورية. ويقول المحلل العسكري الكسندر غولتز «لم يرد أحد التعامل مع روسيا بعد أوكرانيا ولهذا فقد كان هدف الحملة في سوريا هو إجبار الغرب للتعامل مع روسيا من جديد» و»تحقق هذا وهم يخرجون من الحرب الآن بأقل الخسائر، أعتقد أن هذا تحرك ذكي».
هل يرحل الأسد؟
وكتب كل من بول مكليري وجون هدسون عن فرص بقاء الأسد. ففي مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» قالا إن خروج الروس قد يقود لحكومة يقودها شخص غير الأسد؟ ويربط الكاتبان هذا السؤال بموقف الحكومة السورية من إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول المفاوضات في جنيف التي قال إنها ستفضي إلى حكومة انتقالية ودستور وانتخابات.
وردت الحكومة في دمشق بالإعلان عن سلسلة من الخطوط الحمر. ومن هنا فالإعلان الروسي يمكن فهمه كمحاولة لإجبار الحكومة السورية على تغيير حساباتها.
ونقل الكاتبان عن أندرو تابلر من معهد واشنطن قوله «يبدو أن روسيا تقوم بإعادة ضبط دعمها للأسد كي يقدم تنازلات على طاولة المفاوضات» و«لم يبد الأسد حتى الآن استعداده التنازل عن أي شيء».
والسبب راجع للتغير في ميزان القوة لصالحه بسبب التدخل الروسي. وعبر الرئيس أوباما وقادة غربيون وإن بشكل خاص عن قبولهم استمرار الأسد في منصبه أثناء الحرب ضد تنظيم «الدولة». إلا أن هذا الموقف أغضب الدول الداعمة للمعارضة كالسعودية وتركيا. ونقل التقرير عن جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما إنه استبطن حالة من الثقة بالنفس لدى قادة النظام السوري.
حيث قال إنه تحدث الأسبوع الماضي مع عدد منهم في دمشق وكلهم كانوا واثقين من استعادة كل شبر من سوريا وبدعم روسي.
ويرى لانديز أن خطة بوتين الإنسحاب تعني أنه لا يريد دعم الأسد «حتى النهاية».
ويضيف أن التحرك الروسي لا يستهدف الأسد فقط ولكن الأمريكيين الذين رفضوا التعاون مع موسكو في الحرب ضد تنظيم «الدولة».
وبهذا التحرك يقول الروس للأمريكيين «سنغادر، أما انتم فستبقون متورطين في سوريا». ويقول كريستوفر كوزاك من معهد دراسات الحرب بواشنطن إن بوتين يسعى لتقوية مكتسباته في سوريا والتحكم بمسار المفاوضات في جنيف «يشعر بوتين إنه في وضع للحصول على الحد الأدنى من الفوائد وبأقل ثمن».
وعليه فموقف متشدد من الأسد يؤدي لاشتعال العنف من جديد سيؤثر على هذه المكتسبات. فبقاء النظام في دمشق يعني الحفاظ على المصالح العسكرية الروسية في سوريا خاصة النظام الصاروخي قرب الحدود التركية. في الوقت الحالي حقق بوتين ما يريده من المهمة، وليس الهدف الأصلي أي تدمير تنظيم الدولة. ولم يحصل السوري إلا على سلام هش ومفاوضات لها حظ قليل من النجاح.
تقسيم
وكما ترى صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها « سواء عاد الروس من جديد للقصف أم لم يعودوا إلا أن فرص تشكيل حكومة لديها سلطة تنفيذية وتحترم التعددية السياسية هي قليلة». وتضيف أن النتيجة النهائية للعملية السلمية ستكون التسليم بحقيقة أن سوريا لن تبقى موحدة «وفي حالة فشل الأسد تسليم السلطة لحكومة شرعية فالمستقبل البديل هو التقسيم. فتمزيق البلد إلى محمية روسية يحكمها العلويون في اللاذقية ومنطقة سنية ومنطقة كردية يبدو خياراً جذاباً على السطح».
وتشير الصحيفة إلى ما كتبه الأدميرال الأمريكي جيمس ستارفيديس والقائد السابق لقوات الناتو في «فورين أفيرز» الأسبوع الماضي إن التقسيم الرسمي للبلاد سيسمح للمشردين السوريين بالعودة إلى مناطقهم الآمنة.
وتناقش الصحيفة ضد الفكرة قائلة إن تقسيم البلاد سيجعلها أخطر. فالتفجير في أنقرة والذي نفذه على ما يبدو متعاطفون مع حزب العمال الكردستاني يهدف إلى تسريع إقامة كردستان مستقلة.
وأفعال إرهابية كهذه يجب أن لا تكافأ باعتراف دبلوماسي حتى لو انضم الأكراد للتحالف ضد تنظيم «الدولة».
كما أن تفكيك سوريا سيقدم سابقة لتفكيك بقية الدول الضعيفة في الشرق الأوسط. فالوضع أصعب مما يتخيل الواحد منا، ويقول بوتين إنه يريد تكثيف الجهود الدبلوماسية بعد أن بدد ثقة الغرب به. وفي النهاية يجب على كل القوى المسؤولة العمل معاً إن أرادت إنهاء المأساة السورية.
الأردن والغياب العسكري «للدب الروسي» عن الجوار السوري: الحلفاء العرب في انتظار «معلومات»… وواشنطن تحجبها ومخاوف تتعلق بـ «القوة البديلة» واحتمالات العودة للفوضى ومبررات «إطالة عمر» نظام الأسد
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: لا يمكن في الأردن وعندما يتعلق الأمر باستراتيجية التفاعل مع المشهد السوري وضع خطط تكتيكية أو وقائية تتهيأ لحالة يغيب فيها «الدب الروسي» عن واجهة الأحداث بموجب قرار الرئيس فلاديمير بوتين الأخير سحب قواته العسكرية.
الأردن على علم مسبق بان الوجود العسكري الروسي في سوريا تبرمج أصلاً على أساس التفاهم مع الإدارة الأمريكية وبانه خلط الأوراق وتقدم بمساهمة فعالة جداً ألمح لها الملك عبدالله الثاني شخصياً مرتين عندما تحدث عن توفير فرصة لم تكن موجودة بسبب الحضور الروسي لإطلاق عملية سياسية شاملة تعيد للواجهة الحل السياسي.
عمان لم تعلق رسمياً ولا بأي شكل حتى ظهر أمس الثلاثاء على القرار الروسي ومن المرجح انها لم تكن بصورته أصلاً ولا يوجد لديها معلومات عميقة عن ما حصل في الكواليس سواء بين بوتين والرئيس الأمريكي باراك اوباما أو بين موسكو والقصر الجمهوري في دمشق. وجهة نظر الأردن داخل الغرف المغلقة كانت تتفاعل مع تطورات الأحداث على اساس ان الوجود الروسي العسكري من البداية كان المؤشر الأبرز على «بداية النهاية « للنظام السوري بشكله الحالي، وعلى اساس وجود «طرف قوي وفاعل» اليوم داخل المعادلة السورية المنفلتة يمكن التفاهم معه على التفاصيل حتى عندما يتعلق الأمر بالمصالح الحدودية والحيوية الأردنية المباشرة.
انطلاقاً من ذلك ولأن الوجود الروسي كان بالنسبة للأردنيين بمثابة فرصة إضافية لتفعيل وتنشيط عملية التسوية السياسية التي ينادي بها اصلاً العاهل الأردني إتجهت عمان دفعة واحدة وبصورة مكثفة نحو العباءة الروسية فزار الملك موسكو مرتين وتم توقيع إتفاق تنسيقي عسكري للطيران الروسي على الحدود الأردنية.
لاحقاً طلبت موسكو من عمان وضع وثيقة لتصنيف «المجموعات الإرهابية « في سوريا وتحدثت عن مركز للتشاور الأمني والمعلومات سيقام في الأردن وزار رئيس الأركان مشعل الزبن موسكو لكي يتحدث عن ضمانات بعد حصول عمليات عسكرية ضخمة يمكن ان تؤثر على حدود بلاده وفقاً لشروحات تقدم بها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور رداً على استفسار لـ «القدس العربي». اليوم لا توجد أدلة أساسية على ان عمان بصورة الانسحاب التكتيكي الروسي العسكري.
ولا بصورة ما سيحدث لاحقاً رغم يقينها بان الوجود العسكري الروسي اصلاً قدم مساهمة فعالة أولاً في «إطالة عمر» النظام السوري، وثانياً أخضع المعارضة العسكرية ميدانياً وقلم أظافرها بصورة دفعت لترتيب لقاءات جنيف وتدشين التسوية السياسية من حيث الملامح حتى انتهت بالهدنة الأخيرة أو ما يسميه أوباما بـ «انخفاض منسوب العنف».
في مقايسات المفكر السياسي الأردني عدنان أبوعودة غالبية أركان النظام الرسمي العربي خارج التأثير الجذري والعميق في مسارات الأحداث بكل قضايا المنطقة وملفاتها وليس بالملف السوري فحسب.
لكن في مقاربات وزير الخارجية الأردني ناصر جوده الوجود الروسي كان عنصراً نشطاً في الدفع بإتجاه تسوية سياسية، برز ذلك الموقف عملياً قبل ظهور مؤشرات خفيفة على ان روسيا لا تمنح الأردن ما يبحث عنه من «ضمانات» حقيقية ميدانياً لمنع حصول عمليات عسكرية ضخمة يمكن أن تؤثر على الواقع الحدودي الأمني للمملكة أو على تزايد أعداد اللجوء.
هنا حصرياً نقلت تسريبة عن مؤسسة القصر الملكي الأردني بعد لقاء جمع رؤساء تحرير الصحف المحلية، تظهر قدراً من الانزعاج من التجاهل الروسي قبل ان توجه وزارة الدفاع الأمريكية ولأول مرة عبر الحدود الأردنية مع سوريا رسالتها الأهم عسكرياً وهي تقذف بالصواريخ مناطق تابعة لتنظيم «الدولة» داخل سوريا وبدون أي اعتراض من النظام السوري أو روسيا. بالنسبة للدوائر الأردنية الإنسحاب العسكري الروسي ترتب بموجب اتفاق ملامحه غير واضحة مع الأمريكيين الذين يحجبون المعلومات اليوم عن حلفائهم في المنطقة.
قنوات واشنطن لم تقدم معلومات حقيقية للحلفاء في عمان وأبو ظبي أو حتى الرياض وهو أمر يتم تداوله بين زعماء الدول العربية الثلاث وسط مخاوف أردنية متوقعة ومفهومة على شكل تساؤلات عن مبررات عنصر المفاجأة في قرار سحب القوات الروسية من سوريا والخلفيات والقوة البديلة التي ستفرض بصماتها، كل تلك عناصر برسم «الانتظار» عندما يتعلق الأمر بردة الفعل الأولى التي تحاول في بلد كالأردن قراءة مسار الحدث.
موافقة مجلس النواب الأمريكي على إقامة محكمة لمحاكمة الاسد
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: وافق مجلس الممثلين أو النواب التابع للكونغرس الامريكي امس على القرار 121 الذي يدين نظام الاسد لارتكابه جرائم حرب في سوريا، ويدعو الرئيس اوباما لتوجيه سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة للمطالبة بإقامة محكمة لجرائم الحرب في سوريا. وقد وافق المجلس على القرار عشية الذكرى الخامسة للثورة السورية التي انطلقت في 15 آذار/مارس 2011.
ووجه المجلس السوري الامريكي المعروف اختصارا بـ «ساك» وهو من انشط التنظيمات التي تعمل كمجموعة ضغط للمعارضة السورية الشكر لأعضاء الكونغرس الذين تبنوا وطرحوا القرار وهم كريس سميث الجمهوري من ولاية نيوجرسي واد رويس الجمهوري من كاليفورنيا واليوت انغل الديموقراطي من نيويورك وجوزف بيتس الجمهوري من بنسلفانيا.
ووافق على القرار 392 عضواً في مجلس النواب الامريكي التابع للكونغرس ولم يعارضه سوى ثلاثة أعضاء. وسيقوم مجلس الشيوخ بدراسة القرار وطرحه للتصويت قريباً وعندها يقدم للرئيس اوباما لتوقيعه ليصبح قانوناً، والجدير بالذكر ان لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب كانت قد وافقت على القرار منذ حوالي اسبوع.
«حزب الله» يهيئ جغرافية القلمون في ريف دمشق لتشكيل دويلة إيرانية ويدعمها بمجهود عسكري لتطوير أسلحة دمار شامل
سلامي محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: كشف السياسي والكاتب السوري المعارض الدكتور كمال اللبواني عن بذل حزب الله اللبناني مجهوداً عسكرياً مكثفاً في الآونة الأخيرة ضمن سهول القلمون بريف دمشق في تطوير أسلحة دمار شامل «كيميائية ونووية» في المنطقة زودته بها إيران عقب توقيع اتفاقها النووي، ليسابق الحزب عداد الزمن في الحصول على أسلحة عسكرية نوعية وقائية يهدد بها لتجنب ضربه من تحالف دولي عربي خلال صيف العام الحالي. وقال المعارض السوري خلال حديث خاص معه لـ «القدس العربي»، «هنالك معسكر قديم لإيران في نبع بردى في سهل الزبداني بريف دمشق تسلم قيادة هذا المعسكر حزب الله منذ 1982، ويقوم حزب الله اليوم بتطويره مستفيداً من تضاريس المنطقة».
مضيفاً، أنه لا يخفى أن حزب الله يخطط لنقل تصنيعه العسكري للأراضي السورية وإقامة دويلة إيرانية في جبال القلمون فالقصير بريف حمص والزبداني في ريف دمشق لهما مواصفات استراتيجية عسكرية، كل هذا يقع ضمن سياسة تغيير ديموغرافي منهجية يقوم بها في المنطقة.
واستطرد في حديثه «هناك مجهود عسكري كبير يقوم به حزب الله في المنطقة، وخاصة تطوير أسلحة الدمار الشامل الكيميائية والنووية، تسارعت آليتها بُعيد توقيع الاتفاق مع إيران، حيث نقلت الأخيرة قسم عسكري من تلك الترسانة إلى سوريا ووضعته تحت أمرة حزب الله، على اعتبار سوريا هي أرض خارج الرقابة ومستباحة في الوقت الراهن». كما أشار السياسي المعارض إلى أن حزب الله في الوقت الراهن يسابق الزمن للحصول على أسلحة نوعية يهدد بها، بهدف القيام بإجراءات وقائية لضربة متوقعه قريباً من قبل تحالف دولي عربي عاصفة حزم لبنانية، متوقعة في هذا الصيف يجري التحضير لها، بعد اعتبار حزب الله منظمة إرهابية اسوة بتنظيم «الدولة»، وهناك تحضيرات لتحالف عسكري لضربه وإخراجه من المعادلة في المنطقة.
وكان قد نقل الدكتور اللبواني عن مصادر من داخل مدينة الزبداني معلومات تفيد بإنشاء حزب الله اللبناني منطقة خاصة به في سهل الزبداني لتكون معسكراً خاصاً به عوضاً عن جبال القلمون المستهدفة من الطيران الإسرائيلي.
وأن المعلومات تفيد بحسب المصدر، عن قيام الحزب بنقل أسلحته من القلمون إلى سهل الزبداني خوفاً من استهدافها، أما المعسكرات فهي محاطة بالسواتر الترابية العالية والكتل الإسمنتية الضخمة والأسلاك الشائكة التي فصلت الزبداني عن سهلها بشكل رهيب خلال هذه الهدنة وهذا يزيد الشكوك حول ما يطبخ للزبداني ومضايا.
أما عن الزبداني المدينة، فهي تحت سيطرة حزب الله وقوات النظام ولم يبق سوى واحد كيلو متر مربع تحت سيطرة الثوار، وعددهم لا يتجاوز 500 مقاتل من أبناء المدينة فقط، بينما يضغط النظام على الأهالي والمدنيين القاطنين في مضايا لإبقائها ورقة ضغط على المقاتلين لإخلاء الزبداني وترحيلهم منها كما فعل أثناء الهدنة واخرج 128 مقاتلاً ومدني تدهورت حالتهم الصحية بسبب الحصار.
وأفاد الصحافي عمر محمد لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، عن قيام مخابرات النظام السوري باعتقال عدد من ضباط الأسد ذوي رتب عسكرية عالية في منطقة القلمون في ريف دمشق إثر مقارعتهم لقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني ورفضهم الانصياع لأوامرهم.
وقال محمد، من بين الضباط الذين تم اعتقالهم ضباطاً منتسبين للحرس الجمهوري احد أكبر تشكيلات النظام العسكرية، بسبب رفضه الرضوخ لأوامر الحزب، ليصار إلى إطلاق سراحه في وقت لاحق. وأشار الصحافي المعارض، إلى إن حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني تكبدوا خسائر فادحة خلال معركتهم الأخيرة في الشهر السابع من عام 2015 ضد تشكيلات الثوار في الزبداني، مشيراً إلى أن مصادر الثوار وثقت مصرع ما يقارب مائتي مقاتل مقسمين ما بين قيادات وعناصر من الحزب والحرس.
وحول الأوضاع الإنسانية أفاد المصدر، بأن حزب الله يتبع سياسة الحصار والتجارة ضد أهالي مدينة الزبداني ومضايا والعديد من المناطق المجاورة، حيث يبرم صفقات لتطويع الشباب المحاصر في ميليشيا «الدفاع الوطني» مقابل إخراجهم من الحصار، ومن الجانب التجاري فإن عناصر الحزب تبيع الأهالي المواد الغذائية ولكن بعشرات الأضعاف، حيث يبيع عناصر
النزاع بين أفراد عائلة تسبب في اقتتال الجيش الحر والنصرة في ريف إدلب
سليم العمر
إدلب ـ «القدس العربي»: الحقد والكراهية بين افراد العائلة الواحدة في مدينة معرة النعمان يشعل حرباً بين جبهة النصرة والفرقة 13 التي تتبع «الجيش الحر»، فعائلة «قيطاز» نصف شبانها يقاتلون تحت راية «الحر» والنصف الآخر يقاتل تحت راية تنظيم «القاعدة».
والسبب الرئيسي الذي أدى إلى هذه الحرب هو رفع علم الثورة في احدى المظاهرات وكان قد شارك فيها العديد من قادة «الحر» وأبرزهم «فارس بيوش وأحمد السعود قائد الفرقة المذكورة».
«قام شبان العائلة من الطرف الآخر برفع رايات «جبهة النصرة» واتلاف علم الثورة، وتطور الخلاف ليودي بحياة أكثر من 14 مقاتلاً بين الطرفين خرجت النصرة من قلوبنا ولم نعد نثق بهم»، بهذه العبارة بدأ نور حلاق أحد ناشطي مدينة ادلب حديثه لـ»القدس العربي» حيال ما حصل في معرة النعمان خلال الأيام الماضية.
من ناحية أخرى حاول العديد من ناشطي معرة النعمان منع حدوث الاشتباك عبر الخروج في مظاهرة كبيرة في ساعات الليل المتأخرة حسب كلام خالد من رابطة الشباب المثقفين في المدينة وأضاف: بات جميع السكان في المدينة يعيشون حالة من التوتر، يأتي كلام خالد متزامناً مع قيام عناصر تتبع لجند الأقصى بتفتيش بيوت العناصر التابعين للفرقة 13 وازالت الحواجز كافة على مداخل المدينة ثم وضعت راية «الشرطة الإسلامية» التي تتبع «جبهة النصرة»، وبدأت الاشتباكات على الرغم من وجود مدنيين بالساحات يحاولون منع الاقتتال إلا أن أصوات الرصاص كان فوق حناجر المتظاهرين، وعلى الفور سارع عناصر الفرقة بتسليم المقرات خوفاً من سفك المزيد من الدماء، وباتت أغلب مدن إدلب تحت سيطرة «جبهة النصرة».
وفي معلومات خاصة تؤكد نية باقي فصائل «الجيش الحر» التوحد خشية أن تصبح لقمة سائغة، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين عقب اصدار بيانات يؤكد كل طرف احقيته في هذا النزاع، واللواء المذكور لديه العديد من الجبهات يقاتل النظام فيها وأبرزها ريف حماه الشمالي وأبرز ما قام به عناصر اللواء هو «مجزرة الدبابات» التي نفذوها مع بداية الضربات الروسية على فصائل المعارضة نهاية العام الماضي.
في حين ان مقاتلي «النصرة» لديهم العديد من الجبهات المشتركة مع عناصر الفرقة. اختلاف التوجهات الدينية خصوصاً والتبعية للخارج هو أبرز ما يتذرع به عناصر التنظيمات الإسلامية المتشددة ويجعلهم يطلقون لقب «الصحوات» على «الجيش الحر»، ويعطيهم الذريعة لاستخدام السلاح في كل مرة، ويقول العديد من النشطاء أن عناصر «الجيش الحر» تطبق بحقهم المثال القائل «يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب السترة».
رونالدو … من أجل أطفال سوريا اللاجئين
برون ـ من دالين صلاحية ـ لاشك أن عالم كرة القدم ليس بعيدا عما يحدث في العالم، فقضية اللاجئين تشغل أيضا العديد من نجوم الكرة، ومنهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يسعى الى مساعدة أطفال اللاجئين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قد يبدوالنجم رونالدو لبعض الناس وكأنه شخص متعجرف، خصوصا وأن الدولي البرتغالي وهو حاليا أحد نجوم النادي الملكي الشهير ريال مدريد لايخفي افتخاره بأنه أفضل لاعب كرة قدم في العالم، الأمر الذي ربما لا يرضي كل عشاق كرة القدم. ورغم ذلك، ليس هناك من يتشكك في ارتباط رونالدو بأعمال خيرية أيضا. وهو يسعى حاليا إلى تسليط الضوء على اللاجئين السوريين ومعاناتهم.
وقام رونالدو في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صورة له، حيث ظهر فيها وهو يحمل طفلا سوريا لاجئا، يحتضنه ابنه “كريستيانو جونيور” ومعه كرة قدم. وكتب رونالدو معلقا في أسفل الصورة “أنقذوا أطفال سوريا، كهذا الطفل، أيمن، فهذا الصغيرالذي يبلغ الخامسة من عمره يحب كرة القدم تماما مثل ابني كريستيانو جونيور”.
9
خطوة تستحق “التقدير”
ووصف موقع “شبورت بيلد” الخطوة التي قام بها رونالدو بـ”إجراء عظيم” يستحق التقدير الكبير. فكريستيانو رونالدو وبفضل هذه الصورة، يحاول أن يلفت أنظار الملايين من مختلف أنحاء العالم لمأساة الأطفال السوريين اللاجئين. والجدير بالذكر أن مهاجم ريال مدريد هو عبارة عن “مل ” شبكات التواصل الاجتماعية لعام 2015، حيث يفوق عدد متابعيه فيها أعداد العديد من نجوم الكرة.
يبلغ إجمالي عدد المعجبين بالنجم كريستيانو رونالدو في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 202.5 مليون. أما على فيسبوك، فيفوق عدد متتبعيه 110 مليون، إضافة إلى 51.5 مليون متابع له على موقع “انستغرام”، أما على موقع التواصل الاجتماعي تويتر فيبلغ عدد متابعيه 41 مليون.
يدعم رونالدو منظمة “أنقذوا الأطفال” ويمثلها منذ عام 2012، كما يقوم بجمع تبرعات لمساعدة الأطفال اللاجئين السوريين.
11
الجدير بالذكر أن تعاطف رونالدو مع الأطفال السورين اللاجئين ليس بالامر الجديد، ففي شهر (أيلول/سبتمبر) 2015، ظهر رونالدو في ملعب ريال مدريد وهو برفقة زيد، الطفل السوري اللاجئ الذي عاملته إحدى المصوّرات المجريات المناوئة للاجئين بخشونة في هنغاريا ، حيث كان مع والده في مخيمات للاجئين هناك. وتضامنا مع هذه الحادثة قام رونالدو بدعوة الطفل مع والده لمتابعة مباراة له في ريال مدريد. آنذاك ظهر جميع أعضاء فريق النادي الملكي بقمصان كتب عليها عبارة ” احتراف كرة القدم لأجل اللاجئين”.(دوتشيه فيليه)
الجبير: الانسحاب الروسي من سورية إيجابي للغاية
الرياض ــ العربي الجديد
أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وفي أول تصريح له بعد إعلان روسيا عن بدء انسحاب قواتها من سورية، أن المملكة العربية السعودية تأمل “أن يدفع الانسحاب الروسي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتقديم تنازلات وتسريع عملية الانتقال السياسي”، مؤكداً عدم وجود صفقة مع روسيا بخصوص أسعار النفط.
ووصف الجبير في لقاء صحافي بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، الانسحاب الروسي بـ “الخطوة الإيجابية للغاية” متوقعاً أن يجبر ذلك النظام السوري على تقديم تنازلات.
ولفت الجبير إلى أن الانسحاب الروسي “جزئي”، وأشار إلى أن المملكة تأمل أن يتم تسريع العملية السياسية “استناداً على مقررات جنيف 1” والتي تتضمن رحيل الأسد، وفترة انتقالية، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية.
ونفى الجبير وجود أي صفقة مع روسيا فيما يتعلق بسياسات السعودية النفطية، رداً على تكهنات تتردد في سوق النفط عن “صفقة كبرى” في ظل ارتفاع أسعار النفط نسبياً، اليوم.
“لوموند”: واشنطن تجاهلت عمدا تمدد “داعش” في سورية
باريس ــ عبد الإله الصالحي
الولايات المتحدة الأميركية تجاهلت عن عمد تقارير استخباراتية مفصلة عن تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سورية منذ منتصف عام 2013، ولم تستغل تلك التقارير والمعلومات إلا نادراً حتى بعد قرارها ضرب معاقل “داعش” في سبتمبر/ أيلول 2014. هذا أبرز ما كشفت عنه صحيفة “لوموند” في تحقيق مطول نشرته في عدد اليوم أنجزه مبعوثان خاصان في أوساط المعارضة السورية بتركيا دام عدة أسابيع.
واعتمدت الصحيفة الفرنسية في هذا التحقيق على ما قالت إنه اعترافات خاصة لأحد كوادر الجيش السوري الحر قالت إنه كان مكلفاً من رؤسائه ببعث تقارير مفصلة للأميركيين عن “داعش”، ورصد تحركات التنظيم في مدينة سراقب، ولفت انتباهه مقاتل غريب الأطوار من أصل بلجيكي جزائري يدعى “أبو براء الجزيري” سبق له أن قاتل في أفغانستان والعراق ويتحدث الفرنسية والروسية والانجليزية بطلاقة. وكان هذا الأخير يردد على مسامع الجميع أن “دولة الخلافة ستتأسس قريباً في سورية” ولم يكن يؤخذ على محمل الجد. وكانت تقاريره الأولى عن “داعش” تحذر الأميركيين من إغفال تقاطر مئات الجهاديين الأجانب على سورية.
وفي لقاء له مع السفير الأميركي لدى المعارضة السورية، روبير فورد، قال السيد “م” بالحرف لمحاوره “هؤلاء الإرهابيون الأجانب يتدفقون لسرقة بلادنا وأرضنا وحقوقنا، إن لم توقفوا هذا التدفق فبعد ثلاثة أشهر فقط سنؤدي الثمن غالياً”.
وكان الرجل السوري الذي سماه تحقيق الصحيفة السيد “م” يعتمد على شبكة من عشرات المخبرين، ومدّ الاستخبارات الأميركية بتقارير تتضمن معطيات ميدانية دقيقة وخرائط وأرقام هواتف وعناوين الحواسيب التي يستعملها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.
وبدأت التقارير الأولى عندما كان “داعش” مجرد مجموعة صغيرة لا يتعدى عناصرها مائة مقاتل إلى حين تقوى التنظيم وتجاوز مقاتلوه 20 ألف عنصر. واطلعت الصحيفة عبر المدعو “م” على نسخ من التقارير والوثائق التي كان يبعثها للأميركيين ومن بينها تقرير مفصل عن مدينة الرقة يتضمن أسماء القادة الميدانيين وعناوين مكاتب التنظيم والحواجز وأيضاً عنوان قيادة التنظيم في المدينة. كما اطلعت الصحيفة على صور عالية الجودة التقطها أحد مخبري السيد “م” لمعسكر خاص بتدريب المقاتلين الأجانب في محافظة اللاذقية.
وبعد تحققها من صحة الصور والوثائق ومقارنتها بوثائق أخرى من كوادر الجيش الحر وفصائل معارضة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بفرصة ذهبية تجنبت واشنطن استغلالها ولو أنها فعلت ذلك لما وصلت الأسرة الدولية إلى مأزق المواجهة مع “داعش” بعد أن تقوت شوكته في المناطق التي يسيطر عليها في الأراضي السورية.
وذكر السيد “م” لصحافيي “لوموند” بأن الإدارة الأميركية آنذاك (بين عامي 2013 و2014) لم تكن لديها رغبة لصد تمدد “داعش” في سورية وكانوا يكتفون برصد المشهد الحربي السوري من بعيد وجمع المعلومات والتقارير الاستخباراتية.
واطلعت الصحيفة على وثيقة أعدها السيد “م” للأميركيين وتتضمن خطة عسكرية لفصائل الجيش الحر للاستيلاء على مواقع “تنظيم الدولة الاسلامية في سورية والعراق” قبل أن تتحول إلى “داعش” في محور أعزاز/حلب بداية 2014. وكانت الخطة “تعتمد على معلومات دقيقة ومفصلة عن القرى التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي مع خرائط تحدد مكاتب وحواجز التنظيم ومواقع القناصة وبيت وسيارة أمير التنظيم في كل قرية”، لكن الأميركيين تماطلوا كثيراً في إعطاء الضوء الأخضر لبدء عمليات عسكرية ضد التنظيم.
الزعبي لـ”العربي الجديد”: نسعى إلى تسريع التفاوض في جنيف
جنيف ــ العربي الجديد
أعلنت المعارضة السورية، أنها تسعى إلى الانخراط بشكل مباشر في مفاوضات مع وفد النظام السوري، من أجل تحقيق الانتقال السياسي خلال مدة قصيرة، لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وقال رئيس وفد المعارضة إلى محادثات جنيف، أسعد الزعبي، في حديث خص به “العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إن مباحثاتهم، يوم أمس الثلاثاء، مع المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، تركزت على الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد النظام والابتعاد عن المحادثات، مضيفاً “نريد الدخول في مفاوضات مباشرة، للإسراع في تحقيق الانتقال السياسي وإنهاء معاناة شعبنا”.
وأشار الزعبي، إلى أن الاجتماع كان إيجابيا، وقدم الوفد الخطوط العريضة لرؤيته للقرار 2254، وترتيبات أجندة التفاوض.
وتابع حديثه قائلاً: “الهدف الرئيسي لنا هو تشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، ورحيل بشار الأسد، إضافة إلى متابعة الموضوع الإنساني”.
وكان وفد المعارضة السورية التقى، أمس، المبعوث الدولي، في أعقاب إعلان روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها من سورية، الأمر الذي اعتبره مراقبون ضغطاً روسياً على نظام الأسد لإرغامه على التعاطي بجدية مع المفاوضات.
“مؤشر السعادة”: الدنمارك الأولى وسورية قبل الأخيرة
العربي الجديد
أزاحت الدنمارك سويسرا عن المرتبة الأولى في مؤشر السعادة العالمي الذي كشف عن تفاصيله، اليوم الأربعاء، في روما، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسعادة الذي تحييه الأمم المتحدة في 20 مارس/آذار من كل عام، واحتلت الدول العربية فيه مراكز متأخرة.
ووفقا للتقرير الذي شمل 157 دولة حول العالم، احتلت الدنمارك المرتبة الأولى، وسويسرا المرتبة الثانية، تبعتها أيسلندا ثالثاً، والنرويج رابعاً، وفنلندا خامساً، ثم كندا، وهولندا، ونيوزلندا وأستراليا والسويد.
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا، والمرتبة 28 عالمياً، فيما جاءت السعودية ثانياً عربياً، و34 عالمياً، وقطر الثالثة عربيا، و36 عالمياً، والكويت رابعاً عربياً، و41 عالمياً، والبحرين خامساً، و42 عالميا.
وحافظت معظم الدول العربية على مراكز متأخرة في المؤشر العالمي، وباستثناءات طفيفة عن ترتيب المؤشر لعام 2015، حيث جاءت ليبيا في المرتبة 67، والأردن 80، والمغرب 90، ولبنان 93، والصومال 97، وتونس 98، وتقدمت فلسطين في المرتبة 108، على العراق 112، ومصر 120، وموريتانيا 130، والسودان 133، وسورية في المركز قبل الأخير 156، قبل بوروندي التي حلت في المرتبة الأخيرة.
وجاءت “إسرائيل” وفق ما صنفها التقرير العالمي في المرتبة 11، بينما جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة 13 عالمياً في مستوى السعادة، والمملكة المتحدة 23 عالمياً.
والتقرير أعدته “شبكة حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة التي تأسست سنة 2012، وتضم مراكز أبحاث وجامعات ومعاهد تقنية من أجل المساعدة في إيجاد حلول لبعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحا في العالم، وجاء حصيلة لتحليل الأوضاع السائدة في 157 بلدا مع الأخذ بعين الاعتبار لثمانية وثلاثين مؤشرا بدءا بالنظام السياسي ومرورا بمستوى الفساد في المجتمع وأوضاع التعليم وانتهاء بالنظام الصحي.
ويربط تقرير مؤشر السعادة الذي يصدر للسنة الرابعة على التوالي، بين معايير مرتبطة بقياس عدم المساواة في الرفاهية، بين المناطق داخل الدولة الواحدة وبين دول الجوار، كما يستند إلى دراسة دخل الأفراد في الدول التي يشملها، إضافة إلى الفقر ونسبته، والتعليم وأنواعه وتصنيفاته، والصحة العامة، والحكم الرشيد والديمقراطية في الدول، والدعم الاجتماعي.
كما يتطرق إلى دراسة مدى رضى السكان أنفسهم عن حياتهم، وربطها بعوامل اقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي للدولة، والحرية الشخصية، وحرية اتخاذ القرارات.
وطالب تقرير الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة دول العالم بإدراج سعادة الإنسان في جدول أعمال كل حكومة، على اعتبار أن السعادة والرفاهية تعد بداية لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب”.
ريفلين يبحث مع بوتين “سورية ما بعد الحرب”
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
من المقرر أن يجتمع الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، ظهر اليوم الأربعاء، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو التي وصلها أمس، في أول لقاء رسمي يجمع بين مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى وبوتين، بعد إعلان الأخير عن قراره بسحب القوات الروسية من سورية مع الاحتفاظ بقواعد طرطوس واللاذقية.
ونقل موقع “معاريف”، عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها، إنّ “ريفلين سيبحث مع بوتين، على نحو خاص التطورات الأخيرة في المنطقة وتبعات الإعلان الروسي المفاجئ”.
وبحسب هذه المصادر، فإنّ الهدف الرئيسي من محادثات الرجلين هو مناقشة “اليوم الذي يلي نهاية الحرب في سورية، والمحادثات الدولية في جنيف بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب للوصول إلى حل سياسي في سورية”.
ونقل الموقع العبري عن مصدر إسرائيلي أيضاً، قوله إنّ إسرائيل تحاول فهم دوافع الإعلان الروسي بشأن سحب غالبية القوات الروسية من سورية.
وأضاف المصدر “إننا لا نريد أن تخرج إيران وحزب الله أقوى مما كانا عليه، بعد هذا التحرك. سيركز الرئيس ريفلين على هذه النقاط ويبحث كيف يمكن الحيلولة دون حدوث ذلك”، لافتاً إلى أن “إسرائيل تدرك جيداً طبيعة المصالح الروسية في المنطقة، لكن الروس يدركون أيضاً المصالح الإسرائيلية، وأن المسألة ليست إما مصالحنا أو مصالحهم، لأن للروس أيضاً مصالح مشابهة لمصالحنا، وهم أيضاً لا يرغبون برؤية إيران قوية تبث الإرهاب من الحدود الجنوبية لروسيا. كما يدرك الروس أن بقاء حزب الله في سورية وتحصنه فيها لن يكون جيداً”.
وذكرت الصحف الإسرائيلية، أمس الأول، أن ريفلين عقد مشاورات عاجلة مع كل من رئيس الحكومة وأجهزة الأمن الإسرائيلية، عشية سفره لموسكو بعد صدور الإعلان الروسي، وأنه تم الاتفاق على جملة من الرسائل الإسرائيلية والمواقف التي ينبغي طرحها خلال لقائه بالرئيس الروسي.
إلى ذلك، اعترف رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال جادي أيزنكوت، أمس، في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأن إسرائيل فوجئت بالإعلان الروسي بشأن الانسحاب من سورية، خلافاً للتنسيق الذي كان بين الطرفين قبل إدخال روسيا لقواتها إلى سورية.
ويعود التنسيق الأمني المشترك بين روسيا وإسرائيل، إلى سبتمبر/أيلول الماضي، عندما زار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو موسكو برفقة وفد سياسي وأمني، شمل رئيس أركان الجيش ووزير الأمن، موشيه يعالون، وتم خلال الزيارة الاتفاق بين الطرفين على تشكيل لجنة تنسيق وآلية عمل مشترك، لضمان تفادي وقوع مواجهات ومعارك جوية بين طياري الطرفين، والاتفاق عملياً على تقاسم الأجواء السورية، وعدم اختراق الطائرات الروسية للأجواء الإسرائيلية، أو اعتراض حركة الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية.
مؤتمر “الرميلان” لأكراد سورية: الانتقال من “الكانتونات” إلى الفيدرالية
أربيل ـ العربي الجديد
من المقرر أن تعقد فصائل سياسية كردية سورية، يوم غد الأربعاء، مؤتمراً لبحث إقرار نظام إدارة جديد للمناطق ذات الأغلبية الكردية بشمال سورية، ويرجح أن يتم التخلي عن نظام المقاطعات “الكانتونات” المعمول بها حالياً، وتطبيق النظام الفيدرالي.
وقال هوشنك درويش، وهو سياسي كردي سوري في مؤتمر صحافي في مدينة أربيل، عاصمة كردستان العراق، إن الفصائل السياسية الكردية في سورية إضافة إلى ممثلين عن العرب والمسيحيين والتركمان، سيشاركون في مؤتمر حول إعداد نظام إداري خاص لإدارة مناطق بشمال سورية، وسيعقد في بلدة رميلان في الموعد المذكور.
وأوضح أن المؤتمر سيصدر عنه قرار بالتخلي عن النظام الحالي “الكانتونات” واعتماد النظام الفيدرالي، على أن تتم إناطة مهمة إعداد نظام الإدارة الفيدرالية للجنة متخصصة.
وبدأت الاستعدادات لعقد المؤتمر منذ أيام، وتتولى لجنة خاصة الإعداد له وإعداد أوراق المناقشات الخاصة بالنظام الفيدرالي.
ويأتي التوجه الكردي الجديد في سورية، بعد طرح روسيا فكرة النظام الفيدرالي كخيار مقبل للوضع في سورية.
إلى ذلك، أكدت مصادر كردية في مدينة أربيل لـ”العربي الجديد”، أن المؤتمر المرتقب يحظى برعاية من قبل حكومة كردستان التي تسعى لجمع أكراد سورية على موقف موحد، في الوقت الذي يعارض حزب العمال الكردستاني المسلح، توجه أكراد العراق في هذا الإطار، ويعتبره تهديداً لطموحاته في تصدر المشهد الكردي السوري.
وكانت الفصائل السياسية الكردية السورية المقربة من قيادة إقليم كردستان العراق، قد تبنت منذ فترة الطرح الفيدرالي في سورية، إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” والذي يسيطر على الأوضاع في شمال سورية، رفض ذلك، وأصر على تطبيق نظام المقاطعات ذات الحكم الذاتي، وأعلن عن تأسيس ثلاثة “كانتونات” هي الجزيرة، وعفرين، وكوباني.
وأوضح درويش، الذي يمثل المقاطعات الكردية السورية، في إقليم كردستان العراق، أن “الفيدرالية هي الخطوة الأولى، وقد تم تأليف لجنة لهذا الغرض مؤلفة من 13 شخصاً عملهم التباحث مع الأطراف السياسية الكردية والعربية والمسيحية بهدف المشاركة في مؤتمر عام حول الفيدرالية”.
وتابع أن “الفترة الراهنة هي التوقيت المناسب للفيدرالية في غرب كردستان”، مبيناً “لسنا بحاجة إلى موافقة الدول الغربية بل أن نكون نحن أصحاب المشروع، فإقليم كردستان (العراق) لم يستشر أحداً لإعلان الفيدرالية”.
بدوره، قال عضو المجلس الوطني الكردي السوري، فيصل يوسف، إن الفصائل السياسية الكردية السورية متفقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 على أن الفيدرالية “هي الخيار الأمثل لمعالجة القضية الكردية في سورية”.
وربط يوسف حل القضية الكردية، بإقرار النظام الفيدرالي في سورية والاعتراف بما سمّاه حقوق الكرد “العادلة”.
وبدأت كتل سياسية وحركات كردية إسلامية ذات طابع سلفي وصوفي (غير مؤثرة كثيراً على الساحة الكردية)، بالمطالبة بتأجيل الموضوع أو إلغائه (الفيدرالية في سورية)، مرجعين السبب إلى أنه “يخدم الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين، وسيضعف سورية مستقبلا”.
تكلفة العملية الروسية بسورية تزيد عن 500 مليون دولار
موسكو – العربي الجديد
أكدت صحيفة روسية أن العملية الجوية في سورية والتي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول الماضي كلفت الميزانية الروسية 38.4 مليار روبل (حوالى 546 مليون دولار) على الأقل.
وقدر موقع صحيفة “إر بي كا” الروسية مساء أمس الثلاثاء، حصة الطلعات القتالية في إجمالي تكلفة العملية بنحو 88% بمتوسط حوالى 50 ألف دولار لكل طلعة قريبة المدى ونحو 80 ألف دولار للطلعة بعيدة المدى شاملة الذخيرة.
وأشارت “إر بي كا” إلى أن القوات الروسية أطلقت خلال العملية في سورية 48 صاروخاً مجنحاً من طراز “كاليبر” بتكلفة إجمالية قدرت بـ36 مليون دولار.
أما التكاليف الأخرى، فهي دفع تعويضات لعائلات 3 عسكريين روس قتلوا في سورية وفق البيانات الرسمية، بواقع حوالى 43 ألف دولار لكل عائلة، وتدمير قاذفة “سو-24” التي أسقطها سلاح الجو التركي، ومروحية “مي-8″، ونحو 12 مليون دولار نفقات متعلقة بوجود العسكريين الروس في سورية وصرف البدلات لهم، وحوالى 14 مليون دولار نفقات النقل بين روسيا وسورية بحراً وجواً.
وبذلك تشكل العملية في سورية 1% تقريباً من الميزانية العسكرية الروسية التي بلغت نحو 50 مليار دولار في عام 2015، قبل أن يتقرر خفضها بنسبة 5% هذا العام.
ونقلت “إر بي كا” عن رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، قوله إن هذه الأرقام تقريبية جداً، ولكن نفقات روسيا على عمليتها في سورية جاءت متواضعة جداً، وهي أقل من تكاليف التدريبات العسكرية.
وكان رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، قد رفض في ديسمبر/كانون الأول الماضي الإفصاح عن معلومات حول تكاليف العملية الجوية في سورية، مؤكداً أنها “سرية”.
ورغم أن “إر بي كا” سبق لها أن قدرت تكاليف العملية في سورية بنحو 2.5 مليون دولار يومياً حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أنها تشير إلى ارتفاعها إلى نحو 3.3 ملايين دولار بعد زيادة عدد الطائرات بقاعدة حميميم من 50 إلى 70 ونشر أحدث المقاتلات “سو-35” ومنظومة صواريخ “إس-400” (“تريومف”).
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر مساء الإثنين ببدء سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من سورية، مع استمرار عمل قاعدتي طرطوس وحميميم بشكل اعتيادي. وبدأت الطائرات الحربية الروسية يوم الثلاثاء، بمغادرة قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، عائدة إلى مطارات مرابطتها الدائمة في روسيا.
نظرة من موسكو: بوتين قَصَفَ،قَتَلَ، وقَفلَ عائداً
بسام مقداد
تصدر خبر الانسحاب الروسي “التكتيكي” من سوريا، كما يصفه موقع “Forbes” الروسي، جميع المواقع الإلكترونية والصحف الروسية، كما في العالم ككل. وللحقيقة، بقي الرئيس الروسي صادقاً مع نفسه، وأميناً لما يقوله. فقد قال في لقاء نادي فالداي في العام 2014، رداً على سؤال حول استيلائه على القرم: “الدب لا يطلب الإذن من أحد”. وهو، بالفعل، لم يسأل أحداً الدخول إلى سوريا، كما لم يسأل أحداً الخروج منها. أما اتصاله بالرئيس السوري بشار الأسد، كما أكد الكرملين نفسه، فكان بعد اتخاذ القرار النهائي في لقاء بوتين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، أي كان بمثابة إبلاغ الأسد بالقرار لا أكثر.
لكن القرار بالانسحاب لم يكن وليد الساعة، كما تؤكد صحيفة “كومرسانت” في مقالة مجموعة من محرريها نُشرت الثلاثاء، جاء فيها “تقول مصادر رفيعة المستوى في وزارة الدفاع لصحيفة كومرسانت، أن قرار الرئيس لم يكن عفوياً، إذ إن مثل هذا التطور للأحداث تم بحثه غير مرة في اجتماعات مجلس الأمن القومي”. ويقول كيريل مارتينوف في صحيفة “نوفايا غازيتا” في عددها المؤرخ ب 14 آذار/مارس الحالي: “كنا نتوقع مثل هذا التصريح (بالإنسحاب) في شهر تشرين الأول (اكتوبر)، حتى (كنا نتوقعه) بصيغة مشابهة. ووفق معطياتنا في حينه ( كنا نتوقعه) إذا لم يكن بين أسبوع وآخر، فخلال شهر. مصادر الصحيفة كانت تؤكد: لن تكون هناك حرب طويلة في الشرق الأوسط بمشاركة روسيا. لكن في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) أسقطت تركيا القاذفة الروسية Cy-24 وتحولت (تركيا) في لحظة من الشريك الأقرب إلى الخصم الأسوأ”.
أما ما الذي كانت تتوخاه روسيا من أهداف للعملية، التي تقول صحيفة “كومرسانت” إنها جرت تحت اسم عملية “الثأر”، فإن جميع الصحف والمواقع الإلكترونية تُجمع على أن الهدف الأساسي كان خروج روسيا من عزلتها. فقد كتبت صحيفة “فيدوموستي”، الثلاثاء، أن مهمة الحد الأدنى كانت تتمثل في وضع بداية للعملية السلمية “وقد تم إحرازها”، أما مهمة الحد الأقصى فكانت تتمثل في إخراج روسيا من العزلة، وهي “ما زالت بعيدة المنال”. وتنقل الصحيفة عن عقيد متقاعد أن الحصيلة الرئيسية للعملية الروسية تتمثل في توسيع رقعة المناطق التي تقع تحت سلطة الحكومة السورية، إذ أصبحت تضم 80 في المئة من سكان سوريا (!)
وقد أدت العملية، حسب قوله، إلى اختصار عدد المناطق التي كانت ساحة للمعارك من 12 منطقة إلى “5 أو 6 مناطق”، وذلك “يمنح الجيش السوري فرصة للاستراحة”، والاستعداد لمواصلة الهجوم على “مجموعات الدولة الإسلامية وجبهة النصرة “.
ويقول هذا الخبير، وفق الصحيفة، إن انسحاب القوات الروسية أصبح ممكناً لأنه أمكن إقامة “تعاون عملياتي طبيعي بين الولايات المتحدة وروسيا”.
كان من الممكن أن يكون لدى موسكو منذ البداية خطتان للعمل، كما يعتبر مدير مركز تحليل الإسترتيجيات والتكنولوجيات رسلان بوخوف. خطة الحد الأقصى “الهروب من العزلة والتقرب من الغرب بخوض صراع مشترك ضد الدولة الإسلامية، كما كان الأمر بعد العمل الارهابي في 11 ايلول (سبتمبر) العام 2001. لكن حين تزعزت هذه الخطة بعد العمل الإرهابي في باريس، واتضح أنه، على الرغم من هذه الأحداث، لن يكون هناك من تقارب، تم اختيار خطة الحد الأدنى، التي تقوم على استقرار النظام واطلاق العملية السلمية في سوريا”.
وتنقل الصحيفة المذكورة أيضاً عن خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية (منظمة تأسست العام 20011 بمبادرة من الرئيس الروسي، وتضم وزارة الخارجية واكاديمية العلوم الروسية وسواهما) يوري بارمن، “أن الإعلان عن انسحاب القوات الروسية، قد يكون مرتبطاً مباشرة بالجولة الثانية من المفاوضات السورية التي بدأت في جنيف: القرار الأولي اتخذته روسيا، على الأرجح، بالاشتراك مع الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية، وكان أحد الشروط (للشركاء السياسيين الخارجيين) بدء سحب روسيا لقواتها من سوريا”. ومن المحتمل “أن يكونوا قد قطعوا وعداً لموسكو بشيء ما مقابل ذلك، لكنها خطوة محفوفة بالمخاطر”.
وتنقل الصحيفة عن فلاديمر يفسييف من معهد “الدول المستقلة”، أن إيران تنوي أيضاً سحب 2500 عنصر تقريباً من سوريا من اصل 6000 عنصر عسكري. إن سحب القوات الذي بدأ، قد يعطي، بحسب هذا الخبير، فرصاً إضافية للتسوية السلمية.
تقول صحيفة “كومرسانت” إن مسألة استعادة كافة الأراضي السورية إلى سلطة بشار الأسد، كان يمكن أن يمتد لسنوات، مع العلم أنه ليس من ضمانة تؤكد أن المهمة قابلة للتنفيذ. دمشق تعتمد، بالدرجة الأولى على الأقلية العلوية، التي غدت منهكة جراء الحرب. إن هذه المقاربة المتطرفة، التي كان يميل إليها بعض المحيطين ببشار الأسد، كان من شأنها أن تفضي إلى أن تغرق موسكو في حرب على مسرح عمليات بعيد، وأن تثير ضدها لاعبين إقليميين أساسيين، مثل تركيا ودول الخليج. إن موسكو، إذ تعلن عن الانسحاب من الحرب، لها ملء الحق باعتبار نفسها خرجت منتصرة من الحملة السورية، كما تقول الصحيفة.
وتقول الصحيفة عينها، إن رئيس مجلس الدفاع والسياسة الخارجية فيودور لوكيانوف ذكّر الصحيفة بأن “فلاديمير بوتين حذر في المؤتمر الصحافي في كانون الآول (ديسمبر) الماضي، بأنه لا يرى حاجة لوجود القوات الدائم في سوريا. وأن نبدأ الإنسحاب، فهذا لا يعني سحب جميع الوحدات دفعة واحدة. إجمالاً، ينبغي تقييم كل هذا بأنه إشارة إلى دمشق بأننا لا ننوي القيام بكل العمل نيابة عنكم”.
بعض القوى السياسية أيضاً عبّرت عن موقفها من عملية الإنسحاب. فاعتبر رئيس الحزب “الليبرالي الديموقراطي” فلاديمير جيرينوفسكي أن هذا الانسحاب كان مبكراً، ويشبه عملية الإنسحاب من أفغانستان، حيث كان ينبغي في حينها إرسال المزيد من القوات والتقدم إلى باكستان بدلاً من الإنسحاب.
أما زعيم الحزب “الديموقراطي الروسي الموحد” (يابلاكا) غريغوري يافلنسكي، المرشح الجدي الرزين للرئاسة بوجه بوتين، فقد تبنى على حسابه في “فايسبوك” مقالة لعضو قيادة الحزب أندريه بيونتكوفسكي، اعتبر فيها أن ثمة شيئاً ما حدث بين بوتين والأسد، مما اضطر هذا الأخير إلى الإنسحاب على عجل من سوريا. واعتبر الإنسحاب بمثابة هزيمة مجلجلة لبوتين “وشركاءه”، ودعا الأوكرانيين لأن يحذوا حذو السوريين.
صدمة وتشاؤم في الشارع المؤيد للأسد في اللاذقية
أسعد أحمد العلي
“كأن على رؤوسهم الطير”، عبارة تختصر حال مؤيدي النظام السوري في اللاذقية، خاصة العلويين منهم، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبقرار شخصي منه سحب القوات الرئيسية من سوريا. خبر جاء كالصاعقة على مسامعهم، والمفاجأة التي تصنف تحت بند العيار الثقيل بددت أحلامهم باستعادة كل شبر من سوريا، بعد تدخل روسي لم يستمر أكثر من خمسة أشهر.
الخبر الكارثي جاء ليلة 15 آذار/مارس، الذي يصادف الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، ما جعل الضربة مضاعفة بالنسبة للمؤيدين، لارتباطها بتاريخ طالما كان نذير شؤم بالنسبة لهم.
حالة من الصمت سادت الأجواء، الوجوم طغى على الوجوه، والعيون تاهت تبحث عن تفسير: لماذا هذا التوقيت بالذات؟ وأية مهمة حققتها بنجاح تلك القوات الروسية بينما “داعش” و”النصرة” وبقية الفصائل “الإرهابية” التي تريد اسقاط النظام لا زالت باقية وتتمدد؟
الكل يريد معرفة سبب القرار المفاجئ الذي اعتبره جمهور النظام ضربة معنوية كبيرة لهم، ولأول مرة حرموا مساء الأحد من سماع أغنية ناتاشا الروسية على قناة “سوريا دراما”، بعدما اعتادوا سماعها يومياً. والأغنية تتحدث عن قصة فتاة انتظرت عودة حبيبها من الحرب مكللاً بالنصر. بالفعل عاد الجندي مكللاً بكل شيء، إلا النصر الذي لم يلمسه حتى الآن.
كُثرٌ من سكان اللاذقية لاحظوا تغيراً كبيراً في سلوك الشارع المؤيد للنظام، بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا. الاسراع بتعلم اللغة الروسية، وظهور مطاعم ومقاهٍ تحمل أسماءً روسية وتقدم أطعمة روسية، إلى جانب انتشار صور بوتين مزينة بالعلم الروسي في الشوارع وعلى الشرفات، والتهليل لكل جندي روسي يصادفه الموالون في الشوارع.
كان ذلك دليل ارتياح وتشجيع لوجود “الأخوة الروس” على الأراضي السورية، الذين نجحوا في خلق جو ايجابي مغاير لحالة الخوف والقلق التي طغت طوال فترة الثورة السورية، خاصة في العامين الماضيين اللذين شهدا انكسارات واضحة للقوات النظامية. الروس ساهموا في إعادة ريف اللاذقية الشمالي، بمعظمه، الى قبضة النظام الذي استماتت قواته طوال سنوات طويلة للتقدم فيه من دون فائدة. تقدم شجّع على إزالة مختلف الحواجز العسكرية من قلب مدينة اللاذقية، في خطوة جعلت المعنويات تصل السماء، ودفعت بالكثير من المؤيدين للتخطيط لمعركة جسر الشغور التي ستكون بوابة لاستعادة إدلب، الثقب الأسود الذي ابتلع الكثير من قتلاهم حتى الآن.
في صباح 15 آذار/مارس 2016 لم تُسمع أصوات طائرات السوخوي الروسية متجهة كعادتها لقصف بلدات أخرى، وغابت صافرات سيارات الإسعاف المحملة بالجرحى المصابين من العمليات الخاطفة التي تنفذها قوات المعارضة المتبقية في بعض المواقع في الريف الشمالي.
الأحاديث الجانبية والجلسات الجمعية تعقد هنا وهناك، فالجميع تحولوا إلى محللين سياسيين وخبراء استراتيجيين يحاولون قراءة ما حصل. لكن التشاؤم طغى على التفسيرات التي اتجهت إلى لوم وزير الخارجية وليد المعلم، وتحميله مسؤولية ذلك القرار المفاجئ إلى جانب رئيس وفد النظام في مفاوضات جنيف بشار الجعفري، الذي رفض الحديث عن فترة انتقالية في المفاوضات.
وللمفارقة، فلم يجد المؤيدون خطأ في تصريحات المعلم والجعفري، فمقام الرئاسة ما زال خطا أحمر بالنسبة لهما، كما أن الحديث عن تقسيم سوريا أمر مستبعد، لأنها ستعود بكاملها إلى سيطرة الأسد القوي عاجلاً أم آجلاً. فالرئيس، بحسب مؤيديه، سينجح بكل تأكيد في ابتلاع هذه الصدمة، وتحويلها إلى نصر إلهي. لكن نبرة اليأس والخوف في الحديث تدلك على خوف من شيء ما، ولعل “الصفقة عقدت وتم البيع”، كما يهمهم البعض منهم.
النظام بدوره حاول بذل بعض الجهود لامتصاص وقع الخبر على جمهوره، البيانات والأخبار العاجلة المتتالية أكدت التنسيق عالي المستوى مع الروس حول قرار الإنسحاب. النظام روّج من خلال نشراته الإعلامية ومحلليه السياسيين، بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه، على الاقل من ناحية الطلعات الجوية. إلا أن تلك الوصفات السريعة لم تفلح كثيراً في تهدئة الموالين، الذين يعانون من حالة عدم توازن تدفعهم للتخبط بين أصوات تؤكد أن روسيا تخلت عن النظام، وأخرى تقول إن الموضوع إعلامي أكثر من كونه تطبيقاً واقعياً على الأرض.
أول المؤشرات السلبية المرتبطة بسعر صرف الدولار، أصبحت أمراً واقعاً وملموساً. فالليرة السورية سجلت تراجعات انهيارية أمام الدولار، منذ سماع الخبر، ووصلت إلى حدود 500 ليرة للدولار الواحد. خطوة تنذر بأن الأمور ليست بخير، وتؤكد مخاوف المؤيدين بأن ما قبل تاريخ إعلان انسحاب الروس الجزئي لن يكون كما بعده.
الانسحاب الروسي يخيّم على “جنيف-3”..ودي ميستورا يوسّع دائرة المشاركين
طغى الانسحاب الروسي من سوريا على محادثات السلام السورية في جنيف، حيث افتتح رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، مؤتمره الصحافي، الأربعاء، بالحديث عن هذا الموضوع. وقال إن ما فعلته موسكو “لم يكن مفاجأة لنا وقد جرى بالتنسيق”. وأكد “أن هذا القرار اتخذ بالتعاون وبقرار مشترك من قبل الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين وهو قرار سياسي مشترك اتخذته دمشق وموسكو بالتعاون.. بالتالي لم يكن مفاجئا لنا.. وأصدقاوءنا وحلفاوءنا الروس جاؤوا إلى سورية بقرار اتخذ بالتعاون وبشكل مشترك واليوم الذي سيقومون فيه بالمغادرة أو الانسحاب أو يعيدون فيه نشر قواتهم جزئيا أو بشكل كامل سيتم مرة بعد أخرى عبر تعاون سوري روسي مشترك”.
وشهدت الساعات الماضية اجتماعاً بين وفد النظام السوري والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ووصف الجعفري الجلسة بأنها كانت “بناءة ومفيدة وتطرقت الى خطوات عملية من شأنها أن تفتح الباب أمام نجاح الحوار السوري السوري بامتياز دون تدخل خارجي ودون فرض أى شروط مسبقة من أحد”. وأضاف “تعمقنا اليوم فى مناقشة الشكل وضرورة إيلاء الأهمية الكافية لهذا الموضوع من حيث ضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية تنفيذا لبياني فيينا وقرار مجلس الأمن 2254”.
وتابع “اتفقنا على متابعة الأفكار والآراء المهمة التي قدمناها أول أمس (الاثنين) للمبعوث الخاص والتعمق بمناقشة هذه الأفكار لكي تكون أساسا للنقاش في الجلسة القادمة بما يسمح للمبعوث الخاص بالانتقال الى أسس متينة وصلبة من مرحلة الشكل الى مرحلة المضمون”. وأشار إلى أنهم ناقشوا مع دي ميستورا مسألة المقاتلين الذي يتلقون علاجاً من إسرائيل، أو دعماً من الأردن، على الحدود الجنوبية. وقال “لم نتحدث فقط عن استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود القادمين من تركيا وإنما تحدثنا عن الإرهابيين الذين ترعاهم إسرائيل في المنطقة الفاصلة في الجولان، والإرهابيين الذين يأتون من الأردن وطلبنا من دي ميستورا أن يعمل مع الأطراف الأخرى التي تدعي أنها تريد إنهاء سفك الدم السوري لكي يوقفوا هذا الانتهاك الصارخ لأحكام القرار 2254 وبياني فيينا”.
وتطرق الجعفري إلى الأنباء التي تحدثت عن نية الأكراد إعلان فدرالية في مناطقهم على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا. وقال إن “المرجعيات الرئيسية في الحوار السوري السوري غير المباشر تمنع إثارة مثل هذه السيناريوهات وما نتحدث عنه هنا هو كيف نحافظ على وحدة سورية ونحترم استقلالها وسلامتها وكذلك وحدة الأراضي والشعب السوري لذلك لن أعلق على هذا البيان الأحادي الذي يأتي من هنا وهناك”. وأضاف “الأكراد السوريين مكون مهم من الشعب السوري ونحن فخورون بهم وهم فخورون بنا وقد أنشأنا دولتنا معا لقرون ولذلك الرهان على خلق أي نوع من الشقاق بين السوريين سيؤول إلى الفشل”.
ومن المقرر أن يجتمع دي ميستورا مع وفد معارض ثانٍ، برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية المقال من منصبه قدري جميل. في هذا السياق قال الجعفري “إن توسيع مشاركة المعارضات لا يعكس وجهة نظر وفد الجمهورية العربية السورية إنما رأي بياني فيينا وقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على ضرورة قيام مبعوث الأمم المتحدة بتوفير مشاركة أوسع طيف من المعارضة”. وشدد على أنه “لا يحق لاحد أن يحتكر الصفة التمثيلية للمعارضات وفي جميع الأحوال هذا الموضوع من صلاحيات ومهام وولاية المبعوث الأممي”. وأضاف “لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع فصائل المعارضة ونحن الآن نتعامل مع معارضات وليس مع معارضة”.
وكان وفد الهيئة العليا للتفاوض قد أعلن، الليلة الماضية، استعداده لخوض مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية حول مسألة المرحلة الانتقالية ورحيل الأسد. وعلى هذا الطرح ردّ الجعفري قائلاً “من ناحية الشكل إن أي طرح يجب أن يمر عبر مبعوث الأمم المتحدة وليس عبر الإعلام.. والحوار سوري سوري ليس عبر الإعلام وإنما يمر عبر وسيط”. وأضاف “من ناحية المضمون نحن كوفد للجمهورية العربية السورية لا يشرفنا على الإطلاق أن نجلس مع إرهابي في محادثات مباشرة.. كبير مفاوضي وفد السعودية إرهابي ينتمي لفصيل إرهابي قصف السفارات وقتل طلاب كلية الهندسة، وقتل الأبرياء، لذلك لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط مع هذا الإرهابي بالذات في محادثات مباشرة”.
من جهته، أوضح نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سوريا رمزي عز الدين رمزي، إن فريق الأمم المتحدة يحضّر للقاءات مع “وفد المعارضات” من خارج هيئة التفاوض، وهم مجموعات القاهرة وموسكو. وقال الأربعاء “وجهنا الدعوة الى أعضاء مجموعة القاهرة وموسكو في الجولة الأولى لمساعدتنا في وضع تصور لمستقبل سورية.. ونحن حريصون أشد الحرص على أن نستمع لآراء أكبر طيف من الشعب السوري سواء في الداخل أو الخارج واجتماعنا بهم يأتي في هذا الإطار”.
دفعة ثانية من الطائرات الروسية تغادر سوريا
بي. بي. سي.
غادرت دفعة ثانية من المقاتلات الروسية سوريا الأربعاء ضمن قرار موسكو لسحب معظم قواتها.
وانسحبت مقاتلات من طراز إس يو 25 وطائرات النقل من طراز آي إل 76 من قاعدة حميميم، حسبما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
وجاءت مغادرة الدفعة الثانية بعد وصول الدفعة الأولى إلى روسيا يوم الثلاثاء لتستقبل استقبال الابطال.
وقالت واشنطن الثلاثاء إن “أحدث المؤشرات تشير إلى أن روسيا ماضية قدما” في الانسحاب المفاجئ.
وشجع الانسحاب الآمال بشأن محادثات جنيف التي تهدف إلى إنهاء الحرب في سوريا المستعرة منذ خمسة أعوام والتي راح ضحيتها 270 ألف شخص وشردت الملايين.
ووصف مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان ديمستورا الانسحاب بأنه “تطور هام” للمحادثات، بعد أن قدم وفد النظام ووفد المعارضة مقترحات لحل سياسي.
وقال “نأمل أن يكون لذلك تأثير إيجابي على المفاوضات”.
ويلتقي ديمستورا اليوم ممثلين عن المعارضة السورية في جنيف.
ويستعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لزيارة موسكو لمناقش الصراع في سوريا.
وقال كيري الثلاثاء إنه سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ “محاولة اغتنام اللحظة”، التي وصفها كأفضل فرصة منذ سنوات لإنهاء إراقة الدماء.
ومن المتوقع أن يسافر كيري إلى موسكو الأسبوع المقبل بعد زيارة إلى كوبا.
وقال “بينما نحيي الذكرى الخامسة لهذه الحرب المروعة، قد نجد أفضل فرصة لدينا منذ سنوات لإنهائها”.
الديلي تلغراف: تنظيم الدولة على نفس قوته بعد الحملة العسكرية الروسية
بي. بي. سي.
حظي موضوع سحب القوات الروسية من سوريا بتغطية واسعة في الصحف البريطانية ما بين أخبار وتحليلات حول الهدف من تلك الخطوة ونتائجها.
صحيفة ديلي تلغراف نشرت مقالا للكاتب كون كوغلن حول تأثير القرار الروسي على محاربة الإرهاب في المنطقة.
يقول الكاتب إن آلاف الطلعات الجوية الروسية حققت عددا من النتائج منها تدمير 209 منشأت نفطية، ومساعدة الرئيس الأسد على استعادة السيطرة على 4000 ميل مربع من الأراضي بينها 400 قرية وبلدة.
حققت روسيا عددا من مصالحها في سوريا، إذ تمكنت من الحيلولة دون الاطاحة بالرئيس الأسد، وضمنت قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس السوري، بالإضافة إلى قاعدة جوية ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية في اللاذقية.
ويضيف الكاتب أن روسيا كانت حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة الموالية للغرب بالرئيس الأسد، مما يعني فقدان روسيا لكل الروابط العسكرية طويلة الأمد مع طرطوس واللاذقية.
يشير الكاتب إلى أن روسيا ألمحت، خلال الجولة الدبلوماسية الأخيرة لحل الصراع، إلى أنها ليست مصممة على بقاء الأسد، إذا ما ظهر بديل يضمن الوجود العسكري الروسي في المنطقة ويتمكن من وقف الحرب الأهلية.
ويعتقد الكاتب أن توقيت القرار الروسي قد يعكس نفاذ صبر موسكو تجاه المواقف المشاكسة للوفد السوري في محادثات جنيف، وتصريحات الرئيس الأسد أنه ينوي مواصلة القتال لاستعادة كامل سوريا.
إلا أن الجانب الأكثر إحباطا، على حد قول الكاتب، في القرار الروسي هو الفشل في التعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يمثل الخطر الأكبر على أمن المنطقة.
ففي بداية الحملة العسكرية الروسية قال بوتين إن الهدف هو محاربة الإرهاب. إلا أن المحللين الغربيين يقولون إن معظم الضربات الروسية كانت موجهة لجماعات المعارضة بينما كانت الضربات الموجهة لتنظيم الدولة أقل بكثير. ويبقى تنظيم الدولة بنفس قوته التي كان عليها في بداية الحملة الروسية، بحسب الكاتب.
وإذا تحقق قدر من النجاح في جنيف فإن التحدي الأكبر والأكثر تعقيدا هو تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي لا يهدد فقط استقرار سوريا بل الشرق الأوسط بل والعالم برمته، على حد قول الكاتب.
الغارديان: ماذا وراء القرار الروسي بسحب القوات من سوريا؟
أما صحيفة الغارديان فتساءلت في افتتاحيتها حول الهدف من تلك الخطوة.
تقول الصحيفة إن قرار روسيا بسحب الجزء الأكبر من قواتها كان مفاجئا للجميع، وأدى بالولايات المتحدة إلى أن تعاني في محاولة فهم تحول روسيا بعد ستة أشهر من حملتها العسكرية في سوريا التي أزعجت خلالها صانعي السياسة الغربية بشدة.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من الهدوء النسبي في سوريا لمدة أسبوعين منذ بدء وقف إطلاق النار، فلا يزال الطريق إلى نهاية الحرب طويلا.
ويأمل دبلوماسيون غربيون أن يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن أظهر أهمية وقوة الدور الروسي في الشرق الأوسط، عن الرئيس السوري بشار الأسد.
وسوف يؤدي هذا، كما ترى الصحيفة، إلى تقدم كبير في المحادثات في جنيف، إذ كان مصير الأسد حجر عثرة في تلك المفاوضات.
إلا أن هناك وجهة نظر أخرى، بحسب الصحيفة، هي أن روسيا قد نجحت بتدخلها في تدعيم الأسد ووضعت حدا للانتكاسات العسكرية التي عاناها النظام السوري عام 2015.
ويمكن لروسيا أن تركز الأنظار الآن على انسحابها وعدم تدخلها في الموقف بعد أن لعبت دورا هاما فيما سيحدث في سوريا في المستقبل.
وقرار الرئيس بوتين بسحب القوات الروسية مع بدء المحادثات في جنيف يظهر روسيا وكأنها أكثر الساعين لإنهاء الحرب في سوريا.
واحتفاظ روسيا بقاعدة جوية بمعداتها العسكرية التي أقامتها على السواحل السورية يعني أنها يمكن أن تعاود العمليات العسكرية وقتما تشاء.
هذا الانسحاب يمكن الرئيس بوتين أيضا من القول إن روسيا حققت هدفين رئيسيين في سوريا.
أولهما هو الحفاظ على الرئيس الاسد في سدة الحكم والحيلولة دون هزيمته.
وثانيهما هو منع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وتركيا من إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يمكن استغلالها كمنطقة للمعارضين الذين يدعمهم الغرب.
وبعد أن نشرت روسيا صواريخ اس 400 المضادة للطائرات، أصبح التدخل الغربي في الحرب الأهلية في سوريا مستحيلا من الناحيتين العسكرية والسياسية.
ويقول بوتين إن انسحاب روسيا يمكن أن يساعد في التوصل إلى تسوية. ويؤكد أن الرئيس الأسد تعهد بالتوصل لتسوية سياسية، فمن المؤكد أن بوتين لا يود أن يتورط في سوريا بشكل لا يمكن التراجع عنه. لكن هذا لا يعني رحيل الأسد ولا يعني تخلي روسيا عنه، بحسب الصحيفة.
يود بوتين في أزمتي أوكرانيا وسوريا أن يقدم روسيا كقوة لا يمكن تجاهلها. وتزداد شعبيته داخل روسيا كلما تمكن من التفوق على الولايات المتحدة. ويعد هذا أمرا مهما في وقت تنخفض فيه أسعار النفط وتؤلم فيه العقوبات الاقتصادية الشعب الروسي.
وبالفعل تقدم وكالة الأنباء الرسمية ما حدث كانتصار روسي في سوريا.
حذر غربي تجاه القرار الروسي
أما صحيفة فايننشيال تايمز فنشرت مقالا حول الحذر الغربي تجاه القرار الروسي.
يقول الكاتب سام جونز إن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حذر من أن يكون الانسحاب الروسي هو مجرد تحرك تكتيكي.
ويشير الكاتب إلى أن بعض التصرفات الروسية لا تخلو من الاستعراض لكنها أيضا قد تنطوي على البراعة.
يشير الكاتب إلى أن أحد المسؤولين الكبار في المخابرات قال للصحيفة إن الهدف الأساسي للحملة الروسية كان مساعدة القوات السورية في الوصول إلى الحدود التركية، وإحكام السيطرة على حلب، وإضعاف المعارضة السورية المدعومة من الغرب تماما، بما يجعل واشنطن والقوى الأخرى تتخلى عنها وتنصرف إلى الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية.” إلا أن المقاومة الشرسة للمتمردين، والمواجهة طويلة الأمد مع تركيا، وانخفاض سعر النفط، أدت إلى توقف الحملة الروسية.
وتقول الصحيفة إن روسيا حاولت في نهاية العام الماضي وضع خطة سياسية يرحل بموجبها الرئيس الأسد عن السلطة، وتسيطر روسيا على العملية الانتقالية، إلا أن الرئيس الأسد رفض الموافقة على تلك الخطة.
وتنقل الصحيفة عن أحد مسؤولي حلف الناتو، لم تسمه، القول إن القواعد والمعدات الروسية الباقية في سوريا، بالإضافة إلى أكثر من 10 طائرات هليكوبتر روسية لا تزال في سوريا، تكفي لتقديم الدعم للرئيس الأسد للدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها.
ويقول الكاتب إن أهم المعدات الروسية في سوريا هي أنظمة صواريخ اس 400 المضادة للطائرات، التي تضمن لروسيا منطقة خالية من الطيران قطرها 400 كيلو متر من قواعدها التي يمكنها أن تستعملها وقتما تشاء.
واشنطن: أفضل فرصة خلال أعوام لإنهاء الحرب
«السوخوي» تهبط في روسيا والحل يقلع في سوريا
مع بدء هبوط طلائع مقاتلات «السوخوي» في روسيا أمس عائدة من قاعدة «حميميم» السورية، ارتفع منسوب التفاؤل بأن يؤدي الانسحاب الروسي إلى اقلاع قطار الحل السياسي للأزمة السورية، وفيما بادر وفد المعارضة المفاوض إلى اقتراح حكومة انتقالية، طالباً من ممثلي النظام توضيح رؤيتهم في هذا الشأن، باشرت واشنطن تحركاً ديبلوماسياً تنسقه مع موسكو التي يزورها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاملاً معه تفاؤلاً بوجود فرصة كبيرة هي الأولى منذ سنوات لإنهاء الحرب التي أنهكت الشعب السوري بمئات آلاف القتلى، ودول الجوار وصولاً إلى أوروبا بالملايين من اللاجئين.
والتفاؤل بإمكان التوصل إلى حل سياسي أشارت إليه طهران أيضاً، التي اعتبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أنه ينبغي النظر إلى خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا كإشارة إيجابية، وكان مجلس الأمن الدولي رحب كذلك بقرار موسكو هذا.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض في جنيف سالم المسلط للصحافيين، إن سحب القوات الروسية يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية بشار الأسد وجرائمه، معتبراً أن ما أبقى الأسد في السلطة هو وجود القوات الروسية.
وأعلن المسلط أن المطلب الرئيسي للهيئة العليا للمفاوضات عندما تبدأ أول محادثات رسمية مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا، سيكون تشكيل حكومة مؤقتة من دون وجود بشار الأسد، في إطار خريطة طريق ترعاها الأمم المتحدة. وقال «حرصنا أن تبدأ هذه المفاوضات اليوم (أمس).. بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي.. هيئة الحكم الانتقالي هي ضمانة لكل السوريين بدلاً من أن تكون حكومة وحدة وطنية«. وأضاف «حكومة وحدة وطنية هي كالحكومة الحالية عبارة عن وزارات، لكن من يملك توجيههم وتعيينهم هو رأس النظام. هذا غير مقبول لدى السوريين». ونقلت وكالة إعلام روسية عن المسلط قوله «لسنا ضد بدء محادثات مباشرة« مع النظام.
وغرّد المعارض السوري برهان غليون على حسابه الرسمي في «تويتر«، معلناً نهاية الحرب السورية، «انتهت الحرب السورية»، مستبقاً بذلك المفاوضات. وجاءت التغريدة بعد قرار الانسحاب الروسي من سوريا والبدء فعلاً بعملية الانسحاب. ولاقت التغريدة استغراباً في المجتمع السوري المعارض وعبّر العديد من النشطاء عن استغرابهم من هكذا تغريدة تعطي آمالاً كبيرة للسوريين قبل حتى أن تظهر وتتضح الصورة بالكامل.
وأعلن البيت الابيض أن روسيا تنفذ على ما يبدو قرارها سحب قواتها من سوريا، إلا أنه من المبكر جداً تحديد تأثيرات هذا القرار.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن «المؤشرات الأولية تدل على أن روسيا تنفذ قرارها» بالانسحاب، مع وصول طلائع المقاتلات الروسية التي كانت منتشرة في سوريا الى روسيا.
وقال إن البنتاغون تحدث عن مشاهدة «عدد من المقاتلات الروسية تغادر سوريا وتعود الى روسيا« لكن ذلك لا يصل الى درجة سحب «أعداد كبيرة من القوات الروسية».
وتوخى المسؤولون الأميركيون الحذر في تقويمهم لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ. وقال ارنست إن «روسيا لم تقدم إشعاراً مباشراً مسبقاً« لإعلانها برغم أنه كان من المقرر إجراء محادثة هاتفية مع بوتين.
وحذر البيت الأبيض من أنه «لا يزال من المبكر جداً في هذه المرحلة تحديد تأثير ذلك القرار على الوضع بشكل أوسع».
وأشار ارنست الى توتر في دعم روسيا لإنهاء النزاع عن طريق التفاوض ودعمها العسكري للأسد. وأكد أنه «من المبكر للغاية تقويم تأثير ذلك (الانسحاب الروسي) على موقف الحكومة السورية التفاوضي» في محادثات السلام.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي إلى روسيا الأسبوع المقبل كي يستغل ما وصفها بأنها ربما تكون أفضل فرصة منذ أعوام لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وقال كيري للصحافيين إنه سيجتمع مع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وقال كيري إن وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد مع استئناف محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع. وأضاف: «اليوم بينما نشهد الذكرى الخامسة لبدء هذه الحرب المروعة.. ربما نحن بصدد أفضل فرصة لاحت لنا خلال أعوام لإنهائها». وأضاف كيري «مع تماسك اتفاق وقف الاقتتال إلى حد بعيد، وإعلان روسيا أنها ستسحب نصف قواتها فوراً بل ربما أكثر من ذلك من سوريا.. ومع انعقاد المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف.. نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية».
وبشأن المفاوضات أيضاً، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو ترى استعداداً من جانب الولايات المتحدة للتأثير على المعارضة السورية في محادثات جنيف للمشاركة لضمان تماسك وقف هش لإطلاق النار في سوريا.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتبر ليل الاثنين ـ الثلاثاء الإعلان الروسي عن انسحاب عسكري من سوريا أمراً إيجابياً. وقال الرئيس الحالي للمجلس السفير الأنغولي إسماعيل غاسبار مارتينز: «أخذنا علماً بقرار روسيا بدء سحب جزء من قواتها (…) هذا شيء جيد»، مضيفاً «نعتقد جميعاً أن هذا أمر إيجابي». وأوضح في ختام مشاورات مغلقة حول سوريا في المجلس، أن هذه المبادرة «أصبحت ممكنة بسبب التعاون الجيد بين الولايات المتحدة وروسيا».
وفي كانبيرا، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أمس أنه ينبغي النظر إلى خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا، كإشارة إيجابية لوقف إطلاق النار.
وبعد لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب، قال ظريف إن «حقيقة صمود شبه هدنة في سوريا موضع ترحيب، هذا شيء كنا نطالب به منذ ما لا يقل عن عامين ونصف العام أو ثلاثة أعوام». وأضاف أن «حقيقة أن روسيا أعلنت بدء سحب جزء من قواتها يشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار».
وتابع «هذا في حد ذاته يجب أن يكون إشارة إيجابية. الآن علينا أن ننتظر ونرى».
وأعلنت الأمم المتحدة في جنيف أنها تسلمت من وفد المعارضة السورية وثيقة تتضمن رؤيتها لمرحلة الانتقال السياسي، غداة تلقيها تصوراً مماثلاً من الوفد الحكومي حول سبل حل النزاع الذي دخل اليوم عامه السادس.
وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا إثر انتهاء اجتماعه الرسمي الأول مع الوفد السوري المعارض في مقر الأمم المتحدة في جنيف «تسلمت ورقة من الجانب الحكومي (…) وكذلك من المعارضة»، مضيفاً «سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن أن نفعل بهما».
واستهل دي ميستورا الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين قتلوا خلال النزاع في الذكرى الخامسة لاندلاعه، معتبراً أنه كان يجب «الوقوف 300 ألف دقيقة صمت»، في إشارة الى عدد القتلى الذين تقدر الأمم المتحدة أنهم سقطوا في سوريا خلال الحرب.
وقال عضو الوفد السوري المفاوض جورج صبرة بعد لقاء دي ميستورا، «سلمناه وثيقة ترسم الخطوط العامة والأهداف العامة للمفاوضات التي يمكن أن تحقق الانتقال السياسي». وأضاف «أكدنا على موقفنا من ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، أي تنفيذ القاعدة الأساسية التي بنيت عليها عملية الانتقال السياسي في بيان جنيف 2012».
وكان كبير مفاوضي الوفد الحكومي بشار الجعفري أعلن الاثنين بعد اجتماع مع دي ميستورا أنه قدم الى الموفد الدولي «أفكاراً وآراء بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي«« في سوريا.
وتطرق النقاش بين دي ميستورا والوفد المعارض الى ملفات عدة بينها وفق صبرة خروقات النظام السوري لاتفاق وقف الأعمال القتالية القائم منذ 27 شباط الماضي، وضرورة «عدم استثناء أي منطقة من المساعدات، خصوصاً مدينة داريا» المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق. وقال صبرة إن البحث تناول أيضاً «قضية المعتقلين وهم بعشرات الآلاف… ونعرف أنه ملف صعب لكن له أولوية كبيرة».
وقالت المعارضة السورية بسمة قضماني إن 50 معتقلاً يتم إعدامهم يومياً في سوريا.
وأقر دي ميستورا بأن مجموعة العمل الإنسانية حول سوريا لم تتمكن «من تحقيق تقدم في قضية المعتقلين».
وأعلنت المعارضة استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام عبر وساطة دي ميستورا إذا حققت المفاوضات تقدماً. وأشار دي ميستورا الى معلومات عن «رغبة بعض المشاركين باللقاء» وأنه «لن يمنعهم»، لكنه قال إنه يفضل الانتظار حتى تحين «اللحظة المناسبة لهذه المفاوضات المباشرة».
وقال محققو الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان بسوريا إنه ينبغي محاكمة الجناة منفذي الأوامر أمام سلطات أجنبية حتى يمكن تقديم الشخصيات السياسية والعسكرية الكبيرة أمام العدالة الدولية.
ووضعت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة والتي وثقت انتهاكات كل الأطراف قائمة سرية بالمشتبه بهم ولديها قاعدة بيانات بها خمسة آلاف مقابلة. وبدأت تقديم مساعدة قضائية للسلطات في الخارج في بعض القضايا.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سوريا لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية «يجب ألا ينتظر اتخاذ الإجراءات التي تمهد الطريق للمحاسبة حتى التوصل إلى اتفاقية سلام نهائية ولا يحتاج إلى ذلك«.
وقالت كارلا ديل بونتي وهي محققة سابقة في جرائم الحرب بالأمم المتحدة وعضو في الفريق للصحافيين إنها تلقت 15 طلباً للحصول على معلومات من دول عدة. وتضمنت القضايا أسماء جناة من منفذي الأوامر أو المقاتلين الأجانب. وتابعت «إنها بداية صوب العدالة الدولية«.
وأوضح مايكل راتني المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا «الولايات المتحدة تدين بوضوح لا لبس فيه الأعمال الوحشية التي ارتكبتها كل الأطراف، لكن يجب ألا ننسى أن الشعب السوري سيتذكر دائماً أن الأسد وحلفاءه كانوا منذ البداية وحتى الآن المصدر الرئيسي للقتل والتعذيب والحرمان في هذه الحرب«. وأضاف أن نشطاء ومحققي الأمم المتحدة المستقلين «يضعون الأساس لمحاسبة مرتكبي الجرائم في المستقبل، وقال «هذه ليست مسألة لو بل مسألة متى».
وأمس نظم استقبال حاشد في روسيا لطلائع الطيارين والطائرات الروسية العائدة من سوريا. وتجمع أهالي الطيارين وعدد من المسؤولين لاستقبالهم في قاعدة جوية جنوب غرب البلاد، وذلك بعد إعلان سحب الجزء الأكبر من الوحدات العسكرية التي أرسلتها موسكو الى سوريا.
وعادت مجموعة أولى من قاذفات «سو 34» وطائرات النقل «تو 154» وعلى متنها فنيون ومعدات عسكرية من قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا، الى روسيا.
وحضر الاستقبال أيضاً ضباط كبار في الجيش الروسي، بينهم قائد القوات الجوية فيكتور بونداريف، الذي قال «خلال العملية في سوريا، لم يكن هناك أي قصف لم يصب هدفه. نشكركم كثيراً على ذلك»، مشدداً على أن «الإرهاب الدولي تكبد خسائر كبيرة».
وفي سياق آخر، قصفت مروحيات روسية مواقع لتنظيم «داعش» في محيط مدينة تدمر في وسط سوريا غداة إعلان موسكو سحب الجزء الأكبر من قواتها من البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تقصف مروحيات روسية ومقاتلات يرجح أنها روسية مواقع تنظيم «داعش» في محيط تدمر» في ريف حمص الشرقي، مشيراً الى أن قوات النظام السوري حققت تقدماً لتصبح على بعد أربعة كيلومترات من المدينة الأثرية. وقال مصدر ميداني سوري إن «الجيش السوري سيطر على تلة(…) غرب تدمر في ريف حمص الشرقي إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش وتحت غطاء الطائرات المروحية والحربية للقوات الروسية».
(أ ف ب، رويترز، العربية.نت)
الجعفري: قرار الانسحاب الروسي تم بالتنسيق معنا
قال رئيس الوفد المفاوض للنظام السوري في مفاوضات جنيف بشار الجعفري إن القرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا تم بصورة مشتركة ومنسقة.
وقال -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء في جنيف- إن قرار الانسحاب الروسي اتخذه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد “ولم يكن مفاجئة لنا وقد جرى بالتنسيق”.
وشدد الجعفري على “وحدة سوريا وتكامل أراضيها وشعبها”، مؤكدا على أن أكراد سوريا جزء مهم من الشعب السوري.
وأضاف الجعفري أن المرجعية الرئيسية للمحادثات السورية تحظر إثارة سيناريو الاتحادية، و”نحن نتحدث عن الحفاظ على وحدة سوريا”، رافضا التعليق عما يتردد اليوم عن نية أكراد سوريا إعلان فدرالية في شمال البلاد.
واستبعد الجعفري الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة خلال هذه المرحلة، وقال إن الحديث يدور في هذه المرحلة عن الأمور الشكلية، وإنه عند استكمالها سيتم التحول إلى المضمون.
وأشار إلى إنه تم الحديث خلال المفاوضات “عن استمرار تدفق الإرهابيين القادمين من تركيا، وكذلك الإرهابيين الذين ترعاهم إسرائيل.. والإرهابيين القادمين من الأردن”، وفق تعبيره.
ولفت الجعفري إلى أنه اتفق مع المبعوث الأممي لسوريا ستفان دي ميستورا على تعميق المناقشات للانتقال من الشكل إلى المضمون في الاجتماع المقبل.
ونعت الجعفري، كبيرَ مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش بأنه “إرهابي مسؤول عن قتل طلاب”، معتبرا أنه “لا يحق لأحد أن يحتكر تمثيل وفد المعارضة”.
خطوات روسيا بسوريا.. حسابات التدخل والانسحاب
إيمان مهذب
يفتح الانسحاب الروسي “المفاجئ” من سوريا صفحة جديدة في مسار الأزمة السورية، كما أنه يفتح باب التساؤلات على مصراعيه بشأن دلالة هذه الخطوة والهدف منها، بينما تتواصل الهدنة الهشة والمفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع.
القرار الذي أعلن عنه مساء أمس الاثنين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد، كان محل ترحيب من عدة أطراف، لكن الفرضيات والتفسيرات بشأنه بدت متباينة.
ففي تفسيره لهذه الخطوة، شدد بوتين على أنها تأتي في سياق تكثيف الدور الروسي في العملية السياسية لإنهاء الصراع في سوريا.
ومن جهتها، اعتبرت دمشق أن هذا القرار يأتي اتساقا مع “استمرار وقف الأعمال القتالية، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية”، مقرّة بمساعدة التدخل الروسي لقوات النظام على تحقيق مكاسب عسكرية.
اتساق وترحيب
هذا الاتساق كان واضحا أيضا في ردود الفعل الدولية، فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رحّب -في اتصال هاتفي مع بوتين- بالقرار الروسي، وبتراجع العنف منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في سوريا.
ولم يقتصر الاتصال على ذلك، بل أكد الرئيسان على دعمهما تفعيل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية.
هذه اللهجة اتسمت بها تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي أكد أن الانسحاب الروسي خطوة إيجابية من أجل وقف إطلاق النار، اتخذها الروس لأنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة.
أما المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، فقد طالب بوتين بخطوة إيجابية أخرى تتمثل في الوقوف إلى جانب الشعب السوري لا إلى جانب دكتاتور سوريا، على حد تعبيره.
فرضيات وأسباب
وخلف قرار موسكو المتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، تلوح عدة فرضيات عن الدوافع التي جعلت روسيا تنسحب “سريعا” بعد أن وضعت سقفا زمينا مفتوحا لتدخلها العسكري، يتراوح بين 12 و18 شهرا.
ومن الفرضيات التي يرى خبراء ومتابعون أنها دفعت روسيا للإقدام على هذه الخطوة: الوضع الاقتصادي، وهي فرضية يرجحها مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج الذي أشار إلى أن بوتين ربما يريد الخروج من التدخل بأقل الخسائر.
في حين يذهب آخرون إلى فرضية أخرى تقر بوجود اتفاق روسي أميركي، وهو ما يراه الكاتب والباحث السياسي محمد زاهد غل، الذي رجّح أن تسهم الخطوة أيضا في خلق توازنات جديدة في المنطقة قد تقود إلى حل سياسي للأزمة السورية.
ومن الفرضيات الأخرى، سعي روسيا للضغط على الأسد من أجل تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وهذا ما يراه الخبير في الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، في تصريحاته لمجلة فورين بوليسي الأميركية التي قال فيها “يبدو أن روسيا قد تراجع دعمها للأسد بغية الضغط عليه، ليقدِّم تنازلات في طاولة المفاوضات”.
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فاعتبرت أن انسحاب روسيا جاء بعد أن مكَّنت للأسد ورسَّخت أقدامه بما يجعله في وضع أفضل لاستغلال المفاوضات التي تنعقد بوساطة أميركية روسية.
تأثير ومآلات
وأيا كانت الفرضيات فإن الانسحاب الروسي من سوريا سيكون له تأثير كبير على مسار الأحداث السياسية والميدانية على حد السواء.
وبحسب الصحافة الروسية، فإن ما عدته “نصرا سياسيا لموسكو” من شأنه إعطاء أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وطغت في معظم الصحف لغة حل الأزمة السورية سياسيا، والدفع قدما بعملية السلام والمساهمة في إنجاحها، مما مثّل -بحسب كثيرين- تمهيدا للتخلي عن الرئيس الأسد، وهو تفسير دعمه الخبير في العلاقات الدولية جوشوا واكر الذي أكد أن روسيا تدرك أن الأسد انتهى، وهو ما أكدته مجلة فورين بوليسي حينما اعتبرت أن الانسحاب قد يعني نهاية الدعم الروسي غير المشروط للأسد ويشيع فسحة من التفاؤل بحل دبلوماسي.
لكن حسابات أخرى ربما كانت وراء قرار التدخل والانسحاب من روسيا، حسابات خدمت روسيا وحدها وساهمت في كسر العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، بحسب تعليق صحيفة “كومرسانت” الروسية.
وفي السياق ذاته، يعلّق المحلل الروسي غيورغي بوفت بأن “موسكو منذ البداية لم تكن تسعى إلى إنقاذ نظام الأسد بأي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه”. وهذا ما يضيف أسئلة جديدة عن أهداف الدور الروسي في سوريا، بينما يبقى الغموض يلف مصير الأسد بعد انسحاب القوات الروسية.
المعارضة السورية مستعدة للتفاوض المباشر مع النظام
أبدت المعارضة السورية استعدادها أمس الثلاثاء للجلوس مع الوفد الحكومي على طاولة مشتركة، إذا حققت مفاوضات جنيف تقدما، بينما أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا تسلمه رؤيتي المعارضة والنظام لمرحلة الانتقال السياسي في سوريا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية -عن سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل أطرافا واسعة من المعارضة “نحن مستعدون في المرحلة المقبلة للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام على غرار ما جرى في جنيف-2”.
وأضاف المسلط “بعد مرحلة المفاوضات غير المباشرة، ستأتي مرحلة ثانية من المفاوضات المباشرة بوساطة المبعوث الدولي دي ميستورا” مشددا على تمسكه بتنفيذ جوهر عملية الانتقال السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن.
شروط المعارضة
وسبق للمسلط تأكيده أن المعارضة تريد هيئة حكم انتقالي يكون الجميع شركاء فيها باستثناء “من تلطخت يده بدماء السوريين”.
وكان مفاوضون من المعارضة طالبوا أمس بأن توضح الحكومة السورية بالتفصيل أفكارها بشأن الانتقال السياسي، وقالوا إنه لا يوجد أي تقدم بشأن إطلاق المعتقلين الذين ذكروا أنه يتم إعدام خمسين منهم يوميا.
وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني عقب الاجتماع مع المبعوث الأممي “ننوي الدخول في التفاصيل، ننوي التحرك بسرعة. نود أن تحقق هذه العملية تقدما سريعا جدا”.
من جهته، قال المفاوض عن الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرة إن وفد المعارضة قدّم للوسيط دي ميستورا اقتراحا بشأن حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة.
وثائق ومعطيات
وكانت جولة جديدة من المفاوضات بشأن سوريا قد انطلقت الاثنين الماضي في جنيف، ويوم أمس الثلاثاء قال دي ميستورا إنه تسلم وثيقة تتضمن رؤية المعارضة لمرحلة الانتقال السياسي في سوريا، وكذلك ورقة من وفد الحكومة.
وأوضح المبعوث الأممي أنه سيجمع كل المعطيات من جميع الأطراف، ويقوم بتنسيقها وينظر أين “مواطن التداخل أو التناقض أو حتى الرؤى المشتركة”.
وأضاف أنه سيقارن بين وثيقتي الوفدين، وتابع “سنقوم بتحليلهما ونرى ما إذا كان بوسعنا أن نجعل من ذلك ورقة للأمم المتحدة.. على سبيل المثال.. أو إن كان بوسعنا الإضافة إليه بالفعل”.
كما أعلن دي ميستورا أنه ينتظر الوقت المناسب لإجراء محادثات مباشرة بين الأطراف السورية.
وبيّن في تصريحات صحفية أن “المباحثات لن تكون سهلة، لأن المسافة كبيرة بين الأطراف، وما دعاهم للانخراط في المفاوضات هو الحصول على النقاط المطروحة، للوصول لآلية وتقنية لتحديد نقاط التلاقي” مشيرا إلى أن المباحثات ستتواصل، حيث سيجتمع صباح اليوم الأربعاء مع وفد النظام.
كما عبر المبعوث الأممي عن شعوره بوجود اختلاف في المباحثات السورية الحالية مقارنة مع المباحثات الماضية، وفسر ذلك بثلاثة عوامل هي: أزمة اللاجئين، وتغيرات من قبل روسيا، وعدم هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية حتى الآن، مشيرا إلى مشاركة -وصفها بالأعمق- للدول المعنية بالمفاوضات، خاصة روسيا والولايات المتحدة.
ممثل الأسد يعتبر كبير مفاوضي المعارضة إرهابيا وعلوش يرد
العربية.نت
أعلن رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، من جنيف أن المناقشات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا تركزت على الجانب الشكلي أكثر من الخوض في المضمون.
وفي رده على سؤال الصحافيين عن المفاوضات المباشرة مع المعارضة السورية، لاسيما أن المعارضة أبدت بالأمس عدم ممانعتها بشكل مطلق للتفاوض المباشر، ماطل الجعفري في الإجابة متهرباً، ليعود ويجزم بأن النظام لن يتفاوض مع “إرهابي”، بحسب تعبيره في إشارة إلى كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش. وأضاف: “أي طرح يجب أن يمر عبر الوسيط وليس عبر الإعلام”.
وكرر أكثر من مرة أنه لا يحق لأحد أن يحتكر تمثيل وفد المعارضة، مشيراً إلى أنه تطرق مع دي ميستورا إلى موضوع توسيع تمثيل المعارضة لتشمل بعض الجهات الكردية.
إلى ذلك، رفض التعليق على تصريحات كردية أخيرا حول إقليم اتحاد، مشدداً على “وحدة سوريا كلياً كأرض وشعب”، مضيفاً: “ولن أعلق على أي تصريحات أحادية، فالأكراد جزء مهم من الشعب السوري ونحن نفخر بهم، والمراهنة على تلك الاختلافات ستبوء بالفشل.”
أما لجهة الانسحاب الروسي من سوريا، فقال الجعفري “الروس قدموا إلى سوريا بقرار مشترك ويغادرون بقرار مشترك، والانسحاب لم يكن مفاجأة”.
علوش: نظام الأسد يعتبر 15 مليون سوري إرهابيين
في المقابل رد محمد علوش، كبير المفاوضين السوريين، على الجعفري مشدداً على أن نظام الأسد يعتبر نحو 15 مليون سوري إرهابيين. وتساءل: “هل يحق لمن له أصول إيرانية أن يتكلم بدقائق الأمور؟”، وأضاف: نحن في جنيف باسم وفد الثورة.
وعن المفاوضات المباشرة أوضح في اتصال مع “الحدث” أن الوفد لم يقرر بعد إذا كان هناك مفاوضات مباشرة.
إلى ذلك، شدد على أن “النظام لا يريد حلاً وحتى أقرباؤه يتخلون عنه”. وأضاف أن نظام الأسد في مأزق سياسي وعسكري نتيجة الانسحاب الروسي من سوريا.
السعودية: نأمل أن يجبر انسحاب روسيا الأسد على التنازل
العربية.نت
اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريح للصحفيين في الرياض اليوم الأربعاء أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا خطوة إيجابية للغاية. وأضاف أنه يأمل أن يجبر هذا بشار الأسد على تقديم تنازلات.
وتابع الجبير أن المملكة تأمل في أن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان جنيف 1 وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي.
ورداً على تكهنات تتردد في سوق النفط عن “صفقة كبرى” تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا نفى الجبير وجود مثل هذه الصفقة.
صور أنجيلينا جولي تحت المطر.. رسالة “مدوية”
دبي- العربية.نت
منذ أمس الثلاثاء وصور أنجيلينا جولي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، متصاحبة مع تعليقات إيجابية حول “بساطتها” وعفويتها.
أنجيلينا التي أسرت القلوب بحديثها تحت المطر غير مبالية بـ” شعرها، ومكياجها، وأناقتها”، أرسلت ومن دون أن تعي رسالة لكل مشاهير العالم، رسالة مدوية خطتها بعفوية لا تضاهى.
قالت لهؤلاء الأطفال، الذين تركوا منازلهم، للأمهات الثكالى، للشباب المهجر، للاجئين السوريين في لبنان، “أنتم أبطال أنتم الأمل والقوة”.
ولغيرهم ممن يزورونهم بهدف التقاط الصور والأضواء، أرسلت كلمات “مدوية بصمتها”، أو على الأقل هذا ما “طن” به مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعية، الذين دعوا المشاهير إلى الاقتداء بها. ففي لبنان مثلاً راح العديد يقارنون بين الممثلات أو ملكات الجمال وزيارتهن “الترويجية” لبعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، وبين “جولي”، داعين تلك “الوجوه” الجميلة إلى الاقتداء بها وبعفويتها، لاسيما أنهن غالباً ما يزرن الأطفال بكامل “أناقتهن”!
لأول مرة.. أنباء عن مفاوضات سورية “مباشرة” بجنيف
العربية.نت
في آخر تطورات المباحثات السورية في جنيف، أفاد موفد الحدث أن هناك حديثاً يدور حول إمكانية تحول المحادثات غير المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام إلى مباشرة.
يأتي ذلك في وقت سلم فيه كل من الوفدين لموفد الأمم المتحد إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ما وصف برؤيتهما لحل الأزمة التي دخلت عامها السادس.
هذا.. وأكدت المعارضة السورية على لسان عضو الوفد السوري المعارض جورج صبرا من جنيف أن الوثيقة التي قدمت لدي ميستورا ترسم الخطوط العريضة للحل.
كما أكد على موقف المعارضة المنادي بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي، كاملة الصلاحيات استناداً للقرارات الأممية.
داعش خسر نحو ربع الأراضي الخاضعة لسيطرته
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
خسر تنظيم داعش، خلال الشهور الخمس عشرة الماضية، نحو 22 في المئة من إجمالي الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا.
ووفقا لتحليل صدر مؤخرا، فقد خسر التنظيم في الفترة بين 1 يناير 2015 حتى 15 ديسمبر من العام نفسه، قرابة 16 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها سابقا.
وأشارت تقارير إلى أنه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، خسر داعش مزيدا من الأراضي، تقدر نسبتها بنحو 8 في المئة.
وتمثلت معظم الأراضي التي خسرها داعش منذ بداية العام الجاري في تلك الواقعة شمال شرقي سوريا، ثم جنوبا باتجاه الرقة ودير الزور، وذلك جراء الضربات التي تلقاها على أيدي مقاتلي القوات قوات سوريا الديمقراطية، الذين تقدموا بغطاء من الضربات الجوية التي قامت بها الطائرات الأميركية والروسية.
كذلك نجحت القوات السورية الحكومية في التقدم غربا، بحيث باتت الآن على بعد 5 كيلومترات من مدينة تدمر التاريخية، والتي كان التنظيم سيطر عليها في منتصف العام 2015.
وكان داعش تقدم في تدمر السورية والرمادي العراقية بعدما خسر معبر تل أبيض الاستراتيجي بالنسبة له، نظرا لأنه كان يشكل المعبر الرئيسي لعاصمة التنظيم في الرقة نحو تركيا.
وفي أعقاب خسارة تل أبيض، لوحظ أن التنظيم بدأ يعاني ماليا، حيث قام بزيادة الضرائب وقام باقتطاع الرواتب بنسبة 50 في المئة، وترافق هذا مع زيادة في الضربات الجوية من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك بفعل الضربات الجوية الروسية.
وعمل إغلاف معبر تل أبيض وزيادة الرقابة على الحدود من الجانب التركي على التضييق على التنظيم، فلم تعد البضائع والسلع، تتدفق بسهولة إلى مناطق سيطرته.
كذلك لم يعد سهلا بالنسبة إليه استقطاب المزيد من المجندين، وصار عليهم العبور إلى مناطق التنظيم بواسطة التهريب، وهو الأمر الذي أصبح محفوفا بالمخاطر بشكل كبير.
وبحسب التقرير الصادر الذي أعده كولومب ستراك من مركز مراقبة الصراعات “آي إتش إس”، فقد خسر التنظيم خلال الفترة بين 1 يناير 2015 و14 ديسمبر 2015، حوالي 12800 كيلومتر مربع من المناطق التي سيطر عليها سابقا، وأصبح يسيطر الآن على 78 ألف كيلومتر مربع، أي أنه خسر ما نسبته 14 في المئة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته.
الجعفري يطلب من مفاوض سوري “حلاقة ذقنه”
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تهكم رئيس الوفد الحكومي السوري، بشار الجعفري، خلال مؤتمر صحفي على كبير مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش وطالبه بحلاقة ذقنه وسحب تصريحاته، من أجل الانخراط في مفاوضات مباشرة.
وقال الجعفري: “ليس من حق أحد في فصائل المعارضة احتكار التمثيل لصالحه”، مشيرا إلى أن “الوفد الحكومي لا يشرفه الجلوس في مفاوضات مباشرة مع إرهابي” في إشارة إلى محمد علوش.
وأوضح الجعفري أن المرجعيات الرئيسية في المحادثات غير المباشرة تدحض الإعلان عن حكم فيدرالي والدعوات كلها هي لوحدة سوريا الوطنية.
وتابع: “تحدثنا مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا بشأن الإرهابيين الذين يدخلون سوريا عبر الحدود “.
وعن الانسحاب الروسي من سوريا، قال الجعفري: “الروس أتوا إلى سوريا بقرار مشترك من بوتن والأسد لذلك لم يكن قرار سحب القوات الروسية من سوريا من الجانب الروسي فقط”.
وكان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، قد تحدث لـ”سكاي نيوز عربية” قائلا إن “وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارض هو الوحيد الذي يمثل الشعب السوري”.
واوضح: “نسعى وراء حل لإنقاذ الشعب السوري من الكابوس لكن الطرف الآخر لا يريد ذلك”، مضيفا: “وفد واحد يمثل الشعب السوري مع تقديرنا للأسماء التي وجه دي ميستورا الدعوة إليها”
وأكد المسلط على أن “وثيقتنا بشأن الانتقال السياسي استندت إلى بيان جنيف 1 وتعطي الرؤية الحقيقية للمرحلة القادمة في سوريا”.
وشدد المسلط لـ”سكاي نيوز عربية” على أنه لا يمكن للشعب السوري أن يتقبل الأسد كرئيس بعد كل هذه الجرائم، وأن النظام غير جاد في مفاوضاته ومحاولاته واضحة لوضع العراقيل”.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير: ” نأمل أن يؤدي الانسحاب الروسي إلى تسريع الانتقال السياسي في سوريا وإلى إجبار الأسد على تقديم تنازلات”.
نازح سوري يعيش في سيارة منذ 5 أعوام بدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
يعيش نازح سوري مع طفليه وزوجته في سيارته، منذ 5 أعوام، حين فر من منطقة عربين بريف دمشق جراء الحرب المستعرة في البلاد.
وخسر النازح كافة أملاكه بسبب الحرب، وأصيب بشظايا قذيفة جعلته غير قادر على العمل، ويعتمد على مساعدات أهل الخير.
ويقول النازح السوري إنه مثل كثيرين غيره يفضل أن يعيش في الشارع على مغادرة سوريا، وأقصى أحلامه، بمجرد أن تضع الحرب أوزارها أن يعود لبيته.
محلل أمريكي لـCNN: بوتين يبعث برسائل إلى أمريكا والنظام والمعارضة وهدفه النهائي جمع واشنطن والأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال جوشوا لانديز، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يخطط عبر خطوته سحب قواته من سوريا لإرسال عدة رسائل لواشنطن والنظام السوري وكذلك المعارضة، ويعمل على إظهار نفسه كرجل دولة، مضيفا أن المشكلة في استراتيجية موسكو تتمثل في رغبتها بجعل الرئيس السوري، بشار الأسد، يظهر بمظهر الشريك لأمريكا التي مازالت ترفض ذلك.
وقال لانديز، ردا على سؤال حول أهداف بوتين من الانسحاب من سوريا، إن الرئيس الروسي “يحاول تقديم نفسه للمجتمع الدولي على أنه رجل سلام ورجل دولة وأنه أنجز المهمة وقرر إعادة رجاله إلى بلدهم وهو يرغب بإخبار الأمريكيين في أول أيام اجتماعات جنيف للسلام بأن مستعد لأخذ قرارات مهمة.” مضيفا أنه كذلك يريد إرسال رسالة لبشار الأسد مفادها أنه “يقدم له خدمة بوجوده في سوريا وأن على الرئيس السوري القيام بتسويات للسير قدما في هذا المسار.”
وتحدث لانديز عن رسائل بوتين الأخرى قائلا إنها “موجهة للأمريكيين والمعارضة السورية” مضيفا: “أحد أهداف بوتين الرئيسية في سوريا كان دفع الأمريكيين إلى التعاون معهم في ما يصفونها بالحرب على الإرهاب وهو يقول لهم: يمكنني حزم حقائبي والعودة إلى بلدي ولكنني سأترككم بمفردكم في المأزق السوري.”
وحول إمكانية تغيير المشهد الميداني بسبب الموقف الروسي قال لانديز: “لا نعرف مدى جدية بوتين بسحب قواته. هو لن يتخلى عن بشار الأسد الذي يعتبر الاستثمار الأكبر له في سوريا وهو لن يتركه يسقط. يمكن لبوتين سحب بعض العناصر ولكنه قال في الوقت عينه إن مطار حميميم وميناء اللاذقية سيعملان كالمعتاد ونحن لا نعرف معنى ذلك بالضبط ولكنني أظن أن روسيا ستواصل محاولة جني الفوائد ومساعدة الأسد وهو سيبحث بالمقابل عن سبل للتحرك قدما.”
وطالب لانديز بالمقابل فصائل المعارضة التي قال إنها تزيد عن ألف فصيل أن “تأخذ الأمر على محمل الجد” مضيفا: “هم (المعارضة) يريدون رحيل الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالي ولكن ليس لديهم القوة لتنفيذ ذلك، وسيكون على الجميع الوصول إلى تسويات، وهذه هي رسالة بوتين من وجهة نظري.”
وحول الخطوة التالية لأمريكا وما الذي على واشنطن فعله للمساعدة على تثبيت الأوضاع في سوريا رد لانديز بالقول: “هذا هو السؤال الحقيقي، فبالأمس أشارت الأنباء إلى أن موسكو طلبت من واشنطن مساعدتها لاستعادة السيطرة على الرقة التي تعتبر عاصمة داعش في سوريا، وأنا واثق من أن روسيا لم تحصل على رد أمريكي لأن واشنطن غير مستعدة للعمل مع الأسد أو روسيا لاستعادة الأراضي من داعش، وهذا الأمر يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة للموقف الروسي.”
وتابع بالقول: “روسيا تريد استعادة الأرض من داعش بمساعدة أمريكا وجعل الأسد يظهر بمظهر الشريك للولايات المتحدة التي سترفض من جانبها ذلك لأنها ترى أن قيمها الدولية الأساسية تتمثل في الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان وعدم التعامل مع الطغاة، والأسد لا يتوافق مع هذه المعايير، غير أن أمريكا ليس لديها شركاء آخرين وهذه واحدة من المشاكل الأساسية في سوريا، والمتمثلة بعدم استعداد أي طرف للتعامل مع الطرف الآخر في سوريا.”
جون كيربي لـCNN: “نحن نعرف أن اتهامات روسيا بقتل المدنيين ليست شائعات دعائية.. إنما هي الحقيقة”
العالم
أمانبور: قال وزير الخارجية إن مخطط انسحاب روسيا، في وقت محادثات السلام، من المحتمل أن يكون أفضل فرصة للسلام بعد خمس سنوات من حرب سوريا. ما الذي تراه لتكون واثقاً هكذا؟
كيربي: أولا نحن نرى، كما تعلمون، تقدما في جنيف بينما تباشر المعارضة والنظام في الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة. وهم في اليوم الثاني الآن وهذه علامة تقدم. وتحدث ستيفان دي ميستورا بشكل جيد عن الجهد الذي يبذله كلا الجانبين. مازال هناك طريق طويل لنقطعه هنا. نحن لا نريد أن نبالغ في التفاؤل. ولكن أيضا، نحن الآن في بداية أسبوعنا الثالث من وقف الأعمال العدائية في سوريا، ووفقاً لما قاله الوزير، فإن العنف انخفض بشكل ملحوظ لأول مرة منذ خمس سنوات. يشارك الناس الآن في الاحتجاجات السلمية مرة أخرى بعد سنوات عديدة. وبعد ذلك، بالطبع، صرح الرئيس بوتين أمس أنه سيسحب بعض قواته. هناك الكثير من الأمور التي لا نعرفها عن هذا التصريح في الوقت الراهن، نحن بحاجة لرؤية المزيد، ولكن قد يكون هذا مؤشراً إيجابياً جداً بالنسبة للجهد السياسي الذي تبذله روسيا.
أمانبور: قد يكون ذلك صحيحاً ولكن أليست هذه الحال دائما مع الرئيس بوتين؟ أننا لن نعرف ما هي المناورة السياسية التي يخطط لها؟ لقد رأينا ذلك يحدث في أوكرانيا، ما هي معلومات المخابرات التي لديك؟ هل كان لديك أي إنذار مسبق لهذا التصريح من قبل بوتين الليلة الماضية؟
كيربي: أنا لست على علم بأي تحذير مسبق للحكومة الأمريكية حول إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حتى أن المعارضة قالت علناً صباح اليوم في جنيف إنهم يرون تصريح الرئيس بوتين علامة مشجعة.
أمانبور: لقد سمعنا ورأينا للتو تقرير مراسلتنا، كلاريسا وارد، الذي يشير إلى كمية هائلة من القصف من قبل الطائرات الروسية على مختلف أنواع الأماكن المدنية. كنت أرغب في معرفة رأيك في ذلك. الولايات المتحدة والامم المتحدة لامتا روسيا بأنها كانت تستهدف البنية التحتية المدنية عمدا، وبأنها لم تستهدف داعش بما فيه الكفاية، وأنها تسببت للمعارضة المعتدلة بالضرر الأكبر..
كيربي: رأيت تقرير كلاريسا. وبعض اللقطات تفطر القلب. ليس هناك شك في أن ذلك أدى إلى عنف مروع ووفاة وإصابة العديد من الأشخاص الأبرياء. ليس هناك طريقة لمشاهدة التقرير وعدم شعور ذلك. ونحن نقول منذ فترة طويلة، منذ أن بدأت روسيا زيادة نشاطها العسكري، إنه من غير المقبول ضرب البنية التحتية المدنية، والتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين، إنما المقبول هو فقط استهداف جماعات أخرى مثل داعش وجبهة النصرة. وليس هناك شك أن الروس خالفوا هذه القوانين.
أمانبور: ماذا تقول للروس الذين يصرون على أن هذه شائعات دعائية؟
كيربي: منذ ما قبل وقف الأعمال العدائية، كنا نعرف أن الحقيقة كانت أنهم يضربون البنية التحتية المدنية، مما يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، والقيام بالضربات المتتابعة، حيث يضربون الهدف وبعد ذلك ينتظرون قدوم المسعفين ثم يضربون مرة أخرى. وكنا نحن صادقون جداً بشأن ما فعلته روسيا قبل وقف الأعمال العدائية. لذلك بالنسبة لنا، هي ليست شائعات دعائية. بل هي الحقيقة والواقع..
صديق الأسد السابق لـCNN: بوتين انسحب لخشيته من قوات أمريكا على الحدود الروسية وتصاعد الأزمة مع الناتو وأسعار النفط
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أخبر السياسي السوري المعارض، والصديق السابق للرئيس السوري، بشار الأسد، أيمن عبدالنور، شبكة CNN، أن قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسحب جزء من القوات الروسية من سوريا، جاء نتيجة عدم قدرته على مواكبة تهديد القوات العسكرية الأمريكية على الحدود بين الناتو وروسيا، ولتأثر اقتصاد موسكو بانخفاض أسعار النفط.
وقال عبدالنور إن الانسحاب الروسي “حدث بسبب ثلاثة عناصر دفعت بوتين للتوصل إلى هذا القرار، الأول هو انخفاض سعر النفط خلال العام الماضي، ما أدى إلى انكماش اقتصاد روسيا بنسبة 3.6 في المائة. ولذلك، لأول مرة منذ عام 2000، اتخذ بوتين قرارا بخفض الميزانية العسكرية بنسبة 5 في المائة.”
وأضاف عبدالنور: “السبب الثاني هو قرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بنشر ألوية قتالية دائمة في دول البلطيق وأوروبا الشرقية على طول الحدود الروسية، وهو أمر مهم جدا لروسيا.” ويُذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في فبراير/ شباط الماضي، إنفاق 3.4 مليار دولار لمبادرة “إعادة الطمأنينة الأوروبية” في محاولة لردع العدوان الروسي ضد حلفاء حلف شمال الأطلسي، ونشر مشاة البحرية الأمريكية المعدات اللوجستية ودبابات القتال والمدفعيات داخل الكهوف النرويجية ضمن جهود واشنطن لترسيخ وجود المعدات العسكرية بالقرب من الحدود بين الناتو وروسيا.
وتابع عبدالنور، قائلا إن روسيا “لا تستطيع ردع التهديدات الثلاث والمحافظة على عمليات جيشها الضخم، وتأمين هذه الجبهة الغربية، بالإضافة إلى الانخراط واسع النطاق داخل سوريا الذي تبلغ ميزانيته ثلاثة ملايين دولار يوميا. إنهم لا يقدرون ذلك.”
كما أشار عبدالنور إلى “تسرب أنباء عن وجود نقاش بين النظام السوري والإيرانيين للوصول إلى حل سياسي بقيادة الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا. ويُساعد ذلك أيضا موسكو للتوصل إلى قرار سحب القوات.”
المحيسني يدعو للاستعداد للقتال بعد الانسحاب الروسي ويتذكر رؤيا “التمساح”.. والمقدسي يهاجم نجل عبدالله عزام بسبب جبهة النصرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ما أن بدأت الطائرات الروسية بتسخين محركاتها استعدادا لمغادرة الأجواء السورية حتى اشتعل الصراع على تويتر خاصة بين فصائل معارضة وجبهة النصرة التي كانت قد خاضت مؤخرا صراعا مسلحا مع جماعة معارضة بمدينة معرة النعمان، إذ دعا أحد وجوهها الإعلامية، السعودية عبدالله المحيسني، من وصفهم بـ”المجاهدين” إلى الاستعداد للقتال، في حين دار جدل بين حذيفة عزام وأبومحمد المقدسي حول جبهة النصرة وتصرفاتها.
وقال المحيسني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر، إن ما وصفه بـ”الدب الروسي” شديد الضرب لكنه قصير النفس مضيفا: “هذا قول ربنا: فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا” مضيفا “أبشروا يا أهل الشام فثورتكم منصورة بالجهاد” مضيفا أنه سبق له أن شاهد رؤيا ظهر له فيها تمساح وهو يفر، مفسرا ذلك بخروج روسيا من سوريا.
وتابع المحيسني بالقول: “انسحاب الروس ليس بقوتنا ولكنها قوة الله (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) فأبشروا وأملوا وأحسنوا الظن بربكم فلن يخيبكم” داعيا إلى ضرورة المبادرة بالهجوم الآن قائلا: “أيها المجاهدون الأشاوس والآن بعد أن صبرتم جاء القتال فأروا الله من أنفسكم خيرا.”
بالمقابل، اشتعلت حسابات تويتر المقربة من المعارضة السورية وكذلك من الناشطين الإسلاميين بالنقاش حول الصراعات الأخيرة التي تخوضها جبهة النصرة ضد تنظيمات في المعارضة السورية منضوية تحت إطار الجيش الحر في مناطق نفوذها.
وبرز في هذا السياق سلسلة تغريدات لحذيفة عبدالله عزام، نجل القيادي الراحل في مرحلة ما يعرف بـ”الجهاد الأفغاني” عبدالله عزام، أحد أبرز المؤثرين على أسامة بن لادن، اتهم فيها جبهة النصرة بتدمير 13 فصيلا من فصائل المعارضة السورية، متحدثا عن مخالفات وممارسات غير شرعية للتنظيم الذي سبق له مبايعة زعيم القاعدة، أيمن الظواهري.
ويبدو أن تعليقات عزام استفزت أحد أبرز المنظرين للتيارات السلفية، “أبو محمد المقدسي”، الذي رد بغضب عبر حسابه بموقع تويتر قائلا “لم يمنعنا تهديد الطغاة ولاالغلاة من الصدع بالحق.. ولن يمنعنا الإرهاب الفكري الذي يمارسه اللامناهجة والجفاة من نصرة إخواننا المجاهدين.. عندما يفتري عليك صبيان وحثالات ومجاهيل تويتر لا تعجب؛ فقد يكونوا موساد أو جامية أو مباحث أو مخابرات لكن عندما يكذب وبوقاحة معروف بلحية طويلة فواأسفاه.”
وفي تلميح مباشر منه إلى عزام قال المقدسي: “الجوقة المتآمرة على #النصرة: المطبلون لمؤتمر الرياض المزمرون لتركيا اللامناهجة المدعومون د.(الفتى من قال كان أبي) حقده قديم لكن الأوامر صدرت الآن.”
روسيا: سحب قواتنا لا يضعف الأسد.. لم ننفق 535 مليون دولار في سوريا.. وحميميم وطرطوس ليستا قاعدتين عسكريتين
موسكو، روسيا (CNN) — أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسحب القوات الروسية من سوريا، لن يُضعف الرئيس السوري، بشار الأسد، وشددت على أن جهود موسكو مهدت للحل السلمي للأزمة السورية، في تصريحات لها، الأربعاء.
وقالت زاخاروفا، الأربعاء، إن “سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا لن يضعف الأسد.. وعمليات القوات الجوية الروسية في سوريا هي التي ساهمت في إطلاق عملية التسوية السياسية في البلاد،” حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “سبوتنيك”. وأعلنت زاخاروفا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لموسكو، الأسبوع المقبل، ستتمحور حول سوريا.
اقرأ.. صديق الأسد السابق لـCNN: بوتين انسحب لخشيته من قوات أمريكا على الحدود الروسية وتصاعد الأزمة مع الناتو وأسعار النفط
كما أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، أنه من الخطأ وصف حميميم وطرطوس بأنهما قاعدتان عسكريتان، قائلا: “أود أن أوضح أنه من الخطأ للغاية وصف حميميم وطرطوس بأنهما قواعد عسكرية، لأن القاعدة نفسها تفترض وجود بنية تحتية رئيسية وبناء رئيسيا، وليس هناك ذلك في أي من هذين الموقعين،” حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”.
واستطرد بيسكوف: “التمييز هو اصطلاحي بحت، ولكن هذه المرافق لا يمكن أن تُسمى قواعد كاملة الآن.. إنها مرافق تعمل، ولا تزال هناك، وتحصل على حماية قوية جويا وأرضيا وبحريا.”
وردا على سؤال حول ما تداولته وسائل الإعلام من تقارير تُفيد بأن العملية الروسية في سوريا كلفت موسكو 535 مليون دولار، قال بيسكوف: “لا، هذا لا يتفق مع بياناتنا. يجب عليك أن تسأل المجلة المحترمة من أين أتت بمثل هذه التكاليف.”
ولكن المتحدث باسم بوتين تجنب الإجابة على الأسئلة حول الجوانب التقنية لعملية سحب القوات من سوريا وجدولها الزمني، معلقا: “هذا سؤال يجب أن يُوّجه إلى الجيش،” ولم يحدد ما إذا كان العتاد والعناصر الروسية يُجرى نقله عن طريق الجو أو عن طريق البحر.
معارضون سوريون يُحذّرون من فيدرالية كردية ويعتبرونها وصفة لاستمرار القتال
روما (16 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
مع استعداد أكراد في شمال سورية للإعلان اليوم أو غداً عن تطبيق الفيدرالية الإقليمية بشكل منفرد في الأراضي التي تسيطر عليها قوات عسكرية كردية، حذر معارض سوري من أن فرض فيدرالية كردية بقوة السلاح غير مقبول بالنسبة للمعارضة و”ستؤدي لتوترات لا نهاية لها”.
وقال منذر آقبيق، عضو ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “الإجراءات المتّخذة من طرف وحيد غير مقبولة لدى المعارضة، وتعتبرها غير قانونية ولن نعترف بها، خصوصاً وأن ذلك الطرف يسيطر على بقعة جغرافية بقوة السلاح، أي بحكم الأمر الواقع وليس بالضرورة حائزاً على قبول شعبي”، وفق تأكيده.
وشدد آقبيق على ضرورة تحقيق انتقال السلطة أولاً وبعدها يمكن للشعب السوري تحديد أشكال اللامركزية التي يقبل بها. وأوضح “على التوازي مع رفضنا لهذه الخطوة فإننا ندعو كافة الأطراف لعدم اتخاذ أية إجراءات استفزازية من ذلك النوع، وهي سوف تؤدي إلى توترات لا نهاية لها، ويجب الانتظار إلى حين حل المسألة السياسية الرئيسية في سورية، وتحقيق انتقال السلطة والانتقال الديمقراطي، وبعد ذلك تحقيق التمثيل الشرعي للشعب، ويقوم ذلك التمثيل بعدئذ بدراسة أشكال اللامركزية التي يرتضيها الشعب”، وفق قوله.
وعقد اليوم اجتماع موسع في شمال سورية ضم نحو مائتين من ممثلي قوى كردية مختلفة كالإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماسة الشعب الكردية وقوات حماية المرأة الكردية ومجلس سورية الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي وبعض العشائر والأحزاب غير الكردية الصغيرة، لمناقشة مسودة مشروع الفيدرالية، وسط توقعات أن يتم الإعلان عن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد ويُطلقون عليها أسماءً كردية ك( روج آفا) و(كوباني) و(سري كانيه) إقليما موحداً في إطار فيدرالية سورية من المُرجّح أن يُطلق عليها اسم (اتحاد شمال سورية الفيدرالي). وهي مناطق يعرفها السوريون بأسماء الجزيرة السورية وعين العرب ورأس العين، على التتالي.
وترفض المعارضة السورية الفيدرالية في الوقت الراهن على الرغم من عدم رفضها لمناقشة الفكرة بعد استقرار سورية، وتلفت إلى أن الفيدرالية تقوم على وحدة الدولة والحفاظ على مهامها الأساسية وتمنح في الوقت نفسه حرية للمكونات المحلية بإدارة أمورها، لكن من غير المقبول بالنسبة لها الحديث عن دولة كردية كجزء من مشروع إقليمي وليس سوري، وتقول “إن هذه ليست فيدارلية بل تقسيم” وفق المعارض السوري البارز ميشيل كيلو.
وتقول المعارضة إن هناك عقبات أساسية وكبيرة تحول دون تطبيق الفيدرالية الإقليمية في شمال سورية وفق ما يريد الأكراد، بسبب التنوع العرقي والمذهبي في تلك المنطقة، ووجود قوميات ومكونات طائفية وإثنية عديدة لا ترضى بها وتُخبر عليها بحكم الأمر الواقع والقوة.
وقوبل إعلان أكراد سورية عن سعيهم لإقامة فيدرالية برد تركي سريع وحاسم، فقد أعلنت الخارجية التركية بأنها تدعم وحدة سورية الوطنية وتعتبر كل الإعلانات الأحادية الجانب عن الحكم الفيدرالي باطلة.
واستفاد الأكراد للمضي بخطوتهم هذه على دعم تلقوه من النظام السوري طوال أربع سنوات، تلاه دعم روسي سياسي وعسكري، ومؤخراً تقاطع مصالح عسكرية مع مصالح التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى دعم من غالبية الأكراد السوريين لفكرة الفيدرالية والحكم الذاتي وصولاً لدعم كبير منهم حتى لفكرة الانفصال عن سورية، فيما يدعوه (غرب كردستان).
ويجتمع النظام والمعارضة على رفضهم فيدرالية كردية في شمال سورية، كما تجتمع تركيا وإيران على رفضها بشكل مطلق أيضاً، وهما الدولتان اللتان تضمان أكراداً يمكن أن تنتقل لهم التجربة السورية بالعدوى، فيما روّج المبعوث الأممي لسورية للفكرة بشكل كبير خلال الأشهر الستة الأخيرة، وأقنع روسيا والولايات المتحدة بأن الفيدرالية هي أحد أشكال الدولة التي يمكن أن تصلح لسورية المستقبل، وهو ما لقي صداً إيجابياً لدى روسيا وبشكل أقل لدى الولايات المتحدة.
ويقول المعارض السوري إياد بركات من الجيش السوري الحر “إن فرض مثل هذه الفيدرالية من طرف واحد ومُكوّن قومي واحد ورغماً عن قرار السوريين سيكون وصفة لاستمرار القتال، وتحوّله من قتال ضد النظام إلى قتال بين السوريين”. ورأى أنه “لا يمكن القبول بمثل هذه الطروحات إلا عبر استفتاء أو مؤتمر وطني جامع بعد انتهاء الأزمة وتغيير النظام السياسي، وكل مما يقرره الأكراد اليوم لا معنى له ولا قيمة بالنسبة لنا”، وفق تعبيره.
بريطانيا تقول إنها غير متأكدة من جدية الانسحاب الروسي من سوريا
بغداد (رويترز) – قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يوم الأربعاء إن بريطانيا غير متأكدة من جدية الانسحاب الروسي المعلن من سوريا.
وتعليقا على إعلان روسيا سحب معظم قواتها من سوريا قال هاموند في تصريحات للصحفيين ببغداد “إذا تبين أنه انسحاب حقيقي – ونحن لا نعرف ذلك…” لكنه لم يكمل العبارة.
وتابع “لقد رأينا من قبل في أوكرانيا روسيا تتحدث عن انسحاب ويتبين بعد ذلك انه مجرد تناوب بين القوات.”
وقال الوزير البريطاني إنه لو تأكد الانسحاب “سيكون من المهم أن نرى إلى متى تستطيع قوات النظام (السوري) الحفاظ على قدراتها بوسائلها الخاصة.”
وعلق هاموند على محادثات السلام الجارية في جنيف برعاية الامم المتحدة بين الحكومة والمعارضة السورية قائلا “لا نعتقد انه بالإمكان إحلال سلام دائم في سوريا مع وجود الأسد في السلطة.”
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
المرصد السوري: قوات كردية تعتقل أفراد ميليشيا مؤيدة للقوات الحكومية
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات أمن كردية في سوريا اعتقلت 60 شخصا من مليشيا موالية للحكومة في مدينة القامشلي بشمال شرق البلاد يوم الأربعاء.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن الكردية التي تعرف باسم الأسايش قصفت أيضا منطقة توجد بها مبان أمنية حكومية.
وتسيطر قوات الأمن الكردية على غالبية القامشلي رغم احتفاظ الحكومة السورية بوجود في المدينة واستمرار سيطرتها على مطارها.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من أكراد سوريا أو الحكومة السورية للحصول على تعليق.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)