أحداث الأربعاء 23 تموز 2014
لتكن «ثورة من تحت» في سورية
ابراهيم حميدي
إذاً، ليكن الحل في سورية في تكريس اللامركزية وقوننتها ومأسستها. ليكن الحل في شرعنة الواقع. إيجاد صيغة لتعايش الشظايا. تعجيل النهايات المتوقعة بعد سنوات من الصراع. نسخ سوري لما يحصل في العراق وسيحصل في بعض المنطقة. قوننة ما لعلاقة بين دمشق والمحافظات. بين مركز النظام والأطراف النائية. تعميم التجربة الكردية في إقامة إدارات ذاتية في شال سورية وشمالها الشرقي. إدارات محلية تسمح لأهلها بالتنفس بعيداً من الهواء الشمولي.
هذا هو الباب الجديد الذي يسعى عدد من الأطراف لطرقه بحثاً عن حل للمأساة السورية ضمن الظروف الراهنة، دولياً وإقليمياً ومحلياً.
دولياً، التفاهم الأميركي ـ الروسي أسير الأزمة الأوكرانية. تعطل الحوار وتفاقم، فعطل عملية جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة وفاقم المأساة. وضع الجسد السوري في ثلاجة مدماة. أميركا بلا دور قيادي. الرئيس باراك أوباما ملتزم خيار ناخبيه الانسحاب من الأزمات العسكرية. أولويته التركيز على الأوضاع الداخلية. وروسيا تبحث عن الثأر المتراكم من سقوط جدار برلين إلى «الخديعة الإنسانية» في ليبيا بحثاً عن القيادة في ما بعد «النظام العالمي الجديد». والصين تبحث بدورها أيضاً عن ترجمة سياسية لثقلها الاقتصادي.
نجح الطرفان الأميركي والروسي فقط في إخراج الكيماوي السوري وفي البحث عن معالجات سطحية لمنعكسات النزاع وتمرير قرارين دوليين من دون أسنان يتعلقان بالمساعدات الإنسانية. لا كلام جدياً في الوقت الراهن عن تطبيق بيان جنيف الأول لتشكيل «حكومة انتقالية». الدول الراعية غير متفقة على استئناف سريع للمفاوضات. المبعوث الدولي الجديد ستيفان دي ميستورا يفتش عن مرجعية لعمله. لا يريد أن يحيك من قماشة سلفيه كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي. خطاب تكليفه لم ينص على تطبيق بيان جنيف و»تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول متبادل» بين النظام والمعارضة. روسيا تريد أن تكون مرجعته منسجمة مع واقع ٢٠١٤ وليس منتصف العام ٢٠١٢. بقيت مرجعية رجراجة ورهن النيات.
«حلفاء» النظام يقدمون المدد العسكري والترياق السياسي والأيديولوجي من دون تردد. و«أصدقاء الشعب السوري» يفتقدون القيادة الأميركية. يبيعون الوعود والبيانات والاجتماعات. روجوا لـ «قوة الكلمة» على التغيير في ساحة معسكرة. يمررون أسلحة ومضادات دروع ما يكفي إلى عدم الاندثار، ما يكفي إلى بقاء النيران متقدة. يحـــاولون التنسيق في ما بينهم وبين «النواة الصلبة» وتجاوز هشاشتها.
إقليمياً، إيران وحلفاؤها ملتزمة دعم النظام بكل الوسائل المتاحة. قوى أخرى ترى الساحة السورية جرحاً نازفاً في خاصرة إيران. تأكد أنها تريد أن تكون سورية «فيتنام إيران». مزيد من النزف الاقتصادي والعسكري والمعنوي. إيران «منفتحة» على فهمها للحل السياسي بعد الانتخابات الرئاسية السورية. تحت سقف الولاية الثالثة للرئيس بشار الأسد. حل يشرعن واقع الحل ولا يفلت عنانه المسيرة. حل يعزز الموقف التفاوضي المتعلق بالدور الإقليمي في مفاوضات الملف النووي.
«سورية المفيدة»
داخلياً، يندفع النظام إلى سيطرة في «سورية المفيدة». يرسم على الأرض شريطاً عسكرياً من درعا المدينة جنوباً إلى اللاذقية في شمال غربي البلاد. يقضم المدن على الأرض ويسيطر على سماء الأرياف. يترك الريف والجبال والبادية إلى الإسلاميين والجهاديين. يدفع قواعد الصراع إلى معركة صافية بين الجيش النظامي ومواليه والإسلاميين. لا مكان للعلمانيين والمعتدلين. معادلة واحدة: النظام أو الجهاديون. «أمراء الحرب» باتوا أمراً واقعاً في سورية «المحررة» و «المفيدة». تختلف التسمية. اعتادوا المغانم. أدمنوا المال والسلطة، الثروة والنفوذ. ملكوا أدوات الترهيب والترغيب. لا يريدون في ضفتين الصراع، العودة إلى ما قبل ٢٠١١.
هذه القراءة، دفعت عدداً من الأطراف إلى البحث عن حل خلاق. الحل من فوق إلى أسفل غير مطروح حالياً. ليكن الحل من تحت إلى أعلى. يمكن القول للنظام إن زمن «الثورة من فوق» انتهى. ويمكن القول للنشطاء و»أمراء الحرب» إن الحل في «الثورة من تحت» ليكن الحل في اللامركزية، بل ليكن في الإدارة المحلية. تحديداً في القانون ١٠٧.
عندما تسلم الأسد الحكم، طرح في النقاش قانون الإدارة المحلية. دخل الأوروبيون إلى الصياغة وتقديم الخبرة في مسودته زمن الحديث عن الشراكة السورية ـ الأوروبية. وعندما باتت الشراكة بين دمشق وأنقرة، دخل الأتراك إلى النقاش لنقل تجربتهم الرائدة. بقي قانون الإدارة المحلية، أسير الأدراج قيد النقاش والأخذ والرد إلى ما بعد بدء الاحتجاجات. صدر القانون في ٢٠١١ بعد إدخال تعديلات على مسودته، جوهرها الإبقاء إلى صلاحيات الرئيس في تعيين المحافظين وعدم الاستقلال المالي عن المركز- النظام.
تلقفت أطراف عدة حالياً هذا الموضوع. رأت فيه نافذة لإحداث اختراق. النظام «موافق» على البدء بحل من هنا. القانون ولده المدلل. ودائماً ما كان يرى في الأزمة مشكلات محلية وليست سياسية. مشكلات تتعلق بالمخالفات التنظيمية ومصادرة الأملاك وليس في الهيكلية السياسية. سقفها «المحافظ» وليس النظام. كل لقاءات المسؤولين السوريين في بداية الأزمة كانت تدور حول «مطالب محلية مشروعة». أيضا، اتفاقات المصالحة المحلية بعد ثلاث سنوات من الصراع هي مبادرة من النظام بتشجيع من إيران ومباركة روسية. إيران، ترى أنها ساهمت في هذه الاتفاقات، بل إنها رعت بعضها وكانت الضامنة لأخرى. الاستعداد للتفاهم مع «المسلحين» وليس السياسيين. «أمراء الحرب» وليس «النشطاء». قادة المجموعات المسلحة وليس قادة «الائتلاف» المعارض.
نحو اللامركزية
دول غربية، ترى أن اللامركزية هي حل لسورية. وأنه، إذا كان العراق يسير في طريق تصل إلى حدود التقسيم، فان الواقع الديموغرافي في سورية غير مؤهل للتقسيم، بحسب تلك الأطراف، خصوصاً أن المنطقة تسير في هذه الطريق: السودان، ليبيا، اليمن، الأراضي الفلسطينية، العراق، وسورية.
بحسب أصحاب هذا الاقتراح، الذي يناقش في ندوات ومحادثات مع مسؤولين في عواصم غربية وإقليمية ومع شخصيات في «الائتلاف» المعارض، يمكن صوغ مشروع لمدة سنتين يصدر بقرار دولي وفق برنامج زمني محدد ومواعيد واضحة، يتضمن البدء بمحاولة تغيير الخطاب الإعلامي وتوقيع مزيد من اتفاقات المصالحة في النقاط الساخنة بما يسمح للقيادات المحلية بإدارة مناطقها وبروز قيادات سياسية وسيطة تترجم بإجراء انتخابات إدارة محلية ثم انتخابات برلمانية برقابة من الأمم المتحدة ودول محايدة (ليس فقط من مجموعة «بريكس» التي تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا. والبرازيل أو حليفة مثل إيران وفنزويلا) على أن يجري حوار سوري ـ سوري بين الأطراف ذات الوزن السياسي بحثاً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، يعقب ذلك صوغ دستور جديد يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، وصولاً إلى انتخابات رئاسية.
أحد «مفاتيح» هذا التصور، تشكيل مجلس أعلى لإعادة الإعمار يكون مستقلاً عن رئيس الجمهورية، يتضمن الكثير من الصلاحيات ويفتح المجال لإعادة إعمار سورية وإعادة دول غربية علاقتها عبر هذه البوابة. يشرع الباب للتوحد ضد «الإرهاب».
بعض الدول الأوروبية وافق عليه. دول كبرى متشككة بخلفية هذا الطرح. ودول غربية تدرسه، لكنها تشترط ألا يكون بديلاً من الحل السياسي و «الحكومة الانتقالية» وألا يؤدي إلى «محو» المعارضة وإذابتها وشرذمتها. تريد أن يكون هذا التصور أحد الأدوات وليس الأداة الوحيدة لأن «الحل الشامل» هو المطلوب. النظام أبلغ محاوريه الاستعداد للمضي فيه و«انتهاز» فرصة تشكيل الحكومة الجديدة. أيضاً، هذا هو أيضاً موقف طهران وموسكو.
يمكن أن يكون هذا التصور نقطة تقاطع مصالح محلية – إقليمية – دولية. ثورة من تحت بدل الثورة من فوق. معالجة العلل في جسم النظام بدل الإعدام. تغيير في ظل الاستمرارية. إعادة هيكلة من دون انهيار المؤسسات. محاسبة من دون ثأر. عدالة من دون انتقام. شراكة في السلطة من دون إقصاء. حياكة متينة للجغرافيا السورية في بحر الدم. ضمانات للموالين بأن الشراكة في السلطة لا تعني الإبادة. ضمانات للمعارضة بأن المشاركة لا تعني الاندثار. التزام التنفيذ. ضمانات لأسر القتلى والمهجرين أن تضحياتهم وآلامهم لم تذهب في مهب الريح. إشعال ضوء في نهاية النفق.
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»
قوات إيرانية «تغطي» النظام في حمص
لندن، بروكسيل، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استعان النظام السوري بقاعدة عسكرية إيرانية لقصف مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) لاستعادة حقل غاز في وسط البلاد، في وقت سيطرت «جبهة النصرة» على مناطق في شمال غربي البلاد وهددت «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي أقال الحكومة الموقتة برئاسة احمد طعمة. (للمزيد)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات العنيفة استمرت امس في محيط حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، بين مقاتلي الدولة الإسلامية ومجموعات المهام الخاصة في قوات النظام واستعانت قوات النظام بقاعدة إيرانية متمركزة في البادية السورية التي تستهدف تجمعات الدولة الإسلامية بالقذائف والصواريخ في المنطقة القريبة من حقل شاعر» الذي كان «داعش» سيطر عليها قبل أيام وقتل فيها حوالى 300 من عناصر النظام ومواليه.
في شمال غربي البلاد، سيطرت «النصرة» على مدينة حارم في ريف إدلب وحاصرت بلدة عزمارين التي يسيطر عليها لواء إسلامي، علماً بأن الجبهة تقدمت في ريف جسر الشغور قبل أيام، ذلك بعد أيام على تعهد زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني تأسيس «إمارة» في ما اعتبر رداً على إعلان زعيم «داعش» أبو بكر بغداد «الدولة الإسلامية». وحض أمس أحد قادة «داعش» مواليه على «الهجرة من دار الكفر الى دار الإسلام» بعد إعلان «الخلافة».
وحذرت «جبهة النصرة» في بيان أمس من قالت إنه سخّر نفسه لـ «خدمة» مصالح أميركا و «عملاء» واشنطن من «الائتلاف»، قائلة: «نطمئن أهل السنة إلى أننا سيفكم الذي تضربون به عدوكم وسنقطع اليد التي تنال منكم ومن تضحياتكم، ونحذِّر من سخَّر نفسه لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة ومصالح عملائهم، من جماعة الائتلاف وأمثالهم، مقابل فتات زائل من متاع الدنيا، أن يراجع نفسه ويتوب إلى الله». وكانت تشكيلات في «الجيش الحر» انتقدت انسحاب «النصرة» من جنوب حلب وبدء مقاتليها بهجمات على مقاتلي المعارضة وسط حشد النظام قواته لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة.
وأعلن الجيش التركي مقتل جنديين وستة مقاتلين أكراد في اشتباكات في جنوب شرق تركيا قرب حدود سورية. واندلعت الاشتباكات -وفق بيان الجيش- الإثنين، حين حاول متمردون أكراد اجتياز الحدود من تركيا إلى سورية وبدأوا بإطلاق النار على دورية للجيش في مقاطعة أورفة.
في دمشق، شن الطيران 10 غارات على حي جوبر شرق العاصمة حيث تدور «أعنف اشتباكات» بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة منذ بضعة اشهر. وسجل أمس تسليم أكثر من 70 عنصراً من «داعش» أنفسهم لمقاتلي فصائل إسلامية تسعى لطرد «داعش» من جنوب دمشق وشرقها.
سياسياً، أقال «الائتلاف» المعارض أمس الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة، على أن يجري تشكيل حكومة جديدة خلال شهر، ذلك بعد حوالى شهر على عزل طعمة قيادة «الجيش الحر»، الذي قوبل بانتقاد من «الائتلاف» وهيئته السياسية. وأفاد «الائتلاف» في بيان بأن الهيئة العامة لـ «الائتلاف» أقالت الحكومة بغالبية 66 صوتاً، الحكومة الموقتة في ختام اجتماع الهيئة في إسطنبول لمدة يومين.
في بروكسيل، قرر الاتحاد الأوروبي أمس تشديد عقوباته على نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال إضافة سماء ثلاثة أفراد وتسعة كيانات إلى قائمته السوداء. وبذلك ارتفع عدد الأفراد السوريين الذين يفرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات إلى 192 والكيانات إلى 62.
مقتل 6 اطفال من عائلة واحدة بقصف للطيران في حلب
بيروت – أ ف ب
قتل ستة اطفال من عائلة واحدة في قصف للطيران السوري شمال مدينة حلبـ، بينما قتل ثلاثة اطفال آخرين في قصف للنظام في مناطق مختلفة ليل الثلاثاء الاربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد “استشهد ستة اطفال من قرية الوحشية في ريف حلب الشمالي جراء قصف جوي على القرية”، موضحاً ان الاطفال هم ثلاثة ذكور وثلاث اناث من عائلة مسلم.
وتقع البلدة الى الشمال من حلب كبرى مدن شمال البلاد التي تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان “الطيران كثف في الفترة الاخيرة غاراته الجوية شمال حلب في محاولة لتشتيت المقاتلين المعارضين واستعادة المناطق التي يسيطرون عليها، لا سيما بلدة مارع”.
وليل الثلاثاء، قتل شخصان بينهما فتى في الخامسة عشر من العمر في قصف جوي على بلدة اللطامنة في ريف حماة (وسط)، وطفلة في السابعة من العمر في قصف مدفعي للنظام قرب مدينة جسر الشغور في ريف ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بحسب المرصد.
وفي ريف محافظة دير الزور (شرق) التي باتت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شكل شبه كامل، قتلت طفلة في السادسة من العمر في قصف جوي لطيران النظام على قرية الكشكية شرق المحافظة.
إسرائيل تؤخر وقف «حرب غزة»
غزة – فتحي صبّاح { القاهرة – محمد الشاذلي وجيهان الحسيني { واشنطن – جويس كرم { نيويورك – «الحياة»
تسارعت الجهود الدولية والعربية أمس لإنجاز وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الذي واصلت الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية الإسرائيلية دكه بالحمم المتفجرة، فيما ردت فصائل المقاومة بقصف المستوطنات الإسرائيلية القريبة بالصواريخ التي وصل بعضها إلى مناطق بعيدة في جنوب الدولة العبرية والى مقربة من مطار تل ابيب. (للمزيد)
وكان واضحاً منذ الصباح أن الإسرائيليين لا يبدون راغبين في إنجاز وقف فوري للنار بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيوا بها وتمثلت بمقتل 27 من ضباطهم وجنودهم. إذ أفيد أن تل أبيب تريد تأجيل وقف الحرب لـ «يومين أو ثلاثة» في انتظار تمكّن جيشها من تدمير أنفاق يستخدمها الفلسطينيون لشن هجمات وعمليات تسلل تستهدف مستوطنات قريبة من الحدود مع قطاع غزة. وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه عن موقف متشدد حيال وقف النار، إذ قارن خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بين حركة «حماس» وتنظيم «القاعدة» قائلاً إن الأولى «تشبه» الثاني ويجب أن تُعامل على هذا الأساس، بوصفها جماعة إرهابية، مشيراً إلى أن «حماس» هي من رفض في البداية مبادرة وقف النار التي قدمها الجانب المصري.
وشهدت القاهرة بدورها أمس نشاطاً مكثفاً تمحور حول مبادرتها في شأن غزة. إذ أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي جدد عقب المحادثات تأييد بلاده للمبادرة المصرية، داعياً «حماس» إلى السير بها. وقال: «على رغم انه لا يزال أمامنا عمل يتعين القيام به، إلا أن من الواضح لكل طرف أن هناك إطاراً متاحاً لإنهاء العنف، وهذا الإطار هو المبادرة المصرية».
وقال قيادي بارز في «حماس» لـ «الحياة» أمس إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طرح، من خلال الصليب الأحمر، «تهدئة إنسانية» لمدة 5 ساعات تم التوافق عليها بين قوى المقاومة في غزة، موضحاً أنه «تم القبول بها فقط من أجل إسعاف الجرحى وانتشال جثامين الشهداء وتسهيل حركة السكان في القطاع، لكن إسرائيل رفضتها». وأقر بأن إسرائيل «سبق أن طرحت الأسبوع الماضي من خلال الصليب الأحمر تهدئة لمدة خمسة أيام كمخرج لها ومقدمة لوقف إطلاق النار، لكننا رفضناها». وأضاف: «نحن نصر على مطالبنا وطرحناها على المصريين كرزمة واحدة مقابل وقف إطلاق النار، لكنهم أبلغونا: وافقوا أولاً على وقف النار وبعد ذلك نبحث في مطالبكم»، معرباً عن أسفه لأن «جوهر التحركات الدوليه الراهنة تصب لمصلحة إسرائيل». لكنه قال: «لا توجد هدايا مجانية… نتوقع أن تبادر إسرائيل قريباً إلى طلب تهدئة تستجيب مطالب المقاومة».
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن عزام الأحمد القيادي في حركة «فتح» قوله للصحافيين في القاهرة إن «القيادة الفلسطينية برئاسة محود عباس قدمت اقتراحاً جديداً في إطار المبادرة المصرية بأن يتم وقف إطلاق النار وفور تنفيذه تبدأ مفاوضات تستمر خمسة أيام.» كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن وفداً يضم رئيس جهاز الاستخبارات «شاباك» وضباط إسرائيليين يستعد للتوجه إلى مصر للبحث في وقف النار، مشيرة إلى أن إسرائيل مستعدة لتقديم تسهيلات في شأن المعابر.
وفي نيويورك، أبلغ الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون مجلس الأمن في لقاء بالفيديو من رام الله التي وصلها للقاء الرئيس محمود عباس أمس، إنه «يأمل ويعتقد» أن مهمته في الشرق الأوسط ستؤدي إلى وقف القتال بين «حماس» وإسرائيل «في المستقبل القريب جداً». واعتبر أن التوصل إلى وقف إطلاق النار «أمر أساسي ولكن من دون معالجة القضايا الأعمق لن نحل المشكلة أبداً بل سنؤجلها إلى وقت لاحق». واضاف «إن تُرك الناس لليأس والاحتلال فإن المشكلات لن تختفي بل ستكبر». وأكد دعمه «المبادرة المصرية على أساس تفاهمات وقف إطلاق النار للعام ٢٠١٢، وهي المبادرة التي يؤيدها الرئيس عباس والجامعة العربية». ودعا حركة «حماس» إلى الاستجابة للمبادرة المصرية «وكل من له تأثير عليها الى الحض على تحرّك بناء». ودان «إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل كما أعرب عن القلق البالغ من الرد الإسرائيلي الثقيل» على المناطق المدنية في غزة.
وقال إن نحو ١٠٠ ألف فلسطيني لجأوا الى مراكز الأمم المتحدة في قطاع غزة وإن نحو ٣٣ مركزاً لوكالة الأونروا أقفلت بسبب تعرضها للقصف فيما تضرر ٧٧ مركزاً آخر. واعتبر أن بعض المنشآت التابعة للأونروا «يُستخدم لخزن الأسلحة وهو أمر غير مقبول».
وقال بان إنه سيواصل جولته في المنطقة لتشمل الأردن والسعودية.
واستعد الأردن، العضو العربي في مجلس الأمن، لتوزيع مشروع قرار أعدته البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة «يدين العنف والأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين وكل الأعمال الإرهابية». ويدعو مشروع القرار الى «وقف فوري لإطلاق النار ليكون دائماً ويحترم بالكامل بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة»، كما «يرحب بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ويحض كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لدعم هذه الجهود نحو الوصول الى التهدئة».
ودعا السفير الفلسطيني رياض منصور مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الهمجي ضد الشعب الفلسطيني». وأبلغ المجلس أن حصيلة الضحايا تجاوزت ٦٠٠ قتيل بينهم أفراد عائلات بأكملها. واتهم نائب السفير الإسرائيلي دايفد روت «حماس» باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية. وقال إن إسرائيل وافقت ٣ مرات على وقف لإطلاق النار لكن حماس «هي من رفضه لأنها تريد مواصلة الحرب».
وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن بلادها «تعمل على التوصل الى وقف لإطلاق النار بناء على تفاهمات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لعام ٢٠١٢». وقالت إن الولايات المتحدة «تدرك حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، مشيرة الى أن «٢٠٠٠ صاروخ أطلقت على إسرائيل منذ اندلاع النزاع الحالي». وأضافت أن «على كل الأطراف احترام القانون الدولي وعدم استهداف المنشآت المدنية أو استخدامها لأغراض عسكرية». وأكدت باور دعم الولايات المتحدة للمبادرة المصرية. ودعا الأردن مجلس الأمن الى «النهوض بمسؤولياته والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم فوراً».
وفي تطور لافت، أعلنت معظم شركات الطيران الأميركية وقف رحلاتها إلى إسرائيل أمس بعد سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون خارج تل أبيب. وقالت الشركات الأميركية الثلاث التي تسيّر رحلات إلى الدولة العبرية وهي «دلتا» و «يونايتد» و «يو أس إيروايز»، إنها أوقفت رحلاتها موقتاً. وجاء ذلك في أعقاب إبلاغ إدارة الطيران المدني الأميركية شركات الطيران بعدم السفر إلى تل أبيب لمدة 24 ساعة. ولاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تجميد الرحلات يعكس تأثير الحرب الدائرة في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي في ذروة موسم السياحية الصيفية. وحذا بعض شركات الطيران الأوروبية حذو الأميركية، وعلّق رحلاته إلى إسرائيل.
ما هو تنظيم “داعش”؟
بغداد – “الحياة”، أ ف ب
تشكّل تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في نيسان (ابريل) العام 2013، وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ “دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم “القاعدة” الذي تشكّل في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة بـ”جبهة النصرة”، إلا أن الاخيرة رفضت هذا الاندماج على الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في كانون الثاني (يناير) 2014.
واعترضت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” علناً على سلطة زعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري ورفضت الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سورية لجبهة النصرة.
وكانت “داعش” في بداياتها تعمل تحت إسم “جماعة التوحيد والجهاد” بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، قبل أن يبايع هذا الاخير زعيم “القاعدة” السابق اسامة بن لادن ليصبح اسمه “القاعدة في بلاد الرافدين”.
وبعد مقتل الزرقاوي “انتخب” ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل “دولة العراق الاسلامية” بزعامة ابي عمر البغدادي.
لكن القوات الاميركية نجحت في نيسان (ابريل) 2010 في قتل البغدادي ومساعده ابي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم ابا بكر البغدادي خليفة له.
وبعد عام، ظهر تسجيل صوتي لزعيم التنظيم الجديد يعلن فيه ان جبهة “النصرة” هي امتداد له، واعلن دمجهما تحت مسمى واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ويقدر الباحث في مركز “بروكينغز” في الدوحة تشارلز ليستر أعداد المنضوين في هذا التنظيم ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سورية. لكن لم يتم التحقق من هذه الارقام من مصادر اخرى.
وفي ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير في الحركات الاسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الاوسط أن معظم المقاتلين على الارض في سورية، هم من الجنسية السورية لكن قادتهم يأتون في اغلب الاحيان من الخارج ويكونون قد قاتلوا من قبل في العراق والشيشان وافغانستان. اما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين.
ويضم التنظيم مئات المقاتلين الناطقين بالفرنسية من فرنسيين وبلجيكيين ومغاربة.
وسيطر التنظيم في كانون الثاني (يناير) مع جماعات اخرى على الفلوجة وقطاعات من الرمادي غرب بغداد.
وأعلن اليوم، سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية، متعهداً بشن “غزوات” جديدة. ونشر فيما بعد حساب أخبار “ولاية البركة” التابع لـ”داعش”، تقريرا مصورا يظهر مجموعات مسلحة تقوم بإزالة السواتر الترابية على الحدود العراقية السورية.
مقاطع «داعش» لـ «نحر» الأسرى بسكاكين يقلدها أطفال سعوديون
الدمام – عبدالله الدحيلان وناصر بن حسين
تحولـت طريقة تعامــل «داعش» مع الأسرى الذين يلقون القبض عليهم إلى «تقليعة» خطرة بين الأطفال السعوديين، بعد ظهور مقاطع مرئية على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال دون العاشرة يقومون بتمثيل مشاهد تحاكي ما يظهر في المقاطع التي يبثها تنظيم «داعش». وتمثل مجموعة من الأطفال دور «الأسرى» المعصوبي الأعين، بينما يقوم آخرون بتنفيذ حكم الإعدام عليهم نحراً بالسكاكين! (للمزيد)
ورصد مختصون نفسيون تنامياً في مظاهر «العنف» بين الأطفال خلال الفترة الأخيرة، محذّرين من محاكاة الصغار لمظاهر العنف والقتل في مناطق التوتر، خصوصاً في الدول العربية، التي تبثها القنوات الفضائية أو يتم تداولها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأشاروا إلى تأثر الأطفال بها، خصوصاً مشاهد النحر والسحل التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وانتقدوا وضع عناصر الجماعات الإرهابية في قالب «البطولة» من خلال وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، ما يخلق تعاطفاً شعبياً مع هذه الحركات، وانتشار ثقافة تؤيد أفعالهم وتمجدها، خصوصاً بين الأطفال الذين ينبهر بعضهم بقدرات هؤلاء المسلحين، ومع تراكم عرض المقاطع والتناول الإخباري المرئي تأتي مناظر «النحر» والسحل نقطة فاصلة في تفسير تلك الأفعال من الأطفال، إذ يصعب عليهم الفصل بين هذا الفعل ومدى صوابه من عدمه، وبين نظرة الإعجاب وحب التقليد.
بيلاي تتهم اسرائيل بإرتكاب جرائم حرب محتملة
جنيف – أ ف ب
دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الى إجراء تحقيق بشأن جرائم حرب قد تكون اسرائيل ارتكبتها في قطاع غزة، منددة في المقابل بالهجمات العشوائية التي تشنها حركة “حماس” على مناطق مدنية اسرائيلية.
واشارت بيلاي التي تشارك في اجتماع طارئ لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة حول الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، الى تدمير منازل وقتل مدنيين بينهم اطفال في قطاع غزة، فقالت ان “هناك احتمال كبير بأن يكون تم انتهاك القانون الدولي الانساني بطريقة قد تشكل جرائم حرب”.
كما قالت في المقابل “مرة جديدة تجري بشكل فاضح مخالفة مبادئ التمييز والحيطة خلال الهجمات العشوائية التي تشنها حركة حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة اخرى على مناطق مدنية”.
“الائتلاف” السوري أقال حكومة أحمد طعمه بسبب هيمنة “الإخوان المسلمين” وضعف الأداء
المصدر: (و ص ف، أ ش أ)
في مؤشر جديد للخلافات داخل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، أقيل رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمه المقرب من قطر، بينما يشهد حي جوبر الدمشقي معارك هي الأعنف منذ أشهر.
وصرح عضو الائتلاف والأمانة العامة لـ”اعلان دمشق” سمير نشار، بأن “الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أقالت في تصويت فجر اليوم (أمس) رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمه” بغالبية 66 صوتاً في مقابل 35.
وأجريت عملية التصويت في ختام اجتماع عقدته الهيئة العامة الاحد والاثنين في اسطنبول، بدعوى “إيجاد أرضية جديدة للعمل أساسها انتقال الحكومة الموقتة إلى الداخل السوري في أقرب وقت ممكن وتوظيف الكفايات الثورية السورية”.
وعزا نشار إقالة طعمه إلى أسباب سياسية وأخرى تتعلق بالأداء. ويتعلق الشق السياسي بـ”هيمنة جماعة الإخوان المسلمين (التي تدعمها قطر) على الحكومة، ولذلك قامت قطاعات واسعة من الهيئة العامة ضد طعمه، وخصوصاً بعدما طلبت السعودية من السيد احمد الجربا (الرئيس السابق للائتلاف) فك التحالف مع الإخوان”. ويذكر أنه في التاسع من تموز خلف هادي البحرة الجربا، وهو مقرب منه، مما أتاح له الاحتفاظ بنفوذه.
والحكومة الموقتة للمعارضة التي أُعلن عنها بداية في آذار 2013 برئاسة غسان هيتو الذي استقال ليخلفه طعمه قبل عشرة أشهر، كان مقررا أن تتولى إدارة “المناطق المحررة” في سوريا، على ان يكون مقر وزرائها الحدود السورية-التركية، وأن يزاولوا نشاطهم “داخل سوريا”.
وأضاف نشار أن أداء الوزراء في حكومة المعارضة “كان سيئاً جداً، وكان السيد طعمه يحاول استرضاء المكونات والقوى السياسية بعمليات توظيف شملت توظيف ما بين عشرة و15 شخصا كمستشارين”.
ومن المقرر ان تنتخب الهيئة العامة لـ”الائتلاف” خلال اجتماعها المقبل بعد شهر، رئيساً جديداً للحكومة.
ميدانياً، تُعد معارك جوبر الأعنف منذ أشهر وترافقها غارات جوية عنيفة يشنها الطيران الحربي السوري مدعوماً بدبابات في ساحة العباسيين. وأدى ذلك الى تساقط قذائف هاون على وسط دمشق.
الخطة الأميركية لدعم المعارضة السورية “مليئة بالثقوب” أصوات في الكونغرس تراها متأخّرة وديمبسي لا يزال غير مقتنع بها
واشنطن – هشام ملحم
تواجه خطة الحكومة الاميركية الرامية الى تعزيز المعارضة السورية وتقويتها سياسياً وميدانياً من طريق توفير 500 مليون دولار لها، صعوبات سياسية ولوجستية، الى اثاراتها شكوكاً عميقة تتعلق بتوقيتها، والأهم من ذلك شكوكاً تتعلق بجدية الحكومة ودرجة حماستها لتطبيق الخطة بطريقة فعالة وسريعة.
وافادت مصادر مطلعة على الاتصالات بين الكونغرس والحكومة انه بعد مرور شهر على اعلان الرئيس باراك اوباما الخطة في خطاب ألقاه في كلية ويست بوينت العسكرية في 28 أيار الماضي، لم يتلق الكونغرس اي اشعار من الحكومة عنها. وقالت إنه عندما اطلعت الحكومة بعض المشرعين البارزين على خطتها، فوجئ هؤلاء بأن هذه الخطة “كانت مليئة بالثقوب” على حد قول احد المصادر، وان المسؤولين عجزوا عن الاجابة عن بعض الاسئلة الحساسة، وقالوا إن الخطة لا تزال في صيغتها الاولية وإنهم في حاجة الى المزيد من الوقت لتطويرها.
وتمثل العقبات الاجرائية جزءاً مهماً من المعضلة. ذلك ان اقرار الخطة يتطلب مصادقة الكونغرس على مشروع الموازنة، وهو أمر يستبعد ان يحصل قبل الانتخابات النصفية في تشرين الثاني المقبل. وحتى لو أمر أوباما وزارة الدفاع بالتعجيل في التنفيذ، فان تجنيد مقاتلي المعارضة والتحقق من خلفيتهم سوف يتطلب بضعة أشهر على أقل تقدير، الأمر الذي يعني عملياً انه لن يتم تخريج أي كتيبة من المقاتلين قبل نحو سنة. وهذا يعني ميدانياً، انه سيكون هناك تأثير محدود للخطة حتى في أفضل الحالات.
وعلى رغم الموافقة النظرية لوزارة الدفاع على الخطة، فان مصادر حكومية وفي الكونغرس تقول إن شكوكاً عميقة لا تزال تساور كبار العسكريين الاميركيين في جدوى الخطة، ويشيرون تحديداً الى ان رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لا يزال متردداً في شأنها وليس متحمساً لتنفيذها. هذا التردد في وزارة الدفاع، يتفق وتردد بعض المسؤولين في مجلس الامن القومي، حيث نسب تقرير صحافي نشر أخيراً على موقع “دايلي بيست” الاكتروني الى أحد هؤلاء المسؤولين إن “اي شخص يدعو الى تغيير النظام في سوريا، هو بصراحة أعمى عما حصل في العقد الماضي، وعما يعنيه انهيار شرق سوريا ونمو الحركة الجهادية، الأمر الذي أوصل الى شن ما بين 30 و50 هجوماً انتحارياً شهرياً في العراق”. وثمة دعوات في الاعلام وحتى داخل الحكومة لادارة الرئيس أوباما الى التعاون مع ايران وحتى مع سوريا للتصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية” الارهابي وخصوصاً بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
على الصعيد الرسمي، تكرر الحكومة الاميركية انها لا تزال ملتزمة مساعدة العناصر المعتدلة في المعارضة السورية، وان “هدفنا هو احداث انتقال سياسي في سوريا، ونعمل على تكثيف الجهود ضد التطرف… وثمة حاجة الى المعارضة وخصوصاً بعد سيطرة داعش على مناطق كبيرة من العراق وسوريا… ويجب عدم السماح لهؤلاء بالسيطرة على الثورة” السورية، كما قال أمس دانيال روبنستين منسق السياسة الاميركية حيال سوريا في حوار هاتفي مع عدد من الصحافيين. لكن روبنستين، الذي قال إنه زار فرنسا ومصر وتركيا للبحث في سبل زيادة مساعدة المعارضة المعتدلة، افاد ان تفكير الادارة الآن ينصب على العمل مع الكونغرس والشركاء الدوليين، مشيراً الى انه من المبكر الآن مناقشة طبيعة المساعدات التي طلبتها الحكومة من الكونغرس. ونفى ان تكون لدى واشنطن اي نية للتعاون مع نظام الاسد لمكافحة تنظيمات ارهابية مثل “داعش”.
هذه الشكوك في الكونغرس برزت بشكل نافر الاسبوع الماضي خلال النقاش الذي جرى في لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، حين طرح السناتور الديموقراطي مارك براير تعديلاً يقضي بإلغاء خطة اوباما لتمويل المعارضة السورية مع ابقائها ضمن صندوق مكافحة الارهاب الذي يقضي بانفاق مئات الملايين من الدولارات لدعم الدول المحيطة بسوريا ومنها لبنان والاردن وتركيا لحماية نفسها من مضاعفات الحرب في سوريا وتحديداً تصاعد نفوذ الحركات الاسلامية المتطرفة مثل “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما. ومع ان اقتراح السناتور براير فشل، اذ عارضته اللجنة بأكثرية 21 صوتاً في مقابل تسعة أصوات، فان الأمر اللافت هو ان ستة اصوات ديموقراطية أيدت إلغاء خطة دعم المعارضة السورية من اصل تسعة، وان معظم الذين ايدوا الخطة، إما ابدوا تحفظات عنها وإما وجهوا انتقادات قوية الى الحكومة لأنها لا تبدو جدية في الدفاع عن خطتها.
وقال معارضو المساعدات إن الحكومة لم تعطهم فكرة عن طبيعة هدفها النهائي في سوريا، وإن المعارضة ضعيفة ومفككة “واصدقاء اليوم يمكن ان يتحولوا اعداء الغد، والسلاح الاميركي قد يقع في الايدي الخطأ”. وقالت السناتور الجمهورية سوزان كولنغز إنها تشعر “بقلق عميق” لأن ادارة أوباما تطرح خطة بقيمة 500 مليون دولار “لكنها عاجزة عن شرح اهدافها”. وأضافت انه لو قدمت خطط كهذه قبل سنتين، لكان الوضع مختلفا. كذلك انتقدت السناتور الديموقراطية باتي موري الحكومة لأنها لم توفر للكونغرس خطة واضحة لدعم المعارضة وتركت اسئلة كثيرة من دون اجابة.
وحتى مؤيدو الخطة مثل السناتور الجمهوري لينديزي غراهام قالوا ان التسليح والتدريب المقترح “ضئيل ومتأخر”، ولكنه افضل من لا شيء. تخوفت رئيسة اللجنة السناتور الديموقراطية باربرة ميكالسكي من وقوع الاسلحة الاميركية في الايدي الخطأ، وطالبت الحكومة بخطة حقيقية تعالج مخاوف الكونغرس.
وكانت صحيفة “الوول ستريت جورنال” نشرت الاسبوع الماضي ان المساعدات المتوقعة للمعارضة السورية المعتدلة تبدو اقل مما تريده المعارضة وانها لن تصل اليها بسرعة، وان ما تعمل من اجله الحكومة هو تدريب 2300 عنصر، خلال فترة تمتد الى 18 شهراً.
مصر: «داعش» على الحدود الغربية؟
في تطوّر مثير للانتباه والقلق في آن معاً، تبنّى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» – «داعش»، في بيان وزّع يوم امس، مسؤوليته عن مذبحة الفرافرة في الوادي الجديد، التي قتل فيها 22 من قوات حرس الحدود بينهم ضابطان.
وأكد تنظيم «الدولة الإسلامية» في مصر، عبر حساب منسوب له على موقع «تويتر»، أنه جزء من دولة الخلافة الإسلامية المعروفة إعلامياً بـ«داعش»، مؤكداً مبايعته لأبي بكر البغدادي «خليفة للمسلمين».
وذكر التنظيم، في بيانه الأول، أنه المسؤول عن تفجير كمين حرس الحدود في الوادي الجديد، قائلاً «لقد مكننا الله من اقتحام وكر لكمين قوات حرس الحدود المصرية في الفرافرة، والذي لطالما كان يقتل وينكل بالمؤمنين من المجاهدين».
وأشار التنظيم في بيانه إلى أن مهمة الكمين كانت «الحصول على الإتاوات والقبض على المجاهدين»، وأن الاعتقال كان «نصيباً للمجاهدين الذين كانوا يمرون من تلك المنطقة»، مضيفًا «فكان لزاماً علينا أولاً التضحية في سبيل الله للثأر من الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الأمن ضد المجاهدين في سجني أبو زعبل والعازولي… وأن نقطع الرقاب ونشد الوثاق ونثخن في أعداء الله من الجنود والضباط».
وشرح التنظيم سير العملية الإرهابية، بقوله «كانت مهمة المجموعة الأولى تفجير الكمين، فتم اقتحامه بقذائف (آر بي جي)، وتم تفجير مخزن للأسلحة التي كانوا (الجنود) يستخدمونها في القتل والتنكيل، وتم تفجير الكمين على رؤوس الجنود، ثم اقتحامه على الفور بالمجموعة الثانية بأسلحة (غيرانوف) و(كلاشنيكوف)، حتى تم القضاء على الكتيبة بأكملها داخل هذا الوكر الإجرامي، ولم تتم المغادرة حتى تم التأكد من قتلهم جميعا».
وطالب التنظيم في بيانه الأهالي برفض تجنيد أبنائهم سواء في القوات المسلحة أو وزارة الداخلية، وأن يضغطوا على أبنائهم للخروج من الخدمة وإلا فسيكون مصيرهم القتل، بحسب البيان.
ولم يتم التأكد من حقيقة وجود تنظيم لـ«داعش» في مصر، باستثناء حساب على «تويتر» يحمل اسم «الدولة الإسلامية». وقد بدأ هذا الحساب نشاطه في 20 شباط الماضي، بتغريدة كتبت بلغة انكليزية ركيكة، تدعو الأجانب إلى مغادرة مصر. كما أن البيان الأخير مكتوب بلغة عربية ركيكة وفيه الكثير من الأخطاء الإملائية، بخلاف بيانات «داعش» المعروفة.
إلى ذلك، نشر المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير غنيم عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» بياناً حول التحقيقات بشأن الحادث الإرهابي في الوادي الجديد.
وأوضح أن نتائج التحقيقات الأولية تشير إلى الآتي:
1 ـ تم الهجوم تم بواسطة مجموعة إرهابية تتكون من 20 فرداً يستقلون أربع عربات دفع رباعي، إحداها تحمل براميل تحوي موادّ شديدة الانفجار، وكانوا مسلحين بأسلحة متطورة (بنادق قناصة ـ رشاشات كلاشنيكوف ـ بنادق آلية… ) وقواذف «ار بي جي» وقنابل يدوية.
2 ـ قام جنودنا البواسل بالتعامل الفوري مع تلك العناصر عند اقترابها من النقطة من جهات عدّة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من تلك العناصر.
3 ـ استمرت العناصر الإرهابية فى محاولة اقتحام النقطة وفشلت فى ذلك، حيث قامت بإطلاق قذائف «ار بي جي» أصابت إحداها أسطوانة غاز في النقطة العسكرية، ما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران في مخزن الذخيرة والنقطة، الأمر الذي أسفر عن استشهاد العدد الأكبر من قوة النقطة.
4 ـ بوصول عناصر الدعم إلى النقطة العسكرية والتعامل مع الإرهابيين، لاذ هؤلاء بالفرار إلى المناطق الجبلية.
حلب: حصاد عامين من الحرب
علاء حلبي
في آب من العام 2012، أي قبل نحو عامين من الآن، استيقظ سكان الأحياء الشرقية في حلب على تغييرات جذرية طرأت على أحيائهم الآمنة: حواجز عديدة منتشرة في الأحياء نصبها مسلحون غرباء عنها، يرفعون رايات عديدة، كان سكان هذه الأحياء يشاهدونها عبر شاشات التلفزة فقط، وفي مناطق بعيدة نسبياً عن حلب، ليوقنوا أن الحرب دخلت بيوتهم، ويبدأ عدّاد القتلى بالدوران، بشكل متسارع.
الآن وبعد عامين على دخول الحرب مدينة حلب، التي نأت بنفسها عنها لنحو عام ونيف، قد تظهر الأرقام عمق الجرح الذي تعانيه عاصمة سوريا الاقتصادية، التي نزفت وما زالت تنزف أبناءها.
تشير إحصاءات الطبابة الشرعية في حلب، التي تعنى فقط بالمدنيين، حيث تعنى الطبابة الشرعية العسكرية بمعاينة العسكريين، إلى أن حلب فقدت رسمياً منذ بداية الحرب وحتى الآن نحو أربعة آلاف مواطن، معظمهم قضوا إثر تعرضهم لشظايا انفجارات أنهت حياتهم، لتشكل العيارات النارية (رصاص القناص، والرصاص الطائش وغيرها) السبب الثاني في حصد أرواح المدنيين.
وبحسب دراسة قامت بها الطبابة الشرعية في حلب، وحصلت «السفير» على نسخة منها، فإن المجموع الكلي لعدد القتلى المدنيين، الذين تم تسجيلهم لدى الطبابة الشرعية حتى 19 تموز الحالي، بلغ 4090 شهيداً، منهم 2891 قضوا جراء تعرضهم لشظايا انفجارية (شظايا قذائف الهاون، والتفجيرات الانتحارية، والقذائف المتفجرة)، في حين قتل 2891 مدنياً بسبب العيارات النارية.
رئيس الطبابة الشرعية في حلب الدكتور زاهر حجو أشار، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن «الشهداء الذين شملتهم الدراسة هم فقط مدنيون تم تسجيلهم لدى الطبابة، في وقت يصعب فيه تسجيل الضحايا المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة»، وهو ما يتقاطع مع ما ذكره مصدر معارض بأنه «يتم دفن غالبية الشهداء المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة من دون توثيق الوفاة، الأمر الذي يجعلهم بعد انتهاء الحرب في عداد المفقودين، ما سيتطلب عملية توثيقية كبيرة لإحصاء القتلى وتوثيقهم من جديد».
وبالعودة للقتلى المدنيين الذين تم توثيقهم لدى الطبابة الشرعية في حلب، أوضح حجو أن عدد الوفيات التي تم تسجيلها في الأشهر الخمسة الأولى لدخول المعارك مدينة حلب (من آب العام 2012 وحتى مطلع العام 2013) بلغ 860 مدنياً، توفي 542 منهم بعيارات نارية، مبيناً أن عدد ضحايا العيارات النارية انخفض مقارنة بارتفاع كبير في عدد ضحايا التفجيرات خلال العام 2013، الذي شهد عدة تفجيرات انتحارية، وتفجير عبوات، حيث بلغ عدد الضحايا الكلي 2582 مدنياً في العام 2013، منهم 1957 قضوا بشظايا انفجارية، وهي نسبة تشابه إلى حد ما ضحايا الأشهر السبعة الماضية من العام 2014، حيث كانت شظايا التفجيرات السبب الأكبر لسقوط ضحايا، رغم انخفاض عدد الضحايا الكلي مقارنة بالعام 2013، حيث تم تسجيل 785 ضحية، منهم 616 قضوا بشظايا.
ومتابعة للغة الأرقام الإحصائية، تشير إحصاءات الطبابة الشرعية إلى أن عدد الجثث مجهولة الهوية منذ آب العام 2012 وحتى الآن بلغ 2507 جثث، تم التعرف على 900 منها، لتبقى الجثث المتبقية بانتظار من يتعرف عليها.
وقال رئيس الطبابة الشرعية في حلب إن «التعامل مع الجثث يقسم إلى قسمين، واضحة المعالم ومشوهة، ولا وجود لأي تصنيف سياسي أو اعتباري آخر، حيث يتم معاينتها لتحديد الإصابات وأسباب الوفاة. وبالنسبة إلى الجثث واضحة المعالم، فإنه يتم تصويرها ومنح الصور أرقاماً تتطابق وأرقام القبور التي تمنح لأصحاب الجثث في مقبرة مجهولي الهوية، ما يسهل عملية التعرف»، مضيفاً «بالنسبة إلى الجثث مشوهة المعالم أو الأشلاء، فإنه يتم أخذ عينات دي إن اي من الجثة، وتمنح رقماً يتطابق ورقم القبر الممنوح لها، ويتم إرسال العينات للتحليل في دمشق». وتابع «منذ آب العام 2012 وحتى اليوم يتم الاحتفاظ بجثث القتلى ليومين أو ثلاثة كحد أقصى نتيجة لقلة البرادات اللازمة لتخزينها، ويحتفظ بأرشيف التعريف من صور وأرقام في الأمن الجنائي بحلب، وتسلم الجثث لدفن الموتى حيث تدفن أصولا في قبور فردية لا جماعية» كما يشاع.
وتقوم مديرية دفن الموتى بدفن الجثث في الوقت الحالي في منطقة بنيامين الواقعة على طريق حلب الجديدة بالقرب من مقر البحوث العلمية، في حال لم يتم التعرف على صاحب الجثة، أو في حين تعذر على ذوي الضحية استلام الجثة ودفنها في المكان الذي يرغبون بدفن فقيدهم فيه، أو لعدم قدرتهم المادية على دفن موتاهم، وذلك بعد أن كانت تدفن الجثث في منطقة خان العسل، قبل أن يتردى الوضع الأمني فيها.
ولا يستطيع رئيس الطبابة الشرعية إعطاء رقم دقيق لعدد الجثث التي تعود لمسلحين أو غير سوريين لعدة أسباب، موضحاً أن الكشف على الجثة يوضح إن كان صاحب الجثة سوريا أم لا، إلا أن بعض الجثث وصلت إلى الطبابة وهي مشوهة أو مقطعة الأوصال، أو حتى ممن تم انتشالهم من مقابر جماعية، الأمر الذي يجعل إحصاء عددهم «صعباً»، مشيراً إلى أن المسلحين يقومون عادة بدفن قتلاهم في مقابر بعيدة غير خاضعة لسيطرة الحكومة في الوقت الحالي.
وفي ذات السياق، تشير إحصاءات الطبابة الشرعية في حلب إلى أن 17 نيسان الماضي (اليوم الذي تحتفل فيه سوريا بذكرى جلاء المحتل الفرنسي)، يعتبر اليوم الأكثر دموية في المدينة، حيث شهدت مقتل 55 مدنياً، إضافة إلى إصابة نحو 200، وذلك بسبب قيام المسلحين بإمطار أحياء المدينة بالقذائف المتفجرة، بالتزامن حينها مع هجوم عنيف على ثكنة هنانو العسكرية، قبل أن ينتهي الهجوم بفشل المسلحين، الذين استخدموا في هجومهم نفقاً قاموا بتفخيخه وتفجيره في محيط الثكنة.
وخلال حديثه عن إحصاءات الطبابة الشرعية في حلب، أشار حجو إلى أن الطبابة استقبلت 4 جثث تم انتشالها من مقبرة جماعية في ريف حلب الشرقي، عثر الجيش السوري عليها بعد سيطرته على المنطقة، أوضح الكشف الطبي عليها أن أصحابها تعرضوا لسرقة بعض الأعضاء، ما يشكل وثيقة جديدة لعمليات سرقة الأعضاء التي تنفذ بحق السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.
وتأتي هذه الإحصاءات لتكمل الصورة التي رسمتها الحرب، التي تعيشها حلب منذ نحو عامين، ليبدو الواقع دموياً، يشكل الدمار إطاراً له، وتسيل من جوانبه الدماء. وكانت المدينة سعت جاهدة للذود بنفسها عن الحرب، إلا أنها أبت واقتحمت منازلها، وأتت على الكثير من تاريخها، ودمرت مصانعها، وحولت عدداً كبيراً من أبنائها إلى «جثث مجهولة» الهوية، تنتظر من يتعرف عليها.
«النصرة» على خطى «داعش»: السيطرة على مناطق حدودية
عبد الله سليمان علي
انكشف الوجه الحقيقي لـ«جبهة النصرة»، بعد عجزها عن الاستمرار في إخفائه، نتيجة الضغوط الميدانية التي جعلت وجودها على المحك بعد خسارتها الكبيرة في المنطقة الشرقية.
فكان لا بدّ لها من أن تبذل كل جهودها لتعويض تلك الخسارة، ولو كان الثمن أن تكشف القناع عن وجهها الذي يتشابه إلى حد التطابق مع وجه خصمها اللدود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش».
وثمة معطيات تشير إلى أن سياسة «جبهة النصرة» الجديدة في محاربة الفصائل الأخرى بذريعة التخلص من المفسدين، هي سياسة عامة لتنظيم «القاعدة العالمي» يجري اتباعها في عدة دول بحسب الظروف الميدانية.
وفي إطار سياسة المواجهة، النابعة من الشعور بالخطر الوجودي الذي بات يتهددها، تستمر «جبهة النصرة» في خوض المعارك ضد الفصائل الأخرى في ريف إدلب. وفي هذا السياق سيطرت أمس على مدينة حارم الحدودية مع تركيا، وذات الموقع الإستراتيجي والمهم والمعبر المستخدم في تهريب النفط وغيره من المواد، وذلك بعد انسحاب الفصائل التابعة إلى «جبهة ثوار سوريا» من المدينة بعد اشتباكات خفيفة وقصيرة. كما سيطرت على سلقين وعزمارين، وكانت من قبل قد بسطت سيطرتها على حفسرجة والزنبقة ومناطق أخرى في الريف الغربي.
وكانت «النصرة» بدأت قبل أسبوعين ما أسمته حملة لتطهير الشمال من اللصوص وقطاع الطرق، قاصدةً بذلك الفصائل التابعة لـ«الجيش الحر» أو القريبة من «الائتلاف الوطني» المعارض، الذي أصبحت الجبهة تعتبره عميلاً للولايات المتحدة.
والغاية الحقيقة من حملة «جبهة النصرة» في الشمال هي السعي للحصول على مصادر تمويل، لتعويض ما منيت به من خسارة حقول النفط في دير الزور وما كانت تدرّه عليها من أموال طائلة. وتعتبر السيطرة على المعابر الحدودية بديلاً مقبولاً نسبياً، لأنه يتيح الحصول على مكاسب مادية كما التحكم بدخول شحنات الأسلحة، بالإضافة إلى رغبة «النصرة» في ترسيخ سيطرتها على منطقة منفصلة تستطيع تطبيق الشريعة عليها وفق رؤيتها، وذلك تطبيقاً لكلام زعيمها أبو محمد الجولاني.
وما يلفت الانتباه أن «حركة أحرار الشام» لم تبد أي اعتراض على كلام الجولاني عن إقامة «إمارة إسلامية»، بل إنها تشارك معه في العمليات العسكرية في الريف الإدلبي، بمؤازرة فصائل أخرى مثل «فيلق الشام» و«لواء الصفوة»، الأمر الذي قد يشير إلى أن «أحرار الشام» حسمت أمرها وقررت السير في الطريق الذي ترسمه «جبهة النصرة»، رغم أن «جيش الإسلام»، وهو شريكها الأبرز في «الجبهة الإسلامية»، لم يخف شكوكه حول خطوة «النصرة» وطالبها بتقديم توضيحات، لا نعرف إذا كانت قد وصلت.
ومن المتوقع أن تتسبب هذه السياسة الجديدة في مواجهات واسعة بين «النصرة» و«أحرار الشام» وحلفائهما من جهة، وبين بعض الفصائل الكبيرة الأخرى، وعلى رأسها «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» من جهة ثانية، وذلك على نحو يذكر بمواجهات المنطقة الشرقية، بل قد تجري حسب السيناريو نفسه.
ويأتي انفجار العبوة بسيارة تقل قيادات من «حركة حزم» أمس الأول في ريف حلب الغربي، ومقتل ثلاثة من قيادات الحركة، في سياق التمهيد لهذه المواجهة.
ويبدو أن سياسة «جبهة النصرة» في محاربة المفسدين كما تسميها، ليست من ابتداعها أو مجرد تقليد لخصمها «داعش»، بل ثمة معطيات تدل على أنها جاءت بناءً على توجيهات عليا من قيادة تنظيم «القاعدة العالمي». وفي هذا السياق يبدو لافتاً أن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قد أعلن عن خطوة مماثلة، حيث أصدر بياناً بعنوان «تحذير للفاسدين في ولاية حضرموت» باليمن، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن موقف «القاعدة» من إعلان «الخلافة» من قبل زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي، وسلسلة الخطوات التي يخطط لاتخاذها لمواجهة هذا الإعلان، والتي يبدو أن خطوطها العريضة بدأت بالظهور، والتي تتمثل في العمل على اتخاذ خطوة مماثلة لخطوة «داعش» وتأسيس «إمارات» في المناطق التي يسيطر عليها، وهو ما من شأنه تقليص هامش الفرق بين «القاعدة» وبين «داعش»، والذي حاولت قيادة «القاعدة» طوال العام الماضي استغلاله للظهور بمظهر الاعتدال والأقل تطرفاً.
يوم دام جديد في العدوان على غزة واستشهاد 50 ومصر تبدي استعدادا لتعديل مبادرتها
إسرائيل ترفض «هدنة انسانية» وتقر بفقدان الجندي أران
غزة ـ لندن ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: يوم دام آخر يعيشه اهالي قطاع غزة مع دخول الحرب العدوانية الاسرائيلية اسبوعها الثالث، وفاقت حصيلة الشهداء ليوم أمس الـ 50 شهيدا، بعد ان رفضت قوات الاحتلال طلبا من الامم المتحدة بتهدئة انسانية لخمس ساعات حتى تعطي وقتا للمواطنين للتزود باحتياجاتهم الغذائية، كان ان يفترض ان تبدأ في العاشرة صباحا وحتى الثالثة على غرار هدنة سابقة. وزادت حصيلة الجرحى أمس عن 3745 جريحا غالبيتهم كما حال الشهداء، من النساء والاطفال.
وحسب الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة فإن حصيلة الشهداء بلغت حتى ساعات عصر أمس 611 شهيدا من بينهم سيدة حامل من شمالي القطاع أدت إصابتها إلى وفاة جنينها وهو في الشهر التاسع، وفشلت محاولات الأطباء في إنعاش الجنين بعد إخراجه من رحم والدته. في ذات الوقت أعلنت جهات محلية ودولية أن عدد الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم ودخلوا «مراكز الإيواء» في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بلغ أكثر من 100 ألف فلسطيني.
ويشتكي اللاجئون الذين لم يعد لهم مأوى سوى هذه المراكز غير المجهزة إطلاقا للتعامل مع حالات النزوح من قلة الإمكانيات، ويتكدس في الغرفة الواحدة أكثر من 50 شخصا، وتفتقد المراكز إلى الكثير من المقومات، خاصة وأن الغالبية من الفارين يقضون الليل بلا أغطية ومنهم من يفترش ساحات المدارس لحظة النوم.
ولم تسلم المساجد ولا المؤسسات الحكومية والمنازل والأندية الرياضية والمناطق الزراعية من عمليات القصف.
من جانبها وبعد انكار استمر حوالى 48 ساعة اعترفت اسرائيل بوجود جندي مفقود ولكنها لم تعترف بأنه اسير لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي نشرت صورته ورقمه العسكري. وتواصلت عمليات القصف الصاروخي من القطاع الى عدد من البلدات الاسرائيلية في محيط قطاع غزة، حيث سمعت صفارات الانذار.
على الصعيد السياسي تواصلت جهود الوساطة للتوصل الى وقف اطلاق نار في القاهرة، بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف المصالحة عزام الاحمد. وابدت مصر مرونة في موقفها بالاستعداد لإجراء بعض التعديلات. وحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين مصريين فإن مصر يمكن ان تجري تعديلات على المبادرة بما يلبي مطالب حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى. ونسبت رويترز الى مسؤول لم تسمه القول «ان مصر لا تمانع اضافة بعض شروط حماس بشرط موافقة كل الاطراف المعنية».
معارك عنيفة في شرقي دمشق والائتلاف يقصي رئيس حكومته
دمشق ـ وكالات: لا تزال تدور اشتباكات في شرقي دمشق حتى كتابة هذا الخبر هي «الاعنف منذ اشهر» بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، في حين اقصى الائتلاف المعارض رئيس حكومته المؤقتة في انعكاس لتجاذب سعودي قطري.
وبعد مرور اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري متشعب الجبهات، حيث يواجه مقاتلو المعارضة المسلحة قوات نظام الرئيس بشار الاسد من جهة، وجهاديي «الدولة الاسلامية» من جهة اخرى.
وبحسب الخبير الفرنسي في شؤون الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يسيطر النظام على 40 بالمئة من المناطق المأهولة، و25 بالمئة لصالح كل من «الدولة الاسلامية» ومقاتلي المعارضة، وعشرة بالمئة للاكراد خصوصا في شمال شرق البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الثلاثاء عند مدخل حي جوبر، بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على غالبية الحي، والقوات النظامية الموجودة على اطرافه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات «هي الاعنف منذ اشهر»، وان الطيران الحربي شن «اكثر من تسع غارات».
وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على دمشق من مواقع لمقاتلي المعارضة، ما ادى الى مقتل شخص واصابة آخرين، بحسب المرصد.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها ان «ارهابيين» اطلقوا 11 قذيفة على حي الزبلطاني (وسط)، ما اسفر عن اصابة 18 شخصا.
ويعد حي جوبر ذا موقع استراتيجي، اذ يصل بين معاقل المعارضة شرقيي العاصمة، وساحة العباسيين، احدى ابرز ساحات دمشق ومدخلها الشرقي.
وارتفعت حدة المعارك في الايام الماضية بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على حاجز مهم للقوات النظامية على الطريق المؤدية الى العباسيين، وهو ما دفع القوات النظامية لشن هجوم مضاد واستقدام تعزيزات.
وأقصى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الذي تحظى قيادته بدعم سعودي، رئيس حكومة المعارضة المدعوم من قطر.
وقال عضو الائتلاف سمير نشار «اقالت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تصويت فجر اليوم (الثلاثاء) رئيس الحكومة الموقتة احمد طعمة»، بعد تصويت 66 عضوا من اصل 104 لصالح ذلك، في ختام اجتماعات استمرت يومين في اسطنبول.
واوضح ان الاسباب السياسية خلف اقالة طعمة الذي يتولى المنصب منذ عشرة اشهر، تتعلق «بهيمنة جماعة الاخوان المسلمين (المدعومة من قطر) على الحكومة»، مشيرا الى ان السعودية «اوحت للسيد احمد الجربا (الرئيس السابق للائتلاف) بفك التحالف مع الاخوان».
وتولى الجربا المقرب من السعودية، رئاسة الائتلاف لولايتين تمتد كل منهما ستة أشهر. وفي التاسع من تموز/يوليو، انتخب هادي البحرة المقرب من السعودية والجربا، رئيسا للائتلاف، ما اتاح للجربا الاحتفاظ بنفوذه.
ومنذ اعلان تشكيله في قطر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، شهد الائتلاف تجاذبا بين السعودية وقطر، خصوصا في مسألة الحكومة الموقتة التي اعلن عنها في آذار/مارس 2013 بهدف ادارة «المناطق المحررة» في سوريا.
وكانت الحكومة تسعى الى توفير مصادر تمويل «داخلية»، واخرى «خارجية» عبر الدول الداعمة لها، الا ان المعارضة واجهت خلال الاشهر الماضية محدودية الدعم، في مقابل الدعم غير المحدود للنظام من قبل حلفائه، وتنامي نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وفي تشديد للعقوبات الغربية بحق النظام، اضاف الاتحاد الاوروبي الثلاثاء اسماء ثلاثة افراد وتسعة كيانات الى قائمته السوداء، ليرتفع بذلك عدد السوريين الذين يفرض عليهم الاتحاد عقوبات الى 192 والكيانات الى 62.
مقتل جنديين تركيين وستة مقاتلين اكراد في اشتباكات قرب الحدود السورية
عواصم ـ وكالات: اعلن الجيش التركي أمس الثلاثاء عن مقتل جنديين وستة مقاتلين اكراد في اشتباكات في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية.
واندلعت الاشتباكات، وفق بيان الجيش، أمس الأول حين حاول متمردون اكراد اجتياز الحدود من تركيا الى سوريا وبدأوا اطلاق النار على دورية للجيش في مقاطعة اورفة.
واضاف البيان ان «فريق الدورية تعرض لاطلاق نار من مجموعة مؤلفة من 10 الى 15 شخصا (…) وقتل اثنان من جنودنا» وجرح آخر.
واشار البيان الى مقتل ستة متمردين اكراد من بينهم عناصر من حزب العمال الكردستاني ومقاتلون اكراد في سوريا.
ونشر الجيش قوات اضافية في المنطقة بعد الحادث، بحسب ما افادت وكالة انباء دوغان.
ووصف محافظ اورفة عز الدين كوجوك صباح أمس الثلاثاء الاكراد الذين اشتبكوا مع الجيش بـ «المهربين غير الشرعيين».
ومع اندلاع الازمة السورية منذ حوالى ثلاث سنوات واجهت تركيا صعوبة في السيطرة على الحدود بين الدولتين، ليشكل اللاجئون والمقاتلون والمهربون تحديا امنيا كبيرا لانقرة.
واعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس الثلاثاء ان 5.6 ملايين طفل سوري يحتاجون الى مساعدة انسانية «منقذة للحياة»، بينهم 765 الفا دون سن الخامسة يحتاجون الى لقاح لشلل الاطفال، يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها داخل سوريا.
وقالت المنظمتان التابعتان للامم المتحدة في تقرير ان «اكثر من 5.6 مليون طفل سوري يحتاجون الآن للمساعدة الانسانية المنقذة للحياة».
واوضحتا ان «765 الف طفل دون سن الخامسة من هؤلاء يعيشون داخل سوريا في مناطق من الصعب الوصول إليها» بسبب اعمال العنف المتواصلة منذ اكثر من ثلاثة اعوام. واشار التقرير الى ان «النزاع والقيود يجعلان من توصيل المساعدات الانسانية بما فيها اللقاحات بشكل منتظم امرا في غاية الصعوبة».
وصدر التقرير بمناسبة انتهاء المرحلة الاولى من اكبر حملة تلقيح ضد شلل الأطفال نظمت في تاريخ الشرق الأوسط. وشملت 37 جولة تلقيح لأكثر من 25 مليون طفل دون سن الخامسة، في سبع دول في المنطقة.
وقال التقرير ان «36 طفلا في سوريا فقدوا القدرة على الحركة بسبب شلل الأطفال». واضاف ان «25 من هذه الحالات (رصدت) في محافظة دير الزور (شرق) وخمس في حلب (شمال) وثلاث في ادلب (شمال غرب) واثنتان في الحسكة (شمال شرق) وواحدة في حماة (وسط)».
وبعدما اشار الى انه لم يتم تسجيل اي «حالة في سوريا منذ 1999»، عزا التقرير ظهور شلل الاطفال مجددا في سوريا بعد غياب 14 عاما الى «تعطل برامج التحصين الروتينية والضرر الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الصحية في سوريا والنزوح المستمر للسكان داخل سوريا وعبر حدودها وعدم القدرة على الوصول الى جميع الاطفال».
وتشهد سوريا منذ اكثر من سنوات نزاعا مدمرا اودى بحياة اكثر من 170 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والحق اضرارا هائلة بالبنية التحتية للبلاد بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية.
واشار تقرير المنظمتين التابعتين للامم المتحدة الى ان «تغطية التلقيح ضد شلل الأطفال انخفضت بشكل كبير في سوريا، من 99 في المائة إلى 52 في المائة».
واوضح ان «ستين في المئة على الاقل من المستشفيات في سوريا تضررت أو تدمرت، واقل من ثلث سيارات الاسعاف العامة لا تزال تعمل، فضلا عن تعطل إمدادات اللقاح ومركبات الخدمات ومعدات التبريد تماما او ضياعها».
وقال كريس ماهر مدير استئصال شلل الأطفال والدعم في حالات الطوارئ من منظمة الصحة العالمية ان «شلل الأطفال شق طريقه مرة أخرى إلى سوريا ليزيد من الكارثة الانسانية الموجودة أصلا».
واضاف «يتوجب علينا العمل ضمن موارد محدودة جدا للتصدي لعدو كانت هذه المنطقة قد نسيته منذ وقت طويل، وهو عدو لا يعرف حدودا او نقاط تفتيش وبوسعه أن ينتقل بسرعة وأن يصيب الأطفال ليس في داخل سوريا الممزقة من الحرب فحسب، وإنما في المنطقة كلها».
واوصى التقرير بـ «اتاحة القدرة الفورية والكاملة على الوصول إلى الأطفال دون سن الخامسة داخل سوريا وضمان المرور الآمن لأخصائييّ الصحة وحماية المركبات الطبية ومعدات التبريد الأخرى داخل سوريا ونشر الوعي حول شلل الأطفال والحاجة لتلقيح جميع الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء المنطقة عدة مرات».
وتقول ماريا كالفيس المديرة الاقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ان «مهمتنا لم تنته بعد، فعلينا في الأشهر القادمة أن نصل للمزيد من الأطفال خاصة أولئك الذين لم نتمكن من الوصول إليهم بسبب العنف وعدم الأمان».
وشملت حملة التلقيح بالاضافة الى سوريا، لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر وهي دول تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، بالاضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشلل الاطفال مرض معد جدا يصيب خصوصا الاطفال دون سن الخامسة.ويمكن ان يؤدي الى الشلل في غضون ساعات قليلة كما يمكن ان يؤدي الى الوفاة في بعض الحالات.
تنظيم «الدولة الاسلامية» يروّج أعماله الإعلامية في مدينة الرقة شمال سوريا
عمر الهويدي
الرقة ـ «القدس العربي» ـقام تنظيم الدولة الإسلاميّة والذي فرض كامل سيطرته على محافظة الرقة شمال سوريا في كانون الثاني/ يناير هذا العام، بتوزيع مراكز دعائية داخل مدينة الرقة أطلق عليها إسم «نقطة إعلامية»، لترويج أعماله الإعلاميّة.
وقال ناشطون من داخل مدينة الرقة لــ «القدس العربي» أن تنظيم الدولة الإسلامية قام بتوزيع مراكز إعلامية في كل شوارع مدينة الرقة، أطلق عليها اسم «النقطة الإعلامية»، وأضافوا، يقوم تنظيم الدولة بتوزيع من خلال «النقطة الإعلامية» المواد الإعلامية من محاضرات إسلامية وبروشورات، والإصدارات المرئية التي يعرض من خلالها مقاطع فيديو تُظهر بعض من معاركهم التي خاضوها ضد فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية في كل من الرقة ودير الزور ومناطق من ريف حلب، ويظهرونهم للناس على أنهم كفار ويجب محاربتهم، على حد تعبيرهم، ويعرضون كل ما يريدون إيصاله للناس وخاصة الشباب منهم.
وأشاروا إلى أن هدف تنظيم الدولة من هذه الخطوة هو استهداف فئات عمرية محددة، ونمط محدد من الشباب، وكذلك يحاول التنظيم من خلالها استقطاب أعضاء جدد من فئة عمرية تتراوح أعمارهم ما بين (13 و 18) عاماً، كذلك وأيضاً لها دور تحريضي لاستهداف الشباب من الدول العربية والأوربية لزيادة عدد جمهورها، واستقطاب من لديهم ميول إسلامية متطرفة، ورغبة القتال في سوريا.
وقال مراقبون، إن تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك إستراتيجية تسويق إعلامي على درجة عالية جداً من التنظيم، بالإضافة إلى أنه يمتلك فريق عمل إعلامي احترافي ساهم بشكل أو بآخر في إنجاح معركته العسكرية والإعلامية في آن واحد، معتمداً في ذلك على أصحاب الخبرات والشهادات العلمية من عناصر التنظيم وخاصة من الجنسيات غير العربية، وأن هذا التطور والتقدم الإعلامي الذي يقوم التنظيم على توظيفه بشكل مدروس وممنهج، يهدف لاستقطاب الشباب وغسل أدمغتهم.
وفي سياق متصل أطلق تنظيم الدولة الإسلامية قبل عدّة أيام، محطة بث إذاعية تابعة له على موجة 99.9 إف إم بشكل رسمي، تبث من داخل مدينة الرقة، أطلق عليها اسم إذاعة «البيان»، وتتناول عدة مواد ومواضيع يبثها كــ «الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وسير وعبر، عقيدة وسلوك، وبالتحديد الأناشيد الإسلامية»، وأهمها الأناشيد التي تمجد أبو بكر البغدادي أمير التنظيم، والتي تدعو إلى حمل السلاح والجهاد قتال الخوارج حسب وصفهم، وكذلك أطلق تنظيم «الدولة الإسلامية» جريدة تحت عنوان «دابق» وكانت أول صحيفة رسمية صادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ناطقة باسمه باللغتين العربية والانكليزية، بحسب حسابات مقربة من التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.
وبينت الحسابات نفسها، إلى أن التنظيم أصدر أولى أعداد صحيفة «دابق» الناطقة باسمه وبنسختين الكترونية وأخرى ورقية، دون أن تعلن عن دورية صدورها.
وتم توزيع النسخة الورقية على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا، كما تم إرسال النسخة الالكترونية عبر البريد الالكتروني، وكذلك إلى أن التنظيم يعتزم إصدار صحيفة أخرى قريباً باسم «خلافة 2» باللغتين العربية والانجليزية أيضاً، والغاية منها العمل على نشر فكر «دولة الخلافة الإسلامية» التي أعلن التنظيم عن تأسيسها، في 29 حزيران/ يونيو 2014، وتعريف العالم بها، والصحيفة موجهة للجمهور العالمي أكثر من المحلي.
حزب الاتحاد الديمقراطي مستعد لاستبدال الشعب الكردي في سوريا بشعب آخر حسب مقاساته وتصريحات رئيسته المشتركة ليست الأولى من نوعها
جوان سوز
الحسكة ـ «القدس العربي» أثارت تصريحات السيدة آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) والذي يحكم معظم المناطق الكرديّة في شمال وشمال شرق سوريا بعد إعلانه عن الإدارة الذاتية المدنيّة بشكلٍ رسمي في أواخر عام 2013، ردود أفعال كثيرة على الساحة السياسية الكرديّة في سوريا بعد أن أكدت السيدة عبد الله في لقاء تلفزيوني، عُرِضَ على شاشة فضائية «روناهي» إن مَنْ لا يتقبل سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي في إدارته الذاتية، لا مكان له في غرب كردستان (المدن الكرديّة في سوريا) على حد وصفها، وأضافت في حديثها مع المصدر السابق والذي جاء بمناسبة الذكرى الأولى لمرور عامٍ فعلي على تجربة حزب الاتحاد في الإدارة الذاتية، «لقد اتخذنا قرارنا في الإدارة الذاتية ومن لا تعجبه هذه الإدارة، عليه أن يخرج من البلاد، لأننا لن نتعامل معه بمرونة».
وفي حديث خاص مع «القدس العربي، قال جيان عمر المتحدّث الإعلامي باسم تيار المستقبل الكُردي في أوروبا، إنَّ حقيقة تصريحات الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبد الله تؤكّد من جديد أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي ومن خلفه منظمته الأم حزب العمال الكُردستاني في تركيا هم الأمر والناهي في ما يسمى بالإدارة الذاتيّة المُعلنة في سوريا والتي لطالما حاول المسؤولون فيها تصويرها على أنّها نابعة من إرادة الشعب وتمثّل كافة مكوناته، كما تشير أن حزبها هو مَنْ يوزّع صكوك الوطنية والخيانة، ويحكم على أساسها من يحق له العيش على تراب وطنه ومن لا يحق له ذلك .
وأضاف عمر في حديثه، إن ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي خلال فترة العامين المنصرمين الذين حكمَ فيهما المنطقة الكُردية بالنيابة عن نظام الأسد وبأوامره أظهر أنّه يبني لديكتاتوريةٍ ستكون أقسى وأفظع من ديكتاتورية حزب البعث ونظام الأسد وعلينا ألّا ننسى أنّ هذا ليس التصريح الأول من نوعه ولن يكون الأخير فقد سبق تصريح السيدة آسيا عبد الله أيضاً تصريح مشابه لجوان إبراهيم زعيم ميليشيا ما تسمى بقوات الآسايش التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي والذي حمل ذات المضمون وهو «إمّا أن تقبلوا بحكمنا كما هو بكافة سلبياته وديكتاتوريته وإمّا أن ترحلوا من هنا إلى المخيمات ودول اللجوء»، في إشارةٍ منه إلى المختلفين معهم في سياسياتهم، إضافةً إلى أن هذه التصريحات لم تبقَ مجرد تصريحات وإنّما قامت مؤسّسات حزب الاتحاد الديمقراطي بتطبيقها عملياً عبر ملاحقة الناشطين، وقتلهم، واعتقالهم وترويعهم وصولاً إلى نفيهم قسراً في العشرات من الحالات التي تؤكّد أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي يقوم بعملية تغيّير الديموغرافيا السياسية للشعب الكُردي السوري عبر إقصاء كل ما هو مُغاير لسياسته، لا بل هو مستعد لاستبدال كامل الشعب الكُردي بشعب آخر حسب مقاساته.
ورداً على سؤال لـ «القدس العربي» حول الأسباب التي أدت إلى هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي على المدن الكردية في سوريا، قال «لعلّ الظروف الإقليميّة والدولية تصبّ في الوقت الراهن في مصلحة نظام الأسد وبالتالي في مصلحة شركاءه من التنظيمات والجهات المرتبطة به عضوياً مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرعى مصالح نظام الأسد والمحور الإيراني منذ ثلاثة سنوات، ولكنّ التاريخ أثبت أنّ الأنظمة زائلةٌ لا محـــالة وإرادة الشعوب هي الباقية ومن هذا المنطلق فنحن نعوّل على إرادة شعبنا والوطنيين الأحــــرار في صـــفوفه على رفض الاستبداد والظلم ومواجهته بكافة الســـبل، وسنعمل مع بقية الأطـــراف والجهات الحرّة على إعادة الثورة في المناطق الكُردية إلى سابق عهدها حتى يصبح القرار الوطني بأيدي أبناء الشعب الحقيقيين وحينها سيكون بالإمكان إحلال بنية ديمقراطية تشاركية تعددية لا مكان للإقصاء والإكراه فيها.
سعر لوح الثلج في الغوطة الشرقية يصل إلى اثني عشر دولاراً ومروحيات النظام السوري تدور بالاجواء لتمنح الصائمين الهواء
نوران النائب
دوما ـ «القدس العربي» في أحاديثهم المعتادة عن الجوع والحصار، يقف العديد من أهالي الغوطة الشرقية منتظرين أمام آبار المياه جنباً إلى جنب، والعرق يتصبب منهم تحت أشعة الشمس الحارقة.
هؤلاء المحاصرون اعتادوا العيش في ظروف لا يمكن أن يتخيلها من هو خارج عن نطاق حياتهم، كهرباء مقطوعة منذ أكثر من سنة ونصف، والوقود اللازم لتشغيل المولدات موجود بقلة وبأسعار باهظة الثمن لا يمكن لمواطن عادي أن يشتريها، وبالتالي لا يتمكن من توفير الماء لمنزله الصغير، فيضطر المواطن لحمل أوعيته و الوقوف ساعة كاملة وربما أكثر أمام طابور المياه.
سريع الذوبان
تحمل أم علاء إحدى سكان مدينة دوما أوعية صغيرة لا تملك غيرها، وتذهب بصحبة أطفالها إلى الزاوية المقابلة لمنزلها حيث يتواجد فيها بئر للماء، يصطف أمامه أفراد كثر من النساء والأطفال والرجال.
تقول «تخيلي نفسكِ تملأين مياه بيتكِ عن طريق وعاء كم ستنتظرين؟» وتضيف أنها كانت تستغرق وقتاً طويلاً وهي تقوم بتلك العملية قبل شهر رمضان، أي قبل أن يكون هناك ازدحام، فكيف سيكون الأمر مع كل هذه الجموع من الناس المنتظرين مثلها.
بيد أن «أم علاء» قد نسيت ما يسمى بالماء البارد هي وعائلتها، فليس لديها القدرة لتشتري يومياً حتى قطعة ثلج صغيرة وقد وصل سعر اللوح الواحد ما إلى 1800 ليرة سورية أي 12 دولار، إضافة لكون الثلج المباع في الأسواق سريع الذوبان وفق ما أشارت، فلا ثلاجات في المنازل، ومن جهة أخرى فالألواح هذه مصنوعة عن طريق «المكيفات» بما يسمى «التبريد بالصعق»، وهي طريقة تحـول الماء بشكل سريع إلى ثلج وبالتالي توفر الكثير من الوقود اللازم للمولدات، ولذلك فهي ليست كغيرها من الثلج العادي المعروف الذي يمكن حفظه طويلاً.
لا أحد يصدق
لا أحد يصدق لمى المدرّسة الابتدائية حين تقول لأصدقائها عبر «سكايب» أنها تعود من عملها إلى المنزل لتكمل صيامها على انقطاع الكهرباء طيلة اليوم، لا مكيفات تبريد ولا مروحة ولا ماء للاستحمام أكثر من مرة في الأسبوع ولا شيء يخفف الحر.
تقول ضاحكة كمن تداركت أمراً «توجد مروحيات من نوع واحد فقط، هي التي تدور فوق رؤوسنا يومياً لتخلصنا عبر غاراتها من عنائنا اليومي، أي طائرات النظام السوري التي ربما تدور في رمضان لتحرك لنا الهواء». ناهيك عن القبو المظلم العابق التي تقضي خلاله لمى مهنتها اليومية مع عشرات الأطفال الجائعين لتعود وقت الظهيرة إلى بيتها الأشد حراً.
وقد يعتقد البعض من أصدقاء لمى وكثيرون غيرهم أنـها تمتلك الكهرباء لمجرد أنها تتواصل عبر الانترنت، تقول موضحة أنها تقوم باستخدام حاسوب شخصي مشحون يومياً عن طريق مولدة صغير تعمل نصف ساعة، او عبر البطاريات، دائماً تجتهد لمى في إيصال يومياتها لأصدقائها دون جدوى، لأن حياتها كما تقول أصعب من أن يتصورها العقل البشري الذي اعتاد العيش على مقومات الحياة العادية، والتي ينحرم منها سكان الغوطة الشرقية اليوم».
ولا يحق لمواطن يعيش في الغوطة الشرقية المحاصرة أن يقول أنه متعب من الصيام وفق ما يقول المواطن أحمد لأنهم صائمون على وجبة وحدة يومياً وربما خلال يومين منذ أكثر من سنة، فهم في الحقيقة اعتادوا على الجوع والمشقة، لكن ما يزيد الطين بلة هو الحر الشديد، وافتقار أجساد أولئك المحاصرون للغذاء والدواء مع اشتداد أشعة الشمس فوق رؤوسهم وافتقارهم للقوة الجسدية حيال نقص البروتينات والفيتامينات التي لم تـتلقاها أجسادهم منذ زمن بعيد، إضافة لزيادة أعبائهم وأعمالهم اليومية من خلال تحديد وقت واحد للطعام، و هذا ما يجعل البلاد مزدحمة في أوقات معينة وبالتالي فهذا ما يزيد شقاء الأهالي ويضيف إليهم عناء آخر فوق عنائهم.
وبسخرية ينهي أحمد حواره متسائلاً أن الهدف من الصيام هو الإحساس بالجياع والفقراء ويضيف «لا أحد جائع أكثر منا ولذلك أنا أسأل نفسي دائماً لماذا نصوم؟».
نوران النائب
اشتباكات «هي الأعنف منذ اشهر» بين النظام والمعارضة في شرق دمشق
بيروت ـ ا ف ب: تدور اشتباكات «هي الاعنف منذ اشهر» امس الثلاثاء في حي جوبر شرق دمشق، الذي يتقاسم مقاتلو المعارضة والنظام السيطرة عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وترافقت المعارك مع قصف جوي مكثف، واطلاق المقاتلين قذائف هاون على احياء في دمشق، ما ادى الى اصابة 18 شخصا بجروح.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تدور منذ فجر أمس الثلاثاء اشتباكات هي الاعنف منذ اشهر في حي جوبر، تترافق مع قصف جوي مكثف» من سلاح الطيران التابع للنظام.
واوضح ان الطيران الحربي «نفذ اكثر من تسع غارات على مناطق في حي جوبر، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة اخرى».
ويقع الحي على الطرف الشرقي للعاصمة، وهو متصل من جهة الشرق بمعاقل لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية. كما تقع في الجهة الغربية من الحي، ساحة العباسيين التي تعد من اكبر الساحات في دمشق.
واوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية «نشرت دباباتها في المناطق المحيطة بساحة العباسيين، وتقوم بقصف معاقل المقاتلين في جوبر».
وبحسب المرصد، ارتفعت حدة المعارك في الحي خلال الايام الماضية، لا سيما بعد شن المقاتلون هجوما على حاجز متقدم لقوات النظامية في الحي، ما دفع الاخير الى شن هجوم مضاد واستعادة الحاجز، مع تواصل المعارك في محيطه.
وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على مناطق في وسط دمشق وشرقها، يرجح ان مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «ارهابيين اطلقوا 11 قذيفة هاون سقطت في محيط سوق الهال في الزبلطاني (وسط)، ما اسفر عن اصابة 18 مواطنا والحقت اضرارا مادية».
واكد المرصد سقوط ما لا يقل عن عشر قذائف وسقوط جرحى.
وفي محيط دمشق، شن الطيران غارات على عربين (شمال شرق)، وحمورية (شرق)، ما ادى الى مقتل رجل وطفلة.
ويحاول النظام منذ اشهر طويلة، بدعم من حزب الله اللبناني، استعادة السيطرة على معاقل في ريف دمشق لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام.
الى ذلك، يخوض مقاتلو المعارضة معارك منذ ثلاثة اسابيع مع مقاتلي «الدولة الاسلامية» جنوب شرق دمشق في محاولة لطردهم من المناطق المحيطة بالعاصمة. وتمكن المقاتلون المعارضون خلال الفترة الماضية من طرد الجهاديين من اربع بلدات جنوب شرق دمشق، في حين انتقل هؤلاء الى احياء في جنوب دمشق يتمتعون فيها بحضور قوي، بحسب المرصد.
اللاجئون السوريون يحدثون حراكاً تجاريّاً خجولاً في الأردن
العربي الجديد، الأناضول
يعيش الأردن كغيره من الدول العربية التي تستضيف النازحين السوريين، أزمات اقتصادية نتيجة غياب المساعدات الدولية من جهة، ومشاركة النازحين في موارد الدولة المحدودة من جهة أخرى.
فقد وصل عدد اللاجئين السوريين في المملكة الهاشمية الأردنية إلى نحو 1.6 مليون شخص، منهم حوالي 618 ألفاً مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فيما يبلغ عدد سكان الأردن ما يقارب 7 ملايين بحسب جهاز الإحصاء الأردني.
وساهمت أعداد النازحون في تباطؤ الاقتصاد بشكل عام، ولم تنجح جميع المحاولات لدفع عجلة النمو بالشكل المطلوب، وقبيل عيد الفطر، بدأت تحركات النازحين لشراء حاجياتهم الاساسية، حيث ظهرت حركة تجارية في بعض المناطق، الا أنها وبحسب التجار لم تكن كافية.
حراك خجول
لم تعتد محافظة المفرق الأردنية في الشمال الشرقي، على اكتظاظ عارم في أسواقها قبيل أية مناسبة، كما هو الحال هذه الأيام قبيل عيد الفطر.
وما تشهده أسواق المفرق هذه الأيام من حراك تجاري غير مسبوق في هذه المحافظة شبه النائية، هو نتيجة وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين دخلوا البلاد، واستقر معظمهم في هذه المنطقة القريبة من الحدود السورية.
وتعد محافظة المفرق، ثاني أكبر محافظات المملكة الأردنية الهاشمية من حيث المساحة، وثاني أقل كثافة سكانية، تقع في الشمال الشرقي وتصل المملكة من الشرق الأقصى بالجمهورية العراقية عن طريق حدود الكرامة ومن الشمال بالجمهورية السورية عن طريق حدود جابر.
ويبلغ عدد سكان المفرق الأصليين نحو 80 ألف نسمة ، إلا أن المحافظة تحتضن إضافة للأردنيين أكثر من 120 ألف لاجئ سوري على أراضيها، علاوة على من يزور أسواقها من مخيم الزعتري للسوريين والذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة عن أسواقها.
وتشهد أسواق المحافظة اكتظاظاً في شوارعها وسط إقبال المواطنين واللاجئين السوريين على شراء حاجيات العيد الأساسية. وبالرغم من هذا الحراك، إلا أن حركة البيع لا تزال خجولة بحسب التجار.
وأكد التجار أن ارتفاع الأسعار وقلة المواد المعروضة للبيع بسبب الأزمة السورية، تجعل الإقبال أقل بكثير من الأعوام السابقة، مؤكدين أن اللجوء السوري الضخم إلى المحافظة لم يرفع من مبيعات الأسواق كما كان متوقعاً.
وقال عمر الزيادنة تاجر الأحذية: إن أغلبية اللاجئين السوريين لا يستطيعون شراء حاجاتهم من الأسواق نظراً لارتفاع الأسعار وقلة إمكانياتهم المادية.
محدودية الاقتصاد
رغم الحراك التجاري في بعض المناطق، إلا أن الاقتصاد الأردني لا يزال يعاني من أزمات داخلية وخارجية.
وقال الخبير الاقتصادي مازن أرشيد لـ”العربي الجديد”: يبلغ حجم الاقتصاد الأردني 36 مليار دولار، وهو يعد من أصغر الاقتصادات في المنطقة، وتراجعت نسب النمو خلال السنوات الماضية، لأسباب عديدة أبرزها تدفق النازحين السوريين، الذين باتوا يشكلون عامل ضغط على الاقتصاد، بسبب مزاحمة اليد العاملة الرخيصة من جهة، ومشاركتهم في البنى التحيتة مع الشعب الأردني.
وأضاف أرشيد: أظهرت جميع المؤشرات الاقتصادية تراجع خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم يسمح التدفق السوري بإحداث نمو في القطاعات الانتاجية او الاستهلاكية، بالرغم من مشاركة السوريين في الدورة الاقتصادية الاردنية، عبر الاستهلاك، إلا أن نسبة الاستهلاك هذه، والأموال التي تدخل الدورة الاقتصادية الأردنية لا تزال ضعيفة.
وحسب الخبير الاقتصادي فإن نسب الفقر والبطالة ارتفعت في المملكة في السنوات الماضية، حيث يقدر عدد الفقراء بحوالي 14.4 في المائة، فيما تصل نسبة البطالة الى 12 في المائة، بسبب مزاحمة اليد العاملة السورية، وتراجع القطاعات الإنتاجية كافة.
انخفاض نسب النمو
خلال السنوات الثلاث الماضية، انخفضت نسب النمو بشكل لافت، فالاقتصاد الأردني يعاني من ضعف في بنيته بشكل عام ومحدودية موارده بشكل خاص، وساهمت أعداد النازحين في زيادة الضغط على الاقتصاد المحلي، وتركت أثاراً واضحة في جوانب اقتصادية، ومالية، فقد أبقت وكالة “ستاندرد آند بورز” التصنيف الائتماني السيادي للأردن بالعملة الأجنبية والمحلية على المديين الطويل والقصير عند “BB-” و”B”، وأبقت على نظرة مستقبلية سلبية.
ووكالة ستاندرد آند بورز، هي شركة خدمات مالية ومقرها في الولايات المتحدة، وهي فرع لشركات “مكغرو هيل” التي تنشر البحوث والتحليلات المالية على الأسهم والسندات.
وقالت “ستاندرد آند بورز” في بيان في شهر مايو/أيار الماضي، إن التصنيف الائتماني للأردن يواجه قيوداً بسبب العجز المالي والخارجي اللذين تدهورا بشدة في السنوات القليلة الماضية، ويرجع هذا إلى الصدمات الإقليمية، بما في ذلك الاضطرابات في مصر والحرب الأهلية في سورية.
من جهته، توقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الأردن إلى نحو 3.5 في المائة في 2014، مقابل 3.3 في المائة في عام 2013، بدعم من زيادة في الإنفاق الحكومي.
التيفوئيد بدأ يتفشّى بين السورييّن.. ماذا بعد؟
حلب ــ ليليا نحاس
سجلت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السوريّة هذا العام أرقاماً مضاعفة من حالات الإصابة بالحمى التيفيّة أو التيفوئيد، مقارنة بالإصابات المسجلة في الأعوام السابقة، بحسب ما أفاد أطباء ميدانيّون في داخل سورية. فثلاث سنوات من الفوضى والفقر، كانت كفيلة باستشراء المرض الذي ينتقل بالعدوى.
وتعدّ المياه الملوّثة السبب الرئيسي لانتشار المرض الذي تسبّبه بكتيريا “سالمونيلا تيفي”. ولأن المياه النظيفة في سورية لا تصل إلى الكثير من البلدات والقرى، يضطرّ سكانها إلى الاعتماد على مياه الآبار.
ويقول الدكتور عباس (اكتفى بالإشارة إلى اسمه الأول) من بلدة سلقين في ريف إدلب، “ما إن يفقد النظام سيطرته على منطقة أو قرية حتى يعمد إلى معاقبتها بقطع إمدادها بالخدمات. فتنقطع مياه الشرب ومصدرها شركة المياه، وتُترك مهمّة جلب المياه إلى السكان أنفسهم. فيلجؤون إلى مياه الآبار السطحيّة لسدّ حاجتهم”. وعن تسبّبها بانتشار المرض، يشرح لـ”العربي الجديد” أن “مياه الآبار في الغالب ملوّثة وغير صالحة للشرب. وقد حفرت معظمها في أماكن وأعماق غير مدروسة لأغراض زراعيّة، ما يعرّضها للاختلاط بمياه الصرف الصحي وهو أساس الإصابة بعدوى التيفوئيد”.
ويوضح أن للانتشار السريع لهذا المرض بين السكان أسباباً إضافيّة، إذ “ينقل سكان معظم الأرياف في إدلب المياه من الآبار إلى الخزانات عبر صهاريج معدنيّة تساعد على انتقال البكتيريا. أما التجمعات السكانيّة للنازحين حيث تُستخدَم الحمامات المشتركة، فهي تشكّل حاضنة خصبة لانتقال البكتيريا، كذلك تساعد ظروف عدم توفّر العلاج وحلول فصل الصيف في زيادة صعوبة السيطرة على المرض”.
لا يتوفّر العلاج بشكل مستمرّ لمعظم مرضى التيفوئيد. ويقول الصيدلاني أحمد (اكتفى بالإشارة إلى اسمه الأول) من ريف جسر الشغور إن “العلاج يعتمد على المضادات الحيويّة وبعض المسكنات والمحاليل التي تعطى عبر الوريد في الحالات الخطرة. إلا أن هذا العلاج غير متوفّر بشكل دائم، فشحنات الأدوية تصل بصعوبة إلى القرى المحرّرة بسبب الطرقات المقطوعة والأخطار. أما الكميات التي نحصل عليها فلا تفي بالحاجة. كل ما أحصل عليه من أدوية، أقوم بتصريفه في خلال يومَين بسبب زيادة الحاجة والطلب”.
مبادرات وتوعية
وفي حين تنعدم المبادرات الجديّة للقضاء على المرض، تقوم مجموعة من الأطباء والصيادلة العاملين على تماس مع المرضى بمبادرات توعويّة ضمن الإمكانيات المتوفرة. ويخبر الدكتور صلاح (اكتفى بالإشارة إلى اسمه الأول) في إحدى قرى جبل الزاوية، “بدأت مع مجموعة من زملائي حملة للتوعية حول المرض. فأصبح معظم السكان اليوم يملكون معرفة جيّدة به وبطرق الوقاية منه، كتجنّب تشارك المريض وأفراد العائلة بالطعام والأدوات الشخصيّة، بالإضافة إلى غلي مياه الآبار إن لم يستطيعوا الحصول على مياه للشرب. كذلك ننصح المصابين بالتعايش مع أعراض المرض ونقوم بدورنا بمحاولة تأمين الدواء لهم بشكل مستمرّ”. يضيف أن “حاملي المرض غير المشخصين هم الأخطر في نقله. لذا ننصح الناس بمراجعة مستوصف القرية بشكل دوري خصوصاً عند ظهور الأعراض النمطيّة”.
وينتشر التيفوئيد في أماكن متفرّقة من الأراضي السوريّة. وتعدّ المناطق المنكوبة ومعظمها تقع تحت سيطرة الجيش الحرّ أكثر المناطق التي ينتشر فيها المرض، والسبب بحسب عباس هو “الاكتظاظ السكاني وانهيار منظومة توفير المياه الصحيّة ونقص العلاج بشكل أكبر في المناطق المحرّرة”.
وقد سجّلت قرى وبلدات في أرياف مدينة إدلب وحلب واللاذقية والريف الشرقي لدير الزور والغوطة الشرقيّة في دمشق، أعلى نسب إصابة بالمرض. وعن أعداد المصابين يقول الدكتور غدي (اكتفى بالإشارة إلى اسمه الأول) وهو مدير أحد المستوصفات في ريف اللاذقية، “لا توجد إحصائيات دقيقة، إلا أن سجلاتنا تشير إلى تباين في نسبة انتشار المرض بين هذه القرى. 20 في المئة من سكان ريف جسر الشغور مصابون بالتيفوئيد بينما ترتفع النسبة إلى أكثر من 60 في المئة في بلدة سلقين. ويشكّل الأطفال نحو نصف هذه الإصابات”.
يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد دقّت ناقوس الخطر في مطلع العام الفائت، وحذّرت على لسان مديرها للأمراض المنتقلة جواد مهجور من “مخاطر الأمراض المنتقلة عبر المياه على الصحة العامة، خصوصاً التهاب الكبد والتيفوئيد والكوليرا”. إلا أن انتشار المرض تبعاً للدكتور غدي بات “خارجاً عن السيطرة، والأسوأ أن أعداد المرضى تتضاعف من شهر إلى آخر”.
النظام يكثف قصفه بالبراميل المتفجرة على حلب
المدن
النظام يكثف قصفه بالبراميل المتفجرة على حلب قتل ستة أطفال من عائلة واحدة في قرية الوحشية بريف حلب الشمالي جراء قصف جوي على القرية (أ ف ب)
قصف الطيران المروحي الأربعاء بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء الحيدرية والصاخور بحلب، مما أدى مقتل وجرح عدد من المدنيين. فيما دارت فجر الأربعاء، اشتباكات في المحيط الغربي والمحيط الشمالي من سجن حلب المركزي، وفي منطقة البريج بالمدخل الشمالي الشرقي من مدينة حلب. وكانت قوات النظام قد قصفت ليل الثلاثاء، منطقة مشفى الدقاق بحي الشعار بصاروخ من نوع غراد. فيما دارت فجر الأربعاء، اشتباكات في حي جمعية الزهراء غرب حلب، بمحيط مبنى المخابرات الجوية، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك. كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حيي الشعار والليرمون وأطراف حي جمعية الزهراء. بينما ألقى الطيران المروحي الأربعاء، برميلين متفجرين، على أحياء الزبدية الفردوس.
وفي ريف حلب، كان قد قتل ستة أطفال من قرية الوحشية بريف حلب الشمالي جراء قصف جوي على القرية. في حين دارت اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرى البياضة وجارقلي والشيوخ بريف مدينة عين العرب “كوباني”. وذلك وسط استقدام داعش لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة تمهيداً لاقتحام مدينة كوباني. كما قصف الطيران الحربي محيط الفوج 46 قرب بلدة الأتارب، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على المنطقة الغربية من قرية بيانون المحاذية لبلدة نبل. كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة تادف قرب مدينة الباب. فيما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدتي حيان و كفرحمرة. بينما دارت فجر الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين داعش، ومقاتلي المعارضة المسلحة، في محيط قرية غيطون بريف بلدة أخترين في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي محافظة درعا، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدتي داعل وطفس ومدينتي أنخل ونوى. كما استهدفت الكتائب الإسلامية عربة لقوات النظام تحمل رشاشاً ثقيلاً، في مدينة بصرى الشام مما أدى لاعطابها، وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام. بينما قصفت قوات النظام بلدة الغارية الغربية.
وفي القلمون، قتلت داعش ثلاثة عناصر من حزب الله اللبناني خلال اشتباكات بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية. في حين قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة دوما وبلدة المليحة وقرية كفير الزيت بوادي بردى. كما قصف الطيران المروحي فجر الأربعاء مدينة الزبداني.
وتم التوصل الثلاثاء إلى اتفاق نهائي على تسليم لوائي القعقاع 112 والقعقاع الإسلامي، العاملين في بلدة القورية بريف دير الزور، جميع أسلحتهما إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مقابل تعويض مالي. وشنت داعش حملة اعتقالات في البلدة بحثاً عن مطلوبين لها. وذلك بعدما أصبحت القورية شبه خالية من السلاح، منذ أن سلمت جبهة النصرة أسلحتها في وقت سابق إلى تنظيم الدولة.
وفجرت داعش عدداً من المنازل في بلدة الشميطية في دير الزور، بينها منزل لقيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية الكشكية بريف دير الزور الشرقي، ما أدى الى مقتل طفلة في السادسة من العمر وسقوط جرحى. وقصفت قوات النظام قريتي الحطلة والحسينية، ودارت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في حي الرصافة، مترافقاً مع قصف قوات النظام على مواقع الاشتباك، وعلى حي الحويقة.
وتعرضت فجر الأربعاء، مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري لقصف من قبل قوات النظام. كما دارت اشتباكات في حي الموظفين في مدينة دير الزور. في حين خرجت مظاهرة في مدينة البوكمال، طالب المتظاهرون فيها بخروج الدولة الإسلامية من المدينة، إلا أنها سرعان ما تفرقت بسبب اطلاق داعش النار عليها.
متطوعو “الخدمة الإجتماعية”: نحن أيضاً نعاني
عاصم بدر الدين
تتجه إغاثة النازحين في إتجاه واحد. وفي الغالب، لا يُهتم بتأثيراتها العكسية على الفاعلين في عملية الإغاثة. والتفكير في الأمر يرجع إلى تعامل العاملين في “الخدمة الاجتماعية” مع حالات صعبة، إنسانياً ونفسياً ومادياً. وهذا ما لا يمكن أن يقاربه الناشطون بحيادية تامة على ما يفترض بهم، في معاييرهم، أن يفعلوا. والحال أن “الخدمة الاجتماعية في لبنان غير فعالة، ذلك أن عاملي السياسة والمال دائماً ما يؤثران سلباً فيها”، على ما تقول رنيم جمعة، وهي تعمل في هذا المجال منذ سنتين. وهذا ما يحصل، وفقها، في عملية مساعدة النازحين في صيدا. “إذ نحرم من المساعدات لأسباب سياسية، ونكون في أوقات غير قليلة غير قادرين على تقديم مساعدات، وتحديداً المادية منها”.
وهذا، في مقام تال، يؤثر سلباً على المتطوع نفسه بعد أن يضر النازح، ويحرمه من أبسط حقوقه. “أحب هذا الشغل. لكن عندما تتعاطى مع حالات صعبة كهذه، ولا تتمكن من مساعدتها يتملكك عذاب الضمير. كنت أرجع يومياً إلى البيت منهكة نفسياً وأبكي”. لكن هذا ما لا يستمر إلى ما لا نهاية. “لاحقاً، وبعد أن ترى كثيراً، تصير لامبالياً”، وفق جمعة. وهذا التأثير لا يخفى على المؤسسات الرسمية والجمعيات المدنية. “لكن في حالتنا، مثلاً، وعدنا، مرة في ورشة عمل، بمتابعة هذا الموضوع. لكن هذا ما لم يحصل فعلياً”.
لا دعم مؤسساتياً
هذا ما تربطه سمية منيمنة بـ”غياب التمويل، وليس غياب المعرفة بضرورة الدعم النفسي وأهميته. ذلك أننا في عملنا نتبع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين”. والتأثر، عندها، بقصص اللاجئين مما لا مفر منه. “أحياناً، ومن شدة المعاناة، لا يمكننا الفصل بين المهني والشخصي، كسماعنا لقصة تعذيب طفل عمره 14 سنة. لكننا نجرب أن ننسى قليلاً”، وفقها. لكن، ومثل الحالة السابقة، يدخل العمل في دوامة العادة. “يخف التأثر، الآن، قليلاً. أجرب أن أخفف الضغط عن نفسي”. على أن هذه الجهود الذاتية لا تُرافق بدعم نفسي مؤسساتي، رغم وعود حول هذه المسألة. على أن العاملين، في ما بينهم، ينفذون تمارين خاصة خارج الشغل. “مثل المشي أو أساليب التنفس والترويح عن النفس. لكن أحياناً تصل إلى مرحلة لا يمكنك سماع أحد”.
لا مجال لتجنب الضغط، عند رنا خوري. “لكن عندما نرى تجاوباً من الحالات مع مبادراتنا، يخف تعبنا ويحملنا هذا الأمر على الصبر”. لكن في “كاريتاس”، حيث كانت تعمل خوري مع النازحين، يوجد إختصاصي نفسي يدعم العاملين. “ونحن نستفيد أيضاً مما نعلمه للناس من أجل تدعيم حالتهم النفسية، إذ نطبقه على أنفسنا. وهذا أمر ضروري جداً”. والحال أن خوري أنهت عملها في هذا المجال، لكن لم يكن الضغط النفسي هو السبب. “كنت مبسوطة في ما أقوم به”، تقول خوري، وهي تناقض ما جاء عند جمعة ومنيمنة من أن هذا الضغط، في حال تطوره، قد يكون أحد أسباب تركهما للعمل مستقبلاً.
حافز للمساعدة
بدأ محمود البواب العمل في الإغاثة منذ سنة وشهرين تقريباً. لكن الحالات التي يتعرض لها، في عمله في منطقة النبطية، “ليست قاسية كثيراً. وفي الغالب يكون للنازحين معارف في هذه المنطقة”. وهو لا يعيش هاجس التأثر السلبي، نفسياً، من هذه الحالات. “يهتز واحدنا من داخله طبعاً عند مقابلته حالات كهذه، لكنه في الوقت عينه يقدر النعمة التي يعيش فيها”. ويبدو واضحاً غلبة النساء في أعمال الإغاثة. وهذا ما لا يؤيده البواب إلا “في حدود بعض المعايير. ذلك أن بعض المجالات لا تحتاج إلا لإناث، وخصوصاً في موضوع الخصوصية والنساء يشكين لبعضهن. بينما لا تجد رجلاً يجيء ليشتكي لرجل آخر، ويكسر نفسه”.
ودخول إليسا شما مجال الإغاثة يعود إلى تجربة شخصية في صغرها. “لكن أيضاً بلدك يستقطب نازحين، لهم حقوق أيضاً. لا يمكنك أن تقعد جانباً وتتفرج”. وتحاول “جمعية التنمية للإنسان والبيئة- DPNA”، التي تعمل فيها شما بعد بداية تطوعية، أن تساعد في تأمين الحاجات الأساسية للنازحين. “وطبيعي، حين تستمع إلى معاناة هؤلاء الأشخاص بشكل يومي، أن تتأثر. وخصوصاً إذا لم يكن بإمكانك إعطاءهم كل ما يحتاجونه، فيوجعك قلبك”. على أن هذه “الأزمة” تخلق، في مداها الآخر، حافزاً للعاملين في هذا المجال للسعي أكثر والبحث عن جمعيات ومؤسسات أخرى يمكنها أن تساعد النازحين في مجالات أخرى، على ما تشير شما. “ونحن لا نعتبر أنفسنا موظفين. هذه خدمة نقدمها للمجتمع كأعضاء فاعلين فيه”. والاندفاع والدعم “الأسري” داخل الجمعية هما ما يمكن أن يساعدا المتطوعين في تحمل ما يتعرضون له. “نملك شرعة مبادئ. ونعاون بعضنا. لسنا بيروقراطيين. نحن فريق عمل ندعم بعضنا”.
النظام يقصف قواته في جرمانا.. والهاون يتساقط على العباسيين
النظام يقصف قواته في جرمانا.. والهاون يتساقط على العباسيين استسلم 75 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية، في بلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي للجيش الحر (أ ف ب)
سقطت عشرة قذائف هاون الثلاثاء، على الزبلطاني في محيط ساحة العباسيين في قلب العاصمة دمشق. وتزامن ذلك مع إغارة الطيران الحربي تسع مرات على حي جوبر، الذي شهد بدوره اشتباكات عنيفة. كما قصف الطيران الحربي السوري مجموعة عسكرية تابعة لقوات النظام، على أطراف مدينة جرمانا المتاخمة للمليحة بريف دمشق. وأدى القصف، الذي يعتقد بأنه عن طريق الخطأ، إلى إصابة العشرات بين قتيل وجريح من المدنيين والعسكريين.
واندلعت معارك فجر الثلاثاء، بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله البناني، في بلدة المليحة ومحيطها. كذلك سقط صاروخ من نوع أرض-أرض في مدينة كفربطنا. وتعرضت بلدة سقبا بالغوطة الشرقية لقصف الطيران الحربي. واستمرت الاشتباكات الثلاثاء في داريا بالغوطة الغربية، وسط قصف متبادل بين الطرفين. سبقها فتح مقاتلي الكتائب لنيران رشاشاتهم الثقيلة على مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام بالقرب من المدينة. وسقط جرحى وقتلى جراء قصف قوات النظام لبلدة عربين بالغوطة الشرقية.
ومن جهة أخرى، استسلم حوالي 75 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية، في بلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي، بعد حصار دام أربعة أيام من قبل الكتائب الإسلامية والجيش الحر. وتمت العملية بوساطة جبهة النصرة التي فاوضت عناصر التنظيم لاستسلامهم. وتولت الهيئة الشرعية مهمة التحقيق معهم ومحاسبتهم. ولاتزال مجموعة يقدر عددها بحوالي 300 عنصر من داعش، محاصرة في حي الحجر الأسود، بعد أن رفضت الاستسلام وتسليم سلاحها، والاحتكام للهيئة الشرعية.
واستمرت المواجهات في درعا البلد بمدينة درعا، وسط قصف لقوات النظام على أطراف حي المنشية. كما تعرضت مدن داعل وإنخل وجاسم بريف درعا لقصف عنيف.
وكانت اشتباكات قد دارت بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” وداعش، على خط المواجهة بينهما، في منطقة تل معروف بالريف الجنوبي الغربي لبلدة القحطانية “تربه سبيه”، وفي قرية محمد ذياب.
وحول مطار دير الزور العسكري، استمرت الاشتباكات فجر الثلاثاء، بين المعارضة المسلحة وقوات النظام التي قصفت محيط المطار. وسقطت قذيفة على حي البغيلية بمدينة دير الزور، والخاضع لسيطرة النظام، في حين توالى سقوط القذائف على حي الرشدية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة فيه. كما قصف الطيران الحربي الثلاثاء، مناطق في ريف دير الزور الشرقي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
وفي حلب، ألقى الطيران المروحي الثلاثاء، برميلاً متفجراً على حي طريق الباب، وآخر على منطقة المواصلات القديمة في حي الشعار، وآخر على جسر المشاة بين حيي الصاخور وطريق الباب شرق حلب. كما ألقى برميلين على عين التل في حي الهلك شرق حلب. فيما ارتفع عدد القتلى جراء قصف الطيران الحربي على حي قاضي عسكر إلى ستة أشخاص. في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة فجر الثلاثاء، على حي الليرمون. وقتل أربعة أشخاص جراء سقوط قذائف أطلقتها قوات المعارضة، على حي الأشرفية الخاضع لسيطرة النظام. وقصفت قوات النظام حي الراشدين الشمالي، ودارت اشتباكات على أطراف حي بستان القصر. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حي الجزماتي شرق حلب.
وفي ريف حلب، نفذ الطيران الحربي غارة جوية على قرية كفر حمرة، وانفجرت سيارة مفخخة بالقرب من حاجز لحركة إسلامية مقاتلة بريف حلب الغربي، مما أدى لمصرع 3 مقاتلين منها. وقصف الطيران الحربي بلدة كفرناها، ومناطق في الطريق الواصل بين بلدتي الأتارب وكفرنوران. بينما تجدد القصف الجوي منذ فجر الثلاثاء، على مدينة الباب التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية. كما درات اشتباكات شارك فيها حزب الله اللبناني، في محيط حي ميسلون ومحيط ثكنة هنانو، وفي محيط سجن حلب المركزي ومنطقة البريج في المدخل الشمالي الشرقي من مدينة حلب. ترافق ذلك، مع إلقاء الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مناطق الاشتباكات. كما قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين قرية ماير. ونفذ الطيران الحربي غارات على قرية أرشاف التي شهدت بدورها قصفاً بقذائف الهاون من قبل داعش، وترافق ذلك مع اشتباكات بين الدولة الإسلامية وقوات المعارضة.
وانفجرت سيارة مفخخة الثلاثاء، في بلدة حربنوش بريف إدلب. وتعرضت قرية جوزف بجبل الزاوية، لقصف عنيف من قبل قوات النظام. كما قصفت قوات النظام بلدة سرمين وقرية البشيرية، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
قتلى بقصف على درعا وريف دمشق وحلب
جيش الأسد يستعين بقوات إيرانية لاستعادة حقل للغاز
وكالات
استعان جيش بشار الأسد بقوات إيرانية لإستعادة حقل للغاز في مدينة حمص، فيما قتل عدة أشخاص بقصف جوي للجيش السوري على بلدات في ريف دمشق ودرعا وحلب.
دمشق: اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات نظام الأسد تستعين بقوات ايرانية في المعارك الطاحنة التي تدور في محيط حقل غاز شاعر بحمص وسط سوريا، الذي سيطرت عليه قوات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قبل ايام.
وقال المرصد في بيان إن المعارك العنيفة مستمرة في محيط حقل شاعر للغاز بريف حمص الشرقي بين مقاتلي داعش ومجموعات المهام الخاصة في قوات النظام التي استعانت بقاعدة ايرانية متمركزة بالبادية السورية لقصف حشود داعش في المنطقة القريبة من حقل شاعر.
قتلى في عدة مناطق
وقتل عدة أشخاص بقصف جوي للجيش السوري على بلدات في ريف دمشق ودرعا وحلب، فجر الأربعاء، في وقت استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة المسلحة في بلدات عدة من ريف دمشق.
وقال “مجلس قيادة الثورة بريف دمشق” إن عشرات الجرحى أصيبوا جراء استهداف أحياء مدينة دوما بغارة ليلية عنيفة من الطيران الحربي.
في هذه الأثناء، خاض مقاتلون من المعارضة المسلحة معارك مع الجيش السوري على الجبهة الشرقية لبلدة المليحة بريف دمشق، واستهدفوا مقرات للقوات الحكومية في بساتين البلدة بقذائف محلية الصنع.
وفي درعا، قال ناشطون سوريون إن قصفًا بالبراميل المتفجرة على مدينة جاسم وسوقها التجاري في درعا، أسفر عن 7 قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال وحالات خطيرة.
وذكر “مركز حلب الإعلامي” أن عائلة من 6 أفراد قتلت جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على قرية الوحشية في مدينة مارع بريف حلب.
وتعرضت منطقة “الجزيرة السابعة” في حي الوعر بحمص لقصف من عربات “الشيلكا”، بالتزامن مع القصف المدفعي الذي تعرضت له بلدات الريف الشمالي.
النصرة تسيطر على مدينة محارم
وفي شمال غربي البلاد، سيطرت جبهة «النصرة» على مدينة حارم في ريف إدلب وحاصرت بلدة عزمارين التي يسيطر عليها لواء إسلامي، علماً بأن الجبهة تقدمت في ريف جسر الشغور قبل أيام، ذلك بعد أيام على تعهد زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني تأسيس «إمارة» في ما اعتبر رداً على إعلان زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي «الدولة الإسلامية». وحضّ أمس أحد قادة «داعش» مواليه على «الهجرة من دار الكفر الى دار الإسلام» بعد إعلان «الخلافة».
وحذرت «جبهة النصرة» في بيان أمس من قالت إنه سخّر نفسه لـ «خدمة» مصالح أميركا و«عملاء» واشنطن من «الائتلاف»، قائلة: «نطمئن أهل السنة إلى أننا سيفكم الذي تضربون به عدوكم وسنقطع اليد التي تنال منكم ومن تضحياتكم، ونحذِّر من سخَّر نفسه لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة ومصالح عملائهم، من جماعة الائتلاف وأمثالهم، مقابل فتات زائل من متاع الدنيا، أن يراجع نفسه ويتوب إلى الله». وكانت تشكيلات في «الجيش الحر» انتقدت انسحاب «النصرة» من جنوب حلب وبدء مقاتليها بهجمات على مقاتلي المعارضة وسط حشد النظام قواته لاستعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة.
تحالف الجربا – الصبّاغ داخل الائتلاف السوري ينجح في إقالة الحكومة الانتقالية
بيروت – أقال الائتلاف الوطني السوري المعارض في جلسة عُقدت، فجر اليوم الثلاثاء، الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد طعمة، وذلك بغالبية 66 صوتاً بعد انتقادات قاسية على أدائها، حيث يبدو أنّ تحالف رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا المدعوم من السعودية، والأمين العام السابق للائتلاف مصطفى الصباغ المدعوم من قطر، نجح في تغليب خيار الإقالة بعد أيّام على فوز مرشّح هذا التحالف هادي البحرة برئاسة الائتلاف.
وفي اتصال مع موقع NOW، لفت مصدر في الائتلاف مطّلع على سير الاجتماعات التي عقدت، إلى أنّه “في القانون، يجب أن يعقد الائتلاف جلسة كلّ 6 أشهر لتقييم عمل الحكومة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ “قرار الحكومة الأخير بإقالة هيئة الأركان ترك آثاراً سلبية في العلاقة بين الائتلاف والحكومة”.
وكشف المصدر أنّ “النقاشات كانت هادئة ولم تحصل مشادات بين أعضاء الائتلاف وطعمة ووزرائه العشرة ومستشاريهم الذين حضروا الجلسة كلها”، مشيراً إلى أنّ “ملاحظات قاسية وُجّهت إلى الحكومة تتعلق بعملها ومصاريفها وسياسة التوظيف التي اعتمدتها، إضافة إلى الكثير من المشاريع التي لم تنفذ وبقيت حبراً على ورق”.
وأضاف “تمّ إعطاء كلّ وزير 15 دقيقة ليقدّم تقريراً عن عمل وزارته ومن ثم خُصّصت ساعة لنقاشه ومساءلته، قبل أن يقترح عضو الائتلاف ميشال كيلو تشكيل لجنة تقيّم عمل الحكومة لمدّة شهر، لكن هذا الاقتراح سقط حيث لم ينل سوى 22 صوتاً مؤيّداً”.
كما أوضح المصدر أنّه “جرى بعد ذلك الانتقال للتصويت على الثقة بطعمة وحكومته، فسُحبت الثقة بغالبية 66 صوتاً، مقابل 35 أيّدوا بقاء الحكومة، بينما اختار عضوان التصويت بورقة بيضاء، وجرى إلغاء ورقة اقتراع واحدة”، لافتاً إلى أنّه “على الرغم من أنّ التصويت كان سرّياً، لكن كان واضحاً توجّه كتلة الجربا وكذلك الصباغ لسحب الثقة من الحكومة، بينما صوّت الإخوان المسلمون لصالح بقاء الحكومة، فيما انقسمت باقي التكتلات وفق أعضائها”.
من جهته، وفي بيان، أعلن الائتلاف أنّ “قرار إقالة الحكومة يهدف إلى ضرورة خلق أرضية جديدة للعمل، أساسها انتقال الحكومة إلى الداخل بأقرب وقت ممكن وتوظيف الكفاءات السورية الثورية”، شاكراً الحكومة الحالية وطالباً منها الاستمرار في تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة”، معلناً أيضاً “فتح باب الترشّح لرئاسة الائتلاف منذ اليوم ولغاية أسبوعين من تاريخه، على أن تقوم الهيئة العامة بتشكيل الحكومة الجديدة خلال ثلاثين يوماً من تاريخ اليوم”.
وأوضح المصدر أنّ “ليس هناك من أسماء مطروحة حتى الآن لخلافة طعمة، وبالتالي لا يوجد شخصية قوية معروفة سلفاً”.
مخاوف باللاذقية من “عسكرة” التلاميذ
بنان الحسن-اللاذقية
لطالما كان طلاب سوريا يجبرون على الالتحاق بمعسكرات تدريبية في مراحل متعددة من حياتهم، تبدأ بمفاهيم الانضباط في المرحلة الابتدائية، وتنتهي بتعلم حمل السلاح وإطلاق النار في المرحلة الثانوية، ولكن هذه المادة تم إلغاؤها عام 2004 عبر مرسوم جمهوري في حينها.
واليوم، ومع تزايد أعداد ضحايا النظام في معاركه مع المعارضة المسلحة، وقبيل انتهاء العام الدراسي الحالي لطلاب المرحلة الثانوية، وجهت المدارس دعوات لأهالي طلاب اللاذقية بشكل اختياري لكي يلتحق أبناؤهم بدورات تدريبية على استخدام السلاح تحت مسمى “حمل راية الدفاع عن الوطن مستقبلا”، الأمر الذي وجده نشطاء سوريون مثيرا للخوف، لا سيما أن النظام بات يعتمد الآن على أطفال دون الـ18 لتدريبهم على حمل السلاح وسيستخدمهم في معاركه بمرحلة قريبة أو بعيدة، على حد قولهم.
وتؤكد سميرة -إحدى طالبات الثانوية في اللاذقية- أن إدارة المدرسة وزعت عليهن دعوات لحضور دورات تدريبية صيفية تقام في المدرسة، يشرف عليها ضباط مختصون يعلمونهن كيفية استخدام الأسلحة وطرق إطلاق النار.
وتضيف “لم أجرؤ يوما على مجرد التفكير في أنني سأحمل السلاح، والأسوأ هل من الممكن أن نقف فعلا في الصفوف الخلفية لجيش النظام الذي نراه يوجه سلاحه ضد أبناء شعبه؟ فأنا ما زلت أتذكر المجزرة التي ارتكبت يوم خطاب الرئيس حين هتف المتظاهرون الشعب والجيش يد واحدة، ولكن اتضح العكس عندما وجه الجيش سلاحه لصدورهم. فكيف أتعلم حمل السلاح الذي قد أقتل به يوما ما أحدا من أهلي؟”
وتعقب والدة سميرة فتقول “تجاوزنا بصعوبة الوضع الذي آل إليه حالنا في ظل تفاقم الحرب، ولا نريد أي تطورات تعيدنا لطاحونها، ولكن ما تفعله إدارة المدرسة عن طريق عرض هذا الأمر على أبنائنا وبناتنا، لا يبشر بخير ويدل على مدى بعيد لحل الصراع، وهذا ما نبعده عن ذهن أطفالنا”.
إن وصلت الحرب
أما الطالبة الفلسطينية رنا التي تعيش في مخيم الرمل الجنوبي باللاذقية، وإحدى الطالبات المشاركات في الدورة، فترى أنه يمكنها الاستفادة منها “لكن بشكل مغاير لما يريده النظام”، وتقول “عرضوا علينا حضور دورة إسعافية وأخرى قتالية، ولكنني اخترت الإسعافية لأنها تناسبني وتخدمني في المستقبل إن وصلت الحرب لقلب مدينة اللاذقية”.
وتضيف “حاليا سألتزم مكاني، ولن أستطيع الخروج إلى ريف اللاذقية لمساعدة الأهالي الذين يتعرضون للقصف هناك، لأن النظام سيقوم بمضايقة أهلي وملاحقتهم وحتى من الممكن أن يصفي بعضهم إن خرجت للأراضي المحررة.”
ويعتبر رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أن الأطفال هم المتضرر الأول في هذه الحرب، خاصة في ظل عدم وجود مراكز إيواء خاصة بهم بعد مقتل عائلاتهم وذويهم، مما يضطر هؤلاء للعيش تحت رعاية قوات المعارضة في أحسن الأحوال إن لم يشردهم الفقر والعوز.
ويطالب الهيئات التابعة للأمم المتحدة بإنشاء مراكز إيواء لأيتام الحرب في سوريا تكون إغاثية وتعليمية، “حتى لا تجبرهم ظروف الحياة على حمل السلاح بدلا من حمل طموحاتهم والسعي لتحقيقها”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
داعش يحجب عارضات المحال ويبحث عن زوجات لمقاتليه
العربية نت
أجبر “داعش” أصحاب المحال التجارية في مدينة الموصل على وضع الحجاب على وجوه عارضات الملابس “المانيكان”، وذلك من ضمن الإجراءات التي يتخذها لما يسمّيه “تطبيق الشريعة الإسلامية” في مناطق سيطرته.
ونشرت “إن بي سي نيوز”، صورة لأحد المحال التجارية في الموصل وقد تغطت فيه وجوه عارضات الملابس بحجاب أسود، وقالت عدة مواقع إخبارية عالمية تصفحتها “العربية.نت” أن قرار داعش شمل على العارضات الإناث والذكور دون تمييز، بحجة أنّ التماثيل التي تصور هيئة الإنسان بشكل كامل حرام، وأنّ عارضات الملابس فيها تشبّه بالأصنام.
ويأتي سلوك “داعش” من ضمن سلسلة الممارسات الغريبة التي يفرضها داعش على سكان المناطق التي يسيطر عليها بحجة التقيّد بالشريعة الإسلامية، والتي تبلغ حداً من الوحشية حيناً، والطرافة حيناً، بحيث يصعب تصديقها.
كتيبة نسائية تبحث عن زوجات للدواعش
وأمّا في الرقة، فقد شكل داعش كتيبة “الخنساء” النسائية بعد سيطرته على المدينة، والتي تقودها “أم ريان” تونسية الجنسية، وتنتشر هذه الكتيبة في أنحاء المدينة وتتولى مهمة الكشف عن النساء المنقبات للتأكد من هوياتهن، كما تمارس رقابة على اللباس الشرعي الذي يفرضه داعش على النساء، وتعتقل كل من لا ترتدي نقاباً أو تضع تحت النقاب أي شكل من أشكال الزينة.
ويصف الناشط معاذ هويدي مدير تنسيقية شباب الرقة الممارسات الغريبة لكتيبة “الخنساء”، ويقول لـ”العربية.نت”: “بعض أفراد هذه الكتيبة يحملن عصياً بأيدهن ويتجولن في الطرقات، لهنّ مهمة واحدة، أن يضربن المرأة على ساقها إن قامت برفع طرف الجلباب بينما تصعد الرصيف أو الدرج إذا ما بان طرف البنطال الذي ترتديه تحت الجلباب”.
ويضيف، “يعمل بعض أفراد هذه الكتيبة كخطّابات، إذ يقمن بإخبار مقاتلي داعش على العائلات التي يوجد عندها بنات بسن الزواج، وإذا ما بادر داعشي للزواج من إحدى هؤلاء النسوة يخشى الأب عواقب الرفض غالباً، وهو ما أدى إلى زيجات فرضت فرضاً، انتهت ببعض الأحيان بانتحار الزوجة، وغالباً ببقائها وحيداً بعد هجران المقاتل لها بعد عدة ليالٍ”.
قص شعر الرأس ممنوع، وتحجيب أثداء البقر فرض
وفي مدينة “الباب” في ريف حلب الشرقي، نقل ناشطون -فضلوا عدم ذكر أسمائهم- للـ”عربية.نت”، أن داعش أغلق محال “الزينة” الخاصة بالرجال في المدينة، بحجة أنها تخالف “القصات الشرعية”، في محاولة لمنع السكان من قص شعر الرأس أو الذقن لما فيه من “تشبّه بالكفار” ومخالفة لتعاليم “الدين الإسلامي”، بحسب معتقدات “داعش”.
ويمنع داعش الدخان والأرجيلة في جميع أماكن سيطرته، ويقوم بحرقه في الساحات العامة وفرض “حد” الجلد على المدخنين والمتاجرين بالسجائر، كما أن يطبق “الحدود” كقطع يد السارق، وصلب “المرتد” إضافة لحادثتي رجم جرت في الأسبوع الماضي في “الرقة” على امرأتين قال “داعش” إنهما زانيتان محصنتان.
كما منع داعش أطباء النسائية من ممارسة عملهم، ودعا النساء في مختلف المدن التي يسيطر عليها للتوجه إلى عيادات خاصة يشرف عليها طبيبات، وأغلق محلات الخياطة النسائية إذا لم يكن العامل أنثى، كما فرض أن تكون البائعة أنثى في محال ألبسة النساء.
وأما في المناطق الريفية، جرت عدة حوادث فرض فيها مقاتلو “داعش” على المزارعين تغطية أثداء الأبقار، بحجة أنها “فتنة”، إلا أن هذه الحوادث ظلت فردية تناقلها السكان دون أن تفرض على مناطق واسعة أو قرى بأكملها.
“داعش” يحقق إيرادات مليونية من تهريب النفط
بغداد – رويترز
استولى مقاتلو الدولة الإسلامية على أربعة حقول نفطية صغيرة عندما اجتاحوا شمال العراق الشهر الماضي وأصبحوا الآن يبيعون النفط الخام والبنزين لتمويل دولة الخلافة الجديدة.
بالقرب من مدينة الموصل الشمالية استولت الدولة الإسلامية على حقلي نجمة والقيارة، وإلى الجنوب بالقرب من تكريت سيطر مقاتلوها أيضا على حقلي حمرين وعجيل خلال هجومهم الذي اجتاحوا فيه شمال العراق على مدى يومين في منتصف يونيو الماضي. وحقول النفط التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية متواضعة، إذا ما قورنت بحقول النفط العراقية العملاقة قرب كركوك والبصرة والتي تخضع لسيطرة الأكراد والحكومة المركزية على الترتيب.
وأغلب الحقول النفطية الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية مغلقة، ولا يتم ضخ النفط منها ويقدر مسؤول تركي أن عددها نحو 80 حقلا. لكن احتكار الوقود في تلك المناطق التي استولى عليها التنظيم يمنحه ميزة على الفصائل السنية المسلحة الأخرى التي قد تشكل تهديدا لهيمنته على الأمور في شمال العراق.
ويقول مسؤولون عراقيون إن الدولة الإسلامية نقلت نفطا من القيارة في الأسابيع الأخيرة لتكريره في وحدات متنقلة في سوريا لإنتاج السولار والبنزين بجودة منخفضة ثم إعادة المنتجات لبيعها في الموصل التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.
وأضاف المسؤولون أن كميات أكبر من النفط الخام بعضها من حقل النجمة تباع أيضا عن طريق مهربين إلى تجار أتراك بأسعار مخفضة للغاية تبلغ نحو 25 دولارا للبرميل.
وقال هشام البريفكاني رئيس لجنة الطاقة في المجلس المحلي، لمدينة الموصل “تأكدنا من تقارير تظهر أن الدولة الإسلامية تشحن النفط الخام من حقل نجمة النفطي في الموصل إلى سوريا لتهريبه”.
وأضاف “الدولة الإسلامية تحقق أرباحا بملايين الدولارات مع هذه التجارة غير المشروعة”.
وقال مالك محطة بنزين في الموصل إن محطات البنزين في المدينة، تبيع الآن الوقود الذي يورده لها تجار يعملون مع الدولة الإسلامية التي تتقاضى دولارا أو دولارا ونصف للتر حسب جودة الوقود بزيادة كبيرة عن الأسعار التي كانت سارية من قبل.
وأضاف “الوقود ينقل من سوريا… والسعر ثلاثة أمثال السعر السابق لكن على السائقين شراءه بسبب توقف الوقود الذي تدعمه الحكومة”.
وقال البريفكاني إن الدولة الإسلامية هي الطرف الوحيد المسؤول عن الواردات من سوريا حيث تسيطر على حقول في محافظة دير الزور. وتابع “يستخدمون جانبا منه لعرباتهم ويبيعون الباقي لتجارهم في الموصل.
وكانت شركة سونانجول المملوكة للدولة في أنجولا تتولى إدارة، حقلي نجمة والقيارة لكنها انسحبت في العام الماضي مستندة لأسباب قاهرة مع ارتفاع تكاليف التطوير والمخاوف الأمنية بسبب المتشددين في المنطقة.
وكان حقل القيارة الذي تقدر احتياطياته بنحو 800 مليون برميل، ينتج 7000 برميل يوميا من الخام الثقيل قبل أن يستولي تنظيم الدولة الإسلامية عليه وعلى مصفاة قريبة طاقتها 16 ألف برميل في اليوم.
وتوقفت مصفاة القيارة ومصفاة أخرى قريبة منها في كسك شمال غربي الموصل عن العمل بعد أن هرب العاملون بهما.
لكن النفط ظل يتدفق من حقل القيارة نفسه بعد أن طلب المتشددون، من الموظفين العراقيين البقاء في مراكزهم ووعدوا بحمايتهم مثلما فعلوا في أغلب المنشآت النفطية من أجل الحفاظ على الإنتاج.
المبعوث الأميركي لسوريا: نواصل دعم المعارضة المعتدلة
واشنطن – ناديا البلبيسي
قال داني روبنستاين، المبعوث الأميركي لسوريا، إن بلاده واضحة في استراتيجيتها في سوريا، وهذه الاستراتيجية تتمحور حول دعم المعارضة المعتدلة والشركاء الدوليين لإحداث انتقال سياسي يبعد بشار الأسد عن السلطة، ويأتي بحكومة قادرة على خدمة مصالح الشعب السوري، وكذلك محاربة التطرف الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والتخلص من مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية وتخفيف معاناة السوريين.
وجاءت تصريحات روبنستاين ضمن مقابلة مع مجموعة من الصحافيين العرب أجراها هاتفياً بعد عودته من زيارة للمنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقدمت للكونغرس بطلب الإسراع بتقديم مبلغ 500 مليون دولار وعد بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية، وسط انتقادات موجهة للكونغرس بالتباطؤ في المصادقة عليها، ما يعني أنها ربما لا تصل للسوريين إلا في نهاية العام الحالي أو في بداية العام القادم.
وقال روبنستاين في معرض حديثه إن نظام الأسد يواصل جرائمه الوحشية ضد الشعب السوري.
وكان المبعوث الأميركي قد عاد لتوه من جولة شملت كلاً من مصر وتركيا وفرنسا، حيث أجرى مباحثات معمقة مع حلفاء الولايات المتحدة حول آخر تطورات الوضع في سوريا والخطر الذي يمثله تنظيم داعش من أجل رفع درجات التنسيق لدعم المعارضة المعتدلة.
وقال إنه التقى رئيس الائتلاف الجديد هادي البحرة ومسؤولين آخرين، وأكد للبحرة دعم الولايات المتحدة وثمن الدور الذي لعبه خصوصا في مفاوضات جنيف2.
وعبر روبنساتين عن أمله في أن يقوم البحرة بتوحيد صفوف السوريين في المعارضة.
ووصف روبنستاين الوضع الإنساني في سوريا بالكارثي والمقلق للغاية. وقال إن هناك عشرة ملايين سوري مهجر في الداخل بحاجة إلى مساعدة إنسانية، منهم 4 ملايين يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها.
وأشاد بقرار الأمم المتحدة الأخير بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ورحب روبنتساين بتعيين ستيفان ماستورا مبعوثاً أممياً جديداً لسوريا، وقال إنه يتطلع لدعمه من أجل التوصل إلى حل تفاوضي وخصوصا في المرحلة الراهنة.
وأسهب روبنستاين في شرح الخطر الذي يمثله “داعش” في ظل سيطرته على أراض واسعة في سوريا والعراق. وقال: “إن داعش منظمة إرهابية إجرامية لديها أجندة معروفة تقوم على العنف البشع”، وبينما يواصل الشعب السوري مقاومته لنظام الأسد، يرتكب داعش المجازر ضده، وهو لا يدعم المعارضة ضد الأسد ولا يريد سوريا تعددية.
وميدانياً، أقر روبنستاين بقدرة داعش والمنظمات المتطرفة الأخرى مثل جبهة النصرة على هزيمة التيارات المسلحة المعتدلة والسيطرة على الأماكن المحررة في دير الزور وغيرها، لكنه أشار إلى أن الوضع على الأرض في تغيير مستمر.
أما عن نية الإدارة التعاون مع النظام السوري لمكافحة تنظيم داعش حسب ما ذكرت بعض التقارير مؤخرا فأجاب روبنستاين بالنفي. وقال إنه لا يوجد أي تعاون مع الأسد على الإطلاق لمكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها شركاء حقيقيون مثل المعارضة المعتدلة، وهم ليسوا بحاجة إلى نظام الأسد.
أما عن التعاون مع دول الخليج في الملف السوري، فقال إن هناك تعاوناً وتنسيقاً وثيقاً بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة للبحث عن تسوية للأزمة.
السلاح مقابل المال.. اتفاق بين داعش وألوية في سوريا
العربية.نت
تم التوصل اليوم إلى اتفاق نهائي بين كل من “داعش” من جهة، ولواء القعقاع ١١٢، ولواء القعقاع الإسلامي من جهة أخرى، على تسليم هذه الألوية جميع أسلحتها للدولة الإسلامية داعش مقابل تعويض مالي لهذه الألوية لأنها لم تقاتلهم.
وأصبحت القورية الآن شبه خالية من السلاح، وكانت جبهة النصرة في القورية قد سلمت أسلحتها في وقت سابق إلى الدولة الإسلامية داعش، في حين نفذت الدول الإسلامية حملة اعتقالات في بلدة القورية بحثا عن مطلوبين.
وفي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش تم تطبيق “حد الجلد” بحق رجل من بلدة العشارة بسبب قيامة بفتح مطعمه في نهار رمضان، وتم جلده في بلدة القورية. وفجرت الدولة الإسلامية عدة منازل لمطلوبين لها في بلدة الشميطية بينهم منزل لقيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية، بينما نفذ الطيران الحربي بعد عصر اليوم غارة على مناطق في قرية الكشكية بريف دير الزور الشرقي، ما أدى لمقتل طفلة في السادسة من العمر وسقوط جرحى.
أيضاً قصفت قوات النظام مناطق في قريتي الحطلة والحسينية، كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في حي الرصافة ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في الحي ومناطق في حي الحويقة، ما أدى لاندلاع النيران في أحد المنازل.
تعزيزات للجيش بحماة وسط احتدام المواجهات
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دفع الجيش السوري، الأربعاء، بتعزيزات إلى محافظة حماة إثر احتدام المعارك بين قواته وفصائل من المعارضة وسط أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين.
وقال “مركز حماة الإعلامي” المعارض إن مجموعة من الجيش الحر نجحت في صد هجوم للقوات الحكومية مدعومة من عناصر من حزب الله اللبناني على محافظة حماة.
وأضاف المركز أن مسلحي المعارضة دمروا دبابتين للجيش مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود، مشيرا من جهة أخرى إلى أن الطيران شن سلسلة من الغارات على المدينة.
وفي ريف حماة، أكد المركز نزوح الكثير من أهالي بلدة خطاب إثر استهداف أحيائها السكنية من قبل المروحيات والطيران الحربي بالتزامن مع استمرار المواجهات على تخوم المنطقة.
ووصلت إلى جسر الجمارك 3 أرتال من الجيش، حسب الناشطين، الذين أشاروا إلى أنها تسعى للتوجه إلى محيط بلدة خطاب لدعم القوات الحكومية في معاركها مع المعارضة.
وفي سياق آخر، قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الحكومية قتلت 16 شخصا في قرية معر شحور بريف حماة، حين كانوا في طريقهم إلى تلقي العلاج في مناطق واقعة بشمال سوريا.
كما قتل عدة أشخاص بقصف جوي للجيش على بلدات في ريف دمشق ودرعا وحلب، في وقت استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة في بلدات عدة من ريف دمشق.
وخاض مقاتلون من المعارضة المسلحة معارك مع الجيش على الجبهة الشرقية لبلدة المليحة بريف دمشق، واستهدفوا مقرات للقوات الحكومية في بساتين البلدة بقذائف محلية الصنع.
حرب غزة.. في أرقام
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع اتساع نطاق العملية البرية الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة، المصحوبة بغارات جوية، واستمرار فصائل فلسطينية بإطلاق صواريخ على مدن وبلدات إسرائليية، أعدت وكالة “أسوششيتد برس” تقريرا تحدثت فيه بالأرقام عن الضحايا والخسائر.
وقال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 633 فلسطينيا قتلوا منذ بداية الحملة الإسرائيلية في الثامن من يوليو على القطاع، التي دفعت أكثر من 118 ألف فلسطيني للفرار من منازلهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه قتل ما يصل إلى 180 مقاتلا في غزة، بينما قالت الأمم المتحدة إن ثلاثة أرباع القتلى مدنيون.
وفي أكثر الحوادث دموية في غزة حتى الآن، قتل 25 شخصا من أسرة واحدة بينهم 18 طفلا، جراء غارة جوية إسرائيلية على منزلهم.
أطفال في مرمى النيران
ويشكل الأطفال أكثر من ربع عدد القتلى في غزة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما نحو مائة ألف طفل في غزة سيكونون بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي نتيجة لموجة العنف الحالية.
وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل 29 إسرائيليا حتى الآن، بينهم 27 جنديا ومدنيان لقيا حتفهما جراء الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها حماس على إسرائيل.
أما عن أعداد الصواريخ التي استخدمت في هذا النزاع، فأطلق أكثر من 2100 صاروخ على إسرائيل، جرى اعتراض 420 منها بينما سقط نحو 1700 على إسرائيل، وفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
كما استهدفت إسرائيل نحو آلاف موقع في غزة، بعضها مواقع حددتها على أنها “مواقع عسكرية ومنصات مخبأة لإطلاق الصواريخ ومراكز قيادة عسكرية”، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
نزوح عشرات الآلاف
ودفعت الأزمة المتزايدة في قطاع غزة، نحو 118 ألف فلسطيني للفرار من منازلهم، إذ يقيمون الآن في 77 مركز إيواء تابعين للأمم المتحدة، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وزاد عدد الأشخاص الذين أجبروا على طلب اللجوء نحو ستة أضعاف منذ بداية العملية البرية لإسرائيل، تزامنا مع استهداف وتدمير ما بين 469 و 499 منزلا في غزة، وفقا للعديد من منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية.
ويواصل آلاف الجرحى ومئات القتلى وصولهم إلى المستشفيات في كافة أنحاء غزة، وحذر الأطباء من نقص في الإمدادات الطبية الأساسية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الطوارئ.
ولايزال ثلثا سكان غزة غير قادرين على الحصول على إمداد ملائم من المياه والكهرباء، إذ أوضحت تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما يقرب من نفس النسبة يحصلون على الكهرباء لمدة أربع ساعات يوميا، بدلا من 12 ساعة قبل بدء الصراع.
أما عن المساعدات المدنية، فقال الجيش الإسرائيلي إنه سمح لما لا يقل عن 778 شاحنة تقل مساعدات إنسانية، كأغذية الأطفال والمياه والفواكه والخضروات، بالدخول إلى غزة، بالإضافة إلى 34 شاحنة على الأٌقل محملة بالأدوية وغيرها من الإمدادات الطبية.
معارضون سوريون: تصوير ضرب طفل شيعي لولد سوري حقد أججته ميليشيا حزب الله
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ندد المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض، بحادثة تصوير طفل لبناني وهو يقوم بضرب وتعنيف طفل سوري تحت نظر أفراد أسرته، واصفا الأمر بأنه “أحد أبشع صور زرع الحقد والعدوانية” داعيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى رفض تلك الممارسات وإدانتها.
وندد المجلس بما وصفه بـ”تحريض طفل شيعي عمره ثلاث سنوات لضرب وتعذيب طفل سوري” مضيفا: “تم تصوير هذا السلوك الإجرامي وتوزيع الصور بكل فخر ودون أي وازع من ضمير أو حس إنساني.” موضحاً أن:” الطفل المعتدى عليه كان ترك مقاعد الدراسة واضطر للعمل بأجر زهيد للغاية، بسبب المعاملة السيئة والتهديد الدائم الذي يتعرض له الطلاب السوريون في المدرسة الواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت” أحد أبرز معاقل حزب الله الشيعي.
وأكد المجلس أن هذا المشهد: “يعبر عن مدى انتشار الروح العدائية ضد السوريين والتي أججتها المشاركة المسلحة لقوى لبنانية في مقدمتها ميليشيا حزب الله في قمع حق وتطلع الشعب السوري للحرية والكرامة، كما أججها الخطاب الطائفي والمذهبي وثقافة تمجيد استخدام القوة والسلاح ضد المواطن والأخ والجار.”
ولفت المجلس إلى أن “هذه الحادثة المخزية تدق ناقوس الخطر بأن الانحدار الأخلاقي الذي يؤججه حلفاء وأتباع النظامين الأسدي والإيراني في لبنان قد بلغ حد العنصرية وجرائم الكراهية” مطالبا رجال القانون وحقوق الإنسان والمرجعيات الدينية لكل الطوائف في لبنان، وخاصة الطائفة الشيعية بالتحرك حيال ذلك.
وحض المجلس الحكومة ومؤسسات الدولة اللبنانية على “التعامل مع هذه الجريمة بما تستحق من خطورة” ودعا المرجعيات الدينية، وخاصة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إلى “إدانة هذه السلوك البشع، دون لبس، وبإدانة مروجي ثقافة الكره والمذهبية المقيتة التي أثمرت مثل هذه السلوكيات غير الإنسانية.”
من جانبها، استهجنت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، نورا الأمير المقطع وما جاء فيه، وقالت إن “استثمار الطفولة لتسويق الثقافة الطائفية التي يقوم (الرئيس السوري) بشار الأسد وحليفه (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله الإرهابي على استخدامها في توطيد الأجندة السياسية لهما، هو عمل إرهابيّ دنيء وغير مقبول، يهدف إلى إشعال المنطقة بأكملها على أساس طائفي.”
يشار إلى أن السلطات اللبنانية كانت قد أعلنت توقيف والد الطفل الذي يظهر في التسجيل وهو يضرب الولد السوري بتحريض من أفراد أسرته الذين كانوا يهددون الضحية، كما ألقت الشرطة القبض على مصور التسجيل وفتحت تحقيقا في الواقعة.
رئيس منظمة حقوقية: الولايات المتحدة استقدمت واحدا وثلاثين لاجئاً سورياً فقط
روما (23 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اتّهم رئيس منظمة حقوقية سورية الولايات المتحدة بتخليها عن دعم طالبي اللجوء السوريين، وقال إن إجمالي من وافقت الولايات المتحدة على لجوئهم إليها العام الماضي كانوا واحدا وثيثين لاجئاً سورياً فقط
وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) مهند الحسني في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن الإدارة الأمريكية “تزعم تمسكها بالقيم الكونية لحقوق الإنسان وتدّعي صداقة الشعب السوري في حين أنها ترجمت ذلك عملياً باستقدام 31لاجئاً سورياً فقط العام الماضي”، وأشار إلى “وجود وعود سابقة من الإدارة الأمريكية بقبول خمسة آلاف لاجئ سوري سنوياً على أن يتم تعويض السنوات الأربعة السابقة من عمر الثورة التي تقاطر فيها اللاجئين على دول الجوار، دون أن تفي هذه الإدارة ولا بجزء بسيط من وعودها حسب ذكره
وأشار الحسني إلى وجود أنباء لم يتسن له التأكد منها بأن الولايات المتحدة استخدمت الأموال التي كانت مخصصة لاستقدام ومساعدة اللاجئين السوريين لاسيما الأطفال في حل مشاكل المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، واعتبر أن هذا التصرف إن ثبت هو “زلة أخلاقية من الصعب أن يطويها الزمن” وفق رأيه
وأوضح طالبو لجوء مقيمون في الولايات المتحدة دخلوها خلال العامين الماضيين بسمة دخول سياحية إن معاملات لجوئهم متوقفة منذ أكثر من سنة ونصف، ولم تُجدِ المراجعات بشأنها، فيما تُرفض غالبية الطلبات المقدّمة في الولايات التي لا توجد فيها كثافة تقديم طلبات، وتمنح السلطات موافقة خاصة للسوريين المتواجدين في الولايات المتحدة بغرض الزيارة إقامة مؤقتة لمدة سنتين للسوريين من الممكن تجديدها لكنها لا تخضع لقوانين اللجوء ولا لمساعدات اللجوء ولا تؤهلهم حتى للاستفادة من العناية الطبية المدعومة، وتكلّف طالبها مبالغ يعتبرها بعض السوريين كبيرة بالنسبة لهم
وفي سياق متصل، انتقد الحسني الدول العظمى التي تجرّم الهجرة غير الشرعية، وقال “إن القوانين الجائرة لم تخفف في نهاية المطاف من الهجرة غير المشروعة، بل على العكس فقد زادت الأمور سوءاً بالنسبة للاجئين وتفاقم الضرر”، مشيراً إلى ارتفاع عدد اللاجئين بشكل ملحوظ خلال عامي2012 و2013، وقال إن عدد من يصل إلى إيطاليا اليوم أكبر من عدد من وصل العام الماضي بحوالي ثمانية أضعاف
وطالب دول العالم بأن تتعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية بصفته مشكلة مدنية وأن تلتفت لتأسيس مراكز إغاثية لقبول اللاجئين بدلاً من مراكز الحجز وأن تُعطى لهذه المشكلة المدنية حلولاً عصرية وحضارية يمكن ترجمتها تشريعياً وتنفيذياً
الحكومة السورية ترحب بتعيين وسيط دولي جديد
بيروت (رويترز) – رحبت الحكومة السورية يوم الاربعاء بتعيين وسيط دولي جديد يهدف الى انهاء الحرب الاهلية في البلاد وحثته على العمل “بموضوعية ونزاهة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عين ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق وسيطا دوليا الى سوريا في العاشر من يوليو تموز الجاري خلفا للمبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي الذي استقال في مايو أيار الماضي.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالة الى بان جي مون نقلها التلفزيون السوري ان ترحيبها يأتي إنطلاقا من قناعتها بالحل السياسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا من خلال الحوار بين السوريين وبقيادة سورية.
وجاء في الرسالة السورية “إننا نأمل بأن يستند نهج دي ميستورا إلى الموضوعية والنزاهة وإلى قواعد القانون الدولي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام إرادة الشعب السوري وخياراته”.
ويأتي تعيين دي ميستورا وسط تصاعد أعمال العنف إذ سيطر إسلاميون متشددون على أجزاء من سوريا والعراق وبعد انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة في انتخابات جرت في الثالث من يونيو حزيران.
وهدد الإبراهيمي لفترة طويلة بالإستقالة على غرار سلفه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي استقال عام 2012.
واستقال عنان من منصب المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا بعد ستة أشهر من توليه المهمة متهما مجلس الأمن الدولي بعدم اتخاذ موقف موحد لدعم جهود إنهاء القتال الذي أودى بحياة نحو 160 ألف شخص.
واستخدمت روسيا مدعومة بالصين حق النقض (الفيتو) ضد أربع قرارات لمجلس الأمن الدولي كانت تهدد بإجراءات ضد حليفتهما سوريا.
وعمل دي ميستورا الذي يحمل جنسيتي إيطاليا والسويد مع الأمم المتحدة في الصومال والشرق الأوسط والبلقان ونيبال والعراق وأفغانستان على مدى الأعوام الثلاثين السابقة. وعمل في أحدث مهامه مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان في 2010-2011 .
وتقول الأمم المتحدة إن 10.8 مليون شخص في سوريا يحتاجون المساعدة منهم 4.8 مليون في مناطق يصعب الوصول إليها بينما فر ثلاثة ملايين من الصراع.
ورحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والائتلاف الوطني السوري المعارض بتعيين دي ميستورا.
(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)