أحداث الاثنين، 2 تموز 2012
المعارضة تجتمع اليوم لتوحيد صفوفها وترفض حكومة الوحدة الوطنية
جنيف – رندة تقي الدين، القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت – أ ف ب، رويترز، أ ب
تستعد اطراف المعارضة السورية لبدء مؤتمرها الذي يستمر اليوم وغداً في القاهرة بناء على دعوة جامعة الدول العربية وتحت رعايتها. ووصل امس رئيس «المجلس الوطني» عبدالباسط سيدا الى القاهرة للمشاركة في المؤتمر الذي يهدف الى توحيد المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وذُكر ان مختلف الأطراف ستترفض البحث في دعوة مجموعة العمل حول سورية في اجتماع جنيف لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وليل أمس اعلن المجلس الوطني السوري انه كان يأمل من اجتماع جنيف «تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري» واصفا ما توصل اليه هذا المؤتمر بانه يفتقر الى «آلية واضحة للعمل» ما اعتبر رفضاً لحكومة الوحدة الوطنية. ورأى في بيان ان «اعلان جنيف بدا مفتقراً الى آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ وترك النظام من دون مساءلة ما ينذر بسفك دماء عشرات الالاف».
واعتبر البيان انه «بات جلياً ان اي مبادرة لا يمكن ان تجد طريقها الى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة الزام دولية يتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام ان واصل القتل والابادة».
واكد المجلس ان «اي مبادرة لا يمكن أن تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سورية الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراسا لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته».
في المقابل تحدثت الصحف السورية عن «احباط» المعارضة اثر «فشل» الاجتماع كما قالت، بعدما قالت المتحدثة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني امس ان البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن «بعض العناصر الايجابية» على رغم ان الخطة بمجملها «غامضة جداً».
واعتبر الرئيس السابق للمجلس الوطني وعضو مكتبه التنفيذي برهان غليون ما حصل في جنيف «مهزلة اذ قبل اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيداً امام جلاديه».
وقال المعارض هيثم المالح «ان ما يجري كارثة. البلد يتعرض للدمار وهم يريدوننا ان نجلس للتفاوض مع القاتل».
ووصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بأنه «حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي» معتبرة ان الاتفاق في شأن المرحلة الانتقالية «صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين».
من جهة اخرى كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في حديث الى «الحياة»، خلال مشاركته في اجتماع جنيف، أن «جو الاجتماع يُظهر أن هناك نوعاً من التفاهم بين روسيا وأميركا على عملية الانتقال السياسي في سورية».
ونفى أن يكون الموقف العراقي من سورية قريباً من الموقف الروسي، موضحاً أن «العراق دخل على الخط للتوصل إلى تفاهم وكان له دور في تقريب وجهات النظر من خلال التجربة التي مر بها في عملية التحول السياسي ودور الأمم المتحدة».
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة انتهت مساء اول امس (السبت) من إعداد مشاريع أوراق العمل التي ستعرض على المؤتمر والمتمثلة في: وثيقة العهد الوطني ووثيقة أخرى تتعلق بالرؤية السياسية المشتركة للمعارضة ازاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة وملامح المرحلة الانتقالية.
وترافقت الجهود الدولية لايجاد مخرج من الازمة السورية مع استمرار المجازر واعمال القتل في مختلف انحاء سورية. فقد وقعت ليل السبت الاحد مجزرة في حي زملكا الدمشقي عندما اقدمت قوات النظام على اطلاق قذائف على موكب كان يشيع احد الضحايا الذين سقطوا في اليوم السابق وادى القصف الى مقتل 40 شخصاً على الاقل. واقتحمت قوات النظام زملكا ودوما التي باتت شبه خالية من سكانها الذين هربوا تحت وطأة القصف بعدما سيطرت عيلها القوات الحكومية اول من امس السبت.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 150 شخصاً على الاقل قتلوا في سورية يومي السبت والاحد فيما تجاوز عدد القتلى خلال الاسبوع الماضي 800 قتيل. وقالت مصادر المعارضة ان هذا الاسبوع شهد اسوأ اعمال العنف خلال الانتفاضة. وشمل القصف امس درعا البلد واحياء مدينة حمص فيما وصفت شبكة «شام» الاخبارية ما يجري في دير الزور بأنه «حرب حقيقية».
زيباري يرجح وجود تفاهم روسي- أميركي على عملية الانتقال السياسي في سورية
جنيف – رندة تقي الدين
كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن «جو الاجتماعات في جنيف يظهر أن هناك نوعاً من التفاهم بين روسيا وأميركا على عملية الانتقال السياسي في سورية». وأكد أن «العراق مع التحول السياسي في سورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الحوار يحتاج إلى طرفين».
ونفى زيباري في حديث لـ «الحياة» في جنيف أن يكون الموقف العراقي من سورية قريباً من الموقف الروسي، وقال إن «موقفنا مستقل ومتوازن»، موضحاً أن «العراق دخل على الخط للتوصل إلى تفاهم وكان له دور في تقريب وجهات النظر من خلال التجربة التي مر بها في عملية التحول السياسي ودور الأمم المتحدة».
وأضاف زيباري: «أبلغت المشاركين في مؤتمر جنيف أنه عندما أتى (المبعوث الأممي) الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد، وكانت هناك حرب أهلية وطائفية في الشوارع ولم يكن هناك دولة وكانت القوات الأجنبية موجودة، تمكن (الإبراهيمي) من القيام بمهمته وتشكلت حكومة انتقالية مع أياد علاوي». ولفت إلى أنه «قبل التوصل إلى اتفاق السبت كانت هناك خلافات أساسية حول مجموعة من النقاط إحداها: هل يجب على دول أجنبية ومجلس الأمن فرض التغيير في سورية أو أنه على الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية أن يكون المسهّل لعملية التغيير وليس فرضها؟». وأضاف إن «روسيا والصين طالبتا بأن يكون أنان المسهل وليس من يفرض». وزاد إن نقطة الخلاف الأخرى كانت «أخذ خطة أنان تحت الفصل السابع في مجلس الأمن، ويبدو أنه حصل قبل الاجتماع تفاهم أميركي روسي معين لتوحيد الموقف الدولي. لذلك جاء اتفاق جنيف على خطوط ومبادئ عامة وليست قضية أن يبقى بشار الأسد أو يرحل».
وتابع زيباري أن «النقطة الخلافية الأخرى كانت فرض عقوبات اقتصادية على سورية، الأمر الذي رفضه ممثل روسيا (وزير الخارجية سيرغي لافروف)».
ونقل زيباري عن لافروف قوله إن «روسيا لا تريد عسكرة النزاع السوري، فتم التوافق على ذلك بدل القول انه على روسيا وقف إمدادات الأسلحة إلى سورية إذ أن دولاً أخرى تمد المعارضة السورية بالسلاح».
وأوضح زيباري أنه «حصلت تسوية في شأن الفصل السابع تقضي بإصدار أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين بياناً مستقلاً، بحيث إذا فشل كوفي أنان في مهمته فالمرجعية تعود إلى مجلس الأمن».
ولفت زيباري إلى أن «جو الاجتماعات في جنيف يظهر أن هناك نوعاً من التفاهم بين روسيا وأميركا على عملية الانتقال السياسي في سورية». وأضاف أن «اتصالاتهم الأخيرة في المكسيك وزيارة كلينتون إلى سان بيترسبورغ وجو المحادثات والمداخلات واللهجة كلها تشير إلى ذلك (التفاهم)».
وعما إذا كان التفاهم الروسي الأميركي حول المرحلة الانتقالية من دون بشار الأسد قال الوزير العراقي: «لا يختلفان على التغيير، ولكن ينبغي أن يتم بعملية مدروسة لا تخرج عن السيطرة. يعني ألا يستلم الحكم في سورية السلفيون أو الإخوان. فلروسيا مصالح في سورية يريدون المحافظة عليها، مع الجيش السوري وتسليحه وميناء طرطوس وهو آخر موقع لروسيا في المنطقة»، وكشف زيباري عن أن «قدراً كبيراً من النقاش في اجتماع جنيف كان جدل بين روسيا وقطر وتركيا، وحاول كوفي أنان أن يوفق لأن الجدل وصل في لحظة معينة إلى حد أوشك الانسحاب. وقد تدخلنا للتوفيق». وأضاف زيباري: «نحن مع التحول السياسي في سورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الحوار يحتاج إلى طرفين وبشار الأسد عليه أن يفوض صلاحياته إلى شخصيات معتبرة (…) يعني أن يطلب من فاروق الشرع أو وليد المعلم، ولكن ينبغي أن يكون هناك حوار بين السلطة والمعارضة لأن السلطة الموجودة على الأرض (…) وعلى المعارضة السورية أن تستفيد من تجربتنا».
ونفى زيباري مزاعم عن تقديم العراق الدعم للنظام السوري وقال: «هذا ليس صحيحاً إطلاقاً، وننفيه جملة وتفصيلاً. صحيح أننا لم نقطع العلاقات مع سورية وحدودنا ما زالت مفتوحة وسفارتنا موجودة، ولكن لا نمد الحكومة السورية لا بسلاح ولا بنفط ولا بمال، ونرحب بأي جهة تريد التدقيق بصحة ذلك».
ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أن بلاده «تخشى من مرحلة بعد التغيير في سورية وامتداد هذا النزاع إلى حدودنا. وضعنا كما لبنان والأردن وتركيا نتخوف من ذلك. فتركيا لديها مخاوف، فقد لاحظنا امتداد النزاع خارج سورية بإسقاط طائرة تركية». وأضاف: «المسألة ليست رحيل بشار أو لا، بل ضرورة وجود مسار لعملية تغيير سياسية في سورية، نريدها أن تكون مدروسة ومنضبطة».
وعما إذا كان ذلك يتم بوجود بشار الأسد في الحكم قال زيباري: «هذا ليس شرطاً. لكنه طرف في الموضوع».
ورفض زيباري المزاعم عن تغير موقف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بشأن سورية عما كان عليه موقفه عام 2009، ولفت إلى مواقف العراق في اجتماعات الجامعة العربية، موضحاً أن «العراق رفض بعض مقررات الجامعة وتحفظ عن بعضها وامتنعنا من التصويت في بعض المسائل، لكننا مشينا في قضايا أخرى في مجلس حقوق الإنسان بإدانة سورية ودعم مهمة المراقبين العرب، ولم ندع سورية إلى القمة العربية إلخ».
وعن تصوره لتطور الأزمة السورية وعن احتمال رحيل الأسد قال إن «الأزمة السورية ستأخذ وقتاً».
ونفى زيباري ما يقال أن العراق الآن في يد إيران وقال: «هذا غير صحيح، ومن يقول ذلك سيندم على هذا التصور، لأن العراق غير تابع إلى أي جهة وهو سيد نفسه. العراق أصبح قوياً. صحيح لديه مشاكل سياسية، لكن كل الدول لديها مشاكل. ولكن العراق غير تابع لإيران كما يتصور البعض. ولا السياسة الخارجية تابعة لإيران. العراق لديه اتفاقات مع أميركا طويلة الأمد ونشتري منها طائرات ف 16، والعراق أتى بالشركات الأميركية لتعمل في حقول النفط والاستثمارات ولدينا سفارة أميركية تضم 16 ألف شخص».
ووصف علاقات العراق مع السعودية وقطر بأنها «جيدة وهناك تواصل»، وأضاف أن «العراق نجح في الحصول على دور مهم، إلا أن الخليجيين والسعوديين يرتكبون خطأ كبيراً أنهم لا يتواصلوا مع العراق، إلا أننا كسرنا الحاجز حالياً، فالسعودية اعترفت بالنظام الجديد (في العراق) وعينت سفيراً غير مقيم وشاركت في مؤتمر القمة وستعقد اتفاقات مع العراق».
المعارضة السورية تتحفّظ عن اتفاق جنيف
وواشنطن تشكّك في قدرته على إنهاء النزاع
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
مقاتلات تركية استنفرت في مواجهة مروحيات سورية اقتربت من الحدود
ناشطون تحدثوا عن سقوط 41 قتيلاً في العنف واستمرار قصف ريف دمشق وحمص
غداة اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف والذي دعا الى حكومة وحدة وطنية انتقالية، اختلفت التفسيرت لها بين قائل انها ستكون من دون الرئيس بشار الاسد وقائل غير ذلك، تواصلت أعمال العنف لتوقع 41 قتيلا في مناطق سورية عدة وخصوصا في ريف دمشق وحمص وادلب ودرعا. واعلنت تركيا ان مقاتلاتها اقلعت في مواجهة مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية وذلك بعد أكثر من تسعة أيام من اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية.
وجاء في بيان رسمي صادر عن “المجلس الوطني السوري”: “لقد امل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد ان اتضح سلوكه الدموي”. وبعدما اعرب عن التقدير لـ”جهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب الى ان تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحي رأس النظام ومن تلطخت ايديهم بدماء السوريين”، رأى ان “اعلان جنيف بدا مفتقرا الى آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ وترك النظام دون مساءلة مما ينذر بسفك دماء عشرات الالاف”. واعتبر انه “بات جليا ان اي مبادرة لا يمكن ان تجد طريقها الى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة الزام دولية ويتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام ان واصل القتل والابادة”. وأضاف إن “أي مبادرة لا يمكن أن تحوز رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراساً لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته”.
واليوم تبدأ المعارضة السورية اجتماعاً مهما في القاهرة بدعوة من جامعة الدول العربية من اجل توحيد رؤيتها للمرحلة المقبلة في سوريا. (راجع العرب والعالم)
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف خصوصاً على ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية، كما أوضح المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا “ملطخة أيديهم بالدماء”.
كلينتون
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريح لشبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون عن إعتقادها أن إبرام اتفاق جديد حول سوريا لا يضمن إنهاء الصراع الدائر هناك. وأشارت إلى أن لا ضمانات تؤكد أن الجهود الدولية المبذولة لتسوية الصراع الدائر في سوريا ستكلل بالنجاح، مشيرة إلى أن هذه الجهود قد تفشل فى نهاية الأمر في نزع فتيل الأزمة. بيد أنها أبدت تفاؤلها بالاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه اليوم خلال المؤتمر، معتبرة أن هذا الاتفاق من شأنه تمهيد الطريق لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.
تركيا
وفي أنقرة، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صحيفة “الوول ستريت جورنال” الاميركية التي نشرت ان المقاتلة التركية التي اسقطتها سوريا في 22 حزيران كانت في المجال الجوي السوري وليس في الاجواء الدولية كما أعلنت انقرة. وقال ان “الوول ستريت جورنال نشرت قبل يومين معلومات عن طائرتنا التي اسقطتها سوريا فيما كانت في الاجواء الدولية، مؤكدة انها أسقطت في سوريا”. واضاف ان “هذه الصحيفة، ويا للاسف، نشرت معلومة غير دقيقة”. وخلص الى ان الصحيفة الاميركية نشرت هذه التأكيدات لانها تمارس لعبة المعارضة في ذروة مرحلة انتخابية في الولايات المتحدة.
كذلك أعلن الجيش التركي ان مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات السبت، وان دوريات جوية تركية أرسلت الى الحدود.
وأفاد انه ارسل اربع مقاتلات من طراز “ف 16” من قاعدتها في انجيرليك بعدما حلقت مروحيات سورية فوق منطقة تبعد نحو ستة كيلومترات من الحدود، قرب جنوب محافظة هاتاي التركية. وأضاف انه أرسل مقاتلتين اخريين من طراز “ف 16” من قاعدته في بتمان بعدما رصد مروحية سورية على مسافة غير بعيدة من الحدود قرب محافظة ماردين.
مؤتمر جنيف يفتقد آلية تطبيق .. واجتماع المعارضة اليوم يرتد عليه
سوريا في دوامة المقترحات .. غير القابلة للتنفيذ
دخلت الازمة السورية في متاهة جديدة، بعد مؤتمر جنيف الذي أصدر وثيقة ملتبسة اختلف الاميركيون والروس في تفسيرها واتفق النظام السوري ومعارضوه على التشكيك فيها، ويبدو أنها لن تصمد طويلاً في ظل استعداد الجامعة العربية للانقلاب عليها عبر تنظيم أكبر حشد سوري معارض اليوم في القاهرة، يسبق مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر في باريس الجمعة المقبل، والذي يتوقع أن يشكل تعطيلاً إضافياً لفرص التسوية السياسية في سوريا.
وبدا أن مؤتمر جنيف لم يتمكن حتى من كبح جماح العنف الدموي في سوريا، لاسيما وانه لم يحدد آليات لضمان تنفيذ خطة المبعوث العربي والدولي كوفي انان التي يفترض ان تكون مقدمة لمبادئ الخطة الانتقالية في سوريا، التي أقرت بالإجماع وهي تتضمن تأليف حكومة انتقالية تضمّ معارضين وموالين للنظام، وتملك كامل الصلاحيات التنفيذية، وتؤسس لتعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة.
وقد انضمّت طهران التي غيبت عن المؤتمر إلى موقف روسيا والصين، عندما شددت امس على أن «أي قرار يفرض من الخارج من دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ومن دون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة».
إلـى ذلـك، وفـي أكـبـر تجـمـع للمعارضة السورية المشرذمة، يجتمع حوالى 200 معارض، في القاهرة لمدة يومين في محاولة لحل الخلافات بينهم والخروج من حلقة مفرغة، تدور المعارضة فيها منذ عام، بحثاً عن إطار جامع للعمل المشترك، وتصور للمرحلة المقبلة من خلال عهد وطني دستوري جديد. ومن المفترض أن تؤسس «وثيقة العهد الوطني» المطروحة للنقاش لإعلان دستوري، يعتمد مقدمة لدستور سوريا الثورية، يجنّب المعارضين الخلافات حول الطبيعة «العلمانية» او «العربية» للدولة السورية المقبلة. (تفاصيل صفحة 16)
وشددت «مجموعة الاتصال حول سوريا»، في بيانها الختامي في جنيف أمس الأول، على «وجوب تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية. وعلى الحكومة السورية أن تسمي محاوراً فعلياً عندما يطلب المبعوث الدولي (كوفي انان) ذلك، للعمل على تنفيذ خطة النقاط الست والخطة الانتقالية. ويمكن للحكومة الانتقالية أن تضمّ أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة، وسيتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الأطراف».
وأضاف البيان «من الممكن البدء بمراجعة للدستور، إضافة إلى إصلاحات قانونية. أما نتيجة المراجعة الدستورية فيجب أن تخضع لموافقة الشعب. وحالما يتم الانتهاء من المراجعة الدستورية، يجب الإعداد لانتخابات حرة ومفتوحة أمام كل الأحزاب». وشددت على ان «على المعارضة تدعيم تماسكها بهدف تسمية ممثلين فعليين للعمل على خطة النقاط الست والخطة الانتقالية».
وبالنظر إلى ما تضمنته ورقة العمل التي نشرها موقع الأمم المتحدة، حول بنود الاتفاق وطرائق تنفيذه، يمكن استنتاج ملاحظات، توحي باتفاق نظري لا يمكن الشروع بتطبيقه فعلياً إلا باشتراعه وفقاً للفصل السابع في مجلس الأمن، الذي يفتح الأزمة في سوريا على أبعاد أخرى غير محسوبة.
وقد تؤدي قرارات مؤتمر جنيف، إذا ما طبقت، إلى إعادة عقارب الساعة الى الوراء 15 شهراً، حيث كانت الحكومة السورية قد عدّلت الدستور وأجرت انتخابات تشريعية وألفت حكومة جديدة، أدخلت فيها معارضين. يُذكر أن الأسد كان أعلن رفضه أي قرارات تفرض على سوريا.
وأعلن أنان، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أنه يجب على الحكومة والمعارضة أن تتعاونا مع خطة إقامة حكومة انتقالية يأمل أن تحقق نتائج إيجابية في غضون عام، مؤكداً أن مستقبل الأسد «سيكون شأن السوريين».
وفي حين أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن اجتماع جنيف «يمهّد الطريق لمرحلة ما بعد الأسد»، شدّد نظيرها الروسي سيرغي لافروف على أن النقطة الرئيسية هي أن الاتفاق لم يحاول فرض عملية انتقال على سوريا، موضحاً أن الاتفاق لم يُشر ضمنياً إلى أنه يجب على الأسد أن يتنحّى. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي إن الخطة الانتقالية «لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا». (تفاصيل صفحة 13)
«المجلس الوطني»
وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض، تعليقاً على بيان جنيف، «لقد أمل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركاً أكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد أن اتضح سلوكه الدموي».
وبعد أن أعرب المجلس، في بيانه، عن التقدير «لجهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب لأن تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحّي رأس النظام ومن تلطخت أيديهم بدماء السوريين»، رأى أن «إعلان جنيف بدا مفتقراً إلى آلية واضحة للعمل، وجدول زمني للتنفيذ، وترك النظام من دون مساءلة ما ينذر بسفك دماء عشرات الآلاف».
واعتبر البيان أنه «بات جلياً أن أي مبادرة لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة إلزام دولية ويتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام إنْ واصل القتل والإبادة». وأكد أن «أي مبادرة لا يمكن أن تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراساً لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته».
دمشق
ورفض النائب السوري خالد العبود الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية في جنيف، معتبراً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه وعملية اتخاذ القرار لا يعنيان السوريين. وقال لوكالة «رويترز» في دمشق إن الصراع لا يمكن حلّه إلا بين السوريين، وليس من خلال تدخل قوى خارجية، مضيفاً إن الشيء الوحيد الذي سيساعد السوريين هو صمودهم.
وعبر النائب عن حزب البعث فايز صايغ عن رضاه على اجتماع جنيف، معتبراً ان المشاركين فيه تركوا للشعب السوري تقرير مصيره وكيفية تشكيل حكومته. وقال، لوكالة «اسوشييتد برس»، إن «المؤتمر لم يناقش قضايا كانت تطالب بها الدول الغربية، مثل وضع الرئيس».
وفي طهران، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «حصلت توترات شديدة بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماع الخبراء، ولم يكن اجتماع جنيف ناجحاً، على غرار الاجتماعات السابقة، نظراً لغياب (الحكومة) السورية والدول التي تؤثر على الأحداث في ذلك البلد».
واعتبر ان «اي قرار يفرض من الخارج من دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ومن دون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة»، منضماً بذلك الى موقف روسيا والصين. وانتقد «تحرك بعض الدول الأجنبية التي ترسل أسلحة الى سوريا»، مؤكداً ان ذلك «يعرض الى الخطر ليس أمن سوريا فحسب، بل أمن الشرق الاوسط والعالم».
ميدانياً
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، «قتل 41 شخصاً في اعمال عنف واشتباكات في ريف دمشق ودير الزور ودرعا وحماه وادلب وحلب وحمص». وكان المرصد قال، في بيانات امس الاول، إنه قتل حوالى 120 شخصاً، بينهم 30 على الاقل اثناء استهداف موكب تشييع لأحد قتلى الاحتجاجات في زملكا بريف دمشق».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الخلافات مستمرة بين واشنطن وموسكو وبكين حول وضع الأسد
اجتماع جنيف: توافق على مبادئ خطة انتقالية في سوريا
تمكنت «مجموعة الاتصال حول سوريا»، في جنيف أمس الأول، من التوافق على مبادئ خطة انتقالية تمهد الطريق لمرحلة «ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد» وفق الولايات المتحدة، في حين شددت روسيا والصين على أن السوريين وحدهم يقررون مستقبلهم.
وتضم «مجموعة الاتصال حول سوريا»، التي شكلها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، إضافة إلى تركيا والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون.
وحققت موسكو انتصارا بحذف فقرة في مسودة سابقة للمؤتمر، قالت بوضوح إن خطة السلام يجب أن تستبعد من الحكومة أي شخص من شأن مشاركته أن تقوض مصداقية الحكومة الانتقالية وتلحق الضرر بالاستقرار والمصالحة.
وأعلن انان، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أن اتفاقا حول المبادئ والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا تم التوصل إليه في جنيف. وتلا البيان الختامي الذي يلحظ خصوصا إمكان أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية.
وأشار انان إلى أن «الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. يمكن أن تضم أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن يتم تشكيلها على أساس قبول متبادل». وأضاف «أشك في أن يختار السوريون أشخاصا ملطخة أيديهم بالدماء لحكمهم». وتابع «الوقت ينفد. نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات».
وعن مستقبل الأسد، شدد انان على أن «الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادئ، لمساعدة الأطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية»، مؤكدا أن مستقبل الأسد «سيكون شأنهم».
وأعلن انان انه يجب على الحكومة والمعارضة في سوريا أن تتعاونا مع خطة لإقامة حكومة انتقالية يأمل أن تحقق نتائج إيجابية في غضون عام. وقال إن «رياح التغيير القوية» تهب ولا يمكن مقاومتها طويلا، مضيفا ان الحكومة الجديدة ستُشكّل عن طريق المناقشات والمفاوضات والتوافق المشترك وأن «مجموعة الاتصال بشأن سوريا» ستعود للاجتماع إذا اقتضت الضرورة.
تناقض حول مصير الأسد
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحافي، أن اجتماع جنيف «يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الأسد»، موضحة أن واشنطن سترفع الاتفاق إلى مجلس الأمن الدولي.
وكررت أن «على الأسد أن يرحل»، مضيفة انه لا يمكن أن يكون في الحكومة الانتقالية نظرا «إلى أن يديه ملوثتان بالدماء». وتابعت «ليس لدى أحد أوهام، نحن أمام نظام مجرم» معتبرة أن المنطقة برمتها حول سوريا «يمكن أن تتأثر» بالأزمة.
وفي الجانبين الروسي والصيني كان الموقف مختلفا رغم الموافقة على الخطة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه «سعيد» بنتيجة المحادثات، مضيفا أن النقطة الرئيسية هي أن الاتفاق لم يحاول فرض عملية انتقال على سوريا، موضحا أن الاتفاق لم يشر ضمنيا إلى أنه يجب على الأسد أن يتنحى، ولا توجد أي شروط مسبقة باستبعاد أي جماعة من حكومة الوحدة الوطنية المقترحة.
وقال إن «السوريين أنفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية» مضيفا ان روسيا أقنعت دولا كبيرة أخرى بأنه سيكون من «غير المقبول» استبعاد أي مجموعة عن العملية الانتقالية. ورفض أي لجوء الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يلحظ إمكان استخدام القوة والذي أشار اليه الغربيون لممارسة ضغط على النظام السوري.
وتابع لافروف «سنعمل من أجل إقناع الحكومة السورية باحترام تعهداتها في إطار خطة انان. لكننا سنحاول أيضا إقناع اللاعبين الخارجيين بضرورة أن يؤثروا على المعارضة السورية، بما فيها الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن بعض الدول «ترى مصلحتها في فشل خطة انان».
بدوره، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ان الخطة الانتقالية «لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا. لا يمكن أشخاصاً من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري». وأضاف ان هذا الاتفاق الذي تم بلوغه بعد مشاورات استمرت ساعات «يرتدي أهمية كبرى لتعزيز عملية الحل السياسي للمشكلة السورية».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها «سيتم اختيار أعضائها بتوافق متبادل، ما يستبعد منها مرتكبي المجازر»، مضيفا «لا مجال للشك في ان على الأسد مغادرة السلطة».
وأبدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ثقة في الحل الوسط الغربي. ورحب بتأييد روسيا والصين فكرة تشكيل حكومة انتقالية، لكنه أبدى أسفه لعدم التوصل لاتفاق بشأن مسألة مبيعات الاسلحة لسوريا وأي خطوة في المستقبل بما في ذلك العقوبات في مجلس الامن.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
أكبر تجمع للمعارضين السوريين اليوم في القاهرة: الخروج من الحلقة المفرغة.. بعهد وطني دستوري
محمد بلوط
المعارضة السورية أمام يومين حاسمين. اليوم وغدا في القاهرة للخروج من حلقة مفرغة، تدور فيها منذ عام، بحثا عن إطار جامع للعمل المشترك، وتصور لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، وعهد وطني دستوري.
الاجتماع يضع حدا لوحدانية تمثيل المعارضة السورية في الخارج بالمجلس الوطني السوري، ويفتح الباب أمام إنشاء هيكل متقدم على المجلس، يضعه على قدم المساواة مع الأحزاب والتشكيلات السياسية والعسكرية الأخرى، ومساواته بها في حق التقرير والتمثيل، إذا ما قدم المجلس الوطني التنازلات المطلوبة، لكن معارضين في القاهرة وصفوا لـ«السفير»، «اجتماع المجلس الوطني بالهمروجة التي دعت إليها الجامعة العربية، وان الاجتماع قد يفشل».
200 من معارضي الداخل والخارج، ينزلون العاصمة المصرية، تلبية لدعوة الجامعة العربية. مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان ووزراء خارجية الدول الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن يحضرون إذا شاؤوا الافتتاح والاختتام من اللقاء فحسب، فضلا عن وزراء خارجية العراق، رئيس القمة العربية، والكويت رئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، وقطر رئيسة اللجنة العربية الخاصة بسوريا، ووزراء خارجية فرنسا وتونس وتركيا، وهي الدول التي استضافت مؤتمرات «أصدقاء سوريا».
يناقش سوريو القاهرة، وثيقة عهد وطني، وأخرى تقدم تصورا للمرحلة الانتقالية. 200 وربما أكثر بقليل يمثلون 35 حزبا وتجمعا أو حراكا أو مجلسا مدنيا وعسكريا، وهو اكبر تجمع تشهده المعارضة السورية على الإطلاق. وتضم الهيئات المدعوة المنبر الديموقراطي، والمجلس الوطني السوري، وهيئة التنسيق، والهيئة العامة للثورة السورية، والمجلس الوطني الكردي، ومجالس العشائر والقبائل السورية، وعشرات الأسماء من الشخصيات المستقلة ورجال الأعمال والاقتصاديين والمثقفين والفنانين والإعلاميين، والرموز الثورية والحراك الشعبي، والمجالس العسكرية، وممثلين عن «الجيش السوري الحر». كما يشارك في المؤتمر مقربون من نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد.
ومن المفترض أن تؤسس «وثيقة العهد الوطني» المطروحة للنقاش لإعلان دستوري، يعتمد مقدمة لدستور سوريا الثورية، يجنب المعارضين الخلافات حول الطبيعة «العلمانية» للدولة السورية المقبلة. ويراهن معارضون، عملوا على تحرير «العهد الوطني»، أن يكفي العهد كي تخرج سوريا ما بعد الأسد من عباءة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، عندما يقر المجتمعون مقدمته التي «تنص على الدين لله والوطن للجميع» أو مساواة المرأة بالرجل وتمكينها، وترئيس أي سوري للجمهورية المقبلة بغض النظر عن دينه أو جنسه.
ويشكك معارض سوري أن تكفي إشارة النص إلى أن سوريا جزء من الوطن العربي لإزالة الخلاف مع المكون الكردي، الذي انسحب من مؤتمر اسطنبول، احتجاجا على تعريب الجمهورية في مقدمة إعلانه. واعتبر قطب ديموقراطي سوري أن مجرد توقيع ممثلي «الأخوان» على الوثيقة، في اللجنة التحضيرية عند نقاشها، يعد إنجازا، كما يعد رضوخا مهما قرار هيئة التنسيق عدم محاورة النظام قبل تنحي الأسد.
أما المرحلة الانتقالية التي ستناقشها القاهرة فتبدأ على الأرض فور تنحي الأسد من منصبه، بقيادة حكومة تسيير أعمال، تخلفها بعد المشاورات في مؤتمر وطني عام هيئة تشريعية مؤقتة وحكومة انتقالية. وبخلاف التصور الذي وضعه المجلس الوطني وأشرك في الحكم العسكريين في قيادة المرحلة، يضع التصور المطروح للنقاش العسكر في مجلس أمني مشترك مع «الجيش الحر» تحت سلطة رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة. ويشرف المجلس الأمني على إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية وسحب الجيش من المدن إلى ثكناته وحل الميليشيات المسلحة، وللحكومة الانتقالية أن تحل حزب البعث وتعيد ممتلكاته إلى الدولة، على أن يحق للتشكيلات والأحزاب الملحقة به أن تعود بصورة أخرى إلى العمل السياسي، وللحكومة الانتقالية أن تقود سوريا، تعيد فيه تأسيس هيئات الدولة وتقودها مدة عام كحد أقصى، نحو برلمان تأسيسي، ودستور يطرح على الاستفتاء.
ويغيب عن اجتماع القاهرة جانب جوهري مهم تجاهلته المعارضة السورية، في توحيد الرؤى البرنامجية ما قبل سقوط الأسد. وبدا التركيز على مرحلة ما بعد الرئيس أسهل من مواجهة مشكلة تحديد رؤية عامة ومشتركة بين أطرافها على طريقة ترحيله من السلطة. ورغم كثرة الجمع إلا أن الذاهبين إلى القاهرة ذهبوا بدوافع متباعدة أحيانا، فالمجلس الوطني السوري، تراجع في طريقه إلى القاهرة عن ادعائه حصرية تمثيل المعارضة بل والشعب السوري، وسهل الحوار مع مكونات المعارضة الأخرى على مكانتها في الساحة ومكاشفته بفشله في قيادة العمل السوري المعارض في الخارج، ولا سيما توحيد رؤى المعارضة السورية. وأدى البحث تحضيرا للقاهرة إلى اتفاق يساوي في الحضور والتمثيل ما بين معارضة الداخل والخارج للمرة الأولى، وهو تقدم واضح لمعارضة الداخل.
واسهم الخلاف بين «إعلان دمشق» و«الإخوان المسلمين» في الذهاب إلى القاهرة، بعد صد «الإخوان» لمرشحي «إعلان دمشق» عن قيادة المجلس الوطني. ويقول معارض سوري إن «إعلان دمشق» سيجد في القاهرة مناسبة للتخلص من هيمنة «الإخوان» على المجلس الوطني، وهو عبر عن استيائه من ادائه بتجميد عضوية لجان التنسيق المحلية. ويتنافس «الإخوان» و«إعلان دمشق» على رفع مشاركتهم في القاهرة عبر مضاعفة حضورهم كمستقلين من خارجه أو تمثيلهم بالأطر الأخرى التي يسيطرون عليها، أو تحت مسمى شخصيات وطنية.
في الذهاب إلى القاهرة تجاوزت المعارضة السورية خلافاتها التي لا تنتهي، وبعضها شخصي، حول إستراتيجية إسقاط الأسد. الإنجاز لم يفرض نفسه بحسم النقاش في صفوفها حول أفضل السبل الآيلة إلى ذلك، ولكن الخط الخلافي الفاصل بين القائلين بالعسكرة والتسلح أو التظاهر السلمي أصبح من الماضي.
وتلاشى الرهان على تقدم احدهما على الآخر في كانون الثاني الماضي عندما أسقط «الإخوان» و«إعلان دمشق» في المجلس الوطني السوري محاولة هيثم مناع وبرهان غليون اتفاقهم على تأطير التسلح والتدخل العسكري بتشريطه بعروبة الجامعة وشرعية الأمم المتحدة، وتأخيره على العمل السلمي. الهدف كان منح السلاح فرصته في إسقاط الأسد. دبابات الخيار الأمني للنظام لم تترك هامشا واقعيا يمكن البناء عليه لإستراتيجية التظاهر السلمي التي أغرقت بالدماء. وصادفت إستراتيجية السعودية وقطر وتركيا بالتسليح لإسقاط النظام بأي ثمن، تربة خصبة، خصوصا لدى القوى الإسلامية لتعويضها عن قاعدة شعبية لا تملك منها الكثير في الداخل السوري، كما يقول معارضون، أو لدى اليائسين من أي حل سلمي، بعد اللائحة الطويلة من القتلى.
لم تعد المفاضلة بين أي من الطريقين اسلم وأسرع في الوصول إلى إسقاط النظام السوري لتجدي إلا في تعميق الخلافات بين جناحي المعارضة السورية، خصوصا أن القرار لم يعد ملك من يدعي امتلاكه في المعارضة السورية، في مواجهة رعاته الخارجيين من قطر والسعودية وتركيا. والحال إن القول بإمكانية نقد السلاح ستتضاءل، كلما طالت مقاومة النظام للثورة وأوغل المقاتلون السوريون من كل جانب، في توسيع عرى حربهم الأهلية، وتفكيك ما بين الاجتماع السوري وطوائفه وأعراقه من روابط وطنية جامعة.
ويقول معارضون سوريون إن الاجتماع يسبقه تهافت المزيد من الأقباط نحو تأسيس أذرع مسلحة في الداخل، لزيادة تأثيرهم على الأرض. وتتبنى السعودية وقطر، المصدر الرئيس لتسليح المعارضة السورية، انفتاحا على كل الراغبين بالحصول على السلاح، بعيدا عن أي حصرية تجعل من أحد الأطراف يهيمن وحده على القرار السياسي في مواجهة النظام.
وقال معارض سوري عائد من السعودية إن السعوديين فتحوا مخازنهم أكثر من أي وقت مضى للمعارضين السوريين، وأنه قام في الأسابيع الماضية بتسليم أكثر من 40 هيئة عسكرية مقاتلة في الداخل أسلحة سعودية نوعية، بعد استدعائها إلى الأراضي التركية.
المعارضة السورية تجتمع في القاهرة لبحث مرحلة ما بعد الأسد
القاهرة- (ا ف ب): بدأ معارضون سوريون الاثنين اجتماعا في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية يهدف الى بلورة رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد وذلك بعد ان رفضوا خارطة طريق دولية تنص على حكومة انتقالية.
وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في افتتاح الاجتماع ان هذا المؤتمر “يمثل فرصة يجب المحافظة عليها” محذرا من اضاعتها وداعيا المعارضين السورييين الى “الارتفاع الى مستوى تضحيات الشعب السوري والاسراع بالتوحد والسمو على اي خلافات حزبية”.
واكد على “ضرورة وضع تصور لنظام تعددي ديمقراطي لا يميز بين السوريين”.
واشار العربي إلى أن “الحكومة السورية لم تلتزم بتعهداتها للجامعة العربية، ولجأت للخيارات العسكرية مما دفع البعض للدفاع المشروع عن النفس” مؤكدا أنه “لا يمكن المساواة بين ما تقوم به القوات الحكومية وبين ما تقوم به بعض المعارضة فالقوات الحكومية هي التي تبدأ وتستخدم الاسلحة الثقيلة”.
وقال الرئيس المصري الجديد محمد مرسي في كلمة وجهها للمؤتمر ان “التزامنا الاخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري”.
وشدد على أن موقف مصر من الازمة السورية يقوم على مبادىء اولها “الحفاظ على الوحدة والسلامة الاقليمية للدولة السورية وتجنب سقوطها في هوية التقسيم او صدام طائفي اذ ان قوة الامة في وحدة سوريا .. فوحدة سوريا خط أحمر لايقبل المساومة”.
واضاف ان ” مصر لا تقبل استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع والوحشي للمدنيين بمن فيهم النساء ولا تقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاط في مواجهة قوى اخرى”.
وقال ان “المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة”.
ومن جانبه دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، جميع المشاركين إلى “تحمل المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة العصيبة التي يمر بها الشعب السوري والعمل على تحقيق وحدة الصف”.
واعرب عن الامل في ان يخرج هذا الاجتماع ب “وثيقة تتفق عليها كافة قوى المعارضة السورية لتشكيل رؤية مشتركة تحدد الاولويات وتعطي رسالة اطمئنان الى الشعب السوري في الداخل والى المجتمع الاقليمي والدولي من أن المرحلة الانتقالية في سوريا سوف تستجيب لتطلعات الشعب السوري وآماله”.
كما دعا ناصر القدوة مساعد المبعوث الدولي لسوريا كوفي انان المعارضة السورية الى التوحد مؤكدا ان هذا “ليس خيارا ولكن ضرورة اذا ما ارادت المعارضة ان تكسب ثقة الشعب في سوريا”.
وحضر جلسة الافتتاح وزراء خارجية مصر وتركيا والعراق والكويت.
ويهدف اجتماع المعارضة السورية الى الخروج بوثيقتين الاولى وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الازمة التي تشهدها سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
ويشارك في الاجتماع نحو 250 من اطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.
وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري ابرز جبهات المعارضة السورية، ان الهدف هو “التوصل الى رؤية موحدة بشان المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا”.
في المقابل اعلن الجيش السوري الحر مقاطعته المؤتمر، واصفا اياه ب”المؤامرة” في وقت يتواصل القصف العنيف على احياء مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا وريف دمشق.
ووصفت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل مؤتمر المعارضة في القاهرة بانه “مؤامرة”، مشددة على ان الهدف ليس تنحية الرئيس السوري بشار الاسد بل “اسقاط النظام برمته”.
واضاف البيان ان مؤتمر القاهرة يأتي “عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة انقاذ النظام والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الاسد”.
وكان اعضاء مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وتركيا ودولا تمثل الجامعة العربية، اتفقوا السبت في جنيف على مبادىء لعملية انتقال سياسي في سوريا.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة “يتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الاطراف”، مشيرا الى وجوب تمكين “جميع مجموعات واطياف المجتمع السوري من المشاركة في عملية الحوار الوطني”.
ووصف برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري اتفاق جنيف ب”المهزلة” مشبها اياه بالطلب من السوريين التفاوض مع “جلادهم الذي لم يتوقف عن القتل والتعذيب (..) واغتصاب النساء”.
وافاد ناشطون سوريون الاثنين ان القوات النظامية السورية واصلت الاثنين قصف حمص (وسط) وريف دمشق، وقتل سبعة اشخاص في اعمال عنف.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 16500 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل نحو 16 شهرا، معظمهم من المدنيين.
قيادة الجيش الحر في الداخل: مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة مؤامرة
بيروت- (ا ف ب): وصفت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل مؤتمر المعارضة السورية الذي تنظمة الجامعة العربية في القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء بانه (مؤامرة)، مشددة على أن الهدف ليس تنحية الرئيس السوري بشار الأسد بل “اسقاط النظام برمته”.
وقال الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الاثنين “نعلن مقاطعتنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر المؤامرة الذي يعقد في القاهرة للمعارضة السورية”.
ولفت إلى أن “المؤامرة التي تعقد في القاهرة تنص وبشكل مريب على رفض التدخل العسكري الدولي لإنقاذ شعبنا وحمايته بل وتتجاهل قضايا غاية في الأهمية منها مسألة فرض المناطق الآمنة المحمية من المجتمع الدولي والممرات الإنسانية والحظر الجوي وتسليح ودعم الجيش السوري الحر في الداخل”.
واضاف البيان ان مؤتمر القاهرة يأتي “عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام (السوري) والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الأسد”.
ورفضت القيادة بشكل قاطع “اي شكل من اشكال الحوار والتفاوض مع العصابة القاتلة المجرمة”، مؤكدة ان “السوريين لم يدفعوا الآلاف من دم الشهداء فقط مقابل تنحية الأسد من السلطة بل لإسقاط النظام برمته بكل أركانه ورموزه”.
وكان المجلس الوطني السوري اعلن في بيان الأحد ان مؤتمر جنيف الدولي الذي انعقد مساء السبت افتقر الى “آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ”.
واكد المجلس أن “أي مبادرة لا يمكن أن تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به”، مشددا على ان “سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد”.
وتنظم الجامعة العربية في القاهرة الاثنين والثلاثاء مؤتمرا يهدف الى توحيد المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
الرئيس السوري يصدر ثلاثة قوانين تتعلق بمكافحة أعمال العنف والارهاب
دمشق- (ا ف ب): اصدر الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين ثلاثة قوانين حول مكافحة اعمال العنف والارهاب كان البرلمان اقرها الاسبوع الماضي، كما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقالت الوكالة ان الاسد اصدر قانونا “يقضي بان يسرح من الخدمة في الدولة من تثبت ادانته بحكم قضائي بالقيام باي عمل ارهابي سواء كان فاعلا او محرضا او متدخلا او شريكا او قدم اي عون مادي او معنوي للمجموعات الارهابية باي شكل من الاشكال”.
واصدر الاسد قانونا اخر يقضي بالمعاقبة “بالاشغال الشاقة من عشرة الى عشرين سنة وبالغرامة من خطف بالعنف او بالخداع شخصا بقصد طلب فدية”.
كما اصدر قانونا ثالثا يتعلق “بمكافحة الارهاب”، لم تورد الوكالة تفاصيله.
وكان مجلس الشعب السوري اقر الخميس مشاريع القوانين.
واوضحت سانا في حينه ان القانون الاول ينطبق على المتقاعدين الذين يحرمون من رواتبهم التقاعدية اذا ثبتت ادانتهم بحكم قضائي “بالقيام بأي عمل إرهابي”.
واعتبر اعضاء مجلس النواب في مداخلاتهم خلال جلسة اقرار المشروع ان “هذا القانون من القوانين المطلوبة في هذه المرحلة نظرا لما خلفه الإرهاب من آثار سلبية على أمن الوطن والمواطن”.
ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاجية في سوريا، بل تحمل “مجموعات ارهابية مسلحة” مسؤولية الخراب واعمال العنف في البلاد.
قذيفة على مشيّعين في زملكا تقتل العشرات.. وطلعات تركية تحسبا لاختراق سوري
سورية: المعارضة ترفض خطة جنيف لعدم مطالبتها برحيل الاسد
القاهرة ـ أسطنبول ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: رفضت المعارضة السورية الأحد الخطة التي اتفقت عليها القوى العالمية والتي تدعو لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الأزمة السورية، لكنها أحجمت عن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، في الوقت الذي شهدت فيه الحدود السورية التركية تصعيدا جديدا الاحد حيث قال الجيش التركي’ان طائرات حربية مقاتلة تركية من طراز اف ـ 16 انطلقت ثلاث مرات السبت بعدما حلقت’مروحيات سورية بالقرب من الحدود التركية، وقال البيان انه لم تدخل اي مروحية المجال الجوي التركي.
جاء ذلك في الوقت الذي نسبت فيه صحيفة ‘صندي تايمز’البريطانية الى مصادر دبلوماسية وعسكرية في الشرق الأوسط من بينها مصادر إسرائيلية أن روسيا قد تكون متورطة في تدمير المقاتلة التركية التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية في الثاني والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي.
وقالت الصحيفة ان مصادر دبلوماسية وعسكرية رجحت احتمال تورط خبراء تقنيين روس في إسقاط طائرة الاستطلاع الحربية التركية من طراز (أف 4) الأمريكية الصنع، والتي كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتهم سوريا بـ ‘إسقاطها من دون سابق إنذار في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلاً من الحدود السورية’.
ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها ان إسقاط الطائرة التركية كان قرارا سريعا جدا الهدف منه تحذير حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية.
وقال دبلوماسي ان الرسالة الروسية تفيد بان ‘سورية ليست ليبيا وان أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سورية ستواجه بدفاعات جوية هائلة من الأرض وستكلف المعتدين غاليا’.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض مساء الاحد انه كان يأمل من مؤتمر جنيف الدولي الذي انعقد مساء السبت ‘تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري’، واصفا ما توصل اليه هذا المؤتمر بانه يفتقر الى ‘آلية واضحة للعمل’.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا: ‘نعلم تماما أن المطلوب معالجة سياسية لكل وضعية معقدة كالتي نحن فيها الآن، لكن في الوقت عينه من غير المقبول القفز فوق كل تضحيات الشعب السوري الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل إسقاط النظام’.
وكانت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول عربية اتفقت أمس في جنيف على خطة بشأن حكومة انتقالية سورية تشمل أعضاء من نظام الأسد والمعارضة في مسعى لإنهاء الصراع الذي تشهده سورية والذي تقول المعارضة إنه أسفر عن مقتل ما يزيد على الأربعة عشر ألف شخص حتى الآن. لم يصدر أي تعليق سوري رسمي من دمشق، غير أن وسائل الإعلام السورية الرسمية قالت إن الخطة الانتقالية لن تحل الأزمة.
ولم تشارك الحكومة السورية أو المعارضة في الاجتماع الذي عقد في جنيف.
وتمكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إحراز نصر خلال الاجتماع الذي دعا مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي عنان لعقده، إذ أسقط طلبا كانت القوى الغربية تدعمه يقضي بضرورة تنحي الأسد عن الحكم. الخطة أيضا لم تأت على ذكر الدور الذي سيلعبه بشار الأسد في السلطة الانتقالية.
وقال عنان إن الفرصة السانحة لوقف تصعيد العنف على وشك النفاد وهو ما قد يؤدي إلى نشوب أزمة إقليمية أو دولية.
على صعيد آخر قال الجيش التركي الأحد إن طائرات حربية مقاتلة تركية من طراز اف ـ 16 انطلقت ثلاث مرات السبت بعدما حلقت مروحيات سورية بالقرب من الحدود التركية.
وقال بيان أصدره الجيش التركي إن المروحيات السورية لم تدخل المجال الجوي التركي. في الوقت نفسه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان ما لا يقل عن ثمانية وأربعين شخصا لقوا حتفهم الأحد في أنحاء متفرقة من سورية. وأكد المرصد أن أغلب القتلى سقطوا بنيران قوات الأسد في محافظة إدلب المعارضة لنظامه والمتاخمة للحدود مع تركيا، وكذلك محافظة درعا في الجنوب ودير الزور شرقا.
وقال نشطاء في المعارضة إن القوات السورية قتلت أكثر من ثلاثين شخصا في بلدة زملكا بريف دمشق السبت، وذلك عندما أطلقت قذيفة مورتر على مشيعي جنازة رجل توفي في قصف في اليوم السابق.
وارتفعت حصيلة ضحايا العنف في سورية 128 أغلبهم في ريف دمشق وحماة وإدلب.
ومن جهتها اكدت فرنسا أن خطة نقل السلطة في سورية التي اقترحها مؤتمر جنيف تعني ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت سعيها لاستصدار قرار من مجلس الأمن وفق البند السابع لفرض الخطة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن اتفاق جنيف يعني أن الرئيس السوري بشار الأسد سيضطر إلى التنحي.
وقال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ من جهته امس الأحد، إن الرئيس بشار الأسد لن يكون له مكان في الحكومة السورية الانتقالية، وسيتم استبعاده من أي حكومة وحدة وطنية.
وأبلغ هيغ القناة التلفزيونية الأولى في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن البيان الختامي لمجموعة العمل الدولية حول سورية في جنيف السبت بشأن الأزمة المتصاعدة في سورية ‘سيعني أن الرئيس الأسد إنتهى ويتعيّن عليه الإستقالة من منصبه’.
وتوافد على القاهرة الأحد أعضاء من مجموعات معارضة للنظام السوري قادمين من عدة دول أوروبية وعربية في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام لحضور المؤتمر الدولي الذي يعقد بجامعة الدول العربية اليوم الإثنين لتوحيد جهود المعارضة السورية.
وصرحت مصادر مطلعة شاركت في استقبال وفود المعارضة بان المؤتمر سيبحث تقريب وجهات النظر بشأن مستقبل سورية في ظل ما تشهده من أحداث دامية ومتسارعة، وأن المشاركين يمثلون عددا كبيرا من كل قوى المعارضة السورية وعلى رأسها المجلس الوطني السوري أكبر تجمعات المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين في سورية ضمن حوالى 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج في كافة أطيافه .
وأضافت المصادر أن الدعوة وجهت أيضا إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والعراق رئيس القمة والكويت رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية ، وقطر رئيسة اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية وكوفي عنان المبعوث المشترك بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سورية وهي تركيا وتونس وفرنسا.
لا تعليق سوريا على ‘خطة جنيف الانتقالية’ والإعلام السوري يتحدث عن اتفاق تحت ‘السقف السوري‘
كامل صقر
دمشق ـ ‘القدس العربي’ فيما لم يصدر موقف سوري رسمي حيال ما خرج به مؤتمر جنيف الدولي الذي خُصص لبحث حلول الأزمة السورية، بدا من خلال الخطاب الإعلامي السوري الرسمي والخاص المقرب من السلطة أن دمشق لا تنظر لمخرجات مؤتمر جنيف إلا تحت سقف القيادة السورية وبوجودها.
وإذ عنونت صحيفة الوطن شبه الرسمية على صدر صفحتها الأولى: لافروف يدعو الأطراف الأخرى للتعامل مع ‘تهريب السلاح’ بعد رفضهم الإشارة لها في البيان الختامي…مــؤتـمر ‘جنيـف تحـت السقـف السـوري’، كتبت الوطن في التفاصيل أن الاجتماع أكد ضرورة الضغط على جميع الأطراف لتطبيق خطة البنود الستة المعروفة بخطة عنان بما في ذلك وقف عسكرة الأزمة، وشدد على الحل بطريقة سياسية وعبر الحوار والمفاوضات فقط، وأن الأمر الذي يتطلب تشكيل حكومة انتقالية، من قبل السوريين أنفسهم، ومن الممكن أن يشارك فيها أعضاء الحكومة السورية الحالية، وقالت الوطن أن بيان الاجتماع خلا من أي إشارة إلى سيناريوهات ليبية أو يمنية، جرى الترويج لها عبر وسائل إعلام عربية وغربية في الأيام الأخيرة التي سبقت المؤتمر، الأمر الذي شكل حالة ‘إحباط’ لدى معارضة الخارج حسب قول الصحيفة. من جهتها عنونت وكالة الانباء الرسمية سانا خبرها الرئيسي بالقول: ‘لافروف: وثيقة اجتماع جنيف لا تتضمن أي فرض على الشعب السوري ولا تحتوي على أي شروط مسبقة على العملية السياسية أو على الحوار الوطني.. ومستقبل سورية يقرره السوريون بأنفسهم’، واكتفت وكالة الانباء الرسمية سانا بنشر تصريحات سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بعد المؤتمر وأبرزت عبارة لافروف التي قال فيها أن ‘الوثيقة الصادرة عن اجتماع جنيف لا تتضمن أي فرض على الشعب السوري ولا تحتوي على أي شروط مسبقة على العملية السياسية أو على الحوار الوطني ولا تقصي أي طرف من الأطراف.
من جانبها لم تُشر صحيفة ‘الثورة’ السورية الرسمية لمسألة الافاق في جنيف على حكومة انتقالية وعنونت على صفحتها الأولى تصريحاً لكوفي عنان جاء فيه: ‘عنان فـي ختام مؤتمر جنيف: الحل في سورية يتطلب وجود بيئة مناسبة وضمان أمن الجميع ونزع سلاح المجموعات المسلحة’.
ولم تنشر الصحيفة نَص البيان الختامي لاجتماع جنيف، وذات الشيء تقريباً فعلته صحيفة تشرين الحكومية.
نص بيان عن اجتماع جنيف حول سورية يلمح لضرورة رحيل الأسد والمجلس الوطني يرى فيه ‘عناصر ايجابية’ لكن يعتبر الخطة غامضة
المؤتمر اتفق على عملية انتقال سياسية تتضمن تشكيل حكومة وحدة.. والصحف السورية تتحدث عن احباط المعارضة
جنيف ـ باريس ـ وكالات: قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد إن نصا اتفقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بجنيف حول عملية التحول السياسي في سورية يلمح إلى ضرورة تنحي الأسد.
واتفقت القوى العالمية في جنيف السبت على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سورية لإنهاء الصراع هناك لكن خلافا ظهر حول الدور الذي ربما يقوم به الأسد في هذه العملية.
وعندما سئل فابيوس عن السبب الذي يجعل روسيا والصين لديهما وجهة نظر مختلفة حول مستقبل الأسد أجاب ‘حتى إذا قالا العكس فكون أن النص يقول على وجه الخصوص إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات يعني أنها لن يكون بها بشار الأسد… لأنها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم بشكل متبادل’.
وصرح فابيوس لمحطة (تيه.اف 1) التلفزيونية ‘لن توافق المعارضة أبدا عليه لذلك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد وإن أمره منته’.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن الخطة لا تلمح على الإطلاق لضرورة تنحي الأسد نظرا لعدم وجود أي شروط مسبقة باستبعاد أي مجموعة من حكومة الوحدة الوطنية المقترحة.
وقال مبعوث السلام الدولي كوفي عنان بعد المحادثات إن الحكومة يجب أن تشمل أعضاء في إدارة الأسد والمعارضة السورية وإنها لابد أن تدعو إلى اجراء انتخابات حرة.
وقال فابيوس إن اجتماعا يعقد في السادس من تموز (يوليو) في باريس بمشاركة أكثر من مئة شخص سوف يهدف إلى تشكيل ‘جبهة موحدة’ من كل أطياف المعارضة للمساعدة على تنفيذ اقتراح عنان. ولم توافق الصين أو روسيا على حضور مؤتمر ‘أصدقاء سورية’.
وتحاول فرنسا إلى جانب الدول الغربية وبعض الدول العربية منذ شهور تصعيد الضغط على دمشق. وهي تسعى للتوصل إلى حل وسط مع روسيا التي تدعم الأسد للسماح باتخاذ مجلس الأمن إجراء أكثر صرامة والمضي في التحول السياسي.
وفي حزيران (يونيو) اقترحت باريس جعل خطة سلام عنان القائمة بشأن سورية ملزمة من خلال تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي يتيح لمجلس الامن التفويض باتخاذ إجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري.
وقال ‘إذا لم تكن القرارات التي اتخذت أمس كافية فسنعود إلى مجلس الأمن ونطلب (تفعيل) الفصل السابع.. مما يعني الإلزام بتطبيق هذا القرار’.
ومن جهتها تحفظت المعارضة السورية الاحد على البيان الصادر أمس عن مجموعة العمل حول سورية في جنيف بينما تحدثت الصحف السورية عن ‘احباط’ المعارضة على اثر ‘فشل’ الاجتماع كما قالت، وذلك في ظل تواصل العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد.
لا موقف للمجلس الوطني
وفيما لم يصدر موقف رسمي عن المجلس الوطني السوري المعارض بعد، قالت المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني الاحد ان البيان الختامي لاجتماع جنيف حول سورية يتضمن ‘بعض العناصر الايجابية’ رغم ان الخطة بمجملها ‘غامضة جدا’.
لكن الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري وعضو مكتبه التنفيذي برهان غليون قال ان المجلس سيصدر موقفا رسميا من الاتفاق معتبرا ما حصل في جنيف ‘مهزلة’.
واوضحت قضماني لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ‘يبدو ان هناك بعض العناصر الايجابية، لكن تبقى عناصر هامة مبهمة جدا والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري’.
واشارت الى ‘عنصرين ايجابيين’، ‘الاول هو ان البيان الختامي يشير الى ان المشاركين اتفقوا على القول ان عائلة (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يعد بامكانها ان تحكم البلاد وانها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية’.
وتابعت ‘النقطة الثانية الايجابية هي ان هناك اتفاقا على القول ان الانتقال يجب ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الاسد لان السوريين سبق ان عبروا عن رأيهم في هذا المجال’.
وقالت ‘لكن يبقى هناك عناصر مهمة مبهمة جدا وغامضة جدا كما ان الخطة ملتبسة جدا لكي يمكن توقع تحرك فعلي وفوري’.
واضافت ‘نحن نعارض تماما فكرة ان وقف العنف يجب الا يكون شرطا مسبقا للعملية السياسية’.
في المقابل اعتبر برهان غليون في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك ‘ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدا امام جلاديه’.
ودعا غليون الشعب السوري الى ‘خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينا بالله وبابنائه الابطال وبمساعدة الدول الشقيقة’.
وفي تصريحات لتلفزيون العربية اعتبر غليون ان تصريحات قضماني لا تمثل الموقف الرسمي للمجلس قائلا ان اتفاق جنيف ‘يشكل اسوأ موقف دولي يعلن حتى الان خلال محادثات حول سورية’.
واوضح ان المجلس الوطني السوري سينشر بيانا رسميا حول اجتماع جنيف.
من جهتها وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بانه ‘حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي’ معتبرة ان الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية ‘لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين’.
وينص الاتفاق خصوصا على ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية كما اعلن مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا ‘ملطخة ايديهم بالدماء’.
المطالبة بتطبيق خطة عنان
وشدّدت ‘مجموعة العمل الدولية حول سورية’ التي اجتمعت في جنيف السبت، على ضرورة تطبيق كل الأطراف في سورية خطة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان، وأكدت التزام العمل العاجل لإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسية بقيادة سورية تتضمّن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية.
وقال البيان الذي صدر في ختام الإجتماع الذي عقد على مستوى وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إنهم ‘قلقون للغاية بشأن فشل حماية المدنيين (في سورية)، وتكثيف العنف، وإمكانية أن يصبح الصراع أعمق في البلد، والبعد الإقليمي للمشكلة’، مضيفاً أن الطبيعة غير المقبولة للأزمة وحجمها يتطلبان موقفاً مشتركاً وعملاً دولياً موحداً.
وأكد التزام الدول الأعضاء في المجموعة بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية، ‘وبالعمل العاجل والمكثف لإنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وإطلاق عملية سياسية بقيادة سورية تودي إلى انتقال يلاقي طموحات الشعب السوري الشرعية وتمكّنه من تحديد مصيره باستقلالية وديمقراطية’.
وقال البيان إنه من اجل ضمان هذه الأهداف المشتركة، فقد حددّت مجموعة العمل الدولية خطوات وإجراءات للأطراف من أجل ضمان تطبيق كامل لخطة عنان وقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2042 و2043، بما في ذلك وقف العنف فوراً بكل أشكاله، واتفقت على مبادئ لعملية سياسية تتلاقى وتطلعات الشعب السوري المشروعة، كما اتفقت على أعمال ستنفذها من أجل تطبيق ما سبق ذكره بما يدعم جهود عنان لتسهيل عملية سياسية بقيادة سورية.
وطالب المجتمعون الحكومة السورية كما المجموعات المعارضة بضرورة التعاون مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية بشكل كامل.
ودعا الحكومة السورية إلى تكثيف سرعة إطلاق سراح المعتقلين تعسّفياً، والسماح للمراقبين بالوصول إليهم، إضافة إلى اتاحة حق التنقل الحر للصحافيين واحترام حق التظاهر السلمي، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين لها.
وقال البيان إن النزاع في سورية ينتهي فقط عندما يطمئن كل الأطراف بوجود طريقة سلمية نحو مستقبل مشترك للجميع في سورية، وبالتالي من الضروري أن توفرّ أية تسوية ‘خطوات واضحة وغير قابلة للإلغاء في العملية الانتقالية وفقاً لإطار زمني محدّد’.
وأضاف أن أية عملية انتقالية يجب أن تتضمن ‘تشكيل جسم حكومي انتقالي يمكنه أن يخلق جواً حيادياً يمكن فيه للعملية الانتقالية أن تجري، وهذا يعني أن الحكومة الانتقالية ستتمتع بكامل سلطتها التنفيذية، ويمكن أن تتضمن أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن تشكّل على أساس من التوافق المتبادل’.
وأكد أن الشعب السوري هو الذي سيحدد مستقبل بلاده، وعلى ‘كل المجموعات وشرائح المجتمع في سوريا أن تتمكن من المشاركة في عملية حوار وطني يجب أن يكون ليس فقط شاملاً بل أيضاً مجدٍ’، وأضاف أنه على هذا الأساس ‘يمكن أن يجري مراجعة للنظام الدستوري والنظام القانوني’.
وأشار الى أنه ينبغي بعدها أن تطرح نتيجة المسوّدة الدستورية للمصادقة الشعبية، وعند تشكيل النظام الدستوري الجديد، من الضروري التجهيز لانتخابات حرّة تتضمن أحزاب متعددة.
وقال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في ختام اجتماع جنيف إنه يجب أن يكون هناك حكومة انتقالية في سورية ذات سلطات تنفيذية’، وتابع أن ‘الحكومة الانتقالية تتشكل من أطراف في السلطة وأطراف في المعارضة’.
وأكد على ‘إقامة حكومة انتقالية قادرة على العمل في بيئة محايدة’.
واشار إلى أنه تم الاتفاق في خلال الاجتماع على ‘على الحاجة إلى إصلاحات دستورية وانتخابات حرة ونزيهة في سورية’، مضيفاً أن ‘الوقت ينفد ولا بد من خطوات عملية للوصول إلى تسوية سياسية’.
وشدد عنان على أنه ‘يجب إنهاء جميع المظاهر المسلحة في سورية’ و’إقامة حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف’.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن ‘اتفاق جنيف يمهد الطريق لحكومة ما بعد الأسد’.
وقالت كلينتون إن ‘الولايات المتحدة ستنقل خطة جنيف الى مجلس الامن الدولي’، وتابعت ‘سوف نعمل على تأسيس هيئة مختصة للمرحلة الانتقالية لديها كامل الصلاحيات’.
وأضافت ‘على الاسد أن يدرك أن أيامه في الحكم باتت معدودة’.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن خطة عنان ‘لا تقضي باقصاء الاسد’، وأضاف أن ‘وثيقة جنيف لم تتطرق الى إقصاء الأسد من التسوية’.
وتابع لافروف أن ‘المشاركين في اجتماع جنيف يرفضون تسليح النزاع في سورية’، وقال إن ‘تسليح المعارضة السورية يتعارض مع القانون الدولي’.
واتهم ‘الجماعات المسلحة بمواصلة استفزاز الحكومة السورية’، وقال إن ‘الخطة الانتقالية لابد أن يقررها السوريون لا أن تفرض من الخارج’، وتابع أن ‘الاسد قبل النصح لكن لا نعلم ما إذا كانت المعارضة تقبل ذلك ‘.
واجتمعت ‘مجموعة العمل الدولية حول سورية’ في جنيف اليوم بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان، فيما أمل أمين عام الجامعة نبيل العربي بالتوافق على كيفية حل الأزمة السورية.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى تركيا، كما حضر عن الجانب العربي، كل من أمين عام الجامعة العربية، ووزراء خارجية العراق، والكويت، وقطر.
كما شارك أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ومسؤولة الشؤون الخارجية والأمن بالإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وقبيل بدء الاجتماع قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي للصحافيين، إن ‘اجتماع اليوم تشارك فيه الدول الكبرى كلها، وعدد من الدول العربية الذين يمثلون الرئاسة، والقمة، ورئاسة المجلس الوزاري، ورئاسة اللجنة المعنية، ونرجو أن نتوصل إلى توافق حول كيفية حل هذه المشكلة الصعبة’.
وفي سؤال حول مقترحات عنان، قال العربي إنهم يوافقون عليها، بل وشاركوا في صياغتها أيضا.
ووصف رئيس الوزراء القطري الاجتماع بالمهم، وأضاف ‘طبعا نتائج الاجتماع لا أستطيع أن أتوقعها، ولكن ما أتمناه، هو ما يتمناه الشعب السوري، أن يكون هناك خطة سياسية لانتقال سياسي للسلطة في سورية سلميا، حسبما جاء في خطة جامعة الدول العربية في 22 يناير 2012’.
وتابع أنه ينبغي أن يكون لخطة عنان، ‘سقف زمني، وأن يكون لها جدول محدد وطريقة تنفيذ، ويجب أن تكون مدعمة بالفصل السابع.. هذه هي وجهة نظرنا في العالم العربي وفي قطر، وهذا ما عبرنا عنه في آخر اجتماع عربي تم في الدوحة’.
وقال وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ إن ‘هناك فرصة للمجتمع الدولي لأن يكون أكثر قوة وأن يتحرّك بقوة أكثر بكثير.. لكن يمكننا القيام بذلك فقط بالاتفاق مع الروس والصينيين’.
الرئيس السوري بشار الاسد يخاطر بكل شيء
بيروت – من دوغلاس هاملتون: كان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد جامد الوجه حاد النظرة لكن تعبيرات الوجه والعين اقل حدة لدى نجله الرئيس الحالي بشار الاسد. وبعيدا عن شكل الوجه والنظرات تنتهي الاختلافات بين الاثنين.
فقد اثبت الاسد الابن انه لا يلين مثله في ذلك مثل والده الراحل الذي حكم البلاد بقبضة حديدية لمدة 29 عاما وأورث ابنه عام 2000 دولة بوليسية كبيرة تهيمن عليها اسرته.
وكان بشار في السادسة عشر من عمره فقط حين اصدر والده اوامر بتنفيذ واحدة من اكثر الفظائع دموية في التاريخ العربي الحديث وهي مذبحة عام 1982 التي راح ضحيتها عشرة الاف سوري على الاقل في مدينة حماة لقمع تمرد سني. وافلحت حملة القمع وقد يكون الدرس المستفاد محفورا في الاذهان.
ويتهم معارضو الاسد قواته بقتل 13 الفا على الاقل منذ آذار (مارس) 2011 حين تحدى السنة مرة اخرى الاسرة الحاكمة التي تنتمي للاقلية العلوية ويصف الاسد خصومه بانهم ارهابيون يلقون دعما من الخارج وانهم قتلوا الالاف.
وفي وقت ما اثار الاسد املا في التغيير في سورية لكن الصدمة تسيطر الان على العالم وهو يتابع طبيب العيون المتزوج من سيدة درست وعاشت في لندن يبرهن على انه من اكثر حكام الشرق الاوسط شراسة.
ولكن الاسد يرى نفسه جراحا عليه ان يريق الدماء لانقاذ حياة مريض يهدده السرطان.
وقال امام طلبة جامعة في دمشق ان هذا العصر مثل غيره هو عصر الاقوياء فقط ولا مكان فيه للضعفاء. وبعد اسبوع ابلغ حكومته انه حين تكون دولة في حالة حرب فجميع السياسات والقدرات ينبغي ان توجه لتحقيق النصر. ووصفت برقية دبلوماسية امريكية سرية ترجع لعام 2009 بشار بانه يري نفسه ملكا فيلسوفا ولكنه يتزعم نظاما وحشيا لرجال خانعين يكذبون.
ووصف أعضاء نظامه في البرقية التي نشرها موقع ويكيليكس بأنهم ‘يتمادون في الكذب حتى في وجه ادلة تثبت العكس. انهم لا يتحرجون من ضبطهم يكذبون’.
وقبل ذلك بعشرة اعوام حين كان والده المريض حافظ يسعي لاختيار خليفة محتمل تبين برقية للسفارة الامريكية ترجع لعام 1999 إلى اي مدى جرى التهوين من قدر بشار.
وجاء في البرقية ‘الابن الاكبر بشار ابعد ما يكون عن السير على نهج والده وفي جميع الاحوال لن تكون له ابدا قبضة ابيه المطلقة على السلطة’.
ورغم انه لم يكن عليه انتزاع السلطة مثل والده الطيار ولكنه يفتقد مزايا نعم بها عهد سابق. فقد ولى زمن الحماية السوفيتية إبان الحرب الباردة رغم ان موسكو ما زالت حليفة لدمشق. وفي عصر اليوتيوب لا يمكن اخفاء مذبحة مثل التي المت بحماة. وينتقل الربيع العربي من دولة لاخرى مثل فيروس على شبكة الانترنت التي حاولت الشرطة السرية في سوريا تعطيلها في وقت ما.
ومع تصاعد الانتفاضة ثمة دلائل على ان الضغط يؤثر عليه شخصيا.
وكشفت رسائل بين الاسد وزوجته جرى التسلل اليها من خلال جهاز آي باد خاص بزوجته عن اهتمام بسترة واقية من للرصاص.
وقال الاسد لطلبة الجامعة الذين التقاهم انه سئل اكثر من مرة الاسبوع الماضي عن سبب شحوبه واذا كان ذلك يرجع للضغوط التي يتعرض لها وأضاف انه اجاب نافيا وذكر انه المت به وعكة صحية بسيطة في واقع الامر.
وعلى عكس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان يعلق مسدسا في خصره ويطلق البنادق بيد واحدة لا تبدو على ملامح بشار ممشوق القوام اي علامات للقسوة او الجاذبية الشعبية او سمات الحاكم السلطوي.
ولكن لهجة الاسد تنم عن تحد كأي رجل قوي يحارب متمردين يعتبرهم اداة لدول غربية وملوك عرب ابدوا رغبتهم في رحيله.
وقال الاسد لصفوة من الشبان المتعلمين ان سورية تتعرض لهجوم بالمال والاعلام والتكنولوجيا من قوى اجنبية وعملائها من العرب باستخدام الاكاذيب والخداع والدعاية السوداء.
وقال الرئيس البالغ من العمر 46 عاما إن المقاومة تمنع الفوضى وان لكل منهما ثمنا ولكن ثمن المقاومة أقل كثيرا من الفوضى.
ودفع ببشار إلى دائرة الضوء بعد مقتل اخيه الاكبر في حادث سيارة في عام 1994. وأعده حافظ الاسد لخلافته وترقى سريعا في صفوف الجيش وسرعان ما حصل على رتبة عقيد ثم اصبح رئيسا في الرابعة والثلاثين من عمره. ولكنه تعهده المبكر بالاصلاح تبدد بشكل كامل تقريبا. والان بعد 16 شهرا من بدء الانتفاضة التي أصبحت الاكثر دموية واستعصاء على الحل اثبت الاسد ان قدرته على البقاء اقوى من اربعة قادة عرب مستبدين اطاحت بهم قوة الشعب او معارضة مسلحة منذ 2010.
ولم تهتز قاعدة قوته تحت وطاة العنف المتصاعد او انهيار الاقتصاد او العزلة الدولية معتمدا على الاقلية العلوية والمخابرات وجيش قوامه أكثر 300 ألف فرد .
ويقود شقيقه ماهر الحرس الجمهوري ويشغل صهره اصف شوكت منصب نائب رئيس الاركان القوات المسلحة.
وفي ختام حديث مع الطلبة تناثرت خلاله تعبيرات شبه علمية اكد طبيب العيون الذي درس في لندن انه ‘لن يكون الرئيس بشار من يحني رأسه او رأس شعبه لاي كان.. ننحني لله سبحانه وتعالى فقط’.
وكتبت مورا كونلي القائمة بالاعمال الامريكية في برقية السفارة الامريكية ان بشار ‘يفضل ان يرى نفسه كملك فيلسوف…’ وتابعت انه يرد يغضب حين يتحداه زائرون ولكن ليس قبل نهاية الاجتماع. وكتبت ‘يبدو انه يتفادى المواجهة المباشرة’.
ومع اشتداد حدة القتال حتى حول دمشق فان يوم مثل هذه المواجهة ربما يقترب. (رويترز)
الحلف الأطلسي لحل سياسي عاجل للنزاع في سوريا
دعا الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، اليوم، المجموعة الدولية إلى الاتفاق بدون تأخير على تطبيق حل سياسي في سوريا، مؤكداً، مرة جديدة استبعاد تدخل عسكري للحلف في هذا البلد. كذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، ثلاثة قوانين حول مكافحة أعمال العنف والإرهاب كان البرلمان قد أقرّها الأسبوع الماضي، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، فيما بدأت، صباحاً، في القاهرة أعمال «المؤتمر الدولي لتوحيد المعارضة السورية».
وقال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، خلال مؤتمر صحافي، إن «الرد الصائب على هذه الأزمة يبقى رداً سياسياً، ورداً ملموساً من المجموعة الدولية ضد نظام فقد كل انسانية وكل شرعية».
واشاد راسموسن بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في نهاية الأسبوع الماضي، معتبراً أنه «يجب على المجموعة الدولية وقف النزاع والقيام بذلك الآن». وتابع أن «هذا النزاع تواصل لفترة طويلة وكلف الكثير من الأرواح البشرية ووضع استقرار كل المنطقة في خطر».
من جهتها، قالت وكالة «سانا» إن الرئيس بشار الأسد أصدر قانوناً «يقضي بأن يسرّح من الخدمة في الدولة من تثبت إدانته بحكم قضائي بالقيام بأي عمل إرهابي، سواء كان فاعلاً أو محرضاً أو متدخلاً أو شريكاً أو قدّم أي عون مادي أو معنوي للمجموعات الإرهابية بأي شكل من الأشكال».
وأقرّ الأسد قانوناً آخر يقضي بالمعاقبة «بالأشغال الشاقة من عشرة إلى عشرين سنة وبالغرامة من خطف بالعنف أو بالخداع شخصاً بقصد طلب فدية». كذلك أصدر قانوناً ثالثاً يتعلق «بمكافحة الإرهاب»، لم تورد الوكالة تفاصيله.
وكان مجلس الشعب السوري قد أقرّ، الخميس الماضي، مشاريع القوانين. وأوضحت «سانا» في حينه أن القانون الأول ينطبق على المتقاعدين الذين يحرمون من رواتبهم التقاعدية إذا ثبتت إدانتهم بحكم قضائي «بالقيام بأي عمل إرهابي».
في السياق نفسه، رأى أعضاء مجلس النواب في مداخلاتهم خلال جلسة إقرار المشروع أن «هذا القانون من القوانين المطلوبة في هذه المرحلة، نظراً إلى ما خلّفه الإرهاب من آثار سلبية على أمن الوطن والمواطن».
في سياق منفصل، بدأ المؤتمر الذي تستضيفه جامعة الدول العربية، على مدى يومين، ببحث سُبل تقريب وجهات نظر أطياف المعارضة السورية بشأن مستقبل البلاد، في ظل الأوضاع المتردية التي تعاني منها الساحة السورية.
ويشارك في المؤتمر نحو 250 شخصية معنية بالأزمة السورية، في مقدمتهم وزراء خارجية كل من مصر والعراق رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، والكويت رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر رئيسة اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، ووزراء خارجية الدول التي استضافت مؤتمر «أصدقاء سورية»، وهي تركيا وتونس وفرنسا، والمبعوث العربي – الأممي الخاص بالأزمة السورية كوفي أنان، ونحو 200 شخصية تُمثل المعارضة السورية بكل أطيافها في الداخل والخارج.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد أعلن في الأول من مارس/آذار الفائت «ترتيبات لعقد مؤتمر يضم مختلف أطياف المعارضة السورية في القاهرة تحت مظلة الجامعة».
(أ ف ب، يو بي آي)
تركيا تدعو المعارضة إلى بلورة موقف موحد لمواجهة الأسد
يهدف مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة الى توحيد المواقف تمهيدًا للخروج برؤية مشتركة من الازمة التي تعصف بالبلاد، فيما دعا وزير الخارجية التركي إلى بلورة موقف موحد لمواجهة نظام الأسد.
القاهرة: أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن ثقته في أن “التغيير سيتم في سوريا لا محالة، وأن المعارضة ستحكمها عن قريب”، داعيًا في الوقت نفسه رموز المعارضة السورية إلى بلورة موقف موحد لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أوغلو في كلمة ألقاها اليوم الاثنين بمؤتمر المعارضة السورية المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أن “سلامة الشعب السوري مسؤولية تاريخية يتحملها الشعب التركي، تجاه أشقائه”، مشيرًا إلى أن “تركيا كانت تبحث منذ بداية الثورة السورية عن الحلول الإقليمية للأزمة السورية لكن تعنت نظام الأسد هو الذي دفع لتدويل القضية”.
ورفض وزير الخارجية التركية وصف البعض للسوريين الموجودين بتركيا الذين قدر عددهم بـ35 ألفًا بـ”اللاجئين” قائلاً “لا أقول إنهم لاجئون ولكنهم ضيوف عندنا”، ما أثار عاصفة من التصفيق بين الحضور.
وأشار إلى أن الأراضي التركية مفتوحة لكل رموز المعارضة السورية حيث لاقوا جميعًا “معاملة واحدة دون تمييز على أساس المذهب أو الدين”. وشدد على أن تركيا حريصة على تنفيذ نتائج مؤتمر جنيف الذي عُقد السبت الماضي.
وأشاد أوغلو بدور الجامعة العربية في الأزمة العربية قائلاً إنها “تستحق كل التقدير لمحاولتها البحث عن حلول للأزمة، وعقد هذا المؤتمر الذي جاء في وقت وصلت فيه الأوضاع بسوريا إلى درجة لا يمكن تحملها”، وقال “أبعث من القاهرة برسالة تحية وتقدير لأبناء الشعب السوري الذين هم إخواننا في تركيا ونشعر بمعاناتهم وتربطنا بهم روابط تاريخية وثقافية”.
وأوضح أنه سعيد بالالتقاء بممثلي الشعب السوري الذين يحلمون بحياة حرة وديمقراطية، مشيرًا إلى أن “يوم اجتماع المعارضة هو اليوم الذي نضجت فيه بذور آمال الشعب السوري الذي يعاني من ظلم نظام الأسد”.
وأضاف أوغلو أن موقف تركيا وسياساتها نحو سوريا واضح وصريح وهو “الوقوف بجانب الشعب السوري الذي له مطالب ومقاومة مشروعة” مشيرًا إلى الجهود التركية منذ بداية الأزمة حيث طالبت النظام السوري عدة مرات بالاستماع لصوت الشعب إلا أنه لم يستمع.
وأعلن الجيش السوري الحر مقاطة المؤتمر، واصفا اياه بـ”المؤامرة” في وقت يتواصل القصف العنيف على احياء مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا وريف دمشق. ويشارك في المؤتمر اكثر من 250 شخصية تمثل مختلف أطراف المعارضة السورية بكافة توجهاتها.
ووصفت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل مؤتمر المعارضة في القاهرة بانه “مؤامرة”، مشددة على ان الهدف ليس تنحية الرئيس السوري بشار الاسد بل “اسقاط النظام برمته”. وقال الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين في بيان “نعلن مقاطعتنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر المؤامرة الذي يعقد في القاهرة”.
واضاف البيان ان مؤتمر القاهرة يأتي “عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة انقاذ النظام والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الأسد”.
وكان المجلس الوطني السوري اعلن في بيان الاحد ان مؤتمر جنيف الدولي افتقر الى “آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ”، مؤكدا ان “اي مبادرة لا يمكن ان تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به”.
وكان اعضاء مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وتركيا ودولا تمثل الجامعة العربية، اتفقوا السبت في جنيف على مبادىء لعملية انتقال سياسي في سوريا.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة “يتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الاطراف”، مشيرا الى وجوب تمكين “جميع مجموعات واطياف المجتمع السوري من المشاركة في عملية الحوار الوطني”.
ميدانيا، واصلت القوات النظامية السورية الاثنين قصف حمص (وسط) وريف دمشق، وقتل سبعة اشخاص في اعمال عنف. وفي خضم استمرار اعمال العنف واتخاذ النزاع السوري طابعا عسكريا متزايدا، اصدر الرئيس السوري الاثنين ثلاثة قوانين حول مكافحة اعمال العنف والارهاب كان البرلمان اقرها الاسبوع الماضي، كما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وينص قانون مكافحة الارهاب على معاقبة “المؤامرة التي تهدف الى ارتكاب اي جناية من الجنايات المنصوص عليها فيه” ب”الأشغال الشاقة المؤقتة”، وبالاشغال الشاقة من عشر الى عشرين سنة بالنسبة الى “انشاء او ادارة او الانتماء الى منظمة ارهابية”.
وتشدد العقوبة اذا كان القصد من انشاء “المنظمة الارهابية” تغيير نظام الحكم في الدولة او كيان الدولة. وتفرض بحسب القانون عقوبة الإعدام اذا رافق هذه الأفعال “الارهابية” قتل شخص أو احداث عجز به.
وفي انعكاسات الازمة السورية على لبنان، أطلق مسلحون فجر الاثنين قذيفة من الاراضي اللبنانية على مركز حدودي سوري مقابل معبر البقيعة (شمال)، ما تسبب باصابة عنصرين من المركز السوري بجروح، بحسب ما ذكرت المديرية العامة للامن العام اللبناني.
وقالت المديرية ان “مركز أمن عام البقيعة الحدودي في الشمال تعرض لاطلاق نار اثناء ملاحقة قوة من الجيش العربي السوري للمسلحين”. وتابع البيان “أثناء العملية، وصلت القوة السورية الى مركز امن عام البقيعة واصطحبت عنصرين من المركز الى داخل الأراضي السورية” قبل ان تطلقهما في وقت لاحق، وان التحقيق جار في الحادث.
العراق يؤكد أنه سيبذل كل جهوده لانتقال سلمي للسلطة بسوريا
في موقف أكثر حسمًا للعراق من الأوضاع في سوريا أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم أن بلاده ستبذل كل جهودها من أجل انتقال سلمي للسلطة في سوريا داعيًا المعارضة السورية الى تقديم بديل ذا مصداقية للنظام مشيرًا إلى أن موقف دمشق من التغييرات الديمقراطية في العراق كانت سلبية وأوضح ان يدرك المعنى الذي تشكله مساعي المعارضة للتخلص من نظام شمولي.
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال كلمة في افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة اليوم إن بلاده ستبذل كل جهودها من اجل تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سورية. وقال إن العراق يرك ماذا يعني حكم البعث الشمولي نظرا لانه خاض التجربة معه خلال الثلاثين سنة التي مضت.
وشدد على أهمية وحدة المعارضة السورية لتشكيل بديل يحظى بالمصداقية قادر على اخراج سوريا من ازمتها الحالية وبناء دولة ديمقراطية تعددية وان تكون ممثلة لجميع مكونات الشعب من العرب والكرد والسنة والعلويين والمسيحيين والدروز وجميع الأقليات والقوميات والمكونات دون تهميش أو إقصاء.
وأضاف أن العراق سيبذل كل الجهود الممكنة من اجل ان يكون هناك تحول سلمي ديمقراطي وانتقال للسلطة في سوريا يتسلم فيها ابناء شعبها وممثليه ونخبه السياسية دون أي تدخل عسكري وهذا يتطلب حوار شامل وحقيقي بين اطراف المعارضة والنظام السوري بما يحقق تطلعات شعبهما.
وقال زيباري “نود ان نوضح موقف العراق من الأزمة السورية الذي حدث به التباساً ونؤكد بانه لم يكن محايداً او الى جانب النظام السوري الحالي وانما كان مع تطعات الشعب السوري وما يطمح اليه من حرية وديمقراطية على غرار موقفنا من التحولات السياسية التي شهدتها عددأ من الانظمة العربية فنحن لم نكن مع النظام السوري ضد المعارضة “. واشار الى ان مجلس الأمن هيئة سياسية تعبر عن مصالح الدول الأعضاء في المنطقة ولا سيما الخمسة الدائمين وسيتعامل بشكل أفضل لو كانت المعارضة السورية موحدة ورسالتها إلى العالم واحدة. وأوضح ان المعارضة تسعى للتخلص من نظام شمولي لا يكترث لسلامة الشعب.. وقال “اننا نعرف من تجربتنا في العراق ماذا تعني التصدي لأنظمة القمع”.
وتابع زيباري قائلا ” لا يوجد أمامنا في هذه المرحلة سوى مبادرة كوفي عنان والتوافق الدولي الذي حصل حولها والعمل على تنفيذها”، برغم انها لا تلبي كل طموحات الشعب السوري ولكن من الأهمية الاستفادة منها والتعامل معها بإيجابية طالما تفضي إلى عملية سياسية تقوم على انتقال سلمي للسلطة في سوريا.
وشدد زيباري على ان الشعب السوري هو من يقرر مصيره فقط.. وقال “نحن كل التقدير والاحترام له عندما احتضن ابناء الشعب العراقي والمعارضين من السياسين ابان النظام السابق”.. وخاطب المؤتمرين قائلا ” ان الجميع يعلم ويعرف مواقف النظام السوري بعد التحولات الديمقراطية التي حصلت في العراق بعد عام 2003 والتي للأسف كانت سلبية وهنا نجدد تأكيدنا للمعارضة والشعب السوري أننا لسنا أوصياء عليكم فتقرير مصيريكم بايدكم فقط دون اي تدخل خارجي”.
ومن جهته وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي امس إن “الأمانة العامة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج بأطيافها كافة، وكذلك دعوة وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والعراق رئيس القمة، والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي عنان المبعوث المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنسا”.
من جانبه قال خالد الناصر الأمين العام للتيار الشعبي السوري الحر المعارض إن “مؤتمر المعارضة السورية سيناقش من بين موضوعات أخرى وثيقة عهد وطني تمثل ملامح المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد”، مشيرا إلى أن “المؤتمر يهدف إلى إيجاد توافق على ما سيتم القيام به خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا”.
وكان زيباري حذرالسبت الماضي خلال اجتماع في بغداد مع وزراء خارجية السويد كارل بيلد وبولندا رادو سلاو سيكورسكي وبلغاريا نيكولاي ميلادينوف من أن الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الازمة فيها معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من “العناصر التكفيرية التي تحاول جر الشعب السوري الى صراعات طائفية”.وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزراء الثلاثة “قلقنا الاكبر هو أن تتمدد الازمة نحو الدول المجاورة”.
وأضاف “ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات والامتدادات والعلاقات والابعاد الاثنية والمذهبية واذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل أو الى حرب اهلية فالعراق سيتأثر ولبنان سيتأثر والاردن لن يكون محصنًا ضد ذلك”. وشدد على أنه “لا يمكن لأي جهة أو أي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية واي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجح”.
واعلن زيباري أن العراق يقيم حاليًا “اتصالات مستمرة مع اطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الاطراف العسكرية”. واكد رفض العراق لتسليح المعارضة والنظام، قائلاً إن “عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح، تزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح يؤدي الى تعميق وادامة الازمة”.
وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية إن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات “جهادية” متمردة في العراق. وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا.
سوريا…حليف تركيا القوي تتحول إلى تهديد
أكد حادث إسقاط الطائرة التركية الشهر الماضي، تردي العلاقات بين البلدين، ودفع برئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الى القول إن النظام السوري حليف تركيا السابق بات يهدد أمن بلاده.
لندن: عندما أسقطت قوات النظام السوري طائرة استطلاع تركية الشهر الماضي توعدت تركيا باتخاد “الخطوات اللازمة” وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان أن النظام السوري بات يشكل تهديدا “واضحا وقريبا” لأمن تركيا.
وبادرت تركيا إلى تعزيز حدودها التي تمتد نحو 900 كلم مع سوريا وأعلنت قواعد اشتباك جديدة، وبدأت وسائل الإعلام المحلية تنشر صور دبابات وأسلحة بعيدة المدى وقوات متوجهة إلى منطقة الحدود.
وأكد حادث إسقاط الطائرة التركية تردي العلاقات بين البلدين الجارين في وقت يهدد النزاع داخل سوريا بالتمدد خارج حدودها، ولكن في الوقت الذي جاهرت تركيا برغبتها في تنحية الرئيس السوري بشار الأسد، يرى محللون أن أنقرة ما زالت بعيدة عن ترجمة خطابيتها إلى فعل.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن سنان أولغن رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول “ان خطر وقوع تدخل أحادي مباشر ضئيل، وأن خطر وقوع نزاع عبر الحدود أو حوادث منفردة أكبر”.
وتسمح تركيا للمعارضة السورية بالعمل في أراضيها، ولكن عندما سُئل مسؤول تركي عما إذا كانت تركيا تقيم في واقع الحال منطقة عازلة لتحرك الجيش السوري الحر، امتنع عن “الخوض في التفاصيل” على حد تعبير صحيفة واشنطن بوست، مشيرة إلى أن الجيش التركي رفض أيضا التعليق بصورة محدَّدة عن قواعد الإشتباك الجديدة.
وبعد أيام من الإتهامات بشأن إسقاط الطائرة التركية، قال الأسد للتلفزيون الإيراني إن الحل الداخلي هو الحل الوحيد للنزاع، وأضاف أن سياسات المسؤولين الأتراك تؤدي إلى “قتل السوريين وسفك دمائهم”.
ومن المرجح أن ينظر النظام السوري إلى اقامة منطقة عازلة على أنها عمل من أعمال الحرب، وبدت الحكومة التركية حذرة في اختيار كلماتها، ولكن مسؤولين أتراكا اعترفوا في الفترة الأخيرة بإعداد خطط لإقامة منطقة كهذه مع التشديد على أنهم لا يريدون التحرك من دون دعم المجتمع الدولي.
وقال المحلل السياسي سنان أولغن، لصحيفة واشنطن بوست إن أنقرة “تدرك الحدود التي يفرضها السياق الدولي على أفعال تركيا”. ولكن إذا واجهت حادثا آخر فإن القوات التركية ستردّ على النار أو حتى تعبر الحدود لفترة قصيرة لضرب هدف، بحسب أولغن مؤكدا “أن هذا سيكون رداً على عدوان من سوريا، وأن العامل الحاسم هو إزالة الخطر الذي يهدد تركيا”.
وتستضيف تركيا نحو 33 الف لاجئ سوري في مخيمات بمحاذاة الحدود، وهي تخشى أن يتسبب تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة في زعزعة الاستقرار، وإلى جانب إسقاط الطائرة التركية في 22 حزيران (يونيو) وقعت حوادث حدودية أخرى خلال الأشهر الستة الماضية، بينها إصابة ثلاثة أشخاص عندما تعرض مخيم لاجئين لنيران القوات السورية في نيسان (أبريل) الماضي.
ويخشى البعض في تركيا من أن يعمل النظام السوري على إذكاء النزاع بين أنقرة وعناصر انفصالية في صفوف الأقلية الكردية في تركيا.
وقال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه إن تقارير استخباراتية أشارت إلى أن نظام الأسد، سمح لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون الدولة التركية بالعمل في شمال سوريا. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول تحذيره النظام السوري من “التجرؤ على دعم حزب العمال الكردستاني”، وقال المسؤول التركي “إن الإرهاب يجب ألا يدعمه أي بلد وأن سوريا على الأخص يجب ألا تجرؤ على دعمه”.
ولكن في الوقت الذي تقدم تركيا دعمها للمعارضة السورية فان كثيرين في تركيا يرون أن الأزمة السورية شأن داخلي. واظهر استطلاع أجراه مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية مؤخراً أن نحو 56 في المئة من الأتراك يعارضون التدخل في سوريا.
وقالت شفق بافي، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض إن سياسة تركيا تجاه سوريا سياسة خاطئة، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن النائب التركية إنها ترى أن السياسة التركية تجاه سوريا “عداء طائفي ونزعة عثمانية فارغة لا أساس لها ولا منطق”.
وكتبت آسلي ايدنتاشباش المعلقة المعروفة في صحيفة مليت التركية، أن الحكومة التركية تعمل “متضامنة” مع المعارضة السورية السنية في الغالب، “ولا شك في أن تركيا سوف تستفيد من تغيير النظام في سوريا”.
وقد ينظر أتراك بتحفظ إلى سياسة الحكومة التركية تجاه سوريا، ولكن ايدنتاشباش قالت إن حملة في أوساط الرأي العام لم تبدأ حتى الآن، وأضافت أن الحكومة التركية تريد رحيل الأسد، ولكن تكثيف جهودها لخلعه لا يتطلب بالضرورة عبور الحدود بل إن مدّ المعارضة السورية بمزيد من المساعدات “هو نوع من التدخل الذي يمكن أن يستوعبه الرأي العام”.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ايدنتاشباش قولها إن رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان يتمتع بسلطة كبيرة على قواعده “وهو حقا قادر على إقناع الناخبين بطريقة قلة يستطيعون مجاراته فيها”.
ولكن في بلد ذي تركيبة طائفية معقدة مثل تركيا، تُطلق تحذيرات من أن النزاع في سوريا يمكن أن يثير توترات في تركيا نفسها.
ولدى سليمان يلدز (29 عاما) وهو علوي يعمل موظفاً في أحد مصارف اسطنبول، عائلة تعيش على الحدود مع سوريا، واعترف يلدز بأنه “خائف” من الحكومة التي قال إنها تنفذ في سوريا “أجندة طائفية” تهدد بنقل العنف إلى تركيا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن يلدز قوله، “إن الحكومة لا تفكر إلا في مكانتها الدولية ولكن عليها ان تفكر في الناس الذين يعيشون في هذا المكان”.
72 قتيلاً في سوريا الأحد وسيدا يعمل على توحيد المعارضة بوجه الأسد
أ. ف. ب.
اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض، أن ما جاء به مؤتمر جنيف يفتقر الى الوضوح في آلية العمل، شاكرًا الجهود الدولية الساعية الى وقف مسلسل الدم في سوريا.
دمشق: اعلن المجلس الوطني السوري المعارض مساء الاحد أنه كان يأمل من مؤتمر جنيف الدولي الذي انعقد مساء السبت “تحركًا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري” واصفًا ما توصل اليه هذا المؤتمر بأنه يفتقر الى “آلية واضحة للعمل”.
وجاء في بيان رسمي صادر عن المجلس غداة دعوة مؤتمر جنيف الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم ممثلين للمعارضة والنظام: “لقد امل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركًا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد أن اتضح سلوكه الدموي”.
وبعد أن اعرب بيان المجلس الوطني عن التقدير لـ”جهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب الى أن تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحي رأس النظام ومن تلطخت ايديهم بدماء السوريين”، رأى أن “اعلان جنيف بدا مفتقرا الى آلية واضحة للعمل وجدول زمني للتنفيذ وترك النظام دون مساءلة مما ينذر بسفك دماء عشرات الآلاف”.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بشكل خاص على أن الحكومة الانتقالية يمكن أن تضم اعضاء من الحكومة الحالية، كما اعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان مبديًا شكوكه في أن يختار السوريون اشخاصًا “ملطخة ايديهم بالدماء”.
واعتبر البيان أنه “بات جليًا أن أي مبادرة لا يمكن أن تجد طريقها الى التنفيذ ما لم تتمتع بقوة الزام دولية ويتبناها مجلس الامن وفق الفصل السابع بما يفرض عقوبات صارمة على النظام إن واصل القتل والابادة”.
واكد المجلس الوطني السوري أن “أي مبادرة لا يمكن أن تحوز على رضى الشعب السوري ما لم تتضمن صراحة تنحي بشار الأسد والطغمة المحيطة به، وأن سوريا الجديدة ستكون على قطيعة كاملة مع الاستبداد والفساد، وأن دماء الشهداء ستكون نبراسًا لنا لمواصلة الكفاح من أجل استرداد حرية شعبنا وكرامته”.
وقبل صدور هذا الموقف الرسمي عن المجلس الوطني كانت المتحدثة باسمه بسمة قضماني اعتبرت أن البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن “بعض العناصر الايجابية” رغم أن الخطة بمجملها “غامضة جدا”.
في حين اعتبر الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري وعضو مكتبه التنفيذي برهان غليون أن ما “حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدًا امام جلاديه”.
ودعا غليون الشعب السوري الى “خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينًا بالله وبابنائه الابطال وبمساعدة الدول الشقيقة”.
من جهتها، وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بأنه “حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي” معتبرة أن الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية “لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين”.
واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في بيان صدر الاحد أن لقاء جنيف حول سوريا يشكل “دليلاً واضحًا” على الرغبة في التوصل على المستوى الدولي الى حل سياسي للنزاع.
في المقابل، رأت ايران الاحد أن اجتماع جنيف “لم يكن ناجحًا” خصوصًا بسبب غياب طهران.
من جهتها، عنونت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم “اجتماع مجموعة العمل ينتهي الى الفشل”.
وقالت الصحيفة “لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارًا موسعًا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها”.
ورأت الصحيفة أن “حل الازمة السورية لن يكون الا سوريًا بارادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام في ما وراء المحيطات ممن اوغلوا في التحريض على قتل السوريين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم”.
اما صحيفة الوطن المقربة من السلطات فاشارت الى أن البيان الختامي لاجتماع جنيف “خلا من أي اشارة الى سيناريوهات ليبية أو يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة”، معتبرة أن ذلك “شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج”.
من جهة اخرى، وصل عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني المعارض في سوريا الى القاهرة الاحد للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية تنظمه الجامعة العربية يومي الاثنين والثلاثاء بهدف توحيد المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب مصادر مسؤولة.
واستمرت مفاعيل الازمة بين تركيا وسوريا اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية الاسبوع الفائت في المتوسط.
وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية التي اكدت أن المقاتلة التركية التي اسقطتها سوريا في 22 حزيران/يونيو كانت موجودة في المجال الجوي السوري وليس في الاجواء الدولية، كما اعلنت انقرة.
وقال اردوغان إن “وول ستريت جورنال نشرت قبل يومين معلومات عن طائرتنا التي اسقطتها سوريا فيما كانت في الاجواء الدولية، مؤكدة أنه تم اسقاطها في سوريا”.
واضاف أن “هذه الصحيفة، ويا للاسف، نشرت معلومة غير دقيقة”.
والسبت، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية مقالاً نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الاميركية جاء فيه أن الطائرة الحربية التركية “اصيبت على الارجح بمضادات جوية متمركزة على الساحل (السوري) فيما كانت موجودة في المجال الجوي السوري” في 22 حزيران/يونيو.
واعتبر اردوغان أن الصحيفة الاميركية نشرت هذه التأكيدات لأنها تمارس لعبة المعارضة في ذروة مرحلة انتخابية في الولايات المتحدة.
واثر مقال وول ستريت جورنال، اكد الجيش التركي مجددًا الاحد أن طائرته الحربية الاف-4 اسقطتها سوريا في المياه الدولية.
كذلك، اعلن الجيش التركي الاحد أن مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات السبت، وأنه تم ارسال دوريات تركية جوية الى الحدود.
ميدانيا، قتل 72 شخصًا الاحد في اعمال عنف ومواجهات واشتباكات في مناطق سورية عدة، وفق آخر حصيلة ادلى بها المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد إنه “في محافظة ريف دمشق استشهد 12 مواطنًا منهم اربعة إثر سقوط قذائف هاون على مدينة داريا عند منتصف ليل السبت الاحد، ومقاتل من الكتائب الثائرة المقاتلة في بلدة التل خلال اشتباكات مع القوات النظامية، وشابان استشهدا جراء القصف المروحي على بلدة حرستا، وشهيد من بلدة مسرابا اثر اصابته برصاص في مديرا، واستشهد مقاتلان اثنان من الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة العب التي تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية، كما استشهد مواطنان اثنان اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حمورية”.
وفي محافطة دير الزور “استشهد 12 مواطنًا بينهم ثلاثة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دير الزور وآخر إثر استشهداف حافلة من قبل قوات النظام قرب دوار العلوم وثمانية اثر اشتباكات في احياء في مدينة دير الزور التي تشهد اطلاق نار وسقوط قذائف واشتباكات”.
وفي محافظة درعا “استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلتان في بلدة خربة غزالة جراء القصف وطفل استشهد برصاص قناصة في حي المنشية في مدينة درعا”.
وفي محافظة حماة “استشهد خمسة مواطنين بينهم سيدتان اثر اطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية المتمركزة في محيط بلدة حلفايا في ريف حماة”.
وفي محافظة ادلب “استشهد ثلاثة مواطنين منهم اثنان في بلدة الدانا التي تعرضت لقصف عنيف صباح اليوم من قبل القوات النظامية المحيطة بالبلدة وآخر استشهد في بلدة حيش في ريف ادلب”.
وفي محافظة حلب “استشهد ثمانية مواطنين احدهم مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في دارة عزة في ريف حلب وناشط اثر اطلاق نار في حي الميسر في حلب، ومقاتلان من الكتائب الثائرة اثر انفجار عبوة ناسفة غرب بلدة السفيرة وسيدة وحفيدها اثر اطلاق نار وسقوط قذائف على بلدة اعزاز وشهيدان مجهولا الهوية اثر اطلاق نار على طريق عفرين”.
وفي محافظة حمص “استشهد سبعة مواطنين احدهم جراء انهيار مبنى تعرض للقصف في حي جورة الشياح في مدينة حمص ومواطنان عثر على جثمانهما بعد أن قام مسلحون تابعون للنظام بقتلهما مساء امس في ريف حمص ومواطن آخر جراء القصف على مدينة حمص، كما استشهدت سيدة وطفل إثر تعرض بلدة الحولة والقرى المحيطة بها للقصف ومواطن من بلدة الرستن على ايدي قوات النظام عند اسعافه الى احد المشافي في محافظة حماة”.
وفي محافظة دمشق “استشهد مواطن من حي جوبر استشهد برصاص قناصة في زملكا في ريف دمشق”.
وتحدث المرصد ايضًا عن “استشهاد جندي منشق خلال اشتباكات في دوما في ريف دمشق وجندي منشق آخر جراء القصف على زملكا في ريف دمشق”.
كما سقط “ما لا يقل عن 19 من القوات النظامية السورية إثر اشتباكات في محافظات دير الزور وحمص وحلب وريف دمشق”.
وسقط في سوريا السبت اكثر من 120 قتيلاً من بينهم ثلاثون على الاقل اثناء استهداف موكب تشييع لاحد قتلى الاحتجاجات في زملكا في ريف دمشق.
محادثات جنيف حول سوريا تركت مصير الأسد معلقاً
لميس فرحات
اتفق المجتمعون في جنيف على وجوب تعيين حكومة انتقالية، لكن الدور الذي سيلعبه الأسد في هذا الإطار بقيّ مفتوحاً على احتمالات كثيرة.
لميس فرحات: وافق اجتماع الأزمة الذي عقدته الامم المتحدة في جنيف بشأن النزاع المتصاعد في سوريا على شروط تشكيل حكومة انتقالية للإشراف على وضع حد للعنف في البلاد. ودعا البيان الصادر من المجتمعين إلى “خطوات واضحة لا رجعة فيها” بعد فترة زمنية محددة.
لكن صحيفة الـ “غارديان” البريطانية اعتبرت أن الإجتماع أتى بخيبة أمل مريرة للمجموعات المعارضة التي تحارب نظام الرئيس بشار الأسد.
وذكر البيان أنه يمكن إدراج الأعضاء الحاليين في الحكومة في الهيئة الجديدة، لكنه ترك باب التأويلات مفتوحاً حول ما إذا الأسد سيكون جزءاً من هذه الحكومة الانتقالية.
وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي أنان إنه يأمل في أن يرى نتائج ملموسة من أجل التوصل إلى تسوية في غضون عام، وأصر على أن “شعب سوريا يجب أن يتوصل إلى اتفاق سياسي”.
من جهتها، تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمام المجتمعين مصرّة على أن الأسد وحلفاءه لا مكان لهم في العملية الانتقالية. وانقسم الاجتماع وسط تقارير عن اعمال عنف جديدة في سوريا، بما في ذلك مزاعم بأن القوات الحكومية اجتاحت مدينة دوما، والتي كانت تحت الحصار لأسابيع عدة.
وقالت كلينتون إن الشروط المنصوص عليها في البيان تقدم أفضل فرصة للانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد الديمقراطية، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة. وأضافت أن الولايات المتحدة سوف تجتمع مع شخصيات سورية معارضة منقسمة في القاهرة في الاسبوع المقبل في محاولة لتحقيق الوحدة في ما بينها وفقًا لمبادئ أنان.
وسئل أنان عمّا اذا كان “الناس الذين تلطخت أيديهم بالدماء” سوف يشاركون في الاتفاق، فقال مبعوث الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي إنه يعتقد أنه من غير المرجح أن يتم اختيار هؤلاء الذين ارتكبوا تجاوزات من قبل الشعب السوري لتمثيلهم.
وكانت روسيا قد رفضت في وقت سابق تأييد أي اقتراح يدعو الأسد إلى التنحي لتمهيد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وبدا البيان النهائي للامم المتحدة، الذي جاء بعد يوم من المفاوضات المريرة والطرق المسدودة في كثير من الأحيان، كأنه محاولة للحفاظ على “خط موسكو الأحمر”، ويقول إن الشعب السوري وحده ينبغي أن تكون له السيطرة على العملية الانتقالية، وأنه لا ينبغي أن يفرض أي قرار من الخارج.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ “المحادثات كانت صعبة، لكنها أدت إلى خطوة إلى الأمام”، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها الدول الخمس الدائمة العضوية مع اللاعبين الرئيسيين الآخرين، لنتكلم بالتفصيل عما يجب أن تكون عليه المرحلة الانتقالية”.
أما روسيا، وبدعم من الصين، فقد اعتبرت من قبل القوى الغربية واحدة من العقبات الرئيسة في الجهود المبذولة لوضع حد لهذا الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 15000 شخص.
ونقلت الـ “غارديان” عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن “نقطة الخلاف خلال المحادثات كانت فقرة في النص، تم تفسيرها من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بأنها تدعو الأسد إلى التنحي قبل العملية الانتقالية”.
حضر الاجتماع وزراء خارجية اعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، فضلاً عن ممثلين من الاتحاد الأوروبي والدول العربية، بما في ذلك العراق.
وحذر أنان من أن الحرب في سوريا خطر وقد تتحول الى صراع اقليمي أوسع قد يؤدي إلى “خطورة جسيمة”. ومع ذلك، في بعض الأوقات خلال النهار بدت نقطة خلافية أخرى عندما اتهم مسؤولون أميركيون روسيا بـ “المماطلة” ما أثار احتمال أن المحادثات قد تفشل.
يقول ديبلوماسي غربي مطلع على المحادثات إن “الروس وضعوا سلسلة من الاعتراضات، إنهم يعرقلون الأمورر قليلاً “، معتبراً أن “الصيغة الجديدة للنص هي نسخة مخففة”، في إشارة الى اقتراح مشروع أنان.
قبل الاعلان عن البيان الصادر من اجتماع جنيف، قال خالد صالح، المتحدث باسم المجلس الوطني السوري، إن المعارضة لن تقبل أي اتفاق يشمل رموز النظام.
وقال صالح: “في نهاية المطاف، نحن نريد وقف إراقة الدماء في سوريا. وإذا كان هذا يأتي من خلال الحوار السياسي، فنحن مستعدون للقيام بذلك”، لكنه أضاف: “نحن لسنا على استعداد للتفاوض مع الأسد، وأولئك الذين قتلوا السوريين، نحن لن نتفاوض ما لم يغادر هؤلاء سوريا”.
المعارضة السورية.. أطياف وأهداف
عبدالحليم حزين- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفرزت الاحتجاجات الشعبية في سوريا، التي انطلقت في 15 مارس 2011، 4 تيارات معارضة سورية ، إلى جانب بعض التيارات المعارضة الهامشية والمستقلين ورجال الأعمال.
وتنقسم التيارات الأربعة الكبيرة إلى 3 أقسام رئيسية، هي المعارضة السياسية المتمثلة بالمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير، والمعارضة المسلحة المتمثلة بالجيش السوري الحر، والمعارضة المتهمة بأنها محسوبة على النظام، ويندرج تحت كل قسم منها مجموعة من الأحزاب والتجمعات.
المعارضة السياسة:
لعل من أبرز حركات المعارضة السورية المجلس الوطني السوري، الذي يحظى باعتراف دولي من مجموعة أصدقاء سوريا، كونه يمثل السوريين المطالبين بالتغيير.
ويرأس المجلس الوطني السوري الكردي عبدالباسط سيدا، الذي انتخب خلفاً لبرهان غليون.
ويتكون المجلس، الذي يعد من أبرز التجمعات السورية المعارضة، من عدة جماعات مثل كتلة المستقلين الليبراليين ومجموعة إعلان دمشق والإخوان المسلمين وأحزاب وشخصيات كردية والمؤتمر السوري للتغيير وشخصيات مستقلة.
وترأس غليون المجلس لثلاث دورات متتالية، قبل أن يستقيل تحت الضغط، وتم انتخاب سيدا بدلاً منه.
أما هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا، فتضم مجموعة من الأحزاب مثل حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وحزب العمال الثوري العربي وحركة الاشتراكيين العرب، وعدد آخر من الأحزاب.
وتتعارض توجهات الهيئة عن المجلس الوطني في أنها ترفض التدخل الخارجي أو تسليح الانتفاضة السورية.
ومن أبرز رموز الهيئة رئيسها الذي يقيم في الداخل المحامي حسن عبد العظيم المعارض والحقوقي هيثم مناع، وعبدالعزيز الخير ورجاء الناصر.
وفي 18 أغسطس 2011 التقت مجموعة من تنسيقيات واتحادات التنسيقيات السورية في مدينة اسطنبول التركية لتشكل فيما بينها الهيئة العامة للثورة السورية، وتتألف في مجموعها من 40 جماعة سورية معارضة في الداخل وتشكل ما يمكن أن يسمى بـ”الحراك الثوري”، ومن بين الأسماء البارزة في الهيئة، سهير الأتاسي.
وهناك تكتلات معارضة أخرى لا تشكل ثقلاً مثل الكتل السابقة، مثل، هيئة الإنقاذ السورية التي تهدف إلى نصرة ومؤازرة الثورة السورية السلمية في الجوانب السياسية والإعلامية والمادية، وتعمل خارج سوريا وداخلها.
ويرأس الهيئة عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، وأسامة الملوحي كرئيس للمكتب السياسي.
وتيار التغيير الوطني السوري، الذي قام الناشط في مجال حقوق الإنسان عمار القربي بتأسيسه احتجاجاً على طريقة عمل المجلس الوطني السوري.
وهناك المنبر الديموقراطي، ومن أبرز أعضائه الناشط المعارض ميشال كيلو وفايز سارة وسمير عيطة.
وثمة مجموعات معارضة أخرى، من بينها المجلس الوطني الكردي ومجالس العشائر والقبائل السورية.
المعارضة المسلحة:
يمثل الجيش السوري الحر العصب الأساسي للمعارضة المسلحة.
ويتألف الجيش السوري الحر أساساً من الضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، وهدفه “حماية المتظاهرين السوريين السلميين”، ويقوده العقيد المنشق رياض موسى الأسعد، فيما يترأس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ.
وللجيش السوري تشكيلات ميدانية، عبارة عن كتائب موزعة في أرجاء من سوريا، ويستند في تجهيزاته على الأسلحة الفردية التي أخذها الجنود المنشقون معهم.
المعارضة الداخلية:
وهي المعارضة التي ظلت داخل سوريا بشكل رئيسي، وهي متهمة من جانب تكتلات المعارضة السورية الأخرى بأنها محسوبة على النظام.
ولعل من أبرز الأعضاء في هذه المعارضة قدري جميل القيادي في حزب “الإرادة الشعبية”، وعلي حيدر الذي يترأس جناحاً منشقاً عن الحزب القومي السوري الاجتماعي.
وفي التغيير الوزاري الأخير في سوريا، حمل جميل وحيدر حقيبتين وزاريتين.
ناشطون: 80 قتيلا برصاص الأمن السوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد ناشطون بأن عدد القتلى الذين سقطوا الاثنين برصاص الأمن السوري ارتفع إلى 80 قتيلا، غالبيتهم في حمص ودير الزور.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا أوضحت أن 23 قتيلا سقطوا في حمص، و19 في حماة، و16 في ريف دمشق، معظمهم في دوما، و7 في دير الزور، و3 في حلب، و2 في كل من درعا ودمشق، وواحدا في اللاذقية.
وفي أحدث التطورات الميدانية، قالت اللجان إن قوات الأمن والجيش النظاميين تشن قصفاً عنيفاً على الزبداني، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش الحكومي.
وفي محافظة إدلب، اقتحمت قوة من الجيش قرية الناجية قرب جسر الشغور وسط إطلاق قذائف ورصاص عشوائي، فيما شهدت المنطقة طلعات للطيران الحربي.
وفي الأثناء، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن مناطق في محافظة إدلب تتعرض لقصف مدفعي عنيف من جهة الكورنيش الشمالي، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في الحي الشمالي من إدلب.
وذكرت شبكة شام الإخبارية المعارضة إن 15 قتيلاً سقطوا في ريف حماة، واصفة الأمر بأنه “مجزرة جديدة ترتكبها الشبيحة” الموالية للرئيس السوري بشار الأسد بالتنسيق مع أجهزة الأمن الرسمية.
وقالت اللجان إن 22 قذيفة هاون سقطت على النعيمة من منقطة المدينة الرياضية.
وأعلنت مصادر في المعارضة السورية الأحد مقتل 91 شخصا برصاص أجهزة الأمن.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير إن بين القتلى 6 أطفال، و3 سيدات، ومجند منشق، بالإضافة إلى قتيلين تحت التعذيب، وقتيل فلسطيني الجنسية.
غليون: المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق، برهان غليون، في حوار له مع سكاي نيوز عربية أن المرحلة الانتقالية ستتم على مراحل أساسية، يتمثل أهمها في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ثم إقامة مؤتمر وطني موسع يشارك فيه الشعب السوري بمختلف أطيافه.
جاء ذلك خلال مؤتمر المعارضة السورية الذي يعقد بالقاهرة بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلو، وعدد من وزراء الخارجية العرب.
وأكد غليون أن المعارضة السورية تسعى لإعداد وثيقة تعبر عن رؤيتها للمرحلة الانتقالية.
وأوضح المعارض السوري أن هذا المؤتمر الوطني سيفضي إلى إنشاء برلمان مؤقت، يعمل على تشكيل حكومة انتقالية تمهد لانتخابات شعبية ديمقراطية لاختيار الرئيس المقبل.
وقال غليون إن المجتمع الدولي مازال منقسما حيال رحيل الأسد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا طالبت الأسد بالتنحي مرارا، فيما قالت روسيا إن إنهاء الأزمة السورية لا يتعلق برحيل الرئيس السوري.
وأضاف: “رحيل الأسد مرتبط بالأحداث الميدانية التي يعيشها الشارع السوري، لا بالمجتمع الدولي وآرائه”، مشيرا إلى أن “كفة القوى في الميدان ستميل قريبا لصالح الشعب السوري، وهو الأمر الذي سيدفع الأسد للرحيل”.
وأوضح غليون أن المعارضة السورية ستستمر بالعمل مع المجتمع الدولي، لحثه على زيادة الضغوط على الحكومة السورية.
وشارك غليون في الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر المعارضة السورية الذى بدأ أعماله الاثنين بالقاهرة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير خارجية مصر الدولة المضيفة محمد كامل عمرو، ووزراء خارجية الكويت، والعراق، وقطر، وتركيا، وناصر القدوة نائب المبعوث العربي الأممي كوفي أنان.
كما شارك في الاجتماع نحو 250 من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج، حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية، أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.
المعارضة السورية في مؤتمر “لم الشمل“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إن الدول الكبرى اتفقت في مؤتمر جنيف على حتمية نقل السلطة في سوريا، واعتبر أن ثمة خطوات جرت في هذا السياق.
وقال العربي في كلمته خلال مؤتمر المعارضة السورية الذي يعقد بالقاهرة، إن الأطراف العربية ذهبت إلى مؤتمر جنيف بهدف الحصول على إشارة للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف العنف، ووضع جدول زمني لوقف العنف، والاتفاق على نقل السلطة، مشيرا إلى أن ما تحقق فعلا هو الهدف الأخير فحسب.
وحمل العربي النظام السوري مسؤولية حماية الشعب وشدد على حتمية العمل على توحيد المعارضة.
وقال إن كل محاولات إثناء الحكومة السورية عن استخدام العنف قد فشلت، مضيفا أن الحكومة لا تزال تتبع الخيار العسكري مما دفع المعارضة إلى الدفاع المشروع عن الشعب السوري.
وأضاف أنه لا يمكن المقارنة بين ما تقوم به الحكومة السورية من قمع واستخدام للأسلحة الثقيلة، وما تقوم به قوى المعارضة من دفاع عن النفس.
وعقد مؤتمر المعارضة السورية اجتماعا تشاوريا قبل بدء فعالياته شارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية مصر وتركيا والعراق والكويت وتونس ووزيرالدولة القطري للشؤون الخارجية.
وفي رسالة إلى المؤتمر وجهها الرئيس المصري محمد مرسي، شددت القاهرة على حتمية وقف العنف ضد المدنيين بشكل فوري، واعتبر أن دعم سوريا يمثل ضرورة استراتيجية بالنسبة لمصر.
وقال مرسي إن تضامن مصر مع الشعب السوري يمثل واجب أخلاقي، وأشاد بتضحيات الشعب السوري طلبا للحرية.
وشدد على رفض مصر لـ” استمرار شلال الدم” في سوريا، مؤكدا أن معارضة القاهرة رهن الوضع السوري بحسابات خارجية.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن المعارضة السورية عليها تمثيل الشعب السوري بشكل كامل، وتوحيد رسالتها، وتغليب المصلحة العليا للبلاد.
وقال إن موقف العراق لم يكن محايدا بين المعارضة والنظام وإنما كان مع الشعب السوري.
واعتبر وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح أن ما يحدث في سوريا يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وكشف تطلع بلاده إلى توافق المعارضة السورية على وثيقة مشتركة.
وقال وزير الخارجية التركي داودأوغلو إن الوضع في سوريا يتفاقم، مشيرا إلى أن القمع لا يمكن أن يقضي على إرادة الشعب السوري، وقال إنه لا يمكن لأحد أن يلوم الشعب السوري لما يحدث على الأرض.
وأكد أن النظام السوري خسر شرعيته دوليا وأمام شعبه.
ومن جهته اعتبر ناصر القدوة نائب المبعوث الدولي والعربي أن الخطوة الأولى للتقدم في سوريا هي وقف القتل في البلاد.
وأشار إلى أن بيان مؤتمر جنيف يمثل تطورا هاما يجب التعامل معه بإيجابية وبطريقة جادة.
وقالت عضو المجلس الوطني السوري ريما فلحان إن تشتت المعارضة لا يتماشى مع حجم التضحيات التي قدمها الشعب السوري.
وأشارت إلى أن ظروف المرحلة منعت بعض معارضي الداخل من المشاركة في المؤتمر.
وأضافت أنه لا أحد من المعارضة يقبل بقاء “النظام السوري الحالي”، مؤكدة في كلمتها بمؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة أن الثوار اختارو الدولة التعددية الديمقراطية.
سليمان: نرفض اجتياز قوة سورية لحدودنا
إيهاب العقدي- بيروت – سكاي نيوز عربية
وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتياز قوة سورية للحدود وتوقيف عنصرين من الأمن العام بالأمر المرفوض، معتبرا أنه يخالف القوانين والأعراف الدولية ويتجاوز مبدأ التنسيق الواجب بين البلدين على طول الحدود.
وعبر الرئيس اللبناني عن أمله “في إجراء التحقيقات اللازمة وتحديد المسؤوليات لعدم تكرار مثل هذه الأعمال، وحرصا على عدم تعكير العلاقات الثنائية القائمة على احترام سيادة كل من البلدين واستقلاله”.
وكانت السلطات السورية أوقفت فجرا عنصرين من الأمن العام اللبناني واقتادتهما من مركز البقيعة الحدودي اللبناني إلى داخل الأراضي السورية .
وقال الأمن العام اللبناني في بيان إن المركز الحدودي السوري المقابل تعرض لقذيفة من مسلحين من الجانب اللبناني، وجرى إطلاق نار أثناء ملاحقة قوة من الجيش السوري لمسلحين.
وأشار البيان إلى أن قوة سورية دخلت المركز الحدودي اللبناني واعتقلت عنصرين ثم أطلقت سراحهما في وقت لاحق .
وأوضح البيان أن التحقيقات مازالت مستمرة لكشف ملابسات ما جرى.
تركيا تستنفر 6 مقاتلات قرب سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
لليوم الثاني على التوالي استنفر الجيش التركي الأحد 6 مقاتلات من طراز إف-16 رداً على تحليق طائرات مروحية سورية قرب الأجواء المشتركة بين البلدين.
وقالت قيادة القوات المسلحة التركية في بيان لها الاثنين إنها نشرت 6 مقاتلات من طراز في ثلاث وقائع مختلفة رداً على اقتراب طائرات مروحية سورية من حدودها الأحد، مشيرة إلى أن المروحيات السورية لم تنتهك المجال الجوي التركي.
وأضافت في بيان أن المقاتلات انطلقت من قاعدة إنجرليك بجنوب تركيا رداً على تحليق المروحيات السورية في المنطقة الواقعة جنوبي إقليم هاتاي على بعد نحو 4 كيلومترات من الحدود التركية.
وكانت القوات المسلحة التركية قالت في بيان لها الأحد إن 6 مقاتلات إف-16 انطلقت من قاعدتين عسكريتين تركيتين بعد اقتراب طائرات مروحية عسكرية سورية من الحدود السبت.
وكان الجيش التركي أكد مجدداً الأحد أن سوريا أسقطت طائرته الحربية “إف-4” في المياه الدولية وليس في المجال الجوي السوري، وأعلن عن وصول غواصة أميركية قريباً لمواصلة أعمال البحث في مكان سقوط الطائرة.
وقالت هيئة أركان الجيش، على موقعها الإلكتروني “كما فسر ذلك عدة مرات، إن طائرتنا (وليس طائرتين كما قيل) أسقطت فوق شرق المتوسط في المجال الجوي الدولي، فيما كانت تحلق بشكل منفرد ولم تكن مسلحة وكانت تختبر أداء راداراتنا في المنطقة”.
قتلى وقصف لحماة وحمص ودير الزور
قصف الجيش السوري بلدة في ريف حلب ومناطق في حمص ودير الزور وريف دمشق، واجتاح مناطق بريف حماة، وأفاد ناشطون بأن 51 شخصا لقوا حتفهم اليوم برصاص الأمن بعد مقتل 91 أمس.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن خمسة قتلى سقطوا في دوما عندما اقتحمت قوات الأمن والشبيحة البلدة، كما قصفت قوات النظام بلدات تل رفعت والأتارب، وقصفت أيضا قسطون بحماة، وأفادت شبكة شام بأن خمسة أشخاص قتلوا في اقتحام الجيش لمدينة حلفايا في المحافظة نفسها.
وفي حمص قصف الجيش النظامي براجمات الصواريخ والمدفعية عدة أحياء في المدينة، كما استهدف القصف مدن وبلدات الرستن والقصير والغنطو. وأفاد ناشطون بأن مدينة تلبيسة تتعرض لقصف هو الأعنف منذ أشهر.
بموازاة ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف للجيش على عدة أحياء بدير الزور. وأفادت الهيئة بأن قصفا مروحيا استهدف بلدتي القورية والموحسن بدير الزور.
وقصف الجيش حمورية ومسرابا ومديرا بريف دمشق، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وفق لجان التنسيق المحلية.
كما تتعرض بلدة إعزاز بريف حلب المحاذي للحدود التركية لقصف مكثف بالمروحيات وراجمات الصواريخ منذ الصباح الباكر.
وأحرق جيش النظام مزارع في المنطقة، حيث تصاعدت سحب كثيفة من الدخان فوقها. وبث ناشطون في مواقع الثورة السورية في شبكة الإنترنت صورا تظهر آثار الدمار في البلدة.
أطراف العاصمة
وتتصاعد عمليات النظام الحربية في ريف دمشق، حيث اجتاحت القوات السورية الشوارع التي تتناثر فيها الجثث في أحياء المحافظة شبه المهجورة على أطراف العاصمة.
وأفادت شبكة شام بأن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت حي نهر عيشة في دمشق بالعتاد الكامل وبسيارات مجهزة بأسلحة رشاشة، وذلك في تصعيد تشهده دمشق وريفها كان من نتيجته عشرات القتلى.
وبث ناشطون سوريون صورا للمروحيات وهي تقصف مدينة زملكا، كما قصفت الحوامات مدينتي عربين وحمورية وبلدتي مسرابا ومديرا في ريف دمشق، وأعلن الناشطون مسرابا منطقة منكوبة حيث تتعرض لقصف مدفعي عنيف هي وحمورية وحرستا وسقبا.
وقد خرجت مظاهرات مسائية في مناطق مختلفة من سوريا, وذلك تضامنا مع منطقة زملكا دمشق التي قتل فيها أمس أكثر من 60 شخصا في تفجير أثناء تشييع أحد القتلى.
وتعاني مدن عدة في ريف دمشق من وضع كارثي، ويقول ناشطون إن أهالي مدينة دوما نزحوا عنها ولم يتبق إلا القليل، وامتلأت طرقها بجثث القتلى بعد أيام طويلة من القصف العنيف انتهت بسيطرة الجيش عليها في وقت متأخر الجمعة، كما ودعت مدينة زملكا عشرات من أبنائها قتلوا في انفجار أثناء تشييع أحد القتلى.
مظاهرة في كفر نبل بإدلب تطالب بسقوط النظام (الفرنسية)
وقالت شبكة شام إن القصف تواصل على حي طريق السد في درعا، كما تعرضت بلدتا طفس وداعل لقصف مدفعي، وفي مدينة بصرى الشام أطلقت قوات الجيش قذيفتي هاون سقطت إحداهما على منزل أصيب أهله بجروح ونقلوا إلى المشفى إثرها.
وتشهد بلدة البارة في مدينة إدلب عمليات نزوح جديدة بعد القصف العشوائي على البلدة وقنص كل ما يتحرك، وأفاد ناشطون بأن الجيش هدد عبر مكبرات الصوت بحرق كل بيت يغادره أهله، كما عثر في المدينة على جثث مجهولة الهوية قرب معسكر نظامي للجيش.
وقد أعلنت مجموعة من الثوار في العاصمة دمشق عن تشكيل كتيبة عسكرية جديدة أطلقت على نفسها اسم المقداد بن عمرو وتتبع كتائب الصحابة، وقال المتحدث باسم الكتيبة إن مهمتها هي حماية المتظاهرين العزل والدفاع عن المدنيين.
كما أعلن ضباط منشقون عن تشكيل المجلس العسكري لمحافظة حلب الذي يضم كل التشكيلات العسكرية في حلب وريفها، وتلا بيان التأسيس العميد الركن عبد الله عمر زكريا، ويضم المجلس عقيدين ومقدما ورائدا ونقيبا وأربعة ضباط برتبة ملازم أول.
المعارضة السورية تبحث مرحلة ما بعد الأسد
بدأ اليوم الاثنين في القاهرة برعاية الجامعة العربية مؤتمر تبحث فيه قوى المعارضة السورية الرئيسة رؤية موحدة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد وتوحيد صفوفها, لكن الجيش الحر سارع إلى إعلان مقاطعته المؤتمر ووصفه بالمؤامرة.
وافتتح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المؤتمر الذي يستمر يومين, ويشارك فيه وزراء خارجية العراق (رئيسة القمة العربية) ومصر والكويت (رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية) وقطر (رئيس اللجنة العربية الخاصة بسوريا), كما دعي إليه وزراء خارجية فرنسا وتركيا وتونس والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والموفد الأممي العربي كوفي أنان.
وقال نبيل العربي في افتتاح المؤتمر -الذي تشارك فيه 250 شخصية سورية معارضة- إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر صاغت وثائق وتمكنت من تجاوز العديد من نقاط الخلاف.
وأضاف أن الجامعة عملت على توفير الأجواء الملائمة للمؤتمر حرصا منها على استقلال المعارضة السورية التي يمثلها أساسا في هذا المؤتمر المجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا. وتابع أن الدول العربية ستدعم مساعي المعارضة السورية لتوحيد الصف, نافيا أن يكون للجامعة العربية أي أجندة تفرضها على المعارضة.
وقال إن الجامعة العربية ومجلس الأمن لا يمكن أن يغضا الطرف عن الجرائم الخطيرة التي يستمر النظام السوري في ارتكابها, وأضاف أنه لا يمكن مساواة ممارسات النظام بعمليات المعارضة الدفاعية.
ويأتي مؤتمر القاهرة بعد يومين فقط من اجتماع القوى الدولية في جنيف الذي قالت أطراف سورية معارضة بينها المجلس الوطني إنه لم يخرج بآليات واضحة أو جدول زمني لنقل السلطة، رغم أنه دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية تضم عناصر من نظام الأسد.
خريطة طريق
وقبيل افتتاح المؤتمر, قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع نجاحه. وأضاف صبرا أنه ستصدر عن المؤتمر وثيقتان هامتان، الأولى بعنوان “وثيقة العهد الوطني” والثانية بعنوان “خطوات المرحلة الانتقالية”.
وقال صبرا في تصريح منفصل لفرانس برس إن الهدف من مؤتمر القاهرة التوصل إلى رؤية موحدة بخصوص المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا.
من جهتها, قالت ريما فليحان الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا إن المؤتمر يسعى إلى وضع خريطة طريق للمرحلة القادمة. وأضافت أنه بذل جهد كي يمثل المؤتمر بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة السورية.
وشددت ريما فليحان في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية على أنه لا يوجد في سوريا من يرضى باستمرار نظام الأسد. في المقابل أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته مؤتمر القاهرة وعدّه مؤامرة.
وقال في بيان مشترك مع ناشطين معارضين إنه لا سبيل إلى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. واتهم البيان المشاركين في مؤتمر القاهرة برفض جملة من المطالب في مقدمتها التدخل العسكري الخارجي وتسليح الجيش الحر والمناطق العازلة والممرات الإنسانية.
كما اتهم البيان القائمين على المؤتمر بالسعي إلى منح فرصة أخرى لخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان كي يناور مجددا لإقناع الأسد بتطبيق خطته.
وأعلن البيان رفض قيادة الجيش الحر والناشطين الموقعين على البيان نفسه القرارات “الخطيرة” الصادرة عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف, معتبرا أن تلك القرارت ترمي إلى إنقاذ النظام السوري.
تحديد المسؤوليات
واتفق المسؤولون الذين تحدثوا في افتتاح مؤتمر القاهرة على ضرورة توحّد المعارضة السورية وعلى اتهام دمشق بعدم الإيفاء بتعهداتها.
فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن معاناة الشعب السوري لن تنتهي إلا إذا بدأت مرحلة انتقالية تحقق تطلعات الشعب السوري. وأضاف “نسعى من أجل رؤية موحدة لشعب سوريا ومصيره”, قائلا إن النظام السوري لم يف بالوعود التي أطلقها.
وصدرت دعوات مماثلة لتوحيد صفوف المعارضة السورية عن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
من جهته شدد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو على ضرورة وقف حمام الدم في سوريا, وأعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي فيها, قائلا إن وحدة سوريا خط أحمر.
مقاتلات تركية تزيد طلعاتها لتحذير سوريا
أعلن الجيش التركي اليوم الاثنين أنه دفع في ثلاث مناسبات بمقاتلات لدى اقتراب مروحيات سورية من حدود تركيا، وذلك في سياق توتر أعقب إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية غير مسلحة.
وجاء في بيان لقيادة الجيش أنه جرى نشر ست مقاتلات من طراز “أف 16” في ثلاث وقائع مختلفة على أثر اقتراب مروحيات سورية من الحدود التركية.
وأشار البيان إلى أن المروحيات -التي تستخدمها القوات السورية إما لقصف مواقع لمقاتلي الجيش الحر وإما للاستطلاع- لم تخترق الأجواء التركية.
وجاء في البيان أن المقاتلات انطلقت من قاعدة إنجرليك بجنوب تركيا ردا على تحليق المروحيات السورية جنوبي إقليم هاتاي (لواء إسكندرونة) على بعد ثلاثة أو أربعة كيلومترات من الحدود التركية.
وكانت قيادة الجيش التركي أشارت أمس إلى أن اثنتين من المقاتلات الست أقلعتا من قاعدة في باتمان بعد رصد مروحيات سورية على مقربة من الحدود جنوبي إقليم ماردين.
ولوح القادة الأتراك في وقت سابق بالرد بحزم على إسقاط الطائرة التركية (من طراز أف 4) التي تقول أنقرة إن الدفاعات الجوية السورية أسقطتها فوق المياه الدولية، في حين تقول دمشق إنها أسقطت فوق المياه الإقليمية السورية.
بيد أن أنقرة التي أرسلت أيضا قوات برية إلى الحدود المشتركة التي يعبرها يوميا لاجئون سوريون أكدت في الوقت نفسه أنها لا تعتزم مهاجمة سوريا ردا على إسقاطها الطائرة التركية.
وقالت هيئة أركان الجيش التركي في بيان سابق “طائرتنا أسقطت فوق شرق المتوسط في المجال الجوي الدولي فيما كانت تحلق بشكل منفرد ولم تكن مسلحة وكانت تختبر أداء راداراتنا في المنطقة”.
واشنطن بوست: أنهوا الثرثرة بشأن سوريا
دعت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في افتتاحيتها اليوم الدبلوماسيين إلى التخلي عن الثرثرة التي طالت بشأن سوريا، والتعاون من أجل إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي إنهاء الحرب التي لا يدري أحد ما يمكن أن ينتج عنها إذا استمرت أكثر من ذلك.
وقالت الصحيفة “هناك حاجة عاجلة لاتخاذ خطوة عملية في سوريا”، وأوضحت أن الرئيس الأسد أقسم خلال مقابلة تلفزيونية نادرة بثت هذا الأسبوع عبر التلفزيون الإيراني “باستئصال الإرهابيين”، وأشار للعالم بأن يفعل ما يريد.
ومضت تقول “لكن إذا أخذنا في الحسبان الاحتجاجات قرب قصر الرئاسة بدمشق أمس الجمعة حيث هتف الناس: لن نركع لغير الله، والعنف المتصاعد الذي عم البلاد بأكملها، سنقول إن الأسد لن يحل مشكلة”. وقد صدق الأسد فيما قال يوم الأربعاء إن سوريا “تعيش حالة حرب”.
مزيد من الكلام
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه القوات السورية بقصف المدن والقرى وقوات المقاومة تتعارك مع الجيش، يستعد العالم للمساهمة بالمزيد من الكلام. فمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان يقول إنه سيشكل مجموعة “عمل” تجتمع اليوم في جنيف وتضم دبلوماسيين من الدول الخمس الأعضاء بمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وتركيا والعراق والكويت وقطر. ويجيء هذا الاجتماع بعد انهيار مهمة أنان السابقة.
وقالت الصحيفة إنه إذا وجد المشاركون في اجتماع جنيف سبيلا للقيام بعمل ما “فإننا سنجد ذلك مشجعا، لكن كل المؤشرات تشير إلى أنهم سيظلون عالقين في قضايا هامشية”، فقبيل الاجتماع اختلفوا إزاء ما إذا كانت إيران أو السعودية ستشاركان في الاجتماع أم لا.
ووزع أنان وثيقة أولية تتضمن ضرورة تخلي الأسد عن السلطة في أي انتقال سياسي في سوريا كما طالبت الولايات المتحدة وآخرون، لكن ذلك ووجه بمعارضة من قبل روسيا الداعم الغيور لدمشق. وبالتالي يبدو أن مجموعة “عمل” أنان ستجيء إلى جنيف خالية الوفاض. وقالت الصحيفة “دعونا نأمل أن نكون مخطئين في حكمنا هذا”.
التفكير في القادم
وأكدت الصحيفة أن الواضح هو تدهور الوضع في سوريا، فقد ذكرت المعارضة السورية أمس الجمعة أن إجمالي عدد القتلى جراء قصف الجيش الحكومي لضاحية دوما شمال غرب دمشق يوم الخميس بلغ 190، وهي أعلى حصيلة تسجل في يوم واحد. كما أن التوتر مع تركيا جراء إسقاط الطائرة العسكرية بلغ مستوى عاليا، وحركة الانشقاق من الجيش مستمرة بما في ذلك هروب طيار بطائرته العسكرية من طراز ميغ إلى الأردن.
واختممت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة الدبلوماسيين المجتمعين في جنيف إلى التفكير في نوعية العنف القادم الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل إذا استمر الأسد في السلطة، والتفكير في أي ضاحية -مثل دوما- ستطولها قاذفات الجيش، وفي القنبلة التي ستنفجر بأحد الأسواق المكتظة مثل التي انفجرت في دمشق هذا الأسبوع قرب مجمع العدل، وهل ستظل الحرب السورية داخل سوريا فقط.
المصدر:واشنطن بوست
الجيش السوري الحر يدمر مطارين للنظام في حلب وحماة
القصف المدفعي متواصل على مناطق متفرقة من البلاد وعدد القتلى يرتفع لأكثر من 50 قتيلاً
العربية.نت
أعلن الجيش السوري الحر، اليوم الاثنين، تدمير مطارين عسكريين تابعين للنظام السوري، والسيطرة عليهما بالكامل.
وقال الجيش السوري الحر إنه تمكّن من تدمير مطارين عسكريين في ريفي حلب وحماة والاستيلاء على ما فيهما، في الوقت الذي يواصل فيه جيش النظام السوري استخدامه للطيران والصواريخ في قصف عدة مدن سورية.
وفي سياق متصل، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن انفجاراً ضخماً وقع في سجن حمص المركزي ترافق مع انقطاع التيار الكهربائي، وأن عدد القتلى وصل بنيران النظام إلى أكثر من 50 شخصاً اليوم.
واتهمت لجان التنسيق قوات النظام بإطلاق نار كثيف من حاجز البتروكيميا والحاجز الشمالي في دير بعلبة لتهجير الأهالي العائدين إلى الحي وسط تجدد القصف العنيف على حيّ الخالدية أو ما تبقى منه وعلى تلبيسة والقصور وجورة الشياح.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية بهجوم يشنّه مئات الجنود ترافقهم عشرات الدبابات على منطقة العب في دوما تحت غطاء من القصف العنيف.
ومن جهة أخرى قالت شبكة “شام” الإخبارية إن شبيحة من القرى الموالية للنظام في ريف حماة الشرقي وبالتعاون والتنسيق التام مع أجهزة الأمن نفذت مجزرة جديدة في قرية دوما راح ضحيتها 15 شخصاً على الأقل بعد اقتحامها وسط إطلاق نار كثيف على الأهالي، كما قامت بحرق العديد من المحلات التجارية وسلب محلات أخرى.
ولفتت الشبكة إلى أن منطقة إدلب تتعرض لقصف مدفعي عنيف، بالإضافة إلى حدوث اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر الجيش الحر وعناصر جيش النظام في الحي الشمالي.
وبدورها صرّحت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات من أمن النظام داهمت مدخل المجدل باتجاه مدينة حلفايا في حماة وقامت بتمشيط الأراضي الزراعية بحثاً عن منشقين، فضلاً عن عملية دهم أخرى عند مدخل المجدل باتجاه مدينة حلفايا في حماة وقامت بتمشيط الأراضي الزراعية بحثاً عن منشقين.
وفي درعا تتعرض بلدتا الغارية الشرقية والغارية الغربية لقصف مدفعي من قوات النظام التي استقدمت تعزيزات إلى مساكن الشيخ مسكين العسكرية، بحسب الهيئة.
موت السوريين جعل الاعتقال والتعذيب خبراً هامشياً
شباب عائلة “مستو” في دمشق في المعتقلات ونساؤها متواريات عن الأنظار
دمشق – جفرا بهاء
حلان لا ثالث لهما في سوريا، إما الاعتقال أو الموت، وكما امتد الموت إلى معظم مساحة سوريا، فإن الاعتقال يبدو وكأنه اتخذ من دمشق مركزاً له قبل أن أن يتزاحم الموت معه.
عائلة “مستو” السورية فيها من الشباب 5 إخوة ووالدهم، مروا على سجون النظام فرادى وجماعة، ذنبهم معروف وهو غير مغفور بالطبع.
محمد الشاب الأوسط في العائلة اعتقل بعد بداية الثورة بحوالي الشهر خلال زيارته لأهله في دمشق، وبقي في المعتقل شهرين، وكانت التهمة الموجهة له هو العمل كصحافي في واحد من المواقع الإخبارية العربية، التي تغطي أحداث الثورة السورية، وقبل الإفراج عنه تم وضعه أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما أن تصمت تماماً أو تخرج من سوريا بشكل نهائي، وهو الآن خارج سوريا ويتحرق شوقاً للعودة إليها.
وما إن خرج محمد من سوريا حتى بدأ استهداف العائلة كلها، فأجبر أخوه على توقيع ورقة تفيد بأنه من منظمي المظاهرات، وبالتالي اعتقاله تحت سبب قانوني، وأما ما كان يبكي الأم والأب معاً فهو أن ولدهم المعتقل بتهمة تصوير المظاهرات ونشرها على شبكة الإنترنت لم يكن يملك جهاز كمبيوتر، ولا يعرف “حتى ذلك الوقت” أي شيء عن الإنترنت.
وبعد أقل من شهر تم اعتقال الشابين الآخرين من العائلة “عدنان وزياد” ليقبعا في المعتقل حوالي الشهر والنصف دون أن يعرف أحد مكانهما أو تهمتهما.
تفاصيل اعتقالات هذه العائلة كثيرة، تتشابك لدرجة أنهم أنفسهم ينسوا من اعتقل أولاً، ومن خرج ليدخل مرة أخرى، ويتساءل والدهم، الذي خاض التجربة أيضاً: “لم أعد أدري كم مرة اعتقلوا زياد”.
تفاصيلهم التي لم تنتهِ إلى الآن تحولت لتصبح كابوسا، ما بين خروج ودخول وكأن المعتقل تحول ليصبح جزءاً هاماً من حياتهم، ليكون الأخ الأصغر “18 عاماً” أكثرهم تأثراً بتلك التجربة.
بعد شهر ونصف قضاها في المنفردة خرج إلى الهواء الطبيعي وضوء الشمس الحقيقي ظاهرياً، ليبقى السجن ساكنه وليتخذ من بعض العادات صديقة له من التفكير الطويل وعدم الاندماج، واقتصار حديثه تقريباً على التعذيب والمنفردة.
هذه الأيام الأب حول إلى سجن عدرا، بتهمة إضعاف الشعور القومي وحيازة السلاح، والأخ الأكبر مطلوب، والأوسط خارج سوريا إجبارياً، والأخ الثالث مختفٍ عن الأنظار.
منزل العائلة الذي كان يقيم فيه 10 أشخاص أصبح مهجوراً بسبب اقتحامه أربع مرات مع ما يترافق عادة مع الاقتحامات من تكسير وسرقة ممتلكات.
نساء العائلة تم تهريبهن إلى خارج الحي تماماً، وهن لا يجرؤن على الظهور خوفاً من انتقام النظام منهن في غياب رجال العائلة ما بين الهروب والاختفاء.
نظام الأسد لم يقتل ويدمر فقط، بل شتت العوائل في كل مكان وفي كل حي، واغتصب الفتيات. نظام الأسد أضعف الشعور بالإنسانية لدى السوريين في كل يوم
الأطراف السورية أمام مفترق طرق “جنيف“
“العربية.نت” تنشر استفتاء حول مدى إمكانية رفض أو قبول القرارات الصادرة عن الاجتماع الدولي
العربية.نت
أسفر الاجتماع الدولي من أجل سوريا في جنيف عن قرارات أجمعت على حكومة انتقالية محايدة، قد تشمل عناصر من النظام الحالي.
وشدد البيان الختامي على ضرورة وقف العنف، كما ندد بعملية التدمير وانتهاك حقوق الإنسان الحاصل في سوريا.
وأكد أن الخطوات الرئيسية لأي حل في سوريا يجب أن يبدأ بتأليف حكومة انتقالية ضمن بيئة محايدة تقوم بممارسة كافة الصلاحيات، وتشمل المعارضة وبقية الأطراف.
كما شدد على أن مجموعة العمل توصلت إلى نتيجة واحدة وهي ضرورة المضي بخطة النقاط الست، ووقف العنف فوراً من كافة الأطراف.
وينشر موقع “العريبة.نت” استفتاءً حول الموضوع، ويطرح الاستفتاء ثلاثة خيارات بخصوص قرارات مؤتمر جنيف بشأن سوريا وهل سيرفضها النظام والشعب والمعارضة أم سيقبلها النظام والمعارضة ويرفضها الشعب أم ستقبلها جميع الأطراف.
المعارضة السورية تبحث بالقاهرة المرحلة الانتقالية
مسودة المشروع تحدثت عن حل سياسي يبدأ بتنحية الأسد ورموزه
بيروت – محمد زيد مستو
توصلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية، المزمع عقده غداً الاثنين في القاهرة، إلى مشروع يدعو إلى تنحية النظام السوري بكافة رموزه، والبدء بمرحلة انتقالية في سوريا بشكل تفصيلي.
وينظم المؤتمر بدعوة من الجامعة العربية، التي وجهت دعوات للمجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والإخوان المسلمين وشخصيات معارضة مستقلة ونشطاء الحراك الثوري لحضور المؤتمر.
وذكرت مسودة المشروع التي صدرت عن اللجنة التحضيرية عقب انتهاء مشاوراتها أمس، أنها توصلت إلى مشروع وثيقة عهد وطني جامع، يشكّل أساساً لتسوية تاريخية شاملة ولدستورٍ جديد، كما اقترحت مشروعاً على المؤتمر الذي سينعقد في الثاني والثالث من شهر يوليو/تموز الجاري، يهدف إلى “تنحية الأسد عن السلطة ورسم معالم المرحلة الانتقالية، بطريقة تضمن انتصار الثورة”.
وتحدث المشروع عن حل سياسي في سوريا، يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة، وضمان محاسبة المتورّطين منهم في قتل السوريين، وذلك من خلال الاستمرار في الثورة بأيدي السوريين، ومن خلال غطاء عربيّ ودوليّ يحمي وحدة وسيادة واستقرار سوريا، تحت رعاية الأمم المتّحدة والجامعة العربيّة وقرارات مجلس الأمن، “مع إعطاء الفرصة لخطّة المبعوث المشترك”، وضمان وضع آليّة إلزاميّة لتنفيذها الفوري.
وطالب المشروع الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، بضرورة توحيد جهود المعارضة على كافّة الأصعدة من أجل تحقيق رحيل النظام الحاكم بأسرع وقتٍ ممكن والدعوة إلى دعم الحراك الثوري بكافّة أشكاله، وإلى توحيد قواه وقياداته، مع دعوة كافّة الأطراف للعمل بأشدّ الحرص على حماية السلم الأهلي والوطني.
وبعد تنحية النظام، فإن المشروع الذي أعدته اللجنة، يدعو إلى إقالة الحكومة وحلّ مجلس الشعب الحالي وتشكيل حكومة تسيير أعمال، بالتوافق بين قوى المعارضة السياسيّة والثوريّة، وسلطة الأمر الواقع الوطنيّة ومن لم “تتلطّخ أيديه بدماء السوريين أو بنهب المال العام”، وذلك على أسس تتوافق مع وثائق ومقرّرات مؤتمر القاهرة، لحين تشكيل حكومة انتقالية.
كما اقترحت اللجنة تشكيل هيئة عامّة للمحاسبة والمصالحة الوطنيّة، خلال المرحلة الانتقالية، وتحدثت للمرة الأولى عن وضع الجيش والأمن، حيث اقترحت توقيع وثيقة تفاهم بين من وصفتهم بـ”العناصر الشريفة”، الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من الجيش النظامي، وبين الجيش السوري الحر والمقاومة المسلحة، تنظّم عمليّات وقف إطلاق النار وسحب الجيش إلى ثكناته وضبط الأمن وحفظ السلم الأهلي والوطني برعاية وإشراف مجلس الأمن إذا اقتضى الأمر.
كما تقترح اللجنة التحضيرية تشكيل لجنة متابعة تنسّق بين كل أطراف المعارضة وتلتزم بتنفيذ كلّ ما ورد في وثيقتي ومقرّرات المؤتمر، الهادفة لتوحيد الرؤية السياسية تجاه جميع المستجدّات. ولكي تكون الخطوة الأولى على طريق عمليّة التوحيد الضروريّة لجهود المعارضة على جميع الأصعدة.
الحل السياسي يبدأ بتنحية الأسد
من جهتها اعتبرت بهية مارديني، عضو تيار التغيير الوطني، أن موضوع تنحية الأسد ورموز النظام الحاكم له أولوية بالنسبة للشعب السوري والمعارضة السورية بغض النظر عن تجاذبات المجتمع الدولي ومؤتمراته وتناقضات تصريحاته.
واعتبرت أن الحل السياسي يجب أن يبدأ بتنحية بشار الأسد ورموز السلطة ومحاسبة القتلة والبناء من جديد.
وأشارت إلى أن مجازر النظام وتدميره لسوريا وقصفه المستمر للمحافظات السورية دون استثناء، يجعل سوريا القادمة أمام مهمة جديدة ذات شق اجتماعي واقتصادي في البناء والعدالة وتعويض المتضررين وأسر “الشهداء” والجرحى والمعتقلين والمعاقين على نحو منصف وعادل ويضع الجميع أمام تحديات لا بد من تجاوزها سريعا.
العمليات العسكرية تتواصل
من جانبها تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق اليوم الأحد غداة يوم دام، تخلله اقتحام الجيش لمدينة دوما إثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، واستهداف موكب تشييع في زملكا أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن القوات النظامية قصفت مدينة داريا بمدافع الهاون بعد منتصف ليل السبت الأحد ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص”.
وتعرضت بلدة مسرابا فجراً للقصف ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح.
وأشار المرصد إلى سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف، حيث لم يسجل وقوع إصابات. وسقط في سوريا أمس السبت أكثر من 120 قتيلاً، من بينهم 30 على الأقل أثناء استهداف موكب تشييع لأحد قتلى الاحتجاجات في زملكا بريف دمشق.
قيادي بإعلان دمشق: مؤتمر القاهرة محاولة لإعادة النظر في السقوف السياسية المطروحة
روما (2 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال قيادي في إعلان دمشق المعارض إن مؤتمر القاهرة سيطالب تيارات المعارضة السورية بإعادة النظر بالسقوف السياسية المطروحة، وأعرب عن قناعته بصعوبة وجود قاسم مشترك بين هذه التيارات بسبب الهوة السياسية الواسعة بينها
ورأى القيادي في تجمع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي علي العبد الله،، أن مؤتمر توحيد رؤى المعارضة السورية الذي بدأت أعماله اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة، “لن يصدر عنه جديد ومهم، فهو ليس أكثر من خطوة على طريق إدارة الأزمة، وهدفه أن يطالب المعارضة السوري بإعادة النظر بالسقوف السياسية المطروحة”
واستعبد في حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يتم خلال المؤتمر إحداث خرق في المواقف السياسية بين تيارات وقوى المعارضة السورية، وأضاف “ليست مشكلة المعارضة السورية موقفها من النظام ومن الثورة، لكن داخلها سقوف متباينة من الصعب التنسيق بينها، لأنه لا يمكن المساومة على الموقف السياسي، يمكن الحديث عن تعديل التكتيك، أما المواقف السياسية فهي قضايا غير ممكن المساومة عليها أو إعادة النظر بها، وأرى أنه من الصعب وجود قاسم مشترك بين سياسات بينها هوة واسعة، بين إسقاط النظام والحوار معه” على حد تعبيره
وأضاف العبد الله “تطرح الدول العربية والأجنبية والأمم المتحدة والجامعة العربية مسألة الحوار بين النظام والمعارضة لأنه ليس لديها بعد موقف حاسم من النظام، إنها ترمي الكرة على المعارضة السورية لتبرئة ذمتها، ولتقول بأنها قامت بما عليها، لأن هناك ضحية وجلاد، فالنظام يقتل الشعب ويرفض أن يعطيه أدنى حق من حقوقه وهو متمسك بالخيار العسكري لضمان بقائه والحفاظ على امتيازاته، ثم يدعو المعارضة للتفاوض”. وأضاف لذا “النظام له ثوابته الواضحة وللمعارضة السورية ثوابتها الواضحة، وما وحدة المعارضة إلا نقلة حجر في رقعة شطرنج إدارة الأزمة، وهدفها إما تحميل المعارضة مسألة عدم الاتفاق أو إجبار بعض أطيافها المجلس الوطني لتخفيض السقف السياسي والجلوس على مائدة واحدة مع نظام قتل أكثر من عشرين ألف شهيد حتى الآن” وفق قوله
وقد افتتح اليوم مؤتمر لتوحيد رؤى المعارضة السورية يستمر يومين ستحاول من خلال قوى المعارضة رسم ملامح مستقبل الدولة السورية بمشاركة أكثر من مائتي معارض يمثلون معظم تيارات وقوى المعارضة، وبحضور ممثلين عن الجامعة العربية والأمم المتحدة وعدة وزراء خارجية عرب وغير عرب
وحول مبدأ الحوار الذي أقرته خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، قال المعارض السوري “حتى يكون الحوار واضحاً وقابلاً للتطبيق، على النظام أن يلتزم بجميع المبادرات العربية والدولية، وهو من خلال تعاطيه معها يرفضها، لأنه لا يشعر أن هناك سيف فوق رأسه، وبداية كلّف النظام نائب الرئيس فاروق الشرع في ملف الحوار، ومؤخراً قال لكوفي أنان إنه كلف مستشارته بثينة شعبان، أي ليس لديه ثقة بنائبه فكيف يثق بالمعارضة، والمعارضة بدورها لا تثق بالنظام، ويجب توافر مناخ حقيقي للحوار يجب أن يكون هناك قرار تحت الفصل السابع حتى يشعر النظام أنه مجبر على الحوار لا مخيّر”. وأضاف “ثانياً يجب وقف القتل وسحب الجيش وإطلاق سراح المعتقلين قبل الجلوس على طاولة الحوار، وإذا لم يحدث هذا سيكون الحوار مضيعة للوقت وفترة زمنية للنظام لمواصلة القتل حتى يُخمد الثورة ويُجبر الناس على رفع الراية البيضاء، ومع هذين الشرطين يجب وضع موضوع تنحي الرئيس على الطاولة، لأن المعارضة تؤكد أنه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل، قال أنه ينقذ البلد لكن أحد ينقذ البلد بتدميرها” حسب تقديره
وحول نتائج اجتماع جنيف وتأثيرها على مؤتمر القاهرة، قال العبد الله “كان لاجتمعاع جنيف ثلاثة أهداف مباشرة، الأول إيجاد حجة لاستمرار مهمة أنان في سورية وعدم إعلان فشلها، والثاني إعطاء غطاء للروس بأن هناك فرصة يُمكن البناء عليها، والثالث إعطاء غطاء للدول الغربية للقول بأنه هناك مبادرة تمشي وراءها، وهذا عملياً يؤدي إلى تمديد الأزمة”، وأضاف “إن كانت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن جادة فلتعلن عن اتفاق في مجلس الأمن تطالب فيه بوقف إطلاق النار اليوم وفوراً، لكن طالما لا يوجد تحديد زمني لوقف إطلاق النار فإن المعارضة السورية لن يكون لديها طريقاً مفتوحاً للحوار مع النظام، والضغط الخارجي ليس له طريق مفتوح حالياً وهو مؤجل إلى فترة غير محددة، وبالتالي على السوريين الاعتماد على الذات وعلى الدول القابلة للضغط على النظام لقبول انتقال السلطة بعملية سياسية”
تيرسي: شكوك حول إحتمال حوار المعارضة مع النظام في سوريا
روما (2 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن أن “هناك شكوكا كثيرة حول إمكانية أن يقرر زعماء المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة الحوار مع ممثلي نظام بشار الاسد”، تعليقا على دعوة اجتماع مجموعة العمل التي التقت يوم السبت في جنيف، لإطلاق حوار وطني شامل في سوريا
وفي تصريحات على هامش اجتماعات مجموعة الاتصال الدولية بشأن الصومال المنعقدة في مبنى وزارة الخارجية قصر (فارنيزينا) الاثنين، تحدث الوزير تيرسي عن “نص تسوية غير صريح حول المرحلة الانتقالية، لا سيما فيما يتعلق ببشار الاسد”، بينما “يُبدي وضوحا كبيرا حول إدارة المرحلة الانتقالية”، والتي “يجب أن تشمل جميع ممثلي المجتمع المدني” حسب قوله
وخلص رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى القول “لقد بدأنا للتو في العمل، لذلك من الجيد ان يكون لدينا حدا أدنى من التفاؤل” على حد تعبيره
الجامعة العربية تدعو المعارضة السورية للتوحد
بدأت اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة أعمال مؤتمر المعارضة السورية تحت رعاية جامعة الدول العربية بمشاركة أبرز جماعات المعارضة في الخارج في محاولة لتوحيد رؤيتها لمرحلة انتقالية سياسية في سوريا.
وفي افتتاح المؤتمرالذي حضره نحو 250 شخصية معارضة ، حض الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي جماعات المعارضة المجموعات على “عدم تفويت الفرصة والاتحاد”.
كما شدد على الحاجة الى نظام ديمقراطي تعددي “لا يميز بين السوريين”.
كما وجه ناصر القدوة نائب مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان نداء مماثلا وحض المعارضة السورية على “توحيد رؤيتها وادائها”.
وتأتي محادثات القاهرة بعد اعلان القوى الكبرى في جنيف السبت الاتفاق على خطة انتقالية رفضتها المعارضة ووسائل الاعلام السورية الرسمية.
مؤتمر المعارضة السورية
يحضر المؤتمر 250 شخصية سورية معارضة
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه على تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من الحكومة الحالية ولكن عنان أبدى شكوكه في أن يختار السوريون اشخاصا “ملطخة ايديهم بالدماء”.
عنف
ميدانيا، أفاد ناشطون سوريون معارضون بأن الجيش السوري النظامي يواصل قصفه لعدة مدن سورية من بينها حمص وريف دمشق.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ناشط من حمص قوله إن القصف طال صباح الاثنين “احياء جورة الشياح والخالدية والمدينة القديمة في حمص المحاصرة”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقر بريطانيا، أعلن الاسبوع الماضي أن اكثر من الف عائلة محاصرة في حمص وتفتقر الى ادنى مقومات الحياة خصوصا الخبز والمحروقات والادوية وناشد الصليب الاحمر الدولي التدخل لاجلاء المصابين والمدنيين.
وذكر المرصد أن ” مزارع حمورية وبلدة بيت سوا تتعرض لقصف متواصل لليوم الثالث على التوالي”.
كما أصيب خمسة أشخاص على الأقل في عربين بسبب “قصف المدينة بالطائرات ومدافع الهاون” وفقا للمرصد.
كما قتل أربعة مدنيين اثر سقوط قذيفة على سيارتهم في مدينة دير الزور.
من جانبها ذكرت الهيئة العامة للثورة وهي جماعة معارضة إن قرية دوما في ريف حماة تحت “حصار خانق من جيش وقوات النظام”.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن أكثر من 16 ألف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس / اذار العام الماضي بينهم أكثر من 11 ألف مدني.
BBC © 2012
قوات الأسد تواصل هجماتها وموسكو تدافع عنه مجددا
بيروت (رويترز) – اجتاحت القوات السورية الشوارع التي تتناثر فيها الجثث في احياء المعارضة شبه المهجورة على أطراف العاصمة يوم الأحد في الوقت الذي دخل فيه الصراع مرحلة جديدة اشتد فيها القتال قرب مقر حكم الرئيس بشار الأسد.
وقصفت القوات الحكومية ايضا مدنا اخرى في شتى انحاء البلاد بعد يوم من اقدام روسيا على حماية الاسد من جديد عن طريق عرقلة نص في اجتماع للقوى العالمية في جنيف كان من شأنه أن يدعو لتنحيه عن السلطة.
وبعد 16 شهرا من بدء الانتفاضة المناهضة للأسد التي قتل فيها اكثر من 10 الاف شخص وصل القتال العنيف والقصف الان إلى أطراف دمشق. ونشأ كذلك توتر جديد على الحدود مع تركيا في الايام الأخيرة بعد إسقاط القوات السورية لطائرة عسكرية تركية.
وقالت الناشطة المعارضة سوزان أحمد هاتفيا من ضواحي دمشق ان السكان في زملكا على اطراف العاصمة وجدوا صعوبة جمة يوم الأحد في دفن عشرات الأشخاص الذين قتلوا يوم السبت في هجوم بقذائف المورتر على مسيرة مناهضة للأسد.
وقال ناشطون ان اكثر من 40 شخصا قتلوا في الهجوم يوم السبت عندما اطلقت قوات الأمن قذيفة مورتر على جنازة رجل في زملكا كان قد قتل خلال قصف للحي.
وقالت الناشطة “الوضع سيء حقا اليوم في انحاء دمشق.”
وأضافت “الوضع في زملكا كان مثل مذبحة لكننا لم نستطع دفن جميع الشهداء بسبب خطورة الوجود في الشوارع ولا نستطيع علاج الجرحى فما من دواء.”
وقالت ان القوات الحكومية تداهم زملكا ودوما وهي بلدة يقطنها نصف مليون نسمة على اطراف دمشق وباتت شبه مهجورة بعد تعرضها للحصار والقصف من قبل الجيش للقضاء على مسلحي المعارضة.
وتابعت “دوما دمرت تماما..اذا ذهبت إلى دوما فستشم رائحة الجثث. باتت بالفعل مثل مدينة مهجورة.”
وفر مقاتلو الجيش السوري الحر يوم السبت من البلدة وقال السكان انهم يخشون من وقوع مذبحة على ايدي القوات التي تدخلها.
وقالت تركيا يوم الأحد ان مقاتلات من طراز إف-16 انطلقت إلى السماء قرب الحدود يوم السبت ردا على ثلاثة حوادث منفصلة اقتربت فيها طائرات هليكوبتر سورية من الحدود.
وقامت تركيا بتعبئة قواتها بعد اسقطت القوات السورية احدى طائراتها قبل عشرة ايام. كما أرسلت قوات نحو الحدود في الايام الاخيرة وقالت انها ستعتبر اي قوات سورية تقترب من الحدود معادية.
ولم تفلح الجهود الدبلوماسية التي تبذل على أعلى المستويات في ايجاد حل للازمة السورية حتى الان وأظهر اجتماع عقد في جنيف يوم السبت للقوى العالمية ان الدول الغربية والعربية لم تتمكن بعد من اقناع روسيا والصين بالتخلي عن دعمهما للأسد.
واستخدمت الدولتان مرارا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمنع صدور قرارات تطالب الأسد بالتخلي عن السلطة.
واتفقت الاطراف المشاركة في الاجتماع الذي دعا اليه الوسيط الدولي كوفي عنان على ضرورة اقامة حكومة وحدة انتقالية في سوريا لكن موسكو وبكين نجحتا في حذف عبارة كانت تقترح استبعاد الأسد من اي ترتيبات جديدة.
ويقول مسؤولون غربيون ان النص الذي اتفق عليه خلال المحادثات التي وصفت بانها محاولة اخيرة لوقف العنف المتزايد لا يزال يتضمن بشكل غير مباشر تنحي الأسد لكن موسكو تقول انه لا يحتوي على ذلك.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مناهضة للأسد تراقب اعمال العنف وتتخذ من بريطانيا مقرا لها ان اكثر من 150 شخصا قتلوا يومي السبت والاحد. واضاف المرصد انه وقع قصف في محافظة درعا الجنوبية ومدينة حمص بوسط البلاد التي تتركز عليها حملات القمع منذ فترة طويلة.
وقال وليد فارس وهو نشط معارض يعيش في حي الخالدية بوسط مدينة حمص “نستطيع ان نسمع القصف في مناطق مختلفة من مدينة حمص اليوم.” وتفرض السلطات السورية قيودا مشددة على وسائل الاعلام الامر الذي يصعب معه بشدة التحقق من صحة مثل تلك التقارير.
وقال النشط “انهارت بناية مؤلفة من ثلاثة طوابق حيث يستخدم الجيش السوري قذائف مورتر كبيرة” مضيفا ان سبعة اشخاص قتلوا يوم الأحد واصيب 14 اخرون.
وباءت جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاجلاء المدنيين والجرحى من حمص بالفشل مرتين منذ ان قالت اللجنة انها حصلت على ضمانات في 20 يونيو حزيران من السلطات ومقاتلي المعارضة للسماح لقوافلها بالمرور.
وقال الصليب الاحمر ان العنف حال دون توفر الامن للقوافل في كلا المحاولتين.
وقال الناشط وليد فارس ان المدنيين محاصرون في قلب المدينة حيث يحاصر الجيش الاحياء الواقعة بوسط المدينة وينشر قناصته على الاسطح لاطلاق النار على الناس في الشوارع.
وقال في اتصال من خلال الانترنت “لا يوجد مكان آمن للمدنيين.”
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت ان اتفاق جنيف لا يتضمن أي اشارة ضمنية الى تنحي الأسد نظرا لعدم وجود اي شرط مسبق باستبعاد اي مجموعة من حكومة الوحدة الوطنية المقترحة.
ومع ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان تشكيل حكومة وحدة سيتضمن انهاء حكم الأسد لأن المعارضة لن توافق على الاشتراك فيها ما لم يرحل الأسد.
وقال فابيوس لمحطة (تي اف 1) التلفزيونية “لن توافق المعارضة أبدا عليه للك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد وإن أمره منته.”
وقال مبعوث السلام كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة بعد محادثات جنيف ان الحكومة الانتقالية يجب أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة ويتعين عليها ترتيب إجراء انتخابات حرة.
وقال عنان للصحفيين “الوقت ينفد.
“نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات.”
وخطة عنان للتوصل إلى حل من خلال التفاوض للصراع في سوريا هي الخطة الوحيدة المطروحة على الطاولة لكن حكومة الأسد تتجاهلها من حيث الاساس مع فشل وقف اطلاق النار وإعلان مراقبي الامم المتحدة غير المسلحين انهم لا يستطيعون اداء مهمتهم في ظل استمرار العنف.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
من اوليفر هولمز
راسموسن يهون من خطر وقوع صدام تركي سوري
بروكسل (رويترز) – هون الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندريس فو راسموسن يوم الاثنين من خطر وقوع مواجهة عسكرية بين تركيا وسوريا وقال ان انقرة محقة في تعزيز دفاعاتها على الحدود السورية.
وعززت تركيا قواتها ودفاعاتها الجوية على الحدود الجنوبية منذ اسقطت سوريا إحدى طائراتها يوم 22 يونيو حزيران في حادث شدد التوتر بينهما.
وسئل راسموسن في مؤتمر صحفي إن كان يشعر بالقلق بخصوص الحشد العسكري التركي وإن كان ثمة احتمال ان يؤدي الى مواجهة عسكرية مع سوريا فقال “كلا بالعكس. أنا أشيد بتركيا لما أبدته من ضبط للنفس برغم حادث الطائرة المأساوي للغاية.”
واضاف “أرى أن من الطبيعي تماما ان تتخذ تركيا الخطوات الضرورية لحماية شعبها وأرضها.”
وقال ان حلف شمال الاطلسي تلقى طلبا من تركيا أن ينشر طائرات من نوع أواكس أو عتاد عسكري اخر.
وفي اجتماع طارئ عقد في بروكسل الاسبوع الماضي أدان حلفاء تركيا في حلف شمال الاطلسي سوريا لاسقاطها الطائرة العسكرية التركية لكنهم لم يهددوا برد عسكري.
وتقول سوريا انها اسقطت الطائرة التركية دفاعا عن النفس وانها اسقطت في المجال الجوي السوري. وتقول تركيا ان الطائرة اخترقت المجال الجوي السوري بطريق الخطأ لبضع دقائق لكنها اسقطت في المجال الجوي الدولي.
وقالت قيادة القوات المسلحة التركية يوم الاثنين إنها نشرت ست مقاتلات من طراز (إف-16) في ثلاث حالات مختلفة ردا على اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من الحدود يوم الأحد.
وقال راسموسن إنه يتوقع ان يتلقى حلف شمال الاطلسي من تركيا هذا الاسبوع معلومات جديدة بشأن الوضع على الحدود التركية السورية. لكن مسؤولا في الحلف قال انه لا توجد اي خطط حاليا لعقد اجتماع رسمي للحلف على مستوى المندوبين الدائمين.
وقال راسموسن ان الحلف يتابع التطورات في سوريا بقلق بالغ و”يباشر بجدية” اجراء مشاورات سياسية بشأن الوضع هناك.
لكنه كرر ان الحلف ليس لديه اي نية للتدخل عسكريا في سوريا ودعا الى حل سياسي.
(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
رويترز
الثوار السوريون يحفرون مئات القبور الاحتياطية
دمشق: عمد الثوار في سوريا على حفر أعداد كبيرة من المقابر الاحتياطية لتكون جاهزة لدفن موتاهم الذين تزيد أعدادهم في ظل ظروف غير اعتيادية يتزايد فيها القصف العشوائي والمجازر التي يقوم بها النظام.
فبعد المجزرة والقصف المتواصل على مدينة “دوما” في ريف دمشق قام الأهالي بحفر 500 قبرًا جاهزُا تأهبًا لأعداد أخرى من القتلى في الأيام القادمة جراء القصف المدفي وحملات الإبادة التي يقوم بها النظام.
وفي حديث لعدد من النشطاء في حمص مع “الأناضول” قالوا إن “ظروف الدفن في سوريا تختلف تماما عن أي بقعة في الأرض، حيث إن أعدادا كبيرة من قتلى الثورة السورية دفنوا في ظروف صعبة، وتحت زخات الرصاص والقصف بالطائرات والمروحيات، نتيجة لاستهداف الأجهزة الأمنية مراسم التشييع بإطلاق الرصاص الحي على المشيعين.
وتابعوا أن ظروف الدفن في المقابر تكون صعبة جدا، وتمتلأ بسرعة بسبب أعداد القتلى الكبيرة، موضحين أن بعض الشباب يقومون بنقل الجثامين إلى المقابر ودفنها في عملية لا تستغرق دقائق معدودات. كما أنها عملية تجري دون حضور ذوي القتلى أو أصدقائهم لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم والصلاة عليهم والدعاء لهم، بحسب قولهم.
تركيا تستنفر طائراتها.. وتحذر نظام الأسد من تجاوز الحدود
مستشار غل لـ«الشرق الأوسط»: لا نريد اختبارا لحدود صبرنا * الجيش الحر يشكل كتيبة لحماية المحتجين في دمشق
بيروت: ثائر عباس ويوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»
وضعت تركيا طائراتها في حالة استنفار، موجهة إنذارا عمليا إلى النظام السوري من اقتراب طائراته من الحدود المشتركة بين البلدين، وفقا لـ«قواعد الاشتباك» الجديدة التي أقرتها انقرة أخيرا. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده ستستهدف أي وحدة عسكرية سورية «عدائية بمجرد اقترابها من الحدود، حتى ولو لم تخترقها».
وأعلنت أنقرة أمس أنها أرسلت أول من أمس طائراتها من طراز «اف 16» إلى الحدود لمواجهة مروحيات سورية اقتربت إلى نحو 4 كيلومترات من الحدود. وقال الناطق بلسان الخارجية التركية سلجوق أونال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطائرات السورية كانت تقترب من الحدود بشكل عدائي، مما أجبرنا على اتخاذ إجراءات احتياطية».
وقال إرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل، إن «تركيا لم تكن البادئة بتغيير قواعد الاشتباك، لكن النظام السوري دفعها إلى ذلك عندما أسقط طائرتنا من دون إنذار في المياه الدولية».
وردا على سؤال حول احتمالات حصول الحرب مع سوريا، أوضح هورموزلو لـ«الشرق الأوسط»، أن «تركيا لا تريد أن تنفرد بشيء إلا إذا كان هناك إجماع دولي عليه»، مشددا على «أننا لا نريد لأحد بعد اليوم أن يختبر صبر تركيا».
ميدانيا، استمرت قوات النظام في قصفها العنيف لمدينة دوما، في ريف دمشق، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، وأعلنت كتائب «الصحابة»، التابعة للجيش السوري الحر، عن تشكيل كتيبة «المقداد بن عمرو»، لتكون أول كتيبة يعلن عن تشكيلها وسط العاصمة دمشق. وأشارت في بيان إلى أن مهمة الكتيبة هي «حماية المظاهرات السلمية والمدنيين من بطش عصابات الأسد المجرمة، والضرب بيد من حديد على من يساند النظام في حربه ضد شعبنا».
أكثر من 50 قتيلا معظمهم بريف دمشق.. والطيران الحربي يقصف عربين ودير الزور
أنباء عن انفجارات غامضة في العاصمة السورية.. وتحذيرات من كارثة إنسانية في دوما
بيروت: يوسف دياب
حصدت أعمال العنف التي عمت معظم المناطق السورية أمس أكثر من 50 قتيلا، أغلبهم سقطوا في مدينة دوما بريف دمشق وإدلب وحمص وحماه ودرعا، وذلك جراء قصف الجيش السوري النظامي لهذه المناطق، وتنفيذ عمليات مداهمة واشتباكات مع الثوار ومنشقين. وقصف الطيران الحربي مدينتي عربين ودير الزور في ريف دمشق، في وقت حذر فيه ناشطون من كارثة إنسانية في مدينة دوما بسبب اقتحام الجيش النظامي للمستشفيات الميدانية، ومنعه الأطباء من الوصول إليها لتقديم الإسعافات للجرحى والمصابين.
واستهل يوم أمس بسقوط 30 قتيلا في دوما ومحيطها وبلدات أخرى في ريف دمشق، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، بسبب العدد الهائل للمصابين واقتحام الجيش للمستشفيات ومنع الأطباء من الوصول إليها لمعالجة الجرحى وفقدان الإسعافات والمواد الطبية الأساسية، ما يهدد حياة مئات الجرحى.
وأفاد الناشط محمد الدوماني بأن «انسحاب الجيش الحر من دوما لم يحل دون إصرار قوات النظام على تدميرها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المدينة لا تزال هدفا للقصف المدفعي العنيف مما أدى إلى احتراق عدد كبير من منازلها، وسقوط عشرات القتلى والجرحى». مشيرا إلى أن «النظام قصف مدينتي عربين ودير بالطيران الحربي».
وأوضح شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» مشاهدة طائرات حربية تحلق على علو منخفض فوق مدينة دوما، التي تعرضت ومزارعها يوم أمس للقصف بالصواريخ، بالإضافة للقصف المدفعي العنيف من المدافع المتمركزة داخل سجن عدرا.
إلى ذلك، أعلن ناشطون أن بلدة خربة غزالة في درعا تعرضت لقصف بمدافع الهاون وسط تحليق للطيران المروحي فوقها. وأكد هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «جيش النظام اقتحم مدينة كفر شمس في درعا بعدد كبير من الدبابات والجنود، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في درعا المحطة». ولم يختلف المشهد في ريف حماه، حيث أفيد بتعرض مدينة قسطون لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية الثقيلة، واقتحام الجيش النظامي مدينة حلفايا بعدد من الدبابات وعربات الـ«بي إم بي» وسط إطلاق نار كثيف من طائرات مروحية كانت تحلق في أجواء المدينة لتأمين التغطية للتوغل العسكري في المدينة.
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «قصف طاول دوما التي تفتقد إلى الطعام الكافي وإلى الكهرباء والماء الجاري، ولم يتبق فيها إلا نحو مائة عائلة أغلب أفرادها نساء وأطفال، بعد أن فر الرجال خشية اعتقالهم».
وأكد المرصد، أن «الكثير من الجرحى فارقوا الحياة بسبب الظروف الطبية الصعبة في دوما، التي تملأ طرقها وأرصفتها جثث القتلى، واستمرار الطوق العسكري المفروض عليها من الجيش السوري». وأشار المصدر إلى «سماع دوي انفجارات في دمشق وريفها، ولا سيما في مدينة المعضمية دون تسجيل إصابات».
كما وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، و«مركز دمشق لحقوق الإنسان» مقتل 29 شخصا بنيران قوات النظام أمس معظمهم في إدلب وريف دمشق وحماه، وبين الضحايا طفل وأربع نساء. وتحدثت الشبكة عن «مقتل 10 في إدلب و7 في ريف دمشق و5 في حماه و3 في حمص و2 في كل من حلب ودرعا وواحد بدير الزور». ونقلت عن ناشطين قولهم «إن اشتباكات دارت (أمس) بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في محافظة دير الزور، كما اندلعت اشتباكات في إدلب وحلب، وفي حماه وحمص، التي قتل فيها ستة أشخاص في انهيار ثلاثة مبان سكنية واحترقت جراء قصف استهدفها منذ ساعات الصباح الأولى».
أما «الهيئة العامة للثورة»، فأعلنت من جهتها أن «قصفا بالمروحيات والهاون طال حيي جوبر والسلطانية في حمص والأحياء القديمة ومنطقة تلبيسة، في حين شهدت درعا المحطة في محافظة درعا مداهمات واعتقالات، وتجدد القصف العشوائي على درعا البلد، وتعرضت دارة عزة بريف حلب لقصف مماثل».
وتعليقا على القتل المتزايد، أكد ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «تزايد عدد القتلى وارتكاب المجزرة تلو الأخرى هو دليل على أن النظام فقد أعصابه، وأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الأرض». واعتبر الضابط القيادي، أن «تصرفات (الرئيس السوري) بشار الأسد تذكر بالأيام الأخيرة من حياة (العقيد الليبي الراحل) معمر القذافي ونظامه»، لافتا إلى أن «الأسد وعصاباته باتوا الأضعف على الأرض مهما أمعنوا في إجرامهم».
في المقابل، أعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن «الجهات المختصة في محافظة حماه ألقت القبض على أحد أفراد المجموعة الإرهابية التي اعتدت أمس (أول من أمس) على قوات حفظ النظام في بلدة حلفايا». ونقلت الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله، إنه «تم إلقاء القبض على الإرهابي تمام محمود الحميد، أحد الإرهابيين الذين شاركوا بالاعتداء على قوات حفظ النظام بالمنطقة».
الجيش الحر يعلن تشكيل كتيبة جديدة وسط دمشق للدفاع عن المتظاهرين
زملكا تدفن 60 قتيلا بمقبرة جماعية قضوا في تفجير تشييع السبت
لندن: «الشرق الأوسط»
في تطور جديد، أعلنت كتائب «الصحابة»، التابعة للجيش السوري الحر، عن تشكيل كتيبة «المقداد بن عمرو»، لتكون أول كتيبة يعلن عن تشكيلها وسط العاصمة السورية دمشق.
وبثت كتيبة «الصحابة» فيديو يظهر مجموعة كبيرة من الملثمين المسلحين وقد ربطوا رؤوسهم بشرائط خضراء، وجاء في بيان تلاه أحدهم أن «نهاية النظام ستكون في دمشق»، وذلك بعد توضيحه أن تشكيل كتيبة «المقداد بن عمرو» وسط دمشق جاء بعد أن قام النظام «الأسدي بارتكاب أبشع المجازر بحق شعبنا الأعزل، على امتداد التراب السوري»، وأنه «ما زال – وتحت أنظار العالم وسمعه – يقوم بحملة إبادة ممنهجة لكل المدن الثائرة عليه»، كما حول النظام مدينة دمشق إلى «ثكنة عسكرية بكل معنى الكلمة، وارتكب فيها أنواع القتل والاعتقال والتنكيل بالمدنيين الآمنين والاعتداء على حرمة بيوت الله تعالى».
وأشار البيان إلى أن الكتيبة تنضوي «تحت كتائب (الصحابة) التابعة للجيش السوري الحر»، وأن مهمتها هي «حماية المظاهرات السلمية والدفاع عن المدنيين من بطش عصابات الأسد المجرمة، والضرب بيد من حديد على من يساند النظام في حربه ضد شعبنا».
وجاء الإعلان عن تشكيل كتيبة للجيش الحر وسط العاصمة، غداة مقتل أكثر من ثمانين شخصا وجرح المئات جراء انفجار في موكب تشييع في زملكا بريف دمشق، ورجح ناشطون أنه نجم عن استهداف مروحية حربية لموكب التشييع، كما تم بث لقطات فيديو على شبكة الإنترنت أظهرت لحظة وقوع الانفجار وسط الحشد، وبينت آثار الانفجار؛ حيث ملأ دخان رمادي الجو قبل انقشاعه لتظهر الجثث. كما ظهرت على الأرض جثة رجل ملفوفة بكفن أبيض قيل إنه قتيل أمس، وكانت مرفوعة فوق رؤوس المشيعين قبل لحظات، كما ظهرت عشرات الجثث المبعثرة على الأرض والنار تشتعل فيها.
وبحسب ناشطين، فإن قوات الأمن أطلقت النار على المسعفين، وقتل طبيب توجه للمساعدة في الإسعاف، جرى تشييعه أمس. كما قام أهالي زملكا أمس بدفن قتلى التفجير في مقبرة جماعية، وتم بث صور الدفن على شبكة الإنترنت. وأشار الناشطون إلى أنه تم دفن نحو ستين قتيلا في زملكا، والباقون كانوا من مناطق أخرى حيث جرى تشييعهم في مناطقهم.
ونقلت تقارير إخبارية أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في ريف دمشق أمس، إثر سقوط قذائف هاون على مدينة داريا، كما قتل مدني في مدينة التل خلال اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي. إضافة إلى مشاهدة تحليق للطيران المروحي الحربي في سماء الغوطة الشرقية وبعض أحياء دمشق؛ حيث حلقت طائرات فوق حيي الميدان والقابون وبلدة زملكا، كما قامت طائرات حربية بقصف بلدة حمورية ومزارعها.
الأمن السوري يحاصر المقابر ويمنع الأهالي من زيارة ضحايا الاحتجاجات
بعضها تحول إلى ثكنات عسكرية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يشير ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد إلى أن قوات الأمن والشبيحة تفرض حصارا أمنيا مشددا على بعض المقابر التي يدفن فيها الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام الحكم. ويلفت الناشطون إلى أن بعض المقابر في المناطق المنتفضة تحولت إلى ثكنات عسكرية، حيث يقيم عناصر الأمن حواجز عسكرية، رافضين دخول أي شخص يريد زيارة قبر لقريب له ممن تم قتلهم في الفترة الأخيرة.
ويصف ماجد الذي يتحدر من بلدة طفس في ريف درعا إجراءات أجهزة الأمن المتخذة حول المقابر بـ«المشينة واللاأخلاقية»، معتبرا أن «هذه الممارسات تنتمي إلى عالم الوحوش الذي تكلم عنه الأسد في خطابه الأخير وليس إلى عالم الإنسانية.. وإلا فكيف يتم منع أم قتل ابنها ظلما من زيارة قبره والبكاء عليه؟!». ويضيف ماجد لـ«الشرق الوسط»، أن المقابر في بلدته تم إغلاقها بواسطة الأمن، ومنع الناس من دخولها بعد مضي فترة على اندلاع الثورة ومشاركة الأهالي في المظاهرات المطالبة بالحرية. وفي مدينة دير الزور شرق سوريا، يروي سعيد، أحد الناشطين، أن فرع الأمن السياسي حاصر المقابر في أحياء أبو عابد والشيخ ياسين، واعتدى على الناس الذين أرادوا زيارة قبور أقربائهم الذين قتلوا برصاص الأمن السوري. وينقل الناشط المعارض عن أم قتل ابنها خلال الأسابيع الماضية في اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر قولها: «لم أستطع زيارة قبره منذ دفنه بسبب حصار الأمن للمقبرة التي دفن فيها».
ويقول سعيد إن «النظام السوري منذ بداية الثورة ضده كان حريصا على ملاحقة الناس الذين يشيعون قتيلا ما إلى المقبرة، وتفريقهم هناك بحيث يمنع تحويل الجنازة إلى مظاهرة ضد نظام الحكم». ويتابع «في الفترات الأخيرة صارت قوات الأمن التابعة للنظام تفرض حصارا أمنيا على المقابر التي يدفن فيها الشهداء خوفا من أن تتحول زيارة القبور إلى مظاهرة تهتف ضد نظام بشار الأسد».
من جانبه، يقول محمد، وهو أحد أعضاء تنسيقيات مدينة حماه للثورة السورية، إن «الأمن السوري – مدعوما من الشبيحة – قام باقتحام العديد من المقابر ونبش القبور ممثلا بجثث أصحابها»، ويضيف محمد: «حصل ذلك في ريف مدينة حماه والمناطق المحيطة به أثناء الاقتحامات». ولا يتفق محمد مع الكلام القائل إن النظام السوري يعتمد هذه السياسة بغرض منع تحويل زيارات المقابر إلى مظاهرات معارضة له، قائلا: «لو كان الأمر كذلك لسمحوا لأقرباء الموتى بالدخول لزيارة القبور بشكل فردي، النظام يريد أن يمارس سياسة استئصالية ضد المتظاهرين، تقوم على الاعتقال والتعذيب والقتل والحرق وملاحقة الموتى إلى قبورهم لمحاصرتهم هناك»، ويتابع «نظام الأسد لا يكتفي كبقية النظم الاستبدادية باعتقال معارضيه، إنما إزالتهم عن الوجود.. وهذا ما يفسر محاصرة المقابر ومنع الناس من زيارة أبنائهم القتلى».
يذكر أن ارتفاع منسوب القمع في سوريا من قبل قوات الأمن والجيش بحق المنتفضين ضد الحكم، وازدياد عدد الضحايا الذين يسقطون من جراء ذلك، دفع الناس إلى دفن أبنائهم خارج المقابر في الحقول والحدائق العامة.. وهو ما حدث في مدينة حماه حين اقتحمتها قوات النظام السوري، فتحولت الحديقة الرئيسية في المدينة إلى مقبرة بسبب كثرة الجثث، كما يؤكد الناشطون.
تركيا تترجم التغييرات في قواعد الاشتباك.. وترسل 6 طائرات حربية قرب الحدود مع سورية
مستشار غُل لـ «الشرق الأوسط»: لا نريد اختبارات لصبرنا بعد اليوم
بيروت: ثائر عباس
وجهت تركيا إنذارا عملانيا إلى سوريا تأكيدا لتحذيراتها السابقة من اقتراب الطائرات السورية من الحدود المشتركة بين البلدين وفقا لـ«قواعد الاشتباك» الجديدة التي أقرتها تركيا، فبعثت بطائراتها إلى الحدود لمواجهة مروحيات سورية اقتربت لنحو 4 كيلومترات من الحدود.
وقال الناطق بلسان الخارجية التركية سلجوق أونال لـ«الشرق الأوسط» إن «الطائرات السورية كانت تقترب من الحدود بشكل عدائي، ما أجبرنا على اتخاذ إجراءات احتياطية»، بينما أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن تحريك الوحدات العسكرية التركية عند الحدود مع سوريا «يسير وفق المخطط الذي وضعته قيادة الأركان»، مشيرة إلى أن هذه التحركات لا تهدف إلى شن حرب على سوريا، لكنها احتياطات أمنية وعسكرية «تحسبا لجميع الاحتمالات».
وأشار المصدر إلى أن قواعد الاشتباك مع سوريا تغيرت، بحيث أصبحت أي وحدة عسكرية سورية «عدائية بمجرد اقترابها من الحدود، ولا حاجة بها لاختراق الحدود التركية». وأوضح أن أي طائرة «يعتقد» أنها ستتجاوز الحدود «سيتم التعامل معها».
وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو إن «تركيا لم تكن البادئة بتغيير قواعد الاشتباك، لكن النظام السوري دفعها إلى ذلك عندما أسقط طائرتنا من دون إنذار في المياه الدولية». وردا على سؤال حول احتمالات حصول الحرب مع سوريا، أوضح هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيا لا تريد أن تنفرد بشيء إلا إذا كان ثمة إجماع دولي عليه»، مشددا على أننا «لا نريد لأحد بعد اليوم أن يختبر صبر تركيا».
وأعلن الجيش التركي أن «مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات السبت»، لافتا إلى أنه «تم إرسال دوريات تركية جوية إلى الحدود». وأوضحت هيئة الأركان التركية في بيان على موقعها الإلكتروني أنه «لم يحصل انتهاك للمجال الجوي التركي»، مؤكدة أنها «أرسلت أربع مقاتلات من طراز (إف 16) من قاعدتها في انجيرليك بعدما حلقت مروحيات سورية فوق منطقة تبعد نحو 6 كيلومترات من الحدود، قرب جنوب محافظة هاتاي التركية». وأشار الجيش التركي إلى أنه «أرسل مقاتلتين أخريين من طراز (إف 16) من قاعدته في بتمان (جنوب شرق)، بعدما رصد مروحية سورية على مسافة غير بعيدة من الحدود قرب محافظة ماردين».
وقد أكد الجيش التركي مجددا أمس أن طائرته الحربية الـ«إف – 4» أسقطتها سوريا في المياه الدولية وليس في المجال الجوي السوري، معلنا عن وصول غواصة أميركية قريبا لمواصلة أعمال البحث في مكان سقوط الطائرة. وقالت هيئة أركان الجيش على موقعها الإلكتروني: «كما فسر ذلك عدة مرات، فإن طائرتنا (وليس طائرتين كما قيل) أسقطت فوق شرق المتوسط في المجال الجوي الدولي، بينما كانت تحلق بشكل منفرد ولم تكن مسلحة وكانت تختبر أداء راداراتنا في المنطقة».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نشرت في نهاية الأسبوع مقالا نقلا عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، جاء فيه إن الطائرة الحربية التركية «أصيبت على الأرجح بمضادات جوية متمركزة على الساحل (السوري)، بينما كانت موجودة في المجال الجوي السوري». وأضافت الصحيفة أن الطائرة كانت تحلق على علو منخفض ودون سرعة زائدة، وكانت تختبر على الأرجح أنظمة الدفاعات السورية.
وهو ما انتقده رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، قائلا: «وول ستريت جورنال نشرت قبل يومين معلومات عن طائرتنا التي أسقطتها سوريا، بينما كانت في الأجواء الدولية، مؤكدة أنه تم إسقاطها في سوريا»، وأضاف أن «هذه الصحيفة، ويا للأسف، نشرت معلومة غير دقيقة».
وأشار أردوغان خلال اجتماع في كايسيري بوسط تركيا إلى أن «ثمة انتخابات رئاسية هناك (في الولايات المتحدة)، وهذه الصحيفة (وول ستريت جورنال) تتحرك لحساب حزب معارض. هذا الأمر يستهدف الرئيس أوباما».
من جهته أوضح الجيش التركي أنه لم يتم العثور على الطيارين المفقودين بعد، مضيفا أن الغواصة الأميركية «نيوتيلس» ستصل إلى منطقة سقوط الطائرة اليوم (الاثنين) للمشاركة في أعمال البحث عن الحطام. وقال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن غواصة الأبحاث الأميركية «نيوتيلس»، التي كانت موجودة في البحر الأسود لأغراض بحثية، تركت عملها بناء على طلب من وزارة الخارجية وتوجهت إلى مكان سقوط الطائرة، حيث سيتم الاستفادة من معداتها الخاصة بالبحث في المياه العميقة للمساعدة على تحديد مكان سقوط الطائرة التركية وانتشالها.
وفي سياق ذي صلة، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس موضوعا أشارت فيه إلى أن «الفنيين الروس لعبوا دورا رئيسيا في اعتراض وإسقاط طائرة حربية تركية بالدفاعات السورية المضادة للطائرات قبل 10 أيام».
وقالت الصحيفة إنه: «وفقا لمصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط فإن إسقاط الـ(فانتوم ف – 4 إي) كان قرارا اتخذ في جزء من الثانية، وكان الهدف منه هو تحذير حلف الناتو بالبقاء بعيدا عن الحرب الأهلية السورية». وتابعت على لسان أحد الدبلوماسيين ملخصا الرسالة الروسية: «من المؤكد أن بصمات الروس موجودة على عملية إسقاط الطائرة. سوريا ليست ليبيا، وأي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا ستواجه واحدة من أقوى الدفاعات الجوية في العالم، وستكلف أي مهاجم ثمنا باهظا».
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا زودت سوريا بنظام «بانتسير إس 1» (سام 22 غريهاوند) المزود بـ36 قاذفة صواريخ، وأن دبلوماسيين يعتقدون أن «الخبراء الروس الذين دربوا السوريين لا يزال بعضهم متمركزا في مراكز التحكم ببطاريات الصواريخ».
كما نقلت الصحيفة عن مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي قوله: «لن نفاجأ إذا كانوا من الخبراء الروس، وإذا لم يضغطوا على الأزرار فقد كانوا على الأقل بجوار الضباط السوريين الذين فعلوا ذلك».
افتتاح مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية اليوم
«إخوان مصر» يدعون جيش الأسد للخروج على أوامر قادته
القاهرة: سوسن أبو حسين
يبدأ مؤتمر المعارضة السورية أعماله صباح اليوم (الاثنين) بالقاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية، بمشاركة وزراء خارجية كل من العراق (رئيس القمة العربية) وقطر (رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا) والكويت (رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة الوزاري) ومصر (الدولة المضيفة للمؤتمر)، وتونس وتركيا وفرنسا باعتبارها من الدول التي استضافت أو ستستضيف مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، ونائب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر تتويجا لجهود اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية التي انبثقت عن اللقاء التشاوري لأطراف المعارضة السورية في إسطنبول، والتي عقدت اجتماعات متواصلة منذ أكثر من عشرة أيام في القاهرة للإعداد لهذا المؤتمر بالتنسيق والتواصل مع جامعة الدول العربية ومكتب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وجميع أطراف المعارضة السورية.
وقد دعي للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر أكثر من 250 شخصية من شخصيات المعارضة السورية الممثلة لمختلف أطراف المعارضة بكافة أطيافها وتوجهاتها. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد انتهت من إعداد مشاريع أوراق العمل التي ستعرض على المؤتمر، والمتمثلة في وثيقة العهد الوطني ووثيقة أخرى تتعلق بالرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة وملامح المرحلة الانتقالية، والتي من المقرر أن يناقشها المشاركون في المؤتمر الذي سيستمر يستمر لمدة يومين.
وكان مجلس أمناء الثورة السورية قد أصدر بيانا حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه ينتقد نتائج مؤتمر جنيف، ويحذر مؤتمر القاهرة من انخفاض مستوى القرار والحسم في التعامل مع النظام السوري.
وقال البيان: «لم يتمخض مؤتمر جنيف سوى عن إضافة مهلة جديدة لعصابات آل الأسد، الذي أهدى بدوره في يوم انعقاد المؤتمر أكثر من مائة قتيل، وسبقها بعمليات التسخين قبلها بمئات القتلى من الشهداء من أبناء شعبنا، وهو لا يزال مستمرا بعدوانه، بينما المشاركون في مؤتمر جنيف يبحثون عن حل سياسي مع نظام إجرامي دموي قاتل».
وأضاف البيان «ساوى البيان الختامي بين القاتل والمقتول، عندما طالب النظام القاتل، ومجموعات الثوار بوقف إطلاق النار، بينما شعبنا لا يملك بعضه إلا الأسلحة الخفيفة بقصد الدفاع عن النفس، ولم ينفذ نظام العصابات أي بند من بنود خطة أنان التي تقتضي سحب الدبابات والآليات والجيش ووقف العنف والإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي للتعبير عن الرأي وآخر البنود للوصول إلى حوار سياسي».
وعلى صعيد متصل، أدانت جماعة الإخوان المسلمين بمصر في بيان لها أمس المذابح والمجازر التي يقوم بها النظام السوري، وقال البيان «إلى متى يظل هذا النظام قائما مدعوما من عدد من الدول الظالمة التي لا تعرف للحياة الإنسانية قيمة ولا لحرية الشعوب قدرا ومكانة، وتتحالف ولو مع الشيطان من أجل مصالح مادية آنية خسيسة».
وأضاف البيان «إن الإخوان المسلمين، وهم يدينون هذه الجرائم التي لا تكفي عبارات الإدانة بكل لغات العالم في دمغها بالوحشية والتجبر، ليناشدون كل شعوب العالم العربي والإسلامي والعالم الحر، كما يناشدون دول العالم والمنظمات المحلية فيها والإقليمية والدولية الرسمية والأهلية للتصدي لهذا العدوان وإيقافه بكل الوسائل».
وأهاب البيان بالشعب السوري البطل أن يستمر في ثورته الشجاعة، ودعا الجيش السوري للخروج على أوامر قادته السفاحين وألا يطلق النار على إخوانه من الشعب، كما ناشد البيان الشعوب العربية التحرك للتعبير عن غضبهم على هذه الجرائم.
إلى ذلك، أشارت مصادر إخبارية إلى أن عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني المعارض في سوريا، وصل أمس إلى القاهرة مقبلا من باريس، وذلك للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد للمعارضة السورية اليوم وغدا.
وبحث سيدا خلال زيارته لفرنسا آخر تطورات الوضع في سوريا على ضوء الاجتماعات المتعددة التي يشهدها العالم لبحث الأزمة السورية ودعم الشعب السوري.
وكان العشرات من ممثلي المعارضة السورية قد بدأوا في التوافد إلى القاهرة أمس للمشاركة في المؤتمر.
مؤتمر جنيف حول سوريا.. «وثيقة» واحدة و«تفسيرات» متضاربة
فابيوس: النص واضح.. ولافروف: لا يوجد ما يشير لتنحي الأسد ونعارض اللجوء للفصل السابع
موسكو: سامي عمارة لندن:«الشرق الأوسط»
بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن النص الذي اتفقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بجنيف، حول عملية التحول السياسي في سوريا، يلمح إلى ضرورة تنحي الأسد.. أصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن «البيان الختامي للمؤتمر لا يشترط تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة»، إلا أنه اعترف صراحة بمسؤولية النظام السوري عن تدهور الوضع الأمني، وكذلك أقر للمرة الأولى بسيطرة المعارضة على مدن كاملة. في الوقت الذي اعتبرت فيه إيران أن الاجتماع «لم يكن ناجحا»، بسبب غيابها عنه.
وعلى الرغم من اتفاق القوى العالمية في جنيف أول من أمس على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لإنهاء الصراع هناك، فإن الخلافات ما لبثت أن ظهرت حول التفسيرات الخاصة بالدور الذي ربما يقوم به الأسد في هذه العملية.
وعندما سئل فابيوس عن السبب الذي يجعل روسيا والصين لديهما وجهة نظر مختلفة حول مستقبل الأسد، أجاب: «حتى إذا قالا العكس، فإن النص يقول على وجه الخصوص إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات، يعني أنها لن يكون بها بشار الأسد.. لأنها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم بشكل متبادل».
وأكد فابيوس لمحطة «تيه إف 1» التلفزيونية: «لن توافق المعارضة أبدا عليه.. لذلك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد، وأن أمره منته».. بينما كان مبعوث السلام الدولي كوفي أنان قد قال بعد المحادثات إن «الحكومة يجب أن تشمل أعضاء في إدارة الأسد والمعارضة السورية»، وأنها لا بد أن تدعو إلى إجراء انتخابات حرة.
وقال فابيوس إن اجتماعا يعقد في السادس من يوليو (تموز) في باريس بمشاركة أكثر من مائة شخص سوف يهدف إلى تشكيل «جبهة موحدة» من كل أطياف المعارضة للمساعدة على تنفيذ اقتراح أنان. ولم توافق الصين أو روسيا على حضور مؤتمر «أصدقاء سوريا».
وتحاول فرنسا، إلى جانب الدول الغربية وبعض الدول العربية، منذ شهور، تصعيد الضغط على دمشق، وهي تسعى للتوصل إلى حل وسط مع روسيا – التي تدعم الأسد – للسماح باتخاذ مجلس الأمن إجراء أكثر صرامة والمضي في التحول السياسي. وفي يونيو (حزيران) اقترحت باريس جعل خطة سلام أنان القائمة بشأن سوريا ملزمة، من خلال تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتيح لمجلس الأمن التفويض باتخاذ إجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري.
وقال فابيوس: «إذا لم تكن القرارات التي اتخذت (أول من) أمس كافية، فسنعود إلى مجلس الأمن ونطلب تفعيل الفصل السابع.. مما يعني الإلزام بتطبيق هذا القرار».
وعلى الجانب الآخر، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، ارتياحه لما توصل إليه المجتمعون باجتماع جنيف من نتائج، مؤكدا في الوقت نفسه أن «البيان الختامي للمؤتمر لا يشترط تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة»، ومعربا عن أسفه لغياب إيران والسعودية عن المؤتمر.
وقال لافروف إن «الصياغة الأولية للبيان كانت تتضمن الإشارة إلى وجوب استثناء الأشخاص الذين يقفون ضد السلام، وهو ما كان يتعارض مع المطلب بأن تكون العملية السياسية في سوريا شاملة، ومع فصل ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، كما أنه يتعارض مع منطق البيان الذي صدر عن لقاء جنيف، والذي ينص على ضرورة أن يكون تقرير مصير سوريا أمرا يخص السوريين أنفسهم». وأضاف: «ولهذا كنا نصر على حذف التأكيد على ضرورة استثناء أي أحد من العملية السياسية».
وأكد لافروف معارضة موسكو لمحاولات بعض الدول الغربية إدراج بند ينص على اللجوء إلى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة في مشروع جديد لخطة أنان، وقال: «إنه أمر غير مقبول بالنسبة لنا، على الأقل لأن الاجتماع لم يكن ليمكن أن يحدد مضمون القرار الذي سيتخذه مجلس الأمن الدولي حول سوريا». وأضاف: «يجب تنفيذ خطة أنان في إطار وعلى أساس القرارات التي تبناها مجلس الأمن».
وكشف لافروف النقاب عن أن موسكو ستقوم خلال القريب العاجل بإجراء عدد من الاتصالات مع فصائل المعارضة السورية، وقال إن «موسكو حين تتوجه بدعواتها إلى فصائل المعارضة للالتزام بوقف إطلاق النار تفاجأ بردود تقول بوجود الدول التي تدعوها إلى ما هو على النقيض من ذلك؛ أي إلى عدم إلقاء السلاح، في الوقت الذي تؤكد فيه استمرارها في دعمها».
ولم ينف الوزير الروسي مسؤولية النظام الحاكم في سوريا عن تفاقم الأوضاع واستمرار المواجهات، إذ قال صراحة: «إننا لا نبرئ أعمال النظام السوري. إنه يتحمل المسؤولية عن الوضع الأمني في البلاد، وقد تأخر بإجراء الإصلاحات». وحول وقف إطلاق النار وإخلاء المدن والنقاط السكانية المأهولة من الأسلحة، قال لافروف إن «مهمة إخلاء المدن السورية من المظاهر المسلحة تتصف بأعلى درجة من الصعوبة في ظل تصعيد الأوضاع من قبل الحكومة والمعارضة».
ولأول مرة يعترف لافروف بسيطرة المعارضة على مدن ومناطق بأكملها، حين أوضح أن روسيا تعمل مع شركائها من أجل تنفيذ مهمة الإخلاء، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن «يكون هناك نموذج موحد بالنسبة لجميع المدن السورية، إذ إن هناك مدنا تسيطر عليها الحكومة، ومدنا أخرى تسيطر عليها المعارضة؛ فإن هذه المعارضة ليست موحدة، فهنالك مدن تسيطر عليها جماعة معارضة، وهناك مدن أخرى تسيطر عليها جماعات أخرى، ولا أحد يعرف مدى خضوعها لأوامر قيادة مركزية، ومن الأكثر احتمالا أن هذه الجماعات لا تخضع لأي قيادة مركزية».
ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله: «سنعمل من أجل إقناع الحكومة السورية باحترام تعهداتها في إطار خطة أنان، لكننا سنحاول أيضا إقناع اللاعبين الخارجيين بضرورة أن يؤثروا على المعارضة السورية، بما فيها الجيش السوري الحر». وأشار لافروف إلى أن بعض الدول «ترى مصلحتها في فشل خطة أنان».
إلى ذلك، اعتبرت إيران أمس أن اجتماع جنيف «لم يكن ناجحا» بسبب غيابها عن حضوره. وصرح حسين أمير عبداللهيان، نائب وزير الخارجية، للتلفزيون الرسمي: «حصلت توترات شديدة بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماع الخبراء.. ولم يكن اجتماع جنيف ناجحا على غرار الاجتماعات السابقة، نظرا لغياب الحكومة السورية، والدول التي تؤثر على الأحداث في ذلك البلد».
واعتبر أمير أن «أي قرار يفرض من الخارج دون مشاركة الحكومة والشعب السوري ودون حوار وطني لن يأتي بأي نتيجة»، منضما بذلك إلى موقف روسيا والصين. وانتقد مجددا «تحرك بعض الدول الأجنبية التي ترسل أسلحة إلى سوريا»، مؤكدا أن ذلك «يعرض إلى الخطر – ليس أمن سوريا فحسب – بل أمن الشرق الأوسط والعالم».
قراءات متباينة للمجلس الوطني حول نتائج مؤتمر جنيف.. وغليون يصفها بالـ«مهزلة»
الشيخ لـ «الشرق الأوسط» : الحد الأدنى لطموحات السوريين اقتلاع الأسد ومنظومته الأمنية
بيروت: يوسف دياب
تباينت قراءات قيادات المجلس الوطني السوري، لنتائج مؤتمر «مجموعة العمل الدولية حول سوريا» الذي انعقد في جنيف، أول من أمس؛ ففي حين اعتبر البعض أنه «يحمل ملامح إيجابية». وصف البعض الآخر، وخصوصا رئيس المجلس السابق برهان غليون، نتائجه بـ«المهزلة لأنه يطلب من الشعب السوري أن يحاور جلاده». بينما شدد رئيس المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، العميد مصطفى الشيخ، على أن «الحد الأدنى لطموحات السوريين هو اقتلاع المنظومة الأمنية، ومنها بشار الأسد، من جذورها».
ورأى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار أنه «ربما تكون هناك بعض الملامح الإيجابية من مؤتمر جنيف، التي لا يمكن التأكد منها الآن، وهي المرحلة الانتقالية لما بعد (الرئيس السوري) بشار الأسد، وإحالة مبادرة (مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية) كوفي أنان، وجعلها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وطرح مصير الأسد للنقاش».
وأكد نشار لـ«الشرق الأوسط» أن «المجلس الوطني والشعب والثورة السورية، لن يقبلوا بالمشاركة في أي حكومة وحدة وطنية قبل تنحي الأسد عن السلطة بشكل نهائي»، وقال إن «الشعب الذي قدم هذا العدد من الشهداء والمعتقلين والجرحى والمعوقين والمهجرين، لن يقبل أقل من الحد الأدنى، الذي هو رحيل الأسد عن السلطة، وسنرى في الأيام المقبلة إذا كانت هذه الملامح إيجابية أم ستبددها السياسيات الدولية، ولذلك من المبكر الحكم على نتائج مؤتمر جنيف».
ونفى نشار «وجود تناقض بين أعضاء المجلس الوطني حول النظرة إلى هذا المؤتمر، إنما هناك تعبيرات بشكل مختلف؛ لكنها كلّها تصب بنفس الهدف»، وأضاف: «لا شك كنا نتوقع من هذا المؤتمر موقفا حاسما، وهو تنحي الأسد عن السلطة لحقن دماء السوريين، لكن لم نتسلم مثل هذه الرسالة».
وردا على سؤال مع من تكون حكومة الوحدة الوطنية إذا كان الشرط المسبق رحيل الأسد ونظامه، أجاب نشار: «لا يزال في هذا النظام بعض الأشخاص الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري وبالفساد، وهؤلاء يمكن أن نتفاهم معهم».
أما رئيس المجلس العسكري في الجيش السوري الحر العميد مصطفي الشيخ، فأكد أن «نتائج المؤتمر لم توفر الحد الأدنى من طموحات الشعب السوري»، مشيرا إلى أن ذلك يتمثل في «اقتلاع هذه المنظومة الأمنية، ومنها بشار الأسد، من جذورها، وإزالتها من القاعدة إلى القمة ومحاكمة القتلة والمجرمين، وبعدها نفكر بحكومة وحدة وطنية».
وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم ينطلق الحل من إزالة الأسد وزمرته، لا يمكن وقف النار». وأضاف: «نحن في الأساس لم نعول على مواقف الغرب الذي يساوم على طموحات شعبنا، ولم نلتفت إلى الدعم الخارجي، إنما نعول على شعبنا. فالمنظومة الدولية ترى مصالحها في تثبيت هذا النظام، الذي هو عبارة عن ماركة مسجلة لحماية ما يسمى بالاستقرار في الشرق الأوسط، وحماية مصالح مراكز الاستقطاب الدولي في المنطقة. وبنظر الغرب، فإن الثورة تدمر هذه البنية، ولذلك هي تعطيه الفرص للإجهاز عليها، لكن عندما يجد الغرب أن وتيرة الميدان ذاهبة بعكس توجهاته يسارع إلى إنقاذ مصالحه». ولفت الشيخ إلى أن «المجتمع الدولي يريد أن ينتج حكومة جديدة بقالب قديم، لكن الشعب السوري تجاوز كل المعوقات الدولية؛ ففي حياة الثورات ليس هناك أنصاف حلول، فإما حل شامل يقضي برحيل النظام ورموزه، وإما استمرار الثورة إلى أن تحقق أهدافها بيدها وبإرادتها».
أما الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، فاعتبر أن المؤتمر «كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة». ورأى غليون في كلمة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن «أعضاء مجلس الأمن (الدولي) قبلوا الإملاء الروسي، وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري، وتركوه وحيدا أمام جلاديه». وقال: «لقد رد النظام على هذه التحية بأحسن منها؛ فضرب أمس (أول من أمس) الرقم القياسي في عدد قتلى المجازر التي ارتكبها، والتي أصبحت المضمون الوحيد لسياسته (الوطنية)».
وأضاف غليون: «من السخرية أن تطلب مجموعة الاتصال من الشعب السوري أن يحاور جلاده الذي لم يتوقف منذ 16 شهرا عن قتل أبنائه والتنكيل بأطفاله واغتصاب نسائه، ودعوته إلى التفاهم معه على مرحلة انتقالية من دون تدخلات أجنبية، لكن لم يعد أمام الشعب السوري سوى خيار واحد هو خوض حرب التحرير الشعبية والانتصار فيها، مستعينا بالله وبأبنائه الأبطال، وبمساعدة الدول الشقيقة التي عبرت بالفعل عن دعمها الصريح لحقه في اقتلاع نظام الطغيان من الجذور وإقامة دولة ديمقراطية مدنية مستقلة وسيدة».
إلى ذلك، رأت المتحدثة باسم «المجلس الوطني السوري»، بسمة قضماني، أن البيان الختامي لاجتماع جنيف يتضمن «بعض العناصر الإيجابية»، على الرغم من أن الخطة بمجملها «غامضة جدا». وقالت: «يبدو أن هناك بعض العناصر الإيجابية، لكن تبقى عناصر مهمة مبهمة جدا، والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري». ولفتت إلى «عنصرين إيجابيين؛ الأول هو أن البيان الختامي يشير إلى أن المشاركين اتفقوا على القول إن عائلة الأسد لم يعد بإمكانها أن تحكم البلاد، وإنها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية. والنقطة الثانية الإيجابية هي أن هناك اتفاقا على القول إن الانتقال يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري»، ورأت قضماني أن «هذا التعبير بالنسبة إلينا يعني رحيل الأسد، لأن السوريين سبق أن عبروا عن رأيهم في هذا المجال».
وعلى الجانب الآخر، لم يسلم المؤتمر من انتقادات من جهة الإعلام الرسمي السوري.. وتحت عنوان: «اجتماع مجموعة العمل ينتهي إلى الفشل»، قالت صحيفة «البعث»، الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم: «لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه إطارا موسعا لجلسات مجلس الأمن؛ حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها». ورأت الصحيفة أن «حل الأزمة السورية لن يكون إلا سوريا بإرادة أبنائها القادرين على إطلاق حوار وطني، لا مكان فيه للآخرين».
أما صحيفة «الوطن»، المقربة من النظام، فأشارت إلى أن البيان الختامي لاجتماع جنيف «خلا من أي إشارة إلى سيناريوهات ليبية أو يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل إعلام عربية وغربية في الأيام الأخيرة»، معتبرة أن ذلك «شكل حالة إحباط لدى معارضة الخارج».