أحداث الاثنين، 29 تشرين الأول 2012
سورية: الهدنة «دفنت» والإبراهيمي يعد أفكارا جديدة
دمشق، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز
رغم ان هدنة عيد الأضحى المبارك في سورية «دفنت» وسط تصعيد لافت في حجم العنف والقصف والمواجهات، خصوصا في المناطق الشرقية لدمشق وحلب وإدلب وبلوغ عدد القتلى منذ بدء الهدنة وحتى يـــــوم نحو 300 قتيلا على الاقل، قال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الموفد الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي يستعد لتقديم أفكار جديدة أمام مجلس الأمن في الأسبوع الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد عودته من روسيا والصين اللتين يبدأ بزيارتهما اليوم لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين هناك حول الملف السوري
وسجلت خروقات جديدة لليوم الثالث على التوالي للهدنة، ما بدد أي أمل بالتوصل إلى وقف المعارك وبإتاحة الفرصة أمام دخول مساعدات إنسانية الى المناطق المنكوبة.
ورغم الاحباط الدولي من فشل الهدنة وغياب تصورات محددة حول ما يمكن ان يعقبها، يتوجه الإبراهيمي بدءا من اليوم إلى كل من روسيا والصين على أمل اقناعهما بالضغط أكثر على النظام السوري لوقف العمليات القتالية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين وسط القتال.
وسيعود الإبراهيمي في مطلع تشرين الثاني إلى مجلس الأمن باقتراحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما أكد ديبلوماسيون دوليون لوكالة «فرانس برس». وقال احد هؤلاء إن المبعوث الدولي «سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل».
وصرح ديبلوماسي آخر «بأن العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة) الا أن الابراهيمي لديه بعض الأفكار».
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة عن الأفكار التي يزمع الإبراهيمي طرحها للنقاش. لكن في الكواليس يتم التداول في اقتراحات، بينها خططا لارسال قوة سلام أو مراقبة في سورية في حال تنفيذ الهدنة. كما ان هناك مساعي لإقناع دمشق باستقبال فرق ومعدات انسانية لارسالها إلى مدن حلب وادلب وحمص حيث يوجد مئات الالاف من المدنيين النازحين الذين يحتاجون إلى مساعدات انسانية وطبية عاجلة.
ومن ضمن الأفكار المطروحة للتداول أيضا اقناع الدول التي تدعم المعارضة السورية التوقف عن ارسال أسلحة إلى المقاتلين. وقال ديبلوماسي دولي إن مهمة الإبراهيمي «شائكة فعليه ان يقنع الدول الاساسية في الشرق الاوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح».
وأضاف «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الامن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين» اللتين سبق واعاقتا ثلاثة قرارات دولية، و»ان عارضتا تحركا ما عندئذ ستعزز تركيا والمملكة العربية السعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة».
وفيما تستعد موسكو لإستقبال الإبراهيمي، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) ألكسي بوشكوف أن الوضع في ســـــورية وصل إلى طريق مسدود، مشيراً إلى ضرورة إدراك دول العالم أنه لا يمكن حل الأزمة السورية عبر دعم وتسليح المعارضة. كما اتهم بوشكوف الولايات المتحدة بنشر الفوضى في سورية عبر سياساتها في ذلك البلد.
ميدانيا، شنت القوات السورية غارات جوية جديدة على بلدات تقع على تخوم العاصمة السورية، فيما سيطرت المعارضة المسلحة على عدد من الحواجز التابعة للجيش النظامي في العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد ناشطون وشهود بان انفجارات كبيرة وقعت حين ضربت طائرات حربية روسية الصنع، ضواحي زملكا وعربين وحرستا في دمشق، وبان الكــــــهرباء والماء والاتصالات قطعت.
وفي حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة في حي الميدان وفي محيط ثكنة هنانو وسقطت قذائف عدة على حي الخالدية. كما تجددت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان.
وفي شرق البلاد، تتعرض أحياء من مدينة دير الزور للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلي المعارضة. وشوهدت الطائرات الحربية في سماء المدينة.
كما تواصل القتال في بلدة حارم السورية حيث أمكن، من الجانب التركي للحدود، سماع دوي اطلاق نار وانفجارات ورؤية دخان يتصاعد.
من ناحيتها، أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن أعداد الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام تجاوزت 1125 ضحية موثقة حتى الآن.
ووسط تبادل اتهــــامات بين الحكومة والمعارضة بالمسؤولية عن انهيار الهدنة، قـــــامت دمشق، بتــــوثيق خروقات «التنظيمات» المعارضة المسلحة برسالة وجــــهتها إلى مجلس الأمن، مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، حسبما افاد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الــــسورية جهاد مقدسي.
غارات جوية على ضواحي دمشق وإدلب وحلب
الابرهيمي لـ “أفكار جديدة” على أنقاض الهدنة
دخلت سوريا أمس في حلقة جديدة من العنف مع دفن “الهدنة” التي كان طرفا النزاع تعهدا التزامها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة، بينما اكد الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم “افكار جديدة” الى مجلس الامن.
وفي دمشق، تحدث ناشطون وسكان عن انفجارات كبيرة وتصاعد أعمدة دخان فوق المدينة مع اغارة طائرات الجيش السوري على ضواحي زملكا وعربين وحرستا. ودار قتال في ضاحية دوما بشمال شرق البلاد حيث يهاجم مقاتلو “الجيش السوري الحر” المعارض حواجز طرق للقوات الموالية للحكومة. وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة برزة بشمال دمشق مما أوقع أضراراً مادية كبيرة. وكانت عبوة ناسفة إنفجرت في وقت سابق أمام مركز تابع لشركة الإتصالات السورية “سرياتيل” في منطقة مساكن برزة، فجرح جنديان من الجيش السوري.
واغارت الطائرات الحربية على بلدات وقرى في محافظة دير الزور بشرق البلاد ومحافظتي إدلب وحلب الشماليتين، حيث يحاول مقاتلو المعارضة تعزيز تفوقهم في المناطق الريفية من خلال قطع خطوط الإمداد عن المدن الرئيسية والتي لم يقع اي منها تماماً تحت سيطرة المعارضة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان طائرة حربية شنت غارة على بلدة البارة في جبل الزاوية بمحافظة ادلب، فقتل 16 شخصا على الاقل بينهم سبعة اطفال وخمس نساء. وهذه البلدة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ منتصف تموز .
وفي حصيلة موقتة لضحايا امس، أـحصى المرصد مقتل 100 شخص على الاقل هم 36 مدنيا، بينهم 22 امرأة وطفلا، و29 مقاتلا معارضا و35 جنديا نظامياً.
واعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية ان “المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات… مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
واضافت في بيان فصلت فيه هذه “الخروقات” ان “تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها”.
وفي باريس صرح مندوب جامعة الدول العربية في فرنسا ناصيف حتي بأن ثمة “حرباً بالوكالة في سوريا يمكن ان تدوم فترة طويلة”. وقال ان “الازمة السورية ارتبطت بنزاعات اخرى في المنطقة”. وأنه ينبغي كقاعدة للمحادثات “ان نعود الى الاتفاق – الاطار في جنيف ودفعه الى الامام”. وأضاف: “ينبغي العودة الى اتفاق جنيف والعمل على هذا الاتفاق الذي كان انطلاقة جيدة”، مذكراً بوجوب “تشكيل سلطة حكومية انتقالية… يتمثل فيها الطرفان من اجل تغيير حقيقي”.
أيام العيد السورية تنتهي كما بدأت: اشتباكات وتفجيرات
طارق العبد
انتظر السوريون مساء الخميس الماضي إعلان الجيش السوري رسمياً وقف العمليات العسكرية، أو ما اصطلح على تسميته بهدنة عيد الأضحى. خرج البيان المنتظر، وفتح الباب على بصيص أمل ضعيف للغاية، وهو أن تمر بضعة أيام من دون أن تراق أي قطرة دم، لكن شيئاً لم يحدث. فقد استمر كل شيء كما كان، وكأن قدر الشعب ألا يلتقط أنفاسه ولو لساعة واحدة.
ثلاثة أيام من عمر الهدنة لم يتوقف فيها القصف والاشتباكات العسكرية والمداهمات والنزوح، مع عاملين جديدين، الأول زخم التظاهرات في اليوم الأول، والثاني جنون انفجار السيارات، التي لم تعد تستهدف المراكز الأمنية والعسكرية بل حتى تجمعات الأطفال في أيام العيد، فبدت الصورة أشبه بعراق ثان، حيث يفتتح الناس يومهم بانفجار سيارات ويختتمونه باشتباكات مسلحة، ما ألغى كل معنى للفرح في البلاد.
وحتى أقصى المتفائلين بنجاح الهدنة التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي كان يعرف جيداً أن فرص نجاحها ليست بالكبيرة للغاية، في ظل فقدان السيطرة على بعض المناطق من جهة وإعلان عدد من المجموعات المسلحة أنها لن تلتزم بالهدنة ولا تعترف بها حتى.
لكن رغم كل هذا، تفاءل الناس خيراً. هكذا اعتبر علي، وهو طالب جامعي يعمل سائقا لسيارة لإعالة أسرته، أن «ليلة العيد لم تكن تبشر بهدوء ستحمله الأيام التالية، فالقصف المدفعي على منطقتنا في الحجر الأسود لم يتوقف، ناهيك عن اشتباكات جرت في مناطق مجاورة كحرستا وبرزة ودوما ومعضمية الشام، ما دفعنا لمغادرة الحي، لكن الحواجز الأمنية عند المداخل سمحت للبعض بالمغادرة فعلاً وأغلقت الطريق في وجه آخرين لتمنع الدخول والخروج، وهو ما تكرر في مناطق عدة».
ويؤكد إياد، وهو مدرس وأب لعدة أطفال في حي القصاع الدمشقي، أنه «لم يغامر ويخرج من بيته إلا للضرورة القصوى، فالانفجار الذي أصاب حي باب توما المجاور قبل أيام ما زال عالقاً في أذهانهم، إضافة إلى تزايد التحذيرات من سيارات مفخخة أو عمليات خطف قد تقوم بها مختلف الجهات لأهداف متعددة، هذا طبعاً إن اقتنع عناصر الأمن على الحواجز في قلب دمشق بالسماح للسكان بالمرور».
أما احمد فيشير إلى أن «منطقته لم تعرف ساعة هدوء واحدة، بل سجلت في الساعات الأولى من الهدنة (صباح الجمعة الماضي) سقوط ثلاثة قتلى في اشتباكات بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة». ويعتبر ابن منطقة حرستا في ريف دمشق أن «الكارثة الكبرى لم تكن فقط في حدة الاشتباكات التي دارت مع كتائب سلفية، أعلنت مسبقاً عدم اعترافها بالهدنة، لكن بالمزايدة الكبرى بينهم وبين الأهالي، حيث رفض المسلحون الاستجابة لنداءات الناس بالخروج من حرستا وترك المنطقة آمنة. وصرخ العديد من المسلحين بوجههم قائلين: نحن نقوم بحمايتكم، ولن نسمح أن يقال عنا ضعفاء».
واعتبر أحد النشطاء في مجال الإغاثة في دمشق أن المؤشر الوحيد على الهدنة تمثل في قدرة العديد من المنظمات والجمعيات الأهلية على تقديم معونات إضافية للنازحين في المدارس ومراكز الإيواء، و«التي ربما جاءت بوقتها مع وصول الشتاء باكراً وحاجة الكثيرين إلى ما يقيهم البرد»، لكنه يستدرك أن «هذا كان حال المراكز في دمشق، أما في الريف وباقي المحافظات فربما ما زال الوضع على حاله».
على أن نوعاً جديداً من العنف سجل على الساحة السورية خلال أيام الهدنة، إنها السيارات المفخخة التي حوّلت دمشق إلى بغداد ثانية، مع جنون الانفجارات الذي لم يتوقف منذ قبل العيد وحتى اليوم، ليستهدف أي منطقة، مدنية أو عسكرية. هكذا قررت إحدى المجموعات المسلحة استهداف تجمع للأطفال يحتفلون فيه بالعيد بسيارة أودت بحياة العشرات، وسبقها تفجيران في حي ركن الدين والدويلعة، ولحقها أمس انفجار في مساكن برزة، ليتكرر المشهد في عدة مدن، أبرزها دير الزور التي شهدت انفجارين، الأول قرب مبنى تابع للأمن وآخر أمام كنيسة السريان وسط المدينة، أديا إلى مقتل وإصابة العشرات من أبناء المنطقة المنسية، حتى من نشطاء الثورة، إذ يصر معظم القائمين على المعارضة على تجاهل المنطقة وما تتعرض له من فوضى السلاح وهستيريا القصف المتبادل بين المسلحين والقوات النظامية، وغابت بالتالي أي ملامح لوقف العمليات العسكرية هذا إن لم تتزايد، وفق كلام نشطاء داخل المدينة.
المشهد في حمص لم يكن أفضل حالاً، مع انقسام الوضع في اكبر محافظات سوريا إلى مناطق آمنة (نوعاً ما) كالإنشاءات والوعر والمحطة، وهي التي تجمع بها مئات آلاف النازحين من أحياء أخرى كباب السباع وبابا عمرو والخالدية وجورة الشياح، وهي الأحياء التي تشهد تمركزاً للمجموعات المسلحة وتفرض عليها القوات النظامية حصاراً خانقاً بهدف السيطرة عليها.
ويعتبر أحد الناشطين في حمص أن الهدنة لم تمر في المدينة «لأن الكتائب المقاتلة هي أشبه بجسم بلا رأس، بل إنها في أوقات كثيرة تعيش صراعاً بين بعضها البعض بحكم امتلاك كتائب لكميات كبرى من السلاح والنفوذ والاتصالات مع الدول الداعمة بالسلاح، في وقت تتعرض كتائب أخرى للضغط والتضييق، ناهيك عن المجموعات السلفية التي لا تعترف حتى بباقي المجموعات المقاتلة، ولها استراتيجيتها الخاصة بها، ما يعني واقعاً معقداً وبالغ التوتر في حمص، ينعكس يومياً قصفا وتبادلا لإطلاق النار، بالإضافة إلى وضع اجتماعي بالغ السوء مع ارتفاع الأسعار، وصعوبة وصول المعونات إضافة للاحتقان المذهبي الخطير»، على حد تعبيره، وهي عوامل تراكمت بعضها مع بعض فأبعدت أي مشهد فرح عن حمص. ويلخص ناشط آخر في المدينة الحال بسخرية: أصبح عدد الكتائب في حمص يفوق عدد السكان!
أما حلب فلم تكن بعيدة عن حال مناطق سورية أخرى، مع سيطرة المسلحين على جزء من الأحياء ومحاولة النظام استعادتها بشتى الوسائل، لتذهب معهم الهدنة أدراج الرياح.
ووسط تزايد الدعوات لإصلاح حال «الجيش الحر» من جهة والالتفات للنازحين في حلب من جهة أخرى مع اقتراب الشتاء، تبدو الصورة كما هي من دون تغيير يذكر، كما يقول الناشط في مجال الإغاثة في حلب ماجد، موضحا أن من تبقى من الأهالي في المدينة بدا متردداً في الخروج ولو لساعات حتى ضمن الأحياء التي ما زالت نوعاً ما «آمنة» كالعزيزية والسريان والأشرفية التي شهدت اشتباكات بين المسلحين ومقاتلين أكراد انتهت باتفاق على خروج المسلحين من الحي.
كل هذا بالإضافة إلى أنباء الخطف والتفجيرات المتنقلة دفع أبناء «الشهباء» للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا عبر أحد طريقين، الأول يقود جنوباً إلى دمشق، والثاني إلى الحدود التركية بعد أن شهدت مراكز الهجرة والجوازات نشاطاً كثيفاً في الأيام الماضية طمعاً في استغلال الهدنة المفترضة للخروج إلى تركيا، وتأمين طرق آمنة لإيصال المساعدات والمواد الإغاثية، فيما تواصلت الاشتباكات في أحياء أخرى كصلاح الدين والصاخور والميدان والسكري وسيف الدولة، ولم يبق فيها من المدنيين إلا قلة لم تستطع المغادرة أو أنها لم تجد مكاناً تأوي إليه، على حد قوله.
في المحصلة، انتهت أيام العيد في سوريا كما بدأت، دماء وتشاؤم يسيطر على النفوس والاستعداد للتعلق بأي أمل ولو كان سراباً في سبيل الخلاص من سيل الموت اليومي الذي لم يعد يستثني منطقة سورية.
اشتباكات دامية بين المسلحين والأكراد في حلب
النظام والمعارضة يتبادلان الاتهامات بإفشال الهدنة
انهارت هدنة عيد الأضحى في سوريا بعد ساعات على انطلاقها الجمعة الماضي، بانفجارات وهجمات في غالبية المناطق، والتي تبادلت السلطات السورية والمعارضة التهم بإفشالها، فيما برز مقتل 30 شخصا في اشتباكات دامية بين أكراد ومسلحين اقتحموا حيا في حلب.
وانطلقت عمليات خرق الهدنة صباح الجمعة الماضي، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية ومسلحين، بعضهم تابع لـ«جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب.
وقال مصدر سوري مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) أمس إن «المجموعات الإرهابية» واصلت هجماتها على حواجز الجيش في مناطق في دير الزور وأن «وحدات من قواتنا المسلحة تصدت لها»، مضيفا إن مجموعات أخرى شنت هجمات على حواجز الجيش في زملكا.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت، في بيان أمس الأول، أن «مجموعات إرهابية شنت هجمات على مراكز وحواجز للجيش في دوما وحرستا وحوش عرب وقطنا»، بعد يوم من «إطلاقها النار على حواجز في درعا وحمص وحماه وحلب وريفها وادلب وريفها»، مشيرة إلى تفجير سيارتين في دير الزور، إحداهما استهدفت كنيسة.
بدورهم، اتهم المسلحون القوات النظامية بالمبادرة إلى خرق الهدنة. وتساءل «رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب» عبد الجبار العكيدي، أمس الأول، «أي هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للإبراهيمي، مبادرته ولدت ميتة». وأضاف «أمس (الجمعة) كنت في جبهات عديدة والجيش لم يوقف القصف».
وذكر المرصد، أمس، «شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق في محيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، فيما تصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية». وأضاف «قتل أربعة عناصر من القوات النظامية في هجوم نفذه مسلحون على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما (في ريف دمشق). كما سيطر المسلحون على مبنى البرج الطبي في دوما الذي كان مركزا للقوات النظامية، وعلى حاجزي الشيفونية ودوار الشهداء».
وتابع «أسفرت خروقات الهدنة التي يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول القيام بها، عن مقتل 114 شخصا السبت، بينهم 47 مدنيا و31 مسلحا و36 عنصرا نظاميا»، مشيرا إلى «مقتل 150 شخصا الجمعة».
وذكر المرصد «أطلق سراح أكثر من 120 كرديا احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومسلحين في حي الاشرفية في حلب، أدت الجمعة إلى مقتل ثلاثين شخصا من الطرفين، وأسر 200 آخرين».
وأفاد سكان أن نحو 200 مسلح تسللوا إلى حي الاشرفية، فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الطرفين. واعتبرت «كتيبة أحرار سوريا» أن المواجهات حدثت نتيجة سوء تفاهم. وذكرت، في بيان، إن «أشقاءنا الأكراد رفاق لنا في الأمة. المشكلة جاءت نتيجة سوء تفاهم نجم عن مكيدة دبرها النظام».
وكان التلفزيون السوري ذكر، الجمعة الماضي، «قتل خمسة أشخاص وأصيب 32 في انفجار سيارة في منطقة دف الشوك في جنوب دمشق». ونفت «جبهة النصرة»، في بيان أمس، مسؤوليتها عن التفجير، متهمة النظام بالوقوف وراءه.
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
«الهدنة» تستكمل نهايتها اليوم .. والجيش السوري يتوعّد «باجتثاث» المسلحين
الإبراهيمي: أفكار للحل في انتظار إنهاك المتقاتلين
يزور المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي موسكو اليوم قبل أن ينتقل إلى بكين لبلورة «أفكار جديدة» لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي قريباً، فيما توعد الجيش السوري، قبل ساعات من انتهاء «هدنة» عيد الأضحى اليوم، «بالضرب بيد من حديد لاجتثاث المجموعات الإرهابية المسلحة والتخلص من شرورها».
وكانت هدنة عيد الأضحى راحت تتداعى بعد ساعات على انطلاقها الجمعة الماضي، بانفجارات وهجمات في غالبية المناطق، والتي تبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهام بالمسؤولية عن إفشالها، فيما تمثل التطور الميداني الأبرز اندلاع مواجهات مسلحة بين الأكراد ومسلحي المعارضة الذين اقتحموا حياً في حلب، حيث سقط عشرات القتلى وجرى خطف 200 شخص من الطرفين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل حوالى 300 شخص في القصف والمعارك بين القوات النظامية والمسلحين» منذ الجمعة الماضي، مشيراً، أمس، إلى «مقتل 39 شخصاً، بينهم 16 في غارة جوية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب».
وعشية انتهاء الهدنة، ذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت لليوم الثالث على التوالي انتهاكاتها لإعلان وقف العمليات العسكرية الذي تضمنه بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الصادر بتاريخ 25 الشهر الحالي».
وبعد أن أشار الجيش السوري إلى قيام «المجموعات الإرهابية» بمهاجمة حواجز حفظ النظام في ريف دمشق وحمص وحماه وحلب وادلب، بالإضافة إلى تفجير خط لنقل النفط في منطقة البوكمال، أكد أن «تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات القتالية ما هو إلا دليل قاطع على ارتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها، الأمر الذي يحتم استمرار
التصدي لتلك المجموعات الإرهابية وملاحقة فلولها، والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها».
وغادر الإبراهيمي القاهرة إلى باريس، على أن يتوجه إلى موسكو اليوم لإجراء مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول سبل حل الأزمة السورية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قال إن «الوضع في سوريا يبقى معقداً وصعباً، والقوات الحكومية تواجه فصائل مسلحة من المعارضة التي تتلقى مساعدات شتى من الخارج بصفة مستمرة».
وقال ديبلوماسيون في نيويورك لوكالة «فرانس برس» إن الإبراهيمي سيتوجه إلى موسكو وبكين لبحث التطورات في سوريا، على أن يعود في تشرين الثاني المقبل إلى مجلس الأمن بمقترحات جديدة لحمل السلطات السورية والمعارضة للجلوس حول طاولة المفاوضات.
وقال ديبلوماسي رفيع المستوى إن الإبراهيمي «سيعود حاملاً بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل»، فيما أعلن آخر أن «العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون (الرئيس السوري بشار) الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة)، إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار».
ولم تتسرّب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع الإبراهيمي استخدامها لحل النزاع في سوريا، لكن في الكواليس تعدّ الأمم المتحدة خططاً لإرسال قوة سلام أو مراقبة في حال تنفيذ الهدنة.
وأوضح ديبلوماسي رفيع المستوى أن مهمة الإبراهيمي شائكة «فعليه أن يقنع الدول الأساسية في الشرق الأوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح». وأضاف «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الأمن فلا بد من أن يكــون بموافـــقة روسيا والصين، وان عارضتا تحركاً ما عندئذ ستعــزز تركــيا والسعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة».
وكانت واشنطن اعتبرت الجمعة الماضي أن الطرفين في سوريا خرقا هدنة العيد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الطرفين يتحمّلان مسؤولية خرق الهدنة، لكنها حملت السلطات السورية مسؤولية أكبر، مشيرة إلى «تقارير عن هجمات بالطوافات والدبابات. من الواضح أن المعارضة لا تمتلك هذه الأسلحة».
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي امس الاول باتهام واشنطن بالانحياز الى طرف واحد، مؤكداً أن السلطات السورية مستمرة في الالتزام بالهدنة. وأعلن أن مجموعات مسلحة رفضت الهدنة تقف خلف غالبية الخروق التي تتم لوقف إطلاق النار، مشيراً الى ان دمشق بعثت برسائل الى مجلس الامن الدولي حيال هذه الخروق.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اتهم أمس الأول المعارضة السورية بإحباط هدنة عيد الأضحى. وأشار إلى أن الدول الغربية «عطّلت في مجلس الأمن الدولي إدانة العملية الإرهابية التي حصلت في دمشق (الجمعة الماضي)، حيث أسفر تفجير سيارة عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 32».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
معارك بين اكراد والمعارضة السورية المسلحة في حلب والافراج عن 120 كرديا اسروا خلال الاشتباكات
بيروت ـ (ا ف ب) – اطلق سراح اكثر من 120 مواطنا كرديا الاحد احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في حلب شمال سوريا، ادت الجمعة الى مقتل ثلاثين شخصا واسر 200 اخرين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان انه تم الافراج اليوم عن اكثر 120 مواطنا كرديا كانوا قد احتجزوا يوم امس الاول (الجمعة) قرب بلدة حيان “من قبل مقاتلين معارضين عرب” بعد الاشتباكات التي دارت في اطراف حي الاشرفية.
ورحب المرصد في بيانه “بهذه الخطوة” داعيا الى “الافراج عن كافة المحتجزين من الطرفين وواد الفتنة العربية الكردية التي يسعى الى اثارتها النظام السوري وبعض الاجهزة الاقليمية”.
واندلعت مواجهات الجمعة بين المعارضين المسلحين وعناصر من حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، في حي الاشرفية ذي الغالبية الكردية في حلب (شمال)، التي تشهد عمليات عسكرية منذ اكثر من ثلاثة اشهر..
وكانت الاحياء الشمالية من المدينة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديموقراطي، بقيت نسبيا بعيدة عن المعارك المندلعة في حلب منذ العشرين من تموز/يوليو الماضي.
وافاد السكان ان نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا الى حي الاشرفية فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما ادى الى نشوب مواجهات بين الطرفين.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مركزا ويستند لجمع معلوماته الى شبكة من الناشطين ومصادر طبية ومدنية وعسكرية “قتل 30 شخصا من العرب والاكراد في المعارك بينهم 22 مقاتلا من الطرفين”.
واضاف المرصد انه على الاثر جرى اسر اكثر من 200 شخص معظمهم من الاكراد الذي اسرهم معارضون مسلحون. كما اسر حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي 20 معارضا مسلحا.
ويشكل الاكراد نحو 15 بالمئة من السكان وهم يعادون النظام الذي يتهمونه بقمعهم، الا انهم حذرون تجاه المعارضة التي يرون انها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة.
وكان الجيش انسحب هذا الصيف من بعض المناطق الكردية وخاصة من حي الاشرفية ومن عدة مدن على طول الحدود التركية تاركا نوعا من الحكم الذاتي الواسع للسلطات الكردية التي تسمح للمعارضين بدخولها ولكن دون سلاح وبالزي المدني.
والقى حزب الاتحاد الديموقراطي في بيان مسؤولية المعارك على المعارضة المسلحة وعلى النظام معا موضحا انه خلال اليومين السابقين على اندلاع المعارك اطلق الجيش قذائف على حي الاشرفية.
من جانبها اعتبرت كتيبة احرار سوريا التي تحارب النظام ان المواجهات حدثت نتيجة سؤ تفاهم. وقالت في بيان ان “اشقاءنا الاكراد رفاق لنا في الامة. المشكلة جاءت نتيجة سوء تفاهم نجم عن مكيدة دبرها النظام”.
واوقع النزاع في سوريا حتى الان نحو 35 الف قتيل خلال اكثر من 19 شهرا، حسب المرصد.
الأردن يخشى تصدير الأزمة السورية إلى أراضيه
عمان- (رويترز): يسلط إعلان الأردن أنه أحبط مؤامرة للقاعدة لتنفيذ تفجيرات في العاصمة الضوء على ما يمثله المقاتلون الإسلاميون الذين شحذ الصراع في سوريا عزائمهم واحتمال أن تسعى دمشق لتصدير أزمتها من خطر على البلاد.
والاضطرابات ليست بالشيء الغريب على المملكة فقد استطاعت على مدى عقود التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حدودها الغربية ثم مع العنف في العراق إلى الشرق والذي امتد إلى الأردن بوقوع تفجيرات استهدفت فنادق في عمان قبل سبعة أعوام.
لكن الحرب الأهلية السورية قد تمثل أخطر تهديد للعاهل الأردني الملك عبد الله سواء نجح مقاتلو المعارضة السورية في الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد أو لم ينجحوا.
ويقول ساسة أردنيون إن من شأن الإطاحة بالأسد على أيدي مقاتلين سنة أن يشجع الإسلاميين السنة المتشددين في الأردن في حين قد يحاول الأسد- الذي ما زال يقاتل برغم ما اعتراه من ضعف – أن يتفادى الضغوط من خلال تصدير الصراع إلى جيرانه.
ويقول محمد الخرابشة وهو سياسي بارز له معرفة بمجال المخابرات إن دور سوريا في السماح لمقاتلي القاعدة بالتوجه إلى العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 زاد المخاوف بشأن احتمال ان تحاول دمشق القيام بالأمر نفسه في الأردن.
وقال الخرابشة وهو عضو في البرلمان الأردني الذي حل أخيرا إن النظام السوري لن يألو جهدا لزعزعة استقرار الأردن ومصمم على تصدير ازمته الى الدول المجاورة لزعزعة أمنها.
وفي أوج العنف في العراق أخلت دمشق سجونها من كثير من الإسلاميين المتشددين وسمحت لهم بعبور الحدود لقتال القوات الغربية. وأتاح ذلك لحكومة الأسد العلمانية التخلص من معارضين إسلاميين محليين على الاقل مؤقتا والضغط بشكل غير مباشر على قوات أعدائها الأمريكيين.
وعاد هؤلاء المتشددون إلى سوريا لمحاربة الأسد وانضم اليهم إسلاميون من الأردن.
وقال الخرابشة إن الحكومة السورية قد تحاول من جديد استغلال القاعدة في كفاحها من اجل البقاء. وأضاف انهما خطران محدقان وقد تتلاقى مصالحهما بسهولة لزعزعة استقرار الأردن.
وأضاف أن عشرات السوريين اعتقلوا في الأشهر الاخيرة بعد قيامهم بجمع معلومات وأعمال تحريض في مخيم الزعتري بالأردن الذي يضم عشرات الالاف من السوريين الذين فروا من بلادهم.
وفي 21 أكتوبر تشرين الأول ذكر التلفزيون الرسمي الأردني ان اجهزة المخابرات أحبطت مؤامرة لخلية مرتبطة بالقاعدة لتفجير مراكز تجارية واغتيال دبلوماسيين غربيين في عمان باستخدام أسلحة ومتفجرات مهربة من سوريا.
ورغم أن البعض عبروا عن تشككهم في مدى الخطر الذي يمثله 11 شخصا يشتبه في انتمائهم للقاعدة اعتقلوا في هذه العملية – وبينهم شبان وطلاب صغار – فلا خلاف يذكر على أن الصراع في سوريا شحذ عزيمة الجهاديين الأردنيين.
وقد دعا الأردن الأسد إلى التنحي إلا انه يحاول أن يكون على وئام مع السلطات السورية خشية ان يؤدي اي تدخل صريح إلى احياء التوتر مع دمشق. وكان التوتر بين الجانبين قد بلغ ذروته في عام 1981 عندما اتهمت سوريا بالمسؤولية عن محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الأردني انذاك واوى الأردن الاخوان المسلمين السوريين.
ومنذ تفجر الصراع الراهن في سوريا تحلى الأردن بضبط النفس في الحالات التي وصلت فيها نيران الأسلحة السورية وقذائف المورتر الى اراضيه عبر الحدود حيث تحاول عمان كما يقول دبلوماسيون وساسة ان تعزل نفسها عن التداعيات العسكرية.
ويتباين هذا مع موقف تركيا التي أطلقت قواتها النار بشكل متكرر على الاراضي السورية منذ مقتل خمسة مدنيين أتراك اوائل هذا الشهر بقذائف قادمة من الجانب الاخر من الحدود.
لكن تضافر الاضطرابات في سوريا شمالي الخدود وتزايد مطالب الاصلاح الداخلية استلهاما للانتفاضات في العالم العربي ترك عمان في موقف ضعيف.
وقارن مسؤول حكومي غربي زار المنطقة الاسبوع الماضي بين عمان وبيروت حيث قتل مسؤول أمني كبير مناهض للأسد في انفجار سيارة ملغومة في وقت سابق هذا الشهر الامر الذي أدخل لبنان في أزمة سياسية.
وقال المسؤول الغربي “انا قلق على الأردن اكثر من لبنان.. لبنان مر بمثل هذا من قبل ولديه الآليات للتعامل معه”.
ويقول محللون أردنيون ان الجماعات الإسلامية تكتسب وزنا نسبيا أكبر بين مقاتلي المعارضة السورية الامر الذي يخلق جيلا جديدا من الجهاديين الذين تمرسوا في ساحة القتال مثل “العرب الأفغان” الذين ذهبوا إلى أفغانستان لقتال القوات السوفيتية في الثمانينات وعادوا إلى بلادهم للجهاد ضد حكوماتهم المؤيدة للولايات المتحدة.
وقال المحلل السياسي سامي الزبيدي إن الجهاديين ينبثون بين أنصار السلفية الدعوية. وأضاف ان هناك خلايا كامنة في الجماعات السلفية الجهادية في الأردن لم تجد ساحة داخل الأردن وذهبت إلى سوريا.
وقال إن كثيرا من هؤلاء الجهاديين يذهبون إلى سوريا ويتسلحون ويصقلون مهاراتهم كأنهم في دورة تدريبية قبل العودة إلى الأردن مسلحين لمهاجمة أهداف أردنية.
ويتيح الحرمان المتزايد في المناطق الفقيرة مثل مدينة الزرقاء الأردنية أرضا خصبة للتجنيد للجهاديين للتوجه إلى سوريا. والزرقاء هي مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة السابق في العراق والذي تلقى عليه المسؤولية عن تفجيرات الفنادق في عمان عام 2005 والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 50 شخصا.
وهذا الشهر قتل اثنان من السلفيين الأردنيين في مدينة درعا بجنوب سوريا قبالة الحدود الأردنية اثناء مشاركتهما في قتال القوات السورية. وكان الاثنان من بين ما لا يقل عن 250 جهاديا تشير التقديرات إلى انهم عبروا الحدود إلى سوريا.
وبقدر ما يطول الصراع في سوريا تزيد فرص اجتذابه لمزيد من المقاتلين إلى ساحة المعركة.
لكن الخطر الأكبر في نظر كثيرين في المؤسسة الأمنية الأردنية هو الفوضي التي قد تحل بسوريا نتيجة الاطاحة بنظام الأسد.
وقال النائب السابق حازم العوران ان ما يخشاه إذا سقط النظام في سوريا أن تصبح الجماعات الإسلامية المتشددة نافذة الكلمة هناك إذ سيسهل عليها العمل في الاردن وزعزعة استقراره.
الجيش السوري يتهم المجموعات المسلحة بخرق الهدنة ويتوعد باجتثاثها
دمشق- (ا ف ب): اتهم الجيش السوري الأحد “المجموعات الارهابية المسلحة” بمواصلة خرق هدنة عيد الاضحى التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها طيلة عطلة العيد، متوعدا بـ”الضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إن “المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات (..) مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
واضافت في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) وفصلت فيه هذه “الخروقات” ان “تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها”.
ومن “الخروقات” التي احصتها القيادة عمليات “إطلاق نار على حواجز حفظ النظام” وتفجير عبوات ناسفة وعمليات قصف وهجمات باسلحة رشاشة وصاروخية وتفجير خط لنقل النفط في شرق البلاد.
وبحسب سانا، فان “القوات المسلحة احبطت الاحد محاولة تفجير سيارة مفخخة في خان العسل بريف حلب، وقد فككت وحدات الهندسة السيارة وقدرت وزن المتفجرات بنحو الف كلغ”.
واكدت سانا ان القوات المسلحة “تصدت” للخروقات وتعاملت مع المهاجمين و”قضت على عدد من الإرهابيين”.
ودفنت اعمال العنف التي شهدتها سوريا الاحد “الهدنة” التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفا وهجمات متبادلة، بينما اكد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم “افكار جديدة” لمجلس الامن.
ومنذ اعلان الهدنة في عيد الاضحى الجمعة قتل حوالى 300 شخص في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ما يبدد اي امل بالتوصل الى وقف للمعارك بعد اكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح في سوريا.
وبعدما سقط 146 قتيلا الجمعة و114 قتيلا السبت، سجل حتى بعد ظهر الاحد مقتل 23 شخصا على الاقل هم تسعة مدنيين وسبعة جنود وسبعة مقاتلين معارضين، بحسب حصيلة اولية للمرصد السوري لحقوق الانسان.
الطائرات الحربية السورية تقصف ضاحية بدمشق في آخر أيام الهدنة
عمان- (رويترز): قال نشطاء معارضون إن الطائرات الحربية السورية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق الاثنين وهو اليوم الأخير من هدنة تخللتها غارات جوية واشتباكات بين الجانبين في مناطق متفرقة من البلاد.
وأضافوا أن الطائرات استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها لكنها واجهت مقاومة عنيفة.
السعودية تفرق احتجاجا ضد الاسد في مكة.. الابراهيمي سيواصل مهمته رغم فشل الهدنة
النظام يواصل غاراته.. والمعارضة تسيطر على حواجز بريف دمشق
الافراج عن 120 كرديا اسروا بمعارك بين ميليشيات كردية و’الحر’
بيروت ـ دمشق ـ مكة ـ نيويورك ـ وكالات: قامت القوات السورية بغارات جوية على بلدات تقع على تخوم العاصمة السورية، فيما سيطرت المعارضة المسلحة الاحد على عدد من الحواجز التابعة للجيش النظامي، كما شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، الواقعة على بضعة كيلومترات من العاصمة، وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو اسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، حسبما افاد المرصد في بيان.
وقال نشطاء إن المقاتلات السورية قصفت مناطق للسنة في دمشق وأنحاء البلاد الأحد مع استمرار حملة القصف الجوي التي يستهدف بها الجيش النظامي مقاتلي المعارضة رغم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي يبدو الان انها انهارت.
وقتل 16 شخصا على الاقل، بينهم سبعة اطفال وخمس نساء، في غارة جوية استهدفت الاحد قرية في محافظة ادلب في شمال غرب سورية، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان الغارة التي شنتها طائرة حربية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب اسفرت عن مقتل 16 شخصا على الاقل بينهم سبعة اطفال وخمس نساء.
جاء ذلك بينما اطلق سراح اكثر من 120 مواطنا كرديا الاحد احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في حلب شمالي سورية، ادت الجمعة الى مقتل ثلاثين شخصا واسر 200 اخرين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان انه تم الافراج امس عن اكثر 120 مواطنا كرديا كانوا قد احتجزوا (الجمعة) قرب بلدة حيان ‘من قبل مقاتلين معارضين عرب’ بعد الاشتباكات التي دارت في اطراف حي الاشرفية.
ورحب المرصد في بيانه ‘بهذه الخطوة’ داعيا الى ‘الافراج عن كافة المحتجزين من الطرفين وواد الفتنة العربية الكردية التي يسعى الى اثارتها النظام السوري وبعض الاجهزة الاقليمية’.
وفي السعودية قال شاهد من رويترز ان السلطات السعودية فرقت بسرعة احتجاجا نظمه مئات الحجاج السوريين للدعوة الى اسقاط الرئيس بشار الاسد والتنديد بما وصفوه بالاخفاق الدولي في وقف اراقة الدماء في سورية.
ورفع المحتجون اعلام المعارضة وساروا صوب جسر الجمرات في منى شرقي مدينة مكة حيث تجمع اكثر من ثلاثة ملايين حاج لأداء المناسك.
ولم يصب أحد عندما سارت سيارتا شرطة ببطء في اتجاه المحتجين وطلب رجال الشرطة من الحشد عبر مكبرات الصوت مغادرة المنطقة. وقال الشاهد ان الحشد تفرق بسرعة واندمج مع الاف الحجاج الاخرين في المنطقة.
وخلال الاحتجاج وقف عشرات من رجال الامن الذين تم نشرهم بالفعل في المنطقة يتابعون الوضع دون تدخل.
وقال رجل ذكر ان اسمه صبري (27 عاما) وهو سوري يعيش في السعودية اثناء رفعه علم المعارضة ‘نريد ان تسمع اصواتنا لان لا أحد يسمعنا على ما يبدو.. هذا ليس احتجاجا سياسيا، انه مظاهرة انسانية بشكل اكبر لان القضية السورية اصبحت قضية انسانية’.
وتأتي هذ التطورات في ثالث ايام عيد الاضحى الذي اعلن عن قيام هدنة فيه، بحسب مبادرة اطلقها المبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي ووافق عليها النظام واطراف من المعارضة الا انها لم تر النور.
واسفرت خروقات الهدنة التي يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول القيام بها عن مقتل 114 شخصا السبت، بينهم 47 مدنيا و31 منشقا و36 عنصرا نظاميا، بحسب حصيلة اوردها المرصد في بيان منفصل صباح الاحد.
وبالرغم من فشل الهدنة يعتزم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية مواصلة مهتمه بحسب دبلوماسيين والتوجه هذا الاسبوع الى الصين وروسيا لبحث الوضع.
في بكين وموسكو سيسعى وزير الخارجية الجزائري الاسبق مرة جديدة الى اقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السورية.
وسيعود الابراهيمي في تشرين الثاني (نوفمبر) الى مجلس الامن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات كما اكد دبلوماسيون امميون لوكالة فرانس برس.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى ان المبعوث الدولي ‘سيعود حاملا بعض الافكار للتحرك الى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل’.
الثوار يحتجزون صحافيا لبنانيا في أعزاز بعد التشكيك بهدف تصويره عمليات قتالية في حلب
بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: اكد الصحافي اللبناني فداء عيتاني في فيلم مسجّل بثته قوى المعارضة السورية، انه ‘بخير، وانه يقيم في منطقة اعزاز قيد الاقامة الجبرية عند لواء عاصفة الشمال’، وذلك بعد 24 ساعة على إعلان صفحة ثوار اعزاز على الفيسبوك ان الثوار السوريين أوقفوا الصحافي اللبناني.
وافادت تنسيقية أعزاز في الثورة السورية عن احتجاز عيتاني الذي يعمل مع صحيفة ‘الاخبار’ كذلك مع قناة LBCI وقنوات أخرى، ‘بسبب عدم تناسب عمله مع مسار الثورة السورية والثوار’، مشيرة الى ان عيتاني ‘وُضع تحت الاقامة الجبرية ولمدة قصيرة وسيتم الافراج عنه بعد استكمال باقي البيانات المطلوبة حوله’.
ولفتت التنسيقية الى ان ‘التقارير والفيديوهات لم تثبت تورطه او عمله مع اي طرف ضد الثورة، ولكن عمله كصحافي لم يعد يلقى الموافقة على بقائه في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار’.
واكد ابو ابراهيم خاطف اللبنانيين الشيعة في اتصال معLBC وجود عيتاني لدى ثوار اعزاز، لافتاً الى ان عيتاني كان يرافق مجموعة من الثوار المقاتلين في حلب، وان تصويره كميات كبيرة من العمليات، جعلهم يشككون، ما دفعهم الى نقله الى منطقة اعزاز وتسليمه الى ابو ابراهيم الذي اكد ان فداء باق في المنطقة لفترة.
من جهته، شدد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، لؤي مقداد على أن ‘لا علاقة لنا كجيش سوري حر باحتجاز الصحافي فداء عيتاني، لكننا تبلغنا أنه موجود لدى أبو إبراهيم، ونحن نتواصل مع الخاطفين من أجل إطلاق سراحه، وهم وعدوا خيراً’.
اضاف ‘تبلغنا نتيجة الاتصالات التي قمنا بها أن من رافقه من الثوار خلال وجوده في حلب أبدوا انزعاجهم من تصوير عمليات قتالية معينة، لذلك فضلوا التحقق من تسجيلات الفيديو التي التقطها والتدقيق فيها، بعدما أثار عمله شكوك الثوار’.
في غضون ذلك، أعلن شقيق الصحافي حسام عيتاني ‘متابعة الاتصالات لاطلاق فداء’، داعياً وسائل الاعلام والصحافة الى ‘العمل على اعادته الى عائلته بأسرع وقت’.
كما استنكر النائب السابق محمد الأمين عيتاني ‘إحتجاز فداء من قبل مسلحين في أعزاز ـ سورية’، معتبراً ان ‘هذا العمل مسيء لعلاقات الأخوة بين الشعبين السوري واللبناني’.
وأكد ‘أن جمعية بني العيتاني ترفض أن تكون آراء فداء مبرراً لاحتجازه وتقييد حريته الإعلامية، فاختلاف الرأي يجب أن لا يفسد القضية’، داعياً محتجزي فداء، إلى ‘الإسراع بإطلاق سراحه والمحافظة على حياته وسلامته، لأننا نعتبر أن احتجازه يسيء إلى سمعة الثورة السورية’، مضيفاً ‘نربأ بمحتجزيه الانجرار الى معاداة الإعلام اللبناني والعربي، الذي يقف الى جانب حق الشعب السوري في تحقيق حريته والعيش في نظام ديمقراطي حقيقي، مكررين دعوتنا للافراج عن فداء، لأن من ينشد الحرية لا يحجز حرية الآخرين’.
من جهته، أكد نقيب المحررين الياس عون ‘أن عيتاني لم يرتكب جرماً، فهو كان يتتبع أخبار المختطفين اللبنانيين التسعة الابرياء والبعيدين كل البعد عن النزاع السوري وطال احتجازهم قسراً وظلماً من قبل الخاطفين، من دون ان تشفع المناشدات والوساطات معهم بإطلاقهم، والذي كنا نأمل في ان يكون عيدية لذويهم في عيد الاضحى المبارك، واذ بنا نصطدم بخطف الزميل عيتاني الذي كان يعمل في منطقة يشوبها الخطر، فإذا به يقع رهينة تضاف الى بقية الرهائن’.
وناشد عون ‘اتحاد الصحافيين العرب واتحاد الصحافيين السوريين و’جمعية الصحافيين السوريين’، المنشأة حديثاً والمسؤولين الاعلاميين الاتراك ‘التدخل الفوري للافراج عن عيتاني الذي كان يقوم بواجباته الاعلامية’، وقال ‘نحن لنا ثقة كبيرة بخاطفيه بالإفراج عنه وعن المختطفين التسعة بعدما طال احتجازهم ليعودوا الى أهاليهم ومنازلهم ويعود الزميل عيتاني الى مزاولة عمله المهني الاعلامي بتجرد كما كان’ .
الى ذلك، تمّ الكشف أن النائب عقاب صقر يبذل اقصى جهده في الملف لاطلاق سراح الصحافي اللبناني.
‘سكاي نيوز’: غياب التدخل الأجنبي في سورية ينشر التطرف بين المقاتلين المتمردين
لندن ـ يو بي آي: أفادت شبكة ‘سكاي نيوز’ الأحد أن غياب التدخل الأجنبي في سورية يساهم في انتشار أفكار التطرف بين صفوف المقاتلين المتمردين.
وقالت سكاي إنها ‘شاهدت أدلة على أن الانتفاضة السورية تتحول إلى التطرف وبشكل متزايد وتُخاض من قبل أصوليين ومتطرفين إسلاميين، بعد أن قطع المتمردون السوريون الأمل في إمكانية التدخل العسكري من قبل الغرب بعد نحو 19 شهراً من اندلاع الأزمة وشعورهم بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم، وصاروا يصنعون بأنفسهم قنابلهم وأسلحتهم الخاصة وأصبحوا أكثر اكتفاءً ذاتياً’.
وأشارت إلى أن بعض الأسلحة يجري تهريبها عبر الحدود إلى سورية من قبل دول مسلمة متعاطفة.
وأضافت الشبكة التلفزيونية البريطانية أن مراسلها شاهد راجمات صواريخ ما تزال ذخيرتها مغلفة بالبلاستيك وتم تهريبها عبر الحدود التركية، ومدفعاً مضاداً للطائرات ابلغه المتردون بأنه جاء من العراق.
وقالت ‘ما هو واضح بشكل متزايد انتشار إعلام الجماعات الجهادية ومعدات وأدوات الجهاد التي يرتديها المقاتلون المتمردون، مثل عصبات الرأس السوداء التي يرتديها العديد من المقاتلين والتي هي رمز للأصولية الإسلامية التي تستخدمها الجماعات المتطرفة المعادية للغرب عادة’.
وأضافت أن قادة الجماعات المعارضة المسلحة في سورية يشعرون بخيبة الأمل والغضب والإحباط بسبب تخلي العالم الخارجي عنهم وعدم تقديم المجتمع الدولي المساعدة لهم.
ونسبت إلى أحد هؤلاء القادة قوله ‘كل ما نحصل عليه الكلمات وليس الأفعال.. لكن معظم المقاتلين هم سوريون ويشكلون 90 بالمئة باستثناء بضع مئات في كل أنحاء سورية هم من خارج البلاد ومعظمهم من بلدان متعاطفة’.
كما نقلت ‘سكاي نيوز’ عن مسعف ليبي ومتمرد سابق في بلاده قوله إنه ‘جاء إلى سورية للمساعدة في علاج اشقائه المسلمين لأنه يعرف حجم المعاناة، لكنه لن يمتنع عن حمل السلاح وإطلاق النار على جنود (الرئيس السوري بشار) الأسد إذا اضطر’لذلك. وأضاف المسعف الليبي ‘المشكلة الحقيقية هنا ليست المقاتلين الأجانب وليس تنظيم القاعدة أو أي جماعة أخرى، بل النظام الذي احدث ضرراً أكبر بكثير من أي مجموعة أخرى’.
وقالت الشبكة ‘إن المتمردين حققوا مكاسب كبيرة في شمال سورية وسيطروا على مواقع الجيش النظامي وأسلحته، لكن إحباطهم من موقف المجتمع الدولي يدفعهم نحو التطرف الديني’.
‘تلغراف’: حزب الله يناقش التخلي عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد
لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘صندي تلغراف’ الأحد أن حزب الله اللبناني، الذي يُعد من أشد مؤيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يخوض الآن نقاشاً مريراً حول ما إذا كان الوقت حان لتغيير المسار.
وقالت إن حزب الله احتاج إلى مساعدة سوريا لكي يصبح القوة الأكبر في السياسة اللبنانية واعتمد دائماً على دعم نظامها خلال مواجهته مع إسرائيل، وقام شيعة لبنان في المقابل وفي وقت الحاجة بإظهار ولائهم لنظام الأسد ومده بالدعم اللوجستي والمعنوي وحتى إرسال مقاتلين للمشاركة في الحرب ضد المسلحين في سورية.
وأضافت الصحيفة أنها حصلت على معلومات ‘تفيد بأن نقاشات سرية تدور داخل صفوف حزب الله حول ما إذا كان الوقت حان للتوقف عن دعم نظام الأسد، جراء تنامي الشكوك بشأن قدرته على الاستمرار وبدء الحرب الأهلية في سورية بالانتقال إلى لبنان’.
وأشارت إلى أن بعض أعضاء حزب الله، بما في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسورية، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع من يتولى السلطة في سورية المقبلة.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر لبناني، وصفته بأنه يقيم صلات مع الدوائر العليا في حزب الله، قوله ‘هناك وجهات نظر مختلفة، حيث يرى البعض بأنه ينبغي علينا الضغط من أجل التوصل إلى تسوية في سورية والتوقف عن دعم الأسد، وهناك ادراك داخل إيران وحزب الله بأنهما سيدخلان في مواجهة مع السنة أو يعملان كجسر لردم الهوة بينهما’.
وأضاف المصدر ‘المسألة الأكثر صعوبة هي سورية، وهناك علاقة مباشرة بين مستقبل حزب الله والشيعة ومستقبل سورية، وإذا استوجب الأمر التضحية بالرئيس الأسد، فلنضحي به وليس بسورية’.
وقالت ‘صندي تلغراف’ إن المؤشر الأكثر وضوحاً على هذا التحرك كان إلغاء مؤتمر حزب الله الذي يُعقد عادة كل ثلاث سنوات لأسباب أمنية، حسب التفسير الرسمي، لكن سياسياً شيعياً من عائلة سياسية هامة، لم تكشف عن هويته، قال أن حزب الله ‘غير قادر على عقد مؤتمره جراء خشيته من الفشل في الاتفاق على سورية’.
وأضافت انه تردد ان الخلافات أقوى بين أعضاء حزب الله المدنيين، الذين هم أكثر ميلاً لصالح قطع الروابط مع دمشق، وبين جناحهم العسكري القوي الذي تم تدريبه وتلقينه على يد إيران ولا يزال موالياً بقوة للنظام السوري. ونقلت عن المصدر قوله إن الخلاف ‘عميق بين الجناح السياسي والجناح العسكري في حزب الله، وقرر أمينه العام حسن نصر الله إلغاء المؤتمر بسبب قلقه من أنه لن يكون قادراً على الخروج بقرار نهائي’.
منظمة حقوقية: وفاة ناشطة سورية تحت التعذيب
بيروت ـ ا ف ب: ذكرت منظمة حقوقية الاحد ان ناشطة اعلامية معتقلة منذ 28 حزيران (يوينو) من قبل جهاز امني توفيت اثناء ‘تحت التعذيب’ مؤكدة ان عدد ضحايا التعذيب في سورية تجاوز 1125 ضحية ‘موثقة’.
واعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ‘عن قلقها العميق ازاء المعلومات التي تفيد بوفاة الناشطة الاعلامية السورية فاطمة خالد سعد (22 عاما) في احد الفروع الامنية التابعة لادارة المخابرات العامة في مدينة دمشق نتيجة تعرضها لتعذيب وحشي ممنهج’.
وذكر البيان ان الناشطة ‘المعروفة في اوساط الثورة والاوساط الاعلامية بفرح الريس’ اعتقلت من قبل دورية تابعة لجهاز أمن الدولة في اللاذقية (غرب) فجر 28 حزيران (يوينو) بعد أن اقتحمت منزلها واقتادتها مع والدها وشقيقها.
واخلت السلطات سراح والدها واخيها بعد التحقيق معهما بعد ساعات فيما بقيت الناشطة رهن الاعتقال ‘بسبب حيازتها لعلم الثورة واكتشاف المحققين لأغنية مناهضة للنظام على كاميرتها الرقمية لمجموعة من صديقاتها يقمن بغناءها معا’.
واوضح البيان انه ‘نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له جسدها الغض في فرع الأمن السياسي في مدينة اللاذقية (غرب) تضرر كبدها بشكل بالغ الأمر الذي استدعى نقلها إلى المشفى العسكري في مشروع القلعة في اللاذقية للعلاج’.
وتم تحويل الناشطة في 17 تموز (يوليو) الى إدارة المخابرات العامة بدمشق ‘حيث تابع المحققين الضغط عليها بوحشية شديدة لانتزاع معلومات اضافية عن مجموعة الناشطين الذين كانت تتعاون معهم الأمر الذي أفضى الى وفاتها نتيجة التعذيب الوحشي بتاريخ 23 تشرين الاول (اكتوبر)’ بحسب بيان المنظمة.
ودانت الرابطة ‘بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية’ معتبرة انها ‘جريمة ضد الإنسانية جرى ارتكابها بشكل منهجي بعيدا عن المسائلة القانونية في ظل الحصانة التي يتمتع بها أفراد المخابرات العامة بموجب مرسوم إنشاء هذه الإدارة’.
واعتبرت المنطمة ‘كافة المتورطين بهذه الجريمة المروعة، سواء اكانوا ضباطا ام افرادا، مجرمين ضد الإنسانية يتوجب ملاحقتهم ومحاسبتهم بموجب القانون الدولي’.
من جهة اخرى، اكدت الرابطة في بيانها ‘ارتفاع أعداد الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام السوري والذين تجاوزوا 1125 ضحية موثقة حتى الآن’.
وطالبت المجتمع الدولي ‘بضرورة التدخل العاجل لوضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقوم بها السلطات السورية بشكل منهجي وواسع منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف شهر آذار (مارس) 2011’. قال محققو لجنة الامم المتحدة للتحقيق انتهاكات حقوق الانسان في سورية الخميس ان ‘جرائم حرب’ و’جرائم ضد الانسانية’ تحدث في سورية مؤكدين انهم يسعون الى زيارة دمشق.
وشكلت اللجنة قبل اكثر من عام لكنها لم تحصل بعد على اذن بالدخول الى سورية.
لكنها اجرت مقابلات مع اكثر من الف من ضحايا النزاع والمتورطين فيه. وقد ذكرت سابقا ان جرائم حرب ارتكبت على ما يبدو من قبل النظام وبدرجة اقل من قوات المعارضة.
دمشق «توثّق الخروقات»… والإبراهيمي يبحث مقترحات جديدة
لم تنعم سوريا بهدنة حقيقية. منذ اليوم الأول بانت بوادر «الخروقات»، ثم تتابعت على شكل معارك وتفجيرات في مناطق مختلفة. دمشق وثّقت خروقات «التنظيمات» المعارضة المسلحة برسالة وجهتها إلى مجلس الأمن، وأكدت التزامها بايقاف العمليات العسكرية، فيما يعتزم المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي مواصلة مهمته وتقديم «أفكار جديدة» إلى مجلس الأمن. لذلك يتوجّه هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا، وسيعود في الشهر المقبل إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة، لحمل طرفي النزاع على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فيما نفت أنقرة وجود أيّ وحدات عسكرية في تركيا على خلفية الأزمة في سوريا
دفنت أعمال العنف، التي شهدتها سوريا خلال اليومين الماضيين، «الهدنة» التي أرساها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي مع طرفي النزاع. وعملت دمشق على «توثيق» خروقات المعارضة، و«ردّت» على نيران المعارضين المسلحين. وسجّّلت خروقات جديدة لليوم الثالث على التوالي للهدنة، التي دعا اليها الأخضر الإبراهيمي، الذي يعتزم رغم ذلك مواصلة مهمته، وتقديم «أفكار جديدة» إلى مجلس الأمن الشهر المقبل.
ويتوجّه الإبراهيمي هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية. وسيعود الإبراهيمي في تشرين الثاني إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة، لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات، كما أكد دبلوماسيون أمميون. وصرّح دبلوماسي آخر بأنّ العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حدّ يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر، لكنّهما لم يصلا بعد إلى هذه النقطة، إلا أنّ الإبراهيمي لديه بعض الأفكار.
وميدانياً، شنّت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، البعيدة بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية، التي تحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي ريف العاصمة، أفاد المرصد عن مقتل ما لا يقلّ عن أربعة عناصر من القوات النظامية اثر «هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما». كذلك سيطر المقاتلون على عدّة حواجز للجيش السوري في دوما. ولم يكن الوضع أفضل في مناطق أخرى من البلاد، حيث دارت اشتباكات في أحياء من حلب وفي محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون إلى تيارات اسلامية، حسبما أشار المرصد، كما أصيب عنصران من الجيش السوري بجروح، في انفجار عبوة ناسفة، بمنطقة مساكن برزة في دمشق قبل وصول وحدات الهندسة لتفكيكها. وقالت مصادر محلية إن «العبوة وضعت أمام مركز تابع لشركة سرياتيل للاتصالات، وقد أدى انفجارها إلى إصابة عنصرين من الجيش بجروح».
من جهته، أفاد التلفزيون السوري أنّه «في خرق جديد لوقف العمليات العسكرية، ارهابيون يطلقون قذيفتي هاون على مبنى القصر البلدي في حلب، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية». وفي شرق البلاد، تعرضت أحياء من مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية، التي تشتبك مع مقاتلين من جبهة النصرة ومقاتلين معارضين. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في دير الزور أنّ «وحدات من قواتنا المسلحة تصدت لمجموعة ارهابية خرقت وقف اطلاق النار قرب دوار الحميدية بالمدينة، وتعاملت معها، ما أدى إلى مقتل الإرهابي أبو البراء الشيحلاوي، ويدعى عمار نوار الهجر، وهو قيادي في تنظيم القاعدة مع اثنين من الارهابيين». وأضاف المصدر «أنّ وحدة أخرى من قواتنا المسلحة ردت على مجموعة ارهابية اطلقت النار على حواجز الجيش وقوات حفظ النظام، وقضت على عدد من الارهابيين في حيّ الرشدية». في غضون ذلك، أُطلق سراح أكثر من 120 مواطناً كردياً احتجزوا اثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في حلب، أدت يوم الجمعة إلى مقتل ثلاثين شخصاً، وإلى أسر 200 آخرين. وذكر المرصد أنّه أُفرج عن أكثر من 120 مواطنا كردياً كانوا قد احتُجزوا قرب بلدة حيان «من قبل مقاتلين معارضين عرب»، بعد الاشتباكات التي دارت في أطراف حيّ الأشرفية.
وقامت دمشق، بتوثيق خروقات «التنظيمات» المعارضة المسلحة برسالة وجهتها إلى مجلس الأمن، مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهاد مقدسي، الذي أكد أنّ «الحكومة السورية ملتزمة تماماً بايقاف العمليات العسكرية، وفقاً لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة». وأضاف «لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفّذت معظمها التنظيمات التي رفضت أصلاً الهدنة، بموجب بيانات رسمية صادرة عنها»، موضحاً أنّ بلاده وثّقت «الخروقات برسائل إلى مجلس الأمن الدولي».
في السياق، نفت «جبهة النصرة الاسلامية»، مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في دمشق في أول أيام العيد، وأدّى إلى مقتل 5 أشخاص. وذكرت الجبهة، في بيان لها، إنّ «هذا النظام الطاغوتي لا يكتفي بالاصطياد في الماء العكر، بل إنه لخسته وقذارته يعكر الماء ليصطاد فيه، أغلب الناس تعتقد أن النظام هو من قام بالتفجير لأنّه أشبه به».
وفي هذا الإطار، قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أول من أمس، إنّ «الغربيين» في مجلس الأمن الدولي حالوا دون إدانة المجلس لهجوم بالقنابل في دمشق يوم الجمعة. وأضاف «نهج الاستمرار في العنف الذي تتبناه المعارضة السورية واضح للعيان».
وكانت القيادة العامة للجيش السوري قد اتهمت، يوم السبت، «المجموعات المسلحة» بخرق وقف النار. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن بيان لقيادة الجيش أنّ «المجموعات المسلحة قامت في ريف دمشق بمهاجمة حواجز الجيش وحفظ النظام في مناطق مختلفة من دوما، وحرستا، وحوش عرب، وأطلقت النار على حواجز الجيش بقطنا في رأس النبع، وحواجز السريان، والمؤسسة الاستهلاكية، كما زرعت عبوات ناسفة على محور كفر قوق وشرق دوار مساكن التوافيق».
في سياق آخر، لم تنشر الولايات المتحدة أيّ جنود أو وحدات عسكرية في تركيا على خلفية الأزمة السورية، على ما أكد الجيش التركي، يوم السبت. ونفت رئاسة أركان القوات المسلحة التركية، في بيان لها، معلومات صحافية مفادها أنّ الولايات المتحدة أرسلت جنوداً إلى تركيا في أعقاب تفاقم التوتّر على الحدود التركية السورية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)
غياب التدخل ينشر أفكار التطرف
أفادت شبكة «سكاي نيوز» أن غياب التدخل الأجنبي في سوريا يسهم في انتشار أفكار التطرف بين صفوف المقاتلين المتمردين. وقالت إنها «شاهدت أدلة على أن الانتفاضة السورية تتحوّل إلى التطرف وعلى نحو متزايد، وتُخاض من قبل أصوليين ومتطرفين إسلاميين، بعدما قطع المتمردون السوريون الأمل في إمكان التدخل العسكري من قبل الغرب، وشعورهم بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم، وصاروا يصنعون بأنفسهم قنابلهم وأسلحتهم الخاصة، وأصبحوا أكثر اكتفاءً ذاتياً». وأشارت إلى أن بعض الأسلحة يجري تهريبها عبر الحدود من قبل دول مسلمة متعاطفة. وأضافت الشبكة التلفزيونية البريطانية إن مراسلها شاهد راجمات صواريخ لا تزال ذخيرتها مغلّفة بالبلاستيك، وجرى تهريبها عبر الحدود التركية، ومدفعاً مضاداً للطائرات أبلغه المتمردون أنّه جاء من العراق.
ونسبت إلى أحد قادة الجماعات المعارضة المسلحة قوله «كل ما نحصل عليه الكلمات لا الأفعال.. لكن معظم المقاتلين سوريون، ويمثلون 90% باستثناء بضع مئات في كل أنحاء سوريا، هم من خارج البلاد، ومعظمهم من بلدان متعاطفة»، كما نقلت الشبكة عن مسعف ليبي، ومتمرد سابق في بلاده، قوله إنه «جاء إلى سوريا للمساعدة على علاج أشقائه المسلمين، لأنه يعرف حجم المعاناة، لكنه لن يمتنع عن حمل السلاح إذا اضطر» إلى ذلك.
الخلافات الداخلية تهدد تماسك حزب الله في دعم الأسد
لميس فرحات
لطالما اعتمد حزب الله على المساعدة من سوريا لتعزيز موقعه كقوة سياسية في لبنان، كما كان يعتمد دائماً على الأسرة الحاكمة في دمشق في حروبه ومعاركه.
لميس فرحات: هذه المعادلة انقلبت اليوم، إذ إن الأسد اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى دعم حزب الله، وذلك بتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي، وحتى إرسال مقاتلين لتعزيز صفوف قوات الأسد في حربها ضد الثورة.
مع دخول الثورة السورية ما يقرب عامها الثاني، تزداد الشكوك في لبنان إزاء قدرة الأسد على البقاء في الحكم، لا سيما وأن ثمة آراء سرية بدأت تنتشر داخل صفوف حزب الله حول ما إذا كان الوقت قد حان لوقف دعم الأسد. لكن بالنسبة إلى الكثيرين في جنوب بيروت، حيث يدير حزب الله المستشفيات والمدارس ومرافق أخرى، ويدفع المعاشات إلى أسر القتلى، فإن هذا الأمر غير وارد.
يعتمد حزب الله في التدريب والأسلحة على سوريا وإيران، مما أدى إلى نشوء ارتباط وثيق بين دمشق وطهران وضاحية بيروت الجنوبية، لا يبدو حتى الآن قابلاً للكسر.
تراجع حدة خطاب نصرالله وتخوف من التصادم مع السنة
ينظر الكثير من المؤيدين لحزب الله إلى الرئيس السوري بشار الأسد على أنه الضحية، وليس الديكتاتور. لكنّ هناك شرخًا في النظر إلى الأزمة السورية بين القاعدة الشعبية والمقاتلين في حزب الله، إذ يتزايد قلق أفراد الحزب من تأثير الاستمرار في دعم نظام الاسد على وضع ومستقبل الحزب وشيعة لبنان عموماً.
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي أعرب في بداية الأزمة السورية علناً عن تأييده لنظام الأسد، لم يعد يفعل ذلك في خطاباته الأخيرة. كما إن بعض أعضاء حزب الله، ومنهم رجال الدين، يخشون من أن دعم الأسد يمكن أن يجرّهم إلى صدام مع المسلمين السنَّة.
تقول مصادر مقرّبة من دوائر القيادة في حزب الله إن الحزب وإيران يدركان أنهما على طريق الصدام مع السنَّة في حال لم يتم ردم الهوة بينهما. كما إن حزب الله والشيعة عموماً يدركان أن مستقبلهما مرتبط بسوريا، وإذا كان الأمر يتطلب التضحية بالأسد، فالأفضل التضحية به بدلاً من سوريا.
حزب الله يخسر التوافق الداخلي والتأييد الشعبي
الدليل الأبرز على الخلاف الداخلي، الذي يدور في حزب الله بشأن سوريا، هو إلغاء المؤتمر العام للحزب، الذي يعقد كل ثلاث سنوات، فيما تبدو أنها المرة الأولى التي يلغى فيها هذا المؤتمر. ومع أن التبرير هو أن ذلك يشكل خطراً أمنياً، إلا أن الكثير من المراقبين يرون أن المؤتمر ألغي نتيجة الخلافات، وبسبب خشية من الأمين العام من ألا يتمكن من إحداث توافق حول الموضوع.
أحداث التفجير وأعمال العنف في لبنان زادت من هذا الانقسام داخل حزب الله بشأن الموقف من النظام السوري. كما إن الحزب الذي كان يحظى بشعبية غير مسبوقة في العالم العربي، بسبب محاربته إسرائيل، بدأ يخسر هذا التأييد الشعبي نتيجة موقفه الداعم للنظام السوري.
صعوبة التوفيق بين دعم سوريا والمهام الحكومية
إلى جانب مصلحته في بقاء الأسد في الحكم، يحاول حزب الله منذ أشهر السير على خط رفيع ودقيق للغاية، وذلك بتحقيق التوازن بين دعمه للحكومة السورية وبين مسؤولياته كقوة سياسية مهيمنة في لبنان. لكن التوترات المتزايدة داخل لبنان تسلط الضوء على العقبات التي تحول دون نجاحه في كلا الاتجاهين.
أكثر من أي وقت في السنوات الأخيرة، يواجه حزب الله تدقيقاً ومراقبة وثيقة لتصرفاته في الداخل اللبناني، حتى من بعض المؤيدين له والسياسيين الذين يعتبرون من حلفائه، لا سيما بسبب العلامات المتزايدة على انخراطه العسكري في الصراع السوري، الذي يعتبر محل خلاف وانقسام في لبنان.
شهد حزب الله أعنف انتقاد في أعقاب اغتيال رئيس فرع المعلومات في الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن بسيارة مفخخة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 19 الجاري.
وعلى الرغم من أن الحزب نفى المزاعم، التي تشير إلى تورّطه في أي دور في الهجوم، أدى حادث الاغتيال إلى توجيه دعوات حادة وصريحة من منافسيه إلى إسقاط الحكومة اللبنانية الحالية، التي يملك حزب الله وحلفاؤه حصة الغالبية فيها.
بعض حلفاء الحزب السياسيين، بما في ذلك الزعيم الدرزي رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، بدأوا بالتردد في دعمهم لحزب الله، وتحدث بعض رجال الدين الشيعة اللبنانيين في الأسابيع الأخيرة عن دعم المعارضة السورية، الأمر الذي يعتبر مخالفاً ومناقضاً تماماً لسياسة ونهج حزب الله.
المنافسة السياسية قد تبعد حزب الله عن السلطة
في الوقت نفسه، بدأ معظم منافسي حزب الله السياسيين في لبنان بالعمل على إسقاط الحكومة، لا سيما الكتلة السياسية ذات الغالبية السنية، التي ما زالت ناقمة ومتألمة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بسيارة مفخخة في العام 2005.
يشار إلى أن التكتلات النيابية المعارضة لحزب الله اتهمت الحزب والرئيس الأسد مباشرة بأنهم وراء الاغتيال الذي استهدف الحريري والحسن.
وتعهدت هذه المجموعة بالإطاحة بالحكومة، التي يقودها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الأمر الذي يمكن أن يضعف قوة حزب الله السياسية بشكل كبير في حال تم النجاح في هذا المسعى.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770517.html
أفكار الإبراهيمي لم تنضب… فبعد الهدنة هناك المزيد
وكالات
يبدو أن فشل الهدنة التي اقترحها المبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي في سوريا لن يثنيه عن تقديم المزيد من الأفكار أملاً في وضع حد للعنف الذي أوقع اكثر من 350 قتيلاً منذ إعلان الهدنة في عيد الاضحى.
دمشق: دفنت اعمال العنف التي شهدتها سوريا الأحد “الهدنة” التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث أيام العيد غارات جوية وقصفًا وهجمات متبادلة اوقعت 100 قتيل على الاقل، بينما يعتزم المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي تقديم “أفكار جديدة” لمجلس الامن.
ومنذ إعلان الهدنة في عيد الاضحى الجمعة قتل اكثر من 350 شخصاً في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ما يبدد أي امل بالتوصل الى وقف للمعارك بعد اكثر من 19 شهراً من الانتفاضة التي تحولت الى نزاع مسلح في سوريا.
وبعدما سقط 146 قتيلاً الجمعة و114 قتيلاً السبت، سجل حتى مساء الاحد مقتل 100 شخص على الاقل هم 36 مدنيًا، بينهم 22 امرأة وطفلاً، و29 مقاتلاً معارضًا و35 جنديًا نظاميًا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد.
أفكار جديدة
ويتوجه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي هذا الاسبوع الى الصين وروسيا مرة جديدة لاقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الامن الدولي بشأن الازمة السورية.
وسيعود الابراهيمي في تشرين الثاني (نوفمبر) الى مجلس الامن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات، كما اكد دبلوماسيون امميون لوكالة فرانس برس. وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن المبعوث الدولي “سيعود حاملاً بعض الافكار للتحرك الى مجلس الامن في مطلع الشهر المقبل”.
وصرح دبلوماسي آخر أن “العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الاسد والمعارضة قد تقاتلا الى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد الى (هذه النقطة) الا أن الابراهيمي لديه بعض الافكار”.
والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة لمناسبة حلول عيد الاضحى لم تبصر النور وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.
إلقاء السلاح غير وارد
وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى اعلان هدنة اقترحها كوفي انان في نيسان (ابريل) الماضي، لم يتطلب الامر وقتًا طويلاً لرؤية أن سوريا ليست مستعدة لالقاء السلاح في هذا النزاع الذي خلف خلال 19 شهرا اكثر من 35 الف قتيل، بحسب المرصد.
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع استخدامها الاخضر الابراهيمي. لكن الامم المتحدة تعد في الكواليس خططاً لارسال قوة سلام او مراقبة في حال تنفيذ الهدنة. ميدانيًا، شن الجيش السوري غارات جوية عدة الاحد كان اعنفها في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث سقط 18 قتيلاً بينهم 13 امرأة وطفلاً، بحسب المرصد.
واوضح المرصد أن الغارة التي شنتها طائرة حربية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب واسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الاقل بينهم خمسة اطفال وثماني نساء. وبحسب المرصد، فان البارة هي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ منتصف تموز/يوليو.
كذلك شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. في حين سيطر المقاتلون على عدة حواجز للجيش السوري في دوما.
تفجيرات
وشهدت دمشق وريفها تفجيرين الاحد، اذ “انفجرت سيارة مفخخة في حي برزة في دمشق اسفرت عن اصابة نحو 15 مواطنًا بجراح طفيفة وتضرر بعض المباني”، كما “هز انفجار منطقة السبينة بريف دمشق في منطقة الجمعيات حيث افاد ناشطون عن انفجار سيارة مفخخة ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن حجم الخسائر”، بحسب المرصد.
ولم يكن الوضع افضل في مناطق اخرى من البلاد حيث دارت اشتباكات في احياء من حلب وفي في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون الى تيارات اسلامية، حسب ما اشار المرصد في بيانات متتالية منذ صباح اليوم.
من جهته اتهم الجيش السوري الاحد “المجموعات الارهابية المسلحة” بمواصلة خرق هدنة عيد الاضحى التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها طيلة عطلة العيد، متوعدًا بـ”الضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إن “المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات (..) مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
واضافت في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) وفصلت فيه هذه “الخروقات” أن “تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها”.
ومن “الخروقات” التي احصتها القيادة عمليات “إطلاق نار على حواجز حفظ النظام” وتفجير عبوات ناسفة وعمليات قصف وهجمات باسلحة رشاشة وصاروخية وتفجير خط لنقل النفط في شرق البلاد. وبحسب سانا، فإن “القوات المسلحة احبطت الاحد محاولة تفجير سيارة مفخخة في خان العسل بريف حلب، وقد فككت وحدات الهندسة السيارة وقدرت وزن المتفجرات بنحو الف كلغ”.
واكدت سانا ان القوات المسلحة “تصدت” للخروقات وتعاملت مع المهاجمين و”قضت على عدد من الإرهابيين”. وقامت دمشق بتوثيق “خروقات” التنظيمات المعارضة المسلحة برسالة وجهتها الى مجلس الامن مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، بحسب ما افاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية.
وذكر المتحدث جهاد مقدسي في أن “الحكومة السورية ملتزمة تمامًا بايقاف العمليات العسكرية وفقًا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة”. واضاف “لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفذت معظمها التنظيمات التي رفضت اصلاً الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها”، موضحًا أن بلاده وثقت “الخروقات برسائل لمجلس الأمن الدولي”.
من جهة اخرى نفت جبهة النصرة الاسلامية التي سبق واعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا ورفضها للهدنة خلال عطلة عيد الاضحى، الاحد مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في دمشق في اول ايام العيد الجمعة واسفر عن مقتل 5 اشخاص، متهمة النظام بالوقوف وراءه.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770643.html
دمشق تتهم المعارضة المسلحة بخرق الهدنة وتتوعد بـ”اجتثاثها“
أ. ف. ب.
زعم الجيش السوري أن المعارضة المسلحة خرقت هدنة عيد الاضحى، في وقت أكد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 قتيلاً على الاقل بينهم 7 اطفال سقطوا في غارة جوية في ادلب.
دمشق: اتهم الجيش السوري الاحد “المجموعات الارهابية المسلحة” بمواصلة خرق هدنة عيد الاضحى التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها طيلة عطلة العيد، متوعدًا بـ”الضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إن “المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في عدد من المحافظات (..) مما يحتم استمرار التصدي لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها والضرب بيد من حديد لاجتثاثها وتخليص الوطن من شرورها”.
واضافت في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) وفصلت فيه هذه “الخروقات” أن “تمادي المجموعات الإرهابية المسلحة في انتهاكاتها الصارخة لإعلان وقف العمليات العسكرية ما هو إلا دليل قاطع على إرتهانها للمشروع الرامي إلى تفتيت سوريا وتدميرها”.
ومن “الخروقات” التي احصتها القيادة عمليات “إطلاق نار على حواجز حفظ النظام” وتفجير عبوات ناسفة وعمليات قصف وهجمات باسلحة رشاشة وصاروخية وتفجير خط لنقل النفط في شرق البلاد.
وبحسب سانا، فإن “القوات المسلحة احبطت الاحد محاولة تفجير سيارة مفخخة في خان العسل بريف حلب، وقد فككت وحدات الهندسة السيارة وقدرت وزن المتفجرات بنحو الف كلغ”.
واكدت سانا أن القوات المسلحة “تصدت” للخروقات وتعاملت مع المهاجمين و”قضت على عدد من الإرهابيين”.
وميدانيا قتل 16 شخصًا على الاقل، بينهم سبعة اطفال وخمس نساء، في غارة جوية استهدفت الاحد قرية في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن الغارة التي شنتها طائرة حربية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب واسفرت عن مقتل 16 شخصًا على الاقل بينهم سبعة اطفال وخمس نساء.
وبحسب المرصد، فان البارة هي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ منتصف تموز/يوليو.
ودخلت سوريا الاحد في حلقة جديدة من العنف مع دفن “الهدنة” التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى، اذ شهد ثالث ايام العيد غارات جوية وقصفاً وهجمات متبادلة، بينما اكد المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عزمه على مواصلة مهمته وتقديم “افكار جديدة” لمجلس الامن.
ومنذ الجمعة عندما اعلن دخول الهدنة حيز التطبيق قتل اكثر من 300 شخص في انحاء سوريا بحسب المرصد. وسجل اليوم الاحد مقتل 52 شخصًا على الاقل هم 29 مدنيًا و10 جنود و13 مقاتلاً معارضاً.
الجامعة العربية تدعو الى “اتفاق الحد الادنى” بين القوى الكبرى بشأن سوريا
من جهة أخرى دعا مندوب الجامعة العربية في فرنسا ناصيف حتي الاحد الى “اتفاق الحد الادنى” بين القوى الكبرى حول سوريا، مؤكدًا أن هذا الاتفاق لا بد منه لحل الازمة السورية وأنه يجب أن يستند الى اتفاق جنيف في 30 حزيران/يونيو.
وقال حتي خلال برنامج “دوليات تي في 5 موند وآر اف آي ولوموند” انه “اذا لم نتوصل الى ايجاد اتفاق الحد الادنى بين القوى الكبرى، اصدقاء الطرفين (الحكومة السورية والمعارضة)، فلن نتمكن من اطلاق عملية انتقالية سياسية منظمة ومواكبتها على قاعدة صلبة”.
واضاف “اذا لم تكن هناك رسالة سياسية واضحة وحازمة من جانب الدول الكبرى التي هي حليفة النظام من جهة والمعارضة من جهة اخرى، (…) فلن نتقدم ابدًا”.
وفي حديثه عن “حرب بالوكالة في سوريا يمكن ان تدوم لفترة طويلة”، ذكر حتي بأن “الازمة السورية ارتبطت بنزاعات أخرى في المنطقة”.
واشار مندوب الجامعة العربية ايضا الى أن “فرنسا يمكن ان تقدم الكثير من المساعدة (…) لايجاد حد ادنى من التفاهم”، في حين سيستقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وبحسب حتي، فانه يتعين كقاعدة للمحادثات “أن نعود الى الاتفاق-الاطار في جنيف ودفعه الى الامام”. وقال “ينبغي العودة الى اتفاق جنيف والعمل على هذا الاتفاق الذي كان انطلاقة جيدة”، مذكرًا بأنه يتعين “تشكيل سلطة حكومية انتقالية (…) يتمثل فيها الطرفان من اجل تغيير حقيقي”.
وتم التوصل الى اتفاق جنيف اثناء اجتماع لمجموعة العمل حول سوريا التي تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي – الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا -، ودول تمثل الجامعة العربية، العراق والكويت وقطر وتونس، والامينين العامين للجامعة العربية والامم المتحدة، اضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
وبعد الاجتماع، اختلف المشاركون حول تفسير الاتفاق ذلك أن الولايات المتحدة اعتبرت أنه يفتح الطريق امام مرحلة “ما بعد بشار الاسد”، بينما اكدت الصين وروسيا حليفتا الرئيس السوري، مجدداً أنه يعود للسوريين وحدهم أن يحددوا مستقبلهم.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770583.html
الجيش الحر يتقدم في ريف دمشق رغم كثافة الغارات الجوية
انفجارات جديدة في العاصمة.. و«النصرة» تنفي مسؤوليتها عن تفجير يوم الأضحى
بيروت: بولا أسطيح
أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن أكثر من 80 شخصا قتلوا، في عمليات عسكرية شنها الجيش النظامي يوم أمس، في مناطق مختلفة بسوريا. وذكرت الشبكة أن من بين القتلى ستة أطفال وثلاث نساء، مشيرة إلى أن القتلى سقطوا في دمشق وريفها وحلب وحمص وإدلب ودير الزور وحماه ودرعا.
وفي اليوم الثالث للهدنة، التي لم تصمد حتى في ساعاتها الأولى، سيطر الجيش السوري الحر على حواجز للجيش النظامي في ريف دمشق. وقال المرصد السوري إن الجيش الحر استولى صباح يوم أمس على حاجزين للجيش النظامي في دوما بريف دمشق، كما طرد مسلحين موالين للنظام من تحصيناتهم في عمارة سكنية بالمدينة التي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى أمس، حسب ناشطين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الجيش النظامي بات غير قادر على المحافظة على مواقعه في ريف دمشق الذي يضم معاقل أخرى لمقاتلي المعارضة، كما هو الحال في حرستا وزملكا وغيرهما.
وفي مواجهة التقدم الميداني للجيش الحر، شنت طائرات الميغ والسوخوي السورية سلسلة غارات على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وجسرين وزملكا وسقبا، مما تسبب في مقتل مدنيين وتهدم منازل، وفقا لناشطين. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية محمد السعيد إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف متزامن على بلدتي يبرود وكفر بطنا، كما تحدث عن إعدامات ميدانية، مشيرا إلى حركة نزوح من المناطق المستهدفة.
وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بحي الحجر الأسود في دمشق التي شهدت صباح اليوم انفجارا كبيرا هز حي تشرين، وفقا لشبكة شام الإخبارية. بينما أصيب عنصران من الجيش السوري بجروح جراء تفجير عبوة ناسفة في منطقة مساكن برزة بدمشق، ونقلت وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» عن مصادر محلية في منطقة برزة قولها إن «العبوة وضعت أمام مركز تابع لشركة «سرياتيل» للاتصالات، وقد أدى انفجارها إلى إصابة عنصرين من الجيش بجروح. فيما أشارت أنباء أخرى إلى انفجار سيارة مفخخة في منطقة الجمعيات بالقرب من جامع العدنان ببلدة «السبينة» في ريف دمشق، مما تسبب بدمار كبير، بحسب ناشطين.
من جهتها، نفت «جبهة النصرة» الإسلامية، التي سبق وأعلنت مسؤوليتها عن الكثير من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا ورفضها للهدنة خلال عطلة عيد الأضحى، مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في دمشق في أول أيام العيد الجمعة وأسفر عن مقتل 5 أشخاص، متهمة النظام بالوقوف وراءه.
وقالت الجبهة، في بيان نشرته مواقع إسلامية، إن «هذا النظام الطاغوتي (في إشارة إلى النظام السوري) لا يكتفي بالاصطياد في الماء العكر، بل إنه لخسته وقذارته يعكر الماء ليصطاد فيه»، لافتا إلى أن «أغلب الناس تعتقد أن النظام هو من قام بالتفجير لأنه أشبه به». وأكدت أن رفضها للهدنة المعلنة حول وقف العمليات العسكرية خلال أيام عيد الأضحى «هو رفض من جهة المبدأ، فلا شيء يجمعنا بإذن الله مع الطاغوت»، وأوضحت أنها «حين رفضت الهدنة لم يكن هذا يعني بالضرورة أنها ستقوم بعمليات ضمن أيام العيد، كما لا يعني ذلك أنها ستمتنع عن العمليات»، لافتة إلى أن «العمل العسكري لدى الجبهة يخضع لعوامل متعددة تتعلق برصد الأهداف، واختيار الزمان المناسب، وتجهيز آليات التنفيذ». وتوعدت الجبهة «بعمل قوي مدمر يكون ردا على دناءة النظام وفجور تفجيره في حي الزهور ويكون درسا بالغ القسوة له حتى لا يعود إلى مثل هذه الجريمة».
وفي غضون ذلك، أعلن أحد النشطاء في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في مدينة الذيابية، بينها إصابات خطيرة غالبيتهم من الأطفال جراء القصف الذي يستهدف مخيم الحسينية بجوار المدينة، وقال الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «كما تم اقتحام بلدة حران العواميد بالدبابات والسيارات العسكرية، باتجاه طريق محطة تشرين الحرارية، مترافقا مع إطلاق نار عشوائي بجميع الاتجاهات وقصف بمضاد الطيران والدبابات ما أوقع عددا من الضحايا».
وفي حلب، اندلعت اشتباكات في حي الميدان قرب ثكنة هنانو وسط المدينة وفقا للمرصد السوري، في حين قتل عنصر من الجيش الحر في اشتباك بحي صلاح الدين حسب لجان التنسيق. كما قتلت سيدة في قصف على حي سليمان الحلبي الخاضع لسيطرة المعارضة، وتعرضت أحياء أخرى للقصف بينها الصاخور.
إلى ذلك، ذكر التلفزيون السوري الرسمي في نبأ عاجل أنه «في خرق جديد لوقف العمليات العسكرية أطلق إرهابيون قذيفتي هاون على مبنى القصر البلدي في حلب ما أدى إلى وقوع أضرار مادية». وفي إدلب، أعلن الجيش الحر سيطرته على بلدة سلقين بعدما سيطر في وقت سابق بشكل تام على بلدة حارم، ليقترب بذلك من السيطرة على معظم أنحاء ريف المحافظة. وما تزال الاشتباكات متواصلة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان التي تعرضت وبلدات أخرى في إدلب اليوم لقصف صاروخي ومدفعي.
كما اندلعت اشتباكات في حي الموظفين بدير الزور، بينما تعرضت عدة أحياء في المدينة للقصف، بينها الجبيلة والشيخ ياسين. وتعرضت البوكمال لغارات جوية أوقعت جرحى، وفق ما قاله الناشط الإعلامي أحمد البوكمالي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر حكومي تأكيده أن «وحدات من قوات الجيش السوري تصدت لمجموعة إرهابية خرقت وقف إطلاق النار قرب دوار الحلبية في دير الزور وتعاملت معها مما أدى إلى مقتل القيادي بتنظيم القاعدة الإرهابي أبو البراء الشيحلاوي ويدعى عمار نوار الهجر مع اثنين من الإرهابيين».
وأشارت إلى أن «وحدة أخرى من قواتنا المسلحة ردت على مجموعة إرهابية أطلقت النار على حواجز الجيش وقوات حفظ النظام وقضت على عدد من الإرهابيين في حي الرشدية في دير الزور، عرف منهم غزوان الحسين الملقب أبو مصعب متزعم إحدى المجموعات الإرهابية».
النظام والمعارضة يوثقان خروقات هدنة الأضحى ويرسلان البيانات إلى مجلس الأمن
207 قتلى خلال أول يومين من الهدنة.. وسرميني لـ «الشرق الأوسط» : الملف الكامل سنسلمه للإبراهيمي
بيروت: نذير رضا
وجهت دمشق أمس، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، توثق خروقات المعارضة لهدنة عيد الأضحى، مؤكدة التزامها بإيقاف العمليات العسكرية.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الحكومة السورية ملتزمة تماما بإيقاف العمليات العسكرية وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وأضاف مقدسي: «لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفذ معظمها التنظيمات التي رفضت أصلا الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها»، موضحا أن بلاده وثقت «الخروقات برسائل لمجلس الأمن الدولي».
في المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري النظام باختراقه الهدنة و«محاولة التغطية عليها عبر تلك الرسالة». وأوضح عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أن «النظام يستخدم الدبلوماسية الدولية من أجل محاولة تغطيته اختراقاته للهدنة وتبرير كذبه المتواصل»، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية «وثقت الانتهاكات بالأرقام ومواقع حدوثها»، مشيرا إلى «أننا بصدد إرسالها ضمن ملف كامل إلى المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم (أمس)».
وأضاف سرميني «وثقنا حالات خرق الهدنة بشكل دائم طوال فترة عيد الأضحى»، لافتا إلى أن «تلك التوثيقات سيجري نقلها إلى مجلس الأمن عبر الإبراهيمي». ورأى سرميني أن النظام «مارس خلال فترة الهدنة حالة من التلاعب والتحايل لكسب مزيد من الوقت لإخماد صوت الشعب»، معتبرا أنه «استغل الهدنة لزيادة عنفه ضد الشعب السوري». ولفت إلى «أننا أبلغنا الإبراهيمي، قبل سريان فترة الهدنة، أن النظام لن يلتزم بهذه الهدنة، كما لم يلتزم بالهدنة السابقة، ومع ذلك فإننا مستعدون للالتزام بها، كوننا نرحب بكل الخطوات لحل الأزمة في سوريا، وملتزمون بها».
وأحصت تنسيقيات ومجالس المحافظات الثورية، بالتعاون مع مركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية التابع للمعارضة السورية، 207 قتلى خلال أول يومين من الهدنة. ونشرت مواقع المعارضة السورية إحصاءات توثق الخروقات، مشيرة إلى أن عدد المناطق التي شهدت خروقات يوم الجمعة، وهو أول أيام بدء سريان الهدنة، بلغ 292 منطقة، توزعت على ما يلي: دمشق: 62، حلب: 55، إدلب: 41، حمص: 40. درعا: 31. دير الزور: 21، اللاذقية: 20، حماه: 15، الرقة: 4. القنيطرة: 2. طرطوس: 1. أما المناطق التي تم قصفها فهي 111 منطقة. وسجلت سقوط 116 قتيلا بينهم 31 للجيش النظامي. وناهز عدد الجرحى الـ150، بينما وصل عدد المعتقلين إلى 25، فيما شهدت المدن السورية 332 مظاهرة.
أما يوم السبت، الذي يعتبر اليوم الثاني لبدء سريان الهدنة، فبلغ عدد المناطق التي شهدت خرقا للهدنة 449 منطقة، أما عدد المناطق التي تعرضت للقصف، فبلغت 207. بينما سقط 91 قتيلا بينهم 6 نساء و5 أطفال، و21 قتيلا للجيش النظامي. وبلغ عدد الجرحى 60، وعدد المعتقلين 20.
إلى ذلك، نقلت الوكالة الرسمية السورية للأنباء «سانا» عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قولها إنه «لليوم الثاني على التوالي تواصل المجموعات الإرهابية المسلحة خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية (إطلاق النار) الذي أعلنته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة والتزمت به»، مشيرة إلى أن مجموعات المعارضة المسلحة «هاجمت حواجز للجيش وقوات حفظ النظام في مناطق مختلفة من ريف دمشق، كما قامت بزرع عبوات ناسفة على محور كفر قوق وشرق دوار مساكن التوافيق».
وذكرت سانا أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وثقت هجوم المعارضين على القوات النظامية في مناطق مختلفة من درعا، حمص، حماه، إدلب، ودير الزور. كما لفتت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، بحسب سانا، إلى أنه «انطلاقا من حرصها على إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري تواصل رصدها لما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من انتهاكات متزايدة لوقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي أعلنت فيه التزامها بنص البيان الصادر في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 تؤكد تصميمها على مواصلة التصدي بحزم لهذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الوطن والمواطنين».
مقاتلو «الجيش الحر» أمضوا العيد وراء المتاريس
قالوا إن عيدهم الحقيقي عند سقوط نظام الأسد
أنهى أحمد نوبة الحراسة المكلف إياها بضجر وتأفف.. فالشاب العشريني، المنتمي حديثا إلى كتائب «الجيش الحر»، تحديدا كتيبة «أبو القاسم» المتمركزة في درعا جنوب سوريا، لم يعتد تمضية ثالث أيام العيد حاملا البندقية مترقبا أي هجوم من قبل قوات النظام. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد عندنا عيد، نحن الذين قررنا أن نحمل السلاح للدفاع عن أهلنا وعرضنا وشرفنا في وجه نظام الأسد المجرم والقاتل»، ويضيف: «المقاتل لا يوجد عنده عيد سوى النصر على أعدائه، عيدنا الحقيقي هو بالانتصار على نظام العصابة الأسدية».
وبينما يخفي أحمد أية مشاعر حسرة لأنه بعيد عن أهله وقريته خلال أيام العيد، لا يتأخر زميله في الكتيبة في إبداء الكثير من هذه المشاعر، قائلا: «كنت أتمنى أن أكون بجانب أسرتي مع زوجتي وأولادي، نذهب لمعايدة أقربائنا وأهلنا، لكن مع الأسف نظام الأسد قصف منزلي في مدينة الحراك بعد أن نزحت عائلتي إلى مكان آمن».
ويستدرك المقاتل الذي رفض الكشف عن اسمه، فيقول: «النظام لم يترك لنا فرصة كي نعيش حياة طبيعية، نحن مضطرون إلى أن نمضي العيد وراء المتاريس، مستعدين لهجومات قوات الأسد، من أجل إسقاط هذا النظام والعودة إلى الحياة الطبيعية».
ويؤكد المقاتل الذي تتحدر أصوله من منطقة الحراك، أحد أهم معاقل المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أنه اتصل بزوجته وتحدث مع أولاده وعايدهم.. «هم أيضا لا يوجد عندهم عيد، القرية تعرضت للكثير من الاقتحامات من قبل القوات الأسدية، واستشهد عدد كبير من أبنائها، فكيف سيعيد الناس في ظل هكذا أوضاع؟!».
في مدينة حلب شمال البلاد، تبدو الصورة مختلفة. فمع الخروقات الكثيرة التي اعترت اتفاق الهدنة الهش بين النظام والمعارضة، انشغل مقاتلو «الجيش الحر» بصد هجومات الجيش النظامي في الكثير من أحياء المدينة التي تشهد منذ فترة معارك طاحنة بين الجيشين المتحاربين.
ويشير أحد مسؤولي الاتصالات في «كتيبة شهداء حلب» إلى أن «المقاتلين في المدينة لا يذكرون أن الأيام الثلاثة التي مرت كانت عيدا، فالجميع منشغل بمقاتلة النظام وملاحقة شبيحته».
وتتخصص كتيبة شهداء حلب بملاحقة الشبيحة الموالين للنظام والمخبرين الذين يعملون لمصلحته، إذ تبين الكثير من الفيديوهات وقوع عدد من أفراد الشبيحة بيدهم. ويقول مسؤول الكتيبة إنهم «يقومون بتسليم من يلقى القبض عليهم إلى قيادات (الجيش الحر) في المدينة».
من جانبه، يقوم محمد، وهو مقاتل في كتائب «الجيش الحر»، مع مجموعة من زملائه بحماية حي الأشرفية الذي سيطرت عليه المعارضة أول من أمس. يقول القيادي في «كتيبة شهداء حلب» إن المقاتلين في المدينة نسوا العيد وانشغلوا بالقتال بعد سقوط الهدنة، ويضيف: «في الحقيقة، كنا قد تأملنا – مع تأكيد خبر الهدنة – أن نمضي أيام العيد بشكل هادئ.. لكن النظام لم يرد ذلك وتابع القصف والتدمير».
يذكر أن عيد الأضحى المبارك يمر على السوريين هذا العام وقد اتخذت ثورتهم ضد نظام الأسد مسارا متقدما في معاركها العسكرية ضد قوات النظام، حيث «امتلكت خبرات قتالية جديدة للمقاومة رغم قلة الذخيرة»؛ كما تشير الكثير من قيادات «الجيش الحر».
أجهزة الأمن السورية تعذب ناشطة حتى الموت
بسبب حيازتها لعلم الثورة واحتفاظها بـ«أغنية» تدعو للحرية
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن ناشطة إعلامية، معتقلة منذ 28 يونيو (حزيران) من قبل جهاز أمني، توفيت «تحت التعذيب»، مؤكدة أن عدد ضحايا التعذيب في سوريا تجاوز 1125 ضحية «موثقة». وأعربت الرابطة «عن قلقها العميق إزاء المعلومات التي تفيد بوفاة الناشطة الإعلامية السورية فاطمة خالد سعد، (22 عاما)، في أحد الفروع الأمنية التابعة لإدارة المخابرات العامة في مدينة دمشق نتيجة تعرضها لتعذيب وحشي ممنهج».
وقالت الرابطة، في بيان لها، إن الناشطة «المعروفة في أوساط الثورة والأوساط الإعلامية بفرح الريس» اعتقلت من قبل دورية تابعة لجهاز أمن الدولة في اللاذقية فجر 28 يونيو، بعد أن اقتحمت منزلها واقتادتها مع والدها وشقيقها. وأخلت السلطات سراح والدها وأخيها بعد التحقيق معهما لعدة ساعات، بينما بقيت الناشطة رهن الاعتقال: «بسبب حيازتها لعلم الثورة واكتشاف المحققين لأغنية مناهضة للنظام على كاميرتها الرقمية لمجموعة من صديقاتها يقمن بغنائها معا».
كما أكد البيان أنه «نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له جسدها الغض في فرع الأمن السياسي في مدينة اللاذقية، تضرر كبدها بشكل بالغ، الأمر الذي استدعى نقلها إلى المشفى العسكري في مشروع القلعة باللاذقية للعلاج».
وتم تحويل الناشطة في 17 يوليو (تموز) إلى إدارة المخابرات العامة بدمشق، «حيث تابع المحققون الضغط عليها بوحشية شديدة لانتزاع معلومات إضافية عن مجموعة الناشطين الذين كانت تتعاون معهم، الأمر الذي أفضى إلى وفاتها نتيجة التعذيب الوحشي بتاريخ 23 أكتوبر (تشرين الأول)»، بحسب بيان المنظمة.
وأدانت الرابطة «بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية»، معتبرة أنها «جريمة ضد الإنسانية، جرى ارتكابها بشكل ممنهج بعيدا عن المسائلة القانونية، في ظل الحصانة التي يتمتع بها أفراد المخابرات العامة بموجب مرسوم إنشاء هذه الإدارة». كما اعتبرت «كافة المتورطين بهذه الجريمة المروعة، سواء أكانوا ضباطا أم أفرادا، مجرمين ضد الإنسانية، يتوجب ملاحقتهم ومحاسبتهم بموجب القانون الدولي».
وتعد فاطمة سعد، المعروفة بفرح الريس، وفقا لناشطين، من أهم الناشطات الإعلاميات، حيث ساندت الثورة وقامت بنقل أخبار مدينة اللاذقية وإعداد تقارير ميدانية عن معاناة سكانها، إضافة لتوزيع المعونات الغذائية والطبية على أسر الشهداء والمعتقلين فيها.
ونشرت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت الكثير من أشرطة الفيديو التي تظهر الناشطة السورية وهي تقوم بتوزيع المساعدات الإغاثية على النازحين، إضافة إلى أشرطة أخرى أعدتها فاطمة نفسها لإطلاع العالم على أوضاع القمع والاضطهاد التي تعيشها مدينتها اللاذقية.
كما اهتمت بشكل أساسي بشؤون المرأة ومساندتها وتوثيق معاناتها، إضافة إلى قيامها بتدريب قريناتها على مبادئ الإسعافات الأولية وتحضيرهن لأي اقتحام للمنطقة، خاصة بعد حرق النظام مؤخرا للمستوصف الطبي الوحيد الذي يخدم الحي الفقير الذي تقطنه.
ويذكر أن فاطمة تبلغ من العمر 22 عاما، وتعمل ممرضة في مدينة اللاذقية الساحلية، وتعيش في حي قنينص الذي يؤوي خمسين ألف نسمة على مساحة قدرها نحو 4 كيلومترات مربعة.
وكان محققو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا قالوا الخميس الماضي إن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» تحدث في سوريا، مؤكدين أنهم يسعون إلى زيارة دمشق. ورغم أن اللجنة التي شكلت قبل أكثر من عام لم تحصل بعد على إذن بالدخول إلى سوريا، إلا أنها أجرت مقابلات مع أكثر من ألف من ضحايا النزاع والمتورطين فيه. وقد ذكرت سابقا أن جرائم حرب ارتكبت، على ما يبدو، من قبل النظام، وبدرجة أقل من قوات المعارضة.
المعارضة السورية تفرج عن 120 أسيرا كرديا.. معتبرة الأمر «سوء تفاهم»
قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط» : شن الحرب علينا رسالة واضحة تنبئ بمستقبل مظلم
أربيل: شيرزاد شيخاني لندن: «الشرق الأوسط»
بينما أطلقت كتيبة للمعارضة المسلحة سراح نحو 120 مواطنا كرديا أمس عقب احتجازهم إثر معارك دارت مع مجموعات كردية في حلب الجمعة الماضي، وأدت إلى مقتل ثلاثين شخصا وأسر 200 آخرين، معتبرة أن المواجهات حدثت نتيجة «سوء تفاهم، نجم عن مكيدة دبرها النظام».. قال قياديون أكراد إن المواجهات نتجت عن «عدم تقيد مسلحي الجيش الحر بالاتفاقات التي سبق أن وقعت معهم».
وأثار القتال الذي وقع بين كتائب تابعة للجيش الحر السوري ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) مخاوف الأحزاب الكردية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي، الذي يضم 11 حزبا سياسيا في سوريا، حيث سارعت تلك الأحزاب إلى تطويق الحادث الذي سيلحق توسعه أفدح الأضرار بالثورة السورية، كما أكد ذلك أحد القياديين في الحزب الكردي.
وقال القيادي عن تفاصيل المواجهة بمنطقة الأشرفية – ذات الأغلبية الكردية – إن «الاشتباكات نشبت يوم الجمعة الماضي، ونتجت بسبب عدم تقيد مسلحي الجيش الحر بالاتفاقات التي سبق أن وقعت معهم، والتي تقضي بعدم دخول أية مجاميع مسلحة تابعة لهم إلى المناطق الكردية، وذلك لدرء مخاطر تعرض تلك المناطق لهجمات انتقامية من قوات النظام الديكتاتوري في سوريا».
وتابع: «كما رأينا، فإن مخاوفنا كانت في محلها، حيث إن النظام قصف بطائراته حي الأشرفية بعد يوم واحد من دخول عناصر الجيش الحر وقتل 15 كرديا في الحي المذكور، ما أدى بالمحتجين الكرد إلى الخروج بمظاهرات سلمية تنديدا بوجود المجموعات المسلحة في المناطق الكردية.. ولكن للأسف أمطرت قوات الجيش الحر المواطنين المدنيين بوابل من الرصاص فقتل منهم 10 وجرح ما لا يقل عن 25 آخرين، عندها وقعت المصادمة بين عناصر الحماية الأمنية التابعة لحزبنا والجيش الحر، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا، تم بعدها تطهير مناطقنا من أي وجود للجيش الحر».
وفي محافظة حلب القريبة من منطقة عفرين الكردية أكبر تمركز كردي في سوريا، يربو على 600 ألف شخص ويقطن معظمهم بحي الأشرفية والشيخ مقصود بالمدينة.. ويقولون إنهم حاولوا أن ينأوا بأنفسهم عن الحرب المستعرة في المدينة، خوفا من انتقام قوات النظام الحاكم بدمشق.
ويتردد السكان الكرد في منطقة عفرين على حلب بهدف العمل والتكسب، و«لكن مجاميع تابعة للجيش الحر قطعت عليهم الطريق الرابط بين حلب وعفرين واعتقلت ما بين 300 إلى 400 شخص مدني أخذوا كرهائن»، حسب قول القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي شيرزاد اليزيدي، المتحدث الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان الذي شكله حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا.
وقال اليزيدي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الحر أخذوا هؤلاء الرهائن بهدف استخدامهم كورقة ضغط على الأكراد في سوريا، وتنفيذ نفس مخطط النظام القاضي بجر الأكراد إلى أتون الحرب المدمرة التي تشهدها سوريا حاليا». وأضاف: «أعلنا منذ البداية أننا مع الثورة، ولكننا لن نخوض الحرب العسكرية ضد النظام، بل ستكون تحركاتنا سلمية إلى الحد الأقصى لكي لا نعطي ذريعة للنظام لينتقم منا. ولذلك شكلنا لجان الحماية الشعبية للدفاع عن مناطقنا، وأبلغنا الجيش الحر منذ البداية بأننا لن نسمح لهم بأي شكل من أشكال الوجود بمناطقنا الكردية.. لكن للأسف يبدو أن الجيش الحر يريد أن يجرنا إلى حرب طائفية بغيضة نرفضها بكل الأشكال، والمفارقة الغريبة أنه في وقت دخل الجيش الحر في هدنة مع النظام، بنفس اللحظة بادرت بقتالنا دون أي سبب مقنع».
وأوضح اليزيدي: «أعتقد أن هذا الهجوم من الجيش الحر كان بمثابة رسالة واضحة منهم حول المستقبل المظلم الذي ينتظر الشعب الكردي بعد سقوط النظام الحالي، فما يفعلونه يفتح أبواب جهنم على الجميع، إذا ما تحول الصراع الآن أو في المستقبل إلى حرب أهلية. ولذلك أحذر الجيش الحر من مغبة محاولة أخرى للقدوم إلى مناطقنا عنوة، فالشعب الكردي برمته سيرد بكل ما أوتي من قوة على أي تهديد يطال أبناءنا وبناتنا في مناطقنا الكردية».
من جانبها، اعتبرت كتيبة أحرار سوريا، التي تحارب النظام، أن المواجهات حدثت نتيجة سوء تفاهم. وقالت في بيان: «إن أشقاءنا الأكراد رفاق لنا في الأمة.. المشكلة جاءت نتيجة سوء تفاهم نجم عن مكيدة دبرها النظام».
المعارضة السورية تبحث الأسبوع المقبل في قطر تشكيل حكومة انتقالية
المجلس الوطني السوري ينتخب أمانة عامة ومكتبا تنفيذيا ورئيسا جديدا
بيروت: بولا أسطيح
تستضيف قطر الأسبوع المقبل اجتماعين أساسيين لقوى المعارضة السورية، إذ ينتخب المجلس الوطني السوري في اجتماع رسمي عام، بعد عملية التوسيع التي شهدها مؤخرا، أمانة عامة ومكتبا تنفيذيا ورئيسا جديدا، بينما تجتمع مختلف فصائل وقوى المعارضة بعد ذلك للبحث في تشكيل حكومة انتقالية تحظى بتوافق سوري عام يمهد لاعتراف دولي بها.
وتنطلق أعمال المجلس الوطني السوري في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على مدار 4 أيام، لتنتخب الهيئة العامة (المكونة من 400 شخصية) 40 فردا ليشكلوا الأمانة العامة، التي ستنتخب مكتبا تنفيذيا مؤلفا من 10 إلى 15 شخصا، كما رئيسا جديدا للمجلس.
وبينما لا تستبعد مصادر قيادية في المجلس إعادة انتخاب الرئيس الحالي عبد الباسط سيدا، يشدد عضو المجلس عبد الرحمن الحاج على عدم إمكانية التكهن بما ستفرزه انتخابات المجلس بسبب التغيرات الكبيرة التي يمر بها، وأبرزها دخول عناصر شابة كثيرة إلى كنفه.
وفي 8 نوفمبر، تجتمع مختلف فصائل المعارضة السورية السياسية والعسكرية في الدوحة، بمساع تبذلها قطر والجامعة العربية، للبحث في كيفية التعاطي مع المرحلة الحالية، وخاصة في تشكيل حكومة انتقالية تحظى بتوافق كل قوى المعارضة السورية.
ويوضح محمد سرميني، مسؤول المكتب الإعلامي في «المجلس الوطني»، أن اجتماع مختلف فصائل المعارضة يأتي تلبية لإصرار «أصدقاء سوريا» على وجوب أن يكون هناك توافق عام على حكومة سورية انتقالية، ليتم عندها الاعتراف رسميا بها ومدها بكل ما يلزم؛ لتكون بديلة عن الحكومة التي يرعاها النظام السوري.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر لا يتعلق بإمكانية تشكيل حكومة، بل بالإتيان بحكومة قادرة وفاعلة.. والأهم أن تحظى بدعم المجتمع الدولي كي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة. المطلوب أن تحظى هذه الحكومة بدعم سياسي ودبلوماسي واقتصادي، لأن الحاجات الإغاثية باتت ضخمة وتحتاج لتدخل دولي لسدها».
وإذ يؤكد سرميني حضور رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب الاجتماع المنتظر، يقول ردا على سؤال: «رياض حجاب، كما رياض سيف (نائب سابق في مجلس الشعب)، وغيرهما، من الشخصيات المرشحة لرئاسة هذه الحكومة».
بدوره، يشير عبد الرحمن الحاج، إلى أنه «في حال نجحت المعارضة في اختيار لجنة تكون مكلفة تشكيل حكومة انتقالية، فعندها سيكون لدى السوريين حكومة جديدة بحلول ديسمبر (كانون الأول)»، ويضيف: «(المجلس الوطني) قرر المشاركة في هذا الاجتماع، كما تم توجيه الدعوة لهيئة التنسيق وأطراف أخرى».
وكان المجلس الوطني السوري المعارض أعلن في وقت سابق تأجيل مؤتمر لتوحيد المعارضة كان مقررا في قطر في 15 من الشهر الحالي.
وأوضح رئيس «المجلس الوطني» السابق، برهان غليون، أن السبب الرئيسي لتأجيل الاجتماع هو «تلقي لجنة إعادة هيكلة المجلس، المؤلفة من 7 أشخاص، عددا كبيرا جدا من طلبات الانتساب الجديدة التي لا يستطيع المجلس استيعابها، مما خلق شيئا كبيرا لا يمكن تبريره»، مشيرا إلى أن عدد أعضاء المجلس الموسع سيكون 400 عضو، لكن «تلقي اللجنة 200 طلب انتساب فوق هذا العدد، كان السبب الأول لتأجيله».
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية رجحت تولي المعارض السوري رياض سيف رئاسة الحكومة الانتقالية، واعتبرت أنه أكثر المرشحين حظا للحصول على توافق جماعي بين المعارضين السوريين ليترأس الإدارة المدنية في الفترة الانتقالية. وأضافت الصحيفة أن بعض أعضاء المجلس يرشحون العميد المنشق مناف طلاس رئيسا لمجلس عسكري أعلى يتم تشكيله – على غرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية – من أجل الحفاظ على وحدة صفوف الجيش السوري وولائه للحكومة.
ويشدد المجتمع الدولي على وجوب توافق المعارضة السورية على حكومة انتقالية تحظى بتأييد مختلف مكونات المجتمع السوري لتعطيها الشرعية المطلوبة والدعم اللازم لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سياسيا وعسكريا، عبر دعم الثوار. ومؤخرا، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة انتقالية، وقال إن فرنسا ستعترف بها.
دبلوماسيون: الإبراهيمي سيواصل مهمته رغم فشل الهدنة.. وينوي تقديم «أفكار جديدة»
خبراء: المبعوث لم يزعم أن هناك فرصة للنجاح.. والسوريون فقدوا الأمل في الأمم المتحدة
لندن: «الشرق الأوسط»
على الرغم من فشل الهدنة بين النظام السوري والمعارضين المسلحين بمبادرة الأخضر الإبراهيمي، يعتزم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية مواصلة مهمته – بحسب دبلوماسيين – والتوجه هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا لبحث الوضع، كما يعتزم تقديم «أفكار جديدة» لمجلس الأمن الشهر المقبل.
وسيسعى الإبراهيمي في بكين وموسكو مجددا إلى إقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة أي تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، بينما سيعود المبعوث في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات كما أكد دبلوماسيون أمميون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى، إن المبعوث الدولي «سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر المقبل». وصرح دبلوماسي آخر بأن «العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر، لكنهما لم يصلا بعد إلى هذه النقطة، إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار».
والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة لمناسبة حلول عيد الأضحى لم تبصر النور وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية. وانتقدت المعارضة المسلحة أيضا الإبراهيمي، كما سبق وفعلت مع سلفه كوفي أنان.
وقال ريتشارد غوان من جامعة نيويورك، إن «الإبراهيمي لم يزعم مطلقا أن هناك فرصة كبيرة لنجاح وقف إطلاق النار»، معتبرا أن «الدبلوماسيين في الأمم المتحدة لن يحملوه تبعية هذا الفشل. والسوريون ربما سيكونون أقل تسامحا؛ لكنهم بالتأكيد فقدوا آمالهم في الأمم المتحدة».
وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى إعلان هدنة اقترحها كوفي أنان في أبريل (نيسان) الماضي، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا لرؤية أن سوريا ليست مستعدة لإلقاء السلاح في هذا النزاع الذي خلف في خلال 19 شهرا أكثر من 35 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع الإبراهيمي استخدامها في إقناع الطرفين، لكن في الكواليس تعد الأمم المتحدة خططا لإرسال قوة سلام أو مراقبة في حال تنفيذ الهدنة، كما تملك أيضا فرقا ومعدات إنسانية جاهزة لإرسالها إلى مدن حلب وإدلب وحمص. ومهمة المبعوث الأممي شائكة «فعليه أن يقنع الدول الأساسية في الشرق الأوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح»، كما قال الدبلوماسي الأممي رفيع المستوى. وأضاف: «لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الأمن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين (اللتين سبق وأعاقتا ثلاثة قرارات دولية)».
ويرى ريتشر غوان أن «هناك رهانا كبيرا أن تعزز الولايات المتحدة دعمها لمسلحي المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية، أيا كان الفائز. وسيتعين على الإبراهيمي ربما التريث للإفادة من ذلك». ويعتبر الغربيون أن روسيا مارست ضغوطا على الأسد للموافقة على الهدنة التي ولدت ميتة، لكنهم لا يتوقعون أن يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الرئيس السوري.
واعتبر معاذ مصطفى، رئيس منظمة الطوارئ السورية، وهي منظمة سورية – أميركية غير حكومية، أن نظام دمشق ليس لديه مصلحة في إنهاء المعارك، مضيفا أن «وقفا لإطلاق النار يسمح للناس بالتظاهر سيدق ناقوس الخطر بالنسبة للنظام».
يذكر أن وكالة الأنباء الألمانية أشارت إلى أن الإبراهيمي توجه أمس إلى فرنسا في زيارة تستغرق يومين، موضحة أن مصادر كانت في وداع الإبراهيمي لدى مغادرته مطار القاهرة أمس قالت، إنه «من المقرر أن يلتقي خلال زيارته مع عدد من المسؤولين الفرنسيين وممثلي المعارضة السورية لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا».
إيران تنقل متطوعين شيعة عراقيين إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد
لجان تجنيد تم تشكيلها بضغط من طهران تنشط في ديالى ومحافظات الجنوب
بغداد: ياسر غازي وتيم أرانغو*
بعد انضمام مقاتلين من الطائفة السنية العراقية منذ شهور إلى صفوف الجيش السوري الحر للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، انضم الآن مقاتلون عراقيون شيعة إلى تلك المعركة، ولكن هذه المرة إلى جانب حكومة الأسد، وهو ما قد يحول بذور الفتنة الطائفية العراقية إلى حرب أهلية مريرة تكون قائمة على أساس التناحر الديني.
ويسافر بعض الشيعة العراقيين إلى طهران، ثم تقوم الحكومة الإيرانية التي تعد الحليف الرئيسي لسوريا في المنطقة، بنقلهم إلى دمشق. في حين يلجأ البعض الآخر لنقل الأسلحة والمعدات والمقاتلين بواسطة حافلات تقلهم من مدينة النجف العراقية إلى سوريا بحجة زيارة أحد أهم الأضرحة الشيعية في دمشق، والذي يتم حمايته منذ شهور من قبل عراقيين مسلحين.
وفي مقابلة عبر الهاتف، قال شاب عراقي يبلغ من العمر 25 عاما ويدعى أحمد الحساني: «انضم إلينا عشرات العراقيين، ويزداد عدد المقاتلين التابعين لفرقتنا يوما بعد يوم». وأشار الحساني إلى أنه قد وصل إلى سوريا منذ شهرين عبر طهران.
وينضم المقاتلون العراقيون الشيعة إلى قوات تضم مقاتلين من لبنان وإيران، وهو ما جعل سوريا أقرب ما تكون إلى ساحة كبيرة لحرب طائفية إقليمية.
وقد توترت الأوضاع في لبنان، الذي يضم 100 ألف لاجئ سوري، خلال الشهر الجاري عقب اغتيال رئيس الاستخبارات السني وسام الحسن في انفجار بسيارة مفخخة، وألقى الكثير من اللبنانيين باللائمة على الحكومة السورية وحلفائها. وعلى الجانب الآخر، تكافح الأردن، التي تؤوي أكثر من 180 ألف لاجئ سوري، من أجل احتواء أحداث العنف الدائرة على حدودها، والتي أودت بحياة جندي أردني في تبادل لإطلاق النار مع متطرفين الأسبوع الماضي، كما تبادلت تركيا، التي تضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، قذائف المدفعية مع القوات السورية عقب مقتل خمسة مدنيين أتراك جراء قصف سوري بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين في وقت سابق من الشهر الجاري.
والآن، بات العراق، الذي ما زال يعاني من المذابح الطائفية، متورطا بصورة متزايدة في الصراع السوري. وتلعب إيران، ذات الأغلبية الشيعية مثلها في ذلك مثل العراق، دورا حاسما في تعبئة العراقيين ونقلهم إلى الأراضي السورية.
ووفقا لتصريحات قادة شيعة تم إجراء مقابلات شخصية معهم هنا، يحصل المتطوعون العراقيون على أسلحة وإمدادات من الحكومتين السورية والإيرانية، كما تقوم إيران بتنظيم رحلات إلى العراقيين الذين يرغبون في القتال إلى جانب النظام السوري.
وعلاوة على ذلك، تضغط إيران على العراقيين حتى يقوموا بتنظيم لجان تكون مهمتها تجنيد مقاتلين شباب، وقد تم تشكيل هذه اللجان بالفعل في الآونة الأخيرة في معقل الشيعة بجنوب العراق وفي محافظة ديالى شمال العاصمة العراقية بغداد.
ويرى الكثير من العراقيين الشيعة أن الحرب السورية – التي تثور فيها الأغلبية السنية على الحكومة التي يتحكم بها العلويون (وهم طائفة من الشيعة) – عبارة عن معركة من أجل مستقبل الشيعة. وقد برز هذا الصراع الطائفي من خلال تدفق المتطرفين السنة المتحالفين مع تنظيم القاعدة والذين انضموا للقتال إلى جانب المعارضة ضد النظام السوري، تماما كما فعلوا خلال العقد الماضي عندما كانوا يقاتلون ضد الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية.
وقال المحلل السياسي والأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة بغداد إحسان الشمري: «أصبحت سوريا مفتوحة الآن أمام كافة المقاتلين، ويلعب تنظيم القاعدة على وتر الطائفية، وهو ما سيثير ردود فعل الشيعة، كما هو الوضع في العراق». وأضاف الشمري: «يكمن خوفي الأكبر حيال الأزمة السورية في تداعياتها المحتملة على العراق الذي لا يزال يعاني من العنف الطائفي».
وقال علي حاتم، وهو شاب عراقي يخطط للسفر إلى طهران ومنها إلى دمشق، إنه يرى أن الدعوة للقتال إلى جانب الرئيس الأسد هي جزء من «واجبه الديني».
وقال أبو محمد، وهو مسؤول في محافظة بابل بالتيار الصدري السياسي الذي يتبع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، إنه تلقى دعوة في الآونة الأخيرة من قيادة التيار الصدري لكي يحضر اجتماعا في مدينة النجف لمناقشة الأمور المتعلقة بزيارة ضريح السيدة زينب في دمشق. وقال أبو محمد: «نعرف أن هذا ليس هو الهدف الحقيقي من الاجتماع لأن الوضع غير ملائم لمثل هذه الزيارة. وعندما ذهبنا إلى النجف، قيل لنا إن هذه دعوة للقتال في سوريا ضد السلفيين».
وقال مسؤول بارز في التيار الصدري وعضو سابق في البرلمان العراقي، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحافلات القادمة من النجف، والتي يقال: إنها تحمل حجاجا من الشيعة، تحمل أسلحة ومقاتلين إلى دمشق.
وربما تعتمد إيران، التي تتهم بإرسال أسلحة ومقاتلين إلى سوريا، على نفس الحيلة. فعقب قيام الثوار السوريين باعتقال 48 إيرانيا في دمشق في شهر أغسطس (آب) الماضي، قالت الحكومة الإيرانية إنهم من الحجاج الشيعة وأعربت عن غضبها جراء اختطافهم من قبل الثوار السوريين. ويقول مسؤولو استخبارات أميركيون إن بعض هؤلاء الحجاج هم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني.
ومع ذلك، لا يميل المحاربون الدينيون إلى هذه التفرقة طوال الوقت، ففي محافظة ديالى، التي لا تزال مركزا خصبا للتمرد السني في العراق، يقول الشيعة إنهم يبحثون عن متطوعين من أجل تشكيل «تنظيم قتالي» من أجل الدفاع عن ضريح السيدة زينب ضد «من يتبنى الآيديولوجية السلفية المتشددة والذين يتم دعمهم من قبل دول الخليج»، على حد قول أبو علي الموسوي، وهو رئيس اللجنة المسؤولة عن تجنيد الشباب لهذا الغرض، والذي أشار إلى أن 70 رجلا من محافظة ديالى قد سافروا للتوا للقتال إلى جانب النظام السوري.
وقال أبو سجاد، والذي انتقل إلى دمشق عام 2008 ويقاتل الآن إلى جانب الحكومة السورية منذ اندلاع الثورة، إنه وغيره من المقاتلين العراقيين يقاتلون في حقيقة الأمر من أجل حماية ضريح السيدة زينب. وأضاف أبو سجاد، وهو مقاتل سابق في جيش المهدي، إنه كان يحصل على الأسلحة والإمدادات من الحكومة السورية.
ومع احتدام حدة القتال، أصبح يتم قتل واختطاف العراقيين، وهو ما يذكره بالوضع الذي تركه في العراق، ولذا عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه بمدينة البصرة. ويقول أبو سجاد: «يمكنني القول بأن الأمور ستزداد توترا في سوريا. إنها حرب طائفية، وربما تكون أسوأ من الحرب التي كانت هنا بين الميليشيات والأحزاب السياسية، لأن الصراع السوري يشمل الجميع، ويمكنك بسهولة أن تشعر بحالة الكره الموجودة بين السنة والعلويين، حيث تقوم كل طائفة بكل ما في وسعها للتخلص من الطائفة الأخرى».
وفي بداية الأمر، لم يكن الشيعة العراقيون مع أي من الجانبين، علاوة على أن الكثير من الشيعة يحتقرون الرئيس الأسد بسبب انتمائه لحزب البعث الذي كان ينتمي إليه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ودعمه للمقاتلين السنة خلال الحرب العراقية، ولكن بعدما تحولت الثورة السورية إلى صراع مسلح ينضم إليه المقاتلون السنة، قرر الكثير من الشيعة الانضمام إلى القتال إلى جانب النظام السوري من منطلق الدفاع عن وجودهم. وغالبا ما يصف المتدينون الشيعة في العراق الصراع السوري بأنه بداية تحقيق النبوءة الشيعية التي تنذر بنهاية العالم من خلال التنبؤ بظهور جيش تحت قيادة رجل يشبه الشيطان اسمه السفياني في سوريا ثم يقوم بقهر الشيعة في العراق.
وكان السبب الرئيسي في تصاعد وتيرة الحرب الأهلية الطائفية في العراق هو تفجير أحد أهم الأضرحة الشيعية في مدينة سامراء العراقية عام 2006. ويرى الكثير من العراقيين أن الأحداث الجارية في سوريا ما هي إلا صورة من الأحداث الدموية التي شهدها العراق، ولكن ستكون تبعاتها أخطر. وقال حسان الربيعي، وهو رجل دين شيعي من بعقوبة عاصمة محافظة ديالى: «تفجير ضريح السيدة زينب في سوريا سوف يعني بداية حرب أهلية طائفية».
* خدمة «نيويورك تايمز»
131 قتيلا في ثالث أيام الهدنة بسوريا
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 131 شخصا قتلوا أمس الأحد معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحلب وإدلب، وذلك في اليوم الثالث للهدنة التي أعلنت في عيد الأضحى، في حين أعلن الثوار سيطرتهم على عدة مناطق من البلاد.
ومن جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت بطائرات ميغ مدينة البوكمال بدير الزور، وبلدة الدار الكبيرة بحمص، كما أكد ناشطون أن طائرات النظام شنت غارات جوية على منطقتيْ كفرنبل والبارة في محافظة إدلب.
وذكر الناشطون أن 15 شخصا على الأقل قتلوا وجرح آخرون في بلدة البارة، بينهم نازحون من مناطق أخرى.
وفي إدلب قالت الكتائب المنضوية تحت ألوية الجيش السوري الحرّ إنها بسطت سيطرتها على مناطق في شمال غرب سوريا، وأكدت أنها سيطرت بالكامل على بلدات حدودية مثل سلقين وحارم ودركوش، وذلك في مسعى لإقامة منطقة عازلة في الشمال.
كما غنم مقاتلو الجيش السوري الحر دبابات ومدافع رشاشة وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة في تركيا بأن نحو سبعين من جنود الجيش النظامي السوري سلموا أنفسهم لحرس الحدود التركي مساء الأحد.
وأضاف أن الجنود السوريين المستسلمين كانوا قد تخلوا عن كامل عتادهم العسكري قبل أن يعبروا نهر العاصي ويدخلوا الأراضي التركية، بعد معركة مع مقاتلي الجيش الحر بريف إدلب.
وقد واصلت طائرات النظام يوم أمس غاراتها الكثيفة على مناطق عدة، منها بلدات عربين والعبادة وبيت سحم وجسرين وزملكا وسقبا في ريف دمشق، وحريتان وحيان بريف حلب، ومعرة النعمان ومعرة حرمة وكفرنبل والبارة ودير حافر في محافظة إدلب، ومدينتا الميادين والبوكمال وحيا العرفي والجبيلة في دير الزور.
قصف ومداهمات
وبالتزامن مع الغارات الجوية، واصلت المدفعية والدبابات قصفها على مناطق عدة من سوريا، حيث تعرض حي العسالي بالعاصمة دمشق لقصف بالدبابات وقذائف الهاون، بينما شنت قوات النظام حملة حرق للمنازل والممتلكات في حي القدم، كما داهمت العديد من المنازل في حي الميدان واعتقلت العشرات.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن سيارة مفخخة انفجرت مساء الأحد في بلدة السبينة بريف دمشق مما تسبب في دمار كبير.
وفي الأثناء، قصفت مدفعية النظام حي الصاخور بحلب، وبلدتيْ خان العسل وكفرناها بريف حلب، وشاركت المدفعية في قصف دير حافر بالتزامن مع قصف جوي.
وفي محافظة حمص، قصفت المدفعية الثقيلة قرى البويضة الشرقية والدار الكبيرة والسلومية وعش الورور، كما وقع انفجار ضخم في حي الأندلس بمدينة حماة وتبعه إطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام، في حين اقتحمت قوات النظام أحياء الدوري وباب قبلي والبرازية وشنت حملات دهم واعتقال.
واستمر القصف العنيف من الدبابات على منطقة مصيف سلمى بريف اللاذقية، كما قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة خان شيخون وبلدات حاس وسهل الروج والهبيط في ريف إدلب، وأصيب أكثر من عشرين شخصا بجراح في قصف مدفعي عنيف على حييْ الجبيلة والشيخ ياسين بدير الزور.
وفي جنوبي البلاد، شنت قوات الأمن والشبيحة حملة دهم واعتقالات في ساحة الرضاونة وسط مدينة السويداء لتفريق إحدى المظاهرات، كما شن الجيش النظامي حملة دهم للمنازل ونهب للممتلكات واعتقالات عشوائية في مدينة إنخل بدرعا، وفقا لإفادة شبكة شام الإعلامية.
اشتباكات عنيفة
من جهة أخرى، اندلعت يوم أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حييْ التضامن والحجر الأسود بدمشق، كما سيطر الثوار صباح اليوم نفسه على حاجزين للجيش النظامي في دوما بريف دمشق وطردوا مسلحين موالين للنظام من تحصيناتهم في عمارة سكنية بالمدينة، وقتلوا أربعة جنود في هجوم على حاجز نظامي في عين ترما بريف دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الجيش النظامي بات غير قادر على المحافظة على مواقعه في ريف دمشق الذي يضم معاقل أخرى لمقاتلي المعارضة، كما هو الحال في حرستا وزملكا وغيرهما.
وفي حلب، اندلع الأحد قتال في حي الميدان قرب ثكنة هنانو وسط المدينة، وفقا للمرصد السوري. في حين قتل عنصر من الجيش الحر في اشتباك بحي صلاح الدين، حسب لجان التنسيق. واندلعت اشتباكات أخرى في حي الموظفين بدير الزور.
حلب على شفا كارثة إنسانية
ناشدت لجان الإغاثة في حلب وريفها، المجتمع الدولي وكل الجهات الداعمة والهيئات الإغاثية التدخل بشكل عاجل لإمداد المدينة بمياه الشرب بعد انقطاعها لليوم الخامس على التوالي.
كما طالبت بإمداد المدينة وريفها بحليب الأطفال بعد نفاده، والأدوية وخصوصا أدوية الأطفال والأدوية المتعلقة بأمراض الشتاء وأمراض الضغط والسكر.
وأفادت اللجان الطبية بأنه تمت معاينة أكثر من 900 شخص في بعض مناطق من حلب بينهم 650 طفلا تلقوا علاجا بسبب المياه الملوثة. وأعربت عن خشيتها من ارتفاع الحالات المرضية مع بدء فصل الشتاء بسبب نفاد الغاز وشح وارتفاع أسعار الوقود، واستمرار القصف اليومي على المدينة وتفاقم الأوضاع الإنسانية فيها بسبب قطع المياه والكهرباء.
قصف
وتعرضت مؤسسة المياه بحلب الموجودة في منطقة الميدان وبستان الباشا للقصف الشديد من قبل القوات النظامية مما أدى إلى إصابة المضخات والأجهزة المسؤولة عن ضخ المياه للمدينة.
ولم يتمكن المهندسون ومجموعة من المتطوعين والموظفين في المؤسسة من إصلاح هذه الأعطال، بسبب استمرار القصف وانتشار القناصة التابعين للنظام والمتمركزين حول فرع المداهمة الأمني، في حي الميدان، بينما حاول متطوعون استغلال الهدنة لإصلاح الخلل ولكن عدم الالتزام بالهدنة أفشل جهودهم.
وقالت لجان الإغاثة في المدينة إن تصليح الأعطال مرتبط بالوضع الأمني ولم تفلح المحادثات مع محافظ المدينة محمد وحيد عقاد لوقف العمليات العسكرية في المنطقة لمدة 48 ساعة لإصلاح الأضرار، حيث أكد الجيش السوري الحر أن عناصره على استعداد للتعاون بكافة الوسائل لإنجاح مهمة فريق المهندسين والموظفين وفق ما أفادت به لجنة الإغاثة التابعة لمنظمة “محامو حلب الأحرار” للجزيرة نت.
معاناة
وقال رئيس “محامو حلب الأحرار” أبو محمد للجزيرة نت إن انقطاع المياه فاقم معاناة الحلبيين، حيث لا تستطيع شاحنات الصهاريج التحرك بسبب القتال الدائر في مناطق مختلفة من المدينة واستهداف الطيران لها.
وأوضح أبو محمد أنه لا توجد مياه نقية للشرب من أي نوع منذ أكثر من شهرين بالمدينة، بسبب القصف على مؤسسة المياه وإصابة أجهزة التنقية، التي لم تعد تعمل بكفاءتها الكاملة مما أدى إلى تلوث مياه الشرب.
وأكد أن الآبار الارتوازية تسد 1% فقط من حاجة المدينة، حيث يتم غلي الماء على الحطب بسبب نفاد الغاز وارتفاع أسعار الوقود ثلاثة أضعاف في حلب. مضيفا “سوف يواجه الناس مشكلة كبيرة بالشتاء، بعد نفاد الغاز والسولار، كما أن الكهرباء أصبحت ضعيفة، فيما ركزت القوات النظامية قصفها على أفران الخبز”.
واعتبر أبو محمد أن حلب مقبلة على كارثة إنسانية كبيرة، بسبب قلة الخبز ونفاد حليب الأطفال وقصف الأفران ونفاد الدقيق ومادة الخميرة وقلة وغلاء السولار. وأضاف أن منظمته تحاول الاتصال مع المنظمات والحكومات في الخارج من أجل إرسال كميات كبيرة من الأغطية، حيث يوجد أكثر من مليون لاجئ داخلي في حلب وريفها داخل الحدود الإدارية لمحافظة حلب.
وفي محاولة للتخفيف عن أهالي حلب وريفها قال منسق “جمعية سوريا الخير” محمد عز الدين للجزيرة نت إن الجمعية بدأت بتوزيع السلات الغذائية، ثم المساعدات العينية والآن تقوم بتوزيع البطانيات، حيث تهدف لتوزيع مائة ألف بطانية في حلب وريفها.
جولات مكثفة للإبراهيمي رغم فشل الهدنة
الإبراهيمي يعتزم زيارة روسيا والصين قبل توجهه إلى الأمم المتحدة
يعتزم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي مواصلة مهمته على الرغم من فشل الهدنة بين النظام السوري والمعارضين المسلحين، وتوجه الإبراهيمي اليوم الأحد إلى فرنسا قبل زيارته هذا الأسبوع الصين وروسيا لبحث الوضع.
وقالت مصادر كانت في وداع الإبراهيمي لدى مغادرته مطار القاهرة إن من المقرر أن يلتقي خلال زيارته فرنسا التي تستمر يومين بعدد من المسؤولين الفرنسيين وممثلي المعارضة السورية لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا وسبل التوصل إلى حل للأزمة على ضوء الهدنة والجولة التي قام بها في دول الجوار ومصر والسعودية.
وكان الإبراهيمي زار مصر في نهاية جولة شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق والأردن ولبنان وسوريا. وخلال زيارته التي يعتزم القيام بها لاحقا إلى بكين وموسكو، سيسعى الإبراهيمي مجددا إلى إقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية.
وأكد دبلوماسيون أمميون أن الإبراهيمي سيعود في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
دبلوماسي بالأمم المتحدة:
مهمة الإبراهيمي شائكة، فعليه أن يقنع الدول الأساسية في الشرق الأوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح، لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الأمن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين اللتين سبق أن أعاقتا ثلاثة قرارات دولية
وقال دبلوماسي رفيع المستوى إن الإبراهيمي “سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر المقبل”. وصرح دبلوماسي آخر بأن “العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى هذه النقطة إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار”.
وأضاف أن مهمة الإبراهيمي “شائكة، فعليه أن يقنع الدول الأساسية في الشرق الأوسط بعدم تزويد المتمردين بالسلاح، لكن إن كان يتوجب القيام بتحرك في مجلس الأمن فلا بد أن يكون بموافقة روسيا والصين اللتين سبق أن أعاقتا ثلاثة قرارات دولية، وإن عارضتا تحركا ما عندئذ ستعزز تركيا والسعودية والدول الغربية بالتأكيد مساعدتها للمعارضة”.
يرى ريتشر غوان من جامعة نيويورك أن “هناك رهانا كبيرا على أن تعزز الولايات المتحدة دعمها لمسلحي المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية، أيا يكن الفائز. وسيتعين على الإبراهيمي ربما التريث للإفادة من ذلك”.
وقال غوان “إن الابراهيمي لم يزعم مطلقا أن هناك فرصة كبيرة لنجاح وقف إطلاق النار”، معتبرا أن الدبلوماسيين في الأمم المتحدة “لن يحملوه تبعية هذا الفشل، والسوريون ربما سيكونون أقل تسامحا لكنهم بالتأكيد فقدوا آمالهم في الأمم المتحدة”.
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة بشأن الطريقة التي يزمع الإبراهيمي استخدامها، لكن في الكواليس تعد الأمم المتحدة خططا لإرسال قوة سلام أو مراقبة في حال تنفيذ الهدنة، كما تملك أيضا فرقا ومعدات إنسانية جاهزة لإرسالها إلى مدن حلب وإدلب وحمص.
ويعتبر الغربيون أن روسيا مارست ضغوطا على الأسد للموافقة على الهدنة التي “ولدت ميتة”، لكنهم لا يتوقعون أن يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الرئيس السوري.
واعتبر معاذ مصطفى رئيس منظمة الطوارئ السورية -وهي منظمة غير حكومية سورية أميركية- أن “نظام دمشق ليس لديه مصلحة في إنهاء المعارك، فوقف إطلاق النار يسمح للناس بالتظاهر وسيدق ذلك ناقوس الخطر بالنسبة للنظام”.
خروق
يذكر أن الهدنة، التي كان يفترض البدء بتنفيذها يوم الجمعة الماضي أول أيام عيد الأضحى، لم تبصر النور وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية. وانتقد المسلحون أيضا الإبراهيمي كما سبق أن فعلوا مع سلفه كوفي أنان.
وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى إعلان هدنة اقترحها كوفي أنان في أبريل/نيسان الماضي، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا لرؤية أن سوريا ليست مستعدة لإلقاء السلاح في هذا النزاع الذي خلف خلال 19 شهرا أكثر من 35 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسُجلت خروق جديدة الأحد لليوم الثالث على التوالي للهدنة، ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى الجمعة قتل أكثر من 250 شخصا في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان مما يبدد أي أمل في التوصل إلى وقف للمعارك بعد أكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت إلى نزاع مسلح في سوريا.
مقاتل أميركي مع ثوار سوريا: يوثق الأحداث في فيلم
بعد مشاركة الأميركي ماثيو فاندايك في الثورة الليبية وانضمامه إلى المقاتلين للإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وتصويره لقطات من الثورة والانتفاضة المسلحة، سعى للالتحاق بالثورة السورية لتوثيق فيلم يساندها.
يتجول فاندايك -الذي قدم إلى سوريا قبل أسبوعين- في شوارع حلب باللباس العسكري، ويلتقط الصور للأحداث المتسارعة في المدينة التي تشهد قتالا عنيفا منذ أكثر من شهرين.
ويأمل ماثيو -بعدما ينتهي من إعداد فيلمه- أن يعود للقتال في سوريا إذا أمكن ذلك، لمساعدة الشعب السوري في التخلص من الدكتاتورية، بعد أن اشترى له متطوعون كاميرا ودفعوا تكلفة سفره إلى سوريا.
بداية القصة
بدأت قصة فاندايك مع الوطن العربي عام 2008 أثناء عبوره إلى ليبيا التي يعتبرها بلده المفضل، خلال مغامرة قام بها مسافرا بواسطة دراجة نارية فزار موريتانيا والمغرب وتونس وليبيا ومصر والأردن وسوريا، حيث عاش مع الناس في هذه الدول وبنى صداقات كثيرة فيها.
وصل المغامر الأميركي إلى ليبيا عام 2011 لمساعدة أصدقائه الليبيين في القتال ضد نظام العقيد، فالتحم مع الثوار في معاركهم حتى أصبح واحدا منهم.
واعتقل فاندايك بعد أقل من أسبوع من دخوله ليبيا من قبل قوات القذافي أثناء قيامه بمهمة استطلاعية لصالح الثوار في مدينة البريقة مع ثلاثة منهم، حيث اقتيد إلى طرابلس واحتجز في سجن أبو سليم مدة 165 يوما، قبل أن يتمكن من الهرب مع مجموعة من السجناء.
رفض فاندايك العودة إلى عائلته في أميركا، وأصر على الاستمرار في القتال مع رفاقه الثوار، وواصل القتال في سرت حتى سقوط نظام العقيد بالكامل.
الجزيرة نت التقت فاندايك -بعدما نحر أضحية العيد لثوار اللجان الإعلامية- فتحدث عن النقص في الأسلحة والذخائر لدى الثوار السوريين، وأكد أنه قرر استخدام سمعته ومعرفة الناس به للفت الانتباه إلى هذه المشكلة.
أكد فاندايك أنه حاليا في سوريا لإعداد فيلم لتحسين الصورة الدولية للجيش السوري الحر، ودفع الناس في جميع أنحاء العالم للتبرع بالمال لصالح الثوار، حتى يتمكنوا من شراء الأسلحة والذخائر التي يحتاجون إليها لكسب الحرب. كما يهدف الفيلم إلى تشجيع المزيد من السوريين للانضمام إلى الجيش الحر.
ويأمل أن يساهم فيلمه في إلهام الناس بالبلدان الأخرى للاحتجاج أو النضال من أجل حريتها، حيث سيتم إتاحة الفيلم مجانا على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية، ليساهم في جمع المال لفائدة الجيش السوري الحر، إذ يمكن لذلك أن يكون له تأثير هام على الحرب.
واعتبر فاندايك أن الربيع العربي بداية لموجة من الثورات من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم، إذ إن ليبيا كانت بداية تغييرات كبيرة في القرن الـ21، معبرا عن أمله في أن يستمر الشعب الليبي في مساعدة الثورة السورية.
وبعد النصر في ليبيا، عاد فاندايك إلى الولايات المتحدة، حيث إن أكثر الأميركيين يؤيدون ما فعله في ليبيا، لكن البعض يقول إنه كان يساعد تنظيم القاعدة، واتهموه بأنه إرهابي وجهادي.
غير أن فاندايك بدا غير مبال بما يقوله البعض، لأنه مؤمن بأن كل شخص ينبغي أن يكون قادرا على اختيار قادته والتحكم في مصيرهم.
وأوضح أنه خلال الحرب في ليبيا تحدث هو وزملاؤه عن وسيلة لمساعدة الثورة في سوريا قبل أن يصل إليها بعض الليبيين لمساعدة الثوار هناك.
وأكد أنه قام بتنفيذ فعاليات وأنشطة مختلفة في وسائل الإعلام والكتابة عن ليبيا وسوريا والربيع العربي، مستفيدا من سنوات الخبرة بالدول العربية، في محاولة لجعل الأميركيين يفهمون العالم العربي ولبناء علاقات أفضل مع العرب.
3 قتلى وقصف دمشق في آخر أيام الهدنة
سوريا , الجيش الحر , الجيش النظامي , بشار الأسد , نظام بشار الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 3 أشخاص برصاص قوات الأمن السورية، في حين قصفت طائرات حربية سورية معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق، الاثنين، وهو اليوم الأخير من هدنة تخللتها غارات جوية واشتباكات بين الجانبين في مناطق متفرقة من البلاد.
وأوضح ناشطون معارضون أن الطائرات استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة، حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها، لكنها واجهت مقاومة عنيفة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن ريف حمص الشمالي يتعرض للقصف بالطيران المروحي، وإلقاء براميل متفجرة وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي عن قرية الزعفرانة.
وأضافت أنه جرح العديد من المواطنين بعضهم بحالة خطيرة نتيجة القصف بالهاون وإطلاق الرصاص الكثيف من قبل قوات النظام في حي دير بعلبة.
وكان مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي قد اقترح هدنة تستمر لأربعة أيام طوال عيد الأضحى، اعتبارا من يوم الجمعة الماضي.
من جهة أخرى، سقطت قذيفة سورية على منطقة ريفية تابعة لولاية “هاطاي” التركية على الحدود السورية صباح الاثنين، دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، حسب ما أفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
وقام الجيش التركي بالرد الفوري على مصدر القذيفة، حسب الوكالة. وتشهد بلدة حارم السورية – التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية – اشتباكات عنيفة، زادت حدتها الاثنين، ما أدى إلى سقوط قذيفة من سوريا على أرض خالية في قرية “باش أصلان”، بولاية “هاطاي” التركية.
دعوة إلى “اتفاق الحد الأدنى” بشأن سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شدد مندوب الجامعة العربية في فرنسا، ناصيف حتي، الأحد، على أهمية توصل القوى الكبرى إلى “اتفاق الحد الأدنى” بشأن سوريا، في حين يعتزم المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، زيارة الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية بعد انهيار هدنة عيد الأضحى في سوريا حيث قتل منذ يوم الجمعة الماضي أكثر من 300 شخص في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، حسب ما أفاد ناشطون.
وقال حتي خلال برنامج “دوليات تي في 5 موند وآر أف آي ولوموند” إنه “إذا لم نتوصل إلى إيجاد اتفاق الحد الأدنى بين القوى الكبرى، أصدقاء الطرفين (الحكومة السورية والمعارضة)، فلن نتمكن من إطلاق عملية انتقالية سياسية منظمة ومواكبتها على قاعدة صلبة”.
واعتبر حتي أن الأزمة السورية “ارتبطت بنزاعات أخرى في المنطقة”، مؤكدا في الوقت نفسه أنه في حال “لم تكن هناك رسالة سياسية واضحة وحازمة من جانب الدولة الحليفة للنظام من جهة والمعارضة من جهة أخرى.. فلن نتقدم أبدا”.
ولفت مندوب الجامعة العربية إلى أن “فرنسا يمكن أن تقدم الكثير من المساعدة.. لإيجاد حد أدنى من التفاهم”، في وقت سيستقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الأربعاء المقبل، في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ووفقا لحتي، فإنه يتعين كقاعدة للمحادثات “أن نعود إلى الاتفاق-الإطار في جنيف ودفعه إلى الامام”.
يشار إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق جنيف أثناء اجتماع لمجموعة العمل بشأن سوريا التي تضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ودول تمثل الجامعة العربية، والأمينين العامين للجامعة العربية والأمم المتحدة إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.
وبعد الاجتماع، اختلف المشاركون حول تفسير الاتفاق، ذلك أن الولايات المتحدة اعتبرت أنه يفتح الطريق أمام مرحلة “ما بعد بشار الأسد”، بينما أكدت الصين وروسيا حليفتا الرئيس السوري، مجددا أنه يعود للسوريين وحدهم أن يحددوا مستقبلهم.
الإبراهيمي ينوي تقديم “أفكار جديدة”
إلى ذلك، نقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسيين أن الإبراهيمي سيعود من زيارته المرتقبة إلى روسيا والصين إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات.
وقال دبلوماسي إن المبعوث الدولي “سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن”، في حين صرح دبلوماسي آخر أن “العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة) إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار”.
وكانت أعمال العنف التي شهدتها سوريا الأحد دفنت “الهدنة” التي كان طرفا النزاع تعهدا الالتزام بها خلال عطلة عيد الأضحى. والهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة لمناسبة حلول عيد الأضحى لم تبصر النور، وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.
وعلى غرار ما حصل بالنسبة لمسعى إعلان هدنة اقترحها كوفي أنان في أبريل الماضي، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا لرؤية أن طرفي النزاع في سوريا غير مستعدين لإلقاء السلاح في هذا النزاع الذي خلف خلال 19 شهرا أكثر من 35 ألف قتيل، طبقا لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
131 قتيلا بسوريا مع تجدد القصف الجوي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفاد ناشطون بسقوط 131 قتيلا بأعمال عنف متفرقة في سوريا، الأحد، في حين تجدد قصف الطائرات الحربية السورية لليوم الثاني على ضواحي في ريف دمشق منذ هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وكان من المفترض أن تبدأ قبل يومين.
وقالت مصادر المعارضة السورية إن انفجارات كبيرة وقعت حين ضربت طائرات حربية روسية الصنع ضواحي زملكا وعربين وحرستا في ريف العاصمة السورية.
وأفاد بيان لمكتب حرستا الإعلامي وهي جماعة معارضة بانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات وبوجود عشرات المصابين في مستشفى حرستا الوطني جراء القصف.
وذكر ناشطون أن قتالا اندلع في ضاحية دوما شمال شرقي العاصمة بين مقاتلين من الجيش السوري الحر وحواجز للجيش النظامي.
وفي دير الزور قصف الطيران الحكومي مدينة الميادين، كما استمر القصف المدفعي على عدة أحياء في المدينة يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
تبادل الاتهامات بخرق الهدنة
ويتبادل طرفا النزاع في سوريا الاتهامات بشأن خرق هدنة عيد الأضحى التي توصل إليها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.
ففي حين وثقت الهيئة العامة للثورة أكثر من 545 خرقا للهدنة يومي الجمعة والسبت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده ملتزمة بإيقاف العمليات العسكرية، وإن المعارضة المسلحة خرقت الهدنة أكثر من مرة وأصدرت بيانات رسمية بذلك تعبيرا عن رفضها للهدنة.
وكانت المقاتلات الحربية السورية شنت السبت غارات جوية على بلدة عربين في ريف دمشق أسفرت عن مقتل 8 أشخاص في ثاني أيام الهدنة، كما قالت مصادر بالجيش السوري الحر إن قواته اعترضت محاولة للقوات الحكومية إرسال تعزيزات إلى منطقة وادي الضيف بإدلب.
ووجه مقدسي رسالة بتوثيق للخروقات إلى مجلس الأمن مؤكدا التزام حكومة بلاده بوقف العمليات العسكرية وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
وكان الجيش السوري أعلن الخميس وقف العمليات العسكرية اعتبارا من صباح الجمعة وحتى الاثنين آخر أيام عيد الاضحى، محتفظا لنفسه بحق الرد في حال استمرار ما سماها “اعتداءات الجماعات المسلحة”، أو تعزيز مواقعها، أو تمرير مسلحين وسلاح عبر دول الجوار إليها.
كما أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أبرز المجموعات المقاتلة المعارضة، الموقف نفسه، متعهدا برد قاس “إذا أطلقت رصاصة واحدة” من القوات النظامية.
هدنة العيد في سوريا فشلت وخلفت 400 قتيل
الإبراهيمي يتوجه إلى روسيا والصين في محاولة لتمرير قرار في مجلس الأمن
دبي – قناة العربية
انتهت هدنة العيد في سوريا مع نحو 400 قتيل ومزيد من الدمار والتهجير، في ظل استمرار الاشتباكات وسقوط الضحايا من الأطفال خاصةً.
ورصد المركز السوري الوطني للتوثيق 33 نقطة اشتباك في المدن السورية يوم أمس الأحد، وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن جيش النظام ارتكب مجزرة جديدة في مخيم الحسينية بريف دمشق أدت الى مقتل سبعة أشخاص، من بينهم خمسة أطفال جراء قصف مدينة الملاهي.
وبدورها أفادت لجان التنسيق بوقوع اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية والجيش الحر في حي تشرين بالعاصمة دمشق.
وتعرضت 24 منطقة للقصف المدفعي والجوي في مدينة حلب وريفها على مدار يوم أمس الأحد. أما في إدلب فقد شهدت أربع مناطق اشتباكات عنيفة خاصة في جسر الشغور ومعرة النعمان.
كما دارت في دير الزور اشتباكات بالقرب من المجمع الأمني في البوكمال الذي يضم الأمن العسكري، في حين شهدت مدينة القصير بحمص عدة اشتباكات مسلحة أثناء تحرير حواجز البلدة، كما أفاد المركز السوري الوطني للتوثيق.
مقترحات جديدة للإبراهيمي
وفي سياق متصل، عاود الموفد الأممي لخضر الإبراهيمي تحركاته السياسية أملاً بموقف روسي صيني معتدل يساعد على إيجاد حل عبر مجلس الأمن للأزمة السورية.
وسيتوجه الإبراهيمي خلال الأسبوع الجاري إلى بيكين وموسكو، ليعود من جديد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى مجلس الأمن بمقترحات من المفترض أن تقنع الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية بالجلوس حول طاولة المفاوضات.
وقبيل الاجتماع المرتقب لوزير الخارجية الفرنسي والروسي في باريس الأربعاء القادم، دعا مندوب جامعة الدول العربية في فرنسا ناصيف حتى إلى “اتفاق الحد الأدنى” بين القوى الكبرى حول سوريا. وأضاف أن هذا الاتفاق “لابد منه” من أجل حل الأزمة السورية وذلك استناداً إلى اتفاق جنيف الذي وقع في 30 يونيو/تموز الماضي.
سوريا: تصاعد العنف والجامعة العربية تدعو الى “اتفاق حد أدنى“
افاد ناشطون معارضون بسقوط نحو 100 قتيل على الأقل في اعمال العنف في سوريا الاحد التي شملت غارات جوية وهجمات متبادلة بين الجيش الحكومي ومسلحي المعارضة، الامر الذي يعني انهيار الهدنة التي كان طرفا النزاع تعهدا بالالتزام بها خلال عطلة عيد الاضحى.
وجاء ذلك في وقت يعتزم المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي فيه تقديم “افكار جديدة لمجلس الامن”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان: “طائرات النظام السوري قصفت اقليم ادلب في شمال غربي البلاد مما أدى الى مقتل 18 شخصا من بينهم 8 اطفال و5 سيدات”.
ولم تبصر الهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة بمناسبة حلول عيد الاضحى النور، وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتحمل المسؤولية عن ذلك.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسيين قولهم إن “الابراهيمي ينوي تقديم مقترحات جديدة الى مجلس الأمن الدولي من شأنها ان تفضي الى عقد مفاوضات بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية”.
وقال دبلوماسي إن “العملية السياسية لن تبدأ قبل ان يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا حتى الرمق الأخير الى حد يقتنعان بانه لم يعد هناك من خيار، لكنهما لم يصلا بعد الى هذه النقطة، الا ان الابراهيمي لديه بعض الافكار”.
سيارتان مفخختان
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان: “قوات المعارضة سيطرت على ثلاثة حواجز عسكرية تابعة للجيش النظامي في دمشق كما انها قتلت 4 جنود في نقطة تفتيش عسكرية في المنطقة”.
وشهدت دمشق وريفها تفجيرين الاحد، حيث “انفجرت سيارة مفخخة بحي برزة في دمشق اسفرت عن اصابة نحو 15 مواطنا بجراح طفيفة وتضرر بعض المباني”، كما “هز انفجار منطقة السبينة بريف دمشق في منطقة الجمعيات حيث افاد ناشطون بانفجار سيارة مفخخة ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
اشار المرصد ايضاَ الى ان “القوات النظامية شنت غارات جوية على مناطق في محيط بلدات عربين وزملكا وحرستا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. في حين سيطر المقاتلون على حواجز عدة للجيش السوري في دوما”.
كما دارت اشتباكات في احياء من حلب وفي محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون الى تيارات اسلامية، حسبما اشار المرصد في بيانات متتالية منذ صباح الأحد.
الهدنة التي كان يفترض البدء بتنفيذها الجمعة بمناسبة حلول عيد الاضحى لم تبصر النور
من جهته، قال مندوب الجامعة العربية في فرنسا ناصيف حتي الأحد في تصريحات لصحيفة “لوموند” “اننا نحتاج الى إتفاق الحد الادنى بين القوى في سوريا أي بين الحكومة السورية والمعارضة، لنتمكن من اطلاق عملية انتقالية سياسية منظمة”.
واضاف: ” اذا لم تكن هناك رسالة سياسية واضحة وحازمة من جانب الدول الكبرى التي هي حليفة النظام من جهة والمعارضة من جهة أخرى….فلن يكون هناك أي تقدم”.
واردف حتي ان “فرنسا يمكنها تقديم الكثير من المساعدة لايجاد حد ادنى من التفاهم”، مضيفاً “ينبغي العودة الى اتفاق جنيف والعمل على هذا الاتفاق الذي كان انطلاقة جيدة”.
BBC © 2012
الطائرات الحربية السورية تقصف ضاحية بدمشق في آخر ايام الهدنة
عمان (رويترز) – قال نشطاء معارضون إن الطائرات الحربية السورية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق يوم الاثنين وهو اليوم الأخير من هدنة تخللتها غارات جوية واشتباكات بين الجانبين في مناطق متفرقة من البلاد.
وأضافوا أن الطائرات استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها الأسبوع الماضي.
وقال نشط يعيش قرب المنطقة لكنه طلب عدم ذكر اسمه “انتشرت الدبابات حول حارة الشوام لكنها لم تتمكن من الدخول. حاولت قبل أسبوع وفشلت.”
وقالت شبكة شام الإخبارية وهي جماعة أسسها نشطاء إن الطائرات قصفت أيضا أراضي زراعية مجاورة لحي برزة في شمال دمشق ومدينة دير الزور في شرق سوريا.
وكان مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي قد اقترح الهدنة التي كان من المفترض بدء سريانها اعتبارا من يوم الجمعة على أن تستمر لأربعة أيام طوال عيد الأضحى.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
سوريا.. 31 قتيلا وانفجار في جرمانا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 10 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في جرمانا بريف دمشق نقلا عن التلفزيون الرسمي، الاثنين، فيما ذكر ناشطون أن 21 آخرون قتلوا برصاص قوات الأمن السورية.
وأوضح ناشطون معارضون أن طائرات حربية قصفت معقلا لمقاتلي المعارضة على مشارف دمشق، استهدفت منطقة حارة الشوام وهي منطقة سكنية على بعد بضعة كيلومترات شرقي العاصمة، حاولت قوات الرئيس بشار الأسد اقتحامها، لكنها واجهت مقاومة عنيفة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن ريف حمص الشمالي يتعرض للقصف بالطيران المروحي، وإلقاء براميل متفجرة وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي عن قرية الزعفرانة.
وأضافت أنه جرح العديد من المواطنين بعضهم بحالة خطيرة نتيجة القصف بالهاون وإطلاق الرصاص الكثيف من قبل قوات النظام في حي دير بعلبة.
من جهة أخرى، سقطت قذيفة سورية على منطقة ريفية تابعة لولاية “هاطاي” التركية على الحدود السورية صباح الاثنين، دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، حسب ما أفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية.
وقام الجيش التركي بالرد الفوري على مصدر القذيفة، حسب الوكالة. وتشهد بلدة حارم السورية – التي تبعد كيلومترين فقط عن الحدود التركية – اشتباكات عنيفة، زادت حدتها الاثنين، ما أدى إلى سقوط قذيفة من سوريا على أرض خالية في قرية “باش أصلان”، بولاية “هاطاي” التركية.