أحداث الاثنين 11 شباط 2013
«الائتلاف» يطرح مبادرة سياسية… ومسيحيو الشرق يرفضون حلاً عسكرياً
القاهرة – محمد الشاذلي
يلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم في القاهرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المنشق رياض حجاب، عشية انتهاء مهلة حوار اقترحها الخطيب على النظام، في وقت يستعد فيه «الإئتلاف» لطرح مبادرة سياسية جديدة، وسط انباء عن رفض القادة الروحيين المسيحيين الحل العسكري للأزمة الذي تزامن مع سيطرة جبهة «النصرة» المتشددة على مواقع عسكرية في الرقة حيث حصلت على مدافع بعيدة المدى وكميات ضخمة من الذخيرة.
وكان العربي التقى أمس المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي للبحث في التطورات الأخيرة والخطوات المقبلة لمحاولة التوصل إلى حل.
وقال عضو الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح لـ «الحياة» ان مبادرة الخطيب، التي انتهت منتصف ليل أمس، ولدت ميتة وأن الهيئة السياسية الاستشارية للإئتلاف ستجتمع في القاهرة الخميس في 14 شباط (فبراير) لمناقشة مشروع المبادرة السياسية الجديدة.
وكانت دمشق شهدت أمس تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس الجديد يوحنا العاشر يازجي الذي دعا، في حضور بطريرك الموارنة الكاردينال بشارة الراعي وبطريرك الكاثوليك غريغوريوس لحام وكبار المسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد، الى انهاء العنف في سورية بالحوار، بعيداً عن العنف والسلاح.
وقال البطريرك الجديد: «نحن على رجاء يقين ان سورية حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سورية الى الاستقرار والطمأنينة والسلام كما كانت دوما».
واضاف، بعد شكره المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس، ان الله لا يرضى «عندما يرى العيش المشترك المحب مع الذين يشاركوننا الوطن الواحد من غير المسيحيين يتقهقر هنا وهناك»، لاسباب عدة منها سياسية «ومنها اللجوء عندنا وعندهم الى نزعات اصولية لا تمت الى الدين الاصيل باي صلة».
وشدد البطريرك على ان المسيحيين المشرقيين هم «مع اخوتنا المسلمين ابناء هذه الارض وفيها علينا ان نبقى، مشجعين العيش المشترك الكريم، ونابذين كل ضغينة وكل خوف وكل تعال».
وتزامناً مع المراسم التي استمرت قرابة اربع ساعات وضمن اجراءات أمنية غير مسبوقة، كانت اصوات اطلاق الرصاص تسمع في باحة الكنيسة غير البعيدة عن الاطراف الشرقية للعاصمة التي تشهد اشتباكات وقصفاً دورياً في النزاع المستمر منذ اكثر من 22 شهراً.
ومع اقتراب النزاع السوري من شهره الثالث والعشرين، تقدم المقاتلون المعارضون في الطبقة، مع سيطرة «مقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) وكتيبة اويس القرني وكتيبة احرار الطبقة» على سرية المدفعية حيث استولوا على ذخيرة ومدفعية ثقيلة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «ان المقاتلين سيطروا على مبنى المديرية في المدينة، بعد ساعات من سيطرتهم على حاجز عسكري بقربه.
ويأتي التقدم الجديد لمقاتلي «النصرة» وحلفائهم بعد ايام من دخول المقاتلين الى سد البعث الواقع بين الطبقة والرقة، وهما المدينتان الخاضعتان لسيطرة القوات النظامية في محافظة الرقة، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معظم ريفها.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، قصف المقاتلون المعارضون بالدبابات لواء للمدفعية يعرف باسم «اللواء 113»، واشتبكوا مع القوات الموجودة داخله محاولين السيطرة عليه.
ويسيطر المقاتلون على ريف دير الزور، في حين لا تزال القوات النظامية مسيطرة على المدينة التي شهدت اليوم اشتباكات عنيفة في حيي المطار القديم والحويقة.
في محافظة حلب (شمال)، قتل اربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرين على الاقل «اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة»، تلته اشتباكات بين الطرفين.
وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها الى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطف عدة للقصف منها مدينتا داريا والنبك.
إسرائيل: أسلحة سورية وإيرانية قد تصل الى “حزب الله” وتعرضنا لخطر داهم
القدس المحتلة – آمال شحادة
دعا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي ورئيس معهد ابحاث الامن القومي عاموس يدلين “الحكومة الاسرائيلية وقيادة الجيش النظر باهتمام شديد الى خطر التصعيد المتزايد تجاه حزب الله باعتبار ان كل قدرة عملية ووسائل قتالية في حوزة سورية او في ايران قد تصل، او وصلت الى حزب الله، وهو امر يعرض المصالح الامنية الهامة في اسرائيل للخطر”.
وفي استعراضه لما تسميه اسرائيل المخاطر المحدقة بأمنها ومستقبلها تجاه الجبهة الشمالية، خاصة حزب الله، رفض يدلين اعتبار السؤال الذي يطرح “اذا تعمل اسرائيل ضد تعاظم وتهديدات العدو بتوجيه ضربة وقائية عسكرية” سؤالاً تافهاً، وقال بانه “يوجد مفهومان مختلفان حول هذا الموضوع الاول، وهو المفهوم السلبي، ويتبناه من عارض الهجوم على المفاعل العراقي عام 1981 ومن لم يصادق على الاعمال ضد تعاظم حزب الله بعد الانسحاب من لبنان عام 2000 أو بعد حرب لبنان الثانية في 2006، واصحاب هذا المفهوم يرون انه لا توجد قدرة على معالجة كل التهديدات وبان معالجتها قد تصعب الامر الى درجة حرب بل وتزيد دافع العدو للعمل على بناء قوته”.
وفي هذا الجانب، اضاف يدلين “هدف اسرائيل هو الحصول على فترات هدوء طويلة المدى وبالتالي ليس صحيحاً العمل ضد التعاظم وتقليص فترات الهدوء بل ان بناء قوة ردع والتصدي لقدرات العدو وشل فعالتها لا يتم الا عندما يهاجم العدو اسرائيل”.
اما المفهوم الثاني، الذي اسماه يدلين “المفهوم الفاعل”، فهذا يدعي اصحابه بأن تجاهل التهديدات المستقبلية وبناء القوة من شأنه ان يجبي من اسرائيل ثمناً باهظاً، أو حتى يهدد مجرد وجودها، مما يستدعي العمل على “ازالة التهديد المحتمل حتى بثمن احتمالات الرد والتصعيد”.
ويبرر يدلين موقف اصحاب هذا المفهوم باستعراضه حرب لبنان الثانية وحربي غزة قائلاً:”في العقد الماضي أدارت اسرائيل ثلاث حملات كبرى ضد منظمات الارهاب ، على حد تعبيره، في عام 2006 حيال حزب الله في لبنان وفي 2009 و 2012 ضد حماس في قطاع غزة. في كل واحدة من هذه المواجهات لم تكن نية لتحقيق نصر ساحق وهذه أيضا لم تكن اهداف الحملات. فقد استهدفت هذه الحملات تحقيق هدوء في الشمال وفي الجنوب وتعزيز الردع الاسرائيلي. ومع ذلك، ففي الحالات الثلاث كان واضحا بانه يجب ان يعالج ايضا التعاظم المستقبلي لمنظمات الارهاب بعد الوصول الى وقف النار. في حينه ، كان يفترض بان تكون اليات معالجة التعاظم جزءا من اتفاقات وقف النار، في حالة حزب الله، قرار الامم المتحدة 1701، وفي حالة رصاص مصبوب – قرار 1860 والتعهد المصري والامريكي. وقد فشلت الاليتان بشكل تام. اما حرب غزة عام 2012 فلم يكن حتى مظهر خارجي لوجود آلية لمعالجة التعاظم، وهكذا بقي الموضوع كمعضلة استراتيجية وعملياتية على طاولة اصحاب القرار في اسرائيل، على حد راي يدلين.
وبراي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، هناك اربعة اعتبارات مركزية في نقاش موضوع اذا يجب مواجهة القدرات العسكرية للعدو:
1. وجود قدرة استخبارية وعملياتية لوقف التعاظم. وبدون هذه القدرة، لا معنى للاعتبارات الاخرى.
2. تقويم قيم العمل الوقائي، وهنا يقول يدلين:” واضح ان لا معنى للمخاطرة بالتصعيد وبرد العدو اذا لم يكن احباط التعاظم ذا قيمة. ومع ذلك، فان تعاظما ذا مغزى استراتيجي وقدرات غير تقليدية ومنظومات دفاع جوي متطورة وصواريخ بعيدة المدى، هو هدف يستوجب النظر باهتمام شديد في امكانية احباطه.
3. الكلفة والمخاطر من العملية. وهنا يتساءل يدلين اذا تكون المخاطر من العملية احتمالات التصعيد، ويقول:” الكشف عن مصادر الاستخبارات والقدرات العملياتية، تبرر الانجاز من العملية الوقائية. ما هو الميزان بينهما وبين الكلفة والمخاطر من عدم اتخاذ عمل وقائي والامتناع عن ضرب تعاظم العدو؟ واضح أنه من أجل تبرير العمل الوقائي يجب أن يظهر بان هذه المعادلة تشير الى ثمن أعلى للسياسة السلبية.
4. اعتبارات تتجاوز مسألة التعاظم الموضعي وموقف القوى العظمى والتأثير على ساحات اخرى والمساهمة في الردع ومسائل محيطة اخرى ذات صلة.
وفي نقاشه للاعتبارات اعلاه تطرق يدلين الى عملية القصف الاخيرة في سورية، والتي ذكرت فيه مصادر اسرائيل واجنبية انها استهدفت حافلة من الاسلحة كانت في طريقها الى لبنان. وبحسب يدلين فان العملية نفذت في اعقاب معلومات استخبارية فائقة وقدرة تنفيذية مثيرة للانطباع لتنفيذ الهجوم، اذ ان نقل هذه الاسلحة المتطورة كانت كفيلة بان تتحدى التفوق الجوي الاسرائيلي في مواجهة مستقبلية في لبنان او نصب كمين لطلعات الاستخبارات الضرورية لجمع المعلومات عن بناء قوة وتعاظم حزب الله، على راي يدلين. اما من ناحية رد فعل سورية، فيضيف، ليس لنظام الاسد مصلحة في الرد الفوري وبقوة على الهجوم كون النظام يواجه معركة بقاء وفي ذروة حرب أهلية. وجيش الاسد منشغل اساسا في هذا الصراع وقدراته حيال اسرائيل تآكلت. وبراي يدلين، فقد سعى الاسد الى منع تدخل دولي يغير ميزان القوى في الصراع في سوريا، ولهذا فليس له مصلحة في فتح جبهة خارجية حيال قوة هامة جدا مثل اسرائيل. ومن ناحية ثانية الخوف من الضرر المحتمل بعلاقات الاسد مع سيده في موسكو”، على حد تعبيره مضيفا:” نقل السلاح الروسي الى حزب الله ليس شرعيا ويشكل خرقا لوعود السوريين لروسيا، الحليف الحيوي لسوريا، الذي يحميها في مجلس الامن ويمنع التدخل الاجنبي في المذبحة الجارية فيها. ولهذا السبب سارعت سورية الى النشر بان الهجوم نفذ على معهد للبحث العسكري وليس على قافلة سلاح. الاسد لا يرغب في أن يخاطر بتحالفه الهام مع روسيا. ولهذا فسيمتنع عن تصعيد الحدث.
اما من جهة حزب الله وعدم رده فيقول يدلين:” حزب الله لا يملك الشرعية في الرد على هذه العملية – فهو ليس “حامي سوريا”، ولما كان الهجوم تعلى الاراضي السورية فان الشعب اللبناني لن يوافق على عملية قد تورط لبنان في قتال حفاظا على مصالح اجنبية – سورية. كما أن حزب الله يخرق بشكل منتظم ومستمر قرار مجلس الامن 1701 بالنسبة لمنع نقل السلاح الى لبنان. ويفترض بالمنظمة أن تشكل اساسا أداة عسكرية ايرانية ضد اسرائيل في حالة تطور الازمة النووية الى مواجهة عسكرية. وبسبب كل هذا فان شرعية حزب الله في الرد على الهجوم متدنية في داخل لبنان وخارجه.
وشدد يدلين في توجهه الى القيادة الاسرائيلية ومتخذي القرار بان عدم الرد الفوري من قبل سورية وحزب الله وتصعيد المواجهة، لا يعني انهاء الموضوع بل انهما يحتفظان بامكانية الرد لاحقاً وربما دون تحمل مسؤولية اية عملية ستنفذ كرد على قصف قافلة الاسلحة.
معاذ الخطيب: عدم تجاوب النظام مع مبادرة الحوار رسالة سلبية
بيروت – ا ف ب
اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب ان “عدم تجاوب النظام السوري مع مبادرته للحوار المشروط رسالة سلبية جداً”، قائلا انه “سيطلب من الهيئة السياسية للائتلاف رفع توصية بشأنها”، بحسب بيان نشر على صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك”.
وقال الخطيب “لقد اعطى النظام رسالة سلبية جداً الى الداخل والخارج بتفويت هذه الفرصة النادرة، والتي كان مرماها انسانياً محضاً”، مضيفاً “وانني بعدما بذلت ما اطيق لايجاد منفذ لتوفير الدماء والخراب، اكلف الهيئة السياسية الموقتة بدراسة هذه المبادرة التفاوضية، ثم تقديم توصيتها الى الهيئة العامة في ضوء اشارات النظام”.
فتاة سورية تروي لـ«الحياة» مشاهد التعذيب والاغتصاب في سجون نظام الأسد
جدة – عبدالرحمن باوزير
وصلت إحدى الفتيات السوريات ممن نَجَوْنَ من سجون المخابرات السورية (فرع فلسطين) في دمشق، إلى جدة (غرب السعودية) أخيراً، بعد صفقة لتبادل الأسرى بين نظام بشار الأسد والجيش السوري الحر الذي يحاربه.
وقالت ختام محمد (20عاماً) لـ«الحياة»: «بعد اعتقالي لدى المخابرات السورية نحو 50 يوماً، تم الإفراج عني ضمن صفقة مبادلة 2130 معتقلاً، في مقابل 48 إيرانياً قام بتسليمهم الجيش الحر إلى النظام في 9 كانون الثاني (يناير) الماضي».
وأوضحت محمد الطالبة في حقوق جامعة دمشق أنها اعتقلت في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، في ساحة باب السريجة في دمشق، بعد أن نظّمت مظاهرة طلابية ضد النظام السوري، وهي تحمل لافتة كتب عليها «فقط في سورية يُعتقل العقل المفكر»، احتجاجاً على قيام النظام باعتقال طلاب يحملون أفكاراً مناوئة لبشار الأسد.
وقالت: «مثل هذه المظاهرات لا تستمر عادة لأكثر من دقيقتين، نظراً للانتشار الأمني الكثيف في أرجاء العاصمة حينها، وخلال ذلك تم اعتقالي واثنتين من زميلاتي ممن شاركن في هذه المظاهرة من جانب الأمن السوري».
وأكدت أنها شاهدت خلال اعتقالها الكثير من الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد السجناء والمعتقلين، خصوصاً في العنابر النسائية، ورأت الكثير من الانتهاكات الإنسانية، والممارسات غير الأخلاقية ضد المعتقلين، مضيفه أن من يثبت ارتباطهم بالجيش الحر لا يلبثون كثيراً في السجن، إذ ينقلون إلى فرع آخر من السجون.
وذكرت أن سجون المخابرات السورية تتم فيها ممارسات ممنهجة في التعذيب، ابتداء بالضرب، مروراً بالصعق الكهربائي والحرمان من الطعام، وانتهاءً بالاغتصاب. وقالت: «شهدت حالات اغتصاب وتعذيب في العنبر النسائي ضد الكثير من النساء السوريات اللواتي ثبت عليهن التواصل مع الجيش الحر، وكانت في مقابل عنبرنا غرفة مخصصة لتعذيب الشبان، وكنا يومياً لا نستطيع النوم، بسبب صرخات المعتقلين من الشبان والفتيات جراء التعذيب والضرب المتكرر».
وذهبت إلى أن الضرب للسجناء والسجينات يكون في بعض الأحيان عشوائياً، بقصد التعذيب والترهيب، فيما تحظر إدارة السجن على السجينات صلاة الجماعة، وتعاقب كل من يخالف أنظمتها بالتعذيب.
وأوضحت خلود (شقيقة ختام) التي تقطن مع عائلتها في جدة (غرب السعودية) لـ«الحياة»، أنه بعد مرور أكثر من شهر على اختفاء شقيقتها وردتهم اتصالات من مصادر مجهولة تؤكد أنها معتقلة في أحد سجون النظام، وأن ثمن مكالمتها والاطمئنان عليها تبلغ قيمته 3 آلاف دولار.
وزّعت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة النازحين السوريين، التي وجّه بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبإشراف من وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الأمير محمد بن نايف، أمس (الأحد) 50 جهاز تدفئة يعمل بالمازوت، و 1100 بطانية، على 270 أسرة من الأسر السورية الموجودة في المنطقة.
وواصلت الحملة – بحسب وكالة الأنباء السعودية – محطتها الثانية في توزيع المساعدات، كما بدأت المرحلة الثالثة في توزيع أجهزة تدفئة تعمل بالمازوت، في إطار مساعدة ودعم النازحين السوريين في منطقة دير عمار في مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية.
وأوضح مدير مكتب الحملة في بيروت وليد الجلال أن الحملة بدأت المرحلة الثالثة بالتزامن مع المرحلة الثانية المتمثلة في توزيع الأغطية والبطانيات، مؤكداً أنه سيتم توزيع 5 آلاف جهاز تدفئة على النازحين السوريين في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، ضمن المرحلة الثالثة من عمل الحملة.
أوباما: الأسد سيرحل عاجلاً أم آجلاً
الخطيب يقترح الشمال مكاناً للتفاوض
(“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
اقترح رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب، أمس، اجراء محادثات مع ممثلين للرئيس السوري بشار الأسد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد، بينما نسب الى الرئيس الاميركي باراك أوباما تكراراً أن الأسد سيرحل عاجلاً أم آجلاً. وفي غضون ذلك استهدفت المعارضة المسلحة دمشق بقذائف هاون وعبوة ناسفة وهجوم انتحاري، واستمر القتال لليوم الخامس للسيطرة على الطريق السريع الدائري الذي يربط دمشق بشمال البلاد ويؤمن الامدادات للقوات النظامية في العاصمة.
وأورد الخطيب بياناً في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أبدى فيه استعداده لاجراء محادثات مع ممثلي الأسد في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال. وقال إن اجراء المحادثات سيكون “من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب”.
وأضاف: “لقد أعطى النظام رسالة سلبية جداً الى الداخل والخارج بتفويت هذه الفرصة النادرة، والتي كان مرماها انسانياً محضاً… وانني بعدما بذلت ما أطيق لايجاد منفذ لتوفير الدماء والخراب، أكلف الهيئة السياسية الموقتة دراسة هذه المبادرة التفاوضية، ثم تقديم توصيتها الى الهيئة العامة في ضوء اشارات النظام”.
وأوضح أن “من أخطر” الاشارات التي ارسلها النظام “رفض اطلاق سراح النساء السجينات، والذي هو شرط غير قابل للتفاوض من وجهة نظري”.
وأشار الى ان النظام “مع إطلاق سراح المعتقلين والنساء بشكل غير انساني بالمرة، ورغم ان المبادرة تعمدت عدم التطرق الى أي أمر عسكري أو سياسي لتوجد أرضية تفاوضية مشتركة… إلا أن النظام وجه صفعة قاسية الى الكرامة البشرية عندما تجاوز كل الاعتبارات الاخلاقية والوطنية”.
وأمس، التقى الخطيب في القاهرة الممثل الخاص المشتركة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الذي التقى بدوره الأمين العام للجامعة نبيل العربي.
ومن المقرر أن يعقد في مقر الجامعة العربية اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين اليوم لمناقشة التقرير الذي أعدته بعثة الجامعة التي زارت أخيراً دول الجوار السوري (العراق والأردن ولبنان) للوقوف على الحاجات الانسانية للاجئين السوريين في هذه البلدان.
واشنطن
وفي أنقرة، نسبت صحيفة “ميلييت” التركية الى الرئيس الاميركي “ان نهاية نظام بشار الاسد ستأتي عاجلاً أم آجلاً وسوف تتاح الفرصة للشعب السوري لتقرير مصيره بنفسه، وسنواصل السعي جنباً الى جنب مع تركيا والمجتمع الدولي من اجل المستقبل”.
ونقلت صحيفة “الواشنطن بوست” عن مسؤولين اميركيين وشرق أوسطيين، ان ايران و”حزب الله” يبنيان شبكة من الميليشيات في سوريا لحماية مصالحها في حال سقوط الأسد او إرغامه على التراجع عن دمشق. وقالوا ان هذه الميليشيات تقاتل الى جانب القوات السورية الحكومية في محاولة لابقاء الاسد في السلطة، لكنهم يعتقدون ان الهدف الذي ترمي اليه ايران على المدى الطويل هو ان تكون ادوات تعتمد عليها في حال تفتت سوريا الى كيانات اتنية وطائفية. ونسبت الصحيفة الى مسؤول بارز في ادارة اوباما ان طهران تدعم ما يصل الى 50 ألف رجل ميليشيا و”انها عملية كبيرة”. واضاف ان “النية الفورية تبدو دعم النظام السوري، ولكن من المهم لايران ان تكون لديها قوة في سوريا يمكن الاعتماد عليها”.
واوضح مسؤول عربي بارز ان استراتيجية ايران تعتمد مسارين: الاول دعم الاسد على الصمود، والثاني اعداد المسرح لخسارة كبيرة في حال انهياره”.
توتر في الجولان
وأوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية في موقعها الالكتروني ان حالاً من التوتر والترقب الشديد تسود الأوضاع على الحدود مع سوريا في الجولان المحتل عقب الغارة الاسرائيلية في دمشق.
وقالت ان “اسرائيل استبدلت قوات الاحتياط التي ترابط عادة على هذه الجبهة بقوات نظامية ذات تدريب عال”. في المقابل على الجانب السوري يسكن ناشطو الارهاب العالمي القرى السورية الواقعة في الجانب الآخر من الحدود ورعاة ماشيه اوفدوا لجمع معلومات استخبارية وضبطتهم وحدة الكلاب التابعة للجيش الاسرائيلي”.
وجاء في تقرير الصحيفة ان “المصادر الاسرائيلية التي ترصد الاجواء السائدة، بعد العملية الاسرائيلية في العمق السوري، تشير الى ان حصول عملية تفجير انتقامية كبيرة هو مسألة وقت فقط”.
“إنها نهاية الأسد”… والتطرف وتمدّد الأزمة يهدّدان تقدّم “الربيع العربي”
في الذكرى الثانية لـ”دومينو الثورات” أوروبا تتساءل مَن التالي؟
بروكسيل – ريتا صفير
على رغم انشغال الاوروبيين بهمومهم الاقتصادية انشغالاً جسدته مقررات رؤساء الدول والحكومات في بروكسيل التي كللها الاتفاق على الموازنة، حضرت هموم “الربيع العربي” في المناقشات الرئاسية وتوصياتها، في ذكرى عامين على اندلاع “دومينو” الثورات في جوارهم.
وعلى خلفية التطورات في مالي ومصر وسوريا وليبيا وتونس شكلت “بوصلة” المناقشات التي سادت اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 31 كانون الثاني الماضي.
شرع القادة في عملية تقويم متشعبة، ركيزتها التقدم المحقق في المحيط الثائر وإن اختلفت درجة التحول بين بقعة جغرافية واخرى، الى العوائق التي ما زالت تحوط العمليات الانتقالية وطريقة انعكاسها على تطور الديموقراطيات الناشئة.
في ميزان الديبلوماسية الاوروبية، كلام على “تقدم ملحوظ” شهدته الدول المتحولة، مؤشراته الاصلاحات الديموقراطية المنفذة عبر اجراء الانتخابات وتعزيز المجتمع المدني وحرية التعبير. لكن ما تحقق لا يطغى على تحديات اساسية ما زالت تعوق المضي قدما في اتجاه جوار مزدهر ومستقر. وبالخط العريض، يبدو العامل الامني وتحديدا الازمة المتواصلة في سوريا وأخطار توسعها في اتجاه المحيط عبر ازمة اللاجئين في العراق والاردن ولبنان وتركيا كأحد العوائق الاساسية. لا بل تكاد هذه الازمة تتقدم على التهديدات الداخلية التي تعيشها ليبيا على رغم تواصل بناء الدولة واللااستقرار في الجوار الافريقي والمتجسد بنوع خاص في ازمة مالي الى الاعتداء الاخير الذي طاول منشآت الغاز في الجزائر.
عن بعد، تبدو اوروبا واحدة في التطلع الى افق الثورات العربية، وإن تباينت مقاربات دولها حيال الوسيلة التي من شأنها تحقيق الغاية. دروس اضافية استقتها القارة التي اختبرت تاريخيا الحروب من تجارب مالي وليبيا. ويبدو انتشار السلاح والمتشددين احد اهم الهواجس التي تتحكم راهنا في مقاربتها حيال الازمة السورية. هنا تحضر ايضا الارقام و… خبرة الديبلوماسية الاوروبية في البلقان حيث قتل 200 الف وهجر 2٫5 مليونان، وهي تستتبع بسؤال “هل يجب ان ننتظر بلوغ الاعداد هذا المستوى في سوريا كي نقوم بعمل ما”؟
بعيد لقاءات ميونيخ والطروحات الاميركية والروسية والعربية وحتى الايرانية التي واكبتها، وقبيل لقاءات هولاند المرتقبة في روسيا، يتمسك الاوروبيون بمسلمة “انها النهاية بالنسبة الى بشار الاسد، (it’s over for Bashar) وحان الوقت للقيام بشيء ما في سوريا. في هذا السياق، يتجدد دعم الاتحاد لمهمة الموفد الاممي العربي المشترك الاخضر الابرهيمي ولجنة التحقيق المستقلة في جرائم الحروب واولوية مساندة اللاجئين السوريين، في ما تبدو مبادرة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب جديرة بأن تؤخذ في الاعتبار”.
طبعا ليست الاوضاع السورية سوى “جزء من كل” في اعادة التقويم التي تندرج ضمن اطر عدة منها سياسي، ولا سيما ان مراجعة المقاربات عربيا تعقب الاجتماع الذي شمل اكثر من 50 وزير خارجية عربي واوروبي في القاهرة في تشرين الاول الماضي والذي تخلله تبني قرارات مهمة حيال الصراع العربي – الاسرائيلي ودول “الربيع العربي”.
وقد شرع الاتحاد في بلورة مشاريع مشتركة لتنفيذ هذه الاهداف، وآخرها الاجتماع الذي عقد في برشلونة قبل يومين بين الاتحاد الأوروبي والامانة العامة لـ”الاتحاد من أجل المتوسط”. وفي كل من هذه المحطات يجدد الاتحاد اقتناعه بأهمية الانخراط مع الاسلام السياسي الذي يتميز عن الاسلام الراديكالي، وبأولوية حل القضية الفلسطينية. امثلة عدة تتردد، ابرزها زيارة الرئيس المصري محمد مرسي الخارجية الاولى لبروكسيل، والسقوط المتتالي “لمحرمات” في التعامل مع حركات مثل “الاخوان المسلمين” و”حماس”. لا شك ان التحولات تستغرق وقتا وشهدت وستشهد نكسات” يقول ديبلوماسي اوروبي، “الا ان الهدف في التوصل الى “جار” جنوبي مزدهر وديموقراطي يتطلب التزاما ثابتا من الاتحاد وجيرانه على السواء، للتأكد من ان وعود الاصلاح المقطوعة ستنفذ”.
وفي عرض سريع للتحديات المرتقبة في الفترة المقبلة، يتابع الاوروبيون من كثب مدى قدرة الجزائر على تطوير الشفافية ومنح الاحزاب السياسية قدرة على الولوج الى اللائحة الانتخابية الوطنية. ويبقى الوضع الداخلي في البحرين تحت المجهر، وأحد مصادر قلق الاتحاد لا سيما ان الدعوات الاوروبية للشروع في حوار لم تلق صداها بعد.
وثمة تنويه محدود بالاصلاحات الجزئية التي يقودها الملك عبد الله الثاني في الاردن، في حين خصص الاتحاد 68 مليون اورو اضافية من أجل دعم قطاعات عدة في ليبيا ضمنها الامن والمجتمع المدني بالتزامن مع الاستعداد لنشر بعثة تتولى ادارة الحدود. وكانت ليبيا اعلنت في كانون الثاني الماضي استعدادها للانضمام الى “الاتحاد من اجل المتوسط” كمراقب. ويبقى المغرب الدولة الاكثر تلقيا للدعم المالي جنوب المتوسط في حين يتقدم اتفاق الشركة الاوروبي – المغربي في مجال التنقل بطريقة مرضية، وهو قيد المناقشة مع تونس.
وفي المقاربات الاوروبية للجوار المتوسطي، ثوابت. جوهرها ان الاميركيين يتعاطون وملفات المنطقة من منطلق استراتيجي في حين تعتمد بروكسيل نظرة “ثلاثية”، قوامها روابط التاريخ والجغرافيا والجوار. وتستحضر التساؤلات عن “دومينو” الثورات، سيناريوين عن “من التالي؟”. واحد يلمح الى الاردن والجزائر وثان يسمي موريتانيا والسودان والجزائر… ايضا.
الإبراهيمـي للخطيـب: تمسّـك بمبادرتـك
حث المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب، في القاهرة أمس، على التمسك بمبادرته لمحاورة النظام السوري لوقف العنف في البلاد.
إلى ذلك، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأول، تعديلا وزارياً ذا طبيعة اجتماعية واقتصادية. وقرر استبدال خمسة وزراء وتعيين أربعة جدد، إضافة إلى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية.
وبموجب التعديلات الجديدة، عين إسماعيل إسماعيل وزيراً للمالية، وسليمان العباس وزيراً للنفط والثروة المعدنية، وأحمد القادري وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيراً للأشغال العامة. كما عين الأسد وزير الدولة حسين فرزات وزيراً للإسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيراً للعمل.
وكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقابلة مع صحيفة «ميللييت» التركية نشرت أمس، إن ما تشهده سوريا «مأساة كاملة»، مضيفاً أنه «معطى مرعب أن يواجه الأسد والنظام في سوريا بالقتل الشعب السوري
لمجرد انه يطالب بحقوقه، لذلك فقد الأسد ونظامه كل مشروعيته وعلى الأسد أن يذهب». (تفاصيل صفحة 13)
والتقى الإبراهيمي في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والخطيب.
وأطلع الإبراهيمي الأمين العام للجامعة العربية على نتائج جولاته الأخيرة في عدد من الدول العربية والأجنبية للدفع نحو حل الأزمة السورية. ومن المقرر أن يعقد اليوم في مقر الجامعة العربية اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة التقرير الذي أعدته بعثة الجامعة التي قامت مؤخراً بزيارةء إلى لبنان والعراق والأردن للوقوف على الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في هذه البلدان.
وذكر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، في بيان، «جرى خلال اللقاء بحث المبادرة الأخيرة التي أطلقها الخطيب وخطط الائتلاف الوطني في هذا المجال. وكرر الإبراهيمي دعمه لهذه المبادرة، وتشجيعه للائتلاف بالاستمرار في هذا الاتجاه خلال اجتماعاته المقبلة».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر ديبلوماسي مقرب من الإبراهيمي قوله إن «لقاء الإبراهيمي والخطيب، الذي تم بعيداً عن وسائل الإعلام في أحد فنادق القاهرة، شارك فيه عضو الائتلاف رياض سيف، وتمحور بشكل أساسي حول مبادرة الخطيب». وأضاف إن «الإبراهيمي دعا الخطيب للتمسك بمبادرته، حيث أكد له أن هناك استجابة دولية لها، وأن الولايات المتحدة وروسيا برغم تباين وجهات نظرهما تجاه سوريا إلا أنهما متفقتان على أهمية مبادرة الخطيب ودفعها للأمام». وتابع المصدر «أكد الإبراهيمي للخطيب أن مبادرته تبقى هي الخطوة الأساسية التي يمكن أن يبنى عليها حل سياسي للأزمة السورية ما لم تفشلها دول أخرى».
واعتبر الخطيب، في بيان على صفحته على «فايسبوك» أن عدم تجاوب النظام السوري مع مبادرته للحوار المشروط «رسالة سلبية جداً»، وأعلن أنه سيطلب من الهيئة السياسية للائتلاف «رفع توصية بشأنها».
وأعلن أنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلي السلطات السورية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا. وقال إن «إجراء المحادثات سيكون من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب».
ويلتقي الإبراهيمي اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فيما يلتقي العربي مع الخطيب ثم يلتقي رئيس وزراء سوريا المنشق رياض حجاب.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الأردن: الشـرطـة تـقـمـع اللاجـئـيـن
استخدمت قوات الدرك الأردنية، أمس، الغاز المسيل للدموع في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال البلاد لتفريق لاجئين أثاروا الشغب أثناء توزيع مساعدات إنسانية، ما أدى إلى إصابة دركي أردني.
وقال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود ان «المخيم شهد أعمال شغب أثناء توزيع مساعدات إنسانية من قبل منظمة اغاثة نرويجية». وأضاف إن «أكثر من 200 لاجئ حاولوا الاعتداء على مستودع المنظمة، ما حدا بقوات الدرك إلى التدخل واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم». وأشار إلى أن الحادث، الذي استمر نصف ساعة، أدى إلى «إصابة دركي أردني».
وشهد مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال الأردن قرب الحدود السورية، ويستقبل حوالى 90 ألف لاجئ سوري، أعمال شغب خلال الأشهر الماضية، سواء احتجاجا على «سوء الأوضاع داخل المخيم» أو خلال توزيع مساعدات إنسانية.
(ا ف ب)
في دولة جبهة النصرة.. السلاح لفرض الايديولوجيا والخبز لشراء الولاء.. عين على حلب واخرى على سورية
لندن ـ “القدس العربي” ـ اعداد ابراهيم درويش:التعديلات الوزارية التي اجراها الرئيس السوري بشار الاسد، على حكومة وائل الحلقي هي الاولى منذ تولي الاخير حقيبة رئيس الوزراء اثر انشقاق رياض حجاب الى الاردن العام الماضي، وركزت على الوزارات الخدمية حيث يأمل الرئيس السوري على ان تكون الوجوه الجديدة قادرة على التصدي للاوضاع المعيشية والاقتصادية في ظل حرب ستدخل عامها الثاني الشهر المقبل.
يحدث هذا وسط حملة ثالثة على دمشق من قوات المعارضة التي تأمل بالتخلص من نظام الاسد وتسيطر على العاصمة رمز وحدة حكومته، كما وجاء التعديل وسط نقاشات داخل المعارضة السورية حول عرض زعيم الائتلاف الوطني السوري، الشيخ معاذ الخطيب عن عرض للتحاور مع السلطة، حيث اعطاها مهلة حتى يوم امس للرد على عرضه وهو اطلاق سراح المعتقلين وتجديد جوازات المقيمين في الخارج المنتهية حتى يتسنى لهم العودة لسورية.
الحكومة السورية ردت على لسان عمران الزعبي، وزير الاعلام ان الطاولة جاهزة للحوار ولكن بدون شروط مسبقة. فيما كشف النقاش الدائر حول التعيينات الجديدة في ادارة باراك اوباما عن الخلاف داخل ادارته الاولى حول تسليح المعارضة، حيث نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين قولهم ان قرار اوباما بعدم دعم المعارضة للسلاح لن تتم مراجعته والموضوع وضع على الرف. وجزء من الرفض متعلق باسرائيل خشية ان تستخدم الصواريخ المضادة للطائرات (مانبادس) ضد الطائرات الاسرائيلية. ذلك ان اسرائيل التي قامت بغارة يوم 30 /1/2013 على سورية كانت تهدف لمنع وصول اسلحة لحزب الله، وتقول نفس الصحيفة ان اسرائيل مستعدة لتكرار نفس العملية في المستقبل حيث يرى محللون لبنانيون ان اسرائيل تقوم بعملية ردع لحزب الله.
محاربو الفنادق
وتظل مبادرة الخطيب محلا للنقاش والخلاف داخل المعارضة اذ انها جاءت بمثابة القنبلة، على الرغم من انه غير موقفه عندما قال انه كان يعبر عن موقف شخصي. ولم يخفف هذا من الجدل داخل المعارضة، ذلك ان تصريحه خرق ميثاق الائتلاف الذي يؤكد على انه لا حوار مع النظام الا على حول رحيله. ومع ذلك يرى جوشوا لانديز ـ الباحث في شؤون سورية بجامعة اوكلاهوما ان المبادرة تمثل تقويضا لمخاوف الكثيرين من ان هذه المعركة وجودية ولن تنتهي الا بانتصار طرف على اخر. مضيفا انها تمثل للسوريين او الكثير منهم ممن وقعوا وسط الطرفين المتقاتلين نوعا من الامل.
ويرى ايان بلاك في عدد السبت من “الغارديان” ان الائتلاف مثل سابقه
المجلس الوطني السوري، لا يزال منقسما ونقل عن ناشط قوله ان المبادرة اعادت المعارضة الى المربع الاول، “بعد كل الجهود التي عملناها لاقناع المجتمع الدولي انها جبهة واحدة”، مشيرا الى ان مبادرة الخطيب تم التعامل معها بطريقة غير مهنية مما ادى الى ضياع الفرصة.
ونقل الكاتب تصريحات كمال اللبواني، المعارض المستقل الذي حذر من “الطابور الخامس” داخل المعارضة، فيما غير جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني من لهجته القاسية داعيا الى الوحدة ودعم المقاتلين في هجومهم الجديد على دمشق. وقال بلاك ان الخطيب عادة ما يوصف بالمتحدث الجذاب والمستمع غير الجيد لا الذي يمقت الناشطين المقيمين في الخارج، حيث يرى انه مفصولين عن الواقع ـ محاربو الفنادق. ويقيم الخطيب في القاهرة مع فريقه ويحظى بدعم رجال اعمال من دمشق عبروا عن خشيتهم من تصاعد دور الجماعات الجهادية في سورية.
لا سلاح امريكيا
ولعل موضوع التسليح من دول الغرب بات خارج النقاش، خاصة في ضوء ما كشف عنه الاسبوع الماضي من معارضة الرئيس باراك اوباما لاربعة من كبار المسؤولين في ادارته اقترحوا تسليح المعارضة وهم: وزيرة الخارجية ومدير الاستخبارات ووزير الدفاع وقائد هيئة الاركان المشتركة.
ولن يعيد الرئيس اوباما النظر في موقفه الرافض لتسليح المعارضة وذلك نقلا عن مسؤول امريكي قال لصحيفة “واشنطن بوست” ان الموضوع وضع على الرف في شهر تشرين الاول (اكتوبر) بعد ان توصل “الفريق الاحمر” الموكلة اليه مهمة النظر في موضوع التسليح، الى نتيجة مفادها ان الاسلحة المتوسطة التي كانت سي اي ايه مستعدة لتزويدها للمعارضة لن تؤدي الى تغيير كفة المعركة لصالحها. واشار التقييم الى ان المعارضة لديها اسلحة ثقيلة ومتقدمة حصلت عليها من مصادر خارجية او من مخازن الجيش السوري التي احتلتها وسيطرت عليها. ويضيف التقرير ان فكرة تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات لم تطرح ابدا على طاولة النقاش.
وتضيف الصحيفة انه من غير الواضح ان كان المسؤولون الذين دعموا خطة ديفيد بترايوس ـ مدير السي اي ايه السابق – دعموا قرار اوباما ام لا، حيث يقول محللون من خارج الادارة انه لو تم اختيار مجموعات مسلحة من داخل المعارضة للتعامل معها لادى ذلك لتعزيز وتقوية الجماعات الموالية للغرب داخل المعارضة.
وتقول الصحيفة ان مسؤولين في حكومات متحالفة مع امريكا كانوا على قناعة في الصيف الماضي ان ادارة اوباما كانت تتجه نحو دعم المعارضة بالسلاح، التي تحظى بدعم كبار القادة، ولكن عندما لم يحدث اي تغير في السياسة اعتقدوا ان اوباما يريد تأجيل المصادقة على الخطة الى ما بعد الانتخابات. ويقول مسؤول امريكي مطلع انه منذ قرار اوباما بعدم الموافقة فلم تتم العودة للموضوع ولن تتم العودة اليه مرة اخرى.
وعلى الرغم مما بدا كخلاف حول سورية الا ان المحللين يرون انه لم يكن عميقا بقدر ما كان يدور حول المخاطر ووقوع الاسلحة بيد الجماعات الجهادية. وفي مسألة الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات “مانبادس” يقول مسؤول ان الادارة لم تفكر بها لانه “لا قدر الله قد تستخدم ضد الطائرات الاسرائيلية”.
غارات قادمة
ويرى مسؤولون غربيون ان الهجوم الاسرائيلي على سورية قبل اسبوعين قد يكون بداية لسلسلة من الغارات لمنع وصول الاسلحة المتقدمة الى حزب الله. فمع تدهور الوضع الامني في سورية، تخشى اسرائيل من وصول الاسلحة غير التقليدية لايدي الجماعات الاسلامية المتشددة او حزب الله.
وكان ايهود باراك، وزير الدفاع الاسرائيلي قد اعترف وان بشكل مبطن في مؤتمر ميونيخ للامن عن مسؤولية اسرائيل على الغارة (30 كانون الثاني (يناير) الماضي) التي استهدفت قافلة عسكرية في شمال سورية، حيث قال ان الغارة هي دليل على قرن اسرائيل القول بالفعل. ومع ان الكثير من المحللين يرون ان الغارة هي بداية لرد قاس من اسرائيل على اي محاولة لنقل اسلحة الى حزب الله الا ان عاموس يالدين، مدير مركز دراسات الامن القومي في تل ابيب توقع في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” ضربات اسرائيلية جديدة الا انه قال انها ستكون مبنية على مقياس الخطر وما يمكن تحقيقه من منافع منها.
واضاف ان اسرائيل حددت اربعة انواع من الاسلحة التي يجب ان لا تصل للجماعات المتشددة: انظمة دفاع متقدمة وصواريخ باليستية، وصواريخ ارض- بحر متقدمة، واسلحة كيماوية. وبناء على هذه السياسة ففي كل مرة تصل فيها معلومات امنية لاسرائيل عن اسلحة في طريقها لحزب الله فانها ستقوم بالتحرك، مضيفا ان كل غارة ستقوم على دراسة لاهمية الهدف والظرف الدولي. وقال ان المنطق وراء هذه العمليات يأتي من تزايد ضعف الجيش السوري وعزلة حزب الله. ويقول يالدين ان مشكلة اسرائيل ليست التحرك ولكن فيما اذا كان عدم التحرك سيؤدي الى تهديد اكبر في المستقبل.
دولة جبهة النصرة في حلب
فالحياة في المدينة يائسة، وممزقة، وتحولت الى وضع يشبه حالة كلب يأكل كلبا، اي معركة من اجل النجاة حيث يقتل القوي الضعيف. فحلب، الضاربة في التاريخ صار تاريخها العامر، متناثرا كالنفايات في الشوارع وعلى الارصفة، فيما يلعب الاطفال المشردون الى جانب البنايات المدمرة وفي ظل الغارات المستمرة، لا ماء ولا كهرباء، ومع حلول المساء ينتشر المسلحون في الشوارع،بعضهم مقاتلون يبحثون عن الموالين للحكومة واخرون مجرمون يبحثون عن صيد لاختطافه للحصول على فدية، والحياة في دمشق بالمختصر حالة من الفوضى حيث النهب اصبح اسلوب حياة. وفي هذا المكان وخلف الجبهة التي تفصل بين قوات الحكومة والمقاتلين، تكمن المعركة من اجل سورية، ليس بين الموالين للاسد، ولكن بين الايديولوجيات المتنافسة على رسم صورة سورية القادمة. وفي قلب هذه المعركة تظهر جبهة النصرة لاهل الشام الجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة كجماعة ارهابية، وعنصر فاعل في تأكيد ايديولوجيتها الاسلامية.
قدرات مالية وعسكرية
وسر قوة الجماعة التي برزت في الانتفاضة السورية كجماعة هامشية لم يعرف احد من اين جاءت هو كما يقول تقرير في صحيفة “ديلي تلغراف” (9/2/2013) هي قدراتها المالية والعسكرية، حيث يعتقد ان وراءها شبكة تمويل عالمية تزودها بالسلاح والمقاتلين، اما المعتدلون ودعاة الديمقراطية فقد نفدت الاموال ولم تعد الدول الاجنبية تقدم الدعم لها. وتقول الصحيفة ان اهم عامل من عوامل نجاح جبهة النصرة في حلب، هي انها قرنت الشجاعة في المعارك مع النظام، بمشروع انساني واسع جلب عليها الولاء والدعم من اهالي حلب المحرومين والمحاصرين. وتقوم الجماعة بتوفير الخدمات في مدينة ينقصها كل شيءـ الطعام والمحاكم والمصانع. ومن اهم الامثلة على الانضباط هي قضية الخبز الذي يعتبر من اساسيات الحياة في سورية، فعندما قام المقاتلون بالسيطرة على مخازن الحبوب التي كانت تديرها الحكومة، نقص الطحين في المدينة، واصبح السكان ينتظرون ساعات طويلة امام المخابز، حيث اتهموا المقاتلين بسرقة الطحين وبيعه في السوق السوداء.
وهو وضع ادى الى اندلاع مظاهرات مؤيدة للحكومة. ولكن الوضع تغير عندما نجحت جبهة النصرة باخراج المقاتلين التابعين للجيش الحر من هذه المخازن واقامت نظاما صارما لتوزيع الخبز فحسب احد مسؤولي الحركة الميدانيين فقد قاموا باحصاء السكان المتبقين في الاحياء الواقعة تحت سيطرتهم، كي يقيموا احتياجاتهم، ويقومون بتوزيع الخبز كل يومين على المحلات لبيعها باسعار مخفضة واحيانا مجانا على العائلات المعدمة. وكي يتم التأكد من عدم سرقة المواد او بيع الخبز في السوق السوداء فمن يعمل في المخابز الواقعة تحت سيطرة الجبهة هم من عناصرها بالكامل. ويشبه التقرير طوابير الخبز والخدمات الاجتماعية التي تقدمها الجبهة بتلك التي تشاهد في غزة ولبنان والخدمات الاجتماعية التي تقدمها حماس وحزب الله. ونقل التقرير عن حاج رسول، “الامير”في الجماعة ومسؤول البرنامج المدني قوله ان الجبهة لديها ما يكفي من الطحين لاطعام كل “الاحياء المحررة” ولمدة ثمانية اشهر. وقال رسول ان الجماعة تقدم الدعم للمزارعين استعدادا للموسم الجديد.
واضاف رسول ان الجبهة تقوم بتشجيع اصحاب المحلات والمصانع على فتح مصانعهم من جديد بل يخططون لبرنامج تنظيف شوارع حلب. ورسم رسول صورة للجبهة غير تلك التي تظهر عادة في الاعلام عن جماعة متشددة تستسهل القتل، حيث قال ان هناك “صورة غير صحيحة في الغرب بانها عصابة، جبهة النصرة جماعة انسانية ولا تكره احدا ولا تكره المسيحيين”.
إيران وحزب الله يبنيان شبكات ميليشياوية في سوريا تحسباً لسقوط الأسد
واشنطن- (يو بي اي): ذكر مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون ان إيران وحزب الله يبنيان شبكات ميليشياوية داخل سوريا للحفاظ على مصالحهما في البلاد في حال سقطت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أو لأجبرت على الانسحاب من دمشق.
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن المسؤولين قولهم ان الميليشيات تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية لبقاء الأسد في الحكم، لكن هدف إيران وحزب الله على المدى الطويل هو تواجد عناصر موضع ثقة داخل سوريا في حال تفككت البلاد إلى أجزاء طائفية وإثنية.
كما نقلت عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله ان طهران تدعم حوالي 50 ألف ميليشياوي في سوريا.
وقال المسؤول إن “هذه عملية كبيرة والنية المباشرة هي دعم النظام السوري إلا ان الأهم بالنسبة إلى إيران هو الحصول على قوة داخل سوريا تكون موضع ثقة ويمكن الاعتماد عليها”.
فيما قال مسؤول عربي رفيع ان استراتيجية إيران تقوم على مسارين “الأول دعم الأسد والثاني تحضير مسرح في حال انهار”.
ويشار إلى أن كل المسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يناقشون مسائل استخباراتية.
وذكرت الصحيفة ان تفكك سوريا على أساس ديني وقبلي يثير قلق الحكومات المجاورة والإدارة الأمريكية، بما ان القتال يقارب على دخول سنته الثالثة ولا مؤشر على حل سياسي أو نصر عسكري لقوات الأسد أو المعارضة.
وأشارت إلى ان كل لاعب داخل سوريا لديه طرف خارجي يدعمه.
ولفتت إلى انه في سوريا المقسمة سيكون حلفاء إيران الطبيعيين هم الشيعة والعلويون المتمركزين قرب الحدود السورية ـ اللبناينة ومدينة اللاذقية.
ونقلت عن عدد من الخبراء قولهم انه في أكثر السيناريوهات احتمالاً فإن ما يتبقى من حكومة الأسد، سواء بقي الرئيس السوري في الحكم أو لا، سيعمدون إلى إنشاء ملاذ ساحلي لهم مرتبط بطهران يعتمد على الإيرانيين للبقاء، فيما يساعد إيران على البقاء على اتصال مع حزب الله فتحافظ بالتالي على قوتها ضد إسرائيل.
وأوضح الخبراء ان إيران أقل اهتماماً ببقاء الأسد في الحكم منه بالحفاظ على نقاط قوة ومن بينها مراكز نقل في سوريا.
وأضافوا انه طالما تسيطر طهران على مطار أو مرفأ بحري فهي تستطيع الحفاظ على طريق لتزويد حزب الله بالإمدادات والاستمرار بالتلاعب بالسياسة اللبنانية.
وشددوا على ان أسوأ السيناريوهات هي أن “يتمركز النظام (السوري) بكامله في شمال غرب البلاد وتبقى له وحدة مسلحة قوية داخل سوريا لديها الكثير من التركيبة الحالية”.
الخطيب: عدم تجاوب النظام السوري مع مبادرة الحوار رسالة سلبية جدا
بيروت- (ا ف ب): اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الأحد أن عدم تجاوب النظام السوري مع مبادرته للحوار المشروط “رسالة سلبية جدا”، قائلا انه سيطلب من الهيئة السياسية للائتلاف “رفع توصية بشأنها”، بحسب بيان نشر على صفحته الخاصة على موقع (فيسبوك).
وقال الخطيب “لقد اعطى النظام رسالة سلبية جدا الى الداخل والخارج بتفويت هذه الفرصة النادرة، والتي كان مرماها انسانيا محضا” مضيفا “وانني بعدما بذلت ما اطيق لايجاد منفذ لتوفير الدماء والخراب، اكلف الهيئة السياسية المؤقتة بدراسة هذه المبادرة التفاوضية، ثم تقديم توصيتها الى الهيئة العامة في ضوء اشارات النظام”.
وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني/ يناير استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام” خارج سوريا، ومشددا على ان هذا الحوار سيكون على “رحيل النظام”، وشرطاه اطلاق 160 الف معتقل وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج.
وتوجه الاثنين الى النظام السوري لابداء موقف واضح من مبادرته، داعيا الى انتداب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للتحاور معه. والاربعاء، امهل الخطيب النظام حتى مساء اليوم ليقوم باطلاق سراح كل السجينات، والا يعتبر مبادرته لاغية.
واعتبر الخطيب ان “من اخطر” الاشارات التي ارسلها النظام “رفض اطلاق سراح النساء السجينات، والذي هو شرط غير قابل للتفاوض من وجهة نظري”، بحسب ما جاء في البيان.
واشار إلى أن النظام يتعامل “مع اطلاق سراح المعتقلين والنساء بشكل غير انساني بالمرة، ورغم ان المبادرة تعمدت عدم التطرق الى اي امر عسكري او سياسي لتوجد ارضية تفاوضية مشتركة (…) الا ان النظام وجه صفعة قاسية الى الكرامة البشرية عندما تجاوز كل الاعتبارات الاخلاقية والوطنية”.
وجدد رئيس الائتلاف التعبير عن عدم ثقته “بنظام يقتل ويسجن شعبه، ويعتدي على الاطفال، ويقصف المخابز والجامعات والمساجد”، مشيرا في الوقت انه “من الواجب الوطني والاخلاقي ان تتفاوض من اجل رحيل النظام توفيرا للمزيد من الدماء والخراب”.
مسؤولون دينيون مسيحيون يدعون من دمشق إلى حل الأزمة السورية سياسيا
بيروت- عمان- (رويترز): دعا مسؤولون روحيون مسيحيون من كنائس الشرق وفي طليعتهم بطريرك الموارنة بشارة الراعي خلال حفل تنصيب بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس في دمشق الأحد إلى حل سياسي للازمة المستمرة في سوريا منذ 22 شهرا.
وفي اليوم الثاني لزيارته المثيرة للجدل إلى العاصمة السورية دمشق استدعى رأس الكنيسة المارونية اللبنانية ذكريات الحرب الأهلية الطويلة في بلاده للتنديد بما وصفه بعبثية الصراع.
وفي القداس الذي اذاعه التلفزيون السوري على الهواء مباشرة بدا الراعي وكأنه يرفض الثورة ضد حكم الرئيس بشار الأسد المستمر منذ 13 عاما بوصفها لا تستحق إراقة الدماء.
وقال الراعي الذي شارك في حفل تنصيب البطريرك الجديد للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق “كل ما يقال ويطلب من أجل ما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديمقراطيات هذه كلها لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق”.
وخاطب البطريرك اليازجي قائلا “تأتي في زمن صعب في سوريا العزيزة المتألمة …جئنا لنقول معك كل تضامننا لشعبنا هنا المجروح المتألم … نحن نحمل معا إنجيل السلام إنجيل الاخوة إنجيل كرامة الانسان وقيمته فكل إنسان بل كل دم بريء يسقط على الارض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح”.
ومضى يقول ان اللبنانيين عاشوا مثل هذا الجرح العميق نتيجة حروب عبثية.
وتوترت العلاقات بين الزعماء الموارنة اللبنانيين وسوريا وقادوا دعوات تنادي بإنهاء وجودها العسكري في لبنان عام 2005. ولكن منذ اندلاع الصراع في سوريا خشي المسيحيون من دعم المعارضين ضد البعثيين الذين ينتمي إليهم الأسد والذين كفلوا حرية العقيدة للأقليات الدينية.
وانتقد الراعي نفسه الربيع العربي وقال إن العنف وإراقة الدماء تحوله إلى شتاء. ودائما ما يتوخى الراعي الحذر من دعم أي من طرفي الصراع في سوريا ولكنه تبنى موقفا أقرب إلى الأسد بقوله إن “الإصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل”.
وقال الراعي (72 عاما) إنه شعر بالحزن من رؤية الناس وهم يفرون من العاصمة أثناء توجهه إلى دمشق.
وزيارة الراعي الى دمشق هي الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني لسوريا منذ استقلال لبنان في عام 1943. ويبلغ عدد أتباع الكنيسة المارونية في لبنان 900 ألف ويمثلون ربع سكان البلاد.
وتأتي زيارة الراعي لدمشق في الوقت الذي يشعر فيه المسيحيون في المنطقة بانهم يتعرضون لتهديد بسبب تصاعد قوى التشدد الاسلامي. وفي سوريا نحو 850 ألف مسيحي اي نحو 4.5 في المئة من السكان.
وكما هو الحال حيال الازمة في سوريا فان اللبنانيين إنقسموا بشأن زيارة البطريرك الماروني الى دمشق.
وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار المعارضة فارس سعيد “يصر البطريرك الراعي على إعطاء الطابع الرعوي لهذه الزيارة بينما نحن نرى بانها زيارة سياسية بإمتياز وكان بنتيجتها بأن إستفاد نظام بشار الاسد من هذا المشهد المسيحي للقول بانه أولا يحمي الأقليات المسيحية في سوريا وفي لبنان وبان سوريا بالف خير”.
وأضاف لرويترز “نحن نؤكد بان (إظهار) مشهد الكنائس المشرقية الثلاث الموارنة والروم الكاثوليك والروم الارثوذوكس بمشهد رعوي تحت حماية أمن بشار الاسد وأمن النظام يسيء للجماعة المسيحية ووضعهم في مواجهة الغالبية الاسلامية”.
في المقابل قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان للصحفيين انه “مع هذه الزيارة” مضيفا “على البطريرك طبعا ان يقدر مصلحة المسيحيين وليس على رئيس الجمهورية ان يقول له ما هو واجبه”.
وعبر بعض المسيحيين عن القلق من ظهور الراعي علنا في دمشق.
وقال بسام اسحاق رئيس المجلس السرياني الوطني السوري وهو جماعة مسيحية معارضة إن الراعي أيد علنا نظاما غير شرعي. ومضى يقول انه كان بامكانه ارسال نائب عنه لحضور حفل التنصيب ثم يجتمع بنفسه مع رؤساء الكنائس الأخرى لبحث مخاوفهم.
وأضاف ان المسيحيين يستطيعون حماية مستقبلهم بلعب دور في الثورة وتأييد اقامة نظام ديمقراطي في سوريا يضمن حقوقا متساوية للمواطنين.
وخرج الكثير من السوريين إلى الشوارع في عام 2011 للمطالبة بمزيد من الحريات مستلهمين الاحتجاجات التي أطاحت بزعماء مصر وتونس وليبيا. غير أن الاحتجاجات السلمية تحولت إلى حرب أهلية في سوريا
وأيد عدد قليل من المسيحيين الانتفاضة المناوئة للأسد إذ يخشون على مستقبلهم في حال اختارت الأغلبية السنية في سوريا قيادة إسلامية لتحل محل نظام حكم أسرة الأسد الذي استمر عقودا.
ووسط تصفيق حار من الحضور في كنيسة الصليب في دمشق شكر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في حفل تنصيبه الرئيس الاسد ومسؤولين سوريين قائلا “نحن على يقين ان سوريا حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سوريا إلى الإستقرار والطمأنينة والسلام”.
ودعا الى العمل من اجل المصالحة والسلام والوحدة ورفض كل عنف وبغضاء.
وبحضور شخصيات دينية اسلامية من بينهم وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار قال البطريرك اليازجي “ايها المسلمون نحن بنينا معا حضارة هذه البلاد ومشتركون في الثقافة وفي التاريخ ويجب علينا معا ان نحفظ هذه التركة الغالية في سوريا”.
وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا والقدس والاسكندرية للروم الملكيين “سنبقى نعمل من اجل وحدة مسيحية اسلامية في سوريا وكي تنتهي الازمة وتبقى سوريا موحدة”.
وحضر مراسم التنصيب وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام ومسؤولون رسميون من بينهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي قال ان “الراعي موجود في أرضه والامور في سوريا ستنتهي بالحوار الوطني”.
وكان مجمع الاساقفة الانطاكي الارثوذكسي انتخب في 17 ديسمبر كانون الاول الماضي يوحنا اليازجي بطريركا خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه.
مقاتلون سوريون يحلقون لحية قائد في جبهة النصرة ويطردون شيخين كويتي واردني من مسجد في اطمة
اطمة (سوريا) ـ (ا ف ب) – وقعت حوادث خلال الاسبوع الماضي بين سكان بلدات في شمال غرب سوريا ومقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، بحسب ما افادت الاحد مصادر متطابقة وكالة فرانس برس.
وسجلت هذه الحوادث التي كاد احدها يتطور الى مواجهة مسلحة، في بلدة اطمة وجوارها في محافظة ادلب.
وقال شاهدان لفرانس برس ان مقاتلين من الجبهة تدخلوا مطلع الاسبوع في اشكال بين سكان بلدة القاح، وابعدوا شخصا تلفظ بعبارات مسيئة للدين بعد حادث سير، قبل ان يحاولوا نقله الى دارة عزة ليمثل امام “محكمة اسلامية”.
لكن شقيقه، وهو مسؤول محلي نافذ، استقدم عشرات المسلحين لاطلاق سراح اخيه، بينما استقدم مقاتلو النصرة تعزيزات من مقرهم في اطمة.
وحاول المقاتلون نقل الرجل مستخدمين سيارتين، لكن المسلحين اطلقوا النار على العجلات، بحسب الشاهدين اللذين قالا ان السكان قبضوا على احد قادة المجموعة.
واطلق اهالي القاح بعد يومين سراح القيادي في الجبهة بعدما حلقوا لحيته الطويلة، وذلك نتيجة عملية تفاوض اطلق بموجبها عدد من السكان المحتجزين لدى النصرة.
واحتفل السكان بهذه العملية باطلاق النار الكثيف في الهواء.
وكانت تظاهرة معارضة للنظام اقيمت الجمعة في مدينة سراقب، شهدت تدافعا بين ناشطين معارضين وعناصر من الجبهة رعوا شعارات متعارضة طالب بعضها بدولة “مدنية”، بينما هتف آخرون لصالح دولة “اسلامية”، بحسب شريط فيديو على الانترنت.
وفي حادث اخر حاول شيخ اردني ينتمي الى النصرة، التحدث في احد مساجد اطمة خلال صلاة الجمعة، لكن احد وجهاء البلدة منعه من ذلك، بحسب السكان. واندلعت مشادات بين السكان ومقاتلي الجبهة المسلحين.
وقبل يومين من الحادث المذكور، وقع خلاف مشابه مع شيخ كويتي حاول اخذ مكان امام بلدة الدنا في المسجد.
ويقول احد وجهاء اطمة ان “كل يوم يشهد حوادث مماثلة مع هؤلاء الاشخاص الذين يريدون ان يفرضوا علينا اسلوبهم. لقد بدأوا يسببون لنا المشاكل”.
ولم تكن الجبهة معروفة قبل بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، لكنها اكتسبت دورا متعاظما على الارض، وتبنت تفجيرات استهدفت غالبيتها مراكز امنية وعسكرية.
وادرجت واشنطن الجبهة على لائحة التنظيمات الارهابية، مشيرة الى ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.
رئيس الاركان الأمريكي أيد فكرة تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا
من على متن طائرة عسكرية أمريكية- (رويترز): قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الاحد انه أبدى تأييده لفكرة تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا اثناء مناقشات جرت داخل ادارة الرئيس باراك اوباما بشأن كيفية المساعدة في انهاء الحرب الاهلية الدائرة هناك ولكن لا توجد خطة محددة قيد البحث.
وقال ديمبسي انه يعتقد ان تسليح مقاتلي المعارضة قد يساعد في انهاء الازمة بشكل اسرع ويؤدي الى تفادي انهيار مؤسسات الدولة وهو ما يمكن ان يؤدي الى ان تصبح سوريا دولة فاشلة.
واردف قائلا للصحفيين على ظهر طائرته من افغانستان حيث حضر حفل تغيير قيادة القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي هناك”اعتقد انه اذا كان هناك سبيل لحل الوضع العسكري بشكل اسرع فانه لن يكون في صالح الشعب السوري فحسب وانما بالنسبة لنا ايضا.
“الدولة الفاشلة يتم تحديدها من خلال انهيار مؤسساتها… ومن ثم فاننا نبحث سبل منع حدوث ذلك. وانني اتفق مع ذلك. يتضمن الامر الان تعقيدات ضخمة مازال من المتعين علينا حلها”.
واعترف ديمبسي ووزير الدفاع ليون بانيتا بتأييدهما لتسليح المعارضين السوريين اثناء جلسة عقدها مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي.
وكانت وكالة المخابرات ووزارة الخارجية الامريكيتان قد اوصتا بتسليح المعارضين العام الماضي ولكن اوباما اتخذ في نهاية الامر قرارا ضد اتباع هذا الخيار.
واكد كشف النقاب عن دعم ديمبسي وبانيتا لهذه الفكرة الى جانب مسؤولي وكالة المخابرات ووزارة الخارجية الخلافات في الادارة الامريكية بشأن كيفية معالجة الازمة السورية.
وانتقد نواب من بينهم السناتور جون مكين قرار الادارة الامريكية بعدم القيام بتحرك اكثر فعالية.
وقصرت الادارة الامريكية دعمها حتى الان على تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضين في الصراع الدائر في سوريا منذ 22 شهرا والذي ادى الى قتل ما يقدر بنحو 60 الف شخص.
وتقاتل مجموعة متباينة من جماعات المعارضين للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. ولم يستطع المسؤولون الامريكيون حتى الان تكوين صورة واضحة عن كل هذه الجماعات وتوجهاتها الايدولوجية.
وقال”مازال امامنا تحد في تحديد من الذي بين المعارضة اذا اصبح لها الهيمنة سيلتزم بالاهداف البعيدة المدى المتعلقة بتشكيل حكومة نيابية وانهاء اعمال العنف والحفاظ على المؤسسات حتى لا تصبح سوريا دولة فاشلة”.
وقال ديمبسي انه لا يعتقد ان ادارة اوباما استبعدت تماما احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية.
وقال “لم يستبعد أحد اي خيار من على الطاولة في اي حوار شاركت فيه.
“ما أقوله انه من بين الخيارات التي بحثناها فانها كلها تتوقف على الحصول على تفهم للبيئة اوضح مما اعتقد انه لدينا الان”.
وقال ديمبسي ان الولايات المتحدة تواصل العمل مع اسرائيل وتركيا والاردن لمعالجة المصالح والمخاوف المشتركة المرتبطة بالصراع السوري من انتشار الصواريخ ذاتية الدفع والقضايا الانسانية الى الاسلحة الكيماوية والبيولوجية.
وقال ان الولايات المتحدة مازالت تعتقد ان الاسلحة الكيماوية السورية امنة.
واضاف “اريد ان اكون واضحا انه لا توجد لدينا رؤية مستمرة او كاملة. في المناسبات التي رصدنا فيها تحركا كانت تحركات تبدو لنا انها استهدفت تأمينها وليس استخدامها. ولكن قدرتنا على ان يكون لدينا تفهم واضح بشكل كامل محدودة إلى حد ما”.
اسرائيل تنشر وحدات مختارة على الحدود الشمالية
مشادات واشتباكات بين السكان ومقاتلين من ‘النصرة’ شمال غرب سورية
اطمة ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: وقعت حوادث خلال الاسبوع الماضي بين سكان بلدات في شمال غرب سورية ومقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، بحسب ما افادت الاحد مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس، فيما سيطر مقاتلون معارضون الاحد على سرية مدفعية ومبنى مديرية في احدى مدن محافظة الرقة في شمال سورية، في حين يشن مقاتلون آخرون هجوما على لواء عسكري في مدينة دير الزور (شرق).
وسجلت هذه الحوادث التي كاد احدها يتطور الى مواجهة مسلحة، في بلدة اطمة وجوارها في محافظة ادلب.
وقال شاهدان لفرانس برس ان مقاتلين من الجبهة تدخلوا مطلع الاسبوع في اشكال بين سكان بلدة القاح، وابعدوا شخصا تلفظ بعبارات مسيئة للدين بعد حادث سير، قبل ان يحاولوا نقله الى دارة عزة ليمثل امام ‘محكمة اسلامية’.
لكن شقيقه، وهو مسؤول محلي نافذ، استقدم عشرات المسلحين لاطلاق سراح اخيه، بينما استقدم مقاتلو النصرة تعزيزات من مقرهم في اطمة.
وحاول المقاتلون نقل الرجل مستخدمين سيارتين، لكن المسلحين اطلقوا النار على العجلات، بحسب الشاهدين اللذين قالا ان السكان قبضوا على احد قادة المجموعة.
واطلق اهالي القاح بعد يومين سراح القيادي في الجبهة بعدما حلقوا لحيته الطويلة، وذلك نتيجة عملية تفاوض اطلق بموجبها عدد من السكان المحتجزين لدى النصرة.
واحتفل السكان بهذه العملية باطلاق النار الكثيف في الهواء.
وكانت تظاهرة معارضة للنظام اقيمت الجمعة في مدينة سراقب، شهدت تدافعا بين ناشطين معارضين وعناصر من الجبهة رعوا شعارات متعارضة طالب بعضها بدولة ‘مدنية’، بينما هتف آخرون لصالح دولة ‘اسلامية’، بحسب شريط فيديو على الانترنت.
وفي حادث اخر حاول شيخ اردني ينتمي الى النصرة، التحدث في احد مساجد اطمة خلال صلاة الجمعة، لكن احد وجهاء البلدة منعه من ذلك، بحسب السكان. واندلعت مشادات بين السكان ومقاتلي الجبهة المسلحين.
وقبل يومين من الحادث المذكور، وقع خلاف مشابه مع شيخ كويتي حاول اخذ مكان امام بلدة الدنا في المسجد.
ويقول احد وجهاء اطمة ان ‘كل يوم يشهد حوادث مماثلة مع هؤلاء الاشخاص الذين يريدون ان يفرضوا علينا اسلوبهم. لقد بدأوا يسببون لنا المشاكل’.
ولم تكن الجبهة معروفة قبل بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، لكنها اكتسبت دورا متعاظما على الارض، وتبنت تفجيرات استهدفت غالبيتها مراكز امنية وعسكرية.
وادرجت واشنطن الجبهة على لائحة التنظيمات الارهابية، مشيرة الى ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.
وبعد ظهر امس، وقع انفجاران في وسط دمشق، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الاول عبارة عن ‘عبوة ناسفة بالقرب من قسم شرطة عرنوس، ادت الى اصابة مواطنين بجروح’، والثاني ناتج عن سقوط قذيفة هاون في حي الشهبندر، دون معلومات عن اصابات.
كما ظهرت لقطات مصورة على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت يعتقد أنها لهجوم نفذه معارضون سوريون على مستودع حكومي للذخيرة قرب حلب.
وتظهر في اللقطات التي يعتقد أنها صورت يوم السبت انفجارات وحريق في المنشأة التي تصاعد دخان كثيف في الجو فوقها.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الاشتباكات بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية تتواصل في عدة محافظات بما فيها حلب وادلب وحمص ودمشق.
جاء ذلك في الوقت الذي اعلن فيه التيار السلفي في الأردن، الأحد، مقتل 6 كوادر من ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ خلال اشتباكات مع القوات السورية الحكومية بعدد من المحافظات.
وقال مصدر في التيار رفض الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘6 أردنيين من كوادر جبهة النصرة لأهل الشام استشهدوا خلال الأيام الماضية خلال مواجهات مع القوات السورية الحكومية في محافظات دمشق ودرعا وحلب وحماة وإدلب’.
وأشار إلى ‘استشهاد عدد آخر من السوريين من كوادر جبهة النصرة لأهل الشام’.
يذكر أن التيار السلفي في الأردن أعلن أخيراً أن عدد أنصاره المتواجدين في سورية بلغ 300 عنصر يشاركون في القتال ضد القوات السورية في دمشق، بينهم قيادات بارزة تتولى مسؤوليات ومهام رفيعة في محافظات دمشق ودرعا وحلب وإدلب، فيما يبلغ عدد كوادر ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد في سورية، حوالى 2000 عنصر.
و’جبهة النصرة لأهل الشام’ هي منظمة سلفية تم تشكيلها أواخر عام 2011 مع بدء الحوادث في سورية.
وكان التيار السلفي في الأردن أعلن أخيرا أن ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ تتعرض لحرب وصفها بـ’الضارية جدا’ من قبل الجيش السوري النظامي في مدينة درعا جنوب البلاد.
الى ذلك اكدت مصادر اسرائيلية متعددة الاحد بأن هناك حالة من الترقب تسود صفوف الجيش الاسرائيلي تحسبا لهجوم سوري على اسرائيل، ردا على غارة الطائرات الحربية الاسرائيلية على اهداف في الاراضي السورية قبل اكثر من اسبوع.
وكشف جيش الاحتلال عن ان تنفيذ هجوم سوري يعد مسألة وقت نظرا لحالة التوتر والترقب التي تشهدها الأوضاع على الحدود السورية الأسرائيلية عقب الغارة الجوية على دمشق.
وفي ظل حالة الترقب الاسرائيلية تقرر استبدال قوات الاحتياط التي ترابط عادة على الحدود مع سورية بقوات نظامية ذات تدريب عال.
وتحسبا لاندلاع حرب مع سورية قال الجيش الاسرائيلي انه تدرب على الحرب أمام الجيش السوري.
ومن جهتها اكدت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الاسرائيلية الأحد وجود حالة من التوتر والترقب الشديد تشهدها الأوضاع على الحدود السورية الأسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة في أعقاب الضربة الاسرائيلية في دمشق.
ونقلت الصحيفة عن ضباط اسرائيليين على الجبهة السورية قولهم ان التخوف الاسرائيلي لا يقتصر على قوات النظام السوري فهناك الاف الجهاديين الذين تسللوا من السعودية واليمن والعراق ويعملون برعاية القاعدة أو الجهاد العالمي في الشريط الممتد بين درعا واسرائيل وهم يشكلون مصدر قلق لاسرائيل في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود سورية وعدم وضوح ما ستؤول اليه الامور هناك.
لعل المال ينهي الحرب في سوريا
صحف عبرية
طابور بطول كيلومترين اثنين امتد بين محطة الوقود في أحد أحياء دمشق وبين السيارة الاخيرة التي تنتظر دورها. السائق يغفو على مقوده فيما أن خلفه، ينام أبناء عائلته. ويحتمل أن يمر يوم الى أن ينجح في الوصول الى نقطة التعبئة. معضلته هي: هل يغلق السيارة، يسير مشيا على الاقدام الى بيته، يبقي حارسا قرب سيارته ويأتي غدا أم يقضي الساعات الطويلة داخل سيارته دون أن يعرف اذا كان المخزون سينفد في محطة الوقود ام ربما يتعين عليه على الاطلاق ان يبحث عن محطة وقود اخرى الطابور فيها أقصر.
على مسافة بضع مئات الامتار منه يرى كيف أن اصحاب السيارات يدفعون سياراتهم نحو المحطة توفيرا للبنزين. كما انه لا يعرف ماذا سيكون سعر الوقود حين يصل الى المحطة.
هذه التوصيفات القاسية لازمة الوقود في سوريا تملأ مواقع الانترنت. وهي تروي القصة الحقيقية خلف المعطيات الكبرى التي تشير الى الازمة الاقتصادية الهائلة التي تلم بسوريا.
عن هبوط قيمة الليرة السورية بمعدل أكثر من 60 في المائة جرى الحديث طويلا. ولكن عندما يكسب الموظف السوري 160 دولار في الشهر وسعر الوقود غير الرسمي يزيد عن 1.5 دولار للتر، حين ترتفع اسعار الانتاج الزراعي بـ 120 في المائة، وعندما ترتفع أسعار الغذاء للاطفال في 22 شهرا من القتال لاكثر من 300 في المائة، وعندما لا تنجح الحكومة في أن تراقب أسعار المنتجات الاساس، التي أصبحت فرصة ذهبية للتجار الكبار فان الدولة تكون تندفع في منحدر التحطم دون قدرة تحكم.
يحاول وزير التجارة السوري تهدئة الخواطر والوعد بان لدى الحكومة مخزونا كافيا من البنزين والمازوت. ‘المشكلة هي في النقل فقط’. ولكن الامور أبعد من أن تهدىء الروع. إذ أن سائقي ناقلات الوقود يخشون من قطع الطرق بعضها يسيطر عليها الجيش السوري الحر، بعضها عصابات وميليشيات ولا يهم على الاطلاق ان تكون هناك وقود في مكان ما في الدولة.
المعهد السوري للبحوث السياسية نشر الاسبوع الماضي معطيات مقلقة عن صندوق الدولة الفارغ، فاذا كان لدى سوريا في العام 2010 احتياطي عملة صعبة بمقدار 18 مليار دولار، ففي نهاية 2012 هبط الى 2 مليار دولار فقط. ومع أن ايران منحت سوريا في الشهر الماضي خط ائتمان بمليار دولار، ولكن هذا المبلغ لن يراه سكان الدولة. المال سينتقل لاستخدام الجيش.
لقد بلغ العجز في الميزانية السورية في نهاية العام نحو 62 في المائة من الانتاج المحلي الخام، اكثر من 70 في المائة من رجال الاعمال غادروا الدولة، ومصانع صغيرة اغلقت في فترة الثورة بالمئات مما رفع معدل البطالة في بعض المحافظات الى نحو 40 في المائة. والتقدير هو انه اذا ما استمرت الازمة حتى العام 2015، فستصل البطالة الى 60 في المائة.
في مثل هذه الفترة لا أحد يدفع ضرائب او يسدد ديون للدولة. ‘عندما أتلقى ثلاث حتى اربع ساعات كهرباء في اليوم فلماذا أدفع لشركة الكهرباء’، قال احد سكان دمشق لصحيفة ‘الحياة’.
لقد خسر الاقتصاد السوري، كما يشير التقرير حتى الان، اكثر من 48 مليار دولار، نحو 82 في المائة من الانتاج المحلي الخام. وتكاد السياحة لا توجد وكذلك الاستثمارات الاجنبية. ولو انتهت الحرب اليوم، لاحتاجت سوريا الى 45 مليار دولار كي تعيد بناء نفسها.
سوريا ليست ايران أو العراق، اللذين فرض عليهما عقوبات دولية قاسية. ليس لدى سوريا نفط زائد يمكنها ان تهربه الى الخارج أو مقدرات اخرى يمكنها أن توفر لها الاموال النقدية. ومن بين نحو 21 مليون من سكانها، أصبح مليون منهم لاجئين أو نازحين يجدون صعوبة حتى في الحصول على رزم المساعدة من منظمات الاغاثة الدولية بسبب مصاعب الوصول اليها.
هل الوضع الاقتصادي وحافة الافلاس للحكومة هما اللذان سيحدثان الانعطافة ويؤديان الى نهاية الثورة في سوريا؟ ليس فورا. روسيا، مثلا، بعثت في الاشهر الاخيرة بثماني طائرات محملة بـ 240 طن من الاوراق النقدية السورية التي طبعت في روسيا. منظمة الصحافة المحققة ‘بروبوبليكا’ التي بلغت عن ذلك، تعتمد على وثائق الطيران التي حصلت عليها. هذا المال، الى جانب المساعدات الجارية، والمقدرة بـ 10 مليار دولار منذ بداية الثورة، كفيل بان يطيل حياة النظام الحالي.
بالمقابل، للمعارضة ايضا توجد مصاعب عديدة. قادتها يقدرون بانهم يحتاجون الى 500 مليون دولار في الشهر كي يديروا المناطق الحرة التي يسيطرون عليها، ولكن لم توجد بعد المصادر المالية التي تتيح لها وجود حياة معقولة في تلك المناطق.
معطيات الاقتصاد السوري بحد ذاتها كانت تكفي كي تعرف سوريا كدولة مفلسة، لا يوجد لها وجود حقيقي. ولكن طالما الاسد يمكنه ان يدفع الرواتب لجنوده وضباطه، وطالما كان قراره الاستراتيجي، كما يبدو حتى الان هو القتال حتى النهاية فان للتحليل الاقتصادي سيكون تأثير محدود. فما الذي سيخافه الاسد؟ العصيان المدني للمواطنين غير الراضين عن الوضع الاقتصادي؟.
تسفي بارئيل
هآرتس ذي ماركر 7/2/2013
الراعي من دمشق: الاصلاحات لا تُفرَض من الخارج.. والحديث عن الديمقراطية لا يساوي نقطة دم انسان واحد
سعد الياس
بيروت ـ ‘القدس العربي’ كان الحدث اللبناني الأبرز في عطلة نهاية الاسبوع عبور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحدود اللبنانية إلى سورية في زيارة وصفت بـ’التاريخية’ كونها الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني الى سورية منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب الفرنسي على لبنان وسورية، قبل استقلال لبنان في العام 1943، علماً أن البطريرك السابق نصرالله صفير رفض على الدوام زيارة دمشق حتى خلال زيارة البابا مبرراً الامر بالتدخل السوري في الشؤون اللبنانية، وقائلاً ‘لن أذهب الى دمشق إلا وطائفتي معي’.
وكان البطريرك الراعي عبّر عن رغبته بزيارة سورية منذ انتخابه قبل أكثر من سنتين، إلا أن الاحداث التي انطلقت في سورية وردود الفعل الرافضة لاتمام هذه الزيارة من مسيحيي 14 آذار حالت دون حصولها. وقد جاءت الزيارة بالامس تحت عنوان ديني للمشاركة في تنصيب بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، وفيما بات الراعي ليلته في مبنى تابع لمطرانية الموارنة، خلا برنامج الزيارة من أي لقاء مع مسؤولين سوريين، لتقتصر على النشاطات الراعوية، لكن دلالات الزيارة بقيت كبيرة وبالغة، في هذا التوقيت السياسي.
وقد حذر خصوم النظام السوري في لبنان من محاولات نظام الرئيس بشار الاسد استغلال هذه الزيارة سياسياً، واعرب النائب بطرس حرب عن خشيته من ان ‘تستغل هذه الزيارة في السياسة وتعطى بعداً سياسياً من قبل النظام السوري لدفع البطريركية المارونية لأن يقال عنها بأنها تدعم فريقا في سورية على حساب فريق آخر، الامر الذي سيؤدي الى ادخال الكنيسة المارونية في الصراع السوري’.
في المقابل، شدّدت أوساط الكنيسة المارونية في اتصال مع ‘القدس العربي’ على أن طابع الزيارة راعوي ويندرج في اطار التأكيد على وحدة الكنائس الشرقية الشقيقة ورسالتها السامية في هذا الشرق دفاعاً عن الوجود المسيحي واستمراره في ظل العواصف العاتية’.
ولفتت الاوساط الى ‘أن الراعي هو بطريرك انطاكية وسائر المشرق ولذلك من واجباته ة كبُر قلبهم وتقوى إيمانهم وزاد تمسكهم بأرضهم عندما رأوا رئيس كنيستهم يجتاز الحدود ليصلّي من اجل سلام وأمن ووفاق سورية المتألمة وليقف الى جانب رعيته وطمأنتها وشد العزيمة في قلوبها’. واضافت الاوساط ‘أما التفسيرات السياسية لهذه الزيارة ومحاولات تأويلها من قبل البعض، فرد عليها غبطة البطريرك بنفسه والسادة المطارنة بتأكيدهم راعوية الزيارة للمشاركة في حفل تنصيب بطريرك الروم الاورثوذكس يوحنا العاشر يازجي مثل مشاركة غبطته في حفل تنصيب بابا الاقباط في مصر قبل اشهر’.
ولفت في الزيارة هو حضور السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري القداس الذي ترأسه البطريرك الراعي بمناسبة عيد القديس مارون ما يؤشر الى بركة بابوية لخطوة البطريرك الذي شاركه الاحتفال بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وعدد من المطارنة الاورثوذكس.
وكان سياسيون لبنانيون في قوى 14 آذار أبدوا تخوفهم من احتمال حصول لقاء لرؤساء الكنائس المسيحية وممثليها مع الرئيس السوري بشار الاسد بعد التنصيب.
وبثّت المحطات اللبنانية بأسرها قداس الراعي في باب توما في دمشق مباشرة على الهواء بما فيها قناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله فيما إمتنعت قناة ‘ المستقبل ‘ عن نقل القداس تعبيراً عن تحفظها على هذه الزيارة في هذا التوقيت وهو ما لفت اليه أكثر من نائب في كتلة المستقبل أبرزهم النائب خالد الضاهر الذي رأى ‘أن الزيارة تأتي في غير وقتها وستُفسّر على أنها دعم للرئيس بشار الاسد’.
وفور عبور الراعي نقطة المصنع الحدودية واكبته ابتداء من جديدة يابوس على الجانب السوري من الحدود تدابير أمنية مشددة. وكان في انتظاره موكب رئاسي وضعه الرئيس بشار الأسد في تصرفه، أقلّه إلى كنيسة مار انطونيوس في باب توما حيث ترأس الراعي قداساً احتفالياً بعيد مار مارون بحضور ممثل الرئيس السوري بشار الأسد وزير المهجرين جوزف سويد.وقال في عظته’ إننا نصلي أن يلهم الله ضمائر المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين ويدفع بهم إلى العمل على وضع حد فوري لدوامة العنف والحرب في سورية العزيزة وعلى ‘النازحين السوريين نحو لبنان والطريق إلى دمشق فارغة خاوية’.وسأل الله أن ‘ يجعل آلام المخاض من اجل ولادة مجتمع جديد ودولة جديدة تحمل كل القيم التي يرغبها شعبنا الطيب’. وأضاف ‘من هنا من دمشق نقول معكم لكل الذين يمارسون هذه المآسي كفى للحرب والعنف والقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية، وكفى إذكاء للحرب من أي جهة أتى. يقولون من اجل الإصلاحات، الإصلاحات لازمة في كل دولة وكل وطن، لكن الإصلاحات لا تفرض فرضاً من الخارج بل تنبع من الداخل وفق حاجات كل بلد ولا احد أدرى في شؤون البيت مثل أهله’. وأكد ‘أن الإصلاحات تتم بالحوار والتعاون وهذا ما ندعو إليه مع محبي السلام العادل والشامل والدائم، وإن كان لا بد من دور للأسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه’.
وفي المواقف من الزيارة، قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان بعد مشاركته في قداس عيد مار مارون في بيروت ‘ إن زيارة البطريرك الراعي لا تحمل أبعادًا سياسية، وإنما هي احتفاء بمناسبة دينية’. وحول تأثير هذه الزيارة على الداخل اللبناني قال ‘لا يجب أن تكون لكل شيء علاقة بالسياسة، إن البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وأنطاكيا وسائر المشرق، وهو إلى جانب رئيس الجمهورية، يشكل الاستقطاب والضمانة والطمأنينة لكل مسيحيي المشرق’. وأضاف ‘على البطريرك طبعًا أن يقدر مصلحة المسيحيين، وليس على رئيس الجمهورية أن يقول له ما هو واجبه، فأنا مع هذه الزيارة’.
وخلال حفل تنصيب البطريرك اليازجي امس بطريركاً على الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، توجّه اليه البرطيرك الراعي بالقول أننا ‘نكن لك كل المحبة والمودة، لشخصك ولكنيستك’، لافتاً إلى ‘أنك تأتي في زمن صعب، في سورية العزيزة المتألمة الجريحة، ونحن عشنا في لبنان هذا الجرح من حروب عبثية’.وأضاف ‘جئنا لنؤكد أواصل المحبة والشركة فيما بيننا، ولنقول معك كل تضامننا مع شعبنا هنا المجروح والمتألم، ولنعلن معاً من هذه المنطقة من العالم، أننا نحمل معاً إنجيل السلام، إنجيل الأخوة، إنجيل المصالحة، إنجيل كرامة الإنسان وقيمه’، مشيراً الى أن ‘كل دم يسقط على هذه الأرض، هو دمعة من دموع المسيح ، وكل حديث عن ديمقراطية وإصلاح لا يساوي دم انسان واحد يُراق’.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد الذي حضر حفل التنصيب ‘ايماننا بأننا شعب واحد بين لبنان وسورية’. واعتبر ان البطريرك الماروني موجود اليوم في أرضه، مؤكداً ‘ان الازمة السورية ستنتهي من خلال الحوار والمصالحة الوطنية من دون شروط’.
‘يديعوت أحرونوت’: الوضع على الحدود الشمالية متوتر للغاية وقابل للانفجار وتوقعات برد سوري على العدوان الإسرائيلي وخشية كبيرة من مقاتلي الجهاد العالمي الذين تسللوا إلى سورية
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ خلافا لمرات سابقة، من الملاحظ أن أقطاب الدولة العبرية يتوقعون ردا سوريا على الاعتداء الذي نفذه، بحسب المصادر الأجنبية، سلاح الجو الإسرائيلي، ضد مركز أبحاث بالقرب من العاصمة، دمشق، وفي هذا السياق قال المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت، رون بن يشاي، إن الوضع على الحدود الشمالية بات متوترا للغاية، لا بل أكثر من ذلك، إنه قابل للانفجار في أي لحظة، على حد تعبيره.
وبالإضافة من القلق الإسرائيلي من الرد السوري المحتمل أوْ المفترض على العدوان الإسرائيلي، فإن صناع القرار في تل أبيب، أضاف بن يشاي، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال، هناك قلق حقيقي من انتقال الأسلحة المخلة بالتوازن الإستراتيجي من سورية إلى حزب الله في لبنان، لافتا، بحسب مصادره، إلى أن حزب الله حصل على صواريخ سكاد دي من سورية، وتابع المحلل الإسرائيلي قائلا إن للنظام الحاكم في دمشق مصلحة في تزويد حزب الله بالأسلحة غير التقليدية بسبب خشيته من أنْ تقع في أيدي المعارضة المسلحة، مضيفا أن نظام الرئيس د. بشار الأسد معني بنقل الأسلحة الكيماوية لحزب الله، وهذا هو السبب الذي يدفع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي إلى مواصلة التحليق فوق الأجواء اللبنانية بهدف رصد عمليات نقل أسلحة وتدميرها، على حد قوله، لأنه في حال حصول الحزب على هذه الأسلحة فإن التفوق الإسرائيلي سيُفقد.
في السياق ذاته، نقل الموقع أمس صورة لحالة التوتر والترقب التي تشهدها الأوضاع على الحدود السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة في أعقاب الضربة الإسرائيلية في دمشق، وقال الموقع إن الجيش الإسرائيلي قام باستبدال قوات الاحتياط التي ترابط عادة على هذه الجبهة بقوات نظامية ذات تدريب عال، بالمقابل وعلى الجانب السوري فان نشطاء ما تصفه الصحيفة بالإرهاب العالمي يسكنون القرى السورية الواقعة قي الجانب الآخر للحدود ورعاة ماشية تم إيفادهم لجلب معلومات استخبارية جرى ضبطهم بواسطة وحدة الكلاب التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولفتت المصادر العسكرية في تل أبيب، التي تقوم برصد التطورات والمستجدات بعد الضربة المنسوبة لإسرائيل، إلى أن وقوع عملية تفجير كبيرة هو مسألة وقت فقط.
بالإضافة إلى ذلك، نقل الموقع عن ضابط يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وتحديدا على الجبهة الشمالية، أي على الحدود مع لبنان وسورية، قولهم، أنه في حال وقوع عملية عسكرية إرهابية، فإن ذلك لن يكون مفاجئا. كما نقل الموقع عن قائد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الجيش بات يُراقب الأمور بنظرة مختلفة عن الماضي، كاشفا النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات مكثفة على الحرب تحسبا للرد العسكري السوري، ولكنه استدرك قائلا إن الرد السوري قد يكون اليوم أو بعد شهر أو شهرين عن طريق حالة فردية عبر انفجار على الحدود أو في قرية لبنانية أو في نابلس، ذلك أن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية تأخذ أيضا بعين الاعتبار قيام سورية وحزب الله بعملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية أوْ يهودية في العالم دون تحمل المسؤولية، على غرار عملية بورغاس في بلغاريا.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر عينها أن التخوف الإسرائيلي لا يقتصر على قوات النظام السوري، فهناك آلاف المقاتلين المحسوبين على الجهاد العالمي، الذين تسللوا من السعودية واليمن والعراق ويعملون برعاية القاعدة أو الجهاد العالمي في الشريط الممتد بين درعا وإسرائيل وهم يشكلون مصدر قلق لإسرائيل في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود سورية وعدم وضوح ما ستؤول إليه الأمور هناك في أعقاب التوتر والتهديدات السورية واللبنانية والإيرانية، على حد تعبير المصادر.
في سياق ذي صلة، قالت صحيفة ‘معاريف’ العبرية، نقلا عن مصادر رفيعة في جيش الاحتلال، قالت إن سلاح الجو الإسرائيلي، أمر بداية الأسبوع الفائت الطائرات المدنية بإخلاء مطار حيفا ومنح أصحابها ثلاث ساعات فقط للتنفيذ. وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو لم يقدم لأصحاب الطائرات المدنية أي تفسير أو تبرير لطلب الإخلاء العاجل، فيما أكد مصدر عسكري رفيع أمس على أن أمر الإخلاء صدر لأسباب أمنية.
ونقلت الصحيفة عن صاحب طائرة مدنية قوله إن سلاح الجو منعهم من الهبوط أو الإقلاع من مطار حيفا قبل أمر الإخلاء النهائي بعدة أيام. ووصفت الصحيفة بأن مدينة حيفا تشهد عملية هندسية هي الأكثر تعقيدا في تاريخ إسرائيل، وتتمثل في إقامة مستشفى محصنة يمكنها تحمل ضربة نووية أو ضربة صاروخية غير تقليدية، لاستخدامه أوقات الطوارئ قرب المركز الطبي (رمبام)، المصنف أيضا كمستشفي عسكري، وزادت الصحيفة قائلة إن المستشفى الجديد الذي يُعتبر الأكبر في العالم، يمكنه استيعاب 2000 سرير وتزويد المقيمين فيه بالحماية من الصواريخ النووية والكيماوية والبيولوجية. المستشفى الذي سيدخل الخدمة الفعلية في أيار (مايو) القادم كما تشير التقديرات، استثمرت إسرائيل لإنشائه بحسب الصحيفة أكثر من 150 مليون دولار. ويقع على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض وسيتم استخدامها في الأوقات العادية كموقف للسيارات، علما أن كل شيء بات جاهزا لاستخدامه مستشفى، من مدخل طوارئ قرب كل سرير وقرب كل منشأة تابعة له، إلى اصغر تفاصيل المستشفى المحفوظة حاليا في صناديق معدنية جاهزة للفتح واستخراج محتوياتها في أية لحظة تتطلب ذلك، وفقا لأقوال رئيس قسم البناء المسؤول عن تنفيذ المشروع البروفسور ارييه كروبيفتش.
كما لفتت الصحيفة إلى أن المبنى قادر بواسطة مواد خاصة على منع تسرب الغازات والدهون، ما يسمح بتنظيف وإخلاء المكان وتهيئة المستشفى خلال 24 ساعة. وكشف البروفيسور الإسرائيلي النقاب عن أن بلاط المستشفى هو بلاط خاص يسمح بتنفيذ عملية تنظيف سريعة وفعالة لان الوقت المخصص للسلطات الطبية لتحويله من موقف للسيارات إلى مستشفى لا تزيد عن 70 ساعة ولو دقيقة واحدة، على حد قوله.
المعارضة تخوض معارك شرسة للسيطرة على محاور دمشق
هيئة أركان الجيش الحر تتخذ 11 قرارا منها تشكيل مكتب علاقات في ليبيا
بيروت: نذير رضا
خاض مقاتلو المعارضة السورية معارك ضارية، أمس ولليوم الخامس على التوالي، للسيطرة على خط سريع استراتيجي خارج دمشق ضمن حملة أعلن عنها الأربعاء الماضي الجيش السوري الحر لـ«تحرير» العاصمة السورية، معقل الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلن الجيش السوري الحر أمس أنه حقق تقدما لافتا في دمشق، حيث «استطاع المقاتلون فرض حصار على مداخل بعض أحيائها»، مؤكدا أن الخطة التي وضعت لتحرير العاصمة «يجري تنفيذها على مراحل»، بينما أفاد ناشطون بسيطرة مقاتلين معارضين على حاجز العدنان في حي جوبر وعلى المتحلق الشمالي، ومنطقة الترب العسكري في الزبداني، وعلى بعض المناطق الصناعية والتجارية في عدرا.
وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن المعارك الحالية في دمشق تعتبر الأكثر شراسة من نوعها منذ يوليو (تموز) الماضي، عندما شنت قوى المعارضة هجمات قالت إنها معارك حاسمة لتحرير العاصمة. ويعتبر الخط السريع الذي تدور المعارك حوله طريقا استراتيجيا لقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستخدمه لتحريك قواته وتجهيزاتهم العسكرية.
وجاءت تلك التطورات عقب اجتماع عقده القادة الميدانيون المعارضون في سوريا برئاسة رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد سليم إدريس، يوم الجمعة الماضي، «في مكان ما في سوريا»، بحضور ممثلين عن جميع التشكيلات المقاتلة في سوريا، وتمخض عن اتخاذ 11 قرارا.
وقالت مصادر الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن المجتمعين «اتخذوا قرارا بإنشاء شرطة عسكرية ثورية في سوريا تدخل حيز التنفيذ خلال 15 يوما»، كما تم الاتفاق على أن تتسلم هيئة الأركان «إدارة المعابر الحدودية وتنظمها»، مشيرة إلى «تشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع»، كما تم الاتفاق على إنشاء «مكتب علاقات عامة لقيادة أركان الجيش الحر في ليبيا»، هدفه «ضبط فوضى شراء السلاح من ليبيا الذي يعمد إليه كثير من السوريين».
بموازاة ذلك، قالت المعارضة إن مقاتليها حققوا تقدما ملموسا في دمشق. وأعلن المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا محمد علوش أن عناصر الجيش السوري الحر «فرضوا حصارا على بعض مداخل العاصمة السورية بهدف جس نبض القوات النظامية»، مشيرا إلى أن المقاتلين «لم يتوقعوا النجاح الذي حققوه على بعض المحاور أن يتم بهذه السرعة».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات دراماتيكية، إذ لم يتوقع الثوار أن تنهار بعض النقاط العسكرية بسرعة، حيث أصيب المقاتلون النظاميون بخوف وهلع كبير أدى لتقهقرهم».
ولم ينفِ علوش أن التقدم في دمشق «بطيئا»، موضحا أن «خطة تحرير دمشق يجري تنفيذها بطريقة مدروسة ومنظمة». وقال: «لا نية للدخول إلى العاصمة فورا كي لا نكرر تجربتي حمص وحلب، لكن المعركة الفاصلة يحددها القادة الميدانيون».
وكشف علوش أن الجيش الحر «اختبر أمس صاروخا بعيد المدى جرى إطلاقه عن مسافة تصل إلى 60 كيلومترا استهدف نقطة عسكرية محيطة بدمشق»، وقال إن هذا الصاروخ الذي يطلق عليه اسم «سهم الإسلام» وهو من الجيل الثالث، «أطلقته كتيبة لواء الإسلام في ريف دمشق»، واعدا بإطلاق المزيد من هذه الصواريخ البعيدة المدى على ثكنات ونقاط عسكرية «ومن شأنها أن تغير ميزان المعركة في دمشق».
وإلى جانب هذا الصاروخ النوعي، لفت إلى أن الجيش الحر «يستخدم صواريخ محلية الصنع، ويراهن على الصناعات المحلية لقلب ميزان المعركة».
وبث «لواء الإسلام» على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر مقاتلين يطلقون صاروخا بعيد المدى، قالوا إنه صاروخ «سهم الإسلام الجيل الثالث».
وفي سياق متصل، أشار علوش إلى أن معركة أمس «تركزت في محيط لواء الكيمياء في عدرا في الغوطة الشرقية لدمشق أسفرت عن تراجع القوات النظامية». وأضاف: «فور سيطرتنا على المنطقة، شكلنا فرقا لحراسة المستودعات التجارية وتأمينها من السارقين»، مؤكدا أن «كتائبنا ستحمي مصالح التجار دون المساس بها».
وكان عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق براء الشامي قال لـ«سكاي نيوز عربية» في وقت سابق إن «الجيش الحر يسعى لفرض سيطرته على أحياء عدة من العاصمة السورية دمشق»، تمهيدا لما سماها بـ«معركة تحرير دمشق»، على حد تعبيره.
وأوضح أن دمشق «تشهد تصعيدا عسكريا خلال الـ48 ساعة الماضية بسبب محاولة الجيش الحر فرض سيطرته على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة»، لافتا إلى أنه «تمكن من تحرير عدة حواجز وضعتها القوات الحكومية، مثل حرملة بن الوليد والكباس وجسر زملكا».
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة عند أطراف حي جوب، أسفرت عن مقتل جندي من القوات النظامية وتعرضت مناطق في محيط الطريق المتحلق الجنوبي للقصف من قبل القوات النظامية المتمركزة في حي القابون، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة عقربا بريف دمشق يرافقها قصف من قبل القوات النظامية على البلدة، في حين تعرضت أطراف حي جوبر من جهة المتحلق الجنوبي للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات في داريا ونفذت الطائرات الحربية 3 غارات جوية على مناطق مدينة زملكا ومحيطها والنبك. وأفاد ناشطون بأن القابون وزملكا تعرضا لقصف عنيف، ليل السبت الأحد.
وقال ناشطون إن المعارضين سيطروا على حاجز للقوات النظامية قرب دوما، كما شهد المتحلق الجنوبي قصفا عنيفا ترافق مع اشتباكات وقعت على أطرافه. في هذا الوقت، انفجرت عبوة ناسفة في ضاحية قدسيا، كما أفاد المرصد بمقتل شخصين وجرح 13 جراء انفجار عبوة ناسفة في ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق ليل السبت الأحد. وأفاد ناشطون بقصف القوات النظامية أحياء منها حي العسالي والحجر الأسود. وكانت شبكة «شام» ذكرت أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيفا في محيط قسم شرطة مخيم اليرموك بدمشق.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أنه «تم تدمير عدة أوكار للإرهابيين في عربين وزملكا بالغوطة الشرقية ومصادرة أسلحة بينها رشاشات ثقيلة وبنادق حربية آلية وكميات من الذخيرة، إضافة إلى إيقاع قتلى بين صفوفهم».
على وقع إطلاق الرصاص في دمشق.. بطريرك الأرثوذكس الجديد يدعو إلى الحوار
حفل تنصيبه أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة.. وانقسام لبناني حول زيارة الراعي لسوريا
بيروت ـ دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
وسط إجراءات أمنية مشددة، جرت أمس مراسم حفل التنصيب الرسمي لبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في كنيسة بوسط دمشق. وعلى وقع الرصاص الذي كان يسمع من بعيد، دعا البطريرك الجديد إلى الحوار لإنهاء العنف في سوريا. وقال خلال الحفل: «نحن على رجاء يقين أن سوريا حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سوريا إلى الاستقرار والطمأنينة والسلام كما كانت دوما».
ووجه البطريرك الشكر إلى المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد، الممثل في الاحتفال بالوزير منصور عزام. وأضاف: «لا يرضى الله عندما يرى العيش المشترك المحب مع الذين يشاركوننا الوطن الواحد من غير المسيحيين يتقهقر هنا وهناك لأسباب مختلفة، منها السياسي ومنها اللجوء عندنا وعندهم إلى نزعات أصولية لا تمت إلى الدين الأصيل بأي صلة».
وقال: «إننا نحن الأنطاكيين كنيسة مشرقية، جذورها ضاربة بعمق في منطقتنا ومشرقنا العربي، ونحن مع إخوتنا المسلمين أبناء هذه الأرض (..) وفيها علينا أن نبقى، مشجعين للعيش المشترك الكريم، ونابذين لكل ضغينة وكل خوف وكل تعال»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأقيمت مراسم التنصيب في كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع، وهي غير بعيدة عن الأطراف الشرقية للعاصمة حيث تدور اشتباكات وأعمال عنف في النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ أكثر من 22 شهرا.
وحضر الاحتفال جمع من المسؤولين الكنسيين تقدمهم بطريك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، إضافة إلى ممثلين عن رؤساء الطوائف المسيحية الأخرى ورجال دين مسلمين. وأحيطت المراسم بإجراءات أمنية مشددة، فانتشر قناصة على الأسطح، ورفعت السيارات من الطريق إلى الكنيسة التي جرى تفتيش الداخلين إليها بشكل دقيق. وسمح فقط للمدعوين بالدخول، في حين أتيح للمؤمنين متابعة المراسم عبر شاشة عملاقة في الباحة الخارجية.
من جهته، قال البطريرك الراعي في احتفال التنصيب: «كل إنسان، بل كل دم بريء، يسقط على هذه الأرض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح».
أضاف البطريرك الذي يتخذ من لبنان مقرا: «كلنا مدعوون لكي نعلي كرامة الإنسان، كل إنسان، ونحافظ على الحياة البشرية، فهي قيمة لا ثمن لها»، معتبرا أن «كل ما يقال (..) من أجل ما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديمقراطيات.. هذه كلها لا تساوي دم إنسان واحد بريء يراق».
وحضر المراسم سياسيون لبنانيون مقربون من النظام السوري. وأثارت زيارة الراعي، وهو أول بطريرك ماروني يزور سوريا منذ أكثر من 70 عاما، جدلا في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الأسد ومعارضين له.
وحظيت سوريا بوجود عسكري ونفوذ سياسي في لبنان ما بين عامين 1976 و2005. ورفض البطريرك الماروني السابق نصر الله بطرس صفير زيارة دمشق طوال مدة ولايته التي استمرت أكثر من 25 عاما، قبل أن يخلفه الراعي في منصبه في مارس (آذار) 2011.
وأكد الراعي في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» من دمشق أن زيارته تحمل طابعا رعويا غير سياسي، وهي تأتي لتفقد المسيحيين في سوريا، ولا سيما منهم الموارنة الذين يقارب عددهم 60 ألف شخص، مشددا على أن الكنيسة «ترفض الحرب وتدعو إلى الحوار».
وكان مجمع الأساقفة الأنطاكي الأرثوذكسي انتخب في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أسقف أبرشية أوروبا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي بطريركا، خلفا لإغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه. وأثارت زيارة الراعي مخاوف مسيحيي قوى 14 آذار في لبنان من أن تفهم بأنها سياسية داعمة للنظام السوري. وقال النائب ميشال فرعون إن الاعتراض على الزيارة يأتي «خشية من أن تستغل الزيارة لأهداف تأتي لصالح النظام السوري».
وأوضح فرعون في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه «نظرا للوضع القائم في سوريا وحساسية المرحلة ومحاولة استغلال المواقف في الحكومة اللبنانية، كان الاعتراض». وقال: «تأتي الزيارة إلى دمشق في محاولة لطمأنة المسيحيين في سوريا، لكننا نخشى استغلالها لصالح النظام بوصفه حاميا للمسيحيين، وأن يأتي ذلك على حساب مسيحيي سوريا». وإذ أمل ألا تنعكس على أي طرف في البلدين، قال: «لسنا ضد هذه الخطوة، لكن الاعتراض جاء نتيجة هواجسنا».
وقال فرعون: «إننا على يقين بأن الزيارة رعوية وليست سياسية، مثلما أكد الراعي، إنما لا يمكن أن نفصل بين الوضع الحالي والآلام الكبيرة التي تسبب بها النظام لشعبه، والانهيار الجاري في سوريا».
في المقابل، وبعد تأييد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان للخطوة، وصف وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور زيارة الراعي إلى سوريا بأنها «زيارة حكيمة لبطريرك شجاع»، واعتبر أن «من يعارضها يتكلم من وجهة نظر سياسية».
بدوره، أكد رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن أن «مشاركة البطريرك بطرس الراعي في احتفال تنصيب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي في دمشق شكلت اختراقا روحيا نوعيا في لحظتها والتي تستبد فيها مشاعر المسيحيين المشرقيين القلقة على مصيرهم، لا سيما في العاصمة المركزية دمشق التي انطلقت منها شرارة النور على لسان يوحنا الدمشقي عندما كانت سوريا عامرة بالحضور المسيحي في القرن السابع عشر».
العربي والإبراهيمي يرتبان للقاء بين الخطيب والشرع.. والمعارضة تعلن انتهاء مهلة الحوار مع النظام
الحكومة ترسل إشارات متضاربة.. والمقداد: يجب أن يكون الأسد على رأس مهمة حل الأزمة
القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين بيروت: نذير رضا
انتهت أمس المهلة التي حددها رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب للحكومة السورية للحوار مع ممثلين عن النظام السوري مقابل الإفراج عن المعتقلات، من غير أن تطلق دمشق أي إشارات إيجابية على صعيد تنفيذ الشروط، وقابلته بإرسال إشارات متضاربة بين الموافقة على الحوار من دون شروط وبين الإصرار على أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد على رأس مهمة حل الأزمة.
وفي القاهرة عقد المبعوث العربي – الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، اجتماعا لبحث الأزمة السورية.
وذكرت مصادر المعارضة أن رئيس الائتلاف (الخطيب) اجتمع مع الإبراهيمي ظهر أمس في القاهرة، لبحث الأوضاع والتطورات في الشأن السوري سياسيا، بما فيها مبادرته بمحاورة ممثلين عن النظام السوري.
وكشفت مصادر المعارضة وأخرى في الجامعة العربية أن الإبراهيمي يسعى لإقناع الخطيب، بالحوار مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، رغم تعثر مبادرة الخطيب. وكان الخطيب أعطى مهلة للنظام حتى منتصف ليلة أمس للإفراج عن 160 ألف سجين، وعلى رأسهم النساء، لم يستجب لها النظام.
وقال حارث النبهان، عضو الائتلاف السوري وممثل تيار المواطنة، إن «الخطيب عقد أمس اجتماعا مع الإبراهيمي في مقر الجامعة العربية»، وأضاف أن «الاجتماع لم يتطرق لحلول سياسية جديدة وتم تداول الوضع العام في الشأن السوري وما أفرز من تصريحات سياسية خلال الأيام الماضية». وكان الخطيب قال لـ«الشرق الأوسط» الليلة قبل الماضية إنه ينتظر رد النظام السوري على مبادرته للحوار المدعوم دوليا، وإن رفض مبادرته من جانب النظام السوري أو قبولها «لا يعطل مسيرة وعزيمة الشعب السوري في نيل حريته واسترداد كرامته».
وفي غضون ذلك، أشارت مصادر عربية في العاصمة المصرية أمس إلى أن العربي والإبراهيمي بحثا في القاهرة أمس ترتيبات لعقد لقاء بين الخطيب والشرع، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء أو مكان عقده أو جدول أعماله، بحسب وكالة «الأناضول»، بينما قالت مصادر أخرى إنه من المقرر أن يعقد العربي اليوم (الاثنين) اجتماعا مع الخطيب، كما يلتقي العربي مع رياض حجاب رئيس وزراء سوريا المنشق، كل على حدة. وغادر الإبراهيمي اللقاء مع العربي أمس من دون الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين، إلا أن عضو الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح قال إنه تلقى بريدا من الخطيب أمس يؤكد فيه أن «المبادرة ألغيت من الجانب السوري». وأضاف المالح أن الحل السياسي والدبلوماسي لم يلق الصدى من قبل النظام السوري لأنه لم يطلق سراح المعتقلات ولم يقم بتسوية أوضاع السوريين في الخارج ممن انتهت مدة جوازات سفرهم وكذلك لم يبد النظام السوري أي تعليق على المطلب الثالث للخطيب الخاص بمحاورة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع كممثل عن النظام بعد تحقيق الشرطين السابقين.
وتابع المالح أن «الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف سوف تجتمع في الرابع عشر من هذا الشهر لتقديم رؤية سياسية جديدة في ظل تطور الأوضاع السياسية بشأن الأزمة السورية».
بدوره، أكد عضو المجلس والائتلاف الوطني هشام مروة نهاية المبادرة أمس، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «مبادرة الخطيب باتت بحكم المنتهية، بعدما رفض النظام الاستجابة لشروط رئيس الائتلاف»، مشيرا إلى أن «الرهان على أن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد سيحاور شعبه أو المعارضة، هو وهم». وأضاف: «أثبتت التجربة أن الأسد لا يفهم إلا لغة الأقوياء».
وكانت مبادرة الخطيب لاقت معارضة واسعة من المجلس الوطني السوري، أكبر مكونات الائتلاف، فضلا عن رفض معارضين آخرين في الائتلاف وخارجه. وجدد مروة موقف المعارضة الرافض للدخول في حوار مع النظام «من غير إجماع كامل أعضاء الائتلاف»، وقال إن الخطيب «رغم معرفته بطبيعة هذا النظام، راهن على تبدل في رؤيته للأزمة حقنا لدماء الشعب السوري، لكنه لم يوافق».
وبموازاة ذلك، أطلق النظام السوري إشارات متضاربة إزاء الحوار، فقد أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري أول من أمس أن بلاده مستعدة للحوار مع المعارضة «من دون أي شروط مسبقة». وقال إن «الباب مفتوح والطاولة موجودة وأهلا وسهلا لأي سوري يريد أن يحاورنا، ونحن جادون في مسألة الحوار». وأضاف أن «سوريا ذاهبة باتجاه مؤتمر حوار وطني ولا رجعة عن ذلك، والحكومة مستعدة لدعوة الجميع في الداخل والخارج بمن فيهم التنسيقيات ومن يرمي السلاح للقدوم إلى الحوار من دون أن يتضرر أحد ممن يستجيب لهذا النداء الوطني»، إلا أن وزير الإعلام لم يتطرق بشكل مباشر إلى مبادرة الخطيب.
جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأن الأسد «يجب أن يكون على رأس مهمة حل الأزمة»، في شرط ترفضه المعارضة السورية بشكل قاطع. وأكد أن «أي حوار هادف لحل الأزمة في سوريا يجب أن يكون سوريا وبرئاسة سورية ويخضع في النهاية لقرار الشعب السوري عبر الاستفتاء».
وأضاف المقداد في حديث لقناة «الميادين» أن المبادرة الأساسية لإجراء الحوار هي البرنامج السياسي المتكامل للحل الذي طرحته سوريا بمراحله الثلاث والذي يرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومكافحة الإرهاب وبيان جنيف، مشددا على أن «الأسد هو الرئيس المنتخب في سوريا والمؤتمن على وحدة أرضها وشعبها، ولذلك يجب أن يكون على رأس مهمة حل الأزمة والإشراف على كل ما يجري، ولكن الحوار الوطني ونتائجه متروك للمتفاوضين وبما يمثله الأسد من خلال منصبه ومن ثقل جماهيري».
الغارة الإسرائيلية على سوريا ربما بداية لسلسلة هجمات أكثر شراسة
إسرائيل حددت 4 أنواع من الأسلحة لا يمكنها غض الطرف عن نقلها لحزب الله
القدس: جويل غرينبيرغ وباباك ديهاينبيشي*
قال محللون إسرائيليون ولبنانيون إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، التي استهدفت، بحسب مسؤولين غربيين، أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني، قد تكون بداية لحملة إسرائيلية أكثر شراسة لمنع نقل الأسلحة إثر تدهور الأوضاع في سوريا.
يأتي الاستعداد الإسرائيلي لشن ضربة أخرى، إذا ما اقتضت الضرورة، بداية لمرحلة أكثر تقلبا في تداعيات الحرب الإقليمية الأهلية السورية، التي أثارت المخاوف في إسرائيل بشأن احتمالية نقل أسلحة متطورة أو غير تقليدية إلى الحزب.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد اعترف ضمنيا بتنفيذ إسرائيل ضربة جوية بالقرب من دمشق في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، مؤكدا على أنها كانت دليلا «على أننا عندما نقول شيئا، فإننا نعني ما نقول».
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي قد حذر قبيل الهجوم من أن إسرائيل قد تقدم على اتخاذ خطوة إزاء نقل الأسلحة الكيماوية إلى المجموعات المتشددة.
ويرى آموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومدير معهد دراسات الأمن الوطني في تل أبيب حاليا، في مقابلة أن التحرك الإسرائيلي المقبل قد يكون متوقعا، وسوف يعتمد على حسابات معينة لمزايا ومخاطر مثل هذه الضربات.
وأوضح أن إسرائيل حددت أربعة أنواع من الأسلحة لا يمكنها غض الطرف عن نقلها إلى الجماعة المتشددة هي: أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ الباليستية، وصواريخ أرض – بحر المتطورة، والأسلحة الكيماوية. وقال يادلين: «وفقا لهذه السياسة، فإنه متى امتلكت إسرائيل معلومات استخباراتية موثوقة بأن أيا من هذه الأسلحة سيتم نقلها من سوريا إلى لبنان، فسوف تقوم بعمل عسكري، لكن قرارات شن الضربات الجوية ستكون مرهونة بتقييمات حول الجدوى العسكرية للهجوم، وخطورة التصعيد ومواقف القوى الأجنبية»، وأضاف يادلين: «مع تراجع قوة الجيش السوري وتنامي عزلة حزب الله بسبب الخسائر التي مني بها راعيه السوري، فمن المنطقي أن يستمر هذا»، مشيرا إلى أن الردود الإسرائيلية سيتم تقييمها في كل مرة و«لن تتم بشكل تلقائي».
وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجه المسؤولين الإسرائيليين، لا تتمثل في الهجوم من عدمه، بل فيما إذا كان التقاعس سيؤدي إلى استفحال التهديد في ما بعد. وقال: «المقارنة الصحيحة هي المخاطرة بالتصعيد الآن أو المجازفة بمواجهة عدو أكثر شراسة وعدد الضحايا في الهجمات المستقبلية».
في الوقت ذاته توقع محللون لبنانيون مزيدا من الضربات الإسرائيلية في حال حاولت سوريا نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله.
ويقول إلياس حنا، لواء متقاعد وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت: «تحاول إسرائيل خلق شعور بالردع. والجانب الآخر يحاول اختبار وتقويض النظام».
وبحسب التقييمات الإسرائيلية، يحتفظ حزب الله بنحو 60.000 صاروخ وقذيفة منذ حرب عام 2006 مع إسرائيل. ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الأسلحة تشمل صواريخ «سكود دي» الباليستية، التي يبلغ نطاقها 400 ميل، زودته بها سوريا في السنوات الأخيرة، إضافة إلى الصواريخ قصيرة المدى التي تلقاها من سوريا وإيران، وأن إضافتها إلى ترسانة حزب الله تؤدي للوصول إلى أي مكان في إسرائيل.
لن تشكل عملية نقل الأنظمة المضادة للطائرات إلى حزب الله، مثل صواريخ «إس إيه 17 أرض – جو»، التي كانت هدفا للضربة الجوية التي شنتها إسرائيل في 30 يناير الماضي، تهديدا للطلعات الاستطلاعية الإسرائيلية على لبنان فقط؛ بل على المجال الجوي الإسرائيلي أيضا، بحسب مسؤول إسرائيلي يراقب حشد مثل هذه الأسلحة. وقال المسؤول الذي لا يحمل تصريحا بالحديث إلى وسائل الإعلام: «إنها متنقلة، ويمكن إخفاؤها وتمثل مشكلة لسلاح الجو الإسرائيلي».
يقول الإسرائيليون إنهم قلقون أيضا بشأن احتمال نقل أنظمة صواريخ ساحلية حصلت عليها سوريا من روسيا، وتحديدا صواريخ «ياخونت كروز» التي يبلغ مداها 180 ميلا، والتي يمكن أن تشكل تهديدا للسفن الحربية الإسرائيلية ومنصات النفط في البحر الأبيض المتوسط.
يذكر أنه خلال حرب عام 2006 أصيبت سفينة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض – بحر صيني الأصل، أطلقته عليها قوات حزب الله.
ويرى المسؤول أنه بتصاعد وتيرة القتال في سوريا، فإن هناك مؤشرات ملموسة على أن مثل هذه الأسلحة قد تصل إلى لبنان.
وبحسب تقييمات إسرائيلية، لا تزال ترسانة الأسلحة الكيماوية، التي تشمل قنابل وصواريخ مزودة برؤوس حربية، خاضعة لسيطرة الحكومة في الوقت الراهن.
ويقول داني شوهام، محلل الاستخبارات العسكرية السابق وخبير الأسلحة غير التقليدية في «مركز بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية» في جامعة بارإيلان: «مراقبة (الاستخبارات) مستودعات الأسلحة السورية صارم للغاية، لذا فإن هناك فرصة جيدة لكشف أي تحرك».
ويرى نزار عبد القادر، المحلل اللبناني واللواء المتقاعد أن مهام الاستطلاع الإسرائيلية تراقب بدقة الطرق البرية بين سوريا ولبنان، وأن أي تحرك لنقل أسلحة متطورة من المرجح أن يؤدي إلى ضربة إسرائيلية أخرى. وأكد على أن حزب الله يخزن أسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى في سوريا لكن لا يتوقع أن يغامر بكشفها عبر نقلها في ظل الأوضاع الحالية.
* خدمة واشنطن بوست خاص بـ«الشرق الأوسط»
الحر يسيطر على سد ومقار أمنية بالرقة
أعلنت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش السوري الحر سيطر يوم أمس على سد الفرات في مدينة الطبقة بريف الرقة. في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 75 شخصا الأحد معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها.
وبث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا من سد الفرات بعد السيطرة عليه، وقالوا إنه لم يتضرر خلال العملية، كما أعلنوا أن الجيش الحر سيطر على معظم مدينة الطبقة، بما في ذلك كتيبة المدفعية وحاجز الشرطة العسكري وفرع المخابرات الجوية.
ومن جهة أخرى قال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف مدينة دير الزور، كما استهدف الجيش الحر تجمعات للجيش النظامي في لواء الصواريخ ومطار دير الزور العسكري، الذي يحاصره الثوار منذ شهرين تقريبا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبة أويس القرني وكتيبة أحرار الطبقة سيطروا على سرية المدفعية في مدينة الطبقة، واستولوا على ذخيرة ومدافع ثقيلة. كما سيطر المقاتلون على حاجز مديرية المنطقة في المدينة وحاجز الشرطة العسكري وعلى فرع المخابرات الجوية.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، أشار المرصد إلى أن “اللواء 113 يتعرض للقصف بالدبابات من قبل مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة”، التي تشتبك مع القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذا اللواء المخصص للمدفعية.
ويقع اللواء إلى الشمال من مدينة دير الزور التي ما زالت تحت سيطرة النظام، في حين يسيطر المقاتلون على الريف. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء الجبيلة والمطار القديم والحويقة، وأضاف ناشطون أن عشرين عنصراً تابعين لقوات النظام أعلنوا انشقاقهم وانضمامهم إلى صفوف الجيش الحر. وعُثر صباح اليوم على 15 جثة لأشخاص أحرقتهم قوات النظام قرب الأمن العسكري وسط المدينة.
اشتباكات
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل أربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرون على الأقل إثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة، تلته اشتباكات بين الطرفين.
وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة كذلك بين “أرتال القوات النظامية المتجهة إلى مدينة السفيرة، ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة يحاولون منعها من التقدم”.
أما في دمشق، فقتل ثلاثة أشخاص جراء انفجار في حي ركن الدين في شمال العاصمة، وشهد مخيم اليرموك اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر.
كما تجددت الاشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي استهدف خلالها الجيش الحر إحدى الدبابات. وأفادت أيضا شبكة شام بأن الاشتباكات تجددت في حي القدم، بالتزامن مع قصف عنيف على حيي العسالي والمأذنتين بدمشق.
وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر سيطر على حاجز الترب العسكري في الزبداني، كما سيطر على حاجز العدنان في حي جوبر بالعاصمة.
وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها إلى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطق عدة للقصف منها مدينتا داريا والنبك.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل خمسة حراس في معمل للإسمنت واقع في قرية كفربهم في ريف حماة الغربي إثر هجوم نفذه مقاتلون على المعمل. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وقال ناشطون إن الجيش الحر يواصل التقدم باتجاه معسكر وادي الضيف وحاجزِ الحامدية في إدلب. ويحاصر الثوار وادي الضيف منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.
وتواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطار “منغ” العسكري بريف حلب، وكان الجيش الحر قد قال -في وقت سابق السبت- إنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط المطار الذي شهد قصفا جويا من الطيران الحربي السوري.
لاجئون
من ناحية أخرى قال تقرير أسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الأحد إن أكثر من 265 ألف لاجئ سوري يتلقون الحماية والمساعدة من الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة.
وقال التقرير إن من بين هؤلاء هناك نحو 174 ألف نازح مسجل لدى المفوضية، بالإضافة إلى ما يزيد عن 90 ألف شخص في انتظار حلول موعد تسجيلهم.
وأضاف أنه لا تزال وتيرة اللاجئين الذين يدخلون لبنان ثابتة نسبياً، مع استمرار الغالبية بالوصول من حمص وإدلب ودمشق وحلب.
والنازحون المسجلون -وفق التقرير- يتوزعون في شمال لبنان بحدود 84482 نازحاً، وفي البقاع شرق لبنان 66601 نازح، وفي بيروت وجنوب لبنان 23379 نازحاً.
الخطيب مستعد للتفاوض مع ممثلي الأسد شمال سوريا
الإبراهيمي يجدد الدعم لمبادرة الخطيب ويشجع الائتلاف على الاستمرار في هذا الاتجاه
دبي – قناة العربية
أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري، معاذ الخطيب، عن استعداده للحوار مع النظام في المناطق الشمالية من البلاد التي يسيطر عليها الثوار، وذلك تزامناً مع انتهاء المهلة التي حددها الخطيب للنظام في دمشق لقبول مبادرته من دون رد من النظام.
وقال الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إنه على الرغم من عدم ثقته في نظام يقتل الشعب ويقصف المخابز إلا أنه قبل بالتفاوض من أجل رحيل النظام حقناً لمزيد من الدماء والخراب.
وقال إن مبادرته لم تتطرق لأي أمر عسكري أو سياسي لإيجاد أرضية تفاوضية مشتركة، غير أن النظام فوت هذه الفرصة النادرة مرسلاً رسالة سلبية جداً إلى الداخل والخارج.
واتهم الخطيب النظام بوضع شروط تعجيزية للحوار، منها أن يُعقد داخل سوريا التي وصفها بأنها تحولت إلى زنزانة كبرى.
وقال الخطيب إن النظام استغبى الشعب والمجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان عندما طلب قوائم بأسماء المعتقلين، مقترحاً على النظام أن يقوم بتقديم كشف بأسماء القتلى والسجناء إلى المجتمع الدولي.
ووصف بيانُ الخطيب تعاملَ نظام الأسد مع ملف المعتقلين بغير الإنساني بالمرة.
وقال الخطيب إنه كلف الهيئة السياسية المؤقتة بدراسة المبادرة، ثم تقديم توصيتها إلى الهيئة العامة في ضوء إشارات النظام.
وكان الخطيب قد اجتمع في القاهرة مع المبعوث الدولي إلى سوريا لخضر الإبراهيمي.
وقالت الأمم المتحدة إن الإبراهيمي كرر خلال اللقاء دعمه مبادرة الحوار التي أطلقها الخطيب وشجع الائتلاف على الاستمرار في هذا الاتجاه.
الخطيب يطالب بالحوار في “المناطق المحررة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
عرض رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، أن تعقد محادثات مع ممثلين عن الرئيس السوري، بشار الأسد، في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة شمالي البلاد، في وقت استمرت الاشتباكات في مختلف المناطق السورية.
وفي بيان نُشر على صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك” الأحد، قال الخطيب” “إذا كان النظام حريصا على السيادة الوطنية، ولا يريد أن يخرج من الأراضي السورية، فهناك حل مناسب وهو الأراضي المحررة شمالي سوريا”.
وتعليقا على عدم تجاوب الحكومة السورية مع مبادرته الأولى للحوار المشروط، ذكر رئيس الائتلاف “لقد أعطى النظام رسالة سلبية جدا إلى الداخل والخارج بتفويت هذه الفرصة النادرة، والتي كان مرماها إنسانيا محضا”.
وأضاف “إنني بعدما بذلت ما أطيق لإيجاد منفذ لتوفير الدماء والخراب، أكلف الهيئة السياسية المؤقتة بدراسة هذه المبادرة التفاوضية، ثم تقديم توصيتها إلى الهيئة العامة في ضوء إشارات النظام”.
ولم يصدر أي تعليق من الحكومة السورية على بيان الخطيب الذي كان أعلن في 30 يناير الماضي استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام” خارج سوريا،
وشدد في مبادرته الأولى على أن هذا الحوار سيكون على “رحيل النظام”، وشرطاه إطلاق 160 ألف معتقل وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، الأمر الذي تجاهلته الحكومة.
ميدانيا، أفاد مراسل سكاي نيوز عربية بتجدد الاشتباكات في المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي، الأربعاء، في وقت ذكرت مصادرنا أن مجهولين أحرقوا منزل الخطيب في العاصمة السورية دمشق.
واستمرت الحملات العسكرية النظامية وأعمال العنف في مدن البلاد المحتلفة ما أسفر عن مقتل 90 شخصا، أغلبهم في دمشق وريفها ودير الزور.
وذكرت شبكة شام المعارضة أن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على سد الفرات ومقرات الشرطة العسكرية والمخابرات الجوية وشعبة التجنيد في الطبقة بريف الرقة.
وفي حلب قتل 7 مقاتلين من الجيش السوري الحر عند محاولتهم اقتحام سكن الضباط في مطار كويرس العسكري وفقا لناشطي المعارضة، الذين قالوا إن الجيش الحر دمر دبابتين من رتل عسكري للقوات النظامية يتجه لفك حصار المعارضة المسلحة على معامل الدفاع في بلدة السفيرة بحلب.
وقالت مصادر المعارضة لسكاي نيوز عربية إن انفجارا ضخما تلاه إطلاق نار وقع بالقرب من شارع بغداد، إضافة إلى اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قسم شرطة حي القدم.
وأعلن الجيش السوري الحر في وقت سابق سيطرته على حاجــز العدنان في حي جوبر بدمشق، على الطريق المتحلق الجنوبي للمدينة.
تصعيد عسكري بدمشق
وكان عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق براء الشامي قال لـ”سكاي نيوز عربية” في وقت سابق إن “الجيش الحر يسعى لفرض سيطرته على أحياء عدة من العاصمة السورية دمشق، تمهيدا لما سماها بـ”معركة تحرير دمشق”، على حد تعبيره.
وأوضح أم دمشق “تشهد تصعيدا عسكريا خلال الـ48 ساعة الماضية بسبب محاولة الجيش الحر فرض سيطرته على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة”، لافتا إلى أنه “تمكن من تحرير عدة حواجز وضعتها القوات الحكومية، مثل حرملة بن الوليد والكباس وجسر زملكا”.
وأضاف: “خلال الـ24 ساعة الماضية حاول الجيش الحر تحرير نفق القابون الواصل بين زملكا والقابون”، معتبرا أن هذه النقاط أساسية “وفي حال فرض الحر سيطرته عليها ستبدأ مرحلة جديدة تمهد لمعركة تحرير دمشق”.
وأوضح الناشط أن القوات الحكومية قصفت عدة أحياء في العاصمة، منها حي العسالي والحجر الأسود. وكانت شبكة شام ذكرت أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط قسم شرطة مخيم اليرموك بدمشق.
وفي ريف إدلب، أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” عن تراجع أعمال العنف التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وقالت شبكة سوريا مباشر، إن الجيش الحر يواصل هجومه على معسكر الحامدية في ريف إدلب، كما وقعت اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية عند المدخل الجنوبي لمدينة قلعة الحصن في ريف حمص الغربي.
الخطيب: هل يقبل نظام الأسد التفاوض على رحيله؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تقدم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، بعرض جديد للحوار، مع انتهاء المهلة الأولى مساء الأحد، منددا باستمرار الأعمال العسكرية ورفض التجاوب مع مطالب إطلاق سراح المعتقلين، لكنه عرض إجراء الحوار في شمال سوريا الذي يخضع لسيطرة الثوار، متسائلا ما إذا كان النظام سيقبل التفاوض على رحيله.
وقال الخطيب، في بيان نشرته على الصفحة الرسمية للائتلاف الذي يجمع معظم أطياف المعارضة السورية: “لا أثق بنظام يقتل ويسجن شعبه، ويعتدي على الأطفال، ويقصف المخابز والجامعات والمساجد.. رغم ذلك أجد أن من الواجب الوطني والأخلاقي أن نتفاوض من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب.”
ورأى الخطيب أن النظام وضع ما وصفها بـ”الشروط التعجيزية” للتفاوض، عبر طلبه حصول المباحثات في دمشق، واتهمه بـ”استغباء” المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان بطلب قوائم بأسماء المعتقلين للإفراج عنهم، كما اعتبر أنه رفض عرض المعارضة الحوار مع نائب الرئيس، فاروق الشرع.
وتابع الخطيب بالقول: “إذا كان النظام حريصاً على السيادة الوطنية ولا يريد أن يخرج من الأراضي السورية، فهناك حل مناسب وهو الأراضي المحررة شمال سورية. والسؤال المهم : هل يقبل النظام التفاوض على رحيله؟ مع أقل الدماء والدمار؟”
ويأتي بيان الخطيب بالتزامن مع انتهاء مهلة مبادرته التي أثارت الكثير من الجدل بين مختلف قوى المعارضة التي رأى بعضها أنها تخل بالأسس المتفق عليها حول عدم التفاوض مع النظام، علما أن الخطيب كان قد اجتمع السبت بالموفد العربي والدولي، الإخضر الإبراهيمي، الذي أكد دعمه لمبادرات الحوار.
وكانت دمشق قد ردت على المبادرة عبر وزير الإعلام، عمران الزعبي، الذي طلب حصول حوار “غير مشروط” لا يتطرق إلى ما وصفه بـ”الإقصاء،” عارضا اللقاء على الأراضي السورية.