أحداث الاثنين 14 تشرين الأول 2013
سورية: قوات النظام تقصف المعضمية بعد إخلاء المدنيين
لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
ما أن خرج مئات المدنيين من مدينة معضمية الشام، حتى بدأت قوات نظام الرئيس بشار الأسد في قصفها، ما يشير إلى استعدادها لاقتحام الخاصرة الجنوبية الغربية للعاصمة، في وقت أكد «المجلس الوطني السوري» المعارض، إحدى الكتل الرئيسية في «الائتلاف الوطني السوري»، رفضه المشاركة في مؤتمر «جنيف-2» وتمسكه بـ «رحيل» الأسد قبل بدء أي مفاوضات للحل السياسي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية «جددت قصفها على مناطق في مدينة معضمية الشام التي تحاصرها منذ أشهر، في أعقاب خروج مئات المدنيين من المدينة لليوم الثاني على التوالي في إطار اتفاق تنفذه منظمات إنسانية لإجلاء المواطنين الذين يعانون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية.
وكان مدير العمليات في «منظمة الهلال الأحمر» السورية خالد عرقسوسي صرح لوكالة «فرانس برس» أمس أن المنظمة أجلت مساء السبت حوالى 1500 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، من مدينة المعضمية، أحد معاقل المعارضة المسلحة في غرب العاصمة. وقال إن المنظمة أقلت هؤلاء، وغالبيتهم من الأطفال والنساء، من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم إلى مراكز الإيواء، مشيراً إلى أنهم «كانوا في حالة إعياء وخوف شديدين».
وأوضح عرقسوسي أن «فريق المنظمة قدم الرعاية الصحية للمدنيين الذين كانوا محرومين منها لفترة طويلة» بمساعدة 30 متطوعاً شاركوا في العملية. وأشار إلى أن «المنظمة لم تتمكن من الدخول إلى المدينة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى الذين لم تتمكن من إجلاء أي منهم»، لافتاً إلى أن منظمته كانت «الضامن لعملية الإجلاء فقط» في إشارة إلى اتفاق تم بين أطراف النزاع.
إلى ذلك، أفادت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) بأن مسلحين خطفوا عدداً من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شمال غربي سورية، بعدما فتحوا النار على سياراتهم أمس عندما كانوا في طريقهم إلى إدلب، ونقلوهم إلى مكان مجهول. وأكدت اللجنة الدولية خبر خطف ستة من موظفيها وسابع متطوع.
في غضون ذلك، قال رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا إن المجلس، أعلن «قراره الصارم من قبل أعلى هيئة قيادية فيه بأنه لن يذهب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية». وتابع: «إذا قرر الائتلاف أن يذهب نحن لن نذهب».
وكان رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا أكد استعداد «الائتلاف» لإرسال ممثلين عنه إلى المؤتمر المذكور خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك نهاية الشهر الماضي.
لكن صبرا قال: «أهل المعضمية يموتون جوعاً، غوطة دمشق تحاصر ومحرومة حتى من إدخال رغيف الخبز». وتساءل: «هل هذه الظروف يمكن أن تؤدي إلى مشروع سياسي يفتح أفقاً لتغيير وانتقال ديموقراطي في سورية؟»، وأجاب أنه «لا أحد يمكنه أن يتخيل ذلك». وأكد صبرا أن «رحيل الأسد هو الشرط للبدء بأي مفاوضات لأن بقاءه يوماً آخر في سدة الحكم في سورية يشجع على الإرهاب والتطرف في البلاد والمنطقة أيضاً».
وقالت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» إن مسؤولين في «المجلس الوطني» تلقوا اتصالات من عدد من المسؤولين الغربيين والإقليميين للاستفسار عن موقفه من «جنيف-2».
وأوضحت أن ديبلوماسياً روسياً التقى أعضاء في قيادة «المجلس الوطني» الذين أكدوا له ضرورة «تغيير موقف موسكو العلني من الثورة السورية كي تكون شريكاً في أي مشروع حول مستقبل سورية»، مقترحين تشكيل لجنة من المعارضة والأميركيين والروس لبحث صيغة لحل سياسي.
وزادت أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد لصبرا في اتصال هاتفي ضرورة «تحسين شروط» المشاركة في المؤتمر الدولي، مع التعاطي بـ «إيجابية» مع الأمر. وأشارت إلى أن وزيراً من دولة إقليمية حض «المجلس الوطني» على اتخاذ «الموقف الذي يناسب الشعب السوري بعيداً من حسابات أي دولة».
في المقابل، أعلنت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) برئاسة حسن عبد العظيم تصورها للحل السياسي في سورية، مقترحة «تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بالصلاحيات الكاملة الممنوحة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء في الدستور الحالي، لقيادة المرحلة الانتقالية، على أن ترأسها شخصية معارضة أو شخصية مستقلة يتم التوافق عليها»، إضافة إلى «تشكيل مجلس عسكري موقت يشارك فيه ضباط من الجيش السوري ومن المجموعات المسلحة التي توافق على الحل السياسي للأزمة في سورية».
ومن المقرر أن يبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في لندن اليوم التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف-2»، بعدما تطرق إلى الموضوع خلال اجتماعه أمس مع منسقة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون.
ميدانياً، طلب «الجيش الحر» أمس من سكان دمشق الابتعاد عن المقار الأمنية ومراكز النظام السوري لأنه قرر بدء استهدافها بالقصف. وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة استولوا على «أسلحة وذخيرة من مستودعات اللواء 78 للقوات النظامية» في قطنا بين العاصمة وهضبة الجولان، كما أسقطوا طائرة حربية في جنوب البلاد قرب حدود الأردن.
المرصد: إسلاميون متطرفون خطفوا العاملين في المجال الانساني
بيروت ـ أ ف ب
حمّل المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين مقاتلين اسلاميين متطرفين مسؤولية خطف ستة عناصر من اللجنة الدولية للصليب الاحمر وعنصر عامل في الهلال الاحمر السوري.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “أفرجت الدولة الإسلامية في العراق والشام، عن عناصر من الكتائب المقاتلة، وعاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت قد اختطفتهم يوم أمس على الطريق بين سرمين وسراقب، وأبقت على ثلاثة من اللجنة، وسائقين قيد الاحتجاز”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أعلنت في وقت سابق عن إطلاق ثلاثة من موظفيها وعنصر الهلال الاحمر المخطوفين في سورية منذ أمس الأحد. وأبدت اللجنة تصميمها على مواصلة مهامها في سورية، مؤكدة ان امن موظفيها يعتبر أولوية.
خطة اسرائيلية لإبقاء الاسد مقابل التنازل عن الجولان
القدس المحتلة – آمال شحادة
كشف رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، عن اقتراح سابق من قبل مسؤولين كبار في فترة حكومة بنيامين نتانياهو، السابقة، صفقة تضمن ابعاد الرئيس السوري، بشار الاسد، عما تسميه اسرائيل “محور الشر”، ايران حزب الله وحماس، مقابل التنازل عن مساحة شاسعة من الجولان حتى طبريا.
وفي مؤتمر لدعم حزبه في انتخابات السلطات المحلية، قال ليبرمان انه شهدت الفترة انذاك وساطة أمريكية بين اسرائيل وسورية حاولت خلالها الحكومة الإسرائيلية البدء في مفاوضات مباشرة مع الرئيس بشار الأسد اشرف عليها وقام بدفعها وزير الدفاع، انذاك، ايهود باراك، فيما نتانياهو بقي على اطلاع ومتابعة الاتصالات. وقد اكد ليبرمان لدى طرحه الموضوع ان موقف اسرائيل لن يتغير بما يتعلق بالتزاماتها تجاه الجولان وبانه لا علاقة لها بالتطورات التي تشهدها سورية ومتى ستنتهي.
يشار الى ان قانون الاستفتاء الشعبي الذي اقترحه نتانياهو وصادق عليه الكنيست، يلزم الحكومة بعرض أي اتفاق يتضمن تنازلات عن اراض تحت السيادة الاسرائيلية، للاستفتاء الشعبي.
هل يصار الى تشكيل محكمة لجرائم الحرب خاصة بسورية؟
واشنطن – ا ف ب
حين تصمت المدافع في سورية ويتوقف العنف والقتل، سيتعين جلب الذين يقفون خلف سنوات من الوحشية المروعة امام القضاء، كعنصر اساس من عملية اعادة اعمار البلاد ومساعدة المواطنين على تخطي جراحهم.
ومع ان اي بوادر حل لا تلوح حتى الآن في الافق للنزاع الدامي المستمر منذ اذار/مارس 2011، والذي اوقع اكثر من 110 آلاف قتيل، فإن مجموعة من القضاة والخبراء الدوليين باشرت العمل على منح الضحايا صوتاً من خلال انشاء محكمة خاصة بسورية.
وقال ديفيد كراين، الذي ترأس المشروع القاضي بوضع خطة من ثلاثين صفحة لمحكمة استثنائية خاصة بسورية لمقاضاة مرتكبي فظاعات تحدد بشكل مفصل كيفية انشاء اي محكمة في المستقبل، “هذا امر لم يحصل من قبل”.
وجمع كراين، النائب العام المؤسس للمحكمة الخاصة بسيراليون التي ادانت زعيم الحرب الليبيري تشارلز تايلور، اكثر من عشرة خبراء قانونيين من اجل تحديد “نقطة انطلاق” للمناقشات.
وقال كراين لوكالة فرانس برس “عادة تكتفي المجموعة الدولية بالجلوس مكتوفة الايدي والانتظار وحين يتم التوصل الى حل سياسي وتتوقف اعمال القتل يجهد الجميع بصعوبة لمعرفة ما ينبغي القيام به”.
وتابع “خطر لي ان نكون جاهزين ونعد هذه الخطة”.
وتعاون فريق كراين مع المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية واساتذة في جامعة سيراكيوز التي يدرس فيها، من اجل مراجعة الفظاعات التي ارتكبت في سوريا منذ اندلاع النزاع.
وملأت قائمة اعمال العنف هذه حتى الان ثلاثة مجلدات فيما يتواصل الجرد المروع.
واوضح كراين ان الفريق اعد حتى مسودات تهم ضد الرئيس السوري بشار الاسد و”اقرب اعوانه العشرة”، مشيراً الى انه تم اعداد مسودات تهم ضد بعض قادة المعارضة ومقاتلين اجانب.
ولم يكشف اي تفاصيل عن هذه التهم، مشدداً على ان توجيهها يبقى من صلاحيات النائب العام لاي محكمة يتم تشكيلها.
وقال كراين ان حوالى 90 بالمئة من الفظاعات التي ارتكبت في المراحل الاولى من النزاع كانت من فعل النظام، غير انه يقدر النسبة الان بالتساوي تقريبا بين النظام والمعارضة.
وقال “في بادئ الامر كانت هذه حرباً اهلية، كانت دامية. لكنها اتخذت الان منحى شخصيا. ازدادت دموية وكلما استمر الامر، تراجع احتمال عملية انتقالية سلمية”.
وما زالت تشكيلة اي محكمة مقبلة ودور المحكمة الجنائية الدولية في عملية المحاكمة موضع نقاش غير ان كراين شدد على ان المجهود الجاري “ليس عملاً اكاديمياً”.
وقال “ان المشروع يعده محترفون محنكون لديهم خبرة لاكثر من عشرين عاما في هذا المجال، وبحثهم لا يقتصر على القانون فقط، بل يدققون ايضا في الاجراءات العملية والنواحي السياسية والدبلوماسية لما يترتب القيام به من اجل بناء محكمة محلية او محكمة اقليمية او لمساندة المحكمة الدائمة”.
وبعد عامين من العمل والبحث، تكشف مسودة الخطة عن قناعة بان اي محكمة يتم تشكيلها “ينبغي ان تكون محلية ولكن تتضمن عناصر دولية”، كأن تتألف من قاضيين سوريين وقاض دولي.
ومن الافضل بحسب الخطة ان تتخذ المحكمة مقرا لها داخل سورية.
وشرح كراين “وجدنا في سيراليون ان محكمة تتخذ مقرا لها في موقع الجريمة نفسه تكون اكثر فاعلية”.
وتابع “اننا ننسى في نهاية المطاف ان هذه المحاكم تتعلق بالضحايا ويجب ان ينظر اليها على هذا الاساس، لا بد ان يكون مقرها في الموقع نفسه بحيث يكون بوسع مواطني سورية ان يشهدوا على انزال العدالة فعلا”.
ومن المحتمل اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاسد رغم ان سورية ليست من الموقعين على انشاء هذه الهيئة القضائية الدولية، فيما يمكن جلب بعض المسؤولين ذوي المراتب المتدنية امام محكمة محلية او اقليمية.
وتبقى امكانية صدور احكام اعدام في طليعة المسائل الشائكة المطروحة، مع العلم ان عقوبة الاعدام غير واردة في احكام المحكمة الجنائية الدولية كما انها لن تكون واردة على الارجح في انظمة اي محكمة دولية.
غير ان العديد من السوريين مصرون على الاحتفاظ بحكم الاعدام.
وقال كراين “انهم يريدون الانتقام في نهاية المطاف، وهذه ذهنية خاصة بالشرق الاوسط”، مشيراً الى ان “مفهوم العين بالعين والسن بالسن يعود الى آلاف السنين”.
واطلع كراين المحكمة الجنائية الدولية على خطة انشاء المحكمة الخاصة في سورية، كما قرأها باهتمام مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية التي تؤكد عزمها على مساعدة الشعب السوري على اقامة آليات محاسبة.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية “ما حصل في سورية صدم ضمائرنا، سواء بالنسبة لاستخدام اسلحة كيماوية او لمقتل مئة الف شخص”.
واقرت عبر التاريخ عدة آليات قضائية خاصة بدول شهدت نزاعات مثل رواندا والبوسنة والعراق.
وفيما يبقى العديد من السوريين متمسكين بالعدالة والمصالحة، قال المسؤول الاميركي ان هناك الكثير من “الاختلاف في الاراء بين سوريي الداخل والخارج”.
واوضح “نظراً الى وجود الكثير من مظاهر المحاسبة الجنائية بنظر السوريين، من المهم للغاية فهم جميع حسنات وسيئات كل من هذه الاليات”.
غير ان الجميع متفق على انه عندما يحين الاوان فسوف يعود للسوريين انفسهم ان يحددوا كيفية انزال العدالة بالذين تلطخت ايديهم بالدماء وهم اول من عانى من اعمال العنف.
“المجلس الوطني السوري” يرفض جنيف – 2 /إجلاء مدنيين وتفجيران في ساحة الأمويين
وجه “المجلس الوطني السوري” الذي يعتبر اكبر كتلة سياسية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، ضربة الى الجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية باعلانه عدم مشاركته في مؤتمر جنيف – 2، بينما انفجرت ليلا سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان في ساحة الامويين بقلب العاصمة السورية.
وفي وقت سابق، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان ستة من موظفيها الى أحد أفراد من الهلال الاحمر العربي السوري خطفوا في شمال سوريا على ايدي مسلحين مجهولين، مع اعلان السلطات السورية نقل 3000 شخص غالبيتهم من النساء والاطفال من معضمية الشام الى مناطق ايواء آمنة.
وصرح رئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” بان “المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه، انه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سوريا)”. وقال ان المجلس “لن يبقى في الائتلاف اذا قرر الائتلاف ان يذهب الى جنيف”. وعلل هذا الرفض بمعاناة الشعب السوري جراء النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف اذار 2011 والذي اسفر عن مقتل اكثر من مئة الف شخص. وتساءل: “هل يمكن ان تؤدي هذه الظروف الى مشروع سياسي يفتح افقا لتغيير وانتقال ديموقراطي في سوريا ؟ لا احد يمكن ان يتخيل ذلك”.
وفي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” أكد صبرا ان “هذا القرار لا رجعة فيه بالتأكيد، لأنه اتخذ بعد اجتماعات مطولة… والمعطيات التي اتخذ على ضوئها هي الظروف المحيطة بسوريا والسوريين داخل البلاد وفي المحيط الاقليمي والدولي”. واوضح ان “المجازر الجماعية ذات النكهة الطائفية التي يقوم بها النظام تستمر داخل البلاد بمساعدة ميليشيا حزب الله والميليشيا التي ارسلها له نوري المالكي والمسماة ألوية ابو الفضل العباس مع خبراء القتل الايرانيين”. واشار الى ان “العالم كله اصبح شاهدا على المذبحة التي جرت اخيرا في قرية صغيرة وهي الذيابية واصيب ضحيتها 120 ضحية”.
وازاء موقف المجتمع الدولي من رفض المجلس المشاركة في جنيف – 2، قال صبرا ان “ما يهمنا هو موقفنا امام شعبنا، ولدينا شروط كبيرة للذهاب الى جنيف – 2، اذ ليس من المعقول انه بعد سنتين ونصف سنة من اعمال القتل اليومية للسوريين تتم دعوة المجتمع الدولي الى شكل من اشكال المصالحة مع النظام. فاي فائدة من المؤتمر للسوريين اذا لم يكن هناك امكان لنقل البلاد من حالة الاستبداد القائمة، من نظام الموت الى نظام ديموقراطي تعددي، قام الشعب السوري بثورة من اجل ذلك؟”
وكان “المجلس الوطني السوري” تأسس خريف 2011 وهو يضم خصوصاً جماعة “الاخوان المسلمين” المحظورة في سوريا، قبل ان ينشاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في تشرين الثاني 2012 الذي ضم مجموعات جديدة الى المجلس.
وسبق لرئيس الائتلاف احمد الجربا ان ابدى استعداد الائتلاف لارسال ممثلين له الى مؤتمر جنيف – 2، لدى لقائه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في نهاية ايلول.
وامس، اثار الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي احتمال عقد المؤتمر منتصف تشرين الثاني، مشيرا الى ان على نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة التي يمثلها الائتلاف الوطني السوري ان يتوجها “الى جنيف من دون شروط مسبقة”.
الوضع الميداني
في غضون ذلك أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “تفجيرين ارهابيين بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان وقعا عند مدخل ساحة الامويين في دمشق”. ثم نقلت لاحقاً عن “مصدر ميداني ان كمية المتفجرات الموضوعة فى كل سيارة قدرت بنحو 100 كيلوغرام”، مشيرا الى أن احدى السيارتين من نوع “هيونداي” والثانية من نوع “هوندا”.
وافاد مراسل التلفزيون السوري من مكان الحادث ان “الانفجارين وقعا عند الاشارة الضوئية في مدخل ساحة الامويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وفصلت بينهما دقائق”. واوضح ان مبنى الاذاعة والتلفزيون “لم يصب باذى الا ان اضرارا اصابت الحاجز الاسمنتي الموضوع امامه”. ولم يشر الى اصابات في الارواح، الا انه تحدث عن “وجود اشلاء جثة يرجح انها لاحد الانتحاريين”.
وتسبب الانفجاران بقطع بث قناة “الاخبارية” السورية بعض الوقت.
من جهة اخرى قالت “سانا” ان وزارة الشؤون الاجتماعية نقلت بالتعاون مع محافظة ريف دمشق ومنظمة الهلال الاحمر العربي السوري 3000 طفل وامرأة من أبناء معضمية الشام حيث كانت تحتجزهم المجموعات الارهابية المسلحة”.
وصرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط بان هذه المبادرة أتت بعد “منع الارهابيين وصول المساعدات الانسانية والاعانات الى المدينة” لافتة “الى نقل جميع هؤلاء الاطفال والنساء الى مراكز اقامة موقتة”.
وكان مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي قال في وقت سابق ان المنظمة أخلت السبت نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من مدينة المعضمية.
واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له “خروج مئات المواطنين المدنيين من مدينة معضمية الشام اليوم الاحد التي تحاصرها القوات النظامية منذ بضعة اشهر وذلك لليوم الثاني على التوالي”. وقال ان ذلك تم “في اطار اتفاق تنفذه منظمات انسانية لاجلاء المواطنين عن المدينة التي تشهد نقصا كبيرا في المواد الغذائية والطبية”، وقد سجلت “وفاة طفلين نتيجة اصابتهما بمرض الماراسموس الناتج من سوء التغذية في نهاية آب الفائت”.
وتتهم المعارضة القوات النظامية بفرض حصار خانق على البلدة منذ أشهر، مما أدى إلى وفاة عدد من المدنيين، فيما تؤكد السلطات السورية ان مسلحي المعارضة يحتجزون سكان البلدة.
ويستمر سقوط قذائف الهاون على احياء في العاصمة، اذ سجل سقوط قذيفة في وسط العاصمة في حي القدم، اوقعت اصابات.
وتتواصل العمليات العسكرية في عدد من المناطق السورية وخصوصاً في السفيرة بريف حلب ويسيطر عليها مسلحون اسلاميون متطرفون مما ادى الى نزوح عدد من العائلات عنها منذ السبت.
إجلاء 1500 مدني من معضمية الشام والجيش يواصل عملياته في عمق الغوطة
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أجلى الهلال الاحمر العربي السوري نحو 1500 من المدنيين الذين كانوا محاصرين في مدينة المعضمية احد معاقل المعارضة المسلحة غرب دمشق، فيما خطف مسلحون ستة من موظفي الصليب الأحمر ومتطوعاً في محافظة ادلب. وقال الرئيس بشار الاسد ان الجيشين السوري والمصري يقاتلان الآن وبعد 40 سنة من انتصار حرب تشرين عدواً واحداً، ولكن هذه المرة من الداخل فهو عربي ومسلم.
أفاد مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد عرقسوسي ان المنظمة “نقلت نحو 1500 مواطن غالبهم من الاطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم الى مراكز الايواء”، مشيرا الى انهم “كانوا في حال اعياء وخوف شديدين”. وقال ان المنظمة امنت نقل عدد من المواطنين الذين “آثروا عدم الذهاب الى مراكز الايواء” الى الاماكن التي يرغبون في اللجوء اليها. واوضح ان “فريق المنظمة قدم الرعاية الصحية للمدنيين الذين كانوا محرومين إياها منذ فترة طويلة” بمساعدة 30 متطوعا شاركوا في العملية.
وأضاف ان “المنظمة لم تتمكن من دخول المدينة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى الذين لم تتمكن من اجلاء اي منهم”، لافتاً الى انها كانت “الضامن لعملية الاجلاء فقط” في اشارة الى اتفاق تم بين اطراف النزاع على اجلاء المدنيين.
وذكر ان عملية الاجلاء استمرت من الساعة الثالثة عصرا (12:00 بتوقيت غرينيتش) حتى الساعة السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينيتش) تقريباً.
وأعربت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط في تصريحات نقلتها الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن “حرص الحكومة على تأمين فرص العيش الكريم لهؤلاء النساء والاطفال بعدما عانوا الكثير من المجموعات الارهابية”.
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان مسلحين خطفوا ستة من موظفيها ومتطوعا محليا من الهلال الأحمر العربي السوري في ادلب بشمال غرب سوريا. وصرح الناطق باسم الصليب الاحمر ايوان واتسون في جنيف، بأن ليس للجنة أي اتصال بالمسلحين المجهولين، لكنها تناشدهم الافراج عن المخطوفين السبعة فوراً. ورفض كشف جنسيات المخطوفين أو جنسهم في الوقت الحاضر. وقال: “أستطيع أن أؤكد ان ستة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومتطوعا من الهلال الأحمر العربي السوري خطفوا قرب ادلب في شمال غرب سوريا… نطالب بالافراج الفوري وغير المشروط عن هذا الفريق الذي كان يقدم المساعدة الانسانية للأشخاص الأكثر حاجة… ونحن نفعل ذلك على جانبي خطوط المواجهة”.
وأورد الإعلام السوري الرسمي نبأ الحادث في وقت سابق قائلا إن المسلحين خطفوا موظفي الصليب الأحمر بعدما أطلقو االنار على سياراتهم. ونقلت “سانا” عن مسؤول لم تذكر اسمه ان موظفي الصليب الأحمر كانوا في الطريق في منطقة ادلب عندما قطع مسلحون طريقهم واطلقوا النار على قافلتهم وخطفوهم ونقلوهم الى مكان مجهول.
تدمير ضريح صوفي
وفي حادث آخر، قال ناشطون في المعارضة السورية إن تفجيراً دمّر ضريحاً صوفياً في شرق البلاد. وأضافوا أن المتشددين وضعوا المتفجرات في ضريح الشيخ عيسى عبد القادر الرفاعي في بلدة البصيرة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة على مسافة 45 كيلومتراً شرق عاصمة محافظة دير الزور وفجروه. وأشاروا الى أنهم يشتبهون في أن الهجوم من تدبير مقاتلين من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” التابعة لتنظيم “القاعدة”.
ونسبت وكالات للانباء الى ناشطين ان نحو 50 مسلحاً قتلوا خلال ثلاثة أيام من المعارك بين “الجيش السوري الحر” وتنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الاسلامية في مدينة حلب.
وقال الناشطون ان سلاح الجو السوري أغار على مواقع تسيطر عليها قوات المعارضة قرب مُجمع عسكري في بلدة السفيرة بريف حلب، فيما أكدت “سانا” سيطرة الجيش السوري النظامي على مناطق جديدة في ريفي حلب ودمشق.
وفي ما يتعلق بريف دمشق، استطاع الجيش السوري بسط سيطرته الكاملة على بلدة تلفيتا في ريف دمشق الشمالي مع مواصلة العمليات العسكرية في حيي القابون وبرزة وعلى محور بلدة القاسمية في عمق الغوطة الشرقية. كما تقدم الجيش في بلدة البويضة بريف دمشق، واستهدف تجمعات المسلحين في مزارع السقي شرق النبك.
وتحدث مقاتلون في المعارضة السورية عن اصابتهم طائرة حربية تابعة للقوات الحكومية قرب مدينة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن، لكن الطائرة تمكنت من الهبوط اضطرارياً في مطار عسكري قريب. وأضافوا أنهم استخدموا مدفعاً مضاداً للطائرات لإصابة الطائرة في منطقة ريفية قرب مدينة درعا الجنوبية مهد الانتفاضة على الأسد. وأشاروا الى أن الطائرة، وهي الثانية تستهدف هذا الشهر في المنطقة الحدودية عينها، رصدت وهي تهبط في مطار الثعلة القريب من مدينة السويداء.
الأسد
وتنشر مجلة “الأهرام العربي” المصرية في عددها الجديد حواراً مع الأسد قال فيه إن الجيشين السوري والمصري يقاتلان الآن وبعد 40 سنة من انتصار حرب تشرين عدواً واحداً، ولكن هذه المرة من الداخل.. فهو عربي ومسلم، وأن الخيانة التي كانت تمارس سراً قد باتت الآن خياراً علنياً تمارسه الدول والأفراد.
وأضاف: أنا أعتبر الإعلام كسلطة رقابة شعبية سلطة خامسة… ففي بلاد خمس سلطات أولاها سلطة الواقع ومن بعدها تأتي باقي السلطات بما فيها السلطة التنفيذية… وأنا أبني حساباتي غالباً على أسوأ الفروض في هذا الواقع”.
وطرح الأسد رؤيته لإعادة إعمار سوريا، وكيف أنه يفضل أن يقوم بذلك السوريون بأنفسهم، وكيف أنه يرى من الأفضل ألا يترك مستثمراً واحداً لبناء مئة بناية، وأن يتم تشجيع السوريين من أصحاب المشاريع الصغيرة على الاستثمار.
انتحاريان يستهدفان مبنى التلفزيون .. وهدنة إنسانية في المعضمية
هل تشتعل شرارة القلمون قبل «جنيف 2»؟
صورة وزعتها وكالة «سانا» امس لسوريين خلال مغادرتهم معضمية الشام في ريف دمشق امس الاول في اطار «هدنة» غير معلنة (ا ف ب)
كلما اقترب موعد «جنيف 2»، كلما ازداد حضور الميدان في قلب التطورات السورية. تشي بذلك سلسلة وقائع عسكرية وأمنية، أصاب آخرها قلب العاصمة السورية، ليل أمس، من خلال تفجيرين انتحاريين بسيارتين استهدفتا مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين وأديا إلى توقف بث قناة «الإخبارية السورية» لفترة وجيزة.
تشي بذلك المعلومات التي تم تداولها في غير عاصمة إقليمية ودولية، عن عملية عسكرية وشيكة للجيش السوري النظامي في المنطقة الممتدة بين الزبداني والقلمون على طول الحدود مع لبنان، حيث شوهدت أرتال من الحشود، فيما وضع الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جرود عرسال ومشاريع القاع على طول الحدود الشرقية في حالة تأهب تحسباً لأية تطورات عسكرية.
وفيما تواصلت المعارك بين عدد من الفصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري، سمحت هدنة إنسانية بين القوات السورية والمسلحين بخروج حوالي خمسة آلاف شخص من معضمية الشام في ريف دمشق.
سياسياً، أعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض، أمس، رفضه المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وذلك عشية اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في لندن اليوم.
وعلمت «السفير» أن اتصالا أجراه الملك الأردني عبدالله الثاني في الأسبوع الماضي بالرئيس السوري بشار الأسد، أبلغه خلاله حرص المملكة الأردنية على تجنب أي تورط في الأزمة السورية، مشدداً على أولوية الحل السياسي، مؤكداً أن بلاده اتخذت سلسلة إجراءات حدودية لمنع تسلل بعض المجموعات المسلحة باتجاه الأراضي السورية. وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في بيروت لـ«السفير» أن أكثر من دولة خليجية وغربية أعادت في الأيام الأخيرة فتح قنوات الاتصال مع العاصمة السورية، سواء عبر القنوات الأمنية التي يفضلها الأوروبيون، أو قنوات سياسية كتلك التي تم عبرها أول اتصال سوري ـ قطري رفضت المصادر الكشف عن مضمونه.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بحثا، في لندن، جهود تنظيم مؤتمر «جنيف 2»، وذلك قبل يوم من اجتماع كيري مع الإبراهيمي. ويأمل الأميركيون والروس والأمم المتحدة بعقد «جنيف 2» منتصف تشرين الثاني المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن حوالي 5 آلاف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، خرجوا من المعضمية في ريف دمشق، في غضون يومين، إلى مراكز إيواء في مناطق أخرى. يشار إلى أن الوضع الإنساني لآلاف الأشخاص المحاصرين في المعضمية تدهور كثيراً خلال الأشهر الماضية.
ولم يتم الكشف عمن يقف خلف الهدنة الإنسانية النادرة بين القوات السورية والمسلحين. وفي حين أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط إلى أن هذه المبادرة أتت بعد «قيام الإرهابيين بمنع وصول المساعدات الإنسانية والإعانات إلى المدينة»، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «إنها منطقة عمليات عسكرية منذ أشهر، ولهذا فما حصل من وقف لإطلاق النار وخروج المواطنين يعني وجود تعاون عالي المستوى». ورفض مسؤولون سوريون أو «قيادات» للمسلحين الحديث عن الموضوع.
وانفجرت سيارتان يقودهما انتحاريان، قرب مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في دمشق، وأدتا إلى توقف بث قناة «الإخبارية السورية» لدقائق. ونقلت «سانا» عن «مصدر ميداني أن كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو 100 كيلوغرام». وأفاد مراسل التلفزيون السوري من مكان الحادث أن «الانفجارين وقعا عند الإشارة الضوئية الموجودة عند مدخل ساحة الأمويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وفصلت بينهما دقائق». وأوضح أن مبنى الإذاعة والتلفزيون «لم يصب بأذى، إلا أن أضراراً أصابت الحاجز الإسمنتي الموضوع أمامه». ولم يشر المراسل إلى وقوع إصابات بشرية إلا انه أفاد «بوجود أشلاء جثة يرجح أنها تعود لأحد الانتحاريين». وقتل 50 مسلحاً في اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب مسلحة في حيي بستان الباشا ومساكن هنانو في حلب، فيما أغار الطيران السوري على مدينة السفيرة في ريف حلب. وخطف مسلحون 7 من عناصر الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري في ريف ادلب، فيما فجر إسلاميون مقام الصوفي عيسى عبد القادر الرفاعي في قرية بصيرة في ريف دير الزور. (تفاصيل صفحة 13)
ووجه «المجلس الوطني السوري» المعارض، الذي يعتبر اكبر كتلة في «الائتلاف الوطني»، ضربة للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بإعلانه عدم مشاركته في مؤتمر «جنيف 2».
وقال رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» بعد اجتماع في اسطنبول، إن «المجلس، وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف، أعلن قراره الصارم من قبل أعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية» في سوريا.
وذهب المجلس إلى أبعد من هذا الرفض، مهدداً بالانسحاب من «الائتلاف» في حال قرر المشاركة في «جنيف 2» المزمع عقده منتصف تشرين الثاني المقبل. وقال صبرا إن «المجلس لن يبقى في الائتلاف إذا قرر الائتلاف أن يذهب إلى جنيف». وعلل «الرفض بالمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري». وقال إن «أهل المعضمية (في ريف دمشق) يموتون جوعاً، غوطة دمشق تحاصر حتى بعدم إدخال رغيف الخبز». وتساءل «هل يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى مشروع سياسي يفتح أفقاً لتغيير وانتقال ديموقراطي في سوريا؟»، مشيراً إلى انه «لا احد يمكن أن يتخيل ذلك». («السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
قتال دموي بين مسلحي حلب.. وتدمير مقام صوفي
مدنيون يخرجون من حصار المعضمية
طارق العبد
تمكن عدد كبير من المدنيين في ريف دمشق من الخروج من إحدى اشد المناطق خطورة، في عملية غامضة التفاصيل. وفي وقت أصبحت فيه عاصمة الأمويين تحت رحمة قذائف الهاون، تجددت الاشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب مسلحة في حلب التي شهدت أيضا اختطاف مصور روسي.
وشهدت بلدة المعضمية في ريف دمشق تطوراً ملحوظاً في اليومين الماضيين، تمثل في خروج حوالى خمسة آلاف شخص خلالهما، غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي تحدثت عن نقلهم إلى مراكز إقامة موقتة في ريف دمشق، في حين تحدثت تقارير عن وجود اتفاق ضمني بين طرَفي الحرب اتاح خروج هؤلاء.
وعمل الهلال الأحمر السوري على نقل المرضى والمسنين، بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط ومحافظ ريف دمشق من دون أن تتضح تفاصيل العملية وعلاقتها بالمعارك في المعضمية التي تقع في الريف الجنوبي الغربي لمدينة دمشق، على بعد 10 كيلومترات من مركز العاصمة.
وتقع المعضمية في منطقة سهلية سكنية وزراعية وأخرى جبلية ويبلغ عدد سكانها ممن بقوا رغم العمليات العسكرية حوالي 12 ألف شخص، منهم 7 آلاف مدني، بحسب إحصائيات نشطاء المعارضة في المنطقة. وتعاني المعضمية من أزمة إنسانية خانقة اثر حصار يطبقه الجيش السوري منذ قرابة السنة لقطع كل طرق الإمداد والإغاثة، ومعها بساتين داريا حيث تكتسب أهمية قصوى، لكونها تشكل مدخل دمشق لجهة الجنوب الغربي، ويحيط بها مطار المزة العسكري ومقار الفرقة الرابعة.
وتشكل المنطقة أيضا جزءاً أساسيا من الغوطة الغربية، ما يعني ضرورة حسم معركتها وسيطرة القوات السورية عليها، وهو ما يسعى المسلحون إليه أيضا، لتشكل من خلال المعضمية وداريا مدخلاً لأكبر أحياء العاصمة، أي المزة وكفرسوسة.
إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، ان «قذائف هاون عدة قد سقطت في حي القصاع في دمشق ما أسفر عن سقوط جرحى». وكان تجمع معارض يطلق على نفسه اسم «حجارة من سجيل» أعلن عن عملية عسكرية سيقوم خلالها بقصف مراكز أمنية وعسكرية عدة. وطالب، في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، الأهالي في أحياء كالقصاع وباب توما والفيحاء وشارع بغداد بمغادرة منازلهم أو التزام الأقبية، فيما صدر بيان مماثل عن «الألوية والكتائب» في المناطق الجنوبية من دمشق.
وسقطت قذيفتا هاون أمس الأول في ساحة النجمة وسط العاصمة قرب سوق الشعلان الذي يشهد في هذه الأيام ازدحاماَ شديدا مع اقتراب عيد الأضحى. كما سقطت قذائف قرب فندق ينزل فيه مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حي أبو رمانة في دمشق، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 11.
ويضم تجمع «حجارة من سجيل» قرابة 30 «لواء وكتيبة» في الغوطة الشرقية، منها «لواء الإسلام» و«لواء جيش المسلمين» و«لواء أبي موسى الأشعري» و«كتائب فاروق الشام» و«شباب الهدى»، حيث أعلنت عن التجمع قبل حوالى الشهر، متوعدة باستهداف مقار الحكومة رداً على حصار الغوطة.
أما في حلب، فقد أشار «المركز الإعلامي السوري» المعارض إلى معارك واشتباكات في حي بستان القصر، في وقت أعلن فيه «لواء التوحيد» اختطاف مواطن روسي بوصفه «جاسوسا» بعد حديث الخارجية الروسية عن اختطاف مصور روسي في الشهباء.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن اشتباكات قد وقعت في بستان الباشا ومساكن هنانو في قلب المدينة، وتحديداً في الجزء الخاضع للمعارضة، حيث وقعت معارك بين «سرايا الأبابيل» و«الدولة الإسلامية»، تمكنت على أثرها «داعش» من السيطرة على مقار السرايا ونصب حواجزها في المنطقة.
وذكر «المرصد»، في بيان، «قتل حوالى 50 مقاتلا خلال ثلاثة أيام من المعارك بين جهاديين وعناصر من الجيش السوري الحر في حلب». وأوضح أن «المعارك جرت بين الخميس والسبت بين مسلحي الدولة الإسلامية وكتيبة تابعة للجيش السوري الحر»، فيما تحدث نشطاء في المعارضة عن اشتباكات مع «غرباء الشام» في حي الإنذارات شمال المدينة.
وكان «المرصد» ذكر أمس الأول إن الطيران الحربي أغار على مدينة السفيرة في ريف حلب التي يسيطر عليها مسلحون، وتقع قرب موقع يرجح ان يكون يحتوي على أسلحة كيميائية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية، امس، إن مسلحين خطفوا 7 من موظفي الصليب الأحمر على طريق سرمين – سراقب بريف ادلب، بعد إطلاق النار على سياراتهم. وقال متحدث باسم الصليب الأحمر الدولي ان المسلحين خطفوا 6 من عناصر الصليب الاحمر ومتطوعا سابعا مع الهلال الاحمر السوري في سراقب.
وفجر اسلاميون مقام الصوفي عيسى عبد القادر الرفاعي في قرية بصيرة في ريف دير الزور. وقال المعارض ابو الطيب الديري: «لدى الدولة الاسلامية قاعدة خارج القرية. ان سهولة تدميرهم للمقام تظهر ان قوتهم تتزايد».
تلويح ضمني بتدخل في سوريا ضد الإرهابيين
البرزاني: الخوف من حرب أهلية
حسين يونس علي (14 عاماً) يسير إلى جانب زوجته ندى علي حسين (17 عاماً) خلال عرسهما المخالف للقوانين العراقية في مدينة تكريت في الثامن من الشهر الحالي (رويترز)
هدّد رئيس إقليم كردستان في العراق مسعود البرزاني، أمس، بضرب «الإرهابيين في أي مكان»، بما في ذلك سوريا، مشدداً في الوقت نفسه على عدم توريط الأكراد في الأزمة السورية والحرب التي «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، فيما حذر من أن الصراع الدائر في العراق قد يتحول إلى حرب أهلية.
وترافق حديث البرزاني مع تواصل وتيرة أعمال العنف في العراق، حيث سجل اليومان الأخيران سقوط حوالي خمسين قتيلا وإصابة نحو 160 في سلسلة تفجيرات، بينما أدخلت السلطات العراقية جميع قواتها في حالة استنفار واتخذت إجراءات أمنية مشددة في بغداد وفي بقية المحافظات استعداداً لاستقبال عطلة عيد الأضحى.
وقال البرزاني، في أول تعليق مباشر له على الهجوم الذي استهدف مدينة اربيل في 22 أيلول الماضي، إن هذا الهجوم، الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» رداً على تهديدات البرزاني بمقاتلة المجموعات الجهادية، انه «لم يكن
الوحيد، فقبل ذلك حصلت هجمات كثيرة لكن أجهضت قبل التنفيذ أو خلال التنفيذ». وأكد، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أجريت أمس الأول، رداً على سؤال حول إمكانية ضرب المتورطين في الهجوم، وتحديداً في سوريا، انه «لن نتردد في توجيه ضربات إلى المجرمين الإرهابيين في أي مكان»، مضيفاً أنه «لا يمكن للإرهابيين ان يقيموا قاعدة في كردستان».
ويأتي ذلك بعد يوم على إعلان أجهزة الأمن في إقليم كردستان اعتقال الخلية المرتبطة بالهجوم الأول من نوعه منذ شهر أيار العام 2007، مؤكدة أنهم أتوا من الخارج، في إشارة محتملة إلى سوريا المجاورة.
وقال رئيس الإقليم، خلال اللقاء، إن «من واجبنا أن نحمي الكرد أينما كانوا إن كان ذلك باستطاعتنا»، معلناً أنّ «قوات البشمركة» قامت في السابق بتدريب شبان أكراد سوريين بهدف حماية مناطقهم من هجمات المسلحين في سوريا. وقال «هذا صحيح، تم تدريب عدد من الشباب لكن فعلا ليس بهدف الدخول في الحرب». وتابع «رأينا أن الكرد يجب أن يقفوا على مسافة واحدة حتى لا يورطوا الشعب الكردي في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل».
وعن التقارير التي أشارت إلى أن أكراد سوريا يسعون إلى إعلان منطقة مستقلة في شمال البلاد، قال البرزاني إنّ «القرار يعود إلى الكرد في سوريا ونحن لم نسمع منهم أي رغبة أو نية في إعلان استقلال في ذلك الجزء».
من جهة أخرى، قال إن أزمات الدول التي يعيش فيها الأكراد في المنطقة لا تمثل فرصة للأكراد للمضي في إقامة دولتهم، موضحاً «لا نريد ان نحقق هدفنا على حساب الآخرين». وأضاف «نحن لا نشمت بالآخرين عندما يتعرضون إلى الأزمات. بالعكس نريد أن يكون الكرد جزءاً من الحل وأن يساهموا في تفكيك الأزمات وليس في تعقيدها».
ورأى انه «حقٌ طبيعي للشعب الكردي أن تكون له دولته لكن هذا لن يتحقق بالعنف بل يجب أن يتم بشكل طبيعي وأن يعطى الوقت اللازم لتحقيقه». واستدرك «لا يمكن أن تحل المشكلة الكردية بالعنف في أي جزء من الأجزاء. نحن نرى انه من حق الكرد ان يعيشوا كغيرهم وأن يتمتعوا بحقوقهم لكن العصر هو عصر التفاهم ونحن نشجع الحوار بين الكرد والدول، في أي دولة من هذه الدول التي تتقاسم كردستان».
وحول الوضع العراقي الداخلي، حذر البرزاني من أن «الوضع بصورة عامة أصبح معقداً جداً» في ظل تصاعد أعمال العنف الطائفية، مشيراً إلى أن «هناك مخاوف حقيقة في أن تتطور الصراعات إلى حرب أهلية لا سمح الله».
ورأى أن «التركيز كله منصب حالياً على إجراء الانتخابات في الربيع المقبل، ولا اعتقد أن المشاكل الأساسية ستحل قبل تلك الانتخابات»، التي من المفترض أن تنظم في شهر آذار المقبل.
وحول ما إذا كان يطمح أن يكون رئيساً للعراق في ظل استمرار غياب الرئيس جلال طالباني، الذي يتلقى منذ نهاية العام الماضي علاجاً من جلطة دماغية في ألمانيا، أكد البرزاني «لا أرغب في أن أكون رئيساً للعراق». وقال أيضاً، حول ما إذا ما كان يرغب في أن يصبح رئيساً لدولة كردية مستقلة، «أتمنى أن تكون دولة كردية، وفليكن مَن يكن رئيساً لهذه الدولة».
وفي سياق تصاعد أعمال العنف في العراق، قتل 42 شخصاً، على الأقل أمس، وأصيب حوالي 120 في سلسلة هجمات بتفجير تسع سيارات وعدد من العبوات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وتأتي هذه الأعمال، بعد يوم على مقتل 15 شخصاً، معظمهم من النساء، وإصابة حوالي 40 بجروح في تفجير سيارة وسط سوق شعبي في مدينة سامراء شمالي بغداد. وسجلت أكثر الهجمات دموية، أمس، في مدينة الحلة في محافظة بابل، حيث أدى تفجير سيارة قرب متجر إلى مقتل ثمانية وإصابة نحو عشرين، على الأقل.
ووقعت بقية الهجمات، التي استهدفت في معظمها متاجر ومواقف حافلات، مناطق الصويرة ومدينة الكوت في محافظة واسط ومدينة السماوة في محافظة المثنى ومدينة الديوانية في محافظة القادسية ومدينة البصرة ومدينة المحمودية في جنوب بغداد ومدينة النهروان في جنوب شرقي بغداد.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)
الأسد ممازحا: جائزة نوبل للسلام كان يجب أن تكون لي
بيروت- (ا ف ب): قال الرئيس السوري بشار الأسد ممازحا بانه كان يستحق جائزة نوبل للسلام التي فازت بها منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تعمل على تدمير الترسانة الكيميائية في بلاده، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفة لبنانية.
وقالت صحيفة (الاخبار) القريبة من دمشق الاثنين إن الأسد “علق ممازحا” على فوز المنظمة بجائزة نوبل للسلام بالقول “هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي”.
وكانت اللجنة النروجية منحت في 11 تشرين الاول/ اكتوبر المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا، جائزة نوبل للسلام للعام 2013، مطالبة الدول القليلة التي لم تنضم بعد الى معاهدة حظر هذه الاسلحة، بالتوقيع عليها.
وباتت المنظمة تحت الاضواء منذ تكليفها بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي صدر في 28 ايلول/ سبتمبر، الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية لنظام الرئيس الاسد بحلول منتصف العام 2014.
وكان العديد من الناشطين السوريين اعربوا عن امتعاضهم من نيل المنظمة الجائزة، قائلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان الامر يمثل “انتصارا” للرئيس الاسد.
وتحاط انشطة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة الموجودة في سوريا منذ الاول من تشرين الاول/ اكتوبر بسرية تامة. واعلنت المنظمة ان المفتشين يزورون مواقع للاسلحة الكيميائية وان عملية تدمير هذه الاسلحة قد بدأت، مؤكدة ان السلطات السورية تبدي تعاونا.
وصدر القرار الاممي اثر هجوم كيميائي قرب دمشق في 21 آب/ اغسطس اتهمت المعارضة والدول الغربية النظام بالمسؤولية عنه، وهو ما نفته دمشق.
ولوحت الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية ضد سوريا ردا على هذا الهجوم، قبل التوصل مع روسيا في 14 ايلول/ سبتمبر الى اتفاق على نزع الترسانة الكيميائية السورية.
واندلعت احتجاجات ضد النظام السوري منتصف آذار/ مارس 2011، تحولت الى نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 115 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كيري يدعو إلى حكومة انتقالية في سوريا لإحلال السلام فيها
لندن- (يو بي اي): دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى إقامة حكومة انتقالية في سوريا لإحلال السلام فيها، بعد المباحثات التي أجراها في لندن الإثنين، مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى كيري، قوله “إن مؤتمر السلام في جنيف حول سوريا يجب أن ينعقد في أقرب وقت ممكن لإقامة حكومة مؤقتة من أجل السماح بإمكانية إحلال السلام فيها”.
واضاف “نعتقد أن تحديد موعد لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) يمثل مسألة عاجلة من أجل العمل نحو سوريا الجديدة”.
واعتبر كيري أن الرئيس السوري بشار الأسد “فقد شرعيته كقوة متماسكة قادرة على الجمع بين الناس″، فيما اعلن الإبراهيمي أنه “سيزور منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع للقاء ممثلين عن جميع الأطراف في محاولة لوضع موعد محدد لمؤتمر جنيف 2″.
وكان وزير الخارجية الامريكي وصل إلى لندن أمس (الأحد) المحطة الأخيرة لجولة خارجية امتدت اسبوعين وزار خلالها اليابان، واندونيسيا، وبروناي، وماليزيا، وافغانستان.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض أنه لن يشارك في مؤتمر (جنيف 2).
أخوان سوريا يدعون المسلمين إلى نصرة السوريين
لندن- (يو بي اي): دعت جماعة الأخوان المسلمين في سوريا المسلمين في كل مكان إلى نصرة السوريين، وحذّرتهم من التخلف عن مد يد العون لهم مع اقتراب الأزمة في بلادهم من دخول عامها الثالث.
وقال المراقب العام للجماعة المعارضة المحظورة، محمد رياض شقفة، في رسالة وجهها الاثنين إلى الشعب السوري لمناسبة حلول عيد الأضحى وتلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منها “يمر بنا عيد الأضحى وقد تكالب علينا الأشرار من كل جانب، ورمانا أعداء الإنسانية عن قوس واحدة، وشعبنا السوري صابر محتسب”.
وأضاف “نحن في يوم العيد وكل الأيام، لا ننسى هذا المصاب الأليم الذي أُصيب به شعبنا السوري على امتداد أرض سورية الجريحة، ولن ننسى مناظر الدم والحزن والخراب التي تكاد لا تنقطع، ولن ننسى صرخات الألم والوجع التي أصبحت روحاً سارية في كل جسد سوري على امتدادها”.
وخاطب شقفة من وصفهم بـ(الثوار الأحرار) أن اعداءكم “هم أعداء الإنسانية وقد تجردوا من كل القيم، فوحّدوا صفوفكم وكونوا يداً واحدة وليسامح بعضهم بعضاً واغفروا زلات بعضكم تجاه بعض، فانتم أخوة والأخوة تقتضي منكم التكاتف والتآزر، ولن ندّخر جهداً في نصرتكم، وسنؤثركم على نفوسنا وأرواحنا”.
وجدد العهد على “أن تكون سورية في المستقبل القريب رمزاً للحب والإخاء والعدل والسلام”.
مقتل 20 شخصا على الأقل بتفجير سيارة مفخخة في إدلب وانقطاع الكهرباء عن عدة محافظات سورية
بيروت- دمشق- (ا ف ب)- (د ب أ): قتل 20 شخصا على الأقل الاثنين في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سقط ما لا يقل عن 20 شهيدا وجرح العشرات اليوم في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش” الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
واوضح المرصد ان من بين القتلى طفل و11 رجلا، وان عددهم مرشح للارتفاع “بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة”.
من جهتها، اشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” إلى أن الانفجار وقع “وسط منطقة السوق في بلدة دركوش”.
وبث ناشطون اشرطة قصيرة مصورة على موقع (يوتيوب) الالكتروني، تظهر اللحظات الاولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمار كبير واحتراق عدد من السيارات.
وتقع دركوش على نهر العاصي، وعلى بعد كيلومترات من الحدود مع تركيا.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011، الى مقتل أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.
ومن جهة أخرى، انقطع التيار الكهربائي الاثنين عن العاصمة السورية دمشق ومحافظات أخرى، وذكرت تصريحات رسمية أنه ناجم عن خلل بإحدى محطات توليد الطاقة الكهربائية، دون توضيح طبيعة هذا الخلل أو الفترة التي سيستغرقها إصلاحه.
وقال سكان في مناطق مختلفة في دمشق لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن العاصمة غرقت في ظلام دامس فجر الاثنين، حيث انقطع التيار الكهربائي عن كافة أنحاء المدينة عند الساعة الخامسة صباحا.
ونقلت الوكالة السورية للانباء (سانا) عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله إن انقطاع التيار الكهربائي في عدد من محافظات المناطق الوسطى والساحلية والجنوبية ناجم عن خلل في إحدى محطات توليد الطاقة الكهربائية، مضيفا أن “ورشات الصيانة والإصلاح في الوزارة تعمل على إصلاح هذا العطل وإعادة التيار الكهربائي إلى وضعه السابق تدريجيا خلال الساعات القليلة القادمة”.
ولم يوضح الوزير السوري طبيعة هذا العطل، أو المدة التي يحتمل أن يستمر فيها القطع، كما لم يسم بالضبط المحافظات التي طالها ذلك.
وسبق أن شهدت دمشق ومحافظات سورية عدة انقطاعات كاملة للكهرباء لساعات مستمرة، أعادتها تصريحات رسمية إلى هجمات على محطات توليد أو خطوط نقل وقود. وتعرضت محطات توليد كهرباء وخطوط وأنابيب نقل الوقود والغاز للمحطات إلى العديد من الهجمات، خلال الأحداث التي تشهدها البلاد ما أدى إلى انقطاع التيار عن عدة مناطق من البلاد، كما تسببت الأعمال العسكرية إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق منذ أشهر.
وتقول المصادر الرسمية إن 40 بالمئة من خطوط التوتر العالي، خارج الخدمة، بسبب عمليات تخريب متهمة عصابات مسلحة بالوقوف ورائها، كما تشير إلى تعرض أكثر من 5000 محولة كهربائية للتخريب.
مسلحون يخطفون موظفين بالصليب الاحمر كانوا في طريقهم الى ادلب
المجلس الوطني السوري المعارض يرفض المشاركة في جنيف 2 انفجار سيارتين مفخختين عند مدخل ساحة الامويين في دمشق
عواصم ـ وكالات: وجه المجلس الوطني الذي يعتبر اكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض ضربة للجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية بإعلانه عدم مشاركته في مؤتمر جنيف 2.
يأتي ذلك فيما اعلنت منظمة الهلال العربي السوري عن قيامها بإجلاء نحو 1500 مدني من مدينة المعضمية الواقعة في ريف العاصمة دمشق والتي يسيطر على معظم اجزائها مقاتلو المعارضة وتشهد حصارا خانقا منذ اشهر.
وقال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا في اتصال هاتفي مع ‘فرانس برس′ ان ‘المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سورية)’.
وكان المجلس الوطني تأسس في خريف 2011 ويضم بشكل خاص جماعة الاخوان المسلمين النافذة والمحظورة في سورية، قبل ان يتم انشاء الائتلاف الوطني السوري في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 الذي ضم مجموعات جديدة اضافة الى المجلس الوطني.
ويضم المجلس صقور المعارضة التي اعلنت على الدوام رفضها التفاوض قبل رحيل الأسد عن السلطة.
وذهب المجلس الوطني السوري الى ابعد من هذا الرفض مهددا بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الاخير المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) والهادف الى جمع النظام والمعارضة الى طاولة واحدة لايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وقال صبرا ان المجلس ‘لن يبقى في الائتلاف اذا قرر الائتلاف ان يذهب الى جنيف’.
وكان رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا اعلن استعداد الائتلاف لارسال ممثلين عنه الى مؤتمر ‘جنيف 2′ خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نهاية ايلول (سبتمبر).
الى ذلك انفجرت سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان بمدخل ساحة الامويين في قلب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية مساء امس الاحد.
ونقلت الوكالة في شريط اخباري عاجل ‘تفجيران ارهابيان بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان عند مدخل ساحة الامويين في دمشق’ من دون الاشارة الى وقوع ضحايا، في حين نقل التلفزيون السوري صور سيارة مشتعلة في المكان.
ونقلت الوكالة في وقت لاحق عن مصدر ميداني ‘ان كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو 100 كغ’ ،مشيرا الى أن احدى السيارتين من نوع هيونداي والثانية من نوع هوندا.
من جهته افاد مراسل التلفزيون السوري الرسمي من مكان الحادث ان ‘الانفجارين وقعا عند الاشارة الضوئية الموجودة عند مدخل ساحة الامويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وفصلت بينهما دقائق’.
واوضح المراسل ان مبنى الاذاعة والتلفزيون ‘لم يصب بأذى الا ان اضرارا اصابت الحاجز الاسمنتي الموضوع امامه’.
ولم يشر المراسل الى وقوع اصابات بشرية الا انه افاد ‘بوجود اشلاء جثة يرجح انها تعود لاحد الانتحاريين’. وبث التلفزيون صورا لمكان الانفجار بدت فيها السنة لهب تضيء المكان.
يذكر ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اطلقا المبادرة لعقد مؤتمر دولي يجمع ممثلين للحكومة السورية والمعارضة في ايار/ مايو، لكن موعد المؤتمر ارجىء مرات عدة بسبب خلاف حول الاهداف والمشاركين بين روسيا، حليفة نظام دمشق، والدول الغربية.
واثار الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي امس الاحد احتمال عقد المؤتمر في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، مشيرا الى ان على نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة التي يمثلها الائتلاف الوطني السوري ان يتوجها ‘الى جنيف من دون شروط مسبقة’.
ويخشى من ان يعزز هذا الرفض من الخلاف الذي تعاني منه المعارضة التي تعاني اصلا من الانقسام.
وعلل رئيس المجلس هذا الرفض بالمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري جراء النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف اذار/ مارس 2011 واسفر عن مقتل اكثر من مئة الف شخص.
ولفت رئيس المجلس الى ان ‘اهل المعضمية (احد معاقل المعارضة المسلحة غرب العاصمة) يموتون جوعا، غوطة دمشق (منطقة في ريف دمشق) تحاصر حتى بعدم ادخال رغيف الخبز′.
وتساءل صبرا ‘هل يمكن ان تؤدي هذه الظروف الى مشروع سياسي يفتح افقا لتغيير وانتقال ديموقراطي في سورية ؟’، مشيرا الى انه ‘لا احد يمكن ان يتخيل ذلك’.
الى ذلك، اكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي لوكالة ‘فرانس برس′ امس الاحد ان المنظمة قامت مساء السبت باجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من مدينة المعضمية.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان مسلحين خطفوا عددا من موظفي الصليب الاحمر في شمال غرب سورية بعدما فتحوا النار على سياراتهم امس الاحد.
واضافت الوكالة الرسمية نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه ان موظفي الصليب الأحمر كانوا في طريقهم الى ادلب عندما قطع مسلحون طريقهم واطلقوا النار على موكبهم وخطفوهم ونقلوهم الى مكان غير معلوم.
وقالت الوكالة إن ‘مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت اليوم عددا من العاملين في بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سورية’ وهو المصطلح الذي تستخدمه الحكومة لوصف المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
ولم يذكر التقرير مزيدا من التفاصيل مثل جنسيات المخطوفين. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التقرير)
متشددون اسلاميون يدمرون ضريحا صوفيا في شرق سورية
عمان ـ رويترز: قال نشطاء في المعارضة السورية ان تفجيرا دمر ضريحا صوفيا في شرق البلاد امس الأحد واتهموا متشددين مرتبطين بـبالقاعدةب انضموا إلى الحرب الأهلية التي تتزايد فيها النزعة الطائفية.
وأضاف النشطاء أن المتشددين وضعوا المتفجرات في ضريح الشيخ عيسى عبد القادر الرفاعي في بلدة البصيرة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة على بعد 45 كيلومترا شرقي عاصمة محافظة دير الزور وفجروه صباح امس الأحد.
وقال النشطاء الذين اتصلت بهم رويترز انهم يشتبهون في ان الهجوم من تدبير مقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة.
وقال ناشط يدعى ابو الطيب الديري من دير الزور االدولة الاسلامية (في العراق والشام) لها قاعدة خارج البلدة. السهولة التي وصلوا بها إلى الضريح تشير إلى ان وجودهم يتنامى.’
وأظهرت لقطات فيديو وصورة نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا تحول الضريح إلى ساحة تمتلىء بقطع الحجارة والحطام وأسياخ الحديد الملتوية إضافة الى قبة صغيرة في الخلفية.
وقالت مصادر بالمعارضة ان عدة قبور ومواقع اخرى تابعة للمتصوفة تعرضت اما للحرق او التدمير في المحافظة خلال الاشهر القليلة الماضية.
وقال المرصد السوري الذي يعتمد في معلوماته على شبكة من المصادر في انحاء سوريا ان ضريحا اخر تعرض للتفجير في نفس المنطقة الشهر الماضي.
وتتصاعد حدة التوتر في دير الزور بين الدولة الاسلامية في العراق والشام المؤلفة بشكل كبير من مقاتلين اجانب وبين كتائب مقاتلة اخرى تكونت من قبائل بشرق البلاد انقلبت على الرئيس السوري بشار الأسد بعد حملته العنيفة لاخماد الاحتجاجات في الاشهر الاولى للانتفاضة ضد حكمه.’
المخابرات السورية أرسلت السيارتين المفخختين الى طرابلس عبر جبل محسن ورحيم يطالب بحل الحزب العربي وطرد السفير السوري في حال ثبوت التورّط
سعد الياس
بيروت- ‘ القدس العربي’: لايزال التوتر مسيطراً على منطقة جبل محسن بعد إقدام شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي على توقيف عدد من المشتبه بهم في التفجيرين اللذين استهدفا مسجدين في طرابلس في 23 آب الماضي عبر تفجير مسجدي ‘السلام’ و’التقوى’ ما أدى إلى وقوع 51 شهيداً وأكثر من 350 جريحاً، وذلك من خلال العملية النوعية التي قامت بها الشعبة واعتقلت فيها المدعو يوسف دياب الذي اعترف بأنه من قاد وركن السيارة التي انفجرت أمام مسجد ‘السلام’.
وكشفت التحقيقات أن مجموعة قوامها 7 أشخاص جميعهم ينتمون إلى الحزب العربي الديموقراطي من منطقة جبل محسن ويرأسها المدعو حيان حيدر، هي المسؤولة عن تنفيذ التفجيرين الإرهابيين في طرابلس، وأن يوسف دياب هو من تولّى تفجير مسجد السلام في حين أن المدعو أحمد مرعي هو من قاد السيارة التي ركنها وفجّرها أمام مسجد التقوى.كما بيّنت التحقيقات أن المخابرات السورية بدأت التخطيط والتنسيق للعمليتين الإرهابيتين بالتعاون مع الموقوف الشيخ أحمد الغريب، لكن هذا الأخير لم يشارك في التنفيذ لأن الاستخبارات السورية ارتأت التعاون مع مجموعة لديها خبرات سابقة في مجال التفجيرات، ووقع اختيارها على مجموعة السبعة من جبل محسن.
ويحسب تحقيقات شعبة المعلومات فإن المخابرات السورية سلّمت عملاءها السيارتين المفخختين في منطقة القصر القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية، ومن هناك سهّل المدعو حسن جعفر المعتقل لدى شعبة المعلومات مرور السيارتين عبر مدينة الهرمل إلى بلدة القبيات في عكار، حيث استلمتهما مجموعة السبعة التي نقلتهما إلى جبل محسن في 21 آب (اغسطس) الماضي حيث جرى الإبقاء عليهما لمدة يومين قبل تنفيذ العمليتين الإرهابيتين في 23 آب (اغسطس).
ويأتي إنجاز شعبة المعلومات عشية الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيسها السابق اللواء وسام الحسن، ليشكّل هدية تقدّم لروحه وجهوده في سبيل تطوير الشعبة وتعزيز قدراتها في حماية السلم الأهلي والدفاع عن أمن المواطنين في وجه الإجرام الذي يستهدفهم من كل حدب وصوب.
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمر بتوقيف يوسف دياب اضافة إلى لبنانيين آخرين مشتبه بهم بتفجيرات طرابلس، وسطّر مذكرات بحث وتحرّ بحق أربعة آخرين من جبل محسن.وتمت عملية توقيف دياب بصورة دقيقة وخاطفة ومن دون أي اشكال يذكر، حيث دهمت عناصر من فرع المعلومات محلاً تجارياً يملكه عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة عند مدخل الجبل، وأوقفت دياب بعدما كانت تحركاته موضع متابعة من قبل الشعبة منذ اكثر من شهر وبإشراف مباشر من القضاء.
وكانت اشتباكات واعمال قنص دارت بين جبل محسن وباب التبانة على خلفية توقيف فرع المعلومات ليوسف دياب الذي يدافع عنه الحزب العربي الديموقراطي العربي معتبراً انه ‘بريء’ من التهم الموجهة له.
في المقابل، قال عضو هيئة المسلمين الشيخ نبيل رحيم ‘ما وصلنا ان معطيات التوقيف وتوجيه التهم استندت الى معطيات مسح الهواتف الخليوية، وكاميرا المراقبة، ناهيك عن الاعترافات خلال التحقيق’.
ورأى ‘ان المطلوب يتلخص بتسليم الحزب العربي الديموقراطي للمشتبه فيهم للتحقيق معهم، وفي حال ثبت تورطهم فلا بد من حل ‘الحزب الديموقراطي’ وطرد السفير السوري من لبنان، لأن قراراً مماثلاً بالتفجير لا يمكن اتخاذه دون امر مباشر من السلطة في دمشق’.
مخيمات السوريين في تركيا تستعد لاستقبال العيد والشتاء
غازي عنتاب ـ من أورهان تشيشك: تتخذ السلطات التركية كافة التدابير في مخيمات اللاجئين السوريين في ولايات تركيا المختلفة، لكي يستقبل اللاجئون عيد الأضحى المبارك، وفصل الشتاء، الذي أصبح على الأبواب، في أفضل الظروف.
وفي تصريح أدلى به إلى مراسل وكالة الأناضول للأنباء، أوضح منسق شؤون اللاجئين السوريين في تركيا، ‘ويسل دالماز′، أن 200 ألف سوري يقيمون في 22 مخيمًا للاجئين تتوزع على 10 ولايات، فضلًا عن 500 ألف سوري آخر يقيمون في مختلف المدن التركية.
وأفاد ‘دالماز′ أن السلطات التركية تعتزم توزيع الحلوى والملابس وألعاب الأطفال على الأسر اللاجئة في المخيمات بمناسبة حلول عيد الأضحى، إضافة إلى توزيع لحوم الأضاحي.
وأوضح أنهم سيواصلون تقديم المساعدات إلى اللاجئين في المخيمات، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل وقف شلال الدم المستمر في سوريا.
وأشار إلى أنهم سيبدؤون بتوزيع المدافئ في المخيمات بسبب اقتراب فصل الشتاء، إلى جانب توزيع البطانيات، متوقعًا أن تقدم منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية الألبسة الشتوية والمعاطف والبطانيات، بعد قيامهم بإبلاغها عن حاجة اللاجئين.
وأكد ‘دالماز′ أن التحكم بالوضع سيكون صعبًا في حال عبور اللاجئين الحدود بشكل عشوائي، مضيفًا: ‘من الآن فصاعدًا نعتزم الإبقاء على اللاجئين أولًا على الجانب الآخر من الحدود في حال الموجات الجماعية. حاليًّا هناك مخيمات على الجانب الآخر من الحدود يقيم فيها حوالي مئة ألف شخص’.
وأفاد أن معظم السوريين، الذي قدموا إلى تركيا في بداية أحداث العنف، لم يتم تسجيلهم، مضيفًا أن العمل على تسجيل اللاجئين بدأ منذ العام الماضي في محافظات غازي عنتاب وكلس وشانلي أورفا، حيث سُجل حوالي مئة ألف لاجئ في محافظة غازي عنتاب.(الاناضول)
صحف غربية: في ريف حماة ملوا من المقاتلين .. والموالون للنظام اتهموا بقرة بشتم الرئيس
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ حمص، هي ثالث مدينة سورية محفورة في ذاكرة المسلمين بانها مثوى القائد المسلم العظيم خالد بن الوليد، بطل مؤتة ومعارك الفتح الاسلامي، وفي الوقت الحالي المدينة التي هي المكان الذي تفجرت فيه الثورة المسلحة ضد نظام بشار الاسد، وكذلك المدينة التي تحولت بيوتها واحياؤها الى انقاض، وتلال من الحجارة، وينتشر فيها الجوع والقتل والنهب والاختطاف، وقصة ما يجري في داخلها يحيكها جيمس هاركين في تقرير له نشرته صحيفة ‘الغارديان’، حيث يقارن بين زيارته لها العام الماضي وما شاهده اخيرا.
ويقول انه قابل ابو علي اول مرة في شباط (فبراير) العام الماضي حيث كان في زيارة لسورية ويحاول العثور على من يوصله الى حمص التي كان الجيش السوري يقصفها. في حين لم يكن هم ابو علي السياسة بقدر ما كان مهتما بالثمن الانساني للازمة التي تمر بها بلاده.
وينتمي ابو علي الى ما يطلق عليه الجناح المعتدل من المعارضة السورية، فهو يعارض بشار الاسد، الرئيس السوري لكنه يرى ان عسكرة الانتفاضة كانت خطأ مع انه يؤمن بحق الناس في الدفاع عن انفسهم.
ولم يكن ابو علي في حينه قادرا على مساعدة هاركين، لكنهما ظلا على تواصل. ففي تموز (يوليو) الماضي اخبر ابو علي هاركين ان 1600 من اقاربه ومعارفه واصدقائه ومن يتصل بهم قتلوا خلال العامين ونصف الماضيين ومعهم ‘مشاعرنا ماتت’.
ومن هنا التقى هاركين مع ابو علي في الشهر الماضي في دمشق حيث كان هذا الصحافي بزيارة حمص للاطلاع على ما يجري فيها وهي المدينة التي كان يعيش فيها مليون شخص، فحمص التي كانت تعرف بعاصمة الثورة السورية لم تعد كذلك ولم يعد احد يشير اليها بهذا الوصف.
في الداخل نظام والخارج مقاتلون
هي تعيش مثل بقية المدن السورية حالة من الجمود تقوم من خلاله قوات النظام بالسيطرة على داخل المدينة فيما يتحرك المقاتلون والمعارضة المسلحة في القرى والارياف المحيطة بها. وتعيش المدينة فوق هذا حالة من الصراع الطائفي بين السنة والعلويين الموالين للنظام. ويضيف التقرير ان ما تقوم به فرق الامم المتحدة من تدمير للترسانة الكيماوية التي تملكها سورية لا يهم السوريين ولا يهمهم من يموت بالغاز السام لان الذين يموتون بالرصاص والمتفجرات عددهم اكبر.
ويتحدث عن ابو علي وهو من الطائفة العلوية، والذي يعاني من مشاكل في الظهر بسبب اساليب التعذيب التي تعرض لها اثناء سجنه وعانى من ‘الكرسي الالماني’ في سجن صديانا في اواخر الثمانينات من القرن الماضي، حيث قضى فيها 12 عاما لنشاطاته في الحزب الشيوعي.
ويقول ابو علي ان 36 من زملائه عانوا من التعذيب على الكرسي الالماني حيث يتم ربط الرجلين واليدين بالكرسي حتى يعاني السجين اكبر قدر من الالم في ظهره. ويتحدث ابو علي عن المشاكل اليومية التي تواجه السوريين من ارتفاع الاسعار، وعدم توفر فرص العمل بسبب الحرب حيث خسر عمله في مجال الطاقة الشمسية، ويعيش بدون راتب، قائلا ان من يحصل على الرواتب الان هم موظفو الحكومة فقط.
ويقضي ابو علي وقته يساعد الهاربين من المعارك في حمص والمناطق الاخرى في سورية، ويدير كذلك برنامجا للعناية بـ 600 عائلة فرت من ريف حماة وحلب. ويقوم بجمع المال وتوفير الاغطية والطعام لهم.
ويتحدث ابو علي بأسف عن ارتفاع اسعار حليب الاطفال وعدم توفر الاموال للتعليم حيث تعاني المناطق الامنة من ازدحام في اعداد الطلبة وقلة في الكتب الدراسية، وحتى في المناطق هذه يعيش السكان تحت خطر اصابتهم بقنابل الهاون التي اخطأت هدفها. ويقول ابو علي ان ابن اخيه حمزة قتل مع خطيبته عندما كان يتسوقان في منطقة تعتبر آمنة والتي تعرضت لصواريخ المقاتلين.
في الطريق الى حمص
ويقول هاركين ان التوصل لحقيقة ما يجري من صراع في سورية امر صعب، فمن الصعوبة بمكان حصول الصحافيين الاجانب على تأشيرات دخول لسورية، وحتى لو حصلوا فلا يستطيعون السفر خارج دمشق لان هذا يحتاج الى اذن من وزارة الاعلام من تحدده. وعليه يجد الصحافيون الاجانب انفسهم امام خيارين وهما استطلاع مزاج الشارع في العاصمة او القبول ومقابلة ما تقول الحكومة انهم جهاديون القي عليهم القبض.
ونفس الامر في المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين حيث يتعرض فيها الصحافيون لخطر الاختطاف، كما ان حضور القاعدة في هذه المناطق يجعل من نقل الاخبار والتقارير امرا صعبا.
ولهذا يقررهاركين المغامرة ويركب الحافلة من محطة دمشق المركزية ويسافر الى حمص، وكان يجلس بجانبه شاب ذاهب الى بلدته قرب حماة بعد ان سجل في جامعة دمشق، وتحمل الحافلة اثار الرصاص الذي اصاب كل نافذة من نوافذها، ويقول له الشاب ان صديقين له اصيبا برصاص اثناء الرحلة، ولولا الحياء لارتمى على ارضية الحافلة طوال الرحلة. ولا يبدي الشاب اعجابا بالنظام ذلك ان عمه قد اعتقل قبل 18 شهرا ولم يسمع منه منذ ذلك الوقت. ولا يحبذ المقاتلين، فاهل بلدته باتوا يكرهونهم ‘وسئموا منهم، فهم يأتون ويفجرون نقاط التفتيش خارج المدن ثم يفرون، وبعد ذلك تأتي الميليشيات المؤيدة للنظام وتسرق كل شيء’، وسرقت الميليشيات بقرة وحيدة لعجوز في قرية مجاورة وعندما ناشدهم سكان القرية اعادتها قالوا ان البقرة تكلمت كلاما سيئا عن الرئيس بشار.
وتعتبر حماة التي تعرضت لمجزرة على يد والد الرئيس الحالي وتغلي فيها المشاعر المعادية للنظام هادئة حيث ينتشر فيها الجنود بشكل اجبر المعارضة على الصمت مما دعا المقاتلين لاتهام حماة بالخيانة حسبما يقول الشاب الذي يحاول اخفاء مواقفه السياسية في الجامعة التي ينتشر فيها الكثير من مؤيدي النظام ‘عندما اكون بينهم اقول انني احب الرئيس وادعو لمعاقبة الارهابيين’.
في داخل حمص
ويقول هاركين ان وصف حمص بالمدينة المحاصرة ليس دقيقا فهناك جيوب لا تزال تحت سيطرة المقاتلين بمن فيها مناطق داخل البلدة القديمة حيث يعيش 3 الاف مواطن، يعانون من نقص المواد الغذائية وانقطاع دائم للكهرباء ويعيشون في اوضاع مزرية. اما المناطق الاخرى في حمص فتعود الى حياتها الطبيعية ولكن بشكل حذر.
ويقول ابو علي ان حمص مقسمة الى ثلاثة اقسام، الجيوب التي تقع تحت سيطرة المقاتلين، وتلك التي تعتبر معاقل قوية للنظام والثالثة التي يعيش فيها متعاطفون مع المعارضة والتي يسيطر عليها النظام وهي التي يعيش فيها ابو علي.
وبخلاف جيوب المعارضة فهاتان المنطقتان تحصلان على المساعدات والدعم الحكومي خاصة فيما يتعلق باسعار الخبز وتتوفر فيهما المواد الغذائية بشكل كبير، لكن الاسعار مرتفعة ولا يستطيع الحصول على الكثير منها الا من يملك المال. ويقول ابو علي ان المقاتلين كانوا يهربون الطعام والماء الى الاحياء التي تقع تحت سيطرتهم عبر انفاق وممرات ارضية الا ان النظام اكتشفها وقام بتفجيرها. ومن المتوقع ان تسقط هذه بيد النظام مثلما سقط حي بابا عمرو من قبل.
حي الوعر
وفي منطقة المعارضة التي يعيش فيها السنة بشكل كامل يلتقي مع صديق لابو علي وناج من بابا عمرو، يرفض الحديث مع الصحافيين ويقول ان الحديث عما حصل في حيه يجعله يبكي، لانه مصاب بمرض في عينيه فلا يريد الحديث. ولكن يقول ان السوريين شعب متفائل وخلفه 7 الاف من الحضارة وان احسن اصدقائه جاءوا من العلويين، فالصداقة تنبع من المعاملة لا الدين ‘ولا اتمنى ان يرى احد ما شاهدته’ في بابا عمرو.
يعيش ابو علي وامجد وهما كما يكشف علويان في احياء آمنة. ويقول هاركين انه بعيدا عن القنابل والرصاص الذي يهدد الحياة في حمص هناك الخطر الطائفي الزاحف والذي يمثل خطرا على حمص وكذا سورية، مشيرا الى استهداف حي الوعر الذي يعيش فيه 500 الف شخص نصفهم من الهاربين هربوا من مناطق تقع تحت سيطرة المقاتلين. وكل شخص في الحي سني، ولا يقع بشكل كامل في يد الحكومة وبهذا يصعب الدخول اليه. ويعاني الحي من ظروف صعبة وازدحام، ويعتمد النظام على المواقع العسكرية المحصنة لمراقبة المنطقة، كما يقوم بتحييد الخطر باستخدام القناصة والصواريخ، مما يجعل حي الوعر ‘سجنا مفتوحا’.
ويقول انه تعرف في حي الوعر على شاب هرب من جيب تسيطر عليه المعارضة وظلا على تواصل. وقد تحول الشاب من الحلم بالحصول على وظيفة او فتاة الى التعاطف مع الجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة.
ويدرس في جامعة تشرين لكنه يشاهد في رواحه وايابه ما تقوم به الشبيحة من اعمال. ورفض الشاب كل العروض التي قدمها له هاركين بارسال مساعدة مالية ولو بسيطة.
وفي الفترة الاخيرة طلب مبلغا من المال مما يشير للازمة التي يمر بها ومن يعيش في الحي، ويقول الشاب ‘هنا في حمص كل السنة يريدون الرحيل، اراك بعد النصر’.
حياة مزدوجة
لكن الرحيل يحصل يوميا، في مناطق اخرى حيث يتدفق اللاجئون على الحدود مع الاردن وتركيا، وقلة من اللاجئين من يعودون الى بلدهم ليس للاستقرار الدائم ولكن للقتال.
ونشرت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ قصص مقاتلين سوريين يقودون حياة موزعة بين العائلة في مخيمات اللاجئين والقتال داخل سورية.
ويشير التقرير الى الحياة المزدوجة التي يقودها اشخاص مثل وائل الور، وحسين الزعبي. وعلى خلاف المقاتلين الاسلاميين الذين حققوا تقدما ضد قوات الحكومة في الاشهر الاخيرة فهؤلاء المقاتلون الذين يقطعون الحدود الاردنية مع سورية هم من اصحاب المصالح الصغيرة، من النجارين والسباكين ممن وجدوا انفسهم وسط الحرب، حيث يقاتلون لاسابيع في الساحات القتالية، يتصلون اثناءها مع عائلاتهم عبر الهواتف وبعد ذلك يعودون الى الاردن للعلاج من جراح اصابتهم او متابعة المصالح التجارية التي قد تضررت بسبب غيابهم عنها.
وما يميز هؤلاء اكثر هو انتماؤهم للجيش الحر وتلقيهم تدريبات على يد مدربين امريكيين، اي انهم جزء من برنامج الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) التي وسعت من برامجها التدريبية في محاولة منها لحرف ميزان القتال داخل سورية لصالح المعتدلين في المعارضة السورية. وتنقل الصحيفة عن الزعبي قوله ان تنقله في البداية كان صعبا بين الاردن وسورية، ولكنه نجح في تشكيل كتيبة ‘فجر الاسلام’ في الريف الشمالي من درعا.
وفي الوقت الذي تأثرت فيه مدينة الرمثا القريبة من الحدود مع سورية وخفت فيها الحركة التجارية الا ان هؤلاء المقاتلين المتنقلين فتحوا واجهات تجارية في انحاء متفرقة من المدينة، واستأجروا شققا يلتقون فيها ويخططون للمعارك ولنقل المعدات والمساعدات لداخل سورية، وفي الوقت نفسه يواصلون حياتهم العادية كاباء وازواج.
مواقف سلبية
ومع ذلك يعاني اللاجئون السوريون من مواقف سلبية من سكان الرمثا الذين يشعرون بضغط اللاجئين عليهم.
فالحرب ليست بعيدة عنهم، والاتصالات الاردنية تغطي شبكتها منطقة درعا مما يسهل على المقاتلين الاتصال مع عائلاتهم وهم يقاتلون، كما ان اصوات المتفجرات والصواريخ يمكن ان تسمع بسهولة في بيوت اهل الرمثا.
وتشير الصحيفة الى محمد عسكر الذي قضى شهرين وهو يقاتل داخل البلاد ثم عاد ليمارس حياته كأب، ويساعد في ارسال الاولاد الى المدرسة. وفي احد الايام سمع بنات اردنيات وهن يصرخن ‘يا سوريون يا شحاذون يا نور’ مما دفعه للتوقف عن ارسال ابنائه للمدرسة.
فقد كان عسكر قبل الثورة التي اندلعت اولا في درعا، يملك مصنعا لتعليب الطماطم ويشغل فيه 30 عاملا. ويقول انه شعر قبل الثورة انه حقق ما يريد ثم جاءت الثورة ودمر مصنعه وكان عليه ان يبدأ من الصفر. وينقل التقرير الاثر المعنوي الذي يتركه غياب الاباء على العائلات التي تنتظر على الرغم من توفر وسائل الاتصال السريعة. وتشير مواقف الاردنيين الى وجود اعداد كبيرة من السوريين، فهم يتهمون بالاستيلاء على الوظائف ومنافسة بقية الاردنيين فيها، ومن جهة يساعدون الاقتصاد الاردني من خلال الاعمال الصغيرة التي يقومون بانشائها، ويقومون في الوقت نفسه بالمهن التي يتجنبها او لا يرغب الاردنيون بعملها. ويتحدث تقرير لصحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ الى مطاعم الوجبات السريعة ذات النكهة الدمشقية التي بدأت تؤكد حضورها في العاصمة عمان، وتقول الصحيفة ان المطاعم هذه اضافة الى ايس كريم بكداش الشهير هي جزء من موجة تجارية تحمل الوعود وتهدد بتغيير وجه الاردن في الوقت نفسه.
سليم ادريس يلتقي وزير الخارجية القطري في اسطنبول
بهية مارديني
ايلاف
اجتمع رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس مع وزير الخارجية القطري خالد العطية في اسطنبول أمس في لقاء انضم إليه العديد من القادة الميدانيين في الكتائب المسلحة، كما كشف مصدر مطلع لـ”إيلاف”.
كشف مصدر مطلع لـ”ايلاف” أن اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، اجتمع بوزير الخارجية القطري خالد العطية في اسطنبول أمس، في لقاء لم تعلنه وسائل الاعلام.
وأكدت المصادر ان كتائب وقوى وقادة فصائل عسكرية واعضاء في الجيش الحر، بعضهم ممن وقعوا على بيان الـ13، انضموا إلى الاجتماع في وقت لاحق. ووصف المصدر اللقاء بالمهم والايجابي والشامل، واشار المصدر إلى عرض كل المشاكل العالقة. وقال: “تطرق الاجتماع إلى الاوضاع داخل سوريا، وكيفية دعم الفصائل المقاتلة على الارض”.
تحرك ادريس
وكانت مجموعات إسلامية من مقاتلي المعارضة السورية أعلنت في وقت سابق أنها لا تعترف بأية تشكيلات معارضة في الخارج، بما فيها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية والحكومة المؤقتة.
وتوجه بعدها اللواء ادريس إلى داخل سوريا، في محاولة لرأب الصدع وتوحيد مواقف التشكيلات المقاتلة وتعزيز عملها وحل مشكلاتها، حيث أصدرت 13 من كبرى الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا بيانًا في 24 أيلول (سبتمبر) توضح فيه موقفها من الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة برئاسة أحمد الطعمة.
ورأت هذه الفصائل أن ممثلها يجب أن يكون من أبنائها الصادقين، يعيش همومها ويشاركها في تضحياتها. واعتبرت أن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج من دون الرجوع إلى الداخل لا يمثلها، ولا تعترف بها.
ودعت هذه القوى، ومنها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ولواء التوحيد ولواء الإسلام، جميع الجبهات العسكرية والمدنية إلى التوحد في إطار إسلامي واضح، ينطلق من سعة الإسلام، ويقوم على أساس جعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع. كما دعا البيان جميع الجبهات العسكرية والمدنية إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة ونبذ التفرقة والاختلاف، وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الجماعة.
وكان ادريس وأحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني المعارض، قد التقيا المجلس العسكري الاعلى وقيادة الاركان وقادة الجبهات الخمس في اسطنبول. كذلك سافر ادريس في وقت سابق إلى العاصمة الاردنية عمّان، والتقى والجربا بعسكريين وناشطين من داخل سوريا، حضر بعضهم من مناطق الذيابية والحسينية التي شهدت مجازر نفذها النظام.
فلسطينيو اليرموك يتظاهرون ضد فتوى أكل القطط والكلاب
لوانا خوري
ايلاف
بعد ثلاثة أشهر من الحصار المطبق، أفتى شيخ في مخيم اليرموك بجواز قتل القطط والكلاب وإطعامها لمن بقي في المخيم من البشر، يقاومون حملة “الجوع أو الركوع” التي ينفذها النظام السوري بتصميم.
إيلاف من بيروت: يحاصر النظام السوري مناطق واسعة جنوب دمشق عقابًا لها على تحررها من نيره، فيمنع عنها وعن الساكنين فيها الماء والطعام منذ أشهر، خصوصًا معضمية الشام.
واليوم، يطبق النظام السوري حصاره التمويني على مخيم اليرموك الفلسطيني بدمشق، والذي بدأه منذ ثلاثة أشهر تحت شعار “الجوع أو الركوع”، معاقبًا من بقي فيه من فلسطينيين وسوريين على اتخاذهم جانب الثورة ضده، حتى عضهم الجوع.
هذا الجوع دفع بشيخ منبر جامع فلسطين في المخيم لإصدار فتوى تحلل ذبح القطط والكلاب لإطعام الجائعين. ونصت الفتوى على جوازِ أكل لحم القطط والحمير والكلاب للمحاصرين في المخيم، بعد أن بلَغُوا مرحلةَ الاضطرار المفضي إلى الهلاك.
سوريا بدها حرية
إلا أن هذه الفتوى ليست ما يرضى به الجائعون، فخرجوا في تظاهرات في مخيمي اليرموك وفلسطين، اللذين توقفت الحياة فيهما، وهربت من بين خرائبهما الانسانية، فترك أهلهما لنوع جديد من الظلم، بعدما هربوا من ظلم إسرائيل… إلا أن ظلم ذوي القربى أشد مرارة!
خرج الفلسطينيون هاتفين ضد الجوع، وضد لحم القطط والكلاب التي متى التهموها هجرتهم إنسانيتهم، وما أدركوها بعد ذلك، ورفعوا اللافتات والشعارات ضد محاصرهم، كما يخرج السوريون حتى اليوم في كل جمعة، رافعين شعار “سوريا بدها حرية”… سوريا اليوم تريد الحرية والخبز معًا.
الأسد يكشف أسباب تخليه عن الكيميائي
في حوار مطول يكشف الرئيس بشار الأسد اسباب موافقته على نزع سلاحه الكيميائي، كما يتحدث عن مؤتمر جنيف 2 والموقف العراقي، وكذلك تخلي حركة حماس عنه في أكثر من مناسبة، والكثير من القضايا الهامة.
رغم مرور نحو ثلاثة أعوام على الثورة السورية، لا يزال الرئيس بشار الأسد في الحكم، مستفيداً من صعوبة التركيبية الدولية، وحتى حينما قالت لجنة الامم المتحدة إن اسلحة كيميائية استخدمت في ريف دمشق، لم يتمكن العالم من التحرك، ووافقت الولايات المتحدة على المبادرة الروسية لنزع الأسلحة الكيميائية كمخرج آمن يحفظ لها ماء الوجه، وهي التي قالت مراراً إنها ستتحرك في حال تجاوز الأسد الخط الأحمر.
اليوم، وبعد بدء المفتشون الدوليون في مهتمهتم الصعوبة في سوريا، يبدو بشار الأسد مرتاحاً، وهو يتحدث لمراسل صحيفة الاخبار اللبنانية ايلي شلهوب، عن أن روسيا بموقفها الداعم له، هي تدافع عن نفسها، ويقول الأسد إن أمن سوريا واستقرارها تحميهما السياسة، أكثر من الترسانة العسكرية. يعتقد بأن التوازن الدولي هو الضمانة الأمثل. ثلاثة فيتوهات روسية صينية خلال عمر الأزمة السورية خير دليل.
حتى الترسانة الكيميائية لا يأسف الرئيس السوري عليها. يراها سلاحا ردعيا فات زمانه لثلاثة اسباب: أولاً، تطوير قوة الردع الصاروخية السورية، الممكن استخدامها منذ اللحظة الأولى للحرب، أنهى ضرورة الكيميائي، الذي لا يستخدم إلا كرصاصة أخيرة، عندما يستخدم العدو ترسانته النووية. ثانيا، جرى تقدم كبير في العقدين الماضيين في طرق استيعاب ومعالجة آثار السلاح الكيميائي. فعاليته العسكرية لم تعد ذات جدوى فعلية؛ السلاح الكيميائي له أثر معنوي، إذ إننا نرى أنه كلما ازداد التوتر توزع اسرائيل الاقنعة الواقية على مواطنيها الخائفين، لكن عندما تستخدم تلك الأسلحة، يمكن علاج آثارها بسهولة. هي حكاية داء ودواء.
والدليل -حسب الأسد- خمسة جنود سوريين أصيبوا بهجمة كيميائية للمعارضة عولجوا بحقن وعادوا الى ساحة المعركة بعد يومين. من هنا، يقول الاسد، إن سوريا أوقفت تصنيع الاسلحة الكيميائية في ١٩٩٧ واستعاضت عنها بالاسلحة التقليدية التي يراها العامل الحاسم في الميدان. يوضح أنه أقام البنية التسليحية لجيشه على الصواريخ. «تكفي السيطرة بالنار على مطارات إسرائيل لتشلها». معروف أن قوة اسرائيل بسلاحها الجوي. أما ثالثاً، فلأن الحرب الآن داخلية.
لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري، يقول الأسد. في عام ٢٠٠٣ طرحت دمشق اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. كان الكيميائي السوري ورقة تفاوضية ثمنه النووي الإسرائيلي. اليوم تغير الثمن. جرى الاتفاق على تسليمه في مقابل تجنيب سوريا العدوان. حتى التصنيع العسكري التقليدي، الذي كان موجها ضد إسرائيل، بات موجها لعدو الداخل، وفي هذا خسارة أيضا. وعن فوز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجائز نوبل للسلام، علّق الأسد ممازحاً: «هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي».
جنيف لن يعقد
لا يعتقد الاسد بان مؤتمر جنيف ٢ سيعقد، وإن حددوا له موعدا في تشرين الثاني. ربما يحصل فقط تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى ابعاد شبح الحرب. يقول انه لا مشكلة لدى سوريا بالحضور. مطلبها واضح ويقوم على مبدئين: صندوقة الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين. الأول للموافقة على اي اتفاق يجري التوصل اليه ولاختيار اي رئيس مقبل للبلاد. والثاني لوقف الحرب. «كلما قتلنا الف ارهابي، دخل البلاد ألفان».
مشكلة الغرب في أن الجماعة التي يدعمونها للمفاوضات مفككة، وليس لها سيطرة على الارض. «الحر» بات في حكم المنتهي. عناصره تركوه إما للانضمام إلى الجماعات الإسلامية، أو إلى الدولة، حيث عاد بعضهم وهو يقاتل الآن في صفوف الجيش السوري. لم يبق من القوى التي دعمها الغرب والخليج سوى الارهابيين، هؤلاء لا مكان لهم في جنيف 2.
المشكلة، من وجهة نظر الأسد، لدى الطرف الآخر، الغربي تحديداً. يقول إن من يستطيع الغرب اشراكه في المؤتمر لا سيطرة له على الارض، ومن لديه سيطرة على الارض لا إمرة للغرب عليه. يستذكر أنه ذات مرة جاءه الاخضر الابراهيمي حاملا اليه تقديرا اميركيا بوجود الفي مجموعة مسلحة. سأله الرئيس السوري عن تقديره هو، فاجاب ١٢٠٠ مجموعة. من يستطيع التحكم فيها وضمان تنفيذها لاي اتفاق سياسي.
حماس كذابة
حضرت حركة حماس من باب التساؤلات التي أثارتها تسريبات عن زيارة مشعل الى طهران، وإمكان أن تكون دمشق، وقصر الشعب تحديداً، محطته التالية. كان الأسد حريصا على وضع النقاط على الحروف. بدأ حديثه بالتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ثمانين عاما، لم تُعرف الا بالتقلب والمصلحية والغدر، قبل أن يضيف إن دمشق لم تعامل «حماس» منذ البداية على أنها جزء من هذه الجماعة. «كان الأوروبيون يأتون الينا ويسألون عما تفعله حماس هنا، كنا نقول لهم إنها حركة مقاومة». وحدها تلك الصفة التي أكسبت «حماس احتضان سوريا ودعمها ورعايتها لها».
«عندما بدأت الأزمة، قالوا (مسؤولو حماس) إنهم وجهوا الينا نصائح. هذا كذب. من هم ليوجهوا نصائح إلى سوريا؟ ثم قالوا إننا طلبنا مساعدتهم، وهذا غير صحيح. فما علاقتهم في الشأن الداخلي السوري». جاء ذاك اليوم الذي اعلن فيه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي تصريحاته المسيئة. «نعم طالبناهم باتخاذ موقف». بعد فترة جاؤوا يقولون إنهم ذهبوا الى القرضاوي وتحدثوا معه. قلنا إن من يريد أن يتخذ موقفا سياسيا يتخذه علنا. ما قيمة الموقف الذي يؤخذ في غرف مغلفة. فكان ما كان من قطيعة. قررت «حماس» في النهاية أن تتخلى عن المقاومة وتكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين. «لم تكن هذه المرة الأولى التي يغدرون فيها بنا. حصل ذلك قبلا في ٢٠٠٧ و٢٠٠٩». تاريخ من الغدر والخيانة، قبل أن يتمنى «لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك» في ذلك. حماس انحازت ضد سوريا منذ اليوم الاول، لقد اخذوا خيارا.
غريب كيف حضر وليد جنبلاط وويليام بيرنز فجأة عند السؤال عن امكانية أن يستقبل مشعل. «لا تستبعد أن ترى جنبلاط هنا»، مزحة أرفقت بقهقهة. مع اثارة الموضوع مجددا، استذكر يوم جاءه وليام بيرنز قبل غزو العراق عام ٢٠٠٣. وقتها، قدم بيرنز مجموعة من الطلبات تحت عنوان تسهيلات لضرب العراق، بينها على سبيل المثال السماح للطائرات المغيرة بعبور الأجواء السورية. لم يكن أحد من الناس العاديين ليلحظ ذلك. كان جواب الاسد بسيطا. «أنتم دولة بلا مبادئ، تقيمون سياستكم الخارجية على قواعد تجارية، قدموا إلينا صفقة وسنبحث ان كانت في مصلحتنا ونعرضها على الشعب السوري». مقاربة اختلف حولها المفسرون، وإن بدا واضحا أن قلب الأسد لا يزال مثخنا بالجراح التي تسببت بها «حماس»، مع إبقاء الباب مفتوحا، إذا فرضت المصلحة اختراقات معينة. في النهاية السياسة قناعات… ومصالح.
مصر والعراق
كان لافتا مستوى الرضى والتقدير الذي يكنه الأسد للعراق. «موقفه جيد جداً منذ البداية». الأكثر اثارة للانتباه أنه كان حريصا على التأكيد أنه لا يتحدث فقط عن بغداد، بل عن الأكراد. عن كردستان العراق. رغم أن وزير الخارجية، هوشيار زيباري، المحسوب على هذا المكون الكردي، جنح بضع مرات في بعض المواقف، لكن موقف العراق «جيد جداً».
وما يجري في مصر متابع بدقة في دمشق، على أعلى المستوى. الأسد يؤكد أن «مصر هي حصن العرب»، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع «كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الأميركية»، بل كان الأسد حريصا على التأكيد أن العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي. القنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت. الآن العلاقات مع مصر أفضل من العهدين الفائتين.
تسيس الدين وصفة للتفكيك
لن تتبع سوريا نسخة لبنانية او عراقية تحت أي ظرف. سوريا كانت وستبقى دولة قومية علمانية مدنية لان هذه هي الصيغة الوحيدة الملائمة لتماسك سوريا التي تتمتع بالتعددية الدينية والطائفية والعرقية. الدين بالنسبة إليه هو المظلة التي تتفيأ فيها كل القطاعات، من سياسة واقتصاد وثقافة وغيرها، لكن لا تسييس للدين في سوريا لانها ببساطة وصفة لتفكيكها. للدين دوره الروحي والانساني، وللمؤسسات الدينية دورها الدعوي. وأشاد الرئيس هنا بالدور الوطني الكبير الذي يؤديه رجال الدين الوطنيون في الحفاظ على وحدة النسيج السوري ومكافحة الافكار التكفيرية، وذكر بالتخصيص الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي استشهد في هذه الطريق.
اللاجئون السوريون شكلوا النسبة الأكبر من ضحايا سفينة مالطا
أ. ف. ب.
شكل السوريون الهاربون من النزاع الدامي في بلادهم، لدى إبحارهم من ليبيا في ظروف تسودها الفوضى، القسم الاكبر من اللاجئين القتلى جراء غرق سفينتهم، الذي اسفر عن اكثر من 30 قتيلاً الجمعة قرب مالطا.
فاليتا: رغم محاولتهم الهرب من النزاع الدموي في بلادهم، إلا أن سوء الحظ يلاحق السوريين، حيث شكلوا القسم الاكبر من اللاجئين القتلى جراء غرق سفينتهم الجمعة قرب مالطا. والبلد الذي انطلقوا منه هو إحدى ابرز النقاط المشتركة مع غرق سفينة في الثالث من تشرين الاول (اكتوبر) ومصرع 360 شخصًا ممن كانوا على متنها قرب لامبيدوزا، كما تفيد حصيلة جديدة. وكان معظم الضحايا في هذه الحالة من الاريتريين الذين تقول الامم المتحدة إن حوالي ثلاثة آلاف منهم يفرون شهريًا من القمع القاسي لنظام اسمرة وعمليات التجنيد الاجبارية.
واقع مرير
وفي كارثة يوم الجمعة، كانت السفينة تنقل خصوصًا سوريين وابحرت الخميس من زوارة (ليبيا) التي تبعد 60 كلم فقط عن الحدود التونسية، كما قال للسلطات ناجون بلغ عددهم 206 من اصل 270 الى 400 مسافر.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال السوري عاشور الذي فقد زوجته الحامل بتوأم وابنهما البالغ الثانية من عمره، إنه هرب من “وضع رهيب” في سوريا لتأمين “مستقبل لعائلته”. ولم يتبقَ له سوى ابنته الصغيرة التي تبلغ الثانية من عمرها، والتي كان يحتضنها بين ذراعيه عندما جنحت السفينة.
موجات اللاجئين
ودعا وزير الدفاع الايطالي ماريو مورو الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ قرارات ملموسة خلال قمته في 24 و25 تشرين الاول (اكتوبر) “لضمان الاستقرار السياسي للبلدان الأفريقية والتعامل مع تدفق اللاجئين”.
وقال مورو إن على اوروبا “أن تقرر مستقبلها: فهل تريد غض النظر عن تغيير تاريخي على صعيد موجات اللاجئين أو التحرك من خلال تدابير جديدة قانونية وسياسية”، مشيراً الى أن ما يحصل “في سوريا سيحمل ملايين الاشخاص على الهرب خلال عقود”.
وأطلع الناجون الذين تم استقبالهم في مالطا ولامبيدوزا وسائل الاعلام على الظروف القاتمة لمغادرتهم ليبيا، مشيرين الى أنهم تعرضوا لاطلاق نار ألحق ضررًا بسفينتهم.
واكد سوري في الثانية والعشرين من عمره لصحيفة لا ستامبا في فاليتا أن “ثلاثة شبان اصيبوا، اثنان منهم في الايدي والثالث في ساقيه”، مرجحًا أن يكون سبب اطلاق النار ناجمًا عن خلاف بين مجموعات المهربين. واضاف “حصل خلاف صاخب تخلله صراخ عبر اللاسلكي والهاتف مع شخص كان يطالب بأن نعود الى اليابسة، لكن القبطان لم يتوقف”.
ونقلت المفوضية العليا لشؤون الاجئين عن ناجين تأكيدهم “اصابة عدد كبير من المسافرين”، معتبرة أن عيارات نارية اتت “على الارجح من عناصر ميليشيا”.
ويؤكد المهاجرون الذين ابحروا مباشرة من زوارة أنهم دفعوا الف دولار للمهربين، اما اللاجئون الذين اتوا من مصر، فبلغ اجمالي ما دفعوه ما بين ثلاثة الى اربعة آلاف دولار.
محاولة تدارك الكوارث
وتقول وسائل الاعلام إن قبطان السفينة السرية، وهو تونسي تعرف اليه ناجون، اعتقلته السلطات المالطية التي باشرت التحقيق معه.
وفي انتظار تحديد هويات المسؤولين عن هذه المأساة الجديدة، تواصل السلطات الايطالية والمالطية تسيير دورياتها البحرية التي انقذت 180 مهاجرًا اضافيًا (مصريون وصوماليون واريتريون) وصلوا صباح الاحد الى بورتو امبيدوكل في جزيرة صقلية الكبيرة.
والى بورتو امبيدوكل سيصل ايضاً بعد ظهر الاحد اول 150 نعشًا لضحايا غرق السفينة في الثالث من تشرين الاول (اكتوبر)، والذين نقلتهم سفينة على أن يدفن القسم الاكبر منهم في مقابر صقلية.
واعلن رئيس الوزراء الايطالي انريكو لينا ابتداء من يوم غد الاثنين عن “مهمة عسكرية انسانية” في البحر المتوسط، حيث ستزداد ثلاثة اضعاف الوحدات البحرية التابعة لسلاح البحرية التي تجوب المنطقة، مدعومة بوسائل جوية لتدارك وقوع مآسٍ جديدة جراء الهجرة.
المعارضة تعلن دمشق «منطقة عسكرية».. وإجلاء مئات المحاصرين من المعضمية
اختطاف موظفين بالصليب الأحمر في إدلب.. وقتال «داعش» و«الحر» مستمر في حلب
بيروت: نذير رضا
أعلنت كتائب المعارضة السورية العسكرية، أمس، دمشق «منطقة عسكرية»، وطالبت المدنيين بإخلاء المواقع القريبة من الفروع الأمنية، متوعدة بقصفها، وذلك ردا على الحصار المميت والقصف الذي تتعرض له المنطقة الجنوبية من دمشق ومعضمية الشام. وفي حين تضاربت الأنباء حول اختطاف مجموعة معارضة لثلاثة من موظفي الصليب الأحمر في إدلب، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي «دولة العراق والشام الإسلامية» والجيش السوري الحر في حلب، مما أسفر عن وقوع 50 قتيلا خلال 3 أيام من المعارك.
وأظهر تسجيل مصور بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» أمس، عناصر معارضة مسلحة تطالب المدنيين من سكان مدينة دمشق إخلاء المناطق القريبة من الفروع والمقرات الأمنية قبل أن تشن هجوما عليها بالصواريخ وقذائف الهاون. وفي بيان مصور، قال أبو صالح التابع لما يعرف بـ«كتائب شباب الهدى» التابعة للجيش السوري الحر: «نوجه إنذارا أخيرا خلال مهلة تنتهي ظهر يوم الأحد». وأشار إلى أن السبب وراء هذا الهجوم هو «الحصار المميت والهجمات الشرسة التي تتعرض لها المنطقة الجنوبية من دمشق ومعضمية الشام»، وتأكيدا على رفض «أي مصالحة أو هدنة»، لافتا إلى أن بإمكان الحكومة السورية تفادي هذا الهجوم من خلال «فك الحصار عن جنوب دمشق ومعضمية الشام.
وبدأ مقاتلو المعارضة تنفيذ تهديداتهم، بعد ظهر أمس، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط قذائف هاون في كل من كفرسوسة وبرزة، وقرب ساحة التحرير، وفي حي التضامن. وقال عضو تنسيقية الثورة في ريف دمشق، إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «التهديدات بدت جدية»، لافتا إلى سقوط قذيفتين في منطقة العباسيين، وسط العاصمة، أحدهما في شارع حلب، فضلا عن إصابة شارع نسرين في حي التضامن بالقرب من مخيم اليرموك، وسقوط قذيفة في منطقة الدحابيل قرب حي الميدان. وأشار إلى أن هذه القذائف «من العيار الثقيل، وتمتلك فعالية الصواريخ».
وذكرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) أن إحدى القذائف سقطت بالقرب من كنيسة سيدة دمشق في العباسيين. وقالت إن مدنيا قتل، وأصيب 20 آخرون من جراء سقوط قذائف هاون على مخيم الوافدين بريف دمشق.
في موازاة ذلك، أخلت منظمة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدفعة الثانية من المدنيين المحاصرين في المعضمية جنوب دمشق، بعد حصار امتد إلى 6 أشهر، تفاقم خلالها الوضع الإنساني قبل 90 يوما. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بخروج مئات المواطنين المدنيين في إطار اتفاق تنفذه منظمات إنسانية لإجلاء المواطنين عن المعضمية التي تشهد نقصا كبيرا في المواد الغذائية والطبية. وقال ناشطون إن العملية جرت لليوم الثاني على التوالي، وأجبر خلالها النظام السوري على فتح ممرات إنسانية لإجلائهم، تحت ضغط دولي.
وتواصلت الاشتباكات أمس في مناطق مختلفة من ريف دمشق، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى. وقال الداراني، الناشط الميداني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، إن «التقدم النوعي الذي حصل أمس، تمثل بدخول مقاتلي (تحالف الراية الواحدة) إلى مستودعات الحرس الجمهوري»، مؤكدا أنهم «غنموا نحو مائة صاروخ منها».
ويضم تحالف «الراية الواحدة» ألوية وكتائب الصحابة، وحركة أحرار الشام الإسلامي، وكتيبة فرسان السنة. ونفذت بالعملية بمشاركة لواء «الزبير بن العوام» التابع لألوية وكتائب الصحابة. وأوضح أنه «بعد عملية رصد ومتابعة لأكثر من يوم واختراق جميع الحصون التي زرعها النظام السوري للوصول إلى اللواء 78، تمكن المقاتلون من التسلل والدخول على العساكر في مهاجعهم وفتح المستودعات واغتنام عشرات صواريخ المالوتكا وعدد من الذخائر والأسلحة الخفيفة وأسر 6 جنود نظاميين». وبث ناشطون على «يوتيوب» مقطع فيديو، يصور الصواريخ التي غنمها المقاتلون في ريف دمشق.
وتواصلت المعارك لليوم الثالث على التوالي في ريف دمشق، حيث تمكنت كتائب «الحر» أمس من تنفيذ عملية نوعية في منطقة السيدة زينب، وفق ما أكده ناشطون، ضد مسلحين شيعة يقاتلون إلى جانب النظام. وقال الداراني، إن «عبوة ناسفة زرعت داخل أحد مقرات حزب الله في منطقة السيدة زينب، أسفرت عن سقوط عدد منهم»، في عملية جاءت ردا على الاشتباكات واجتياح الذيابية والحسينية من قبل عناصر حزب الله ولواء أبو الفضل العباس العراقي، وقامت العناصر بحرق الجثث في البساتين، مشيرا إلى سقوط «عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد خلال الاشتباكات جنوب دمشق».
وفي حلب، أعلن المرصد السوري عن مقتل نحو 50 شخصا خلال 3 أيام من المعارك «بين مسلحي دولة الإسلام في العراق والشام التابعة للقاعدة (داعش) وتضم بغالبيتها جهاديين أجانب، وكتيبة تابعة للجيش السوري الحر». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن «30 مقاتلا على الأقل من سرايا الأبابيل، و14 من (داعش) قتلوا في معارك في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري».
وفي غضون ذلك، قالت وكالة «سانا» أن مسلحين خطفوا عددا من موظفي الصليب الأحمر في شمال غربي سوريا بعدما فتحوا النار على سياراتهم. ونقلت الوكالة عن مسؤول لم تذكر اسمه أن موظفي الصليب الأحمر كانوا في طريقهم إلى إدلب عندما قطع مسلحون طريقهم وأطلقوا النار على موكبهم وخطفوهم ونقلوهم إلى مكان غير معلوم. واكد الصليب الأحمر خبر اختطافهم مساء أمس، اذ إذ وزع الصليب الأحمر بيانا جاء فيه: «نحن نطالب باطلاق فوري وغير مشروط لسبعة زملاء خطفوا صباح اليوم». وتم خطف ست موظفين تابعين لمنظمة الصليب الأحمر الدولية، وموظف من الهلال الأحمر السوري. واوضح البيان ان الفريق سافر الى ادلب يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري لتقييم وضع المراكز الصحية هناك ولتوصيل مساعدات طبية.
«المجلس الوطني» يلوح بالانسحاب من ائتلاف المعارضة غداة إعلانه مقاطعة «جنيف 2»
كيلو: موقفه يعزز المعارضة لأن المشاركة فصل ختامي في هزيمة السوريين
بيروت: ليال أبو رحال
أعلن المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، رفضه رسميا المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام، المزمع عقده منتصف الشهر المقبل، في ظل المعطيات الميدانية والسياسية الراهنة، مهددا، على لسان رئيسه جورج صبرا، بالانسحاب من عضوية الائتلاف، إذا قرر الأخير المشاركة في مؤتمر جنيف.
وبرر المجلس الوطني، وفق ما ورد في بيان صادر عن اجتماع أمانته العامة يومي الجمعة والسبت الماضيين في مدينة إسطنبول التركية، رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف، في ظل ما وصفه بـ«المواقف السياسية الإقليمية والدولية التي صمتت عن معاناة الشعب السوري، والمجازر الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه الطائفيون، وتعارض ذلك مع أهداف الثورة السورية وثوابتها التي نصت عليها وثائق المجلس الوطني السوري والائتلاف المعارض، والمحددات السياسية الصادرة عن مؤسساتهما».
وقال صبرا إن الأمانة العامة للمجلس، التي تضم 40 عضوا، قرّرت عدم مشاركة المجلس نظرا لكون «المناخات الموجودة على الأرض في سوريا وفي الوضع الإقليمي والدولي لا تعطي أي انطباعات بأن مؤتمر جنيف يمكن أن يقدّم للسوريين شيئا».
وأكد في تصريحات نقلتها عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أمس «أننا لن نذهب إلى مؤتمر لا يكون السوريون في قلب أهداف، ولن نشارك في مؤتمر يهدف إلى تغطية عجز السياسات الدولية، أو ستر العورات السياسات الروسية وغيرها».
ويضم المجلس الوطني، الذي أبصر النور مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وشهد توسيعا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 400 عضو، وشكلت جماعة «الإخوان المسلمين» الثقل الأساسي فيه، تليها مجموعات أخرى أبرزها تشكيلات الحراك الثوري والأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، وممثلون عن الأقليتين الكردية والآشورية.
ومن شأن موقف المجلس الوطني السوري، الذي استبق لقاء يجمع اليوم في لندن وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي، لبحث مساعي عقد مؤتمر «جنيف 2»، أن يضعف من حظوظ المعارضة السورية في المشاركة كجهة موحدة في مؤتمر جنيف، علما بأن قيادة الائتلاف السوري كانت قد عقدت، الأسبوع الماضي، اجتماعات مع تشكيلات معارضة، خلصت فيه إلى وجوب أن ينطلق قرار المشاركة في مؤتمر جنيف من موافقة جميع تشكيلات المعارضة، الثورية والعسكرية والسياسية.
وقال عضو الائتلاف السوري المعارض البارز ميشيل كيلو لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف المجلس الوطني هو أحد الردود الكاشفة والمؤشرة للمزاج السياسي العام للمعارضة السورية تجاه أزمة سوريا والمواقف الدولية منها، لأن المعارضة عمليا غير قادرة اليوم على فهم سياسة الدول الغربية، وتحديدا الأميركية، والتراخي الذي يعتري أداءها تجاه السوريين، واكتفائها بالتفرج على الرغم من حجم العنف والقتل منذ الأسابيع الأولى».
وأشار كيلو إلى أن «مواقف كيري الأخيرة لناحية الإشادة بسرعة الأسد، في التجاوب مع مطلب تدمير الترسانة الكيماوية، تركت أثرا نفسيا فظيعا لدى مكونات المعارضة كافة والشعب السوري»، معتبرا أن «الأمر لم يعد يتوقف على خيبة أمل واحدة، بل على خيبات أمل متكررة». ورأى أن «مطلب تدمير الكيماوي لا يخدم إلا إسرائيل، وما أرادته الولايات المتحدة وروسيا هو خدمة إسرائيل»، مضيفا: «من يسأل عن أكثر من ألف سوري قضوا نتيجة ضربهم بـ(الكيماوي) في الغوطة؟ ومن يسأل عن موت 23 طفلا جوعا خلال أسبوع واحد في المعضمية؟».
وأكد كيلو أن «المجلس الوطني والمعارضة والسوريين عموما يشعرون أنهم متروكون للذبح على مرأى العالم من دون أي رحمة، وبالتالي، لا مشكلة في أي تصرف قد يقدمون عليه لإشعار العالم أنهم يشعرون بالقهر والغضب والوجع، ويدركون بطبيعة الحال أن جنيف لن تقدم لهم شيئا». وأيد المعارض السوري إشارة صبرا إلى عدم وجود أي «أجندة» واضحة لمؤتمر «جنيف 2»، وقال: «يريدوننا أن نذهب بوفد موحد إلى جنيف، وفي غياب أي آلية أو تصور للمفاوضات».
وأكد كيلو أن «رفض المشاركة في جنيف ليس حكرا على المجلس الوطني فحسب، إذ إن ثمة قناعة شبه تامة لدى مكونات الائتلاف بأن الذهاب إلى جنيف سيكتب الفصل الختامي في هزيمة الشعب السوري، بمعنى أن أي مخرج للنظام في جنيف سيكون هزيمة أكيدة للثورة السورية».
وفيما لم ينكر أن يكون «في موقف المجلس الوطني بشأن جنيف نوع من (تسجيل موقف) على الائتلاف»، أكد كيلو في الوقت ذاته أن موقف المجلس الوطني «يعزز موقف الائتلاف ولا يضعفه، لأن أحدا لا يريد المشاركة في جنيف»، مشددا على أن «المجلس الوطني مكون أساسي في الائتلاف، الذي لن يفرط بوحدته».
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف المعارض أبصر النور في الحادي عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد اتفاق على توحيد صفوف المعارضة السورية، وأنيطت به مهام «قيادة الثورة» و«تشكيل حكومة انتقالية» واكتساب «الشرعية الدولية»، كبديل عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفاز معاذ الخطيب برئاسة الائتلاف بعد حصوله على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف. وضم الائتلاف في صيغته الأولى 63 عضوا يمثلون معظم التشكيلات والكيانات المعارضة والثورية، وفي مقدمها المجلس الوطني السوري، والهيئة العامة للثورة السورية، ولجان التنسيق المحلية، والمجلس الثوري لعشائر سوريا، والمجالس المحلية لجميع المحافظات، إضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية وممثل عن المنشقين السياسيين.
وفي نهاية مايو (أيار) الماضي، أقر الائتلاف بتوسعة عدد مقاعده بإضافة 43 عضوا من قيادات الجيش السوري الحر والقوى الثورية والمنبر الديمقراطي السوري، برئاسة المعارض ميشيل كيلو، ليصبح عدد أعضائه 114 عضوا. وانتخب، مطلع شهر يوليو (تموز) أحمد الجربا (من وجهاء عشيرة شمر ومنتمٍ لكتلة المعارض ميشيل كيلو) رئيسا له بعد استقالة الخطيب.
كما أقر الائتلاف، منتصف الشهر الماضي، انضمام المجلس الوطني الكردي إلى عضويته، بعد مفاوضات استمرت أشهرا.
زحام وسط دمشق رغم التهديد بإمطارها بالقذائف.. واستنفار في شرقها
لم تسجل أي حالة إخلاء منازل في محيط المقرات الأمنية
لندن: «الشرق الأوسط»
ازدحمت شوارع وسط دمشق عشية عيد الأضحى على الرغم من حالة الاستنفار الأمني، وذلك بعد ساعات من إنذار صدر عن كتائب مقاتلة في جنوب دمشق، دعا المدنيين في المناطق السكنية المحيطة بالمقرات الأمنية، إلى إخلاء منازلهم، لأنهم «سيمطرون سماء دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون» في مهلة انتهت عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس.
وبحسب سكان في شارع الحمرا فإن الأسواق ومنذ يوم الخميس تزدحم بالناس حتى ساعة متأخرة من الليل، وكذلك هو الحال في أسواق القصاع والشعلان والعفيف والشيخ محيي الدين والميدان، ولم يشهد أمس أي تراجع في حركة الناس، كما لم تسجل أي حالة إخلاء للمنازل في محيط المقرات الأمنية. وبحسب أحد سكان حي الخطيب بالقرب من أحد أكبر المقرات الأمنية وسط العاصمة، فإنه «لا مكان لسكان دمشق ينزحون إليه لأنها بالأساس باتت منطقة نزوح من الريف الساخن».
أما رامي ويسكن في حي العدوي، فسأل عما إذا كانت القذائف التي نزلت على أحياء القصاع والشعلان خلال اليومين الماضيين تحتسب ضمن مهلة الإنذار. وقال: «اعتدنا هذا النوع من التهديدات والتحذيرات والإنذارات، كما اعتدنا إمطار سماء دمشق بالقذائف، كل يوم هناك قذائف، لا جديد بهذا البيان».
واستغرب شاب آخر اهتمام وسائل الإعلام بالبيان. وقال إنه سمع به من الإعلام وبعد انقضاء المهلة «وهو ليس جديدا أبدا».
وجاء في البيان المسجل الذي بثه ناشطون على شبكة الإنترنت، فجر يوم أمس: «نظرا لما تعانيه المنطقة الجنوبية من حصار مميت وهجمة همجية شرسة وبناء على ذلك نوجه إنذارا أخيرا خلال مدة أقصاها الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الأحد الموافق 13 – 10 – 2013، ونهيب بالإخوة المدنيين إخلاء المناطق السكنية المحيطة بالأفرع الأمنية وتجمعات الشبيحة لأننا سنمطر سماء دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون». ويظهر في التسجيل المصور للبيان عدد من المقاتلين وأمامهم ثلاث قذائف هاون، وتلا أحدهم البيان، محذرا: «يستطيع النظام تفادي هذا الأمر بفك الحصار عن جنوب دمشق ومعضمية الشام وإلا فالخبر ما ترون لا ما تسمعون».
وبحسب ناشطين سقطت صباح أمس وقبل انتهاء المهلة التي حددها البيان خمس قذائف هاون على أحياء شرق دمشق، التي لوحظ فيها حالة استنفار أمني كبير عند حواجز شارع بغداد. وكان الجنود على الحواجز يتفحصون هويات المارة مع تفتيش دقيق للسيارات. كما لوحظت زيادة عدد العناصر على حواجز ويحمل بعضهم قناصات، كما لوحظ انتشار جنود مسلحين بلباس مدني يتجولون في الأسواق، مع جنود بلباس عسكري وبالعتاد الكامل.
ويأتي هذا الإنذار من الكتائب المقاتلة في جنوب دمشق بهدف فك الحصار عن المناطق المحاصرة بريف دمشق، حيث تعاني آلاف العائلات من الجوع، بعد ساعات من نجاح منظمة الهلال الأحمر السوري بالتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نار جزئي ريثما يجري إجلاء العائلات العالقة هناك.
عيد الأضحى في سوريا من دون أضاحي.. ولا حلويات
تضاعف بالأسعار وتراجع في المبيعات والأسواق تشهد «ازدحاما كاذبا»
لندن: «الشرق الأوسط»
«نحن الأضحية فكيف نشتري الأضاحي؟!». قال خالد وهو يهز رأسه مستغربا الحديث عن ارتفاع أسعار أضاحي العيد، مضيفا بسخرية: «في الحروب كل شيء يرتفع ثمنه إلا الإنسان». وإذا ما سألت أي سوري عن العيد قال: «أي عيد؟ الله يفرجها علينا وعلى الجميع».
ويحل عيد الأضحى هذا العام على السوريين أسوأ من العيد الذي سبقه، جراء انعدام الأمن وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية، مقابل تواصل ارتفاع الأسعار، فإذا كان تقديم الأضاحي أحد أساسيات عيد الأضحى، فإن أسعارها سجلت ارتفاعا تجاوز الثلاثة أضعاف، حيث بلغ سعر كيلو لحم الغنم (الضأن) 2500 ليرة سورية بعد أن كان سعره 800 ليرة سورية، كما ارتفع سعر كيلو لحم العجل من 500 ليرة العام الماضي إلى 2100 هذا العام. وقال موقع الاقتصادي إن سعر الخروف «الواقف» وزن 50 كلغ ما يقارب 50 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر العجل الذي يزن 200 كيلوغرام نحو 420 ألف ليرة.
ورصد تقرير «الاقتصادي أون لاين» «تذبذبا في أسعار الأضاحي، حيث كان سعر كيلو لحم الخروف (الواقف) السنة الماضية 300 ليرة سورية، كما ارتفع سعر الكيلو الواحد من العجل (الواقف) من 250 في السنة الماضية، إلى 400 ليرة سورية في العام الجاري». مع الإشارة إلى أن أسعار العام الماضي شهدت ارتفاعا مقارنة بأعوام ما قبل اندلاع الأحداث الدامية.
كما تضاعفت تكاليف ذبح ونقل الأضحية لتصل إلى 2000 ليرة سورية بعد أن كانت لا تزيد على 500 ليرة العام الماضي.
وأرجعت الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار ارتفاع أسعار الأضاحي إلى ارتفاع تكاليف نقل المواشي الحية بين المحافظات وارتفاع أسعار المحروقات وتوقف العمل في المسلخ الفني في منطقة الزبلطاني، الملاصق لحي جوبر حيث تدور اشتباكات عنيفة.
وتجري عمليات الذبح في الريف من دون إشراف طبي بيطري على هذه اللحوم، ما يجعل إدخالها إلى المدينة صعبا، لعدم وجود الختم عليها (الدمغة)؛ إذ توقف عند مداخل المدينة في انتظار الكشف عليها من قبل الجهات الرقابية على اللحوم، ما يؤخر وصولها إلى المحلات، وما يسببه ذلك من هدر نقص إضافي في الوزن أو تلف فيها.. الأمر الذي ينعكس على التكلفة والسعر.
ويأتي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في وقت حذر فيه مستشار «اتحاد الغرف الزراعية» عبد الرحمن قرنفلة، من أن لحم العجل في الأسواق قد يشهد انحسارا وندرة بعد فترة وجيزة، وذلك نتيجة انتشار ظاهرة ذبح العجول الصغيرة قبل أوانها، أي زنة 100 كلغ بدلا من 150 كلغ.
ونقلت صحيفة «تشرين» الحكومية عن قرنفلة قوله: «تحدثنا مرارا عن خطورة ذبح العجول الصغيرة وإناث الأغنام دون السن التسويقية، لأن هذه القضية خطرة»، لافتا إلى أن «التجار يلجأون لذلك بسبب صعوبة نقل اللحوم ضمن المناطق. ورغم أن بعض المناطق توجد فيها عجول وبأوزان تسويقية، فإن صعوبة إيصالها لمناطق الاستهلاك تضطر التجار للتعامل مع الموجود لديهم حتى لو كان دون السن التسويقية، وهذا أمر خطر».
ويشار إلى أن أسعار الشعير، وهي مادة أساسية لتسمين العجول، ارتفعت بمعدل 600 في المائة وارتفعت أسعار الأعلاف عموما خلال عامين 500 في المائة، وأسعار الوقود 450 في المائة، والنقل 500 في المائة، والأدوية البيطرية واللقاحات 500 في المائة. وكل ذلك انعكس على أسعار اللحوم التي بدأت تختفي عن موائد السوريين في معظم الأيام حتى أيام عيد الأضحى. ورغم الازدحام الكبير الملحوظ في أسواق وسط دمشق العاصمة، فإن أحد الباعة في سوق الصالحية يعتبره «ازدحاما كاذبا»، فالناس تتجمع حول بسطات الألبسة المستعملة التي تحتل السوق أما المحلات فيدخلونها «للفرجة».
كما شهدت محلات الحلويات الشامية ركودا كبيرا قياسا بالأعياد السابقة، حيث لا يأمل أصحابها تحقيق أرباح هذا العيد بقدر ما يسعون إلى منع الخسارة والتوقف عن العمل، بعدما انتقل كبار صناع الحلويات مع صناعتهم إلى خارج البلاد. وتعطل كثير من أفران الحلويات الشهيرة، جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية من الزيوت والسمن والطحين والسكر والمكسرات، الذي انعكس على أسعار الحلويات.
وأرجع صاحب أحد أشهر محلات الحلويات الشامية بدمشق ركود سوق الحلويات إلى تراجع عدد المستهلكين وغالبيتهم العظمى كانت من السياح العرب. لذلك عمد وشركاؤه إلى افتتاح فرع في الأردن لتعويض الخسائر؛ إذ لا يمكن الاعتماد على المستهلك المحلي بعد تراجع قدرته الشرائية أو انعدامها تماما، فيما يخص الحلويات. ويقول: «الحلويات مأكولات كمالية وليست أساسية، والناس بالكاد يستطيعون تأمين ثمن الحاجيات الأساسية من خبز وحليب وخضار ولحوم».
وتتفاوت أسعار الحلويات الشامية بحسب جودة المواد والتصنيع؛ فمثلا كيلو مبرومة الفستق يتراوح بين 3500 و5000 ليرة، والآسية والبلورية والبرازق والغريبة يتراوح بين 700 و1200 ليرة، ومعمول فستق بين 2000 و2500 ليرة.
ويمكن القول إن أسعار الحلويات ارتفعت بمعدل 100 في المائة، أما الشوكولاته التي ازدهرت صناعتها في دمشق خلال العقد الأخير فتتراوح أسعار الكيلو بين 800 و3000 ليرة بحسب العلامة التجارية والمواد المستخدمة.
وتشير مصادر اقتصادية إلى تراجع مبيعات الحلويات والسكاكر بنسبة 70 في المائة عن الأعوام السابقة.
أسفر عن سقوط 22 قتيلاً بينهم نساء وأطفال
المعارضة: النظام السوري وراء تفجير إدلب
24 – د ب أ
اتهم “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية في سوريا، نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف تفجير سيارة مفخخة في سوق شعبي بإحدى بلدات محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
ودان الائتلاف في بيان صادر عنه، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، “التفجير الإرهابي” الذي استهدف اليوم، الإثنين، سوقاً شعبياً في بلدة “دركوش” بريف محافظة إدلب.
وقال الائتلاف في بيانه: “أسفر التفجير عن سقوط 22 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة عشرات الأشخاص بجروح”.
وذكر البيان أن الائتلاف “يشير بأصابع الاتهام إلى نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، الذي يحاول خلق البلبلة والفوضى، وافتعال التوترات بين صفوف الثوار، بالإضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة”.
ودعا الائتلاف “الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها رفع المعاناة عن الشعب السوري، والضغط باتجاه دعم الثورة السورية وجيشها الحر في قتاله لأجل الحرية والعدالة والكرامة”.
كما طالب البيان “دول العالم الحر والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين السوريين في حماية أرواحهم وصيانة حقوقهم ومحاسبة من أجرم بحقهم خلال الشهور الطوال من عمر الثورة السورية”.
150 قتيلاً وجريحاً في تفجير مفخخة بسوريا
الائتلاف يتهم النظام بتنفيذه
قال مراسل الجزيرة إن نحو 150 شخصاً سقطوا اليوم بين قتيل وجريح جراء تفجير سيارة ملغمة بمدينة دركوش، بريف إدلب على الحدود السورية التركية. وتخضع المدينة لسيطرة المعارضة، ويأتي التفجير بعد أقل من 24 ساعة على وقوع تفجيرات في ساحة الأمويين في دمشق قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون.
وذكرت “شبكة أخبار إدلب” أن سيارة ملغمة انفجرت في سوق تجاري مزدحم قبل يوم من عيد الأضحى، وأعقبت الانفجار غارتان صاروخيتان من مروحيات تابعة للنظام، ثم إطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة.
وذكر ناشطون أن حالات الجرحى سيئة لوجود مستشفى ميداني صغير بالبلدة وسيارة إسعاف واحدة، مشيرين إلى أن المدينة الصغيرة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود كانت تشهد هدوءا نسبيا لذلك كانت تعج بآلاف النازحين من مناطق القصف المختلفة.
وقال الناشط الإعلامي محمد الإدلبي -خلال اتصال هاتفي مع الجزيرة- إنه لم يتم التعرف على عدد قتلى التفجير والذين تفحمت جثثهم، مشيرا إلى أنه تم نقل نحو ثلاثين جريحا إصاباتهم بالغة إلى الجانب التركي، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم تحديد هوية 12 من القتلى، كما عثر على ثماني جثث متفحمة بشدة. وأضاف أن من بين القتلى ثلاثة أطفال على الأقل.
للدخول إلى صفحة الثورة السورية اضغط هنا
وبث ناشطون أشرطة قصيرة مصورة على موقع “يوتيوب” الإلكتروني، تظهر اللحظات الأولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمار كبير واحتراق عدد من السيارات والمحلات التجارية.
اتهام النظام
وقد اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة النظام الحاكم بالوقوف خلف تفجير دركوش، وموضحا أن النظام “يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار إضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة”.
من جانب آخر، قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور على مداخل حي مخيم اليرموك بدمشق بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة جديدة من قوات النظام لاقتحام المنطقة، وذكر المصدر ذاته أن الاشتباكات تتواصل أيضا بأحياء العسالي والقدم جنوبي دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام وسط قصف بالمدفعية والدبابات يستهدف المنطقة.
يأتي ذلك بينما بدأ مقاتلو الجيش الحر وجبهة النصرة فجر اليوم معركة جديدة بمحافظة دير الزور بدأت باستهداف تجمعات لقوات النظام في حي الرشدية بتفجيرين على يد جبهة النصرة، تلاها اشتباكات عنيفة في حي الرشدية وسقط خلالها العديد من القتلى بصفوف قوات النظام وسط أنباء عن تحرير الحي، وفق شبكة شام.
كما دارت اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة على عدة محاور أخرى بمدينة دير الزور منها أحياء الجبيلية والصناعة، وفي ريف دير الزور تجددت الاشتباكات بمحيط مطار دير الزور العسكري. ويتزامن ذلك مع قصف عنيف من قبل قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء المدينة ذاتها وعدة مناطق بريفها، كما شن الطيران الحربي عدة غارات على المدينة.
كيري يلح على تحديد تاريخ مؤتمر “جنيف 2“
المجلس الوطني السوري رفض المشاركة في المؤتمر لعدم توافر ضمانات
دبي – قناة العربية
أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الاثنين، أنه “من الملح تحديد موعد” لمؤتمر السلام الدولي حول سوريا “جنيف 2″، وذلك في ختام لقائه مع مبعوث الامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي في لندن.
وقال كيري: “نعتقد أنه من الملح تحديد موعد للدعوة الى مؤتمر جنيف 2 بهدف العمل من اجل سوريا جديدة”.
وأضاف “اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الابراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا”، موضحاً أن الإبراهيمي “سيزور قريباً المنطقة حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والاطراف المعنية”.
من جهته، قال الابراهيمي: “سأتوجه الى المنطقة بعد عيد الاضحى المصادف الثلاثاء لمقابلة أكبر عدد من الناس واجراء مباحثات معهم والاستماع الى هواجسهم وافكارهم من اجل المساهمة في مؤتمر جنيف هذا”.
وعبر عن أمله في ان ينعقد مؤتمر جنيف 2 في نوفمبر.
وقال كيري: “نعتبر أن الرئيس (السوري بشار) الاسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصراً جامعاً يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق جنيف 1 التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر جنيف 2، لابد من عملية انتقالية حكومية، يجب ان يكون هناك كيان جديد في السلطة في سوريا”.
وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن قراره الصارم – كما وصفه – بعدم الذهاب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية في سوريا، مهدداً بالانسحاب من ائتلاف المعارضة السورية.
وقال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” إن المجلس، وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف، أعلن قراره الصارم من قبل أعلى هيئة قيادية فيه، أنه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سوريا).
وأضاف صبرا أن المجلس “لن يبقى في الائتلاف إذا قرر الائتلاف أن يذهب إلى جنيف”.
وكان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا أعلن استعداد الائتلاف لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر “جنيف 2” خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نهاية سبتمبر.
وأثار الإبراهيمي، أمس الأحد، احتمال عقد المؤتمر في منتصف نوفمبر، مشيراً إلى أن على نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة التي يمثلها الائتلاف الوطني السوري أن يتوجها “إلى جنيف من دون شروط مسبقة”.
اشتباكات بدير الزور وعودة الكهرباء لدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بدأ مقاتلو المعارضة السورية المسلحة ، الاثنين، معركة جديدة في محافظة دير الزور بدأت باستهداف تجمعات للقوات الحكومية بحي الراشدية بعمليتين “انتحاريتين” تلاها اشتباكات عنيفة في الحي سقط خلالها العديد من القتلى في صفوف الطرفين، وفقا لمصادر المعارضة.
وتداول ناشطون أنباء عن سيطرة المعارضة المسلحة على الحي بشكل كامل، كما دارت اشتباكات وصفت بـ”العنيفة” على عدة محاور أخرى بمدينة دير الزور منها أحياء الجبيلية والصناعة.
وفي ريف دير الزور تجددت الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري بالتزامن مع قصف للقوات الحكومية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء مدينة دير الزور وعدة مناطق بريفها.
وفي ريف إدلب، قال ناشطون إن سيارة مفخخة انفجرت في بلدة دركوش بريف المدينة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما عاد عاد التيار الكهربائي إلى أغلب المناطق السورية عقب انقطاع دام لساعات.
وأضافوا أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة انفجرت وسط منطقة السوق في البلدة, تلاها غارتين جويتين للقوات الحكومية بالصواريخ والرشاشات الثقيلة، في حين شن الطيران السوري غارات جوية على سراقب وخان السبيل.
وفي دمشق استمرت الاشتباكات المسلحة بين الجيشين السوري والحر في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية.
وذكر ناشطون أن حي جوبر الذي يتمركز فيه مقاتلو المعارضة تعرض لقصف صاروخي، فيما دارات اشتباكات عنيفة بين ما يعرف بكتيبة الفرسان وأفراد الجيش السوري في محاولة للتصدي لمحاولة اقتحام حي القابون.
من جانبه، أعلن الجيش السوري أنه عزز سيطرته على بلدتي الذيابية والحسينية جنوب دمشق، وتحدثت القوات الحكومية عن إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المعارضة المسلحة.
وتعد هذه الخطوة جزءا من عملية تأمين محيط العاصمة، حيث تشرف البلدتان عن الطريق بين دمشق ومحافظة السويداء جنوبي البلاد.
عودة التيار الكهربائي
وعاد التيار الكهربائي إلى أغلب المناطق السورية عقب انقطاع دام لساعات دفع بوزير الكهرباء السوري عماد خميس للتعليق على ذلك بإرجاعه السبب إلى خلل ناجم عن إحدى محطات توليد الكهرباء.
وكانت عدة مناطق في محافظات مختلفة شهدت انقطاعا في التيار الكهربائي بسبب عطل أصاب إحدى المحطات الكهربائية، بحسب تصريح لوزير الكهرباء عماد خميس وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وقال خميس إن “انقطاع التيار الكهربائي في عدد من محافظات المناطق الوسطى والساحلية والجنوبية ناجم عن خلل في إحدى محطات توليد الطاقة الكهربائية”.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن “ورشات الصيانة والاصلاح في الوزارة تعمل على إصلاح هذا العطل وإعادة التيار الكهربائي إلى وضعه السابق تدريجيا خلال الساعات القليلة القادمة”.
كيري: من الملح تحديد موعد جنيف2
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الاثنين، أنه “من الملح تحديد موعد” لمؤتمر السلام الدولي حول سوريا “جنيف2، وأضاف أن إقرار السلام لن يكون ممكنا دون حكومة انتقالية تحل محل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال كيري، في ختام لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في لندن “نعتقد أنه من الملح تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر جنيف2 بهدف العمل من أجل سوريا جديدة”.
وأضاف “اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا” موضحا أن الإبراهيمي “سيزور قريبا المنطقة حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية”.
واستطرد “نعتقد أن الرئيس الأسد فقد الشرعية اللازمة لكي يكون قوة متماسكة يمكنها جمع الناس معا… يجب أن تكون هناك حكومة انتقالية في سوريا لإتاحة إمكانية إحلال السلام”.
كما كشف الوزير الأميركي أن الإبراهيمي سيسافر إلى المنطقة قريبا للتشاور مع الأطراف المعنية فيما يتعلق بمؤتمر جنيف للسلام.
وفي غضون ذلك دعت روسيا، الاثنين، الولايات المتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في جنيف2، وذلك بعد إعلان أكبر كتلة سياسية في الائتلاف السوري المعارض عدم مشاكرته في المؤتمر المرتقب منتصف نوفمبر المقبل.
وقال المجلس الوطني السوري إنه لن يشارك في المؤتمر ما يشكل سيشكل ضربة لمصداقية المباحثات التي ستجري في إطاره.
إطلاق سراح 3 من موظفي الصليب الأحمر المختطفين في سوريا
ثمة مخاوف من أن يؤثر استهداف عمال الإغاثة على مساعدة المدنيين السوريين
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ثلاثة من موظفيها الستة المختطفين في سوريا أطلق سراحهم وتم نقلهم إلى مكان آمن.
وأضافت اللجنة أن متطوعا لدى الهلال الأحمر السوري كان قد اختطف أيضا تم إطلاق سراحه.
ولم يتضح حتى الآن الجهة التي تقف وراء حادث الاختطاف.
وأكد الصليب الأحمر في وقت سابق الاثنين على عزمه مواصلة مهامه في سوريا.
وقال ايوان واتسون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لإذاعة “ار تي اس” السويسرية العامة في جنيف: “إننا مصممون على دعم الشعب السوري في هذه الأوقات العصيبة، ولا ننوي تعليق انشطتنا في سوريا.”
لكن أشار واتسون إلى أن هذا الوضع يجعلنا نفكر وندرس عن كثب عملياتنا لأنه “في النهاية لن نتمكن من العمل ومساعدة الشعب السوري في حال لم نضمن أمن موظفينا”، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
ورفض واتسون كشف جنسيات المخطوفين موضحا ان “معظمهم من السوريين”.
سيارة مفخخة
وفي تطور آخر، قتل 27 شخصا على الأقل اليوم في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.
وأشار المرصد، ومقره بريطانيا، إلى أن القتلى “بينهم ثلاثة اطفال وسيدة، موضحا أن حصيلة القتلى قد تزيد “بسبب وجود جرحى في حال خطرة”.
وكانت “فرانس برس” قد نقلت عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن مقتل عشرين شخصا على الأقل جراء التفجير الذي أدى إلى اصابة العشرات وتسبب بأضرار مادية كبيرة.
وقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
BBC © 2013
إخوان سورية: حزبنا ليس حكراً على الجماعة ولا ذراع عسكري لنا
روما (14 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن الجماعة تنتظر الظرف المناسب للإعلان عن تشكيل حزب سياسي، وأعلن أن هذا الحزب لن يكون ذراعاً سياسياً للجماعة بل حاملاً وطنياً مفتوحاً ومستقلاً للأفكار والأهداف بمرجعية إسلامية، كما نفى وجود أذرع عسكرية للجماعة داخل سورية
وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية، زهير سالم “بالنسبة لمشروع الحزب السياسي الذي أعلنت الجماعة عنه منذ أعوام من مرحلة ما قبل الثورة، ما زال مطروحاً بجدية على الأجندة الإخوانية، وهناك فريق إخواني على أعلى المستويات التنظيمية (نائب مراقب عام) متخصص في متابعة إخراج الفكرة إلى الواقع”
وأردف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ربما من المفيد أن نضيف بأن الجماعة، وتفاعلاً منها مع معطيات الثورة والواقع، قد طوّرت فكرة هذا الحزب، بحيث لا يكون حزب واجهة أو ذراع سياسي، إلى حامل وطني مفتوح ومستقل للأفكار والأهداف إطار مدني متعدد ومفتوح بمرجعية إسلامية، وقد خطت الجماعة على طريق الإعلان عن هذه الحزب خطوات مهمة في تقرير الأدبيات وتجمع المشاركين واختيار بعض القيادات، وربما ينتظرون بعض الظروف السياسية المساعدة للإعلان عن هذا الحزب” وفق تأكيده
وفيما إن كانت الجماعة مازالت ملتزمة ببرنامجها السياسي السابق والذي يدعو لإقامة دولة دستورية مدنية ترفض حكم رجال الدين والتسلط والدكتاتورية والشمولية، قال سالم، الكاتب المقيم في لندن والقيادي البارز في الجماعة التي حظر عملها النظام السوري منذ 33 عاماً “إن مشروع الجماعة السياسي (2004) ومن قبله ميثاق الشرف الوطني (2001) ومن بعدهما وثيقة العهد والميثاق الوطني (2012)، كل هذه الوثائق هي تعبير عن رؤية إسلامية وفكرية وحضارية لجماعة الإخوان المسلمين ربما تميزها عن بعض الطروحات الإسلامية الأخرى”. وأضاف “وربما تقرّبها أكثر من جمهور الشعب السوري الذي هو مدني ومنفتح بطبعه”
وقال “لا أذيع عليكم سراً أنه في إطار المداولات الداخلية، العديد من الإخوان الذين كانت لهم تحفظاتهم على الوثائق المذكورة في حينها لسبب أو لآخر، أصبحوا اليوم أكثر قناعة وتمسكاً بضرورة وبجدوى وبفائدة هذه الوثائق، المنتظر من رجال الشراكة الوطنية أن يعطوا الفرصة للغراس لتتحول دوحة وارفة تجمع وتحمي دائماً، ونحن نصرّ على أنه ليس في الإسلام رجال دين، ولا كنيسة ولا كهنوت، ودائماً نطالب بحكم مدني يتشاور فيه الناس على أمرهم ليحققوا الأصلح لشعوبهم ولمجتمعاتهم”
وتابع “إننا ننادي ليس بالدولة المدنية فقط، بل بالمجتمع المدني الموحد الذي يسقط فيه مفهوم الأقلية والأكثرية الموروثة ببعدها الطائفي المقيت ونبشر بمجتمع (أسنان المشط) في الحقوق والواجبات، ولا أدّعي أن الوصول إلى هذا المجتمع سهلاً وأنه سيواجه تحديات من ركام الماضي ومن محاولات أصحاب المصالح من كل الفئات لقطع الطريق عليه، ولكن العمل عليه يحتاج إلى حكمة وتعاون من كل الفرقاء” على حد تعبيره.
وعن الاتهامات التي توجّه لجماعة الإخوان المسلمين بوجود ذراع عسكري لها داخل سورية، قال سالم، مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية “أولاً، ربما من المفيد أن تعلموا أن الجماعة لم تكن من المندفعين أو المؤيدين لعسكرة الثورة، وقد تمسكنا لأشهر طويلة من المعاناة بخيار سلمية الثورة، ولكن بشار الأسد استطاع أن يجر الثورة إلى الميدان الصعب بإصراره على اختيار العنف المبالغ فيه أسلوباً ومنهجاً، وقد أسكت جميع المعارضين لهذه الفكرة بلجوئه إلى الاغتصاب كطريقة متناهية في الإذلال والاستفزاز معاً، ومن الضروري أن أثبت هنا أن لامبالاة المجتمع الدولي وصمته ومد الحبل لبشار الأسد ليتمادى في العنف والقسوة كان العامل الثاني في دفع السوريين لحمل السلاح للدفاع عن أعراضهم وأنفسهم، باختصار شديد (حمل السلاح لم يكن خياراً للسوريين بل كان مركب اضطرار) ونحن نقدّر الآن تبعات الثورة المسلحة وحاجتها المستمرة إلى تعاون المانحين الذي قلما يخلو من شروط” حسب قوله.
وأضاف “لقد أعلنت الجماعة موقفها منذ الأيام الأولى بأنها ليست صاحبة القرار في هذه الثورة وأن دورها هو تجنيد كل ما لديها من طاقات لدعم الثوار السلميين على الأرض أولاً ثم تطور الوضع لتجد الجماعة نفسها مع المركب في وسط اللجة” وفق وصفه.
وتابع سالم “نعتقد أن هناك جهاز خاص لدى بشار الأسد لإطلاق حملة دعائية سوداء ضد الجماعة، في كل يوم نسمع من يلصق بها تهمة، أو يفتري عليها افتراء، أليس عجيباً أن فتوى من عيار (جهاد المناكحة) تجد من يرويها ومن يصدقها ومن يتحدث عن آثارها، قالوا لا دخان بلا نار، ولكن أمام حالة لا نار فيها ولا دخان ولا ضباب غير الإفك والافتراء هذا ونحن في عصر تكنولوجيا المعلومات في القرن الحادي والعشرين”، وشدد على أن الجماعة “في الوسط الثوري العام تحاول أن تكون وأشدد على كلمة ـ تحاول أن تكون ـ على مسافة واحدة من كل الفرقاء الثوريين والسياسيين أيضاً” حسب تأكيده.
وأضاف “لم تشكل الجماعة أي فصيل عسكري تابع لها، أقله لأنها لا تمتلك الإمكانات المسهلة لذلك، وإن كنا على مستوى القناعات بأن المتغيرات على الأرض تفرض في كل يوم تحديات جديدة، استراتيجيتنا أن السياق الوطني هو المقدم على الحزبي في هذه الأيام” وفق قوله.
وحول المشاركة في مؤتمر جنيف 2، قال سالم “بعيداً عن التجاذبات، نحن نؤمن بأن الحل النهائي في سورية يجب أن يكون سياسياً وتوافقياً بين السوريين أنفسهم، وعندما أقول السوريين أسمح لنفسي بأن أحذف بين قوسين زمرة القتل والعنف بمرتكزاتها العسكرية والأمنية”، وأوضح “الحل السياسي التوافقي في سورية أكثر تعقيداً من أن يُحل في صندوق انتخاب، الحوار بين مكونات المجتمع السورية (الأهلية والسياسية) هو مدخلنا لوضع أسس الدولة التي يطمح إليها الجميع في إطار وطني مدني سابغ”.
وبالتزامن مع رفض المجلس الوطني السوري الذي تعتبر جماعة الإخوان أحد ركائزه الأساسية المشاركة بمؤتمر جنيف 2، أوضح سالم “المؤتمر غير واضح المعالم حتى بالنسبة إلى الذين يدعون إليه، وهو سيكون جسراً لمصالح أصحاب المصالح الدوليين والإقليميين، كسوريين مصالح هؤلاء لا تعنينا كثيراً، ونعتقد أنه قد حان الوقت للمجتمعية السورية الصامتة والمتخوفة والمتربصة والمترددة أن تحسم أمرها وأن تفصل نفسها عن زمرة القتل وأن تتقدم بثقة لتمثل نفسها وأن تعبر عن مخاوفها ومصالحها، هذا هو الحوار الذي نحتاجه وندعو إليه ونحب أن ندعى إليه، وتابع “جنيف 2 بما يكتنف أهدافه وأطرافه من غموض ليس مطباً للسوريين، وأي مفاوضات لا يكون هدفها الواضح والمعلن الانتقال إلى بناء جديد لدولة مدنية عصرية ترسي قواعدها على دستور مدني يستمد الفرد كما تستمد الجماعة قوتها وسلطتها منه لن يكتب له النجاح” وفق تأكيده.
وتابع “لا نعلن (لا) للحوار الوطني، وإنما نعلن (لا) للحوار العبثي، لا للحوار مع قتلة الأطفال ومجرمي الحروب و(نعم) للحوار الوطني الجاد الهادف القاصد الذي يجب أن يؤسَّس ليؤسِّس لدولة المستقبل التي يحلم بها جماهير السوريين”
الصليب الأحمر: الافراج عن أربعة من سبعة عمال إغاثة مخطوفين في سوريا
بيروت/جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الإثنين إن أربعة من سبعة عمال إغاثة مخطوفين في سوريا أفرج عنهم ولكن لم ترد انباء عن مصير باقي أفراد المجموعة الذين يبرز خطفهم ما يحيق باستمرار الاعمال الانسانية هناك من خطر.
وقال روبرت مارديني رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط في موقع تويتر إن الأربعة “بخير وعافية” بعد خطفهم يوم الأحد.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيوان واتسون إن الأربعة أفرج عنهم في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا حيث تنشط مئات المجموعات المسلحة لكنه لم يذكر تفاصيل تخص ظروف اطلاق سراحهم. وأضاف أن اللجنة في انتظار معلومات عن الثلاثة الباقين.
وكانت اللجنة قد قالت ان مسلحين مجهولين خطفوا ستة من العاملين في الصليب الاحمر ومتطوعا من الهلال الاحمر العربي السوري امس اثناء عودتهم إلى دمشق من مهمة استغرقت اربعة ايام لتسليم امدادات طبية في محافظة ادلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع العنف في سوريا من خلال شبكة نشطاء ومصادر عسكرية ان السبعة خطفتهم جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة وان مقاتلين من جماعة اخرى خطفوا معهم.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انها لا تستطيع تأكيد هذه الانباء.
وقال مارديني لرويترز في جنيف قبل ساعات من الافراج عن عمال الإغاثة الاربعة “مثل هذه الحوادث مروعة بطبيعة الحال لانها تعطل عملياتنا في سوريا وتخربها.”
وأضاف ان اللجنة ما زالت ملتزمة بعمليات الاغاثة في سوريا حيث تقوم بتسليم الغذاء والمياه والامدادات الطبية للمدنيين النازحين وتحاول اجلاء الجرحى.
وزادت حوادث خطف المدنيين وعمال الاغاثة والصحفيين هذا العام حيث تستغل بعض جماعات المقاتلين وأصحاب الأنشطة الاجرامية فراغ السلطة.
واضطرت بعض وكالات الاغاثة إلى التكيف في عملها مع هذه الظروف بينما قلصت وكالات اخرى اعمالها.
وقالت جيتكا كوفرنوكوفا التي تعمل لمنظمة “ناس في محنة” التشيكية وهي واحدة من منظمات الاغاثة القليلة العاملة في مدينة حلب بشمال سوريا “الوضع الامني تدهور في الشهور الاخيرة خصوصا في اغسطس نظرا لتزايد نفوذ الجماعات المتطرفة المرتبطة مباشرة بالقاعدة.”
وأضافت ان القتال بين الجماعات المرتبطة بالقاعدة وبين مقاتلين اخرين من المعارضة السورية وكذلك جماعات كردية على امتداد الحدود التركية دفع منظمتها إلى تغيير طريقة دخول المساعدات إلى سوريا.
وقالت “لا توجد حاليا اي معابر حدودية رسمية مفتوحة لدخول الشحنات الانسانية إلى مناطق محافظتي إدلب وحلب حيث نعمل.” وأضافت ان منظمتها تعمل مع شرطة الحدود التركية والهلال الاحمر التركي لتوصيل المساعدات من خلال معابر شبه رسمية وهي غالبا طرق ترابية في مناطق اخرى على الحدود.
وتقول ان تزايد خطر حوادث الخطف أدى إلى تقليص وجود الموظفين الاجانب في سوريا. وتابعت “كان موظفونا الاجانب يمضون في السابق 80 في المئة من وقتهم في سوريا. الان لم يدخلوا سوريا منذ اربعة اسابيع.”
وتواصل منظمة “ناس في محنة” تقديم المساعدات للسوريين وتعتمد في ذلك على موظفيها المحليين لكن كوفرنوكوفا تقول ان الوضع السريع التغير يزيد صعوبة الاعداد للسفر وتوصيل المساعدات. وقالت “ينبغي توخي الحذر. هذا لا يبطئ العملية لكن إنجازها زاد صعوبة.”
وعدلت منظمات اغاثة اخرى عملياتها وفقا للوضع الامني المتغير.
وقال سايمون انجرام المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان الصندوق “يحاول العمل بطريقة اكثر محلية مما كنا نقوم به في السابق.”
ويقول عمال الاغاثة ان حكومة دمشق تضع عراقيل امام عملهم في سوريا مثل رفض منحهم تأشيرات دخول أو منع قوافلهم من دخول بعض المناطق.
ويشكو السوريون من عدم وصول امدادات الاغاثة إلى كثير من مناطق البلاد وخصوصا المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حيث يقول السكان ان الحكومة تقيد دخول المساعدات.
ويقول نشطاء المعارضة ان البلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة حول العاصمة يحاصرها الجيش السوري وتعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وقالت السلطات السورية انها اجلت 5000 امرأة وطفل من بلدة المعضمية في مطلع الاسبوع. وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان نحو عشرة الاف مدني ما زالوا في المنطقة التي يقول نشطاء المعارضة ان الحكومة تحاصرها منذ اشهر.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بريطانيا شون ماجواير ان اللجنة لها اتصالات جيدة بطرفي الصراع لكن “المعارضة المسلحة مفتتة للغاية وعلينا التعامل مع جماعات من اطياف مختلفة.” ومع تناوب السيطرة على المناطق يصعب تحديد من الذي يسيطر على منطقة محددة.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
من اوليفر هولمز وستيفاني نيبهاي