أحداث الاثنين 16 شباط 2015
النظام السوري ينزف… وإيران تقود «معركة الجنوب»
إبراهيم حميدي
مرة أخرى، حسم الرئيس باراك أوباما الجدل داخل المؤسسات الأميركية ومع حلفاء أميركا في المنطقة: الأولوية هي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق. ولن يقدم في سورية على أي تصعيد عسكري ممكن أن يضع أعناق القوات الأميركية الموجودة في العراق تحت السيف الإيراني وأن يهدد التعاون القائم لتحجيم «داعش» في العراق. وليس بصدد اتخاذ أي خطوة استفزازية تؤثر في المفاوضات الجارية مع إيران إزاء الملف النووي.
بوضوح، أبلغت إدارة أوباما الحلفاء بأن المقاتلات الأميركية لن تقوم بتوجيه ضربات مباشرة أو «ملتبسة» لمراكز النظام السوري. بل إنها ذهبت أبعد من ذلك بأنها «مررت» عبر البوابة الإيرانية – العراقية معلومات عن موعد بدء الغارات. ذهبت إلى القول إنه «ليس من المصلحة حالياً إسقاط النظام»، لكن في الوقت نفسه لن تنخرط الإدارة الأميركية سياسياً معه. وبالتالي، فان «التسلسل» الذي يعمل عليه أوباما ومستشاروه، كالآتي: «العراق أولاً»، «داعش أولاً»، «بقاء النظام»، ثم «التفرغ» له والضغط عليه للوصول إلى حل سياسي.
تحول الخطاب السياسي الأميركي من المطالبة بـ «تنحي» الرئيس بشار الأسد وأن «أيامه معدودة» في نهاية في صيف إلى ٢٠١١ إلى شرط «التنحي» قبل بدء المرحلة الانتقالية. ومن أن الأسد «ليس جزءاً من المرحلة الانتقالية» إلى أنه «لن يكون جزءاً من مستقبل سورية» أو أن «الشعب السوري لا يمكن أن يقبل به مستقبلاً» و «لا مستقبل له».
استقرت السياسة حالياً إلى دعوة وزير الخارجية جون كيري قبل أيام إلى ضرورة أن «يأخذ الأسد مصلحة شعبه بالاعتبار»، وإن كانت الناطقة باسم الخارجية جينفر ساكي أعلنت أن الموقف «على حاله» من أن الأسد «فاقد للشرعية وعليه الرحيل» رداً على تصريح- اختبار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من أنه «جزء من الحل…. لوقف العنف».
كان النقاش مفتوحاً في واشنطن ومع حلفاء أميركا حتى نهاية العام الماضي. اتفق الأتراك والفرنسيون على خطط تفصيلية لإقامة «منطقة حظر جوي» شمال خط عرض ٣٥.٥ في شمال سورية و «مناطق آمنة» قرب الحدود السورية – التركية تكون عبارة عن جزرة محمية بقوات أمن وجيش المعارضة على الأرض وبغطاء جوي دولي. وحصلت أنقرة على دعم الجانب الفرنسي بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى باريس في الخريف الماضي. كما أن مسؤولين أمنيين وعسكريين أتراكاً وفرنسيين وأميركيين ناقشوا جميع التفاصيل الفنية للخطة المزدوجة. بل إن منسق التحالف الدولي – العربي ضد «داعش» الجنرال جون آلن، الذي يقدم تقارير دورية مباشرة لأوباما، وافق على مشروع للمناطق الآمنة والحظر الجوي.
وتضمنت الخطة سيناريوات مختلفة، بينها تقسيم الأجواء السورية إلى ثلاثة مستويات: منطقة احتكار لطائرات التحالف الدولي – العربي، منطقة تحلق فيها مقاتلات التحالف وترد على أي هجوم، ومنطقة تحلق فوقها المقاتلات لتحمي عناصر «الجيش الحر».
رفعت الاقتراحات إلى أوباما، فكان الجواب: لا. لم تكن أول «لا» تأتي من البيت الأبيض على اقتراحات مستشاريه ومسؤولي مؤسسات إدارته. هذه الـ «لا» كانت سبباً في تقاعد مسؤولين كبار في إدارته خلال السنوات الماضية. كما حصل في خريف عام ٢٠١٢ عندما رفضت اقتراحات مسؤولين سياسيين وعسكريين بتسليح «الجيش الحر». كان ذاك الرفض سبباً بين أسباب أخرى لاستقالة الوزيرة هيلاري كلنتون. والرفض الجديد كان بين أسباب استقالة وزير الدفاع تشاك هيغل الذي أشار إلى مذكرة خطية إلى أوباما من أن غارات التحالف «ربما يستفيد» منها النظام السوري.
الأمران الجديدان اللذان «سمح» بهما أوباما على مضض: زيادة موازنة وإمكانات البرنامج السري الذي تديره «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أيه) بأكثر من 500 مليون دولار أميركي تضاف إلى بليون ونصف البليون دولار، لرفع عدد المتدربين ونوعية السلاح الذي يقدم إلى مقاتلي المعارضة، مع تركيز واضح على غرفة العمليات في الأردن و «جبهة الجنوب» قرب حدود الأردن الخالية من «داعش» أكثر من «جبهة الشمال» قرب حدود تركيا التي تتسم بـ «الفوضى» ووجود قوي لـ «داعش» و «جبهة النصرة» أدى إلى تجميد تسليم أسلحة أميركية، مع إمكانية اختيار فصيل جديد لاستئناف هذا الدعم. الأمر الثاني، هو المضي قدماً في البرنامج العلني الذي تديره وزارة الدفاع (بنتاغون) بموازنة قدرها نصف بليون دولار لتدريب خمسة آلاف «مقاتل معتدل» سنوياً في السنوات الثلاث المقبلة.
الجنرال الأميركي مايكل كي ناغاتا المشرف على برنامج وزارة الدفاع قام بجولة في أربع دول عربية ومجاورة لسورية لتجهيز الوثائق والأرضية لتنفيذ البرنامج. تتضمن الخطة إقامة أربعة معسكرات في تركيا والأردن وقطر والسعودية استناداً إلى تفويض الكونغرس الذي تضمن عنصرين يتعلق أولهما بتدريب عناصر معتدلة لمحاربة «داعش» مع توفير إمكانات «دفاعية» لهم ضمن استراتيجية أوسع لمحاربة تنظيم «الدولة»، فيما يتضمن العنصر الثاني في التفويض الضغط للوصول إلى «حل سياسي» في سورية.
لم يتضمن التفويض مباشرة أن تدخل هذه القوات في مواجهات مع القوات النظامية. لكن ناغاتا، إلى الآن، يشترط لـ «النجاح في المهمة» أن تعطي هذه القوات المتدربة «صلاحيات هجومية»، ثم يسأل: «ماذا تفعل المقاتلات الأميركية لو تعرض مقاتلو المعارضة الذين دربتهم أميركا لغارات من الطائرات السورية؟».
إلى الآن، لم يقدم أوباما ومستشاروه جواباً واضحاً عن هذا السؤال. لكن ناغاتا يريد الجواب قبل انتشار هذه القوات في الأراضي السورية لمحاربة «داعش». وحصل في المقابل على «صلاحيات قيام هذه القوات بالدفاع عن نفسها من أي هجوم» سواء كانت عناصر «داعش» أو القوات النظامية وإمكانية أن تحصل هذه القوات على «مساعدات طبية أميركية» الأمر الذي لا يتحقق في البرنامج السري لـ «سي آي أي»، إضافة إلى «تسليح نوعي وثقيل».
ومن المقرر أن يبدأ نهاية الشهر المقبل برنامج تدريب أول دفعة من «المعارضة المعتدلة» وقوامها حوالى مئة مقاتل على يجري تدريب ثلاثة ألف مقاتل قبل نهاية العام الحالي و٥٤٠٠ في العام المقبل، من قبل مدربين أميركيين وبريطانيين وآخرين. ويُتوقع أيضاً، أن يجري بدء نشر هذه القوات المتدربة في مناطق «داعش» في شمال سورية في أيار (مايو) المقبل.
هكذا لخص مسؤول غربي المشهد السوري الأليم من شرفة البيت الأبيض. ويضيف، بأن إدارة أوباما ترى أن البرنامجين، السري والعلني، سيؤديان بهذه الإمكانات المالية والعسكرية خلال سنة أو سنتين مرفقين بانخفاض أسعار النفط إلى «الضغط على النظام» وحلفائه في موسكو وطهران، من أنه، ليس هناك حل عسكري للنزاع وأنه «لا بد من الوصول إلى حل سياسي وتشكل هيئة حكم انتقالية تمثيلية للمكونات السورية».
ما لم يقله هذا المسؤول، أنه بعد كل من حصل في سورية خلال السنوات الأربع، فإن سورية لم تعد مهمة في ذاتها، بل باتت ساحة للصراع الغربي مع إيران ومسرحاً لـ «استنزاف» إيران وحلفائها وملعباً للصراع الإقليمي وأداة ضغط لمفاوضات ديبلوماسية تحت قعقعة السلاح إزاء الملف النووي والدور الإقليمي لإيران طالما أن أوباما يرى أن الصفقة النووية «تاجاً» يريد أن يضعه على رأسه في نهاية عهده ليدخل التاريخ.
خير دليل، أن إيران قررت أن تقود بنفسها «معركة الجنوب» السوري قرب الجولان المحتل والأردن للضغط في ملفين: أمن إسرائيل وأمن الخليج.
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»
مقتل العشرات في اشتباكات عنيفة جنوب سورية
بيروت – رويترز
قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الأحد) أن اشتباكات عنيفة في جنوب سورية أسفرت عن مقتل عشرات من القوات النظام ومقاتلي “حزب الله” ومسلحي المعارضة الأسبوع الماضي، وتوقع تزايد أعمال العنف مع تحسن الأحوال الجوية.
وبدأ الجيش السوري ومقاتلو “حزب الله” حملة واسعة النطاق في المنطقة الأسبوع الماضي، ضد جماعات المعارضة ومنها “جبهة النصرة” وجماعات المعارضة المعتدلة. وتكتسب المعركة في جنوب سورية أهمية بالغة، نظراً إلى كونها من المعاقل الأخيرة لمقاتلي المعارضة من غير الجهاديين. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن أكثر من 50 مقاتلاً من المعارضة قتلوا في المعارك. وأضاف أن 43 جندياً من جيش النظام والجماعات المتحالفة معه لقوا حتفهم ومن بينهم 12 ضابطاً. وأضاف عبدالرحمن أن نحو خمسة آلاف من أفراد القوات الموالية للنظام يشاركون في الحملة التي تهدف إلى استعادة المثلث الخاضع لسيطرة المعارضة من المناطق الريفية جنوب غربي دمشق إلى مدينة درعا والقنيطرة.
وقال الناطق باسم جماعة “ألوية سيف الشام” أبو غياث، أن الكرّ والفرّ بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام لا يزالان مستمرين، وأن القتال هدأ في اليومين الماضيين، لكن الجيش يسعى إلى تطويق قرية شمال شرقي القنيطرة وسيطر على بلدات وقرى جنوب دمشق. وقال عبدالرحمن أن 10 مقاتلين من الجانب الحكومي أعدموا بعد اتهامهم بتسريب معلومات إلى العدو. مضيفاً أن مقاتلين من “جبهة النصرة” قتلوا في الاشتباكات لكن عددهم غير معلوم. يذكر أن الطقس الشتوي عرقل القتال في الأيام القليلة الماضية وحال دون تنفيذ ضربات جوية.
“داعش” ذبَحَ 21 قبطياً مصرياً في ليبيا والسيسي يعلن الاحتفاظ بحق الرد
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
في جريمة مروعة صدمت مصر والعالم، أقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في ليبيا، على قطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً كان التنظيم المتطرف قد خطفهم في وقت سابق. واستدعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجلس الدفاع الاعلى الى اجتماع طارىء واعلن الحداد سبعة ايام، فيما ندد الازهر بـ”العمل الهمجي الذي لا يمت الى أي دين”.
وظهر مسلحو “داعش” ملثمين في زي أسود يسوقون المصريين المحتجزين في زي برتقالي على شاطئ البحر. وذبح المحتجزون بعد إجبارهم على الركوع على الأرض ثم كبهم على وجوههم. ونشر الفيديو في حساب بموقع “تويتر” يؤيد التنظيم المتطرف. وظهر بعد ذلك في موقع “يوتيوب”.
وقال رجل أمسك بسكين في الفيديو تحدث بالإنكليزية وكتبت ترجمة لكلامه: “اليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى. أيها الصليبيون: إن الأمان لكم أماني لا سيما وانكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها”. وبدأ الرجل كلامه بقوله “الحمد لله القوي المتين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين”.
وجدير بالذكر ان الضحايا عمال سافروا إلى ليبيا سعياً وراء أرزاقهم على رغم تحذيرات الحكومة للمصريين من السفر. وهم ينتمون إلى خمس قرى في محافظة المنيا جنوب القاهرة ومنهم 13 من قرية العور وحدها.
وقال الأب اسطفانوس شحاتة وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس التي تتبعها القرى الخمس: “المطرانية تأكدت من خبر استشهاد 21 مصرياً مسيحياً ويدرس الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط إمكانية إقامة صلوات لذكراهم بالرغم من عدم وجود جثامين”.
وقالت الكنيسة المصرية في بيان: “تستودع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء”.
وبث التلفزيون المصري أن السيسي استدعى مجلس الدفاع الوطني الى اجتماع طارىء للبحث في التطورات. وأضاف أن الرئيس المصري قرر إعلان الحداد سبعة أيام. وفي وقت متقدم وجه السيسي كلمة الى الامة عبر التلفزيون، نعى فيها الضحايا الـ21 واعلن ان الحكومة المصرية تحتفظ لنفسها بحق الرد بالاسلوب والمكان المناسبين “على هؤلاء القتلة”.
وقال الأزهر في بيان إن “هذا العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية ولا ينم إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فساداً تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق”.
وقدم العزاء الى الأنبا تواضروس الثاني ودعا المجتمع الدولي إلى “تعقب قوى التطرف والإرهاب وتقديمهم للعدالة والقصاص العاجل منهم”.
مقاتلون أكراد دخلوا محافظة الرقة والجبهة الجنوبية إلى تصاعد
المصدر: (“النهار”، و ص ف، رويترز)
افاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن القوات الكردية تدعمها جماعات سورية مسلحة سيطرت على تلة داخل محافظة الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا بعد اشتباكات دموية. وأوضح أن “الأكراد وغيرهم من المقاتلين المحليين المعارضين للدولة سيطروا الآن على تلة جنوب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا تقع في محافظة الرقة”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هذه المرة الاولى التي يدخلون فيها الرقة. وأضاف أن 35 من مقاتلي “داعش” وأربعة من أفراد القوات الكردية قتلوا في معارك قرب كوباني كانت الأعنف منذ استعادة الأكراد البلدة.
وعلى جبهة أخرى، أورد المرصد أن الاشتباكات العنيفة في محافظتي القنيطرة ودرعا بجنوب سوريا أدت إلى مقتل أكثر من 50 من مقاتلي المعارضة، إلى 43 من أفراد الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه بينهم 12 ضابطاً. وتوقع بعد تحسن أحوال الطقس أن يشن الجيش السوري غارات جوية مما سيؤدي إلى تقدم القوات.
خلافات تطيح «أمير» «داعش» في القلمون
عبد الله سليمان علي
عُزِل أبو الهدى التلّي من منصبه كـ «أمير» على «الدولة الإسلامية في القلمون» وعُيِّن «البانياسي» مكانه.
والقاسم المشترك بين الرجلين، أن كليهما يعتبر مقرباً من زعيم «جبهة النصرة في القلمون» أبي مالك التلّي، فالأول ابن مدينته والثاني أحد تلامذته. فهل المقصود بذلك محاولة التقرب من «النصرة» وإصلاح ما أفسده «الأمير الشرعي» أبو الوليد المقدسي بعد تكفيره العلني لها، أم أنها لعبة مزدوجة يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» في الوقت المستقطع، لا سيما أن هذه التغييرات ترافقت مع حدثين بارزين استهدفا مسقط رأس أبي مالك التلي في مدينة التل في القلمون، الأول الظهور العلني لخلايا «داعش» في شوارع المدينة للمرة الأولى، والثاني تفجير سيارة استهدفت مسجد فاطمة الزهراء، وأدى إلى مقتل وجرح العشرات.
ولم يفصل بين ظهور خلايا «داعش» في المدينة وبين التفجير الذي استهدفها سوى أقل من 48 ساعة، ومع ذلك سارع غالبية النشطاء والإعلاميين في المنطقة إلى توجيه أصابع الاتهام نحو الجيش السوري، معللين ذلك برغبته في إيجاد ذريعة لاقتحام المدينة. لكن اللافت أن «جبهة النصرة في القلمون» لم تتبنّ هذا الاتهام صراحةً، برغم تعبيرها، في البيان الذي أصدرته أمس الأول، عن قناعتها أن التفجير يخدم مخططات النظام.
وأشار البيان إلى أن «قابل الأيام مليء بالمفاجآت»، بعد تأكيده على «حصول جبهة النصرة على معلومات حول التفجير في منطقة التل»، محذراً كل «من تواطأ على تنفيذ هذا العمل بوجوب تسليم نفسه إلى أقرب هيئة شرعية في أسرع وقت».
لكن المستغرب في البيان هو إعلان «جبهة النصرة» براءتها من التفجير، مع التنويه إلى أن الغاية منه قد تكون «نزع الثقة ما بين المجاهدين وبين عامة المسلمين، من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى المجاهدين». ويبدو أن الجهة التي وجهت الاتهام إلى «المجاهدين» من الأهمية بمكان بحيث استدعت إصدار هذا البيان، وهي بالتأكيد ليست الجيش السوري.
ويشير بيان «النصرة»، الذي يحمل العديد من التأويلات والتفسيرات، إلى أن مدينة التل قد تكون في الأيام المقبلة على موعد مع حملة من المداهمات والاعتقالات، التي يمكن أن تنفذها الجبهة بذريعة ملاحقة المتورطين في التفجير، مع عدم إغفال وجود أهداف أخرى لهذه الحملة مثل محاصرة خلايا «داعش» ومنعها من التغلغل في مسقط رأس زعيمها أبي مالك التلّي.
وتأتي هذه التطورات في ظل معلومات حصلت عليها «السفير» من أحد أعضاء الفريق الإعلامي لتنظيم «الدولة الإسلامية في القلمون» تؤكد أن الوضع الداخلي للتنظيم «هشّ للغاية»، ويختلف كلياً عن الصورة التي انتشرت عنه خلال الفترة الماضية، وبالأخص بعد استحصاله على «البيعات» من فصائل «الجيش الحر»، والتي كان من المفترض أن تضاعف قوته وفاعليته.
وأكد الإعلامي أن «الخلافة الإسلامية في القلمون تعاني من أزمة نفاق، وانعدام الولاء بين صفوف عناصرها، خاصة أولئك الذين بايعوها مؤخراً»، مشيراً إلى أن «الكثير من الأنباء التي تنتشر في وسائل الإعلام حول بعض أوضاع الدولة في المنطقة يجري تسريبها من قبل هؤلاء المدسوسين»، وذلك في إشارة منه إلى الأنباء التي تتوارد عن وجود خلافات في صفوف «الدولة الإسلامية» أدت مؤخراً إلى عزل «الأمير» أبي الهدى التلّي وتعيين «البانياسي» مكانه.
ولم ينف الإعلامي صحة هذه الأنباء، بل على العكس عبّر عن ضيقه من هذه الخلافات واستفحالها، مشيراً إلى «أنها تدفعه دائماً للتفكير بالانتقال من القلمون إلى أي مكان آخر».
وكانت بعض التسريبات تحدثت أن السبب وراء عزل أبي الهدى التلّي هو الاعتذار الذي تقدم به إلى ابن مدينته أبي مالك التلي بعد البيان التكفيري الذي أصدره «الأمير الشرعي» الجديد أبو الوليد المقدسي بحق «جبهة النصرة»، الأمر الذي لم يرُق لقيادة «الدولة الإسلامية» فعزلته وعينت «البانياسي» محله.
وأكدت التسريبات، التي مصدرها أحد عناصر «كتائب عبدالله عزام»، أن الخلافات تتفاقم بسرعة بين «البانياسي» والمقدسي، لأن «البانياسي» رفض بدوره الانسياق وراءه في موضوع تكفير «جبهة النصرة». وتوقع مصدر التسريبات عزل «البانياسي» في أي وقت. هذه التسريبات لم ينفها «إعلامي داعش»، بل أكد صحتها، مضيفاً أن «الخلافات ليست بين أشخاص، وإنما أعمق من ذلك» وبالتالي فإن عزل «البانياسي» لن يحل المشكلة.
وثمة أمر لافت في التغييرات التي تجريها قيادة «الدولة الإسلامية» على المناصب في القلمون، إذ بدا واضحاً أنها تصر على أن يكون «أميرها» هناك من المقربين لزعيم «جبهة النصرة» أبي مالك التلي، فالأول ابن مدينته بينما الثاني أحد التلامذة الذين درسوا على يديه، وهذا ما يتناقض مع تعيينها أبي الوليد المقدسي، الذي سارع منذ توليه منصبه، إلى إصدار بيان يكفر فيه «جبهة النصرة» ويتهمها بالخيانة والغدر.
وقد يكون تفسير ذلك بأنه إما يأتي في سياق سياسة العصا والجزرة تجاه التلّي ومحاولة استقطابه إلى صف «داعش»، سواء بالحوار، الذي يتولاه المقربون منه أمثال «البانياسي»، أو بالضغط والترهيب، مثل الظهور المفاجئ لبعض الخلايا في مدينة التل، وربما تفجير السيارة المفخخة فيها. أو أنه يهدف إلى ضمان «خط الرجعة» في حال فشلت جهود استقطاب التلّي ووصلت الأمور بين الطرفين إلى نقطة الانفجار حيث يكون هناك من يستطيع القيام بدور الإطفائي.
«الائتلاف» يضع مسودة «التسوية»:
هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات
أقرت «الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري» المعارض، في اجتماعها المنعقد في اسطنبول أمس، «مسودة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية، والمؤلفة من 13 بنداً»، معتبرة أنها «تشكل خريطة طريق للحل السياسي في سوريا».
وتؤكد مسودة الوثيقة «استئناف مفاوضات التسوية السياسية، برعاية الأمم المتحدة، انطلاقا مما تم التوصل إليه في مؤتمر جنيف 2 واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة (2042 و 2043 و2059 الصادرة في العام 2012) وتنفيذاً لبيان مجموعة العمل من أجل سوريا المعروف ببيان جنيف».
واعتبرت أن «هدف المفاوضات الأساسي هو تنفيذ بيان جنيف بكافة بنوده، وفقا لأحكام المادتين 16 و17 من قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في العام 2013 بالموافقة المتبادلة، بدءاً بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تمارس كامل السلطات والصلاحيات التنفيذية، بما فيها سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة».
وأضافت مسودة الوثيقة أن «غاية العملية السياسية هي تغيير النظام السياسي الحالي بشكل جذري وشامل، بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية، وقيام نظام مدني ديموقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وضمان حقوق وواجبات جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية».
وأكدت أن «وقف عمليات القتل والقصف واستهداف المدنيين واحتجازهم وتعذيبهم وتهجيرهم بشكل فوري شرط أساسي لإطلاق عملية التفاوض، ومعيار لمدى الالتزام بشرعية حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن حول الوضع في سوريا، ويشمل ذلك وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين والمختطفين، وفك الحصار عن المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات إليهم، وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم واحترام الحريات العامة».
وحددت مسودة الوثيقة «صلاحيات هيئة الحكم الانتقالية»، واعتبرتها «الهيئة الشرعية والقانونية الوحيدة المعبرة عن سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها وفق التسوية السياسية، كما حددت مسؤوليات الهيئة بـ 12 صلاحية أخرى أثناء قيادة المرحلة الانتقالية. وتتولى هيئة الحكم الانتقالية اتخاذ الإجراءات وتحديد الآليات اللازمة لعقد مؤتمر توافق وطني، يضم كافة مكونات الشعب السوري وممثلين عن القوى السياسية والثورية والمدنية وشخصيات مستقلة، بهدف وضع مبادئ تشكل أساساً يصاغ الدستور الجديد بالاستناد إليها».
وأضافت «تنظم هيئة الحكم الانتقالية انتخابات بمراقبة دولية، حسب النظام الانتخابي الذي يتم اعتماده وفقا لاتفاق التسوية السياسية، وذلك لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية التي تتولى إعداد الدستور الجديد لسوريا، ومن ثم تتولى هيئة الحكم الانتقالية مهمة إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد بمراقبة الأمم المتحدة، كما تقوم وفقا للتسوية السياسية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية وفق ما نص عليه الدستور المعتمد، وبإشراف ورقابة الجمعية التأسيسية ومراقبة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية».
وتابعت المسودة «تلتزم هيئة الحكم الانتقالية باتخاذ خطوات فعالة لضمان مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في العملية الانتقالية، وتبني إستراتيجية متكاملة لإنهاء العنف والتصدي للإرهاب، وضمان حرية التعبير، وحقوق المواطنة المتساوية لجميع السوريين من دون تمييز».
وأشارت إلى أن «هيئة الحكم الانتقالية تعمل بالتنسيق مع مجلس الأمن والأمم المتحدة لتحقيق الامتثال لقراراتها، كما توجب على هيئة الحكم الانتقالية وضع معايير محايدة ومستقلة، وتُعتمد من مجلس الأمن، وتجبر الوثيقة في حال عدم تنفيذ أي بند من الاتفاق على اتخاذ تدابير وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وتعتبر هيئة الحكم الانتقالية منحلة فور تولي الهيئات التنفيذية المنتخبة صلاحياتها الدستورية، كما تعتبر الجمعية التأسيسية منحلة فور عقد البرلمان المنتخب جلسته الأولى بشكل دستوري». («الائتلاف»)
«لايك» من فتاة على صفحة فيصل القاسم يؤدي بها إلى أقبية المخابرات
المحقق وصف الإعلامي السوري بـ«الإرهابي والخائن»
اللاذقية ـ «القدس العربي» من سليم العمر: كانت أمل في طريقها إلى العمل في شارع 8 آذار في اللاذقية على الساحل السوري، عندما جاءها من الهاتف صوت حاد يقول لها: «تفضلي لعنا على فرع أمن الدولة بعد ساعتين وإلا منبعت دورية تشحطك من المكتب»، دون أن يضيف أي كلمة أخرى، على حد قولها.
تقول أمل في حديث خاص : «كنت حينها في باص النقل العام، احمر وجهي، وتعرقت، وشعرت بالارتباك لدرجة أنني تجاوزت الموقف الذي يجب أن أنزل فيه»، متابعة: «اتصلت بوالدي كي أخبره بما حصل معي فحاول أن يتصل ببعض أصدقائه ذوي النفوذ، ويعرف من هو المتصل، ولماذا اتصلوا بي، والجميع نصحوه بأن يذهب برفقتي إلى فرع أمن الدولة».
تضيف: «ذهبت مع أبي إلى الفرع الكائن على اوتوستراد الثورة، وكنت أرتجف والعرق يتصبب من وجهي، ولم أستطع التركيز والتفكير أبدا، وعندما وصلنا لم تسمح عناصر الأمن لوالدي بالدخول معي، ووضعوا العصبة على عيني، وتم اقتيادي إلى مكتب التحقيق، وهناك نزعوا العصبة، وأخذوا مني هويتي الشخصية».
تروي أمل «انتظرت ثلاث ساعات، حاولت أن أفكر بأي شيء، لكنني كنت ارتجف والخوف جعلني أفقد أعصابي، بعدها جاء المحقق وأمرني أن أجلس على كرسي صغير، وسألني عن عدد الساعات التي أمضيها في استخدام الانترنت، ومن ثم طلب مني فتح صفحتي الشخصية على الفيسبوك».
تقول: «هنا بدأت أبكي بصوت عال، إلا أن ذلك لم يشفع لي، حيث أعطاني المحقق خمس دقائق فقط كي افتح الحاسوب وصفحتي الشخصية على الفيسبوك»، مبينة «أنا أعرف أنني لم أكتب منشورات ضد النظام، وليس لي محادثات مع ناشطين معارضين، لكن المحقق طلب مني عند فتح صفحتي أن أبحث على صفحة الإعلامي فيصل قاسم، ولم أدرك ما السبب، وعندما سألته، قال لي بصوت مرتفع «هلق بتعرفي»، وهنا ازداد خوفي حيث لم أدرك ما ذنبي أو جرمي، لكني بحثت عن صفحة القاسم وفتحتها».
تتابع أمل أن أول ما قاله المحقق لها «يا سافلة ليش عاملة لايك على صفحة الإرهابي فيصل قاسم»، وهنا بدأ بشتمها هي وأهلها، وراح يصفهم بـ «الحمير» ويتهمهم بالتواصل مع إرهابيين أمثال القاسم الذي وصفه بـ «الإرهابي العميل الصهيوني المتآمر على الشعب السوري».
وتضيف أن هذا ليس كل شيء، حيث أن المحقق بدأ يتفحص صفحة القاسم حتى وصل إلى تعليق كتبته على أحد منشوراته عبرت فيه عن مدى إعجابي به، فقام المحقق بتدوير شاشة الحاسوب باتجاهي، وقال لي «شو هالإعجاب والتعليق الحلو، شو رأيك بالتعذيب وخلي فيصل تبعك يفيدك».
تقول أمل: «لم أستطع الرد ولم أتكلم بحرف واحد، وبكائي جعلني منهارة تماما، وفي هذه اللحظات دخل محقق آخر، وقال «العينتين عندك، عيلتها تاريخن أسود»، ولم أتخيل أني سأخرج من الفرع إلا إلى السجن، هذا ما كنت أتوقعه».
صرخ المحقق في وجه أمل قائلا: «شعب مغفل»، وبعد ساعتين من البكاء طلب منها أن تعطيه الرقم السري لصفحتها الشخصية على «الفيسبوك» فلبت طلبه دون تردد، وقال لها «اليوم لحسن حظك لا يوجد مكان في السجن كي نستضيفك عنا كم يوم نعلمك حب الوطن، ومين الخاين فيصل قاسم»، وجعلها توقع على أوراق عدة ولم تدرك ما هو محتواها، لكنها كانت تقول «حاضر حاضر».
تقول «هددني بأنه سيظهر في منامي إذا قمت مرة أخرى بفتح الفيسبوك، ولم أدر كم مرة قلت كلمة حاضر، ربما أكثر من ألف، وقال لي «يلا انقلعي هي هويتك»، فخرجت مرة أخرى وأنا مغمضة العينين إلى الباب الخارجي حيث كان أحد عناصر الأمن ممسكا بيدي».
تختتم قائلة: «لم أكن وحدي من يبكي بل والدي أيضا، الذي كان ما زال بانتظاري عند خروجي من الفرع، أمسك والدي بيدي طول الطريق وهو ينظر إليّ بحب وحنان، مبديا فرحة لا توصف وكأني ولدت من جديد دون أن يتفوه بكلمة واحدة إلا أن ذلك قرأته من عينيه».
احتدام المعارك في الجنوب السوري
مطلوب باغتيال الحريري يقود قوات «حزب الله»
لندن ـ «القدس العربي»ـ ووكالات: قال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الأحد إن الاشتباكات مستمرة في مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة، بين مقاتلين من حزب الله اللبناني، الذين يقودهم الشخصية العسكرية الأولى في الحزب مصطفى بدر الدين، وقوات من الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، بمساندة من قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني الموالية لها من طرف، ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة، كما تعرضت مناطق في بلدة كفرناسج ومناطق في ريف القنيطرة لقصف عنيف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما كان الطيران الحربي والمروحي قد جدد قصفه لمناطق في ريف درعا بعد نحو 5 أيام من توقف طائرات النظام الحربية والمروحية عن قصف محافظة درعا بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
وأدت المعارك إلى مقتل عشرات من القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله ومسلحي المعارضة في الأسبوع المنصرم، وتكهن بأعمال عنف أشرس مع تحسن الأحوال الجوية.
وبدأ الجيش السوري ومقاتلو حزب الله المتحالفون معه حملة واسعة النطاق في المنطقة ،الأسبوع الماضي، ضد جماعات المعارضة ومنها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعات معارضة معتدلة.
وتكتسب المعركة أهمية نظرا لأن هذه واحدة من المناطق الأخيرة التي ما زال لمقاتلي المعارضة المعتدلة وجود بها. وفقدت هذه الجماعات أراضي لصالح الجماعات الإسلامية المتشددة خلال الصراع الذي يقترب من إكمال عامه الرابع.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا، إن أكثر من 50 من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك. وأضاف أن 43 من أفراد الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه لقوا حتفهم ايضا بينهم 12 ضابطا، كما ذكر المرصد أن عدداً من الضباط السوريين تم إعدامهم على يد قوات «حزب الله» بعد اتهامهم بتسريب معلومات للعدو.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القوات السورية أوقعت خسائر جسيمة في صفوف «الجماعات الارهابية» في درعا أمس الأحد بعد قتل عدد كبير من المقاتلين الأعداء وتدمير عرباتهم في اليوم السابق.
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين على الفور للتعليق أمس الأحد. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية وتلفزيون المنار التابع لحزب الله، في إشارة للمعارك في الجنوب، إن الجيش يستعيد أراضي من أيدي «الإرهابيين».
وقال عبد الرحمن إن نحو خمسة آلاف من أفراد القوات الموالية للحكومة يشاركون في الحملة التي تهدف إلى استعادة مثلث من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة من المناطق الريفية جنوب غربي دمشق الى مدينة درعا الى القنيطرة.
وكانت مصادر من طرفي المعركة ذكرت أن الحملة تهدف الى حماية دمشق التي تقع على مسافة قريبة بالسيارة الى الشمال. وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب مهمة في الجنوب في الأشهر القليلة الماضية فسيطروا على عدة قواعد عسكرية.
وقال أبو غياث المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام إن الكر والفر بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام لا يزال مستمرا. وألوية سيف الشام جزء من تحالف «الجبهة الجنوبية» الذي يحظى بدعم من دول معارضة للأسد.
وقال ابو غياث الذي تحدث من داخل سوريا عن طريق الانترنت إن القتال هدأ في اليومين الماضيين، لكن الجيش يسعى لتطويق قرية شمال شرقي القنيطرة وسيطر على بلدات وقرى إلى الجنوب من دمشق.
وعرقل الطقس الشتوي القتال في الأيام القليلة الماضية وحال دون تنفيذ ضربات جوية. وقال عبد الرحمن إن الجيش والجماعات المتحالفة معه يعتزمون إشراك عشرة آلاف مقاتل في الحملة.
مسؤولون أمريكيون يتحدثون عن توسع تنظيم الدولة الإسلامية خارج العراق وسوريا وأمريكا أمام حرب مفتوحة من سيناء حتى الصحراء الكبرى
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: أكد مسؤولون أمنيون أمريكيون أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وسع من قاعدة تأثيره إلى بلدان شمال أفريقيا وأفغانستان. مما يعني كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» حربا دولية جديدة ضد الإرهاب.
وتعبر تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن ملامح استراتيجية الأمن القومي التي أعلن عنها الأسبوع الماضي وتحدثت عن حرب «مفتوحة» ضد الإرهاب وعلى جبهات عدة. وتنبع مخاوف المسؤولين الأمريكيين من واقع وصل فيه تأثير الدولة الإسلامية إلى مصر وليبيا والجزائر.
ويقدر المسؤولون الأمنيون عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم بما بين 20.000 -31.500 مقاتل وقدمت «مئات من الجماعات المتطرفة بيعات غير رسمية» له في بلدان مثل الأردن ولبنان والسعودية وتونس واليمن، وذلك نقلا عن مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب.
وكان الجنرال فينسينت أر ستيوارت مدير وكالة الإستخبارات العسكرية قد تحدث في تقييم هذا الشهر عن أن تنظيم الدولة الإسلامية «بدأ وبشكل متزايد يترك وراءه بصمات دولية».
وصادق نيكولاس راسموسن، مدير مركز مكافحة الإرهاب القومي على كلام الجنرال فينسنت في شهادة له الأسبوع الماضي أمام الكونغرس.
ولم يتم التعرف بعد على فاعلية هذه الجماعات وإن كانت تستفيد من ماركة تنظيم الدولة في إعادة خلق نفسها وتوسيع نفوذها.
ويخشى نقاد الحرب المفتوحة على الإرهاب أن يؤدي هذ التقييم إلى توريط الولايات المتحدة في حرب طويلة، ونزاع برؤوس عديدة مثل رؤوس أفعى الهيدرا في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس باراك أوباما الكونغرس بتفويض لحربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ومناطق أخرى.
ونقلت الصحيفة عن آدم شيف، النائب الديمقراطي عن ولاية أريزونا «أمقت فكرة كتابة صك مفتوح يبرر استخدام القوات الأمريكية في كل مكان».
وترى الصحيفة أن اتساع تأثير تنظيم الدولة الإسلامية تقف وراء الدفع الذي يقوم به البيت الأبيض لمنح باراك أوباما وخلفه السلطة لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية في كل مكان ينشط فيها عناصره، تماما كما فعل أوباما وسلفه جورج دبليو بوش لملاحقة القاعدة وفروعها خارج مناطق عملها المركزية في باكستان وأفغانستان ومنذ عام 2001.
وكان السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إرينست قد أخبر الصحافيين «لا نريد انطباعا لدى أحد في تنظيم الدولة الإسلامية أنهم عندما ينتقلون إلى بلد مجاور فسيكونون بمأمن من الولايات المتحدة وبعيدين عن قدراتها».
الدعوة إلى الخلافة
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد بدأ يجذب جماعات مقاتلة عندما أعلن أبو بكر البغدادي في حزيران/ يونيو 2014 عن «الخلافة».
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن التنظيم يستخدم طريقة القاعدة وعلاقتها مع فروعها في الخارج، ولكن بدون اتباع أسلوب تنظيم القاعدة في التدقيق والتأكد من طبيعة الجماعات التي ستنضم إليها.
وسجل باحثون «هجرة» للجماعات التي كانت جزءا من القاعدة أو تعمل بالترادف معها إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر اليوم أنجح والطرف المنتصر، حسب ستيفن ستالينسكي من معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط المعروف اختصارا «بميمري» وهو معهد يميني في واشنطن ويقوم برصد الإعلام العربي ومواقع الإنترنت.
وفي الغرب حظي التنظيم على ولاء من أمادوا كوليبالي الذي قاد هجوما الشهر الماضي على متجر يهودي في باريس، وفي الأسبوع الماضي قتلت طائرة أمريكية بدون طيار قياديا في حركة طالبان، وهو ملا عبد الرؤوف خادم الذي قدم البيعة للبغدادي.
وينظر المحللون إلى أن بيعة ملا عبد الرؤوف ليست تعبيرا عن توسع للتنظيم بقدر ما تشير إلى خلافات داخلية في داخل حركة طالبان.
وكان المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن ولاية خراسان في الباكستان وأفغانستان كجزء من التنظيم وأرسل مبعوثين إلى هناك. وتشير الصحيفة إلى أن منح الصلاحيات لأوباما قد تشمل ليبيا ومصر حيث أقسمت جماعات محلية الولاء للبغدادي.
ورغم كل رسائل الولاء إلا أنه لا تتوفر أدلة حول سيطرة التنظيم على مناطق خارج قاعدته الطبيعية في سوريا والعراق. لكن صور مصريين أسرى ظهرت في مجلة التنظيم الرئيسية تشير إلى نشاط فروع له في ليبيا.
أنصار بيت المقدس
وبحسب مسؤول غربي فقد أرسل تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء مبعوثين إلى سوريا العام الماضي يطلبون دعما ماليا وعسكريا وكذلك مساعدة في الدعاية والنصح.
وبدا تأثر أنصار بيت المقدس بتنظيم الدولة من خلال أشرطة الفيديو التي بثها بعد عمليات قام بها ضد قوات الأمن المصري.
ويتميز التنظيم المصري بأنه خلافا لتنظيم الدولة لا يستهدف إلا قوات الأمن والجيش المصري ولم يقم بعمليات ضد المدنيين أو الأجانب ولا المسيحيين.
ولم تمنع الإجراءات القمعية التي قامت بها الحكومة في منطقة سيناء من وقف العمليات، بل أصبح «أنصار بيت المقدس» أكثر جرأة، كما برز في هجوم 29 كانون الثاني/ يناير المنسق في العريش.
وفي ليبيا القريبة أعلنت ثلاث جماعات عن ولائها للتنظيم كل واحد في ولاية من الولايات الثلاث – برقة وفزان وطرابلس.
وتمثل هذه الجماعات تحديات لمحاولات تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا التي تقوم بها الأمم المتحدة. ويخشى مسؤولون أوروبيون من تحول المناطق الليبية إلى ساحة عبور نحو مصر ومناطق شمال أفريقيا.
ويشيرون إلى تحول شرق ليبيا لساحة تدريب الجهاديين وتأمين سفرهم إلى سوريا والعراق، فيما أصبح الشرق الليبي منطقة آمنة للتخطيط وشن هجمات ضد مصر.
وكانت السفيرة الأمريكية في ليبيا قد كتبت تغريدة على «تويتر»، «هل يمكن لليبيا المقسمة تحمل داعش».
ولوحظ أن الجماعة الطرابلسية هي الأنشط عندما قامت بهجوم على فندق كورنيثا وقتلت 8 أشخاص منهم المتعهد الأمني ديفيد بيري.
وبحسب فردريك ويهري من معهد كارنيجي الذي زار ليبيا في الآونة الأخيرة «إنه نزاع حقيقي» مشيرا إلى أن «رجال الدولة الإسلامية يحاولون السيطرة على أراض».
توسع في ليبيا
وحظي تمدد التنظيم إلى ليبيا باهتمام الباحثين ففي مقال نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وأعده اندرو إينجل عن الخطر الذي يمثله التنظيم على ليبيا وأشار إلى زيارة السفير الليبي السابق في الإمارات العربية المتحدة والمنسق الرئيسي السابق لـ «مجموعة الاستقرار الليبية»، عارف علي النايض لواشنطن في شهر شباط/ فبراير الحالي لمناقشة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في بلاده.
وحذر من مخاطر توسع التنظيم على أمن أوروبا. وتتناقض مخاوف النايض مع تقييمات الحكومة الأمريكية بشأن نشاط وحضور تنظيم الدولة في ليبيا إذ يعتقد بعض مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين أن المسؤول الليبي قد يكون مبالغاً في تقديراته. لكن هذا لا يعني عدم وجود نشاط للتنظيم فقد كثف حضوره المادي والإعلامي بشكل ملحوظ في ليبيا، منذ أن أعلن «مجلس شورى شباب الإسلام» في مدينة درنة مبايعته للجماعة في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وبعد ذلك اعترف زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي بانضمام «أقاليم» برقة وطرابلس وفزان الليبية إلى «الخلافة» التي ينسبها إلى نفسه.
وفي الوقت نفسه قام داعمو التنظيم الناشطون على شبكة الإنترنت بالدعوة لتجنيد أعضاء جدد بصورة مكثفة وأخذوا يروجون له في ليبيا، وهو ما يؤشر لاستراتيجية جديدة في شمال أفريقيا.
ويقول إينجل إن النايض الذي ينتمي لحكومة طبرق المعادية للإسلاميين في طرابلس من مصلحته تضخيم الخطر الذين يشكلونه ـ كما فعلت «عملية الكرامة» بقيادة اللواء خليفة حفتر، وهي حملة تشن هجموما على المتطرفين والإسلاميين السياسيين وتضعهم في سلة واحدة.
وفي المقابل يقلل خصوم «مجلس النواب» في طرابلس – وهم «المؤتمر الوطني العام» الذي يقع تحت سيطرة الثوريين والميليشيا المعروفة بـ «عملية فجر ليبيا» من أهمية هذا الخطر.
ولهذا يرى الكاتب أن اقتناع الدول الغربية بخطر تنظيم الدولة في ليبيا سيدفعها للتدخل نيابة عن اللاعبين في المسرح الليبي اليوم.
نشاط
ومع ذلك فهناك إشارات عن حضوره في مدن بنغازي وسرت وطرابلس وأجزاء من جنوب ليبيا فيما تنشط مكاتب تنظيم الدولة الإعلامية في برقة وطرابلس حيث تغطي نشاطات مثل «الحسبة» و «الدعوة».
وفي برقة قدم التنظيم تقارير عن أنشطة «الحسبة» وحرق علب السجائر وكسر النراجيل وهدم التماثيل والأضرح والمقامات وإجبار أصحاب المصالح التجارية التوقف عن التجارة والصلاة.
وتخللت أنشطة «الدعوة» توزيع الإرشادات الطبية في برقة وتقديم المساعدة العامة للمحتاجين والحلوى والهدايا للأطفال في بنغازي. وفي برقة قام التنظيم بإعدام صحافيين تونسيين.
وركز أتباع تنظيم الدولة نشاطاتهم ضد ما يكن تسميتها بالصحوات الليبية، وهي قوات غير نظامية تحارب إلى جانب الجنرال حفتر.
وتشكلت «الصحوات الليبية» على الأرجح كقوة لمكافحة التمرد موازية لـ «عملية الكرامة» بعد أن أبعد «تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا» وحلفاؤه اللواء حفتر من بنغازي في تموز/ يوليو 2014 وأصبحت «الصحوات» معروفة جيداً خلال الهجوم المضاد الذي وقع في تشرين الأول/أكتوبر 2014.
يصفها الكاتب الجهادي أبو معاذ البرقاوي بـ «صحوات الكفر». واستفاد التنظيم من الهدوء في العاصمة طرابلس وعزز من نشاطاته الدعوية ونظم لقاءات التعارف ووزع الأموال النقدية والألبسة.
ومع كل هذا فقد تبنى التنظيم سلسلة من الهجمات استهدفت رموزاً أجنبية، بما فيها مبنى أمني دبلوماسي والسفارة الجزائرية وفندق كورنثيا.
أنصار الشريعة
واللافت للنظر أن الدينامية التي حصلت في سوريا من انضمام أفراد من جبهة النصرة إلى تنظيم الدولة تحدث في ليبيا، فتنظيم انصار الشريعة المصنف على أنه جزء من القاعدة ينظر إليه كجزء من تنظيم الدولة على الأقل في النشرات الإعلامية والمقالات التي يكتبها جهاديون في التنظيم.
ويلعب النموذج السوري- العراقي دورا في النقاش حول وصول التنظيم إلى ليبيا حيث يرى منظر جهادي أن ليبيا هي «البوابة الاستراتيجية لـ «الدولة الإسلامية» «خاصة أنها تطل على البحر والصحراء والجبال، مصر والسودان وتشاد والنيجر والجزائر وتونس».
ويرى آخر أن توسع تنظيم الدولة في ليبيا سيخفف من الضغوط على التنظييم في العراق والشام، وستكون السيطرة على ليبيا تعويضا عن خسارة اليمن للحوثيين.
وفي إطار آخر قد يعمل التوسع على التعاون مع «ولاية» سيناء وتشكيل «جبهة غربية ستلتقي مع إخوانهم في أنصار بيت المقدس»، «وربما قدر الله لهم أن يكونوا بوابة تحرير فلسطين الغربية».
إذاعات في سرت
وفي هذا السياق كتب مارك ويليس من طرابلس تقريرا تحدث فيه عن سيطرة تنظيم الدولة على محطتين للإذاعة في مدينة سيرت مما يعبر عن قوة جديدة له في ليبيا.
وتحدث ويليس مراسل موقع «ميدل إيست آي» مع أحد سكان المدينة والذي قال «بعد صلاة الجمعة بدأوا بالوعظ عبر الراديو وقالوا إن المسلمين عليهم واجب الجهاد في الخارج»، كما تم بث بيانات من أبو بكر البغدادي عبر الإذاعة.
ويقول ويليس إن التنظيم يدير مزرعتين تعودان إلى وزير التعليم في عهد القذافي أحمد إبراهيم.
ونفت السلطات المحلية أن يكون للتنظيم حضور في المنطقة.
ويقول ويليس إن سيطرة المقاتلين على الإذاعة هو التحرك الثاني الكبير في سرت، فقبل أسابيع تحركت قواتهم واحتلت بلدة النوفلية الصغيرة التي تبعد 130 كيلو مترا عن سرت واعتبروها جزءا من الدولة الإسلامية.
وقال مواطن إن 50 عربة دخلت البلدة من الصحراء وعليها الراية السوداء «ويشعر الناس بالخوف وظلوا في منازلهم، وكل واحد خائف من داعش».
وقام أفراد «داعش» بتوزيع أوراق على عناصر الجيش والشرطة في البلدة وطلب منهم التبرؤ من الحكومة والاستقالة من مناصبهم، وأي شخص يمتنع عن التوقيع خلال 72 ساعة قد يواجه الموت، مما دعا بعدد من الضباط للهرب. وسيطر مقاتلو التنظيم على شوارع البلدة وبدأوا يطلبون من النساء إرتداء النقاب.
وقال مواطن أن عددا من المقاتلين جاءوا من اليمن وآخرون يتحدثون بعربية فقيرة، مما يؤكد أنهم جاءوا من الخارج. وسيطر المقاتلون على مجمعين كان يسكن فيهما فريق طبي من أوكرانيا والهند.
وليس لتنظيم أنصار الشريعة حضور قوي في النوفلية. وكان مسؤول التنظيم فيها قد عاد من سوريا قبل 10 أيام من سيطرة تنظيم الدولة عليها.
وقال رعاة ماشية وجمال أنهم شاهدوا تحركات للتنظيم في الصحراء قرب المنشآت النفطية، حيث يعتقد الكثير من السكان أن تنظيم الدولة يرغب في السيطرة عليها.
ومن خلال سيطرتهم على النوفلية وسرت سيتحكمون بالطريق السريع من غرب ليبيا إلى الموانئ النفطية الثلاث الكبرى.
ويقول مسؤول محلي «نعتقد أن داعش يريد استهداف النفط للحصول على المال حيث يقوم ببيعه في السوق السوداء ويشتري السلاح» وقد «جاءوا من الخلف، من الصحراء».
وكان تنظيم الدولة قد شن هجوما على حقل مبروك النفطي وقتل تسعة حراس واختطف ثلاثة عمال فلبينيين. وذكرت مجلة التنظيم الرسمية «دابق» في عددها الأخير عددا من عملياته في ليبيا.
«النصرة» تخير دروز إدلب بين الإسلام والجزية والتهجير ومقتل 9 من مسلحي فصائل إسلامية في كمين في ريف حمص
عواصم ـ وكالات: خيرت جبهة النصرة أمس الأحد الدروز في قريتي قلب لوزة، وعربيتا بإدلب شمال سوريا بين اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو التهجير، ومنحهم مهلة 7 أيام لحسم أمرهم.
وأفاد أحد الناشطين في مدينة كفر تخاريم رفض ذكر اسمه أن «الدروز في إدلب لم يقفوا في وجه الثورة السورية منذ اندلاعها قبل نحو 4 سنوات، مضيفا: «حين اقتحمت قوات النظام مدينة كفر تخاريم، ومدينة أرمناز، فر أكثر الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية إلى قرى الدروز، الذين احتضنوهم وأخفوهم عن النظام». وفي حادثة منفصلة أفادت مصادر من داخل مدينة حارم شمال إدلب، «ببيع النصرة المخفر الأثري لأحد الأثرياء ليهدمه ويقيم بدلا عنه مباني جديدة، مقابل مبلغ مادي غير معلوم، ما دفع بحركة أحرار الشام للتدخل، وتطويق المخفر الأثري، والتهديد بالتنكيل بكل من يقترب منه».
يشار أن المخفر الأثري يعود إلى عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا، في عشرينيات القرن الماضي، وتبلغ مساحته حوالي ألف متر مربع. في الأثناء قامت جبهة النصرة بمداهمة بلدة معرتحرمة جنوب إدلب، وتطويق «المخفر الثوري» فيها، بغية اعتقال رئيس المخفر بتهمة الانتماء لجبهة «حق» المقاتلة التابعة للجيش السوري الحر، وقامت جبهة النصرة باستهداف المخفر بالقذائف المضادة للدروع، وردت جبهة «حق» بالاشتباك مع العناصر المهاجمة، ما أسفر عن سقوط قتيلين من النصرة، وقتيل من عناصر الحر، وإصابة رئيس المخفر إصابة بليغة، حيث تم اعتقاله من قبل عناصر النصرة وهو مصاب.
إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن تسعة مقاتلين من الفصائل الإسلامية قتلوا وأصيب آخرون إثر استهدافهم في كمين قرب قرية مخرم التحتاني بريف حمص الشرقي.
وقال المرصد إن تسعة مقاتلين من الفصائل الإسلامية قتلوا وأصيب آخرون بجراح، إثر استهدافهم في كمين من قبل القوات السورية النظامية والمسلحين الموالين لها قرب قرية مخرم التحتاني بريف حمص الشرقي ليل السبت/ الأحد.
وأشار المرصد إلى قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين، مناطق في بلدة دير فول بريف حمص الشمالي، ولم ترد أنباء عن اصابات، بينما تعرضت مناطق في قرى أم صهيريج وعنق الهوى بريف حمص الشرقي، لقصف من قبل القوات السورية النظامية.
جاء ذاك فيما تداول نشطاء سوريون أمس الأحد على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا تظهر فيه مروحية تابعة للنظام تقصف بلدة شمالي البلاد، مشيرين إلى أن تلك المروحية من نوع «كاموف27» المضادة للغواصات واستخدمها النظام مؤخرا في المعارك ضد معارضيه.
وبحسب التسجيل، تظهر طائرة ذات مراوح مزدوجة تحلق في سماء بلدة «كنصفرة» في ريف إدلب شمال سوريا قبل أن تقوم بقصف المنطقة بثلاث قنابل بشكل متزامن.
وخلال التسجيل يقوم عدد من الأشخاص الذين كانوا فيما يبدو بالقرب من المصور بترديد عبارات «التكبير» والتعبير عن استغرابهم من نوع المروحية التي لم يعتادوا رؤيتها خلال قصف النظام السوري لمنطقتهم خلال الصراع المستمر في البلاد منذ نحو 4 أعوام.
وأشارت تنسيقيات ووسائل إعلام سورية معارضة، تداولت التسجيل، إلى أن الطائرة الجديدة هي من طراز (كاموف27) المضادة للغواصات وأن التسجيل المصور الذي بثّه الناشطون يعد الأول من نوعه الذي يظهر فيه استخدام النظام لهذا النوع من الطائرات في قصف مناطق المعارضة.
وذكر موقع «أورينت نت» الإلكتروني الذي يعد من أبرز المواقع الإعلامية التابعة للمعارضة السورية، أمس الأحد، أن «كاموف27» مروحية سوفيتية بحرية تابعة للقوات الجوية البحرية في جيش النظام، وهي تتميز بمدى تحليق يصل إلى 900 كم وتستطيع البقاء في حالة تحويم لمدة ساعتين فوق منطقة الهدف.
وأضاف الموقع أن استخدام النظام للمروحية الجديدة في قصف مناطق شمال إدلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة له «مدلولات عميقة»، أبرزها أهمية المعركة القائمة هناك واستنفار النظام لجهوده كافة لتحسين قدرته النارية باستخدام هذه الحوامات المخصصة للأعمال البحرية وصيد الغواصات وليس لأعمال الإسناد الجوي للقوات البرية.
وأشار إلى أن «كاموف27» تطير بارتفاع يصل إلى 5 كم وبسرعة 240 كم بالساعة، ما يجعلها صعبة الاستهداف من المضادات الأرضية المنتشرة لدى مقاتلي الجيش الحر.
ولم يتسن التحقق من صحة مقطع الفيديو، أو ما ذكره الموقع السوري المعارض من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من النظام السوري بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
«درع القلمون» فصيل جديد يقاتل مع القوات السورية.. والحرس الجمهوري يدرب «جيش الوفاء»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» علمت «القدس العربي» أن وحدات الجيش السوري أتمت تشكيل لواء شعبي يقاتل في صفوفها من أهالي قرى القلمون الغربي المتاخمة للحدود السورية اللبنانية.
وقالت مصادر عسكرية معنية أن مئات عدة ممن تتراوح أعمارهم دون الثلاثين عاماً انضووا ضمن تشكيل مسلح منظم تحت اسم لواء «درع القلمون» والذي يتبع للقوات الخاصة ويحارب إلى جانب جنودها في معارك القلمون الحدودية، وأن هؤلاء تلقوا تدريبات مكثفة في ذات جبهات الاشتباك واشتركوا مؤخراً في العملية التي استعاد من خلالها الجيش السوري سيطرته على بلدة كفر يابوس الحدودية، إضافة لاشتراكهم في السيطرة على مرتفعات استراتيجية عدة مطلة على بلدة الزبداني ومنها مرتفع «عش النسر» ومرتفع «قصر النمرود».
في سياق متصل أكدت المصادر عينها أن وحدات من قوات النخبة باشرت إجراء تدريباتها العسكرية والميدانية لمئات المقاتلين المحسوبين على ما يُعرف بـ «جيش الوفاء» الذي جرى تأسيسه مؤخراً من شبان من أهالي بلدات الغوطة الشرقية ليحارب إلى جانب القوات السورية النظامية على جبهات الغوطة الشرقية ذاتها وتحديداً في مواجهة جيش الإسلام وجبهة النصرة هناك.
ومن المرتقب أن يوسع الجيش السوري عملياته على التلال الحدودية مع لبنان وفي محور الغوطة الشرقية، مستفيداً من انضمام مئات المقاتلين الشعبيين إضافة للزخم الذي يضخه حزب الله اللبناني في جبهات استراتيجية عدة أبرزها جبهة ريف درعا وجبهة الحدود اللبنانية السورية.
الائتلاف الوطني السوري يواصل اجتماعاته لمناقشة أموره التنظيمية
إسطنبول ـ من محمد شيخ يوسف: تواصل الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عقد جلساتها في الدورة 19 في مدينة إسطنبول التركية، بمواصلة مناقشة الأمور التنظيمية والتصويت عليها، ومن بينها الخطة الرئاسية التي عرضها رئيس الائتلاف خالد خوجا.
وحسب معلومات المكتب الإعلامي للائتلاف فإن «خوجا» عرض أمس الخطة الرئاسية أمام الهيئة العامة، طالبا تفويضا لاعتمادها لتكون خطة الائتلاف بالكامل.
وقال في معرض تقديمه للخطة بأن «الهيئة الرئاسية وضعت خطة استراتيجية تتضمن نقاط القوة والضعف والمخاطر والعقبات التي قد تتيح لهم فرص كبيرة للعمل»، مقدما «نقاط قوة الائتلاف، وكيفية استغلالها بشكل إيجابي، والاستفادة من جميع الفرص حتى يكون رقم صعب على الساحة الدولية».
وشدد خوجا على أن «التجربة الروسية أثبتت أن الاجتماع الذي لا يحضره الائتلاف ليس له قيمة وهذا باعترافهم»، فيما شرح نقاط ضعف الائتلاف، ومؤسساته، وكيفية تجاوز العقبات الكثيرة.
من ناحية أخرى أشار إلى أن «أولوية الائتلاف هي المواطن السوري العادي وإيجاد الفرص والامل له»، مبينا أن «عليهم تطوير علاقاتهم مع مراكز البحوث والسياسات الاستراتيجية، وتفعيل دور سفارات الائتلاف بشكل أكبر، فضلا عن الاهتمام بوسائل الأعلام الثورية السورية».
كذلك لفت خوجا إلى أهمية «التواصل مع المنشقين باعتبارها فرصة يجب استغلالها، وأن أولوية الائتلاف القادمة إيجاد مسح علمي دقيق لاحتياجات الداخل، ووضع أسس لوضع ميزانية، إضافة لضرورة إقرار رؤية الائتلاف السياسية تجاه الكثير من القضايا المصيرية».
وأكد رئيس الائتلاف على أن «الائتلاف بحاجة لإعادة ثقة الداخل به حتى يستطيع العمل، والتركيز على أن الشعب السوري دائما أولوية، وأن يكونوا أصحاب مبادرة».
وكشف خوجا أنهم «سيقومون بزيارات دائمة ودورية للمخيمات، ولقاءات مع وجهاء المجتمعات الدينية، والعرقية، وقادة الألوية، والتشاور مع الثوار، والقادة العسكريين، في أي مبادرة سياسية ستقوم بها في المستقبل».
وتتواصل الاجتماعات في اليوم الثالث للتصويت على بعض القضايا التنظيمية الداخلية، ومن غير المعلوم بعد إن كانت الاجتماعات ستختتم اليوم، أو أنها ستتواصل لمزيد من الأيام، حيث من المعتاد أن تطول الاجتماعات لأيام أخرى.
وانطلقت في إسطنبول الجمعة اجتماعات الدورة الـ19 للهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بحضور أغلب أعضاء الائتلاف، لمناقشة موضوعات مختلفة منها التطورات الجارية على الساحة، فضلا عن أمور وموضوعات تنظيمية.
(الاناضول)
وفاة 13 شخصا في حادث سير أثناء رحلتهم من حلب النظام إلى حلب المعارضة
حارثة الجواش
حلب ـ «القدس العربي» لقي 13 شخصاً حتفهم وأصيب 13 آخرون، جراء انقلاب حافلة نقل الركاب التي كانت تقلهم إلى ريف حلب الغربي، على الطريق الدولي دمشق ـ حلب، قرب بلدة تل مرديخ شرق إدلب وسط البلاد، في واحد من أسوأ حوادث السير.
وقال ناشطون، إن جميع الركاب من محافظة حلب، وكانوا في طريقهم من المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدينة حلب إلى تلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة نفسها، في رحلة تستغرق أكثر من 12 ساعة محفوفة بمختلف أنواع المخاطر.
وقال الدكتور أحمد الأسعد مدير مستشفى «الإحسان» في مدينة سراقب، والذي استقبل معظم الحالات، إن عدد الجثث التي وصلت إلى مستشفى الإحسان هي 13 جثة، بينها أربع نساء، كما تم إسعاف ثمانية أشخاص إلى المستشفى، أصيب أحدهم بشلل رباعي وآخر بشلل في أطرافه السفلية نتيجة الحادث.
وأضاف أن كوادر المستشفى الطبية وقفت عاجزة أمام علاج الحالات التي تتطلب جراحة عصبية، بسبب افتقار المستشفى وجميع المستشفيات الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إلى أي جهاز تصوير بتقنية الطبقي المحوري، ما أجبرهم إلى تحويل هذه الحالات إلى معبر باب الهوى الحدودي ليتم نقلهم إلى الأراضي التركية، على الرغم من خطورة إصاباتهم وإمكانية تعرضهم للوفاة على الطريق الذي يستغرق أكثر من ثلاث ساعات، تشكل كل دقيقة فيها الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للمرضى.
وكانت الحافلة متجهة من مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، إلى مناطق سيطرة المعارضة في المدينة نفسها، والحادث وقع جنوب حلب بأكثر من مئة كيلو متر، فالمعبر الوحيد الذي يصل بين شطري حلب هو معبر كراج الحجز وسط حلب، ويصل بين حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة، وحي المشارقة الذي يسيطر عليه النظام.
وأغلقت قوات النظام هذا المعبر منذ أشهر عدة، ومنذ إغلاقه يضطر الراغبون بالانتقال بين شطري حلب للسفر حوالي 400 كيلومتر في رحلة تستغرق أكثر من 12 ساعة.
بدوره، يقول محمد الأتاسي الذي يعمل في شركة الكهرباء في شطر حلب الخاضع للنظام، ويسكن في حي مساكن هنانو في حديث خاص، إن: «الرحلة من عمله إلى منزله التي كانت تستغرق أقل من نصف ساعة، أصبحت اليوم تستغرق أكثر من نصف يوم، وتحتاج إلى حجز مسبق وتكلفه 4000 ليرة سورية أي 16 دولاراً».
وبين أن المسافرين يمرون في هذا الطريق بمناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ومنها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الدفاع الوطني شرق حماة، ثم يعودون إلى مناطق سيطرة النظام شمال حماة فمناطق سيطرة قوات المعارضة في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، ولكل منطقة من هذه المناطق أسلوبه الخاص في التضييق والتفتيش والضغوط.
وأشار الأتاسي إلى أن المسافرين يتعرضون للتهديد بالاعتقال والإهانة من قبل حواجز النظام المنتشرة بكثافة بين مدينة حلب ومدينة السفيرة في ريفها الجنوبي، أما في مناطق سيطرة تنظيم الدولة شرقاً، فيحرم عليهم التدخين ويفرض عليهم نوع من الملابس، «النقاب للمرأة»، ثم إلى حوجز اللجان الشعبية أو ما يسمى جيش الدفاع الوطني (الرديف لجيش النظام) الذي يهين المسافرين ويفرض عليهم دفع مبالغ مادية مقابل عدم تفتيشهم وإهانتهم.
ويضيف أن خط سير الرحلة بعدها يعود إلى مناطق سيطرة النظام شمال حماة، ومنها يدخلون الطريق الدولي دمشق – حلب قرب مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، والتي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، وهذا الطريق معرض باستمرار للاستهداف من قبل الطيران الحربي، الذي يقصف أي هدف متحرك وخاصةً خلال الليل.
القوى المشتركة بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية تتقدم في «عين العرب» السورية وسط مخاوف القرى العربية
جلال زين الدين
عين العرب ـ «القدس العربي» سيطرت القوات المشتركة بقيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية على مساحات واسعة من المناطق المحيطة بعين العرب «كوباني» عقب دحر تنظيم الدولة الإسلامية، ما مهد الطريق أمام هذه القوى للتقدم نحو المناطق العربية.
وقال أبو عادل قائد «كتائب شمس الشمال» في حديث خاص: «القوات المشتركة منتشرة الآن في الطرف الجنوبي لعين العرب «كوباني» قبل جسر قره قوزاق بـ3 كم، ومن الشرق قبل تل أبيض 15 كم، ومن الغرب على حدود الشيوخ»، متوقعا أن تنظيم الدولة يعاني من حالة الانهيار.
وأشار إلى أن سرعة انتصارات القوى المشتركة سببها انهيار تنظيم الدولة، واستهدافه من قبل قوى التحالف الدولي، حيث أن التنظيم سحب سلاحه الثقيل والمهاجرين باتجاه الرقة، بينما يعزو بعضهم سبب تقدم القوى المشتركة إلى استراتيجية يتبعها التنظيم.
وبين أن التنظيم لا يمتلك أعداداً كبيرة من المقاتلين قادرين على تغطية مساحات جغرافية واسعة، لذلك يعتمد التنظيم سياسة الرعب والتطهير، فأي أرض يسيطر عليها يطهرها من معارضيه بطريقة مرعبة، وبالتالي يترك في المنطقة المسيطر عليها أعداداً قليلة، ويضاف لذلك الخبرة التي اكتسبها في القتال، ولكن هذه الاستراتيجية أصبحت معروفة.
بدوره، قال نائب رئيس هيئة الأركان لقوات حماية الشعب في عين العرب «كوباني» أوجلان عيسو إن: «سبب تقدمنا السريع هو اتباعنا تكتيكاً جديداً، حيث كان لدينا خلايا نائمة كان لها دور في هذه العمليات السريعة».
وبحسب ناشطين، مع اقتراب القوات المشتركة من القرى العربية وتقهقر التنظيم، يخشى العرب أن يُحملوا وزر التنظيم كما حصل في جبال سنجار، عندما ارتكبت الميليشيات الإيزيدية مجازر بحق السنة العرب رداً على أفعال تنظيم الدولة.
وبدأت عمليات نزوح للقرى العربية من أهالي القبة والجعدة وغيرها باتجاه منبج وجرابلس، علماً أن أهالي قسم من هذه القرى هجرهم التنظيم مدة شهر ونصف، خشية أن يقوموا بإيواء عناصر من الجيش الحر فضاع عليهم الموسم الزراعي، والآن يخشون دفع الفاتورة مرة ثانية مع اقتراب القوات الكردية رغم التطمينات.
أما عيسو فبين أن «العرب هم إخوتنا، ونحن والجيش الحر سنعمل على تحرير المناطق ولن تبقى قوات عسكرية في المدن بعد التحرير، حيث ستنسحب لأطراف المدن، وهناك قوات مدنية هي من ستنظمها بعد تحريرها، كما أن القوات الكردية لن تكون وحدها في تحرير المناطق العربية». وأضاف أنه سيكون هناك غرفة عمليات مشتركة، وقوات الحماية الشعبية لن تدخل إلا إذا دخل الثوار، وهناك فصائل انضمت إليهم مثل لواء الحرمين ومجاهدي الكرامة وفرسان الفرات، لكنّ الأهالي يخشون ضياع البوصلة أثناء الاشتباكات رغم أنهم دفعوا ثمن فاتورة التصدي للتنظيم قبل الكرد.
وكان تنظيم الدولة اعتقل مؤخراً أعدادا كبيرة من أبناء القرى الكردية ما زاد المخاوف من تأجج الصراع بين العرب والكرد، وهم الذين عاشوا قروناً إخوة، وعُقدت بينهم المصاهرات والعلاقات الاجتماعية وتشاركوا على مدى هذه القرون الأفراح والأتراح، حتى أنك تجد عشائر عربية تتكلم الكردية، والعكس صحيح بحسب ناشطين.
من جهته، قال شرفان درويش أحد إعلامي «كتائب شمس الشمال» في عين العرب إنه: «من المهم أن تجتمع فصائل الحر من أبناء تلك المنطقة كي يتم دراسة الأمور وطريقة التوجه إلى القرى العربية لتحريرها من تنظيم الدولة، فأي خطأ بالمعالجة قد يترتب عليه نتائج كارثية على المنطقة. وأضاف أن البعض يعتقد أن التنظيم سيخلق الفتنة بين العرب والكرد كمخرج بعد أن فشل بالشحن العقائدي الذي صوّر القوات الكردية على أنها كافرة ملحدة، متابعا «أظن أن تنظيم الدولة بعد هزيمته من كوباني المدينة، فقد ركيزته الأساسية التي كان يعتمد عليها، والتي تقوم على أنهم جنود الله وأن الله لن يتركهم يُهزمون.
وأشار إلى أن التنظيم يعيش أسوأ أيامه بعد فقدان الثقة بالنفس، ولم تعد لديه القدرة على دعم الجبهات بعد فقدانه للكثير من قواته ورفض مقاتلوه التوجه إلى كوباني، وفقدان الثقة بهم من قبل المناصرين لهم في المناطق المحيطة.
وبحسب ناشطين، قد لا تحدد المعارك المقبلة مصير التنظيم أو قوات الحماية أو الجيش الحر بالمنطقة، إنما ستحدد مستقبل التعايش بين أبناء المنطقة، لذلك فالحكمة مطلوبة.
مقتل العشرات من القوات الحكومية وحزب الله والمعارضة في اشتباكات عنيفة في درعا… والنظام أعدم مقاتلين في صفوفه بعد اتهامهم بتسريب معلومات للعدو
عواصم ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد إن اشتباكات عنيفة في جنوب سوريا أدت إلى مقتل عشرات من القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله ومسلحي المعارضة في الأسبوع المنصرم وتكهن بأعمال عنف أشرس مع تحسن الأحوال الجوية.
وبدأ الجيش السوري ومقاتلو حزب الله المتحالفون معه حملة واسعة النطاق في المنطقة الأسبوع الماضي ضد جماعات المعارضة ومنها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعات معارضة معتدلة.
وتكتسب المعركة أهمية نظرا لأن هذه واحدة من المناطق الأخيرة التي ما زال لمقاتلي المعارضة المعتدلة وجود بها. وفقدت هذه الجماعات أراضي لصالح الجماعات الإسلامية المتشددة خلال الصراع الذي يقترب من إكمال عامه الرابع.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا إن أكثر من 50 من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك وأضاف أن 43 من أفراد الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه لقوا حتفهم أيضا بينهم 12 ضابطا. وذكر أنه بعد تحسن أحوال الطقس الآن سينفذ الجيش السوري ضربات جوية مما سيؤدي لتقدم القوات.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القوات السورية أوقعت خسائر جسيمة في صفوف «الجماعات الإرهابية» في درعا أمس الأحد بعد قتل عدد كبير من المقاتلين الأعداء وتدمير عرباتهم في اليوم السابق.
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين على الفور للتعليق أمس الأحد. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية وتلفزيون المنار التابع لحزب الله في إشارة للمعارك في الجنوب إن الجيش يستعيد أراضي من أيدي «الإرهابيين».
وقال عبدالرحمن إن نحو خمسة آلاف من أفراد القوات الموالية للحكومة يشاركون في الحملة التي تهدف إلى استعادة مثلث من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة من المناطق الريفية جنوب غربي دمشق إلى مدينة درعا إلى القنيطرة.
وقال المرصد السوري ان من يقود المعارك هما الشخصية العسكرية الأولى في حزب الله مصطفى بدر الدين، وقوات من الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، بمساندة من قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني الموالية لها.
كانت مصادر من طرفي المعركة ذكرت أن الحملة تهدف إلى حماية دمشق التي تقع على مسافة قريبة بالسيارة إلى الشمال. وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب مهمة في الجنوب في الأشهر القليلة الماضية فسيطروا على قواعد عسكرية عدة.
وقال أبو غياث المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام إن الكر والفر بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام لا يزال مستمرا. وألوية سيف الشام جزء من تحالف «الجبهة الجنوبية» الذي يحظى بدعم من دول معارضة للأسد.
وقال أبو غياث الذي تحدث من داخل سوريا عن طريق الإنترنت إن القتال هدأ في اليومين الماضيين، لكن الجيش يسعى لتطويق قرية شمال شرقي القنيطرة وسيطر على بلدات وقرى إلى الجنوب من دمشق.
وقال عبدالرحمن مدير المرصد إن عشرة مقاتلين من الجانب الحكومي أعدموا بعد اتهامهم بتسريب معلومات للعدو. وأضاف أن مقاتلين من جبهة النصرة قتلوا في الاشتباكات لكن عددهم غير معلوم.
وعرقل الطقس الشتوي القتال في الأيام القليلة الماضية وحال دون تنفيذ ضربات جوية. وقال عبد الرحمن إن الجيش والجماعات المتحالفة معه يعتزمون إشراك عشرة آلاف مقاتل في الحملة.
الأسعار في دوما السوريّة الأغلى عالمياً
عدنان عبد الرزاق
تعاني مدن غوطة دمشق الشرقية حصاراً خانقاً من جيش الأسد منذ نحو عامين، أحكمت خلالها إغلاق الطرق المؤدية إلى “دوما وعربين وزملكا”، وكان آخرها إغلاق منفذي “المليحة ومخيم الوافدين”، ومنع الشبيحة وميليشيات ما يسمى بالدفاع الوطني خروج المحاصرين وإدخال أي سلع غذائية ومواد طبية، بعد أن أجهزت الطائرات والصواريخ قبل أيام على المراكز الصحية والمشافي الميدانية، عبر حملة وصفها ناشطون بالثأرية وراح ضحيتها أكثر من 200 مدني منهم 38 طفلاً و27 امرأة.
وتناقص عرض السلع والمنتجات لدرجة الندرة مترافقاً مع أسعار غير مسبوقة، بعد القصف وموجة الثلوج والصقيع التي اجتاحت المنطقة، لتكون معاناة المحاصرين هي الأقسى منذ اندلاع الثورة واتخاذ نظام بشار التجويع والحصار كحلول لثني السوريين عن مطالبهم في الحرية والكرامة.
وقالت الناشطة في شؤون الإغاثة بمدينة دوما، زين الخطيب: نفدت السلع الأساسية من الأسواق ولم تتوفر الخضار والفواكه والسكر والأرّز إلا بكميات محدودة جداً وبأسعار لا يمكن للمحاصرين في مدن الغوطة شراءها.
وأشارت الخطيب إلى عودة استخدام طحين الشعير نظراً لعدم توفر طحين القمح وانتشار طهي الأعشاب والحشائش التي تنبت في هذا الفصل، ومنها السبانخ والخبيزة.
وحول ارتفاع الأسعار، أضافت الناشطة لـ”العربي الجديد”: تختلف الأسعار بين مدينة وأخرى في مدن الغوطة المحاصرة، لكن أسعار السلع في دوما الأكثر ارتفاعاً بالمقارنة مع أسعار دمشق أو المدن والمناطق المحاصرة، كمخيم اليرموك وعربين وزملكا، حيث وصل سعر كيلوغرام دقيق الشعير لنحو 1100 ليرة سورية (نحو 5 دولارات)، ودقيق القمح لأكثر من 1300 ليرة، وتعدى كلغ السكر 6000 ليرة والشاي أكثر من 14000 ليرة.
وكان المكتب الإعلامي الموحّد في مدينة عربين، بالغوطة الشرقية، قد أصدر أخيراً لائحةً بأسعار بعض المواد المتوفرة في الغوطة الشرقية (كلغ طحين الشعير بألف ليرة، والفول أو الحمص أو العدس بـ3000 ليرة، وكلغ لحم الخروف بـ3500 ليرة، والسمنة بـ1000 ليرة، والسكر بـ6000 ليرة، والشاي بـ11500. كما تضمنت اللائحة أسعار الوقود: (ليتر البنزين 3200 ليرة، وليتر المازوت الخام بـ1800 ليرة).
ورأى الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة بدمشق وريفها، يوسف البستاني، أن الخوف من استمرار القصف والحصار وجشع التجار زاد من ارتفاع أسعار المنتجات وقلّة عرضها بالأسواق.
وأضاف البستاني، لـ”العربي الجديد”، أن نظام بشار الأسد أحكم الخناق على مدينة دوما بشكل رئيس ما زاد من ارتفاع الأسعار، حيث زاد سعر ربطة الخبز (أقل من 2 كلغ غرام) عن 1200 ليرة سورية، وكلغ الأرز عن 3000 ليرة، وهي أسعار لا طاقة للمحاصرين منذ أكثر من 800 يوماً على دفعها، ما زاد من حالات الجوع والمرض وتهديد حياة المحاصرين بالموت جوعاً.
وختم البستاني: “ارتفعت الأسعار لتكون الأعلى على مستوى العالم إذا ما أخذنا الدخول المتدنية بالاعتبار، بعد أن توقف تهريب بعض السلع والمنتجات عبر حواجز جيش الأسد ومعبري الوافدين والمليحة، بأوامر من النظام”.
ووصف رئيس تجمع المحامين الأحرار، غزوان قرنفل، الحصار الذي يمارسه نظام الأسد على مناطق دمشق الجنوبية: مخيم اليرموك، ومدن الغوطة الشرقية، وعلى رأسها دوما، منذ أكثر من عامين، بجريمة الحرب وفق الاتفاقات والقوانين الدولية، حيث يستمر الأسد بالتجويع رغم وجود قرار صادر عن مجلس الأمن في شباط/ فبراير الماضي يُلزم بإدخال المواد الغذائية والصحية حتى دون موافقة النظام السوري.
وطلب قرنفل، عبر”العربي الجديد”، تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية لنجدة السوريين المحاصرين الذين تمارس بحقهم حروب إبادة وجرائم ضد الإنسانية يمنع خلالها نظام الأسد دخول المساعدات الغذائية والطبية ويطبق عليها الحصار.
الجوع لم يترك للناس إلا البحث في حاويات القمامة
اليرموك ــ العربي الجديد
“هل سيتم اليوم إدخال الكراتين (الحصص الغذائية) إلى المخيم؟”. سؤال يومي تطرحه زكية من مخيم اليرموك، على عمها الموجود خارج المخيم، فعمّها يعمل مع “الأونروا” على شاحنته لنقل الصناديق إلى مدخل المخيم. فيجيب الأخير بالنفي.
منذ مارس/آذار العام 2013 تتكبد زهرة، مثلها مثل الآلاف المحاصرين داخل المخيم، مشقّة الحصول على حصة غذائية. “هل نذهب إلى يلدا أم إلى ساحة الريجي؟”. في الوجهتين سواء شمالاً أو جنوباً الفرصة معدومة للظفر بربطة من الخبز أو كيلو من الأرز. فسعر المادتين تجاوز الـ 3500 ليرة سورية، في ظلّ حصار أنهك جسد زكية النحيل وطفليها المريضين. تقول: “لا أريد أن أموت جوعاً، زوجي مريض ويخاف مغادرة المخيم. هو ليس مطلوباً لأي جهة، لكنه يخاف من الاعتقال العبثي الذي يستهدف الشبان مهما كانت أعمارهم. لهذا السبب تجد أن المحتشدين انتظاراً على مداخل المخيم هم من النساء والرجال العجائز، دون الشباب، لا سيما بعد اعتقال العديد منهم في فترات سابقة. منهم من لم يعودوا أبداً ومنهم من تلقينا خبر موته تعذيبا داخل المعتقل..”
لأبو محمد، المحاصر من بين المحاصرين، ولدان توأم بلغا سن التجنيد الإجباري. والدته طريحة الفراش وتعاني من داء السكري، وقد فقدت بصرها من مضاعفاته وبسبب انعدام الدواء. يتحدث بألم لـ “العربي الجديد” شارحاً: “ما يصدمني أن أمي لا تعي ما يجري في المخيم ولا في محيطه. كلما دخَلَت في الغيبوبة واستفاقت منها أقف حائراً وهي تطلب مني أن أحضر لها الخضار أو الفواكه مثل التفاح. تصيح بي أنني ولد عاق وأرفض أن ألبّي طلبها البسيط. فأحضنها وأبكي على صدرها”.
يتابع: “يا ليت الأمر يتوقف على حبة من التفاح أو غيره. يمكنك أيضاً التأقلم مع حياة الحصار من دون كهرباء. لكن أن تفقد الماء فذلك قهر”. يسأل: “كيف تريد أن تدخل الحمام وتقضي حاجتك؟ مع أن دخول الحمام لا يحصل إلا كل ثلاثة أيام أو أربعة بسبب قلة الطعام. كلما نظرت في المرآة أرى شبحي النحيل. وكلما نظرت في عيون ولديّ أرى أشباحاً تنتظر حتفها”.
بدوره، يردّ مجدي على سائله بمجموعة من الأسئلة: “عم بتدخنوا وتشربوا شاي؟ كيف هو طعم الشاي؟ حدا عم يسأل عنا خارج المخيم؟ هل تفكر الفصائل فينا؟ هل سمعت عن اتفاق جديد لفك الحصار؟ قبل أن يتابع: “الكثير من الأطفال مصابون بالأنيميا (فقر الدم). عن ماذا تريدني أن أحدثك؟ عن إذلال النساء على معابر اليرموك أم عن محاولة استغلالهن واستمالتهن برغيف خبز؟ عن أي عار وصلنا إليه؟ نفتّش في حاويات القمامة الفارغة. لا شيء على الأرض غير حشائش لا تصلح للدواب. تصحّرت الأرض. لم يبق لنا سوى الجوع والقهر وانتظار الموت”.
يسأل أهل المخيم من هم خارجه طوال الوقت عن مبادرة جديدة تجاهه. تلك المبادرات التي استمرت لعامين ونيف لم تستطع حتى الآن فتح معبر واحد لخروج ودخول الناس. بدوره، يسأل أبو بسام: “هل من المعقول أن يقول هؤلاء الذين يدّعون بأنهم يهتمون بنا وبحياتنا أنهم غير قادرين حتى على فرض ما يسمى بمبادرات إنسانية؟”.
تضيف أم بسام، التي بالكاد يسمع المرء صوتها الخافت، على كلام زوجها: “يقولون إنهم أدخلوا سيارة خبز. ليتك كنت هنا ورأيت ذلك المشهد. لقد بكيت وأنا أرى الجوعى يتزاحمون. نحن هنا نرى الموت كل يوم. وخارج المخيم يقولون لك اصبروا. منذ سنتين ونحن نصبر. لكن على ماذا نصبر؟ لم أعد أرى إلا الأجساد الهزيلة. وأكثر ما يحرق قلبي مشهد الأطفال عند حاويات القمامة الفارغة”.
يشرح عامر أكثر عن وصول الوضع إلى ذروته: “حتى شوربة البهارات لم تعد موجودة. يكفينا موت ويكفينا المتاجرة باسمنا وبقضيتنا. لا عاقل يمكن أن يصدّق بأن موتنا هنا بسبب دفاع هؤلاء عن فلسطين. أنت لا تدافع عن فلسطين بأن تحوّل شعب اليرموك وبقية المخيمات إلى أشكال بشر يعيشون الذلّ المتعمّد”.
وتبقى صرخة السيدات المتقدمات في السن الأصعب على الإطلاق وهن يتساءلن: “لماذا لا يعيدوننا إلى فلسطين إذا كانوا يكرهون حياتنا ووجودنا هنا؟ فإما يفكّون الحصار عنا لنلتقي بأولادنا الذين لم يعودوا قادرين حتى على دفن موتاهم، أو يفتحوا المعابر لنخرج من كل سورية إلى فلسطين بأية طريقة”.
هل يُنتِج التقارب التركي السعودي في سوريا؟
أنقرا أرسلت عدة إشارات الى الرياض تدلّ على ترحيبها بأي تقارب في العلاقات
أنّـا ماريـا لوكـا
انضمّت حركة “حزم”، وهي مجموعة من الثوار السوريين المعتدلة تدعمها الولايات المتحدة وتحصل على دعم لوجيستي من السعودية، انضمّت الى جبهة المشرق المدعومة من تركيا (الجبهة الشاميه) – الائتلاف الاسلامي الذي يأخذ من حلب مقراً له.
يأتي هذا التحرك بعد أن واجهت حركة “حزم” ضغطاً عسكرياً متزايداً من مجموعات جهادية، مثل جبهة النصرة وأحرار الشام في شمال سوريا خلال حرب إدلب التي بدأت في خريف 2014. “نطلب من أخواننا في كافة الفصائل بأن يحلّوا خلافاتهم مع الحركة من خلال قيادة الجبهة الشامية”، جاء في بيان للائتلاف، حيث تقوم المجموعة بدور الوسيط بين المجموعة العلمانية والمقاتلين الجهاديين.
وكانت الحكومة التركية قامت مؤخراً بالعديد من الخطوات التي تشير الى رغبة في حلحلة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ومن بينها حضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مراسم دفن الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
بعض أعضاء المعارضة السورية يدعمون هذه الخطوات التركية. ويعترف محللون بأن تركيا تكون بالغة الحذر عندما يتعلق الأمر بسياستها الخارجية، رغم أن آخرين لا يرون بأن هذه الجهود تُعتبر تغييراً ضرورياً في العلاقة بين الرياض وأنقرة.
التحوّل في سياسة المملكة العربية السعودية تجاه سوريا عام 2014
عندما حصل تغيّر جذري في سياسة السعودية الخارجية تجاه سوريا في أوائل العام الماضي، تم استبدال الأمير بندر بن سلطان، الذي كان داعماً أساسياً لمجموعات الثوار السورية من خلال إرساله أسلحة ومعدات، بالأمير محمد بن نايف. وهذا الأخير يعمل أكثر وفقاً للقواعد الغربية – ولا سيما الأميركية. فبدأ نايف بملاحقة الجهاديين السعودييين الذين يسافرون الى سوريا وشارك في الضربات الجوية التي نُفذّت على الدولة الاسلامية في العراق.
وتحت عنوان سياستها الخارجية تجاه سوريا، كانت المملكة العربية السعودية من البلدان التي طلبت الادارة الأميركية مساعدتها لتدريب مجموعات ثوار سوريين معتدلة. وعندما نفذت اموال الأمم المتحدة المخصصة للمساعدات العام الماضي، تبرّعت الحكومة السعودية بمبلغ 5 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي. وقيل إنها زوّدت كتائب “حزم” بصواريخ مضادة للدبابات من طراز تاو.
بالاضافة الى ذلك، بدا التحوّل في السياسة الخارجية واضحاً في علاقة السعودية مع قطر: ففي آذار 2014، سحبت الرياض مبعوثها من الدوحة هي وبلدان أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي وهدّدت بمحاصرتها إذا لم تخفّف قطر من دعمها للإخوان المسلمين في مصر وسوريا.
سياسة تركيا الخارجية ذات المعايير المزدوجة
الدعم الذي قدمته أنقرة للإخوان المسلمين في مصر وسوريا هو الذي أبقى علاقتها مع الرياض باردة. فقد وجدت جماعة الإخوان المسلمين السورية ملجأ لها في أنقرة واسطنبول منذ بداية الثورة السورية. حيث دعمت تركيا الإخوان المسلمين وحكم محمد مرسي في مصر، بما لا يرضي المملكة العربية السعودية.
وعندما فرحت السعودية بسقوط مرسي وصعود عبد الفتاح السيسي، كانت تركيا حزينة.
بالاضافة الى ذلك، عندما ألمحت قطر الى أنّ الاخوان المسلمين لم يعد مرحّباً بهم في الدوحة مثل قبل – لا هم ولا قائد حماس خالد مشعل – بحث الاخوان عن أي مساعدة لهم في تركيا.
وقد استقبل قادة تركيا مشعل بحفاوة، ما أثار قلق واشنطن. وحينها قال جين بساكي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: “ما زلنا قلقين من العلاقة بين حماس وتركيا مع مسؤولين أتراك كبار، بعد أن أن علمنا بزيارة مشعل الأخيرة الى هناك. وقد حضّينا حكومة تركيا على الضغط على حماس من أجل خفض التوترات وتجنّب العنف”. وبدورها نظرت الرياض الى زيارة مشعل الى تركيا بالطريقة نفسها.
ولكن عندما تمّ اعلان وفاة الملك السعودي عبدالله، علّق الرئيس التركي أردوغان جولته الى أفريقيا وحضر مراسم الدفن. حتى أنّ تركيا أعلنت الحداد عليه ليوم واحد.
وقال أردوغان إنّه رمى بحضوره مراسم دفن الملك الى إظهار الأهمية التي تمنحها الحكومة التركية للعلاقة بين البلدين. “ثمة قضايا نتفق عليها. وفيما يتعلق بمصر، وسوريا، وفلسطين، ثمة مسائل لا نتفّق عليها. لا نريد لهذه الاختلافات بأن تغيّم على علاقاتنا الثنائية”، كما قال، حاثّاً المحللين على توقّع “صفحة جديدة في العلاقة مع المملكة العربية السعودية”.
وفي هذا السياق، قال مارك بيرني، العالم الزائر في كارنيغي يوروب، لـNOW إنّه من الطبيعي بأن تختار تركيا مواقفها بعناية نظراً الى موقعها الخاص في المنطقة، وأضاف: “من الواضح وجود تبدّل في المتغيرات في الشرق الأوسط ويبدو أنّ قطر تتخّذ اليوم مقاربة أكثر حذراً تجاه الحركات الاسلامية وتتخّذ موقفاً مختلفاً من مصر”.
وتابع بيرني: “مما لا شكّ فيه بأنّ تركيا في موقع خاص نظراً الى عضويتها في الناتو ووضعها كبلد يفاوض الاتحاد الأوروبي. فالناتو هو الذي يمنح تركيا بيئتها الأمنية القوية والاتحاد الأوروبي هو المحرّك لاقتصادها [من صادرات، واستثمارات، وتكنولوجيا]. وتركيا تحصد فوائد كبيرة من علاقاتها مع هذين الكيانين [الاتحاد الأوروبي والناتو] ومن الخطير جداً بأن تعرّض هذه المكاسب للهلاك بسبب خيارات سياستها الخارجية المتعارضة مع هذين العمادين الأساسيين”.
على الجبهة السورية
قال أويتون أورهان، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الشرق أوسطية في تركيا، لـNOW إنّه على أنقرة أن تتأقلم مع الوضع السريع التغيّر على الأرض في سوريا على أن تبقي على موقفها الأساسي تجاهها – أي تغيير النظام في سوريا.
“تُعد تركيا من البلدان التي لم تقم بأي تغييرات كبيرة في سياستها الخارجية تجاه الحرب السورية، رغم أنّ هذه الأخيرة تشكّل خطراً مباشراً عليها. فتركيا هدف مباشر وعلى مرمى حجر. وداعش يسيطر على جزء كبير من الحدود- وبعض الاعتداءات الارهابية حصلت على أرض تركية. والجيش التركي قصف داعش”، أضاف قائلاً، “ولكن لدى تركيا سياسة أشمل. فبالنسبة الى أنقرة، داعش هو النتيجة وليس السبب. نظام الأسد هو السبب. فرأي الأتراك هو أنّ ثمة تغيرات يجب اجراؤها في النظام في دمشق؛ فهذه لست حرباً على داعش. وفي هذا السياق، تركيا على علاقة دائمة مع الائتلاف السوري- فهي تدعم المعارضة السياسية”.
في سوريا، يقول أورهان، إنّ الشيطان يكمن في التفاصيل. “من الناحية السياسية، وبشكل عام قد تكون السعودية وتركيا تقفان في الجهة نفسها، ولكنهما تتنافسان على الأرض. وفي الميدان العسكري، مثلاً كل بلد يدعم مجموعات مختلفة. لا أرى أي تعاون حقيقي على الأرض”.
وقال ناشط سياسي سوري معارض يأخذ من تركيا مقراً له لـNOW إنّ التئام حركة حزم وجبهة المشرق قد لا يعني الكثير على المستوى الدبلوماسي. “الأمر لم يتضح بعد، ولكني أعتقد بأنّ هذا الاندماج قام به الناس الموجودون على الأرض بسبب الوضع القائم”، كما قال. “لقد تعبوا من قتال بعضهم البعض. فقد كان النظام هو المستفيد من ذلك. الأمر لا علاقة له بما تريده تركيا أو ما ترغب به السعودية”.
أنا ماريا لوكا تغرّد على تويتر @aml1609
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعو
سمير فرنجية لـ 24: الوقوف بوجه تعميم الخوف ضرورة
24 ـ بيروت
قال المفكر اللبناني سمير فرنجية في تعليقه على إعدام داعش 21 مصرياً قبطياً أمس الأحد، إن “ما حصل في ليبيا يفوق الوصف”.
ورأى فرنجية في تصريحات لـ 24 أنه “لا مجال للنقاش في مدى فظاعة الجريمة على مرأى العالم أجمع”، مشيراً إلى أن “القصف الجوي والمواقف المنددة، لا يفيدان”، مضيفاً أن “الدعوة المصرية ـ الفرنسية إلى جلسة لمجلس الأمن شيء جيّد، لكن على هذه الجلسة أن تخرج بقرارات لا أن تقتصر على الإستنكار والإدانة”.
برأي فرنجية، يعمل داعش على “تعميم مفهوم الخوف والرعب في كل المنطقة، ويسعى إلى تنظيم حروب داخلية في كل العالم العربي، حروب أهلية في كل دولة من دوله، سواء بين السنة والشيعة أو بين المسيحيين والمسلمين. وهذا التطرف الذي يزرعه داعش يضع العالم العربي أمام مهمة تحدّ كبير في إعادة صوغ أطر جديدة لمعالجة هذا الأمر”.
وقال المفكر اللبناني: “تحتّم هذه الجرائم المرتكبة من قبل داعش، والدماء المزهوقة من قبل غيرها، على الجامعة العربية دعوة أعضائها إلى الإنعقاد لاتخاذ تدابير جديدة، فلا يمكن أن يبقى الصمت واللامبالاة يسيطران على الموقف العربي”، مضيفاً أن على “الجامعة العربية الضغط على مجلس الأمن للإنعقاد للبحث بجدية في كيفية وضع حد للجرائم المتنامية في المنطقة”، موضحاً أن “مدخل إيقاف هذه الجرائم، يكون بإيقاف المجزرة التي تحصل في سوريا منذ أربع سنوات، إذ لا مجال للتقاعس أبداً، لأنه بحال بقي العالم مكتوف الأيدي أمام هول هذه المجازر فإن الوضع سيتفاقم أكثر، وسيشمل آسيا وأفريقيا”.
سوريا.. قتلى من داعش بمعارك مع الأكراد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 35 عنصرا على الأقل في “تنظيم الدولة”، الأحد، في معارك مختلفة مع أكراد سوريين في محيط مدينة كوباني (عين العرب).
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك وقعت في 3 أماكن مختلفة في محيط هذه المدينة على الحدود السورية التركية، والتي استعيدت بالكامل من أيدي مسلحي التنظيم في نهاية يناير بعد 4 أشهر من المعارك الشرسة.
وقتل 22 عنصرا من “تنظيم الدولة” على الأقل في مواجهات على حدود المحافظتين السوريتين حلب والرقة، التي تعتبر كبرى مدنها “العاصمة” التي أعلنها التنظيم بين سوريا والعراق المجاور.
وهي المرة الأولى منذ أشهر، التي يقاتل فيها عناصر من وحدات حماية الشعب الكردي على حدود محافظة الرقة، إذ استولوا على تلة استراتيجية هي تل بغدك، وقتل 4 أفراد منهم، وفقا لناشطين.
وقتل مسلحو داعش الآخرون في معارك غرب وجنوب كوباني بدعم من المعارضة السورية المسلحة وطائرات التحالف الدولي لمكافحة التنظيم بقيادة الولايات المتحدة.
وبحسب بيان عسكري أميركي، فإن التحالف شن 3 ضربات حول كوباني بين يومي السبت عند الساعة 08:00 (بالتوقيت المحلي) والأحد عند الساعة 08:00، فدمر مبنى واليتين لـ”تنظيم الدولة”.