أحداث الاثنين 17 شباط 2014
توقع تصعيد ميداني بعد وعد الجربا بتدفق «السلاح النوعي»
لندن – «الحياة»
في أوضح تأكيد للمعلومات الأخيرة التي تحدثت عن دعم عسكري قوي ستحصل عليه المعارضة السورية، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» أمس أن رئيسه أحمد الجربا وعد الثوار خلال زيارته لهم في محافظة إدلب في شمال غربي سورية بـ «إن السلاح النوعي سيتدفق عليكم في القريب العاجل إلى أن نحرر كامل أراضي سورية من نير هذا النظام الفاسد المجرم».
ويؤشر كلام الجربا إلى إمكان حصول تصعيد ميداني في ضوء فشل الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2»، في ظل تمسك النظام برفض مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية وإصراره على البدء بـ «مكافحة الإرهاب» كبند أساسي قبل الانتقال إلى بحث أي موضوع آخر مع المعارضة. وجاء كلام الجربا عن «السلاح النوعي» بعد أيام فقط من تأكيد إدارة الرئيس باراك أوباما أنها تدرس خيارات جديدة في سورية، وسط معلومات عن قرار بإعادة مد الثوار بالسلاح.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهامه نظام الرئيس بشار الأسد بـ «العرقلة» بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات. ودعا «داعمي النظام الى الضغط» عليه ليضع حداً «لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض».
ولوحظ أن الجربا ظهر خلال زيارته لإدلب برفقة جمال معروف قائد «جبهة ثوار سورية» الذي يخوض مقاتلوه معارك ضد النظام وضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الوقت نفسه. ونقل «الائتلاف» عن الجربا قوله أثناء لقائه بقيادات للثوار: «إن إدلب تعتبر من المكونات الأساسية للثورة السورية ومن المحال تغييبها عن المكان الذي تستحقه في هذه الثورة»، وطمأن الأهالي بقوله: «لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون (الرئيس بشار) الأسد جزءاً منه، فلا مكان للمجرمين في سورية الحرية التي نسعى إلى بنائها». وأضاف: «أن أية قرارات لا تكون نابعة من قرار الشعب السوري، هي قرارات جوفاء ولن تستطيع أن تحل المشكلة التي يعاني منها الشعب السوري»، مضيفاً أن «النظام الذي قتل حتى الآن ما لا يقل عن 200 ألف مواطن سوري وهجّر الملايين في داخل سورية وخارجها واعتقل عشرات الآلاف من الشباب لا يسعى للوصول إلى حل سياسي».
في مقابل ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله، في الطائرة التي اقلت الوفد الحكومي المفاوض من جنيف الى دمشق، ان «الجولة الثانية لم تفشل على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت او ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا». واعتبر ان «الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جداً بفضل وعي المفاوض السوري عندما اعلن موافقة سورية على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي والذي يبدأ ببنده الأول ببند العنف ومحاربة الإرهاب».
ويناقض كلام المعلم ما جاء على لسان الإبراهيمي السبت عندما اعلن انتهاء جولة التفاوض من دون اي تقدم، عازياً سبب الوصول الى طريق مسدود الى رفض الوفد الحكومي جدول الأعمال الذي اقترحه.
في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري الضغط على مدينة يبرود في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في ظل مخاوف من هجوم وشيك عليها. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «قصفاً عنيفاً» استهدف «أطراف يبرود ومنطقة ريما وجريجير بمنطقة القلمون بريف دمشق»، مشيرة إلى أن أصوات الاشتباكات العنيفة كانت تُسمع في المدينة.
كذلك أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «تعرض مناطق في مدينة يبرود لقصف من القوات النظامية، ولا معلومات عن إصابات إلى الآن». وأوضح «المرصد» أن «مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة والدولة الإسلامية في العراق والشام، استهدفوا آليات للقوات النظامية في القلمون، خلال اشتباكات بين الطرفين، فيما استولى مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام على صواريخ وقذائف عدة للقوات النظامية في القلمون».
وأدت هجمات قوات النظام في منطقة القلمون إلى حركة نزوح كبيرة للمواطنين في اتجاه عرسال الحدودية اللبنانية. وشن طيران النظام أمس غارة على «منزل مهجور» في وادي عجرم قرب عرسال على السلسلة الشرقية للحدود اللبنانية – السورية، ما أدى إلى تدميره. وأفادت معلومات في البدء أن الغارة استهدفت شاحنة تحمل رشاشاً ثقيلاً لمعارضين سوريين. وأعلن الجيش اللبناني أمس أن مخابراته عثرت على سيارة رباعية الدفع مفخخة بنحو 250 كلغ من المتفجرات ومخفية في منطقة جردية في البقاع، ويُعتقد أنها فُخخت في مدينة يبرود السورية قبل نقلها إلى الأراضي اللبنانية.
لافروف رداً على كيري: روسيا نفذت ما تعهدت به حول “جنيف 2“
بيروت – “الحياة”
رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الدعوة التي وجهها اليوم نظيره الأميركي جون كيري إلى موسكو لبذل مزيد من الجهود من أجل إنجاح مفاوضات السلام السورية في جنيف.
وأكد لافروف أن الجانب الروسي نفذ كل ما تعهد به في هذا الموضوع. وقال: “يدعوننا دائما الى بذل مزيد من الجهود من أجل تسوية الأزمة السورية ويقولون إنه يتعين على روسيا أن تقنع الأسد بتنفيذ بيان جنيف”.
وشدد الوزير الروسي على ضرورة جمع كل معارضي النظام وراء طاولة التفاوض، موضحاً أنه كان متوقعاً من موسكو في شكل غير معلن أن تعمل مع دمشق كي ترسل وفداً إلى جنيف، بينما كان منتظراً من الولايات المتحدة، بصفتها الدولة التي طرحت هذه المبادرة مع روسيا، أن تضمن تمثيل قوى المعارضة. وأشار إلى أن كيري والمبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الابراهيمي تعهداً له خلال اللقاء الثلاثي الأخير، بالعمل على توسيع وفد المعارضة، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن.
وحذر لافروف من محاولات تحميل الحكومة السورية وأنظمة أخرى في العالم جرائم وحشية بالأكاذيب والتلاعب بالوقائع، واعتبر أن هناك عدداً كبيراً من الوقائع التي تشير إلى محاولات متعمدة لتشكيل رأي عام معين إزاء مثل هذه القضايا الدولية، عبر التلاعب بالوقائع والأكاذيب.
وشدد الوزير الروسي على أن المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام يجب أن تكون موضوعية، منتقداً محاولات بعض الأطراف لاستغلال الواقع في مصالحها الجيو – سياسية.
وكشف لافروف عن أن موسكو تدقق حالياً في معلومات تشير إلى أن بعض ممولي المعارضين بدؤوا بتشكيل هيئة جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الإئتلاف الوطني سابقاً، والتي لا تؤمن بعملية التفاوض، مضيفاً: “أي أن هناك توجاه للخروج من مسار التفاوض والمراهنة مجدداً على السيناريو العسكري
الجيش السوري الحر يقيل سليم ادريس ويعيّن عبدالاله البشير مكانه
دمشق – أ ف ب
اقيل رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب بعد تكثف النكسات العسكرية امام قوات النظام السوري وتصاعد قوة الجماعات الاسلامية والجهادية في النزاع.
ميدانياً، تدور معارك عنيفة في محيط يبرود معقل مقاتلي المعارضة قرب دمشق، فيما يحتمل ان تتكثف اعمال العنف بعد فشل الجولة الثانية من محادثات السلام في جنيف على خلفية تجدد التوتر بين الروس والاميركيين.
وبعد تقدم قوات النظام السوري في الاشهر الماضية، اعلن المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر الاحد اقالة اللواء سليم ادريس من مهامه كرئيس لهيئة الاركان وتعيين العميد الركن عبد الاله البشير مكانه.
وأورد المجلس في بيان حيثيات القرار على الشكل الآتي “حرصاً على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن اجل توفير قيادة للاركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية، ونظراً للاوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولاعادة هيكلة قيادة الاركان”.
واوضح مصدر في المعارضة السورية رفض الكشف عن هويته ان المآخذ على ادريس تتمثل في “اخطاء واهمال في المعارك” و”ابتعاد عن هموم الثوار”.
كما اشار الى ان المأخذ الاساسي يكمن في “سوء توزيع السلاح” الذي كان يصل الى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض.
وقد اثنى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا في بيان على دور اللواء ادريس قائلا انه “لعب دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية وان مكانته وكرامته محفوظة وجهده يضاف الى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الاركان”.
وعبر الائتلاف في البيان عن ارتياحه لهذا القرار معرباً عن تقديره لـ”الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الاعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره أحد اهم ادوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير”.
وانشئت هيئة الاركان العامة للجيش الحر في كانون الاول/ديسمبر 2012 وعين ادريس قائداً لها.
وجاء ذلك في محاولة لجمع المجموعات المقاتلة ضد النظام السوري على الارض وتوحيد قيادتها، وابقيت المجموعات الجهادية خارج الهيئة.
الا ان هيئة الاركان التي تمكنت في الاشهر الاولى من تحقيق بعض الخطوات على صعيد تنظيم المجالس العسكرية للمناطق، ما لبثت ان تراجعت هيبتها مع انشقاق مجموعات مقاتلة بارزة عنها وتكوينها تشكيلات اخرى ابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سورية” اللتان اعلنتا انشقاقهما عن الاركان وعن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يشكل الغطاء السياسي للاركان.
وعبد الاله البشير كان يتراس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة (جنوب)، وقد انشق عن الجيش النظامي في 2012. وقتل ابنه في المعركة ضد النظام في مطلع العام الحالي، بحسب ما اوردت صفحة للجيش الحر على “فيسبوك”.
وميدانيا، ضيق الجيش السوري الاثنين الخناق على يبرود، اخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان معارك عنيفة كانت دائرة الاثنين بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من جبهة النصرة عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.
وتركزت المواجهات في محيط راس المعرة والساحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي حزب الله احكام الخناق على يبرود.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لفرانس برس ان سلاح الجو “القى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين”.
ويستخدم هذا التكتيك ايضا ضد احياء المعارضة في حلب (شمال)، وتجري معارك ايضا في حلب وحمص (وسط) ودرعا (جنوب).
وفي الشق الانساني، تعذر اجلاء مدنيين اضافيين محاصرين من حمص القديمة وعزا المحافظ طلال البرازي ذلك الى تعرضهم لاعتداء من “مجموعات مسلحة”.
وامام الازمة الانسانية واعمال العنف المستمرة، فشلت المجموعة الدولية مجدداً في تقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة في جنيف. ولم يتم تحديد اي موعد لجولة جديدة من المحادثات بعد فشل جولتين.
واتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الاسد على “المزايدة” والبقاء في السلطة في سورية، بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف.
وقال كيري “ان النظام يمارس العرقلة، كل ما قام به هو الاستمرار في القاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده. ويؤسفني أن أقول أنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من ايران وحزب الله ومن روسيا”.
وتابع ان “روسيا يجب ان تكون جزءاً من الحل بدل ان توزع المزيد من الاسلحة والمزيد من المساعدات (للنظام السوري) بحيث تشجع في الواقع الاسد على المزايدة، ما يطرح مشكلة كبرى”.
وسارعت روسيا الى الرد حيث رفض وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتهامات نظيره الاميركي قائلا “كل ما وعدنا به (بالنسبة لحل الازمة السورية) فعلناه”.
واضاف “اولاً عملنا يومياً مع السلطات السورية، وثانياً تظهر الارقام بوضوح ان النظام ليس من يخلق العدد الاكبر من المشاكل وانما الارهابيون والمجموعات الارهابية التي تزايدت في كل انحاء سورية والتي ليس لها اي مرجعية سياسية”.
من هو قائد الجيش الحر الجديد؟
بيروت ـ “الحياة”
عزل الجيش الحر، أمس، اللواء سليم ادريس من رئاسة هيئة أركانه ليعيّن مكانه العميد عبد الإله البشير النعيمي الذي كان قائد المجلس العسكري في القنيطرة، والذي يتمتع بخبرة ميدانية أكبر، وذلك في إطار إعادة تنظيم القوى المعتدلة التي تقاتل الرئيس بشار الاسد.
انشق النعيمي عن قوات النظام في تموز (يوليو) 2012، ومنذ ذلك التاريخ عمل على تأسيس وتشكيل نواة “الجيش الحر” في محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل القنيطرة في الجولان، قبل أن يتسلّم رئاسة العمليات في الجيش السوري الحر هناك، وبالتالي رئاسة المجلس العسكري فيها لاحقاً.
واللواء النعيمي من وجهاء عشيرة النعيمي التي تعد من أكبر عشائر سورية، وساهم في نجاح الجيش الحر في السيطرة على مساحات واسعة من محافظة القنيطرة، وخصوصاً المناطق الحدودية وعلى المعبر الحدودي مع الجولان المحتل هناك في حزيران (يونيو) الماضي، وعمل مع المقاتلين في درعا على فتح طريق آمن لهم بين القنيطرة ودرعا.
وأشارت صفحات تابعة للثورة السورية، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن قائد الجيش الحر الجديد بعيد عن الإعلام، ويتمتع بكاريزما قيادية ومحبوب من جانب أفراده والضباط حوله، وأنه لا يحب الظهور الإعلامي. وقتل ابنه طلال في معركة ضد القوات النظامية مطلع العام الجاري.
وعزا مصدر في المعارضة السورية إقالة إدريس إلى مآخذ عليه تتمثل في “أخطاء وإهمال في المعارك” و”ابتعاد عن هموم الثوار” و”سوء توزيع السلاح” الذي كان يصل إلى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض.
وقالت مصادر أخرى في المعارضة لموقع “كلنا شركاء” المعارض، إن إقالة إدريس تأتي استجابه لشروط وزير الدفاع في الحكومة الموقتة أسعد مصطفى التي طرحها للتراجع عن استقالته.
يذكر أن هيئة الاركان العامة للجيش الحر أنشئت في كانون الاول (ديسمبر) 2012، في محاولة لجمع المجموعات المقاتلة ضد النظام السوري على الأرض وتوحيد قيادتها، وأبقيت المجموعات الجهادية خارج الهيئة.
وعيّن ادريس قائداً للهيئة فور تشكيلها.
الغرب يُحمّل دمشق تبعة فشل جنيف 2 والجولة المقبلة مرتبطة بصفقات نيويورك
العواصم – الوكالات
جنيف – موسى عاصي
انتهت الجولة الثانية من جنيف 2 باتفاق فارغ من أي مضمون حول استكمال المفاوضات، حتى من دون تحديد موعد للجولة المقبلة، وحدها صفقة جنيف في 14 أيلول 2013 بين وزيري الخارجية الروسية سيرغي لافروف والأميركية جون كيري في شأن الملف السوري بدءاً من تدمير الترسانة الكيميائية السورية لا تزال الضامن الوحيد لاستمرار المفاوضات، وخصوصاً لا بدائل منه حتى الآن، مع تكرار تشديد الطرفين الراعيين للمفاوضات على الحل السلمي، لأن “لا رابح في المعركة العسكرية” كما نقل عن مساعدة وزير الخارجية الاميركية ويندي شيرمان في نهاية المفاوضات يوم الجمعة الماضي.
لكن الاتفاق على استمرار المفاوضات تحول دون ترجمته بموعد محدد عقدة أساسية انتقلت من الأولويات، كما كان الحال في بداية المفاوضات، الى المهل الزمنية للتفاوض على كل بند من البنود الاربعة التي وضعها الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ضمن اقتراحه الجديد في الجلسة الختامية. ويقضي هذا الاقتراح بمناقشة أربع نقاط بحسب الاولويات الآتية:
1 – وقف العنف ومكافحة الارهاب.
2 – تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
3 – وضع ومستقبل المؤسسات الرسمية وكيفية المحافظة عليها.
4 – الحوار الوطني والمصالحة بين السوريين.
ويبدو من هذا الاقتراح أن الفريق الحكومي قد حقق انتصاراً بفرض مناقشة البند الذي طالما طالب بإدراجه كأولوية في المفاوضات، وقد وافق النظام على هذا الاقتراح من حيث الشكل، قبل أن يرفضه بعد تحديد الابرهيمي يوماً واحداً لمناقشته قبل الانتقال الى البند التالي أي تشكيل الهيئة الانتقالية، عندها أسقط النظام الاقتراح واعتبره التفافاً على روحية وثيقة جنيف 1 “فتحديد يوم واحد لمناقشة ملف كملف الارهاب والوصول الى خواتيمه والاتفاق عليه أمر مستحيل ومن شأن ذلك ترحيل الأزمة فقط وليس حلّها”، كما قال رئيس الوفد السوري السفير بشار الجعفري الذي أبرز ضرورة اشباع هذا البند دراسة ومناقشة والاتفاق عليه قبل البدء بمناقشة البند التالي.
في مؤتمره الصحافي المعتاد، خلع الابرهيمي قفازي ديبلوماسيته المعهودة محملاً الوفد الحكومي مسؤولية ما آلت اليه المفاوضات قائلاً: رفض الوفد الحكومي ويا للاسف هذا الاقتراح وهذا ما يدفع الطرف الآخر الى التشكيك في نية السلطة السورية مناقشة البند الثاني المتعلق بتشكيل الهيئة الانتقالية”. ويبدو أنه لجأ الى ممارسة لعبة الضغط على الطرفين معاً وعلى الدولتين الراعيتين ايضاً باستخدامه خطاب يميل الى حالة يأس من استمرار هذه المفاوضات على هذا الشكل، متوجهاً الى الشعب السوري “الذي كانت لديه طموحات قوية الى أن شيئاً ما سيتحقق” معتذراً منه على الاخفاق الذي وصلت اليه المفاوضات و”عدم القدرة على تقديم أي حل للمأساة المستمرة”.
لكن الابرهيمي لم يقفل الباب خلفه، وهو المعروف بإصراره وعناده في عمليات المفاوضات التي قادها في السابق قبل تسلمه الملف السوري، ورهاناته متعلقة بمفاوضات منتظرة خلال الفترة المقبلة وفي مقدمها اللقاء الثلاثي بين الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ووزيري خارجية روسيا وأميركا والإبرهيمي نفسه من أجل مناقشة الإخفاق الذي منيت به المفاوضات والمخرج الممكن الذي من شأنه دفعها الى الأمام وإدخالها في حيز الجدية.
وعلى رغم الابتعاد في وجهات النظر بين الطرفين الروسي والأميركي حيال الملف السوري، أكدت أوساط مقربة من الأمم المتحدة أن “هذه الخلافات لن تصل الى درجة اقفال الباب أمام مفاوضات جنيف 2، وألمحت أوساط ديبلوماسية الى أن المسألة مرتبطة بما سيجري في الامم المتحدة خلال الفترة المقبلة وفي مجلس الأمن الدولي الذي سيتوجه اليه الابرهيمي (من دون تحديد موعد حتى الآن) حيث “زحمة مشاريع ومشاريع مضادة حول الملف السوري وإمكان عقد الصفقات بين مقدمي هذه المشاريع والدول الكبرى كبيرة جداً ما سيفضي الى احتمال التوصل الى حلول وسط ولا سيما في الملف الانساني للاستناد اليه في دفع الجولة الثالثة من المفاوضات قدماً”.
كيري
وأمس، قال كيري في بيان: “لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة… إلا أنه لا بد أن يكون واضحاً لدى الجميع ان العرقلة من نظام الاسد جعلت التقدم أكثر صعوبة”.
وفي اشارة الى روسيا الداعمة لنظام الاسد من غير ان يسميها، دعا “داعمي النظام الى الضغط” عليه ليضع حداً “لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الارض”، على غرار البراميل المتفجرة التي تلقى على بعض أحياء حلب. وتحدث عن “تعليق” للمفاوضات يجب ان يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي “تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل كي تفتح معاودة المفاوضات الباب أمام التوصل الى حل سياسي لهذه الحرب الاهلية الفظيعة”.
وبعدما حمّل كل من وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس السبت النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات جنيف، رأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أمس ان فشل المفاوضات “يؤكد مرة جديدة ان الرئيس السوري بشار الاسد وجماعته ليسوا مهتمين جدياً بالمفاوضات”. وقال إنه بات “من الضروري جداً” ان يتحرك مجلس الامن ويعتمد قراراً يضع حداً لجرائم الحرب في سوريا.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طريق عودته من جنيف في تصريحات نقلتها الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “الجولة الثانية لم تفشل على عكس بعض التحليلات الاعلامية التي ظهرت أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا”. واضاف ان “الجولة الثانية انجزت نقطة مهمة جداً بفضل وعي المفاوض السوري عندما أعلن موافقة سوريا على جدول الاعمال الذي اقترحه الابرهيمي والذي يبدأ بنده الاول ببند العنف ومحاربة الارهاب”. ولاحظ ان الولايات المتحدة “حاولت ايجاد اجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف”، وان “الاتفاق على جدول الاعمال الذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الارهاب جعلها تسارع الى احباط الجولة الثانية”.
الابراهيمي يعتذر للسوريين والمعلم يرى تقدما في جنيف
هجوم غربي منسّق على دمشق
سارعت واشنطن ولندن وباريس وبرلين الى اتهام النظام في دمشق بتحمّل مسؤولية تعثّر الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف 2″، التي اختتمها المبعوث الأممي الاخضر الإبراهيمي قبل يومين باعتذار قدّمه الى الشعب السوري لعدم تحقيق انجاز خلالها. لكن اللافت في الانتقادات الغربية، كان الموقف الأميركي الذي تمترس وراء بند هيئة الحكم الانتقالية كتفسير وحيد لما كان يفترض أن يخرج كأولوية من جلسات التفاوض بين وفدي الحكومة السورية و”الائتلاف” المعارض.
وفيما كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد أن الجولة التفاوضية الثانية في جنيف “أحرزت تقدما مهما… بموافقة سوريا على جدول الأعمال الذي اقترحه الإبراهيمي، والذي يبدأ ببند وقف العنف ومحاربة الإرهاب”، كان الإبراهيمي ينعى بطريقة غير مباشرة المفاوضات، التي لم يحدد موعدا جديدا لجولتها الثالثة، مقدما اعتذاره “للشعب السوري الذي علّق آمالا كبيرة” على هذه المفاوضات.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلت، أمس الأول، عن ديبلوماسيين غربيين وعرب وقيادات في المعارضة أن حلفاء واشنطن العرب، خصوصا السعودية، اتفقوا على تزويد المقاتلين بأسلحة أكثر تطوراً، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات.
وتتواصل التسويات على الأرض السورية، وجديدها في ببيلا في الريف الدمشقي، فيما تواصلت المعارك في القلمون، حيث تحاول القوات السورية تضييق الخناق على المسلحين في يبرود. (تفاصيل صفحة 14)
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيان، “لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة، إلا أنه لا بد أن يكون واضحا لدى الجميع أن العرقلة من قبل نظام (الرئيس بشار) الأسد جعلت التقدم أكثر صعوبة”، مشيدا، في المقابل، “بشجاعة وجدية المعارضة… لقد وضعت خريطة طريق، قابلة للتطبيق، من اجل تأليف هيئة حكم انتقالية، ومسار لمواصلة المفاوضات. هذا بدقة هو روح بيان “جنيف 1″، ونشيد بالمسؤولية التي تحلت بها المعارضة”.
وقال كيري إن “المجتمع الدولي يفهم أن الغرض الرئيسي من ديبلوماسيتنا هو بحث التنفيذ التام لبيان جنيف، ضمنه إقامة هيئة حكم انتقالية”.
وفي إشارة إلى روسيا من دون أن يسمّيها، دعا كيري “داعمي النظام إلى الضغط عليه ليضع حدا لتعنّته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض”، مؤكدا “التزام الولايات المتحدة بعملية جنيف وكافة الجهود الديبلوماسية من اجل الوصول إلى حل سياسي، كطريق لإنهاء النزاع بشكل دائم”.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، في بيان، إن “استحالة الاتفاق على برنامج جلسات التفاوض المقبلة يشكل إخفاقا خطيرا في المساعي لإقرار السلام في سوريا، ومسؤولية ذلك تقع مباشرة على نظام الأسد”، لكنه أضاف “واجبنا حيال الشعب السوري أن نقوم بكل شيء لإحراز تقدم بهدف حل سياسي”، مجددا “دعمه الكامل للإبراهيمي”.
والموقف نفسه عبّر عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي “دان موقف النظام الذي عرقل كل تقدم”، معتبرا أن “الائتلاف اتخذ موقفا بنّاء خلال المفاوضات”. وأضاف “من لديهم تأثير في النظام عليهم أن يدفعوه في أسرع وقت إلى احترام مطالب المجتمع الدولي”.
واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن “النظام السوري أكد عدم اهتمامه جديا بالمفاوضات”. وشدد على انه بات “من الضروري جدا أن يتحرك مجلس الأمن ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سوريا”.
وكان الإبراهيمي قال، في مؤتمر صحافي في جنيف أمس الأول، “أنا آسف جدا جدا، واعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا في أن شيئا سيحدث هنا”.
وأضاف أن الجلسة الأخيرة من جولة المحادثات الثانية كانت “شاقة مثل كل الاجتماعات التي عقدناها، موضحا أن النقاط التي ستناقش في الجولة الثالثة “عندما تعقد” تشمل وقف العنف والإرهاب وتشكيل هيئة حكم انتقالية والمؤسسات الوطنية والمصالحة الوطنية.
وتابع الإبراهيمي “آمل في أن يفكر الجانبان بشكل أفضل، وأن يعودا لتطبيق إعلان جنيف. آمل في أن تدفع فترة التأمل الحكومة خصوصا إلى طمأنة الجانب الآخر انه عندما يتم التحدث عن تطبيق إعلان جنيف أن يفهموا أن على السلطة الحكومية الانتقالية أن تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الإرهاب أمر لا غنى عنه”.
المعلم
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المعلم قوله، في الطائرة التي أقلّت الوفد السوري من جنيف إلى دمشق، إن “الجولة الثانية لم تفشل، على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت، أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا”.
وأضاف إن “الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جدا، بفضل وعي المفاوض السوري، عندما أعلن موافقة سوريا على جدول الأعمال الذي اقترحه الإبراهيمي، والذي يبدأ ببنده الأول، ببند (وقف) العنف ومحاربة الإرهاب”. وتابع “المحادثات لم تفشل بل أنجزت ما كنا نطالب به باستمرار، وهو جدول أعمال للحوار في اجتماعات جنيف المقبلة”.
وعن توقعاته بالنسبة إلى مضمون تقرير الإبراهيمي إلى مجلس الأمن الدولي، قال المعلم “على الإبراهيمي كوسيط أن يكون محايدا، وأعطى مؤشرا في مؤتمره الأخير انه سيكون كذلك”، مضيفا “كوسيط، يجب أن يكون حريصا على استمرار هذه العملية، سواء في جولة ثالثة أو رابعة أو غيرها”.
وانتقد المعلم تحميل باريس ولندن السلطات السورية مسؤولية فشل المحادثات. واعتبر أن الولايات المتحدة “حاولت إيجاد أجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف، والاتفاق على جدول الأعمال الذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الإرهاب جعلها تسارع إلى إفشال الجولة الثانية”.
ورأى أن “الحديث عن عدوان أميركي على سوريا حرب إعلامية نفسية هدفها الضغط على المفاوض السوري”، في إشارة إلى تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال استقباله الملك الأردني عبد الله الثاني، أمس الأول، من أنه يريد تعزيز الضغط على النظام السوري. وأشار المعلم إلى أن “الولايات المتحدة كانت مستعجلة للغاية لانجاز تسليم السلطة قبل العمل السياسي، لان أدواتها في الداخل فشلت في العمل الميداني”.
(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الائتلاف يرحب بقرار تعيين البشير رئيسا لقيادة اركان الجيش السوري الحر
اسطنبول- (د ب أ): رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية بقرار المجلس العسكري الأعلى تعيين العميد الركن عبد الإله البشير في منصب رئيس اركان الجيش السوري الحر والعقيد هيثم عفيسة في منصب نائب رئيس الاركان.
وقال بيان للائتلاف تلقت وكالة الأنباء الالمانية نسخة منه الاثنين إن “الائتلاف يقدر الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الاعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره أحد اهم أدوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير”.
ويثني الائتلاف الوطني ورئاسة الائتلاف على الدور الذي لعبه اللواء سليم ادريس ابان رئاسته لهيئة اركان الجيش السوري الحر، مؤكداً أن اللواء ادريس عمل على مدى اكثر من عام منذ تأسيس الأركان في كانون أول/ ديسمبر قبل الماضي ولعب دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة تعيشها ثورتنا السورية و ان مكانته وكرامته محفوظة و جهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الاركان”.
وتابع “اننا في الائتلاف ورئاسة الائتلاف نحي الجيش السوري الحر وهيئة اركانه وكل تشكيلات الثورة المسلحة، ونؤكد على استمرار دورها جميعاً في التصدي للنظام وقواته وشبيحته، وكذلك دورها في مواجهة دولة العراق والشام (داعش) ومرتزقة حزب الله التي ارتكبت وترتكب المزيد من الجرائم على نحو ما يفعله جيش النظام، ويرتكبه من جرائم مروعة”.
من جانبه كشف مصدر عسكري في المعارضة السورية لوكالة الانباء الالمانية عن ان “رئيس هيئة الاركان الجديد للجيش السوري الحر العميد الركن عبد الاله البشير هو ضابط قوات برية خدم في عدد من القطع والتشكيلات العسكرية في جيش النظام قبل انشقاقه عام 2012 وكان من المساهمين في تشكيل المجلس العسكري في محافظة القنيطرة الحدودية مع اسرائيل ثم ترأس ذلك المجلس″.
وقال المصدر إن “العميد البشير كان مدرسا في الاكاديمية العسكرية التي تقع قرب دمشق في حي القابون وهو في العقد السادس من العمر وهو مسلم سني واحد افراد عائلة سورية نزحت من القنيطرة بفعل الحرب مع اسرائيل وكان متألما قبل انشقاقه لأن نظام بشار الاسد أوغل في قتل وتشريد ملايين السوريين وكان دوما يتحدث إلى اصدقائه ان ما يقوم به النظام مع أبناء الشعب السوري اقسى واشد ألما مما فعلته إسرائيل بالفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ولا يمكن السكوت أو البقاء مع هذا النظام”.
وأضاف المصدر العسكري المنشق المقرب الى البشير والذي رفض الافصاح عن هويته “أتذكر كيف كان يحتقر العميد البشير النظام الاسدي لا سيما بعد قتل النظام احد ابنائه مطلع العام الجاري في أحد المعارك مع مليشيات النظام، وكم كان حزنه كبيرا ليس لان ولده قتل فقط بل لأنه قتل على يد جيش كان عبد الاله يعتقد يوما انه جيش وطني الا انه اكتشف ماهية الخدعة التاريخية التي كان يمارسها نظام الاسد تجاه السوريين و سورية كوطن له مكانته التاريخية بين الامم”.
وجاء تعيين البشير رئيسا لهيئة الاركان أمس الاحد خلفا للواء سليم ادريس الذي كان على خلافات مع عدد من سياسي المعارضة والكثير من القيادات العسكرية من الضباط المنشقين لا سيما منهم من لا يزالون في الداخل السوري.
وقال بيان نشر على شبكة الانترنت “قرر المجلس العسكري الاعلى في جلسته المنعقدة بتاريخ 16 شباط/ فبراير 2014 اقالة اللواء سليم ادريس من عمله كرئيس للاركان وتعيين العميد الركن المجاز عبد الاله البشير رئيسا لاركان الجيش السوري الحر”.
واوضح مصدر في المعارضة السورية رفض الكشف عن هويته ان المآخذ على ادريس تتمثل في “اخطاء واهمال في المعارك” و”ابتعاد عن هموم الثوار”.
كما اشار إلى أن المأخذ الاساسي يكمن في “سوء توزيع السلاح” الذي كان يصل إلى الاركان، على المجموعات المقاتلة على الارض.
وكان رئيس الائتلاف أحمد الجربا قد زار الداخل السوري قبل ايام برفقة قائد جبهة ثوار سورية جمال معروف ولم يظهر ادريس الى جانب الجربا وقتها ما فسر لاحقا انه احد اسباب الخلافات ايضا مع الجربا فضلا عن خلافات ادريس مع وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اسعد مصطفى.
جهاديون بريطانيون عادوا إلى بلادهم من سوريا يخططون لهجوم جديد على غرار تفجيرات لندن
لندن- (يو بي اي): يخشى جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) من قيام مجموعة متشددة تضم 50 جهادياً بريطانياً قاتلوا في سوريا وعادوا إلى المملكة المتحدة بوضع خطط لشن هجوم جديد على غرار تفجيرات لندن عام 2005.
وقالت صحيفة (ديلي ميرور) الاثنين إن مسؤولي الجهاز الأمني “يعتقدون أن الجهاديين القتلة خبراء في التفجيرات والأسلحة ويريدون الثأر بعد تعهد وزارة الداخلية البريطانية بالتصدي بحزم لمن وصفتهم بـ “سياح الارهاب” الذين يُقاتلون ويتدربون في الخارج”.
وأضافت أن جهاز (إم آي 5) يعتقد أن 250 جهادياً بريطانياً عادوا من القتال في سوريا ويتآمر 50 منهم لشن هجوم جديد على غرار تفجيرات لندن عام 2005، والتي نفذها أربعة انتحاريين واستهدفت شبكة المواصلات وأدت إلى مقتل 52 شخصاً واصابة 700 آخرين بجروح.
واشارت الصحيفة إلى أن متطرفين بريطانيين يسافرون إلى سوريا لتعلم مهارات القتال، مما دفع سلطات المملكة المتحدة إلى تبني قوانين جديدة لمنعهم من القتال في الخارج.
ونسبت إلى مصدر أمني قوله “إن القوانين تهدف إلى منع الجهاديين البريطانيين من اللجوء إلى العنف وشن هجمات في المملكة المتحدة بعد أن شاهدوا زملاءهم المتطرفين يتحولون إلى شهداء، ومن المهم جداً أن يتم تحديد المجموعات المتطرفة وإخضاعها للمراقبة للتأكد من أنها لا تشكل خطراً على حياة البريطانيين”.
وكثّفت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية عمليات مراقبة المساجد التي ينشط فيها المتطرفون، فيما شدد موظفو الهجرة الضوابط على المشتبهين البريطانيين الذين يحاولون العودة إلى المملكة المتحدة من سوريا، واعتُقل 16 واحداً منهم خلال 2014 بالمقارنة مع 24 مشتبهاً في العام الماضي بأكمله.
وكان البريطاني من أصل باكستاني، عبد الوحيد مجيد (41 عاماً)، فجّر نفسه في شاحنة مليئة بالمتفجرات هذا الشهر أمام السجن المركزي بمدينة حلب السورية في أول عملية انتحارية من نوعها ينفذها بريطاني، بعد سفره إلى سوريا قبل ستة أشهر مع قافلة مساعدات انسانية.
ونسبت الصحيفة إلى شيراز ماهر، من المركز الدولي لدراسات التطرف بجامعة الملوك في لندن، قوله “إن البريطانيين في سوريا يُقاتلون بعنف، ومع أنهم لا يخططون للعودة الى بلادهم إلا أن البعض يرجح احتمال عودتهم يوما ما”.
وأضاف ماهر أن سوريا “أصبحت ساحة متاحة لعمليات التفجير واطلاق النار على الناس أمام الجهاديين والذين يعرفون ما يفعلون مع البنادق والمتفجرات، مما جعل ذلك مصدر قلق حقيقي”.
وكان وزير الدولة لشؤون الهجرة، جيمس بروكنشاير، حذّر الأحد من التهديد الارهابي من الأفراد الذين تدربوا وقاتلوا في سوريا على بلاده، واعتبر أنه بات يشكل مشكلة كبرى للشرطة وأجهزة الأمن البريطانية.
وقال بروكنشاير إن الهاجس الأمني المرتبط بسوريا “من المحتمل أن يبقى معناً في المستقبل المنظور، وصار يستأثر بنسبة كبيرة ومتزايدة من موارد الشرطة وأجهزة الأمن، ومن الصواب أن تكون يقظة بشأن سفر البريطانيين بين المملكة المتحدة وسوريا”.
وجاء تحذير الوزير البريطاني بعد أن كشفت تقارير صحافية عن أن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية تراقب عن كثب 250 جهادياً بريطانياً مرتبطين بما يجري في سوريا.
الجيش السوري يضيق الخناق على مدينة يبرود
بيروت- (أ ف ب): ضيق الجيش السوري الاثنين الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن معارك عنيفة كانت دائرة الاثنين بين قوات النظام وكتائب اسلامية محلية وجهاديين من جبهة النصرة عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.
وتركزت المواجهات في محيط رأس المعرة والساحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي حزب الله احكام الخناق على يبرود.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لفرانس برس إن سلاح الجو “القى براميل متفجرة على ضواحي يبرود لقطع الامدادات عن مقاتلي المعارضة في المدينة وتهجير المدنيين”.
ويستخدم هذا التكتيك ايضا ضد أحياء المعارضة في حلب (شمال).
ويعتبر حزب الله ان هذه المعركة حاسمة لان السيارات المفخخة التي تستخدم في التفجيرات الدامية التي هزت معاقله في لبنان قادمة من يبرود.
ومساء الأحد ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان الجيش اللبناني ضبط سيارة مفخخة في شرق البلاد مصدرها منطقة القلمون السورية بعد اربعة أيام على تفكيك سيارتين مفخختين اخريين.
ويقول عالم الجغرافيا فابريس بالانش الخبير في الشؤون السورية ان “يبرود هي اخر المدن الكبرى التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة القلمون بعد سقوط دير عطية والنبك في الخريف الماضي بايدي الجيش السوري. ويبرود الواقعة على مسافة تقل عن 10 كيلومترات من الطريق السريعة دمشق-حمص تطرح تهديدا على سلامة هذا المحور”.
واوضح ان مقاتلي المعارضة يشنون “من يبرود هجمات على المناطق الموالية للنظام مثل معلولا وصيدنايا ويهددون حتى دمشق شمالا”.
واضاف ان النظام “سيتمكن من التركيز على الدفاع جنوبا عن دمشق المهددة بانتظام من الهجمات التي تشن من الاردن”.
وكما كان الحال بالنسبة الى القصير في حزيران/ يونيو سيكون النصر “رمزيا لرفع معنويات قواته. ويجب تحقيق انتصارات صغيرة مماثلة ليكون التصدي للمعارضة فعالا”.
وقبل اندلاع حركة الاحتجاج في اذار/ مارس 2011 كان يقيم في يبرود 30 الف نسمة بينهم 90% من السنة و10% من المسيحيين.
لافروف: نفذنا تعهداتنا بضمان مشاركة الحكومة السورية في ‘جنيف-2′ ولن نمرر أي قرار دولي للتدخّل في سوريا
موسكو- (يو بي اي): قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، إن بلاده نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر (جنيف-2) حول سوريا، مؤكداً أن موسكو لن تمرر أي قرار في مجلس الأمن يؤدي للتدخّل في سوريا بذرائع إنسانية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإريتري عثمان صالح في موسكو إن “روسيا نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في جنيف- 2 “، مضيفاً أن “الجميع يقر بأن بيان جنيف يجب أن يكون قاعدة لا بديل عنها للتسوية السورية”.
وأشار إلى روسيا تدعو “واشنطن دائما إلى التعامل بشكل مباشر مع دمشق”.
ولفت لافروف إلى وجود “محاولات متعمدة لتحميل السلطات السورية جرائم وحشية عبر الأكاذيب والتلاعب بالوقائع″.
وشدد على أن روسيا لن تمرر عبر مجلس الأمن الدولي أي قرار يؤدي إلى التدخل في سوريا بذرائع إنسانية، وقال إن “الأطراف التي تزود المعارضة بالسلاح قادرة على توريد مواد إنسانية أيضاً”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عدداً من المعارضين في سوريا يشكلون هيئة معارضة جديدة تسعى للمشاركة في المفاوضات، معتبراً أن الائتلاف السوري المعارض يمثّل جزءاً بسيطاً من المعارضة السورية وليس كلّها.
نصرالله يبرّر قتال حزب الله في سوريا: ألا يحق لنا إجراء حرب استباقية؟
بيروت- ‘القدس العربي’ من سعد الياس: أطلّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الاحد بعد طول غياب في ظل تنامي التفجيرات في الضاحية الجنوبية واكتشاف المزيد من السيارات المفخخة آخرها سيارة ضبطها الجيش اللبناني امس من طراز ‘راف 4′ في جرود بلدة حام قضاء بعلبك تبين انها مفخخة ب 240 كلغ من المواد المتفجرة نوع سانتكس، بالاضافة الى 10 كلغ من المواد السريعة الاشتعال وقذيفتي مدفعية عيار 122 ملم، وهي موزعة في اقسام السيارة كافة، وموصولة بفتيل صاعق طوله 200 متر، مع آلة تفجير لاسلكي وآلة توقيت.
وتزامنت اطلالة نصرالله مع تساؤلات في الشارع الشيعي عن مبررات القتال في سوريا التي جرّت الويلات على الضاحية التي تعيش على القلق وبات اهلها يغادرونها خوفاً من التفجيرات، وقد إشتبه امس بسيارة على اوتوستراد هادي نصرالله ما أدى الى قطعه لفترة قبل أن يتبين خلو السيارة من أي مواد متفجرة.
وقد إستهل نصرالله حديثه بالقول ‘ إن الادارتين الاميركية والاسرائلية تسعيان لتصفية القضية الفلسطينية لان العالم العربي والاسلامي غائب وكل دولة ‘مشغولة بحالها ‘.وقال ‘ يجب التذكير ان اسرائيل عدو لمن نسي في لبنان والمشكلة في لبنان كانت دائماً في تشخيص هذا العدو. للاْسف الشديد اعتبر كثير من اللبنانيين ان مشكلة اسرائيل عام 1982 مع الفلسطينيين فقط ولا تشكل خطراً على لبنان ونظر اليهم البعض كمنقذ. ولولا انطلاق المقاومة بكل الوانها لما خرجت اسرائيل من بيروت والجبل والجنوب’.ورأى ‘ أن الاسرائيلي يعتبر ان الانقسام الحاد في لبنان والوضع في المنطقة فرصة للهجوم على المقاومة وهو يشن حرباً نفسية شرسة علينا وينظرون الينا على اننا الخطر الاكبر على اسرائيل ‘، لافتاً الى ‘ أن المقاومة تزداد قوة لمواجهة استحقاقات أصعب رغم الشهداء الذين يسقطون لها في سوريا ‘.وعن تسليح الجيش قال ‘ اليوم ندعو من جديد ان يصبح الجيش اللبناني القوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن لبنان لنذهب نحن ونرتاح’، مشيراً الى أنه ‘منذ عام 1982 لغاية 2006 كان هناك في لبنان من يحمّل المقاومة مسؤولية الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ولو اصغينا لهذا المنطق لكانت اسرائيل بقيت في لبنان ولكانت تحكّمت بالبلد وشعبه وموارده ولما كنا إختلفنا على وزارة النفط’.
وانتقل نصرالله للحديث عن التفجيرات في لبنان وقال ‘الخطر الثاني الذي يهدّد كل دول المنطقة هو خطر الارهاب التكفيري وهو يوازي الخطر الاسرائيلي.والمشكلة ليست فقط بالتكفير بل بعدم قبولهم بالآخر واستباحة دمهم واموالهم. التكفيري يكفّر من يعاديه من اهل السنّة ويستسهلون تكفير الآخر ومثال على ذلك داعش وجبهة النصرة بعد ان كانو فريقاً واحداً. فالمجازر التي ترتكبها داعش والنصرة بحق بعضهم دليل على العقل الذي يتحكم بهذه المجموعات وهم اختلفوا لاسباب سياسية وتنظيمية وليس لاسباب عقائدية’.واضاف ‘ جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، البعض قال ما كانت هذه الاعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سوريا، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو اصبحنا في حكومة واحدة، طيب قبل ان نذهب الى سوريا ألم يكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟ هذه الامور قبل الاحداث في سوريا’.
وتابع نصرالله ‘امام هذا المنطق هناك فرضيتان: اما ان التفجيرات لها علاقة بتدخلنا او ان لا علاقة لها وهم كانوا سيفتحون بطبيعة الحال الجبهة في سوريا. اذا ذهبنا الى ان لبنان كان ساحة لهم وان الاولوية للانتهاء في سوريا ثم يأتون الى لبنان وهذا قالوه، ثم ذهبوا الى استراتيجية للسيطرة على المناطق الحدودية مع لبنان وبالتالي هم قادمون والمسألة مسألة وقت. فلبنان هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها واذا الاميركيون والاسرائيليون أدخلوا هذه الجماعات فطبعاً سيجعلون لبنان هدفاً لوجود مقاومة تشكل اكبر خطر على الاسرائيلي. برأينا انهم كانوا سيأتون وما دعاهم أحد للمجيء الى لبنان انها عقيدتهم’.
وقال ‘لو سلّمنا جدلاً بالمنطق الثاني ان الناس تدفع ثمن ان حزب الله ارسل مقاتلين الى سوريا ما جعل هذه الجماعات تأتي الى لبنان، في هذه الفرضية هذا يترتب عيله سؤال آخر: هل الامر يستحق هذه التضحية وتحمل هذه التبعات؟ هل يستحق الامر ان نقاتل في القصير ودمشق لان هذه المناطق الاساسية التي ساهمنا بها، اي المناطق الحدودية فلو سقطت دمشق كل المناطق الحدودية كانت تحت سيطرة هذه الجماعات، هنا نعود الى ما كان يُبرر من البعض للاسرائيلي من عملياته ضد لبنان، لن اعود الى ما شرحته سابقاً من سبب ذهابنا الى سوريا ولماذا سنبقى حيث يجب ان نكون؟ في المعطيات الجديدة نجد ان اغلبية الدول التي موّلت وسهّلت وشجعت واوصلت المقاتلين الاجانب الى سوريا بدأت هذه الدول تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الامنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم الى الدول وما سيشكلون خطراً على هذه الدول اذا انتصر هؤلاء لا سمح الله سوريا ستصبح اسوأ من افغانستان او اذا هزموا وعادوا الينا ماذا سنفعل؟ هذا النقاش اليوم موجود في العالم عدد من الدول اصدرت قوانين تحظر على ابنائها السفر الى سوريا للمشاركة في القتال مثلا تونس، فالذين عادوا الى تونس اذاقوا الشعب التونسي والمجتمع بعضاً مما تذوقه الآن شعوب المنطقة من علمليات قتل وارهاب’.
واستطرد ‘اليوم ادركت الحكومة السعودية انه عند عودة الشباب الذين يقاتلون في سوريا ستكون مصيبة في السعودية كما جرى عند عودتهم من افغانستان. واسأل اللبنانيين: لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها ان تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سوريا ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سوريا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سوريا، لماذا لا يحق لنا اتخاذ اجراءات وحرب استباقية وسمّوها ما تريدون؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس اي دس الرأس في التراب ؟ هناك 30 الف لبناني في القصير تم الاعتداء عليهم وخطف ناس منهم واغتصبت نساء لبنانيات، ماذا فعلت الدولة اللبنانية والحكومة؟ النأي بالنفس، الا يحق لنا ان نتدخل لدفع القتل والنهب الاوغتصاب عن 30 الف لبناني في القصير؟ اذا جاء هؤلاء التكفيريون الذين هزمناهم في القصير وارسلوا سيارات مفخخة الينا هذا جزء من المعركة، هل نسيتم عندما قام أناس في البقاع بالتهديد انه بنصف ساعة يستطيعون السيطرة على البقاع؟ هم كانوا يتكلمون على سيطرة الجماعات التكفيرية على الحدود ودخولها الى لبنان’.
وختم نصرالله ‘لو سيطرت الجماعات الارهابية على المناطق الحدودية مع لبنان وجاء الوقت الذي رأوا فيه ان لبنان بات جبهة جهاد ونحن لم نكن قمنا بشيء، حينها ماذا كنتم ستفعلون؟ كل الحدود كانت لتكون مفتوحة و’لحقوا على سيارات مفخخة. أسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سوريا اين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ اذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية . اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الان؟اسأل المسلمين ايضاً اليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟’ وختم’ نحن معنيون بالمواجهة’.
قادة فصائل معارضة ينفون دخول أي سيارات مفخخة من القلمون للبنان
سوريا: وفدا المعارضة والنظام تلاسنا واندفعا للعراك بالأيدي في جنيف
عواصم ـ ‘القدس العربي’ ـ من محمد واموسي ومحمد الزهوري: جلسة مفاوضات من نصف ساعة كانت كافية لإنهاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2، حينها أعلن الإبراهيمي إسدال الستار عليها بعد ستة أيام من التفاوض لم تحرز أي تقدم، فيما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 ‘لم تفشل واحرزت تقدما هاما’، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ امس الاحد.
واضطر الإبراهيمي إلى إنهاء الجولة الثانية من المفاوضات بعد أن عجز رفقة 14 من مساعديه عن تهدئة التوتر والتلاسن الذي كاد ان يتطور إلى عراك بالأيدي بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جلسة مفاوضات لم تمتد لأكثر من نصف ساعة، لتبلغ الأمم المتحدة الصحافيين أن الجلسة انتهت قبل الموعد المحدد لها وأن الإبراهيمي قرر تقديم مؤتمره الصحافي عن الموعد المحدد سلفا.
وسيتوجه المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى نيويورك لتقديم تقرير عن سير المفاوضات السورية ونتائجها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وأخبرت مصادر قريبة من الإبراهيمي ‘القدس العربي’ أن تقرير الإبراهيمي سيطرح للنقاش في اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وبحسب المصادر نفسها فإن الإبراهيمي سيجري سلسلة مباحثات واتصالات في مجلس الأمن وعلى ضوئها سيحدد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات السورية.
واتهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس الاحد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بـ’العرقلة’ بعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة.
جاء ذلك فيما نفى قادة فصائل مسلحة في يبرود دخول أي سيارات مفخخة من القلمون للبنان. ويقول أبو علي القيادي في صفوف المعارضة السورية لـ’القدس العربي’، ‘هل من المعقول دخول سيارات مليئة بالمتفجرات من سوريا والنظام وحزب الله يطبقان الخناق حول القلمون وعرسال أَمْ أنَّهم كالعادة يخترعون الحجج لِيُقنعوا المجتمع الدولي بالمجازر التي يرتكبونها ضد المدنيين؟ لقد استغلوا مفاوضات جنيف 2 لتنفيذ أكثر العمليات العسكرية شراسة ضد المدنيين والآن يوشك حزب الله على السيطرة على ما تبقى من مناطق القلمون بحجة السيارات المفخخة’.
خطط عسكرية أمريكية لمساعدة السوريين إنسانيا… وأسلحة سعودية… وجنيف باقية ومساعدة واشنطن للمعارضة المعتدلة كفيل بمنع هجمات ‘القاعدة’ على أمريكا
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب صمويل بيرغر، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون (1997-2001) مقالا في صحيفة ‘واشنطن بوست’ حث فيه الإدارة الأمريكية على اتخاذ سلسلة من الخطوات لإنهاء الأزمة في سوريا ودعا في المقال إلى تدعيم المعارضة السورية المعتدلة بشكل تكون فيه قادرة على مواجهة عدوين في وقت واحد، النظام السوري، وتنظيم القاعدة.
وبهذه الطريقة يرى بيرغر أن هذه الخطوات مهمة لأنها ستغير ‘حسابات النظام’ السوري لبشار الأسد، وتجعل المفاوضين من المعارضة السورية في وضع أقوى للتفاوض في ظل فشل الجولة الثانية من المحادثات التي انتهت يوم الجمعة.
وقال في مقالته إن أحداث مدينة حمص تشير للطريقة التي يمارس بها النظام ‘استراتيجية البؤس′، والولايات المتحدة في الوقت نفسه معنية بوقف الازمة في سوريا قبل أن تجد نفسها تواجه هجمات جديدة منشؤها سوري وبتدبير من القاعدة.
في إشارة واضحة لتصريحات جيمس أر كلابر، مدير الأمن القومي الأخيرة حول مخاطر القاعدة. وتحدث كلابر عن وجود 7 ألاف مقاتل أجنبي في سوريا ‘حيث سيعود الكثير منهم لأوطانهم في أوروبا أو أي مكان آخر مدربين ومحاربين أشداء’.
ويدعو بيرغر في ضوء هذه التحذير لتغيير في مسار الإدارة، مع أنه لا يرى للأزمة ‘إلا الحل السياسي’ و’على الولايات المتحدة في الوقت نفسه البحث عن سلسلة من التحركات القوية التي تتصدى للتهديد المباشر الذي تمثله القاعدة في سوريا وتعطي مؤتمر جنيف فرصة للنجاح’.
لن تكون قادرة
ويعترف بيرغر بعدم قدرة الولايات المتحدة على هزيمة القاعدة لوحدها، ولهذا فهي مدعوة لأن تقوم بتقوية العناصر المعتدلة داخل المعارضة، فهذه العناصر هي وحدها ‘ القادرة على السيطرة على الأرض التي احتلها الجهاديون’.
ويشير إلى أن هذه القوى هي التي وقفت في الأسابيع الماضية ضد القاعدة في بعض أجزاء سوريا.
ويقول ‘إذا لم نساعدهم فسنجد أنفسنا نرد على هجمات إرهابية بدأت من شرق سوريا بحسب شروطها وتوقيتها’.
ومن الإجراءات التي يقترحها بيرغر لتقوية المعتدلين في المعارضة السورية، مساعدة المجالس المحلية على إدارة المدارس والمصحات والعيادات والشرطة من خلال توفير المال، ودفع أجور ورواتب المقاتلين الذين يجدون رواتب أفضل عند الجماعات المتشددة التي تلقى الدعم من المانحين لها من أثرياء الخليج.
وقد تساعد الحكومة الأمريكية المعارضة المعتدلة من خلال منع وصول الدعم العسكري والمالي للنظام والمتطرفين وعبر طرق فاعلة تفرض عقوبات على المصارف التي تدعم وتمول شحنات الأسلحة للنظام والمتطرفين.
فباستهداف هذه المؤسسات تضع الولايات المتحدة العقبات أمام داعمي الأسد الدوليين وتساعد على تحقيق الإنجاز الدبلوماسي. وأخيرا إن ارادت الولايات المتحدة مساعدة للحصول على دعم المعارضة لحرب القاعدة، فيجب أن تعبر عن استعداد لحماية المدنيين من جرائم الأسد ومن القصف اليومي ‘البراميل المتفجرة’ التي تسقط على مدن المعارضة.
فبإعاقة الأسد عن استخدام المقاتلات والمروحيات، ستتحرر المعارضة ومناطقها من الخوف الدائم، وسيمنحهم الوقت لتحويل العناصر والجهود لقتال القاعدة. ويقول إن هناك العديد من الوسائل والطرق لتحقيق هذا من خلال شركاء وحلفاء من العمل مع وكلاء إلى الهجمات الجوية، وهي عمليات ذات إطار محدود ولن تقتضي إرسال قوات برية.
ويختم بالقول ‘عندما ننظر إلى سوريا، لا نرى ببساطة فرصا ضائعة خلال السنوات الثلاث الماضية، فجوهر المصالح الأمريكية على المحك ولكن لا يمكن استمرار الوضع القائم كما هو، فالبديل عنه أسوأ ‘تعافي القاعدة من الضربات التي وجهتها لها الولايات المتحدة وحصولها على معقل قوي، فيما يواصل الأسد مذابحه. ويجب علينا والحالة هذه تغيير الظروف لحماية أنفسنا والعودة لطاولة المفاوضات في وضع نكون واثقين فيه من النجاح’.
البحث عن خيارات
في الوقت الحالي لم يتغير الكثير في موقف إدارة باراك أوباما سوى التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس عقب لقائه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كاليفورنيا والتي تحدث فيها بلهجة قوية.
وقال إنه سيقوم ‘بممارسة ضغوط جديدة’ على النظام السوري في وقت قررت فيه الدول العربية الحليفة مواصلة إرسال أسلحة للمعارضة السورية.
وهناك إجماع بين الدول الغربية والدول العربية الحليفة أن نظام الأسد هو المسؤول عن فشل الجولة الثانية من المحادثات. ولم يتحدث أوباما في تصريحاته عن طبيعة الخطوات التي سيتخذها لكن هناك بعض التقارير الصحافية تحدثت عن إمكانية لإرسال جنود أمريكيين لحماية المناطق التابعة للمعارضة وتوفير المساعدة الإنسانية للسوريين.
وذكرت صحيفة ‘صنداي تايمز′ أن البيت الأبيض قد طلب من وزارة الدفاع ‘البنتاغون’ وضع خطط عن الخيارات العسكرية للمساعدة في نقل المساعدات الإنسانية لسوريا من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية هناك.
ونقلت عن اللواء جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون إن المصلحة اقتضت البحث عن خيارات أخرى فيما يتعلق بسوريا’. وحتى الآن امتنعت الدول العربية المؤيدة للمقاتلين عن إرسال أسلحة ثقيلة للمقاتلين بسبب الفيتو الأمريكي. ومع ذلك أرسلت السعودية عبر الأردن كمية كبيرة من الأسلحة التي اشترتها من يوغسلافيا القديمة. وقامت في آخر أيار/مايو وحزيران/يونيو بإرسال شحنة جيدة من الصواريخ الروسية الصنع ‘كونكور’ المضادة للدبابات والتي تم شراؤها بالمال السعودي ولعبت دورا مهما في معارك الشمال.
ونشرت يوم السبت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ تقريرا أشارت فيه إلى أن الخطوة القادمة ستكون صواريخ صينية الصنع مضادة للطائرات ومحمولة على الكتف (ماناباد)، وبحسب الصحيفة فقد تم نقل الشحنة الجديدة لجماعات أكثر اعتدالا في الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية من البلاد. وفي الوقت نفسه زادت الولايات المتحدة من دعمها المالي حيث دفعت مليون دولار كرواتب للمقاتلين.
ليس مصادفة
وتعلق صحيفة ‘صنداي تلغراف’ البريطانية بأن لقاء الرئيس الأمريكي أوباما والملك عبدالله الثاني لم يكن مصادفة لأن الأردن يعتمد على الدعم السعودي والأمريكي، وكذلك عبر الملك عن قلقه من انتشار عدوى الحرب السورية لبلاده، خاصة أن الأردن استقبل أكثر من 600 ألف لاجيء سوري.
وتقول الصحيفة إن كلمات الرئيس أوباما أنه يجب مواصلة تغيير النظام تعكس رفض الإدارة للأصوات التي ارتفعت داخل واشنطن وتدعو لفتح قنوات مع الأسد في ظل صعود الجهاديين لأن البديل عنه أسوأ منه. وتضيف أن الولايات المتحدة والسعودية وبدعم بريطاني تقوم ببناء قوة من المقاتلين بديلة تقوم بمواجهة قواعد الجماعات الجهادية في شمال سوريا.
ويعلق جيمس فيليبس من ‘هيريتج فاونديشن’ على التغير في الإستراتيجية الأمريكية أو ضرورة تغييرها بقوله ‘إنها استراتيجية بدون مخرج’ فقد ‘ركزت الإدارة على الدبلوماسية كوسيلة وحيدة، وبدون ممارسة ضغط على الأسد فلن يقبل بها’، ويعتقد أن التحرك نحو مؤتمر السلام كان خطوة غير ناضجة وتعلل بالأماني ‘وأعتقد أن وزير الخارجية يتفهم هذا ويدعو إلى دعم عسكري أكبر لكنه يلقى مواجهة من داخل البيت الأبيض’.
ويرى جون أولترمان، مدير دائرة الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أنه ‘من الصعب القول إن كانت استراتيجيتنا قد أدت للنتيجة التي نرغبها’ و ‘هذا لا يعني أن أي سياسة أخرى كانت ستؤدي لنتيجة أحسن’.
ويشير إلى مخاوف الإدارة من الدخول في حرب لا تلقى دعما من الرأي العام. ولكن في الشرق الأوسط هناك حس عام بتراجع نفوذ أمريكا بسبب عدم رغبتها بالتدخل في المنطقة، مما يعني قوة الأسد وتوسع الجماعات الجهادية وأي منهما ليس في صالح الولايات المتحدة.
إستراتيجية البراميل المتفجرة
وفي ظل بحث الإدارة الأمريكية عن بدائل وخيارات تمطر سماء حلب أحياءها بالبراميل المتفجرة، وتنقل ليز سلي من ‘واشنطن بوست’ عن هاربين من جحيم القصف اليومي التقتهم في بلدة كلس على الحدود التركية مع سوريا حس الفزع والخوف الذي دفع بالسكان للرحيل.
وقال أحد الرجال الذين التقتهم على الحدود إن أسوأ ما يتوقعه الإنسان هو سقوط البراميل من الجو، وفر بعد أن دمرت البراميل الشوارع.
فيما دفع منظر عمال الإنقاذ وهم يخرجون الجثث من تحت الأنقاض سيدة أخرى للفرار، وقالت جدة سورية ثالثة إنها هربت لأنها لم تستطع الحياة وسط الحطام، والمدينة التي تمتلئ بالأنقاض والتي أفرغت عمليا من سكانها ‘حلب فارغة’، ‘لم يبق أحد، لا دكاكين ولا أسواق ولا حياة على الإطلاق’.
وتشير الصحيفة إلى أن الحملة التي بدأت في كانون الأول/ديسمبر زادت حدتها الشهر الماضي، وتعتبر واحدة من أكبر العوائق للتوصل لحل.
وبحسب سلمان الشيخ، من معهد بروكينغز- الدوحة ‘يشعر النظام بأنه قادر على الإنتصار في المعركة ويشعر أنه قادر على الإنتصار سياسيا’.
وتضيف الصحيفة إن الأسابيع الماضية شهدت ذروة العمليات مما أدت إلى رحيل جديد إما للريف أو إلى تركيا. وقتلت البراميل المحملة بالتي ان تي وقطع السيارات والحديد والمسامير المئات خلال الفترة الماضية حيث تسقط الطائرات يوميا 20 برميلا في المعدل. وعلى خلاف الصواريخ الباليستية أو غاز السارين الذي استخدمه النظام فالبراميل المتفجرة رخيصة وسهلة التصنيع.
وهي بالإضافة لذلك قوية لدرجة تدمير بناء كامل أو تسوية بيوت بالتراب وقتل أعداد كبيرة من المدنيين. وكان استخدامها وراء الزيادة في عدد القتلى، فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل أكثر من 3.400 منذ بداية محادثات جنيف الشهر الماضي، وهو أكبر عدد يقتل منذ بداية الأزمة حسب سامانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. وتنقل عن عمرو العظم، أستاذ التاريخ في جامعة شوني ستيت أن النظام يدفع في حلب لتحقيق انتصار مثلما فعل في بقية المدن من خلال التضييق على حياة المواطنين العاديين، مما يضع ضغوطا على المعارضة المسلحة حتى توافق على وقف إطلاق النار كما حدث في المناطق المحيطة بدمشق.
ويقول ‘يقومون بتدمير شعبية المعارضة من خلال تدمير البيوت على رؤوس المدنيين’.وبحسب المدنيين الذين وصلوا إلى تركيا فحملة البراميل المتفجرة تقوم بتركيع مدينة حلب، وتقول سيدة’ لا أستطيع حتى الحديث عن الوضع′.
وتصف أثر البراميل ‘ الأبواب تتطاير’ في كل مكان، ويقول النجار أبو حسين ‘ مثل يوم القيامة’ ومن بقي ‘هم أفقر الفقراء وينتظرون الموت’.
ويضيف ‘سيقتل الأسد كل شخص من أجل البقاء في المنصب، وربما تركناه في المنصب، هذا الكلام يؤلمني، وهذا لا يعني أنه ليس مجرم حرب، ولكننا نريد أي شيء لوقف كل هذا’. وأدت الحملة لتدمير البنى التحتية أو ما تبقى منها خاصة الخدمات الصحية ويقول عبدو الذي جاء للعلاج في تركيا بسبب عدم توفر العلاج ‘إنها كارثة بكل ما تعنيه الكلمة’.
ويقول الأطباء إن أحياء كاملة أصبحت فارغة بسبب هرب مئات الألوف من السكان للقرى ولتركيا.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الذين وصلوا تركيا منذ بداية العام وصل إلى 20.000 وهو أكبر عدد منذ أكثر من عام. ولكن المنفى يكون أحيانا أقسى من الحياة في ظل الحرب، فالبحث عن ملجأ والحياة في أرض جديدة تترك أثرها على القادمين.
تدمير أجزاء من فندق ‘كارلتون’ في حلب الذي يتمركز فيه النظام بتلغيم نفق
أحمد اسماعيل عاصي
حلب ـ ‘القدس العربي’ نفذت مجموعة من الجبهة الإسلامية عملية نوعية في مدينة حلب أدت إلى تحقيقها لتقدم على جبهة حلب القديمة، حيث تم استهداف فندق ‘الكارلتون’ الذي يعتبر مركزا لتجمع قوات النظام، وتمكن مقاتلون من ‘لواء التوحيد’ و’لواء صقور الشام’ التسلل عبر نفق حفر تحت الأرض لنسف المركز، وأتبعه تقدم لقوات الجبهة بالمنطقة والسيطرة على مواقع كثيرة كانت تتمركز فيها قوات النظام.
وفي حديث لـ’القدس العربي’ مع القائد العسكري لألوية صقور الشام في حلب أسعد الإبراهيم عن تفاصيل العملية، أوضح أن فندق الكارلتون يعتبر المركز الرئيسي لغرفة عمليات قوات النظام في حلب القديمة، وهو ما جعلهم يخططون لتنفيذ عملية عسكرية على هذا التجمع الكبير، نظرا لأنه يحتوي عددا كبير من العناصر وبينهم الكثير من ضباط وقادة العمليات العسكرية في مدينة حلب.
ولكن يبدو أن عملية الإقتحام كانت متعسرة على المقاتلين نتيجة لتحصين هذا المركز بشكل كبير وعدم مقدرتهم على اقتحامه بشكل مباشر، مما جعلهم يفكرون في وضع خطة عسكرية استهدفت حفر نفق كبير تحت الأرض، في عمليات مشابهة لما يحصل من حركة حماس في غزة ضد القوات الإسرائيلية.
ويضيف الإبراهيم، ‘عندما وصلنا إلى أسفل الفندق تم تعبئة النفق بالمتفجرات وتفجيره ما أدى إلى تدمير الفندق بالكامل وأتبعه اقتحام من قبل عناصرنا فتم السيطرة عليه بشكل كامل’.
ويتحدث قيادي عسكري في الجبهة الإسلامية لـ’القدس العربي’، عن تفاصيل هذه العملية ويشير الى أن عملية حفر النفق استغرقت ما يقارب الثلاثة أشهر، استمر العمل فيها على مدار الساعة، وقد بدأ الحفر من منطقة الجلوم ومر من تحت عدة خانات أحدها المسلاتي انتهاءاً إلى تحت فندق الكارلتون، بطول نحو 75متر وعمق 10 أمتار، وأنه تم وضع نحو 23 طن من المتفجرات أسفل المبنى، ما أدى إلى نسفه بالكامل وقتل العشرات من قوات النظام.
ويعتقد أن الهدف من هذه العملية هو قطع طرق الإمداد لقوات النظام المتواجدة في القلعة الأثرية في حلب القديمة وعزلها، وذلك في إطار معركة أطلق عليها ثوار حلب اسم ‘زلزال حلب’ والتي جاءت رداً على الحملة الشرسة التي شنتها طائرات النظام على المدينة حيث قامت طائرات النظام بتكثيف غاراتها بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية ما أدى لتدمير عشرات المنازل وقتل عدد كبير من المدنيين، وكانت الجبهة الإسلامية قد شاركت في عملية تحرير سجن حلب المركزي.
ويشار إلى أن قوات الجبهة الإسلامية لا تزال تخوض معارك شرسة مع فصيل الدولة الإسلامية ‘داعش’ التي كبدت الجبهة العديد من الخسائر في العتاد والأرواح في مدينة حلب وريفها ومنعت من تقدمها على الجبهات مع النظام في كل من مطار كويرس وعدد من جبهات مدينة حلب.
‘مجزرة أسرى’ جديدة تنفذها ‘داعش’ قبل انسحابها من قرى في ريف حلب
ياسين الحلبي
ريف حلب الشمالي ـ ‘القدس العربي’ تمكن أبو محمد من التعرف على جثة ابنه من بين جثث ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ قبل انسحابها من بعض قرى ريف حلب. ففي ذلك الصباح، كان أبو محمد كغيره من أهالي حريتان وكفر حمرة، الذين استيقظوا، ليجدوا ‘داعش’ اختفت عن الأنظار مخلفة وراءها عشرات الجثث لمدنيين وعناصر في الجيش الحر. ويروي أبو محمد لـ’القدس العربي’ أنه عندما تم الكشف عن هوية الجثث تعرف على ابنه فورا الذي كان مخطوفا منذ أشهر لدى ‘داعش’، لكن صورته لم تكن كما رآها دائما بعد أن تم إعدامه ميدانيا بالإضافة إلى شباب آخرون.
أما أحد أفراد عائلة بيسو من كفر حمرة، فوجد 7 من أقربائه ضمن من تم إعدامهم ميدانياً وتصفيتهم داخل معهد الكهرباء الذي وجدت داخله المقابر الجماعية، حسبما ذكر لـ’القدس العربي’.
وبحسب رئيس الدفاع المدني في الريف الشمالي هيثم جبر، فإن الجثث التي عثر عليها تم إعدامهم ميدانياً بالرصاص ورميهم في الآبار ودفنهم بمقابر جماعية في المعهد المتوسط لكهرباء حلب، متوقعا أن يتم اكتشاف مقابر جماعية أخرى في تلك المنطقة.
أبو محمد كان أوفر حظا من العديد من أهالي الريف الذين وجدوا جثث أبنائهم وإخوتهم متفسخة وبدوون رؤوس، فبعض الجثث كانت مدفونة منذ وقت طويل و50 جثة تم التأكد إعدامها قبل الإنسحاب بساعات.
يوضح جبر لـ’القدس العربي’ أن أغلب الجثث تعود لأهالي المنطقة كبلدات حريتان وعندان وحيان وكفر حمرة وبعض بلدات الريف الشمالي وبعض الأسرى من مدينة حلب ممن نقلهم التنظيم من حلب الى الريف أثناء انسحابه، أما باقي الجثث لم يتم التعرف عليها فقد تم توثيقها وتصويرها ودفنها في مقابر الشهداء في الريف الشمالي.
لم تكتف ‘داعش’ بهذه المجازر قبل انسحابها، بحسب جبر، بل قامت بتلغيم الطرقات والمباني والمزارع والمعامل والمقرات بالإضافة الى إفراغ المعامل الصناعية في تلك المنطقة وبعض المنازل والمزارع وسرقة أثاثها بالكامل وتفجير بعضها وإحراق أخرى.
بدوره، يقول أبو ثابت، وهو أحد قادة فصائل المعارضة السورية والتي قاتلت ‘داعش’ لمدة شهر كامل في تلك المنطقة، ‘إن عملية انسحاب التنظيم كانت متوقعة وذلك بعد أنباء وصلتنا عن نيته هذه، وإعطاء التنظيم أوامر لعناصره بإفراغ المقرات وأخذ ما يريدون من تلك المنطقة’.
ويوضح أن انسحاب دولة العراق والشام الى مطار منغ العسكري وإلى اعزاز له أهداف عسكرية لوجستية لـ’داعش’ واحتمالات كثيرة وخطط ستتضح في الأيام القليلة القادمة.
والقصف الذي كانت تشهده هذه القرى في ريف حلب من قبل قوات النظام ‘لم يهدأ’ منذ خروج ‘داعش’ من المنطقة، بحسب الأهالي، حيث تعتبر مناطق كفر حمرة وحريتان والليرمون التي كانت تتمركز بها دولة العراق والشام مناطق خط اشتباك مع قوات النظام. وقال أحد الناشطين من الريف، إن النظام لم يقم بأي حراك عسكري في تلك الجبهة بالتزامن مع الإشتباكات بين الثوار ودولة العراق والشام والذي تمتد جبهاته لأكثر من 3 كلم، والتي تعتبر فارغة تماماً. وتدور اشتباكات منذ أشهر بين كتائب المعارضة السورية ومقاتلي دولة العراق والشام ‘داعش’ في بعض بلدات الريف الشمالي في حلب كبلدات كفر حمرة وحريتان و باشكوي وتل صيبين ومنطقة آسيا وشارع بغداد، حيث تعتبر أكثر المناطق التي يتواجد فيها تنظيم الدولة خصوصاً بعد انسحابه من مدينة حلب بالكامل ومن بلدات الريف الغربي وتوجه معظم عناصره نحو محوري حريتان وكفر حمرة. وبحسب نشطاء حاول مقاتلو المعارضة لأكثر من مرة اقتحام المنطقة دون أن يستطيعوا أن يحققوا أي تقدم لكن مع اشتداد الحصار على التنظيم والهجمات العديدة التي تلقاها من عدة محاور انسحب بشكل مفاجئ من تلك البلدات متوجهاً نحو مطار منغ العسكري ومدينة اعزاز في ريف حلب والتي تعد منطقة حدودية مع تركيا.
وبينما يقصف النظام حلب المدينة بالبراميل المتفجرة، يلملم أبو محمد مع غيره من الأهالي جراح أحدثتها نيران كانت يوما ما صديقة.
قصف عنيف على ‘يبرود’… وحزب الله يرد على مفخخات الضاحية بحملة عسكرية
محمد الزهوري
يبرود ـ ‘القدس العربي’ بعد سيطرة قوات النظام السوري مدعومة بمقاتلين من حزب الله على مناطق عدة بالقلمون شمال دمشق، بدأ النظام عملية للسيطرة على بلدة يبرود الحدودية مع لبنان خاصة بعد تزايد الحديث عنها كمعبر محتمل للسيارات المفخخة الى لبنان.
وعلى مدى الساعات الماضية شن طيران النظام غارات عنيفة على يبرود، وتعرضت المدينة لقصف عنيف من الراجمات والدبابات بالصواريخ والقذائف التي لم تنقطع طوال اليومين الأخيرين، وسط مخاوف بحدوث كارثة لجوء انسانية هائلة، اذا أن يبرود تحتضن آلاف المدنيين النازحين من المناطق المجاورة ومن حمص وريفها.
وتحاول قوات حزب الله التسلل ليبرود عبر جبهة مزارع ريما الفاصلة بين يبرود والنبك، وجبهة القسطل وقد تصدت لهم كتائب المعارضة ومنعتهم من دخول المنطقة، أما جبهة جراجير فقد حاولت قوات من حزب الله والنظام السوري التسلل إلى منطقة المشرفة (فليطة). وبعد معارك كرّ وفرّ قامت كتائب المعارضة بإعادة السيطرة على أهم نقطتين على محور (فليطة) بعد أن سيطر قوات النظام وحزب الله عليه لساعات قليلة. وشن الثوار هجوما مضادا ومباغتا على نقطة الهجانة القديمة ووادي الجرابيع وتمّ قتل معظم مَن كان في النقطتين فيما تمكنت بقية العناصر من الإنسحاب.
ويقول قياديون من قوات المعارضة إنهم اغتنموا سيارتين لحزب الله وهاون 120 عدد2 مع عشرات القذائف وعدد من صواريخ ‘الكونكورس′.
وقد زارت ‘القدس العربي’ عددا من المشافي الميدانية في يبرود ووجدتها تغص بالجرحى والمصابين، وتعاني المشافي من نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية ،كما تم نقل العديد من الجرحى الى مشفى عرسال الميداني في لبنان.كما بدأ الآلاف من اللاجئين ينزحون من يبرود نحو مناطق عرسال اللبنانية.
وكان النظام قد تمكن في الأسبوع الماضي من السيطرة على عدة مناطق بالقلمون مثل (النبك، دير عطية، قارة) وبلدة جرجير مؤخرا وذلك بعد معارك طاحنة بين قوات المعارضة وقوات النظام المدججة بعناصر إيرانية أسفرت عن عشرات القتلى من الطرفين.
وبعد موجة التفجيرات بالسيارات المفخخة في لبنان يخطط حزب الله والنظام السوري لإحكام السيطرة على بقية القلمون، لتحقيق خطة أمنية تمنع دخول سيارات مفخخة إلى الأراضي اللبنانية من القلمون عبر عرسال، حسبما يقول قادة ميدانيون من المعارضة السورية.
وينفي قادة الفصائل المسلحة في يبرود دخول أي سيارات مفخخة من القلمون للبنان، ويقول أبو علي القيادي في صفوف المعاررضة السورية لـ’القدس العربي’: ‘هل من المعقول دخول سيارات مليئة بالمتفجرات من سوريا والنظام وحزب الله يطبقا الخناق حول القلمون وعرسال أَمْ أنَّهم كالعادة يخترعون الحجج لِيُقنعوا المجتمع الدولي بالمجازر التي يرتكبونها ضد المدنيين؟! لقد استغلوا مفاوضات جنيف 2 لتنفيذ أكثر العمليات العسكرية شراسة ضد المدنيين والآن يوشك حزب الله على السيطرة على ماتبقى من مناطق القلمون بحجة السيارات المفخخة’.
سوريا: إقالة إدريس تمهد لتصعيد عسكري؟
عمر العبد الله
أحداث كثيرة أعقبت انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف 2″، التي انتهت دون أي تقدم ملموس على صعيد حل الأزمة السورية.
على الأرض، كانت المعارك لا تتوقف، ومعادلة البراميل المتفجرة فوق حلب وصلت إلى درعا في أقصى الجنوب، بالتزامن مع زيارة رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، إلى مدينة إدلب، ليؤكد منها للكتائب المسلحة أن دعماً سعودياً قريباً سيساهم في تغيير الموازين على الأرض.
لكن أبر ما حدث جاء هذه المرة على الصعيد العسكري، إذ يتضح أكثر من أي وقت مضى، أن تصعيداً عسكرياً، تقوده المعارضة، ستحمله الأيام القادمة، وأولى إشاراته كانت بعدما أقال المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس من رئاسة هيئة الأركان العامة، وتعيين العقيد الركن، عبد الإله البشير بدلاً عنه.
وحسب نص البيان الذي قرأه العقيد قاسم سعد الدين، فإن إقالة اللواء إدريس جاءت “حرصاً على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن اجل توفير قيادة للأركان تقوم بإدارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية، ونظرا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولإعادة هيكلة قيادة الاركان”.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن إقالة اللواء إدريس مرتبطة بتراجع وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد مصطفى، عن استقالته التي أعلنها قبل يومين، وسط حديث عن أنه اشترط إقالة إدريس مقابل عودته عن الاستقاله، الأمر الذي أكدته تلك المصادر لـ”المدن”، لكن من دون الإشارة إلى الأسباب التي دفعت بالوزير إلى طلب إقالة إدريس.
من جانبه عبر الائتلاف السوري لقوى المعارضة، في بيان أصدرته رئاسة الائتلاف، عن ارتياحه لتكليف العميد عبد الاله البشير رئيساً لهيئة الأركان العامة، من دون أن يغفل عن توجيه الثناء للواء إدريس على “الدور الإيجابي والفعال الذي لعبه في ظل ظروف صعبة تعيشها الثورة”.
وفي تعليق على إقالة اللواء إدريس، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، فايز سارة، لـ”المدن”، إن إقالة إدريس جاءت بسبب وجود مشكلة حقيقية داخل هيئة الأركان “وهي تقصير الهيئة”، ولا سيما بعد الهجوم الذي تعرضت له مقرات هيئة الأركان في شهر كانون الأول من العام الماضي، وأدى إلى نهب مستودعاتها. ويرى سارة أنه كان من المفترض أن يوزع هذا السلاح والطعام على المقاتلين “بدلاً من تكديسه في مستودعات، ثم نعجز عن حمايته”.
وأوضح سارة أن إقالة إدريس هي محاولة لتصحيح وضع خاطئ، رافضاً ربط إقالة إدريس بما تناقلته وسائل الإعلام عن نية سعودية بتزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة نوعية، مشيراً إلى أن تصريحات كهذه جاءت من قطر ومن السعودية في أوقات سابقة “لم تؤد إلى إقالة أحد”، وأن هيئة الأركان العامة عند تشكيلها كانت قائمة على توافقات، بينما هي اليوم “جزء من القرار السياسي في الثورة السورية”.
وفور إعلان نبأ إقالة إدريس، كتب المنسق العام للجيش السوري الحر، لؤي المقداد ،على حسابه الشخصي على فايسبوك:” تعقيباً على قرار المجلس الأعلى لقيادة هيئة الأركان عزل اللواء سليم إدريس أعلن إنهاء علاقتي بقيادة هيئة الأركان والمجلس الأعلى متمنياً لهم كل الخير والتوفيق لما به مصلحة الشعب السوري المكلوم وثورته العظيمة”.
يشار إلى أن العميد عبد الإله البشير، ترأس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، بعدما انشق عن الجيش السوري في 2012، وعرف عنه أنه يشارك في كل العمليات التي ينفذها المجلس العسكري في مدينة القنيطرة، إلى جانب نجله الذي قتل في إحدى المعارك مع قوات النظام السوري مطلع العام الحالي.
البحث عن ممرّات.. مفخخة
عمر حرقوص
لم ينجح سائق سيارة “تويوتا” الرباعية الدفع بالعبور من الأراضي السورية باتجاه المناطق اللبنانية، كما أعلن، لإن الجيش اللبناني كان له بالمرصاد، حيث ضبط السيارة وبداخلها كمية كبيرة من المتفجرات وعبوة زنة حوالى 240 كلغ، وفق بيان لقيادة الجيش، في جرود بلدة حام.
سائق السيارة استطاع الفرار، بعد إطلاق النار عليه من القوة العسكرية التي حاولت ملاحقته. حضر الخبير العسكري ونقلت السيارة إلى أحد المراكز الأمنية وبدأت عملية تفكيكها.
على ما يبدو فالسيارة المفخخة الأولى التي “تعتقل” خلال محاولتها العبور إلى لبنان بعد أيام على توقيف القيادي في كتائب عبد الله عزام نعيم عباس، ومعه سيارة مفخخة وسط بيروت وبعدها سيارة مفخخة تنتقل من عرسال إلى بيروت، كانت مليئة بالمتفجرات، وعبورها من طريق بعيد نسبياً عن يبرود يعني أن هناك مجموعة أخرى غير مجموعة الشيخ عمر الأطرش وكذلك غير مجموعة نعيم عباس تحاول الوصول بعبواتها إلى لبنان.
اللافت والمستغرب في موضوع السيارات المفخخة كان موضوع النساء الثلاثة اللواتي وصفن بالانتحاريات المقاتلات اللواتي لو وصلن إلى مقصدهن لقامت الدنيا ولم تقعد.. نسجت القصص حولهن.. فيما كان أهالي بلدتهم “عرسال” يؤكدون يومها لـ”المدن” أن اثنتين من الموقوفات الثلاثة لا علاقة لهن بالسيارة ولا يعرفن ما تحتوي.. وهن لا يتدخلن بالمسائل السياسية ولا بعمليات التهريب، وهو ما أكده القضاء اللبناني الذي أطلق سراحهما بعد انتهاء التحقيق.
ليس بعيداً عن عرسال، في بلدة بريتال ينتظر ح.ا. أن تفتح الطريق مجدداً من بلدته إلى المناطق السورية، فهو ممن استفادوا لعامين ونصف من التهريب إلى الداخل السوري خلال الثورة السورية، وأصيب بنكسة جراء منعه مع غيره من المهربين من العبور مجدداً إلى سوريا خوفاً من تحولهم إلى ضحية لهذا الصراع..
ويؤكد “مهربو” بريتال أنهم تلقوا تحذيرات من “حزب الله” عبر حواجزه ومواقعه العسكرية في جرود حام ونحلة إلى ضرورة التوقف عن الذهاب إلى سوريا بدعوى أن تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” يريدون اختطافهم ومبادلتهم أو قتلهم.
في بريتال أيضاً “وشوشة” حول دور لـ “حزب الله” في إيقاف سيارة جرد حام، لأنه الوحيد الذي يشرف على العدد الأكبر من المعابر والطرق الترابية غير الشرعية هناك. وهو الوحيد الذي يعرف كل العابرين من هناك. ولذلك فإن “المهربين” هناك ينتظرون نهاية حرب القلمون وعودة التهريب إلى سوريا لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وبينما يؤكد بعض المهربين من بريتال أن طريق حام لا تمر في يبرود، فهي أقرب إلى بلدة سرغايا في الريف الدمشقي وتلفيتا وغيرها من قرى أقرب إلى بلدة صيدنايا.. ويشيرون إلى أن يبرود المحاصرة لن تخرج منها سيارة مفخخة.. ما يعيد خلط الأوراق، فإغلاق الطرق الحدودية من جهة عرسال يجعل “المفخخين” يبحثون عن طرق جديدة.. طرق قد تزيد الرعب في قلوب اللبنانيين قبل الخروج النهائي لكافة المتحاربين من الجحيم السوري.
روسيا ترفض الاتهامات الأميركية حول سوريا
رفض وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، اتهامات نظيره الأميركي جون كيري بأن روسيا حالت حتى الآن دون التوصل إلى تسوية متفاوض عليها في سوريا، من خلال دعمها نظام الرئيس بشار الأسد. فيما اتهمت السعودية النظام السوري بـ«التعنت»، محملةً إياه مسؤولية «فشل» مؤتمر جنيف الذي انتهت جلساته الجمعة من دون التوصل إلى أي نتيجة.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن «كل ما وعدنا به بالنسبة إلى حل الأزمة السورية فعلناه»، مضيفاً: «أولاً عملنا يومياً مع السلطات السورية، وثانياً تظهر الأرقام بوضوح أن النظام ليس من يخلق العدد الأكبر من المشاكل، وإنما الإرهابيون والمجموعات الإرهابية التي تزايدت في كل أنحاء سوريا والتي ليس لها أي مرجعية سياسية».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اتهم، اليوم، روسيا بتشجيع الرئيس السوري بشار الأسد على «المزايدة» والبقاء في السلطة في سوريا، بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة في نهاية الأسبوع.
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا «إن النظام يمارس العرقلة، كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من إيران وحزب الله وروسيا».
وتابع إن «روسيا يجب أن تكون جزءاً من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة ومن المساعدات للنظام السوري، بحيث تشجع في الواقع الأسد على المزايدة، ما يطرح مشكلة كبرى».
في سياق منفصل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية بأن مجلس الوزراء أبدى «أسفه لفشل مؤتمر جنيف الثاني حول الأزمة السورية في تحقيق نتائج ملموسة، محملاً النظام مسؤولية هذا الفشل، بسبب تعنته وحرفه المؤتمر عن أهدافه، وفق مقررات» مؤتمر «جنيف 1».
وقد حملت دول الغرب النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات جنيف، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا.
(أ ف ب)
حر ونظامي يهتفان: الشعب السوري واحد
مصالحة سورية في ببيلا!
إيلاف
جرت المصالحة في بلدة ببيلا بريف دمشق، وفتحت المعابر ورفع الحصار، ووقف عناصر من الجيش السوري النظامي والجيش الحر على حاجز مشترك يهتفون لوحدة الشعب.
كرت سبحة المصالحات في ريف دمشق، بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، كان آخرها الاثنين في ببيلا، إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية بريف دمشق، والتي دمرها النزاع الدامي.
رفع الحصار
فقد عقدت منذ عام تقريبًا مصالحات في قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم ويلدا ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ويجري التفاوض على اتفاقية جديدة في حرستا، أحد معاقل المعارضة المسلحة بشمال شرق العاصمة السورية دمشق.
تجري هذه المصالحات في العديد من المناطق التي شهدت معارك يومية شرسة، قرر على أثرها مقاتلو المعارضة وجنود جيش النظام السوري التفاوض لاجراء مصالحة، لا يدعي أي من الطرفين النصر بعدها، تحت إشراف شخصيات عامة، من رجال أعمال ووزراء سابقين، متحدرين من المناطق التي تتعرض للعنف.
وتقضي إتفاقية المصالحة بوقف إطلاق النار، ورفع الحصار الخانق من الجيش، والسماح بدخول المواد الغذائية الى المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وتسليم مقاتلي المعارضة أسلحتهم الثقيلة، ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة.
واحد واحد
وهذا ما حصل في ببيلا، إذ نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن عشرات الاشخاص كانوا يهتفون في الشارع الرئيسي المدمر شر تدمير في ببيلا: “واحد، واحد، واحد… الشعب السوري واحد”، وأن علم النظام السوري قد رفع على مبنى بلدية ببيلا، التي استخدمها مقاتلو المعارضة قاعدة انطلاق لهم. ولا يزال مقاتلو المعارضة في البلدة، إذ تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو لحظة تسليمهم سلاحهم الخفيف.
وتوصلت اللجنة المفاوضة من أهالي ببيلا والوفد الحكومي إلى وضع حاجز مشترك في أول البلدة، كما تم فتح المعبر بشكل جزئي لتسهيل خروج العائلات باتجاه دمشق.
وقد دخل إلى ببيلا قبل فتح المعبر عميد في الجيش السوري، يرافقه نحو 50 جنديًا من الدفاع الوطني والمخابرات والحرس الجمهوري، واجتمعوا مع عناصر الامن الداخلي الشعبي التي قد دخلت في تسوية مع جيش النظان السوري.
يتصافحان!
ونقلت التقارير الصحفية عن شهود عيان في ببيلا قولهم إن عناصر الجيش السوري النظامي والجيش الحر على الحاجز المشترك يهتفون هتافات تؤيد الهدنة، وأخرى تحث على الوحدة بينهم. كما حييوا جميعًا العميد الذي دخل ببيلا. وقال أحد سكان البلدة: “هذه أول مرة منذ بداية الثورة نشهد عنصرًا من الحر وعنصرًا من النظامي يتصافحان”.
واكد ناشط من دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الاتفاقات تحظى بتأييد السكان بشكل كبير، لأنهم فقدوا منازلهم ودفعوا ثمنًا باهظًا لتلبية احتياجاتهم اليومية الاساسية، في ظل الارتفاع الشديد في معدلات التضخم والفساد التي تنشط في زمن الحرب.
وما زال مقاتلو المعارضة في دوما وداريا بريف دمشق يخوضون حربًا مفتوحة مع القوات النظامية.
كيري يصل الى ابوظبي لبحث الازمة السورية
أ. ف. ب.
ابوظبي: وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى ابوظبي اليوم الاثنين لاجراء محادثات حول سوريا والشرق الاوسط والاجتماع بعدد من كبار المسؤولين.
وفور وصوله من جاكرتا في ختام جولة دبلوماسية في عدد من دول اسيا استمرت ستة ايام، عقد اجتماعا مع ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان، كما يتوقع ان يتناول معهما طعام العشاء في وقت لاحق.
وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية ان المسؤولين “سيناقشون قضايا اقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سوريا وخاصة الازمة الانسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء”.
وتشعر الولايات المتحدة بالاحباط المتزايد من عدم احراز تقدم في محاولة الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد وتشكيل حكومة انتقالية لانهاء الحرب المستمرة منذ 2011 والتي ادت الى مقتل 136 الف شخص وتشريد الملايين.
ولم يحدد موعد لجولة ثالثة من محادثات جنيف كما انه من غير الواضح ما اذا كانت ستجرى.
ويعتزم كيري كذلك اطلاع القادة في الامارات على المحادثات مع ايران والتي من المقرر ان تستأنف الثلاثاء في فيينا بهدف التوصل الى اتفاق شامل بشان برنامج طهران النووي.
انسحاب مقاتلي المعارضة من مخيم اليرموك.. وناشطون ينعون هدنة حمص
قصف مستمر على يبرود وحركة نزوح واسعة إلى بلدة عرسال اللبنانية
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصلت الكتائب العسكرية التابعة للمعارضة السورية تصديها لمحاولات القوات النظامية اقتحام مدينة يبرود، التي تعد آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، في ظل استمرار حركة نزوح واسعة من المنطقة، في حين انسحب آخر عناصر المعارضة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، المحاصر منذ ثمانية أشهر، تطبيقا لاتفاق أبرمته الفصائل الفلسطينية مع النظام السوري، تمهيدا لفك الحصار الخانق عن المخيم وإدخال المساعدات الغذائية. وتعرضت منطقة المشكونة في مدينة يبرود بالقلمون مجددا أمس لقصف نظامي عنيف، بالتزامن مع استمرار حركة نزوح عدد كبير من أهالي السحل وفليطة ويبرود إلى بلدة عرسال اللبنانية، التي لامس عدد العائلات الوافدة إليها خلال الأيام الخمسة الأخيرة ثلاثة آلاف عائلة. ويحاول النظام السوري اقتحام يبرود، بهدف قطع المعابر الواصلة بينها وبين بلدة عرسال اللبنانية، التي يقول إنها تشكل طرق إمداد عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية لمقاتلي المعارضة السورية. وتعد يبرود المدينة الأخيرة الخاضعة لسلطة المعارضة بعد سيطرة النظام على بلدات النبك وقارة ودير عطية والجراجير المجاورة. وأحصى المركز الإعلامي في القلمون مقتل 150 مقاتلا من القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني في المعارك الدائرة في الأيام الأخيرة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بتعرض مناطق في مدينة يبرود، لقصف من القوات النظامية. وقال إن «مقاتلي (جبهة النصرة) والكتائب الإسلامية المقاتلة و(الدولة الإسلامية في العراق والشام)، استهدفوا آليات للقوات النظامية في القلمون، خلال اشتباكات بين الطرفين».
وفي حين كان منتظرا أمس إدخال مساعدات غذائية إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة في ريف دمشق، انسحب أغلب مقاتلي المعارضة السورية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يعاني من حصار خانق منذ ثمانية أشهر، تطبيقا لاتفاق أبرم مع الفصائل الفلسطينية. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن «أغلب المسلحين انسحبوا من المخيم». وأوضح أن «المسلحين الفلسطينيين انتشروا على أطراف المخيم لمنع دخول أي مسلح غريب ريثما تسوى أوضاعهم وتسلم أسلحتهم وفق مبادرة وقعوا عليها».
ويقيم قرابة 20 ألف شخص في المخيم، وسط ظروف مأساوية منذ يونيو (حزيران) الماضي، أودت بحياة 88 شخصا ماتوا جوعا بسبب نقص المواد الغذائية. وأشار عبد الهادي إلى أن «وفدا شعبيا يضم أكثر من 50 شخصية على رأسهم ممثلو الفصائل الفلسطينية، جال في المخيم للتأكد من خلوه من المسلحين»، مرجحا أن «يكون المسلحون اتجهوا نحو منطقتي الحجر الأسود والتضامن»، المتاخمتين للمخيم. ومن المتوقع، وفق عبد الهادي، «استئناف إدخال المساعدات الإنسانية فور استكمال عمليات التحقق وعودة مؤسسات الدولة (السورية) إليه»، موضحا أنه «عند حدوث ذلك قد لا تكون هناك حاجة للمساعدات لأن الأهالي سيتمكنون حينها من التجول بحرية». وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونوروا) طالبت السبت بالسماح لها مجددا بدخول المخيم بعد أسبوع من تعليق عمليات توزيع المساعدات فيه، بناء على اتفاق أبرمته الفصائل الفلسطينية مع القيادة السورية نهاية العام الماضي.
وفي حمص، نعى ناشطو المعارضة الهدنة الإنسانية المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي التي سمحت بإجلاء أكثر من 1400 مدني من الأحياء القديمة المحاصرة، بعد اتفاق في جنيف بين طرفي الأزمة أشرفت عليه الأمم المتحدة. وتعرضت أحياء باب هود وباب التركمان والحميدية والصفصافة لقصف نظامي أمس، بعد توقف إدخال المساعدات الغذائية إلى داخل هذه الأحياء وكذلك عمليات إجلاء المدنيين. وأعقب سقوط الهدنة الإنسانية في حمص دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس إلى «احترام القانون الإنساني الدولي». ودعا رئيسها بيتر مورير «الأطراف إلى ضمان ممر آمن لفرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في كل الأوقات»، موضحا: «إننا لن نقدم خدماتنا إلا إذا كان هذا الإجلاء طوعيا». وأبدى مورير أسفه لأن «المفاوضات مع السلطات السورية وفصائل المعارضة لم تسفر عن التزام حازم بالمبادئ الأساسية للقوانين الإنسانية الدولية». وشدد على أن «كل من يقبض عليه بعد إجلائه يجب أن يعامل بإنسانية وأن يسمح له بالاتصال بأسرته في أي وقت»، وذلك غداة توقيف قوات الأمن السورية نحو 400 رجل بعد إجلائهم من أحياء حمص المحاصرة للتحقيق معهم لأنهم في سن القتال. وفي ريف حمص، أفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة بين مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة من جهة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف قرية الزارة بريف مدينة تلكلخ وبلدة الحصن، وسط غارات للطيران الحربي وقصف من القوات النظامية، على المنطقتين. وكان الطيران السوري اخترق أمس الأجواء اللبنانية، وقصف بلدتي تلكلخ والزارة بالصواريخ، في موازاة غارة جوية استهدفت سيارة «جيب» تحمل رشاشا متوسطا بمنطقة العجرم في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية. وفي حلب، دارت اشتباكات بين مقاتلي كتائب المعارضة والقوات النظامية على الأطراف الشمالية لقرية الشيخ نجار، وسط قصف بالبراميل المتفجرة، وقصف صاروخي على مناطق تمركز الكتائب المقاتلة، بالتزامن مع اشتباكات في أحياء حلب القديمة.
الجربا: نمسك الحل السياسي بيد والبندقية بأخرى
زار إدلب وتعهد بتدفق السلاح النوعي
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعهد أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بتأمين «السلاح النوعي» في وقت قريب إلى مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، وذلك خلال زيارة ميدانية مفاجئة أجراها يوم الجمعة الماضي إلى بلدات عدة في إدلب يرافقه قائد جبهة ثوار سوريا جمال معروف، في خطوة يعتقد بأنها ترمز لدعم مباشر للأخير على حساب باقي المكونات العسكرية.
وزار الجربا، وفق شريط فيديو بثه الائتلاف على موقعه على شبكة الإنترنت، محافظة إدلب حيث جال بين بلدات سراقب ومعرة النعمان وجبل الزاوية، وتفقد إحدى جبهات القتال، حيث توجه إلى المقاتلين بحضور معروف، بالقول: «السلاح النوعي سيتدفق عليكم في القريب العاجل إلى أن نحرر كامل أراضي سوريا من نير هذا النظام الفاسد المجرم».
وعد الجربا أن مفاوضات جنيف «مسار سياسي سنمضي به حتى النهاية، وأثبتنا للعالم أننا أصحاب حق وهم أصحاب باطل». وأضاف: «الآن نحن هنا على الجبهات لنثبت أيضا أننا نحمل البندقية بيد والحل السياسي بيد أخرى، فإذا أخذنا بالحل السياسي وانتهينا من حكم هذه العائلة المجرمة (الأسد) وفق ثوابتنا الأصيلة فأهلا وسهلا بالحل السياسي وإلا فالحل هو هذا المكان الذي أقف فيه»، أي جبهات القتال.
وأورد الائتلاف على موقعه الرسمي أن زيارة الجربا تأتي «من أجل تنسيق متطلبات الشعب السوري مع متطلبات الوفد المفاوض في مؤتمر (جنيف 2)». وقالت مصادر المعارضة السورية إن «الجربا زار إدلب ومنها إلى تركيا، فيما توجه بعض أعضاء الوفد المفاوض المعارض إلى برلين». وأفادت المصادر بأن الجربا سوف يزور مصر قبل انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تعقد يومي التاسع والعاشر من مارس (آذار) المقبل.
وقال الجربا، أثناء وجوده في إحدى جبهات القتال: «نراهم بالعين المجردة. الآن أنا أرى أن هناك قناصا. أنا الآن أرى بالعين المجردة قوى النظام المجرم. إن شاء الله في هذه الفترة المقبلة سنحرر جميع هذه المناطق بمعية إخواننا المجاهدين والثوار من هذه الزمرة الفاسدة التي عاثت بسوريا فسادا على مدى 40 عاما». وأضاف بعد وجوده داخل أحد خنادق القتال: «أحس الآن أننا مع الثوار، نعيش ما يعيشون. الآن يرون أن القيادة السياسية ورئيس الائتلاف موجود معهم وبينهم. وهذا أفضل شعور وهذا الأمر الطبيعي».
وطمأن الجربا أنه «لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون (الرئيس السوري بشار) الأسد جزءا منه فلا مكان للمجرمين في سوريا الحرية التي نسعى إلى بنائها»، منوها بأن «أي قرارات لا تكون نابعة من قرار الشعب السوري فهي قرارات جوفاء ولن تستطيع أن تحل المشكلة التي يعاني منها الشعب السوري». وأعرب عن اعتقاده بأن «النظام الذي قتل ما لا يقل عن 200 ألف شهيد وهجر الملايين في داخل وخارج سوريا واعتقل عشرات الآلاف من الشباب لا يسعى للوصول إلى حل سياسي، وهدفه الأساسي استنزاف الوقت المتلطخ بدماء السوريين».
كيري يدعو روسيا للضغط على النظام السوري لوضع حد لـ«تعنته»
المعلم يرى أن «جنيف 2» حقق «تقدما هاما»
واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«العرقلة» بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة، ودعا روسيا إلى ممارسة الضغوط على النظام لوضع حد لـ«تعنته». غير أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أشاد بـ«جنيف2»، ورأى أن الجولة الثانية «لم تفشل وأنجزت تقدما هاما».
وقال كيري في بيان: «لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة.. إلا أنه لا بد أن يكون واضحا لدى الجميع أن العرقلة من قبل نظام الأسد جعلت التقدم أكثر صعوبة». وفي المقابل، أشاد كيري بـ«شجاعة وجدية» المعارضة خلال هذه المفاوضات التي لم تتح إحراز أي تقدم.
وفي إشارة إلى روسيا، من دون أن يسميها، دعا كيري «داعمي النظام إلى الضغط» عليه ليضع حدا «لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض»، على غرار البراميل المتفجرة التي تلقى على بعض أحياء حلب. ولم يحدد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أي موعد جديد لاستئناف مفاوضات جنيف، إلا أن جون كيري تكلم عن «تعليق» للمفاوضات يجب أن يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي «تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل لكي يفتح استئناف المفاوضات الباب أمام التوصل إلى حل سياسي لهذه الحرب الأهلية الفظيعة».
وكان الإبراهيمي عبّر السبت من جنيف عن أسفه واعتذاره من الشعب السوري لأن المحادثات الصعبة لم تؤد إلى نتيجة.
وفي السياق نفسه، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري أكد «عدم اهتمامه جديا بالمفاوضات». وقال في بيان مقتضب إن السلطات السورية لا تسعى «سوى إلى تعزيز سلطاتها»، موضحا أن «عذابات السوريين ومستقبل البلاد لا تلقى أي اهتمام». وشدد الوزير الألماني على أنه بات «من الضروري جدا» أن يتحرك مجلس الأمن ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سوريا.
في غضون ذلك، رأى المعلم أن الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف2» أحرزت «تقدما هاما»، وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في الطائرة التي أقلت الوفد الحكومي المفاوض في جنيف خلال عودته إلى دمشق، إن «الجولة الثانية لم تفشل، على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا». وأضاف أن «الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جدا بفضل وعي المفاوض السوري عندما أعلن موافقة سوريا على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي يبدأ في بنده الأول ببند العنف ومحاربة الإرهاب». وتابع: «المحادثات لم تفشل بل أنجزت ما كنا نطالب به باستمرار وهو جدول أعمال للحوار في اجتماعات جنيف القادمة».
ولم تفلح المفاوضات عمليا بين الطرفين في كلتا الجولتين الأوليين، لأن الفريقين يختلفان على أولويات البحث.. ففي حين تتمسك المعارضة بأن البند الأهم هو «هيئة الحكم الانتقالي» التي تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند «مكافحة الإرهاب» الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به.
واقترح الإبراهيمي بحث الموضوعين «بالتوازي».
وعن توقعاته بالنسبة لمضمون تقرير الإبراهيمي لمجلس الأمن حول المفاوضات، قال المعلم: «على الإبراهيمي كوسيط أن يكون محايدا (…)، وأعطى مؤشرا في مؤتمره الأخير أنه سيكون كذلك»، مضيفا: «كوسيط، يجب أن يكون حريصا على استمرار هذه العملية سواء في جولة ثالثة أو رابعة أو غيرها». وقال: «من يعتقد أنه يمكن في جلسة أن نصل إلى حل لمشكلة معقدة كالوضع في سوريا، التي تزداد تعقيدا كل يوم بسبب التدخل الخارجي، فهو واهم».
وانتقد المعلم مواقف واشنطن وباريس ولندن من المفاوضات، وقال إن «وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا قفزا ضمن أوركسترا معدة مسبقا لتحميل وفد الجمهورية العربية السورية مسؤولية الفشل في المحادثات»، وقال: «هذا ليس مستغربا؛ فبريطانيا وفرنسا كانتا باستمرار جزءا من المؤامرة على سوريا». وقال إن الولايات المتحدة «حاولت إيجاد أجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف»، ورأى أن «الاتفاق على جدول الأعمال الذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الإرهاب جعلها تسارع إلى إفشال الجولة الثانية». ورأى المعلم أن «الحديث عن عدوان أميركي على سوريا حرب إعلامية نفسية هدفها الضغط على المفاوض السوري»، في إشارة إلى تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجمعة الماضي، بأنه يريد تعزيز الضغط على النظام السوري.
دمشق تدرج أسماء 1500 معارض على قائمة الإرهاب بينهم أعضاء الوفد إلى جنيف
النظام ينفي صلة القرار بالمفاوضات.. والمعارضة تعده جزءا من الترهيب
بيروت: ليال أبو رحال
—-أثار الكشف عن إدراج النظام السوري أسماء أكثر من 1500 ناشط ومعارض، بينهم أعضاء وفد المعارضة السورية إلى «مفاوضات جنيف2»، على «قائمة الإرهاب» وتجميد حساباتهم المصرفية ومصادرة أملاك عدد منهم، امتعاض المعارضة السورية، فيما بررت دمشق قرارها هذا على لسان مندوبها إلى الأمم المتحدة بشار جعفري بقوله إن «من يرفض مكافحة الإرهاب هو جزء من الإرهاب».
وقال عضو وفد المعارضة إلى جنيف عبد الأحد اسطيفو في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «توقيت نشر هذا القرار الذي كان بحوزتنا معلومات عنه ما هو إلا محاولة لخلق أجواء توتر وضغط على أعضاء الوفد المفاوض بشكل خاص». وأشار إلى أنه جرت مناقشة هذا القرار في جنيف، مؤكدا أنه «لم يعد يكفي النظام القصف بالبراميل المتفجرة والتصعيد على المسار الميداني من خلال حصار المدن وممارسة سياسة التجويع حتى يلجأ إلى اتباع هذا الأسلوب من أجل التهويل على أعضاء الوفد المفاوض وحتى أعضاء الائتلاف ومجموعة كبيرة من المعارضين والناشطين».
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر في المعارضة السورية وأخرى دبلوماسية قولها إن «وفد المعارضة لم يعلم بالقرار إلا عندما سربت نسخة من قرار وزارة العدل السورية الأسبوع الماضي إلى موقع (كلنا شركاء) الإلكتروني التابع للمعارضة السورية». وجاء في المذكرة التي أصدرتها وزارة العدل أن «الأصول جمدت بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2012».
وأوضحت رويترز، في تقريرها الذي نشرته الليلة قبل الماضيه، نقلا عن دبلوماسي إشارته إلى أن «مفاوضي المعارضة اكتشفوا قبل بضعة أيام أن معظمهم مدرج على قائمة الإرهابيين التي تضم 1500 من الناشطين والمعارضين للرئيس السوري بشار الأسد». وأشار الدبلوماسي، الذي اجتمع مع مفاوضي المعارضة في جنيف إلى أنه «عندما رأت سهير الأتاسي (عضو وفد المعارضة إلى جنيف) اسمها أدركت أنها فقدت منزلها. سقطت دمعة من عينها للحظة ثم تماسكت».
وأجاب جعفري، رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات «جنيف2»، تعليقا على سؤال حول قرار دمشق وضع أعضاء وفد الائتلاف الوطني المعارض على قائمة الإرهاب: «تريدون أن ترهبوني ولن تنجحوا». وشدد على أن «هذا القرار صدر قبل اجتماع جنيف بشهرين ولا علاقة له باجتماع جنيف»، مضيفا: «نحن نعرف أنه ليس المفروض فقط أن نحارب الإرهاب بل أيضا أن نجد شريكا وطنيا في الائتلاف يحارب الإرهاب».
وفي سياق متصل، انتقد اسطيفو ما أورده جعفري لتبرير قرار دمشق، وسأل: «هل حجز ممتلكات أعضاء المعارضة وناشطيها يعد نوعا من أنواع مكافحة الإرهاب؟». وقال: «لا أعرف بماذا يمكن الرد على كلام مماثل».
وفي سياق متصل، أعرب عضو وفد المعارضة إلى جنيف أحمد جقل عن اعتقاده أن «النظام السوري يريد أن يبرهن أنه يستطيع النيل منهم شخصيا». وقال، في تصريحات صحافية: «خيالهم المريض يجعلهم ينظرون إلى أي شخص يعارضهم على أنه خائن وإرهابي».
يذكر أن أعضاء «الائتلاف السوري المعارض» يشكلون الجزء الأكبر من وفد المعارضة إلى جولتي مفاوضات «جنيف2» من أجل إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا. وانتهت جولة المباحثات الثانية أول من أمس من دون تحقيق أي تقدم يذكر أو موعد جديد لجولة مفاوضات ثالثة.
وكان في عداد وفد المعارضة إلى جنيف عدد كبير من القياديين والناشطين أبرزهم أحمد الجربا وبدر جاموس وهيثم المالح وهادي البحرة (كبير المفاوضين) وأنس العبدة وعبد الحميد درويش ونذير الحكيم وسهير الأتاسي ومحمد حسام حافظ ولؤي صافي وعبد الأحد اسطيفو وعبيدة نحاس وريما فليحان وآخرون.
العربي: الخطوة التالية بعد جنيف التوجه لمجلس الأمن
وزير خارجية مصر يبحث مع فيلتمان تطورات الازمة السورية
القاهرة: سوسن أبو حسين
أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، أنه سيجري التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية، بعد فشل جهود حلها بين الطرفين المتنازعين.
وأكد العربي، بحسب ما ذكرت قناة «العربية»، أمس، قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة في مارس (آذار) المقبل، أنه تلقى اتصالا من المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أعرب فيه عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل الأزمة السورية.
ومن جانبه، التقى نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، أمس، بالقاهرة، جيفري فيلتمان وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن اللقاء تناول عددا من القضايا الإقليمية المهمة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي مقدمتها تطورات الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأوضاع في أفريقيا الوسطى.
وأضاف المتحدث أن الوزير فهمي تناول خلال اللقاء موقف مصر من تطورات الأزمة السورية، في ضوء تعثر مسار «جنيف 2» في الوقت الراهن، وأهمية الحل السياسي، والعمل على تنفيذ مقررات «جنيف 1» بإقامة سلطة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري ويوقف أعمال القتل اليومية ويحفظ لسوريا وحدتها.
وبشأن القضية الفلسطينية، أوضح المتحدث أن فهمي جدد خلال اللقاء تأكيد مصر ضرورة الالتزام بالمبادئ التي أقرها المجتمع الدولي لأسس التسوية السلمية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فضلا عن قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يقود إلى إقامة دولة مستقلة ذات سيادة علي حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر المتحدث أن فيلتمان رجا تقديم مصر المساعدات الممكنة «لدعم تحرك الأمم المتحدة لوقف تدهور الأوضاع في أفريقيا الوسطى، حيث وعد الوزير فهمي ببذل قصارى الجهد في هذا الشأن، في ضوء التزامات مصر التاريخية تجاه أشقائها الأفارقة».
وتناول فيلتمان دور مكاتب الأمم المتحدة المختلفة في القاهرة، واستعدادها تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والاجتماعي الممكنة، والتعاون مع مصر بما يسهم في مزيد من رفت كفاءة مؤسسات الدولة، وفي تنفيذ خارطة الطريق.
وكان وزير الخارجية المصري بحث صباح أمس مع فليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا). وأوضح السفير عبد العاطي أن الوزير فهمي أكد خلال اللقاء على أن القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، على الرغم من الانشغال بالتطورات الداخلية في مصر، مشيدا بدور الـ«أونروا» في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، بمن فيهم الفارون من سوريا، مؤكدا على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتحمل إسرائيل مسؤولياتها القانونية في هذا الشأن كقوة احتلال.
وأضاف المتحدث أن فهمي تناول مسار المفاوضات الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدا على ضرورة الالتزام بمبادئ التسوية السلمية التي أقرها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وأشاد المسؤول الأممي بالدعم التاريخي الذي تقدمه مصر للقضية الفلسطينية ولدور وأنشطة وكالة الـ«أونروا» في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين، فضلا عن الدعم الذي تقدمه السلطات المصرية للاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا.
استمرار نزوح اللاجئين وقصف عنيف لمدن سورية
استمر تدفق اللاجئين السوريين من منطقة القلمون باتجاه مدينة عرسال في شرق لبنان، بينما غادر آلاف السكان مدينة حلب باتجاه منطقة البراري بريف المحافظة، وسط قصف عنيف بالقذائف والبراميل المتفجرة لقرى ومدن سورية، بينما استمرت المعارك بين مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمنطقة دير الزور.
ونقل مراسل الجزيرة من عرسال مازن إبراهيم عن المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاّجئين في لبنان أن نحو ألفي عائلة سورية نازحة سُجّلت، بينما تشير إحصاءاتُ المنظمات الأهلية في عرسال إلى أن حوالي ألف عائلة سورية تقبع بين المدينة والحدود مع سوريا.
ويقدَّر عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا منطقة القلمون إلى عرسال بنحو ثمانية آلاف عائلة.
وبث ناشطون صورا لطوابير لاجئين في عرسال وقد لجؤوا إليها بعد ازدياد الوضع الإنساني سوءا في القلمون واستمرار الحصار مع قطع التيار الكهربائي, ووصل نحو أربعة آلاف شخص الأيام الثلاثة الماضية فقط هربا من القصف المستمر على المدينة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
ونتيجة للقصف المتواصل على حلب، توجه آلاف من أهل المدينة إلى البراري في ريف المحافظة، في حين أطلق ناشطون نداءات عاجلة لإغاثة النازحين.
معارك وقصف
ميدانيا، قال ناشطون إن الجيش الحر قتل سبعة عناصر من قوات النظام ودمر آليتين خلال الاشتباكات في قرية السحل بمنطقة القلمون بريف دمشق.
وأوردت شبكة سوريا مباشر أن هناك اشتباكات عنيفة بين الجش الحر وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني في القرية نفسها.
من جهته، قال اتحاد التنسيقيات إن دبابات النظام قصفت بشكل كثيف عدة قرى في منطقة القلمون وليس قرية السحل وحدها.
وكانت المعارضة قد أكدت الأحد أن مقاتليها صدوا هجوما للقوات النظامية على مدينة يبرود بريف دمشق، وقتلوا عددا كبيرا من عناصرها.
وأشار المركز الإعلامي في القلمون إلى أن فصائل معارضة تصدت لليوم الخامس على التوالي لمحاولات قوات النظام المدعومة بمقاتلين من حزب الله اقتحام مدينة يبرود.
كما قصفت قوات النظام صباح اليوم بشكل عنيف حي جوبر بدمشق وسط اشتباكات عنيفة تدور في عدة جبهات بالمنطقة، وذكرت شبكة شام أن معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام دارت على المتحلق الجنوبي، كما سُمع دوي انفجارات هزت المنطقة.
وفي حلب، تحدث ناشطون عن سقوط قتلى وجرحى جراء قصف طيران النظام لأحياء الحيدرية وطريق الباب ومساكن هنانو، وأعلنت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى خمسة براميل متفجرة على حي مساكن هنانو تحديدا.
وفي حمص، قال اتحاد التنسيقيات إن قوات النظام استهدفت بلدة الدار الكبيرة بريف المدينة، مشيرا إلى أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية البويضة المحررة بريف حماة الشمالي.
وفي إدلب، تحدثت شبكة سوريا مباشر عن اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي معرة النعمان وخان شيخون في الريف الجنوبي، كما أوردت أن قوات النظام قصفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب بقنابل الهاون.
كما قصف قوات النظام براجمات الصواريخ بلدات الغارية الغربية والغارية الشرقية وصيدا بريف درعا، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة كفرزيتا وقريتي البويضة والصياد بريف حماة الشمالي.
اشتباكات المعارضة
واستؤنفت اليوم المعارك الدائرة منذ نحو أكثر من أربعة أيام بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة بعد مقتل سبعة أشخاص وجرح ستة آخرين في تفجيرين استهدفا حواجز المعارضة المسلحة في بلدة الشحيل في ريف دير الزور.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشرقية لهيئة الأركان من دير الزور عمر أبو ليلى أن تنظيم الدولة استهدف كذلك نقطة مراقبة لقوات المعارضة من خلال قنبلة يدوية تسببت في مقتل عناصر من الجيش الحر في المنطقة ذاتها.
وأوضح -في اتصال مع الجزيرة صباح اليوم- أن تحقيق قوات المعارضة انتصارات على تنظيم الدولة في دير الزور دفع التنظيم لتنفيذ عدة عمليات مسلحة ضد المعارضة.
وتدور معارك بين جبهة النصرة تحديدا وتنظيم الدولة بمنطقة دير الزور منذ أكثر من أربعة أيام، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي “النصرة” هاجموا مقرات لتنظيم الدولة في بلدة التبني حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط خلالها قتلى وجرحى.
كما دارت اشتباكات مماثلة بين الجانبين في محيط مطار دير الزور العسكري وحي الحويقة، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في الحي نفسه، وسجلت أيضا معارك بينهما بالقرب من بلدة أخترين وعلى محاور أخرى بريف حلب الشمالي.
روسيا ترفض اتهامات أميركية بإعاقة الحل بسوريا
رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين اتهامات نظيره الأميركي جون كيري لبلاده بإعاقة التوصل إلى تسوية حول الملف السوري عبر دعمها نظام الرئيس بشار الأسد، مشددا على أن بلاده فعلت كل ما وعدت به لحل هذه الأزمة.
وقال لافروف إن الأرقام تظهر بوضوح أن نظام الأسد ليس من يخلق العدد الأكبر من المشاكل، و”إنما المجموعات الإرهابية التي تزايدت في كل أنحاء سوريا دون أن تكون لها أي مرجعية سياسية”.
وأضاف أن وفد المعارضة المشارك في مفاوضات جنيف2 لم يضم أعضاء مهمين آخرين من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رغم وعد الأميركيين ببذل قصارى جهدهم لضمان مشاركة وفد معارضة يتمتع بتمثيل حقيقي.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تنظر في تقارير تتحدث عن جهات -لم يسمها- داعمة للمعارضة تعمل على تشكيل هيئة جديدة بديلة عن الائتلاف الوطني ترجح الخيار العسكري للإطاحة بالأسد بدلا من المشاركة في مفاوضات مستقبلية.
وكان كيري اتهم روسيا بتشجيع الأسد على “المزايدة” والبقاء في السلطة، بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة.
وقال في مؤتمر صحفي بجاكرتا إن النظام يمارس العرقلة، وإن كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده، مضيفا “يؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك بدعم متزايد من إيران وحزب الله وروسيا”.
وأضاف كيري أن روسيا يجب أن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمساعدات على النظام السوري، مما يشجع الأسد على المزايدة ويطرح مشكلة كبرى، على حد قوله.
تقدم هام
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتبر أمس الأحد أن الجولة الثانية من المفاوضات أحرزت “تقدما هاما”، رغم أن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أقر بفشلها.
وأضاف أن الجولة -التي استمرت نحو أسبوع- أنجزت “نقطة مهمة جدا” بموافقة وفد النظام على جدول أعمال اقترحه الإبراهيمي يبدأ بمناقشة البند المتعلق بالعنف ومحاربة “الإرهاب” حسب تعبيره.
وتناقض تصريحات وزير الخارجية السوري لجولة المفاوضات الثانية بجنيف تقييم مختلف الأطراف المشاركة فيها أو الراعية لها بمن فيهم الإبراهيمي الذي أقر السبت بأن المفاوضات لم تفض إلى أي نتيجة.
وكان الإبراهيمي اعتذر للسوريين, وحمّل وفد النظام جزءا كبيرا من مسؤولية فشل هذه الجولة لإصراره على تقديم مناقشة البند المتعلق بما يسميه مكافحة الإرهاب على مقترح تشكيل هيئة الحكم الانتقالية الذي تتمسك المعارضة بمناقشته أولا.
وكحل وسط, عرض الإبراهيمي مناقشة المسألتين بشكل متزامن، لكنه لم يستطع إقناع وفد النظام بذلك, كما أنه لم يحدد موعدا لجولة ثالثة محتملة من المفاوضات.
وسط شح غذائي ونزوح باتجاه لبنان
معركة يبرود يخوضها النظام بالإعلام والدبابة
الجزيرة نت-يبرود
معارك عنيفة تلك التي تخوضها المعارضة السورية المسلحة ضد قوات النظام في مدينة يبرود التي تعد بمثابة القلعة الحصينة للثوار في القلمون، فقد مضى على “تحريرها” ما يزيد عن عام ونصف وحاولت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها اقتحامها عدة مرات لكنها لم تفلح، رغم أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتقصف بالمدفعية أو بالطيران.
آخر محاولات النظام السوري لاقتحام المدينة بدأت منذ خمسة أيام بعد حملة إعلامية واسعة، ويرى ناشطون أن عنوان هذه المعركة هو “تدمير يبرود فوق رؤوس ساكنيها”.
يقول مدير المؤسسة الإعلامية في القلمون غيفارا الشامي إن المعركة الأخيرة في يبرود ليست بالجديدة، متحدثا عن الاشتباكات والقصف اللذين لم يفارقا المدينة منذ “تحريرها”، ولكن الفارق هذه المرة هو المحاولة الجادة والحشد الإعلامي أولا والعسكري ثانيا لقوات النظام وحلفائه لاقتحام المدينة.
ويضيف الشامي للجزيرة نت أن “الذي حدث في الفترة الأخيرة هو تصعيد واضح في القصف، وضخ إعلامي كبير، وحشد لقوات النظام ومليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس وغيرهم، وهذا التصعيد امتداد لما يجري منذ أحداث النبك وسقوطها بيد النظام، فالاشتباكات على الطريق الدولي لا تهدأ”.
أوضاع صعبة
وعن رواية الإعلام السوري الرسمي بتمكن قوات النظام من السيطرة على أجزاء واسعة من يبرود، يرد الشامي بأنه “إلى هذه اللحظة لم يستطع النظام التقدم مترا واحدا، وما أشاعه عبر إعلامه وقنواته عن تقدم باتجاه يبرود كان عبارة عن كمين نصبه الجيش السوري الحر لعناصره، حيث إن الثوار سمحوا لهم بالتقدم ثم قاموا بالقضاء على بعضهم وأسر الآخرين”.
أما عن وضع المدنيين داخل يبرود فيؤكد مدير المركز الإعلامي بالقلمون عامر القلموني أنهم في وضع سيئ للغاية جراء نقص المواد الغذائية في المدينة والقصف المستمر الذي لا يهدأ.
ويضيف القلموني للجزيرة نت أن “وضع الناس داخل يبرود سيء للغاية ويتجه إلى الأسوأ في ظل نقص في المواد الغذائية، وانقطاع التيار الكهربائي، وهو وسيلة التدفئة الوحيدة للسوريين عموماً بعد ارتفاع أسعار المحروقات وحرمان المناطق المحررة منها، إضافة إلى القصف الذي لا يهدأ على أرجاء المدينة”.
نزوح كثيف
وعن نزوح الأهالي تجاه البلدات اللبنانية، يقول القلموني إن حركة النزوح كثيفة من المدينة، فهناك أكثر من أربعة آلاف نازح حتى هذه اللحظة خلال ثلاثة أيام أغلبهم توجه إلى بلدة عرسال اللبنانية، ولكن مخيمات اللجوء هناك غصت بعشرات الآلاف منهم مما يجعل الأمر يزداد سوءا، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الإيجار التي تصل إلى ألف دولار للغرفة الواحدة.
ويشير إلى أن بعض النازحين يتجهون إلى عمق القلمون والمناطق المحررة كالجبة وعسال الورد وحوش عرب ورنكوس وجبعدين، ويبيتون في منازل أقربائهم وفي المساجد، مؤكدا أن أوضاعهم الإنسانية أيضاً سيئة للغاية.
وعن خسائر قوات النظام وحلفائه، يقول القلموني “حتى اللحظة تم تدمير 15 دبابة من قبل الثوار وهم جميعهم ملتحمون بشكل كبير ويخضعون لقيادة واحدة ومنظمة، بينما نشهد تفككا كبيرا بين صفوف القوات الغازية، كما يغص مشفى النبك العسكري بقتلاهم وجرحاهم”.
ورغم موجات النزوح عن يبرود فإن المدينة التي كانت تضم نحو أربعين ألفا قبل اندلاع الثورة، صارت اليوم تضم أكثر من مائة ألف أغلبهم ممن هجرتهم آلة الحرب في اللاذقية ودرعا، والحصة الأكبر كانت من نصيب حمص لقربها من المدينة.
الجربا: اللواء إدريس قاد الجيش الحر في ظروف صعبة
دبي – قناة الحدث
أصدر الائتلاف الوطني السوري عبر رئيسه أحمد الجربا بياناً، أثنى فيه على الدور الفعال الذي لعبه اللواء سليم إدريس، رئيس الأركان السابق للجيش الحر، في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها الأزمة السورية.
وأكد أحمد الجربا في بيانه أن اللواء إدريس عمل على مدى أكثر من عام منذ تأسيس الأركان في ديسمبر قبل الماضي، وأضاف أن إدريس لعب دوراً فعالاً وإيجابياً في ظروف صعبة تعيشها الثورة، وأن مكانته وكرامته محفوظتان وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً إيجابياً ومهماً في هيئة الأركان.
وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر قد أصدر قراراً أُعلن فيه وبشكل مفاجئ مساء الأحد تعيين العميد عبدالإله البشير قائداً جديداً للجيش الحر، خلفاً للواء سليم إدريس.
يذكر أن العميد عبدالله البشير النعيمي هو أحد أبرز الشخصيات العسكرية في القنيطرة وقائد مجلسها العسكري منذ تأسيسه أواخر عام 2012.
من جانبه، قال أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، في مداخلة مع قناة “الحدث” إن كل الدول تعيد النظر بين فترة وأخرى في سياساتها، مؤكداً أن اللواء إدريس عمل في فترة صعبة وأدى أداء جيداً، مشيراً إلى أن الآن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في وضع الكتائب المسلحة على الأرض وتوحيد صفوفها وإعادة هيكلة الأركان ككل ليتناسب مع ظروف المعركة الحالية، ولبث دماء جديدة.
وأضاف أن الأمر عادي جداً ويقع في إطار ترتيب البيت العسكري الداخلي السوري، مؤكداً أنه هو نفسه مستعد لترك منصبه في أي وقت إذا تطلبت المصلحة ذلك.
روسيا: حكومة دمشق محقة في سعيها للتركيز على الإرهاب
موسكو – مازن عباس
قالت روسيا اليوم إنه لا ينبغي تحميل جانب بعينه المسؤولية عن عدم إحراز تقدم في محادثات السلام السورية في جنيف وإن حكومة الرئيس بشار الأسد “محقة تماماً” في جهودها لإعطاء أولوية لبحث مكافحة “الإرهاب”.
وأشادت وزارة الخارجية الروسية بما وصفته بأنه “نية إيجابية” من وفد الحكومة السورية في المحادثات وقالت إن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي “لا يجب أن يشرد تجاه الاتهامات الأحادية وإلقاء اللوم على طرف واحد عن الحوار المتجمد”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
في سياق متصل، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن توفر معلومات لدى موسكو تفيد بأن بعض الجهات الممولة للمعارضة السورية قد بدأت بتأسيس بنية جديدة تضم الفصائل التي انسحبت من الائتلاف الوطني والمجموعات، التي تسعي لإفشال عملية المفاوضات الجارية في مؤتمر “جنيف 2”.
لافروف ينتقد المعارضة السورية
وأضاف لافروف خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده في ختام مباحثاته مع نظيره الإريتري، أن هذه الجهات تسعى لإحلال الإطار الجديد ليكون بديلاً عن الائتلاف الوطني، وذلك بهدف الابتعاد عن طريق المفاوضات والمراهنة على السيناريو العسكري.
وأعرب الوزير الروسي عن قلق بلاده من ظهور هذا الإطار، وحمل مسؤولية عرقلة عمليات إرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في سوريا للجماعات المتطرفة، معتبراً أنها تتزايد بشكل كبير ولا تخضع لسيطرة أي منظمة سياسية معارضة.
وجدد لافروف رفض بلاده لأن يتضمن قرار مجلس الأمن الدولي منح القوافل الإنسانية حق دخول سوريا دون إبلاغ السلطات الحكومية، وأشار إلى أن الفقرات التي تتعلق بعمليات عبر الحدود التي يصر البعض على إدخالها في قرار مجلس الأمن الدولي، تحمل في طياتها خطر توريد السلاح بشكل غير مشروع إلى الجماعات التي وصفها بالإرهابية.
العمل المباشر مع دمشق
ودعا الوزير الروسي واشنطن لأن تعمل بشكل مباشر مع حكومة دمشق طالما تسعى الولايات المتحدة للضغط على النظام السوري كي يبدي مرونة أكثر نحو العديد من الأمور، ومنها الوضع الإنساني في عدد من المناطق السورية.
وفي هذا السياق أشار رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، فيودور لوكيانوف، إلي أن التفاؤل الذي سيطر علي واشنطن وموسكو قبل بدء لقاءات مؤتمر “جنيف 2” قد تراجع بشكل كبير بعد تفجر الخلاف الأخير بين وفد الائتلاف الوطني وممثلي الحكومة السورية، واعتبر أن استعادة هذا التفاؤل ضرورة لتحقيق الانتقال إلى جولة جديدة يجري خلالها بحث مفصل للمسائل الجوهرية.
وأشار إلى أهمية أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً أكثر على المعارضة وإبلاغها بما يمكن طلبه من السلطة السورية، بدلاً من توجيه ضغوطها نحو نظام بشار الأسد، وأضاف لوكيانوف أن روسيا يجب أن تشرح للأسد بصرامة أشد أنه حان الوقت لكي يوافق على هذه المطالب أو تلك المقدمة من جانب المعارضة من أجل العثور على قواسم مشتركة في توجهات الجانبين.
الضغوط الروسية
واعتبر فريق من المراقبين تغير مواقف نظام الأسد، والمتمثل في الموافقة على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي بعد أن وجه – في وقت سابق – اتهامات للمعارضة السورية والائتلاف الوطني بالإرهاب، كان نتيجة ضغوط روسية. ولم يستبعد هؤلاء أن يكون قرار مؤسسة “روس ابارون اكسبورت” (الذي كشفت عنه جريدة “كوميرسانت” الروسية استناداً لتصريحات مصدر مسؤول) من بين الضغوط التي تمارسها موسكو على حكومة دمشق.
وتجدر الإشارة إلى أن الجريدة الروسية نشرت تصريحات لمصدر مسؤول من مؤسسة “روس ابارون اكسبورت” أعلن فيها أن هياكل الطائرات التي تم إنتاجها في إطار تنفيذ العقد مع سوريا الخاص بتوريد مقاتلات من طراز “ميغ 29 إيم/إيم2” قد تستخدم من أجل تجميع طائرات مقاتلة للقوات الجوية الصربية أو لتجميع مقاتلات من طراز “ميغ 29 إيس إيم تي” لسلاح الجو الروسي، وذلك بسبب الأزمة المالية التي تتعرض لها حكومة دمشق وصعوبة نقلها إلي سوريا. وإضافة إلى عدم وجود ضمانات لدى روسيا بتوريد معدات عسكرية إلى القوات السورية الحكومية دون التعرض لانتقادات حادة من جانب الغرب.
أسلحة روسية
وكانت موسكو قد وقعت عام 2007 عقداً مع دمشق بتوريد 12 طائرة مقاتلة من طراز “ميغ-29أم” و”ميغ-29أم 2″، على أن يتم تنفيذ العقد نهاية عام 2012.
وكشفت الجريدة أن مؤسسة “روس ابارون اكسبورت” كانت تستعد لتسليم 6 مقاتلات منهم قبل نهاية عام 2013 ليكون بمثابة الرد الروسي على عدم تمديد الاتحاد الأوروبي للحظر المفروض على توريد السلاح للمعارضة السورية، إلا أن عملية تسليم هذه المقاتلات لم تنجز. واتفق الجانبان على تعديل جدول توريد الطائرات ليصبح: تسليم 9 مقاتلات خلال عام 2016، ثم تسليم الطائرات الثلاث المتبقية خلال عام 2017.
كما أكد لافروف أن موسكو ستنفذ العقود التي وقعت مع دمشق، فيما يرى المراقبون أنه رغم توفر الإرادة السياسية لإنجاز الصفقة، لكنه من الصعب نقل هذه المقاتلات إلى سوريا في الوقت الراهن، وبحسب التصريحات التي نشرتها جريدة “كوميرسانت” الروسية لمصدر مسؤول من مؤسسة “روس أبارون إكسبورت” فإن روسيا لن تتخذ قرراً بإلغاء عقودها مع سوريا، حتى لا تتحمل تنفيذ الشروط التي تلزمها بسداد غرامات مالية وعقوبات، رغم أن فرص تنفيذ العقد مع سوريا في المستقبل القريب تبدو معدومة تقريباً، وذلك لأن نقل المقاتلات الروسية يمكن أن يتم فقط بواسطة السفن أو طائرات النقل وهي طرق غير آمنة في الوقت الراهن، خاصة أن الدول الغربية تراقب طرق النقل الجوية والبحرية وتبذل جهودها لمنع الجيش السوري من الحصول على أي سلاح حديث.
الجيش السوري يستعيد معان وهدنة في ببيلا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على بلدة “معان” في محافظة حماة، الاثنين، في وقت توصلت المعارضة المسلحة والقوات الحكومية إلى مصالحة في بلدة ببيلا بريف دمشق.
ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري أن الجيش السوري “أحكم سيطرته الكاملة على قرية معان بريف حماة الشمالي بعد أن قضى على آخر تجمعات الارهابيين الذين تسللوا إليها وارتكبوا مجزرة بحق الأهالي” في إشارة إلى اتهامات للمعارضة بتنفيذ “مجزرة” قتل فيها 40 شخصا من مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد بداية فبراير في هذه البلدة.
ومن جهة أخرى، عقدت القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، والتي دمرها النزاع الدامي.
وفي يبرود، شن الطيران الحربي ثلاث غارات جوية، على أطراف المدينة في ظل موجة نزوح بالمئات من المدينة باتجاه بلدة عرسال الحدودية اللبنانية.
وقال الناشطون إن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني يحاولون اقتحام المدينة، ويقصفونها بالمدفعية من جهة قرية السحل.
وقالت مصادر المعارضة إن أكثر من 1300 عائلة وصلت إلى عرسال قادمة من مدينة يبرود، وإن نحو 1200 شخص لايزالون عالقين في منطقة فاصلة بين سوريا ولبنان، عاجزين عن الخروج بسبب تراكم الثلوج.
وتعد يبرود أخر مدينة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في منطقة استراتيجية مع الحدود اللبنانية.
وفي ريف دمشق أيضا، دارات اشتباكات عنيفة في محيط إدارة الدفاع الجوي من جهة بلدة المليحة بالغوطة الشرقية وسط قصف عنيف بالمدفعية.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل عدد من المسلحين في معارك دارت عند حواجز تابعة للمعارضة المسلحة في محافظة دير الزور، بين “جبهة النصرة” وكتائب أخرى من جهة، ومقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” من جهة ثانية.
وأشار المرصد إلى اندلاع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة، في محيط مطار دير الزور العسكري، وفي حي الحويقة بمدينة دير الزور، وذلك بالتزامن مع قصف من القوات الحكومية على مناطق في الحي.
بالمقابل ذكرت وكالة سانا أن الجيش السوري تمكن من استعادة السيطرة على قرية معان في ريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع المسلحة المعارضة، وكانت دمشق اتهمت المعارضة بارتكاب مجزرة في تلك القرية راح ضحيتها 42 شخصا، لكن الجيش الحر نفى ذلك وأكد أن جميع من قتلوا كان من المقاتلين في جيش الدفاع الوطني وهو إحدى الميلشيات المؤيدة للحكومة في دمشق.
قيادة الجيش الحر تقيل اللواء سليم إدريس والجربا يؤكد: كرامته محفوظة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — في تطور يتواكب مع اشتداد المعارك بين فصائل المعارضة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التابع للقاعدة، قرر المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، الذراع العسكرية للمعارضة، إقالة اللواء سليم إدريس من منصب الرئاسة وتعيين عبدالإله البشير خلفا له.
وقال المجلس في بيان له: حرصا على مصلحة الثورة السورية المظفرة ومن أجل توفير قيادة للأركان تقوم بإدارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الإرهابية، وبسبب العطالة التي مرت بها الأركان على مدار الشهور الماضية، ونظرا للأوضاع الصعبة التي تمر بها الثورة السورية ولإعادة هيكلية قيادة الأركان، قرر المجلس العسكري الأعلى بإجماع الحضور إقالة اللواء سليم إدريس.”
وشمل القرار أيضا إنهاء عمل نائب رئيس الأركان، وتعيين العقيد هيثم عفيسي نائبا لرئيس الأركان، علما أن العميد بشير هو حاليا رئيس المجلس العسكري في محافظة القنيطرة، وقد جرى اتخاذ القرار بحضور “وزير دفاع” الحكومة التي شكلتها المعارضة، أسعد مصطفى.
ولم تتضح حتى الساعة تأثيرات القرار على تركيبة الجيش الحر أو علاقاته الخارجية، خاصة وأن إدريس كان وجها مقبولا في الغرب، وقد أشاد به عدد من كبار المسؤولين الدوليين.
وكانت أوساط عسكرية في المعارضة السورية قد انتقدت إدريس خلال الفترة الماضية بسبب تزايد نفوذ تنظيم “داعش” ومهاجمة قوات تابعة لـ”الجبهة الإسلامية” مقرات ومخازن الجيش الحر عند الحدود مع تركيا قبل أشهر، ما أدى إلى توقف المساعدات الغربية، وترافق ذلك مع استقالة ضباط كبار من المجلس العسكري احتجاجا على أدائه.
من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، أحمد الجربا، إنه تلقى الخبر “بمزيد من الارتياح” مقدراً “الدور المهم الذي يطلع به المجلس العسكري الأعلى على صعيد الجيش السوري الحر وتعزيزاً لدوره ومكانته باعتباره أحد اهم ادوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والارهاب والتدمير” على حد تعبيره.
وأشاد الجربا بـ”دور” إدريس، قائلا إنه لعب “دورا فعالا وإيجابيا في ظروف صعبة” وأن “مكانته و كرامته محفوظة وجهده يضاف إلى جهود كثير من الضباط الذين لعبوا دوراً ايجابياً ومهماً في هيئة الأركان” معددا بينهم العقيد رياض الاسعد القائد السابق للجيش السوري الحر، والعميد مصطفى الشيخ والمقدم حسين هرموش.
وأكد الجربا استمرار الجيش الحر في “التصدي للنظام وقواته وشبيحته، وكذلك دورها في مواجهة دولة العراق والشام ’داعش‘ ومرتزقة حزب الله التي ارتكبت وترتكب المزيد من الجرائم على نحو ما يفعله جيش النظام، ويرتكبه من جرائم مروعة.”
ماكين لـCNN: سياسة أمريكا بسوريا “فاشلة”
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— شن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، السبت، هجوما لاذعا على السياسة الأمريكية تجاه الأزمة السورية، واصفا إياها بأنها “فشلت فشلا ذريعا وبصورة مشينة.”
وقال ماكين في مقابلة حصرية مع CNN: “هذا مشين، لا أحد منا يرغب بتواجد قوات على الأرض السورية، ولكن علينا مراجعة خيارات أخرى.”
وتابع ماكين قائلا: “اذا اعترفت بالفشل عندها تقوم بمراجعة ثانية وثالثة للخيارات التي تم رفضها مسبقا.. رفع تسليح الجيش السوري الحر.. ربما تأسيس منطقة حظر للطيران.. تطوير نوعية الأسلحة التجهيزات التي يتم ارسالها.”
وأشار السيناتور الأمريكي قائلا: “لا أعتقد أن الخيارات أمامنا قد نفذت.. هناك العديد من الخيارات اذا كانت لدينا الشجاعة للمضي بها قدما.”
وألقى ماكين الضوء على أن تصاعد الأزمة السورية يزعزع الاستقرار في المنطقة المحيطة الأمر الذي سيؤدي بالنهاية إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن انتشار الصراع.
وأضاف السياسي الأمريكي الذي قام في وقت سابق بأول زيارة لمسؤول أمريكي للثوار شمال سوريا العام الماضي، أن استمرار تأخر نقل الترسانة الكيماوية السورية أكثر فأكثر، فإن ذلك لابد أن يكون مؤشرا على أن السياسة المتبعة في المنطقة فشلت.
معارض سوري لـ آكي: المساران السياسي والعسكري متكاملان ورعاة جنيف2 يتحملون المسؤولية إن فشل
روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية أن النظام السوري لا يمكن أن يحسم عسكرياً، واصفا ذلك بـ”الحلم”، وأعلن عن تكامل المسارات السياسية والعسكرية عند المعارضة
وحول الحل البديل والعملي فيما لو فشل مؤتمر جنيف كما تشير مبدئياً الجولة الأولى والثانية منه، قال هادي البحرة، كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية لمؤتمر جنيف2، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “مؤتمر جنيف بمثابة كابوس للنظام، فهو لم يكن مخيراً للمشاركة بل ملزماً بها وفق قرار مجلس الأمن2118 الذي وافق عليه، وبالمقابل فالمعركة العسكرية ماضية، وتبقى المعارك كرٌ وفر، ولا يمكن للنظام أن يحسم الأمر عسكرياً فهذا حلم بعيد المنال، لأن الثورة شعبية في أصولها وستنتصر إرادة الشعب، والثورة بقيمتها الأخلاقية والمعنوية وبمطالبها المشروعة” على حد تعبيره
وأكّد البحرة أن الحرب أنهكت النظام السوري وميليشياته، وقال “من المؤكد أن النظام منهك ولولا ذلك لما استدعى المليشيات الطائفية من دول الجوار ومن الدول الإقليمية لتحارب ضد شعبه بالوكالة عنه، بالتأكيد لن يستطيع تحقيق أي حسم عسكري وثورتنا شعبية في أصولها وليست فقط عسكرية”، أما “بخصوص المعركة السياسية فهي ليست سهلة ولا نخوضها في جنيف فقط فساحتها تتجاوزه، وبشأن مؤتمر جنيف فهناك رعاة له، الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعليهم تحمل مسؤولياتهم، إما بالضغط على النظام للتعاطي الإيجابي، أو إعلان أن وفد النظام لم يملك الإرادة للمضي قدماً في الحل السياسي” حسب قوله
وحول تصريحات وفد النظام الاستفزازية للمعارضة السورية ووصفهم لأعضاء الوفد بالإرهابيين، قال البحرة “إن تصريحات وفد النظام تمثل منظوماته الأخلاقية التي قاد بها سورية طوال عقود، وهذه المنظومات هي كانت من أسباب الثورة، فشعبنا ثائر على الفساد وعلى التسلط والإجرام والاستبداد”، وعن آفاق المصالحة الوطنية في ظل التناقض والاحتراب بين الطرفين في سورية قال إن “هناك العديد من التجارب العالمية التي تعطي دلائل لذلك، مثل جنوب إفريقيا وغيرها، بالنتيجة يتوجب تحقيق العدالة الانتقالية التي تستند على المحاسبة والمصالحة، لا بد من بداية جديدة على كافة المجالات” وفق قوله
وفيما إن كان الحل العسكري المنظم والموحد قابل للتحقق في ظل تشرذم المعارضة السورية المسلحة، قال عضو الهيئة السياسية في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، “نحن نسعى لحل سياسي مستند على تكامل المسارات، ثورتنا بأصلها وأساسها ثورة شعبية سلمية، حملت السلاح مجبرة للدفاع عن النفس، ثوارنا وأخوتنا في الجيش الحر هم من يدافع عن الأهل والعرض والأرض، وعملهم يتكامل مع المسار السياسي”، ورجّح أن تعيد قوى الداخل تنظيم نفسها لتتكامل مع قوى الخارج وقال “نعم ستتبدل الأوضاع والداخل سيعيد تنظيم صفوفه ورصها وسيتكامل مع الخارج، المرحلة القادمة هي مرحلة رص الصفوف وتكامل العمل وإعادة وضع القطار على سكته الصحيحة” على حد تعبيره
ونفى رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض أن يكون أعضاء الائتلاف ساعون لمناصب قيادية في المرحلة الانتقالية، وقال “إن وفد المعارضة بقيادة الائتلاف يمثل ضمير الشعب والساعي لتحقيق مطالبه، والنظام الداخلي للائتلاف لا يسمح لأي من أعضائه أن يكون عضواً في أي هيئة حاكمة انتقالية، نحن نسعى لحل يحقق مطالب الثورة نحن لا نسعى للسلطة” حسب تأكيده
مصادر إعلامية: بعض المقاتلين البلجيكيين متورطين بمذابح بسورية
بروكسل (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشفت مصادر إعلامية بلجيكية ناطقة بالهولندية، عن “تورط بعض الشبان البلجيكيين الذين ذهبوا للقتال في سورية بإرتكاب مذابح وأعمال قتل” في هذا البلد.
واستندت المصادر إلى “شهادات وصور وتسجيلات فيديو” نشرت خلال اليومين الماضيين تظهر بعض الشبان البلجيكيين يقومون بعمليات إعدام في مناطق قرب حلب، شمال سورية.
وذكرت المصادر أن بعض هذه الشهادات جُمعت عن طريق أشخاص فرنسيين يتواجدون في تلك المنطقة أيضاً، حيث “تم إعدام حوالي تسعين شخصاً خلال اليومين الماضيين”، وفق المصادر نفسها.
رجحت المصادر أيضاً أن يكون القتلى من السجناء وليس من أفراد المجموعات المسلحة المعارضة، “التي تتناحر مع بعضها البعض”، إذ أن الصور أظهرت أنهم يرتدون لباساً مدنياً وليس عسكرياً.
أما وزارة الداخلية البلجيكية، فقد رفضت تأكيد أو نفي صحة المعلومات أو حتى دقة محتوى الصور المتوفرة، مكتفية بالتنويه بأن هؤلاء الشبان، سيشكلون بالتأكيد، في حال عودتهم من سورية، “خطراً على بلجيكا وعلى
باقي دول أوروبا”.
ويذكر أن السلطات البلجيكية كانت ألقت القبض على بعض الشبان فور عودتهم من سورية، وترددت أنباء عن إطلاق سراح أحدهم لعدم وجود أدلة دامغة حول تورطه بعمليات عسكرية
مراصد حقوقية سورية: خمسة آلاف قتيل خلال أيام جنيف2 نصفهم من المدنيين
روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت مراصد حقوقية سورية مقربة من المعارضة عن “ارتفاع وتيرة القتل والتدمير” خلال فترة انعقاد مؤتمر جنيف2، ووثقت “مقتل نحو خمسة آلاف سوري بين مدني وعسكري خلال المؤتمر الذي استمر نحو 22 يوماً، نحو نصفهم من المدنيين، ومن بينهم نحو أربعمائة طفل”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن 4959 قتيلاً سقطوا منذ بدء مؤتمر جنيف2 في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي وحتى نهاية الجولة الثانية منه”، وأشار إلى أن المعدل اليومي لضحايا أعمال العنف هو “الأعلى منذ ذلك التاريخ في سورية، وقد بلغ 236 قتيلاً في اليوم”.
وفي نفس السياق، أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى ارتفاع متوسط وتيرة القتل خلال أيام المؤتمر، وشجبت بشدة “استمرار النظام بقصف المدن بالبراميل المتفجرة وبالقصف المدفعي والصاروخي والقنابل العنقودية”، وانتقدت “صمت المجتمع الدولي” على ذلك.
وافادت الشبكة بأن “حصيلة القتلى من المدنيين فقط خلال أيام مؤتمر جنيف 2 بلغ 2247 قتيلاً بيد قوات النظام وآلته العسكرية”، معلنة “توثيق الضحايا بالاسم والصورة والفيديو”، منذ بداية المفاوضات في 22 الشهر الماضي وحتى نهاية الجولة الثانية في 14 الجاري.
ووفق الشبكة، كان من بين الضحايا “ما لا يقل عن 382 طفلاً و235 امرأة”، بين القتلى “217 قضوا تحت التعذيب في سجون النظام في نفس الفترة”، فيما بلغت نسبة الضحايا المدنيين من النساء والأطفال 27% من إجمالي عدد الضحايا، واعتبرت هذه الأرقام “دليل صارخ على تعمد قوات الحكومة السورية استهداف المدنيين”.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة إلى “اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين في سورية وعدم الاكتفاء بعقد المؤتمرات أو إطلاق التنديدات والشعارات
تبادل الاتهامات بين روسيا وأمريكا بعد فشل المحادثات السورية
جاكرتا/موسكو (رويترز) – اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية يوم الاثنين بعرقلة محادثات جنيف بينما نفت روسيا ذلك وقالت إن الدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة تميل إلى حسم الحرب ألأهلية عسكريا لا من خلال التفاوض.
وانهارت الجولة الثانية من محادثات جنيف يوم السبت وعبر الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي عن أسفه لعدم تحقيق تقدم كبير غير الاتفاق على جدول أعمال جولة ثالثة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن حكومة الرئيس بشار الأسد هي المسؤولة عما آلت إليه المحادثات من تعثر مستندة إلى مساعدة موسكو وحلفائها الآخرين وتشجيعهم لها.
وقال في جاكرتا خلال جولة في آسيا والشرق الأوسط “لقد عرقل النظام المحادثات. لم يفعل شيئا غير الاستمرار في إلقاء البراميل المتفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلده. ويؤسفني أن أقول إنهم يفعلون ذلك مستندين إلى دعم متزايد من إيران ومن حزب الله ومن روسيا.”
وكان كيري يحاول فيما يبدو تشديد الضغوط الدبلوماسية على الأسد للتوصل إلى تسوية سياسية تضع نهاية لهجمات القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السوريين الذين قطعت عنهم المعونة الانسانية.
وأضاف مطالبا موسكو بحمل الأسد على اتخاذ موقف أكثر مرونة “ينبغي لروسيا أن تكون جزءا من الحل” لا أن تساعد الزعيم السوري بالسلاح وغيره من أشكال الدعم.
وفي موسكو رد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مستشهدا “بأدلة على أن بعض داعمي المعارضة بدأوا ينشئون كيانا جديدا” يضم خصوما للأسد انسحبوا من الائتلاف الوطني المعارض.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات مع نظيره الاريتري “بعبارة أخرى ثمة سبيل يرسم للابتعاد عن مسار التفاوض والمراهنة من جديد على سيناريو عسكري.”
وانتقد الولايات المتحدة كذلك لأنها لم تضمن حضور وفد واسع التمثيل للمعارضة في جنيف قائلا ان روسيا قامت بدورها في اقناع حكومة الأسد بحصور المحادثات.
وقال لافروف “روسيا مطالبة دائما بأن تبذل مزيدا من الجهد لتسوية الصراع السوري. وعندما نسمع أنه ينبغي لروسيا القيام ببعض الخطوات من الضروري ان نتذكر حقيقة واضحة وهي اننا فعلنا كل ما وعدنا به.”
وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قال يوم الجمعة دون أن يتطرق إلى تفاصيل إنه يدرس سبلا جديدة لممارسة ضغوط على الأسد.
وحمت روسيا الأسد من الضغوط الغربية والعربية منذ بدء الصراع في مارس اذار 2011 مستخدمة حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي مع إصرارها على ألا يكون خروجه من السلطة شرطا لاجراء محادثات لاحلال السلام.
وساعدت روسيا وفد الحكومة على مقاومة بحث موضوع هيئة الحكم الانتقالي في محادثات جنيف الاسبوع الماضي من خلال التلميح إلى تأييد مطلبه البدء بمناقشة موضوع “الإرهاب”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إن الحكومة السورية “محقة تماما” في جهودها لوضع موضوع الإرهاب على رأس جدول الأعمال لأن سوريا “أصبحت بشكل متزايد مجالا جاذبا للجهاديين والإسلاميين المتشددين من كل الأنواع”.
واتهمت روسيا داعمي المعارضة المسلحة بالسعي “لتغيير النظام”.
واجتذب الصراع آلاف المقاتلين الأجانب إلى سوريا سواء للقتال في صفوف المعارضة المسلحة التي تتألف في أغلبها من السنة أو للقتال في صفوف القوات الموالية للأسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية الشيعية.
وتفيد إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مؤيدة للمعارضة ومقرها بريطانيا أن الصراع أودى بحياة ما يربو على 140 ألف شخص من بينهم سبعة الاف طفل. كما أدى الصراع الى زعزعة الاستقرار في بعض البلدان المجاورة.
وسخر كيري من إصرار الحكومة السورية على تركيز المحادثات في جنيف على موضوع الإرهاب.
وقال “الأسد نفسه قطب جاذب للإرهابيين” متهما الزعيم السوري بممارسة “الإرهاب المعتمد رسميا ضد شعبه” من خلال القصف دون تمييز والتجويع والتعذيب.
واشادت وزارة الخارجية الروسية بما وصفته “بالنية الايجابية” لوفد الحكومة السورية في المحادثات وقالت إن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي “يجب ألا يشرد تجاه الاتهامات الاحادية والقاء اللوم في تعثر الحوار على طرف واحد”.
وكان لافروف وكيري بدآ عملية جنيف حين أعلنا في مايو آيار أنهما سيسعيان للجمع بين حكومة الأسد ومعارضيها في محادثات للبحث عن حل.
ولا يحظى مفاوضو المعارضة بنفوذ يذكر على جماعات المعارضة المقاتلة في الداخل حيث تطغى الجماعات الإسلامية المتشددة التي تعتمد فكر القاعدة على الجماعات الأكثر اعتدالا.
وتكشف في بداية الأسبوع مزيد من الأدلة على الاضطراب في صفوف الجيش السوري الحر الذي تدعمه الدول الغربية والعربية عندما عزل قائده وعين مكانه قائدا ميدانيا أكثر خبرة.
وقال المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر إنه عين العقيد عبد الإله البشير محل اللواء سليم ادريس بسبب عدم فعالية القيادة في الأشهر الأخيرة.
من أرشد محمد وستيف جاترمان
(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
حزب الله يقول انه سينسحب من سوريا اذا توقف العرب عن التدخل هناك
بيروت (رويترز) – دعا زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم الاحد القوى السياسية العربية الى “وقف الحرب على سوريا” متعهدا بانه اذا تركت هذا البلد وشأنه فان حزب الله سينسحب ايضا من هناك.
وأثارت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات في سوريا توترات بين السنة والشيعة في لبنان المجاور وعبر العالم العربي. واجتذبت الحرب متشددين يقاتلون الى جانب طرفي الصراع ويتلقون اموالا واسلحة من قوى اقليمية متناحرة.
وقال نصر الله موجها كلمته لكل القوى السياسية في العالم العربي “اذا اردتم ان تضيع الفرص على اسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة الى فتنة اوقفوا الحرب على سوريا واخرجوا المقاتلين من سوريا وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا ويجب جميعا وقف الحرب على سوريا حفاظا على لبنان وفلسطين وسوريا والامة”.
ويبدو ايضا ان كلمة نصر الله رد على السياسي اللبناني سعد الحريري الذي تعهد يوم السبت بمواجهة التشدد داخل طائفته السنية ولكنه قال انه يجب على حزب الله انهاء تدخله في سوريا لتفادي “محرقة مذهبية.”
واصبح المتشددون السنة اكثر نشاطا في لبنان منذ بدء الصراع السوري قبل نحو ثلاث سنوات.
ونفذ هؤلاء المتشددون وجماعات مقاتلي المعارضة السورية العديد من التفجيرات الانتحارية في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت واماكن اخرى مما ادى الى سقوط عشرات القتلى.
وقال نصر الله ان المتشددين السنة قد يستهدفون ايضا خصومه اللبنانيين ومن بينهم تيار المستقبل الذي ينتمي اليه الحريري .
واردف قائلا “اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟”.
وقال نصر الله ان حزب الله لا يمكن ان يسمح لمقاتلي المعارضة بالانتصار في سوريا ووصفهم كلهم بانهم اسلاميون متطرفون وطلب من اتباعه مزيدا من التصحيات والصبر.
واضاف “في هذه المواجهة يجب ان نعرف ان الامر يستحق التحمل والصبر وتحمل التبعات لان الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات هم كشبابنا الذين استشهدوا في سوريا.”
واردف قائلا “هذه الشهادات والدماء والجراح وهذا الصبر والتحمل هو جزء من هذه المعركة، ونعم يستأهل الامر كي لا تذهب كل ارضنا وتذبح كل اطفالنا ويذل كل شعبنا وتسرق كل خيراتنا..”
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
من اريكا سولومون وليلى بسام