أحداث الاثنين 23 نيسان 2018
مجلس الأمن لدفع الحل السياسي عبر مسار جنيف
بيروت، القاهرة، ستوكهولم، باريس – «الحياة»، أ ف ب –
أظهر مجلس الأمن أمس، رغبة في تجاوز الخلافات بين أعضائه في شأن الملف السوري وصولاً إلى حل للأزمة، وفي وقت سُجلت مساع لمشاركة عربية في المفاوضات السورية، استعجل النظام السوري توسيع مناطق نفوذه، خصوصاً المناطق المتاخمة للعاصمة دمشق.
واستبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاءه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وأكد في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أن أميركا وفرنسا وحلفاء آخرين سيكون لهم «دور مهم جداً» بعد انتهاء الحرب السورية. وحذر من أن انسحاب هذه الدول في شكل أسرع من اللازم، سيؤدي إلى سيطرة إيران. كما قال إنه ليست لديه خطة بديلة للاتفاق النووي مع إيران، وإن الولايات المتحدة يجب أن تظل ضمن الاتفاق ما دام لا يوجد خيار أفضل.
وأعلنت السويد أمس، أن سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن اتفقوا في ختام اجتماعاتهم على «تكثيف الجهود وتجاوز الخلافات للتوصل إلى حل للنزاع في سورية». وقال السفير السويدي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوج: «هناك اتفاق على العودة في شكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف». وزاد: «سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام المقبلة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما إذا كانت هذه الأسلحة (الكيماوية في دوما) استُخدمت، ومن هو المسؤول»، مضيفاً: «كنا قلقين جداً إزاء تفاقم النزاع في المنطقة». وتابع: «بمجرد أن جلس زميلاي الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والسفيرة الأميركية نيكي (هايلي)، حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف اليوم… نشأت ثقة، مجلس الأمن في حاجة إليها لتحمل مسؤولياته».
وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لوكالة «فرانس برس»، إن هذه الخلوة في بناء أبيض اللون يطل على بحر البلطيق، «أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية، والدخول في نقاش فعلي ومعمق». وأضاف: «حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة». وحض وزير الخارجية الألماني هيكو ماس روسيا على المساعدة في حل الأزمة السورية، وذلك لدى مغادرته لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في تورونتو.
ومن المقرر أن يشارك ماس الأسبوع الجاري في مؤتمر دولي حول سورية في بروكسيل. وأوضح أن الاجتماع «سيركز أساساً على المساعدات الإنسانية للشعب السوري… وسأؤكد مجدداً دعمنا عملية السلام برعاية الأمم المتحدة. نحتاج في شكل ملح إلى حل سياسي لهذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة جداً».
وغداة محادثات أجراها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا في طهران، لوحظت أمس مساعٍ لدخول دول عربية طرفاً في المفاوضات السورية. وكان ماكرون أجرى محادثات مساء السبت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأكدا، وفق بيان مصري، أهمية مشاركة الدول العربية، وكذلك الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في جهود تسوية الأزمة السورية سياسياً، في وقت حض وفد من هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية المنبثقة من مؤتمر «الرياض2»، عقب محادثات أجراها أمس في مسقط، على تحريك دور الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في المفاوضات السورية.
واعتبر دي ميستورا في بيان عقب لقائه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري في طهران، أن «الأسبوع الماضي كان خطيراً للغاية، وأصبحت لدينا الأولوية الآن لتحقيق جديد دولياً وإقليمياً». وحض على «إشراك المزيد من البلدان في مبادرة آستانة»، موضحاً أن مفاوضات «سوتشي كانت مهمة لأنها خرجت بإعلان مهم للغاية لإنشاء لجنة دستورية، لكن اللجنة لم تنته بعد. وجنيف مهمة للغاية لأن الأمم المتحدة هي المنظمة الوحيدة التي يمكن أن تشمل عملية سياسية شاملة تستند إلى قرار الأمم المتحدة، لكننا نحتاج إلى بعض التحركات في العملية السياسية، وإلا فإننا سنشهد حوادث كثيرة، ونحن لا نريد ذلك». ورأى أن «الوقت حان أيضاً للمشاركة في شكل أكثر فاعلية مع الحكومة السورية، لأنه بعد كل هذا، فالمسألة تحتاج إلى حل من السوريين، ويمكننا المساعدة… أي قضية تتعلق بالدستور أو الانتخابات تحتاج إلى حل بين السوريين، بمساعدة الأمم المتحدة».
ميدانياً، كثّف النظام قصفه معاقل «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوب دمشق)، ما دفع المعارضة إلى اتهامه بالمضي في تنفيذ مخططه الذي يهدف إلى هندسة المنطقة «ديموغرافياً».
النظام يكثف قصفه جنوب دمشق والمعارضة تتهمه بـ «هندسته ديموغرافياً»
بيروت – «الحياة»
كثف النظام السوري القصف على معاقل تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوب دمشق)، ما استدعى اتهامه من قبل فصائل المعارضة بالمضي في تنفيذ مخططه الذي يهدف إلى هندسة المنطقة «ديموغرافياً»، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل عائلة من ثلاثة أشخاص ليلة السبت إثر القصف، وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن امرأة وزوجها وطفلهما قتلوا ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة على الأقل، قضوا منذ التصعيد على المنطقة الخميس الماضي.
وقالت وسائل إعلام النظام إن وحدات من قوات النظام واصلت تحت إسناد جوي عملياتها على «تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود في إطار العملية العسكرية التي تهدف إلى إنهاء الوجود الإرهابي من الغوطة الغربية في ريف دمشق». وأفاد وكالة الانباء السورية (سانا) بأن سلاح الجو «نفذ ضربات على محاور تسلل وأوكار ومراكز قيادة واتصالات الإرهابيين في الحجر الأسود بالتوازي مع قصف صاروخي أسفرت عن إيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين وتدمير تحصينات وأوكار وخطوط إمدادهم». ولفتت إلى أن «الضربات المركزة دمرت أيضاً مستودعات ذخيرة للإرهابيين في حين تتقدم وحدات المشاة على أكثر من محور»، فيما أظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري «تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من حي الحجر الأسود في حين كان يسمع أزيز الطائرات المحلقة في سماء المنطقة». وأعلن «الإعلام الحربي المركزي» التابع لحزب الله، سيطرة قوات النظام على حي الزين في شكل كامل، والفاصل بين حيي يلدا والحجر الأسود جنوب دمشق، فيما ذكرت وكالة «أعماق» الناطقة بلسان «داعش» أن التنظيم «أفشل هجومين لقوات الأسد في حيي القدم والتضامن جنوب دمشق»، وأوضحت أن مجموعتين من قوات النظام حاولتا التسلل نحو منطقة الماذنية في حي القدم، ودارت اشتباكات من دون إحراز أي تقدم لهم.
وأكد «المرصد» أن مناطق جنوب العاصمة تشهد استمراراً لعمليات القصف الجوي والصاروخي، ورصد تنفيذ طائرات حربية منذ ما بعد منتصف ليل السبت– الأحد، غارات مكثفة شملت مخيم اليرموك والحجر الأسود، فيما تواصل الاشتباكات على محاور في محيط مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف التضامن، بين «داعش»، وقوات النظام والمسلحين الموالين. واعتبر المرصد أن «استخدام الأسلحة والذخائر الثقيلة،كخطوة من شأنها تسوية المنطقة في شكل كامل قبل الدخول إليها».
في المقابل، اتهم ناشطون الأحد، قوات النظام بتدمير مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومحيطه لمصلحة «المخطط التنظيمي الذي أقره مجلس محافظة العاصمة دمشق التابع لحكومة النظام، والذي يهدف إلى تهجير السوريين من منازلهم وتغيير المنطقة ديموغرافياً»، في وقت دانت منظمات حقوقية بأشـد العبارات الأعمال القتاليّة المشتعلة في المخيم جنوب دمشق والمناطق المجاورة له. وطالبت المنظمات في بيان مشترك بالتوقّف الفوريّ عن تدمير المخيم وتحييد المدنيّين فيه والعمل من أجل ضمان سلامتهم. ودعت إلى التدخل السريع والعاجل لحماية المدنيّين والحفاظ على حياتهم، وفتح ممرّات آمنة للمدنيّين والسماح بدخول الطواقم الطبيّة وإخراج الجرحى إلى المستشفيات. كما حضت جامعة الدول العربيّة ومنظّمة التعاون الإسلاميّ والاتّحاد الأوروبيّ الضغط على الجهات الفاعلة في الأزمة السوريّة لوقف نزيف الدم، والقيام بمسؤوليّاتها تجاه اللاجئين الفلسطينيّين في مخيّم اليرموك وتأمين حماية المخيّمات الفلسطينيّة من أيّ عمليّة تستهدف تدميرها.
إجلاء مقاتلين ومدنيين سوريين من القلمون الشرقي إلى عفرين
الباب (سورية)، دبي – أ ف ب، «الحياة»
نقلت حافلات مقاتلين ومدنيين سوريين اليوم (الأحد) من منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق إلى أحد الجيوب التي تسيطر عليها فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة في شمال غربي سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر تابعة للمقاتلين.
وفي منطقة الباب قال مسؤول أمني من الفصائل المعارضة ابو محمود، إن «القافلة مؤلفة من 1148 شخصاً، وانطلقت من القلمون الشرقي الى عفرين ومخيم جندريس».
وأعلن المرصد السوري أن «القافلة وصلت إلى منطقة عفرين. تم نقل آلاف المقاتلين والمدنيين إلى هذه المنطقة، البعض يسكن في بيوت النازحين».
وتأتي عملية الإجلاء من القلمون الشرقي الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، استنادا الى اتفاق يؤمن ممراً آمناً لانسحاب آلاف المقاتلين وعائلاتهم إلى منطقة سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال.
ونقلت حافلات بعض من تم إجلاؤهم إلى عفرين، الجيب الذي سيطرت عليه فصائل معارضة سورية مدعومة من تركيا في شمال غربي سورية بعد طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية. واعلن مقاتلون أنهم في طريقهم إلى مخيم للنازحين في المنطقة.
وكانت فصائل المعارضة السورية سلّمت في منطقة القلمون الشرقي أمس، سلاحها الثقيل إلى قوات النظام، بعد اتفاق يقضي بخروجها إلى الشمال السوري.
وحمّل فصيل «جيش الإسلام» اليوم مسؤولية تسليم السلاح والذخائر في القلمون الشرقي لعشرة فصائل عسكرية عاملة في المنطقة، معتبراً أنه «ليس الفصيل الوحيد الذي دخل في اتفاق إخلاء المنطقة».
ونقل موقع «عنب بلدي» القريب من المعارضة عن رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام»، محمد علوش قوله ان «جيش الإسلام واحد من عشرة فصائل في القلمون، أُجبرت على تسليم المستودعات والأسلحة والصواريخ لقوات النظام».
واتهم عبر حسابه في تطبيق «تليغرام» الفصائل الأخرى بـ «ربط التسليم بفصيله فقط، وخصوصاً القيادة الموحدة التي تشكلت أخيراً ودخلت في المفاوضات مع روسيا والنظام».
ونشرت شبكات موالية للنظام اليوم تسجيلاً مصوراً أظهر القيادي في قوات النظام العميد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر»، وهو يتفقد الدبابات التي تحمل شعارات «جيش الإسلام»، إضافة إلى أخرى باسم حركة «أحرار الشام الإسلامية».
وزير إسرائيلي: حياة الأسد ستكون مهددة إذا شنت إيران حرباً من سورية
القدس المحلتة، موسكو – أ ف ب، رويترز
حذر وزير مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اليوم (الإثنين) من أن حياة الرئيس السوري بشار الأسد ستكون مهددة إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقاً من سورية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب «الليكود» في شريط فيديو على موقع «وانيت»: «إذا سمح الأسد لإيران أو أي جهة أخرى بإعلان الحرب على لإسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية ، فانه يتحمل المسؤولية الكاملة والمخاطر المترتبة على ذلك كافة».
وحذر شتاينتز وهو أيضاً عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي يتعامل مع القضايا الاستراتيجية قائلاً: «من غير الوارد بالنسبة لنا أن يسمح الأسد بطريقة أو أخرى بإعلان حرب من بلاده، وأن يبقى هو أو نظامه موجوداً، إذ لن يبقى جالساً في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة».
وأضاف: «أعتقد أن ما يحدث في سورية قد يكون حاسماً لمستقبلنا وأمننا وآمل ألا تتدهور الأمور لتتطور إلى حرب شاملة». وتابع: «أننا مصممون على منع التواجد الإيراني العسكري على حدودنا الشمالية وآمل أن يكون ذلك واضحاً للإيرانيين ولبشار الأسد، وألا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل».
ولا تزال سورية وإسرائيل رسمياً في حال حرب، على رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئاً بالمجمل طوال عقود حتى اندلعت الحرب الأهلية في سورية في العام 2011.
وتشهد الجبهة السورية توتراً شديداً بين إيران وإسرائيل. وشنت تل أبيب غارات عدة على أهداف في سورية خلال السنوات الأخيرة. وسَعت إسرائيل إلى تجنب التدخل المباشر في الحرب السورية، لكنها اعترفت بشن عشرات الضربات الجوية هناك لتوقف ما تقول إنه شحنات أسلحة متطورة مرسلة إلى «حزب الله» اللبناني.
من جهة ثانية نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم، إن بلاده لم تتخذ قراراً بعد في شأن تزويد سورية أنظمة صواريخ متقدمة من طراز «أس-300» لكنه أضاف أنها ستعلن عن هذا القرار في حال اتخاذه.
وكانت صحيفة «كومرسانت» الروسية اليومية نقلت عن مصادر عسكرية لم تسمها في وقت سابق اليوم قولها إن روسيا ربما تبدأ في تزويد سورية أنظمة «أس-300» المضادة للطائرات في المستقبل القريب. ورفض الكرملين التعليق على ذلك.
وكان لافروف صرح يوم الجمعة بأن الضربات الجوية الغربية على سورية هذا الشهر أحلت روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من إرسال أنظمة الصواريخ لحليفها بشار الأسد.
ونقلت وكالة «تاس» عن لافروف قوله اليوم أثناء وجوده في العاصمة الصينية بكين: «علينا الانتظار لنرى أي قرارات ستتخذها القيادة الروسية وممثلو سورية». وأضاف أنه «على الأرجح لن نجعل هذا الأمر سراً وسنعلنه».
وقالت صحيفة «كومرسانت» اليوم إن خبراء يعتقدون أن إسرائيل سترد في شكل سلبي على أي قرار بتزويد الصواريخ، وأنها ربما تقصف المنطقة التي يجري نشر أنظمة الصواريخ بها.
وقال ديبلوماسي روسي، طلب عدم نشر اسمه، لـ «رويترز» إن إسرائيل طلبت من موسكو عدم تزويد الجيش السوري بصواريخ «أس-300». ورفض ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية التعليق.
المعارضة السورية: أمريكا “غير قادرة” على الانسحاب من سوريا بعد
الرياض: قال نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية، إن الولايات المتحدة لا تقدر على تحمل عواقب مغادرة سوريا حيث إنها لم تحقق بعد أياً من أهدافها في المنطقة، وذلك رغم قول الرئيس دونالد ترامب مؤخراً إن واشنطن ستسحب قواتها.
وقال الحريري يوم الجمعة “أنا باعتقادي الشخصي أمريكا غير قادرة على سحب مقاتليها في سوريا”.
وقدمت الولايات المتحدة على مدى سنوات دعماً عسكرياً لمقاتلي المعارضة في مواجهة نظام بشار الأسد، لكنها أوقفت العام الماضي برنامجها للتدريب والإمداد بالعتاد بعد أن حولت تركيزها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وساعدت واشنطن تحالفاً من مقاتلين أكراد وعرب لطرد المتشددين من أراض في شمال وشرق سوريا العام الماضي، بما في ذلك الرقة التي أعلنها التنظيم عاصمة له في سوريا، ونشرت نحو ألفي جندي أمريكي في البلاد.
وقال ترامب هذا الشهر إنه يرغب في إعادتهم إلى بلدهم قريباً، لكنه وافق بعد ذلك على أن عليهم البقاء وقتاً أطول قليلاً بعدما قال مستشاروه، إن وجودهم مطلوب لمنع نهوض تنظيم الدولة الإسلامية مجدداً ولمنع إيران من تعزيز موطئ قدمها هناك.
وقادت الولايات المتحدة ضربات جوية محدودة، نفذتها مع بريطانيا وفرنسا يوم 14 من أبريل/نيسان رداً على هجوم كيماوي ينفيه الأسد.
وقال الحريري “داعش ما انتهت”.
وأضاف “إذا ما عالجنا الأسباب التي ولّدت داعش، هي بتكون انتصارات مؤقتة مثل الكثبان الرملية المتحركة، بتختفي هون لكن بتطلع في مكان آخر. ومقاتلة داعش على رأس الأولويات الأمريكية”.
وتابع قائلاً إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية، هي التوصل لحل سياسي يؤدي لاستبدال الأسد لأنه يهتم فقط بالحلول العسكرية. وأضاف أن الحل سياسي سيكون ممكناً فقط إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا تصميم جاد للتوصل إليه.
وأضاف “بده (يحتاج الأمر) إجماعاً دولياً، يبدأ باتفاق روسي أمريكي”.
وأدى تدخل روسيا في الحرب السورية في 2015، إلى قلب الموازين لصالح النظام السوري، لكن الحريري قال إن موسكو ستحتاج لبذل جهد كبير لتعيد للنظام قوته التي كان عليها قبل الحرب.
وأضاف الحريري “لن تستطيع روسيا أن تسيطر عسكرياً على الأراضي السورية، والمسألة السورية هي أعقد بشكل كبير جداً من موضوع توسيع نفوذ عسكري أو تحقيق مكتسبات عسكرية.”
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي إن بلاده مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إذا صدر قرار بتوسيعه.
وقال الحريري إنه يعتقد أن السعودية ودولاً عربية أخرى لا تزال تريد حلاً سياسياً، وأنها توقفت عن تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة بسبب السياسة الأمريكية.
وأضاف “الدعم العسكري توقف بنهاية السنة الماضية، ليس بقرار سعودي أو تركي أو أردني… الدعم العسكري صار بقرار دولي، ولما أقول قرار دولي يعني قرار الولايات المتحدة الأمريكية.”
وتابع قائلاً “نحن نعرف، والشعب السوري يعرف، أن أمريكا لما ترغب جدياً في الوصول إلى الحل السياسي ووضع ثقلها الحقيقي على طاولة المفاوضات هي قادرة على أن تحدث تغيير ما”. (رويترز)
علوش لـ «القدس العربي»: لدينا عينات من دماء ضحايا مجزرة «كيميائي دوما» ولن ينجح الأسد في التلاعب بالأدلة
رمضان: روسيا تعرقل التحقيق في الملف «الكيميائي»
هبة محمد
دمشق- «القدس العربي» : قال رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام محمد علوش لـ «القدس العربي» ان تلاعب النظامين السوري والروسي بالادلة التي ستكشف مسؤوليتهم عن قصف المدنيين بالسلاح الكيميائي في دوما، لن ينجح، مؤكدًا انه بالرغم من عبث الجهتين بمسرح الجريمة في المدينة، ومحاولة تمييع القضية الا ان وجود عينات من دماء الضحايا بحوزة لجنة مختصة سيحول دون طمس الأدلة.
وأضاف ان الذين قتلوا خلال يومي السادس والسابع من شهر نيسان، يبلغ عددهم 150 شهيداً، منهم 50 من شهداء المجزرة التي قصف فيها النظام السوري المدنيين بالسلاح الكيميائي. وحول سحب النظام السوري 117 جثماناً من مقابر مدينة دوما، حسب مصادر موالية، قال علوش، «النظام سيعلن عن جثث شهداء القصف بالبراميل والسلاح التقليدي، وسيخفي 50 جثماناً لشهداء الكيميائي موثقين لدينا بالأسماء، ولدينا عينات من دمائهم، ولن يفيد النظام ولا روسيا اي تلاعب بهذه القضية».
مدير الدفاع المدني السوري رائد صالح عبر عن قلقه من التلاعب بمكان وجود الضحايا في مدينة دوما، وطمس الأدلة في المواقع المستهدفة، معرباً عن أمله في سماح النظام السوري للجنة الدولية بالدخول إلى دوما.
وقال لـ «القدس العربي»، انهم تواصلوا مع لجنة التفتيش الدولية بشأن الجثث، وابلغوا الخبراء بمكان دفن ضحايا مجزرة الكيميائي في دوما، وقال «لقد قمنا بالابلاغ عن مكان وجود الضحايا للجنة الأممية، الضحايا الذين سقطوا في دوما نتيجة الهجوم الكيميائي عليهم».
وكان قيادي في المعارضة السورية قد أبدى تفاؤله في البداية الجيدة لفريق المحققين، وقال إن «رفض خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لقاء عدد من الشهود الذين جلبهم الأمن السوري هو بداية مبشرة لعمل مهني من قبل لجنة التحقيق، لأن من يتم تقديمه الآن سيتحدث كما يطلب منه الأمن السوري».
وقال القيادي الذي لم يفصح عن اسمه، في تصريح لـ(د.ب.أ) في تأكيد للعبث بأدلة الجريمة إن «القوات الحكومية السورية والروسية عملت على إخفاء آثار القصف الكيميائي من خلال إحداث تفجيرات عدة في المكان الذي حصلت فيه جريمة الكيميائي، بل عملت على تجهيز موقع آخر تعده لزيارة المحققين». وكان كشف رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي «زاهر حجو» انتشال فريق تابع للهيئة 117 جثماناً من مقابر مدينة دوما بالغوطة الشرقية، معظمهم قتلوا منذ أسبوعين فقط، بينهم أطفال ونساء، موضحاً لوسائل اعلام موالية ان «الجثث وصلت لمشفى المواساة بدمشق، وقد تشوهت نتيجة ارتفاع الحرارة».
عرقلة روسية
وقال رئيس الـدائـرة الإعـلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان، إن موسكو عملت في سياق معالجتها ملف كيميائي دوما ضمن محورين، الأول: محاولة إعاقة التحقيق، وتغيير مسرح الجريمة، وفبركة الأدلة، وإحضار شهود مزيفين، والعمل على طمس الشواهد، وهو ما اقتضى تأخير دخول وفد التحقيق الأممي لـ 14 يوماً، وعند محاولة الوفد الدخول جرى تهديده أمنياً، علماً أنه في الوقت نفسه الذي منع فيه المحققون من دخول دوما كان طاقم قناة «روسيا اليوم» يقوم بالتصوير في المكان ومقابلة أشخاص زعموا أن الضربة الكيميائية أمرٌ مفبرك من المعارضة.
والثاني، كسب بعض الوقت للزعم بالعثور على أدلة تؤكد تخزين المعارضة مواد كيميائية ومحاولتها صنع أسلحة منها، وهي خطوة استباقية، ففي حال خلُصت لجنة التحقيق لتأكيد استخدام الكيميائي (دون تحديد الجهة المسؤولة) ستُسارع روسيا لاتهام المعارضة بذلك، وبالتالي العودة إلى الحلَقة المفرغة في مجلس الأمن، لمنع إدانة نظام الأسد، وحماية الروس لأنفسهم من أي مسؤولية قانونية.
وقال ان الأدلة التي زُوِّد بها فريق التحقيق الأممي من المهجرين من دوما ستُساعد على تأكيد حصول الجريمة، ولكنها لن تُعزز لوحدها جهة الاستخدام، وسيعمل التحالف الدولي على اتهام النظام، بينما تتهم روسيا المعارضة العسكرية، وبالتالي تبقى حالة الانقسام قائمة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وعلى مستوى الائتلاف الوطني وقوى الثورة والمعارضة، قال رمضان ان هناك ثمة حاجة ماسَّة لالتقاط النتائج والعمل على تحريك الملف لدى هيئات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وفق الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) المسؤولة عن التحضير للملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الحرب في سوريا، والصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 كانون الأول 2016، حيث تدعو الآلية لتوثيق أدلة وقوع جرائم حرب في سوريا، وإعداد ملفات نزيهة تحترم المعايير القانونية بغرض محاسبة المتورطين في تلك الجرائم.
قصف صاروخي إسرائيلي يستهدف موقعاً لقوات النظام جنوبي سورية
عبد الرحمن خضر
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، بصاروخٍ بعيد المدى، موقعاً عسكرياً للنظام السوري في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، فيما قتل مدني بقصف لقوات النظام على محافظة درعا.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، إن القصف جاء رداً على سقوط قذيفة مدفعية من الجانب السوري، مشيراً إلى أن منظومة الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مدفعاً واحداً في المنطقة.
من جهتها، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن الصاروخ استهدف “اللواء 90” في قرية كوم الويسية، التابعة لناحية خان أرنبة، شمال مدينة القنيطرة.
وأشارت المصادر إلى أن الخسائر غير معلومة، فيما لم تعلّق قوات النظام على الحادثة، التي أكدها الجانب الإسرائيلي.
وتتعرّض مواقع قوات النظام في الجنوب السوري لقصف بشكل شبه مستمر من قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجودة في هضبة الجولان المحتلة.
واستهدفت طائرات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية في التاسع من إبريل/ نيسان الحالي قاعدة “التيفور” الجوية بريف حمص، ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني، بينهم ضباط.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، ما تسبب بمقتل مدني، وإصابة آخرين بجراح.
وتخرق قوات النظام اتفاق “خفض التصعيد” الذي وقعت عليه كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن في التاسع من شهر يوليو/تموز الماضي، في الجنوب السوري بين الحين والآخر، ما يتسبب بوقوع خسائر بشرية.
غوتيريس: الاعتقاد بأن الأمم المتحدة ستحل الأزمة السورية “سذاجة“
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين، إنه “سيكون من السذاجة” الاعتقاد بأن الأمم المتحدة ستحل بشكل سحري الأزمة السورية.
وأضاف غوتيريس في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، عقب لقاء بينهما في العاصمة استوكهولم، اليوم الإثنين: “هناك حرب مستمرة في سورية منذ 7 سنوات، يشارك فيها أشخاص من أنحاء العالم، وهناك جيوش مختلفة، مليشيات متنوعة، ومشاكل بين الشيعة والسنة”.
وتابع أن “الأحداث في سورية خلال السنوات الأخيرة مؤشر على عودة الحرب الباردة، ففي السابق كان العالم ثنائي القطب، وكانت روسيا والولايات المتحدة، تتمكنان من السيطرة على حلفائهما باستخدام المزيد من وسائل الحوار والاتصال”.
وأوضح غوتيريس: “في الحرب الباردة الحالية لا يستطيع هذان البلدان السيطرة على الجميع في سورية عدا الولايات المتحدة وروسيا، فهناك تركيا، والسعودية، وإيران وغيرها، ولذلك كان الوضع خطيراً للغاية، ولكن هدأ حالياً”.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء السويدي الحرب المستمرة في سورية بـ”الكابوس”.
وقال لوفين: “في هذه الحرب الوحشية استُخدمت الأسلحة الكيميائية دون وازع، وشهدت مآسي كثيرة. هذه الحرب يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن”.
واستخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية في هجومه على عدة مدن؛ أبرزها بلدتي خان شيخون ودوما، ما أسفر عن مقتل المئات وإصابة آلاف.
(الأناضول)
مؤتمر دولي غداً لدعم سورية بحوالى 6 مليارات دولار
ستسعى حكومات إلى جمع ما يزيد على 6 مليارات دولار لإعانة سورية، خلال مؤتمر للمانحين يُعقد غداً الثلاثاء على مدى يومين في بروكسل، ويأمل الاتحاد الأوروبي بأن يمنح روسيا وتركيا وإيران فرصة لتجديد جهود السلام.
ومع دخول الصراع في سورية عامه الثامن، دعت بروكسل نحو 85 حكومة ومنظمة غير حكومية إلى جمع أموال هدفها الأساسي تقديم المعونات الإنسانية ثم إعادة البناء على نطاق محدود وإزالة الألغام من بعض المدن في مناطق مختلفة.
وقال روبرت بير من منظمة كير الدولية: “هناك حاجة ملحة إلى تمويل المساعدات”، مضيفاً في بيان أن “التمويل مجرد جزء من الصورة- ينبغي وضع حد للإعاقة المنهجية والمتعمدة لدخول المساعدات إلى سورية وأن يسمح لعمال الإغاثة بالوصول إلى المدنيين من دون عراقيل”.
ويُعقد مؤتمر المانحين للعام الثالث على التوالي، وسبق عقده في لندن عام 2016 وفي بروكسل العام الماضي. وربما تساعد أموال مؤتمر هذا العام في توفير بعض الإمدادات من الكهرباء والمياه في مدن لحق بها دمار شديد أثناء حملة الغرب لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
لكن غالبية الأموال ستوجه لمساعدة اللاجئين خارج سورية، ولملايين النازحين داخلها ومنهم نحو 160 ألفاً فروا هاربين من حملة قصف الغوطة الشرقية قرب دمشق على مدى الأسابيع الستة الماضية.
ومبلغ المليارات الستة المستهدف مماثل للمبلغ الذي جُمع العام الماضي، لكنّ مسؤولين قالوا إنهم يطمحون إلى جمع مبلغ أكبر خلال مؤتمر العام الحالي.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن إعادة بناء مدن لحق بها الدمار، مثل حلب، تحتاج على الأرجح إلى مبلغ أكبر، لكن لا يمكن البدء في ذلك إلى أن تدعم القوى المنخرطة في الحرب بالوكالة هناك انتقالاً سلمياً للسلطة.
ومن بين المانحين الكبار، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والنرويج واليابان.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن بعض الحكومات سترسل مسؤولين بارزين إلى المؤتمر، مثل نائب رئيس الوزراء التركي رجب أقداغ الذي أكد حضوره، وربما كذلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
ووُجهت الدعوة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكن لم يتضح بعد إن كان سيحضر. ومن المتوقع كذلك حضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا الذي التقى لافروف في موسكو يوم 20 إبريل/ نيسان.
وغاب عن مؤتمر العام الماضي مسؤولون بارزون من روسيا وتركيا والولايات المتحدة، كما خيمت على أجوائه أحداث هجوم كيماوي في سورية.
وهذا العام، ستدعو مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إيران وروسيا وتركيا، وهي القوى الرئيسية المنخرطة عسكرياً في الحرب، إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار للسماح بوصول المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين.
وطلبت موغيريني من الدول الثلاث، في فبراير/ شباط، وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً لأهداف إنسانية. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، على صلة بسياسة الاتحاد بشأن سورية، إن هذا الطلب لم يلق استجابة حتى الآن.
(رويترز)
النظام يواصل حملته على مناطق “داعش” جنوبي دمشق
يواصل النظام حملته العسكرية على مناطق سيطرة تنظيم “داعش”، جنوبي دمشق، لليوم الخامس على التوالي. وتُقصفُ المنطقة بعشرات الغارات من الطيران الروسي الحربي، والمروحيات، وراجمات الصواريخ، والخراطيم المتفجرة، وسط محاولات مستمرة للاقتحام من محاور متعددة، بحسب مراسل “المدن” رائد الصالحاني.
القصف العنيف على مناطق سيطرة التنظيم خلف 12 قتيلاً في صفوف المدنيين، فضلاً عن عشرات الجرحى. وخسر التنظيم 20 قتيلاً، ممن قضوا خلال الاشتباكات مع مليشيات النظام، بحسب مصادر “المدن” من مخيم اليرموك.
المعارك الجارية أسفرت عن مقتل عشرات العناصر من المليشيات الموالية، السورية منها والفلسطينية، خاصة على محور حي القدم الذي سيطر عليه التنظيم مؤخراً. واستطاع مقاتلو التنظيم تنفيذ كمائن لعناصر “الدفاع الوطني” والمليشيات الفلسطينية، بحسب مصادر محلية.
وقصف تنظيم “داعش” أحياء دمشق الجنوبية؛ الميدان والزاهرة والتضامن وحي الزهور، بعشرات القذائف خلال الأيام الماضية، ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين، وطال القصف حاجزاً عسكرياً على أطراف ناحية صحنايا. كما طال رصاص متفجر وقذائف هاون محيط “تاون سنتر” على اتوستراد دمشق–صحنايا.
وشملت عملية النظام العسكرية مناطق “هيئة تحرير الشام” غربي مخيم اليرموك، واستهدفت المنطقة بعشرات الغارات الجوية، وسط محاولات مستمرة للاقتحام من محور شارع الـ30 في مخيم اليرموك. مصادر مقربة من “الهيئة” أكدت عطب 4 مدرعات للنظام خلال الأيام الماضية ومقتل عدد من العناصر.
ونفذ الطيران غارات جوية طالت مناطق عسكرية تابعة لفصائل المعارضة في بلدة يلدا، كما قصف النظام نقاط التماس بين التنظيم والفصائل في حي الزين، في محاولة للتقدم البري في مناطق المعارضة وتنفيذ التفاف على تنظيم “داعش” في مخيم اليرموك. النظام كان قد سيطر على منطقة صغيرة كانت تحت سيطرة الفصائل في حي التضامن خلال الأيام الماضية بعد انسحاب مقاتلي المعارضة دون مقاومة، وسائل إعلام موالية بثت صوراً لمسجد الإمام علي في حي التضامن بعد السيطرة عليه، من دون تعليق رسمي من الفصائل حول الانسحابات والقصف الذي طال مناطقهم.
“اليونسكو” تمنح “شوكان” جائزة حرية الصحافة..ومصر تُهاجمها!
أثار نبأ اختيار منظمة “اليونسكو” منح المصوّر المصري، محمود أبو زيد”، المعروف بلقب “شوكان”، جائزة دولية لحرية الصحافة، غضب السلطات المصرية، معتبرة أن هذا القرار يعدّ “استخفافاً بدولة القانون”، وأنّ “المنظمة تورطت في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية”.
واختارت لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين “شوكان” للحصول على الجائزة العالمية للعام 2018. وصرحت ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم بأن “اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته، نضاله والتزامه بحرية التعبير”.وسيجري تسليم الجائزة يوم 2 أيار/مايو المقبل بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، الذي تستضيف غانا فعاليّاته لهذا العام ويحمل شعار “توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون”.
وشنّت الخارجية المصرية هجوماً حاداً على “اليونسكو”، حيث أعرب المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، في بيان عن “الأسف الشديد لتورط منظمة بمكانة ووضعية اليونسكو، في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية، وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة”.
وأضاف أن “وزارة الخارجية كلفت مندوب مصر الدائم لدي اليونسكو في باريس بتسليم سكرتارية المنظمة، ملفا كاملا حول مجمل الاتهامات المنسوبة إلى المذكور، وهي تهم ذات طابع جنائي بحت ليست لها أي دوافع سياسية، بعكس ما يدعي البعض، ولا تمت بصلة بممارسته لمهنة الصحافة أو حرية التعبير، بل هي أبعد ما تكون عما يجب أن يتحلى به أي صحافي حر وشريف يحترم مهنته”.
من جانبه، استنكر مدير “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان”، جمال عيد، موقف وزارة الخارجية، قائلاً: “أي بلد يتمتع بقدر ضئيل من الديموقراطية تسعد بترشح مواطنيها لجائزة دولية هامة، إلا مصر!”. وأضاف عيد في تغريدة: “المصور الصحافي وسجين الرأي المصري، شوكان، مرشح لجائزة اليونسكو لهذا العام، لكن خارجية مصر تعترض!!!، شيء بائس ومحزن، أنا خلصت دورتي كعضو هيئة تحكيم لليونسكو، ومع ذلك: شوكان يستحقها بجدارة”. وتساءل: “هل المتحدث باسم الخارجية، الذي استبق حكم المحكمة وأدان شوكان المحبوس تقريباً 5 سنوات احتياطي، يتذكر آية حجازي التي تم سجنها 3 سنوات ثم ظهرت براءاتها؟!”.
يُذكر أن شوكان حصل على جائزة حرية الصحافة للعام 2016 من معهد الصحافة الوطني في واشنطن. وهو متهم في القضية رقم 15899 المعروفة باسم “أحداث فض اعتصام رابعة”، ضمن 51 متهماً بارتكابهم جرائم الانضمام إلى جماعة الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقانون، منع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها، الاعتداء على الحريات الشخصية، الإضرار بالوحدة الوطنية استعراض القوة، التهديد بالعنف، ترويع المواطنين، تكدير الأمن العام، فرض السطوة، وعرقلة ممارسة الشعائر الدينية.
وتمنح “اليونسكو” جائزة سنوية لحرية الصحافة قيمتها 25 ألف دولار لمن يسهم في الدفاع عن حرية الصحافة، أو تعزيزها في أي مكان في العالم ، خصوصاً إذا انطوى عمله على مخاطرة، ومن المقرر أن تعلن المنظمة هوية الفائز بالجائرة في 3 أيار/مايو المقبل.
حلب الغربي:”تحرير الشام”تتعرض لخسائر..وتظاهرات مناهضة
سيطرت “جبهة تحرير سوريا” على قرى بسرطون وعاجل وتلتي النعمان والضبعة في ريف حلب الغربي، واشتبكت مع “هيئة تحرير الشام” في بلدة تقاد، وتبادل الطرفان القصف بالهاون والدبابات. وقتل في الاشتباكات أكثر من 20 عنصراً معظمهم من صفوف “الهيئة”، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وتوسعت الاشتباكات والقصف المتبادل بين الطرفين في معظم محاور القتال، وشهدت قرى تل عادة ومحيط دارة عزة وجبل الشيخ بركات ومنطقة الجمعيات السكنية غربي حلب اشتباكات متقطعة وقصفاً بالهاون.
وتمكنت “الهيئة” من التصدي للهجوم الذي شنته “تحرير سوريا” على بلدة تقاد، لكنها واجهت تظاهرة غاضبة للأهالي الذين طالبوها بالخروج من البلدة، بعدما قتل طفل من أبناء البلدة خلال الاشتباكات بين الطرفين. وأحرق المتظاهرون عربة مصفحة لـ”الهيئة” بعد مواجهات مع عناصرها الذين أطلقوا الرصاص لتخويف المتظاهرين. الأهالي في تقاد أجبروا “الهيئة” على الانسحاب من البلدة لتصبح خالية من أي وجود لطرفي الصراع.
عضو المكتب الإعلامي في “جبهة تحرير سوريا”،محمد أديب، أكد لـ”المدن”، أن “الجبهة” اغتنمت خلال الهجوم على تقاد، كميات من الذخائر المتوسطة، وسيارتي دفع رباعي، ومدفع رشاش 23، وقتلت أكثر من 10 عناصر لـ”الهيئة”، وأسرت مجموعة في محيطها.
وأوضح أديب أن غرفة عمليات “تحرير سوريا” نجحت في مباغتة مجموعات تابعة لـ”الهيئة” ترابط في قرى بسرطون وعاجل، وأجبرتها على الانسحاب بعدما خسرت عدداً كبيراً من العناصر. مساندة الأهالي لـ”تحرير سوريا” كان لها دور بارز في تقدمها على حساب “الهيئة” في المنطقة.
تقدم “تحرير سوريا” المفاجئ في ريف حلب الغربي على حساب “الهيئة” هو الثاني من نوعه خلال أيام قليلة، وحقق الهدف منه عبر تشتيت التعزيزات العسكرية التي استقدمتها “الهيئة” إلى الجبهات غربي حلب ضد خصومها. “الهيئة” اتهمت “تحرير سوريا” بمهاجمة القرى والبلدات التي تم تحيدها سابقاً.
وأرسلت “الهيئة” المزيد من التعزيزات العسكرية من “جيش النخبة” إلى جبهات ريف حلب الغربي، ومن المتوقع أن تزج بعناصرها الذين جاؤوا من الغوطة الشرقية مؤخراً في القتال الدائر، وهي متهمة بتجنيد المئات من المُهجّرين الذين قدموا من الغوطة الشرقية مستغلة حاجتهم المادية.
خلوة مجلس الأمن: الدفع بجنيف للتسوية في سوريا
انتهى اجتماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الأحد، بالإعلان عن عزمهم تكثيف الجهود وإعادة الدفع بمسار جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية.
وفي أعقاب خلوة عقدت في مزرعة في السويد، قال السفير السويدي لدى الامم المتحدة اولوف سكوج، إن “هناك اتفاقاً على العودة بشكل جدي الى الحل السياسي في اطار عملية جنيف التابعة للامم المتحدة”.
وأضاف السفير السويدي “سنعمل جاهدين الان وخلال الايام القادمة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما اذا كانت هذه الاسلحة (الكيماوية) استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الامر”. وتابع “لقد كنا قلقين جداً ازاء تفاقم النزاع في المنطقة”.
وأوضح سكوج “بمجرد ان جلس زميلي الروسي فاسيلي (نبنزيا) والسفيرة الاميركي نيكي (هايلي) حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف يوم (…) نشأت ثقة، مجلس الامن بحاجة اليها لتحمل مسؤولياته”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر قوله، إن هذه الخلوة “أتاحت لاعضاء مجلس الامن التخلي عن عملية التسيير الالية والدخول في نقاش فعلي ومعمق”. وأضاف “حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة”.
في غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، إن واشنطن وباريس وحلفاءهما، يجب أن يبقوا في سوريا، لأنهم سيلعبون “دوراً مهماً جداً”، عند انتهاء الحرب في سوريا.
وحذّر ماكرون، الذي دعا واشنطن، والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل خاص، إلى عدم سحب القوات الأميركية من سوريا، من أن إيران ستحكم سيطرتها على سوريا بشكل كامل إذا ما انسحبت واشنطن وحلفاؤها من المنطقة بسرعة، أو قبل تهيئة الظروف المناسبة.
الخلوة السويدية» ترسم خريطة طريق لسوريا
6 آلاف مدني عالقون في اليرموك… وتركيا تتوعد فرنسا بـ«الندم» في منبج
نيويورك: علي بردى أنقرة: سعيد عبد الرازق
كشف دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن «خريطة طريق» في المسارات الثلاثة الرئيسية، السياسية والإنسانية والكيماوية، للأزمة في سوريا، نتجت عن خلوة أعضاء مجلس الأمن في جنوب السويد. وجاء التوافق المبدئي بعد يوم من «المشاورات المكثفة» التي أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدعم من المسؤولين السويديين الكبار، موضحاً أن الاتصالات «شملت أعضاء مجلس الأمن وأيضاً العواصم»، فضلاً عن الجلسات الخاصة التي عُقدت بين أعضاء مجلس الأمن أنفسهم، بمن فيهم مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية. وأفاد المصدر بأن «خلوة باكاكرا» سعت إلى إيجاد {روح جديدة من التعاون الدولي}، انطلاقاً من «غرس أمل ودينامية وروحية جديدة في العملية السياسية في سوريا».
يأتي ذلك، بينما أعلنت مصادر فلسطينية مطلعة على القتال في مخيم اليرموك جنوب دمشق، أن 6 آلاف مدني «عالقون وسط القصف والقتال بين قوات النظام السوري وتنظيم داعش» في المخيم، حيث يستمر القتال لليوم الرابع على التوالي ضمن هجوم ينفّذه النظام لطرد التنظيم من جنوب العاصمة.
في سياق آخر، وجّهت تركيا تحذيراً إلى فرنسا من إرسال قوات إلى منبج، لافتة إلى أنها ستندم على هذا القرار؛ لأن المشهد في عفرين سيتكرر من جديد. وعبّر إردوغان عن أمله في عدم اتخاذ فرنسا خطوات يمكن أن «تبعث الأسف والندم بأنفسهم لاحقاً».
«خلوة باكاكرا» لمجلس الأمن تحدد «خريطة طريق» دولية في سوريا
تشمل المسارات السياسية والإنسانية والكيماوية… ودينامية جديدة في المفاوضات
نيويورك: علي بردى
وضع أعضاء مجلس الأمن اجتماعات «خلوة باكاكرا» بجنوب السويد ما اعتبره دبلوماسيون «خريطة طريق» في المسارات الثلاثة الرئيسية للأزمة في سوريا، بدءاً من إنعاش العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، مروراً بإيصال المساعدات الإنسانية، ووصولاً إلى إنشاء «آلية مستقلة» لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
وكشف دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «التوافق المبدئي جاء بعد يوم من المشاورات المكثفة» التي أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدعم من المسؤولين السويديين الكبار، موضحاً أن الاتصالات «شملت أعضاء مجلس الأمن وأيضاً العواصم»، فضلاً عن الجلسات الخاصة التي عقدت بين أعضاء مجلس الأمن أنفسهم، وبينهم المندوبون الدائمون للدول الخمس الدائمة العضوية الأميركية نيكي هيلي والروسي فاسيلي نيبينزيا والفرنسي فرنسوا دولاتر والبريطانية كارين بيرس والصيني ما جاوتشو. وأفاد أن «خلوة باكاكرا» التي انعقدت في المنزل الريفي المطل على بحر البلطيق للأمين العام الثاني للأمم المتحدة داغ همرشولد «سعت إلى إيجاد روح جديدة من التعاون» الدولي، انطلاقاً من «غرس أمل ودينامية وروحية جديدة في العملية السياسية في سوريا».
وعلى أثر هذه الجهود، عقد أعضاء مجلس الأمن اجتماعاً مع غوتيريش والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دو ميستورا، وتبادلوا «وجهات النظر بشكل عميق ومنفتح» حول سوريا، وتوافقوا على نقاط بيان جاء فيه، أنه «اتفقنا على أن الوقت حان من أجل إحياء الحوار وتعزيزه، وإيجاد دينامية بناءة» في مجلس الأمن، معتبرين أن ما حصل خلال الاجتماع «خطوة في ذلك الاتجاه». وشددوا على أن «هناك حاجة إلى إعادة تنشيط العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة»، مؤكدين «التزامنا جهود الأمم المتحدة»، لأن «لديها وحدها المشروعية والصدقية الضروريتين لحل سياسي ثابت وقابل للحياة». ونبهوا إلى أن «الحل السياسي يجب أن يكون متمشياً مع القرار 2254». وكذلك اتفقوا على «الحاجة إلى التطبيق الكامل للقرار 2401 الذي صدر في فبراير (شباط) الماضي لمعالجة الوضع الإنساني»، مع «تكثيف الجهود» على هذا المسار. وكذلك أنجزت «خلوة باكاكرا» توافقاً على أن «استخدام الأسلحة الكيماوية ينتهك القرار 2118 وغير مقبول»، مؤكدين «التزامنا إنشاء آلية نزيهة ومستقلة لتحديد المسؤولية، واتفقوا في هذا الصدد على الانخراط في حوار بدعم من الأمين العام».
ورحبوا بالتزام الأمين العام «الانخراط مع مجلس الأمن حيال سوريا»، مشددين على «دعمه وتمكينه من استخدام مساعيه الحميدة»، علما بأن «المشاورات مع الجهات الفاعلة الرئيسية ستكون ضرورية».
وفيما يعكس أهمية الجهود التي بذلت في باكاكرا، قال المندوب السويدي الدائم لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ في ختام هذه المحادثات، إن «هناك اتفاقاً على العودة بشكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف التابعة للأمم المتحدة». وأضاف: «سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام القادمة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما إذا كانت هذه الأسلحة (الكيماوية) استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الأمر». وأفاد: «كنا قلقين للغاية حيال تفاقم النزاع في المنطقة»، لافتاً إلى أنه «بمجرد أن جلس زميلي الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والسفيرة الأميركي نيكي (هيلي) حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف يوم (…) نشأت ثقة يحتاج إليها مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته».
وقال دولاتر إن الخلوة «أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية والدخول في نقاش فعلي ومعمق»، مضيفاً أنه «حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة».
وكان غوتيريش أكد في منزل همرشولد، الذي قتل بشكل مأساوي في تحطم طائرة عام 1961، أن أعضاء مجلس الأمن يحتاجون إلى إيجاد طريقة كي يتحدوا من أجل معاقبة أي شخص يتبين أنه استخدم أسلحة كيماوية في سوريا، بما يتمشى والقانون الدولي، لافتاً إلى أنه بعد الادعاءات عن استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما والحالات السابقة التي جرى التحقق منها من الأمم المتحدة منذ بدء النزاع، أكد أنه يجب إيجاد طريقة لإنهاء استخدامها. وقال: «لا يمكننا الاستمرار في العيش مع الإفلات من العقاب فيما يتعلق بما كان يحدث مع الأسلحة التي كان ينبغي أن تختفي من على وجه العالم».
وردد ما قاله الأمين العام السابق همرشولد أنه «أكثر من أي وقت مضى، العالم عالم واحد»، مضيفاً أنه ليس للبشرية «الحق» في السماح للانقسامات الجديدة والقديمة أن تسبب الكثير من المعاناة والألم. ودعا إلى «التغلب على التناقضات والتغلب على الخلافات وفهم أننا جميعاً يجب أن نعمل حقاً من أجل ما هو بحق عالم واحد». وقال: «عندما ننظر إلى ما يحدث اليوم، وعندما نرى الكثير من الانقسامات، وعودة انقسامات قديمة، وتضاعف الانقسامات الجديدة، والصراعات التي تتسبب في معاناة هائلة في جميع أنحاء العالم، وسوريا التي تعد أكبر مثال مأساوي، فيكون الوقت ملائماً لنتذكر كلمات داغ همرشولد تلك. هذا العالم واحد ولا يحق لنا تدميره، كما لا يحق لنا السماح لهذه الانقسامات بأن تستمر لتسبب الكثير من المعاناة، وكثيرا من الألم، وتمنعنا من الاستفادة الكاملة من الفوائد التي تهبنا إياها الحضارة».
سكان الرقة السورية لا يتجاوبون مع قرار حكومي بضرورة العودة لأعمالهم
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 أبريل 2018
روما- قالت مصادر من مدينة الرقة السورية إن النظام سيبدأ عملية “تغيير ديموغرافي” جديدة في المدينة ابتداءً من شهر تموز/يونيو المقبل، ويستعد لـ”نقل آلاف السكان من مناطق أخرى إليها”، خاصة مع عدم تجاوب السكان مع قرار حكومي صدر مؤخراً حول ضرورة التحاق الموظفين الحكوميين بأعمالهم في الرقة قبل الشهر السابع من هذا العام.
ووفق المصادر، لم يلق القرار الحكومي أي تجاوب حتى الآن من سكان الرقة، ولم يعد إليها الذين نزحوا عنها بعد سيطرة الميليشيات الكردية على المدينة في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأوضحت هذه المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن سكان الرقة النازحين منها “يخشون الميليشيات الكردية التي يديرها في العمق (القوات الملثمة)، وهي مقاتلين من حزب العمال الكردستاني وقوات مكافحة الإرهاب والتدخل السريع التابعة للحزب الكردي – التركي، لا يتكلمون العربية، ويتدخلون لضبط أمن المدية ويسيرون أمورها العسكرية والمدنية من الخلف. وكذلك يخشون النظام السوري الذي له أذرع أمنية طويلة في المدينة، ويخطط لتحويلها لمنطقة محمية له، وهذا الخطر المزدوج يمنع سكان الرقة من التفكير بالعودة غليها”، وفق تقديرها.
وكانت الحكومة السورية قد أصدرت تعميماً (قراراً) لجميع موظفي الدوائر الرسمية والمؤسسات التابعة للدولة، بضرورة التحاقهم بعملهم داخل المحافظة قبل بداية شهر تموز/يوليو المقبل، تحت طائلة تحمّل المسؤولية.
ولا تُعرف الصيغة التي خطط النظام لتسيير شؤون الدوائر الرسمية والحكومية. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي سيطر الأكراد على الرقة بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة (داعش). وخرج من المدينة نتيجة المعارك والقصف المكثف على المناطق المدنية نحو 90% من السكان، ولم يعد إليها سوى نسبة بسيطة منهم مع أنها بحاجة لكل الاختصاصات والخبرات من أجل ترميم البنى التحتية المدمرة وتسيير المؤسسات الصحية والخدمية والتعليمية.
وتُعاني المدينة حتى الآن من دمار كبير طال أكثر من 70% من مبانيها، كما تعاني من عدم توافر التيار الكهربائي لقسم كبير منها.