أحداث الاربعاء 27 آب 2014
طائرات استطلاع أميركية تحلّق فوق سورية… وغارات على «داعش»
واشنطن – جويس كرم < لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
بدأت طائرات استطلاع أميركية التحليق فوق شمال شرقي سورية لتوفير «بنك أهداف» عن مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في انتظار قرار الرئيس باراك أوباما، في وقت أعلن البيت الأبيض عدم وجود خطة لـ «التنسيق» مع النظام السوري، بالتزامن مع أنباء عن تمرير أميركا معلومات إلى دمشق عبر طرف ثالث. وشن الطيران السوري أمس غارات على مواقع تابعة لـ «داعش» في دير الزور شمال شرقي البلاد.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرات الاستطلاع بدأت التحليق فوق شمال شرقي سورية منذ يومين، ما يُمهد لضربات جوية على مواقع «داعش» وسط إعداد وزارة الدفاع (بنتاغون) خططاً لهذه الضربات. ورفض البيت الأبيض أي تنسيق مع النظام السوري ضد «داعش». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «ليس هناك أي مشروع تنسيق مع نظام الأسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الإرهابي»، موضحاً أن الرئيس أوباما لم يتخذ أي قرار بضرب مواقع التنظيم في سورية.
ولا يبدو من تصريحات المسؤولين أن واشنطن قلقة من رد المضادات الدفاعية للنظام الأسد في حال اخترقت المجال الجوي السوري، إذ أكد المسؤولون الأميركيون أن «المضادات الدفاعية السورية في شرق البلاد لا تشكل تهديداً، كون مواقع الرصد إما بعيدة بعضها عن بعض أو لا تعمل». وأكدوا أن الطائرات الأميركية ستدخل من دون طلب أي إذن من النظام السوري.
لكن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، أفاد بتحليق طائرات استطلاع «غير سورية» الإثنين فوق منطقة دير الزور. وقال مصدر سوري لـ «فرانس برس»: «بدأ التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق، وزودت الأولى الثانية بمعلومات عن الدولة الإسلامية عن طريق بغداد وموسكو»، فيما أكد مصدر إقليمي للوكالة أن «دولة غربية تزود الحكومة السورية بلوائح أهداف بمراكز الدولة الإسلامية على الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن ذلك بدأ في منتصف آب (أغسطس) قبل الغارات الجوية المكثفة على محافظة الرقة (شمال) الواقعة بكاملها تحت سيطرة «داعش». واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نظام الأسد بـ «التواطؤ» وتسليم مطار الطبقة العسكري «داعش»، داعياً المجتمع الدولي إلى محاربة جميع المنظمات الإرهابية «في مقدمها نظام الأسد وداعش وميلشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية والعراقية».
ونفذ الطيران الحربي السوري 12 غارة على مواقع وحواجز تابعة لـ «داعش» في محافظة دير الزور. وأشار عبد الرحمن إلى أن الغارات «هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع الدولة الإسلامية» منذ سيطرة التنظيم على المدينة.
في نيويورك، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن أن عمل البعثة الدولية لتدمير الأسلحة الكيماوية في سورية «سينتهي في ٣٠ أيلول (سبتمبر) المقبل»، لكنه قال إن الأمم المتحدة «ستواصل العمل والتنسيق مع السلطات السورية والمعارضة لتأمين إنجاز عملية تدمير المنشآت الكيماوية داخل سورية، وعددها ١٢» خلال وقت مناسب.
إيران تسلّح الأكراد وتضغط لتسوية مع بغداد
طهران – محمد صالح صدقيان { بغداد – «الحياة»
أكدت طهران دعم «البيشمركة» بالسلاح والتنظيم، ما يؤشر إلى متغيرات على مستوى العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي ان تسليح القوات الكردية «لا يشكل أي خطر ويتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية».
من جهة أخرى، أفادت وكالة «فرانس برس» أن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد االلهيان التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة. وقال اللهيان إن المحادثات كانت «جيدة جداً ومثمرة»، وأن زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الرياض «أمر حتمي»، لكنه لم يحدد تاريخاً لذلك.
وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «نحن مع وحدة العراق واستقراره، ونرى أن تنظيم داعش يشكل خطراً كبيراً على المنطقة بأسرها، وهو خطر على الشيعة والسنة والأكراد، وحتى على الذين تعاونوا معه»، مشدداً على وقوف بلاده «إلى جانب الحكومة العراقية».
وتابع إن «طهران قدمت وستقدم المساعدات والدعم العسكري إلى الإقليم وإلى العراق، كما تدعم أي توافق بين أربيل وبغداد، وعلى الأخيرتين الإسراع في حل خلافاتهما لمواجهة عدوهما المشترك وهو داعش»، نافيا في الوقت ذاته «وجود قوات إيرانية داخل الأراضي العراقية».
أما بارزاني فقال: «طلبنا مساعدات من كل دول العالم، وكانت إيران أولى الدول التي استجابت نداءنا».
في طهران، قال مصدر إيراني لـ« الحياة » ان طلب الأسلحة جاء مباشرة من بارزاني في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، بداية آب (اغسطس) الجاري، و»أبلغنا الأمر إلى رئيس الحكومة الإتحادية نوري المالكي الذي وافق علی الطلب».
ولم يعط المصدر تفاصيل لنوعية الاسلحة المقدمة، الا ان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قال إن «المسؤولين في اقليم كردستان طلبوا المساعدة، بعد اقتراب داعش من مدن الاقليم، فاستجابت الجمهورية الإسلامية وساعدت في تنظيم قواتهم».
وكان فضلي أكد الإثنين لمسؤولين في مدينة قم ان القضية العراقية «مهمة جداً، وقد وجدنا أنفسنا في لحظة حساسة عندما أصبحت المدن المقدسة مهددة، بعدما انهارت ست فرق عسكرية عراقية، وتصاعدت السجالات، متزامنة مع ضغوط مارستها أطراف أجنبية، ما دعا إيران وحزب الله اللبناني لدعم الحكومة».
ونقل عن روحاني قوله، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، تعليقاً علی المعلومات التي تحدثت عن نية «داعش» الهجوم علی المدن المقدسة « إن كربلاء والنجف خط أحمر بالنسبة إلينا، وإذا هددهما داعش لن تمنعنا الحدود عن دعمهما».
إلى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن السفير الإيراني لدى منظمة التعاون الإسلامي رضا حميد دهقاني قوله إن «لقاء جدة كان جيداً جداً ومثمراً وان شاء الله لصالح البلدين والأمة العربية والإسلامية».
واضاف «اننا نبحث مع الاخوة في المملكة العربية السعودية في العلاقات الثنائية وفي التطورات والمستجدات والتحديات التي نواجهها في المنطقة، مثل التطرف، والهجوم الوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل».
وعما إذا تم تحديد موعد لزيارة ظريف السعودية، قال دهقاني: «هذا مرتبط بالمستقبل، ان شاء الله، وهو امر حتمي».
على صعيد العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، أكدت مصادر عراقية أن بعض القضايا العالقة، خصوصاً تمويل «البيشمركة»، ورواتب موظفي الإقليم، والتفاهم على إدارة إنتاج وتصدير النفط، ستكون مطروحة على طاولة التسويات النهائية، وان الجانب الايراني يدعم مثل هذه التسوية. وكان نواب سنة أكدوا لـ»الحياة» أمس تمسك المفاوضين عن تحالف القوى السنية، بشروطهم خصوصاً ما يتعلق منها بتسوية ملف اجتثاث البعثيين، وإصدار عفو عام.
وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال اجتماع مع رؤساء مجالس المحافظات إن «مجلس النواب سيكون ملزماً تشريع القوانين وتوزيع الواردات والثروات الطبيعية على المحافظات وإقرار قانون مجلس الإتحاد والإسراع في إقرار الموازنة العامة».
الامم المتحدة: “داعش” يرتكب جرائم حرب في سورية
جنيف – أ ف ب
قالت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة في تقرير اليوم الاربعاء إن ” الاعدامات العامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة لتنظيم (الدولة الاسلامية) اصبحت مشهدا عاديا”، مضيفة أن “الاعدامات في الأماكن العامة اصبحت مشهدا عاديا كل يوم جمعة في الرقة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) في محافظة حلب”.
واعتبر التقرير أن “داعش” يرتكب جرائم حرب في سورية من بينها “الإعدامات العلنية وتعليق الجثث على الصلبان ورجم النساء”، مؤكدا من ناحية أخرى أن “نحو 27 ألف صورة يعتقد أنها التقطت في السجون السورية يدعم أدلة على وجود تعذيب ممنهج وقتل للمعتقلين.
وقالت لجنة التحقيق الدولية التي كلفها مجلس حقوق الانسان منذ آب(اغسطس) 2011 كشف الجرائم في سورية أنه “من المعتقد أن مواد كيماوية يرجح أن تكون الكلور استخدمت في ثماني حوادث في نيسان(أبريل) وثمة أسباب معقولة للاعتقاد أن طائرات حكومية سورية ألقتها في براميل متفجرة”.
وفي إطار متصل قال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية باولو بينيرو إن محققي الأمم المتحدة أبدوا قلقهم إزاء مصير أطفال “أرغموا على الانضمام إلى معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم (داعش) في سورية”، مضيفا أن أي قرار تتخذه الولايات المتحدة بقصف معسكرات التنظيم “يجب أن يحترم قوانين الحرب”.
وأضاف “نحن على علم بوجود أطفال في معسكرات التدريب ونعتقد أن قرار الولايات المتحدة هذا يجب أن يحترم قوانين الحرب ونبدي قلقنا من وجود أطفال.”
وأبدى بينيرو قلقه إزاء “ارغام فتية على الانضمام إلى معسكرات التدريب التابعة لـ(داعش)، معتبرا أن “أي قرار تتخذه الولايات المتحدة بقصف التنظيم في سورية يجب أن يحترم قوانين الحرب”
معلومات أميركية عن “الدولة” إلى دمشق بواسطة موسكو وبغداد
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
شن الطيران الحربي السوري غارات مكثفة أمس على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق سوريا، وقت اعلنت واشنطن رفضها أي تنسيق عسكري مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اطار مواجهة التنظيم المتطرف وذلك غداة دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى انشاء “ائتلاف دولي” لمكافحة الارهاب “تكون دمشق مركزه”.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “طائرات استطلاع غير سورية حلقت الاثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات عن مواقع الدولة الاسلامية نقلت الى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية”.
وفي الاطار نفسه قال مصدر سوري مطلع رافضا ذكر اسمه ان “تنسيقا بدأ بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الاولى الثانية معلومات عن الدولة الاسلامية من طريق بغداد وموسكو”، حليفي النظام.
وكان مسؤول اميركي كبير افاد الاثنين ان واشنطن على وشك ارسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا لرصد الجهاديين المتطرفين واعداد الارض لاحتمال شن غارت جوية.
وأمس، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ملاحقة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلة الصحافي الأميركي جيمس فولي وقال إن القضاء على الجماعة المتشددة في العراق وسوريا لن يكون سهلا. وأضاف في مؤتمر للرابطة الأميركية للمحاربين القدامى في تشارلوت بولاية كارولينا الشمالية: “أميركا لا تنسى… باعنا طويل… ونحن نتحلى بالصبر… والعدالة ستطبق”.
واكد أنه سيفعل كل ما هو ضروري لملاحقة من يؤذون الأميركيين. لكنه لفت الى ان “استئصال سرطان مثل الدولة الإسلامية… لن يكون سهلا ولن يكون سريعاً”.
استطلاع جوي أميركي فوق الشرق السوري
موسكو تدرس طلب دمشق الانضمام إلى الحرب ضد «داعش»
باريس ـ محمد بلوط
الأميركيون لم ينتظروا انعقاد التحالف العالمي ضد الإرهاب، لضم الأراضي السورية إلى حقل عملياتهم، وقد باشروا العمل جوياً استطلاعاً، وتحليقاً بالطوافات، فيما تجري مشاورات سورية – روسية، لإشراك الروس في العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش».
وتدريجياً تقوم الطائرات الأميركية بطلعات فوق الأراضي السورية، قبل التوصل إلى أي إطار سياسي للتنسيق مع دمشق. وبحسب مصادر سورية مطلعة، تحدثت إلى «السفير»، فقد نفذت طوافات أميركية طلعات في اليومين الماضيين فوق الأراضي السورية، في إطار عمليات مطاردة تقوم بها في الغرب العراقي لأرتال «داعش»، التي تعمل في دير الزور والرقة، والتي يستخدمها «الدولة الإسلامية» كقاعدة خلفية لقواته في العراق، خصوصاً في منطقة الشدادي جنوب الحسكة، حيث يعيد التنظيم تجميع ما غنمه من أسلحة ومعدّات ثقيلة، من مدفعية ودبابات الجيش العراقي.
ويقول مصدر سوري مسؤول لـ«السفير» إن السلطات السورية لم تكن على علم مسبق بالطلعات التي قامت بها طوافات أميركية فوق ريف الدير الزور والرقة، وإن التنسيق يقتصر على الحصول على معلومات وإحداثيات يستفيد منها الطيران السوري، في غاراته على مراكز ومواقع «داعش»، وهي معلومات وإحداثيات تمر عبر غرفة العمليات الأميركية – العراقية المشتركة في بغداد واربيل، التي يشارك فيها 300 مستشار عسكري أميركي، يعمل على مقربة منهم في اربيل مستشارون إيرانيون، لتنسيق الدعم لقوات البشمركة، وإعادة تسليحها وتزويدها بالمعلومات عن تحركات «داعش» في المنطقة.
وأتاحت طائرات استطلاع أميركية من دون طيار، تحلق فوق سوريا منذ أيام، الحصول على إحداثيات ومعلومات ساهمت بتكثيف الهجمات الجوية السورية ضد بنك كبير من الأهداف في دير الزور.
وكان الأميركيون قد كشفوا عن عملية فاشلة قامت بها قواتهم الخاصة في بلدة العكيرشة في الرقة، في الخامس من تموز الماضي، لإطلاق سراح الصحافي جيمس فولي، الذي كان يحتجزه «داعش»، في منشأة نفطية في البلدة.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أشار بالأمس إلى أن العملية ما كان لها لتفشل لو أن الأميركيين تعاونوا مع السوريين في تنفيذها. وأشار المصدر السوري إلى أن الأميركيين يعملون أيضاً على استطلاع مواقع تابعة لـ«داعش» يحتجز فيها، على الأرجح، ستة رهائن أميركيين، من بينهم ستيفن سوتلوف، صحافي «فورين بوليسي»، والذي هدد «الدولة الإسلامية» بإعدامه.
وتضافرت عناصر ديبلوماسية عربية وروسية وإيرانية، في الساعات الأخيرة تعزز الاتجاه إلى بلورة تحالف دولي ضد «داعش». فخلال الساعات الماضية أطلق السوريون رسالة ديبلوماسية قوية من خلال إعلان موقف مؤيد وواضح لقرار مجلس الأمن الدولي 2170، الذي يستهدف تجفيف تمويل «جبهة النصرة» و«داعش»، وحثّ جيران سوريا على إغلاق معابر «الجهاد العالمي» في أراضيهم.
إذ رحب المعلم بالقرار الدولي، معلناً استعداد سوريا للتعاون في الحرب ضد الإرهاب، شرط احترام سيادتها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست «ليس هناك أي مشروع تنسيق مع نظام (الرئيس بشار) الأسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الإرهابي»، موضحاً أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ أي قرار بشأن احتمال القيام بضربات في سوريا.
وتعهّد أوباما، خلال مؤتمر للرابطة الأميركية لقدامى المحاربين في كارولاينا الشمالية، بملاحقة قتلة الصحافي الأميركي جيمس فولي، معتبراً أن القضاء على «داعش» في العراق وسوريا لن يكون سهلاً. وأعلن أنه سيفعل كل ما هو ضروري لملاحقة من يؤذون الأميركيين. وقال «استئصال سرطان مثل الدولة الإسلامية لن يكون سهلاً ولن يكون سريعاً»، لكنه أضاف «أميركا لا تنسى. باعنا طويل، ونحن نتحلى بالصبر، والعدالة ستطبق».
لكن الموافقة السورية على تنسيق مشروط، لا يعني أن السوريين يميلون إلى تسليم الولايات المتحدة قيادة أي تحالف أو أي عملية. والأرجح أن تتضح قواعد الاشتباك المطلوبة ضد «داعش» في الجانب السوري إذا ما تمّ الاتفاق على قرار جديد في مجلس الأمن يضع آليات تطبيقية للقرار 2170، ويسمح للإدارة الأميركية بالاستناد إليه، من دون الاضطرار إلى قرار أحادي الجانب.
وبديهي أن السوريين يفضلون أن تقوم حليفتهم روسيا بدور فعال في أي تحالف ضد الإرهاب، وان تؤدي دوراً موازناً للدور الأميركي، لكي لا تتحوّل الحرب ضد «داعش»، إلى مناسبة لابتزاز دمشق سياسياً في قضايا تتعلق بالتسوية، أو مقايضة دورها وغاراتها بثمن سياسي في تركيبة النظام السوري، على غرار ما جرى في بغداد.
وتقول مصادر عربية، لـ«السفير»، إن السوريين طلبوا من موسكو، دراسة المشاركة في العمليات الجوية ضد «داعش» في الشرق السوري، أسوة بالأميركيين، أو منح الجيش السوري المزيد من المعدّات من صواريخ وطائرات، لتكثيف عمليات القصف الجوي في شرق سوريا، خصوصاً بعد سقوط مطار الطبقة الاستراتيجي في الرقة.
ويقول المسؤول السوري إن الروس لا يزالون يدرسون الطلب بالمساعدة. ويبحث الروس، في المقابل، عن إطار سياسي يؤسس لأي تحالف ضد الإرهاب. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد طالب بضمّ سوريا إلى «مجموعة الأصدقاء» المدعومة من الغرب، مؤيداً ما خلص إليه رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي، من ترابط المعركة ضد «داعش» في العراق وسوريا، وضرورة قتاله في سوريا لهزيمته.
وقال ديمبسي، في كابول، إن واشنطن بدأت اجتماعات مع الحلفاء في المنطقة من أجل فهم خطر «داعش» بشكل أفضل «ليس فقط على العراق وسوريا، ولكن على المنطقة»، معرباً عن اعتقاده أن هذه اللقاءات «بدأت تؤدي إلى تشكيل نوع من الحلف»، وأن تركيا والسعودية والأردن ستنضم إلى الحلف من أجل سحق «الدولة الإسلامية».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن مسلحي «داعش» الذين استولوا على مطار الطبقة العسكري، قد يكونون استطاعوا الحصول على منظومات دفاع جوي محمولة تضرب عن الكتف، وهي النسخة الأحدث من هذا النوع من الأسلحة من طراز «اس ايه 18» والتي لا يملك الخبراء العسكريون معلومات كافية عنها.
ويقول الخبير في الأسلحة الفردية مات شرودر إن استيلاء التنظيم على القاعدة الجوية قد يكون أتاح له فرصة السيطرة على هذا النوع من الأسلحة. ولفت إلى أنه لا يملك معلومات كافية عن أحد هذه المنظومات التي ظهرت في إحدى الصور التي بثها أحد المغردين على «تويتر» بعد سيطرة التنظيم على المطار، معبراً عن اعتقاده بأنه قد يكون لديها خصائص لمنظومات الدفاع الجوي المحمولة السوفياتية الصنع من طراز «اس ايه 18»، وهو نظام لا «نراه في الكثير من الأحيان»، كما أننا «نعرف القليل جداً عنه».
أنباء عن إعدام الدولة الاسلامية جنودا سوريين في مدينة الرقة
بيروت- (رويترز): نشرت صور على الانترنت وانتشرت أنباء على تويتر الأربعاء عن إعدام الدولة الاسلامية جنودا من الجيش السوري واحتجاز البعض رهائن عقب اجتياح مقاتلي التنظيم لقاعدة جوية في شمال شرق سوريا في مطلع الاسبوع.
واجتاح مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية المنشق على تنظيم القاعدة قاعدة الطبقة الجوية القريبة من مدينة الرقة يوم الأحد بعد معارك مع الجيش السوري استمرت عدة أيام وأدت إلى مقتل أكثر من 500 شخص طبقا لما أورده المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت قاعدة الطبقة موطئ القدم الاخير لقوات الجيش السوري في منطقة يسيطر عليها متشددون استولوا على مناطق كبيرة من سوريا والعراق. وشنت الولايات المتحدة هجمات جوية على التنظيم في العراق وتدرس خياراتها في سوريا.
وأظهرت صورة نشرت على الانترنت مجموعة من المسلحين الملثمين وهم يقتلون بالرصاص سبعة رجال على الاقل راكعين عرفوا بانهم من جنود الجيش السوري. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من مصداقية الصور ومتى حدث ذلك تحديدا.
وفي صور أخرى ظهرت مجموعات لما يتراوح بين 8 و10 جنود بملابسهم العسكرية وهم يحتجزون رهائن بعضهم كان به اصابات في الوجه. وعرف ثلاثة من بينهم على انهم ضباط. وتظهر الصور فيما يبدو احتجاز نحو عشرين رهينة.
وذكرت تقارير ان احدى الصور هي لجثة طيار ظهر في التلفزيون السوري قبل الهجوم على القاعدة وهو يشرح كيف ان الجيش يستطيع بسهولة الدفاع عنها. وفي صور أخرى ظهر مسلحون آخرون وهم يمسكون السكاكين بالقرب من مجوعة من الرجال الاسرى.
وعرض التلفزيون السوري الاسبوع الماضي تقريرا شمل مقابلات مع أفراد عسكريين في القاعدة وعرض دفاعاتها قبل ان تجتاحها الدولة الاسلامية.
ويوم الاحد قال التلفزيون السوري انه بعد معركة شرسة أعاد الجيش تنظيم صفوفه وقام باخلاء ناجح للمطار مع مواصلة توجيه الضربات الى الدولة الاسلامية في المناطق القريبة من القاعدة.
والرقة هي معقل قوي للدولة الاسلامية واحتفل بعض سكان المدينة لدى سقوط القاعدة في قبضة مقاتلي التنظيم.
وقال المرصد السوري ان ما لا يقل عن 346 مسلحا من الدولة الاسلامية قتلوا كما قتل أكثر من 170 فردا من قوات الامن في قتال استمر خمسة ايام على القاعدة مما جعله واحدا من أشد المواجهات دموية بين الجانبين منذ بداية الحرب السورية.
وظهر في الصور التي نشرت على الانترنت الهجوم على القاعدة الذي استخدمت فيه دبابة واحدة على الاقل. كما أظهرت صور لاحقة جثثا على الارض وقطعا عسكرية منها طائرة وذخيرة طائرات وصواريخ ولم يتضح ما اذا كانت تعمل.
وأعلنت سوريا يوم الاثنين عن استعدادها للتعاون مع اي جهود دولية لمحاربة متشددي الدولة الاسلامية لكن متحدثا باسم البيت الابيض الامريكي قال امس الثلاثاء ان الولايات المتحدة لن تتعاون مع دمشق في التصدي لهذا الخطر.
ووافق الرئيس الامريكي باراك أوباما على قيام طائرات مراقبة أمريكية بجمع معلومات عن التنظيم المتشدد بعد نشر فيديو الاسبوع الماضي عن ذبح الصحفي الامريكي جيمس فولي بيد أحد مقاتلي الدولة الاسلامية.
الأمم المتحدة تتهم مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية بإعدام مدنيين علنا كل يوم جمعة
جنيف- (أ ف ب): قالت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة في تقرير الاربعاء ان الاعدامات العامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” اصبحت “مشهدا عاديا”.
وقالت لجنة التحقيق الدولية التي كلفها مجلس حقوق الانسان منذ آب/ اغسطس 2011 كشف الجرائم في سوريا إن “الاعدامات في الاماكن العامة اصبحت مشهدا عاديا كل جمعة في الرقة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في محافظة حلب”.
واضافت ان هذه الاعدامات ترمي إلى “ذرع الرعب في صفوف السكان” والتحقق من اخضاعهم لسلطتها.
ووفقا للتقرير يشجع الجهاديون ويرغمون احيانا السكان على حضور الاعدامات بحسب المحققين. وغالبية الضحايا من الرجال لكن تم ايضا اعدام فتيان تتراوح اعمارهم بين 15 و17 عاما وكذلك نساء.
وكلف مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة اللجنة التحقيق وتسجيل كل الانتهاكات للقانون الدولي المتعلقة بحقوق الانسان في سوريا.
وفي هذا التقرير الاخير يتهم المحققون مرة اخرى الحكومة بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. كما تتهم المجموعات المسلحة بارتكاب جرائم حرب.
واتهمت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة الاربعاء السلطات السورية باستخدام اسلحة كيميائية “الكلور على الارجح” ثماني مرات في نيسان/ ابريل في غرب سوريا.
وقالت لجنة التحقيق الدولية في تقريرها الاخير “هناك دوافع معقولة للاعتقاد بانه تم استخدام اسلحة كيميائية، الكلور على الارجح” ثماني مرات على مدى عشرة ايام في نيسان/ ابريل.
صحيفة سعودية: مبادرة عربية تقودها مصر لتسوية الأزمة السورية بـ”إزاحة الأسد” ومواجهة داعش
الرياض- (د ب أ): نقلت صحيفة (الوطن) السعودية الأربعاء عن مصادر سياسية عربية قولها إن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد الإعلان عن مبادرة عربية تقودها مصر بهدف “تسوية الأزمة السورية”، وتكوين تكتل إقليمي ودولي عسكري لمواجهة الإرهاب المتمثل في “داعش”، على أن يسبق ذلك خروج رأس النظام في دمشق من السلطة.
وأضافت المصادر “الموثوقة” المقيمة في أوروبا أن من المقرر أن تمرر المبادرة إلى الجامعة العربية كخطوة تمهد لإقناع المجتمع الدولي بها.
وأبدت المصادر قلقها من اصطدام تلك المبادرة بمشروع إيراني، يقتضي ولادة مرحلة انتقالية يرأسها بشار الأسد. وربطت بين حراك سياسي إيراني في المنطقة، كان آخره زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لجدة البارحة الأولى هدفه بحث هذا الأمر، على أمل أن تتمكن طهران من إقناع المنطقة بمشروعها “الانتقالي” في سورية.
وألمحت المصادر لدور مصري يرمي إلى “حلحلة” الأزمة، كاشفة أن السيسي خلال زيارته الأخيرة لموسكو تحدث مع المسؤولين الروس عن المبادرة ، لكنها لم تذكر تفاصيل ردة فعل موسكو على مبادرة التسوية.
واستبق نظام دمشق بوادر المبادرة عبر طرحه نفسه كـ”شريك” في مكافحة الإرهاب، بحسب ما ألمحت له المصادر.
تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم التفسير المتشدد للإسلام ضد مسلمي سوريا
بيروت- (رويترز): مع تقدم متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور السورية الشهر الماضي لم يكن أمام من قاوموهم سوى خيارين بسيطين: التوسل من أجل الرحمة أو مواجهة الموت المحتم.
وصيغ هذان الخياران بعبارات دينية لا لبس فيها من جانب المتشددين الإسلاميين. وطلب من المقاتلين المهزومين إما التوبة أو الموت. وهو خيار مبني على قواعد إسلامية تنطوي على أن مقاومة حكم الدولة الإسلامية كفر بالله.
وقال مقاتل معارض استسلم لتنظيم الدولة الإسلامية في الثاني من يوليو تموز ويعيش في حالة من الخوف على حياته منذ ذلك الحين “سلمت أسلحتي”. وما زال يعتقد أن الدولة الإسلامية قد تعدمه في أي لحظة. وقال عبر وصلة على الإنترنت “الكل معرض لهذا. الكل خائف”.
وسعيا لترسيخ أقدامه في محافظة دير الزور المنتجة للنفط بدأ تنظيم الدولة الإسلامية واحدة من أكثر موجات القمع دموية حتى الآن تضمنت إعدامات جماعية وتهديدات وإزالة منازل بينما تركز اهتمام الدول الغربية على دحر تقدم الجماعة في العراق المجاور.
وحصل البعض على عفو وفقا لشروط تنظيم الدولة الإسلامية التي تتضمن الولاء التام بينما لم تكن هناك أي رأفة بالبعض الآخر. وخص التنظيم إحدى العشائر تحديدا بالاضطهاد.
ونفذ حكم الإعدام بالمئات من أفراد عشيرة الشعيطات بعد أن رفضت قبيلتهم أن تدين بالولاء للدولة الإسلامية. واعتبر التنظيم العشيرة بأسرها “مرتدة ومعادية”.
وتنظيم الدولة الإسلامية منبثق عن تنظيم القاعدة وقد أعلن قيام خلافة إسلامية في الأراضي التي يسيطر عليها.
ويقول الأهالي إن قتل أفراد العشيرة مثال على أن كثيرا من ضحايا الدولة الإسلامية ليسوا من الأقلية الشيعية أو اليزيديين أو المسيحيين.. بل من السنة.
ومع تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق لاذت أقليات بالفرار مخافة الإعدام أو الإجبار على اعتناق الإسلام وفقا لتفسير الجماعة له. وهو تفسير وضع في حالة عشيرة الشعيطات أساسا شرعيا لأعمال قتل جماعية بحق السنة.
* كفار
ويفيد تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يرصد أعمال العنف في الحرب السورية إن الدولة الإسلامية أعلنت أن عشيرة الشعيطات طائفة غير مؤمنة ينبغي مقاتلتها كما لو كانت كافرة.
وأفاد المرصد في 16 أغسطس آب أن ما لا يقل عن 700 من أفراد العشيرة جرى إعدامهم بالفعل.
ومازال 1800 غيرهم مفقودين بعد أن احتجزهم مقاتلو الدولة الاسلامية حسبما قال المرصد. وقوبلت مساعي العشيرة لمبايعة الدولة الاسلامية بالرفض.
وقال رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد إن صور جثث الرجال الذين قتلهم مقاتلو الدولة الإسلامية فيما يبدو في مناطق الشعيطات تظهر في كل يوم. وأضاف “عبرنا مرارا عن مخاوفنا بشأن الإبادة”.
وأضاف “هذه أول مرة تستخدم فيها الدولة الإسلامية هذه المفاهيم (الدينية) ضد عشيرة بأسرها”.
وساق التنظيم بهذا أداة دينية تكفيه لسحق العشيرة التي كانت حتى وقت قريب تسيطر على عدة حقول نفط في دير الزور بحسب مصدر مطلع على الصراع. والآن صارت العوائد تصب في يد الدولة الإسلامية بالكامل.
وكانت معاملة أبناء الشعيطات رادعا قويا عن حدوث مقاومة أخرى في دير الزور وهي محافظة تحد العراق في الشرق وتقطنها أغلبية عربية سنية تنتمي بالأساس إلى عشائر تمتد عبر الحدود في العراق.
وبعيدا عن عشيرة الشعيطات التي يعتقد أن عدد أفرادها نحو 150 ألفا فقد قبل مقاتلو الدولة الإسلامية باستسلام عشائر أخرى مؤثرة في المنطقة أعلنت استسلامها للجماعة.
وشنت الجماعة في مطلع يوليو تموز تقدما سريعا في المحافظة مؤمنة بذلك ممرا في الأراضي السورية بطول نهر الفرات وحتى الحدود العراقية. يأتي ذلك بعدما اكتسبت الجماعة قوة دفع جراء المكاسب التي تحققت بسرعة في العراق.
* رمضان
وقال المقاتل المعارض الذي استسلم لتنظيم الدولة الإسلامية “لن أنسى ذلك اليوم” في إشارة لليوم الذي سيطر فيه مقاتلو الدولة الإسلامية على بلدة الشحيل على بعد 40 كيلومترا جنوب شرقي مدينة دير الزور خلال شهر رمضان.
وأضاف المقاتل الذي كان يتحدث إلى رويترز بانتظام على مدى عام أو نحو ذلك “كان الناس بصدد تناول الإفطار حينما شنت الدولة الإسلامية هجومها”.
وكان يتحدث لرويترز عبر وصلة على الإنترنت من داخل سيارته التي أوقفها أمام مقهى إنترنت كي يلتقط الإرسال اللاسلكي. فقد صادرت الدولة الإسلامية جهاز المودم الخاص به.
قال “تجري الدولة الإسلامية إحصاء مفصلا لكل الرجال. هم يسجلون الأسماء الكاملة ويؤشرون على من حاربوا ضدهم مثلي.. بمعلومات مفصلة عن السلاح الذي استخدمته والمعارك التي خضتها”.
“لا نعرف الهدف من هذا الإحصاء. هل سيجندوننا إجباريا في صفوفهم؟ هل سيبقون أعينهم علينا من أجل أمنهم؟ هل سيصادرون ممتلكاتنا مثلما بدأوا يفعلون؟”.
وكان المقاتل المعارض الذي لم ينشر اسمه لأسباب أمنية مقاتلا في جماعة مرتبطة بالجيش السوري الحر. وهو تنظيم خاص بالمعارضين السوريين المدعومين من الغرب أفل نجمه إلى حد بعيد عن المشهد مع سطوع نجم الجماعات الإسلامية المسلحة ذات التسليح الأفضل.
وشاركت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في الحرب الأهلية السورية وشاركت في جهود صد تقدم الدولة الإسلامية في دير الزور. وتخلت الجبهة الآن عن المنطقة التي كانت في وقت من الأوقات معقلا لها بعدما رفضت الاستسلام.
وبعد استشعار اقتراب الهزيمة خاطبت كتائب المعارضة الضعيفة وسيطا ليقول للدولة الإسلامية إنها مستعدة لهدنة بل مستعدة لإعلان الولاء للجماعة.
وقال المتمرد واصفا ليلة رمضان “كنا جميعا نعرف أنه إذا استمرت هذه المعركة طوال الليل.. فستكون هذه نهايتنا جميعا ونهاية بلدتنا ونهاية أسرنا”.
ولم يقتل تنظيم الدولة الإسلامية مقاتلي المعارضة ووجهاء العشائر الذين استسلموا في الشحيل. ولكنهم أجبروا أهالي البلدة البالغ عددهم 35 ألفا على المغادرة ثمانية أيام قائلين إن ذلك هدفه تفتيش المنازل وتأمين المنطقة.
وقال المقاتل المعارض “لم يكن أمامنا خيار. جميعنا غادرنا المدينة: كبارا.. رضعا.. مدنيين.. مقاتلين.. الكل”.
وأقام البعض مع أقاربهم في قرى قريبة بينما نام آخرون في الصحراء لمدة أسبوع متحملين قيظ الصيف.
وأضاف “أعلنت توبتي .. ولكني لا أؤيدهم”.
* منازل مهجورة
ولكن بالنسبة لعشيرة الشعيطات.. لم تأخذهم بهم شفقة.
وقال المقاتل المعارض وشخص آخر في المنطقة إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على ثلاث قرى للشعيطات وجعلوها منطقة عسكرية. وصودرت ممتلكات العشيرة وثروتها الحيوانية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أن من غير الممكن إبرام هدنة مع الشعيطات وأن بالإمكان قتل أسراهم وسبي نسائهم.
وقال شخص من المنطقة جرى الاتصال به عبر وصلة الإنترنت بعدما طلب عدم الإفصاح عن اسمه “ما زلنا نرى شاحنات الدولة الإسلامية محملة بالأثاث والسجاد من منازل الشعيطات في هذه القرى التي باتت الآن مهجورة تماما”.
وبدأ مقاتلو الدولة الإسلامية استخدام إزالة المنازل كإجراء عقابي. ويظهر فيديو وضع على الإنترنت مطلع الأسبوع ما بدا أنه تفجير لمنزل ريفي بينما كان المعلق على الفيديو الذي عرف نفسه بأنه من الدولة الإسلامية يشرح كيف أن المنزل يخص “كفارا” من الشعيطات.
ويقول المعلق إن هذا تحذير لكل العشائر كي تستسلم وتدين بالطاعة للدولة الإسلامية.
وأصدرت عشائر أخرى في دير الزور مناشدة للدولة الإسلامية كي تتوقف عن إلحاق الضرر بالشعيطات. وظهر وجهاء عشائر وعشائر من جماعات أخرى في فيديو ظهر يوم الأحد يناشدون زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي كي يعفو عنهم.
والتمس أحد كبار الوجهاء العفو عن أبناء الشعيطات الذين دانوا بالولاء للدولة الإسلامية وفتح صفحة جديدة.
وأشار إلى التوسع المحتمل للضربات الجوية الأمريكية على الدولة الإسلامية لتشمل الأراضي السورية قائلا إن “العدو الصليبي” يعد العدة لضرب المناطق السنية الواقعة تحت حكم الدولة الإسلامية داعيا إلى القتال يدا واحدا ضد أعداء دين الله.
الدولة الإسلامية تطلب 6،6 مليون دولار للإفراج عن رهينة أمريكية
واشنطن- (د ب أ): ذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يطلب فدية قيمتها 6،6 مليون دولار للإفراج عن رهينة أمريكية.
وذكرت محطتا (إن بي سي) و(إيه بي سي) الأمريكيتيان الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) أن الأمريكية المختطفة (26 عاما) كانت في سورية في مهمة إنسانية.
وبحسب البيانات، اختطفت الأمريكية مطلع آب/ أغسطس عام 2013.
كما طلب التنظيم من الولايات المتحدة الإفراج عن عالمة الأعصاب الباكستانية عافية صديقي المحكوم عليها بالسجن عام 2010 لمدة 86 عاما بتهمة الهجوم على جنود أمريكيين في أفغانستان.
وتستند المحطتان في بياناتهما إلى ممثل عن عائلة الرهينة الأمريكية الذي رفض الإفصاح عن اسمها حرصا على سلامتها.
والرهينة ضمن أربعة أمريكيين على الأقل محتجزين حاليا في سورية والعراق.
ويهدد مسلحو التنظيم بقتل الرهائن الأمريكيين، الذين من بينهم أيضا الصحفي الأمريكي ستيفين سوتلوف المفقود في سورية منذ عام 2013.
يذكر أن فيديو ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي (40 عاما) أثار حالة من الفزع على مستوى العالم.
وتم الإفراج مؤخرا عن الصحفي الأمريكي بيتر ثيو كورتيس بعد عامين من اختطافه في سورية.
واشنطن تخطط لضربات جوية على «الدولة الإسلامية» وترفض التنسيق مع الأسد
■ واشنطن – أ ف ب: استبعد الثلاثاء البيت الابيض، الذي يدرس امكانية توجيه ضربات جوية الى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، اي تنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مكافحة هذا التنظيم الجهادي المتطرف، فيما هدد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقتل «اول عسكري» لبناني من الأسرى المحتجزين لديه ما لم يتم تحييد حزب الله عن المفاوضات، كما تحدثت مصادر في المعارضة السورية لـ»القدس العربي» عن بدء التنظيم حشوداً كبيرة لاقتحام مطار دير الزور.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست «ليس هناك اي مشروع لإقامة تنسيق مع نظام الاسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الارهابي».
وكان نظام دمشق ابدى استعداده للتعاون مع واشنطن، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق معه قبل توجيه اي ضربة على اراضيه وإلا فإنه سيعتبرها «عدوانا».
واعلنت الولايات المتحدة مساء الاثنين انها ستجري طلعات استطلاعية فوق الاراضي السورية تمهيدا لضربات جوية محتملة لقواعد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
واكد المتحدث باسم البيت الابيض، ما سبق ان قاله امس، من ان الرئيس باراك اوباما لم يتخذ بعد اي قرار بشأن احتمال القيام بضربات في سوريا.
ومنذ ايام تتحدث الولايات المتحدة، التي وجهت نحو مائة ضربة جوية لقواعد تنظيم الدولة الاسلامية في شمالي العراق منذ 8 اب/اغسطس الماضي، عن امكانية توسيع هذه الغارات الى سوريا المجاورة بعد ذبح الصحافي الامريكي جيمس فولي على يد عناصر هذا التنظيم المتطرف.
وهدد تنظيم «الدولة الاسلامية»، المعروف باسم «داعش»، في منطقة القلمون السورية أمس الثلاثاء بالبدء بقتل «اول عسكري» لبناني من الأسرى المحتجزين لديه «بعد 24 ساعة»، على أن يعمد إلى قتل اسير «كل ثلاثة أيام»، اذا لم يتم تحييد «حزب الله» عن المفاوضات لتأمين اطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الاسرى مقابل معتقلين اسلاميين في السجون اللبنانية، وتبدأ الحكومة اللبنانية «عملا جديا» لإنهاء الأزمة.
وقالت «الدولة الاسلامية» انها «قبلت ان تدخل في مفاوضات مع الدولة اللبنانية للإفراج عن الاسرى لديها مقابل الافراج عن بعض المعتقلين لديهم (الدولة اللبنانية) واحترام حقوق النازحين وصون كرامتهم».
ولكن التنظيم رأى أن «حزب الله» وبسبب «تحكمه بمفاصل الدولة اللبنانية قام بأعمال إجرامية الهدف منها عرقلة المفاوضات من حرق للمخيمات وتهجير النازحين (في منطقة عرسال الحدودية اللبنانية) والقيام بحملة اعتقالات ومنع المنظمات (الانسانية) من دخول عرسال وتقديم مواد اغاثية وادوية للاطفال».
وأضاف «لذا نثني على الدولة اللبنانية ان لا تكون سببا في قتل ما بين ايدينا من اسرى، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص»، معتبرا ان الجانب اللبناني يرفض المفاوضات «بعرقلتها» وبالتضييق على النازحين.
وأنذرت «الدولة الاسلامية» في بيانها «أننا سنقوم بقتل اول عسكري ممن بين ايدينا بعد 24 ساعة ويليه قتل اول عسكري كل ثلاثة ايام من تاريخ هذا الانذار اذا لم يتم تحييد حزب اللات عن المفاوضات والبدء بعمل جدي من قبل الحكومة اللبنانية للوصول الى حل لهذه الأزمة.»
ورأى التنظيم ان الأزمة الحالية «تم توريط الجميع بها بخدعة» من «حزب الله»، في اشارة الى المعارك التي اندلعت في 2 أغسطس/ آب الجاري، في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له بـ»الإرهابيين والتكفيريين»،على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء «فجر الإسلام» السوري، الذي كان بايع تنظيم «الدولة الاسلامية» قبل فترة.
وأكدت مصادر المعارضة لـ»القدس العربي» أن معركة مطار دير الزور قد اقتربت، وأن الغارات الجوية المكثفة للنظام السوري تريد تأخير الحسم، والانتقام لهزيمتها في مطار الطبقة العسكري.
من جهة أخرى قالت المصادر ان كتائب الجيش الحر والجبهة الإسلامية في الغوطة الشرقية لدمشق قد شكلت جيشا موحدا بقيادة زهران علوش قائد لواء «جيش الإسلام».
المعارضة السورية تستبعد نجاح الغارات الجوية الأمريكية بدون خطة تنسيق معها
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: مع من ستتعاون الإدارة الأمريكية في سوريا، مع النظام أم مع الجيش السوري الحر؟ سؤال مطروح والجواب انها ستتجنب بشار الأسد في محاولتها لحشد الدعم الإقليمي ضد تنظيم لدولة الإسلامية – داعش.
ولن يكون في هذا التحالف مكان لنظام بشار الأسد رغم ان الحكومة السورية رحبت بضرب داعش ولكنها طالبت بالتنسيق معها حسب وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وبالمقابل نقل موقع «دايلي بيست»عن متحدثين باسم الجيش الحر ومسؤولين في الإئتلاف الوطني السوري قولهم ان الغارات الأمريكية لن تكون كافية لهزيمة داعش ما لم ترفق بخطة منسقة على الأرض مع مقاتليهم. وقالوا ان لديهم القدرات الاستخباراتية التي تبحث الولايات المتحدة عنها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وضرب أهدافها. وقالوا ان الدعم الغربي لهم لمواجهة داعش ظل غير منسق وبدون حماسة خاصة بعد اندلاع القتال بين الجيش الحر وداعش بداية العام الحالي. والنتيجة كانت ضعف المعارضة وتعزز قوة الجهاديين.
وأشار تقرير موقع «دايلي بيست»إلى ان الجهود الدولية لمساعدة المعارضة السورية وقادتها الولايات المتحدة لم تتعد تدريب مجموعات من مقاتلي المعارضة في الأردن وتركيا وهو ما لم يكن كافيا لتقوية جانب الجيش الحرالذي كان يواجه داعش في شمال وشرق البلاد. بل وعزز داعش من قواته العسكرية والمالية بعد التقدم الذي أحرزه في العراق وحصل على معدات عسكرية متقدمة. ويشير التقرير إلى ان المعارضة السورية تلقت اتصالات من قوى غربية تطلب منها المساعدة في احتواء خطر داعش في سورية.
طائرات تجسس
ويأتي هذا في وقت ذكرت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» ان الرئيس أوباما صادق على طلعات استخباراتية فوق سوريا كمقدمة لعملية عسكرية محتملة. وتقول ان ما يقلق الإدارة هو كيفية استهداف المقاتلين السنة بدون مساعدة نظام بشار الأسد.
وقال مسؤولون في الدفاع ان الإدارة أرسلت طائرات بطيار وبدون طيار للقيام بطلعات جوية فوق سوريا، واحتمال استخدام طائرات درون وطائرات التجسس «يو 2». وبحسب مسؤولين بارزين في الإدارة فقد صادق الرئيس أوباما على العمليات نهاية الأسبوع الماضي. وينظر للطلعات الجوية كخطوة مهمة في اتجاه التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا ويمكن ان تغير معادلة الحرب الأهلية.
كما تعبر التطورات عن اعتراف بأهمية جمع الحصول على معلومات استخباراتية كي تتوضح الصورة ولتتمكن الإدارة من توسيع العمليات العسكرية في سوريا. وبحسب «وول ستريت جورنال» فقد طلبت القيادة المركزية التي تقوم بالإشراف على العمليات في الشرق الأوسط تزويدها بطائرات استطلاع بما فيها طائرات بدون طيار حتى تجمع المعلومات حول أهداف محتملة. ونقلت عن مسؤول بارز قوله «تقوم وزارة الدفاع – البنتاغون بالتحضير لعمليات استطلاع فوق سوريا»، مضيفا «لم يتم اتخاذ قرار بعد لتنفيذ الغارات، ومن أجل المساعدة في اتخاذ القرار فأنت بحاجة لمعرفة بالوضع قدر الإمكان». ويقول مسؤول دفاعي ان طائرات الاستطلاع سيتم احضارها من أوروبا وأفريقيا لان «الدرون» وكل طائرات الاستطلاع الموجودة في الشرق الأوسط تستخدمها المخابرات ووحدات الاستطلاع. ودفعت القيادة المركزية باتجاه تزويدها «بالدرون» لانه بدون هذه الطائرات فلن يكون بإمكان أوباما تطوير خيارات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله «يجب ان نكون مستعدين». وتشير إلى ان الوضع في سوريا مختلف عنه في العراق، ففي هذا البلد تحلق طائرات «درون» في الجو ولديها مصادرها الاستخباراتية من شبكة العملاء، والأكراد والحكومة العراقية. وفي الوقت الذي طورت فيه الاستخبارات الأمريكية شبكة من المقاتلين السوريين الذين يقدمون لها المعلومات إلا انها تظل محدودة في مستواها وطبيعة ما لديها من معلومات.
لن نخبر الأسد
وبحسب مسؤولين في الإدارة فلن يتم إعلام الحكومة السورية بالأمر، خاصة ان أوباما طالب في أكثر من مناسبة بتنحي الرئيس السوري، ولا تريد الإدارة والحالة هذه الظهور بمظهر من يساعد حكومته.
وبناء على الخطط المعدة في البنتاغون فسيتم استهداف داعش داخل المنطقة التي محا فيها التنظيم الحدود بين العراق وسوريا وتجنب استهدافه في داخل العمق السوري. وفي الوقت نفسه تتحرك الإدارة من أجل تعزيزالدعم للجماعات السورية المعارضة «المعتدلة».
ولن تكوالمرة الأولى التي ستخرق فيها طائرات الاستطلاع الأمريكية الأجواء السورية ففي 4 تموز / يوليو نفذت وحدات من القوات الخاصة عملية في داخل العمق السوري وبحماية من طائرات الاستطلاع في محاولة لتحرير الأمريكي جيمس فولي وغيره من الرهائن الذين اختطفهم تنظيم داعش. وكان الرئيس أوباما قد التقى يوم الإثنين مع وزير الدفاع تشاك هاجال ومستشارين آخرين لمناقشة الخيارات المتوفرة لدى الولايات المتحدة. لكن أوباما لم يقرر بعد التدخل مباشرة حيث أكد البيت الأبيض انه لا يخطط للتعاون مع الأسد أو حتى إعلامه بالأمر.
وبحسب بنجامين رودز نائب مديرة الأمن القومي «لا علاقة له بعدو عدوي صديقي»، مضيفا ان التعاون مع الأسد سيؤدي لتهميش السنة في سوريا والعراق، وهم مهمون في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». ومع ذلك يعترف مسؤولون في الإدارة ان التهديد المباشر الذي بات يمثله داعش على حياة الأمريكيين عقد من حسابات الإدارة في نزاع حاولت جاهدة تجنب الانجرار إليه.
في الرقة
وبحسب الخطة التي تناقشها الإدارة حاليا فسيتم استهداف قادة داعش البارزين في داخل معقله السوري، أي مدينة الرقة وكذلك ملاحقتهم في مواقع معزولة قرب الحدود مع العراق. وهناك أكثر من سيناريو لضرب أهداف داعش بدون السماح للدفاعات الجوية السورية التدخل منها قيام الطائرات الأمريكية بالتحليق قرب الحدود السورية وضرب الأهداف في سوريا مستخدمة أسلحة دقيقة وذات مدى طويل.
ويمكن للجيش الأمريكي التشويش على النظام الدفاعي السوري من خلال إرسال إشارات تجعل من الصعوبة بمكان أمام السوريين اكتشاف دخول الطائرات الأمريكية المجال الجوي السوري، وفي هذه الحالة لن يكون أمام المقاتلات الأمريكية إلا وقتا محدودا لضرب مواقع داعش. وعليه فيمكن في سيناريو ثالث للجيش الأمريكي إرسال مقاتلاته بي-2 التي لا يمكن للرادار اكتشافها، ويمكنها ضرب مواقع في سوريا باستخدام صواريخ «تومهوك» التي تنطلق من بارجة في وسط البحر.
لا تريد خسارة المعارضة
ويأتي تجنب الولايات المتحدة التعاون مع الأسد لمخاوفها من الضغط على المعارضة السورية التي ستجد نفسها محاصرة من النظام وداعش، وبحسب فردريك هوف الذي عمل سابقا في الخارجية الأمريكية «فسنجد انفسنا نتحرك باتجاه موقع غير مريح، وسنكون مثل من يمشي بلا وعي لكمين». ويراهن البيت الأبيض على إمكانية مساعدة الغارات الجوية للمعارضة التي تواجه كلا من الأسد وداعش خاصة في منطقة حلب. ويواجه الجيش الحر خطر خسارة معابر آمنة نحو الحدود التركية. ونقل عن أبي شهبندر، المتحدث باسم الإئتلاف الوطني «لقد عبر قادة الجيش الحر الذين يقاتلون في شمال سوريا عن استعدادهم للتنسيق مع الولايات المتحدة في الغارات على داعش».
ومع ذلك لا يملك الجيش الحر القدرات العسكرية المتوفرة لدى قوات البيشمركة الكردية التي تعمل بالتنسيق مع الأمريكيين في مواجهة قوات داعش في شمال العراق، ولم ينجح مقاتلو الجيش الحر وبالدعم المحدود الذي حصلوا عليه من الولايات المتحدة حرف ميزان المعركة لصالحهم. وكان المسؤول الإعلامي في البنتاغون الأدميرال جون كيربي قال ان وزير الدفاع هاجال يفكر ببرنامج لتدريب وتسليح المعارضة السورية. من الأسباب التي تدفع الإدارة عدم التعاون مع النظام السوري هو محاولتها لتشكيل تحالف إقليمي ضد داعش يضم دولا مثل تركيا والسعودية والأردن. وبحسب باحث في معهد التقدم الأمريكي فعملية تشكيل هذا التحالف ستكون صعبة حالة نظرت هذه الدول للغارات كوسيلة لتعزيز سلطة الأسد.
وتحاول الإدارة في الوقت نفسه دفع الحكومة العراقية للعمل أكثر في مواجهة تهديد الجهاديين. فقد اتصل جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي يوم الإثنين مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي للتأكيد على أهمية تشكيل حكومة عراقية تستطيع الحصول على دعم في البلاد ومن دول المنطقة لقتال داعش.
دغدغة
وبدون خطة على الأرض يرى مقاتلو الجيش الحر ان الغارات لن تكون إلا «دغدغة» لداعش ولن تنجح في تدمير مواقع التنظيم بل وسيزيد التدخل الأمريكي من سوء الأوضاع إلا في حالة تم التنسيق مع الجيش الحر على الأرض. وفي الوضع الحالي فليس بإمكان المقاتلين السوريين التحضير للضربة العسكرية، لانهم لم يعودوا يثقون بالرئيس أوباما ولعدم توفر القدرات العسكرية لديهم. ونقل «دايلي بيست»عن حسام المري المتحدث باسم الجيش الحر قوله ان غارات أمريكية ضد داعش في سوريا «لن تكون مفيدة، لانها لن تهزمه»، مضيفا ان «داعش ليس دولة يمكن توجيه ضربة له وما هو إلا مجموعة من رجال العصابات سيهربون إلى الصحراء السورية في الشرق، وعندما يدخلون المدن يقومون باستخدام البنايات المدنية، ولهذا فالغارات لن تكون كافية للتخلص من هؤلاء الإرهابيين، وفي الوقت نفسه قد يقومون باستهداف المدنيين وهذه هي المشكلة».
ويشعر قادة الجيش الحر بالإحباط لأن الولايات المتحدة لم تلتفت بما فيه الكفاية للوضع في سوريا. ويقول إياد شمسي، المسؤول عن الجبهة الشرقية ان «قتل داعش لجيمس فولي وتهديده بقتل صحافي أمريكي آخر يظهر كيف لم تلتفت الولايات المتحدة كثيرا لخطره على سوريا».
وكان شمسي قد قاد مقاتلي الجيش الحر في مدينة دير الزور كبرى المدن السورية على الحدود والتي سقطت بيد داعش في تموز/يوليو وبعد مناشدات حارة للمساعدة التي لم يستجب لها الغرب. ويحذر شمسي وقادة الجيش الحر الآخرين من إمكانية سقوط حلب التي تعتبر أكبر جبهة ضد داعش. وكشف كيف تلقت المعارضة السورية اتصالات من دول غربية طلبت مساعدتها في مواجهة خطر الجهاديين ووعدت بتقديم المساعدة اللازمة. وتعرض المعارضة خدماتها في مجال الاستخبارات حيث تقول ان لديها الإمكانيات الاستخباراتية للمساعدة في تحرير الرهائن لدى داعش.
وتعتقد ان التنظيم يحتجزهم في سجن تحت سد الرقة. ويقول أحدهم ان «العمل مع الجيش الحر مفيد، نحن سوريون ونعرف متى وكيف نتحرك في البلد». ويرى قادة المعارضة السورية ان السياسة الأمريكية والغربية لقتال داعش يجب ان تشمل على مساعدة الجيش الحر ودعم المجتمع المدني كي يستطيع مواجهة أيديولوجية داعش. ويقول بسام بربداني، وهو ناشط الحركة من أجل التغيير، منظمة غير حكومية في أمريكا «انْ كانت الولايات المتحدة جاد في مواجهة داعش وليس محاولة احتوائه فهي بحاجة لسياسة قوية في سوريا».
ورغم كل هذا فقد خفضت المعارضة المعتدلة من سقف توقعاتها من أوباما وهو الذي قال الشهر الماضي ان فكرة قدرة جيش من مقاتلي المعارضة على هزيمة النظام السوري «فانتازيا».
أسباب تفضيل واشنطن المعارضة السورية لا النظام ضد “داعش”
تحليل إخباري ــ أحمد كيلاني
ترى بعض المصادر الأميركية أن مسألة استهداف تنظيم “داعش” في سورية، عبر غارات جوية، أصبحت محسومة داخل إدارة الرئيس باراك أوباما، في حين تكشف بعض المصادر العراقية أن طائرات استطلاع أميركية من دون طيار باشرت بالفعل عملية مسح للأراضي السورية المجاورة للعراق، من أجل تحديد مواقع التنظيم في مدينتي دير الزور والبوكمال، ومناطق أخرى مجاورة للمدينتين.
ومع تسرب مثل تلك الأنباء عن أروقة القرار الأميركية، لم يعد السؤال المركزي ما إذا كانت واشنطن ستلجأ لضرب التنظيم في سورية، بل أصبح السؤال الأهم اليوم حول هوية القوى الموجودة على الأراضي السورية التي قد تتعاون واشنطن معها من أجل القضاء على التنظيم.
وهنا تكمن الإشكالية الأكبر التي تواجه الإدارة الأميركية. وفي هذا السياق، يدور الحديث الأميركي في الكواليس، حول إمكانية فتح قنوات التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد، للقضاء على التنظيم. وبموازاة تلك الأحاديث، تعلو أصوات الجمهوريين في واشنطن حول ضرورة تسليح الجيش الحر وفصائل “المعارضة المعتدلة”، واستحالة التعاون مع الأسد، محملة إدارة أوباما المسؤولية عن تمدد سيطرة “داعش” نتيجة التقاعس منذ البداية في التدخل لصالح قوى المعارضة في سورية.
مما لا شك فيه أن طرفي الصراع في سورية، النظام والمعارضة، تابعا خلال الأيام الماضية، التصريحات الفرنسية والبريطانية والأميركية حول ضرورة تشكيل حلف موحد في مواجهة خطر “الدولة الإسلامية” في المنطقة، وانطلاقاً من ذلك، يتسابق الطرفان لاستغلال وكسب رضا واشنطن من أجل الانخراط في ذلك الحلف. ولأول مرة منذ ظهور التنظيم، قام طيران النظام بسلسلة غارات استهدفت مواقعه في مدينة الرقة، وذلك غداة قرار مجلس الأمن رقم ٢١٧٠ الذي اعتبره النظام بأنه جاء لمصلحته، واعترافاً بدوره بمحاربته للإرهاب، وهو ما عاد وكرره وزير الخارجية وليد المعلم.
لكن قصف طيران النظام لمواقع “داعش” في الرقة جاء أيضاً في أحد أسبابه نتيجة خساراته الكبيرة في مواقع “الفرقة 17”. ولم يحل القصف دون خسارة النظام أخيراً، مطار الطبقة العسكري في الرقة بشكل كامل لصالح “داعش”، الأمر الذي ينذر بتحقيق التنظيم لانتصارات واسعة في الأراضي السورية. وغداة السيطرة على المطار، تتجه الأنظار اليوم نحو مطار مدينة دير الزور، إذ تشير التوقعات إلى أن المعركة المقبلة لـ”الدولة الإسلامية” ستكون بالسعي إلى السيطرة على المطار والأحياء المتبقية من المدينة التي ما زالت تحت سيطرة النظام، لتأمين ظهر التنظيم في الأراضي السورية.
وكانت المعارضة قد تكبدت خسائر كبيرة في المناطق التي كانت تسيطر عليها في ريف دير الزور شرقاً لصالح التنظيم، ويعمل التنظيم منذ أسابيع على استعادة المناطق التي كان قد انسحب منها مطلع العام الجاري، في ريف حلب الشمالي والشرقي، واستطاع بالفعل إعادة إحكام السيطرة على بعضها.
وفي نظرة سريعة للخريطة العسكرية لتمدد “الدولة الإسلامية” على الأراضي السورية، وإمكانات تعاون واشنطن مع أحد طرفي الصراع للقضاء على التنظيم، يبدو واضحاً أن الكفة تميل إلى فصائل المعارضة وليس الأسد، لأسباب عدة: أولاً لأن أغلب المناطق الذي يسيطر عليها “داعش”، هي مناطق فرضت فصائل المعارضة سيطرتها عليها لوقت طويل نسبياً، ولا تزال المعارضة موجودة في محيط تلك المناطق، ما يمكّنها من مساعدة واشنطن بشكل أكبر في القضاء على التنظيم في حال تم إمدادها بالسلاح اللازم.
ثانياً، لأن واشنطن ستواجه صعوبة كبيرة في إقناع الرأي العام العربي والإقليمي والغربي في حال قررت التعاون مع نظام الأسد في مواجهة “داعش” والقضاء عليه، وما يعني ذلك التعاون من اعتراف رسمي بشرعية النظام السوري وإعادته لحضن المجتمع الدولي بعد عشرات آلاف القتلى وملايين اللاجئين السوريين.
ثالثاً بسبب إنهاك الجيش السوري النظامي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ إن قوات النظام السوري اعتمدت بشكل رئيسي في الآونة الأخيرة في انتصاراتها ضد المعارضة، على الميليشيات الداعمة لها، العراقية منها واللبنانية، بالإضافة إلى اعتماد البراميل المتفجرة في قصف مناطق المعارضة، وليس اقتحام القوات البرية.
ومع تصاعد الحديث عن ضربة أميركية محتملة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، بدأ التنظيم يتحسب للضربة، وما قد يترتب عليها من تحرك على الأرض. انطلاقاً من ذلك، وتجنباً لتشكيل أي نوع من أنواع مجالس الصحوات التي شهدها العراق في فترة سابقة، لجأت “الدولة الإسلامية” إلى إعدام نحو 700 شخص من عشيرة “الشعيطات” في دير الزور أخيراً بهدف ترويع العشائر السورية إن فكرت في الانتفاض ضد التنظيم.
حتى الآن لم تتضح ركائز الاستراتيجية الأميركية للقضاء على التنظيم، وهو ما يرجح خبراء أنه يحتاج إلى سنوات، وربما أن السبب الأساسي في عدم وضوح هذه الاستراتيجية نابع من تشابكات القضية، فأي تدخل ضد التنظيم ضمن المعطيات الراهنة، سيصب في خدمة النظام السوري.
وبدا لافتاً في هذا السياق اجتماع دول أصدقاء سورية الأساسيين في جدة، قبل 3 أيام، للتباحث حول مواجهة خطر “داعش”، بدون أن يأتي في البيان الختامي على أي ذكر لموضوع النظام السوري. يبدو الأمر مفهوماً بالنظر لتعقيدات وتشابكات المشهد، وهو ما يحتم على كل الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، صياغة استراتيجية متكاملة تتضمن أسساً لحل سياسي للأزمة السورية، قد يتطلب ضغوطاً كبيرة على كافة الأطراف لتقديم تنازلات تنقذ البلاد من المسار الكارثي الذي انحدرت إليه في العامين الأخيرين.
سورية: صراع على إدارة معبر باب السلامة بحلب
حلب ــ مصطفى محمد
استعادت “الجبهة الإسلامية” السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، بعد أن كانت فقدت السيطرة عليه، أمس الثلاثاء، لعدة ساعات، إثر اقتحامه من “لواء عاصفة الشمال”، إحدى الفصائل التي تشارك الجبهة في إدارة المعبر.
وأكد المسؤول الإعلامي، لمعبر باب السلامة، يوسف عيسى، “عودة المعبر لسيطرة الجبهة الإسلامية، بعد انسحاب قوات لواء العاصفة منه”.
وأشار إلى أن الأخيرة “اعتقلت جميع العاملين في المعبر، بعد اقتحامه، وكان من بين المعتقلين مدير المعبر، مصطفى نجار، ثم انسحبت بعد الإفراج عنهم”. ولفت إلى أن “المعبر ومحيطه يشهدان الآن حالة من الهدوء”.
ويعود تفجر الخلاف الجديد في معبر باب السلامة، بحسب مصادر محلية إلى “القرار الأخير الذي اتخذته إدارة المعبر، بترحيل 400 عائلة من المخيم المؤقت المتواجد في حرم المعبر، لجهات مجهولة”. ليتطور الخلاف نحو استخدام السلاح، وحشد لواء “عاصفة الشمال” عناصره، واقتحام المعبر، واعتقال أغلب القيادات المكلفة بتسيير أموره.
من جهته، اعتبر مدير احد المشافي الميدانية، في مدينة اعزاز، ويدعى مؤيد قبطور أن “بعض عمال المعبر يقومون بتصرفات غير لائقة بحق الأهالي”. وطالب “الجميع بتأمين قيادة مدنية للمعبر، تؤمن للمسافر الخدمة المثلى، على أن يوضع العائد المادي في خدمة الثورة”.
وسارعت الجبهة الإسلامية إلى ارسال رتلين عسكريين، إلى محيط المعبر، لتأمينه.
ويعد “باب السلامة” المعبر الوحيد التابع للمعارضة في حلب، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، على معبر “جرابلس” الحدودي. وكان لواء “عاصفة الشمال” يدير المعبر بالكامل، لكن بعد تفجر الخلاف بينه وبين تنظيم الدولة “داعش” بداية العام الحالي، طلب من “الجبهة الإسلامية” مساندته، واتفق الطرفان حينها على تقاسم الإدارة.
الأمم المتحدة: 2000 مهاجر غرقوا في المتوسط خلال عام
الأناضول، رويترز، أسوشيتد برس
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء، أن نحو 2000 شخص فروا من أفريقيا والشرق الأوسط ليلقوا حتفهم غرقاً في مياه البحر المتوسط هذا العام، وقد قضى معظمهم في الشهور الثلاثة الأخيرة لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من الأراضي الليبية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضيّة ميليسا فليمينغ في تصريح صحافي نقلته وكالة رويترز: “في المجمل، نعتقد أن 1889 شخصاً هلكوا هذا العام، لدى خوضهم مثل هذه الرحلات، 1600 منهم منذ بداية يونيو/حزيران”.
وتشير المفوضية إلى أن ما مجمله 124 ألفاً و380 شخصاً وصلوا إلى أوروبا على متن قوارب منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وقد فرّ عدد كبير منهم من الحروب والعنف والاضطهاد. وجاء وصول الكثير منهم بعدما أنقذتهم البحريّة وحرس السواحل الإيطاليين.
وتستضيف إيطاليا حالياً أكثر من 108 آلاف شخص وصلوا على قوارب، أي بما يزيد كثيراً عن أي بلد آخر في المنطقة. من جهتها، تستقبل اليونان نحو 15 ألفاً إما جرى إنقاذهم أو انتشالهم من مياهها الإقليميّة. ويوجد نحو 1800 في أسبانيا وأكثر من 300 في مالطا.
وأوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن نحو 14 ألفاً وصلوا إلى إيطاليا في الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً ومنهم 8600 وصلوا بمفردهم أو انفصلوا عن أسرهم وهم في الطريق.
أضافت أن البيانات تظهر ارتفاعاً كبيراً في حركة المهاجرين والوفيات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وتابعت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا بحراً إلى أوروبا بلغ نحو 69 ألفاً في العام 2011 و22 ألفاً وخمسمائة في العام 2012 و60 ألفاً في العام الماضي.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قالت البحرية الإيطالية إنها أنقذت 364 مهاجرا على مدى يومين بعد أن غرق مركب الصيد الذي كان يقلهم قبالة ليبيا. وجرى انتشال جثث 24 غرقوا خلال الحادث.
ويتضمن عدد القتلى الذي ذكرته المفوضية أكثر من 300 شخص توفوا في ثلاثة حوادث منفصلة منذ 22 أغسطس آب حينما انقلبت قوارب قبالة الساحل الليبي.
وكان مسؤول في خفر السواحل الليبية، أفاد اليوم الثلاثاء أن نحو مائة مهاجر إفريقي على الأقل،
غرقوا قبالة السواحل الليبية بالقرب من العاصمة طرابلس، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وقال عبد اللطيف إبراهيم: تم العثور على الغرقى قبالة شواطئ مدينة القرة بوللي، الواقعة على مسافة خمسين كيلومتراً شرق طرابلس.
وانقلب القارب الذي كان يقل 250 مهاجراً في وقت متأخر الجمعة، وتبحث قوات خفر السواحل الليبية عن ناجين.
وفي وقت سابق، قال إبراهيم: تم إنقاذ ستة عشر شخصاً. مشيراً إلى أن خمسة أطفال من بين الضحايا.
وعلى الجهة المقابلة من المتوسط، ارتفع عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في حادثة غرق قارب، كان ينقل مهاجرين غير شرعيين، قبالة سواحل جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية، إلى (30) شخصاً.
ونقلت وكالة الأناضول عن بيان للبحرية الإيطالية، أنها أرسلت قارب بحثٍ وإنقاذ إلى المكان الذي غرق فيه مركب اللاجئين يوم الأحد الماضي، وأن فرق البحث، والإنقاذ تمكنت من انتشال (24) جثّة.
وأفاد مسؤولون أن ستة لاجئين فقدوا حياتهم في وقت سابق، وأن السلطات الإيطالية نقلت(364) مهاجراً تم إنقاذهم مع الجثث، إلى الساحل الشرقي لجزيرة صقلية.
الدولة الإسلامية ونظام الأسد وجهان لعملة واحدة
إيلاف- متابعة
الأول يعدم المدنيين علنًا والثاني استخدم الكيميائي في أبريل
لا يختلف نظام الأسد كثيرًا عن مسلحي الدولة الإسلامية حين يتعلق الأمر بارتكاب جرائم حرب. فبحسب تقرير أممي، أصبح مشهد الإعدام عاديًا في المناطق الخاضعة للتنظيم، فيما اتهم المحققون نظام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية ثماني مرات في نيسان.
جنيف: قالت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة في تقرير، اليوم الاربعاء، إن الاعدامات العامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” أصبحت “مشهدًا عاديًا”.
وقالت لجنة التحقيق الدولية التي كلفها مجلس حقوق الانسان منذ آب (اغسطس) 2011 كشف الجرائم في سوريا إن “الاعدامات في الاماكن العامة اصبحت مشهدًا عاديًا كل جمعة في الرقة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في محافظة حلب”.
وأضافت أن هذه الاعدامات ترمي الى “زرع الرعب في صفوف السكان” والتحقق من اخضاعهم لسلطتها. ووفقاً للتقرير، يشجع الجهاديون ويرغمون احيانًا السكان على حضور الاعدامات بحسب المحققين. وغالبية الضحايا من الرجال لكن تم ايضًا اعدام فتيان تتراوح اعمارهم ما بين 15 و17 عامًا، وكذلك نساء.
وكلف مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة لجنة التحقيق تسجيل كل الانتهاكات للقانون الدولي المتعلقة بحقوق الانسان في سوريا.
جرائم الحكومة
وفي هذا التقرير الاخير، يتهم المحققون مرة اخرى الحكومة بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. كما تتهم المجموعات المسلحة بارتكاب جرائم حرب.
واتهمت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة الاربعاء السلطات السورية باستخدام اسلحة كيميائية “الكلور على الارجح” ثماني مرات في نيسان (أبريل) في غرب سوريا. وقالت لجنة التحقيق الدولية في تقريرها الاخير “هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأنه تم استخدام اسلحة كيميائية، الكلور على الارجح”، ثماني مرات على مدى عشرة ايام في نيسان.
“الدولة الإسلامية” يستعد للهجوم على مطار دير الزور العسكري
وكالات
التنظيم أعدم وصلب مقاتلًا من جبهة النصرة
يحشد تنظيم “الدولة الإسلامية” مقاتليه وعتاده العسكري في محيط مطار دير الزور العسكري تحضرًا لعملية اقتحامه التي توقفت في وقت سابق بسبب اشتباكات دارت في الريف الشرقي مع مقاتلي ومسلحين من عشائر الشعيطات. كما أعدمت داعش مقاتلًا من جبهة النصرة و3 آخرين وصلبتهم عند دوار البلعوم في مدخل مدينة الميادين بتهمة “قتال الدولة الإسلامية”.
حلب: أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعدم مقاتلاً من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) و3 رجال آخرين وقام بصلبهم عند دوار البلعوم في مدخل مدينة الميادين، بتهمة “قتال الدولة الإسلامية”، كما تتعرّض مناطق في حي الحميدية في مدينة دير الزور لقصف من قوات النظام، من دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
هجوم جديد على مطار دير الزور العسكري
الى ذلك قتل 7 أشخاص جراء قصف للطيران الحربي على منطقة في جوار مقر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في قرية الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، بينما تبين أن الغارة التي نفذها الطيران الحربي على منطقة تل طابوس المحاذية للشميطية في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، استهدفت معسكرًا لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ومعلومات أولية عن صرعى وجرحى في صفوف مقاتلي التنظيم.
الجدير بالذكر أن هذه الغارات تأتي عقب يومين من تحليق طائرات استطلاع، لا يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت سورية أم لا، في سماء محافظة دير الزور، وبالتزامن مع حشد تنظيم “الدولة الإسلامية” لمقاتليه وعتاده العسكري في محيط مطار دير الزور العسكري، تحضرًا لعملية اقتحامه، التي توقفت في وقت سابق بسبب الاشتباكات التي دارت في الريف الشرقي مع مقاتلي ومسلحين من عشائر الشعيطات.
مقتل 9 عناصر من قوات النظام في حلب
هذا وقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولواء القدس الفلسطيني في منطقتي حندرات والبريج في مدخل حلب الشمالي الشرقي، خلال اشتباكات مع مقاتلي جبهة انصار الدين الذي يضم (الكتيبة الخضراء وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) ومقاتلي الكتائب الاسلامية.
من جهة اخرى، أيضاً تدور اشتباكات بين الكتائب الإسلامية وجبهة انصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والانصار وحركة فجر الشام وحركة شام الإسلام والكتيبة الخضراء) من طرف وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر بالقرب من ساحة الاسمنت ومدرسة الطبري في حي جمعية الزهراء، وسط قصف قوات النظام وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على مناطق في الحي، كذلك فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في قرية كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي من دون معلومات عن خسائر بشرية، بينما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق بالقرب من قرية حساجك في ريف حلب من دون معلومات عن خسائر بشرية.
اشتباكات بالقرب من المحطة الحرارية في حلب
في المقابل، تدور اشتباكات بين مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بالقرب من المحطة الحرارية التي يسيطر عليها تنظيم ” الدولة الإسلامية”، بالتزامن مع قصف ببرميلين متفجرين على مناطق بالقرب من صوامع البلاط، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كما لقي 3 عناصر من تنظيم ” الدولة الإسلامية” مصرعهم خلال اشتباكات مع الكتائب المقاتلة ولواء جبهة الأكراد والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) بالقرب من قرية احتيملات.
بينما قصف مقاتلو الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة تمركزات تنظيم “الدولة الإسلامية” في قرية احتيملات، أيضاً شهدت بلدة صوران اعزاز حركة نزوح لمواطنين نحو المناطق المجاورة، بسبب الاشتباكات التي تشهدها البلدة ومحيطها بين مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ولواء جبهة الأكراد وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى.
واشنطن: لا خطة للتنسيق مع دمشق لمحاربة الدولة الاسلامية
أ. ف. ب.
في اعقاب غارات نفذتها الطائرات السورية ضد التنظيم
تقول الإدارة الأميركية إنه لا توجد لديها خطة للتنسيق مع السلطات السورية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، يأتي ذلك في اعقاب هجمات نفذتها طائرات الأسد ضد التنظيم في شرق البلاد.
واشنطن: اعلنت الادارة الاميركية الثلاثاء “عدم وجود خطة” للتنسيق مع السلطات السورية في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية ، وذلك بعد اعلان البيت الابيض عن امكانية توجيه ضربات جوية الى التنظيم المتطرف في سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست: “ليس هناك أي خطط للتنسيق مع نظام الاسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الارهابي”.
وكانت دمشق ابدت استعدادها التعاون مع واشنطن مشددة في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق معها قبل توجيه أي ضربة على اراضيه والا فإنها ستعتبرها “عدواناً”.
واعلنت الولايات المتحدة مساء الاثنين انها ستجري طلعات استطلاعية فوق الاراضي السورية تمهيدًا لضربات جوية محتملة لقواعد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
واكد المتحدث باسم البيت الابيض، ما سبق ان قاله الاثنين، من أن الرئيس باراك اوباما لم يتخذ بعد أي قرار بشأن احتمال القيام بضربات في سوريا.
ومنذ ايام تتحدث الولايات المتحدة، التي وجهت نحو مئة ضربة جوية لقواعد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق منذ 8 اب/اغسطس الماضي، عن امكانية توسيع هذه الغارات الى سوريا المجاورة بعد ذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي على يد عناصر هذا التنظيم المتطرف.
بدوره، قال اوباما امام قدامى المحاربين في شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية إن كل الاحتمالات واردة ردًا على اعدام فولي.
واضاف “رسالتنا بسيطة: اميركا لا تنسى ابدًا. بامكاننا الذهاب بعيدًا. نحن صبورون، والعدالة ستأخذ مجراها”، لكنه أقر بأن القضاء على سرطان الدولة الاسلامية لن يكون سهلاً ولا سريعًا”.
بشار الأسد: أنا أو داعش؟
ناشونال بوست: لماذا يساعد بشار في تقوية شوكة داعش سرّاً
24- فاطمة غنيم
تناولت صحيفة “ناشيونال بوست” الكندية في تقريرٍ لها كيف أن الرئيس السوري بشار الأسد يريد أن يجبر الغرب على الاختيار بينه وبين داعش.
مثل العديد من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط قبله يأمل الأسد أن يتقبله الغرب باعتباره الحصن الوحيد ضد المتعصبين
وذكرت الصحيفة أن “اللاعبين الأساسيين على ساحة الحرب الأهلية السورية، هما القوات الحكومية بقيادة الأسد وجماعة “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”، مشيرةً إلى أن الأسد هو حاكم سوريا العلماني الذي يتبع الطائفة العلوية التي تؤمن بالإسلام الشيعي، بينما قادة داعش هم متعصبين من أهل السنة الذي يعتبرون أنفسهم في مهمة مقدسة لبناء دولة الخلافة.
وأوضحت أن المنطق يقول إن “الأسد وداعش في قتال مدمر ضد بعضهما البعض، ولكن المنطق يعمل بطرق غريبة وقت الحروب، حيث هناك أدلة تؤكد أن الرئيس السوري تعاون بهدوء مع أعدائه المفترضين ليكون لهم اليد في الصراع”.
ولفتت إلى أن هدف الأسد من هذه الاستراتيجية الغريبة هو أن يحصر شعبه والغرب في الاختيار بين نارين: إما بقاؤه في الحكم أو وقوع سوريا في أيدي مهاويس داعش. وعندما يحين وقت الحسم، فإنه يعتقد أن السوريين والقوى الغربية ستفضل بقاءه على الأصوليين.
وأفاد تقرير الصحيفة أن “الأسد قد ينجح في استراتيجيته إذا كانت داعش هي بالفعل أقوى جماعة متمردة، مشيرةً إلى أن هناك علامات على أن الأسد فعل ما بوسعه لتحقيق ذلك، فقد أفرغ سجونه عام 2012 من معظم الجهاديين الخطرين الذين انضموا إلى جماعة داعش المهمشة وقتها ليصبحوا الآن ضمن أبرز قوادها”.
وعندما استولت داعش على حقول النفط في العام الماضي، كانت الجماعة بحاجة إلى زبون. فبدأ نظام الأسد في شراء النفط من الجهاديين، وهو ما ساعدهم في تمويل الحركة مالياً.
الجيش الحر
بعدها ركز الأسد ضرباته على المتمردين غير الإسلاميين ولا سيّما “الجيش السوري الحر” الذي عانى من قصف الأسد جواً وبراً، بل وتعرض لضربات بالأسلحة الكيماوية من القوات الحكومية.
ونقلت الصحيفة عن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل قوله إن “النظام السوري كان سعيداً جداً وهو يرى صعود داعش وهو ما عضد روايته بأنهم يواجهون عدواً متطرفاً على غرار تنظيم القاعدة وهو ما يبرر استخدام أي قوة ضده”.
ومثل العديد من الحكام المستبدين في الشرق الأوسط قبله، يأمل الأسد أن يتقبله الغرب باعتباره الحصن الوحيد ضد المتعصبين (الذين ساعدهم).
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن “الأسد يريد أن يكون مشعل الحريق ورجل الإطفاء في نفس الوقت، وتساءلت: هل سيفلت بمثل هذه الحيلة القديمة؟”.
المعارضة تطلق معركة لطرد “تنظيم الدولة”من حلب
أعلنت كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة في حلب بدء معركة أطلقت عليها اسم “نهروان الشام” لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من ريفي حلب الشمالي والشرقي، في حين استهدف سلاح الجو السوري مواقع تابعة للتنظيم، وواصل إلقاء البراميل المتفجرة على عدة مناطق بسوريا أوقعت قتلى وجرحى.
وأفادت غرفة العمليات العسكرية المشتركة لمعركة “نهروان الشام” بأنها تمكنت من السيطرة على قرى العادلية والظاهرية والسيد علي والحِّصية في ريف حلب الشمالي، وقتلت 43 عنصراً من تنظيم الدولة -أحدهم أميركي- بالإضافة إلى أسر ثلاثة آخرين.
وفي هذا السياق أيضا، أفادت وكالة الأنباء السورية بأن طائرات النظام نفذت شرقي البلاد غارات “هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع الدولة الإسلامية” منذ تفرد التنظيم بالسيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة في يوليو/تموز الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
غارات وبراميل
من جهة أخرى، واصل النظام السوري قصف العديد من المناطق والبلدات السورية بالبراميل المتفجرة.
فقد أفادت شبكة سوريا مباشر بأن الطيران نفذ خمس غارات جوية استهدفت مدينة الزبداني بريف دمشق الشمالي، سقط فيها قتلى وجرحى.
كما استهدف الطيران الحربي بالرشاشات بلدة كفر حمرة في ريف حلب، وألقى براميل متفجرة على حي مساكن هنانو في المدينة.
وتحدثت شبكة سوريا مباشر عن استهداف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين منطقة الشيخ نجار القديمة بحلب.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن الطيران شن غارات جوية على قريتي قليب الثور ومسعدة بريف حماة الشمالي، وقرية قصر بن وردان في ريف حماة الشرقي.
وفي ريف إدلب، أكد الاتحاد أن الطيران المروحي ألقى حاوية متفجرة على ناحية التمانعة.
وتحدث ناشطون عن مقتل أم وطفلتيها من البدو الرحل في انفجار برميل متفجر أسقطه الطيران السوري على خيمتهم في سهول بلدة طفس بريف درعا.
وفي هذا السياق أيضا، قال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى أمس الثلاثاء 12 برميلا متفجرا على عدة مناطق في محافظة درعا، حيث سقط أربعة منها على مدينة إنخل، وأربعة على بلدة داعل، وبرميلان على طفس، وبرميلان على مدينة نوى.
في المقابل، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن كتائب المعارضة تمكنت في ريف حمص من تدمير دبابة للنظام، وقصفت بصواريخ غراد وقذائف الهاون تجمعات لمليشيات الشبيحة في بلدة سلحب وحاجز المقبرة بريف حماة.
وأكدت مسار برس مقتل عنصرين من قوات النظام أثناء اشتباكات مع الجيش الحر في محيط قرية قمحانة بريف حماة.
عدد اللاجئين السوريين يتخطى حاجز الـ3 ملايين
عمّان – نادر المناصير
أفاد بيان جديد أطلقته منظمة “كير” العالمية، اليوم الأربعاء، بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة سيصل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى 3 ملايين لاجئ، وهذا الرقم بمثابة نداء تنبيه للمجتمع الدولي.
وقالت المنظمة خلال البيان الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه: “إن تسجيل اللاجئ رقم 3 مليون بمثابة نداء تنبيه للمجتمع الدولي، وهذا الرقم هو أضخم بكثير من حجم التمويل المتوفر حالياً ومستويات الدعم الحالية”.
وخلص البيان الذي جاء تحت عنوان “ثلاثة ملايين لاجئ مسجّل يجب أن يكون نداء تنبيه” إلى مطالبة المجتمع الدولي بمزيد من التمويل للحاجات المتزايدة باستمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة، فضلاً عن المجتمعات المضيفة لهم.
ونقل البيان عن مدير منظمة “كير” الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توماس رينولدز قوله إن “الكثير من السوريين الذين تعمل معهم منظمة كير هم غير مسجلين لأنهم يخشون من أن تنتهي أسماؤهم ضمن لائحة قد تسبب لهم عقبات عند عودتهم إلى سوريا، وهناك من لا يقدرون على تحمل مصاريف المواصلات إلى مكاتب التسجيل”.
ويضيف: “خلف هذا الرقم المذهل هناك أشخاص لا تزال هذه الحرب بالنسبة لهم معاناة مرة يومية من أجل البقاء، هناك عائلات تقيم في بيوت غير مكتملة البناء أو مواقع بناء أو في خيام، لا يملكون المال لشراء الطعام أو الدواء ولا يستطيعون تغطية تكاليف دراسة أبنائهم، فمعظم اللاجئين فروا وليس بحوزتهم سوى الملابس التي كانوا يرتدونها لحظة اضطرارهم لترك بلدهم وحياتهم التي كانوا يعيشونها، فخسروا بيوتهم وأعمالهم وأفراد من عائلاتهم، والآن بعد شهور، وأحياناً سنوات، من كونهم لاجئين فهم لا يملكون أية مدخرات”.
وأضافت المنظمة أن “المناشدة التي وجهتها الأمم المتحدة مطالبة بمبلغ 4,2 مليار دولار أميركي لم يتم تمويلها بأكثر من 27%، ويقدر مشروع تحليل احتياجات سوريا (سناب) بأن العدد الحقيقي للاجئين السوريين في المنطقة قد وصل تقريباً إلى 4 ملايين، بمعنى أن سورياً من كل خمسة قد ترك سوريا”.
وقالت المنظمة إن لبنان يستضيف حالياً ما يزيد على مليون و100 ألف لاجئ سوري، ويستضيف الأردن حوالي 600 ألف، وتركيا أكثر من 800 ألف، والعراق أكثر من 200 ألف، ومصر أكثر من 130 ألف لاجئ سوري مسجل، ويتوقع أن تزداد الأرقام بشكلٍ مأساوي طالماً استمر الصراع خلف الحدود، إضافة لنشوب الأزمة الحالية في العراق والمسببة لنزوح مئات الآلاف جراء الصراع الدائر واحتمال أن تزيد من الضغط الناجم عن الأزمة السورية الإقليمية.
تشكيل قيادة عسكرية موحدة في غوطة دمشق
العربية نت
اتفقت الفصائل المقاتلة في غوطة دمشق الشرقية، على تشكيل قيادة موحدة لكافة الفصائل العسكرية التي تقاتل نظام الأسد في المنطقة، وذلك خلال اجتماع عقد صباح الثلاثاء، وحضره قادة معظم فصائل الغوطة الشرقية.
وقال ناشطون إن القيادة ستضم كلاً من “جيش الإسلام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، إضافة لحركة “أحرار الشام” الإسلامية وفيلق “الرحمن” و”ألوية الحبيب المصطفى”، وأنه تم التوافق على زهران علوش على رأس هذه القيادة، ونائبه قائد “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” أبو محمد الفات.
كما تم التوافق – بحسب المصدر – على الاعتراف بالقضاء الموحد للغوطة كقوة تنفيذية قضائية لمحاربة الفساد، وإنشاء غرفة عمليات لقيادة العمليات العسكرية في الغوطة.
انفجاران بدمشق وغارات على ريف حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال ناشطون في المعارضة السورية إن 63 شخصا على الأقل، قتلوا الثلاثاء، معظمهم في ريف دمشق ودير الزور.
وأضاف ناشطون أن انفجارين هزا حيي جوبر وتشرين في العاصمة دمشق، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وفي ريف حلب قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، جراء قصف جوي استهدف قرية الحرية، حسب ناشطين.
وفي دير الزور، قُتل عدد من مقاتلي الدولة الإسلامية في قصف للطيران الحكومي، استهدف مواقع التنظيم، حسب المرصد السوري.
واستهدف القصف المدفعي بلدات صيد والنعيمة والحارة في ريف درعا.
تقرير: “تنظيم الدولة” ينفذ إعدامات أسبوعية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها، الأربعاء، تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ “إعدامات عامة” لمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.
وقال تقرير اللجنة إن “الإعدامات العامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة لتنظيم (الدولة الإسلامية) أصبحت مشهدا عاديا”.
وتابع تقرير اللجنة، التي كلفها مجلس حقوق الإنسان منذ أغسطس 2011 كشف الجرائم في سوريا، أن “الإعدامات في الأماكن العامة تتم كل جمعة في الرقة والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب”.
من جهة أخرى اتهمت اللجنة السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية “الكلور على الأرجح” 8 مرات في أبريل الماضي في غرب سوريا.
وقالت في تقريرها الأخير: “هناك دوافع معقولة للاعتقاد أنه تم استخدام أسلحة كيماوية، الكلور على الأرجح”، 8 مرات على مدى 10 أيام في أبريل.
وقتل ما يقرب من مائتي ألف سوري في الحرب الدائرة بهذا البلد منذ نحو 3 سنوات ونصف.
رأي.. قائد حلف الناتو السابق: داعش خطر على السعودية وعليها الآن أن تقتلع شوكها بأيديها لا بأيدي الآخرين
بقلم ويسلي كلارك
(ويسلي كلارك هو جنرال أمريكي متقاعد وهو القائد السابق لقوات حلف الناتو في أوروبا وهو زميل أول في مركز بركل للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا. كما أنه مستشار في شؤون الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والطاقة والتكنولوجيا العضوية. ما يرد في مقاله يعبّر عن رأيه ولا يعكس وجهة نظر CNN)
رغم أنّ مشاعر الصدمة سيطرت على الولايات المتحدة على خلفية الفيديو الوحشي لعملية قتل الصحفي جيمس فولي، إلا أنه لم يكن يتعين علينا أن نشعر بالمفاجأة. فتنظيم “الدولة الإسلامية” مثلما تطلق على نفسها الجماعة الجهادية، قامت بعمليات قتل جماعي واغتصبت ومارست أشكال الوحشية وتجاوزت أخبارها حدود الشرق الأوسط باعتبارها أحدث تنظيم إرهابي في المنطقة.
ولا تعكس عملية قتل فولي إرهابية التنظيم ولكنها تثبت أيضا أنّه لو أرسلت الولايات المتحدة قوات على الأرض للقتال، فستكون بذلك قد منحت “داعش” فرصة لتشهد ذروة تجنيد. ولذلك فإنّ الرد الأمريكي يتطلب، ليس فقط سلسلة غارات جوية، وإنما حسابات استراتيجية مهمة.
فعلى الولايات المتحدة أن تبني ردا إقليميا منسّقا على مختلف الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، يعتمد على وجود قوات على الأرض تتشكل من الدول الحليفة والصديقة في المنطقة، مع دعم استخباراتي ولوجيستي ممكن من واشنطن وإسناد جوي منها. ولكنه لا يمكننا أن نخوض هذه الحرب من أجل أصدقائنا الإسلاميين في المنطقة.
ورغم ادعاءاته، إلا أن التنظيم ليس دولة حتى الآن. لقد كان في البدء جماعة من المقاتلين، تم تمويلهم وتسليحهم ومساعدتهم من قبل مجموعات وحكومات تعارض الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن دعوته لإقامة دولة خلافة تحكم بتأويل متشدد للشريعة وتحديدا يعكس الرؤية الوهابية ويستند إلى جذب الشباب اليافعين الساخطين والأكثر قابلية للتأثير عليهم.
وحتى الساعة، من الممكن أن يكون لدى “داعش” ما بين 20 ألفا و40 ألفا من المقاتلين وربما أكثر، وبعض المعدات والأسلحة الثقيلة وأموالا ونفطا وساكنة مهزومة ومصدومة يبلغ تعدادها ربما بضعة ملايين يعانون في ظل حكم الشريعة.
وهي حتى الساعة لا تمثل تهديدا عسكريا وجوديا لبغداد المتأهبة التي تدعمها إيران (وأيضا الولايات المتحدة) والأكراد المدعومين بالقوة الجوية الأمريكية.
وفيما تحدى قوات الأسد في سوريا، يبدو “داعش” الآن أكثر تركيزا على تمديد وتوسيع أراضيها شمال سوريا، وزرع الفوضى في لبنان ومن المحتمل أنه يعدّ لتحركات أكثر جرأة لدول أخرى في المنطقة مثل الأردن.
ومن ضمن مقاتلي “داعش” ربما بضعة آلاف من الشباب النافر من المجتمعات الأوروبية ودول القوقاز وشمال أمريكا، ويمثلون تهديدا إرهابيا يتجاوز حدود الأراضي التي يسيطرون عليها.
وأصبحت الحكومات تقوم بعمليات تفتيش واسعة ومشددة تشمل المسافرين إليها وتعيش المطارات في حالة تأهب من أجل منع أو عزل هؤلاء الإرهابيين المحتملين عندما يغادرون سوريا. وهذا أمر صعب ولكن نظام أمننا الداخلي أصبح أقوى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان.
لكن السماح لداعش بأن يعزز من مكاسبه ويبني قواته وينشر إرهابه، فسيشكل ساعتها تهديدا خطيرا للبنان والأردن ولدول سنية رئيسة في المنطقة وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية.
وعلى السعودية أن تعترف بأنّها، في نهاية المطاف، ستكون الهدف الأساسي لتنظيم “داعش.” وتتولى السعودية مسؤولية الإشراف على أكثر أماكن الإسلام قداسة، وبانخراطها في نشر وتصدير التأويلات المتشددة للإسلام، ستكون هي الأكثر عرضة، وبكيفية لا مثيل لها لمنظومة “داعش” الفكرية.
وشراء السلاح الغربي بكميات كبيرة، لن يفيد إلا في حال بقيت القوات المسلحة السعودية والسكان مخلصين للحكومة السعودية. هذه المرة، (لو حدث ذلك) لن يكون آمنا الاعتماد، بكيفية غير مباشرة، على خدمات آخرين من خارج المنطقة. وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب السعودي، والأسرة الحاكمة والمؤسسات الدينية هناك أن توحد جهودها لدحر تهديد “داعش.”
ينبغي أن لا يكون أي خطأ في هذا الصدد فتخيلوا حجم التهديد الذي يمكن أن تمثله سيطرة “داعش” على نفط وموارد وأسلحة السعودية المتطورة.
لذلك فإنّ تنسيق التحرك ضد “داعش” يبدو أمرا عاجلا. ولكن باعتبار أن القوة المحركة لهذا التنظيم هي دينية أساسا، وبسبب أن القوات الأمريكية غير مكيّفة جيدا لغويا وثقافيا على قتال مستمر في المنطقة، فإنه ينبغي أن نكون حذرين بشأن نشر قوات برية واسعة .
لقد تعلمت الولايات المتحدة بكيفية صعبة أنّ الجيوش الغربية تزيد من تأجيج المتشددين وقدراتهم على التجنيد. وبدلا من ذلك، يتعين على الدول الأخرى ولاسيما المملكة العربية السعودية ودولا سنية أخرى أن تنشر جنودها وتتحمل وطأة القتال.
ويمكن للولايات المتحدة أن تستخدم الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية كما يمكنها شنّ غارات جوية أو قواتها الخاصة لتعزيز جهود الحلفاء ولكن لا يمكننا الانخراط في حرب دينية وكلاء لأصدقائنا المسلمين في المنطقة.
ويقترب الشرق الأوسط الآن من لحظة الحقيقة التي تخصه وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية. فبنشرها وتصديرها أيدولوجيا دينية سنية متشددة، يتعين على السعودية أن تواجه التهديد الذي وضعته بنفسها وأكثر من ذلك النسل المتطرف. وعليها أن تستجمع الآن الشجاعة التي تستدعيها اللحظة قبل أن تزيد قوة تنظيم “داعش.”
وبالنسبة إلى الولايات المتحدة لا يوجد شيء يمكن الفوز به في حال التأجيل حيث يتعين علينا التحرك بسرعة خلف الستار وفي الكواليس، لتشكيل رد إقليمي فعّال بالتنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا الآن.
مسؤول سابق بـCIA لـCNN: ضرب داعش بسوريا سيبدأ خلال أيام.. و”جبهة النصرة” تحاول التمايز بعد وساطة قطر
مسؤول سابق بـCIA لـCNN: ضرب داعش بسوريا سيبدأ خلال أيام.. و”جبهة النصرة” تحاول التمايز بعد وساطة قطر
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — توقع عميل سابق في مجال مكافحة الإرهاب بالاستخبارات الأمريكية أن الضربات الجوية الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا ستبدأ خلال أيام قليلة، مضيفا أن للتنظيم القدرة على توجيه ضربات إلى أمريكا، ما يجعله خطرا عليها، واعتبر أن “جبهة النصرة” تسعى لتمييز نفسها عن داعش عبر إطلاق سراح صحفي أمريكي مختطف لديها.
وقال فيليب مود، محلل شؤون مكافحة الإرهاب لدى CNN والمسؤول السابق بمكتب مكافحة الإرهاب لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، في تعليق له عبر CNN حول إمكانية تهديد داعش لأمريكا: “يمكن لهم ذلك لسبب بسيط، وهو أننا عندما ننظر إلى تنظيم إرهابي فنحن نحاول التعرف على أمرين، قدراته ونواياه، وقد أظهروا نواياهم عبر قطع رأس مواطن أمريكي وتحدثوا عن استهداف أمريكا.”
وأضاف: “أما بالنسبة لقدرات التنظيم، فهي جديرة بالانتباه أيضا، فليس هناك تنظيم مماثل لداعش من حيث نجاحه باجتذاب أكثر من مائة أمريكي وما بين 300 إلى 400 بريطاني، إلى جانب المئات من الألمان والفرنسيين الذين قطعوا البحار من أجل الوصول إليه والانضمام لصفوفه، ما يجعل قدرة التنظيم على الوصول إلى أمريكا كبيرة للغاية، ولا أعرف كيف يمكن لأحد القول بأنهم لا يشكلون تهديدا لنا.”
وعن إمكانية ضرب التنظيم في سوريا عبر الطائرات الأمريكية قال مود: “يمكننا وقف تقدم داعش على الأرض في سوريا عبر استهداف مدافع التنظيم وآلياته خلال محاولاته مهاجمة مقار عسكرية في سوريا، أما الأمر الثاني فهو ضرورة معرفة ما إذا كان لدى أمريكا القدرات الاستخبارية من أجل معرفة هوية من يمارس دور القيادة والسيطرة داخل التنظيم وليس معرفة هوية الذين يقاتلون على الأرض فقط.”
وتابع بالقول: “علينا التعرف على من يقومون بالتجنيد والتدريب وجذب المقاتلين الأجانب. لقد نفذنا ضربات جوية ضد الخطوط الأمامية لداعش، لكن علينا اليوم ضرب خطوطه الخلفية، وبعض تلك العمليات لا بد أن تحصل في سوريا.. القرار بضرب داعش داخل سوريا قد اتخذ، الأمر مسألة وقت لجمع معلومات استخبارية تتعلق بأمور مثل معرفة الأماكن التي قد يلجأ إليها عناصر التنظيم بعد ضرب مقارهم، وأراهن على أن الضربات ستبدأ بعد أسبوع أو اثنين.”
ووضع مود إفراج جبهة النصرة مؤخرا عن الصحفي الأمريكي، بيتر ثيو كورتيسي، بعد أيام على قتل داعش لصحفي آخر هو جميس فولي في إطار الرغبة بالتمييز، إلى جانب الدور القطري الذي رجح أن يكون قد عرض مواصلة التعاون وتقديم الأسلحة مقابل إطلاق الصحفي الأمريكي قائلا: “أعتقد أن جبهة النصرة، والتي بدورها تقاتل داعش، لديها وجهة نظر أيديولوجية مختلفة، وربما رأت في إطلاق الصحفي فرصة للتمايز عن داعش التي باتت تعتبر تنظيما وحشيا بالنسبة للغرب والمسلمين كذلك.”
باحث أمريكي لـCNN: لا يمكن فهم تمدد داعش دون فهم الصراع بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط
باحث أمريكي لـCNN: لا يمكن فهم تمدد داعش دون فهم الصراع بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال محلل سياسي متخصص في شؤون العنف إنه لا يمكن فهم التمدد الواسع لتنظيم داعش في المنطقة دون فهم الصراع القائم بين السنة والشيعة، مضيفا أن هناك ضرورة لمعالجة مطالب السنة في العراق، في حين دافعت ناطقة باسم الخارجية الأمريكية عن سياسات بلادها، مؤكدة أن واشنطن تعتزم ضرب كل من يهدد أمنها.
وقال بيتر نيومن، مدير المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي، في مقابلة مع CNN، إنه لا يمكن فهم نجاح داعش في مد سيطرته وتوسيع نفوذه دون الانتباه إلى المعطى الأساسي المتمثل في “النمو الحاد والدموي للمواجهة بين السنة والشيعة بالمنطقة.”
وتابع نيومن بالقول: “لقد شعر السنة بالتهمييش طوال الفترة الماضية على يد الحكومة العراقية، التي يرون أنها تقف موقفا طائفيا علنيا إلى جانب الشيعة، وقد استغل تنظيم داعش حالة الغضب لدى السنة من أجل تعزيز قوته.”
وأضاف: “لا بد من وجود حل سياسي في العراق، إلى جانب الحل العسكري، يسمح للسنة من جديد بالشعور بالارتياح لوجودهم داخل الدولة العراقية وبأنهم ليسوا مضطرين لمقاتلة الشيعة ودعم داعش.”
من جانبها، قالت ماريا هارف، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول ما إذا كانت أمريكا قد أخطأت سابقا بترددها في مهاجمة داعش قبل ذلك: “نحن نراقب هذا التنظيم منذ فترة ونجري التقييمات لقوته ونعمل مع الشركاء على الأرض، وخاصة في سوريا، مع المعارضة المعتدلة، من أجل تقوية قدراتها على مواجهة داعش، ونحن نوجه ضربات جوية للتنظيم في العراق وننظر إلى الخيارات الأخرى المتوفرة للحد من خطر التنظيم وقدراته.”
وتابعت بالقول: “لا أحب الجزم بالأسئلة الافتراضية حول ما إذا كانت الأمور ستتغير بحال قمنا بشيء عوض شيء آخر، نحن نركز بشدة على داعش ونعمل عن كثب مع الشركاء على الأرض في سوريا من أجل مساعدتهم لمواجهة داعش، وكذلك مواجهة جبهة النصرة ونظام بشار الأسد، وهذا الأمر يحمل تحديات صعبة، وما رأيناه في العراق هو أنه بمجرد تمدد التنظيم وتوسع قدراته في العراق قام العراقيون بسد الفراغ لمواجهته، ونحن ساعدناهم.”
وعن المدى الزمني الذي قد تستغرقه العملية قالت هارف: “أريد أن أقول بوضوح أن من يحاول مهاجمة أمريكا فإن أمريكا ستهاجمه. لا يمكن لأحد الافلات من عقوبة مهاجمة الأمريكيين، وبالتالي فإن مقاتلة التنظيمات الإرهابية هو تحد طويل الأمد، ولكن ليس من الضروري أن يكون لهذا التحدي على الدوام طابع عسكري.”
وختمت هارف بالقول: “نحن نحتفظ لأنفسنا بقدرة توجيه الضربات وفق ما نحدده نحن زمانا ومكانا، ولكن علينا أيضا مهمة تدريب القوى المحلية، القوى العراقية والكردية لضمان وجود تنسيق مشترك كما فعلنا في اليمن عندما ساعدنا على تطوير القدرات المحلية لقتال المتشددين.”
باحث دولي لـCNN: داعش أقوى مما تخيلنا ولم يسبق لتنظيم مثله السيطرة على مساحات مماثلة من الأرض
باحث دولي لـCNN: داعش أقوى مما تخيلنا ولم يسبق لتنظيم مثله السيطرة على مساحات مماثلة من الأرض
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال باحث أمريكي يتابع عن كثب شؤون الشرق الأوسط إن الهدف الدولي من التعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” قد تحول من “محاولة الاحتواء” إلى “ضرورة إلحاق الهزيمة” به مضيفا أن العالم لم يواجه من قبل تنظيما إرهابيا مماثلا تمكن من السيطرة على كل تلك المساحات من الأراضي.
وقال ديفيد تافوري، الباحث والمستشار السياسي المتخصص بشؤون الدول التي شهدت نزاعات مسلحة لدى شركة “باتون بوغز” والذي سبق له أن عمل في مناصب عديدة بالحكومة الأمريكية والسفارة الأمريكية بالعراق ولدى الأمم المتحدة، في مقابلة مع CNN: “هناك اقرار مؤخرا بأن داعش أقوى مما كنا نعتقد.”
وتابع تافوري، الموجود في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق: “هناك الكثير من المسؤولين الغربيين الذين يزورون أربيل حاليا، ويبدو أن الهدف يتغير من احتواء داعش إلى هزيمتها، وإذا كان هذا هو الهدف فسيكون هناك ضرورة لهزيمة التنظيم في سوريا.”
وعن احتمال تنسيق واشنطن مع نظام الرئيس بشار قال تافوري: “الرئيس باراك أوباما قال بوضوح أنه يدعم تغيير الأسد، ولا أظن أنه غيّر أفكاره، والبيت الأبيض يدعم المعارضة السورية، وقد يصار إلى التفكير في تقديم الدعم العسكري والتغطية الجوية للجيش الحر من أجل مواجهة داعش.”
وحول إمكانية أن يشكل التنظيم خطرا وشيكا على أمريكا وأوروبا قال تافوري: “هدف داعش هو إقامة خلافة، وهم أقاموا دولة عبر السيطرة على مناطق واسعة ومدن كبيرة مثل الموصل، ومع تزايد خطر التنظيم فقد يكون راغبا بمهاجمة الغرب، علما أنه لم يسبق لنا أن واجهنا تنظيما إرهابيا يسيطر على هذه المساحات الشاسعة بما فيها من موارد بشرية
خبير سياسي: (الدولة الاسلامية) تمتلك ملياري دولار تقريبا
روما (27 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قال خبير سياسي إن “تنظيم (الدولة الإسلامية) يُعدُّ حاليا أغنى منظمة إرهابية في العالم، مع أصول تقترب من ملياري دولار” وفق ذكره
وفي مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء، رأى الخبير الأوروبي الرائد في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ جامعة ماينز (ألمانيا) غونتر ماير، أن “(الدولة الاسلامية) كانت في البداية مدعوماة بشكل رئيسي من قبل ممولين خاصين، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية، الكويت والامارات أيضا”، ومع “غزو بعض مناطق شمال سوريا منذ عام2013، بدأت الجماعة التي يقودها أبو بكر البغدادي تستفيد من بيع النفط إلى تركيا وللحكومة السورية من خلال وسطاء” حسب قوله
وأوضح أن “التنظيم حصل أيضا على فدى من جرّاء خطف الأشخاص وسلب المال عند نقاط التفتيش وفرض الرسوم الجمركية عند الحدود التركية، ثم حقق مكاسب هائلة من نهب وبيع القطع الأثرية الثمينة والمخطوطات التي سرقت من المتاحف والمواقع الأثرية”، منوها بأنه “بعد احتلال الموصل (في حزيران الماضي)، سرقت الميليشيا نحو خمسمائة مليون دولار من المصرف المركزي والمؤسسات المالية الأخرى”، كما أن “الإستيلاء الأخير على معظم آبار النفط في سورية، يضمن للتنظيم دخلا شهريا يقدر بنحو مائة مليون دولار” وفق وصفه
ووفقا للخبير الألماني، فإن “(الدولة الإسلامية) يمكنها أيضا الاعتماد على شبكة واسعة من المؤيدين المكونة من المنظمات غير الحكومية السلفية في السعودية، والتي تجمع التبرعات من السلفيين الأثرياء لتحولها من ثم إلى التنظيم، أو شراء الأسلحة له مباشرة من الخارج”، بينما لا يعتقد ماير بأن “هناك دور لقطر في تمويل (الدولة الإسلامية)، فالدوحة تدعم على وجه الخصوص الجماعات التي تتبع أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين”، وإختتم بالقول “وهي أيديولوجية معارضة لتلك السلفية التي يتبناها التنظيم” على حد تعبيره
محققو الأمم المتحدة قلقون من تدريب أطفال في معسكرات الدولة الإسلامية
جنيف (رويترز) – قال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا باولو بينيرو إن محققي الأمم المتحدة أبدوا قلقهم يوم الأربعاء إزاء مصير أطفال أرغموا على الانضمام إلى معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مضيفا أن أي قرار تتخذه الولايات المتحدة بقصف معسكرات التنظيم “يجب أن يحترم قوانين الحرب”.
وأضاف في إفادة صحفية “نحن على علم بوجود أطفال في معسكرات التدريب ونعتقد أن قرار الولايات المتحدة هذا يجب أن يحترم قوانين الحرب ونبدي قلقنا من وجود أطفال.”
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
الامم المتحدة: الدولة الإسلامية والحكومة السورية يرتكبان جرائم حرب
جنيف (رويترز) – قال محققون يتبعون الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية يرتكبان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بينهما.
وقال المحققون إن قوات الدولة الإسلامية في شمال سوريا تنفذ حملة لبث الخوف تشمل بتر الأطراف والإعدام العلني والجلد.
كما ذكر المحققون في تقرير من 45 صفحة صدر في جنيف أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال شهر أبريل نيسان وارتكبت جرائم حرب أخرى تستوجب ملاحقتها قضائيا.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)