أحداث الثلاثاء، 14 شباط 2012
دعوات دولية لاحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية
نيويورك – راغدة درغام ؛ واشنطن – جويس كرم
دمشق، موسكو، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – توالت امس ردود الفعل على القرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم في القاهرة نهار الاحد، خصوصا دعوة مجلس الامن الى تشكيل قوات حفظ سلام عربية -دولية مشتركة للاشراف على تنفيذ وقف النار في سورية. وطرحت المجموعة العربية في الأمم المتحدة مشروع قرار «يدعم بالكامل» قرارات الجامعة في جلسة صاخبة تضمنت دعوات عربية ودولية الى مجلس الأمن بالتحرك الطارىء لوقف «الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها السلطات السورية ضد شعبها» وتحويل الملف السوري على المحكمة الجنائ ية الدولية.
وجاء أقوى المواقف في الجمعية العامة من مندوب مصر التي ترأس المجموعة العربية، والممكلة العربية السعودية باسم مجلس التعاون الخليجي، بالاضافة الى ليبيا وتونس. وشدد رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر والمفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي على ضرورة تحرك مجلس الأمن لتأمين الحماية للشعب السوري «بعدما فشلت حكومته في أداء التزاماتها بتأمين الحماية له».
وبحثت الجمعية العامة في تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية الصادر عن مجلس حقوق الإنسان، رغم محاولة مندوبي سورية وإيران وكوريا الشمالية عرقلة عقد الجلسة، قبل أن يحسم رئيس الجمعية العامة الأمر إجرائياً.
ودعت بيلاي مجلس الأمن، من على منبر الجمعية العامة، الى «إحالة الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية». وشددت على أن «طبيعة الجرائم المرتكبة من القوات السورية وحجمها يشيران الى أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت منذ آذار (مارس) ٢٠١١» في سورية. وقالت إن الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لحماية المدنيين السوريين بشكل طارىء». وأضافت إن «استمرار الانتهاكات والقمع وتسعير التوتر الطائفي قد يؤدي قريباً الى انزلاق سورية الى حرب أهلية». وقالت إنه أصبح من المستحيل إحصاء أعداد القتلى في الشهرين الماضيين «لكننا متأكدون أن عددهم يرتفع كل يوم». وأشارت الى أن «عشرات الآلاف من المدنيين بينهم أطفال ونساء اعتقلوا وأكثر من ١٨ الف منهم لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي». كما ان ٢٥ الفاً هو العدد التقريبي لللاجئين في الدول المجاورة، فيما تجاوز عدد النازحين داخلياً ٧٠ الفاً».
ودعا السفير السعودي عبد الله المعلمي مجلس الأمن الى «الإصغاء الى نداء الشعب السوري والعمل على حقن الدماء وحماية المدنيين وأن يعمل على تشكيل قوة حفظ سلام عربية – أممية مشتركة للإشراف على وقف إطلاق النار». وأكد دعم تقديم مشروع قرار الى الجمعية العامة لدعم جهود الجامعة العربية نحو حل سياسي في سورية. وقال إن «آلة القتل مستمرة في قتل الشعب السوري»، مضيفاً «أما لهذا الليل من آخر وكيف يستطيع المجتمع الدولي أن يغفو وصرخات حمص وحماه وإدلب تدوي في مسامعكم».
وشدد على أن انتهاكات حقوق الإنسان في سورية لا تلغي أن الاحتلال الإسرائيلي هو «التجسيد الأقوى لانتهاكات حقوق الإنسان وهو أيضاً يجب أن يحظى باهتمامكم ومعالجتكم السريعة».
وحاول السفير السوري بشار الجعفري الطعن في صحة الدعوة الى عقد الجلسة متهماً رئيس الجمعية العامة بإرسال الدعوة «لأسباب سياسية». ودعا الى الغائها «لأن هناك خرقاً للإجراءات المعمول بها في الجمعية العامة». لكنه تراجع عن تحدي الإجراء القانوني، بعدما دعا رئيس الجمعية العامة الى التصويت على الإجراء.
وفي واشنطن عقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اجتماعاً على مدى ثلاث ساعات تخلله غداء مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وهيمن الملف السوري على المحادثات مع تطلع أنقرة للقاء «مجموعة أصدقاء سورية» والتحضيرات للمؤتمر الأول في تونس في 24 الجاري. وكان هناك ترحيب مشترك من الجانبين باقتراح الجامعة العربية ارسال قوات حفظ سلام الى سورية. واكدت مصادر ديبلوماسية حرص تركيا على مظلة دولية قبل قيامها بأي تحرك أمني وسياسي، وقبل درس أي خيارات مثل انشاء مناطق عازلة أو ممرات انسانية. وأكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن «العمل جار لزيادة العقوبات على سورية وعقد اجتماع لأصدقاء سورية وأعضاء من المعارضة».
وفيما وصف رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بأنها «الخطوات الاولى نحو اقامة المنصة التي سيشنق عليها النظام السوري»، أبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الأمين العام للجامعة نبيل العربي أن مجلس الامن هو المخول اتخاذ قرار بشأن قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال وزير الخارجية البريطاني الكسندر هيغ إن أي قوة لحفظ السلام في سورية «يجب أن تشكل من دول غير غربية». فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان اي تدخل خارجي سيساهم في تفاقم الوضع ما دام لا يوجد قرار من مجلس الامن «الذي يعد الهيئة المخولة اجازة اي تدخل عسكري».
غير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح امس، خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو امس مع وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد، ان روسيا «تدرس هذه المبادرة وننتظر من اصدقائنا في الدول العربية توضيح بعض النقاط». واضاف ان نشر قوة لحفظ السلام يحتاج الى الحصول على موافقة الطرف الذي يستقبلها. ومعروف ان سورية كانت اعلنت رفض القرار العربي «جملة وتفصيلاً».
وفي هذا الوقت استمر قصف القوات السورية لمناطق متفرقة في حمص وركزت نيرانها على حي بابا عمرو في جنوب المدينة وحي الوعر في الغرب على الحدود مع الكلية الحربية وهي نقطة تجمع رئيسية للدبابات وقوات الحكومة. كما واصلت هذه القوات عملياتها في حماة لليوم الثالث على التوالي، وهاجمت ريف إدلب ودمشق. وتجدد قصف مدينة الرستن، كما وقعت اشتباكات عنيفة في ريف درعا بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش اقتحمت منطقة اللجاة. وقال ناشطون وشهود إن 40 قتيلا على الاقل سقطوا امس.
كلينتون تتهم دمشق بالتصعيد، وبيلاي تتحدث عن جرائم حرب
واشنطن – هشام ملحم / نيويورك – علي بردى
اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي التقت نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في واشنطن أمس، السلطات السورية بتصعيد العنف، واتهمت الرئيس بشار الاسد بأنه يقود سوريا الى مصير مجهول، وقت طلبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة أمام الجمعية العمومية للمنظمة الدولية باحالة المسؤولين السوريين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وأعربت كلينتون وداود أوغلو عن دعم بلديهما “القوي” لقرارات جامعة الدول العربية، وأبديا استعدادهما للعمل على انجاح مؤتمر “أصدقاء سوريا” المقرر عقده في تونس الاسبوع المقبل، وإن تكن أثارت كلينتون صعوبة تطبيق البند المتعلق بنشر قوات حفظ سلام في سوريا “لأنه قد لا يكون ممكنا اقناع سوريا” بذلك، مشيرة الى أن دمشق رفضت قرار الجامعة.
ومع أن كلينتون وداود أوغلو شددا على ان المساعي الراهنة لا تزال مركزة على تكثيف الجهود الديبلوماسية والسياسية والانسانية لمساعدة الشعب السوري، فان الوزير التركي لفت الى انه لا يمكن تجاهل التفكير والتحضير لكل “الاحتمالات الطارئة” وذلك في اشارة ضمنية الى الخيارات العسكرية.
ولاحظت كلينتون ان “النظام السوري قد كثف عنفه ضد المدن في أنحاء البلاد بما في ذلك استخدام المدفعية والدبابات ضد المدنيين الابرياء”.
الجمعية العمومية
وفي نيويورك رأت بيلاي لدى افتتاح نقاش في الجمعية العمومية حول سوريا، ان عجز مجلس الامن عن اتخاذ موقف من الاحداث الجارية في سوريا، منح النظام هناك قوة لشن حملة عسكرية لا هوادة فيها على المدنيين، مرجحة ارتكاب جرائم حرب وداعية الى احالة المرتكبين والمسؤولين عن ذلك على المحكمة الجنائية الدولية.
وفور افتتاح رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة القطري ناصر عبد العزيز النصر الجلسة بناء على البند 64 من جدول الاعمال “تقرير مجلس حقوق الانسان” عن الوضع في سوريا، اعترض المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري على قانونية عقد الجلسة. وقال: “يبدو واضحا ان رئيس الجمعية العمومية قد انطلق من تنظيمه لهذا الاجتماع من خلفية سياسية”. وأيده نائب المندوب الايراني الدائم لدى الامم المتحدة اسحق الحبيب ونظيره الكوري الشمالي ري تونغ – ايل.
وأكد الجعفري ان “عناصر من تنظيم القاعدة تسللت من لبنان والعراق لتنفيذ عمليات ارهابية في سوريا”، مشيرا الى ان “الشيخ عمر بكري فستق أعلن نيته ارسال عناصر لتنفيذ عمليات ارهابية في سوريا”.
وتحدث المندوب السعودي الدائم لدى الامم المتحدة عبدالله يحيى المعلمي باسم دول مجلس التعاون الخليجي، فقال: “أما لهذا الليل من آخر” في سوريا. وأضاف انه على رغم المحاولات الكثيرة لايجاد حل للأزمة، “لم تجد جهودنا أي تجاوب من السلطات السورية”.
واسف المندوب الروسي السفيير فيتالي تشوركين لأن الجلسة انعقدت على رغم المخالفات للقواعد الاجرائية”. وذكر ان “نشر قوة لحفظ السلام يحتاج الى وجود سلام والى موافقة السلطات السورية على هذه الفكرة.
وإذ ساند نائب المندوب الصيني وانغ مين ما جاء في كلمة المندوب الروسي، قالت نظيرته الاميركية ماري – روز ديكارلو ان “الولايات المتحدة تدعم كليا مطالب الشعب السوري بسوريا موحدة مع حكومة ديموقراطية تمثيلية وشاملة تحترم حقوق الانسان والحريات الاساسية وتوفر حماية متساوية بموجب القانون لكل الافراد بغض النظر عن طائفتهم او عرقهم او دينهم او جنسهم”.
لافروف يقترح لقاءً وزارياً روسياً خليجياً … ودمشق تدين الجامعة وتتمسّك ببرنامج الأمن والإصلاح
واشنطن تتسلل من القرار العربي… وموسكو تشترط وقف العنف
أبدت امس كل من واشنطن وباريس ولندن تحفظات صريحة على القرار الذي اتخذته الجامعة العربية في القاهرة أول امس بالتوجه الى مجلس الامن الدولي لطلب إرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية لحفظ السلام في سوريا. ورأت العواصم الغربية الثلاث أن القرار يواجه تحديات سياسية وعملية، وحرصت على النأي بنفسها عن احتمال مشاركتها في مثل هذه القوات، في الوقت الذي كانت فيه موسكو تعارض هذا القرار وتدعو الى العمل على وقف العنف في سوريا اولا، والضغط على المعارضة السورية للموافقة على التحاور مع النظام السوري.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن واشنطن تدعم خطة الجامعة العربية لكنها ترى تحديات أمام إمكانية تمرير موضوع قوات حفظ السلام في مجلس الأمن، بسبب الدعم الروسي والصيني لدمشق.
وقالت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو في واشنطن، «هناك الكثير من التحديات، التي يجب بحثها، حول كيفية تطبيق جميع توصياتهم (الجامعة العربية)، وبالتأكيد طلب قوات حفظ السلام أمر يحتاج إلى توافق وإجماع. لا نعلم ما إذا كان سيتم إقناع سوريا. لقد رفضوا، حتى اليوم، هذا الأمر».
وقالت كلينتون «من المؤسف أن يعمد النظام إلى تصعيد العنف في مدن داخل البلاد، وخصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين أبرياء». وأضافت إن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا على معالجة المشاكل الإنسانية في سوريا، والبحث في طرق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وتابعت «لقد سمعنا دعوة الشعب السوري للمساعدة. نحن عازمون على العمل للسماح بإدخال مواد طبية، ومساعدة ملحة للوصول إلى المصابين والذين يموتون». وأشارت الى ان الولايات المتحدة ستعمل على تشديد العقوبات الدولية ضد النظام السوري.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في موسكو، أن موسكو تدرس اقتراحاً للجامعة العربية بإرسال قوات حفظ السلام إلى سوريا، لكن موسكو ترى أن وقف العنف يجب أن يسبق التشكيل المحتمل للقوة.
وقال لافروف «ندرس هذه المبادرة ونعول على أصدقائنا في جامعة الدول العربية ليقدموا لنا توضيحات عن بعض البنود». وأضاف «لنشر قوة لحفظ السلام يجب أولا الحصول على موافقة الطرف الذي يستقبلها. وثانيا لإرسال قوة لحفظ السلام، كما تسمى في الأمم المتحدة، يجب أن تكون هناك ضرورة لحفظ السلام. بعبارة أخرى نحتاج إلى ما يشبه وقفا لإطلاق النار، لكن المأساة أن الجماعات المسلحة التي تواجه قوات النظام لا تتبع لأحد ولا تخضع للسيطرة». وأشار إلى أن روسيا تقترح عقد لقاء استثنائي حول سوريا على مستوى وزراء خارجية روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال لافروف «إن تسوية الوضع في سوريا تتطلب حوارا وطنيا ومساندة لإيجاد حلول تتناسب مع مصالح جميع السوريين ويستثني التدخل الخارجي». وأضاف «لدينا سعي مشترك لمساندة الشعب السوري في طموحاته وآماله لحياة أفضل ولتطور ديموقراطي ثابت، وطبعا نحن (روسيا والإمارات) يوحدنا السعي لوقف إراقة الدماء بأسرع وقت».
وحول مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في 24 الحالي في تونس، قال لافروف «نحن نريد الحصول على إيضاحات حيال مضمون اقتراح عقد مؤتمر أصدقاء سوريا. فإذا كان مؤتمرا يوحد بالفعل جميع السوريين، فأعتبر انه نهج صحيح، أما إذا كان مؤتمرا لبعض أصدقاء المعارضة السورية، فإنه على الأرجح لن يساعد في التوصل إلى الهدف الذي وضعته جامعة الدول العربية، والذي نحن نؤيده والقاضي بضرورة إجراء حوار سوري شامل».
وأوضح لافروف أن «مبادرة جامعة الدول العربية تتضمن دعوة ليحصل النائب الأول للرئيس السوري (فاروق الشرع) على صلاحيات إجراء حوار (مع المعارضة) باسم النظام»، مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد له خلال اللقاء في دمشق، الأسبوع الماضي، أن الشرع لديه صلاحيات كهذه.
من جانبه، قال الشيخ عبد الله إنه «لا يجوز حل الأزمة السورية عبر استخدام القوة العسكرية». وأضاف «ما دام النظام السوري لم يوقف القتل، فإنه لن يكون هناك حديث عن التعاون معه»، مشيرا إلى أن «الحل العسكري للأزمة السورية لا يمكن أن يحدث». وأضاف «إذا أوقف النظام القتل، فمن الممكن إعادة النظر في الاتصال معه، وإلا فلن يكون هناك تعاون معه».
وشدد على أن «قرار الجامعة العربية بشأن توفير الدعم للمعارضة السورية يتضمن دعمها سياسيا وماديا وليس عسكريا». واعتبر أن «مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة العربية الذي يعد أقرب من أي طرف آخر شعورا وجغرافية ومعلومات بشأن ما يحدث في سوريا».
ودعمت وزارة الخارجية الصينية جهود «الوساطة» التي تبذلها الجامعة العربية، لكنها لم تظهر تأييدا واضحا لدعوتها لإرسال قوات حفظ سلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين «يجب أن تؤدي الخطوات ذات الصلة التي تتخذها الأمم المتحدة إلى تخفيف التوتر داخل سوريا ودفع الحوار السياسي وحل الخلافات، علاوة على الحفاظ على سلام الشرق الأوسط واستقراره وليس تعقيد الأمور».
سوريا
وفي دمشق، قال مصدر مسؤول في سوريا، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن «سوريا ترفض ما صدر عن الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية حول الوضع في سوريا باعتباره تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية، إضافة إلى الأسباب التي سبق أن رفضت بموجبها قرارات سابقة صدرت في غيابها عن هذا المجلس في مخالفة واضحة لميثاق الجامعة العربية».
وأضاف «لقد تضمن القرار افتراءات ومغالطات لا تمت إلى حقيقة ما يجري على أرض الواقع في سوريا، كما كشف هذا القرار مجددا مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية من خلال إجهاض دور الجامعة العربية في حل الأزمة بهدف تدويل الوضع واستجرار التدخل الخارجي في الشأن السوري، والدليل على ذلك قيام الجامعة العربية بإلغاء مهمة بعثة المراقبين العرب لعدم انسجام تقريرهم مع هذا المخطط التآمري، لأن هذا التقرير أوضح حقيقة الوضع على الأرض والأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من هذه الدول».
وتابع المصدر «لقد كان شعبنا يتوقع من الأمين العام للجامعة العربية والوزراء الذين ذرفوا الدموع أمس إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب وغيرهما وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين في سوريا، وأن تتوقف هذه الدول عن التجييش والتحريض الإعلامي وتقديم الأموال والأسلحة وكل أشكال الدعم لهؤلاء الإرهابيين». وأكد أن «هذا القرار وغيره لن يثني الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها الذي برهن خلال هذه الأزمة عن تمسكه بالوحدة الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد، ومتابعة تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل بأركانه الأساسية الحوار الوطني والدستور الجديد والتعددية السياسية لبناء سوريا المتجددة».
العربي وبان كي مون
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن مجلس الأمن هو المخول اتخاذ قرار بشأن قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب.
وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي، في بيان، إن بان كي مون الذي اتصل بالعربي أكد انه «يعود لمجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار بشأن مطالب الجامعة المحددة». وأضاف أن بان «يثمن ويرحب بجهود الجامعة لإنهاء العنف في سوريا وإيجاد حل سلمي وديموقراطي لهذه الأزمة».
وفي القاهرة، أطلع العربي سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن على نتائج الاجتماع الوزاري العربي أول أمس، وسلمهم نسخة من قرار مجلس الجامعة. وقال مصدر مسؤول في الجامعة إن العربي تشاور مع السفراء حول «الخطوات المستقبلية وإمكانية الذهاب بالقرار إلى مجلس الأمن مرة أخرى والتنسيق لإيجاد حلول للأزمة السورية بما يضمن وقف إراقة الدماء وتفعيل الحل السياسي».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن المصدر قوله ان «عددا من السفراء عبروا عن تخوفهم من استخدام الفيتو ضد أي تحرك مستقبلي في مجلس الأمن خاصة بعد «الفيتو» الروسي – الصيني مؤخرا» ضد مشروع القرار العربي – الغربي الذي «يدعم دعماً كاملاً المبادرة العربية» التي تنص على تنحي الأسد.
واشنطن ولندن وباريس
وأعلنت واشنطن أن الوقت لم يحن بعد لمناقشة اقتراح إرسال قوات سلام إلى سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن هناك ضرورة لمزيد من الوقت لبحث المقترحات. وأضافت «نتطلع لمواصلة التشاور معهم بشأن فكرتهم المحددة الخاصة بإرسال قوة حفظ سلام لكننا سنشير إلى أن هناك تحديات في ما يخص هذا الاقتراح. نحتاج مزيدا من الوقت لمخاطبة الجامعة العربية بشأن كيف سيرون تحقق هذا.. لأننا نرى أن هناك تحديات أمام تحقيقه».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن أي قوات لحفظ السلام في سوريا يجب أن تكون من دول غير غربية. وقال، في جنوب أفريقيا، «لا أرى أي سبيل للمضي قدما في سوريا في ظل وجود قوات أجنبية على الأرض بأي شكل، بما في ذلك كقوة لحفظ السلام. أعتقد أنها يجب أن تأتي من دول أخرى وليس من دول غربية». وتابع ان نجاح هذه الفكرة مرتبط بتطبيق «وقف لإطلاق النار يتمتع بالمصداقية ووقف القمع». واعتبر أن «نشر قوة فصل يتطلب بالتأكيد سلاما، وحتى الآن هذا ليس ممكنا».
وأعرب عن ارتياحه لتنظيم «مؤتمر أصدقاء سوريا» مؤكدا أن «بريطانيا ستؤدي دورا نشطا في هذه المجموعة». كما رحب «بالتزام الجامعة العربية تكثيف دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية وتشجيعها على مزيد من الوحدة لتمثل كل مكونات سوريا». وقال «لا يمكن للجامعة العربية أن توجه رسالة أكثر وضوحا لسوريا ونحن نتطلع إلى العمل بشكل وثيق معها خلال الأيام والأسابيع المقبلة».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، ردا على سؤال حول احتمال إرسال فرنسا قبعات زرقاً إلى سوريا، «نعتقد اليوم أن أي تدخل عسكري خارجي سيساهم في تفاقم الوضع، ما دام ليس هناك بعد قرار من مجلس الأمن الدولي الذي يعد الهيئة الوحيدة المخولة إجازة أي تدخل عسكري».
وأكد جوبيه دعم باريس لقرار الجامعة العربية «جمع مجموعة أصدقاء سوريا للضغط على الجهات المعرقلة في مجلس الأمن والضغط أيضا على النظام الذي يجب عليه أن يرحل بعد المجازر المتعاقبة في حمص ومدن سورية أخرى». وأضاف ان فرنسا «ستشارك» في الاجتماع.
وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، مايكل مان «ندعم بقوة أي مبادرة ترمي إلى وضع حد فوري للقمع الدامي بما في ذلك انتشار عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف». وأضاف «إننا على اتصال مستمر مع الأمين العام للجامعة العربية والأمم المتحدة لمناقشة الطريقة التي يمكن أن يتحقق بها ذلك في أسرع ما يمكن».
وأوضح مان ان الاتحاد الأوروبي ينوي أداء «دور نشيط جدا في مجموعة أصدقاء سوريا بهدف بلورة إجماع دولي حول سوريا وتقديم اقتراحات عاجلة لإنهاء المجزرة والحد من معاناة الشعب السوري، والبحث عن حل سلمي للازمة والدفع بمرحلة جديدة من التغيير الديموقراطي».
وعبرت روما عن دعمها لإرسال «قوة لحفظ السلام مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة» إلى سوريا. وشدد وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي على «ضرورة وقف كل أشكال العنف في سوريا، ولتحقيق هذا الهدف أكدت أنها تدعم اقتراح إرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا للتحقق ميدانيا من تطبيق وقف إطلاق النار».
وعبر تيرزي عن أمله في التوصل إلى «أوسع تفاهم ممكن للأسرة الدولية وتوافق على هذه النقاط في الأمم المتحدة». وأضاف ان «توحيد مختلف مكونات (المعارضة) أولوية مطلقة لبدء عملية سياسية في سوريا بدعم من الأسرة الدولية».
كما رحبت برلين بالدور «المهم جدا» الذي تؤديه الجامعة العربية بهدف «تسوية الأزمة السورية» وذلك عشية زيارة العربي إلى برلين حيث يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اندرياس بيشكه إن «ألمانيا تدعم أيضا مطالبة الجامعة العربية بفتح ممر لعبور المساعدة الإنسانية نحو سوريا». وأضاف «في نظر الوزارة يجب طرح اقتراح المهمة المشتركة بين الجامعــة العربيــة والأمم المتحدة في أســرع ما يمكــن على مجلس الأمن الدولي».
الأمم المتحدة
وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، «إن طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ آذار 2011». واتهمت «الجيش السوري بقصف أحياء حمص المكتظة بالسكان في ما بدا انه قصف عشوائي لمناطق سكنية»، مضيفة ان «أكثر من 300 شخص قتلوا في المدينة منذ بدء هذا الهجوم قبل 10 أيام غالبيتهم نتيجة القصف».
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، خلال الجلسة، «هناك حرب تشنها العديد من القوى الدولية والإقليمية ضد سوريا بهدف تقويض الدولة وليس الإصلاح». وتابع ان «سوريا قدمت آلاف الضحايا الأبرياء ثمنا لسعيها الدؤوب لإعادة الأمن والاستقرار لمواطنيها»، مؤكدا أن «الإرهابيين ومن يدعمهم يستهدفون تدمير بنية الدولة السورية كي يتم نشر الفوضى الخلاقة».
وقال «نقول للمتورطين في سفك الدم السوري توقفوا عن التآمر على سوريا وساعدوها في محاربة الإرهاب وتنفيذ برامج الإصلاح»، متسائلاً «كيف يمكن للأمم المتحدة أن تحارب الإرهاب في حين أن دولا أعضاء فيها تمول الإرهابيين وترسلهم إلى سوريا». وأضاف ان «دول مجلس التعاون الخليجي جزء من المشكلة وليس الحل»، مؤكدا أنه «من حق سوريا حماية مواطنيها ومحاربة الإرهاب والعنف المسلح ووضع حد له».
وقال «من المستغرب أن تذهب دعوات الإصلاح واحترام حقوق الإنسان والتظاهر السلمي إلى سوريا فقط»، مضيفا ان «سياسة سوريا وأخلاقها تؤكد أنه لو تعرضت قطر أو السعودية أو أي دولة عربية أخرى لعدوان فإن سوريا ستقف معها بكل تأكيد».
ميدانياً
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «مقتل 14 شخصا، بينهم ثلاثة جنود ومدني وطفلة في الرستن وثلاثة مدنيين في حمص وثلاثة مدنيين في ريف ادلب وشخص في حماه ومواطن وطفل في ريف دمشق». وأفادت «لجان التنسيق المحلية» عن «وجود انتشار عسكري كثيف في مدينة الزبداني»، مشيرة الى «نصب حاجز كل 50 مترا في المدينة تتمركز فيه دبابة و100 عنصر».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن قافلة إغاثة تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى حمص ويقوم المتطوعون بتوزيع الإمدادات الغذائية والطبية والأغطية على آلاف الأشخاص المتضررين من جراء العنف. وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاســر إن «الســكان وخاصة الجرحى والمرضى يتحملون وطأة العنف».
وذكرت «سانا» ان «جماعة إرهابية خطفت عقيدا بالجيش في حي قرابيص بحمص». وأضافت ان «قوات الأمن صادرت أسلحة ومتفجرات أثناء ملاحقة الإرهابيين في مدينة حماه».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)
اردوغان يدعو الاسد الى التنحي عن السلطة وينتقد روسيا وايران
دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي عن السلطة، منتقدا روسيا وايران بسبب موقفهما، وذلك في مقابلة مع التلفزيون الأذربيجاني.
وقال اردوغان خلال مقابلة تلفزيونية على برنامج “حسابات” الأسبوعي الذي يبثه التلفزيون الوطني الاذربيجاني ان الرئيس “الأسد يسير في الطريق الخطأ مضيفا انه ينبغي على الأسد ان لا يفكر في رغبة روسيا أو ايران في بقائه في السلطة”.
وتابع اردوغان “يتحتم على الأسد التنحي عن السلطة. فليس هناك سبيل آخر. وبقاء هذه الادارة في الحكم بات أصلا غير وارد”، معتبرا ان الأسد “لا يتصرف بنزاهة” مؤكدا أن الأنظمة التي تتعارض مع شعوبها لا يمكنها البقاء في السلطة.
كما انتقد اردوغان روسيا وايران لبقائهما في موقف المتفرج حيال “الوحشية الجارية في سوريا”.
(كونا)
ستة قتلى في اعنف قصف على حمص وتباين بالمواقف حول إرسال قوات سلام إلى سوريا
دمشق- (ا ف ب): قتل ستة مدنيين في قصف هو الاعنف منذ أيام تتعرض له مدينة حمص ضمن الحملة التي تقوم بها القوات السورية لقمع الحركة الاحتجاجية في البلاد في ظل استمرار تباين المواقف الدولية إزاء إرسال قوة سلام الى سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن “ستة مواطنين استشهدوا اليوم (الثلاثاء) اثر استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو منذ صباح اليوم”.
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله صباح الثااثاء في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات السورية “تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو”.
ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم “بمعدل قذيفتين في الدقيقة”.
وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم “عاصمة الثورة” لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في وسط سوريا في “القصف العشوائي” للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.
ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الانساني في هذه المدينة. وقال العبد الله “هناك نساء حوامل واشخاص يعانون من امراض قلبية ومن السكر وجرحى لا نتمكن من نقلهم”.
وروى هذا الناشط الميداني “دخل ناشطون المدينة مساء الاثنين على متن حافلة تحمل الخبز وحليبا للاطفال، واصابت قذيفة سيارتهم وتوفوا حرقا”، موضحا انهم ثلاثة ناشطين.
واضاف “حذرناهم من خطورة الموقف الا انهم اصروا قائلين بانهم ان لم يقوموا بالمساعدة بانفسهم فلا احد سيقدر على ذلك”.
وشدد الناشط على ضرورة “نقل الجرحى قبل كل شيء” مشيرا الى انه “لا يمكن تركهم يموتون بدم بارد”.
واضاف “اننا نقوم بدفن الموتى في الحدائق منذ اسبوع لان المقابر مستهدفة” معتبرا ذلك الاستهداف “انتقاما خالصا”. كما لفت الناشط الى ان “الملاجئ مزدحمة جدا”.
وبثت مواقع لناشطين اشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالهااصوات اطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت اعمدة الدخان الاسود وهي تتصاعد من الابنية المحترقة.
وفي محافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي كما بدات حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي، بحسب المرصد.
واظهر تسجيل مصور وزعه المرصد ضابطا في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطا ومجندا من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة (ريف درعا).
وتحدث الموقوفان في الشريط عن تعليمات صدرت لهما باطلاق النار على المتظاهرين.
وفي محافظة درعا ايضا، اشار المرصد الى وفاة ثلاثة اشخاص متاثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام بينهم سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد “سلم جثمان مواطن من قرية الرامي الى ذويه بعد ان قضى تحت التعذيب”.
ياتي ذلك فيما لا يزال المجتمع الدولي منقسما حول ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا على الرغم من ادانته لاعمال العنف في هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس.
واعلنت الجامعة العربية الاحد انها ستقدم دعما سياسيا وماديا للمعارضة السورية وتطلب من مجلس الامن تشكيل قوة مشتركة عربية واممية لانهاء العنف في هذا البلد.
وفي هذا الاطار، حذرت باريس من اي عمل “ذي طابع عسكري” فيما طالبت موسكو بوقف لاطلاق النار يسبق ارسال اي قوة سلام.
واعلن البيت الابيض الاثنين انه يدرس فكرة ارسال قوة سلام الى سوريا، لكنه نبه في الوقت نفسه الى ان القمع الحكومي الذي “يثير الغضب” في هذا البلد يظهر ان لا سلام يستوجب الحفظ.
وابدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند حذرا حيال هذا الاحتمال قائلة “هناك صعوبات عدة” في هذا الملف.
واضافت “قبل كل شيء، ينبغي صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي. والحصول على قرار مهما كانت طبيعته صعب” من جانب مجلس الامن، في اشارة الى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا.
كما اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جددا ادانتهما اعمال العنف في سوريا.
واورد بيان للبيت الابيض ان الطرفين “تطرقا الى الوضع في سوريا ونددا بالقمع العنيف الذي يمارسه النظام بحق شعبه، وتوافقا على ضرورة التنسيق الكبير لزيادة الضغط على نظام بشار الاسد ولدعم انتقال نحو الديموقراطية”.
ودافع المسؤول الاعلى في الدبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وفق ما افادت الثلاثاء وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.
واضاف المسؤول الصيني ان هذا الموقف “موضوعي ونزيه” وينبع من “موقف مسؤول”.
الا ان الصين اعلنت انها التقت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه في الموضوع السوري، واكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه ان بكين لا تحمي “اي طرف، بما في ذلك الحكومة” السورية.
روسيا لا تستبعد المشاركة في قوات حفظ سلام أممية وتعد خطة لإجلاء مواطنيها
سورية تتهم دولا بتمويل وارسال عناصر من القاعدة لتنفيذ تفجيرات و’عمليات ارهابية’ داخل اراضيها
نيويورك ـ دمشق ـ لندن ‘القدس العربي’ ـ وكالات: بينما تصاعدت المخاوف من تفاقم اعمال العنف والتفجيرات في سورية بعد الانباء حول دخول ‘جهاديين’ عبر الحدود العراقية، اتهم السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري دولاً أعضاء في الأمم المتحدة بتمويل وإرسال مقاتلين من تنظيم ‘القاعدة’ لتنفيذ عمليات ‘إرهابية’ في سورية، كما اتهم الجامعة العربية بالتشجيع على الإرهاب في بلاده عبر قرارها دعم المعارضة مادياً وسياسياً.
وتساءل الجعفري في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للنظر في تقرير مجلس حقوق الإنسان حول سورية عن كيفية قيام الأمم المتحدة بمحاربة إرهاب تنظيم القاعدة في حين أن دولاً أعضاء تمول وترعى وترسل مقاتلين من القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في سوريا.
وأشار الجعفري إلى وقوع تفجيرات ‘إرهابية’ في دمشق وحلب وقال إن الجميع يعلم أن تلك العمليات هي من اختصاص تنظيم القاعدة.
وأشار إلى أن التنظيم بث على مواقعه الإلكترونية فيديوهات لتشييع خمسة من عناصره قال إنهم قتلوا في حمص ودير الزور، إضافة إلى الجثث التي عثر عليها في حمص لثلاثة من عناصر القاعدة في ليبيا.
وانتقد السفير السوري قرارات الجامعة العربية خصوصاً دعم المعارضة مادياً وسياسياً، وقال ‘كما يعرف الجميع فإن جزءاً من المعارضة يحمل السلاح ويقوم بعمليات إرهابية مسلحة داخل سوريا وهو أمر يعني حكماً أن من وقف وراء اعتماد هذا القرار في القاهرة يشجع على الإرهاب في سوريا’.
واتهم دول مجلس التعاون الخليجي بأنها جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل.
من جانبه أعلن مسئول روسي امس الاثنين أن بلاده لا تستبعد المشاركة في قوات حفظ سلام أممية في سورية. وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي امس إن بلاده لا تستبعد المشاركة في بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة اقترحت الجامعة العربية إرسالها إلى سورية. وأعلن في تصريح لمحطة إذاعة ‘صدى موسكو’ إن موسكو تدرس حاليا اقتراح الجامعة العربية.
وقال ‘يجب التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن مثل هذه البعثة. ويظهر في هذا الخصوص السؤال حول قوامها ومهامها والتفويض. وإذا اتفقنا على شروط مقبولة بالنسبة لنا لنشر هذه البعثة وإذا تمت مراعاة المبادئ المنبثقة عن ميثاق الأمم المتحدة وأعراف العلاقات الدولية، فنحن لا نرى أية مشكلة في ذلك’. وترى صحيفة ‘الفايننشال تايمز’ في افتتاحية لها اهمية تسليح المعارضة كي لا يتكرر خطأ البوسنة التي وصل اليها الجهاديون والمجاهدون العرب الافغان قبل ان يتدخل الناتو. وتعتقد ان حجة الغرب بتصاعد الحرب الطائفية في حالة قام بتسليح المعارضة ليست صحيحة لان النظام هو الذي يقوم بإذكاء نارها. وتعتقد الصحيفة انه لا بد من قيام كل من تركيا الجارة القوية لسورية والولايات المتحدة بتحمل المسؤولية تجاه الشعب السوري وان تقوما بمساعدته.
وترى اهمية قيادة الدول العربية لجهود التسليح، اضافة لجهود تركية وغربية.
ويرى تحليل في صحيفة ‘التايمز’ البريطانية ان تصريحات الظواهري مهمة فيما يتعلق بالثورة السورية لانها وعلى خلاف الثورة المصرية لم تعد سلمية.
وتشير تقارير امريكية الى ان حركة السلاح المهرب كانت في الماضي تأتي من داخل سورية، اما الان فقد تحولت للجانب الاخر، ويقوم باعة السلاح بشراء كل انواع السلاح من قذائف الهاون والمتفجرات والبنادق. ومثل لبنان فان اسعار السلاح في السوق السوداء قد ارتفعت ومع انها تجارة محفوفة بالمخاطر الا انها مربحة، فمثلا اصبح سعر البندقية الفي دولار بعد ان كانت تباع بـ 300 دولار فقط.
استمرار العمليات العسكرية ومقتل تسعة بينهم ثلاثة جنود غداة دعوة عربية لارسال قوات عربية اممية
سورية مصممة على ‘تحقيق الامن والاستقرار’ بالرغم من قرار الجامعة
دمشق ـ بيروت ـ عمان ـ وكالات: تجددت العمليات التي يقوم بها الجيش السوري على معاقل الاحتجاج ضد النظام المصمم على ‘تحقيق الامن والسلام’ رغم قرار الجامعة العربية التي دعت الى ارسال ‘قوات عربية اممية’ لحفظ السلام على اراضيها، ورفضته دمشق، حيث اسفر عن مقتل تسعة اشخاص بينهم ثلاثة جنود في الرستن (ريف حمص) وثلاثة مدنيين في حمص (وسط) ومدني في ريف ادلب (شمال غرب) وشخص في حماة (وسط) ومواطن في ريف دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘القصف تجدد على مدينة الرستن اثر محاولة اقتحام فاشلة نفذتها القوات السورية فجرا من المدخل الجنوبي للمدينة وتصدت لها مجموعات منشقة’.
واشار المرصد الى ان عملية الاقتحام ادت الى ‘مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وتدمير الية مدرعة’، موضحا انه ‘لم ترد معلومات موثقة حتى الان عن الخسائر البشرية او المادية داخل مدينة الرستن التي نتجة عن القصف بسبب صعوبة الاتصالات’.
وفي حمص، قال المرصد ان ‘حي بابا عمرو يتعرض منذ الساعة الخامسة (3,00 تغ) لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل الجيش السوري’.
ويحاول الجيش وقوات الامن السورية منذ ثمانية ايام اخضاع حمص، ثالث المدن السورية والتي تعتبر معقلا للمعارضين السوريين منذ بدء الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام في اذار (مارس) 2011.
وفي حماة، اشار المرصد الى ‘استشهاد مواطن بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اثر اصابته برصاص قناصة في حي طريق حلب’.
وفي ريف درعا (جنوب)، تحدث المرصد عن ‘اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة واعتقل اربع نساء هن امهات عناصر منشقة’.
وفي هذه المنطقة، لفت المرصد الى عملية مداهمات واعتقالات في مدينة بصرى الشام فيما هز انفجار الحي الجنوبي في مدينة داعل، بدون ان يؤكد ما اذا كان الانفجار استهدف قوات الجيش المتمركزة بالمنطقة.
وقال نشطاء المعارضة ان نيران الدبابات تركزت على حيين سنيين كبيرين في حمص كانا في صدارة المعارضة للأسد.
وقال الناشط محمد الحسن لرويترز من حمص ‘تقصف قذائف المورتر والمدرعات بابا عمرو بشدة. ليس لدينا أعداد لأي ضحايا لأنه ليس هناك اتصال بالمنطقة وتم فيما يبدو تعطيل الكاميرا التي كانت تنقل لقطات حية من هناك’.
وقال نشطاء إن 23 شخصا قتلوا الاحد إلى جانب أكثر من 300 قتلوا منذ بدء الهجوم على حمص في الثالث من شباط (فبراير).
ومثل تجدد القصف ردا قويا على الخطوات التي اتخذتها الجامعة العربية لتعزيز حملة المعارضة ضد الأسد الذي يقاوم مطالب بالتنحي بعد حكم شمولي دام 11 عاما.
ويقول محللون إنه في حين ان سورية تتجه لما يشبه الحرب الأهلية التي يمكن ان تشعل الأبعاد الطائفية فيها المنطقة بأسرها فإن سقوط الأسد ليس وشيكا. ويقولون إن الهجمات المستمرة على معاقل المعارضة تظهر مدى إصراره على القضاء على أعدائه ومقاومة الإصلاحات.
وذكر نشطاء المعارضة في حمص ان قوات الحكومة ركزت نيرانها على حي بابا عمرو في جنوب المدينة وحي الوعر في الغرب على الحدود مع الكلية الحربية وهي نقطة تجمع رئيسية للدبابات وقوات الحكومة.
وقال الناشط الحسن بالهاتف ‘قصف الدبابات لم يتوقف على بابا عمرو وبدأ القصف على الوعر خلال الليل’.
وقال ان حي الوعر الذي كان مسرحا لتظاهرات مؤيدة للديمقراطية لاشهر تعرض لهجوم في الايام العديدة الماضية من ميليشيات مؤيدة للاسد تعرف بالشبيحة.
وقال الحسن ‘سمعنا ان الجيش السوري الحر بدأ الرد بهجوم على حواجز الطرق التي يوجد بها الشبيحة. وانقطعت الاتصالات بالوعر ويمكن سماع صوت القصف الآن’.
واضطلع الجيش السوري الحر الذي يقوده منشقون بالدور الرئيسي في المعارضة المسلحة ضد حكومة الاسد. ويصعب التأكد من الروايات على الارض لان سورية تقيد دخول الصحافيين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان ان قافلة اغاثة تابعة للهلال الاحمر السوري وصلت إلى حمص ويقوم المتطوعون بتوزيع الامدادات الغذائية والطبية والأغطية على الاف الاشخاص المتضررين من جراء العنف.
وقالت رئيسة بعثة الصليب الاحمر في دمشق ماريان جاسر ان ‘السكان وخاصة الجرحى والمرضى يتحملون وطأة العنف’.
وقال النشطاء ان فرق مساعدة الصليب الاحمر ذهبت الى ضواح يعيش فيها عدد من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد لكنهم لم يصلوا الى الاحياءالسنية التي تحملت وطأة القصف.
وأوضحت لقطات مصورة على موقع يوتيوب طبيبا في حي البياضة السوري مع جثث لثلاثة رجال على الارض وجثة امرأة على طاولة ورجل مصاب على سرير مع عدم وجود ما يشير الى وجود ادوات طبية ماعدا انبوبة الاكسجين.
وقال الطبيب إنه ليس لديهم اي دواء او ادوات او طاقم وإن المستشفى هو هذه الغرفة التي تتكون من اربعة امتار في اربعة امتار.
وأضاف أن الصليب الاحمر لم يصل الى هناك لأن الجيش يقصفه اذا حاول ذلك وأن معظم الحالات التي يستقبلونها تموت من النزيف لعدم توفر أي أكياس دم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف بدأ أيضا مرة أخرى في مدينة الرستن بمحافظة حمص.
وقامت القوات الحكومية بمحاولات فاشلة لاقتحام الرستن فجرا من مدخلها الجنوبي. وقال المرصد إن مقاتلين معارضين دمروا مدرعة وقتلوا ثلاثة جنود.
وفي مدينة حماة على بعد 50 كيلومترا الى الشمال من حمص اغارت قوات تابعة للاسد تدعمها دبابات ومدرعات على أحياء وقتلوا شخصا واحدا على الأقل.
وقال الناشط فادي الجابر من حماة ‘هذا هو اليوم الثالث من الغارات. انهم يطلقون رشاشات الية ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات عشوائيا ثم يدخلون ويغيرون على المنازل ويعتقلون عشرات الاشخاص. الهدف هو فصل حماة عن الريف’.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان ‘جماعة ارهابية’ خطفت عقيدا بالجيش في حي قرابيص بحمص دون ذكر تاريخ. وقالت إن قوات الأمن صادرت أسلحة ومتفجرات أثناء ملاحقة ‘الإرهابيين’ في مدينة حماة.
ومن جهتها اكدت دمشق انها مصممة على ‘تحقيق الامن والسلام’ رغم قرار الجامعة العربية التي دعت الى تشكيل قوات مشتركة من الجامعة العربية والامم المتحدة للاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار في سورية.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول لم تسمه ان ‘هذا القرار وغيره لن يثني الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها في حماية مواطنيها وتحقيق الامن والاستقرار لشعبها’.
كما اعتبرت سورية القرارت التي اتخذتها الجامعة العربية اثناء اجتماعها يوم الاحد ‘تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية’ بحسب المصدر.
ولفت المسؤول الى ‘افتراءات ومغالطات’ تضمنها القرار معتبرا انه يكشف عن ‘مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية من خلال اجهاض دور الجامعة العربية في حل الازمة بهدف تدويل الوضع واستجرار التدخل الخارجي’.
واشار المصدر الى ان الجامعة قامت ‘بالغاء مهمة بعثة المراقبين العرب لعدم انسجام تقريرهم مع هذا المخطط التآمري واوضح حقيقة الوضع على الارض والاعمال الارهابية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من هذه الدول’.
وعبر المصدر عن خيبة امل الشعب السوري لعدم ‘اصدار ادانة واضحة لعمليات الارهاب التي حدثت في دمشق وحلب وغيرهما وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين’.
واوضح ان الشعب السوري كان يتوقع ان ‘تتوقف هذه الدول عن التجييش والتحريض الاعلامي وتقديم الاموال والاسلحة وكل اشكال الدعم لهؤلاء الإرهابيين’.
كما انتقدت الصحف السورية الاثنين بشدة القرارات التي تبنتها الجامعة العربية مساء الاحد معتبرة انها مليئة ‘بالمغالطات’ و’تعكس تهورا لحد الحماقة’.
وكتبت صحيفة ‘تشرين’ الحكومية ان ‘اجتماعات القاهرة اكدت ان الخليجيين الذين تعهدوا باسقاط سورية يتخبطون في نتائج تعهداتهم الخيالية (…) وتصوروا انها يمكن ان تعطي نتائج سريعة، لما تلقاه من دعم غربي اسرائيلي ولما رصد لها من أموال النفط’.
واضافت انهم ‘تخبطوا في القاهرة السبت والاحد، وتخبطوا كذلك في نيويورك وسيتخبطون كل يوم وفي كل مكان لانهم دعاة باطل (…) لا لشيء سوى لان سورية عرتهم وكشفت صغر قدهم وقدرهم’.
من جهتها، رأت صحيفة ‘الثورة’ الرسمية ان جلسة الجامعة العربية الاخيرة تمثل ‘الفجيعة العربية في اقصاها (…) والصفاقة السياسية والاخلاقية في دونيتها حتى بدت بازار سباق في التآمر والخيانة ومناظرة في العهر السياسي’.
واضافت ان ‘غيهم دفعهم لمزيد من الانزلاق في الخطيئة لمزيد من التهور لحد الحماقة وصولا الى ما لا يمكن السكوت عنه (…) في لغة مقامرة ومغامرة ومفردة وضيعة وصفاقة سياسية غير معهودة’.
وتابعت ان قرارات الجامعة ‘لا تحتمل التفنيد لانها تفند ذاتها بكل ما فيها من مغالطات (…) اذ انه بعد الخروج عن الميثاق لم يبق هناك من مبدأ يمكن لها ان تلتزم به ولا سقف قد تستهدي اليه’.
من جهتها، اعتبرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة ان ‘لا جديد عند العرب سوى استدعائهم لقوات خارجية لاحتلال سورية’.
وكتبت ان قطر ‘اصيب حكامها بجنون العظمة ووعدوا بانفاق مئة مليار دولار لاسقاط النظام في سورية وفعلوا وها هم يجددون استعدادهم لانفاق مئة مليار اضافية على امل ان يتمكنوا من زعزعة صمود السوريين’.
اما صحيفة ‘البعث’ الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية، فقالت ان اجتماع الاحد ‘لم يكن يوما لقرارات الجامعة بقدر ما كان يوما لتوصيات ناد خليجي حصري يعيش محنة تحولات داخلية واقليمية تهدد باقتلاع كل العروش’.
وعزت ‘فشل’ الجامعة الى ان ‘خلاصات امينها العام على شاكلة خلاصات واستنتاجات موظف تعيس بذاكرة ضعيفة وحضور باهت اسمه نبيل العربي، يرتكب اخطاء تقنية فاضحة ويضيع بين الارقام’.
واشارت الى انه ‘حين يطلب فانما يطلب (التحرك في جميع الاتجاهات) وكأنه فاقد لاية بوصلة بعد ان فقد كل انتماء وتخلى عن كل ضمير’.
وقالت الصحيفة ‘وداعا للاستعراض وليسدل الستار على مسرحية الدمى ونصاف الرجال’.
ناشطون سوريون يرفضون تدخل تنظيم القاعدة بشؤون ثورتهم
بيروت (لبنان) ـ ا ف ب: اكد ناشطون سوريون رفضهم تدخل تنظيم القاعدة بشؤون ‘ثورتهم’ غداة الكشف عن دعوة اطلقها زعيم التنظيم ايمن الظواهري دعمه ‘للانتفاضة’ في سورية داعيا الى ‘الجهاد’.
واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ‘نرفض بشكل قاطع هذا التصريح وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا’.
وشددت الهيئة في بيانها على انه ‘شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعا وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة وتقيم علاقات اقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح’.
مباحثات أميركية ـ بريطانية لتشديد الضغوط على الأسد
أعلن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، تباحثا هاتفياً حول تشديد الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالتزامن مع تأكيد كل من الولايات المتحدة والصين ضرورة «توقف كل أنواع العنف في سوريا فوراً وأن يسود الاستقرار والسلام عبر التسوية السياسية».
إلى ذلك، حذر رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، اليوم، من أن تؤدي الأزمة السورية إلى «مواجهات أهلية»، إضافة إلى أن التدخل الدولي قد يؤدي الى «تقسيم البلاد».
أعلن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 دواننغ ستريت) أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، ناقشا خلاله تطورات الأوضاع على الساحة السورية، وتشديد الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت صحيفة «ديلي اكسبريس»، اليوم، إن كاميرون وأوباما «يمكن أن يشددا العقوبات على سوريا لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد»، مضيفةً إنهما «تطرقا إلى أعمال العنف الأخيرة في سوريا خلال الاتصال الهاتفي».
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم (داوننغ ستريت) قوله إن كاميرون وأوباما «أعربا خلال المحادثة الهاتفية عن خيبة أملهما من فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين القمع الوحشي من قبل النظام السوري للمتظاهرين المناهضين للحكومة، ومن استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده في الرابع من شباط/ فبراير الحالي»، مشيراً إلى أن الرجلين «اتفقا على ضرورة صياغة موقف دولي موحد ضد هجمات النظام السوري على مواطنيه، بما في ذلك اتخاذ إجراءات أخرى في الأمم المتحدة وإقامة تحالف واسع وقوي في مجموعة أصدقاء سوريا».
وأفاد المتحدث بأن كاميرون وأوباما «بحثا أيضاً إمكانية زيادة الضغط على نظام الأسد من خلال فرض عقوبات إضافية».
وفي إطار متصل، شددت الصين على أن موقفها مما يجري في سوريا «موضوعي وعادل ومسؤول»، ويأتي تماشياً مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير التي تحكم العلاقات الدولية.
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بأن مستشار الدولة الصيني، داي بينغوو، ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تبادلا الآراء بشأن الأوضاع الراهنة في سوريا، واتفقا على أن كل أنواع العنف يجب أن تتوقف فوراً وأن يسود الاستقرار والسلام في هذا البلد والشرق الأوسط عبر التسوية السياسية.
وشدد داي على أن المسألة السورية هي شأن داخلي، مؤكداً أن «موقف الصين بشأن سوريا كان موضوعياً وعادلاً، وتصرفها مسؤول ويتماشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية»، وأن «تصرفات الصين المنفتحة يمكن أن تشكل اختباراً للتاريخ»، ومضيفاً إن بلاده «دعمت جهود الدول العربية لحل المسائل السورية عبر التسوية السياسية وسوف تتعاون مع المجتمع الدولي للعب دور بناء في حل القضية السورية بشكل مناسب».
من جهتها، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستستمر في التواصل مع الصين حول سوريا.
وكانت الصين وروسيا قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار عربي ـ غربي يدعم خطة جامعة الدول العربية، التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد لتسليم صلاحياته الكاملة إلى نائبه.
من جهة أخرى، حذر رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، اليوم، من أن الأزمة «الكارثية» في سوريا باتت تنذر «بمواجهات أهلية» فيها و«بتدخل دولي» قد يؤدي الى «تقسيم البلاد».
وأعرب النجيفي، خلال لقائه وفداً من منظمة المؤتمر الإسلامي في بغداد، عن «قلقه حيال الأزمة في سوريا»، واصفاً إياها «بالكارثية»، وناقلاً، حسبما نقل عنه بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، من أن هذه الأزمة «تنذر بمواجهات أهلية وتدخل دولي قد يؤدي الى تقسيم البلاد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
الـ«غارديان»: قمة فرنسيّة ـ بريطانية لدعم «الجيش السوري الحر»
أفادت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، اليوم، أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، سيلتقي الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في باريس لمناقشة سبل مساعدة «المتمردين» السوريين، وتقديم المشورة العسكرية لـ«الجيش السوري الحر».
وقالت الصحيفة إن اللقاء، الذي سيُعقد في سياق القمة الأنغلو ـ فرنسية السنوية في 20 شباط/فبراير الحالي، سيناقش على الأرجح المساعدة العملية التي يمكن تقديمها لـ«الجيش السوري الحر»، وأفضل السبل الكفيلة بتحقيق اقتراح نشر قوة لحفظ السلام من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في سوريا.
وأضافت الصحيفة إن كاميرون وساركوزي سيعلنان خلال القمة سلسلة من اتفاقيات الدفاع بين لندن وباريس، بما في ذلك استخدام الطائرات من دون طيار والتعاون بين شركة الأسلحة البريطانية (بي إيه إي سيستمز) ونظيرتها الفرنسية (داسو).
كذلك، لفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي أقاما علاقة وثيقة في العمل المشترك للمساعدة على تحرير ليبيا من نظام العقيد معمر القذافي، لكنهما لم يتمكنا من تأمين دعم الأمم المتحدة لأي بيان يساند «الجيش السوري الحر».
وكشفت الصحيفة أن مسؤولين بريطانيين، ومن بينهم مسؤولون في مكتب رئاسة الحكومة (10 داوننغ ستريت)، التقوا معارضين سوريين ووجدوهم غير منظمين ومنقسمين، غير أن ذلك لم يمنع لندن من الاعتقاد بضرورة تقديم الدعم لـ«الجيش السوري الحر»، بعدما استبعدت تقديم أسلحة أو قوات، وأعلنت أنها ستوفر مساعدة دبلوماسية لجماعات حقوق الإنسان في محاولة لبناء ملف عما قالت إنها «انتهاكات النظام السوري وجرائمه».
وأضافت الصحيفة إن حجة بريطانيا في ذلك هي أن الرئيس بشار الأسد هو الخيار الأسوأ، كما أنه كان مصدر الكثير من الأمور التي سارت على نحو خاطئ على مدى العقد الماضي في الشرق الأوسط.
(يو بي آي)
سوريا أمام الجمعية العامة
الأمم المتحدة «ترجّح» حصول جرائم ضد الإنسانية في سوريا، والجعفري يدعوها للتعاون مع اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان
أعلنت السلطات السورية أمس عزمها على «تحقيق الأمن والسلام»، غداة قرار الجامعة العربية إرسال «قوات عربية وأممية» إلى هذا البلد، فيما أكدت روسيا أنها «تدرس» اقتراح إرسال هذه القوات، لكنها شددت على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا قبل القيام بذلك
أكدت دمشق أمس أنها مصمّمة على «تحقيق الأمن والسلام» رغم قرار للجامعة العربية التي دعت مجلس الأمن إلى إنشاء قوات مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ وقف لإطلاق النار. وأعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن القوات السورية ارتكبت «على الأرجح» جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا. وقالت بيلاي، في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، إن «إخفاق مجلس الأمن في التوافق على تحرك مشترك وحازم شجّع النظام السوري على شن هجوم شامل (على حمص) في مسعى لسحق المعارضين بالقوة القصوى». وقالت إن «أكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص منذ بدء الهجوم على هذه المدينة قبل عشرة أيام، غالبيتهم نتيجة القصف». وردّ الجعفري على كلام بيلاي، مشيراً إلى أن المفوضة السامية استندت إلى تقارير وليس إلى نتائج على الأرض، من خلال زيارات وحوارات وتعاون مع اللجنة الوطنية التي أنشأتها الحكومة السورية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان». وذكّر الجعفري بدور تنظيم القاعدة في العنف الذي يدور في سوريا، مشيراً إلى تصريح زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في هذا الخصوص.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن طلب الجامعة العربية إرسال قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للمراقبة إلى سوريا، يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن.
ومن المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً اليوم، مخصصاً لبحث الوضع في سوريا. واعترض السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري على قانونية عقد هذه الجلسة. وقال «يبدو واضحاً أن رئيس الجمعية العامة (القطري ناصر عبد العزيز النصر) قد انطلق من تنظيمه لهذا الاجتماع من خلفية سياسية. إلا أن رئيس الجمعية العامة قرر المضي في عقد الجلسة لعدم اعتراض الدول الأعضاء».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول، لم تسمّه، أن قرار الجامعة العربية «وغيره لن (يثنيا) الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها».
وأكد وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود خلال لقائه وفد المفكرين والأكاديميين والكتّاب الروس أن المواقف الروسية الداعمة لسورية وموقفها الأخير فى مجلس الأمن إلى جانب الصين تؤسس لبناء نظام عالمي جديد يقوم على التوازن والعدل ويتكرس فيه دور روسيا في حفظ مبادئ القانون الدولي.
ووصف محمود قرار الجامعة العربية الأخير بأنه قرار عدائي ضد سوريا وشعبها، جاء استجابةً للإملاءات الغربية والأميركية وتنفيذاً لمخططها باستهدافها، مؤكداً أن ما نشهده اليوم من ممارسات بعض الدول العربية، ولا سيما السعودية وقطر، يفضح تحالف هذه الدول مع الإرهاب والقوى الظلامية والمجموعات المسلحة التي ترتكب أفظع الجرائم بحق الشعب السوري.
وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس قائلاً «ندرس المبادرة العربية وننتظر من أصدقائنا في الدول العربية توضيح بعض النقاط. لنشر قوة لحفظ السلام يجب الحصول على موافقة الطرف الذي يستقبلها». وأضاف «نحتاج إلى شيء يشبه وقفاً لإطلاق النار، لكن المأساة أن الجماعات المسلحة التي تواجه قوات النظام لا تتبع لأحد ولا تخضع للسيطرة». وقال إنه يجب على معارضي الأسد التوقف عن المطالبة برحيله والموافقة على إجراء حوار سياسي يقوده من الجانب الحكومي نائب الرئيس فاروق الشرع. وأضاف أن الأسد أبلغ الوفد الروسي أن الشرع يمتلك الصلاحيات الكاملة لإجراء حوار مع المعارضين. وقال لافروف «أعتقد أنه سيكون من الضروري الاستفادة من هذا التحرك.. قد لا يكون تحرّكاً كبيراً، لكنه مع ذلك يتيح فرصة لبدء مثل هذا الحوار. الآن الكرة في ملعب المعارضة».
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قوله، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن «الإمارات مستعدة لاستئناف الاتصال مع القيادة السورية في حال وقف العنف في البلاد».
من جهتها، دعت الصين مجدداً، أمس، إلى وقف أعمال العنف في سوريا عبر «الحوار» و«الوساطة السياسية»، وامتنعت عن تأييد الدعم المادي الذي تريد الجامعة العربية تقديمه للمعارضة السورية وإنشاء قوة دولية عربية.
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يدعم مبادرة الجامعة العربية، بينما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن لندن «ستناقش على نحو عاجل» مع شركائها الاقتراح. وقال الوزير البريطاني، في مؤتمر صحافي خلال زيارة لجنوب أفريقيا، «لا أعتقد أن مشاركة غربية ميدانية، بما في ذلك في إطار قوة سلام، طريق صائب في سوريا». وأضاف «لكن بالتأكيد إذا كانت هذه الفكرة قابلة للتطبيق، فسندعمها بكل الطرق المعهودة». كذلك رحّبت ألمانيا بالدور «المهم جداً» الذي تمارسه الجامعة العربية بهدف «تسوية الأزمة السورية».
بدوره، حذر وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، من «أي تدخل عسكري خارجي» بعد اقتراح الجامعة العربية. ورداً على سؤال، خلال مؤتمر صحافي بشأن احتمال إرسال فرنسا قبعات زرق إلى سوريا، قال «نعتقد اليوم أن أي تدخل عسكري خارجي سيسهم في تفاقم الوضع، ما دام لا يوجد بعد قرار من مجلس الأمن الذي يعدّ الهيئة الوحيدة المخوّلة إجازة أي تدخل عسكري».
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إنه على الرغم من سحب السفير الفرنسي في دمشق «من غير المطروح في هذه المرحلة إغلاق سفارتنا في دمشق التي تضطلع بدور مهم في السياق الحالي. لقد أوقفنا التعاون مع النظام، ولكننا نواصل الحوار مع المجتمع المدني».
وعبّرت إيطاليا عن دعمها الواضح لإرسال «قوة لحفظ السلام مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة» إلى سوريا، كما قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي. وفي ختام زيارته للجزائر، قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن «هناك توافقاً تاماً في الرؤى (بين البلدين) بشأن القضية السورية، الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة متألم جداً ممّا يحدث في سوريا، ووجدت لديه تعاطفاً كبيراً مع الشعب السوري».
(الأخبار، سانا، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)
الخطيب يعتذر عن مهمته كمبعوث الجامعة العربية لسوريا
وكالة الأنباء السعودية – واس
عَمّان: اعتذر وزير الخارجية الأردني الأسبق عبدالإله الخطيب عن قبول مقترح جامعة الدول العربية تعيينه مبعوثا للجامعة إلى سوريا.
وأعلن الخطيب في تصريح صحفي اليوم ” إنه لم يوافق على المقترح كون الأمور غير واضحة تماماً” رافضاً الخوض في التفاصيل.
وكان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي اقترح تعيين الخطيب مبعوثاً للجامعة إلى سوريا تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية الأخير، علماً ان العربي التقى الخطيب أمس الأول في القاهرة للتباحث في المقترح.
ملف خاص: فسيفساء الثورة السورية
ملهم الحمصي من دمشق
دمشق: حرص نظام الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه في شهر آذار مارس الماضي على النأي بنفسه وبنظامه عن ارتدادات زلزال الربيع العربي، بحكم كونها ثورات وانتفاضات شعبية ضد أنظمة عرفت بولائها للغرب والولايات المتحدة وممالأتها للكيان الإسرائيلي.
وما أن امتد الحراك الشعبي إلى جنوبها المتاخم لأراضيها المحتلة في الجولان السوري (مدينة درعا)، عبر شبان كتبوا عبارات الحرية والمطالبة بها على جدران مدارسهم، حتى تغير موقف النظام من التعامل الحراك الشعبي؛ معتمداً الحل الأمني في التعامل مع شعبه، ودعم قلة من المثقفين والإعلاميين المشككين بطبيعة الحراكات الشعبية وصدقيتها، والغاية منها، ومن ثم اتهام الحراك السوري بكونه امتداداً لصعود موجة الإسلاميين إلى الحكم في العالم العربي في كل من تونس ومصر والمغرب وليبيا.
محاولة النظام السوري تحويل الأنظار عما يجري في بلاده من خلال الزج بالقوميين في مواجهة الإسلاميين، ووصم شعبه بالعمالة لحركة الإخوان المسلمين المحظورة في البلاد، ومن ثم إلى الحركة السلفية التي انتعشت في بلدان مجاورة، محاولات كتب لها الفشل وتم تكذيبها فوراً من قبل نشطاء الثورة وتياراتها ونخبها السياسية.
(فسيفساء الثورة السورية)… ملف يزيح الستار عن ألوان الطيف السوري المشارك في حراك الثورة، كل من موقعه وبحسب جهده، همهم نصرة الثورة، وشعارهم سوريا للجميع، وهدفهم إسقاط نظام همه الوحيد إخافة مكونات الشعب الذي ما عرف الطائفية عبر تاريخه.. منها.
الاستفتاء عليه في بداية الشهر المقبل
سوريا: دستور جديد للبلاد… يلفّه الغموض!
ملهم الحمصي
ملهم الحمصي: في وقت تنقسم فيه البلاد على نفسها، بين مؤيد ومعارض لنظام جثم على صدور الشعب لأكثر من أربعة عقود، وفيما تتساقط الشرعية السياسية والدولية عن النظام الحاكم في سوريا، كما تتساقط الأوراق تباعاً عن الشجر في فصل الخريف، يأتي تسليم مسودة الدستور، التي استغرق إعدادها أربعة أشهر، من النقاش الجاد والمتسم بالمسؤولية، حسب معديها، فالرئيس الأسد أصدر في 16 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، قراراً جمهورياً بتشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور لسوريا، على أن تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتباراً من تاريخ صدور القرار، وهي المدة التي استغرقتها بالفعل اللجنة المذكورة!.
البيان الرئاسي نقل عن الأسد أنه أجرى «نقاشاً معمقاً حول بعض مواد» مشروع الدستور الجديد، وذلك خلال استقباله اللجنة المكلفة إعداد المشروع، وتسلم من رئيسها المحامي مظهر العنبري نسخة «للإطلاع عليه وطرحه للاستفتاء العام».
واعتبر الأسد، بحسب البيان الرئاسي، أنه “حالما يتم إقرار الدستور، تكون سوريا قد قطعت الشوط الأهم، ألا وهو وضع البنية القانونية والدستورية، عبر ما تم إقراره من إصلاحات وقوانين، إضافة إلى الدستور الجديد، للانتقال بالبلاد إلى حقبة جديدة، بالتعاون بين كل مكونات الشعب، تحقق ما نطمح إليه جميعاً من تطوير لبلدنا يرسم مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة”.
تسريبات إعلامية نقلت عن اللجنة التي قابلت الأسد أن نقاشها معه استمر نحو ثلاث ساعات، وتناول المادة الثالثة من مشروع الدستور، والتعددية السياسية التي أقرّها، ومدة ولاية رئيس الجمهورية وعدد مرات تجديدها، وغيرها من المواد.
وتنص المادة الثالثة على أن «دين رئيس الجمهورية الإسلام»، كما هو الحال في الدستور الحالي، في محاولة على ما يبدو لاسترضاء الاحتجاجات القائمة ضد النظام، بعد التلويح مراراً من قبل “شبيحته” الإعلاميين بإمكانية حذفها، أو على الأقل، المساومة عليها مقابل المادة الثامنة.
كما نصّ مشروع الدستور في إحدى مواده على أنه: «يقوم النظام السياسي للدولة على مبدأ التعددية السياسية، وتتم ممارسة السلطة ديمقراطياً عبر الاقتراع، وتسهم الأحزاب السياسية المرخصة والتجمعات السياسية الانتخابية في الحياة السياسية الوطنية»، فيما يعد إلغاء للمادة الثامنة من الدستور القديم، الذي كان ينص على قيادة حزب البعث لكل من الدولة والمجتمع معاً، وقيادته لما يسمّى الجبهة الوطنية التقدمية، لكنه يغفل نقطة مهمة عن مصير حزب البعث في مستقبل البلاد، بعد تنحيته عن رئاسة الدولة والمجتمع، وعن مصير التماهي والتمازج الحاصل بين مؤسسات الحزب والدولة خلال السنوات الماضية، والتي كان يعد فيها الوجود في أحدهما وجوداً آلياً وحكمياً في الآخر.
مشروع الدستور حدد مدة الولاية الرئاسية بـ«سبع سنوات ولولايتين»، ما يعني أن تجديد الولاية سيكون لمرة واحدة فقط، في حين حدد الدستور الحالي مدة الولاية بسبع سنوات، تاركاً عدد مرات تجديدها مفتوحاً. لكن النص الجديد، وإن كان لا يزال مسودة، لا يشير إلى مصير الرئيس الحالي المتوج أصلاً بولايتين رئاسيتين، فهل يعني ذلك انتهاء حكم الرئيس الحالي في العام 2014 بحكم انتهاء ولايتيه الرئاسيتين، أم إنه سيستأنف ولايتين أخريين ابتداء من إقرار الدستور الجديد؟!.
أعضاء اللجنة أكدوا أنه كان هناك عدد كبير من الآراء حيال مختلف مواد مشروع الدستور (157 مادة)، لكنهم شددوا على أن هذا المشروع في النهاية هو نتاج عمل توافقي وجماعي لجميع الأعضاء. وتشير التسريبات إلى طرح الدستور الجديد للاستفتاء على الشعب في مطلع الشهر المقبل، من دون أن يستبعد أعضاء اللجنة أن يقوم الرئيس بتعديل ما يراه قبل ذلك؟.
الطريف في الأمر أن طرح مسودة الدستور الجديد للاستفتاء من قبل الشعب السوري في هذه الظروف لن يكون مرفقاً بأي إشراف قضائي على عملية الاستفتاء، وستقوم وزارة الداخلية بإنجاز الخطوات الخاصة بعملية الاستفتاء، وهو ما يثير الأسئلة عن مدى صدقية إجراء مثل هذا الحدث تحت وصاية وزارة الداخلية، التي فشلت حتى الآن في تأمين الأمن والاستقرار الداخلي في معظم أنحاء البلاد؟.
في ظل أزمة سوريا واضطراب الأجواء بين إيران وإسرائيل وأميركا
تهديدات الحرب تلقي بظلالها الوخيمة على منطقة الشرق الأوسط
بدأت المخاوف من احتمالية نشوب حرب غير محددة المعالم حتى الآن في الشرق الأوسط تبثّ أجواء من السواد في آفاق المنطقة، التي كانت تحتفل قبل عام بسقوط مجموعة من الأباطرة، وتنامي الإرادة الشعبية، والتعهد ببدء حقبة جديدة من الديمقراطية.
الأوضاع في سوريا لاتزال متفاقمة
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تسببت التهديدات التي بدأت تطلقها إيران خلال الآونة الأخيرة في ما يتعلق بإغلاق مضيق هرمز في إثارة احتمالات نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الخليج. كما فتحت التحذيرات، التي أطلقتها إسرائيل، هي الأخرى بشأن احتمالية قيامها بضرب منشآت إيران النووية إمكانية نشوب صراع كبير في المنطقة.
الأمر الأكثر قلقاً، في ظل تواصل العمليات العسكرية، التي تستهدف مدينة حمص السورية، واستمرار القنوات التلفزيونية في إعادة بثّ صور الدماء التي تنزف من القتلى الذين يسقطون جراء تلك الهجمات، ويتم نشرها على موقع يوتيوب، هو أن سوريا في المراحل الأولى الآن بلا شك من حرب أهلية، قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من حدودها.
قالت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه وبالرغم من تعذر تجنب حرب واسعة النطاق، إلا أن عام 2012 يثير بالفعل تكملة مظلمة للآمال والاحتمالات، التي تمخض عنها عام 2011، حيث بدأت مطالب المواطنين العاديين تتصادم لنيل قدر أكبر من الحريات مع الأجندات المتضاربة للقوى الكبرى في تلك المنطقة الحيوية.
ومضت الصحيفة تنقل في هذا السياق عن بول سالم، مدير مركز كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت، قوله: “هناك مساران مختلفان في الشرق الأوسط. فمنطقة شمال أفريقيا تتجه صوب المزيد من الديمقراطية. ومنطقة الشام، بما في ذلك إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق، تتجه صوب المواجهة والصراع الطائفي، وهو مسار أكثر كآبة وظلاماً”.
ورغم أجواء الفوضى الحاصلة في القاهرة وطرابلس، إلا أن دول تونس ومصر وليبيا (في الشمال الأفريقي) بدأت تمضي في طريقها، وإن كان بشكل فوضوي، نحو بناء ديمقراطيات جديدة، قد تصبح فعالة، بعدما تمت الإطاحة بالحكام المستبدين هناك.
لكن الوضع مختلف في الأراضي العربية الممتدة بين إسرائيل وإيران، حيث تسببت صحوة التطلعات الديمقراطية أيضاً في إثارة منافسات قديمة والمزيد من الأحقاد الحديثة، عبر شبكة من خطوط الصدع المتقاطعة، التي قد يثير أي منها الجزء المتبقي.
وتابعت الصحيفة بنقلها في الإطار عينه عن سيدة سورية تعيش في بغداد، تدعى أم هايا، وهي تعبّر عن الشعور بحالة عدم الارتياح الشائعة بين كثير من الأشخاص الذين يعيشون خارج حدود سوريا، قولها: “يبدو أن أي مكان قابل للانفجار في أي وقت من دون معرفة السبب. ويمكنني القول إن المنطقة بأسرها قابلة للاشتعال”.
هنا، خصت الصحيفة بالذكر سوريا، التي تعيش منذ قرابة العام أجواء تهيمن عليها الاضطرابات والاحتجاجات، وسط حالة من الغموض بشأن مصير الرئيس بشار الأسد.
ثم أوضحت الصحيفة أن سوريا تختلف عن ليبيا وتونس ومصر، حيث تقع في رابطة شبكة من التحالفات الإستراتيجية والمصالح الجيوسياسية والغيرة الدينية، وهي الشبكة، التي يتوقع لها أن تنقلب في حال سقط النظام هناك. وقال هنا دبلوماسي من دولة غير غربية: “لقد انفجرت ليبيا، وهو السيناريو نفسه الذي سيحدث في سوريا. وهو ما أعتقد أنه الأمر عينه الذي سيحدث في عموم المنطقة بأسرها”.
وسبق لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن قال: “سيحظى تغيير النظام في سوريا بتأثير على المنطقة بكاملها، نظراً إلى الأهمية الجيوسياسية، التي تحظى بها سوريا بالنسبة إلى فلسطين ولبنان والعراق والأردن وأماكن أخرى. ولهذا لكل دولة مصالحها الخاصة في ما يجري في سوريا”.
في الختام، قال إيميلي هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في البحرين، إنه رغم عدم توافر أدلة حتى الآن تدعم إدعاءات الحكومة السورية في ما يتعلق بدعم قطر ودول أخرى للمعارضة السورية، فإن ذلك قد يتغير أيضاً، خاصة وأن التحرك الدولي المتضافر لحل الأزمة السورية يبدو أنه غير وارد الحدوث.
وأضاف: “إيران لا تزال اللاعب الأكبر في المنطقة، وسوريا هي ساحة القتال المناسبة. فهي المكان الذي يمكن أن تحدث فيه الأشياء ضد إيران، غير أن إيران لا تزال الجائزة الكبرى”. فيما قال عمر شاكر، الناشط في حي باب عمرو المحاصر في حمص: “لن نستطيع أن ننجح من دون أن نحصل على دعم دولي. ولا يمكنني تصديق أن العالم يشاهد في صمت ما يدور هنا من أحداث”.
التجمعات المعارضة تزداد ثقة وتحدياً في مواجهة القمع والعنف
الثورة السورية تصل إلى قلب دمشق الغارقة في حالة إنكار
عبدالاله مجيد
تعيش العاصمة السورية حالة من الإنكار فسكانها يتحدثون عن أحداث الأشهر الأحد عشر الماضية وكأنها مشكلة بعيدة تنحصر في ضواحي المدينة، لكن عندما يرخي الظلام سدوله على حي برزة وسط العاصمة تتجمع الحشود مبين أسوار المدينة المتداعية للهتاف بسقوط النظام.
لندن: “نحن نحب بشار الأسد، نحن نحب الرئيس”، كما قالت سيدة مسيحية أم لثلاثة اطفال في احدى التظاهرات المؤيدة التي كثيرا ما تنبثق وسط دمشق. واضافت “انه رجل مستقيم، بل رجل عظيم، الحياة في عهده جيدة، والجميع بخير. فأنا استطيع ان ارسل اطفالي الى الجامعة مجانا”.
وعلى انغام النشيد الوطني يعرض التلفزيون الرسمي صورا متتالية عن الهدوء في العاصمة التي لا تهزها إلا جموع الوطنيين يلهجون بحبهم للرئيس.
لكن الواقع ان الثورة السورية وصلت الى دمشق نفسها. وعندما يرخي الظلام سدوله على حي برزة وسط العاصمة تتجمع حشود من الرجال والنساء والأطفال بين اسوار المدينة المتداعية للهتاف بسقوط النظام. وإذ يسير المتظاهرون بصمت وسرعة مخترقين الأزقة الضيقة فانهم يمرون برجال ملثمين يقبضون على كلاشنكوفات، متمركزين على مداخل الساحة العامة. انهم افراد الجيش السوري الحر يوفرون الحماية للمتظاهرين.
وكانت هذه الاحتجاجات ظلت طيلة الأشهر الماضية احتجاجات خاطفة لا تستمر إلا دقائق أو تفرقها قوى الأمن بالعنف. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن سوريين من اهالي المنطقة ان أكثر من 30 شخصا قُتلوا برصاص قوى النظام. ولكن التجمعات تزداد ثقة وتحديا الآن بعدما أصبحت محروسة بقواها المسلحة.
وقالت اسراء وهي صيدلانية مسلمة تهتف بسقوط النظام منذ نيسان/ابريل الماضي “الآن لدينا مقاتلونا الذين يحموننا، والنظام يعرف ذلك ولا يجرؤ على المجئ”. واضافت لمراسل الديلي تلغراف “نحن بأمان وإذا اراد النظام ان يأتي فعليه ان يأتي بالدبابات والجنود”.
وعلى قرع الطبول أدى الحشد رقصات وأغاني تمرنوا عليها خلال الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا. وكان المتظاهرون يلوحون بعلم الثورة واثبين في الهواء وهم يهتفون “الموت لبشار، الموت للحمار”. وكان رجال بسترات فسفورية صفراء يغطون وجوههم ليكون من المتعذر التعرف عليهم في الصور، يقومون بدور المعتمدين الذين ينظمون التظاهرة، وصبي لا يزيد عمره على 12 سنة يقود الحشد من على منصة.
وكانت الشعارات خليطا من الابتهالات التضامنية مع “الأخوة” الذين يتعرضون للقصف في مدن أخرى، وصيحات غضب على النظام ودعوات لتذكر الشهداء الذين سقطوا الشهر الماضي، تعبيرا عن السخط الذي يغلي في النفوس بعد اشهر من العنف.
وقالت الصيدلانية اسراء بصوت عال لإسماع نفسها وسط هتافات المحتجين “ان ابن هذه السيدة مات هنا، في هذه الاحتجاجات. صاح مناديا الشرطة “لماذا تقتلوننا؟ ارجوكم ان تتوقفوا” فقتلوه رميا بالرصاص”.
واضافت اسراء “انهم قتلوا والد هذا الصبي” ماسكة بكتفي صبي في الثانية عشرة قالت انه “يأتي الى هنا كل يوم للمطالبة بالحرية والثأر لوالده”. وكانت الأعلى صوتا هتافات بالاتكال على الهح اولا وعلى الجيش السوري الحر. وكان المسلحون يراقبون بصمت من الأسطح.
ولكن براءة الاحتجاجات السلمية بدأت تخلي الطريق امام شكل مشؤوم من اشكال العمل. فان شوارع حي برزة تعج بمخبرين يعملون للمعارضة. ويقف على الأرصفة شبان يتنصتون على الأحاديث، ويراقبون حركات السكان عازمين على استئصال “الجواسيس”، والمقصود بالجواسيس اشخاص يبلغون على نشاطات المعارضة أو في بعض الحالات مؤيديون للرئيس.
واعترف ناشطون في حي برزة لمراسل صحيفة الديلي تلغراف بأن ثمانية اشخاص تعرضوا للاغتيال في المنطقة خلال الأشهر الماضية ولكن الأرجح ان يكون الرقم اعلى من ذلك. واولئك الذين لا يُقتلون يُجبرون على مسايرة المعارضة بالاكراه. وكانت هناك علامة X مرشوشة على واجهات متاجر في الحي. وقالت اسراء “اننا نفعل ذلك مع الذين لا يغلقون متاجرهم حين ندعو الى اضراب. وهو تحذير بأن عليهم ان ينضموا الينا”.
وحي برزة ليس وحده جيب التحدي للنظام وسط دمشق بل يقول ناشطون ان عملية تسليح تجري سرا في انحاء العاصمة. وقالت هناء وهي ناشطة أخرى ان بشار الأسد “يقتلنا. انه مجرم. في السابق لم نكن نريد ان نقتل احدا، وما كنا نريد استخدام السلاح، ولكننا الآن لا نرى طريقا آخر”.
وقالت زوجة رجل اعمال سني “انهم لا يريدون ان نعيش بحرية. يعتقدون ان المسألة تتعلق بالمال، وهي ليست كذلك بل انها مسألة كرامة” في اشارة الى الطائفة العلوية.
ولدى السؤال عن موقع الطائفة العلوية في المجتمع بعد سقوط النظام كان العديد من الناشطين يهزون اكتافهم بمعنى انهم لم يفكروا في الأمر. واكتفى معارض سني بالقول “نحن سنكون الأغلبية”. وقال ناشط سني آخر “ان جميع من قَتلوا يجب ان يُقتلوا”.
وبعد ان عمل هذا الناشط مع منظمة تعمل من اجل الديمقراطية والحرية ظل فترة طويلة يتكلم بلغة السلام ولكن مشهد اصدقاء يتعرضون للقتل أو الضرب أو اقرباء يتعرضون للاعتقال تكفَّل بقلب المنطق الى انفعال ملتهب.
وما زال كثير من ناشطي المعارضة ملتزمون بالحيلولة دون انزلاق النزاع الى حرب طائفية ولكنهم يقرون بأن النزاع قد يصبح حربا كهذه. وإزاء هذا المنحى الذي تتخذه المعركة فان القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع بين سائر الفرقاء هو الاقتناع بأن الطريق الممتد امامهم سيكون على الأرجح طريقا محفوفا بالدماء.
وتحدث صحفي سني في سوريا عن مخاوفه لصحيفة الديلي تلغراف قائلا “نحن عائلة مسلمة معتدلة، ولدينا العديد من الأصدقاء العلويين. ولكن شقيقي يأتي الآن من الاحتجاجات وهو يتحدث عن “العلويين القذرين”. فتصور كيف يشعر من فقدوا اعزاء في هذه الحرب”.
واضاف الصحفي المحلي انه عندما يرى المرء على يوتيوب اشرطة فيديو عن التعذيب والاعتقالات ودهم البيوت يلاحظ ان المرتكبين دائما يتكلمون بلكنة علوية. “وعندما يسمع المحتجون هذه اللكنة فانهم يربطونها بعمل قذر”. وتابع “ان اصدقائي العلويين خائفون. في البداية كانوا خائفين من فقدان موقعهم في المجتمع وهم الآن خائفون على حياتهم”.
وفي الأحياء العلوية والمسيحية من المدينة لا تقل كراهية المعارضة ضراوة. وبصقت سيدة علوية عندما كان التلفزيون الرسمي يعرض صور “ارهابيين” يهاجمون بلدها قائلة “أكره هؤلاء الكلاب، هناك كلاب كثيرة في الضواحي ورئيسنا لن يستسلم لهم ابدا”.
وفيما تغرق دمشق في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء وتعاني المصالح من وطأة العقوبات وتصعد القوى الغربية خطابيتها ضد الرئيس الأسد فان الأقليات التي تعيش في المدينة تعيش في خوف متزايد. ويشعر المسيحيون الذين أيدوا النظام لضمان الحماية والحقوق يشعرون ان وضعهم مهدد الآن، وان مصيرهم بات مرهونا ببقاء النظام.
وقال رجل الاعمال الميسور آدم “نحن كلنا خائفون. فان تفجيرات حدثت في العاصمة من تنفيذ القاعدة، وأسمع اطلاق النار في الحي الذي اسكنه. انا في الأربعين من العمر ولم أر شيئا كهذا من قبل”.
وتابع رجل الاعمال المسيحي قائلا “ان هؤلاء العرب يفكرون بقلوبهم وهم لا يدركون واقع الحرب. ان سوريا ليست ليبيا، فنحن لدينا جيش ضخم. وسيموت مليونان أو ثلاثة ملايين، ومن أجل ماذا؟ من اجل تغيير الحكم؟ هل يستحق ذلك هذا الثمن”.
العربي يزور ألمانيا اليوم لاطلاعها على قرارات الجامعة بشأن أزمة سوريا
النظام يتمسك بالخيار العسكري ويواصل استهداف معاقل الاحتجاج
لليوم العاشر على التوالي واصل النظام السوري عملياته العسكرية في بابا عمرو في حمص غداة دعوة عربية لارسال قوات حفظ سلام عربية أممية إلى البلاد. هذا ويتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مساء الاثنين إلى المانيا للقاء انغيلا ميركل واطلاعها على القرارات بخصوص الأزمة السورية.
دمشق: قتل ستة مدنيين الثلاثاء جراء اعنف قصف تقوم به القوات السورية في حمص وسط سوريا، معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “استشهد ستة مواطنين اليوم اثر استمرار القصف على حي بابا عمرو منذ صباح اليوم”.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن تعرض حي بابا عمرو في مدينة حمص “للقصف هو الاعنف منذ خمسة ايام من قبل القوات السورية”.
ونقل مدير المرصد عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم “بمعدل قذيفتين في الدقيقة”.
وكان عضو الهيئة العامة للثورة السورية اكد في وقت سابق في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات النظامية “تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو”.
وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم “عاصمة الثورة” لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة لها امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في وسط سوريا في “القصف العشوائي” للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.
هذا وأعلنت السلطات السورية الاثنين عزمها على “تحقيق الامن والسلام”، وواصلت عملياتها العسكرية التي تستهدف معاقل المعارضين في مناطق عدة من سوريا، غداة قرار الجامعة العربية بارسال “قوات عربية واممية” الى هذا البلد.
واكدت روسيا، حليفة سوريا، انها “تدرس” اقتراح ارسال هذه القوات، لكنها شددت على ضرورة وقف اطلاق النار في سوريا قبل القيام بذلك. وميدانيا، تستمر اعمال العنف في عدد من المدن السورية ما اسفر عن مقتل 27 شخصا الاثنين بينهم 11 جنديا من الجيش النظامي.
ففي مدينة حمص، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “اربعة مدنيين استشهدوا فيما استشهد اثنان في مدينة الرستن بمحافظة حمص بينهم طفلة تبلغ من العمر 13 عاما”.
واضاف المرصد ان “ثمانية شهداء سقطوا بمحافظة ادلب احدهم استشهد في مدينة خان شيخون باطلاق رصاص من قبل القوات السورية بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اضافة الى شهيدين في قرية مرعيان برصاص موالين للنظام واربعة برصاص عشوائي من قبل القوات السورية في بلدة بلشون واخر برصاص قناصة بمدينة ادلب”.
وتابع المرصد “كما استشهد مواطن في مدينة حماة برصاص قناصة بعد منتصف ليل الاحد الاثنين، واستشهد اربعة مواطنين في ريف دمشق بينهم مواطن في دوما متاثرا بجروح اصيب بها قبل ثلاثة اسابيع وشهيدان بمدينة مضايا برصاص حاجز امني وشهيد في بلدة جديدة عرطوز متاثرا بجروح اصيب بها مساء امس. كذلك، استشهد فتى يبلغ من العمر 17 عاما برصاص قناصة في بلدة بصر الحرير بمحافظة درعا”.
الى ذلك، تحدث المرصد عن “سقوط 11 عنصرا من الجيش النظامي السوري بينهم ضابط برتبة نقيب وذلك اثر اشتباكات وكمين في محافظات حمص ودرعا وادلب”. ويحاول الجيش وقوات الامن السورية منذ ثمانية ايام اخضاع حمص، ثالث المدن السورية والتي تعتبر معقلا للمعارضين السوريين منذ بدء الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام في اذار/مارس 2011.
وافادت لجان التنسيق المحلية عن وجود انتشار عسكري كثيف في مدينة الزبداني مشيرة الى نصب حاجز كل 50 مترا في المدينة تتمركز فيه دبابة و100 عنصر. وذكر المرصد من جهته، ان “اصوات الانفجارات هزت مدينة الزبداني”.
واشارت اللجان الى ان “العائلات النازحة بدأت بالعودة للمنطقة وسط تضييق عليهم من قبل العناصر واعتقال المطلوبين منهم”. وبثت اللجان شريطا مصورا قالت انه يعود الى تاريخ الاثنين ظهر فيه انتشار عناصر مسلحة من الجيش في مدينة حرستا وآثار للقصف الذي تعرضت له ولافتة كتب عليها “الله للعبادة وبشار للقيادة” فيما تبدو الحياة طبيعية فيها.
ووصلت قافلة عسكرية تضم نحو 45 دبابة وناقلات جند مدرعة و شاحنات زيل عسكرية الى مدينة جسر الشغور، في حين اصيب اربعة مواطنين بجراح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن عند دوار المحراب في ادلب، بحسب المرصد.
وفي ريف درعا (جنوب)، تحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة واعتقلت اربع نساء هن امهات عناصر منشقة”.
وفي هذه المنطقة، لفت المرصد الى عملية مداهمات واعتقالات في مدينة بصرى الشام فيما هز انفجار الحي الجنوبي في مدينة داعل، بدون ان يؤكد ما اذا كان الانفجار استهدف قوات الجيش المتمركزة بالمنطقة.
واشار المرصد في بيان لاحق ان “نحو 10 الاف مواطن بمدينة داعل خرجوا لتشييع عنصر في حفظ النظام قضى خلال التفجير الذي طال مركز قوات حفظ النظام بمدينة حلب الجمعة”. واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الاثنين ان القوات السورية ارتكبت “على الارجح” جرائم ضد الانسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا.
وقالت بيلاي في كلمتها امام الجمعية العامة للامم المتحدة “ان طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على ان جرائم ضد الانسانية قد ارتكبت على الارجح منذ اذار/مارس 2011”.
واتهمت بيلاي الجيش السوري ب”قصف احياء حمص المكتظة بالسكان في ما بدا انه قصف عشوائي لمناطق سكنية”، مضيفة ان “اكثر من 300 شخص قتلوا في المدينة منذ بدء هذا الهجوم قبل عشرة ايام غالبيتهم نتيجة القصف”.
وقد شهدت سوريا في الاسابيع الماضية هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة ضد مراكز امنية في دمشق وحلب قتل فيها العشرات. وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” ومجموعات سلفية بارتكاب اعمال العنف، فيما يعلن جنود منشقون ينتمون الى “الجيش السوري الحر” عن عمليات ضد القوات الامنية السورية.
واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان رفضها لتدخل تنظيم القاعدة بشؤون “ثورتهم” غداة الكشف عن دعوة اطلقها زعيم التنظيم ايمن الظواهري يدعم فيها “الانتفاضة” في سوريا داعيا الى “الجهاد”.
واكدت دمشق الاثنين انها مصممة على “تحقيق الامن والسلام” رغم قرار للجامعة العربية التي دعت مجلس الامن الى تشكيل قوات مشتركة من الجامعة العربية والامم المتحدة للاشراف على تنفيذ وقف لاطلاق النار.
واتخذت الجامعة العربية، قرارها في ختام اجتماعها الوزاري في القاهرة ودعت مجلس الامن الى اصدار قرار بتشكيل “قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة”. ويتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مساء الاثنين الى المانيا للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل واطلاعها على قرارات الجامعة العربية بخصوص الازمة السورية والقضية الفلسطينية. وكانت المانيا رحبت الاثنين بالدور “المهم جدا” الذي تلعبه الجامعة العربية بهدف “تسوية الازمة السورية”.
واطلق وزراء الخارجية العرب الشهر الماضي مبادرة جديدة لانهاء الازمة السورية تدعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحيات كاملة للتعاون مع هذه الحكومة.
وكان سفير سوريا في الجامعة العربية يوسف احمد الذي لم يحضر اجتماع الجامعة بسبب تجميد عضوية بلاده فيها، سارع قبل انتهاء اجتماع الجامعة الى التاكيد ان سوريا “ترفض قرار جامعة الدول العربية الصادر اليوم جملة وتفصيلا”. ومن المقرر ان تعقد الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا.
عصام عبد المولى: نصف ثورة هي بمثابة حفر قبر من جحيم للجميع
النظام السوري “يتفنن” بورقة الطائفيّة في مواجهة الاحتجاجات
ملهم الحمصي من دمشق
تكمل الثورة السورية الشهر المقبل عامها الأول في مواجهة نظام الأسد الذي يتفنن بتفعيل كل وسيلة قد يظن أنها في مصلحته. ويقول الناشط السوري عصام المولى في حوار مع “إيلاف” إن النظام يلجأ للفتن الطائفيّة وآلته العسكرية في محاولة للقضاء على الثورة.
عصام عبد المولى، الشاب الحمصي الدمث، والمنتمي إلى التيار الإسلامي بحكم دراسته وتخصصه، لم يجد بداً من السفر خارج البلاد بعد اندلاع الأحداث نتيجة الملاحقات الأمنية، تاركاً وراءه أهله وقلبه النابض قلقاً عليهم، مع كل قذيفة تسقط على مدينته، حمص، عاصمة الثورة السورية.
أراد أن ينضم إلى ملف (فسيفساء الثورة السورية)، ويعبر عن وجهة نظر تيار له وزنه وحضوره ضمن المعارضة السورية، هو التيار الإسلامي (غير الإخواني)، ولعل أهم ما يميز هذا التيار هو السمة التنظيمية الواضحة، والنضج السياسي لأفراده.
أنت تنتمي إلى مدينة حمص، والتي أصبحت عاصمة الثورة السورية، كيف تتفاعل مع الحراك الثوري والأخبار الواردة يومياً من حمص؟
من البدهي أن يكون التفاعل الوجداني على رأس قائمة التفاعل الذي يتعلق بشاب يعيش أهله تحت القصف والحصار، وتزداد وتيرة التفاعل الوجداني مع وجود مسافة شاسعة تفصلك عن الأهل، ناهيك عن انقطاع الاتصالات الهاتفية في غالب الأوقات.
أبكي أحياناً، أدعو لأهلي ولأهل حمص أن يحميهم، وأدعو على الظالم.. وفي كل اتصال هاتفي أُصدم بخبر؛ من استشهادٍ لابن خالتي (24 عاماً) مثلاً، ومن تهجير لعمومتي، ومن اعتقال لأبناء عمومتي، ومن إصابة لآخرين غيرهم، ومن سطو واحتلال لمنازل أقاربي.. سلسلة الاعتداءات لا تنتهي للأسف، بل هي في ازدياد. والشق الثاني من التفاعل هو تفاعل إعلامي، عن طريق إيصال الرسائل التي تأتي من حمص إلى وسائل الإعلام المختلفة، وربط الشباب الناشطين على الأرض بالغرف الأخبارية.
من المعروف أن مدينة حمص غنية بالتنوع الطائفي والمذهبي، ما رأيك بمحاولات النظام اللعب على هذه الورقة؟
شيء طبيعي أن يتفنن النظام بتفعيل كل وسيلة قد يظن أنها في مصلحته، ومن بين هذه الوسائل الدندنة على اللعب الطائفي، وبالفعل فقد جرت حالات كثيرة لا نشك أنها لإشعال الحرب الطائفية، فاختطاف الفتيات، واغتصابهن، أو قتلهن مما يلهب المشاعر لدى أهل حمص، إضافة إلى القتل بناء على الهوية، واسم الحي.. ومن الطبيعي أن تكون ردة الفعل متناسبة مع الفعل، فمن الصعوبة أن تطلب من شخص الهدوء حالة اختطاف أبنائه وبناته، والصعوبة ترتفع إذا رافقها حالات اغتصاب أو قتل.. والذي يثلج الصدر أن العقلاء لا يألون جهداً في التعامل الحكيم مع الحركات الاستفزازية التي يُقدم عليها النظام.
كيف ترى مستقبل سوريا في ظل انفراد الشعب في مواجهة الآلة العسكرية للنظام، وعلى من تعولون في المرحلة القادمة بعد فشل مساعي استصدار قرار دولي في مجلس الأمن؟
من العبارات المستخدمة يومياً لدى الشباب الثائر: (ما إلنا غيرك يا الله)، وقد بينت لنا الأيام أننا بالفعل ليس لنا إلاه، كنا نظن خيراً ببعض الدول العربية والغربية، ولكن يبدو أن مصالحها هي رأس سلم أولوياتها، ولو جرى الدم في كل أنحاء سورية، نحن نعول بعد الله عز وجل على أننا طلاب حق وحرية، وأن النظام هو من طلاب الظلم والطغيان، ولدينا يقين بقوله تعالى: “فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
كيف تسهم في الحراك الشعبي في سوريا، وما طبيعة تجربتك الشخصية في هذا المجال؟
كل واحد منا أمام ثغرة عظيمة يستطيع إنْ سدها بصدق أن يُسهم في نهاية هذه العصابة الفاسدة التي رافقتنا لأكثر من أربعين عاماً، قد يكون المجال الإعلامي هو من أحد اهتماماتي.
ما هو التيار الوطني السوري، وما الغاية من تأسيسه وإنشائه، وما هي أهم أهدافه؟
التيار الوطني السوري حركة تضم أطيافاً من القوى السياسية والشعبية التي تسعى إلى بناء المجتمع السوري على قيم الحرية والمساواة والعدالة، وتعمل على تحقيق السلم الاجتماعي ضمن دولة القانون التي تحترم الحريات المدنية والسياسية لكافة المواطنين دون تمييز على أساس طبقي أو ديني أو طائفي أو قومي.
ينبثق التيار من المقاصد الإسلامية الأصيلة والمفاهيم الأخلاقية التي عبرت عن بساطة الإسلام السمح البعيد عن الأيديولوجيات، والاصطفافات العقدية، والأطر الحزبية والفئوية الضيقة، بما يمثله الإسلام من مرجعية تشريعية وأخلاقية وقيمية. كما يعمد التيار إلى نقل الأفكار التي كانت تتردد في ميادين الثورة السورية من حالة الشعار إلى القرار، ولتنعكس ظلال الثورة في مكونات السلطة الجديدة؛ لتصبح المنظومةَ الفكريةَ التي تقود نحو بناء مجتمع جديد يتسم بالحرية والديمقراطية والعدالة.
“التيار الوطني السوري” يتخذ من مبادئ الثورة السورية إطاراً سياسياً مرجعياً، ليعمل على إقامة سورية المستقبل، دولة مدنية لكل أبنائها، ديمقراطية تعددية تحكمها القوانين العادلة، وتُبنى فيها العلاقات على أساس المواطنة، وتُحترم فيها حقوق المكونات السورية، كما تحترم الهوية السورية. ولا ينطلق التيار من رؤية إيديولوجية واحدة، بل يسعى إلى احتضان وتعزيز التوجهات الوطنية التي تستند إلى أساس قيمي ورؤية أخلاقية، وهو لذلك يحتضن الإسلاميين المستقلين من اتجاهات عدة، والعَلمانيين والليبراليين الذين جمعهم التوافق على مبادئ الثورة السورية، واحترام مرجعية الإسلام ديناً أو ثقافة أو حضارة.
ما المطلوب من شباب الثورة ونخبها السياسية لطمأنة بقية المذاهب والطوائف والأقليات الدينية والعرقية بأن الحراك الثوري ليس موجهاً ضد أي منهم ولن ينال من حقوق مواطنتهم؟
كنا نُضمن في بداية الحراك رسالات تطمينية إيحائية للموزاييك الذي تمتاز به سورية، وكنا نخص بالذكر الطائفة العلوية، وبعد أن اتضحت معالم الثورة كُتبت عدة بيانات، وأذيعت عدة رسالة مباشرة تصريحية تطمينية للطائفة العلوية، ولبقية الأقليات، ولكن بعد أن نجح النظام في حشد طائفته ضد الشباب الثائر أصبحنا نحن –الأكثرية- في حاجة إلى رسائل تطمينية توجه إلينا، لا سيما بعد عمليات القتل والخطف التي أصابت عائلاتنا في مدينة حمص. الشيء المبشر الذي يثلج الصدور أن الشعب السوري بمختلف مشاربه قبل مجيء عائلة الأسد كان يتمتع بانسجام لا مثيل له على مدى التاريخ.
هل من رسالة أو إضافة أخيرة؟
النظام زائل لا محالة، والمطلوب منا الصبر والثبات، نصف ثورة هي بمثابة حفر قبر من جحيم لكل واحد فينا، ونحن الآن في الساعات الأخيرة الحاسمة، والتي ستغير حياتنا إلى الأبد إنْ عرفنا كيف نختمها.
مفوضة الأمم المتحدة تطالب بتحويل الملف السوري إلى «لاهاي»
مجلس الوزراء السعودي يطالب بالحسم بعد فشل «أنصاف الحلول» * الشيخ عبد الله بن زايد: مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم بيروت: ليال أبو رحال القاهرة: سوسن أبو حسين
أعلنت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة امس، أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد ارتكبت «على الأرجح» جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية، وطالبت بيلاي بتحويل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية، بلاهاي لمحاسبة الفاعلين.
وقالت بيلاي في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: «إن طبيعة التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ مارس (آذار) 2011». وأضافت أن مرتكبي هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا.
من جهته شدد مجلس الوزراء السعودي أمس على اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري، وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا «التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه». وفيما أعلن الاتحاد الاوروبي دعمه للقرارات العربية بارسال قوات سلام عربية ودولية الى سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو أمس مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان، ان بلاده تدرس الخطة العربية، لكنه اشار الى ان ايفاد قوات يتطلب وقف العنف اولا، وموافقة سوريا.
وبدوره قال الشيخ عبد الله بن زايد إن «مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة العربية الذي يعد أقرب من أي طرف آخر شعورا وجغرافية ومعلومات بشأن ما يحدث في سوريا».
ميدانيا، ذكرت مصادر المعارضة ان قوات الاسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات عسكرية الى ادلب.
الأمم المتحدة ترجح حدوث جرائم ضد الإنسانية في سوريا.. وتلوح بالمحكمة الدولية
دمشق وطهران وبيونغ يانغ فقط عارضوا بحث الملف أمام الجمعية العامة
جريدة الشرق الاوسط
أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، أمس، أن القوات السورية ارتكبت، على الأرجح، جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا، وأكدت حصول «قصف عشوائي» في حمص أوقع نحو 300 قتيل خلال الأيام العشرة الماضية.
وطالبت بالاي بإحالة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي قالت إنه من الضروري القيام به لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين. وجاء ذلك في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، التي عقدت خصيصا لبحث التطورات في سوريا، وسط جهود عربية لتمرير قرار عربي للمطالبة بوقف العنف في سوريا، بعد استخدام روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن لمشروع القرار العربي – الغربي.
وانتقدت بيلاي بشدة تعثر مجلس الأمن في أخذ موقف من العنف في سوريا، قائلة إن «فشل مجلس الأمن في الاتفاق على عمل جماعي وثيق أسهم في تشجيع الحكومة السورية على التخطيط لهجوم متكامل لسحق المعارضة بقوة بالغة»، مضيفة: «إنني مرتاعة بشكل أخص من العنف المتصاعد في حمص».
واعتبرت بيلاي أن «طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية، ومدى هذه التجاوزات، يدلان على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ مارس (آذار) 2011.
وأضافت بيلاي: «هناك معلومات مستقلة موثوقة ومتقاطعة تفيد بأن هذه التجاوزات جزء من حملة واسعة ومنظمة للاعتداء على المدنيين»، مؤكدة أنها تمت بـ«موافقة السلطات على أعلى المستويات أو بتواطؤ منها». وتابعت المسؤولة في الأمم المتحدة: «إن الخروقات الفاضحة والمنظمة لحقوق الإنسان في سوريا لم تتواصل فحسب، بل ازدادت أيضا» منذ مطلع السنة.
بالنسبة لحمص، قالت بيلاي: «تفيد معلومات موثوقة بأن الجيش السوري قام بقصف أحياء حمص المكتظة بالسكان، فيما بدا أنه قصف عشوائي لمناطق سكنية»، مضيفة أن «أكثر من 300 شخص قتلوا في المدينة منذ بدء هذا الهجوم قبل عشرة أيام، غالبيتهم نتيجة القصف». وتابعت: «على المجتمع الدولي العمل على أن لا تمر هذه الجرائم من دون عقاب»، مذكرة بأنها سبق أن «حثت مجلس الأمن على اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية».
وبعد أن أكدت من جديد أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على تقديم حصيلة دقيقة بالضحايا بسبب عدم إمكان جمع معلومات موثوقة على الأرض، قالت إن عدد القتلى «بات أكثر بكثير من رقم الـ5400»، الذي كان آخر رقم للقتلى قدمته الأمم المتحدة، كما أعلنت أن «قوات الأمن السورية قتلت أكثر من 400 طفل».
وتابعت: «تم اعتقال عشرات آلاف الأشخاص بينهم أطفال، ولا يزال أكثر من 18 ألفا محتجزين بشكل تعسفي»، بينما تتوقع الأمم المتحدة أن هناك نحو 70 ألف نازح داخل الأراضي السورية.
وعرضت بيلاي أنواع التجاوزات التي تقوم بها السلطات السورية وعناصرها، مشيرة إلى وجود «الكثير من المعلومات» التي أفادت بحصول أعمال اغتصاب في المعتقلات «ارتكبت خصوصا بحق رجال وفتيان». وخلصت بيلاي إلى القول إنه بوجود هذا القمع المتصاعد «فإن احتمال قيام أزمة إنسانية على مجمل سوريا يزداد»، كما تزداد مخاطر الحرب الأهلية.
وجاءت كلمة بيلاي بعد اعتراض شديد من الجانب السوري على الجلسة، إذ اعتبر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار جعفري، أن اجتماع يوم أمس غير قانوني، مطالبا بـ«رأي قانوني مستقل» فيما يحدث في سوريا. ومن المثير أن الجعفري وجه كلامه إلى رئيس الجمعية العامة الحالي، السفير القطر ناصر عبد العزيز الناصر، قائلا إنه يخشى من «انحياز» رئاسة الجمعية، ولكن في الوقت نفسه رفض الجعفري المطالبة بتصويت الجمعية العامة حول القضية. وعبرت دولتان إضافيتان فقط عن احتجاجهما، هما إيران وكوريا الشمالية. وعبر المندوبان الإيراني والكوري الشمالي عن رفضهما للجلسة، ودعمها لنظام الأسد.
وشهدت الجلسة مشادة كلامية بين الجعفري والناصر حول شرعية الجلسة، بينما قام الجعفري بطلب الكلام أمام الجمعية العامة، وانتقد موقف الجامعة العربية من التطورات في سوريا بلهجة شديدة، قائلا: «هناك دول تخوض حربا وليس حملة فقط ضد بلدي». وواصل كلامه باتهام المعارضة بأنها «إرهاب»، مطالبا «الجمعية العامة بتحمل مسؤوليتها في مكافحة الإرهاب في سوريا».
لافروف: ندرس ارسال قوات حفظ السلام.. لكنه يتطلب وقف العنف أولا
وزير خارجية الامارات من موسكو: الجامعة العربية وصلت إلى قناعة بأنه من غير المجدي التواصل مع النظام السوري
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة
في لقائهما أمس في موسكو توصل وزيرا خارجية روسيا، سيرغي لافروف، والإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد، إلى اتفاق حول ضرورة تنسيق المواقف للتوصل إلى وقف العنف في سوريا والتحول إلى الحوار بين كل الأطراف، مع استبعاد الحل العسكري الذي قال الوزيران إنه لن يسفر عن أي حلول للمشكلة. واكد الوزير الروسي ان بلاده «تدرس» التوصيات العربية التي صدرت عن اجتماع وزراء الخارجية العرب وعلى رأسها ارسال قوات حفظ سلام.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد «إن القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة بشأن الأوضاع في سوريا استغرقت الكثير من الجهد والكثير من الوقت الذي مر منذ الأحداث المؤسفة في سوريا.. فنحن نقترب من السنة الأولى خلال شهر من اليوم». وأضاف عقب لقائه لافروف: «لا شك أن أي ضحية تزهق روحها في هذه الأحداث ضحية بريئة، وندين مقتل أي شخص في سوريا.. لكن نرى أن هناك مسؤولية واجبة على أي نظام وأي بلد وأي حكومة للحفاظ على استقراره». وتابع: «غير أن هناك أيضا مسؤولية لحفظ هذه الأنفس وحفظ سلامتها، كما أن هناك مسؤولية تقع على مجلس الأمن الدولي للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين». واعتبر أن «مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة العربية الذي يعد أقرب من أي طرف آخر شعورا وجغرافية ومعلومات بشأن ما يحدث في سوريا».
وشدد الشيخ عبد الله بن زايد على ضرورة وقف القتل في سوريا، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الحل العسكري ليس حلا وهو حل خاطئ، فمنذ 11 شهرا والناس يموتون ولم يتم التوصل إلى أي نتيجة». ومن جانبه قال سيرغي لافروف: «استمعنا إلى القرارات الصادرة أمس عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ومن بينها قرار إرسال البعثة المشتركة العربية – الأممية لحفظ السلام»، مشيرا إلى أن هذا القرار هو قيد الدراسة لدينا حاليا. وأضاف: «إن من مصلحتنا مواصلة التعاون مع أصدقائنا العرب من أجل التوصل للأهداف المرجوة وإطلاق الحوار في سوريا».
قال لافروف بضرورة استيضاح عدد من نقاط المبادرة الأخيرة للجامعة العربية حتى يتسنى لموسكو تحديد موقفها من المؤتمر الذي تدعو إليه لأصدقاء سوريا، بما يضمن مشاركة كل الأطراف دون الاقتصار على ممثلي المعارضة.
أما عن قوات حفظ السلام من جانب الجامعة العربية والأمم المتحدة فقد قال لافروف: «إن إقرار حفظ السلام يتطلب أولا أن نرى السلام الذي يجب الحفاظ عليه، بما يعني الوقف الفوري لإطلاق النار والعنف، فضلا عن أن إيفاد أي قوات يتطلب بالدرجة الأولى موافقة البلد المضيف». وقال إن بلاده تعكف على دراسة هذه المبادرة وتأمل في موافاتها بالكثير من التفاصيل، ومنها ما يتعلق بالجوانب القانونية والتطبيقية اللازمة لوضعها حيز التنفيذ. وأضاف أن بلاده سبق أن وافقت على مبادرة الجامعة العربية حول إيفاد مراقبيها إلى سوريا وأقنعت النظام هناك بقبول هذه المبادرة، مؤكدا مصلحة بلاده واهتمامها بإقرار السلام بسبب القرب الجغرافي لمناطق الأحداث وتأثير ذلك على الموقف الجيوسياسي في العالم كله، وعلاقة ذلك بالنظام الأساسي للأمم المتحدة.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد أن الجامعة العربية وصلت إلى قناعة مفادها أنه من غير المجدي التواصل مع النظام السوري. وقال إن الدعم الذي يمنح للمعارضة يقتصر على الدعم المادي والمعنوي ولا حديث عن أي دعم عسكري.
وكان الوزيران قد تناولا، أيضا، في مباحثات الأمس في موسكو، التعاون بين روسيا وبلدان مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات، إلى جانب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وملف البرنامج النووي الإيراني من منظور ضرورة الاعتماد على الحلول السلمية من خلال الحوار السياسي واستبعاد الحلول العسكرية لهذه المشكلة، وبما يضمن الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الخليج من منظور ما قدمته روسيا من مقترحات إلى بلدان المجلس.
الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه القرارات العربية ولندن تبحث «عاجلا» تشكيل قوة حفظ السلام
هيغ يرى أن نجاح المهمة مرتبط بالتطبيق.. وجوبيه متحمس لمؤتمر تونس لكنه حذر من التدخل العسكري
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»
أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للتوصيات التي تمخض عنها الاجتماع الأخير للجامعة العربية في القاهرة بشأن الملف السوري، والتي تتضمن تشكيل قوات حفظ سلام عربية – دولية. وقد ظهر الدعم الأوروبي واضحا من خلال التصريحات التي صدرت عن المسؤولين في المؤسسات الاتحادية ببروكسل أو الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد. وبينما صرح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس بأن لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، أوضح أن الغربيين لن يشاركوا فيها على الأرجح. وبدورها تحمست باريس لعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس في الـ24 من الشهر الحالي ونقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأييد تشديد العقوبات الاقتصادية على النظام السوري ودعم المعارضة ودعوتها لبلورة برنامج سياسي شامل وجامع بانتظار الاعتراف بها، وهي التوصيات التي أعلنها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من أمس.
وأكد المتحدث باسم قسم العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية مايكل مان دعمه وبقوة لأي مبادرة تهدف إلى وضع حد فوري للقمع الدامي، بما في ذلك وجود عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء العنف. وأوضح مايكل مان أن الاتحاد الأوروبي يرحب بالنتائج التي صدرت عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، واعتبرها «دليلا على أن الدول العربية مصممة على لعب دور الريادة في مجال حل الأزمة السورية»، وشدد على أن هدف الاتحاد الأوروبي هو وقف العنف في سوريا، «ومن هنا نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى تحقيق هذا الأمر»، وهو نفس الموقف الذي صدر عن عواصم أوروبية متعددة.
وشدد المتحدث باسم منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بقوة من أجل السماح ببدء مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية في سوريا، وذلك بعد التوصل إلى وقف كل أشكال العنف. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي على اتصال دائم مع الجامعة العربية والأمم المتحدة لدراسة كل الجوانب الممكنة للتعاون وبلورة إجراءات محددة في أقرب وقت ممكن.
وبدوره قال وزير الخارجية البريطاني أمس إن لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، إلا أن هيغ استطرد قائلا: «لا أعتقد أن مشاركة غربية ميدانية، بما في ذلك في إطار قوة سلام، طريق صائب في سوريا». وأضاف: «لكن بالتأكيد إذا كانت هذه الفكرة قابلة للتطبيق فسندعمها بكل الطرق المعهودة».
وتابع الوزير البريطاني في مؤتمر صحافي خلال زيارة لجنوب أفريقيا أن نجاح هذه الفكرة مرتبط بتطبيق «وقف لإطلاق النار يتمتع بالمصداقية» ووقف القمع من قبل الرئيس السوري بشار الأسد للمدنيين. واعتبر أن «نشر قوة فصل يتطلب بالتأكيد سلاما، وحتى الآن هذا ليس ممكنا».
وكان هيغ قال في بيان في لندن: «سنناقش بشكل عاجل مع جامعة الدول العربية وشركائنا الدوليين مقترحات تشكيل قوة حفظ سلام عربية دولية».
وقال هيغ إن «مهمة من هذا القبيل قد يكون لها دور هام تلعبه لإنقاذ الأرواح شرط أن يكف نظام (بشار) الأسد عن أعمال العنف بحق المدنيين ويسحب قواته من المدن ويطبق وقف إطلاق نار فعليا».
ورحب وزير الخارجية البريطاني بالقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية الأحد، والتي قال إنها «إجراءات هامة لتشديد العزلة الدبلوماسية والاقتصادية على النظام السوري».
وأعرب عن ارتياحه لتنظيم «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس، مؤكدا أن «بريطانيا ستلعب دورا نشطا في هذه المجموعة». كما رحب «بالتزام الجامعة العربية تكثيف دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية وتشجيعها على مزيد من الوحدة لتمثل كل مكونات سوريا».
ومن جانبها التزمت باريس جانب الحذر بشأن طلب الجامعة العربية إرسال قوة حفظ سلام مشتركة عربية – دولية إلى سوريا، كما بدت متشككة في إمكان قبول مجلس الأمن الطلب العربي بسبب المعارضة «التقليدية» الروسية – الصينية. فضلا عن ذلك استبعدت باريس التدخل العسكري الأجنبي الذي لم تحدد صورته ورأت أنه سيزيد من تدهور الوضع، غير أن هذه التحفظات لم تمنع باريس من دعم الأوجه الأخرى في المبادرة العربية، ومنها الدعوة لمؤتمر لأصدقاء الشعب السوري في تونس.
وفي مؤتمر صحافي في مدينة بوردو التي يرأس بلديتها، سئل جوبيه عما إذا كانت فرنسا ستشارك في قوة حفظ السلام كما تفعل في بلدان أخرى مثل لبنان وساحل العاج وغيرهما، فردّ قائلا: «نحن نعتقد اليوم أن كل تدخل خارجي ذي طابع عسكري لن يؤدي إلا إلى مفاقمة الوضع، خصوصا أنه لن يكون هناك قرار من مجلس الأمن (الدولي) الذي هو الجهة الوحيدة المخولة إعطاء الضوء الأخضر لتدخل عسكري».
ويبدو أن جوبيه يخلط بين أمرين: التدخل العسكري على الطريقة الليبية من جهة، وإرسال قوة حفظ سلام ذات الصلاحيات والانتداب المحدودين من جهة أخرى. كذلك تبدو إشارته إلى مجلس الأمن نافلة لأن الجامعة العربية قالت إنها ستتقدم بهذا الطلب إلى المجلس المذكور تحديدا. وأخيرا، لم يفهم سبب إبداء جوبيه تشاؤمه مسبقا من إمكانية موافقة مجلس الأمن، علما بأنه بدت بعض ملامح التغير في موقف الصين وحتى روسيا التي تشكل تطورا لما كانت عليه في السابق.
وأفاد مصدر دبلوماسي أجنبي في باريس أن فرنسا جعلت باستمرار مجلس الأمن الغطاء الشرعي لكل تحركاتها، وهي تتمسك بذلك. غير أنه لم يستبعد أن يكون لمعارضتها سبب آخر على علاقة بتخوفها من أن إرسال قوة فصل يعني بقاء النظام، بينما هي تعتبر أنه «انتهى» ويتعين عليه أن يرحل.
وينتظر أن تجرى مشاورات أوروبية سريعا جدا لبلورة موقف موحد، إن في مجلس الأمن أو في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا بعد أيام في العاصمة التونسية. وقال جوبيه إن بلاده تدعم التحرك العربي «لممارسة الضغوط على الذين يعطلون مجلس الأمن وعلى النظام (السوري) الذي يجب عليه أن يرحل بعد المجازر التي تتوالى في حمص وفي المدن الأخرى». ووعد جوبيه بمشاركة فرنسية فاعلة في اجتماع تونس، علما بأن باريس كانت، إلى جانب واشنطن، أول من دعا لإنشاء هذه المجموعة. وعبرت إيطاليا عن دعمها الواضح لإرسال «قوة لحفظ السلام مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة» إلى سوريا، كما قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي. وأكدت إيطاليا «ضرورة وقف كل أشكال العنف في سوريا، ولتحقيق هذا الهدف» أكدت أنها تدعم «اقتراح إرسال» قوة لحفظ السلام إلى سوريا «للتحقق ميدانيا من تطبيق وقف إطلاق النار»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
مبعوث الصين الخاص بسوريا: لا مآرب لنا من الفيتو وسندرس القرارات العربية الجديدة
العربي يلتقي سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن ويبحث إمكانية إعادة الملف السوري إلى المجلس
جريدة الشرق الاوسط
قدم المبعوث الصيني الخاص بسوريا، السفير لي هواشين، مبررات للأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول استخدام بلاده حق الفيتو ضد القرار العربي الغربي بشأن سوريا مؤخرا، ودعا في الوقت نفسه إلى وقف العنف، قائلا حول قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي صدر الليلة قبل الماضية، إنه «من المبكر تحديد موقف من قرار مجلس الجامعة، لكن سندرسه».
ومن جانبه اجتمع العربي مع سفراء 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن وجرى التشاور حول إمكانية الذهاب بالقرار العربي الأخير إلى مجلس الأمن مجددا لوقف إراقة الدماء في سوريا.
واستهل العربي مباحثات من أجل سوريا صباح أمس مع هواشين، حيث ناقشا الأوضاع في سوريا في ضوء قرارات الجامعة العربية التي صدرت الليلة قبل الماضية، وجاء في توصياتها دعوة مجلس الأمن إلى تشكيل قوات حفظ سلام أممية عربية مشتركة.
وقال المبعوث الصيني في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء إنه تحدث مع العربي عن أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن منذ أيام ضد المبادرة العربية، انطلاقا من سياسية الصين الثابتة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت بكين سوف تستخدم الفيتو ضد القرار العربي الأخير الذي يدعو لتشكيل قوة عربية أممية لحفظ السلام في سوريا، قال المبعوث الصيني: «إننا قرأنا محتويات البيان الختامي لمجلس وزراء الخارجية، ولاحظنا أنه يحتوي على عناصر كثيرة، ولكن القرار مطروح للتو، والوقت مبكر لتحديد موقف الصين منه، فنحن نحتاج إلى وقت لدراسته، ولكن أؤكد أننا سندرسه ونتابعه بكل مسؤولية واهتمام».
وقال سفير الصين إن موقف بلاده من الأزمة الحالية في سوريا هو أنها تدعو جميع الأطراف في سوريا لوقف فوري لجميع أعمال العنف، وخصوصا العنف الموجه ضد المدنيين الأبرياء، وأنه يجب بدء عملية حوار للوصول إلى حل سياسي فورا دون تأخير، وضرورة التغلب على الخلافات للوصول إلى حل سياسي سلمي.
وأشار هواشين إلى أن موقف بلاده مع مراعاة مطالبات الشعب السوري حول ضرورة التغيير، والحاجات الاقتصادية، مؤكدا أن الشعب السوري يحق له اختيار طريقة قيادة البلد، وقال: «إننا نعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورا بناءً في موضوع سوريا، بما يفيد ويدفع لإجراء الحوار والوصول إلى حل سلمي وسياسي للمسألة السورية».
وأكد هواشين أن الصين تهتم جدا بدور الجامعة العربية، و«نؤيد جهود الجامعة في حل مشكلة سوريا بطريقة سلمية وسياسية»، مشيرا إلى أنه استمع إلى حديث العربي حول جهود الجامعة العربية ونتائج اجتماع أول من أمس، وقال: «اتفقنا أن نواصل المشاورات واللقاءات بيننا»، مشيرا إلى أن آراء ورؤية الأمين العام للجامعة العربية مهمة جدا بالنسبة للصين.
وردا على سؤال حول أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن، قال المبعوث الصيني: «أؤكد أن الصين في موضوع سوريا ليس لديها مآرب ذاتية تخفيها، ونحن لا نقصد عمدا إلى معارضة هذا أو ذاك أو أن ندافع عن هذا أو ذاك، كل ما نفكر به هو مصلحة الشعب السوري والشعوب العربية والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وكل ما نلتزم به هو أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، وأضاف: «إن للصين سياستها المستقلة في الشؤون الدولية، وهذه هي منطلقات تفكيرنا في استخدام أو عدم استخدام الفيتو، فنحن نستخدم هذا الحق بكل تأنٍّ وبكل اهتمام، أما الأشياء الأخرى التي تقال فهي ليست حقيقة».
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أيدت في وقت سابق أمس جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا، لكنها لم تظهر علامة تأييد واضحة لدعوتها لإرسال قوات حفظ سلام لوقف الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على جماعات المعارضة.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين الحديث عما إذا كانت بكين تدعم إرسال قوات لحفظ السلام. ولدى سؤاله عن قرار الجامعة العربية قال ليو: «تدعو الصين وتؤيد جهود الجامعة العربية المتواصلة للوساطة السياسية التي تلعب دورا مؤثرا وبناء في ما يتعلق بالتسوية السلمية للمسألة السورية»، بحسب وكالة «رويترز».
ولم يحدد قرار الجامعة العربية ما إذا كانت قوة حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ستضم جنودا مسلحين أم سيتم تقديم مساعدة للمعارضة تشمل الأسلحة.
وبدوره أطلع العربي أمس سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن على نتائج الاجتماع الوزاري العربي بشأن سوريا، وسلم العربي السفراء نسخا من قرار مجلس الجامعة.
وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إنه تم خلال الاجتماع التشاور حول الخطوات المستقبلية وإمكانية الذهاب بالقرار إلى مجلس الأمن مرة أخرى والتنسيق لإيجاد حلول للأزمة السورية بما يضمن وقف إراقة الدماء وتفعيل الحل السياسي.
ولفت المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إلى أن عددا من سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن عبروا عن تخوفهم من استخدام الفيتو ضد أي تحرك مستقبلي في مجلس الأمن، خصوصا بعد الفيتو الروسي الصيني مؤخرا.
مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر أصدقاء سوريا يهدف لدعم المبادرة العربية دوليا
سيعقد برئاسة فرنسية ـ تركية ـ تونسية.. وتوقعات بتغير الموقف الروسي واعتراف بالمجلس الوطني
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: سوسن أبو حسين
قالت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن مؤتمر أصدقاء سوريا، المقرر عقده بتونس في 24 فبراير (شباط) الحالي، يهدف لدعم المبادرة العربية دوليا بعد فشل مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي والصيني، مضيفة أن المؤتمر المتوقع أن يتمتع بحضور عربي ودولي كبير، سيكون برئاسة فرنسية – تركية – تونسية، و«نتوقع تغيير الموقف الروسي»، بشأن الفيتو المعطل لقرار أممي لحقن الدماء في سوريا، بينما قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إن الجامعة ليست الجهة المنظمة لمؤتمر أصدقاء سوريا، وإنها تسلمت الدعوة فقط للمشاركة مثل أي منظمة عربية وإقليمية.
وذكرت مصادر تونسية أن مؤتمر أصدقاء سوريا يستهدف ثلاثة محاور مهمة؛ هي توفير الدعم الدولي الكامل لخطة الحل العربي، والتضامن الكامل مع الشعب السوري، وضرورة إنهاء الاقتتال والعنف وإخراج القوات السورية المسلحة من معادلة الحل، من أجل الوصول إلى مرحلة التسوية السياسية وإدانة كل أشكال العنف التي أدت إلى تدمير أحياء سكنية في سورية.
وأضافت المصادر أن المؤتمر يستهدف أيضا اتخاذ قرار تجاه المعارضة السورية أو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري؛ حيث يوجد توجه كبير في هذا الشأن. وذكرت المصادر أنه من المتوقع أن يصل عدد الدول المشاركة لأكثر من مائة دولة، فيما تحدث البعض عن عدد يتراوح بين 70 و90 دولة.
وأوضحت مصادر عربية أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن مؤتمر أصدقاء سوريا جاء بعد منافسة بين الأتراك والفرنسيين، عندما طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي بعد فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يتبنى المبادرة العربية.
وقالت المصادر إن الفكرة طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وإنه بعد مناقشات، استقر الرأي عند حل وسط لعقد مؤتمر أصدقاء سوريا، بحيث تستضيفه تونس، وأن تكون الرئاسة فرنسة – تركية – تونسية وبمشاركة الدول العربية والإسلامية والأوروبية.
وترى المصادر أن هذا المؤتمر يعد جزءا من تكثيف الجهد الدولي لدعم المبادرة العربية والاعتراف بالمحاور الشرعي. أما في ما يتعلق بقوات حفظ السلام، فإن المصادر تشكك في إتمام هذه الخطوة، وتعتبرها نوعا من الضغط على النظام السوري، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن العملية قد تتم على غرار نموذج القوات الأممية في دارفور التي وضعت لوقف إطلاق النار ومراقبته والتدخل في إطار ضيق إذا استدعت الأوضاع وتطورها على الأرض.
وأوضح عبد الباسط سيدا، عضو المجلس الانتقالي السوري، أن قوات حفظ السلام اتفق عليها في أكثر من اجتماع مع الجامعة العربية بوصفها إجراء يساهم في الحوار وتنفيذ مبادرة الحل العربي التي تتطلب وقف القتال، ومن ثم تنفيذ المبادرة التي تتحدث عن تنحية الرئيس بشار الأسد، وإسناد إدارة البلاد لنائب الرئيس، ثم الإعداد لإجراء انتخابات تشارك فيها كل القوى السورية.
وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب قد أقر بدعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية – أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، والطلب من المجموعة العربية في الأمم المتحدة تقديم مشروع قرار للجمعية العامة في أقرب الآجال يتضمن المبادرة العربية وباقي القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية في هذا الشأن والطلب من الأمين العام للجامعة العربية تسمية المبعوث الخاص لمتابعة العملية السياسية المقترحة في إطار المبادرة العربية.
يذكر أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد بدأ بالفعل الاتصال مع عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني الأسبق لتولي مسؤولية «المبعوث الخاص»، إلا أن القرار لم يصدر بعد، وربما يحدث ذلك بعد عودة العربي من زيارته لألمانيا، وقبل اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس قبل نهاية هذا الشهر، حيث أكد الوزراء على أهمية مشاركة كل الدول العربية في هذا المؤتمر وفق ما جاء في كلمة رئيس الوفد التونسي في المجلس الوزاري العربي.
وتوجه العربي إلى ألمانيا مساء أمس للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإطلاعها على قرارات الجامعة العربية بخصوص الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.
من جانبه، قال بن حلي إن الجامعة ليست الجهة المنظمة لمؤتمر أصدقاء سوريا، وإنها تسلمت الدعوة فقط للمشاركة مثل أي منظمة عربية وإقليمية، وإن المشاركين أعضاء من الاتحاد الأوروبي وأعضاء من دول مجلس الأمن والدول العربية.
وعما إذا كان المؤتمر يختص فقط بدعم المبادرة العربية، قال بن حلي: «قد تكون هناك أشياء أخرى تساعد على الخروج من الأزمة ووقف العنف وحقن دماء الشعب السوري». وردا على سؤال خاص بقوات لوقف إطلاق النار، أوضح بن حلي أن «الأمر يتطلب موافقة سورية وكذلك إصدار قرار من مجلس الأمن، لأن هناك التزامات لوجستية وأمنية» مطلوبة.
النظام السوري يرفض القرارات العربية ويتهم الدول العربية بـ«التآمر»
أكد استمراره بالعمليات الأمنية «لحماية مواطنيه»
جريدة الشرق الاوسط
رفضت سوريا ما صدر عن الاجتماع الوزاري العربي أول من أمس الأحد، واعتبرته «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية». وشن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية هجوما عنيفا على أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والوزراء العرب الذين حضروا الاجتماع، واتهم الدول العربية المشاركة في الاجتماع بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقال المصدر، في بيان صدر أمس: إن القرار تضمن «افتراءات ومغالطات لا تمُت إلى حقيقة ما يجري على أرض الواقع». وكشف «مجددا عن مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية». وأضاف أنه كان متوقعا من أمين عام الجامعة العربية والوزراء «الذين ذرفوا الدموع إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب».
وصرح المصدر المسؤول في رئاسة الجمهورية بأن «سوريا ترفض ما صدر عن الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية بتاريخ 12 – 2 – 2012 حول الوضع في سوريا باعتباره تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية»، وقال إن ذلك بـ«الإضافة إلى الأسباب التي سبق أن رفضت بموجبها قرارات سابقة صدرت في غيابها عن هذا المجلس، في مخالفة واضحة لميثاق الجامعة العربية»، مشيرا إلى أن «القرار كشف مجددا عن مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية من خلال إجهاض دور الجامعة العربية في حل الأزمة بهدف تدويل الوضع واستجرار التدخل الخارجي في الشأن السوري»، بدليل «قيام الجامعة العربية بإلغاء مهمة بعثة المراقبين العرب لعدم انسجام تقريرهم مع هذا المخطط التآمري». واتهم المصدر الدول العربية المشاركة في الاجتماع الوزاري بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة، وقال إن تقرير بعثة المراقبين العرب «أوضح حقيقة الوضع على الأرض والأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من هذه الدول».
وأضاف المصدر: «لقد كان شعبنا يتوقع من أمين عام الجامعة العربية والوزراء الذين ذرفوا الدموع بالأمس إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب وغيرهما وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين في سوريا، وأن تتوقف هذه الدول عن التجييش والتحريض الإعلامي وتقديم الأموال والأسلحة وكل أشكال الدعم لهؤلاء الإرهابيين».
وأكد المصدر أن هذا القرار وغيره «لن يثني الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها»، في إشارة إلى استمرار قوات النظام السوري بالعمليات الأمنية.
وترافق تصريح المسؤول في الرئاسة السورية مع قصف إعلامي عنيف شنته وسائل الإعلام الرسمية على الجامعة العربية وعلى المملكة العربية السعودية، بشكل غير مسبوق. وقال ناشطون: إن الإعلام السوري الرسمي «يعكس حالة الجنون التي وصل إليها النظام». وعبر أحد الناشطين عن سعادته بالهجوم على الجامعة والدول العربية وقال إن هذه اللغة هي التي «تعبر عن حقيقة نظام الأسد»، وقال: «نأمل أن يكون الحكام العرب قد عرفوا من يحكمنا».».
مزيد من القتلى.. وقوات الأسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات لإدلب
استمرار قصف بابا عمرو.. والمعارضة تخطط لمرحلة جديدة من العصيان المدني
جريدة الشرق الاوسط
ي موازاة ذلك، أطلقت المعارضة السورية حملة «التصعيد الثوري»، وقوامها كما نشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وهي صفحة الـ«فيس بوك» الرسمية للمعارضة السورية، «إغلاق جميع الطرقات، وتعطيل سكك الحديد وصهاريج النفط التي تزود الدبابات، ومعاقبة الشبيحة بكل الوسائل، يقوم بها «الجيش الحر عسكريا» من أجل تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانيا، شهدت مدينة الرستن في ريف حمص قصفا عنيفا أمس إثر محاولة اقتحام فاشلة قام بها الجيش النظامي أمس، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «3 جنود سوريين قتلوا أمس أثناء محاولة (فاشلة) قام بها الجيش السوري لاقتحام الرستن فجرا من المدخل الجنوبي للمدينة». وقال: إن «عملية الاقتحام أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 3 جنود وتدمير آلية مدرعة، فيما لم ترد معلومات موثقة عن الخسائر البشرية أو المادية داخل المدينة والتي نتجت عن القصف بسبب صعوبة الاتصالات».
وفي حمص، تعرض حي بابا عمرو لقصف مدفعي متقطع منذ ساعات الصباح الأولى أمس، وأفاد المرصد السوري عن «اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة (حمص) واعتقل 4 نساء من أمهات عناصر منشقة».
وفي ريف دمشق، شهدت قطنا انتشارا أمنيا كثيفا وإطلاق نار غير مسبوق، في ظل إغلاق الشارعين الرئيسيين في المدينة وفرض منع التجول ومنع المركبات من التحرك. وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تمت مهاجمة مظاهرة طلابية في المدينة، كما سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم بإطلاق نار كثيف ومستمر استهدف دوار المحراب، ومدخل المدينة.
وفي جسر الشغور، أفاد ناشطون عن وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة من جهة اللاذقية، بالتزامن مع تواجد أكثر من 50 آلية عسكرية على الأوتوستراد في منطقة الغسانية، فضلا عن وصول عدد من الدبابات ليلا إلى كرم الزيتون.
وفي الزبداني، واصل الجيش النظامي تنفيذ انتشار عسكري كثيف. وقال ناشطون إنه تمت إقامة حواجز تفتيش متتالية يبعد كل واحد عن الآخر مسافة 50 مترا، في ظل انتشار لقرابة 100 جندي، وتنفيذ عمليات اعتقال طالت عددا من أفراد العائلات النازحة المطلوبين والذين قرروا العودة إلى المدينة.
وفي كفربطنا، قالت لجان التنسيق المحلية إن «القوات النظامية اقتحمت ثانوية الغوطة الشرقية وأجبرت المدير والمدرسين والطلاب على الخروج في مسيرة مؤيدة للنظام»، في وقت استمر فيه القصف بالأسلحة الثقيلة على مزارع مدينة رنكوس المنكوبة، حيث استمر سماع دوي الانفجارات وإطلاق الرصاص بالتزامن مع عمليات تمشيط واسعة للمزارع، قام بها العناصر الأمنية.
وفي مضايا، أفادت لجان التنسيق عن مقتل طفلين من آل جديد (3 أعوام و9 أعوام)، كما جرح والدهما بعد إطلاق النار على سيارتهم من أحد الحواجز عند مدخل مضايا.
وفي حران العواميد، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات طالت ما يقارب 50 شخصا، في موازاة مواصلتها لحملة تخريب للبيوت والممتلكات وإهانة الأهالي منذ 3 أيام شملت كذلك مناطق النشابية والعبادة والقاسمية والعتيبة.
وفي حماه، أصيب 5 أشخاص بجروح وإصابات حرجة نتيجة انهيار منزلهم عليهم، نتيجة قصف قوات النظام للمدينة، فيما ذكر المرصد السوري أن «مدنيا قتل برصاص قناصة في حماه».
وفي العاصمة دمشق، ذكرت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك»، أن مجموعة من الشباب والشابات قاموا «بلصق صور السفاح الأب (الرئيس الراحل حافظ الأسد) وأخيه مع صور مجازر الثمانينات، وصور السفاح الابن (بشار الأسد) وأخيه مع صور مجازر حمص على الحائط الجنوبي لجامع الدقاق»، كما وجهوا «بأقلامهم رسائل استنكارية للمجازر، ورسائل من القلب لأهلنا الصابرين المناضلين على امتداد سوريا الأبية»، قبل أن يقرأوا الفاتحة على «أرواح شهداء الثورة السورية».
كذلك، خرجت مظاهرة صامتة في دمشق القديمة جانب جامع الأموي تضامنا مع حمص والمدن المنكوبة، ومظاهرة طلابية في شارع الثورة في حي الحجر الأسود، حيث أطلقت قوات الأمن النار لتفريقها.
بعد انقطاع جميع وسائل الاتصال.. أبناء حمص يتواصلون عبر «الحمام الزاجل»
يعتمدها ناشطو التنسيقيات للاطمئنان على بعضهم والاطلاع على آخر أخبار الثورة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
بعدما أوقف النظام كل وسائل الاتصال فيما بين «أحياء حمص» المنكوبة وأبنائها، وعلى رأسها حي بابا عمرو، لم يكن أمام الناشطين السوريين في المناطق السورية الأخرى، ولا سيما منها تنسيقيات بعض أحياء حمص القديمة، إلا اعتماد «الحمام الزاجل» للاطمئنان على إخوانهم في الأحياء الأخرى، الذين يرزحون تحت القصف. هذه الوسيلة التي أعاد «ابتكارها» الناشطون السوريون ولا يزالون يعتمدونها منذ عشرة أيام تقريبا، ولا سيما منذ بدء انقطاع الاتصالات عن بابا عمرو، أثبتت فعاليتها بنسبة ما بين 90 و95 في المائة، بحسب الناشط الحمصي أبو يزن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنها أصبحت الوسيلة المتوفرة الوحيدة للتواصل بين أحياء حمص. وهذا أيضا ما بدا واضحا من خلال الفيديو الذي نشره الناشطون على موقع «فيس بوك»، أول من أمس، يصور بالتفصيل هذه العملية، ويتولى الناشط عمر التلاوي شرحها. وفي الرسالة التي وجهتها تنسيقيات حمص القديمة باب السباع إلى تنسيقيات بابا عمرو يطلبون منهم إعلامهم بما يحتاجون إليه من مساعدات وأدوية، وإرشادهم أيضا إلى الطرقات السرية التي فتحها «الجيش الحر» ليتمكن المواطنون من اعتمادها عوضا عن الطرقات الرئيسية التي تتعرض للاعتداء.
ويلفت أبو يزن إلى أن الحمام موجود بشكل كبير في بيوت أحياء حمص، حيث يحرص عدد كبير من أبنائها على تربيته، وهذا ما سهل مهمة رسائل «الحمام الزاجل» التي يعمد الناشطون إلى إخراجها معهم من الأحياء، لتحمّل عند الحاجة إليها، بالرسائل ويطلق سراحها فيما بعد لتتجه إلى مقرها الرئيسي حيث يتلقاها أصحابها، كما حصل في بابا عمرو وفي الأحياء الأخرى، ليتم فيما بعد الرد عليها عبر حمامات أخرى كانت قد استقدمت أيضا من أحياء أخرى للغرض نفسه، وكي تتمكن فيما بعد من معرفة طريق عودتها، إلا في حالات نادرة، تتعرض فيها للقتل على غرار أبناء المنطقة الذين يتعرضون للقصف.
ويشرح التلاوي في «الفيديو» أن ما يعرف بالـ«اتصال الفضائي»، هو الوسيلة الوحيدة التي لا تزال سارية المفعول في بابا عمرو، على الرغم من انقطاعها إضافة إلى كل وسائل الاتصال عن أحياء حمص، وبالتالي فيعمدون، عبر الحمام الزاجل، إلى إعلامهم بأسماء الشهداء خلال الأيام الأخيرة، ليتولى ناشطو التنسيقيات نشرها على شبكة الإنترنت. وفي حين يوجه أحد الناشطين في الفيديو الشكر لبشار الأسد لما له الفضل بالعودة إلى هذه الوسيلة القديمة مذكرا بالأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء حمص بعد توقف الأفران عن العمل لمدة أربعة أيام، الأمر الذي جعل النسوة يطعمن أبناءهن الخبز اليابس المبلل، يتولى آخر ربط الرسالة بقدم الحمامة ويطلقها على وقع أصوات الدعوات لها بأن تصل إلى مقرها سالمة.
حمص تستغيث لمدها بالخبز والدواء.. والأهالي يجمعون ما توفر لإدخاله لبابا عمرو المنكوب
مواطن حمصي: أولادنا جائعون ونفترش الملاجئ ويسقط أهلنا قتلى أمام أعيننا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
لا يزال التواصل مع الناشطين في حي بابا عمرو الذي يتعرض ومنذ نحو العشرة أيام لقصف عشوائي دمر الجزء الأكبر من المنازل مقطوعا كليا مع استمرار انقطاع الماء والاتصالات وافتقار أهالي الحي للخبز والدواء.
وقد انكب الناشطون في حي باب السباع في حمص، والذي يفتقر بدوره للمواد الغذائية الأساسية لجمع ما توفر منها لإدخالها لبابا عمرو. وقد أظهر فيديو انتشر على صفحات الثورة عبر الـ«فيس بوك»، عددا من الناشطين يعملون في أحد المخابز في حي باب السباع على جمع بعض الأرغفة وأكياس من البطاطا في شاحنة صغيرة تستعد لدخول بابا عمرو، في وقت وقف العشرات في الصف أمام المخبز عينه بانتظار دورهم للحصول على بعض الأرغفة.
الوضع المأساوي الذي ترزح تحته كل أحياء حمص، يتفاقم وبحسب الناشطين مع مرور الأيام إذ تكثر الأوبئة والأمراض، خاصة أن الطقس البارد وغياب التدفئة يفاقمان الأزمة. ويوضح أحد الناشطين في حمص أن الأولاد ينامون في الملاجئ على أغطية لافتقارهم للفراش حتى، ما يسرع انتشار الأمراض ويعقد المعالجات الجزئية ويقول: «إصرار قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد على استهداف المستشفيات الميدانية جعلنا في حال يرثى لها، إذ بتنا نفتقر للدواء والعلاج فإذا ما كانت الإصابة صغيرة تفاقمت خاصة في ظل رفض الأهالي زيارة المستشفيات الحكومية لتيقنهم من أن كل من يذهب إلى هناك سيتم اعتقاله أو تصفيته».
ورد الناشطون سبب إصرار النظام على محاصرة بابا عمرو بهذا الشكل وقصفه بكل أنواع الصواريخ والأسلحة لرغبته بمعاقبة أهاليه الذين رحبوا بالجيش السوري الحر وأدخلوه بيوتهم. وفي إطار تعليقه على الموضوع قال أبو ياسر من حمص: «نحن نعيش اليوم بأسوأ ظروف قد يتصورها عقل بشري، أولادنا جائعون، نفترش الملاجئ ويسقط أقاربنا وأهلنا قتلى أمام أعيننا يوميا فيما العالم يتفرج ويصدر المواقف التي لا تخدمنا بشيء».
وقد أظهر أكثر من فيديو تم تحميله على صفحة تنسيقية بابا عمرو على الـ«فيس بوك» مدى تردي الأوضاع التي يرزح تحتها الأهالي وبخاصة الأطفال، إذ ظهر في أحد المشاهد عشرات الأطفال يفترشون أرض أحد الملاجئ مستغيثين ومطالبين دول العالم بإنقاذهم.
وكانت فرنسا قد حذرت في وقت سابق من خطورة الوضع الإنساني في مدينة «حمص» السورية ووصفته بأنه «غير مقبول وينذر بالانزلاق في محنة إنسانية».
وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانا قالت فيه إن قافلة إغاثة تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى حمص ويقوم المتطوعون بتوزيع الإمدادات الغذائية والطبية والأغطية على آلاف الأشخاص المتضررين من جراء العنف.
وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاسر، إن «السكان، وخاصة الجرحى والمرضى يتحملون وطأة العنف». وقال النشطاء إن فرق مساعدة الصليب الأحمر ذهبت إلى ضواح يعيش فيها عدد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنهم لم يصلوا إلى الأحياء السنية التي تحملت وطأة القصف.
وأوضحت لقطات مصورة على موقع «يوتيوب» طبيبا في حي البياضة السوري مع جثث لثلاثة رجال على الأرض وجثة امرأة على طاولة ورجل مصاب على سرير مع عدم وجود ما يشير إلى وجود أدوات طبية، ما عدا أنبوبة الأكسجين. وقال الطبيب إنه ليس لديهم أي دواء أو أدوات أو طاقم، وإن المستشفى هو هذه الغرفة التي تتكون من أربعة أمتار في أربعة أمتار.
وأضاف أن الصليب الأحمر لم يصل إلى هناك لأن الجيش يقصفه إذا حاول ذلك، وإن معظم الحالات التي يستقبلونها تموت من النزيف لعدم توفر أي أكياس دم.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا تواصل مشاوراتها مع شركائها الدوليين لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا وسبل تقديم المساعدة للسوريين بما في ذلك إمكان إنشاء «ممرات إنسانية» داخل سوريا.
المركز السوري لحرية التعبير: اعتقال صحافي ومقتل نحات.. وقلق على كاتب معتقل
قال إن واجب الدولة حماية الصحافيين لا الزج بهم مرارا وتكرارا في أقبية الأفرع الأمنية
جريدة الشرق الاوسط
أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن الصحافي أحمد صلال قد اعتقل أمس من أمام القصر العدلي بالرقة من قبل المخابرات العسكرية. والصحافي صلال من مواليد مدينة الرقة عام 1987. وهو ناقد روائي ونشر في الكثير من الصحف السورية والعربية.
وهذا هو الاعتقال الثالث للصحافي صلال إذ سبق أن اعتقل في دمشق في فبراير (شباط) 2011 من أمام مجلس الشعب ثم اعتقل في أوائل أبريل (نيسان) في دير الزور من قبل الأمن العسكري لعدة أيام حيث تعرض إلى تعذيب شديد هناك.
ودان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير اعتقال الصحافي أحمد صلال بشدة. وطالب بالإفراج عنه فورا دون قيد أو شرط، مشددا على أن من واجب الدولة السورية حماية أمن وسلامة الصحافيين والإعلاميين في سوريا لا الزج بهم مرارا وتكرارا في أقبية الأفرع الأمنية، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون والدستور السوريين بالإضافة إلى جملة المعاهدات الحقوقية الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية.
وكان المركز نعى الفنان السوري مثنى المعصراني الذي توفي الثلاثاء الماضي في مدينة حمص، عن عمر يقارب الستين عاما، برصاص قناص أصابه لدى خروجه إلى صلاة العصر. والفنان مثنى المعصراني، رسام ونحات ويعمل في الزخرفة على الزجاج والخشب أو ما يسمى بالخزف. وهو خريج فنون جميلة من روسيا، وكان مدرسا للفنون لفترة طويلة في مدينة حمص، كما أبدى المجلس «القلق الشديد إزاء أخبار تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي تفيد بمقتل الكاتب السوري حسين عيسو المعتقل منذ 5 أشهر في مدينة الحسكة، من قبل دورية لقوى الأمن التي اعتقلته من منزله». وأشار إلى أنباء تفيد بتردي الوضع الصحي للكاتب عيسو داخل الأقبية الأمنية، حيث ذكرت أن عيسو مصاب بشلل نصفي. يذكر أن عيسو يعاني من مشكلات في القلب، وهناك مخاوف من عدم السماح له بتناول الدواء بانتظام مما يؤدي إلى تدهور في حالته الصحية، كما كان قد أجرى عملية قسطرة قلبية قبيل اعتقاله بوقت قصير.
وطالب المركز بفتح تحقيق فوري وشفاف بالظروف المحيطة التي أدت إلى مقتل مثنى، كما طالب السلطات السورية بالكشف الفوري عن مصير الكاتب حسين عيسو، خصوصا بعد ورود أنباء تفيد بمقتله في المعتقل، كما يطالب المركز بالإفراج عن الكاتب عيسو فورا دون قيد أو شرط أو إحالته إلى محكمة علنية تستوفي شروط الشفافية، إذا ما وجد مسوغ قانوني لذلك.
ورأى المركز أن استمرار حالات قتل الصحافيين والإعلاميين والمواطنين في سوريا يعد انتهاكا صارخا للقانون والدستور السوريين اللذين نصا على مسؤولية وواجب الدولة بحماية المواطنين وحقهم في التعبير عن الرأي، خصوصا في أوقات الحرب والنزاعات طبقا لجملة المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية.
عشائر في الأنبار يهبون للدفاع عن الثوار السوريين ويمدونهم بالسلاح للقتال ضد الأسد
تاجر عراقي: اشتريت نفس الأسلحة التي كنت أجلبها من سوريا لأعيدها هناك ثانية
جريدة الشرق الاوسط
الفلوجة (العراق): تيم أرانغو ودريد عدنان*
منذ وقت ليس بالبعيد عمل السوريون على إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى العراق لمساعدة المقاتلين السنّة في خوض الصراع الطائفي، وعلى حين غرة تبدلت الأوضاع إلى الاتجاه المقابل.
خلال الاحتفال الذي أقيم مؤخرا للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف على ضواحي هذه المدينة الواقعة غرب العراق يوم السبت سرعان ما تحول الاحتفال إلى مسيرة لتأييد ثوار سوريا، حيث رفع الأطفال العلم السوري، الذي تميزه ألوان الأخضر والأسود والأبيض، الذي كان شعارا للجمهورية في الثلاثينات عقب إعلان الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، وقام آخرون بجمع التبرعات لإرسال المساعدات والأسلحة إلى المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد عبر الحدود.
يقول الشيخ حميد الهايس، الزعيم القبلي الذي التقيناه في مسكنه بالرمادي، عاصمة محافظة الأنبار: «أتمنى لو أستطيع الذهاب إلى هناك بسلاحي كي أقاتل».
وبات من الواضح جليا أن الحرب الطائفية في سوريا بدأت تتحول إلى النزاع الإقليمي الذي طالما كان يخشاه المحللون السياسيون، فتسارع وتيرة الأحداث الأخيرة – بما في ذلك عمليات القصف والاغتيالات التي شهدتها مدن دمشق وحلب وتصاعد وتيرة العنف في شمال لبنان والتي تشكل نتيجة مباشرة للعنف الطائفي في سوريا – يشير إلى أن حكومة الأسد تواجه في الوقت الراهن أيضا خصوما على حدودها.
وعبر المحللون عن توقعاتهم بأن تتحول سوريا إلى ساحة تدريب للحقبة الجديدة من الصراع الدولي، والتي بدأ الجهاديون في التقاطر عليها بالفعل كما هو الحال مع العراق وأفغانستان. فدعت قيادة الآيديولوجية والفرع الأردني من تنظيم الإخوان المسلمين، الأكثر إثارة للقلق، الجهاديين حول العالم لقتال حكومة الأسد.
وتعتبر صحراء العراق الغربية المكان الذي تتضح فيه طبيعة العداء الطائفي أكثر من أي مكان آخر على الحدود، حيث بدأ السنّة في القيام بمسيرات لنصرة المعارضة السورية، وهو ما قد يعزز بمرور الوقت من قوتهم في التعامل مع الحكومة الشرسة التي يقودها الشيعة في بغداد.
ويقول تاجر السلاح، الذي يعمل في الأنبار والذي يلقب نفسه بأحمد المصري: «قبل خمس شهور قيل لي إن الأشقاء في سوريا بحاجة إلى الأسلحة، فقمت بشراء الأسلحة من نفس الأشخاص الذين بعتها لهم من قبل – وهم مقاتلون في الأنبار والموصل – والتي كنت أجلبها من سوريا، وها هي الآن تعود في الاتجاه في المقابل».
أشار الرجل إلى أنه يبيع قذائف المورتر والقنابل اليدوية والبنادق، وأن وسيطه في سوريا عراقي أيضا. وأوضح أن بعض العراقيين يتخلون عن أسلحتهم لإرسالها إلى سوريا، وفي هذه الحالة لم يكن عليه سوى دفع المال من أجل نقلها عبر الحدود.
يضيف المصري: «إنها تجارة جيدة، لكنها ليست سهلة. إنها محفوفة بالمخاطر، لكن هذه هي الحياة».
يتحدث زعماء القبائل والمسؤولون الأمنيون عن تدفق محدود لكنه متزايد للأسلحة إلى سوريا من محافظة الأنبار والمناطق المحيطة بالموصل، المدينة الشمالية التي تشكل مقر جماعة القاعدة في العراق. وقد ارتفعت أسعار السلاح أمام المهربين بصورة كبيرة، فارتفع سعر البندقية الآلية من 300 دولار إلى 2000 دولار، بحسب روايات أحد التجار.
ويشير عبد الرحيم الشمري، رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس المحلي، إلى أن المتفجرات والأسلحة كانت تهرب عبر قرية الربيعة الحدودية. ووصف أحد تجار الأسلحة في هذه القرية، وقد طلب عدم ذكر اسمع بسبب طبيعة عمله، عملية تهريب قطع الأسلحة في صناديق السجائر، وأوضح أنه حقق أرباحا بلغت 4000 دولار من بيع بنادق بي كيه سي الرشاشة. وقال إن السوريين عبر الحدود يقايضون الأغنام والأبقار مقابل الأسلحة.
التعاطف مع الثوار السوريين هنا في الأنبار يعود إلى الروابط القبلية التي تعود إلى مئات السنين، وكمنطقة يهيمن عليها السنّة العرب. وقال الشيخ على حاتم السليمان، الذي التقيناه مؤخرا في منزله في بغداد، حيث يربي أسدا ربطه أمام ساحة المنزل: «لدينا قبائل وحدود مشتركة». وقد وصف حاتم الأسد بالجزار وقال إن الرجال في الأنبار، موطن أجداده، كانوا يحاولون بالفعل مساعدة المعارضة. وأضاف مشيرا إلى أن زعماء القبائل في الأنبار سيلتقون هذا الأسبوع لمناقشة سبل دعم الثوار، وقال: «نعم، إنهم يقدمون الأسلحة. يجب عليهم ذلك».
في غضون ذلك يحاول تنظيم القاعدة في العراق، الذي تراجع عدد أفراده بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، الاستفادة من العنف في سوريا. ونقل التقرير الذي صدر مؤخرا عن وكالة أنباء «ماك كلاتشي» عن مسؤولين أميركيين لم يسمِّهم أن «القاعدة» في العراق تقف خلف التفجيرين الانتحاريين في دمشق، وربما التفجيرات التي وقعت يوم الجمعة في حلب. وأوضح المسؤولون في المقابلات التي أجريت معهم في بغداد أنهم يعتقدون أن ذلك أمر متوقع لكن لا توجد أدلة تؤكد ذلك.
وكان أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، قد أصدر بيانا يوم السبت حث فيه المسلمين في المنطقة – وذكر العراق على وجه التحديد – لدعم الانتفاضة، بحسب موقع «سايت» الاستخباري، الذي يراقب المواقع الجهادية.
وفي الأردن أطلقت جماعة الإخوان المسلمين، التي تحظى بنفوذ كبير على الساحة الأردنية، دعوة لحمل السلاح، لما وصفته بالواجب على المسلمين في كل مكان للوقوف في وجه حكومة الأسد في سوريا في حرب مقدسة، باستخدام أي وسيلة ضرورية. وقالت الجماعة على موقعها: «دعم الشعب السوري والجيش السوري الحر واجب، لأنهم يواجهون ظلم وقمع النظام».
من ناحية أخرى قالت منظمة القاعدة في العراق، التي يشار إليها بدولة العراق الإسلامية على موقعها على الإنترنت: «حارب الكثير من السوريين إلى جانب دولة العراق الإسلامية، وقد سعدنا عندما علمنا بوصول مقاتلين عراقيين يقاتلون إلى جوار إخوانهم في سوريا». وقد نصحت الجماعة الثوار السوريين باستخدام قنابل على جانب الطريق التي أثبتت فعاليتها في حرب العراق». وأصر بعض زعماء القبائل في الأنبار، حيث تحظى «القاعدة» بدعم محدود، على أن المساعدة التي تقدمها منطقتهم لسوريا هي مساعدات إنسانية فقط، فقال مسؤولون في الفلوجة إنهم سيقيمون معسكرا توقعا لنزوح لاجئين إلى الأراضي العراقية.
يقول فيصل العيساوي، عضو المجلس المحلي لمحافظة الأنبار: «الناس هنا يرغبون في مساعدة الناس في سوريا، لا بالأسلحة، بل ما يمكنهم تقديمه لهم».
وفي إشارة إلى فتح سوريا لحدودها أمام مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين خلال الحرب في العراق، قال: «نشعر بالتزامنا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، تماما كما وقفوا إلى جوارنا».
وكانت الحكومة العراقية التي تهيمن عليها أغلبية شيعية قد انتهجت خطا متوازنا تجاه سوريا، حيث قدمت دعما مباشرا، لا للحكومة السورية أو المعارضة. وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي: «نحن جيران دائمون، فهي أشبه بالمكسيك بالنسبة للولايات المتحدة، مع فارق في سوريا وهو أن الجميع يخشى من تداعياته». وأضاف زيباري: «هذا لا يعني أننا ندعم نظام الأسد، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نعارض الشعب السوري».
يتمثل تأثير إيران في كيفية حساب العراق للسياسة السورية، فالحكومة الإيرانية قد تكون الصديق الأقرب لحكومة الأسد، والعراق لا يرغب في التفريط في إيران، التي تمارس قدرا من التأثير النفوذ على القادة العراقيين، وتدعم الميليشيات هناك. وهناك خشية أيضا من أنه إذا ما سقطت سوريا فسوف تعوض إيران خسارة حليف في سوريا عبر بسط نفوذها على الشؤون العراقية.
وفي الأنبار يتضح مدى الغضب تجاه الحكومة المركزية السورية، فقبل ساعات من الحشد الذي تجمع يوم السبت في الفلوجة أقيم حشد مشابه في استاد لكرة القدم في الرمادي، رفع فيه المحتفلون بالمولد النبوي العلم السوري الذي كان مستخدما قبل وصول عائلة الأسد إلى السلطة. فيقول الشيخ محمد أبو ريشة: «نحن هنا لدعم سوريا ونرغب في وقف نزيف الدماء. نحن نريد من الحكومة العراقية دعم الشعب، لا القتلة. إنهم يساعدون الحكومة السورية التي تقتل هؤلاء المسلمين».
* خدمة «نيويورك تايمز»
ناشطون سوريون: نرفض تدخل تنظيم القاعدة بشؤون «ثورتنا»
ردا على دعوة الظواهري للجهاد ضد النظام
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
أكد ناشطون سوريون رفضهم تدخل تنظيم القاعدة بشؤون «ثورتهم» غداة الكشف عن دعوة أطلقها زعيم التنظيم أيمن الظواهري أعلن فيها دعمه لـ«الانتفاضة» في سوريا داعيا إلى «الجهاد».
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان «نرفض بشكل قاطع هذا التصريح وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا».
وشددت الهيئة في بيانها على أنه «شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعا وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة وتقيم علاقات إقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح».
والهيئة العامة للثورة السورية أعلنها ناشطون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس (آب) الماضي لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج «لتكون ممثلا للثوار في كل أنحاء سوريا».
وكان الظواهري أكد في تسجيل مصور جديد دعمه «للانتفاضة» في سوريا، داعيا «أسود الشام» إلى «الجهاد» وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا.
وبدوره، علّق مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال على دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مسلمي لبنان والأردن وتركيا والعراق لنصرة أهل سوريا معتبرا أنّه «جدّد الدعوة لدعم الحالة الجهادية في سوريا في وجه ظلم وطغيان نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، لافتا إلى أن «دعوة الظواهري هذه تتلاقى مع باقي الدعوات في هذا الإطار علما أنها قد تعطي زخما للثورة وتحمّس البعض على الرغم من أن هذا الجو أصلا موجود».
وفيما شدّد الشيخ الشهال على أن «التيار السلفي في لبنان لا يتأثر بدعوات مماثلة سواء أيّدها أو عارضها لأنّه لا يتبع للقاعدة»، ذكّر بأن «التيار السلفي نشأ في لبنان قبل وجود القاعدة وهو مستقل تنظيميا حتى عن التيارات الأخرى الموجودة في العالم الإسلامي ولو كان معها في الخندق نفسه.» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندعو لبذل الجهود وتشابك الأيدي وتكاتف الأفراد والجماعات لنصرة أهل سوريا» موضحا أن «التيار السلفي في لبنان يعمل على تزخيم تحركاته في هذا الإطار من خلال المثابرة والإسراع»، داعيا «الجميع لنصرة الثورة السورية بما هو متاح لأنّه لم يعد من مصلحة أحد التواني في دعم الثورة وذلك لأن الأرواح تزهق يوميا بالعشرات والمئات كما أن التأخر بانتصار الثورة يعقّد المسألة السورية كما الوضع الإقليمي أكثر فأكثر».
وتوجه الشهال للقوى الدولية الكبرى قائلا: «لا تظنوا أنكم بتراخيكم تؤمنون البديل على نار هادئة فالشعب السوري يفقد الثقة بكم وهو يتجه بعكس الرياح التي تتوقعونها كونه بدأ يكفر بالديمقراطية التي بات يعتبرها مجرد شعارات فيما المصالح هي التي تحكم السياسات الدولية وأمن إسرائيل هو الأولوية».
السعودية تشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري
رحبت في جلسة مجلس الوزراء بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا
جريدة الشرق الاوسط
شدد مجلس الوزراء السعودي على اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري، وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا «التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه». وقد أعرب المجلس في هذا الشأن عن ترحيب السعودية بالمؤتمر المقرر انعقاده في الرابع والعشرين من شهر فبراير (شباط) الحالي. وكان المجلس قد نوه بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وما اتخذه من إجراءات وتدابير لحل الأزمة السورية.
جاء ذلك في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في قصر اليمامة بمدينة الرياض، بعد ظهر أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أطلع المجلس على الرسائل والمباحثات والمشاورات التي جرت خلال الأيام الماضية، مع بعض قادة الدول ومبعوثيهم، حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطور الأحداث في المنطقة والعالم، ومن ذلك لقاؤه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومباحثاته مع الرئيس الكوري لي ميونغ باك، واستقبالاته لضيوف الجنادرية، وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس.
وأوضح الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة، لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء رفع خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام ورعاية للنشاطات الثقافية ودعم لمسيرة الثقافة في المملكة والعالم العربي، وتشجيع وتقدير للمخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية، وتطرق في هذا الشأن إلى رعايته لانطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين في الجنادرية، مشددا على المضامين المهمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله ضيوف المهرجان وما اشتملت عليه من ترحيب السعودية بكل من فيه خير لدينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، وإشارته إلى اهتزاز ثقة العالم كله في الأمم المتحدة، إثر فشل مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة السورية، وتأكيده أن الدول مهما كانت لا يمكن أن تحكم العالم كله وإنما يجب أن يحكم العالم العقل والإنصاف والأخلاق.
ونوه المجلس بإعلان نتائج جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها الخامسة، وزيادة قيمتها من خمسمائة ألف إلى 750 ألف ريال في كل فروعها، ورفع الجائزة التقديرية للمكرمين من الأفراد من مائتين وخمسين ألفا إلى خمسمائة ألف ريال، ليسهم ذلك في المزيد من التشجيع لحركة الترجمة.
وعربيا، رحب المجلس بإعلان الدوحة الذي وقع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأعرب المجلس عن أمل المملكة «أن تسهم هذه الخطوة الإيجابية في إنجاز ما تم الاتفاق عليه، ترسيخا للوحدة الوطنية الفلسطينية بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق».
وقد أصدر المجلس جملة من القرارات، حيث أقر وبعد الاطلاع على ما رفعه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، توسيع مهمات اللجنة الدائمة لتنفيذ طلبات المساعدة القانونية المتبادلة، لتشمل الطلبات الواردة من الدول الأجنبية أو الصادرة من المملكة إلى تلك الدول في جميع الجرائم.
وبعد الاطلاع على ما رفعه رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز في شأن توسيع عضوية مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز من ذوي المكانة العلمية، قرر مجلس الوزراء إضافة وزير الثقافة والإعلام إلى عضوية مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز. وإضافة ممثل من الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى عضوية مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، وزيادة عدد الأعضاء في مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز من ذوي المكانة العلمية إلى عشرة بدلا من خمسة.
ووافق المجلس وبعد الاطلاع على ما رفعه رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمساحة، على تعيين كل من الدكتور عبد الله بن حسين بن عبد الرحمن القاضي، والمهندس عامر بن عبد الحميد بن فوزان الدليجان، والدكتور فيصل بن محمد أمين بن توفيق التميمي، أعضاء من ذوي الاختصاص ممثلين للقطاعين العام والخاص في اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية، لمدة ثلاث سنوات، اعتبارا من تاريخ نفاذ القرار.
ووافق مجلس الوزراء على تفويض الرئيس العام لرعاية الشباب – أو من ينيبه – بالتباحث مع الجانب الألباني في شأن مشروع اتفاق تعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمملكة العربية السعودية ووزارة السياحة والثقافة والشباب والرياضة بجمهورية ألبانيا في مجال الشباب والرياضة والتوقيع عليه، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق مجلس الوزراء على تفويض محافظ الهيئة العامة للاستثمار – أو من ينيبه – بالتباحث مع الجانب الفيتنامي في شأن مشروع اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية فيتنام الاشتراكية حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع ما يتم التوصل إليه لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق مجلس الوزراء كذلك على تعيين كل من جمال بن إبراهيم بن محمد ناصف وفهد بن أحمد بن محمد صدقة المنصوري على وظيفة «وزير مفوض» بوزارة الخارجية، ونقل ماجد بن عبد الله بن سليمان الماجد من وظيفة «نائب مدير عام المياه بمنطقة الرياض للشؤون المالية والإدارية» بالمرتبة الرابعة عشرة، إلى وظيفة «مدير عام الشؤون المالية والإدارية بذات المرتبة بوزارة المياه والكهرباء»، وتعيين كل من عمران بن علي بن محمد العمران على وظيفة «نائب مدير عام المياه بمنطقة الرياض للشؤون المالية والإدارية» بالمرتبة الرابعة عشرة بالمديرية العامة للمياه بمنطقة الرياض، وعبد الله بن علي بن محمد العقيل على وظيفة «مدير عام الشركات» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة التجارة والصناعة.
السعودية مع إجراءات حاسمة لوقف المجازر وأوروبا ترحب بـ “أصدقاء سوريا“
الأمم المتحدة “ترجّح” وقوع جرائم ضد الإنسانية
لندن ـ مراد مراد
ووكالات
رجحت الامم المتحدة بأن تكون القوات السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية، وشجّعت على إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت دعت الحكومة السعودية الى إتخاذ إجراءات حاسمة لوقف المجزرة بعدما فشلت أنصاف الحلول، وسط ترحيب أوروبي بمؤتمر “أصدقاء سوريا” المزمع انعقاده في 24 من شباط (فبراير) الجاري في تونس، مع اعلان موسكو انها تدرس اقتراح الجامعة العربية بتشكيل بعثة عربية دولية لحفظ السلام في سوريا، لكنها تحتاج إلى المزيد من التفاصيل.
واعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي امس ان فشل مجلس الأمن في التوافق على التحرك شجّع النظام السوري على الهجوم بأقصى قوته على حمص، داعية المجلس الى إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت بيلاي في كلمة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في تقرير مجلس حقوق الإنسان بشأن سوريا، إن “إخفاق مجلس الأمن في التوافق على تحرك مشترك وحازم شجّع النظام السوري على شن هجوم شامل (على حمص) في مسعى لسحق المعارضين بالقوة القصوى”.
وقالت ان “بعثة تقصّي الحقائق (التي شكلها مجلس حقوق الإنسان)، أي لجنة التحقيق في الأوضاع بسوريا، وأنا شخصياً خلصنا إلى أنه يرجّح أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سوريا. ولقد شجّعت مجلس الأمن على إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وأشارت إلى أن “القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية والصواريخ وقنابل الهاون لقصف حمص. وبحسب شهادات موثوقة، قصف الجيش السوري أحياء مكتظة بالسكان في حمص في ما يبدو انه هجوم من دون تمييز على المناطق المدنيين”. أضافت انها، إزاء استمرار القتل في حمص والتقارير عن اتساع الهجمات الممنهجة ضد المدنيين والتي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن الخطر من وقوع أزمة إنسانية، تحث الدول على التحرك “فوراً” لحماية الشعب السوري.
وأعربت عن الأسى العميق “لأن القمع الوحشي المستمر والإثارة المقصودة للنعرات الطائفية قد يقودان سوريا إلى الحرب الأهلية. وكلما أخفق المجتمع الدولي في التحرك، كلما عانى المدنيون من الفظائع التي لا تحصى التي ترتكب ضدهم”.
وأشارت بيلاي إلى أن عدد القتلى والجرحى في سوريا يزداد بشكل يومي، وعبّرت عن قلقها من التقارير عن انتهاكات خطيرة تتعلق بالمنشآت الطبية التي تتحول إلى مراكز اعتقال وسيارات الإسعاف التي تتعرض لإطلاق النار وتعرض جرحى إلى التعذيب في مستشفيات عسكرية.
مجلس الوزراء السعودي أعرب عن “ترحيب المملكة بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر انعقاده في 14 شباط (فبراير) الحالي”.
وقال وزير الشؤون الإجتماعية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة يوسف العثيمين في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر امس، إن “المجلس شدد على ضرورة إتخاذ إجراءات حاسمة بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا التي تفاقمت من دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه”.
وزارتا الخارجية البريطانية والفرنسية اكدتا امس عزم باريس ولندن على دعم المقررات العربية لوقف فوري لحمام الدم في سوريا، في حين اكد مكتب الممثلة العليا لخارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون مشاركتها ايضا في هذا المؤتمر. اما في الشق المتعلق بقطع العلاقات الديبوماسية فاكدت باريس انها في الوقت الراهن لا تفكر بإغلاق سفارتها في دمشق بسبب رغبتها في استمرار التواصل مع المجتمع المدني السوري.
وبشأن الاقتراح العربي القاضي بارسال قوات حفظ السلام، انضم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الى نظيره الفرنسي الان جوبيه في التحذير من صعوبة الواقع في سوريا وان تداعيات التدخل الخارجي العسكري ستكون اخطر بكثير منها في ليبيا، لكنه استخدم مصطلحات مختلفة مقرا في لقاء متلفز على قناة الـ”بي بي سي “: “بأن الوضع في سوريا صعب في ظل الانقسام المستمر في مجلس الامن. ولهذا علينا النظر في اسلوب آخر للتعامل مع الوضع السوري. حتى الآن لا اظن ان نشر اي قوات اجنبية على الارض السورية بالامر السهل خاصة وان الثوار في سوريا لا يسيطرون على اي جزء من الاراضي السورية، ولهذا من الصعب ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا. لكن اذا اصبح الامر متاحا فبالطبع بريطانيا ستدعم هذا التحرك بطرقها المعتادة”.
وكان هيغ قال في بيان في لندن “سنناقش بشكل عاجل مع جامعة الدول العربية وشركائنا الدوليين مقترحات تشكيل قوة حفظ سلام عربية دولية”.
اما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فحذر من “اي تدخل عسكري خارجي” ايضاً، وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول احتمال ارسال فرنسا قبعات زرق الى سوريا قال جوبيه “نعتقد اليوم ان اي تدخل عسكري خارجي سيساهم في تفاقم الوضع ما دام لا يوجد بعد قرار من مجلس الامن الدولي الذي يعد الهيئة الوحيدة المخولة اجازة اي تدخل عسكري”.
واضاف جوبيه “اذا كان المقصود ارسال مراقبين مدنيين او مهمة مراقبة لا بد من موافقة البلد المضيف، ولا اعتقد ان النظام (السوري) سيقبل بذلك”. واكد ان بلاده ستدعم “اللجوء الى الجمعية العامة للحصول على ادانة في الامم المتحدة. سندعم هذه المبادرة، نعمل على ذلك في نيويورك”.
واكد جوبيه ايضا دعم فرنسا لقرار الجامعة العربية “جمع مجموعة اصدقاء سوريا (…) للضغط على الجهات المعرقلة في مجلس الامن والضغط ايضا على النظام الذي يجب عليه ان يرحل بعد المجازر المتعاقبة في حمص ومدن سورية اخرى”. اضاف ان فرنسا “ستشارك” في هذا الاجتماع الذي سيعقد في تونس في 24 شباط (فبراير).
الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون أعلنت امس ان الاتحاد يخطط لفرض جولة جديدة من العقوبات على سوريا في الاجتماع المرتقب لوزراء خارجيته في 27 شباط (فبراير).
وأشادت آشتون في بيان بالقرارات التي اتخذها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في القاهرة.
وقالت اشتون ان “الهدف الرئيسي للاتحاد هو الوقف الفوري للعنف لذلك أنا أدعم أية مبادرة تساهم في إنهاء العنف في هذا البلد، ومن ضمن ذلك وجود عربي قوي على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق حل سلمي للأزمة في سوريا”.
وأشارت إلى أنها على اتصال منتظم بأميني عام الجامعة العربية والأمم المتحدة لمناقشة كيفية حل الأزمة.
القرارات العربية لاقت صدى لدى المعارضة السورية، ووصفها رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون بأنها الخطوة الأولى لإسقاط النظام السوري. وقال في تصريح خاص لقناة “الجزيرة” القطرية امس: “إن ما صدر عن الجامعة العربية يعبر عن الخطوات الأولى لوضع المنصة التي سيشنق عليها النظام”، مضيفا أن العالم أجمع أصبح يعترف بأن نظام بشار الأسد لا ضمير له ولا يهتم إلا بالبقاء في السلطة مهما كان الثمن.
وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتهمت النظام السوري بـ”تصعيد العنف” في عدد من المدن السورية وخصوصا عبر استخدام “المدفعية” ضد المدنيين.
وقالت كلينتون في واشنطن “من المؤسف ان يعمد النظام الى تصعيد العنف في مدن داخل البلاد، وخصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين ابرياء”.
واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو ان الولايات المتحدة تعمل مع تركيا على معالجة المشاكل الانسانية في سوريا، وتابعت “نحن عازمون على السماح بادخال مواد ملحة” الى هذا البلد.
الى ذلك، استقبل المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية عمرو موسى، امس، عددا من أعضاء المجلس الوطني السوري وذلك في مقر حملته الانتخابية في القاهرة. وأكد على صفحته في موقع التواصل الأجتماعي “تويتر” أنه ناقش مع الوفد السوري الاوضاع في سوريا ونتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
وعبّر موسى للوفد السوري عن موقفه المتمثل في عدم امكانية الوقوف أمام حركة التغيير والمطالب المشروعة للشعوب العربية.
وفي موسكو قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن روسيا تدرس اقتراح الجامعة العربية بتشكيل بعثة عربية دولية لحفظ السلام في سوريا، لكنها تحتاج إلى المزيد من التفاصيل. وقال إن العنف يجب أن ينتهي قبل البدء في أي مهمة من ذلك النوع.
ودعمت وزارة الخارجية الصينية ما أسمتها جهود “الوساطة” التي تبذلها الجامعة العربية في سوريا لكنها لم تظهر تأييدا واضحا لدعوتها لإرسال قوات حفظ سلام.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد طالب الرئيس السوري مجددا بالتنحي، وقال في مقابلة مع تلفزيون أذربيجان اليوم: “يتحتم على الأسد التنحي عن السلطة، فليس هناك سبيل آخر، وبقاء إدارته في دفة الحكم بات أصلا ليس بأمر وارد “.
ورأى أن الأسد لا يتصرف بنزاهة، معتبرا أن الإدارات التي تتعارض مع شعوبها لا يمكنها البقاء في السلطة، وانه ينبغي على الأسد أن لا يفكر في رغبة روسيا أو إيران في بقائه في السلطة، منتقداً في الوقت نفسه روسيا وإيران لبقائهما في موقف المتفرج حيال الوحشية الجارية في سوريا.
في الرياض شدد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ضرورة اتخاذ “إجراءات حاسمة بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه”.
ونوه المجلس بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وما اتخذه من إجراءات وتدابير لحل الأزمة السورية، معرباً عن ترحيب السعودية بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا.
وفي التحركات العربية، توجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مساء امس الى المانيا للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل واطلاعها على قرارات الجامعة العربية بخصوص الازمة السورية والقضية الفلسطينية.
ميدانيا، واصلت قوات الاسد عملياتها العسكرية التي تستهدف معاقل المعارضين في مناطق عدة من سوريا، غداة قرار الجامعة العربية بارسال “قوات عربية واممية” الى هذا البلد.
وقصفت القوات السورية مناطق في حمص وهاجمت مدنا أخرى امس. وقال الناشط في المعارضة محمد الحسن من حمص “تقصف قذائف المورتر والمدرعات بابا عمرو بشدة. ليس لدينا أعداد لأي ضحايا لأنه ليس هناك اتصال بالمنطقة وتم فيما يبدو تعطيل الكاميرا التي كانت تنقل لقطات حية من هناك”.
ترحيب غربي بقرارات “الجامعة” وموسكو وبكين “تدرسان” وترجيح أممي لجرائم حرب
الإمارات: لا حل للأزمة السورية إلا بتعاون وتضافر دوليين
عواصم – حنان البدري، وكالات
أعرب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أمس، عن أمله في التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة السورية، مؤكدا أن هذه المسألة لا يمكن التوصل إلى حل لها ووقفها إلا إذا كان هناك صوت واحد وتعاون وتضافر دوليان كاملان، في وقت لقيت قرارات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية وأهمها المطالبة بقوة حفظ سلام عربية أممية، والاتصال مع المعارضة السورية ترحيباً غربياً عاماً، ترافق مع تحذير فرنسي من أي تدخل خارجي، وإعلانين روسي وصيني، بأن البلدين يدرسان الأمر، فيما رجحت الأمم المتحدة وقوع جرائم حرب في سوريا، متحدثة عن “هجوم من دون تمييز على المدنيين” .
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد “إن القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة بشأن الأوضاع في سوريا استغرقت الكثير من الجهد، والكثير من الوقت الذي مر منذ الأحداث المؤسفة في سوريا، فنحن نقترب من السنة الأولى خلال شهر من اليوم” . وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب لقائهما في موسكو “إن الحل العسكري ليس حلاً وهو حل خاطئ، فمنذ 11 شهراً والناس يموتون ولم يتم التوصل إلى أي نتيجة” . وتابع “لا شك أن في أية ضحية تزهق روحها في هذه الأحداث ضحية بريئة وندين مقتل أي شخص في سوريا، لكن نرى أن هناك مسؤولية واجبة على أي نظام وأي بلد وأي حكومة للحفاظ على استقراره” .
وأعلن الاتحاد الأوروبي، وعدد من دوله أمس، دعم قرارات الجامعة العربية حيال سوريا، فيما أكدت بريطانيا ضرورة تشكيل قوة حفظ السلام من دون مشاركة غربية . وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من “أي تدخل عسكري خارجي”، وحول احتمال إرسال قبعات زرقاء إلى سوريا قال “نعتقد أن أي تدخل عسكري خارجي سيفاقم الوضع ما دام لا يوجد قرار من مجلس الأمن” .
وكان أمين عام الجامعة نبيل العربي أكد تجاوب الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع قرارات وزراء الخارجية العرب . وأعرب عن أمله في تحول الموقف الروسي والصيني . وأبلغ أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون العربي أن مجلس الأمن هو المخول اتخاذ قرار .
إلى جانب ذلك، أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن القوات السورية ارتكبت “على الأرجح” جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية . وقالت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “إن طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت على الأرجح منذ آذار/ مارس 2011” . وأضافت أن عدم تبني مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن سوريا شجع حكومتها على تصعيد هجومها على المعارضة وشن “هجوم من دون تمييز” . وتابعت “تفيد معلومات موثوقة أن الجيش السوري قام بقصف أحياء حمص المكتظة بالسكان في ما بدا أنه قصف عشوائي لمناطق سكنية، أكثر من 300 شخص قتلوا منذ بدء الهجوم قبل عشرة أيام غالبيتهم نتيجة القصف” .
وقالت بيلاي إن الهجوم تواصل بالتواطؤ من السلطات الحكومية “على أعلى مستوى” . وإن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت على مدار الأحد عشر شهرا الماضية، وإن مكتبها في جنيف توقف عن إحصاء وتسجيل القتلى بسبب صعوبة دخول سوريا . وأعلنت أن أكثر من 5400 شخص لقوا حتفهم بحلول ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأصيب أكثر 10 آلاف، واعتقل نحو 18 ألفاً .
وكان السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري اعترض على قانونية عقد جلسة الجمعية العامة، للنظر في تقرير مجلس حقوق الإنسان بشأن سوريا، واتهم قرار عقد الجلسة بأنه سياسي، إلاّ أن اعتراضه قوبل بالرفض . وأشار إلى قرار سابق للجمعية العامة، وقال إنه يتعين النظر في التقرير خلال الدورة المقبلة للجمعية وليس الدورة الحالية بناء على الأصول الإجرائية . وأضاف “بناء على ما سبق، وعلى ما ورد في الرسالة الموجهة من رئيس الجمعية العامة للدول الأعضاء للمشاركة في هذا الاجتماع من أن رئيس الجمعية يدعو إلى الاجتماع استناداً للتطورات الحاصلة في سوريا، ولمناقشة تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان قبل أكثر من شهرين، يبدو واضحاً أن رئيس الجمعية العامة (القطري ناصر عبد العزيز النصر) انطلق من تنظيمه لهذا الاجتماع من خلفية سياسية تبتعد عن الممارسة المتبعة وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة” .
وطالب الجعفري بإلغاء الجلسة بسبب وجود “خلل جوهري في آليات الدعوة للاجتماع، وخلل قانوني ينتهك الإجراءات الناظمة لعمل الجمعية العامة” . إلا أن رئيس الجمعية العامة قرر المضي في الجلسة لعدم اعتراض الدول الأعضاء .
في غضون ذلك، التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، حيث بحثا ترشيح العراق إلى جانب تركيا كممرين لإدخال مساعدات دولية للمعارضة السورية . (وكالات)
اعنف قصف على حمص لليوم العاشر وتباين في المواقف حول ارسال قوات سلام
دمشق- قتل ستة مدنيين في قصف هو الاعنف منذ ايام تتعرض له مدينة حمص ضمن الحملة التي تقوم بها القوات السورية لقمع الحركة الاحتجاجية في البلاد في ظل استمرار تباين المواقف الدولية ازاء ارسال قوة سلام الى سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان “ستة مواطنين استشهدوا اليوم (الثلاثاء) اثر استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو منذ صباح اليوم”.
اعنف قصف على حمص لليوم العاشر وتباين في المواقف حول ارسال قوات سلام
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله صباح اليوم في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات السورية “تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو”.
ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم “بمعدل قذيفتين في الدقيقة”.
وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم “عاصمة الثورة” لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في وسط سوريا في “القصف العشوائي” للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.
ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الانساني في هذه المدينة.
وقال العبد الله “هناك نساء حوامل واشخاص يعانون من امراض قلبية ومن السكر وجرحى لا نتمكن من نقلهم”.
وروى هذا الناشط الميداني “دخل ناشطون المدينة مساء الاثنين على متن حافلة تحمل الخبز وحليبا للاطفال، واصابت قذيفة سيارتهم وتوفوا حرقا”، موضحا انهم ثلاثة ناشطين.
واضاف “حذرناهم من خطورة الموقف الا انهم اصروا قائلين بانهم ان لم يقوموا بالمساعدة بانفسهم فلا احد سيقدر على ذلك”.
وشدد الناشط على ضرورة “نقل الجرحى قبل كل شيء” مشيرا الى انه “لا يمكن تركهم يموتون بدم بارد”.
واضاف “اننا نقوم بدفن الموتى في الحدائق منذ اسبوع لان المقابر مستهدفة” معتبرا ذلك الاستهداف “انتقاما خالصا”.
كما لفت الناشط الى ان “الملاجئ مزدحمة جدا”.
وبثت مواقع لناشطين اشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالهااصوات اطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت اعمدة الدخان الاسود وهي تتصاعد من الابنية المحترقة.
وفي محافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي كما بدات حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي، بحسب المرصد.
واظهر تسجيل مصور وزعه المرصد ضابطا في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطا ومجندا من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة (ريف درعا).
وتحدث الموقوفان في الشريط عن تعليمات صدرت لهما باطلاق النار على المتظاهرين.
وفي محافظة درعا ايضا، اشار المرصد الى وفاة ثلاثة اشخاص متاثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام بينهم سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد “سلم جثمان مواطن من قرية الرامي الى ذويه بعد ان قضى تحت التعذيب”.
ياتي ذلك فيما لا يزال المجتمع الدولي منقسما حول ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا على الرغم من ادانته لاعمال العنف في هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس.
واعلنت الجامعة العربية الاحد انها ستقدم دعما سياسيا وماديا للمعارضة السورية وتطلب من مجلس الامن تشكيل قوة مشتركة عربية واممية لانهاء العنف في هذا البلد.
وفي هذا الاطار، حذرت باريس من اي عمل “ذي طابع عسكري” فيما طالبت موسكو بوقف لاطلاق النار يسبق ارسال اي قوة سلام.
واعلن البيت الابيض الاثنين انه يدرس فكرة ارسال قوة سلام الى سوريا، لكنه نبه في الوقت نفسه الى ان القمع الحكومي الذي “يثير الغضب” في هذا البلد يظهر ان لا سلام يستوجب الحفظ.
وابدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند حذرا حيال هذا الاحتمال قائلة “هناك صعوبات عدة” في هذا الملف.
واضافت “قبل كل شيء، ينبغي صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي. والحصول على قرار مهما كانت طبيعته صعب” من جانب مجلس الامن، في اشارة الى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا.
كما اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جددا ادانتهما اعمال العنف في سوريا.
واورد بيان للبيت الابيض ان الطرفين “تطرقا الى الوضع في سوريا ونددا بالقمع العنيف الذي يمارسه النظام بحق شعبه، وتوافقا على ضرورة التنسيق الكبير لزيادة الضغط على نظام بشار الاسد ولدعم انتقال نحو الديموقراطية”.
ودافع المسؤول الاعلى في الدبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وفق ما افادت الثلاثاء وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.
واضاف المسؤول الصيني ان هذا الموقف “موضوعي ونزيه” وينبع من “موقف مسؤول”.
الا ان الصين اعلنت انها التقت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه في الموضوع السوري، واكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه ان بكين لا تحمي “اي طرف، بما في ذلك الحكومة” السورية.
بنوك لبنان تلتزم بعقوبات سوريا
أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن البنوك في بلاده تتقيد بقرارات العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على دمشق.
وأضاف أن البنوك اللبنانية منسجمة تماما مع هذه القرارات ولا يوجد أي خروقات في هذا الموضوع.
وكان الاتحاد الأوروبي أدرج أسماء أكثر من 50 شخصية سورية على قائمة عقوباته إلى جانب مؤسسات من بينها المصرف التجاري السوري التابع للدولة وشركة الهاتف المحمول الرئيسية في البلاد (سيريتل)، وشام القابضة أكبر شركة خاصة في سوريا وقناة الدنيا التلفزيونية التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أكد ميقاتي على متانة الوضع الاقتصادي في لبنان، وأشار إلى أن المصارف التجارية في لبنان تملك أعلى نسبة سيولة بين كل المصارف العالمية، وأن المصرف المركزي اللبناني لديه رقم قياسي من حيث الاحتياط النقدي يصل إلى نحو 33 مليار دولار.
ويصر المصرفيون اللبنانيون على أنهم ملتزمون قانونا بتطبيق العقوبات الغربية التي تحظر التعامل مع عشرات المسؤولين والشركات السورية، رغم أن بيروت عارضت فرض جامعة الدول العربية عقوبات على دمشق.
وقال مصرفيون واقتصاديون الأسبوع الماضي إن البنوك اللبنانية، التي أمضت سنوات في تعزيز أنشطتها في سوريا المجاورة، تطبق في هدوء عقوبات فرضتها واشنطن وأوروبا على دمشق لتفادي الإضرار بأنشطتها الدولية.
ويأتي ذلك رغم العلاقات المالية الوثيقة بين البلدين والتي عززها افتتاح سبعة أفرع لبنوك لبنانية في سوريا.
لبنان ملتزم
وفي الشهر الماضي، أفاد محافظ مصرف لبنان المركزي رياض سلامة في مؤتمر مصرفي في بيروت، بأن أي فرد أو مؤسسة على قوائم العقوبات الأميركية أو الأوروبية لا يستطيع التعامل مع البنوك اللبنانية.
وأضاف أن لبنان ملتزم بتطبيق المعايير الدولية للعمل المصرفي الشفاف والمصارف اللبنانية لن تقوم بأي عمل في لبنان أو في فروعها في الخارج لاسيما في سوريا قد يحرج المصارف المراسلة ويجعلها في حالات مخالفة للأنظمة التي ترعى العمل في بلدانها.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الفروع السورية للبنوك اللبنانية والتي تصل الملكية السورية فيها إلى 51% تخضع للتشريعات السورية، وقد شهدت هذه الفروع تراجعا حادا في قاعدة الأصول والودائع منذ بداية الاحتجاجات في سوريا في مارس/آذار الماضي.
هل تظهر القاعدة في سوريا؟
تساءلت صحيفة ديلي تلغراف عن مدى نجاح تنظيم القاعدة في سوريا عقب الرسالة الأخيرة التي دعا فيها القائد الجديد للتنظيم أيمن الظواهري إلى الجهاد وأعرب عن تأييده للانتفاضة السورية.
وقالت الصحيفة إن رسالة الظواهري كانت مؤشرا على الضعف والقوة في آن واحد.
فالظواهري يدرك أن السوريين تحدوا سخط قائدهم دون مساعدة من القاعدة، ولم تحمل رسالته سوى إشارات عابرة للثورات في تونس ومصر وليبيا التي نجحت هي أيضا في إسقاط أنظمة مستبدة، وجعلت من القاعدة متفرجا عاجزا.
ديلي تلغراف
مشكلة القاعدة
وتشير ديلي تلغراف إلى أن مشكلة القاعدة الآن هي أن أعداءها في المنطقة (الأنظمة المستبدة) قد سقطوا مثل أحجار الدومينو، ولكن زوالهم لم يأت بفضل الظواهري أو أنصاره.
فعجز الظواهري عن أن ينسب سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك -الذي كان سببا في اعتقاله لسنوات وتعريضه للتعذيب- ربما يكون إهانة لقدامى الجهاديين.
وبما أن تضييع ثورة واحدة قد يعتبر سوء حظ -والكلام للصحيفة- فإن النأي بالنفس عن أربع ثورات سيبدو ضربا من اللامبالاة أو تأكيدا على أن الدعم الشعبي للقاعدة قد تضاءل كثيرا.
وترى الصحيفة أن الظواهري الذي نأى بنفسه عن ثلاث ثورات ناجحة، يحاول الآن أن يعتلي الموجة السورية.
وتشير إلى أن عدم الحراك الغربي تجاه معاناة المسلمين ربما يخلق فجوة ليدخل منها الظواهري.
فيقول البروفسور في الدراسات الحربية بكلية كينغ في لندن ديفد أوماند إن “الأمر أشبه بهنغاريا عام 1956 حيث إن القضية عادلة ولكن لا يمكن عمل شيء إزاءها”.
ويضيف أن ثمة فرصة للظواهري كي يقفز ويقول “لا يمكنكم التعويل على أميركا والغرب، بل علي وعلى الجهاديين”.
غير أن إنغيل أنكستر، وهو مدير سابق للعمليات في جهاز الاستخبارات الخارجي في بريطانيا أم أي 6، يقول إنه لا يجب تجاهل تهديدات الظواهري، مشيرا إلى أن القاعدة لا يزال تملك بنية تحتية في العراق.
ولم يستبعد أنكستر أن تكون هجمات التفجيرات التي استهدفت مقرات الأمن في حلب من فعل القاعدة بالعراق، وقال إن أسلوب التنفيذ يختلف عن النهج الذي يتبعه الجيش السوري الحر.
ديلي تلغراف
مصلحة النظام
ولكن الصحيفة تقول حتى لو أن القاعدة تنفذ هجمات في سوريا فإن ذلك يصب في مصلحة النظام الذي دأب على اتهام “عصابات إرهابية مسلحة”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن معظم المسلحين المنشقين عن الجيش السوري الذين التقتهم، هم من السكان المحليين ولا يرتبطون بجهات خارجية.
وتنقل عن جلال (20 عاما) قوله إنه انشق عن الجيش لأنه لم يعد يحتمل قتل النساء والأطفال، وأضاف “لقد رأيت ما جرى في حمص ودمشق، ولا أستطيع أن أبقى مكتوف الأيدي”.
وأكد جلال للصحيفة أن تفجيرات دمشق التي اتهم فيها النظام القاعدة كانت “عملا داخليا” عرف بأمرها جنود قبل أن تقع.
وقال “لقد تم إبلاغنا بعدم الذهاب إلى تلك المنطقة لأنها ستشهد هجوما بالقنابل”.
لكن الصحيفة تقول إن أمل الجهاديين المحتمل هو كون جميع المقاتلين الذين التقتهم ديلي تلغراف هم من المسلمين السنة، أي مثل الظواهري وقائد التنظيم الراحل أسامة بن لادن.
المصدر: ديلي تلغراف
واشنطن: تحديات أمام خطة سوريا
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن هناك “تحديات” أمام الخطة العربية الجديدة بشأن سوريا، في وقت لم تستبعد روسيا المشاركة في قوات حفظ سلام أممية في سوريا، يأتي ذلك في ظل تحذيرات من تزايد المصاعب الإنسانية في بعض المناطق السورية.
واعتبرت كلينتون أن الاقتراح العربي بإرسال قوات حفظ سلام سيكون من الصعب إقراره بالنظر إلى تأييد الصين وروسيا لدمشق، وأوضحت أن “هناك الكثير من التحديات للنقاش مثل كيفية تفعيل كل توصياتهم، وبالتأكيد فإن طلب حفظ السلام سيتطلب موافقة وتوافقا”، وأضافت “لا نعلم إن كان من الممكن إقناع سوريا.. فهم حتى اليوم رفضوا ذلك”.
من جانبه قال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما إن تلك القوات يمكن أن تبدأ مهمتها إذا كان هناك “سلام لحفظه، ويا للأسف، نعلم أن الأمر ليس على هذا النحو”.
في حين أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن “هنالك صعوبات عدة” في هذا الملف، وقالت إنه “قبل كل شيء ينبغي صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، والحصول على قرار مهما كانت طبيعته ومهما كان صعبا”، في إشارة إلى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا.
تصعيد العنف
واتهمت كلينتون -التي كانت تتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو- النظام السوري بتصعيد العنف، “خصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين أبرياء”.
وبينما أكدت المسؤولة الأميركية أن بلادها تتطلع “بفارغ الصبر” للانضمام إلى مبادرة “أصدقاء سوريا”، اعتبر أوغلو أن اجتماع تونس المقرر يوم 24 فبراير/شباط الجاري، سيكون “منصة دولية مهمة لإظهار تضامننا مع الشعب السوري، ولتوجيه رسالة قوية وواضحة إلى النظام السوري بأنه لا يستطيع مواصلة القمع”.
ولفتت كلينتون إلى أنها ستعمل مع نظيرها التركي لتكثيف الضغط الدبلوماسي على النظام السوري “ليكف عن حملة العنف”، وأشارت إلى أن الضغوط ستتضمن تشديد “العقوبات المحددة الهدف”.
ذوفي هذا السياق قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إن الاتحاد يخطط لفرض جولة جديدة من العقوبات والإجراءات على سوريا في اجتماع وزراء الخارجية يوم 27 فبراير/شباط الجاري، وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي سيلعب دورا فاعلا في مجموعة “أصدقاء سوريا”.
مشاركة روسيا
من جانب آخر قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده لا تستبعد المشاركة في بعثة حفظ السلام المقترحة من قبل الجامعة العربية، وأوضح في تصريح لمحطة إذاعة “صدى موسكو” أن روسيا تدرس حاليا اقتراح الجامعة.
وقال بوغدانوف “يجب التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن مثل هذه البعثة. ويظهر في هذا الخصوص السؤال حول قوامها ومهامها والتفويض. وإذا اتفقنا على شروط مقبولة بالنسبة لنا لنشر هذه البعثة، وإذا تمت مراعاة المبادئ المنبثقة عن ميثاق الأمم المتحدة وأعراف العلاقات الدولية، فنحن لا نرى أي مشكلة في ذلك”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح في وقت سابق أمس الاثنين بأن إرسال بعثة حفظ سلام دولية إلى سوريا يتطلب موافقة دمشق وإنهاء أعمال العنف الجارية في البلاد.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في موسكو “يجب أن توافق الدولة المضيفة أولا على استقبال بعثة حفظ سلام”، مضيفا أن “بعثة حفظ السلام يجب أن يكون لديها سلام في البداية ومن ثم تحفظه”. وأكد أن بلاده تنتظر إيضاحات حول مبادرة الجامعة العربية بشأن إرسال بعثة حفظ السلام العربية الأممية.
من جانبه دافع المسؤول الأعلى في الدبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية وذلك خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية إن داي، الذي يشغل منصب مستشار دولة الذي يوازي وزير دولة، أبلغ كلينتون هاتفيا أن أعمال العنف في سوريا هي “في شكل أساسي مسألة داخلية”، وأن الصين تدعم جهود الجامعة العربية لحل النزاع بسبل “سياسية”.
وأضاف المسؤول الصيني أن هذا الموقف “موضوعي ونزيه” وينبع من “موقف مسؤول”، وردت كلينتون بأن الولايات المتحدة ستواصل بحث الموضوع السوري مع الصين، وفق المصدر نفسه.
صعوبات إنسانية
في المقابل قال صالح دباكي -وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقيم في دمشق- إن السوريين الذين يعيشون في المناطق المتضررة من أعمال العنف يواجهون صعوبات في تدبير احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية.
وقال دباكي لرويترز إن “الوضع يزداد عنفا وليس من السهل على الأشخاص عمل أي شيء، الشوارع خالية والناس لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان لشراء الطعام. هناك حتى مشكلة في الحصول على الخبز”.
وأوضح أن الاضطرابات جعلت الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا -مثل حي بابا عمرو في حمص- شبه مستحيل لعمال الهلال الأحمر السوري المحلي، وتابع “هناك مصابون وقتلى ولكن لا أحد يعرف شيئا عن الأعداد على وجه الدقة”.
قتلى بقصف عنيف لحي بابا عمرو
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 35 شخصا قتلوا اليوم في سوريا، 11 منهم قتلوا نتيجة القصف العشوائي والعنيف لحي بابا عمرو في حمص، فيما اقتحمت قوات مدرعة أحياء في منماطق مختلفة من البلاد.
وبث ناشطون صوراً قالوا إنها التقطت صباح اليوم، وتظهر القصف العنيف الذي يتعرض له حي بابا عمرو من قبل الجيش السوري لليوم العاشر على التوالي.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، يتعرض حي بابا عمرو لقصف هو الأعنف بمعدل قذيفتين في الدقيقة.
وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر سيارة تحترق -وفي داخلها ركابها الأربعة الذين كانوا على ما يبدو يحاولون النزوح عن حي بابا عمرو- بعد إصابتها بصاروخ أطلقه الجيش النظامي السوري.
وفي بلدة الطيبة أفاد ناشطون بأن القوات النظامية اقتحمت بعض المنازل وسط إطلاق نار، واعتقلت عددا من الأشخاص.
كما تحدث ناشطون عن اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وقوة من الجيش النظامي في بلدة النعيمة.
وفي الميدان بدمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن سلمت جثة الناشط عبد الناصر الشربتجي لذويه، بعد أن قتل تحت التعذيب في المعتقل.
43 قتيلا
وكان 43 شخصا بينهم خمسة أطفال قتلوا أمس الاثنين حسب أرقام موثقة بالأسماء نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية.
تركزت عمليات القصف التي قامت بها القوات السورية أمس على حمص وإدلب، كما هاجمت مدنا ومناطق أخرى منها درعا وريف دمشق ودير الزور.
وذكر نشطاء المعارضة أن نيران الدبابات تركزت على حي بابا عمرو في جنوب حمص، وحي الوعر في الغرب على الحدود مع الكلية الحربية، وهي نقطة تجمع رئيسية للدبابات وقوات الحكومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قامت بمحاولات فاشلة لاقتحام الرستن من مدخلها الجنوبي، مضيفا أن مقاتلين معارضين دمروا مدرعة وقتلوا ثلاثة جنود.
وفي حماة -على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من حمص- أغارت قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد تدعمها دبابات ومدرعات على أحياء في المدينة.
القاعدة
وفي الأثناء وغداة الكشف عن دعوة أطلقها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لدعم “الانتفاضة” في سوريا، أكد ناشطون سوريون رفضهم تدخل تنظيم القاعدة في شؤون ثورتهم.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية -في بيان لها أمس- “نرفض بشكل قاطع هذا التصريح، وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا”.
وشددت الهيئة في بيانها على أن شعب سوريا “شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته، وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعا، وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة، وتقيم علاقات إقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح”.
وكان الظواهري أكد -في تسجيل مصور جديد- دعمه “للانتفاضة” في سوريا، داعيا “أسود الشام” إلى “الجهاد” و”عدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا”.
يذكر أن السلطات السورية تتهم “عصابات إرهابية مسلحة ومجموعات سلفية” بارتكاب أعمال العنف، فيما يعلن جنود منشقون ينتمون إلى “الجيش السوري الحر” تنفيذهم عمليات ضد القوات الأمنية السورية.
وقد شهدت سوريا في الأسابيع الماضية هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة ضد مراكز أمنية في دمشق وحلب قتل فيها العشرات.
الثورة السورية دشنت لإعلام بديل
الجزيرة نت-خاص
لعل من أبرز النتائج الأولى للثورة السورية ظهور إعلام سوري بديل، جهد لتقديم رواية مختلفة عن الرواية التي يحتكرها الإعلام الرسمي السوري للأوضاع داخل البلاد، بعد مرور نحو عام على انطلاق الثورة ضد نظام بشار الأسد.
وظهرت العشرات من الشبكات الإخبارية عبر الإنترنت وست قنوات فضائية بإمكانات متواضعة، يدير أغلبها سوريون من داخل وطنهم وخارجه، تحول بعضهم للعمل كمراسلين وصحفيين ومصورين لنقل حقيقة الأوضاع التي يتهمون النظام بتزييف الحقائق بشأنها.
وتعتبر قناة “سوريا الشعب” تجربة جديدة لإعلام سوري غير محسوب على النظام، حيث ولدت القناة بعد مرور أربعة أشهر على انطلاق الثورة السورية، ويعمل فيها الآن صحفيون ومتطوعون غالبيتهم من المهجّرين السوريين خارج وطنهم.
المذيع في القناة ياسر السيد عمر أوضح أنه يعمل في الإعلام أصلا، وقرر الانتقال إلى قناة سوريا الشعب فور انطلاقها مساهمة منه في الثورة على نظام بشار الأسد.
وقال للجزيرة نت “أنا شاب سوري محروم من رؤية وطني بسبب أفعال والدي المجرّمة من قبل النظام، لكونه من المحكوم عليهم بالإعدام على خلفية مجزرة حماة وأحداث الثمانينيات من القرن الماضي”.
ولا يخفي السيد عمر انحيازه والقناة التي يعمل فيها للثورة السورية “لكونها ثورة إنسانية ضد الظلم والقهر قبل أن تكون سياسية”.
وبلهجة لا تخلو من الثقة يتحدث المذيع السوري عن أنه ينظر لقرب اليوم الذي ستنتقل فيه القناة لثبت من قلب دمشق بعد إسقاط النظام، كما يقول.
إمكانيات بسيطة
ويبدو الكادر العامل في القناة التي زارتها الجزيرة نت “متواضعا”، كما أن التجهيزات متواضعة مقارنة بالقنوات الفضائية، إلا أن المتجول في غرفها يلحظ مدى الروح المعنوية العالية للعاملين الذين يصل بعضهم الليل بالنهار من أجل نقل صوت الثائرين في الداخل.
الشاب السوري قتيبة الخطيب ترك عمله في إحدى القنوات بدولة الإمارات وحضر إلى مقر القناة للعمل فيها مذيعا “من أجل ثورة ستنتصر إن شاء الله”، كما يقول.
ويلفت الشاب -الذي تعود أصوله لتفتناز بمحافظة إدلب- إلى أنه قرر أن يعمل في القناة مها كان الثمن، “لأن الظهور على قناة تحمل همّ الثورة لا يساوي قطرة دم تسقط من شهيد أو دمعة أم أو لوعة طفل..، نحن مقصرون مهما فعلنا من أجل الثورة السورية”.
وعن المخاوف على سلامتهم لكونهم يعملون في قناة ضد النظام، قال الخطيب “كل سوري هو مشروع شهيد، سواء كان إنسانا بسيطا أو ناشطا أو إعلاميا ما دام ينشد الحرية”.
شبكة شام
ومن بين المؤسسات الإعلامية الجديدة تبرز تجربة “شبكة شام” التي بدأت فكرة متواضعة ما لبثت أن تحولت مع الوقت لأهم مزود بصور وفيديوهات الاحتجاجات في سوريا.
الجزيرة نت التقت أحد أبرز الشبان السوريين القائمين على الشبكة فكشف عن أن فكرة “شبكة شام” بدأت قبل اندلاع الثورة السورية، حيث انطلقت كفكرة شخصية من شاب سوري من أهالي درعا في 20/2/2011، لكنها بدأت العمل فعليا على شبكة الإنترنت في 3/3/2011.
وقال الشاب -الذي لا يرغب في ذكر اسمه أو تصويره، لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي، وأمن من يعملون معه في الشبكة- “بدأت الشبكة بشبان من مدينتيْ درعا وحماة، وساعد بدءُ الثورة في درعا على نجاحها، حيث وجدت الشبكة حاضنة اجتماعية لها، نظرا لإجماع أهالي درعا على الثورة، ورفض الإهانة والقمع الذي تعرضوا له من جانب النظام”.
ويلفت الشاب إلى أن أول الأفلام عن مظاهرات أهالي درعا رفعت من شبكة الإنترنت السورية المحلية، فيما نقلت مقاطع أخرى عبر الحدود مع الأردن عندما تم قطع شبكة الإنترنت عن المدينة.
ومع تسارع الأحداث وتوسع الاحتجاجات، يشير الشاب إلى أن كل منطقة كانت تشهد احتجاجات كان يتم الاتصال بشبان منها -بواسطة علاقات شخصية أو روابط بين طلاب الجامعات- لضمهم للشبكة التي تملك اليوم فرق مراسلين في كافة أنحاء سوريا.
ويكشف عن أن الشبكة تمكنت من تزويد مراسليها مع الوقت بأجهزة هواتف بث فضائي “ثريا”، وانتقلت في مرحلة متقدمة لإدخال أجهزة بيغان (began) التي تتيح تقديم البث المباشر للمظاهرات عبر شبكة الإنترنت، وإجراء المقابلات لصالح القنوات الفضائية.
ويشير إلى أن هذه الأجهزة لعبت دورا مهما في كشف المجزرة الأخيرة التي تعرضت لها حمص وخاصة حي بابا عمر، حيث شكلت أجهزة الشبكة قناة الاتصال الوحيدة بين أهالي الحي والعالم الخارجي.
وعن تمويل الشبكة يكشف الشاب عن أن تمويلها يأتي من أفراد سوريين وعرب، وينفي بشكل قاطع أن تكون الشبكة تتلقى أي أموال من جهات حكومية أو من قنوات فضائية، ويضيف “نقدم خدماتنا للقنوات الفضائية بدون أي مقابل، ونرفض أي تمويل منها خوفا من أن نحسب على أي جهة، وللحفاظ على استقلاليتنا”.
روسيا لا تستبعد المشاركة في قوة سلام
الصين: لن نحمي أحدا في سوريا
قالت الصين إنها لن تحمي أحدا في سوريا بما في ذلك النظام، وفي حين أيّدت واشنطن خطة عربية جديدة تقضي بنشر قوة سلامٍ، لم تستبعد روسيا المشاركة فيها.
وقال رئيس وزراء الصين وين جياباو -على هامش قمة صينية أوروبية في بكين- إن “الصين لن تحمي مُطلقا أي طرف في سوريا بما في ذلك الحكومة”.
وتحدث جياباو عن حاجةٍ ملحة لمنع الحرب والفوضى في سوريا، وتعهد بالعمل مع الأمم المتحدة لإنهاء الصراع هناك.
وأجهضت الصين وروسيا مطلع هذا الشهر مشروع قرار عربيا يدعو الأسد إلى التنحي كخطوة أولى لحل الأزمة.
ودافعت الصين عن موقفها وقالت إنه يتماشى مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وعادت الصين لتؤكد اليوم أنها ترى النزاع في سوريا “مسألة داخلية” بالأساس.
قوة مزدوجة
وتطرح الجامعة العربية خطة جديدة تشمل في ما تشمله نشر قوات سلام عربية أممية في سوريا.
وقالت الخارجية الصينية أمس إن بكين تدعم الوساطة العربية، لكن دون أن تحدد ما إذا كانت تؤيد الدعوة لنشر هذه القوة.
وتحدثت بكين عن مبعوث لها التقى في القاهرة اليوم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لشرح موقفها لأمانة الجامعة وللدول العربية.
وقالت مفوضة حقوق الإنسان الأممية نافي بيلاي للجمعية العامة الأممية أمس إن الفيتو المزدوج شجع نظام بشار الأسد على تكثيف هجماته ضد المدنيين، ورجّحت ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، طلبت إحالتها إلى المحكمة الجنائية.
ومن جهتها، أكدت واشنطن التزامها بدعم الجهود العربية، لكنها تحدثت عن تحديات تواجهها، منها كيفية تفعيل التوصيات، وذكّرت بأن نشر قوة سلام يتطلب موافقة في سوريا وتوافقا دوليا.
وكذلك قال متحدث باسم البيت الأبيض إن القوة يمكنها بدء مهمتها إذا كان هناك “سلام لحفظه، ويا للأسف، نعلم أن الأمر ليس كذلك”.
وذكّرت متحدثة باسم الخارجية الأميركية بالحاجة لاستصدار قرار في هذا الشأن، ملمحة ضمنا إلى صعوبة ذلك بسبب مواقف الصين وروسيا.
الموقف الروسي
وقد قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير خارجية روسيا إن بلاده لا تستبعد المشاركة في القوة لكن يجب الاتفاق بخصوصها مع حكومة سوريا، وتوضيح نقاطٍ تتعلق بقوامها ومهامها وتفويضها، ومدى مراعاتها ميثاق الأمم المتحدة وأعراف العلاقات الدولية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس إن بلاده تنتظر إيضاحات حول القوة من الجامعة العربية، وذكّر -مثله مثل المتحدث باسم البيت الأبيض- بأن “بعثة حفظ السلام يجب أن يكون لديها بدايةً سلامٌ لتحفظه”.
ومن جهة أخرى، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بلادها تتطلع “بفارغ الصبر” إلى الانضمام لمبادرة “أصدقاء سوريا”، التي يفترض أن تنسق الدعم الدولي للمعارضة.
وأدلت كلينتون بتصريحها هذا في مؤتمر صحفي أمس بواشنطن مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي تحدث عن “رسالة قوية وواضحة إلى النظام السوري بأنه لا يستطيع مواصلة القمع”، سيوجّهها اجتماعٌ دولي في تونس بعد عشرة أيام.
عقوبات جديدة
وفرضت الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا عقوبات أحادية على النظام السوري.
-وقال متحدث بريطاني اليوم إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما بحثا إمكانية تشديد هذه العقوبات.
كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن تشديد العقوبات سيكون أحد الأساليب التي ستعتمدها بلادها لدعم “الموقف الصلب” الذي تبديه الجامعة العربية مع النظام السوري.
كما يخطط الاتحاد الأوروبي -حسب مسؤولةِ سياسته الخارجية كاثرين آشتون- لتشديد عقوباته، في اجتماع لوزراء خارجيته سيعقد بعد نحو أسبوعين.
قصف عنيف على بابا عمرو.. وقوات النظام تحاصر الآلاف
الهيئة العامة للثورة السورية تؤكد سقوط 43 قتيلاً يوم أمس بينهم 5 أطفال
العربية.نت
لليوم العاشر على التوالي، ترزح أحياء حمص، وخاصة بابا عمرو؛ تحت وابل القصف والحصار الذي اشتد عنفاً مع الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء.
وأعلن مجلس الثورة عن قصف صاروخي لم يسبق له مثيل منذ عشرة أيام، فيما عجزت فرق الإنقاذ عن إحصاء الضحايا من شدة القصف الذي تتعرض له أحياء مدينة حمص.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حصيلة قتلى أمس برصاص الجيش والأمن السوريين ارتفع إلى 43 قتيلاً، معظمهم في حمص وإدلب، بينهم 5 أطفال، فيما بثت لجان التنسيق المحلية تسجيلات مصورة تظهر استمرار القصف على حي بابا عمرو في حمص لليوم التاسع على التوالي.
وقالت لجان التنسيق إن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي نصر الدين برهك، نقل إلى مشفى النور وهو في حالة خطرة، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين في القامشلي.
وفي مشاع وادي الجوز وحي الحميدية في حماه، بثت لجان التنسيق صوراً لآثار القصف على المنازل وحجم الدمار الذي لحق بها.
وفي الزبداني، يوجد انتشار كثيف للجيش، وذكرت التنسيقيات أن الحواجز نصبت على مسافة تبعد بين الواحد والآخر 50 متراً في المدينة، وسط تضييق كبير على المواطنين. وأضافت أن المدينة نصفها خاضع للجيش الحر، ونصفها الآخر لجيش النظام، والأهالي متخوفون من مجزرة حقيقية.
أما في درعا، فالجيش ينتشر في كامل الأحياء، حيث يصبح مجرد السير في الشوارع أكثر من مخاطرة، بينما إدلب تعيش حملة أمنية شديدة مفروضة في الشوارع وعلى مداخل المدينة، حيث سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم بإطلاق نار عند دوار المحراب، بحسب هيئة الثورة.
وفي دير الزور، أفادت التنسيقيات عن شن الجيش حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية، حيث استعمل الجيش المدرعات الثقيلة في دخوله البلدة، أما حماة فتقصف من عدد من المداخل، ويفرض عليها حصار، وعلى مداخل البلدة.
جدل في سوريا حول “عسكرة الثورة“
تصاعد ملحوظ في أعداد أفراد الجيش السوري الحر وزيادة هجماته
بيروت – محمد زيد مستو
تشهد الثورة السورية خلال الأسابيع الأخيرة تصاعداً في الهجمات المسلحة للجيش الحر ضد النظام السوري وتزايد رقعة الاشتباكات، وسط جدل واسع حول الاستمرار في سلمية الثورة، والدعوات الصريحة إلى عسكرتها مع اقترابها من إتمام العام على انطلاقتها.
وخلال الأسابيع الأخيرة شهدت محافظة إدلب التي يهيمن الجيش الحر على معظم أجزائها وبعض الأحياء في حمص ودرعا وريف دمشق، سيطرة تامة لعناصر الجيش الحر، الذين شكلوا حواجز أمنية، وظهروا بأسلحتهم في الشوارع العامة. وذلك بعد انضمام كثير من المدنيين إلى صفوف الجيش الحر من جهة، واحتضان الأهالي له من جهة ثانية، حسب ما أكده نشطاء وشهود عيان.
جدل التسلّح
وعلى الرغم من أن العمليات المسلحة ضد النظام بدأت عندما انشق عسكريون عن الجيش، وأعلنوا حمايتهم للمتظاهرين السلميين والأحياء السكنية رداً على اقتحام القوات العسكرية والأمنية لها وشن عمليات مداهمة واعتقالات فيها، فقد شرع عسكريون في الآونة الأخيرة إلى تشكيل كتائب ضمّت في صفوفها مدنيين تحت مسمى الجيش الحر، وهو ما ساهم في زيادة أعداده بشكل كبير، وتمكّنهم من السيطرة على مناطق واسعة.
وحسب مصادر مقربة من الجيش الحر، فقد اشترط العسكريون على المدنيين الذين انضووا في صفوفهم ارتداء الزي العسكري والخضوع لأوامر العسكريين، رغم نفي قادة الجيش الحر رسمياً تطويع المدنيين في صفوفهم.
ويزعم الكثير من النشطاء والمحتجين أن الدوافع التي جعلتهم يتوجهون لحمل السلاح في وجه النظام السوري بعد أشهر من “النضال السلمي”، هي استمرار آلة القتل وارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب ومجازر دون تمكن الضغوط العربية والدولية من وقفها.
وبحسب صحافي سوري – طلب عدم ذكر اسمه – فإن الكثير من المدنيين الذين انضموا للجيش الحر “هم أنفسهم الذين قادوا المظاهرات السلمية وحملوا الورود للجيش” في الأشهر الأولى من الاحتجاجات، حسب زعمه.
ويترافق ذلك مع نقاش حاد لدى أوساط المعارضة والشارع السوري المؤيد للاحتجاجات، حول مشروعية الجيش الحر في القيام بعمليات استباقية ضد قوات النظام وتطويع المدنيين في صفوفه بوصفها دعوات صريحة لـ”عسكرة الثورة”، وهو ما ينتقده البعض الذي يطالب بالسلمية المطلقة للاحتجاجات إلى نهايتها.
ففي حين تتجه بعض القوى وعلى رأسها هيئة التنسيق الوطنية إلى المطالبة بـ”سلمية الثورة” إلى النهاية، ويصرون على أن إسقاط النظام الحاكم في سوريا ينبغي أن يتم بوسائل سلمية، بدأت في سوريا أصوات مطالبة علانية بالتسلح العام وإعلان الجهاد ضد النظام السوري.
ووفق الصحافي، فإن النقاش يدور بشكل حاد أساساً بين “نشطاء الفيسبوك”، الذين يعتبر العديد منهم أن تسليح الثورة سيزيد من وتيرة القتل والعمليات الهجومية من قبل النظام، وتشكيل خطر على الدولة المدنية في المستقبل، فيما يؤكد المتظاهرون الميدانيون من جانبهم أنهم وصلوا لقناعة بضرورة الثورة المسلحة، خصوصاً مع استمرار “التخاذل” الدولي والعربي، حسب زعمهم.
وعبر عن ذلك الفنانان ملص في عبارة دونت في صفحتهما المشتركة على أحد المواقع الاجتماعية تقول: “عندما يصرخ شاب اعتقل والده أو اغتصبت أخته أو قتل أخوه أو أهينت والدته سأقتل الشبيحة، فإنه لا يحق لمن يجلس على الفيسبوك أن يتهمه بالوحشية ويطالب بالسلمية”.
ولم يعد يرى المطالبون بالتسلح حرجاً في إعلان تأييدهم الواضح، الذي عبر عنه المعارض البارز كمال لبواني، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني، الذي اعتبر أن مدينته الزبداني أجبرت النظام على التراجع، والتفاوض مع الثوار بسبب دفاع معظم الشباب، بمن فيهم النساء، عنها بقوة السلاح.
ويعتبر اللبواني أن تجربة مدينة الزبداني في ردع النظام السوري وإعلان “تحررها” من قبضته قبيل إعلانها عن تأسيس مجلس منتخب وتحقيق حالة أمنية غير مسبوقة بمساندة الجيش الحر، هو مؤشر على أن الجيش الحر الذي ينضوي مدنيون تحت لوائه لا يشكل خطراً على المستقبل السياسي للبلاد.
وقد انعكس النقاش حول الدعوة إلى التسلح أو الاستمرار في الاحتجاجات السلمية على اسم أسماء الجمع في الآونة الأخيرة، من قبيل “الدفاع عن النفس” وسط دعوات متزايدة لإطلاق تسمية جمعة “إعلان الجهاد” على أحد أيام الجمعة.
حماية السلمية
وفي مقابل ذلك يرى آخرون أن العمليات العسكرية ضد النظام وحماية المتظاهرين، لا تخرج عن السلمية، معتبرين أن الجيش الحر هدفه “حماية الاحتجاجات السلمية”، عبر تأمين الحماية للمظاهرات ومنع قوات الأمن والجيش من شن مداهمات واعتقالات للأحياء.
وفيما يرفض هؤلاء تطويع المدنيين في صفوف الجيش الحر، يعتبر المجلس الوطني السوري وقادة الجيش الحر أن وظيفة العناصر المنشقة هي الدفاع عن المتظاهرين ومواجهة قوات الأمن أثناء اقتحامها للأحياء، دون قيامها بعمليات هجومية.
ويرى نزار توبة، القيادي في التجمع السوري الحر المعارض، أن الثورة تنقسم إلى متظاهرين سلميين وهي انتفاضة سلمية، فيما شكل المنشقون كتائب الجيش الحر لحماية المواطنين والدفاع عنهم.
ويرى أن سيناريو انهيار نظام الأسد سيكون مع تزايد الانشقاقات، وانضمام الجنود إلى صفوف الجيش الحر الذي ستؤدي عملياته العسكرية ضد قوات نظام الأسد إلى انهياره خلال أسابيع، حسب توقعه.
ومن جهة أخرى، رأى الصحافي المهتم بالشأن السوري يوسف التازي أن أطرافاً عديدة في المعارضة السورية بدأت تراهن على عسكرة الثورة بقصد الوصول إلى إسقاط النظام بالقوة، منوهاً إلى أن الخطاب الديني بدأ يطغى على تحركات عدد من أطراف المعارضة.
واعتبر أن ما يجعل خيار العسكرة مكلفاً ودموياً بالنسبة لسوريا هو عجز المعارضة عن تبني شعار السلمية والدفاع عنها حتى الرمق الأخير، زيادة على تجاهل مطالب باقي المكونات الإثنية والدينية في البلاد.
وأعرب التازي عن تخوفه من سقوط الثورة السورية في فخ التحول من دولة يحكمها البعث قائداً للدولة والمجتمع، إلى شعار الإسلام قائداً للدولة والمجتمع، معتبراً أنه كان من واجب جميع أطياف المعارضة السورية الدفاع باستماتة عن علمانية الدولة وتعددها وسلمية الثورة والابتعاد عن الوقوع فريسة الحسابات الجيواستراتيجية.
سوريا: استمرار قصف معاقل المعارضة وحديث عن امكانية تسليح المعارضة
استمرت القوات السورية في عملياتها العسكرية في مختلف المدن السورية مما اسفر عن سقوط مزيد من القتلى حسب اوساط المعارضة فيما تحدثت اوساط دبلوماسية عربية عن امكانية تقديم السلاح للمعارضة السورية اذا لم تتوقف عمليات القتل.
فقد افاد نشطاء في مدينة حمص ان حي بابا عمرو تعرض لقصف عنيف صباح الثلاثاء مما اسفر عن سقوط ستة قتلى على الاقل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذا القصف هو الاعنف منذ خمسة ايام وان قذيفتين تسقطان على الحي كل دقيقة.
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله ان “القوات السورية تقوم بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو” .
واضاف ان الوضع في الحي مأساوي بسبب الحصار المفروض على الحي الذي يوجد فيه عدد كبير من الجرحى ولا يمكن اخلاؤهم.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان 35 شخصا سقطوا الثلاثاء بينهم ثمانية في مدينة حمص، سبعة في بابا عمرو وواحد في حي الانشاءات في المدينة.
واضافت الهيئة ” سقط عشرة اشخاص في محافظة ادلب، تسعة وجدت جثثهم في منطقة نائية وشخص قضى تحت التعذيب وفي درعا خمسة واحد مات تحت التعذيب وواحد في دمشق ايضا قضى تحت التعذيب وثلاثة في حي الحميدية في حماة واربعة في مدينة البوكمال القريبة في محافظة دير الزور باطلاق النار عليهم”.
كما تحدث اوساط المعارضة عن سقوط ثلاثة قتلى خلال حملة مداهمة في بلدة الاتارب قرب مدينة حلب.
وفي ريف دمشق فر عدد من سكان بلدة رنكوس بعد تعرض البلدة لقصف مدفعي حسب احد شهود العيان من ابناء البلدة التي تعرضت لعدة حملات امنية خلال الاسابيع القليلة الماضية.
خيار السلاح
من جهة اخرى نقلت وكالة رويترز عن اوساط دبلوماسية في الجامعة العربية ان خيار تقديم السلاح للمعارضة السورية ليس مطروحا بشكل رسمي في الوقت الراهن لكن القرار الاخير للجامعة والذي نص على تقديم كل اشكال الدعم للمعارضة يفسح المجال امام امكانية تقديم السلاح لها.
واضافت هذه الاوساط التي فضلت عن الكشف عن هويتها ” سندعم المعارضة ماديا ودبلوماسيا لكن اذا استمر النظام في اعمال القتل يجب تقديم المساعدة للمدنيين للدفاع عن انفسهم وقرار الجامعة يسمح للدول العربية باللجوء الى كل الخيارات لحماية الشعب السوري”.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة لها امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في وسط سوريا في “القصف العشوائي” للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.
وقد وصل اجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا في سوريا منذ انطلاق الانتفاضة السورية قبل 11 شهرا الى اكثر من سبعة آلاف شخص حسب الامم المتحدة.
المزيد من بي بي سي
BBC © 2012
روسيا تتوقع صعوبة إرسال قوات حفظ سلام الى سوريا
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده تدرس اقتراح الجامعة العربية ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا لوقف اعمال العنف.
واوضح الوزير الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاماراتي في العاصمة الروسية موسكو ان هذا الاقتراح بحاجة الى مزيد من التوضيحات.
واضاف “لنشر قوة لحفظ السلام يجب اولا الحصول على موافقة الطرف الذي يستقبلها وثانيا لارسال قوة لحفظ السلام كما تسمى في الامم المتحدة يجب ان يكون هناك ضرورة لحفظ السلام”.
لكنه قال ان ذلك سيكون هدفا صعب التحقيق ” لأن المجموعات المسلحة التي تحارب النظام السوري لا تنصاع لاي اوامر ولا تسيطر عليها اي جهة”.
وكانت الجامعة العربية اقترحت خطة للخروج من الازمة التي تعيشها سوريا تنص على ان ينقل الاسد السلطات الى نائبه فاروق الشرع.
واعرب الاتحاد الاوروبي عن تأييده لخطة الجامعة العربية.
وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي مايكل مان “ندعم بقوة اي مباردة ترمي الى وضع حد فوري للقمع الدامي بما في ذلك انتشار عربي اكبر على الارض بالتعاون مع الامم المتحدة من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار وانهاء العنف”.
واوضح “اننا على اتصال مستمر مع الامين العام للجامعة العربية والامم المتحدة لمناقشة الطريقة التي يمكن ان يتحقق بها ذلك في اسرع ما يمكن”.
واشار الى ان الاتحاد الاوروبي ينوي الاضطلاع بـ “دور نشيط جدا” في مجموعة “اصدقاء سوريا” بهدف “بلورة اجماع دولي حول سوريا وتقديم اقتراحات عاجلة لانهاء المجزرة والحد من معاناة الشعب السوري والبحث عن حل سلمي للازمة والدفع بمرحلة جديدة من التغيير الديموقراطي”.
من جانبه اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده “ستناقش بشكل عاجل” مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لاعمال العنف في سوريا.
وقال الوزير البريطاني في تصريحات على هامش زيارة لجنوب أفريقيا ان “مهمة من هذا القبيل قد يكون لها دور مهم تقوم به لانقاذ الارواح شرط ان يكف نظام الاسد عن اعمال العنف بحق المدنيين ويسحب قواته من المدن ويطبق وقف اطلاق نار فعلي”.
غير أن هيغ قال إنه يجب ألا تشارك أي دولة غربية في أي قوة لحفظ السلام في سوريا.
واعرب عن ارتياحه لتنظيم “مؤتمر اصدقاء سوريا” في 24 شباط/فبراير في تونس مؤكدا ان “بريطانيا ستلعب دورا نشيطا في هذه المجموعة”.
كما رحب “بالتزام الجامعة العربية تكثيف دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية وتجشيعها على مزيد من الوحدة لتمثل كافة مكونات سوريا”.
اما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فقد حذر من “اي تدخل عسكري خارجي”. وقال “نعتقد اليوم ان اي تدخل عسكري خارجي سيساهم في تفاقم الوضع ما دام لا
يوجد بعد قرار من مجلس الامن الدولي الذي يعد الهيئة الوحيدة المخولة اجازة اي تدخل عسكري”.
على الصعيد السياسي، أبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الجامعة العربية بأن مجلس الأمن الدولي هو المخول اتخاذ قرار في شأن قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب.
وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام في بيان مساء الأحد إن بان اتصل بنبيل العربي أمين عام الجامعة العربية مؤكدا إنه “يعود لمجلس الامن اتخاذ قرار بشأن مطالب الجامعة المحددة”.
وأبلغ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الجامعة العربية بأن مجلس الأمن الدولي هو المخول اتخاذ قرار في شأن قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب.
تجدد القصف
من جهة اخرى اعلن نشطاء المعارضة عن استمرار قصف بعض احياء مدينة حمص ومدينة الرستن.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة الضحايا اليوم حتى الان 13 قتيلا ثلاثة في حمص واثنان في الرستن وقتيل في حماة وثلاثة في ادلب واربعة في منطقة ريف دمشسق.
وقال المرصد ان “القصف تجدد على مدينة الرستن اثر محاولة اقتحام فاشلة نفذتها القوات السورية فجرا من المدخل الجنوبي للمدينة وتصدت لها مجموعات منشقة”.
واشار الى ان عملية الاقتحام ادت الى “مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وتدمير الية مدرعة”.
وفي حمص قال المرصد ان “حي بابا عمرو يتعرض منذ فجر الاثنين لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل الجيش السوري”.
وفي ريف درعا تحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة واعتقل اربع نساء هن امهات جنود منشقين.
حقبة جديدة
واعلن الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد ان سوريا توشك على قطع ما وصفه بالشوط الأهم على طريق الانتقال إلى حقبة جديدة.
وجاء تصريح الأسد خلال لقاء مساء الأحد بأعضاء اللجنة الوطنية المكلفة إعداد مشروع دستور جديد للبلاد.
وأبلغ الأسد اللجنة بأنه “حالما يتم إقرار الدستور تكون سورية قد قطعت الشوط الأهم، ألا وهو وضع البنية القانونية والدستورية عبر ما تم إقراره من إصلاحات وقوانين، إضافة إلى الدستور الجديد للانتقال بالبلاد إلى حقبة جديدة بالتعاون بين جميع مكونات الشعب”.
المزيد من بي بي سي
BBC © 2012
كلينتون تتهم دمشق بتصعيد العنف
اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الحكومة السورية بـ”تصعيد العنف” في عدد من المدن واستخدام المدفعية ضد “مدنيين ابرياء”.
وقالت، في مؤتمر صحفي في واشنطن مع نظيرها التركي أحمد داؤود أوغلو، “من المؤسف ان يعمد النظام الى تصعيد العنف في مدن داخل البلاد، وخصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين ابرياء”.
وتأتي تصريحات كلينتون مع استمرار القوات السورية في قصف أحياء متعددة من مدينة حمص.
ونشرت الولايات المتحدة مؤخرا على الانترنت صورا التقطت بواسطة الاقمار الصناعية اعتبرت بمثابة دليل على تنفيذ الجيش السوري عمليات “واسعة النطاق” ضد المدنيين.
وأكدت كلينتون أن بلده تعمل مع تركيا من أجل معالجة المشكلات الإنسانية في سوريا.
“مبادرة إنسانية”
وأضافت “نحن عازمون على العمل للسماح بادخال مواد طبية ومساعدة عاجلة والوصول الى المصابين والقتلى”.
وأكدت أنها ستعمل مع نظيرها التركي من أجل “تكثيف الضغط الدبلوماسي على النظام ليكف عن حملة العنف”، وخصوصا عبر تشديد “العقوبات محددة الهدف”.
من جهته، دعا أوغلو إلى “مبادرة إنسانية” لإيصال المواد الغذائية والطبية إلى المدنيين السوريين.
واوضح أوغلو انه بحث مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مبادرة بلاده بالتعاون مع المنظمة الدولية للسماح بايصال المساعدات الانسانية.
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية وعربية بذلت مؤخرا جهودا دبلوماسية لإصدار قرار يدين الحكومة السورية من مجلس الأمن، لكن القرار اصطدم بالفيتو الروسي والصيني.
“القوة المفرطة”
في هذه الاثناء، أنحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي باللائمة على مجلس الأمن الدولي لتشجيعه للحكومة السورية على الاستمرار في حملة القمع على المحتجين.
وقالت بيلاي إن فشل المجلس في الاتفاق شجع النظام السوري على استخدام القوة المفرطة لسحق المعارضة.
واضافت بيلاي ان القوات السورية ارتكبت “على الارجح” جرائم ضد الانسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا، مشيرة الى ان قصف حمص على مدار الايام الماضية اوقع نحو 300 قتيل.
وقالت في حديثها امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان “هناك معلومات مستقلة موثوقة ومتقاطعة تفيد بان هذه التجاوزات جزء من حملة واسعة ومنظمة للاعتداء على المدنيين”.
وحثت المجتمع الدولي على الا يجعل هذه الجرائم تمر دون عقاب، كما حثت مجلس الامن على اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية”.
وحذرت من احتمال نشوب ازمة انسانية في سوريا ومن مخاطر الحرب الاهلية، مشيرة الى ان مكتبها اصبح غير قادر على متابعة حصيلة القتلى والجرحى في سوريا.
أما بشار الجعفري المندوب السوري في الأمم المتحدة فقد اعترض على تقرير بيلاي وقال إنه يتبنى اتهاما صريحا ضد بلاده استنادا إلى تقارير فقط وليس استنادا إلى نتائج على الأرض.
المزيد من بي بي سي
BBC © 2012
قوات الاسد تهاجم المعارضة السورية في عدة جبهات
عمان/بيروت (رويترز) – قال نشطون ان قوات الحكومة السورية هاجمت يوم الثلاثاء معارضي الرئيس السوري بشار الاسد في عدة جبهات مما دفع السكان الى الفرار من بلدة قريبة من العاصمة بينما واصلت القوات قصفها لاحياء مدينة حمص في وسط البلاد لليوم العاشر على التوالي.
ويعيش سكان حمص ثالث أكبر مدينة سورية والتي يقطنها مليون نسمة أزمة انسانية مع تقلص امدادات الطعام والوقود واغلاق المحال التجارية ابوابها مع تواصل قصف المدينة الذي جعل السكان محاصرين داخل منازلهم.
ومع تجاهل الاسد فيما يبدو للادانة الدولية للتكتيكات التي اتبعها لقمع الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما دفعت دول عربية بقيادة السعودية لاصدار قرار جديد في الامم المتحدة يؤيد خطة السلام العربية.
وجاء تصاعد الجهود الدبلوماسية بعد ان اتهمت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الاسد بشن “هجوم دون تمييز” على المدنيين لانهاء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وقالت ان فشل مجلس الامن في ادانته جرأه.
وقالت بيلاي في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 دولة ان استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير شباط ضد مشروع قرار يندد بالحكومة السورية ويدعم خطة للجامعة العربية تطالب الاسد بالتنحي شجع دمشق على تكثيف هجماتها على المدنيين.
وقالت بيلاي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة “فشل مجلس الامن في الاتفاق على تحرك جماعي صارم زاد الحكومة السورية جرأة على ما يبدو لشن هجوم شامل في محاولة لسحق المعارضة باستخدام قوة هائلة.”
وأضافت “لقد روعني بشكل خاص الهجوم المتواصل على حمص…وفقا لروايات جديرة بالثقة قصف الجيش السوري ضواحي كثيفة السكان في حمص فيما يبدو انه هجوم دون تمييز على مناطق مدنية” مشيرة الى أن القوات الحكومية تستخدم الدبابات وقذائف المورتر والمدفعية في الهجوم.
ويحاول الاسد الذي تدعمه روسيا وايران وحكمت اسرته التي تنتمي الى الاقلية العلوية سوريا طوال 42 عاما سحق المظاهرات ووقف الهجمات التي يشنها منشقون في شتى انحاء البلاد.
ويصف معارضيه بانهم ارهابيون يدعمهم اعداء البلاد في صراع قوى اقليمي ويقول انه سيطبق الاصلاحات بشروطه هو.
واندلع الصراع مجددا صباح يوم الثلاثاء في بلدة رنكوس قرب العاصمة دمشق التي طالها قصف القوات الحكومية. وقال النشط ابن كلمون في اتصال من خلال سكايب من بيروت ان خطوط الهاتف قطعت وان عددا كبيرا من السكان فروا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في مدينة حمص الغربية التي تقع في قلب الانتفاضة ضد الاسد المستمرة منذ 11 شهرا تعرض حي بابا عمرو لقصف عنيف في الفجر كان الاشد منذ خمسة ايام.
وقال النشط حسين نادر انه من المستحيل النزول الى الشارع لتفقد الاضرار.
وأضاف خلال اتصال من هاتف يعمل بالاقمار الصناعية “انهم يضربون نفس الموقع عدة مرات متتالية مما يجعل الخروج مستحيلا. القصف كان عنيفا في الصباح والان يسقط صاروخ كل نحو ربع ساعة تقريبا.
“السكان محاصرون. معنا رجل أصيب بحروق بالغة انه يموت ويحتاج الى مستشفى.”
وذكر ان الرجل كان يستقل شاحنة كانت تلتقط المصابين في بابا عمرو خلال الليل حين اصيبت الشاحنة بصاروخ.
وظهر محمد المحمد وهو طبيب في مستشفى مؤقت في بابا عمرو في فيديو والى جواره شاب جريح قال انه اصيب في جنبه بنيران القنص.
وقال محمد “استقرت الطلقة في المعدة. هذه حالة حرجة تحتاج نقلها الى مستشفى مناسب. نناشد أصحاب الضمير التدخل لوقف مذبحة بشار الاسد وعصابته.”
وذكر نشطون ان اسعار الطعام والوقود قفزت الى ثلاثة امثال وان العصابات تنهب المنازل.
وقال النشط محمد الحمصي ان الموقف يزداد سوءا. وقال من داخل المدينة “المتاريس التي يقيمها الجيش تتزايد حول أحياء المعارضة. هناك نمط منهجي للقصف الان. يزداد شدة في الصباح ثم يهدأ قليلا في المساء ثم يستأنف في الليل.”
وقال النشط نادر بالهاتف من حمص “القذائف تسقط دون تمييز. تقريبا كل من يسكنون حي بابا عمرو انتقلوا الى الدور الارضي. من الطبيعي ان تجد ست عائلات تعيش معا في الادوار المنخفضة.”
كما وردت تقارير عن تعرض بلدة الرستن الى القصف في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء.
وتضطر وسائل الاعلام الاجنبية الى الاعتماد على روايات النشطين عن الاحداث لان الحكومة السورية تقيد دخول الصحفيين وان كانت تقارير منظمات محايدة مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهيومن رايتس ووتش تؤكد الصورة العامة عن تفشي العنف.
وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة ان مسودة قرار يمكن ان تطرح للتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء او الخميس.
ويشبه مشروع القرار الذي صاغته السعودية واطلعت عليه رويترز مشروع القرار الذي استخدمت روسيا والصين الفيتو ضده بمجلس الامن. ومشروع القرار “يؤيد تماما” خطة الجامعة العربية ويدعو لتعيين مبعوث مشترك للامم المتحدة والجامعة العربية. ولا يوجد حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة لكن قراراتها ليست ملزمة قانونا.
وقال المندوب القطري ناصر عبد العزيز الناصر الذي يرأس حاليا الجمعية العامة لتلفزيون الجزيرة ان الموقف على الارض في سوريا لا يحتمل. وصرح بأن هناك فكرة عن مشروع قرار عربي يوزع على الدول الاعضاء في الجمعية العامة يوم الثلاثاء او يوم الاربعاء ويطرح للتصويت هذا الاسبوع.
واتهم مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري المندوب القطري بالتحيز السياسي ضد سوريا ونفى مزاعم بيلاي ضد دمشق.
وقوبل اقتراح الجامعة العربية بزيادة الدعم للمعارضة وارسال قوات حفظ سلام اجنبية بردود دولية حذرة حتى في الوقت الذي قصفت فيه القوات السورية احياء تسيطر عليها المعارضة في حمص وهاجمت مدنا أخرى.
والولايات المتحدة وأوروبا عازفتان عن الانجرار عسكريا الى الصراع السوري خشية أن ينطوي هذا على مخاطر أكبر وتعقيدات أكثر من الدعم الجوي الذي قاده حلف شمال الاطلسي الذي ساعد المعارضة على الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي نظرا لوضع سوريا المحوري في قلب منطقة الشرق الاوسط.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان هناك ضرورة لمزيد من الوقت لبحث المقترحات.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الرئيس الامريكي باراك أوباما وكاميرون اتفقا خلال اتصال هاتفي امس الاثنين على الحاجة الى “وحدة دولية… وتحرك اخر في الامم المتحدة وتحالف واسع وقوي بين مجموعة أصدقاء سوريا الجديدة.”
وحثت بيلاي مجلس الامن على احالة عمليات القمع السورية الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مثلما فعل مع ليبيا العام الماضي. لكن دبلوماسيين في المجلس يقولون ان روسيا والصين تعارضان الفكرة.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين انه ما كان ينبغي على الاطلاق انعقاد جلسة الجمعية العامة بشان سوريا. وأكد مجددا موقف موسكو بأن اللوم يقع على كل من المعارضة والحكومة السورية في الازمة وهي وجهة نظر ترفضها بشدة الحكومات الغربية وحكومات دول الخليج العربية.
ومن جانبها دعمت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا لكنها لم تظهر تأييدا واضحا لدعوتها لارسال قوات حفظ سلام لوقف الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على جماعات المعارضة.
وأصدرت جامعة الدول العربية يوم الاحد قرارا طلبت فيه من الامم المتحدة التفويض بايفاد بعثة حفظ سلام من الامم المتحدة والدول العربية الى سوريا.
وتزيد هذه الدعوة من الضغوط الدبلوماسية على روسيا والصين اللتين انتقدهما الغرب بشدة لعرقلتهما استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري الى التخلي عن سلطاته.
ومن المرجح ان يطغى الشأن السوري على المحادثات التي يجريها نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ في البيت الابيض يوم الثلاثاء. وقالت وزارة الخارجية الصينية ان الدبلوماسي الصيني البارز داي بنجوو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ناقشا الازمة السورية وزيارة شي وذلك خلال مكالمة هاتفية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية ان بلادها تدعم أحدث خطة تقدمت بها جامعة الدول العربية بشأن سوريا لكنها ترى أن هناك تحديات أمام الحصول على موافقة الامم المتحدة على ارسال قوات حفظ سلام لوقف العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الاحتجاجات.
وقالت كلينتون أمس الاثنين انها ستعمل على تشديد العقوبات الدولية على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وستسعى الى سبل لتوصيل المساعدات الانسانية وسط ما وصفته بأنه تصعيد “بائس” للعنف من قبل القوات الحكومية.
لكن الوزيرة الامريكية قالت ان الاقتراح العربي بارسال قوات حفظ سلام سيكون من الصعب اقراره بالنظر الى تأييد الصين وروسيا لدمشق.
وأخذ الصراع السوري وهو الاطول بين انتفاضات الربيع العربي طابع الصراعات الجيوسياسية التي تعيد الى الاذهان الحرب الباردة.
ويقول محللون ان الصراع قد يمتد الى الشرق الاوسط اذا لم يحسم.
من خالد يعقوب عويس واريكا سولومون
رئيس وزراء الصين يدعو لمنع الفوضى في سوريا
بكين (رويترز) – قال ون جيا باو رئيس وزراء الصين يوم الثلاثاء ان هناك حاجة ملحة لمنع الحرب والفوضى في سوريا وتعهد بالعمل مع الامم المتحدة سعيا لانهاء الصراع الاهلي في البلاد.
وجاءت تصريحاته بعد ان عرقلت الصين وروسيا في بداية هذا الشهر مسودة قرار بمجلس الامن التابع للامم المتحدة كان يؤيد خطة عربية تحث الرئيس السوري بشار الاسد على التنحي وسط الحملة العنيفة التي تشنها حكومته على جماعات المعارضة.
وكان ون يتحدث الى صحفيين مرافقين لهرمان فان رومبوي رئيس المجلس الاوروبي وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية في بداية قمة أوروبية صينية في بكين. وأوضح ان الصين لا تسعى لحماية اي طرف في الصراع بما في ذلك الحكومة السورية.
وقال ون ردا على اسئلة الصحفيين “فيما يتعلق بقضية سوريا الشيء الملح والضروري الان هو منع الحرب والفوضى حتى يتحرر الشعب السوري من معاناة أكبر.
“لتحقيق هذا الغرض تدعم الصين الجهود التي تتفق مع ميثاق ومباديء الامم المتحدة ونحن مستعدون لتعزيز الاتصالات مع كل الاطراف في سوريا والمجتمع الدولي والمضي في القيام بدور بناء. الصين بالقطع لن تحمي اي طرف بما في ذلك الحكومة السورية.”
وتعرضت الصين للانتقاد لتعطيلها قرار مجلس الامن لكنها دافعت عن موقفها قائلة انه يتماشى مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى الذي تنتهجه.
وانضم الى ون رئيس المجلس الاوروبي في مطالبة كل اعضاء مجلس الامن بالتحرك بشأن سوريا.
ويحضر فان رومبوي ومانويل باروزو قمة في بكين مع زعماء الصين تأجلت اواخر العام الماضي مع انشغال الزعماء الاوروبيين بأزمة الديون المتصاعدة.
واتهمت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الرئيس السوري يوم الاثنين بشن “هجوم دون تمييز” على المدنيين لانهاء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وقالت ان فشل مجلس الامن في ادانته جرأه.
وقالت بيلاي امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 دولة ان استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير شباط ضد مسودة قرار يندد بالحكومة السورية ويدعم خطة للجامعة العربية تطالب الاسد بالتنحي شجع دمشق على تكثيف هجماتها على المدنيين.
وقالت بيلاي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة “فشل مجلس الامن في الاتفاق على تحرك جماعي صارم زاد الحكومة السورية جرأة على ما يبدو لشن هجوم شامل في محاولة لسحق المعارضة باستخدام قوة هائلة.”
سوريا: نافي بيلاي باتت أداة بيد بعض الدول
دمشق، سوريا (CNN) — ردت الخارجية السورية الثلاثاء على ما جاء في تقرير نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، والتي دعت لتحويل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، فقالت إن بيلاي باتت “أداة بيد بعض الدول،” واتهمتها بـ”تجاهل الجرائم الإرهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة” على حد تعبيرها.
وقالت الخارجية السورية إنها “ترفض بشكل قاطع كل ما ورد في بيان المفوضة السامية لحقوق الإنسان من إدعاءات جديدة،” واعتبرت أنها “تضاف إلى تاريخ” بيلاي في التعامل مع سوريا منذ بداية الأحداث فيها “وتجاهل قتل المواطنين الأبرياء على يد المجموعات الإرهابية المسلحة.”
وأشارت دمشق إلى تحول بيلاي لما وصفته بـ”أداة بيد بعض الدول التي تستهدف سوريا،” واتهمتها بـ”تجاهل الجرائم الإرهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة” وإغماض عينيها “عن الحقائق الدامغة” على حد تعبيرها.
ورأى الوزارة السورية أن واجب المفوضة السامية يقتضي “إدانة الإرهاب الذي تتعرض له سوريا والدعوة للحوار من أجل إخراج سوريا من المحنة التي تمر بها ودعم الإصلاحات التي ستجعل من سوريا واحدة من أكثر الدول تطوراً،” وفق البيان.
وختمت الوزارة رسالتها بإعادة التأكيد على أن سوريا هي “صاحبة المسؤولية الوحيدة في حماية الشعب السوري وليس لأي كان أي حق أو ولاية في المطالبة بتدخل خارجي يقتل الأبرياء ويدمر الممتلكات العامة والخاصة.” وتعهدت بمواصلة واجبها في “حفظ النظام العام واقتلاع الإرهاب.”
وكانت بيلاي قد تحدثت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، قائلة إن عمليات القتل التي حصلت في سوريا قد ترقى إلى مرتبة “جرائم ضد الإنسانية،” داعية لإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية، وذلك في جلسة انتقدها المندوب السوري الذي شكك بقانونية الاجتماع واعتبر أن مبادرة إرسال قوات سلام لبلاده “تشجع الإرهاب.”
وحذرت بيلاي من أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضد الأسد دفع دمشق إلى شن “هجوم شامل” يهدف لسحق المعارضة على حد تعبيرها، طالبت بإحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات.
أما المندوب الليبي، إبراهيم الدباشي، فقد ألقى كلمة انتقد فيها نظام الرئيس بشار الأسد بقسوة، وقال إنه “نظام شيطاني،” يشبه ذلك الذي كان يحكم ليبيا.
وتحدث الدباشي عن “إبادة” يتعرض لها الشعب السوري و”انتهاكات على نطاق واسع وتدمير للأبنية المدنية وقصف للمدنيين بطريقة عشوائية،” وانتقد استخدام روسيا والصين للفيتو بمجلس الأمن قائلاً: “للأسف هناك من استعمل حق النقض ليديم معاناة الشعب السوري ويعطي مهلة لنظام الأسد لقتل شعبه.”
ودعا الدباشي لتدخل المجتمع الدولي “عبر تفعيل مبدأ الحق في الحماية،” وحض على “البحث بإمكانية فرض مناطق آمنة” في سوريا.
يشار إلى أن الجلسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة جاءت بعد استخدام روسيا والصين حق النقض “فيتو” بمواجهة مشروع قرار حول الوضع في سوريا يدعو النظام إلى وقف العنف.
سوريا تثير غضب الأمم المتحدة وتفتح أبواب الحرب
دمشق، سوريا (CNN)– بينما كان نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، يخوض معركة دبلوماسية “حامية” في أروقة الأمم المتحدة مساء الاثنين، كانت القوات الموالية له تخوض معارك دامية في العديد من المحافظات والمدن السورية، وسط مخاوف من دخول البلاد في “حرب شاملة”، قد تتسع لتشمل أطرافاً خارجية.
وأفادت مراسلة CNN، أروى دامون، في تقرير لها من داخل سوريا، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، بأن “جميع من تحدثنا معهم.. يعتقدون أن البلاد تتجه نحو، أو ربما دخلت بالفعل، في حرب شاملة، وأن معالجة أثارها ربما يشكل تحدياً كبيراً في المستقبل.”
وتحدثت دامون من مكان آمن يتبع المعارضة السورية، وصفته بأنه قريب من مركز لتوافد الناس والمعلومات، ولم تكشف شبكة CNN عن مكان تواجدها حرصاً على سلامتها الشخصية.
وتابعت في تقريرها: “ما يردده كثير من الناس ويتفقون عليه هنا في هذه المرحلة، أن الأمور تتجه نحو معركة أكثر دموية.. وأن مزيداً من الأرواح ستُزهق”، خلال المعارك الدائرة بين القوات الحكومية، ومسلحي “الجيش السوري الحر”، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
يأتي تقرير دامون بعد يوم من دعوة مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي شكك فيه مندوب سوريا بالأمم المتحدة، قانونية الاجتماع واعتبر أن مبادرة إرسال قوات سلام لبلاده “تشجع الإرهاب.”
واعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين، أن عمليات القتل في سوريا، قد ترقى إلى مرتبة “جرائم ضد الإنسانية”، وحذرت من أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء ضد الأسد، دفع دمشق إلى شن “هجوم شامل” بهدف سحق المعارضة، على حد تعبيرها.
من جانبه، قال السفير السوري، بشار الجعفري، إن الاقتراح الخاص بإرسال وحدات عسكرية عربية ودولية إلى بلاده “سيقدم الدعم للمقاتلين المعارضين”، كما أبدى اعتراضه على اجتماع الجمعية العامة برمته، بحجة وجود “خلل جوهري في الدعوة للاجتماع”، وهو الاعتراض الذي قوبل أيضاً بتأييد من جانب الوفد الإيراني.
وعلى صعيد الأوضاع الميدانية، تواصلت المواجهات بين قوات الأسد والمعارضة في عدد من المدن السورية، وسط أنباء عن سقوط ما يزيد على 30 قتيلاً الاثنين، بينهم طفلان، فيما أفادت مصادر بالمعارضة بأن أكثر من 680 قتيلاً، غالبيتهم في حمص، سقطوا بنيران القوات الحكومية خلال الأسبوع الماضي.(المزيد)
في المقابل، أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” تقريراً عن تشييع 19 “شهيداً من الجيش وقوات حفظ النظام، استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني، في ريف دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب.”
ونقلت عن ذوي الضحايا أن “دماء الشهداء الطاهرة، التي سالت دفاعاً عن وحدة التراب السوري، كفيلة بتحصين سوريا، وجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات، والدفاع عن المبادئ الوطنية، التي تشكل عنوان الهوية السورية المقاومة والرافضة لسياسات الهيمنة والسيطرة.”
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من أي من تلك التقارير، نظراً لقيود تفرضها السلطات السورية على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيها.
التخلص من بشار الأسد يتطلب معارضة موحدة، خلق منطقة عازلة وحل غربي
الايكونوميست
في حمص يَدفن الناس موتاهم تحت جنح الظلام، خشية أن يصبح المشيعون أنفسهم شهداء، وتستعد القوات الحكومية السورية لضرب عيادات المدينة المؤقتة حيث تمتلئ الأرض أصلاً بالدماء. يملك الثوار في حص سلاحاً، لكن هذا السلاح لا يوازي دبابات الجيش. حتى الآن تبدو المجزرة وكأنها فقط لتنهي إدانة سكان المدينة للعنف الذي لا يجب أن يسود على إرادة الشعب.
لم يعطي العالم في الخارج حلاً ناجعاً. حيث أدى استخدام الفيتو من قبل روسيا والصين إلى تعطيل قرار تم التصويت عليه من قبل مجلس الأمن في الأمم المتحدة في الرابع من شهر شباط يدين الرئيس السوري بشار الأسد ويدعوه لتسليم السلطة لنائبه، كان تعطيل القرار بالنسبة للسيد الأسد الحصانة التي يحتاجها ليضاعف القتل. كما تم في وقت سابق إنهاء بعثة مهتزة من قبل جامعة الدول العربية إلى سوريا بطريقة غير ودية. أضعف الخلاف التعاون الدولي في عز الحاجة إليه بسبب الاضطرابات التي أشعلها الربيع العربي.
يستحق الناس في سوريا أفضل من هذا، مع العدد المتزايد للضحايا ليفوق السبعة آلاف يتحمل العالم مسؤولية التصرف، عدا عن مصالحه في سوريا التي تحتل موقعاً حيوياً في الشرق الأوسط. حيث تتوسط تركيا والأردن والعراق وإسرائيل ولبنان، وتتحالف مع روسيا وإيران. هذا البلد مرجل للأديان والطوائف والعشائر التي تغلي بالأحقاد وعدم الثقة ببعضها. تتضامن العديد من الأقليات مع طائفة السيد الأسد العلوية فقط لأنها تخشى الحساب الدموي في حال انتصر سنة سوريا والذين يشكلون الغالبية العظمى، كما يمكن لحربٍ أهلية طويلة الأمد أن تغذي الفتنة والاقتتال الديني في جزء غير مستقر من العالم.
لذا فإن تخليص السيد الأسد من سلطاته بأسرع وقت ممكن ضرورةٌ قصوى، حيث فاته الوقت للتفاوض على هدنة مع الناس من خلال الإصلاحات وزيادةٍ في الديموقراطية. إذ إن تكرار السيد الأسد للجوء للعنف أكسبه انعدام الثقة الدائم من معظم أبناء شعبه الذين يستخدمون مباشرةً أي حريةٍ يحصلون عليها كوسيلةٍ لمقاومته. لهذا ومن أجل خير سوريا والمنطقة يجب أن يكون الهدف بكلا الأمرين: تنحي السيد الأسد وتقليل الخسائر في الأرواح. والمؤسف أن كلا الهدفين الآن مدعاة للخلاف.
قصف وأنواع أخرى من قلة الحيلة
بينما يتساقط الطغاة، يملك السيد الأسد ميزتين، الأولى مقدرته على فعل ما يشاء للتخلص من الثوار. بينما لا يطلق العسكر في ميدان التحرير في القاهرة النار على الجموع، يغرق الجنود في سوريا بالدم. على الرغم من أن بعض الجنود فضلوا الانشقاق على قتل أهلهم.
تذهب أوامر السيد الأسد إلى فرق الرماية وفيلق من الضباط الشديدي الولاء و الدبابات والمدفعيات الثقيلة والقوى الجوية، وأمام كل هذا لم يستطع الثوار السوريون هزيمة هذه القوى في المعركة الدائرة بينهم.
الميزة الثانية الممنوحة للأسد هي ضعف الوفاق والوحدة، ليس فقط في الأمم المتحدة والجامعة العربية، بل أيضاً في صفوف المعارضة السورية نفسها. ينقسم المجلس الوطني لمجموعات منفية محدودة الصلاحيات اتجاه ما زالوا يسمونه وطن، أما الداخل السوري فعبارة عن ميليشيات مبعثرة هنا وهناك وعصابات والجيش السوري الحر المشكل بمعظمه من الجنود المنشقين عن النظام.
يبدو الجواب الأصلح كحل، بمساواة كَفَتَي القتال وذلك بمدّ سوريا بالسلاح، أو ربما بقصف قوات السيد الأسد في ثكناتهم. لكن مثل هذا التركيز على قوة السلاح قد يكون لصالح السيد الأسد: أن الأرضية التي يفضل القتال من خلالها هي الأرضية العسكرية. يفضل الذين في الخارج التدخل العسكري الخارجي لإشباع رغبتهم الحثيثة بفعل أي شيء يظهر غضبهم. لكن حتى في ليبيا التي كان لها خط مواجهة وتضاريس أكثر قابلية لهجوم جوي، أخذ التسلح والقصف وقتاً طويلاً لإضعاف قوات القذافي. لذا فإن التدخل العسكري في سوريا سيكون أقل منفعة.
قد يأتي الوقت المناسب عندما يكون تزويد المعارضة بالسلاح ذو معنى، لكن مثل هذه السياسة لن تقلب المعارضة فجأةً إلى قوى مقاتلة. وبلدٌ يكثر فيه السلاح قد يُبتلى بعنفٍ كبيرٍ كان العالم بأسره يسعى لتجنبه. أدى السلاح الذي تم دفقه إلى أفغانستان لتسليح المحليين ضد الاتحاد السوفياتي إلى المساعدة على إنشاء الفوضى التي ولّدت طالبان.
يبدو أن الأفضل للهجوم على نظام الأسد المعطوب هو بتجريده من الدعم الممنوح له من قبل الأقليات السورية الموجودة داخل سوريا وداعميه في الخارج، خصوصاً في روسيا مدافعه الأول في مجلس أمن الأمم المتحدة. يتشبث كلا الطرفين، العلويون السوريون وفلاديمير بوتين بهذا الدكتاتور لأنهم يظنون أنه ورغم أخطاءه يبقى أفضل من البديل. إلا أن سوريا تحت حكم الأسد لا تملك أي مستقبل. قبل الربيع العربي، أدت محاولات السيد الأسد لتحديث الاقتصاد إلى إثراء زمرة من رفاقه، إلا أنها لم تفعل شيئاً يذكر للسوريين العاديين. وكان أن قدّر له رؤية انتفاضة اليوم، فإنه قد يترك حكم بلدٍ معزولٍ وفقيرٍ وغاضب. بالتأكيد يمكن للمعارضة تقديم مستقبل أفضل يكفي جميع أطياف السوريين.
الوقوف وقفةً واحدة
لجعل هذا الوعد حقيقة، يجب على المعارضة العنيدة التوحد. يمكن لمجموعة تواصل من القوى الخارجية والمعارضة إمداد الداخل السوري بالنقود، والمساعدة على التواصل والنقل والإمدادات. بصوت واحد وزعيم موثوق يمكن للمعارضة التأكيد للتجار والمسيحيين الداعمين للأسد أنهم سيكونون أكثر أمناً وربحاً بدون الأسد. يمكن للروس أيضاً تغيير مواقفهم، على الرغم من أن السيد بوتين يستمتع بوقفته ضد تدخل الغرب، ليس فقط لأسباب سياسية داخلية، لكن مساندة رئيس زائل قد يكلف روسيا قاعدة الإمداد البحري المتواجدة في طرطوس وصادراتها من الأسلحة. كلما ازداد كبار المسؤولين وضباط الجيش بالانشقاق عن النظام كلما ازداد احتمال أن يغير بوتين موقفه أيضاً.
للمساعدة في إقناعهم، على تركيا بمباركة من الناتو وجامعة الدول العربية خلق منطقة عازلة في الشمال الغربي من سوريا والدفاع عنها. يمكن للجيش السوري الحر تدريب المقاتلين هناك كما يمكن لمعارضة موثوقة أن تأخذ دورها هناك. تبدو تركيا مستعدة للقيام بهذا، وبقيامها بهذا تحصل على الدعم الغربي، قد تكون المنطقة العازلة مماثلة لتلك التي تم إنشائها للأكراد في شمالي العراق؛ قد يعاني السيد الأسد فقط في حال قام بالهجوم على هذه المنطقة.
قد تكون المنطقة العازلة ذات مخاطر، فقط في حال استمرت المعارضة السورية على عُندها، لكنها من المرجح أن تخفف سفك الدماء بدلاً من الانخراط مباشرةً في حربٍ أهلية أو ترك السيد الأسد يذبح شعبه على هواه. ورقعة واحدة حرّة في سوريا قد تكون دليلاً قاطعاً على أن أيام السيد الأسد الوحشية باتت معدودة.