أحداث الثلاثاء، 26 أذار 2013
قمة الدوحة: الخطيب يلقي كلمة سورية .. وفلسطين قضية العرب الأولى
بيروت، دمشق – “الحياة”، ا ف ب
افتتحت في الدوحة أعمال القمة العربية في دورتها العادية 24 بحضور 16 ملكاً واميراً ورئيساً، وبغياب قادة ست دول إنتدبوا ممثلين عنهم.
وألقى الكلمة الاولى عن العراق، رئيس الدورة السابقة، في الجلسة العلنية نائب الرئيس خضير الخزاعي مسلماً الرئاسة الحالية إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
الخزاعي عرض أبرز ما أنجزه العراق خلال رئاسة الدورة، مقترحاً بنقل مؤقت لمقر البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سورية.
من ناحيته، أكد أمير قطر أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، دعياً إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة برئاسة مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس واتفاق الطرفين على إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، ويحضرها من يشاء من الدول العربية.
وشدد على ضرورة انشاء صندوق بقيمة بليون دولار لصالح القدس، معلناً مساهمة بهبة قيمتها 250 مليون دولار.
بدوره أشار الأمين العام لجامعة الدول نبيل العربي إلى ضرورة مشاركة الدول العربية في تقديم تعهدات مالية لمؤتمر المانحين الدوليين لإعادة الأعمار والبناء في دارفور، مؤكداً على تواصل الجامعة دعمها لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة، مؤكداً أن جوهر الصراع في المنطقة كان وسيظل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.
ودعا العربي إلى توفير الدعم للإبراهيمي الممثل اللأممي المشترك ليواصل جهوده في التوصل إلى تحقيق التوافق الدولي والإقليمي، مشيراً إلى أن خيار التسوية السياسية للأزمة السورية هو الخيار الذي يجب التمسك به.
ومن جهته، كشف الرئيس المستقيل لـ “الائتلاف السوري” المعارض معاذ الخطيب أنه طلب من الولايات المتحدة خلق منطقة آمنة في شمال سورية من خلال مظلة باتريوت، محملاً حكومة بشار الأسد مسؤولية ما وصفه برفضها حل الأزمة.
ولفت الخطيب، بعد منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة السورية، إلى قوله لمسؤول اميركي “نحن لا نخجل من أن نعلن مساعدات الاغاثة الأميركية التي تقدر ب 365 مليون دولار لكن ما ننتظره من أميركا أكبر من ذلك”، موجهاً الشكر إلى العديد من الدول خاصة قطر والمملكة العربية السعودية ولبنان وكردستان العراق و”كل جندي مجهول” ساعد الثورة السورية.
كما طلب الخطيب بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الامم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا ان الشعب السوري سيقرر من سيحكمه “لا اي دولة في العالم”.
من ناحيته، وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال إلقاء كلمة بلاده في اجتماع قمة الدوحة، والتي تشارك فيها تركيا كمراقب، التحية على خطوة تسليم القمة العربية الائتلاف السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية.
ورأى أوغلو أن ذلك “يساهم في وقف نزيف الدم السوري وتشجيع دول أخرى على تقديم الدعم لسورية، وإشارة إلى النظام السوري بأنه لم يعد مقبولاً منه أن يتحدث باسم الشعب السوري”، مشدداً على أن أنقرة “ستسعى لحصول الحكومة السورية المؤقتة على مقعد سورية في الأمم المتحدة”.
في إطار متوازن، اعتبر الاعلام السوري أن “السطو” على مقعد سورية في الجامعة العربية ومنحه إلى المعارضة السورية “جريمة قانونية وسياسية واخلاقية” و”استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف”.
وأشارت صحيفة “تشرين” الحكومية ” الى ان الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”.
وجاء في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم “يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل”.
واعتبرت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة ان القرار “يمهد حكما ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم”، واستدركت الصحيفة ان سوريا “ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها… حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية”.
ومن المقرر ان تستمر أعمال القمة الرابعة والعشرين التي تعقد تحت شعار ” الأمة العربية : الوضع الراهن وآفاق المستقبل” اليوم وغداً الاربعاء .
الخطيب يلقي «كلمة الشعب السوري» أمام القمة العربية
الدوحة، دمشق، عمان، نيويورك، القدس المحتلة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
يرأس رئيس «الائتلاف الوطني» السوري المعارض معاذ الخطيب وفد المعارضة الى القمة العربية التي تبدأ اعمالها اليوم في الدوحة. ويضم الوفد سهير الاتاسي والامين العام لـ «الائتلاف» مصطفى الصباغ ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس. وذكر الخطيب على موقعه الالكتروني انه قرر القاء كلمة «باسم الشعب السوري» امام القمة.
وفقد مؤسس «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد إحدى ساقيه لدى استهدافه بسيارة مفخخة ليل أول من امس في مدينة الميادين في دير الزور في شمال شرقي سورية. واعتبر الخطيب إن»محاولة اغتيال الأسعد جزء من مخططات ماكرة لتصفية القادة الأحرار»، فيما دان رئيس مجلس قيادة المجلس العسكري في حلب وريفها العقيد عبد الجبار العكيدي في بيان العملية، متمنياً للأسعد الشفاء ليبقى «أخاً وقائداً ومقاتلاً في طريق العزة والكرامة». وهدد العكيدي منفذي التفجير بأنهم «لن يفلتوا من العقاب الذي تستحقوه».
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لـ «الحياة» في الدوحة إن هناك «منذ البداية تأييداً لثورة الشعب السوري ولتطلعاته، والجامعة العربية أصدرت قرارات عدة في محاولة لاقناع النظام للتفاهم حول تلك المواضيع وفشلت، فتمت احالة الملف على مجلس الأمن في 22 كانون الثاني (يناير) 2012، وحتى الآن على مدى أكثر من عام لم يفعل مجلس الأمن اي شيء».
وعن مشاركة المعارضة السورية في القمة، قال العربي «أن المعارضة شكلت ائتلافا، وهو مثل الحزب السياسي أو تجمع لاحزاب سياسية، وهو ليس سلطة تنفيذية، ومن يمثل في المنظمات الدولية ويمثل الدول في الخارج هو سلطة تنفيذية أي الحكومة، والمعارضة الآن بدأت التشكيل ولديها رئيس حكومة ووجهت الدعوة لرئيس الحكومة (غسان هيتو) ورئيس الائتلاف، وسيحضر معاذ الخطيب».
وأوضح نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي لـ «الحياة» ان اتصالات أجرتها الدولة المضيفة للقمة (قطر) والأمين العام للجامعة مع الخطيب مهدت لمشاركته بعد ان اعلن استقالته من رئاسة «الائتلاف»، باعتباره «يتمتع بصدقية ويحظى بتقدير عربي ودولي وطلب منه الحضور فاستجاب».
وعلمت «الحياة « أن مشاريع قرارات القمة تتضمن مشروع قرار حول سورية يشدد على الدور العربي وأن أزمة سورية ستبقى في أولويات التحرك العربي، وستدعم القمة وتقوي المعارضة السورية.
وأكد بن حلي أن «القمة سترسل رسائل مهمة الى السلطة (في دمشق) للتجاوب مع المبادرات العربية والدولية لأن التمادي في طريق الحسم ثبت أنه غير مجد». ولفت الى أن مشاركة وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في الجلسة الافتتتاحية يمثل جوانب تتعلق بتضافر جهود أقليمية ودولية حول الملف السوري، واكد مواصلة العملية السياسية وجهود المبعوث الدولي- العربي الأخضر الابراهيمي، مشددا على أهمية «حل سياسي يقود الى مرحلة انتقالية».
من جهة اخرى، قال وزير الاعلام الأردني سميح المعايطة إن الاردن أغلق المعبر الحدودي الرئيسي مع سورية امس بسبب الاشتباكات الدائرة هناك منذ يومين بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري. وكان «الجيش السوري الحر» اغلق من جانبه معبري درعا ونصيب من الجانب السوري بعد سيطرتها عليهما. وجاء هذا التطور بعد يوم واحد من اعلان «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلي المعارضة سيطروا على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الاردنية واراضي الجولان الذي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منه.
وتحدثت مصادر المعارضة عن انشقاق عشرات من الجنود قرب الحدود بينهم الرائد فيصل ابراهيم رئيس مخفر المنطقة الحرة و250 جنديا بعتادهم الكامل من اللواء 52 و12 من حاجز الشرقي، اضافة الى السيطرة على حاجز البريد في محافظة درعا. واشارت المصادر الى ان «الجيش الحر» هدد بالانتقام لمقتل 35عنصرا وفقدان 20 آخرين في»مكمن» في هضبة الجولان قبل ايام. وظهرت مخاوف من فتنة طائفية بين دروز وسنة، بسبب تحميل مقاتلي المعارضة «شبيحة دروز» المسؤولية. وكانت كتائب عدة شكلت المجلس العسكري في القنيطرة والجولان بعد سيطرتها على عدد من المواقع في هضبة الجولان قرب خط فك الاشتباك بين سورية واسرائيل.
وفي دمشق، سقط امس عدد من قذائف الهاون في مناطق مختلفة، بينها واحدة قرب ساحة الامويين وسط العاصمة، وثانية في منطقة القصور قرب الغوطة الشرقية مع انفجار عبوة ناسفة قرب ساحة التحرير، اضافة الى سقوط قذيفة ثالثة في مكان قريب من المدخل الشمال لدمشق. وتردد ان سيارة مخففة انفجرت ليلا في وسط دمشق. كما سجل اعتقال عدد من الاشخاص بعد تظاهرة خرجت في حي كفرسوسة في دمشق.
واعلنت المعارضة سقوط قتلى بسبب قصف عنيف براجمات الصواريخ على مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية، وسقوط قتلى في قصف على بلدة كفرتخاريم في ريف ادلب في شمال البلاد.
وللمرة الاولى منذ بدء المواجهات في مرتفعات الجولان قرب الحدود مع اسرائيل طرح قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال يئير جولان إحتمال إقامة منطقة عازلة داخل سورية. وقال إن «مئات كثيرة» من الإسلاميين المتشددين يقاتلون في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في سورية وقد «ترسخ اقدامهم» إذا سقط الأسد. والجيش الإسرائيلي يعمل على فرضية أن هؤلاء المقاتلين سيشنون في نهاية المطاف هجمات على إسرائيل. واضاف في مقابلة مع صحيفة «يسرائيل هيوم» ان «الاجراء الذي لا يمكننا بالتأكيد استبعاده هو اقامة منطقة امنية على الجانب الاخر من الحدود».
وفي نيويورك، اعلنت الامم المتحدة ان قصفاً بالقذائف على محيط مقرها في فندق شيراتون، وسط دمشق، ادى الى اتخاذ إجراءات عاجلة بينها إجلاء نصف موظفيها الدوليين الى بيروت والقاهرة.
ورفض موظف رفيع في الامم المتحدة الرد مباشرة على ما إذا كان الاعتداء موجهاً ضد الأمم المتحدة. وقال: «كنا نتحسب لمثل هذا الاستهداف، وهو رد فعل مبنى على دراسة متمعنة وليس وليد اللحظة». وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن «لدى الأمم المتحدة مئة موظف دولي في سورية و٨٠٠ موظف سوري، ولقد قررنا نقل ٥٠ موظفا دوليا الى بيروت والقاهرة بينهم فريق الإبراهيمي».
وفي شأن ازدياد التوتر في منطقة عمل بعثة الأمم المتحدة لمراقبة تطبيق اتفاق فك الاشتباك في الجولان (أندوف) أبلغ موفد الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري مجلس الأمن بأن «حادثة مقلقة حصلت الأحد تمثلت بإطلاق نار من رشاش ثقيل من الجانب السوري عبر الخط الفاصل، وقوبلت برد بإطلاق الجيش الإسرائيلي صاروخاً على المنطقة الفاصلة».
ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن اليوم (الثلثاء) في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول عمل «أندوف» وتكرار الاعتداءات عليها والإجراءات المتخذة لتعزيز حماية أفرادها وسلامتهم.
وانتقد السفير الروسي فيتالي تشوركين اتجاه الأمين العام نحو استثناء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية التي ستكلف التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية. وأضاف: «ما قالت الحكومة السورية هو الوحيد الذي يمكن اعتباره ذا صداقة» بالنسبة الى امكان استخدام السلاح الكيماوي في حلب، مشيراً الى أن «لدى بعض الدول خبرة في سوق الادعاءات عن استخدام أسلحة كيماوية ونأمل أن لا يتم التدخل في عمل البعثة».
إسرائيل: المصالحة مع تركيا ضرورة في ظل تعقيدات الوضع في سورية!
القدس المحتلة – آمال شحادة
القنبلة» التي فجرها الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل إقلاع طائرته من المطار الإسرائيلي، بإنجاز مصالحة بين إسرائيل وتركيا، جاءت في الوقت الذي كان يبحث فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن سلم ينزل فيه عن الشجرة التي صعد إليها برفضه المطالب التركية، بعد أحداث سفينة مرمرة، وفي مقدمتها الاعتذار عن مقتل تسعة أتراك.
خطوة أوباما التي اعتبرها الأميركيون إنجازاً كبيراً جعل زيارته ناجحة، لم تكن مجرد أوكسجين لنتانياهو يساعده على تنفس الصعداء، إنما شكلت دعماً كبيراً لموقفه من ضرورة مواجهة المخاطر المتصاعدة ضد إسرائيل على مختلف الجبهات، التي أطلقها في الفترة الأخيرة من حكومته السابقة ووصلت ذروتها عشية الانتخابات البرلمانية لتصبح مع تشكيل حكومته الجديدة واحدة من اهم أهداف هذه الحكومة. فلا يختلف إسرائيليان على أن توقيت المصالحة ليس صدفة في هذا الوقت بالذات، إذ إن تركيا تلعب دوراً مهماً وأساسياً في الأحداث السورية وهذا الدور سيزداد بدرجة كبيرة في المستقبل، في عهد ما بعد الأسد عندما تبدأ الترتيبات الجديدة المعدة لسورية.
وقد عجل من الرغبة الإسرائيلية في إغلاق ملف الخلافات مع تركيا، تصاعد المواجهات الداخلية في سورية واقترابها من حدود وقف إطلاق النار مع إسرائيل. فقد تزايدت حالات إطلاق القذائف باتجاه القوات الإسرائيلية في الجانب المحتل من هضبة الجولان. وفي يوم الأحد الأخير، تحولت هذه القذائف إلى صواريخ، أطلق خلالها الجيش الإسرائيلي صاروخاً من طراز «تموز» تسبب في تدمير موقع للجيش السوري وقتل جنديين. وجاء هذا الحادث ليدعم موقف نتانياهو ومن يقف وراءه في أهمية التقارب مع تركيا. وقد استخدمه نتانياهو للرد على الأصوات الإسرائيلية التي انتقدته على محادثته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان واعتبرت الاعتذار الإسرائيلي «تنازلاً بخساً وامتهاناً للكرامة الإسرائيلية».
إضعاف لإيران وسورية
لكن المقربين من نتانياهو اعتبروا ما فعله أوباما بالتنسيق مع تركيا وإسرائيل هو لعبة حرب اسمها سورية. وقالوا بشكل واضح إن الاعتذار لتركيا ينبع من تفكك نظام بشار الأسد في موازاة التنسيق الذي تطالب الولايات المتحدة به مع كل ما ينطوي عليه ذلك. وأضاف مسؤول في مكتب نتانياهو إن قرار المصالحة اتخذ انطلاقاً من الفهم والرغبة في إنهاء الأزمة مع تركيا. «وقد اعتذرت إسرائيل عن الأخطاء العملياتية التي وقعت في مرمرة على أساس حقيقة أنه في الشرق الأوسط شبكة العلاقات بيننا وبين تركيا هي ذات أهمية كبيرة في ما يتعلق بسورية وغير سورية».
في الحكومة الإسرائيلية الجديدة إجماع على أهمية مصالحة تركيا لحاجة توثيق علاقات كهذه، في ظل الأوضاع التي تعصف في المنطقة. وكما قالت الوزيرة تسيبي لفني فإن هذه الخطوة تشكل أهمية اسـتراتيجية وأمنية لإسرائيل. ورأت أن الأوضاع في المنطقة تتطلب تشكيل تحالفات جديدة، كالتحالف بين إسرائيل وتركيا، لمواجهة المخاطر المتصاعدة في المنطقة والتغيرات الإقليمية المحيطة.
والتحالفات الجديدة باتت مطلباً بارزاً بين الإسرائيليين، إذ تتعالى الأصوات الداعية إلى توسيع هذه التحالفات في المنطقة وإعادة النظر في شبكة العلاقات مع الدول المجاورة، لمواجهة المخاطر المتصاعدة، وسورية تشكل هدفاً مركزياً لهذه التحالفات باعتبار أن إضعافها يعني إضعاف إيران وكذلك «حزب الله». ومع تزايد التخوفات الإسرائيلية من الأوضاع في سورية جاءت هذه المصالحة، فالأزمة تحتدم وسورية تتفكك ومخزون الأسلحة المتطورة بدأ يخرج من سيطرة الجيش السوري، والخطر الأكبر، بالنسبة إلى إسرائيل، أن تسقط بأيدي تنظيمات إرهابية أو أن تنقل إلى «حزب الله» في لبنان، كما يؤكد مسؤولون أمنيون وسياسيون.
ووضع كهذا ترفضه إسرائيل، بل أعلن مسؤولون فيها بشكل واضح أنها ستعمل على إحباطه بالقوة. وبعلاقة جيدة مع تركيا ومساندة خارجية من الرئيس الأميركي يكون تنفيذ العملية أسهل وأفضل لأنها ستكون بتأييد أميركي ودعم تركي.
وزير الدفاع الجديد، موشيه يعالون، الذي شغل خلال السنوات الثلاث الماضية منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية، لم يفعل شيئاً في حينه لدفع عملية المصالحة مع تركيا، ولكنه وجد نفسه مرحباً بها هذه المرة، على رغم أن تركيا لم تتراجع عن مطالبها. واعتبر يعالون، وهو يتحمل المسؤولية الأولى عن ضمان امن إسرائيل، أن الأوضاع في سورية سبب قوي لمثل هذه المصالحة وأن تعزيز العلاقات بين إسرائيل والمنطقة يخرجها من حال العزلة ثم يجعلها داخل تحالفات تقويها في حملتها لمواجهة ما تعتبره مخاطر متصاعدة ضدها. فيعالون وأجهزة الأمن والقيادتان العسكرية والسياسية في إسرائيل يدركون تماماً أن في التحالف مع تركيا واستئناف التنسيق الأمني مصلحة كبيرة لإسرائيل، في ضوء تفكك سورية وترسخ عناصر الجهاد العالمي خلف الحدود، وفق التقويم الإسرائيلي.
صداقة ضرورية
الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي عاموس جلبواع الذي شغل منصب مساعد رئيس وحدة الاستخبارات للأبحاث العسكرية، يرى أن استئناف العلاقة مع تركيا في السياق الإقليمي – الاستراتيجي والاعـتذار مؤشران إلى تغلب الاعتبار الاسـتراتيـجي على الـكبرياء لدى نتانيـاهو.
وكان جلبواع واضحاً في ربطه بين المصالحة مع تركيا والملف السوري والرئيس الأميركي، المحرك لهذه المصالحة. يقول:» المحيط الإقليمي تغير تماماً. والسياسة التي أعلن عنها أوباما في القاهرة قبل أربع سنوات، وتميزت بعناقه للعالم العربي والإسلامي في مقابل ترك أصدقاء الولايات المتحدة انطلاقاً من الإيمان بأن المسلمين سيشكرون أميركا، في ظل القناعة بأن وقف المستوطنات سيدفع إلى الأمام بالاستقرار في الشرق الأوسط، هذه سياسة انهارت وتحطمت. والمنطقة اليوم تشتعل والصديقة شبه الوحيدة للولايات المتحدة في المنطقة هي إسرائيل وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن لأوباما أن يستقبل فيها كملك. هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يوجد للولايات المتحدة فيه سهم آمن يحقق الأرباح»، يقول جلبواع. ويشير إلى أن توتر العلاقة بين إسرائيل والدولة الصديقة الثانية لأميركا في المنطقة، تركيا، يجعل الوضع معقداً بالنسبة إلى واشنطن، في ظل الأوضاع الإقليمية ويضيف: «التعاون بينهما ضروري لمعالجة المشكلة الفورية والأكثر اشتعالاً في المنطقة، وهو الحريق في سورية».
والمصالحة التركية التي تعود في المصلحة لإسرائيل من الناحيتين الاستراتيجية والأمنية، ليست الخير الوحيد الذي جلبته زيارة أوباما. فوفق الجنرال الإسرائيلي هناك أربعة أمور جلبتها هذه الزيارة لإسرائيل، عموماً، ونتانياهو بشكل خاص وهي:
> العلاقات الشخصية الوثيقة بين أوباما ونتانياهو. هذه علاقة كلها مصلحة وطنية أميركية، ولهذا فإنها ستصمد وهي ليست بمثابة «ملاطفة لغرض الصفعة».
> الدعم الأمني والمالي البعيد المدى كي تحصل إسرائيل على ما يكفي من القوة لمواجهة التهديدات وحدها عند الحاجة، فيما تدعمها الولايات المتحدة وتشكل لها سنداً قوياً لها.
> استئناف العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، وهذا مهم أولاً وقبل كل شيء للولايات المتحدة.
> منح حرية عمل سياسي واسع لإسرائيل في المسيرة السياسية في ظل تحديد حدود الجبهة: من جهة اعتراف فلسطيني بحق وجود إسرائيل كدولة يهودية، لا شروط للمفاوضات التي ينبغي أن تؤدي في نهاية المطاف إلى قيام دولة قومية فلسطينية ذات قدرة على عيش وحدود «قابلة للترسيم»، والأمن لمواطني إسرائيل هو العنصر المركزي والحيوي في كل تسوية. ومن الجهة الأخرى، وقف الاحتلال ووقف استمرار السيطرة على الشعب الفلسطيني.
أما البروفسور أيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فيرى أن المصالحة التركية – الإسرائيلية تساهم بشكل إيجابي في دعم المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين، وسورية تبقى المصلحة الأكبر. ويشير زيسر إلى أهمية المصالحة أيضاً في جانب حقول الغاز في أنحاء الحوض الشرقي من البحر المتوسط. إذ إن التعاون مع تركيا على استغلال الحقول في المساحة التركية أو التعاون على بيع الغاز الإسرائيلي بأنابيب إلى أوروبا عن طريق تركيا أمر مهم للدولتين.
ويرى زيسر أن سورية وإيران هما القضيتان الساخنتان لدى تركيا وإسرائيل، وهذا بحد ذاته يعطي أهمية لهذه المصالحة ويقول:» الثورة في سورية، التي راهن عليها أردوغان، لم تنتقل إلى أي مكان وأصبحت هذه الدولة مستنقعاً أخذت تركيا تغرق فيه، من دون أن يدرك أردوغان كيف يفضي إلى إسقاط بشار الأسد، كما لا يعرف كيف يعالج تهديد السلاح المتقدم، الذي قد يقع في أيد غير مسؤولة، ولا يعرف كيف يعالج اليقظة الكردية في سورية، ولا يعرف آخر الأمر كيف يمنع سقوط سورية في أيدي مجموعات جهادية متطرفة إذا انهار نظام بشار الأسد».
أما من جهة إيران فيرى زيسر أن:» الربيع العربي والزعزعة التي أصابت الشرق الأوسط على أثره كشفا بل عمقا الهوة بين تركيا وإيران. فالدولتان تتصارعان على التأثير وعلى السيطرة في العراق وسورية والساحة الفلسطينية وفي لبنان أيضاً».
“الناتو” يرد على الخطيب: لا ننوي التدخل في سورية
بروكسل – رويترز
أوضح حلف شمال الأطلسي إنه لا يعتزم التدخل عسكرياً في سورية بعد أن ذكر المعارض السوري معاذ الخطيب أن على الولايات المتحدة استخدام صواريخ باتريوت لحماية المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة من الهجمات الجوية.
وأضاف مسؤول من الحلف “حلف شمال الأطلسي ليست لديه نية التدخل عسكريا في سورية.” وجاء ذلك بعد أن صرح الخطيب بأنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قوات أمريكية للمساعدة في الدفاع عن الأجزاء الشمالية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سورية باستخدام صواريخ باتريوت.
وأرسلت ثلاث دول أعضاء في الحلف بطاريات صواريخ باتريوت أرض / جو إلى تركيا لحماية مدنها من أي هجوم محتمل من سورية.
درعا تستعيد رمزيتها
معتصم الديري
منه تبدو المعركة أكبر للثوار، أول من كبر للحرية كان المسجد العمري، وأولى المعارك المسلحة للثوار كانت حوله. المسجد الرمز للثورة السورية صار حراً، بعدما انتهك أكثر من سنتين، هو وأهله.
صلى الأهل فيه بعد سنتين ويومين على ثورة، خرجت من المساجد، لأنك في سوريا تحتاج الى جنازة كي تمشي جماعة.
درعا و أكثر من 43 حاجز
لم ينكسر الثوار أمام قناصات لأكثر من 43 حاجزاً، مشوها حياً حياً، وتوقفوا شهيداً شهيداً، من الحدود إلى ساحة الحرية الأولى.
هي المعركة التي اطلق عليها ثوار درعا البلد اسم “الرماح العوالي” توقفوا مرتين عند أكبر الحواجز، حواجز المسجد العمري، وحاجز البريد الذي يعد أكبر الحواجز في مركز المحافظة. لم تثنهم غرف عمليات في تلك الحواجز، ولا القناصات السيئة السمعة هناك، ولا اعتبار ان دخول تلك الحواجز أشد واصعب من دخول ثكنة عسكرية كاملة، لتوزعها في أبنية عالية وفي بيوت منتشرة في محيط تلك الحواجز.
تحرير وقصف لم تشهد المدينة له مثيلاً منذ سنتين كاملتين.
اراد الثوار تحرير المسجد العمري كهدية للموعد الثاني للثورة، فتأخروا يومين اخرين من شدة القصف، ثم دخلوه مصلين ومحررين، وشارك بذاك التحرير لواء توحيد الجنوب، الذي خسر منذ بداية التحرير قائداً تحبه المدينة بشوارعها وبنادقها معروفاً ب”ابو سارية”.
تابع الثوار مشيهم الى الحاجز الاكبر في مركز المدينة، حاجز البريد الذي يعد اكبر غرفة عمليات للنظام، والذي يطل على أفق المدينة كلها. كان الحاجز الاربعين في قائمة التحرير، وسقط البارحة بعد اقتحامات متواصلة من الثوار، وكر وفر دام أكثر من خمسة عشر يوماً.
ليشطب من القائمة حاله حال حواجز كثيرة في مدينة صغيرة كقلب طفل، هجر كل أهلها تماماً.
النظام يسحب مراكزه من درعا
مدينة تبدو درعا، أكثر نيلا للحرية عن سابقها. يتوحد الثوار هنا ضمن ألوية أكثر تنظيما من سابقها، والثوار هنا أبناء سلاح من قبل. يعرفون من أين تمسك البندقية.
بعد معارك المنطقة الغربية والشرقية في درعا، تقدم ثوار درعا البلد شوطاً كبيرا، فحصروا قوات النظام في مركز المحافظة. الأمر الذي دعا النظام الى الانسحاب منها. حيث تراجعت قيادة المخابرات الجوية من مركز محافظة درعا الى مدينة أزرع القلعة الصغيرة له، وسحب مكتب الهجرة والجوازات ايضاً الى مدينة نوى القلعة الاكبر له في المحافظة، المدينة التي سحب اليها أيضاً النظام محافظ المدينة وحرسه.
الأمر الذي يعده قادة الثوار هنا انتصارا، وفي الوقت نفسه حسابات جديدة يحضر لها النظام، على قاعدة اخلاء الحواجز والثكنات الصغيرة الى تجمعات كبيرة وقتها يكون مدافعاً اقوى، وأكثر تحصيناً فقط.
النظام الذي سحب حواجز مدينة الحراك، واليادودة، وحواجز مدينة داعل، ليترك المدن هناك على توتر صواريخ السكود التي بالتاكيد ستاخذ درعا حصتها منها، بعد ان ارسل النظام رسالته بصاروخ ارض ارض على مدينة الطيبة الملاصقة تماماُ للحدود الاردنية، بانه لا يقيم أي اعتبار لأي حدود، لأي جوار.
عالم دين سعودي: ما يحصل في سورية وبلاد الثورات حروب أهلية لا جهاد بها
الرياض- (د ب أ): اعتبر عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالله المنيع أنه “لا جهاد في الحروب الأهلية وأن ما يحصل في سورية وبلاد الثورات ما هو إلا حروب أهلية لا جهاد بها”.
واستنكر المنيع، في تصريح لصحيفة (الرياض) السعودية على موقعها الإلكتروني الثلاثاء، “الفتاوى التي تستثير شباب المملكة للقتال في سورية تحت مسمى الجهاد”.
وقال إن “من أركان الجهاد موافقة ولي الأمر والدولة لم تأذن بالجهاد ..ينبغي للإنسان في مثل هذه الحروب أن لا يتصرف إلا في إطار رأي ولي الأمر وكون أنه يستقل في نفسه ورأيه هذا لا يجوز شرعا”.
وأضاف أن “الفرد لا يستطيع تقدير المصلحة العامة كالدولة والحكومة فلا ينبغي ولا يجوز للإنسان أن يستقل بنفسه ورأيه مما يسبب إحراجاً لدولته وإزهاقاً لروحه إلى جانب أنه لا يجوز الدخول في الحروب الأهلية لما فيها من الآثار السلبية وإشعال الفتن والشرع يسعى لإخماد الفتن”.
الجميع يراقب مقعد الخطيب إلى جانب كبار القمة والعاهل الأردني سيغادر بعد الإفتتاح وولي عهده في أول مهمة خارجية
الدوحة- القدس العربي: يمكن الإستدلال من تصريحات المعارض السوري المثير للجدل معاذ الخطيب للجزيرة مساء الإثنين على نوعية التسويات السياسية التي قادته للحضور للقمة العربية وحجزت له مقعدا بين كبارها لإلقاء خطاب بالحد الأدنى ولتمثيل سوريا بالحد الأعلى.
الخطيب تقصد الإشارة إلى أن إستقالته من الإئتلاف السوري المعارض (ليست ناجزة) تماما بعد لإن المجلس التنفيذي لم يوافق عليها مشيرا لإن الإئتلاف يشكر الدول العربية التي قررت وضع مقعد سوريا الشاغر بين يدي المعارضة الشعبية السورية.
هذا التصريح مهندس على قياس التحولات الدراماتيكية التي شهدتها أروقة القمة العربية في قطر طوال ساعات مساء الإثنين وفجر الثلاثاء وحتى قبل ساعات قليلة من تدشين الإجتماع الرسمي حيث علمت القدس العربي بأن مسألة التمثيل السوري كانت محورا للنقاش المركز بين القادة العرب على هامش مجاملات وإتصالات الساعات الاولى.
عمليا توحي تصريحات الخطيب بأنه تراجع عن الإستقالة وبدأ الإستعداد لركوب الموجة القطرية السعودية التي قفزت به مرشحا للجلوس على مقعد بشار الأسد في القمة العربية وسط حملة شرية مضادة تخوضها وسائل الإعلام الموالية لبشار الأسد في دمشق.
رغم ذلك وحتى اللحظة الأخيرة تماما لم يحسم النقاش بخصوص تمثيل سوريا وبقي الصحفيون والدبلوماسيون في حالة تقرب لصيغة قرار خضع للنقاش والتفصيل وإعادة التفصيل عدة مرات.
تحضيرات الدولة المستضيفة للقمة تبحث عن (توافقات) عربية بين القادة على الإستماع لمعاذ الخطيب بصفته ممثلا وزعيما للشعب السوري وهي توافقات إنسجمت مع موازين القوى في الإجتماعات حيث بدا واضحا أن جميع وسائل الإعلام القطرية تتحدث عن إتفاق على أن تتمثل سوريا بالوفد الثماني الذي يقوده الخطيب.
حضور الزعماء العرب إستكمل في الصباح والقمة ستتأخر قليلا إلى فترة الظهر والظروف مواتية للمسات أخيرة على نص القرار المعني بالملف السوري حيث ستوجه القمة العربية طلبا مباشرا لمجلس الأمن بالتدخل لوضع حد لعملية القتل التي يتعرض لها الشعب السوري.
خطوة من هذا النوع سيتضمنها على الأرجح البيان الختامي لقمة الدوحة التي وضع لها مسبقا هدفا محددا هو نزع الشرعية العربية عن الرئيس السوري بشار الأسد.
ومعاذ الخطيب ساند مبكرا الإتجاه العربي للمجتمع الدولي بإعلانه إستقالة تم تجميدها عمليا من رئاسة الإئتلاف المعارض لإن المجتمع الدولي لا يتدخل بصورة حقيقية لحماية الشعب السوري كما قال.
التجيهزات وقبل الساعة الحادية عشرة ظهر الثلاثاء بدت مكتملة لتدشين فعاليات القمة العربية والجميع يترقب الإجابة على السؤال البروتوكولي السياسي الذي يجيب عمليا على اللغز السياسي الأهم في هذه القمة: هل سيجلس معاذ الخطيب وغسان هيتو جنيا إلى جنب في مقعدين متجاورين تحت لافتة (الجمهورية السورية) على الطاولة الرئيسية للزعماء؟.
في غضون ذلك علمت (القدس العربي) من مصادر في الوفد الأردني بأن الملك عبدلله الثاني على الأرجح سيحضر الحفل الإفتتاحي فقط للقمة العربية وسيغادرها بعد الإفتتاح في الوقت الذي سيتولى فيه نجله ولي العهد الأمير حسين بن عبدلله مهمته الاولى في القمم العربية كرئيس للوفد الأردني للقمة خصوصا في ظل الغياب المتوقع عن الإجتماع لرئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور.
قصة جلوس معاذ الخطيب على مقعد بشار الأسد: لحظات درامية وعلم الثورة وتصفيق حاد (تفاصيل)
الدوحة- القدس العربي- بسام البدارين: بدا واضحا في سياق تحضيرات القمة العربية أن إرادة الدول التي تصر على نزع الشرعية العربية عن الرئيس السوري بشار الأسد إنتصرت في النهاية بعد معركة شرسة وصعبة في كواليس القمة العربية فقد تمكن المعارض السوري البارز معاذ الخطيب من الجلوس في المقعد المخصص لسوريا بين كبار الزعماء العرب.
..بعد جهد جهيد ومناكفات دبلوماسية وتأخير مقصود لمسودة البيان الختامي وإحتجاب غالبية وزراء الخارجية العرب تمكنت الدولة المضيفة قطر من إنفاذ سيناريو عزل النظام السوري تماما عن مؤسسات الشرعية في النظام العربي الرسمي.
المعركة التي وجد رئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب نفسه مع بقية أطياف المعارضة فيها إنتهت بمجرد تسليم نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي لرئاسة القمة رسميا لأمير قطر.
مباشرة بعد إستلامه رئاسة القمة طلب أمير قطر من معاذ الخطيب الحضور للجلوسعلى مقعد سوريا الشاغر منهيا بذلك عاصفة من الجدل إجتاحت أوساط القمة العربية.
بوضوح شديد تجنب الرئيس العراقي للقمة قبل التسليم دعوة المعارض السوري فالعراق وقف بشراسة ضد هذه التوصية لكن المسألة على الأرجح حسمت في الكواليس مساء الإثنين وصباح الثلاثاء.
أمير قطر وبعد إستدعاء الخطيب للمنصة الرئيسية التي تزينت بعلم الثورة السورية شارك في التصفيق الحاد للزعيم العربي الجديد الذي يجلس لطاولة القمة بإسم الربيع العربي بعد الرئيسين المصري والتونسي ورئيس الوزراء الليبي.
المشهد بروتوكوليا غير معزول عن السياق السياسي لمضمون الرسالة الأهم لقمة الدوحة وهو تكريس الشرعية بين أحضان المعارضة السورية.
والخطيب وسط التصفيق دخل قاعة الإجتماع متصدرا ثمانية أعضاء في المعارضة السورية سيتحدثون للقمة العربية بإعتبارهم طرفا فيها حيث يترقب الجميع الخطاب الذي سيلقيه الرجل في السياق ويتحدث فيه بصفته ممثلا لسوريا في مؤسسة القمة العربية.
طبعا المستجدات فرضت على الخطيب تأجيل إستقالته وإرجائها وأغلب التقدير أن القادة العرب سيطلبون من الخطيب العدول عن إستقالته.
لكن الأهم أن مشروع القرار الذي أوصى به وزراء الخارجية الزعماء يتحدث عن اللجوء لمؤسسات الشرعية الدولية ومطالبتها بعد التريبات الجديدة في مؤسسة البيت العربي بالتدخل لحماية الشعب السوري وهي صيغة يقول الدبلوماسيون أنها تسمح بمطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض حظر طيران في سوريا إذا سمحت المعادلات الإقليمية بذلك.
المرجح أيضا أن تعقب مسألة جلوس معاذ الخطيب على المقعد المخصص للرئاسة السورية في قمة العرب خطوات سياسية وعملية لاحقة من بينها قطع العلاقات الدبلوماسية تماما مع نظام الرئيس بشار الأسد وهي مسألة لم تتضح بعد خصوصا وأن تسع دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية ولها سفارات في دمشق.
لحظات عصيبة مرت عمليا قبل تمكن الخطيب من الجلوس في القمة العربية في مقعد طالما جلس عليه في القمم العربية الرئيس السوري بشار الأسد فقد ضغط على الخطيب بشدة حتى يتراجع عن إستقالته وتحركت السعودية بثقلها لإنقاذ وإنفاذ سيناريو عزل الأسد عربيا.
ربع مليار للقدس وقطر ترحب بحوار سوري لا يعيد عقارب الساعة للوراء
الدوحة- القدس العربي: إختتمت الجلسة الإفتتاحية للقمة العربية بدون خطاب أو حديث لأي زعيم عربي حيث رفع أمير قطر ورئيس القمة جلسة الإفتتاح للإستراحة على أن يعاود الزعماء العرب الإجتماع المغلق في فترة ما بعد الظهر.
وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة قد أكد بأن الائتلاف السوري وممثليه على مقعد سوريا يستحقون هذا التمثيل لما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة.
وأكد أمير قطر الحرص على وحدة سوريا أرضا وشعبا، وإعتبر أن ذلك مسؤولية تاريخية يتحملها الجميع ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها، مشددا على أهمية الوحدة الوطنية التي لا تستثني أحدا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا تمييز بين المواطنين”.
وحث أمير قطر مجلس الأمن الدولي على الوقوف مع الحق والعدالة والوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا منذ عامين وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة الدولية، كما اعتبر التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما ما سيشهد لمن خذله.
وجدد الشيخ حمد موقف بلاده المؤيد للثورة السورية وتطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير والحرية، مؤكدا استمرار قطر في تأمين الدعم الإنساني للشعب السوري، ودعمها للحل السياسي ولكن شريطة أن لا يعيد هذا الحل العقارب إلى الوراء، واختتم بالآية الكريمة “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
قبل ذلك اعلن أمير قطر التبرع بملغ 250 مليون دولارا لدعم القدس المحتلة ضمن صندوق عربي سيخصص مليار دولار وفقا لمبادرة قطرية.
قبل ذلك تحدث أمير قطر عن القضية الفلسطينية وما تواجهه من مخاطر، ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب وقت ممكن بمشاركة حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) لتحقيق المصالحة، وعدم إنفضاض تلك القمة إلا بالتوصل إلى اتفاق وفق جدول زمني محدد لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة انتقالية مسؤولة عن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وشدد الشيخ حمد بن خليفة على أن حقوق القدس لا تقبل المساومة، وأن على إسرائيل أن تعي هذه الحقيقة، ودعا إلى إنشاء صندوق برأس مال يبلغ مليار دولار لصالح القدس، وقدم ربع مليار دولار من قطر لهذا الصندوق على أن تغطي الدول العربية الأخرى القادرة المبلغ المتبقي، واعتبر أن القدس تواجه خطرا شديدا “على الدول العربية أن تبدأ تحركا سريعا وجادا في هذا الشأن”.
وشدد أمير قطر على أنه لا بديل عن الإصلاح في العالم العربي ولا مجال للقهر والاستبداد، محذرا من “إصلاح الوعود الزائفة”. ودعا إلى تقديم الدعم لدول الربيع العربي وخاصة مصر، واعتبر ذلك “في هذه الظروف واجبا علينا جميعا”.
من جانبه رحب الأمين العام لجامعة الدولة العربية نبيل العربي بحصول الائتلاف السوري على مقعد دمشق في الجامعة العربية بصفته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وأشار إلى أن الجامعة العربية وقفت منذ البداية إلى جانب انتفاضة الشعب السوري وطرحت عدة مبادرات للحل.
وحمل النظام السوري مسؤولية التصعيد وفشل الحلول باستخدامه الأسلحة الثقيلة ضد شعبه، كما دعا العربي إلى مساعدة الدول العربية التي حدثت فيها ثورات على تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية، وحث الجامعة العربية على تنفيذ الالتزامات المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم القدس.
بوتفليقة يتغيب.. والمرزوقي اول الواصلين .. والعاهل الاردني يعرج على المنامة
مقعد سورية في القمة ينتظر ‘اتفاق تسوية’ من القادة
استقبال الزعماء للخطيب.. مناكفة بين العراق ومصر
الدوحة ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: قمة نزع الشرعية عن بشار الأسد.. هذه هي العبارة التي يرددها القطريون وعشرات الإعلاميين في جميع كواليس اجتماعات القمة العربية التي حسمت تقريبا كل الملفات والقضايا لكنها أبقت الملف الأكثر إثارة للجدل والإشكال مرهونا بتطورات اللحظات الأخيرة وهو حصريا خلافة مقعد سورية الشاغر في مؤسسة القمة العربية.
الخلافات لا تزال مستمرة حول مشروع قطري سعودي مدعوم من ليبيا ومصر يقضي بأن تبادر الجامعة العربية لتسليم مقعد سورية الشاغر فورا إلى أقطاب المعارضة السورية، الأمر الذي ترفضه عدة دول من بينها العراق والجزائر وتتحفظ عليه كل من الأردن واليمن ولبنان والسودان.
إتجاهان متعاكسان تماما ظهرا داخل الغرفة المخصصة للصحافيين في مكان انعقاد القمة فقد حضر وزير الخارجية العراقي مجددا وأبلغ الصحافيين بان الاجتماع الوزاري العربي لم يقرر بعد تسليم مقعد سورية الشاغر للمعارضة السورية، مشددا على أنها سابقة فعلا خطيرة وتهدد العمل العربي المشترك وتنطوي على مخالفات قانونية لميثاق الجامعة العربية.
مقابل ذلك زار وزير الخارجية المصري محمد كامل المركز الإعلامي معلنا بأن توصية وزراء الخارجية العرب واضحة تماما ومنسجمة مع قرار سابق لمجلس الجامعة العربية وهو تسليم التمثيل السوري للمعارضة الوطنية التي اعترف بها العرب، مشيرا في جملة مناكفة واضحة لنظيره العراقي الى ان هذا الإجراء قانوني تماما ولا يخالف ميثاق الجامعة العربية.
هذه المناكفات تعني عمليا بأن الخلاف متواصل حول المسألة الشائكة وأن السيناريو الذي افترضه رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أمام ‘القدس العربي’ على هامش الفعاليات ما زال محتملا وهو السيناريو الذي يفترض بأن مسألة مقعد سورية الشاغر ستحول إلى الزعماء العرب لإنها قيد الخلاف.
عمليا يمكن الإستدلال على صعوبة الوصول إلى قرار حاسم ونهائي بالخصوص باحتجاب وزراء الخارجية العرب طوال يوم الإثنين وعدم انعقاد إجتماع لهم بسبب الخلاف المتوتر ومستوى التجاذب، كما قال مصدر مقرب من وزارة الخارجية الأردنية حيث يصمت الجميع ترقبا لما سيحصل في اللحظات الأخيرة حصريا بخصوص رؤية معارض سوري بارز يجلس على مقعد الرئيس بشار الأسد ويخطب باسم سورية في القمة التي يطلق عليها المنظمون اسم قمة الشعوب العربية.
لكن الدولة المنظمة والأكثر اهتماما بسيناريو عزل الرئيس بشار الأسد وإخراجه تماما من النظام الرسمي العربي حاولت ‘استباق’ مسارات النقاش بفرض وقائع على الأرض، فقد جرت اتصالات ضاغطة على رئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب دفعته لاستقلال طائرة قطرية خاصة مع وفد من ثمانية أشخاص والتوجه إلى مطار الدوحة مع قرار أولي وافق عليه جميع وزراء الخارجية العرب كتسوية وسطية للخلاف يقضي بأن يوجه الخطيب خطابا للقمة العربية.
لاحقا استقبل ولي العهد القطري الضيف السوري وتجول الأخير على السجادة القطرية الحمراء واستعرض حرس الشرف لكن بدون تحية في رسالة سياسية بروتوكولية واضحة المعالم من قبل القطريين.
لافت جدا أن الطائرة التي اقلت الخطيب من مطار القاهرة تابعة للخطوط الجوية القطرية ووجود أربعة مرافقين له يوحي بأن الطائرة خاصة وقد تكون توجهت خصيصا لنقله من القاهرة إلى حيث تعقد القمة العربية في الدوحة.
وفي الوقت نفسه تفسر وفود الدول التي تؤيد نزع الشرعية العربية تماما عن الرئيس السوري القرارات والتوصيات على أساس انها تفويض واضح لرئاسة القمة بإجلاس الخطيب في المكان المخصص لرئاسة الوفد السوري بالقمة على أساس أن قمة بغداد شهدت سابقة تمثلت في رئاسة وفد ليبيا من قبل المعارضة الليبية وفقا لملاحظة قالها وزير الخارجية المصري لنظيره العراقي في إطار المناكفات في الإجتماع المغلق.
الاستنتاج النهائي بخصوص هذه القضية الإشكالية أن اليوم الأخير للقمة العربية لم يشهد حسما قطعيا وفي ظل التوافق بين وزراء الخارجية، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على مجريات اجتماع الكبار حسب بعض المراقبين.
لكن الأهم أن ملف ‘رئاسة’ الخطيب للوفد السوري بدلا من اعتباره ضيفا فقط ستحسم في الساعات أو حتى الدقائق الأخيرة وستنتقل لمستوى الزعماء بالرغم من عملية ‘الاستباق’ القطرية وسط بوصلة تقول بان قمة الدوحة تشهد تحولا دراماتيكيا في مسار الاحداث على مدار الساعة لكن عنوانها الأبرز على الأقل يعكس خلافا حادا جدا بين أصدقاء وحلفاء الثورة السورية، فيما رسالتها الأساسية ينبغي أن تكون سحب الشرعية عن الرئيس السوري بشار الأسد .
13 زعيما ورئيسا عربيا يحضرون القمة العربية هذه المرة فيما يغيب البقية في الوقت الذي يترقب الجميع فيه حضور الزعيم المصري محمد مرسي الذي يحضر لأول مرة القمة العربية بصفته رئيسا لمصر، كما قالت محطة ‘الجزيرة’ عدة مرات.
وكان الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي أول الواصلين فيما يغيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه، كما حضر مباشرة بعد المرزوقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتلاه الفلسطيني محمود عباس الذي حضر عصر الإثنين.
مسألة أخرى تلفت نظر الجميع فهذه القمة العربية الثانية التي يحضرها العاهل الأردني في الدوحة قادما من البحرين حيث حرص على قضاء ليلة في البحرين المجاورة قبل الحضور لقطر.
لقطات: خلاف حول علم ليبيا.. وغياب واضح للصحافيين المصريين
ـ تناغم واضح تلمسه الجميع بين السعودية وقطر بخصوص الملف السوري بالقمة العربية واتفاق تام في كواليس الاجتماعات على دعم تسليم مقعد سورية الشاغر للمعارضة.لكن خلافا يتيما في بعض التفصيلات بين الجانبين برز بوضوح وتركز على تسمية رئيس الوفد السوري.. الرياض ترفض رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والدوحة لا تفضل معاذ الخطيب.. التسوية قد تتطلب رؤيتهما معا في وفد القمة وبجانب بعضهما البعض.
ـ أحد معاوني وزير الخارجية الليبي أخذ على عاتقه الشخصي إصلاح خطأ فني عندما أمسك علما لبلاده رفع في قاعة المركز الصحافي وطواه ووضعه مع إحدى المرافقات.
عندما سألت الجهات المنظمة قال المسؤول الليبي أن الألوان مرتبة بشكل خاطىء في العلم فالأسود بدل الأحمر والعكس.
أحد الموظفين القطريين لم يعجبه سلوك الموظف الليبي فطلب منه ترك العلم في مكانه متحدثا عن طرق دبلوماسية ومراسلات في قضايا من هذا النوع.
ـ الزهور البيضاء تحديدا وبكميات هائلة جدا تحيط بمقر الوفود الرسمية في قمة الدوحة حيث يوزعها على جميع المساحات والأرضيات المئات من العمال والموظفين.
ـ عدد الصحافيين والإعلاميين أقل من المعتاد بهذه القمة وفقا لمنظمين استعدوا لاستقبال أكثر من ألف صحافي وإعلامي وسط غياب واضح وملموس للعشرات من الزملاء المصريين تحديدا الذين كانوا يسبقون بالعشرات الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.
ـ جيش من المراسلين خصصته محطة ‘الجزيرة’ القطرية مستعينة بكل نجومها الذين ظهروا في أروقة القمة والاجتماعات لتغطية الفعاليات حيث تمكن الجميع من مشاهدة محمد كريشان وأحمد منصور ووليد العمري ومحمد الكبير الكتبي وعبد الحميد فايد وياسر أبو هلالة وغيرهم.
ـ الدوحة عبارة عن ورشة عمل وإنشاء ضخمة ومتحركة في كل مكان حيث يتواصل العمل ليلا نهارا ويعمل في البناء والإنشاء عشرات الالاف من العمال تحضيرا لفعاليات كأس العالم لعام 2020 مع رصد واضح لبلدوزرات ورافعات عملاقة جدا ترتفع في السماء.
مصاعب القتال في سوريا
صحف عبرية
عشية الفصح تبدو عدة خطوات تلف بالحرب الاهلية في سوريا في بنية رباعية او من أربع مصاعب. بداية، ما الذي جعل رجب طيب اردوغان يقفز الى رأس قائمة اعداء بشار الاسد؟ لا يوجد تفسير سوى أن رأى فيه عميلا ايرانيا يجدر ضعضعة حكمه كجزء من المواجهة بين أنقرة وطهران على الهيمنة في الشرق الاوسط. وهو لم يتصور ككثيرين آخرين ان تبقى هذه الحرب تدور رحاها في الثلث الاول من العام 2013.
لقد تورط اردوغان في الحرب الاهلية وبشكل لا مفر منه واصلها بحدة لا عودة منها. فهل في حساب الربح والخسارة كان مجديا له أن يقف بهذا الشكل الحاد الى جانب الثوار؟
اسرائيل هي الاخرى لا تعرف ما هي الامكانية الاقل سوءا بين الامكانيتين. فمن جهة حكم الاسد هو عميل ايراني يؤدي دورا هاما في تعزيز حزب الله، ومن جهة اخرى الحكم في دمشق يحرص على وقف النار مع اسرائيل منذ حزيران 1974، وهذا أمر لا يستهان به. فما هو الاسوأ؟ صعوبة ثانوية. إذ ان الفرضية هي ان نظام الاسد سيسقط، وعلى اي حال فان من ليس ملزما بان يقف الى جانبه فر من سفينته الغارقة.
في اساس الامر فان الولايات المتحدة، الدول الاوروبية، تركيا واسرائيل قلقة بقدر أكبر من علاقات الاسد مع ايران مما من الشكوك حول طبيعة وجوهر قوى الثوار المنقسمين والمنشقين بينهم وبين أنفسهم.
عندما تكون ادارة باراك اوباما في مراحل التراجع في الشرق الاوسط، فانه ليس لها نية في أن تبعث بقوات عسكرية الى المنطقة الا اذا وقع الاسوأ بين كل الامور، ولهذا فان الامريكيين يدربون مقاتليهم في شمالي الاردن.
واشنطن، أنقرة والقدس علقت، إذن، في أزمة، هي الاساس للفهم الذي تحقق بين اردوغان وبنيامين نتنياهو. كان يفضل ان تعتذر اسرائيل قبل سنتين عندما طرح د. يوسي تشخنوفر الصيغة التي اتفق عليها مع الاتراك ، ولكن نتنياهو امتنع عن الصدام مع أفيغدور ليبرمان ولم يقبل بها. ومع ذلك فخير الان من العدم. شريطة بالطبع أن يكون لدى اسرائيل ما يكفي من الضمانات كي يحترم اردوغان التزامه والا يجد حجة للتملص منه.
غير أنه توجد مؤشرات مقلقة. لقد بدأ اردوغان يدعي بان تنفيذ دوره في الالتزامات منوط بخطوات اسرائيلية. وعلى حد قوله تعهدت اسرائيل بان تلغي أو تقلص الحصار على غزة. في هذا الشأن لا مجال للتنازلات. اسرائيل ملزمة بان تصر على آخر التفاصيل. فقد دفعت كامل الثمن وعليها أن تطالب بكامل المقابل.
دان مرغليت
اسرائيل اليوم 25/3/2013
تسوية سريعة بدأت بـ’الجزيرة’ قفزت بالخطيب إلى مطار الدوحة ومقعد سورية لا زال سببا في صراع الكواليس وسينقل لأحضان الزعماء
بسام البدارين
الدوحة ـ ‘القدس العربي’ يمكن قراءة الحديث الذي بثته قناة ‘الجزيرة’ القطرية مساء الإثنين لرئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب بإعتباره نجاحا تكتيكيا جزئيا في إعادة إنتاج الإرباك الذي سببته إستقالة الرجل للقمة العربية التي تعقد رسميا صباح اليوم في العاصمة القطرية.
الأطراف المهتمة بحضور الخطيب لقمة الدوحة وإلقاء خطاب بإسم الشعب السوري تعاملت مع المسألة بالقطعة فقد تلقى الرجل حسب مصادر ‘القدس العربي’ إتصالين هاتفيين أقنعاه بتجاهل مسألة الإستقالة مرحليا والحضور للقمة العربية من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم.
الإطلالة الإستدراكية للخطيب على نافذة القمة العربية بدأت فعلا بإستضافته في الجزيرة قبل وضع وصوله المرتقب على جدول أعمال كبار القادمين لحضور القمة أو المشاركة بها.
وعلى هذا الأساس خرجت قمة الدوحة جزئيا من مأزق التمثيل السوري الذي فخخ سياسيا وإعلاميا أجواء القمة العربية فمعاذ الخطيب سيحضر وسيلقي خطابا بصفته ممثلا ‘للمعارضة السورية’ وليس ممثلا للدولة السورية والساعات الأخيرة المتبقية على الموعد الرسمي لإجتماع القمة تسمح بممارسة المزيد من الضغوط خلف الكواليس وإعادة العمل على الهدف المعلن لقطر وهو حصريا وضع مقعد سورية الشاغر في مؤسسة القمة بحضن المعارضة السورية.
أربع دول على الأقل ضغطت بشدة في إستراحة وزراء الخارجية التي إستمرت طوال يوم الإثنين بإتجاه حل وسط لمسألة التمثيل السوري وهي الجزائر والعراق وسلطنة عمان والأردن ولبنان وهي دول تخندقت طوال الإثنين وراء توصية واحدة قوامها إستضافة الخطيب وتمكينه من مخاطبة القمة العربية دون تمكينه من الجلوس على مقعد الرئيس بشار الأسد.
هذا الخيار بطبيعة الحال يناسب الخطيب نفسه ويساعده في تفعيل مبادرته الخاصة بإقامة حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.
لكنه بكل الأحوال خيار إضطرت بعض الدول مثل السعودية وقطر ومصر للموافقة عليه منعا لإحباط القمة مبكرا ولإمتداد خلافات وزراء الخارجية لمستوى الزعماء العرب على أن تبقى المناقشة الحيوية للمسألة نفسها بين يدي الرؤساء والزعماء.
وفي الوقت الذي إستخدمت فيه قطر رموز حلفائها في الإئتلاف السوري المعارض وتحديدا جناح الأخوان المسلمين للضغط على الخطيب وحضوره للقمة حتى لا يفشل برنامجها إنتهى النقاش حول توريث المقعد السوري إلى حل وسطي تكتيكي لكنه ليس حاسما كما فهمت القدس العربي من وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري فيما قال نظيره الفلسطيني بان المسألة لا زالت عالقة وقد تحتاج لفتوى من المستوى الأعلى للقمة العربية ‘الزعماء’.
ميزة هذه التسوية التي دفعت بالخطيب للصعود إلى الطائرة والتوجه للدوحة مساء الإثنين كما هو متوقع أنها ليست حاسمة ولا زالت معلقة فلا يوجد قرار واضح ونهائي وحاسم لوزراء الخارجية العرب تجاه هذا الموضوع الحساس ولم تنضم أي إجتماعات رسمية للوزراء العرب خلافا للتوقعات اليوم الذي يسبق يوم إجتماع الكبار.
مؤشرات ذلك متعددة وأبرزها أن صياغات البيان الختامي التي يتم تسريبها بالعادة لم تبرز بعد وأن قرار الوزراء العرب بخصوص تمثيل سوريا لم يوضع في وثائق القرارات الرسمية للجامعة العربية بعد ووزراء الخارجية نفسهم تغيبوا عن الأضواء وإنشغلوا في الكواليس مما يوحي بأن معركة تمثيل سورية لا زالت وستبقى مستمرة حتى اللحظة الأخيرة.
تلميحات المالكي التي سمعتها ‘القدس العربي’ مباشرة تؤشر على أن مسألة تسليم مقعد سورية الشاغر لسورية فعليا قد يتم ترحيلها للزعماء أنفسهم بدلا من تركها تؤدي لتفجير إجتماعات وزراء الخارجية… على الأقل ثمة ما يوحي بالأجواء بان هذا حصريا محور التكتيك القطري على الأقل في اللحظات الأخيرة.
ويعني ذلك ان الدوحة ‘لم تيأس’ بعد والمواجهة مع الجزائر والعراق وبدرجة أقل الأردن ولبنان واليمن والسودان لا زالت محتدة وراء الكواليس.
قلة المعلومات الامنية وصعوبة اثبات وقوع هجمات كيماوية تعقد مهمة رد الادارة الامريكية على نظام الاسد
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: المعارضة السورية تعيش ازمة جديدة بعد اعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية الشيخ احمد معاذ الخطيب عن استقالته احتجاجا على موقف المجتمع الدولي مما يجري في سورية، وهو نفس الموقف الذي قدمه عندما قرر عدم حضور مؤتمر اصدقاء سورية في روما الشهر الماضي ليعود ويتراجع عن قراره.
ومرة اخرى تقدم المعارضة السورية مثالا على تشتتها وعدم قدرتها على ردم خلافاتها والعمل من اجل الهدف الاكبر وهو الاطاحة بنظام بشار الاسد. ومع ان الائتلاف رفض الاستقالة الا ان مجرد اعلان الشيخ الخطيب عنها يكشف عن حجم الخلافات داخل المعارضة السورية، خاصة بعد انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة الائتلافية الاسبوع الماضي، فبعد اجتماع اسطنبول الذي اعلن فيه عن فوز هيتو الذي لم يكن معروفا سوى داخل قوى المعارضة في الخارج بدأت الخلافات بالطفو على السطح، واعلان 15 قياديا في الائتلاف عن تجميد عضويتهم فيه، فيما اقترح اخرون ائتلافا جديدا يضاف الى طيف الفصائل السياسية الاخرى العاملة في الخارج، ومما زاد في الازمة ان الجيش الحر رفض الاعتراف بهيتو كرئيس للحكومة السورية المؤقتة.
ويعتقد ان رحيل الخطيب ان ثبت سيؤثر على استراتيجية الادارة الامريكية وحلفائها فتحالف المعارضة الذي كشف عن خلافاته وتشرذمه كان من المفترض ان يلعب دورا مهما في نقل الاسلحة والمساعدات للجماعات ‘المعتدلة’ داخل المعارضة في الداخل، والعمل على تهميش الجماعات الاسلامية. ويخشى مراقبون وناشطون من ان التحالف الذي ولد بعد عملية قيصرية في الدوحة العام الماضي على وشك الانهيار، حيث نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن عمار العظم، المدرس في جامعة اوهايو قوله ان الاتئلاف على وشك التفكك واصفا الوضع بالفوضوية. وقالت ان ما دفع الخطيب للاستقالة هو الاعلان عن حكومة انتقالية التي لم يكن الامريكيون يدعمون موقفه لانها خطوة غير ضرورية في المرحلة الحالية لانها تصرف الانتباه عن قضايا اهم. وينظر الى ترشيح هيتو وفوزه على انها محاولة من الاخوان المسلمين السوريين لاستعادة ما فقدوه من تهميش لدور المجلس الوطني السوري الذي اصبح جزءا من الائتلاف. وقالت الصحيفة ان استقالة الخطيب جاءت بعد دعوة قطر غسان هيتو ليحتل مقعد سورية في الجامعة العربية وذلك في اجتماع القمة العربية اليوم.
سي اي ايه وعمليات النقل الجوي
وفي الوقت الذي قال فيه الخطيب نعم للحوار مع النظام لحل الازمة السورية وحقن دماء الشعب السوري كان اول شيء فعله هيتو في خطابه هو قول لا للحوار، وشكره الدول التي تدفع نحو الخيار العسكري. وهي الدول التي تقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ انها وبمساعدة من الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) وتركيا كثفت من دعمها العسكري للمعارضة السورية، حيث زادت من عمليات النقل الجوي للاسلحة للمقاتلين داخل سورية. وبنت الصحيفة معلوماتها على سجلات النقل الجوي، ومقابلات مع عدد من المسؤولين في دول مختلفة وتصريحات من قيادات عسكرية في المعارضة.
وتقول الصحيفة ان عمليات النقل الجوي التي تمت بداية العام الماضي واستمرت بشكل متقطع حتى خريف 2012 تم توسيعها وبشكل مكثف في نهاية العام الماضي. وبحسب سجلات النقل الجوي فهناك اكثر من 160 رحلة جوية قامت بها طائرات اردنية وقطرية وسعودية وهبطت في مطار ايزنبوغا القريب من العاصمة التركية انقرة وفي مطار تركية واردنية اصغر.
ومع زيادة وصول الاسلحة النوعية للمقاتلين فقد تغير مسار الحرب حيث كانوا قادرين على دفع القوات السورية من مناطق واسعة، واظهر تعاون المخابرات الامريكية وان كان على الاقل في المجال الاستشاري استعداد ادارة باراك اوباما الرافضة لتسليح المعارضة التعاون مع حلفائها العرب في تزويد المقاتلين بالاسلحة الثقيلة.
وقد قام الضباط الامريكيون ومن مكاتب سرية بمساعدة الحكومات العربية على شراء الاسلحة بما فيها شحنة الاسلحة الكرواتية، وقام ضباط المخابرات بالتأكد من هوية وطبيعة القيادات العسكرية وحددوا الى من ستذهب الاسلحة من فصائل المعارضة وذلك حسب مسؤولين رفضوا الافصاح عن هوياتهم. وقالت الصحيفة ان الشحنات العسكرية تعكس التنافس الدولي والاقليمي على مستقبل سورية بين الدول العربية التي تدعم الغالبية السنية وايران والعراق اللتين تدعمان النظام السوري ذا الطبيعة العلوية. وكان جون كيري قد حط في العاصمة العراقية بغداد يوم الاحد بطريقة مفاجئة واجتمع مع رئيس الوزراء نوري المالكي وطالبه بمنع او تفتيش الطائرات الايرانية التي تمر فوق الاجواء العراقية حيث قال ان كل ما يساعد بشار الاسد يعتبر مشكلة وقال ‘اوضحت تماما لرئيس الوزراء ان تحليق طائرات ايرانية يدعم بقاء الاسد ونظامه’.
وكان كيري يطلب من المالكي منع تحليق الطائرات الايرانية في الوقت الذي حطت فيه طائرة قطرية محملة بالسلاح في مطار ايزنبوغا ليلة الاحد. ويعتقد نواب امريكيون ومسؤولون في المعارضة السورية ان استمرار كل من روسيا وايران ارسال الاسلحة للنظام السوري جعل من الضروري تسليح المقاتلين السوريين. وتقول الصحيفة ان معدل نقل الاسلحة لسورية زاد فيما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 حيث عبرت الدول العربية الصديقة للمعارضة عن احباطها من بطء المعارضة، وتوسعت العملية بعد توسع الكارثة الانسانية وهروب الالاف من سورية في البرد والثلج. ويعتقد المسؤولون ان تركيا لعبت دورا مهما في مراقبة العملية التي يصفونها بالكبيرة، حيث وفرت الشاحنات التي نقلت الاسلحة عبر تركيا الى سورية واشرفت على وصولها للمقاتلين. وبحسب خبير عسكري فان مجمل الشحنات يمكن ان يصل وزنها الى 3500 طن من المعدات العسكرية. وقال المسؤول ان كثافة وتكرار الشحنات يقترح وجود عملية سرية منسقة. ويعتقد ان سبب زيادة الشحنات العسكرية للمعارضة جاء بعد موافقة الحكومة التركية على تسريع وفتح مطاراتها للمساعدات التي كانت تقوم كل من قطر والسعودية بارسالها عبر تركيا منذ بداية عام 2012. وعليه فقد تم نقل الاسلحة التي اشترتها السعودية من كرواتيا بطائرات اردنية ونقلت الى جنوب سورية عبر الاردن فيما تم نقل الاسلحة التي يحتاجها المقاتلون في شمال سورية الى تركيا.
بدأت بطيئة ثم تسارعت
وبحسب التقرير فعملية النقل الجوي بدأت ببطء في 3 كانون الثاني (يناير) 2012 حيث هبطت طائرتان تابعتان لسلاح الجو القطري (سي- 130) مطار اسطنبول وتزايدت وتيرة النقل في منتصف الربيع حيث هبطت في 26 نيسان (ابريل) 2012 طائرة قطرية (سي-17) ست مرات في مطار ازنبوغا، وبحلول آب (اغسطس)وصل عدد الرحلات الجوية التي قامت بها الطائرات القطرية 14. وكل الطائرات انطلقت من قاعدة العديد التي تعتبر مركز العمليات اللوجيستية الامريكية في المنطقة. وتنفي الحكومة القطرية ارسال اسلحة للمقاتلين السوريين حيث قال مسؤول لم يفصح عن هويته ان كل ما ارسلته قطر هو معدات شبه قتالية. وتقول الصحيفة ان مدير الاستخبارات الامريكية السابق ديفيد بترايوس لعب دورا مهما في دفع شبكة النقل الجوي والشحنات للمعارضة السورية ودفع الدول المعنية بالامر للعمل معا. ونقل عن مسؤول امريكي قوله ان البيت الابيض اعلم عن الشحنات العسكرية هذه والتي اصبحت بحلول تشرين الاول (اكتوبر) الماضي منظمة حيث اصبحت الطائرات القطرية تحط في تركيا كل يومين مرة، وبعد ذلك انضم لاعبون اخرون حيث اخذت طائرات الملكية الاردنية (سي-130) تهبط في مطار ازنبوغا، ثم اخذت الطائرات تقوم برحلات بين زاغرب العاصمة الكرواتية وعمان حيث كانت تعود محملة بالاسلحة التي اشترتها السعودية للمقاتلين، وعادت اول رحلة في 15 كانون الاول (ديسمبر). ومع زيادة نشاط الطائرات الاردنية انضمت الطائرات السعودية حيث قامت الطائرات (سي-30) بثلاثين رحلة الى مطار ايزنبوغا التركي.
الاسلحة الكيماوية مرة اخرى
ويأتي الدور الامريكي في شحنات الاسلحة وان كان ‘استشاريا’ في الوقت الذي تدرس فيه وزارة الدفاع خياراتها بشأن التحقيق في الهجوم الذي قتل 26 شخصا الاسبوع الماضي واصبح مركزا لتبادل المعارضة والحكومة حول استخدام السلاح الكيماوي. وترى الحكومة الامريكية ان الحادث كشف عن صعوبة تحديد فيما اذا كانت الحكومة السورية قد استخدمته، وطبيعة الرد الذي سيتخذه اوباما حيث علق وهو في القدس على ان استخدام السلاح الكيماوي سيغير قواعد اللعبة.
ويعترف مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون ان اثبات وقوع الحادث امر صعب من الناحية التقنية وبسبب محدودية الاستخبارات الامريكية جمع معلومات ميدانية ذات مصداقية. وبنفس السياق فالمسار الذي سيتخذه اوباما غير واضح، فخيارات البنتاغون تتراوح ما بين هجمات جوية الى ارسال قوات برية للسيطرة على مخازن السلاح الكيماوي. ولكن المسؤولين يقولون انهم لم يتخذوا الخطوات المناسبة خوفا من الاثار السياسية السلبية وتورط جديد في حرب بالمنطقة. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول في الادارة قوله انه ان قرر اوباما التدخل غدا ‘فانني اقول اننا لسنا جاهزين’، حيث قال ان ما يريدون تجنبه هو وجود فريق يقوم بتأمين الاسلحة واخر يقوم بتدميرها. وتقول ان اوباما امر فريقا للعمل والتأكد من ان سورية لم تتجاوز الخط الاحمر، كما ان واشنطن تعمل مع حلفائها في المنطقة على خطط لتأمين الاسلحة، وبعض المخازن تقع قرب الاردن حيث ارسلت الادارة الاف الستر الواقية من الخطر الكيماوي وفريقا عسكريا من 150 لتدريب وحدات خاصة من اجل تأمين المخازن.
وتقول الصحيفة ان الطريقة التي يتعامل فيها اوباما مع الملف الكيماوي السوري قد كشفت عن غموض موقفه من الازمة في سورية وعرضته للنقد من النواب في الكونغرس، حيث سخر رئيس اللجنة الامنية في الكونغرس مايك روجرز في سلسلة من المقابلات التلفازية من اوباما، معبرا عن يقينه من استخدام النظام السوري كميات صغيرة من السلاح الكيماوي، في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون امنيون وخبراء اسلحة ان الاسلحة الكيماوية لم تستخدم.
سوريون يبيعون الادوات المنزلية لشراء الطعام
حلب (سورية) ـ ا ف ب: في حلب، يعمد كثيرون الى بيع اغراضهم الشخصية من اجل الحصول على طعام، وبينهم ابو احمد الذي حمل معه لدى نزوحه من منزله في حي بابا عمرو المنكوب في حمص (وسط)، مروحة للتهوئة يسعى الى بيعها في احد اسواق المدينة الواقعة في شمال سورية.
كل يوم، على غرار ابو احمد وهو خياط في الثلاثين من العمر، يأتي عشرات السوريين النازحين من مناطق اخرى تشهد اعمال عنف الى هذا السوق ويعرضون ما تبقى لهم من ادوات منزلية او شخصية للبيع من اجل شراء طعام تقتات منه عائلاتهم.
ويقول محمد (52 عاما) الذي يجوب المنازل في الحي الذي يقطن فيه من اجل شراء اغراض يراد التخلص منها ويعمد الى بيعها مجددا في السوق، ‘الناس يبيعون قبل كل شيء الادوات الكهربائية، فالتيار الكهربائي مقطوع في اي حال’، موضحا انه يعمل في بيع القطع المستعملة من اجل تأمين حاجات اولاده الاحد عشر.
في مكان آخر من السوق، يعرض احمد مضربي تنس وجهاز تلفزيون اشتراه من جاره. ويقول ‘عندما ذهبت لاخذ التلفاز، أجهش اولاده بالبكاء’.
الا انه يؤكد ان التلفزيون سيباع بثمن بخس جدا، مضيفا ‘لم يعد هذا التلفاز يساوي شيئا. الجهاز الذي كانت قيمته ثلاثة آلاف ليرة سورية (حوالي ثلاثين دولارا) لم يعد يساوي اكثر من الف ليرة (حوالي عشرة دولارات)، بسبب انقطاع التيار الكهربائي’.
ثم يتوجه الى حشد من الناس تجمعوا حول نقطة البيع الخاصة به وهو يصرخ ‘الفا ليرة سورية، فقط الفان، هل يريد احد هنا ان يشتري؟’.
على بعد امتار من احمد، يبيع فتى شموعا. مع انقطاع التيار الكهربائي، باتت الشموع سلعة اساسية ومطلوبة جدا في السوق.
وفي محطة محروقات مهجورة في حي الصالحين في شمال شرق المدينة، يفاوض عشرات الرجال والفتيان اسعار بعض الاغراض المعروضة على قطعة قماش ارضا. الى جانبي البسطة، بائعا حمام ودجاج.
في المكان ايضا، يرتفع دخان شواء من بسطات بائعي الكباب… وفي السوق المستحدث اجهزة راديو قديمة واطباق من المعدن واقفال واحذية مستعملة.
في الماضي، كان سوق الخميس هذا يعرف بـ’سوق الحراميي’، اذ كان يمكن العثور فيه على اصناف عدة من السلع المهربة او المجهولة المصدر.
اما اليوم، فهو مقصد اليائسين والمكان الوحيد الذي يمكن ان يجدوا فيه مصدرا ماليا ولو محدودا من اجل البقاء على قيد الحياة في مدينة ضربتها الحرب منذ تسعة اشهر وتشتعل فيها اسعار المواد الاستهلاكية.
ويقول ابو بكري لوكالة فرانس برس ‘كل الناس عاطلون عن العمل. لقد كانت نسبة البطالة مرتفعة حتى قبل الحرب، اليوم وصلت الى مستوى لا يمكن تخيله. وكثيرون انقطعوا عن الذهاب الى اعمالهم خوفا من ان يموتوا بالقصف على الطريق. لذلك يبيع الناس آخر ما يملكون’.
بين هؤلاء، صالح (16 عاما) الذي يعرض بخفر آلة تصوير قديمة.
ويقول ‘والدي مات. ولا احد يعمل في العائلة. جئت ابيع هذه الآلة لاطعم اشقائي وشقيقاتي’.
ويتقدم نحوه زبون ويعرض عليه مئة ليرة، اي ما يساوي ثمن كليوغرام ونصف الكيلوغرام من الطماطم.
أربعون قتيلا معظمهم بدرعا ودير الزور
معارك وقصف وسيطرة للحر بالقنيطرة
سيطر مسلحو المعارضة السورية على كتيبة المدفعية في قرية عين التينة في محافظة القنيطرة، وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات النظام أطلقت صاروخي سكود باتجاه الجنوب السوري، مع تواصل القصف والاشتباكات في مناطق عدة، مما أدى لسقوط أربعين قتيلا اليوم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، معظمهم في درعا ودير الزور.
وأفاد المركز الإعلامي السوري أن السيطرة على الكتيبة جاءت بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام في قرية عين التينة بين جيش النظام ومسلحي المعارضة.
وقد بث ناشطون صورا تظهر حصول الجيش الحر على مدفع رشاش وبعض الآليات العسكرية والذخيرة.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في مناطق بريف دمشق ودرعا وسط قصف مكثف على تلك الأماكن، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أربعين شخصا قتلوا في سوريا برصاص الجيش النظامي معظمهم في درعا ودير الزور.
قصف صاروخي
وقد باشرت قوات النظام قصفا صاروخيا على مختلف بلدات ريف دمشق، وبحسب لجان التنسيق المحلية فقد طال القصف كلا من دوما وزملكا وسقبا والعتيبة والمعضمية، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأفاد ناشطون أن النظام السوري أرسل تعزيزات عسكرية إلى داريا بالريف الدمشقي في محاولة جديدة لاقتحامها.
وعلى صعيد التطورات في العاصمة تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في جوبر بدمشق وأحياء أخرى في جنوب العاصمة.
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة أن صاروخي سكود أطلقا من اللواء 155 باتجاه الجنوب السوري.
في ذات المنحى بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له بلدة الهبيط في إدلب بعد قصفها المتكرر براجمات الصواريخ.
كما تجدد صباح اليوم القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة داعل وبلدة تسيل بريف درعا وفق شبكة شام، في حين أشار المركز الإعلامي السوري إلى قصف بلدة محجة بدرعا.
مواجهات
وفي دير الزور شرقا، ذكرت شبكة شام أن الأحياء التي يسيطر عليها الثوار تتعرض لقصف عنيف منذ فجر اليوم وسط اشتباكات ضارية في حي الصناعة بالمدينة، وبينما قصفت قوات النظام بلدتي كفر حمرة ودير جمال بريف حلب، تعرضت قرى مصيف سلمى والغنيمية بريف اللاذقية لقصف عنيف.
وتأتي هذه التطورات في وقت نقل فيه مراسل الجزيرة عن مصدر في الجيش الحر بريف دمشق أمس أن قواته قصفت لليوم الثاني على التوالي بالقذائف الصاروخية والمدفعية مبنى هيئة الأركان العامة والآمرية الجوية والمعهد العالي للفنون المسرحية بقلب العاصمة السورية، الذي يقيم فيه عناصر من الحرس الجمهوري.
كما نقل عن المصدر أن القذائف حققت إصابات مباشرة وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحرس الجمهوري داخل المعهد.
ومن جهته أعلن التلفزيون الرسمي أمس أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا عند دار الأوبرا المقابلة لمبنى التلفزيون، كما تحدثت القناة الإخبارية الرسمية عن إصابة مصور ومساعد مصور تابعين لها بعد مقتل مدني وإصابة آخرين في المنطقة.
ورد الجيش النظامي بقصف مناطق انتشار الثوار، في واحدة من أكثر معارك العاصمة حدة منذ اندلاع الثورة قبل عامين، حيث من المتوقع أن يكون الجيش قد استهدف نقاط انتشار الثوار في حييْ كفرسوسة والمزة جنوب غرب دمشق، وهما منطقتان قريبتان من قصر الرئاسة الواقع على قمة جبل محاذ لقاسيون.
ونقلت وكالة رويترز عن بعض سكان دمشق قولهم إن أصوات القذائف التي سمعت صباح أمس تنبئ بتعرض العاصمة لهجوم، كما ذكر أحدهم أن القذائف أصابت مرآبا للسيارات تابعا لمبنى التلفزيون، وذلك بعد يوم من سقوط قذائف مماثلة خلف المبنى وفي مناطق مجاورة.
وعلى الحدود الجنوبية مع الأردن، قال مراسل الجزيرة -نقلا عن قائد العمليات الخاصة للجيش الحر في درعا المقدم ياسر عبود- إن مركز نصيب الحدودي ما زال تحت سيطرة قوات النظام، وإنه لا توجد اشتباكات مع الجيش الحر في هذا المعبر.
قمة الدوحة تمنح مقعد سوريا للائتلاف
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة أعمال القمة العربية الرابعة والعشرين بمشاركة 16 ملكا وأميرا ورئيسا، فضلا عن ممثلين على مستوى عال لبقية الدول العربية؛ ويبحث الزعماء ملفات عدة تتصدرها الأزمة السورية.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في القمة، فيما رفع علم “الاستقلال” الذي تعتمده الثورة مكان العلم المعتمد من النظام السوري. وتستمر أعمال القمة التي تعقد تحت شعار “الأمة العربية: الوضع الراهن وآفاق المستقبل” حتى يوم غد الأربعاء.
وقال أمير قطر في كلمته أمام القمة إنه يدعو كلا من الرئيس المستقيل للائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو وباقي أعضاء الوفد السوري معهما إلى شغل مقعد سوريا المجمد منذ أكثر من عام، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء العرب الذي عقد في القاهرة يوم السادس من الشهر الجاري على وقع تصفيق في القاعة، حيث ترأس الخطيب الوفد السوري وجلس على مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية”.
واعتبر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن الائتلاف السوري وممثليه على مقعد سوريا يستحقون هذا التمثيل لما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة. وأكد الحرص على وحدة سوريا أرضا وشعبا، واعتبر أن ذلك مسؤولية تاريخية يتحملها الجميع “ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها”، وشدد على أهمية “الوحدة الوطنية التي لا تستثني أحدا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا تمييز بين المواطنين”.
وحث أمير قطر مجلس الأمن الدولي على الوقوف مع الحق والعدالة والوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا منذ عامين وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة الدولية، كما اعتبر أن “التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما ما سيشهد لمن خذله”.
وجدد الشيخ حمد موقف بلاده المؤيد للثورة السورية وتطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير والحرية، مؤكدا استمرار قطر في تأمين الدعم الإنساني للشعب السوري، ودعمها للحل السياسي ولكن “شريطة أن لا يعيد هذا الحل العقارب إلى الوراء”، واختتم بالآية الكريمة “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
وكان أمير قطر استهل كلمته بالحديث عن القضية الفلسطينية وما تواجهه من مخاطر، ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب وقت ممكن بمشاركة حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) لتحقيق المصالحة، وعدم انفضاض تلك القمة إلا بالتوصل إلى اتفاق وفق جدول زمني محدد لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة انتقالية مسؤولة عن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وشدد الشيخ حمد بن خليفة على أن حقوق القدس لا تقبل المساومة، وأن على إسرائيل أن تعي هذه الحقيقة، ودعا إلى إنشاء صندوق برأس مال يبلغ مليار دولار لصالح القدس، وقدم ربع مليار دولار من قطر لهذا الصندوق على أن تغطي الدول العربية الأخرى القادرة المبلغ المتبقي، واعتبر أن القدس “تواجه خطرا شديدا” و”على الدول العربية أن تبدأ تحركا سريعا وجادا في هذا الشأن”.
وشدد أمير قطر على أنه لا بديل عن الإصلاح في العالم العربي “ولا مجال للقهر والاستبداد”، محذرا من إطلاق إصلاح بوعود زائفة. ودعا إلى تقديم الدعم لدول الربيع العربي وخاصة مصر، واعتبر ذلك “في هذه الظروف واجبا علينا جميعا”
وعقب كلمة أمير قطر رحب الأمين العام لجامعة الدولة العربية نبيل العربي بحصول الائتلاف السوري على مقعد دمشق في الجامعة العربية بصفته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وأشار إلى أن الجامعة العربية وقفت منذ البداية إلى جانب انتفاضة الشعب السوري وطرحت عدة مبادرات للحل.
وحمل النظام السوري مسؤولية التصعيد وفشل الحلول باستخدامه الأسلحة الثقيلة ضد شعبه، كما دعا العربي إلى مساعدة الدول العربية التي حدثت فيها ثورات على تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية، وحث الجامعة العربية على تنفيذ الالتزامات المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم القدس.
كلمة الخطيب
إثر ذلك أعطيت الكلمة لرئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب الذي طالب فيها بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الأمم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا أن الشعب السوري سيقرر من سيحكمه “لا أي دولة في العالم”.
وقال الخطيب في كلمته أمام القادة العرب “يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا أي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه”.
وقال الخطيب في كلمته “نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم بكافة صوره وأشكاله، من كل أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتجميد أموال النظام التي نهبها من شعبنا وتجنيدها لإعادة الاعمار”.
وأشار الخطيب في كلمته إلى محاولات للتشويش على الثورة السورية متمثلا بإثارة قضايا الأقليات والأسلحة الكيمياوية والإرهاب. وطالب باسم الشعب السوري بالدعم الكامل بكافة أشكاله للدفاع عن النفس، وختم كلمته بطلب من القادة المجتمعين بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الدول العربية.
وكان نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي افتتح القمة بوصف العراق الرئيس السابق للقمة، ودعا الخزاعي إلى تشكيل مجلس أمن عربي لتولي حل الإشكالات الأمنية بين الدول العربية، وإلى نقل البرلمان العربي مؤقتا من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا.
وعقب تلك الكلمات انتهت الجلسة العامة للقمة وبدأت جلسة مغلقة للقادة العرب.
الخطيب يطالب بالمقعد الأممي
سوريا تندد بمنح مقعدها للمعارضة
ندد الإعلام السوري اليوم الثلاثاء بما أسماه “السطو” على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه للمعارضة السورية، بعد دعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا خلال القمة العربية الـ24 التي بدأت اليوم في الدوحة.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا الذي ظل شاغرا منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، في حين رفع علم “الاستقلال” الذي تعتمده الثورة مكان العلم المعتمد من النظام السوري.
ووصفت صحيفة تشرين الحكومية “هذا السطو” بالـ”جريمة القانونية والسياسية والأخلاقية”، مشيرة إلى أن الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”.
وجاء في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم “يا حيف، يا إخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة، وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل”.
واعتبرت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة أن القرار “يمهد حكما ويشرعن أيضا لأي دولة أن تسلم سفارة أي دولة للمعارضين الذين تختارهم”، مشيرة إلى أن لا دولة تخلو “من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة، وأن سوريا ليست متضررة إطلاقا من خسارة مقعدها… حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية”.
وأشارت الوطن إلى أن الجامعة كانت “حملا ثقيلا على سوريا شعبا ودولة وعلى الضمير الجماعي للسوريين الذين يدفعون اليوم شعبا ودولة ثمن هذا الوهم”.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحيتها “اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا، لتحاكم العروبة ومن انتمى إليها”.
ولفتت الصحيفة إلى أن السوريين “ليسوا قلقين من مهاترات الأعراب، ولا من صوت نعاجهم، وليسوا جزعين من صدى الصوت الإسرائيلي والأميركي في قاعات القمة الأعرابية، بلكنة المشيخات كان، أم بلون دولارات النفط”.
مقعد بالأمم المتحدة
وبدأ رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد معاذ الخطيب إلقاء كلمته في القمة من المقعد السوري، مترئسا الوفد الذي ضم شخصيات من المعارضة بينهم نائبة رئيس الائتلاف سهير الأتاسي ورئيس حكومة المعارضة غسان هيتو ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا.
وأكد الخطيب -في كلمته أمام 16 ملكا وأميرا ورئيسا شاركوا في القمة- على أن الشعب السوري هو من سيقرر من سيحكمه “لا أي دولة في العالم”، مطالبا بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الأمم المتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية.
وطالب الخطيب -الذي قدم قبل يومين استقالته من رئاسة الائتلاف وسط جو من الانقسام في المعارضة- بمد المعارضة بكافة أشكال الدعم، بما في ذلك السلاح “للدفاع عن النفس”، وبالحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية.
ودعا الولايات المتحدة إلى لعب دور أكبر من تقديم مساعدات إنسانية للسوريين، قائلا “نحن لا نخجل” من الحصول على مساعدات مخصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، مضيفا “لكن أقول إن دور الولايات المتحدة هو أكبر من هذا”.
وفي السياق قال “لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الأميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع”، وتابع “ما زلنا ننتظر من حلف شمال الأطلسي (ناتو) قرارا في هذا الشأن حفاظا على الأبرياء وحياة الناس وعودة المهجرين إلى وطنهم”.
رويترز: الجيش النظامي السوري يستعيد حي بابا عمرو في حمص
تسلم المقعد الذي احتكره طوال عقود آل الأسد
رسائل الخطيب.. الحاضر الأبرز بقمة الدوحة
أشرف أصلان-الدوحة
استحوذ الملف السوري وكلمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب على الاهتمام الأكبر في الجلسات الأولى للقمة العربية بالدوحة، وبدا مقعد سوريا الذي شغله الخطيب بدلا من بشار الأسد الصورة الأبرز ضمن فعاليات اليوم الأول لاجتماعات القادة العرب.
ومنذ اللحظة الأولى لبدء فعاليات القمة بدا مشهد استدعاء أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للخطيب ووفد سوريا الذي يترأسه لشغل المقعد مؤشرا على أن الملف السوري يتقدم قمة الأجندة ويحتل رأس الأولويات هذه المرة رغم التأكيد على أن فلسطين هي قضية العرب الأولى وإبقاء الأضواء مركزة على معاناة دول الربيع العربي.
وقد استهل أمير قطر كلمته بالتأكيد على أن السكوت عن ما يجري في سوريا يمثل جريمة، ودعا لوقف فوري للعنف وشدد على دعم الحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري “بشرط ألا تعيد عقارب الساعة إلى الوراء”. كما أكد على وحدة سوريا شعبا وأرضا مكررا مطالبته المجتمع الدولي باستصدار قرار للوقف الفوري لسفك الدماء وتقديم المسؤولين عنه للعدالة الدولية.
كلمة قوية
أما الخطيب -الذي فاجأ الجميع أثناء الاجتماعات التحضيرية للقمة باستقالته من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية- فقد ألقى كلمته التي وصفها مراقبون “بالقوية للغاية”، ووجه العديد من الرسائل، وفي مقدمتها التأكيد على حالة الغضب من تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم الدعم الحقيقي للثورة السورية.
ولم يتردد الخطيب في التعبير عن ذلك قائلا “شعب سوريا يذبح منذ عامين تحت أنظار العالم وما زالت بعض الحكومات تحك رأسها لتقرر ماذا تفعل”. وأضاف “أن الطائرات الحربية تقصف أفران الخبز ليخرج معجونا بدماء السوريين”. كما قال متسائلا “هل يحتاج تقرير حق الدفاع عن النفس لسنوات من البحث؟”.
وتحدث الخطيب عن ثلاثة عناوين قال إنها تستخدم للتشويش على الثورة السورية وهي قضايا الأقليات واتهامات الإرهاب والتحذير من وقوع الأسلحة الكيمياوية في أيدي الثوار.
وتطرق الخطيب إلى ضرورة محاسبة النظام على جرائمه، وروى بعض حالات التعذيب والاعتقالات التي شملت الأطفال.
كما كشف عن مساعدات أميركية في المجال الإنساني بلغت 365 مليون دولار، مشيرا إلى أن المطلوب الآن من الولايات المتحدة هو مد مظلة صواريخ باتريوت في شمالي سوريا لحماية السوريين من قصف النظام.
خارج السياق
ولم يتردد الخطيب في الخروج بعيدا عن السياق الدبلوماسي ووجّه حديثه للقادة العرب مذكرا إياهم بالصحابي عمر بن الخطاب عندما اعترضته امرأة من عامة الناس وقالت له “اتق الله”. وفي هذا السياق قال الخطيب موجها حديثه للقادة للعرب “اتقوا الله فلا خير فيكم إن لم تسمعوها، اتقوا الله في شعوبكم وحصنوا بلادكم بالعدل”. وأضاف “شعوبنا أمانة ثقيلة نرجو الله أن يعينكم عليها”.
وتعليقا على الملف السوري بالقمة قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة للجزيرة نت إنه من الضروري إيجاد موقف عربي لتقنين مسألة تسليح الثوار في سوريا وصولا إلى التسليح النوعي. واعتبر الزعاترة أن المعركة الحقيقية هي تلك التي تجري على الأرض “فالنظام لن يستجيب للحل السياسي”.
وقلل الزعاترة من خطورة الخلافات داخل صفوف المعارضة السورية، ورأى أنها تمثل أمرا عاديا في كل الثورات. ودعا لممارسة الضغط على الدول التي تدعم النظام السوري مثل روسيا وإيران مع حث دول الجوار العربي على تقديم الدعم للثوار وتوصيل السلاح لهم.
في هذا السياق جاءت تحذيرات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من مخاطر ما يجري في سوريا على دول الجوار العربي، وأقر في الوقت نفسه بفشل كل مبادرات الجامعة في المرحلة الأخيرة بسبب تعنت النظام السوري ورفضه لكل سبل الحل.
وتحدث العربي في كلمته عن عجز مجلس الأمن، ودعا لتوفير كل الدعم لجهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مشددا على أن خيار التسوية السياسية هو الخيار الذي يجب التمسك به مع التأكيد على ضرورة توحيد المعارضة السورية تحت مظلة الائتلاف الوطني.
وهكذا كشفت فعاليات الساعات الأولى لقمة الدوحة عن رسائل قوية يتوقع أن تخرج عنها على شكل قرارات ربما تعيد ترتيب أوراق الملف السوري وتنبه إلى الوضعية الجديدة للثوار على الصعيد السياسي بعد الاستحواذ رسميا على مقعد الأسد الرئاسي بالقمم العربية.
التسلح.. أكبر تحد يواجه ثوار سوريا
ماجد أبو دياك-حلب
تشكل قضية التسلح واحدا من أكبر التحديات التي تواجه الثوار في سوريا في ضوء اختلال موازين القوة العسكرية مع النظام الذي يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة.
وتكاد تكون الشكوى التي تسمعها من الفصائل المقاتلة واحدة: انعدام الإمداد الخارجي بالسلاح الثقيل وعدم توفر الذخائر للآليات التي يغنمها الثوار من قوات النظام.
ويمتنع الغرب عن تزويد الثوار بالسلاح مخافة أن يقع بيد من يسميهم “الإرهابيين” وقد باءت بالفشل محاولات فرنسا وبريطانيا لإقناع الاتحاد الأوروبي بمد المعارضة بالسلاح، وترفض الولايات المتحدة لنفس السبب إمداد المعارضة بالسلاح الثقيل وتضغط على حلفائها لعدم السماح بمرور الأسلحة إلا ما يتم تحت سمعها ونظرها.
ويدرك الثوار أن هذه المعضلة ستظل باقية، ولذلك فقد باشروا في التصنيع المحلي وبدؤوا في التعامل مع تهريب الأسلحة وإن بكميات محدودة، مع بقاء الشق الأهم في التسليح مما يغنمه المقاتلون من النظام.
غنائم الثوار
في هذا السياق، أكد محمد عبده مسؤول التسليح بلواء التوحيد الموجود بكثافة في حلب أن جزءا قليلا من الأسلحة يتم تحصيله كدعم خارجي، ولكنه رفض الحديث عن الجهات التي تقدم هذه الأسلحة، أما الباقي فيأتي من غنائم النظام، ويقول ساخرا “نحن نعتبر أن أكبر داعم لنا هو روسيا ونظام الأسد”.
وأضاف أن الثوار سيطروا على ست دبابات ومثلها من الـ(بي أم بي) -وهي مجنزرة أصغر من الدبابة – بالإضافة إلى الدبابات الخاضعة للصيانة. ووفق عبده أيضا فقد تمت السيطرة على ثلاثة مدافع 130 ذات التغطية النارية الكثيفة ولكنها تحتاج إلى ذخيرة غير متوفرة، متوقعا الحصول عليها من مخازن خان طومان التي تم الاستيلاء عليها في حلب.
وعن كيفية تعلم قيادة هذه الآليات من جنود لم يسبق لهم العمل عليها، أبلغنا المقاتل عبد الكريم الأحمد من السفيرة بريف حماة أنه يرمي من دباية “تي 62” وقد تعلم التحكم فيها من منشقين عن النظام خلال عمله بكتيبة الدبابات.
تصنيع محلي
وكانت لنا فرصة لٌلاطلاع على جزء من التصنيع المحلي للثوار عند أحد الألوية التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها. ويتنوع التصنيع بين القنبلة اليدوية البسيطة وألغام الأفراد والألغام الجدارية التي تستخدم للاقتحام، وصولا إلى الصواريخ التي يصل مداها لبضعة كيلومترات فقط.
ولم نتمكن من زيارة مقر جبهة النصرة -الموضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية- بسبب تحفظ الجبهة على التعامل مع الإعلام إلا في تصوير بعض العمليات. وبدلا من ذلك توجهنا إلى كتيبة المشاة بريف حلب والتي تتبع لواء التوحيد وتمت السيطرة عليها العام الماضي. واطلعنا هناك على عدد من دبابات تي 52 وهي تستعد للقتال في الجبهات.
دبابات بحوزة الثوار
وفي تل رفعت القريب من مطار منغ العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، لم نتمكن من رؤية قائد كتيبة الدبابات بلواء التوحيد العقيد سامر زيتون، بسبب إصابته العرضية أثناء جولة تدريب، فرافقنا نائبه أبو محمد إلى نقطة عسكرية قريبة من المطار.
وفي مكان محدد بريف حلب الشمالي قرب المطار، أزاح لنا أغصان الزيتون التي تغطي دبابة من نوع تي 72 قائلا إن هناك دبابات أخرى ومن بينها دبابة “تي 82” الأحدث بالترسانة السورية بحوزة الثوار، لكنه قال إنها على خط الجبهة الأول تشارك في حصار المطار، ومن الخطورة بمكان علينا الوصول إليها.
وأضاف أن كتيبته تحاول إصلاح خمس دبابات معطوبة من طرازات “تي 52” و”تي “62 للمشاركة في عمليات الثوار، ولكنه طلب منا عدم كشف مكان إصلاح هذه الدبابات حتى لا تتعرض للقصف.
أما قائد المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي فأكد أن “الذخيرة نشتريها من السوق السوداء”. وأشار إلى أن الأسلحة التي استولى عليها الثوار لا توازي إلا القليل من مخزون أسلحة النظام في كل سوريا. ورغم أنه متفائل بالنصر القريب على النظام فهو يعتقد أن حسم المعركة معه يتطلب الدعم بالسلاح والمال.
المعارضة السورية تطالب القمة بالتدخل لتوسيع الائتلاف وحكومة توافق
طالبت بتصحيح هيمنة فريق على الائتلاف والحكومة الانتقالية
العربية.نت –
في الوقت الذي سلمت القمة العربية في الدوحة الكرسي السوري لرئيس الائتلاف المستقيل، معاذ الخطيب، الذي جلس عليه، ولم يمنح لرئيس الحكومة المؤقتة، غسان هيتو، بسبب تزايد الاعتراضات على تعيينه، في نفس الوقت وقعت شخصيات عديدة من رموز المعارضة السورية وجهته للجامعة العربية تعترض على تعيين هيتو، وتطالب بتوسيع الائتلاف حتى لا يمثل فريقاً واحداً فقط من الشعب السوري.
وطالب البيان، الذي وقعته شخصيات أساسية، بينها ميشيل كيلو وعمار القربي وبسام اليوسف ووليد البني، بتوسيع الائتلاف ليضم 25 ممثلاً للتيار المدني الديمقراطي حتى يمثل كل السوريين لا فئة واحدة، كما طالب البيان بالتخلي عن مشروع الحكومة المؤقتة الذي سبب الانقسام ويلاقي معارضة شديدة من قيادة ومقاتلي الجيش الحر. ودعا البيان إلى حكومة توافقية تشكل على أساس وطني أو أجهزة تنفيذية بديلة.
وجاء في البيان أن المعارضة في أزمة، “ويتظاهر مأزقنا اليوم فيما يجري داخل الائتلاف الوطني وما يمارسه المسيطرون عليه من تخبط وسط صراعات بين قيادات الائتلاف، وسيطرة استبعادية يمارسها أحد تياراته على خياراته وخطاه، وفي ظل هيمنة عربية متنوعة وإقليمية فاضحة على قراره الوطني الذي تلاشى بصورة متعاظمة إلى أن كاد يختفي، بينما يقدم ملايين السوريين تضحيات تجلّ عن الوصف، ويواصل النظام جرائمه بمختلف الأسلحة ويصعدها بكل الطرق والأساليب.
واليوم، حان لنا أن نتخذ موقفاً يتسم بالوضوح والحسم يتركز على النقاط التالية:
1-إعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازناً وخارج سيطرة جهة واحدة أو تيار واحد، بضم 25 ممثلاً للتيار المدني الديمقراطي إليه، وتصحيح تمثيل المرأة بداخله، من أجل تحقيق التوازن الوطني فيه، الضروري لاستعادة القرار السوري المستقل، ولتحويل الائتلاف إلى ممثل فعلي للشعب السوري، وجعل مؤسساته الجهة التي لا يدخل أحد إلى وطننا دون موافقتها، ولا يقيم أحد فيه أي اتصال مع أية جهة خارجه إلا من خلالها.
2-التخلي عن مشروع الحكومة المرحلية، الذي سبب انقساماً وطنياً واسعاً ولقي معارضة شديدة من قيادة ومقاتلي الجيش الحر، الذي نشيد بموقفه الوطني المسؤول، واستبداله بأجهزة تنفيذية، أو بحكومة توافقية تشكل على أساس وطني صرف يشكلها الائتلاف بعد توسعته، وتكون القناة الوحيدة لإيصال الإغاثة إلى الشعب والاهتمام بشؤونه في كل مكان، ولحفظ كرامته وتثبيته في الوطن، ولإعادة من يمكن إعادته من المهجرين إليه، بعد إعمار ما دمر من مدنه وقراه، وخاصة في المناطق المحررة.
3-وضع أسس واضحة للعلاقات بين قوى وأطراف المعارضة وبينها وبين الجيش الحر، تساعد في تحويله إلى جيش وطني على درجة عالية من الانضباط والجاهزية القتالية، وفي ضبط فوضى السلاح والمسلحين ضمن إطار الوحدة الوطنية والنضالية لشعبنا، على أن يشارك في وضع هذه الأسس جميع أطياف جميع المعارضة ما دام إيجادها والالتزام بها شأناً وطنياً يخص الجميع، ويتخطى أي حزب أو تيار خاصة إذا كان استبعادياً”.
الموقعون
عبد الرزاق عيد
ميشيل كيلو
عمار القربي
بسام اليوسف
توفيق دنيا
وليد البني
بسمة قضماني
صبا الخضور
عصام محمد
سقراط البعاج
سهام محفوض
عباب خليل
نزير دنيا
فؤاد حميرة
غزوان قرنفل
بشار عبود
أحمد العاصي الجربا
مصطفى العظم
زياد أبو حمدان
غزوان الأكتع
منذر آقبيق
شادي الخش
بهية مارديني
مازن حقي
عامر العجلاني
بسام إسحاق
سليمان الهواري
لبنى العلاف
كمال اللبواني
ريم فليحان
فايز سارة
مجد جدعان
عمار عبد الحميد
خولة يوسف
مروان حجو الرفاعي
يحيى الكردي
قاسم الخطيب
محمد خير كريم
رضوان زيادة
ثائر موسى
عزة البحرة
وحيد صقر
محمد العبد الله
فهد إبراهيم باشا
عامر عجلاني
مازن حقي
معروف العبيد
لبنى العلاف
زكوان البعاج
سعود الأطرش
رزان شيخموس
ديمة عجيب
سهام المرزوقي
نجيب شيا
علي الحناوي
نظام دوبا
محمد كركوتي
حميلة صادق
عبد الجليل السعيد
زهير إسماعيل
غسان الأطرش
شادي مارتيني
علي الجندي
نزار البابا
وسيم أبازيد
فهد الرداوي
باسل كويفي
ثائر عبود
بسام البني
حكاية 14 شاباً من قطنا قتلوا تحت التعذيب وضاعت جثامينهم
30 حاجزاً ثابتاً وترابياً و5 مساكن للضباط وقطع عسكرية كبيرة تحيط بالمدينة
دمشق – جفرا بهاء –
لا قاعدة يتبناها النظام السوري ويتصرف على أساسها، ولا يمكن لأي من السوريين التكهّن بما يمكن أن يفعله ذلك النظام، فقتل 14 شاباً دفعة واحدة من مدينة قطنا تعذيباً لم يحكمه بالتأكيد أي منطق.
وما بين بلال نبعة 19) عاماً) وإسماعيل البقاعي (60 عاماً) يبدو تعذيب شاب لم يلتحق بجامعته بعد ورجل تجاوز عمره عمر الآباء ليصبح جدّاً، يبدو ذلك التعذيب واحد بلا منطق ولا سبب، وما بينهما تم تعذيب وقتل 12 شاباً يحملون جميع الأعمار وإن كان معظمهم في عمر الشباب.
نُكِبتْ قطنا أمس بخبر غياب الـ 14 شاباً، وكانوا قد نُكِبوا من قبل باعتقالهم، وجاء تبليغهم بوجوب ذهابهم لاستلام جثث أبنائهم “الذين لن يستطيعوا التعرف إلى ملامحهم الضائعة وسط التعذيب والتشويه”، وعند محاولتهم الوصول لمشفى تشرين العسكري واجهوا تلك الحواجز التي منعتهم من الوصول.
وعلى اعتبار أن النظام السوري اعتاد تلفيق القصص، فإنه لم يدخر جهداً هذه المرة أيضاً، وتبدو تلك القصة التي اختلقها باهتة، ففي حين يعرف الجميع أن أولئك الشباب الـ14 تم اعتقالهم من قبل فرع المنطقة التابع للأمن العسكري في دمشق، فإنه وحين تم تبليغ الأهل قيل لهم “قتلتهم العصابات المسلحة”.
ولا تزال المدينة تتحضر لاستقبال جثامين أولادها، في وقت أصبح دفن الميت رفاهية لا يطالها الشعب السوري.
وتحوّلت بين ليلة وضحاها أسماء المعتقلين “أيهم عمران، محيي الدين عبدالرحيم، بلال نبعة، بشير شقير، إسماعيل البقاعي، عمر إسماعيل عمر، حبش جاسم، محمد عوض، محمد العوض، سامر الهيمي، وليد قدورة، عبيدة البقاعي، سامر المقطرن، محمد الزغلول” إلى أسماء أموات، ولكن بلا جثامين وبلا دفن وبلا صلاة على أرواحهم، وستخنق أمهاتهم الدمعة لحين دفن أولادهن.
30 حاجزاً وجيش على مداخل المدينة
من المعروف للسوريين خصوصاً لمن قرأ تاريخ سوريا، أن قطنا مدينة مهمة لأي نظام يحكم، وهذا يفسّر الكمّ الهائل من الحواجز وانتشار الجيش فيها وحولها وتطويقها الدائم.
فعند أي انقلاب عسكري في سوريا يتم الاستيلاء على قطنا الحدودية والمليئة بمختلف القطع العسكرية والمحاطة بمساكن الضباط الفرقة العاشرة من أكبر الفرق العسكرية، والحرس الجمهوري والكتيبة 68 واللواء 87 وحقل السياقة وعدد من كتائب المدفعية والدبابات، بالإضافة لمفرزة أمن عسكري وسياسي و5 مساكن للضباط.
يوجد في قطنا 30 حاجزاً ثابتاً على كل حاجز مدرعة أو دبابة وحوالي 30 لـ50 عنصراً، وبالإضافة لـ100 ساتر ترابي زاد تقطع البلد.
وحاول الجيش والأمن التابعان للنظام منذ بداية الثورة فصل قطنا عما حولها وتفريغها من أهلها، وبالطبع فإن عدداً كبيراً من سكانها اضطر للنزوح وسط المداهمات المتكررة وحرق البيوت وتخريبها.
المعارضة تشغل مقعد سوريا.. ورفع علم الاستقلال بقمة الدوحة
الخطيب يؤكد أن السوريين سيقرّرون مَنْ سيحكمهم “لا أي دولة في العالم”
العربية نت –
رفعت المعارضة السورية علم الاستقلال في قمة الدوحة التي انطلقت أعمالها اليوم الثلاثاء، حيث استلمت المعارضة مقعد سوريا بالجامعة العربية
ووجّه معاذ الخطيب كلمة إلى الحضور، مؤكداً أن السوريين بدأوا ثورة سلمية إلا أن النظام ردّ عليهم بالسلاح والقتل، وأضاف: “منح مقعد سوريا لنا هو بداية رد الحقوق”.
وترأس الخطيب وفد المعارضة السورية وجلس في مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية”، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.
ومن جانبه، حمل الأمينُ العام للجامعة العربية د. نبيل العربي النظامَ السوري مسؤولية ما يحدث في سوريا مع إصراره على الحل العسكري وقتل الأبرياء، على حد وصفه.
ورحّب العربي بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً لسوريا.
هذا وحثّ أمير قطر، خلال كلمته، مجلس الأمن الدولي على وقف إراقة الدماء في سوريا وإحالة المسؤولين عن ذلك الى العدالة الدولية.
يُذكر أنها القمة العربية الرابعة والعشرين انطلقت صباح اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، وبدأت الفعاليات بتسليم العراق رئاسة القمة العربية في دورتها الحالية لدولة قطر، ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قادة المعارضة السورية لشغل مقعد سوريا بالجلسة.
الناتو: لن نتدخل عسكريا في سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال حلف الناتو، الثلاثاء، إنه لن يتدخل في سوريا، وذلك في أول رد على دعوة رئيس الائتلاف السوري المستقيل، أحمد معاذ الخطيب وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مد مظلة صواريخ باتريوت في المناطق الشمالية من البلاد لحماية الشعب السوري هناك.
وأردف الخطيب أنه لم يقصد من هذا الطلب تعزيز الوضع العسكري للمعارضة أو القتال، وإنما لحماية المدنيين وتشجيع من هاجروا أو نزحوا على العودة لديارهم، مشيرا إلى أنه لا يزال بانتظار رد كيري على طلبه.
كما طالب، في كلمة أمام القمة العربية، بالحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة أسوة بحصولهم على مقعد جامعة الدول العربية والذي اعتبره جزءا من إعادة الشرعية للشعب السوري والتي حرم منها طويلا على حد وصفه.
واعتبر الخطيب أن الشعب السوري “يتعرض للقتل والتعذيب ويدفع ثمن حريته على مدى عامين متواصلين، كما أن الشعب السوري هو من صنع الثورة وهو من سيصنع نهايتها”.
وتحدث رئيس الائتلاف المستقيل عما أسماه “محاولات لتشويش الثورة” والتي صنفها بالطائفية والسلاح الكيماوي والإرهاب ومن سيحكم سوريا مستقبلا، كما ألقى باللائمة على النظام السوري برفض أي مبادرة لحل الأزمة في البلاد.
وفيما يتعلق بسوريي الخارج طالب الخطيب كافة الدول العربية المشاركة في المؤتمر بتسهيل معاملاتهم وإقاماتهم في أماكن وجودهم في الخارج.
داودأوغلو: النظام السوري مرفوض
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركية،أحمد داود أوغلو، أن النظام السوري مرفوض والشعب لن يهزم، مشيرا إلى أنه يجب الإعلان عن بدء المرحلة الانتقالية بعد أن تم تشكيل الحكومة الانتقالية.
ولفت إلى أن سياسات التدمير التي ينتهجها النظام السوري في تزايد. وقال أحمد داوودأغلو إن بلاده ستعمل مع الحكومة الانتقالية لتحصل الأخيرة على مقعد في الأمم المتحدة،
وأضاف داوودأوغلو في كلمته في قمة الدوحة أن تركيا لن تترك الشعب السوري وحده.
حمل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مسؤولية استمرار الأزمة السورية لمجلس الأمن، مشيرا إلى أن تهديدها لأمن المنطقة يتزايد.
وقال العربي إنه يجب تقديم دعم أكبر للمعارضة السورية من خلال الائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.
مجلس أمن عربي وصندوق للقدس وقمة للمصالحة الفلسطينية
ودعا نائب الرئيس العراقي، خضير الخزاعي، في افتتاح الجلسة بدورتها الـ 24، القمة إلى تشكيل مجلس أمن عربي لإيجاد حل للإشكالات الأمنية بين الدول العربية، وإلى نقل البرلمان العربي مؤقتا من دمشق إلى بغداد.
وقال “أدعو إلى العمل على تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية بيننا وفق صيغة يتفق عليها تؤهل الدول العربية لمقاربة الأمن العربي كله”.
وأضاف قبل أن يسلم رئاسة القمة لقطر “نقترح النقل المؤقت لموقع البرلمان العربي من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا”.
من جانبه دعا أمير قطر خلال اجتماع القمة إلى تأسيس صندوق حجمه مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين في القدس الشرقية، كما عرض المساهمة بمبلغ 250 مليون دولار للفلسطينيين.
كما دعا الشيخ
حمد بن خليفة آل ثاني إلى قمة عربية مصغرة في القاهرة بحضور حركتي فتح و حماس لتسريع إنجاز المصالحة.
وجلس رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل، معاذ الخطيب، وللمرة الأولى على مقعد سوريا في اجتماع القمة العربية، الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة.
وشغل وفد الائتلاف الوطني السوري المقعد بعد أن طلب أمير قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من القادة العرب دعوة المعارضة إلى تمثيل سوريا رسميا خلال القمة.
كما ظهر “علم الاستقلال” الذي تبناه ورفعه معارضون سوريون منذ بداية الاحتجاجات في سوريا منتصف مارس 2011، عوضا عن العلم السوري ذي اللون الأحمر.
ويحضر اجتماع القمة العربية كل من رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والمعارض جورج صبرا، وسهير الأتاسي، الذين جلسوا خلف الخطيب.
كما حث أمير قطر مجلس الأمن الدولي على وقف إراقة الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم الدولية.
الجيش السوري يستعيد حي بابا عمرو بحمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استعادت قوات الجيش السوري السيطرة على حي بابا عمرو في حمص وسط البلاد بعد أن كانت المعارضة المسلحة أعلنت استيلاءها عليه أوائل الشهر الحالي.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء سانا، الثلاثاء، عن مصدر عسكري قوله إن “وحدات من جيشنا الباسل أعادت الأمن والاستقرار إلى حي بابا عمرو في حمص بعد أن قضت على جميع أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إليه قبل أيام”.
بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان “سيطرة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على الحي الذي هجره أغلب سكانه بعد غارات صاروخية وهجمات مكثفة”.
وكان حي بابا عمرو معقلا للمعارضة المسلحة منذ أواخر عام 2011، إلى أن تمكنت القوات الحكومية من السيطرة عليه عقب حملات عسكرية عنيفة دمرت أغلب أبنية الحي وتسببت بتهجير معظم سكانه.
وقام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة الحي في مارس 2012، وبث التلفزيون الرسمي حينها لقطات تظهر الأسد مع مرافقيه وهم يقومون بجولة بأنحاء الحي.
القمة العربية: مقعد دمشق للمعارضة وأمير قطر يدعو لصندق القدس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — احتل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، المقعد الرسمي لبلاده في اجتماعات القمة العربية التي بدأت في قطر، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي شهدت دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتأسيس صندوق لحماية القدس وتقديم الدعم لمصر.
وافتتحت الجلسة بكلمة لنائب الرئيس العراقي، خضير الخزاعي، الذي مثل بلاده التي تولت في العام الماضي رئاسة القمة، فدعا لتأسيس مجلس أمني عربي لمعالجة القضايا الأمنية العربية وحل الخلافات بعيدا عن التدخلات الخارجية، وطالب الدول بـ”الابتعاد عن الصفقات والمحاور الدولية.”
واقترح الخزاعي “نقل موقع البرلمان العربي المؤقت من دمشق إلى بغداد، بانتظار استتباب الوضع في سوريا،” كما دعا لدراسة إعداد اتفاقيات للتعاون الأمني ومواجهة غسل الأموال وتجفيف منابع الإرهاب، وحول الوضع في سوريا قال: “ندعم التطلعات المشروعة للشعب السوري” مضيفا أن بلاده تقف إلى جانب “الحل السياسي للأزمة بأيد سورية ورفض التدخل الأجنبي.”
من جانبه، قال أمير قطر، إن على إسرائيل أن تعرف أن السلام يجلب الأمن، مضيفا أن القضية الفلسطينية “هي القضية الأساسية للعرب،” مقترحا عقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر – إلى جانب قيادتي فتح وحماس – وتكون مهمتها تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ولا تنفض قبل تحقيق ذلك.
وبحسب أمير قطر، فإن التفاوض سيشمل الاتفاق على تشكيل حكومة وتحديد موعد لانتخابات “على أن يتحمل من يعرقل مسؤوليته أمام الله والوطن والتاريخ” وفقا لتعبيره، كما اقترح إقامة صندوق بقيمة مليار دولار لحماية القدس تقدم الدوحة له 250 مليون دولار.
ودعا أمير قطر إلى قيام نظام في سوريا ليس فيه “تمييز،” مضيفا أن الأمور “وصلت إلى كارثة لم يعد معها الشعب يقبل بأقل من انتقال السلطة،” وتابع بالقول: “وسوف يشهد التاريخ لمن وقف مع الشعب السوري في محنته كما سيشهد على من خذله.”
ودعا أمير قطر مجلس الأمن إلى إصدار قرار فوري حول سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة الدولية، وقال إن بلاده مع الحل السياسي في سوريا “شرط ألا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء” على حد تعبيره، وحض كافة الدول العربية على دعم مصر بسبب وضعها الاقتصادي وكثافتها السكانية.
معاذ الخطيب يطالب من قمة الدوحة بمقعد سوريا في الأمم المتحدة
طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل أحمد معاذ الخطيب خلال القمة العربية في الدوحة بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الأمم المتحدة، بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا أن الشعب السوري سيقرر من سيحكمه “لا أي دولة في العالم”.
وقال الخطيب في كلمته أمام القادة العرب “يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر، لا أي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه”.
وكشف الخطيب في كلمته أنه طلب من واشنطن المساعدة في حماية المناطق الشمالية بسوريا الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة باستخدام صوايخ باتريوت.
وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تؤدي دورا أكبر في المساعدة على إنهاء صراع مستمر منذ عامين في سوريا.
وحمل الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد مسؤولية ما وصفه برفضها حل الأزمة.
بدء الجلسات
وكانت القمة العربية الرابعة والعشرون قد بدأت أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة أكثر من 15 من قادة الدول العربية، وممثلين على مستوى رفيع عن دول أخرى.
ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال افتتاحه القمة، كلا من الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، وباقي أعضاء الوفد المعارض، إلى شغل مقعد سوريا، على وقع تصفيق في القاعة.
ورفع علم “الاستقلال” الذي تعتمده المعارضة السورية مكان العلم السوري.
وترأس الخطيب الوفد السوري، وجلس على مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية”.
وكانت بعض الدول العربية قد أبدت تحفظها على منح المعارضة السورية متمثلة في الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا، ومن هذه الدول العراق والجزائر، ونأي لبنان بنفسه.
“سطو”
واعتبرت وسائل الإعلام السورية الثلاثاء أن “السطو” على مقعد سوريا في الجامعة العربية، ومنحه إلى المعارضة السورية “جريمة قانونية وسياسية وأخلاقية”.
وأشارت صحيفة تشرين الحكومية إلى أن الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”.
ترحيب
وحث أمير قطر مجلس الأمن الدولي في كلمته في افتتاح القمة على وقف إراقة الدماء في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم الدولية.
ورحب الأمير في كلمته بمشاركة المعارضة السورية في القمة وجلوسها على مقعد سوريا.
وكان خضير الخزاعي نائب الرئيس العراقي قد دعا في افتتاح القمة إلى تشكيل مجلس أمن عربي لتولي حل الإشكالات الأمنية بين الدول العربية، وإلى نقل البرلمان العربي مؤقتا من دمشق إلى بغداد.
وتبحث القمة عدة قضايا على رأسها الصراع في سورية، وملف السلام في الشرق الأوسط.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها المعارضة السورية في أعمال القمة العربية منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
ويتغيب عن القمة نحو ستة من القادة العرب، هم سلطان عمان، وملكا السعودية والمغرب، ورؤساء العراق والجزائر والإمارات العربية.
دعم الفلسطينيين
وإلى جانب النزاع السوري الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70000 شخص في سنتين، وأكثر من مليون لاجئ، وأربعة ملايين نازح، من المتوقع أن تبحث القمة أيضا عملية السلام المعلقة منذ سنتين.
ودعت قطر في أولى جلسات القمة إلى تأسيس صندوق حجمه مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين في القدس الشرقية، وعرضت المساهمة بمبلغ 250 مليون دولار.
وتقدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر بهذا الاقتراح خلال افتتاح القمة.
وطالب يوسف رزقة المستشار السياسي لإسماعيل هنية القمة العربية باتخاذ مواقف محددة وعملية، لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة الإجراءات والتهديدات الإسرائيلية.
BBC © 2013
القمة العربية في الدوحة: ماذا قالوا؟
أخذت سوريا وفلسطين حصة الأسد في مداخلات القادة العرب صباح هذا اليوم خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية المنعقدة حاليا في قطر.
وشغلت المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية كما اقترحت قطر إنشاء صندوق بمليار دولار لمساعدة فلسطينيي القدس الشرقية إلى جانب بحث مساعدة الدولتين للحصول على مقعد في الأمم المتحدة.
أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية المستقيل
“نريد مقعدا في الأمم المتحدة” أحمد معاذ الخطيب
“نطالب بالدعم والحق في مقعد سوريا في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.”
“دور الولايات المتحدة أكبر من المساعدات الانسانية وقد طالبت بمد نطاق صواريخ باتريوت إلى شمال سوريا من أجل حماية السوريين والولايات المتحدة تدرس الموضوع.”
حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر
“ندعو إلى إنشاء صندوق بمليار دولار على الفور لمساعدة الفلسطينيين في القدس الشرقية، تساهم فيه قطر بـ250 مليون دولار.”
أحمد داوود أوغلو، وزير خارجية تركيا
“تركيا ستساعد المعارضة السورية من أجل الحصول على مقعد في الأمم المتحدة.” أحمد داوود أغلو
“يجب أن تبسط الحكومة السورية الجديدة وجودها في المناطق المحررة.”
“تركيا ستساعد المعارضة السورية ..وفلسطين على الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.”
الحكومة السورية
“إن هذا الصراع عبارة عن تواطؤ دولي لإضعاف سورية ينفذه إرهابيون على الأرض.” الحكومة السورية
“إن هذا الصراع عبارة عن تواطؤ دولي لإضعاف سورية ينفذه إرهابيون على الأرض.”
الاعلام السوري الرسمي،
“إن هذا السطو الذي قامت به مشيخة قطر ومن معها بتمكين “ائتلاف الدوحة” بعضوية الدولة السورية..إنما هو جريمة قانونية وسياسية وأخلاقية.”
“الجامعة كانت حملا ثقيلا على سوريا شعبا ودولة الذين يدفعون اليوم ثمن هذا الوهم”.
“نرحب بدعوة أمير قطر لعقد قمة مصغرة في القاهرة لتفعيل المصالحة بين فتح وحماس.” اسماعيل هنية
يوسف رزقة، الناطق باسم حكومة حماس
“نطالب باتخاذ مواقف محددة وعملية لدعم الشعب الفلسطيني ومواجهة عمليات تهويد القدس والاستيطان ودعم قضايا اللاجئين والأسرى داخل سجون الاحتلال والمضربين عن الطعام..وتحويل الأموال الموعود بها في قمة الكويت الاقتصادية بعد حرب 2009 لدعم سكان قطاع غزة.”
BBC © 2013
الخطيب يطالب واشنطن بحماية السوريين من قصف القوات السورية
الدوحة (رويترز) – طلب معاذ الخطيب زعيم المعارضة السورية والذي شغل مقعد البلاد خلال قمة جامعة الدول العربية للمرة الأولى يوم الثلاثاء من الولايات المتحدة أن تستخدم صواريخ باتريوت لحماية مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة من القصف الجوي الذي تشنه القوات الحكومية السورية لكن حلف شمال الأطلسي رفض الفكرة.
وقال الخطيب إنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تساعد القوات الأمريكية في الدفاع عن مناطق في شمال سوريا تسيطر عليها المعارضة بصواريخ باتريوت ارض-جو. ولا يملك المقاتلون الكثير من الأسلحة لمواجهة طائرات الهليكوبتر الحربية والطائرات المقاتلة السورية.
وقال ياسر تبارة المتحدث باسم المعارضة “كان الاجتماع تاريخيا وعظمة الاجتماع كانت واضحة لأنه كان الخطوة الأولى نحو الحصول على شرعية قانونية كاملة.”
وقال الخطيب إن الولايات المتحدة يجب أن تقوم بدور أكبر في المساعدة على إنهاء الصراع في سوريا المستمر منذ عامين وحمل حكومة الأسد مسؤولية ما أسماه رفض حل الأزمة.
وقال الخطيب في إشارة إلى بطاريات باتريوت تابعة لحلف شمال الأطلسي أرسلت إلى تركيا في العام الماضي لحماية المجال الجوي التركي “لقد طالبت في الاجتماع مع السيد كيري بمد نطاق مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع.”
وأضاف “نحن ما زلنا ننتظر قرار من حلف الناتو حفاظا على أرواح الناس لا لنقاتل.. بل لنحمي الناس.”
وفي رد على تصريحات الخطيب قال مسؤول في الحلف في مقره ببروكسل “حلف شمال الأطلسي ليست لديه نية التدخل عسكريا في سوريا.”
ومضى يقول “يدعو الحلف إلى إنهاء العنف في سوريا والذي يمثل خطرا كبيرا على الاستقرار والأمن في المنطقة. ندعم بشكل كامل مساعي المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سلمي.”
وقال مايكل ستيفنز وهو باحث مقيم في قطر ويعمل في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن فرع الدوحة إن الموافقة على طلب الخطيب تعني في واقع الأمر أن يصبح الحلف في حالة حرب مع دمشق.
ويهدف حلف الأطلسي من نشر ثلاث بطاريات صواريخ باتريوت في شرق تركيا حاليا هو حماية تركيا من هجوم محتمل من سوريا. والهدف من الصواريخ هو إسقاط اي صواريخ معادية في الجو.
وشغل الخطيب مقعد سوريا الشاغر في قمة الجامعة العربية في الدوحة رغم إعلانه يوم الاثنين أنه سيستقيل من رئاسة الائتلاف الوطني السوري.
وطلب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو من داعمي مقاتلي المعارضة من الزعماء العرب دعوة وفد الائتلاف لتمثيل سوريا رسميا في القمة رغم الانقسامات الداخلية في المعارضة.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في نوفمبر تشرين الثاني 2011 احتجاجا على استخدام العنف ضد المدنيين لإخماد المعارضة.
وفي الكلمة الافتتاحية قال الشيخ حمد “إننا نكرر ما طلبنا به مجلس الأمن بأن يقف مع الحق والعدالة ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب وأن يستصدر قرارا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية.”
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 70 ألف شخص لقوا حتفهم خلال الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية مناهضة للأسد ثم تحولت إلى صراع مسلح.
وسببت الحرب في سوريا انقساما بين القوى العالمية وشللا داخل مجلس الأمن الدولي. كما أن العالم العربي منقسم إذ يعارض العراق والجزائر ولبنان الدعوات التي تطالب بتنحي الأسد في حين أن المملكة العربية السعودية وقطر هما أكبر بلدين داعمين للمعارضة.
وأطلق مقاتلو المعارضة في سوريا قذائف مورتر على وسط دمشق مرة أخرى يوم الثلاثاء. وقال التلفزيون الحكومي إن عدة أشخاص أصيبوا جراء قذائف “الإرهابيين” التي سقطت في مجمع الوكالة العربية السورية للأنباء في حي البرامكة.
وجاء الهجوم بعد وابل مماثل من قذائف المورتر التي أطلقتها المعارضة والتي سقطت قرب دار الأوبرا في ساحة الأمويين في وسط دمشق مما أسفر عن سقوط قتيلين.
ولم يغط التلفزيون الحكومي السوري اجتماع الجامعة العربية في قطر وعرض برنامجا عن مساحيق التجميل للمرأة.
وكان السبب وراء قرار الخطيب بالاستقالة فيما يبدو هو النزاعات الداخلية في الائتلاف الوطني السوري. وكان الخطيب قد أرجع قرار استقالته إلى عدم مساندة العالم للانتفاضة المسلحة ضد الأسد. وقوضت هذه الخلافات من زعم الائتلاف قدرته على تقديم بديل متماسك لنظام الأسد.
وفسر الليبراليون الاستقالة باعتبارها احتجاجا على ما يعتبرونه نفوذا متزايدا لإسلاميين داخل الائتلاف التي تشكل في الدوحة في نوفمبر تشرين الثاني ليحل محل المجلس الوطني السوري.
وكانت قد وجهت انتقادات لجماعة الاخوان المسلمين لسيطرتها على المجلس الوطني السوري وهي تسيطر بالقدر ذاته فيما يبدو على الائتلاف الوطني السوري الذي نال مساندة دولية واسعة النطاق لكنها أخفقت في تغيير انطباع بأنه ائتلاف يتألف أغلبه من أفراد يعيشون خارج البلاد ومدعومين من الغرب ومنخرطين في الخلاف السياسي.
وقالت جين كينينمونت من مركز أبحاث تشاتام هاوس في بريطانيا إن قطر ودول خليجية أخرى تشعر بالإحباط لأن الولايات المتحدة على وجه الخصوص وكذلك القوى الأوروبية لم تبذل جهدا أكبر لمساعدة المعارضة السورية.
وتابعت “دول الخليج تقارن هذا الموقف بحرب العراق التي كان الكثير منها يرتاب فيها ويرون الولايات المتحدة الآن أقل ميلا للتدخل.. حتى رغم أن هناك حجة أقوى بكثير لها وحاجة إنسانية أكثر إلحاحا مما كان الحال في حرب العراق.”
(شاركت في التغطية ميرنا سليمان ووليام مكلين وعمر فهمي من القاهرة وأوليفر هولمز واريكا سولومون من بيروت وادريان كروفت من بروكسل – إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)
من سامي عابودي ويارا بيومي
محللون: أيام الائتلاف السوري المعارض باتت معدودة
24 – رويترز
لم تكن استقالة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب تصرفاً فردياً لـ”مستجد في عالم السياسية” ملّ من التجاذبات بين القوى والكتل والتيارات السياسية، بل هي بحسب ما يراه بعض المحللين إيذاناً بانفراط عقد الائتلاف والعودة مجدداً إلى المربع صفر.
فقد وصف المؤرخ الهولندي والمتخص بالشأن السوري نيكولاوس فان دام استقالة الخطيب بأنها “تعبير عن الفوضى التي تعيشها المعارضة منذ بدء الثورة السورية قبل عامين”، وأضاف أن أهمية الاستقالة تتضمن بين سطورها فشل المعارضة السورية في تكوين جبهة موّحدة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، الذي بدوره يستفيد من هذا التفتت في كسب مزيد من الوقت.
وأوضح نيكولاوس أن هناك أبعاداً للفوضى التي تعيشها المعارضة، فهي ليست منقسمة بين تيار علماني وآخر إسلامي وحسب، وإنما مقسمة أيضاً بين معارضة الداخل والخارج، ومن هم مع حوار نظام الأسد ومن هم ضده.
من جانبه، أكد الباحث في المعهد الملكي للدراسات والدفاع في قطر مايك ستيفنس، أن ما يهم القطريين الآن هو تقديم معارضة موحدة ولو شكلياً للقمة العربية، لكن استقالة الخطيب “ضيعت عليهم حتى هذه الفرصة”، لافتاً إلى أن دعم الجيش الحر لقرار الخطيب بالتأكيد على رفضه الاعتراف بالحكومة الانتقالية ممثلة بغسان هيتو، إشارة واضحة لثقل وشعبية الخطيب التي “لا يمكن تجاهلها” بحسب رأيه.
في حين استبعد مدير مركز بروكينجز سلمان شيخ أن تنجح القمة العربية في احتواء “تشرذم المعارضة السورية”، منوهاً أن استقالة الخطيب هي بمثابة إعلان صريح عن أن “أيام الائتلاف السوري المعارض برمته باتت معدودة”.
مناوشات مرتفعات الجولان قد تجر إسرائيل للحرب في سوريا
أشرف أبو جلالة
ترتفع وتيرة المناوشات في الجولان خلال الآونة الأخيرة، بما يشير إلى أن إسرائيل قد تُجبَر على القيام بإجراءات دفاعية حتى لا تنجر إلى الحرب الأهلية بسوريا، وهنا منبع المخاوف بالنسبة للكثيرين.
بعد هدوء استمر على مدار 4 عقود، جاءت تلك القذائف السورية التي ضلت طريقها ووصلت الحدود الإسرائيلية السورية خلال فصل الخريف الماضي لتثير بعض المخاوف.
وبدأت تتطور الأمور خلال الأيام القليلة الماضية في مرتفعات الجولان بما يشير إلى أن إسرائيل قد تُجبَر على القيام بإجراءات دفاعية حتى لا تنجر إلى الحرب الأهلية بسوريا.
وبينما انضمت إسرائيل للقوى الإقليمية التي تطالب الرئيس الأسد بالرحيل، فإن القادة الأمنيين الإسرائيليين يؤكدون أن أكثر ما يقلقهم هو هؤلاء الثوار الجهاديين الذين يتجمعون حالياً على الجانب السوري من حدود عام 1974 في ظل غياب القوات السورية.
وقد وقع هجومان منفصلان يومي السبت والأحد الماضيين من الجانب السوري للحدود، واستهدفا دوريات إسرائيلية في الجولان المحتلة. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن الهجومين كانا متعمدين على ما يبدو، على عكس الحوادث السابقة التي وقعت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقد حظي الهجومان كذلك بتحذير قوي من جانب القائد الإسرائيلي المنوط بتولي الجانب الدفاعي عن الحدود الشمالية.
وأوردت في هذا الإطار صحيفة ذا جلوب آند ميل الكندية عن اللواء يائير جولان قوله إن هناك “نشاطاً مكثفاً” لمئات الجهاديين على الجانب السوري من الحدود، وأن القوات الإسرائيلية تعتقد أن هؤلاء المسلحين سيقومون بشن هجمات على إسرائيل من المنطقة.
ولمنع ذلك، تقوم القوات الإسرائيلية الآن ببناء سياج أمني جديد بطول الحدود وتُزيِد عدد قواتها في المنطقة. كما يفكرون في تطبيق ثمة فكرة قديمة للتكيف مع تلك الأوضاع الجديدة.
وأضاف اللواء جولان: “من التدابير التي لا يمكننا استبعادها بالتأكيد هو إنشاء منطقة عازلة دفاعية على الجانب الآخر من خط وقف إطلاق النار. وأتصور أنه سيتم إنشاء تلك المنطقة مع محاورين سوريين لديهم مصلحة في التعاون معنا في مواجهة باقي العناصر التي تهددهم أيضاً”.
وقارن جولان بين هذا التدبير الأمني وبين المنطقة العازلة التي تحافظ إسرائيل عليها منذ 15 عاماً في جنوب لبنان بمساعدة أنصار في الجيش الذي يطلق عليه جيش جنوب لبنان، الذي يتكون من أغلبية مسيحية ويشارك إسرائيل معارضتها لحزب الله.
ومضى يقول إنه يتعين على إسرائيل الإقدام على نفس الخطوة في سوريا اليوم، وقتما تسنح الفرصة، بغية إنشاء منطقة عازلة مماثلة، وأنها لا يجب أن تكون مترددة بهذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة في الإطار عينه كذلك إلى أن كثير من الوحدات الإسرائيلية المتواجدة في الجولان قامت مؤخراً بتغيير طبيعة عملياتها التدريبية، بتقليل تركيزها على التحضر لمعارك الدبابات، مثلما كانوا يفعلون على مدار سنوات، وباتوا يركزون بشكل أكبر على مقاتلة القوات غير النظامية المزودة بأسلحة مضادة للدبابات.
وفي مؤتمر أقيم بهرتسليا الأسبوع الماضي، قال رئيس المخابرات العسكرية اللواء افيف كوتشافي إن القوات تتحضر لاحتمالية الدخول في مواجهة مع حزب الله في لبنان. وأن تلك التدريبات قد تنطبق على الوحدات الإسرائيلية التي تواجه جهاديين مسلحين من سوريا.
وعاود اللواء جولان ليقول “وعلينا أن نتحضر للسيناريو الذي قد تتسلل فيه القوات إلى داخل منطقة مرتفعات الجولان. وهناك ثمة منطق في هذا الأمر. فنحن نتقاتل فوق قطعة من الأرض لا يوجد توافق دولي بشأنها بخصوص تبعيتها لإسرائيل”.
وليس من قبيل الصدفة أن تأتي تلك المخاوف الإسرائيلية الجديدة في الوقت الذي بدأ يصل فيه الصراع السوري إلى الحدود مع لبنان والأردن. وقد سيطر يوم أمس ثوار سوريون على معبرين حدوديين مؤديين إلى الأردن على الجانب الآخر من الجولان، فيما تحدثت تقارير من إسرائيل عن ان إحدى الجماعات التابعة للقاعدة قد نجحت في فرض سيطرتها على المنطقة التي تقع غرب تلك المعابر الحدودية، حيث تلتقي الحدود الخاصة بكل من سوريا والأردن وإسرائيل، وهي منطقة ذات أهمية إستراتيجية.
وختم اللواء جولان بقوله “رغم قوة هيئة القيادة الخاصة ببشار الأسد، إلا أن الرئيس السوري فقد حدوده بالفعل. والمقلق في الأمر الآن هو أن كل شيء مفتوح على مصراعيه. وهو ما يُصَعِّب عليه عزل الثوار الذين يتلقون بدورهم مساعدات خارجية ضخمة على صعيد القوات والذخائر. وهو ما يشكل خطراً بطبيعة الحال على إسرائيل”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801715.html
إنتشار خبر مقتل بشار الأسد برصاص حارسه الإيراني
لوانا خوري
انتشر منذ صباح اليوم خبر مقتل الرئيس السوري بشار الأسد على كل القنوات والمواقع الاخبارية، بعدما سربته مدونة استخباراتية إسرائيلية، وهو مستمر في الانتشار على الرغم من نفي سفارة سوريا في روسيا الأمر برمته.
بيروت: في خبر مفاجئ، أفادت مدونة “روتر” الاستخبارية الإسرائيلية أمس الأحد أن ضابطًا إيرانيًا يدعى مهدي اليعقوبي، يعمل حارسًا شخصيًا للرئيس السوري بشار الأسد، أطلق النار على الأسد فجر الأحد، لينقل الرئيس السوري بعدها سريعًا إلى المستشفى الشامي، لإخضاعه للإسعافات اللازمة.
كما أكد الموقع إصابة مسؤول عسكري بارز في الحادث نفسه، من دون أن تؤكد مصادر النظام السوري الخبر أو تنفيه.
وقالت المدونة الاسرائيلية إن خبر وفاة الأسد قد تأكد من مصادر إعلامية روسية، ذكرت أن إطلاق النار على الأسد تم من مسافة قريبة، وأنه توفي في مستشفى الشامي في دمشق بسبب قصور قلبيّ ناجم عن فقدان الأسد كميات كبيرة من الدم أثناء نقله إلى المستشفى.
ومع انتشار هذا الخبر، ضجّت وسائل الإعلام الالكترونية بالتكهنات، التي لم يكن في وسع أحد تأكيدها أو نفيها، خصوصًا مع توقف التلفزيون السوري الرسمي عن البث، ما ردّ إلى نية التعتيم الكامل على المسألة.
وكان اللافت تناقل بعض المواقع الاخبارية صورة عن تغريدة على حساب قناة الدنيا السورية المناصرة للنظام، تؤكد إصابة الأسد: “عاجل:إصابة السيد الرئيس بشار الأسد بطلق ناري ونقله الى مشفى الشامي بعد اطلاق النار عليه من أحد مرافقيه الذي تم شراؤه من قبل الخونة”.
ونقلت صحيفة نيويورك دايلي نيوز الأميركية الخبر أيضًا، مؤكدةً مقتل الأسد على يد أحد حراسه الإيرانيين.
نفي من روسيا
غير أن وكالة روسيا اليوم نقلت عن مصادر مقربة من الحكومة السورية تأكيدها أن النبأ عار عن الصحة تمامًا، وأن الأسد يتمتع بكامل قواه، ويمارس نشاطه الرئاسي كالمعتاد، واضعة الأمر في خانة ترويج الاشاعات لا أكثر.
أضاف: “هذا الخبر ليس صحيحًا على الاطلاق، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه الشائعات المغرضة، وكان الأجدر بالمحطات العربية التي نقلت الخبر عن موقع إسرائيلي توخي الدقة والبحث عن صحته، كما أن لا حارس شخصيا إيرانيا في حاشية الرئيس الأسد”.
إضافة إلى هذا النفي، أكد مسؤول في السفارة السورية في موسكو أن لا صحة للأنباء التي ترددت عن مقتل الأسد، وذلك في حديث لوكالة نوفوستي الروسية.
وقال هذا المسؤول إنه ينقل هذه المعلومات مباشرة عن السفير السوري في روسيا، وإن الأسد موجود في سوريا، وخبر وفاته مختلق تمامًا.
صعوبة التأكد
نقلت مجلة لوبوان الفرنسية عن مصادر في الجيش السوري الحر نفيه للواقعة، إلا أن مصادر إعلامية إسرائيلية ولبنانية استمرت في تأكيده، بحسب موقع لوبوان الالكتروني، خصوصًا في ظل الانتشار الأمني المكثف لقوات الجيش السوري في أحياء دمشق، وحول المستشفى التي تزعم الإشاعات وجود الأسد بداخله.
أضاف الموقع: “يعتقد البعض أن الأسد قد قتل، ويؤكد البعض الآخر أنه بين الحياة و الموت، وما من شك في أن الحرب الأهلية في سوريا لن تسهل تأكيد الخبر أو نفيه فمثل هذه الأنباء تمثل نقطة تحوّل في الصراع الذي خلف حتى الآن ما يزيد عن 70 ألف قتيل خلال عامين”.
ويقول محللون فرنسيون إن هذا الأمر لم يعد مستبعدًا الآن، خصوصًا لما يشهده النظام السوري من انهيارات متواصلة، ومن فقدان السيطرة على مناطق استراتيجية هامة في الأطراف كما في العاصمة دمشق.
كما أشار مراقبون أوروبيون إلى أن الإعلان عن الخبر قد يستغرق أيامًا، ريثما يعيد النظام السوري ترتيب أوراقه الداخلية، قبل تأكيد الاغتيال أو حتى الإصابة.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801515.html
المعارضة العلوية تطالب بمحاكمة تاريخية للأسد
اختتم مؤتمر “كلنا سوريون” للعلويين المعارضين لنظام بشار الأسد أعماله أمس، مؤكداً ضرورة عدم الخلط بين الطائفة العلوية والرئيس السوري، رافضاً محاولة النظام اختطاف الطائفة. وطالب المجتمعون في “إعلان القاهرة” بـ”محاكمة تاريخية” لنظام دمشق “لجرائمهم التي هي من أفظع الجرائم التي عرفتها البشرية”.
وفي حديث خاص لـ”المستقبل” بعيد إعلان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب استقالته أمس، صرّح رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة بأن الائتلاف مؤسسة وسيكلف من يمثله لملء مقعد سوريا في قمة الدوحة الأسبوع الجاري. وأوضح صبرة أن تلك الشخصية سيتم اختيارها من هيئة الرئاسة، مرجحاً أن يشارك رئيس الحكومة المؤقتة المنتخب غسان هيتو في تلك القمة.
ففي القاهرة، انتهى مؤتمر نظمه عدد من العلويين السوريين وحضره نحو ثلاثين معارضاً سورياً تقدمهم الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، بـ”إعلان القاهرة” الذي شدد على ضرورة عدم الخلط بين الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد والنظام الحاكم، باعتبار هذا الخلط “خطأ سياسياً وأخلاقياً”، كما طالبوا أبناء طائفتهم بالتمرد على الجيش وعدم حمل السلاح لقتال أبناء شعبهم.
واعتبر المجتمعون أن النظام السوري لم يكن يوماً في خدمة العلويين، وعبروا عن رفضهم لما اعتبروه “محاولة النظام خطف الطائفة ووضعها في مواجهة اخوانها من الشعب السوري”.
وقالوا في البيان الختامي للمؤتمر الذي استغرق يومين، إن “النظام يكذب عندما يصوّر نفسه على أنه حامي الأقليات وخصوصاً الطائفة العلوية”، واعتبروا أنه “يريد من هذا الكذب تخويف السوريين من التشدد الإسلامي المحتمل”.
وقال رياض خليل أحد القيادات العلوية المشاركة في المؤتمر: “إن العلويين مثلهم مثل باقي الطوائف السورية يعانون مثلما يعاني كل السوريين”. وأضاف أن “إعلان القاهرة هو رسالة تؤكد هذا المعنى”.
وشارك في هذا الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه نحو 150 شخصية علوية تضم نشطاء وزعماء دينيين اضطر معظمهم للفرار من سوريا بسبب تأييدهم الانتفاضة.
وتضمن “إعلان القاهرة” بنوداً أبرزها أن “النظام السوري لا هوية له أبداً إلا هوية الاستبداد والنهب والتدمير. وأما الدمج بين النظام الحالي والطائفة العلوية فهو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل”، مطالباً بـ”الشجاعة التاريخية تقتضي منا اليوم القول لأهلنا وأقربائنا إن مستقبلهم وأمنهم يقوم بالوقوف مع الشعب السوري في ثورته وإننا نرفض رفضاً قاطعاً محاولة النظام اختطاف الطائفة ووضعها بمواجهة إخوانها من باقي مكونات الشعب السوري”.
وقال الإعلان إن “المطلوب ليس إسقاط النظام فحسب بل وتفكيك بنية النظام الشمولي الذي أقامها وبناء دولة النظام والقانون”، وتابع أن “الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وصمة عار ليس في جبينه فقط بل في جبين الإنسانية وتاريخها، وتحتم علينا كبشر أولاً وكسوريين ثانياً ألا نرضى بأقل من محاكمة تاريخية لجرائمهم التي هي من أفظع الجرائم التي عرفتها البشرية”.
وختم الإعلان أن “النظام السوري يكذب حين يقول إنه بجانب الأقليات وخاصة الطائفة العلوية وهي كذبة يريد منها تخويف السوريين من التشدد الإسلامي المحتمل على حد زعم النظام، وكذلك يريد إعطاء صورة خاطئة للعالم بأنه يحارب جماعات تكفيرية وإنه الضامن للحرب على الإرهاب”.
وفي الدوحة، انهى وزراء الخارجية العرب الاحد اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها قطر الثلاثاء من دون اعلان قرار حول منح مقعد سوريا للمعارضة السورية، فيما خيمت على تحضيرات القمة الاستقالة المفاجئة لرئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب.
واكد مصدر سوري معارض أن استقالة الخطيب تعكس خلافاً مع “دول تتدخل في شؤون المعارضة خاصة قطر”، وعدم رضاه عن طريقة اختيار رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو الذي قال المصدر انه “قريب من الاخوان المسلمين”.
وأكد مصدر عربي ديبلوماسي رفيع شارك في الاجتماع الوزاري ان الوزراء اكدوا “الالتزام بقرار مجلس الجامعة الصادر في السادس من اذار بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة”.
واوضح المصدر انه “لم يتم اتخاذ قرار اليوم (أمس)” حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما “ترك مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة امير قطر بالتشاور مع القادة العرب”.
وافادت مصادر ديبلوماسية ان الجزائر والعراق تحفظتا على هذه الخطوة فيما اكد لبنان النأي بنفسه عن اي قرار يتعلق بالملف السوري.
وكشفت الملامح الرئيسية لمشروع البيان الختامي للقمة العربية المقرر عقدها غداً وبعد غد عن عزم القمة دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار في سوريا، ورعاية حوار وطني لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية.
وتركزت مسودة مشروع البيان الختامي للقمة والتي حصلت مراسلة وكالة الأناضول للأنباء على ملامحها الرئيسية على ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالملف السوري والقضية الفلسطينية وتطوير عمل جامعة الدول العربية.
ويدعو مشروع البيان نظام الرئيس السوري الى “العمل لتحقيق تطلعات شعبه في التغيير والاصلاح الديمقراطي الحقيقي وإيقاف آلة البطش والتدمير ونزيف الدم”. ويشير إلى إقرار الدول الاعضاء منح مقعد سوريا بجامعة الدول العربية إلى المعارضة السورية مع تحفظ كل من العراق والجزائر ولبنان.
وسيحث القادة العرب بحسب مشروع البيان، مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة “لأخذ دوره وإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار ورعاية حوار وطني سوري لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية”.
كما سيدعون إلى “تحرك عربي فاعل يتصدى لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين وتقديم كافة أشكال الدعم للدول التي تستضيفهم”، وكذلك الدعوة للعمل على “إعادة إعمار سوريا بعد الانطلاق نحو المرحلة الانتقالية”.
وكانت مسألة مشاركة المعارضة ومقاربة الملف السوري في القمة عموما، تعقدت من جراء استقالة معاذ الخطيب. وقال مصدر سوري معارض ان “الخطيب لا يريد ان يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة وخاصة قطر”. واضاف “كما ان لدى الخطيب مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الاخوان”.
ويأتي ذلك فيما اعلن الجيش السوري الحر رفضه الاعتراف برئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو.
وكان مندوب المعارضة السورية لدى قطر اكد ان ائتلاف المعارضة السورية تلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية.
وقال نزار الحراكي قبل الاعلان عن استقالة الخطيب ان “الائتلاف تلقى دعوة رسمية لحضور القمة العربية غدا ومن المنتظر وصول (رئيس الائتلاف) الشيخ معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والوفد المشارك الثلاثاء”، تزامنا مع وصول قادة الدول العربية.
وجدد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الاجتماع التأكيد على الدعوة الى مشاركة المعارضة في القمة، وقال انه يتطلع الى مشاركة الخطيب وهيتو.
وطالب الشيخ حمد بـ”وقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويتشرد الملايين من ابنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزا عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة”.
واشاد الشيخ حمد بالخطيب ورحب بانتخاب هيتو، وقال “اننا نتطلع لمشاركتهما في القمة العربية تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة”، في اشارة الى قرار اتخذه مجلس الجامعة في السادس من اذار والقاضي بمنح المعارضة مقعد سوريا شرط تشكيل “هيئة تنفيذية”.
ولم تتمكن المعارضة حتى الان من تشكيل حكومة مؤقتة بالرغم من انتخاب رئيس مؤقت للحكومة.
ولكن قبل يومين من عقد القمة العربية في الدوحة، اعلن رئيس هذا الائتلاف احمد معاذ الخطيب أمس استقالته من منصبه.
وقال الخطيب “كنت قد وعدت ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم (أمس) واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية”، بحسب بيان على صفحته الرسمية على “فايسبوك”.
واضاف “كثيرون هم من قدموا يد عون انسانية صرفة، ونشكرهم جميعا. الا ان هناك امراً واقعاً مراً وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها”.
وتابع ان “من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبى (يرفض) فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسول رضى احد، وان كان هناك قرار باعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن، وان باب الحرية قد فتح ولن يغلق”، مشددا على ان “رسالتنا الى الجميع ان القرار السوري سوف يتخذه السوريون، والسوريون وحدهم”.
وعلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري من بغداد على استقالة الخطيب قائلا ان الخطوة “لم تكن مفاجئة”، واضاف “انا معجب به واقدر قيادته”.
وتأتي الاستقالة في اعقاب انتخاب المعارض غسان هيتو الثلاثاء في اسطنبول، رئيسا لحكومة الائتلاف التي ستتولى ادارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في خطوة تلاها تعليق عدد من المعارضين البارزين عضويتهم في الائتلاف.
ولكن قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” إن المكتب الرئاسي للائتلاف أحال استقالة رئيس الائتلاف إلى الهيئة العامة التي أعرب أغلب أعضائها عن رفضهم لاستقالته في الوقت الراهن.
وأوضح البيان الصادر أمس، وحصل مراسل وكالة “الأناضول” للأنباء على نسخة منه، أن الخطيب باق في منصبه كرئيس للائتلاف في هذه المرحلة، وفقا لما أبداه أغلب الأعضاء من رغبتهم استمراره في منصبه.
ومساء قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في تصريح للصحافيين “آمل بأن يعيد السيد معاذ الخطيب النظر في هذه الاستقالة لانها جاءت في وقت دقيق ومهم”.
واضاف “نأمل ان يكون هناك اتفاق بين السوريين على كيفية تسيير الامور في هذه المرحلة”، معتبرا انه “من المهم اعادة النظر في موضوع الاستقالة خاصة ان التحضيرات تجري لاستقبال السوريين في المقعد السوري في القمة العربية”.
وفي سياق متصل، قال المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد “نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لان الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق” حول انتخابه.
وقام هيتو الاحد بزيارته الاولى الى محافظة حلب في شمال سوريا، والتي يسيطر المقاتلون المعارضون على اجزاء واسعة منها، بحسب الصفحة الرسمية للحكومة على موقع “فايسبوك”.
ميدانياً، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الاردنية واراضي الجولان السوري الذي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد انه بذلك “تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الاردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام”.
وأدت اعمال العنف في مناطق مختلفة الاحد الى مقتل 104 اشخاص.
وتوعد وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد موشيه يعالون أمس بالرد “الفوري” على اي نيران تطلق من سوريا على هضبة الجولان المحتلة، محملاً النظام السوري المسؤولية. ونقل بيان صادر عن الجيش الاسرائيلي قول يعالون “كل انتهاك للسيادة الاسرائيلية واطلاق نار من الجانب السوري، سيتم الرد عليه فوراً من خلال اسكات مصدر النيران”.
وتأتي تصريحات يعالون بعد وقت قصير من قيام قوات اسرائيلية في الهضبة المحتلة باطلاق النار على موقع للجيش السوري بعد تعرض القوات لاطلاق النار للمرة الثانية في 12 ساعة بحسب الجيش الاسرائيلي.
(ا ف ب، بي بي سي، الأناضول)
الثوار يحققون تقدماً مهماً بسيطرتهم على شريط طوله 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية الى الجولان
هيتو يزور حلب للمرة الأولى و”الجيش الحر” يرفض الاعتراف به
قام رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة السورية غسان هيتو أمس بزيارته الاولى الى محافظة حلب، في شمال سوريا، والتي يسيطر المقاتلون المعارضون على اجزاء واسعة منها، بحسب الصفحة الرسمية للحكومة على موقع “فايسبوك”.
واتت زيارة هيتو متزامنة مع اعلان الجيش السوري الحر رفضه الاعتراف به لعدم حصوله على توافق وسط اعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والذي اعلن رئيسه احمد معاذ الخطيب أمس استقالته من منصبه.
وجاء في الصفحة على “فايسبوك”: “عقد رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة السورية الموقتة الاستاذ غسان هيتو، اجتماعا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم اعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسع”. واضافت ان الاجتماع جرى “في محافظة حلب في اجواء ايجابية”.
وقال رئيس المجلس يحيى نعناع الذي شارك في اللقاء، في اتصال مع وكالة “فرانس برس” ان “الزيارة كانت جيدة، ولدي انطباع بان هيتو يريد فعلا ان يحاول مساعدتنا للحصول على الدعم الذي نحتاج اليه”.
واشار الى ان “نائبة رئيس الائتلاف سهير الاتاسي رافقت هيتو في زيارته”، موضحا “اننا ناقشنا معهما الحاجات الانسانية الطارئة في حلب. قالا انه علينا تقديم مشاريع وسيقومان بما في وسعهما”.
واظهرت صور عرضتها الصفحة هيتو بعد عبوره برفقة عدد من الاشخاص المدنيين والمسلحين، معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، والذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة.
وبدا في الصورة عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، اقوى المجموعات المقاتلة في حلب. واوضحت الصفحة ان هيتو زار مقر قيادة اللواء.
ورفض الجيش السوري الحر أمس الاعتراف بهيتو، بحسب ما افاد المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد لـ”فرانس برس”.
وقال المقداد: “نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لان الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق” حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول.
وأمس اعلن الخطيب استقالته، قائلا انه كان وعد “ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية”، بحسب بيان على صفحته الرسمية على “فايسبوك”.
وقال مصدر سوري معارض لفرانس برس في الدوحة ان “الخطيب لا يريد ان يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة وخاصة قطر”، مضيفا الى ان لديه “مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الاخوان” المسلمين.
وانتخب هيتو باصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالى 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من اعضاء الائتلاف قبل التصويت.
ميدانيا، حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدما مهما في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومترا من الحدود الاردنية الى الجولان، في حين حذرت اسرائيل بالرد “الفوري” على اي اطلاق نار من الاراضي السورية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب اخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري” شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، اثر انسحاب القوات النظامية.
وبذلك “تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الاردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كيلومترا خارج سيطرة النظام”، بحسب المرصد.
واضافة الى الحدود مع الاردن، يقع قسم من هذا الشريط خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من الجولان والبالغة مساحته 510 كيلومترات مربعة، والاجزاء التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967، وضمتها في العام 1981.
(أ ف ب)
الثورة السورية: نفق الحرية المؤلم!
فادي شامية ـ ريف حلب
مر عامان على الثورة السورية ودخلنا في الثالث. لا تشبه سوريا أمسها أبداً، فكل شيء تغيّر عما كان عليه قبل الثورة. وحدهم من لم يفهموا “القضية السورية” يسألون عن الثمن، لكن العارفين يجيبون أن ما يدفعونه ليس ثمن بشار وليس ثمن الكرامة فقط، وإنما ثمن التخلص من مشروع اتخذ من شطبهم من سجل الحياة الكريمة معبراً له إلى المنطقة كلها.
لا أحد في سوريا يمكنه العودة إلى الوراء، الكل أحرق مراكبه وتقدّم باتجاه هدف رهن عليه عمره ومستقبل أجياله بعدَه. الغضب من العالم كله تجده في المناطق التي مرت عليها الثورة. هنالك رأى الناس قسوة حاكم نادرة في التاريخ الحديث، وشكيمة شعب عجيبة في الزمن الراهن، وخذلان عالم لا يمكن أن يجد تبريراً لنفسه أمام حكم التاريخ. عندما حملوا مشعل الثورة ظنوا أنهم جزء صعب من “الربيع العربي”، لكن لعنة التاريخ والجغرافيا فرضت عليهم أن تكون ثورتهم أكبر وأعظم من أخواتها العربيات؛ حتى قيل إنها ثورة الأمة التي صنعها الله!
بعد عامين من دخول نفق الحرية المؤلم؛ تبدو مظاهر القسوة مهيمنة على كل شيء، الناس غير ما كانوا من قبل. الثوار في سوريا أكثر من المسلحين، فالثورة شملت كل شيء، حتى الناس ثاروا على ذواتهم، وولدوا أنفسهم من جديد. البيوت؛ أثخنت الجراح عُمّارَها، قبل عمرانها، وبينها سالت أحقاد ظلت مكبوتة لسنين، والفوضى عارمة، من المعابر التي خسرها “النظام”، إلى الأرياف التي سيطر عليها الثوار، وصولاً إلى المدن التي زرع القتال فيها مصائد للموت.
منذ أن قرر الثوار “فتح” حلب؛ انعدمت قدرة جيش النظام على استعادة ما يخسره. في كل يوم يمر يزداد الجيش المقابل له عدداً وعدة ومعنويات، وهو يخسر من عديده؛ موتاً وجرحى وتسرباً وانشقاقاً ورفضاً للجندية… ومن معنوياته رغم تخمة السلاح الذي يملكه والذي يصله. لا يعبّر جيش الأسد اليوم إلا عن حالٍ كانت نفسها أحد أسباب الثورة؛ 90% من ضباط الجيش السوري من طائفة واحدة، وقد باتت الطائفة العلوية، قليلة العدد، تئن من حِمل بشار الذي ما فتئ يخوّفها من عواقب سقوطه.
في المقابل يبدو “الجيش الحر” اسماً أكبر من مضمونه؛ ثلاثمئة ألف هم أكثر من جيش النظام لكن ينقصهم السلاح، والخبرة القتالية، ووحدة القيادة والعقيدة والرؤية… ويجمعهم قتال بشار الأسد حتى الرمق الأخير. بين هؤلاء كما بين الشعب السوري كله – تتزايد الروح الدينية الوسطية، والمتطرفة في آن. قسوة الموت مرّت على الأفكار والمعتقدات أيضاً.
لا انسجام بين الناس في الداخل وبين ممثليهم في الخارج. سوء الظن شمل هؤلاء، كما شمل كثيراً ممن تصدوا لتمثيل الناس ومساعدتهم في الداخل أيضاً. العذابات جعلتهم يرون الصلاح فيمن يدفع عنهم الأذى أو يقدّم العون مباشرة. لا يرون بوضوح أي شيء غير مباشر في بلد تسوده اليوم ظروف إنسانية أكثر من صعبة، وانفلات أمني واجتماعي وأخلاقي ونفسي شديد.
لا اقتصاد بقي في سوريا، ولا مطارات ولا طرقات آمنة. معامل حلب انتقلت إلى أماكن أكثر أمناً أو بيعت آلاتٍ أو حديداً. البنى التحتية مدمرة. أماكن التربية والتعليم صارت ثكنات. الإدارات المدنية أجسام عسكرية، ولقمة العيش صارت جزءاً من الصراع مع الموت، والجميع نازح في وطنه، وبشار مسؤول عن هذا كله؛ هو من سلّ سيوف الناس دفاعاً عن بقائهم وأعراضهم وأموالهم بعد شهور من السلمية الدامي، وهو من زيّن البلاد لكل راغب بالجنة، بعد سماع ومشاهدة تأليهه وأخيه الشقي، وهو الذي ما زال يكابر القدر غير آبه إن قدّم سوريا كلها ثمناً لدفعه عنه!
العاصمة دمشق تدرك أن ما أصاب حلب وما حل بحمص ينتظرها أيضاً، وعينات منه تحدث في أطرافها كل يوم. السير نحوها بطيء لكنه متواصل، ووتيرته مرهونة بسلاح ينتظره من لا ينقصه إقدام ولا أقدام. من ينقذ الناس والمدن والأرياف من مصيرها، في صراع هو أكبر من ثورة، وأشد من إسقاط نظام؟ لا جواب غير قولهم: “يا الله ما إلنا غيرك يا الله”.
نص كلمة الشيخ معاذ الخطيب بقمة الدوحة
بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس القمة العربية صاحب السمو الشيخ حمد ابن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر
أصحاب الجلالة والفخامة والسموّ
ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية الشقيقة ونوّابهم
… ممثّل الأمين العام للأمم المتّحدة
معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
معالي الأمين العام لجامعة الدّول العربية
الإخوة والأخوات الضيوف..
سلام الله عليكم ورحمته، من شعبٍ شجاعٍ صار ربع سكانه مشرّداً، ودخل مئتا ألفٍ من سكّانه السجون، ودفع ثمناً لحريته قريباً من مائة ألف شهيد، ودُمرت بنيته التحتيّة على يدَي نظام متوحش أرعن..
سلام الله عليكم من شعب يُذبح تحت أنظار العالم لمدة سنتين.. ويُقصف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية، وما زالت بعض الحكومات تحكّ رأسها لتفكر ماذا تفعل!
سلام الله عليكم من الشعب الوحيد في العالم الذي تَقصِفُ الطائرات الحربية فيه أفران الخبز، ليخرج معجوناً بدماء الأطفال والنساء..
سلام الله عليكم من الأرامل والأيتام، من المعذبين والمضّطهدين من الجرحى والمعاقين، من السّجناء والمعتقلين، من المهاجرين والمشرّدين، من المجاهدين والمرابطين، من الشهداء الذين تُرفرِفُ أرواحهم في كلّ هذا العالم المسكين
سلام الله عليكم من شعبٍ سيتابع طريق حريته، ويملك من الإرادة ما يقوّض به أكبر صنمٍ في الأرض، ومن الحبّ ما يملأ العالم كله بالسكينة والدفء والحنان
نكره الحرب والقتال.. وبدأنا ثورة سلميّة، دفعها النظام بطيشه وتوحّشه نحو السلاح والخراب والدمار
سأتكلم عن شعبنا الجريح الصامد من خلال النقاط التالية:
أولاً: صار أكثر السوريين زاهداً بأي مؤتمر دوليّ، ما دام يعجز عن تمرير الحدّ الأدنى من الدّعم لحرية السوريين، فهل يحتاج تقرير حق الدفاع عن النّفس إلى سنوات يُذبَحُ فيها الشعب السوري بطريقة ممنهجة وواضحة؟!
ثانياً: مع خالص شكرنا لكلّ الجهات التي تحاول أن تساعدنا وهي كثيرة، إلا أننا نكرّر أن شعبنا قد دفع ثمن حريته من دمه، وقراره ينبُع من مصالحه، ويرفض وصاية أيّة جهة في اتخاذ قراره، وإن اختلاف وجهات النظر الإقليمية والدولية قد ساهم في تعقيد المسألة، وقد تتقاطع مصالحنا مع بعض الجهات ولكنّ ثورتنا صنيعة نفسها، والشعب السوري وحده هو الذي فجّرها وهو الذي سيقرر طريقها.
ثالثاً: لقد قدمت جامعة الدول العربية مشكورةً مبادرةً شجاعة بتقديم مقعد سورية إلى الشعب السوري بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن.. هذا المقعد هو جزءٌ من إعادة للشرعيّة التي حُرِم الشعب السوري منها طويلاً
إن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازاً يقدم للشعب السوري، بل يدلّ على ما يمكن أن يحصل في حال التعاضد، وأقول أن دور الدول العربية مع جيرانها من خلال التفاهم والتعاون هو دور حضاري رائد، ويجب على جامعة الدول العربية أن تستعيده.
باسم الشعب السوري أشكر كل إخواننا على هذا الإنجاز الكبير.
رابعاً: هناك محاولات دائمة للتشويش على الثورة السورية من خلال ثلاثة محاور:
أولها الأقليات:
وأقول دائماً إذا أردتم أن تعرفوا تعامل النظام مع الأقليات فانظروا إلى إخوتنا الأحبة في لبنان عندما اقتحمهم النظام السوري ماذا فعل معهم، في كل الطوائف.
انظروا ماذا فعل مع إخواننا الأكراد والفلسطينيين والمسيحيّين، بل أقول حتى مع إخواننا العلويّين، من الذي قتل اللواء غازي كنعان؟ ومن الذي يعتقل الدكتور عبد العزيز الخيّر؟
البارحة، نزع إخوتنا العلويون عن النظام آخر أوراقه باعتباره مارقاً متوحشاً يخالف إرادة الشعب السوري كله.
ما يجري في سورية هو عبارة عن صراع بين الحرية والعبودية، بين العدل والظلم، وأقول لكم عن أمر.. في بداية الثورة حاولت أطرافٌ تنتسبُ إلى النظام، إشعال فتيل حربٍ أهلية بين إخوتنا في منطقة بانياس، التي يختلط فيها السنة مع العلويين، الذين يعرفون أنهم شعب واحد، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، انطلق وفد من هؤلاء وهؤلاء من شيوخ الطرفين وتجاوزوا الأزمة، وأثبتوا أن سورية شعب لا يحتاج إلى المافيا الأسدية، شعب يعيش مع بعضه، وسيستمر في حياته إن شاء الله حياةً كريمةً عادلة.
ثانيها الأسلحة الكيميائية:
كل ما حصل للشعب السوري لم يلفت الأنظار، هناك من مرر رسائل خجولة، وأنا أصارح شعبنا بهذا الموضوع، يقول: هل يمكن تدمير هذه الأسلحة؟
وأقول إن هذا الأمر يقرره مؤتمر وطنيٌّ جامع، ويمكن أن يحصل برأيي في ظل صفقة كاملة لكل المنطقة، تبعد كل أنواع الأسلحة النوويّة والدمار الشامل.
إن المعارضة لن تبيع وطنها أيها الإخوة ويا حكومات العالم.
ثالث المحاور موضوع الإرهاب:
هل الإرهاب الدولة لمدة سنتين مقبول؟ هل لأحدٍ وجهٌ أن يتحدث عن الإرهاب، وكلّ يوم يُذبَح الشعب السوري تحت سمع العالم وبصره.
يقول نحن لسنا ضد الشعب السوري ولكن ضدّ المتطرفين الأجانب! أنا لا أدري هل الأمر حقيقةً متعلق بكونه أجنبياً أم بلحيته؟!
ماذا عن آلاف الخبراء الروس والإيرانيين ومقاتلي حزب الله؟ كل هؤلاء من أهل البلد؟!
فليخرجوا جميعاً من بلادنا، وسنعتذر من إخواننا وضيوفنا الكرام.
هناك أمهات سوريّات كثيرات، أم فرنسية وأم هولندية، أرسلوا لي رسائل كثيرة، قالوا أرجوك أولادي ذهبوا للجهاد في سورية، هل توافق على هذا؟ قلت لها إن أولادك ذوو ضمير حيّ لم يعد يتحمل ذبح شعب بكامله.
ولكني أقول لجميع الشباب أيضاً: إن كان أهلك بحاجتك فلا تأتِ، إن خدمة الوالدين ولو كانا غير مسلمين هو من صميم الجهاد في سبيل الله.
يتساءلون أيضاً من سيحكم سورية، شعب سورية هو الذي سيقرر، لا أية دولة في العالم، شعب سورية سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه، سيتفاهم أبناؤه ليعيشوا مع بعضهم يجمعهم جميعاً قوله تعالى: “لا إكراه في الدين”، أما الفكر المتشدد فهو نتيجة الظلم والفساد وعلينا أن نعالج المقدمات وليس فقط أن نلوم الذين لم تعد ضمائرهم تتحمّل ما يجري من المذابح كل يوم.
خامساً: النظام هو الذي يرفض أيّ حل للأزمة، نحن نرحب بأي حلّ سياسي يحفظ دماء الناس ويجنّب المزيد من الخراب، قدّمنا للنظام مبادرة إنسانيّة ليس فيها أي بند سياسي ولا عسكري، فقط أطلق سلاح الأبرياء، رفض النظام بصلافة!
سامحوني إذا ذكرت هذا المثال، فقط لتعرفوا جزءاً مما يجري في السجون، هناك فندق اسمه فندق الكارلتون، يواجهه فرع اسمه الفرع 215، أطلب من مسؤولي النظام السوري إن كانوا يدعون أنهم لا يعرفون أن يذهبوا فيزوره الآن قبل أن تغسل الدماء من أرضه.
منذ فترة أحد تلاميذي اعتُقل، علّقوه من يديه سبعة أيام مع التعذيب الشديد بعدها أصبح مجنوناً، لأنه كان يُعذب في غرفة أرضها مليئة بالدماء والبول، وفيها عدة جثث منتفخة والرائحة قاتلة، يغلي الدود في تلك الجثث وألزموه على النوم فوقها، جُنّ هذا الشاب من الرعب، لم يكتفوا.. ذبحوه بالسكاكين أمام السجناء الآخرين. هل يرضي هذا أي أحد في العالم؟!
طلبنا فقط إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال، هل يوجد أطفال؟ نعم أيها الإخوة، وبإمكاني أن أذكر أسماءً، هناك طفل عند حاجز يعفور عمره سنة كاملة، له أسبوعان من دون أي غذاء ومن دون أي مساعدة!
إننا نؤثر الحل السياسي، توفيراً للمزيد من الدماء والخراب، والثورة السورية لا تملك طائرات حربيّة ولا صواريخ سكود، والنظام وحده هو المسؤول الأول والأخير.
نحن نريد الحرية، ولا نريد أن يمشي البلد إلى مزيد من الخراب، ونريد أن نتعامل من خلال عدالة انتقالية وتفاهم وطنيّ وحلّ سياسي واضح، يُقصي هذا النظام عن المزيد من التوحش والخراب.
سادساً: المجتمع السوري مجتمع متمدّن، يعاني أبناؤه من أمرٍ هو أنهم لم يجلسوا مع بعضهم من قبل، اكتشفوا أنفسهم مع الثورة، أنشأوا إدارات مدنية، أجهزة شرطة، محاكم، قضاء، مشافٍ تعمل تحت الأرض، مدارس تحت القصف..
هناك عقبات كثيرة ولكن هناك تصميم على الإنجاز، من الإنجازات مشروع حكومةٍ مؤقتة، تم اختيار رئيسها السيد غسان هيتو وكلنا ثقة به، وننتظر في الهيئة العامة للائتلاف الوطني تقديم برنامج الأستاذ غسان لمناقشته، كما أننا نفكر بتطوير الائتلاف إلى مؤتمر وطنيّ جامع.
سابعاً: نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم في كل صوره وأشكاله، من كل أشقائنا وأصدقائنا، ومن ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النّفس، ومقعد سورية في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتجميد أموال النظام التي نهبها من شعبنا، وتخصيصها لإعادة البناء والإعمار.
سابعاً: أشكر كل حكومات العالم التي تدعم الشعب السوري لنيل حريّته، ونطالبُ الجميع بالإيفاء بالالتزامات التي وعدوا بها، هناك عشرات من الدول قدموا مساعدات.
قال لي أحد المسؤولين الأميركيين: هل تخجلون من أن تذكروا أن الولايات المتحدة قد ساعدتكم بحوالي 365 مليون دولار للإغاثة الإنسانية؟
قلت: نحن لا نخجل ونحن نشكر كل حكومات العالم، ولكن أقول أن دور الولايات المتحدة هو أكبر من هذا. وقد طالبتُ في الاجتماع مع السيد كيري بمدّ نطاق مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري، ووعد بدراسة الموضوع ونحنا ما زلنا ننتظر قراراً من حفظ الناتو حفاظاً على الأبرياء وأرواح الناس، وإعادةً للمهجّرين إلى أوطانهم، لا لنقاتل بل لنحمي الناس ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية.
عشرات الدول قدّمت مساعدات، وأخصّ بالشكر دولة قطر التي استضافت المؤتمر، وإخواننا الكرام في المملكة العربية السعودية، وإخواننا في الأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق والذين يتحمّلون جميعاً عِبئاً كبيراً.
أتوجه بشكر خاص إلى الإخوة في تركيا وليبيا، وإلى الجندي المجهول الذي فتح ذراعيه للسوريين دون قيد ولا شرط، إخواننا في مصر.
أشكر إخوتنا الأعزاء في الإمارات وتونس والمغرب وكلّ الدول التي شاركتنا في اجتماعنا هذا، أشكر إخواننا في الإمارات، أشكر إخواننا في تونس والمغرب وكل من دعم حقّ الشعب السوري من أجل حريته، وأطالبهم جميعاً بتسهيل معاملات السوريين وإقاماتهم ودعمهم قدر الإمكان.
ثامناً: إخواننا الكرام، سامحوني إذا خرجت عن الأعراف الدبلوماسية قليلاً، هناك كلمات أحبّ أن أقولها لكم أمام جميع شعوبنا:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقفته امرأة في الطريق فقالت له اتّق الله يا عمر، فقالوا لها: أتقولين هذا لأمير المؤمنين؟ فقال: دعوها فلا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها.
وأنا أقول لكم بصفتي أصغر إخوتكم: اتّقوا الله في شعوبكم، وحصّنوا بلادكم بالعدل والإنصاف، وازرعوا الحب في كل مكان.
شعوبنا تتوق للمزيد من الكرامة والعدل والمساواة، وأنا متأكّد أننا لو مشينا بين الناس لعانقونا ووضعوا رؤوسهم على أكتافنا، وبكوا من ثقل ما يحملون من الآلام والعناء.
شعوبنا أمانة ثقيلة نرجو الله تعالى أن يعينكم على حملها وأنتم أهل لكل خير.
وهناك طلب أتاني من خلال مئات الرسائل، ولو خرج عن الأعراف الدبلوماسية قليلاً:
أطلب منكم إن وجدتم ذلك مناسباً اعتماد قرار في المؤتمر وضمن ما تسمح به ظروف كل دولة واستجابةً للكثيرين، بإطلاق سراح المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم انتصار الثورة السورية في كسر حلقة الظلم هو يوم فرحة لكل شعوبنا.
“والعصر*إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات*وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”
والسلام عليكم ورحمة الله