أحداث الثلاثاء، 26 شباط 2013
المعلّم مستعد للحوار «مع من يمسك السلاح» وكيري مع «الحل السلمي»
لندن، نيويورك، بيروت، واشنطن، موسكو – «الحياة»، ا ب، رويترز، ا ف ب
يلتقي اليوم في برلين وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في اول لقاء بين الرجلين منذ تعيين كيري في منصبه، وينتظر ان يركز هذا اللقاء على الخلاف في مواقف البلدين من الازمة السورية. ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع لافروف امس في موسكو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال ان النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يريد الحوار «حتى من يمسك السلاح في يديه».
وكان كيري الذي اجتمع في لندن مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون ووزير الخارجية وليم هيغ، دعا «الائتلاف الوطني» السوري الى عدم مقاطعة مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي ينتظر ان يعقد في روما الخميس المقبل. كما اعلنت الخارجية الاميركية ان كيري اتصل هاتفيا برئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب لحثه على حضور هذا المؤتمر كما توجه السفير الاميركي في سورية روبرت فورد الى القاهرة لاقناع قادة «الائتلاف» بالحضور.
وفي رده على انتقادات المعارضة السورية لمستوى الدعم الغربي، اوضح كيري ان مؤتمر روما لن يكون للتحدث فقط، بل سيخصص لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة. وشدد على أهمية تقوية المعارضة مع التمسك بالحل السلمي.
وأكد الخطيب في تصريحات في القاهرة «أن المشاركة في مؤتمر روما قيد الدرس»، وسيكون هناك اجتماع آخر لـ «ألائتلاف» للتوصل إلى القرار النهائي، و «إذا وجدنا أن الوعود التي تم الحديث عنها كافية أو مناسبة فستكون هناك فرصة لحضور مؤتمر روما».
وفي هذا الوقت، اعلن المعلم، خلال لقاء لافروف في موسكو، ان النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يريد الحوار «حتى من يمسك السلاح في يديه». ورد الخطيب على هذه الدعوة، فقال «ان الحوار ليس كسباً للوقت أو المماطلة والنظام رفض أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين وطلبنا إطلاق سراح النساء أولاً لكن النظام لم يتخذ أي خطوة في هذا الإطار بل رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة».
من جهة اخرى أكد المعلم أن «المواجهة القائمة في سورية هي حرب على الإرهاب ونحن نواجه جبهة النصرة وهي أحد فصائل تنظيم القاعدة الذي حشد في سورية مقاتلين من 28 بلدا، بما فيها الشيشان». فيما قال لافروف ان موقف بلاده ينطلق من الحرص على «المحافظة على سلامة سورية وشعبها» وجدد التأكيد أن موسكو «لا تنطلق من دعم لأفراد أو شخصيات معينة، بل تسعى لايجاد حل ينهي معاناة الشعب». وحض القيادة السورية على تعزيز التوجه نحو الحوار، مشيرا إلى أن «عدد مؤيدي بدء المفاوضات يتزايد».
وفي نيويورك، ينتظر ان يبحث مجلس الأمن غداً الوضع الإنساني في سورية في جلسة يستمع خلالها الى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، حيث سيقتصر البحث على الجانب الإنساني «في ضوء عدم إمكانية بحث الجانب السياسي من الأزمة السورية» بحسب ديبلوماسيين في المجلس. وستعقد الجلسة بدعوة من بريطانيا وستخصص للاستماع الى تقرير من آموس حول الجهود الإنسانية فيما «لا تزال الحكومة السورية ترفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية الى سورية إلا من خلال المعابر الخاضعة لسيطرتها المباشرة مما يعرقل وصول المساعدات الى الكثير من المناطق المنكوبة» وفق المصادر نفسها. وقال ديبلوماسيون إن الحكومة السورية «تعتبر أن السماح بإدخال المساعدات مباشرة من تركيا والأردن ولبنان والعراق سيحد من سيطرتها على توزيع المساعدات وهي تتخوف من توسيع إطار المساعدات لتشمل مواد غير إغاثية». وقالت موظفة دولية مطلعة على عمل البعثات الإنسانية في سورية إن «شحنة مساعدات وصلت أخيراً الى إدلب بعد تأخير طويل حيث نقلت أولاً الى مرفأ اللاذقية ومنها براً الى ريف إدلب، وهو ما يؤكد ضرورة تسهيل وصول المساعدات من معابر مختلفة في شمال البلاد وجنوبها». وأشارت الى أن «العقدة الفعلية هي أن القانون الدولي يمنع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الى بلد ما من دون موافقة الحكومة المعنية وهو ما يصعب الموقف في سورية لأن الحكومة السورية لا تزال متمسكة بمراقبة كل المساعدات التي توزع في البلاد».
وعلى الصعيد الميداني تحدثت مصادر المعارضة عن اشتباكات عنيفة وقعت امس مع قوات النظام في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، وقالت ان هذه تعتبر آخر المواقع التي يسيطر عيلها النظام هناك. واسقط مقاتلو المعارضة طائرة مروحية فوق مطار منغ في ريف حلب حيث تستمر المعارك ايضا. ووصف «المرصد السوري لحقوق الانسان» هذه الاشتباكات بانها «الاعنف منذ اشهر» في المنطقة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة. كما دارت اشتباكات بالقرب من مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب. وشن الطيران الحربي السوري امس غارات في جبل الزاوية في ريف ادلب وفي محافظات حماة والرقة ودرعا وريف دمشق. وذكرت المعارضة ان 200 عنصر من قوات النظام اعلنوا انشقاقهم امس في الاحياء الجنوبية من دمشق.
الأردن يُغيث والحكومة لا تستبعد إغلاق الحدود مع سورية
الحدود الأردنية – السورية – تامر الصمادي
تدوي أصوات الانفجارات وقذائف الهاون في شرق ووسط وغرب المنطقة الحدودية الأردنية المجاورة لبلدات سورية كانت تعرف نعمة الرخاء وتشتهر بالأرض الزراعية الخصبة، قبل أن تدمرها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وعلى صليات مدافع غليظة الصوت تستيقظ القرى الأردنية على طول الشريط الحدودي الممتد على 370 كلم، لتنام على قصف الطائرات الذي بات جزءاً من الحياة اليومية لسكان قرى «الذنيبة» و «عمراوة» و «الطرة» التابعة لواء الرمثا القريب من بلدات الجنوب السوري. وهي البلدات المثخنة بجراح غائرة تحمل قصص الموت والحياة على تناقضاتها.
لا يغادر الخوف الممزوج بالترقب سكان القرى الأردنية، بعد أن اخترقت جدران منازلهم المعدمة خلال الأشهر الماضية عشرات المقذوفات المغلفة برائحة الموت والأحمر القاني، ما خلف إصابات متنوعة في صفوف المدنيين وأفراد الجيش الأردني المرابطين على الحدود.
توغلت «الحياة» لأكثر من 8 ساعات في نقاط «الموت» الموزعة على حدود البلدين، ونقلت صوراً مروعة لحظة وصول اللاجئين في إحدى الليالي من منطقة حدودية محرمة ضمن موجة نزوح متواصلة ترقبها القوات الأردنية على حدودها الضخمة مع سورية، التي لا يدل عليها سوى أسلاك شائكة أحدث الفارون فيها فجوات كبيرة، ليتسنى لهم العبور.
رصدنا مع غروب الشمس وتحت جنح الظلام مشاهد حية للاجئين جلهم من النساء والأطفال، يعبرون مناطق وعرة باتجاه النقطة الأولى الواقعة وسط الجبهة الأردنية. عند هذه النقطة يصل اللاجئون المنهكون مشياً على الأقدام برفقة عناصر من قوات المعارضة المسلحة، التي تقوم بتجميع هؤلاء في منازل نجت من القصف داخل القرى الحدودية، قبل أن تقلهم نحو الأراضي الأردنية.
وعند النقطة الثانية حيث المنطقة الشمالية الغربية للحدود مع سورية، يصل الفارون بواسطة قوارب خشبية قديمة غير آمنة تقطع بهم نهر اليرموك ومياه سد الوحدة، لتصل إحدى نقاط الجيش المرابطة بصمت عند أول ثكنة أردنية. وتعتبر هذه القوارب جزءاً من رحلة شاقة يحفها خطر الموت، نظراً الى ارتفاع مياه السد وملاحقتهم من جهة القوات النظامية السورية، التي لا تتوقف عن إطلاق النار من بنادق حصدت حتى يومنا هذا عشرات آلاف المدنيين.
أما النقطة الثالثة التي شملتها جولة «الحياة» مع فرق تتبع الجيش الأردني، فهي نقطة عبور المنطقة الشرقية التي تستقبل يومياً جماعات النازحين من المدن السورية الثائرة في طول البلاد وعرضها. عند هذه النقطة التي وصلنا إليها ليلاً سالكين طرقاً وعرة، كان اللاجئون يتوافدون بأعداد كبيرة، فيما يقطع عتمة الصمت بكاء عائلات فقدت بعض أفرادها أثناء رحلة العبور، وصراخ أمهات أضعن أطفالاً تاهوا في طوفان البشر الفارين، وعويل جرحى أصابهم الرصاص عند اجتيازهم الحد الفاصل.
تسير طوابير اللجوء الطويلة تحت غطاء الليل، لتضم من أنهكتهم الحرب القسرية ورسمت على وجوههم علامات القلق والخوف. وبينما يكتفي هؤلاء في حمل مقتنيات شخصية بسيطة وقليل من المعلبات الغذائية، تواصل أبراج المراقبة السورية إطلاق رصاصات القنص، فتصيب بعضهم إصابات قاتلة وتبعث الخوف في أوصال من يسمعها. تختلط هنا المشاهد وتتزاحم العبرات ويتلون الحال عند من يصارع البقاء، ليلملم ما تبقى من أحزان وأوجاع بعيداً من راجمات القتل وفقد مزيد من الأهل والأحبة.
عند وصول الحد الأردني يتبدل الوضع من هدوء إلى ترقب ثم صمت وبكاء، فيما تقود فرق الجيش عمليات الإنقاذ لضحايا الخوف والجوع وسفك الدماء. وعند هذا الحد تستنفر عناصر حرس الحدود التي تمثل واحدة من أهم وحدات الجيش الأردني كل مساء، مستقبلة المئات وأحياناً الآلاف ممن شردهم العنف في بلادهم.
وتقف سيارات إسعاف وكوادر طبية لاستقبال اللاجئين، ومدهم بالإسعافات اللازمة والماء والطعام.
وعند أحد السواتر الترابية في المنطقة الفاصلة بين البلدين يجلس الناجون بأرواحهم وسط برد قارس، بانتظار نقلهم إلى مخيم الزعتري المشيد في عمق الصحراء الشرقية.
ومن بين هؤلاء نسمة (19 سنة)، التي قالت بأسى وهي تغطي وجهها بوشاح أسود، إنها رفضت مراراً مغادرة قريتها «المسيفرة» التابعة الى مدينة درعا الجنوبية. وزادت «الآلاف هجروا القرية وهربوا من الموت، بعد أن فقدوا الكثير من أحبائهم تحت قصف الطائرات المدافع».
أما فراس (39 سنة) القادم من بلدة «الحراك» التابعة درعا، فقال والحزن يعتصره وإلى جانبه أطفاله الصغار يتعثرون في حجارة الحدود ونباتاتها الشائكة «هذا هو الحال الذي وصلنا إليه. الحياة في بلدنا باتت مستحيلة!».
وفي زاوية الشارع الترابي المؤدي إلى حافلات خضراء اللون وفرها حرس الحدود الأردني لنقل الوافدين الجدد إلى محطتهم الثانية حيث الزعتري، جلست فاطمة (64 سنة) على الأرض تراقب بقايا بلدة مهدمة غادرتها منذ ساعات وهي «بصر الحرير»، تاركة فيها أنقاض منزل وجثث اثنين من أبناء عمومتها.
كان يجلس إلى جانبها طارق (48 سنة) والألم يعتصره أيضاً، قائلاً إن «القصف العنيف في أنحاء المدن والقرى الجنوبية يسرع وتيرة النزوح الجماعي». وتابع باكياً «الكثير من رفاقي وأبناء عمي قضوا أثناء القصف».
ويقول العميد حسين الزيود قائد قوات حرس الحدود الأردنية إن قرابة 89 ألف لاجئ عبروا الحدود منذ بداية العام الجاري.
ويبلغ عدد السوريين المسجلين رسمياً كلاجئين في الأردن نحو 380 ألف لاجئ، حتى نشر هذا التقرير.
ولا تخفي مؤسسات القرار في عمان أنها تجد صعوبات بالغة في التصدي للتدفق المتواصل للاجئين والأعباء التي تقع على كاهلها.
ووفق الزيود فإن «موازنة القوات المسلحة تحملت تكاليف إيواء ومساعدة اللاجئين السوريين بما يزيد على 250 مليون دينار (353 مليون دولار) حتى نهاية كانون الثاني الماضي».
ويقول الناطق باسم الحكومة الأردنية، الوزير سميح المعايطة إن بلاده «قد تضطر لإغلاق حدودها مع سورية في حال انهيار النظام في دمشق وانتشار الفوضى على نحو غير مسبوق».
بايدن يتصل بالخطيب ويبحث معه في التحضيرات لمؤتمر روما
واشنطن – جويس كرم
في خطوة تعكس تقدير القيادة الاميركية، وعلى مستوى البيت الأبيض لجهود رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، اتصل نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن بزعيم المعارضة السورية، وبحثا في التحضيرات لمؤتمر روما يوم غد.
وأكد البيت الأبيض أن بايدن اتصل بالخطيب ورحب “بتأكيده المشاركة وأعضاء الائتلاف في الاجتماع ولقاء وزير الخارجية الأميركية جون كيري“.
وشدد بايدن أن الاجتماع يمثل فرصة لتسريع المساعدات من المجتمع الدولي للمعارضة والشعب السوري. كما نقل التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ”عملية الانتقال السياسي في سورية الى حكومة شاملة بعد الأسد تحمي حقوق جميع مواطنيها“.
وأشاد بايدن بقيادة الخطيب وشجاعته، وعبّر عن نيته استمرار التواصل مع رئيس الائتلاف.
وكانت واشنطن وظفت قنوات ديبلوماسية عدة في الساعات الأخيرة لإقناع الخطيب بالعدول عن مقاطعة المؤتمر، وتولى هذه الجهود السفير روبرت فورد في القاهرة.
واشنطن: “مستقبل سوريا لا يمكن أن يضم الأسد … على يديه دماء كثيرة“
الولايات المتحدة – يو بي أي
أكدت الولايات المتحدة العمل مع المعارضة السورية وحلفائها على بناء مستقبل أفضل لسوريا، مكررة موقفها بأن هذا المستقبل لا يمكن أن يضم الرئيس بشار الأسد.
وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن تعليقه على إعراب وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن استعداد دمشق لإجراء محادثات مع المعارضة المسلحة، أجاب “نحن نعمل مع المعارضة السورية ومع حلفائنا ليكون لسوريا مستقبل يسمح للشعب السوري بأن يقرر شكل حكومته، ومستقبل أكثر إشراقاً وديموقراطية لشعب سوريا“.
وأضاف كارني ان “هذا المستقبل لا يمكنه أن يضم بشار الأسد الذي لم يغتنم لفترة طويلة أية فرصة لاحت أمامه حتى يشارك في مستقبل سوريا“.
وشدد على ان “على يديه (الأسد) دماء كثيرة، وهو يشارك في اعتداء مطول على شعبه كلف عشرات آلاف الأرواح، وحياة المدنيين الأبرياء“.
وفضل أن يترك لوزارة الخارجية التعليق على تصريحات المعلم، لكنه قال “كنا واضحين وأعتقد ان المعارضة السورية كانت واضحة: مستقبل سوريا لا يمكن أن يضم الأسد“.
وأضاف “سيعقد اجتماع في وقت لاحق من هذا الأسبوع للمعارضة السورية مع المجتمع الدولي، وسيكون اجتماعاً مهماً، ونحن ما زلنا نقود الطريق في توفير المساعدة الإنسانية للشعب السوري في مسعى للمساعدة على قيام مستقبل أفضل لسوريا، مستقبل لا يضم الرئيس الأسد“.
وكان وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعلن في مؤتمر صحافي في موسكو إن دمشق مستعدة لإجراء محادثات مع المعارضة المسلحة “لأننا نثق بأن الإصلاحات لن تسير عبر إراقة الدماء، وإنما عبر الحوار“.
يشار الى ان الأزمة السورية تقترب من إكمال عامها الثاني، وأسفرت حتى الآن، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من سبعين ألف شخص وإصابة عشرات الألوف وتشريد مئات الآلاف.
المعارضة السورية تشارك في مؤتمر روما
بعد “وعود بمساعدات نوعية” تلقّتها من كيري
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بعد يومين من المناشدات الاميركية، قرر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المشاركة في مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في روما الخميس، بعدما كانت علقت مشاركتها فيه، كما اعلن رئيسه احمد معاذ الخطيب الاثنين عبر صفحته في موقع “فايسبوك“.
وقال الخطيب ان الائتلاف قرر المشاركة في المؤتمر بعدما تلقى “وعودا” من وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليم هيغ “بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري“.
واذ نقل الخطيب عن كيري وهيغ “رفضهما الكامل للاعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام” السوري، أفاد انه “سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقويم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدوليين“.
وكان الائتلاف اعلن السبت تعليق مشاركته في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” الخميس احتجاجا “على الصمت الدولي” عن “الجرائم المرتكبة” في حق الشعب السوري وخصوصا بعد اطلاق صواريخ سكود على حلب الجمعة اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
إلا ان الخطيب قال في وقت سابق ان المعارضة السورية تدرس مشاركتها في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري”، بعد “وعود تلقتها من دول كبرى” بالدعم “الواضح والنوعي“.
وحض كيري عقب محادثاته في لندن المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر روما لاتخاذ قرار في شان “المراحل المقبلة”، وقال: “اريد ان يعلم اصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية اننا لا نأتي الى روما للتحدث فقط. نذهب الى روما لاتخاذ قرار في شأن المراحل المقبلة“.
وأوضح مسؤول أميركي يرافق كيري في جولته الاوروبية والعربية ان وزير الخارجية الاميركي اتصل هاتفيا بالخطيب لحضه على حضور اجتماع روما.
وبعد لندن توجه كيري الى برلين، على ان يزور تواليا حتى 6 اذار باريس وروما وانقرة والقاهرة والرياض وابو ظبي والدوحة.
وفي برلين، سيطغى الملف السوري على لقاء يجمع كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم.
وأكد لافروف الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، ان الحل الوحيد “المقبول” في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع المستمر في البلاد منذ سنتين، فيما صرح المعلم بأن السلطات السورية “جاهزة للحوار مع كل من يرغب في الحوار بما في ذلك من حمل السلاح“.
وستتزامن المحادثات الاميركية – الروسية مع مفاوضات في مدينة ألما آتا بقازاقستان بين ايران والدول الست في مجموعة 5+1 في شأن الملف النووي الايراني.
في غضون ذلك، قال سكان إن انفجاراً قويا هز دمشق ليل امس. وبث التلفزيون الحكومي أن الانفجار حصل في حي القابون الشرقي.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إنه لم ترد اي معلومات فورية عن إصابات وأن الانفجار أعقبته اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأمن على أطراف حي القابون.
وتلا الانفجار سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة في وسط دمشق الاسبوع الماضي قال ناشطون إن اخطرها أودى بحياة 60 شخصا على الاقل.
بان كي – مون
¶في نيويورك، رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن الحوار بين النظام السوري والمعارضة هو الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية.
وقال الناطق باسمه مارتن نسيركي إن الامين العام يعتقد أن الحوار بين المعارضة والنظام مسألة حاسمة، وأنه يشجع اقتراح الخطيب إجراء حوار مع النظام في دمشق. ووصف اقتراح الخطيب وتصريحات المعلم بأنها “تفتح نافذة أمل لحل الأزمة“.
تركيا وقطر
¶في جنيف، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في خطاب امام مجلس الأمم المتحد لحقوق الانسان إن “النظام (السوري) فقد شرعيته. لم يعد حاكما. إنه يعتمد في بقائه على القمع والارهاب والمذابح… اليوم يشن النظام حربا وحشية على الشعب السوري من خلال القصف الجوي بلا تمييز والهجمات بصواريخ سكود على المناطق الحضرية … يجب أن نضمن عدم إفلات كل المجرمين من العقاب“.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية ان المذابح والفظائع التي ارتكبها النظام السوري والقوات الموالية له باستخدام اسلحة ثقيلة ومنها صواريخ “سكود” التي احدثت دمارا هائلا في حلب واسلحة محظورة دوليا ضد المدنيين العزل، تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
كيري يلتقي لافروف اليوم: قرار في «أصدقاء سوريا» حول المراحل المقبلة
المعلم من موسكو: جاهزون للحوار بما في ذلك مع مَن حمل السلاح
رمت السلطات السورية، أمس، الكرة في ملعب المعارضة المسلحة، عبر إعلان وزير الخارجية وليد المعلم، من موسكو، استعداد دمشق لمحاورة «كل من يرغب بالحوار، حتى من حمل السلاح»، لكنه شدد على أن المعركة ضد «الإرهاب» ستتواصل.
في هذا الوقت، يبدو ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي وصل الى برلين للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، استطاع انقاذ اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل، حيث اتصل برئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب «لتشجيعه على القدوم إلى روما، حيث اننا لن نأتي للتحدث فقط بل لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة».
وتلقف الخطيب الدعوة، معلنا أن «الائتلاف» سيشارك في مؤتمر روما. وقال، في بيان في صفحته على موقع «فايسبوك»، «قررت رئاسة الائتلاف ايقاف تعليق زيارتها مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في روما». واضاف ان «من اسباب الموافقة على المشاركة في المؤتمر حديث كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ عن وعود بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا».
المعلم ولافروف
وقال المعلم، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، «نحن جاهزون للحوار مع كل من يرغب بالحوار بمن في ذلك من حمل السلاح. إننا نثق بأن الإصلاح لن يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار»، مشيرا إلى تشكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع «معارضة الداخل والخارج».
وشدد المعلم على أن «ما يحدث في سوريا هو حرب ضد الإرهاب»، مضيفا ان «النظام ملتزم تماما بمسار سلمي وبمواصلة القتال ضد الإرهاب». وتابع «اليوم جبهة النصرة، وهي أحد أفرع القاعدة، هي الطرف الرئيسي الذي يقوم بأعمال إرهابية في سوريا. هذه الجبهة جذبت مقاتلين من 28 دولة، بما فيها الشيشان». وشكر القيادة الروسية على موقفها في النزاع السوري، واصفا إياه بأنه «يقرب آفاق التسوية السلمية للأزمة».
وشدد المعلم على أن «يقوم المجتمع الدولي، إذا ما كان حريصا على الشعب السوري، بالضغط من أجل وقف العنف، لأن وقف العنف وخلق بيئة آمنة هما ضرورة لإنجاح الحل السياسي كما أكد على ذلك بيان جنيف والبرنامج السياسي لحل الأزمة».
وكرر لافروف أن الحل الوحيد «المقبول» في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع. وقال «لا بديل مقبولا لتسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة».
وحذر لافروف من أن الوضع في سوريا «على مفترق طرق»، موضحا «هناك الذين يؤيدون مواصلة سفك الدماء، وهذا يهدد بانهيار الدولة والمجتمع، لكن هناك أيضا قوى تتحلى بالمنطق وتزدادا إدراكا لضرورة بدء المحادثات في أسرع ما يمكن للتوصل إلى تسوية سياسية. وفي هذه الظروف تزداد شدة الحاجة لقيادة سورية لمواصلة الدعوة بصبر لبدء الحوار وعدم السماح باستمرار الاستفزازات». وأضاف ان «عدد مؤيدي هذا الخط الواقعي يتزايد»، مكررا «على الشعب السوري تقرير مصيره من دون تدخل أجنبي».
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتصريحات المعلم حول موافقة السلطات السورية على الحوار مع المعارضة. وقال، في بيان، انه «يتمنى أن يبدأ هذا الحوار في أسرع فرصة ممكنة، وأن يكون بداية لانتهاء العنف الذي تعيشه سوريا ومقدمة لحل سياسي، وأن يحقق هذا الحوار تطلعات الشعب السوري نحو الديموقراطية والحرية».
كيري
ويأتي اللقاء بين وزيري خارجيتي سوريا وروسيا عشية اجتماع بين لافروف وكيري في برلين اليوم. وقال لافروف، في الأكاديمية الديبلوماسية في موسكو، «آمل خلال لقائنا في برلين مع جون كيري أن نبحث الأزمة السورية حيث الجانبان مهتمان بوقف نزف الدم ودفع أطراف النزاع إلى الحوار ليتمكن السوريون من الاتفاق في ما بينهم كيف سيعيشون في المستقبل ببلادهم، ليعيشوا بشكل لا تجد أي طائفة أو أي مجموعة اثنية نفسها مظلومة».
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، ردا على دعوة المعلم للحوار، «يبدو لي انه من الصعب فهم كيف يمكن اخذ اقتراحهم عن الحوار بجدية بينما نرى أن صواريخ سكود تسقط على المواطنين الأبرياء في حلب».
وأعلن مسؤول أميركي يرافق كيري ان الوزير اتصل برئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب لحثه على حضور اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل. وقال «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع الخطيب، لتشجيعه على المجيء إلى روما».
ودعا كيري، خلال المؤتمر الصحافي، قيادة «الائتلاف» إلى المشاركة في اجتماع روما لاطلاعهم على الوضع. وقال «أدعو المعارضة السورية للانضمام إلينا لأسباب عملية، لاطلاعنا على الوضع»، مضيفا «انه الوقت المناسب لنا للتفكير بما يمكننا بذله أكثر». وتابع «عليهم المجيء ولقاؤنا لان البلدان (المشاركة في الاجتماع) مفيدة».
وأوضح كيري «أريد أن يعلم أصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية أننا لا نأتي إلى روما للتحدث فقط. نذهب إلى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة، حتى لو أنني أود الإشارة إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي البحث عن حل سلمي». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يرسلني إلى روما لأنه قلق من تطورات الأحداث. انه يفكر في الإجراءات التي سنتخذها»، مشيرا إلى أن أوباما يعيد تقييم الخطوات «للإيفاء بتعهداتنا حيال المواطنين الأبرياء» من دون تقديم توضيحات حول ما إذا كان هذا الأمر يعني تسليح السوريين.
وقال كيري «إذا أرادت المعارضة نتائج فعليها الانضمام لنا» في روما. وأضاف «نحن مصممون على عدم ترك المعارضة السورية تتدلى في الهواء».
وتطرق كيري إلى اتهام المعارضة للقوات السورية بإطلاق صواريخ «سكود» على حلب، مؤكدا أن هذه الهجمات «تأكيد جديد ان على (الرئيس السوري بشار) الأسد التنحي». وقال «الشعب السوري يستحق ما هو أفضل من هذا العنف المروع الذي يجتاح ويهدد حياته اليومية».
ودعا هيغ، من جهته، إلى زيادة كبيرة في دعم المعارضة السورية للمساعدة في وضع نهاية للصراع. وقال «في وجه مثل هذا الإجرام وزعزعة الاستقرار، فانه لا يمكن أن تبقى سياستنا ثابتة. علينا زيادة دعمنا للمعارضة السورية بشكل كبير. ونحن نستعد للقيام بهذا الأمر».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب،
رويترز، ا ش ا)
الأردن ينفي اختراق طائرة حربية سورية لأجوائه وانشقاق قائدها عن النظام السوري
عمّان- (يو بي اي): أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الإثنين، عدم دخول طائرة سورية الأجواء الأردنية، وانشقاق قائدها عن النظام السوري.
وقال المصدر في القيادة في بيان تلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه، إن المعلومات التي نشرتها وسائل إعلامية محلية عن طائرة سورية هبطت في قاعدة جوية في محافظة المفرق شمال شرق البلاد، مرجّحة أن طيّارها منشق عن النظام السوري، هي “معلومات مغلوطة وعارية عن الصحة تماماً“.
وأضاف المصدر أن “هناك طائرات أردنية من نوع (إف 16) وطائرات عمودية تقوم بطلعات تدريبية اعتيادية بين الحين والآخر، ولا يوجد أي اختراق للحدود بين الأردن وسوريا سواء لطائرات مقاتلة أو عمودية أو آليات عسكرية“.
وكانت صحيفة (الغد) الأردنية المستقلة نقلت على موقعها الإلكتروني الاثنين، عن “شهود عيان” أن طائرة حربية سورية دخلت الأجواء الأردنية، حيث حلّقت على ارتفاع منخفض فوق محافظة إربد (95 كم شمال عمّان) واتجهت بعد ذلك إلى محافظة المفرق.
ورجحت الصحيفة أن يكون الطيار منشقاً عن النظام السوري، ويريد الهبوط في مطار المفرق العسكري.
وكانت الحكومة الأردنية منحت طياراً سورياً يدعى حسن مرعي الحمادة، في حزيران/ يونيو الماضي، حق اللجوء السياسي بناء على طلبه، بعد انشقاقه عن النظام في بلاده وهبوطه في قاعدة الملك حسين الجوية بمحافظة المفرق.
تل أبيب ترفض تسليح المعارضة السورية بأسلحة متطورة تنتقل بالمستقبل ضدها
الناصرة ـ “القدس العربي” – من زهير أندراوس: ما زالت الدولة العبرية تُلوح بعملية عسكرية للقضاء على الأسلحة الكيميائية في سورية، خصوصًا وأن أقطابها يزعمون أن بلاد الشام تحولت إلى أكبر مخزن لهذه الأسلحة في العالم.
وبحسب المصادر السياسية في تل أبيب فإن صناع القرار في دولة الاحتلال، قاموا بإعداد ثلاثة سيناريوهات محتملة حول مصير الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي يُحتم عليها أخذ الحيطة والحذر: انتقال الأسلحة، بدعم من النظام السوري إلى منظمة حزب الله اللبنانية، مع أن الأمين العام للحزب، الشيخ حسن نصر الله، كان قد أكد في خطابه الأخير على أن المقاومة مزودة بجميع الأسلحة، وهي ليست بحاجة لنقل أسلحة من دمشق،
السيناريو الثاني، هو أنْ تتمكن التنظيمات الأصولية الإسلامية، المرتبطة بشكل أوْ بأخر بتنظيم القاعدة بالسيطرة على مخازن الأسلحة غير التقليدية وتوجيهها لاحقًا ضد إسرائيل، أما السيناريو الثالث، فهو أن يقوم النظام، في حال شعوره بأنه بات على وشك السقوط باستعمال هذه الأسلحة، الأمر الذي سيُشكل معضلة حقيقية ليس للدولة العبرية فقط ولسكان سورية، بل للدول المجاورة، على حد قول المصادر الأمنية في تل أبيب.
لكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من أن تل أبيب تدعي بأنها لن تتدخل في الشأن السوري الداخلي، طالما لم يؤثر الوضع عليها، فقد تناول الاثنين موقع (WALLA) الإخباري الإسرائيلي قضية تسليح المعارضة السورية المسلحة، ونقل عن مصدر أمني،ة وصفه بأنه رفيع المستوى تأكيده على أن الدولة العبرية لا تنوي العمل على منع إرسال شحنات أسلحة إلى المعارضة السورية، إلا أنها تشدد على وجوب تعزيز الرقابة عليها، لافتًا إلى أن السلاح الذي يوجه الآن ضد الجيش السوري النظامي، قد يجد طريقه في المستقبل المنظور إلى أيدٍ تواجه الجيش الإسرائيلي، على حد تعبيره.
ونوه الموقع الإسرائيلي في التفاصيل إلى أن المصدر العسكري عينه، طلب عدم الكشف عن اسمه أوْ وظيفته في جيش الاحتلال، وأوضح أيضًا أن دولة الاحتلال ستعمل كل ما في وسعها من أجل منع وصول شحنات سلاح للمعارضين في سورية، وتحديداً في هذه المرحلة، لكنها تشدد على وجوب التأكد من هوية الجهة التي سيجري تسليحها، علاوة على ذلك، أشار المصدر العسكري إلى أن بلاده قلقةً من أن تؤدي الضغوط الداعية إلى تسليح المعارضة السورية، إلى تهريب جزء من هذا السلاح إلى تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة وما أسماه بالجهاد العالمي، على حد تعبيره.
وأشار الموقع إلى أن الضابط الإسرائيلي شدد في سياق حديثه على أن الضغوط على العالم الغربي من أجل تسليح المعارضة في سورية، وبشكل خاصً الجماعات الصديقة والحليفة، تهدف إلى رفع مكانة هذه الجماعات وقوتها، كي تكون في مستوى الحركات الإسلامية التي تنشط في الميدان.
علاوة على ذلك، أوضح المصدر العسكري أن الدولة العبرية تقوم عن كثب بمراقبة أنواع الأسلحة التي تم البدء إرسالها، وهي على اتصال وتشاور مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية حول الأسلحة التي تعد متطورة جداً، ويمنع تزويد المعارضة المسلحة بها، على حد قوله. وأفادت المصادر عينها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد أكد قبل عدة أيام على أن الدولة العبرية لن تسمح لمنظومات قتالية متطورة بالوصول إلى حزب الله في لبنان، لكن المصادر عينها أشارت إلى أن نتنياهو لم يُعلق على قضية انتقال أنواع أخرى من الأسلحة إلى أيدي جماعات أخرى، يجري تعريفها على أنها من أعداء دولة الاحتلال.
وبحسب المصادر فإن هناك سيناريوهين تجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى التدخل لمنع تحققهما: الأول هو نقل سلاح كيميائي وصواريخ إستراتيجية متطورة من سورية إلى حزب الله، والثاني ينطوي على خطر، بأن تقوم جماعات من المعارضة السورية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما هي حال جبهة النصرة، بالاستيلاء على مخزن سلاح كيميائي سوري.
وعن الأسباب التي تدفع الدولة العبرية إلى الصمت، وعدم إعلان موقف رسمي من تسليح المعارضين السوريين، أشار المصدر إلى أن إسرائيل لا تعلن موقفها، كي لا تسبب أضرارًا للجهود التي تبذلها لتحسين علاقاتها المتردية مع تركيا، التي تُعَد أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضين في سورية. جدير بالذكر في هذا السياق أن المراسل للشؤون السياسية في القناة الثانية الإسرائيلية، أودي سيغال، كشف أمس النقاب عن أن الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي زار تركيا سرا واجتمع في أنقرة إلى المدير العام لوزارة الخارجية التركية بهدف حل الخلاف القائم بين الدولتين منذ أحداث أسطول الحرية في أيار (مايو) من العام 2010، إلا أن زيارته لم تجن الثمار، ولفت المراسل إلى أن الأتراك ما زالوا مصرون على أنْ تقوم تل أبيب بتقديم اعتذار رسمي، وهو الأمر الذي يرفضه صناع القرار في دولة الاحتلال، كما أشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن هذه الزيارة كانت ثمرة المساعي الأمريكية الحثيثة لرأب الصدع في العلاقات الثنائية بين حليفتيها الإستراتيجيتين، الدولة العبرية وتركيا، وأنه على الرغم من فشل الاجتماع المذكور فإن الخارجية الأمريكية تُواصل بذل الجهود لحل الأزمة بين الدولتين، على حد قوله.
تشكيل كتيبة نسائية كردية شمال شرق سورية
القاهرة ـ (د ب أ)- أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه تم في مدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية اعلان تشكيل كتيبة نسائية كردية ثانية ضمن كتائب وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للهيئة الكردية العليا.
وذكر المرصد السوري، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) نسخة منه الاثنين، أن “الكتيبة حملت اسم(الشهيدة برجم) وتضم نحو 150 امرأة“.
وأشار المرصد إلى أنه قبل أيام أعلن تشكيل أول كتيبة نسائية في سورية في منطقة “عفرين” بريف حلب.
وزير الاعلام السوري ينفي استخدام السلطات صواريخ سكود في المعارك
دمشق- (ا ف ب): نفى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلات صحافية استخدام النظام صواريخ سكود في المعارك مع مسلحي المعارضة، كما نفى مشاركة عناصر من حزب الله اللبناني في القتال في سوريا الى جانب الجيش النظامي.
ونقل الموقع الالكتروني لقناة (روسيا اليوم) عن الزعبي قوله انه “نفى استخدام القوات السورية صواريخ (سكود) في المعارك مع مسلحي المعارضة“.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط صواريخ ارض ارض الجمعة الماضي على مدينة حلب في شمال سوريا تسببت بمقتل 58 شخصا على الاقل، وقال ناشطون انها صواريخ “سكود” اطلقت من القاعدة 155 العسكرية في ريف دمشق.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتهم فيها ناشطون القوات النظامية باطلاق صواريخ سكود خصوصا على شمال البلاد، في حين اعلن حلف شمال الاطلسي في السابق رصده لاطلاق هذا النوع من الصواريخ من جانب النظام.
ودانت واشنطن بشدة مساء السبت سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب.
من جهة ثانية، نفى الزعبي في مقابلة منشورة على الموقع الالكتروني لقناة “العالم” الايرانية التقارير حول مشاركة عناصر من الحرس الثوري الايراني او من حزب الله اللبناني في المعارك الى جانب الجيش السوري.
وقال الزعبي “هناك نقطة يجب أن تكون واضحة للجميع. ليس هناك أي مقاتل بالمطلق من حزب الله في سوريا”، موضحا أن “الجيش السوري ليس بحاجة لا عددا ولا عدة ولا عتادا لهذا النوع من المساعدة بالمطلق“.
واضاف “لا يوجد عنصر واحد ايراني لا من الحرس الثوري ولا غيره له صلة على الارض مباشرة او يتدخل مباشرة بمهام القوات المسلحة السورية“.
واتهمت المعارضة السورية اخيرا حزب الله باستخدام الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع للجيش الحر في منطقة القصير في محافظة حمص (وسط).
وقتل قبل حوالى عشرة ايام ثلاثة لبنانيين من “الموالين لحزب الله” مقيمين في سوريا في معارك مع مقاتلين معارضين في قرى شيعية سورية حدودية مع لبنان، بحسب المرصد السوري.
واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في تشرين الاول/ اكتوبر بان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون “المجموعات المسلحة” في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك “بغرض الدفاع عن النفس“.
وفي 14 شباط/ فبراير، قتل مسلحون في ريف دمشق القيادي في الحرس الثوري الايراني حسن شاطري المعروف ايضا باسم حسام خوش ونيس والذي كان يتولى رئاسة الهيئة الايرانية للمساهمة في اعادة اعمار لبنان. وكان في طريق عودته الى لبنان.
المعلم يعلن استعداد سورية اجراء محادثات مع المعارضة المسلحة
انفجار مدو يهز دمشق.. والمعارضة تقرر المشاركة بمؤتمر روما
موسكو ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين إن سورية مستعدة لإجراء محادثات مع المعارضة المسلحة في أوضح عرض حتى الآن للتفاوض مع مقاتلي المعارضة بمن فيهم المسلحون الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد، فيما قال سكان ان انفجارا قويا هز العاصمة السورية دمشق امس، كما سقط 46 قتيلا من القوات النظامية والمقاتلين المعارضين خلال 24 ساعة في بلدة خان العسل ومحيطها، احد آخر معاقل القوات النظامية في ريف حلب الغربي، في معارك استمرت حتى كتابة هذه السطور.
وافاد التلفزيون الحكومي ان انفجارا مدويا وقع في حي القابون الشرقي في العاصمة دمشق. ويأتي الانفجار بعد سلسلة من تفجيرات السيارات الملغومة في وسط دمشق الاسبوع الماضي قال نشطاء ان اخطرها قتل 60 شخصا على الاقل.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن المعلم قوله إن الحكومة السورية مستعدة لإجراء حوار مع كل من يرغب في ذلك حتى مع من يحملون السلاح لأنها تعتقد ان الاصلاح لن يحدث عن طريق اراقة الدماء ولكن فقط عن طريق الحوار، وقال في نفس الوقت إن سورية ستواصل معركتها ضد ‘الإرهاب‘.
وكان يتحدث في موسكو أحد أبرز حلفاء الأسد حيث اجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال معاذ الخطيب زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض امس للصحافيين في القاهرة إنه لم يجر أي اتصالات بشأن المحادثات مع دمشق لكنه قال إنه أجل رحلته إلى روسيا والولايات المتحدة ‘حتى نرى كيف ستتقدم الأمور.’
ولمحت الحكومة السورية وكذلك المعارضة في الأسابيع القليلة الماضية إلى استعدادهما لإجراء بعض الاتصالات في تخفيف لرفض تام سابق للمحادثات لتسوية الصراع الذي تسبب حتى الآن في خروج نحو مليون سوري من البلاد إلى جانب نزوح ملايين آخرين داخل سورية مع معاناتهم من الجوع.
وقررت المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر اصدقاء سورية الذي سيعقد في روما الخميس المقبل، وذلك بعدما كانت علقت مشاركتها فيه، وفق ما اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاثنين عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وقال الخطيب ان الائتلاف المعارض قرر المشاركة في المؤتمر بعدما تلقى ‘وعودا’ من وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ ‘بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري‘.
واذ نقل الخطيب عن كيري وهيغ ‘رفضهما الكامل للاعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام’ السوري، اكد انه ‘سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقييم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدولية‘.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اعلن السبت تعليق مشاركته في مؤتمر اصدقاء سورية الخميس احتجاجا ‘على الصمت الدولي’ على ‘الجرائم المرتكبة’ في حق الشعب السوري ولا سيما بعد اطلاق صواريخ على حلب الجمعة اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
الا ان الخطيب اعلن في وقت سابق الاثنين ان المعارضة السورية تدرس مشاركتها في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، بعد ‘وعود تلقتها من دول كبرى’ بالدعم ‘الواضح والنوعي‘.
وحض وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين في لندن المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر روما لاتخاذ قرار في شان ‘المراحل المقبلة’، وقال ‘اريد ان يعلم اصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية اننا لا نأتي الى روما للتحدث فقط. نذهب الى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة‘.
وقال لافروف ‘نحن نتابع تطورات الاحداث… بقلق. الوضع في تقييمنا عند مفترض طرق من نوع ما. هناك من وضعوا مسارا للمزيد من اراقة الدماء وتصعيد الصراع. هذا محفوف بمخاطر انهيار الدولة والمجتمع السوري.’
واضاف ‘لكن هناك ايضا قوى معقولة تفهم تماما بصورة متزايدة الحاجة لاسرع بداية ممكنة للمحادثات… وفي هذه الظروف تزداد شدة الحاجة لقيادة سورية لمواصلة الدعوة بصبر لبدء الحوار وعدم السماح باستمرار الاستفزازات.’
ميدانيا، اسقط مقاتلو المعارضة الاثنين طائرة مروحية فوق مطار منغ في ريف حلب حيث تستمر المعارك ايضا.
وذكر المرصد في بيان ان الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل، وقد قتل فيها خلال 24 ساعة ما لا يقل عن 16 مقاتلا معارضا و30 عنصرا من القوات النظامية.
ووصف المرصد هذه الاشتباكات بانها ‘الاعنف منذ اشهر’ في المنطقة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة.
ومن جهتها اتهمت تركيا سورية الاثنين بمهاجمة بلدات سورية بالقنابل والقذائف وصواريخ سكود ودعت في اجتماع لمجلس حقوق الانسان الدولي إلى تقديم مرتكبي الفظائع للعدالة.
وحثت بريطانيا وسويسرا مجلس الأمن الدولي على إحالة جرائم الحرب في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ‘النظام (السوري) فقد شرعيته. لم يعد حاكما. إنه يعتمد في بقائه على القمع والارهاب والمذابح.’
سفارتا أمريكا وبريطانيا تنفيان وجود مقترح لإلغاء ديون الأردن مقابل استقباله اللاجئين الفلسطينيين من سورية
عمان ـ يو بي آي: نفت السفارتان الأمريكية والبريطانية في العاصمة الأردنية عمّان، الإثنين، ما تردد من أنباء عن دراسة إلغاء الديون المستحقة على الأردن مقابل استقباله اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ووصفتا هذه التقارير الصحافية بأنها ‘لا أساس لها من الصحة‘.
وذكرت السفارتان في بيان مشترك أصدرته السفارة الأمريكية في عمّان امس، أن ‘السفيرين الأمريكي لدى الأردن ستيوارت جونز والبريطاني بيتر ميليت، إطلعا على تقارير صحافية حول الغرض من دعم بلديهما الاقتصادي للأردن’، وشدّد البيان على أن ‘هذه التقارير لا أساس لها من الصحة‘.
وأضاف أن المساعدات الأمريكية والبريطانية المقدّمة للأردن ‘تهدف إلى تعزيز للنمو الاقتصادي وتنمية المجتمع الأردني’، مشيراً إلى أن المعونة المقدّمة للاجئين السوريين ‘هي فقط لأغراض إنسانية‘.
وكانت صحيفة (الشرق) السعودية أشارت السبت الماضي، إلى أن تحركات تقودها سفارات غربية في عمّان من أجل استطلاع رأي الشارع الأردني حول فكرة توطين فلسطينيي سورية في الأردن مقابل إعفائه من ديونه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في عمّان قولها إن ‘السفير البريطاني في عمّان بيتر ميليت، يُجري لقاءات على مستوى ضيق بقيادات المجتمع المدني الأردني، بهدف استطلاع آرائهم حول مسألة قبول الشارع والحكومة استقبال اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية وتوطينهم في الأردن‘.
وأضافت أن ‘السفير الأمريكي في عمّان ستيوارت جونز، يطرح الأفكار ذاتها ولكن في سياق ‘العصا والجزرة’، وذلك بالتحذير من الأزمة الاقتصادية التي قد تعصف بالإقتصاد الأردني جرّاء مشكلات المديونية والعجز في الموازنة، مع التلويح في الوقت نفسه بإمكانية تقديم عرض دولي تحمله الإدارة الأمريكية بإعفاء الأردن من كامل ديونه الخارجية التي تتجاوز 22 مليار دولار حسب موازنة العام 2012، شريطة قبول الدولة باستقبال واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سورية‘.
سورية تتحول الى دولة فاشلة مع تراجع فرص انتقال السلطة سلميا
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: هذا الاسبوع سيتركز الانتباه على جولة وزير الخارجية الامريكية جون كيري في المنطقة، فقد وصل امس لندن في بداية رحلة تشمل 9 دول اوروبية وشرق اوسطية. لكن تهديدات المعارضة السورية بعدم حضور مؤتمر روما القت بظلالها على الرحلة. ومن هنا فقد ارسلت الادارة سفيرها في سورية والمبعوث الخاص لدى المعارضة، روبرت فورد للقاهرة لانقاذ لقاء روما الذي كان مقررا ان يلتقي فيه كيري مع زعماء المعارضة السورية، ومعاذ الخطيب، زعيم الائتلاف الوطني السوري.
ونقل عن مسؤول امريكي يرافق كيري في رحلته قوله ان ‘المعارضة السورية تتعرض لضغوط شديدة من اعضائها ومن الشعب السوري كي تحصل على دعم اكبر من المجتمع الدولي’، وفي هذا السياق فهناك نقاش داخل اطراف المعارضة حول ‘قيمة الذهاب الى المؤتمرات الدولية’ اضاف المسؤول.
وقالت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان اعلان المعارضة شوش على الرحلة التي خطط لها بعناية وقصد منها تقديم جون كيري الذي سيعمل على دفع العملية الدبلوماسية وكسر جمود الازمة السورية، حيث سيزور في احد عشر يوماـ بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا ومصر والسعودية والامارات العربية المتحدة وقطر.
وسيلتقي كيري يوم الاربعاء في برلين مع سيرغي لافروف، حيث يعتقد ان كيري يحمل خطة لسورية، جزء منها هو الحصول على دعم روسيا التي لا تزال الحليف الاكبر للنظام السوري.
ولهذا فغضب المعارضة مرتبط بما تراه وقوف العالم متفرجا على الممارسات الشرسة التي يقوم بها النظام واستخدامه صواريخ ‘سكود’ ضد اهداف في حلب وريفها. ومع ان وزارة الخارجية الامريكية شجبت الهجمات الصاروخية بشدة، وفي بيانها الذي اصدرته يوم السبت اكدت على اهمية لقاء كيري مع المعارضة للعمل من اجل التوصل لعملية انتقال في السلطة يطالب بها السوريون ويستحقونها.
هل سيتغير اوباما؟
ولا يعرف ان كان كيري يحمل معه تغيرا في الموقف الامريكي لدعم المعارضة بالسلاح وهو الذي تطالب به المعارضة ام لا، خاصة ان ادارة اوباما رفضت الاستماع الى نصائح قادة كبار العام الماضي تقضي بتسليح جماعات في المعارضة. ولكن مراقبين يتوقعون ان تؤشر جولة كيري الى تغير في الموقف الامريكي. وفي هذا السياق اشارت صحيفة ‘التايمز’ البريطانية الى ان فرص تغيير للسلطة في سورية يمكن التحكم به تتراجع كل يوم، فيما تتزايد فيه معاناة الشعب السوري كل يوم ومعها التهديدات بولادة دولة فاشلة ستمثل خطرا على المنطقة باكملها. وقالت ‘التايمز’ في افتتاحيتها ان ما يشجع هي امساك كيري بزمام المبادرة لحل المشكلة السورية، خاصة ان رئيسه اوباما فشل في قيادة المجتمع الدولي لانهائها. والصحيفة هنا لا تعول كثيرا على الزيارة، مشيرة الى جوهر السياسة الامريكية من الازمة لن يتغير. فاوباما الذي سيقوم باول رحلة خارج امريكا منذ انتخابه لاسرائيل قد تعبر عن اهتمام مبكر في مشاكل المنطقة، ومن الواضح ان الرئيس الامريكي راغب في تجنيب بلاده التورط في حرب دموية وذات طبيعة طائفية معقدة. ولهذا فقد ظل يرفض مطالب المعارضة بدعمها عسكريا. وعليه ترى الصحيفة ان مهمة كيري لن تركز على قضايا تسليح المعارضة بل على اقناع طرفي النزاع باهمية التحاور والتفاوض، اي اقناع الاسد بانه معركته خاسرة ولن ينتصر واقناع المعارضة بالحل السياسي.
مخاوف روسيا
واهم لقاء في الجولة سيعقده كيري هو مع لافروف في برلين يوم الاربعاء. وتشير الصحيفة الى مخاوف موسكو من الوضع في سورية، فمع انها عرقلت كل الجهود الدولية وواصلت تزويد النظام السوري بالسلاح الا ان روسيا ارسلت عددا من الاشارات عن انها لن تواصل دعم الاسد للابد، كما والتقى لافروف مع معاذ الخطيب، زعيم الائتلاف الوطني السوري ووجه اليه دعوة رسمية لزيارة موسكو. واهم ما تخشاه روسيا هي العناصر الجهادية المؤثرة في الانتفاضة السورية. فهي تخشى والحالة هذه من استبدال دولة مستقرة بدولة تشبه الشيشان قبل ان يسحقها فلاديمير بوتين. وفي حالة تخلي روسيا عن الاسد، فقد ينهار النظام سريعا على الرغم من التكهن المستمر بقرب نهايته منذ العام الماضي. ومع ذلك فلن يقتنع الاسد بالتخلي عن السلطة حالة ابتعاد روسيا عنه.
ثمن التفرج
وترى الصحيفة ان السيناريو قاتم فسورية بالاسد وبدونه مهددة بالتفكك. وتختم الصحيفة بالقول ان هناك سببا واحدا جعل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة تدعم تسليح المعارضة، ليس لانها هذا سيعجل من رحيل النظام، ولكن لانه يمنح واشنطن السلطة والتأثير على الجماعات التي ستقود سورية في المرحلة القادمة. وتضيف ان اوباما يخشى من وقوع الاسلحة الامريكية في يد الجماعات المتطرفة والتي يمكن ان تستخدمها لاحقا لضرب المصالح الامريكية. وبنفس السياق رفض الاتحاد الاوروبي المقترح البريطاني لرفع حظر تصدير السلاح للجماعات غير الاسلامية. وتواصل الصحيفة بالقول ان الاسلحة مع ذلك تتدفق ، فروسيا وايران تدعمان النظام، وقطر والسعودية تدعمان المقاتلين. وعليه فلن ينسى المقاتلون الدول التي تخلت عنهم ولم تسارع الى مساعدتهم، وفي هذه الحالة الغرب. وتختم بالقول ان تدهور الاوضاع في سورية يجعل من النقاش الداعي لتسليح المعارضة قويا، مشيرة الى تصريحات مسؤولين امريكيين الاسبوع الماضي حول امكانية مراجعة الموقف الامريكي، واعادة فتح الملف الذي يحتوي على خطة كلينتون بترايوس. ولان قرارا امريكيا لتسليح المعارضة سيغضب بالتأكيد روسيا، فمن الحكمة الانتظار ومحاولة اقناعها بممارسة تأثير على الاسد. وفي النهاية فالثمن الذي ستدفعه امريكا واوروبا بعدم التدخل والمساعدة سيكون باهظا وكذا الثمن الذي يدفعه الشعب السوري لاستمرار الحرب. وفي الوقت الحالي لا ينتظر الكثير من جولة كيري، فهو وان حمل مشروعا لحل الازمة السورية واعادة ‘تسخين’ محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الا ان الامر متعلق في النهاية باوباما الذي يعتبر من اكثر الرؤساء امساكا بزمام السياسة الخارجية منذ ريتشارد نيكسون.
موت غامض ومعارك مثيرة
وهي احداث لا يمكن المرور عليها سريعا، الاول منها، مقتل مسؤول بارز في الحرس الثوري الايراني على الطريق السريع دمشق- بيروت في بداية هذا الشهر، الثاني مقتل 3 مقاتلين من حزب الله وجرح 14 اخرين في معركة داخل الجبهة السورية، والثالث هو قيام الجيش اللبناني بمحاصرة بلدة سنية يسكن فيها 40 الفا ومعروفة بدعمهما للمعارضة السورية، اما الاخير فهي الاتهامات التي وجهها زعيم المعارضة سعد الحريري لحزب الله وانه اصل المشاكل في البلاد. في قصة ‘المهندس’ الايراني حسام خوش نويس الذي يحمل هوية اخرى وهي حسن شاطري، هناك الكثير من الشائعات والروايات، فهو رسميا كان يعمل في لبنان مديرا لـ’الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان’، بعد الحرب الاسرائيلية عام 2006 ويعمل مكتبه من السفارة الايرانية في بيروت، وعلى ما يبدو انه قتل في داخل سورية وهو في طريقه من دمشق لبيروت، والسؤال هو ما الذي يجعل مسؤولا مهمته اعمار بيوت اللبنانيين في الجنوب ان يذهب لسورية التي تعيش حربا اهلية كما يقول فيسك. وهناك من يقول ان حسن الشاطري او القائد كما يطلق عليه الحرس الثوري كان في طريقه من مطار دمشق الدولي الى الحدود اللبنانية حيث قتل في الطريق، ورواية اخرى تقول انه كان في زيارة لمسؤولين امنيين ايرانيين في دمشق، ويقول البعض انه قتل على الطريق السريع بين دمشق وحلب. وبالنسبة للحرس الثوري الايراني فقد قتل الشاطري على ‘يد الصهاينة والمرتزقة الذين يدعمون الكيان الصهيوني’، اما السفير الايراني في بيروت الذي فتح كتاب تعازي فقد قال ان المسؤول الايراني قتل للدور الذي لعبه في اعمار لبنان بعد الحرب. ويطرح روبرت فيسك في مقاله اسئلة حول مجمل الروايات ويتساءل لماذا تلاحق اسرائيل شخصا كان يعمل في جنوب لبنان وتقتله في سورية؟ وعن المعركة التي خاضها مقاتلو حزب الله في داخل سورية وقتل فيها ثلاثة وجرح 14 اخرون. يقول فيسك ان مقتل 12 سوريا في نفس المعركة يؤكد ان مقاتلي حزب الله كانوا من بين من ‘يدافعون’ عن القرى اللبنانية الحدودية ولكن ‘من داخل سورية’، ويتساءل مرة اخرى عن معنى وجود المقاتلين في داخل سورية وماذا كانوا يفعلون ام انهم كانوا يحاولون منع تهريب اسلحة عبر الحدود اللبنانية لداخل سورية؟
عرسال
تهريب الاسلحة لا يثير الاستغراب لان البلدة الحدودية عرسال والتي تقع على الحدود مع سورية محاطة وسكانها الـ 40 الفا بالجيش اللبناني، حيث انتشر الجيش هناك بعد مقتل جنديين قبل اسبوعين. ولا بد من الاشارة الى ان عرسال ظلت نقطة تهريب وهي مؤيدة وبشكل كبير للمعارضة السورية. ويقول الجيش اللبناني انه لا يحاصر اهل البلدة ولكنه يقيم نقاط تفتيش للسيارات عندما يخرجون من بيوتهم ويعودون اليها. وفي المقابل فاهل صيدا السنة يتظاهرون احتجاجا على شاحنات الوقود التي تذهب الى سورية، وهنا يتساءل فيسك ان كان ‘البنزين’ في طريقه للجيش السوري النظامي؟ ويربط فيسك هذه الاحداث بالانتخابات اللبنانية القادمة في حزيران (يونيو) حيث تضيف الى اجواء النقاش داخل البيت اللبناني والتي يضاف اليها حالات من السطو على الاسلحة والاغتيالات ومطالب الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط من حزب الله دعم المقاومة السورية ان كان فعلا وكما يزعم حركة مقاومة.
الخطيب: الائتلاف المعارض يدرس مشاركته في مؤتمر اصدقاء سورية بعد ‘وعود’ بالدعم
القاهرة ـ ا ف ب: اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاثنين ان المعارضة السورية تدرس مشاركتها في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري المقبل الذي كانت قررت مقاطعته، بعد ‘وعود تلقتها من دول كبرى’ بالدعم ‘الواضح والنوعي‘.
واشار من جهة ثانية الى ان زيارته التي كانت مقررة الى موسكو ‘مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الامور‘.
وقال الخطيب لصحافيين في القاهرة ردا على سؤال عن احتمال ان يعيد الائتلاف النظر في المشاركة في مؤتمر اصدقاء سورية الشهر المقبل في روما ‘عندنا اجتماع اليوم (امس) في رئاسة الائتلاف لمناقشة بعض الوعود. هناك اتصالات من عدة دول كبرى طلبت الغاء التعليق وانه سيكون هناك دعم واضح ونوعي للشعب السوري‘.
واضاف ان ‘الشعب السوري يدمر يذبح يقتل ونحن اذا ذهبنا، فمن اجل ان نتحدث عن حقوقه واذا امتنعنا فمن اجل اعطاء رسالة الى المجتمع الدولي. (…) الدول الصامتة تشارك في ذبح الشعب السوري. ونحن نرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلا‘.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اعلن السبت تعليق مشاركته في مؤتمر ‘اصدقاء الشعب السوري’ احتجاجا ‘على الصمت الدولي’ على ‘الجرائم المرتكبة’ في حق الشعب السوري. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
وحمل ‘القيادة الروسية مسؤولية خاصة اخلاقية وسياسية لكونها ما تزال تدعم النظام بالسلاح‘.
وجاء هذا الموقف بعد ساعات على قصف مدينة حلب (شمال) بصواريخ ارض ارض تسببت بمقتل حوالي ستين شخصا. وعن زيارته الى موسكو، قال الخطيب انها ‘مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الامور‘.
وجدد من جهة ثانية استعداه للحوار، متهما النظام السوري برفض مبادرته حول هذا الموضوع. وقال ان ‘الائتلاف وضع محددات للحوار. الحوار ليس كسبا للوقت ومماطلة. النظام رفض ابسط الامور الانسانية وهي اطلاق سراح المعتقلين. قلنا اطلقوا النساء اولا، ولم يتخذ اي خطوة في ذلك‘.
واضاف ‘هو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة (…) هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها ربما مفتاح خلاص للشعب السوري كله‘.
وتابع ‘نحن منفتحون دائما للقرارات التي تؤدي الى وقف القتل والتدمير‘.
واعلن الخطيب في نهاية كانون الثاني (يناير) استعداده للتحاور مع ممثلين للنظام خارج سورية، مشترطا اطلاق ‘160 الف معتقل’ من السجون السورية، وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج.
ولم يرد النظام على الاقتراح بشكل مباشر، الا انه دعا الى ‘حوار غير مشروط’ على ان يتم ‘على الاراضي السورية‘.
وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم من موسكو تأكيده ان السلطات ‘مستعدة للحوار مع كل من يريده’، بما في ذلك ‘من يمسك السلاح في يديه‘.
المعلم في موسكو: مستعدّون للحوار
أسبوع مهم على صعيد إيجاد حلّ للأزمة السورية، افتتحه وليد المعلم في زيارته لموسكو. أسبوع ينتظر التوصل إلى تفاهمات روسية _ أميركية، فيما عاد «الائتلاف» عن «حرده» تحت الضغوط الغربية
افتتحت موسكو على أراضيها جولة محادثاتها مع الأطراف السوريين. حطّ يوم أمس وزير الخارجية وليد المعلم ليكرّر استعداد بلاده لإجراء محادثات مع المعارضة على أنواعها، فيما دعت موسكو السلطات السورية إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات الصادرة عن مناهضي التسوية، في وقت تبدّل فيه موقف «الائتلاف» المعارض إثر الضغوط الغربية، ليقرّر رئيسه المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا».
في هذه الأثناء، دوّى انفجار ضخم عند مدخل منطقة القابون ليلاً، قرب معمل «سيرونيكس»، بسيارة مفخخة، من دون وقوع قتلى، أعقبته اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الدبابات. وقالت «روسيا اليوم» إن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري هاجمت حاجزاً عسكرياً بالقرب من معمل سيرونيكس»، مشيرة إلى أن «عناصر الحاجز استطاعوا التصدي لها قبل بلوغها الحاجز، وأدى تمترسهم خلف أكياس الرمل ونصبهم المتاريس إلى تخفيف آثار القدرة التفجيرية».
وعقب الانفجار، اندلعت اشتباكات عنيفة في ثلاث مناطق رئيسية هي جوبر والقابون وبرزة، أبرزها في جوبر حيث استخدمت كافة أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية والدبابات، وذلك على أثر محاولة اقتحام نفذتها «جبهة النصرة» من المدخل الشمالي للعاصمة باتجاه حي العباسيين حيث تصدى لهم الجيش.
وأعلن وليد المعلم استعداد دمشق لإجراء محادثات مع المعارضة السورية، بما فيها المعارضة المسلحة، قائلاً: «جاهزون للحوار مع كل من يرغب في الحوار، بما في ذلك من حمل السلاح، لأننا نعتقد أن الإصلاح لا يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار». وأوضح أنّه «لذلك بادر الرئيس (بشار) الأسد بالإعلان عن البرنامج السياسي للحلّ. وفُتح الباب للمعارضة. وقدمت الضمانات لها للحضور والتشاور من أجل عقد مؤتمر حوار شامل». وأضاف: «اليوم جبهة النصرة، وهي أحد أفرع القاعدة، الطرف الرئيسي الذي يقوم بأعمال إرهابية في سوريا. هذه الجبهة جذبت مقاتلين من 28 دولة، بما فيها الشيشان».
بدوره، رأى لافروف أنّه «يجب تقديم الدعم لإنجاح الحل السلمي. ونحن نراقب الأحداث الأخيرة فيها بقلق واهتمام بالغين، وتقديرنا أن سوريا على مفترق موقفين، «حيث هناك من يريد المزيد من سفك الدماء ما يؤدي إلى تفتيت المجتمع السوري، كما أنّ هناك من يفكرون بشكل عقلاني في مستقبل سوريا، وهم الذين أخذوا يدركون أكثر فأكثر أهمية المباحثات للتوصل إلى حلّ سلمي. ونلاحظ ازدياد عدد هؤلاء الداعمين للنهج الواقعي». ودعا الوزير الروسي السلطات السورية إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات الصادرة عن مناهضي التسوية السلمية للملف السوري.
في موازاة ذلك، شاب موقف رئيس «الائتلاف» المعارض، أحمد معاذ الخطيب، تغيّراً بعد جملة لاءات أكدها أول من أمس، إذ أعلن أنّ الائتلاف سيشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في روما الخميس. وكان الخطيب أعلن في وقت سابق أن المعارضة تلقت «وعوداً من دول كبرى» بالدعم «الواضح والنوعي». وأشار، من جهة ثانية، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقرّ جامعة الدول العربية، إلى أنّ زيارته التي كانت مقررة لموسكو «مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور». وجدّد الخطيب استعداه للحوار، متهماً النظام السوري برفض مبادرته حول هذا الموضوع.
من جهته، رأى القيادي في «هيئة التنسيق» المعارضة، منذر خدام، أنّ النظام السوري يجب أن يتوقف عن عمليته العسكرية والأمنية ويوقف الاعتقالات حتى يتوافر المناخ لإجراء مفاوضات. وقال خدام، في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، إنّه «للأسف نسمع كلاماً كثيراً عن الحوار، بينما على أرض الواقع هناك ما يخالفه تماماً».
في غضون ذلك، رفض «رئيس هيئة الأركان» في «الجيش السوري الحر»، سليم إدريس، دعوة المعلم للحوار، قائلاً إنّ «المعارضة المسلحة ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل تخلي الأسد عن السلطة، وقبل وقف كل أنواع القتل وسحب الجيش من المدن». وحددت «هيئة قيادة الأركان المشتركة» ثمانية شروط لخوض أيّ حوار مع النظام السوري.
من جهته، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية، قائلاً إنّه «خلال كل فترة الأزمة السورية، لم تعلن الولايات المتحدة موقفاً محدداً من الوضع المتشكل». كذلك انتقد أردوغان، أيضاً، الموقف الإيراني، معتبراً أنّ «طهران لم تتخذ موقفاً محدداً من الأزمة السورية، ومن غير المقبول وغير المسموح أنّ إيران تبقى متفرجة على مقتل هذا العدد من المسلمين، وذلك يؤسفنا».
ومن جهة أخرى، أكد أردوغان أن أنقرة لن تسمح بإنشاء كيان منفصل للأكراد شمال سوريا. وأكد أنّ بلاده «لن تسمح بخرق مبدأ وحدة الأراضي السورية، فهذه الدولة مهمة جداً لنا، وإن حصل ذلك فإنّه سيؤدي إلى مشاكل جدية جديدة».
من ناحيته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّ موسكو تلاحظ في الفترة الأخيرة بعض التطورات الإيجابية في مواقف المعارضة السورية. وقال غاتيلوف، في تصريح إلى وكالة «إيتار _ تاس» الروسية، إنّ «المعارضة تطرح شروطاً معينة لإطلاق الحوار، ولكن عدم رفض هذه الإمكانية (للحوار) الآن بحد ذاته يشير إلى أنّ المعارضة تعيد التفكير في تقويم الوضع». غاتيلوف انتقد الدول الغربية التي «اتخذت موقفاً مغايراً بعض الشيء. وشجعت (المعارضة السورية) بقدر معين على مواصلة النضال المسلح». كذلك صرّح أن موسكو لا تؤيد فكرة تقديم المعونات الإنسانية إلى سوريا عبر حدود دول أخرى، معتبراً أنّ «أيّ مساعدة إنسانية يجب أن تتحقق بموافقة السلطة السورية الشرعية».
في سياق آخر، انتقدت المفوضة العليا لحقوق الانسان، نافي بيلاي، فشل مجلس الأمن الدولي في إحالة الأزمة السورية على المحكمة الجنائية الدولية، بينما رأى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فوك جيريميك، من جهته، أثناء افتتاح الدورة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الانسان، «أنّ المجتمع الدولي لم ينجح في وضع حدّ للمذبحة». وفي كلمته في الجلسة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، إنّ الوضع أصبح يشكّل تهديداً حقيقياً على الأمن والسلام الإقليميين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
المعارضة السورية تقرر المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا في روما
أ. ف. ب.
قال زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب يوم الاحد ان الائتلاف سيشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر عقده في روما هذا الاسبوع.
بيروت: قررت المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي سيعقد في روما الخميس المقبل، وذلك بعدما كانت علقت مشاركتها فيه، وفق ما اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاثنين عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وقال الخطيب ان الائتلاف المعارض قرر المشاركة في المؤتمر بعدما تلقى “وعودا” من وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ “بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري“.
واذ نقل الخطيب عن كيري وهيغ “رفضهما الكامل للاعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام” السوري، اكد انه “سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقييم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدولية“.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية اعلن السبت تعليق مشاركته في مؤتمر اصدقاء سوريا الخميس احتجاجا “على الصمت الدولي” على “الجرائم المرتكبة” في حق الشعب السوري ولا سيما بعد اطلاق صواريخ على حلب الجمعة اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
الا ان الخطيب اعلن في وقت سابق الاثنين ان المعارضة السورية تدرس مشاركتها في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، بعد “وعود تلقتها من دول كبرى” بالدعم “الواضح والنوعي“.
وحض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في لندن المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر روما لاتخاذ قرار في شان “المراحل المقبلة”، وقال “اريد ان يعلم اصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية اننا لا نأتي الى روما للتحدث فقط. نذهب الى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة”.
تقاعس إدارة أوباما يعني “الأسد” في السلطة و”السوريون” في أكياس الجثث
عبدالاله مجيد
لا يتوقف التحليل الإخباري عند اجترار إدارة أوباما خوفها من وقوع السلاح في أيدي الجهاديين، بل يقول بوجوب تسليح بعض الثوار من الليبراليين، لعزل إيران أولًا، وليكون للأميركيين أصدقاء في سوريا ما بعد الأسد.
الحروب بشعة ومميتة، ولها عواقب غير مقصودة وتداعيات تفيض على رقعة اشتعالها. لكن ترجيح كفة على أخرى في أي صراع دموي يكون حينًا أهون الشرّين، والتعامل بالسلاح يكون أحيانًا عين الصواب.
تسليح المعارضة السورية قضية تندرج في إطار هذا التوصيف، كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال، لافتة إلى أنها ليست وحدها في هذا الموقف. فقد كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، في إفادات أمام إحدى لجان الكونغرس هذا الشهر أنهما دعما خطة أُعدت في العام الماضي لتسليح فصائل سورية بعد التدقيق مليًا في هويتها.
ونالت الخطة دعم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومدير وكالة المخابرات المركزية وقتذاك ديفيد بترايوس. لكنهم اصطدموا جميعًا برفض البيت الأبيض، الذي يعتبر نفسه يدير الأزمة السورية إدارة واقعية وحازمة، لكنه في الحقيقة مصاب بقصر النظر.
عزل إيران
لماذا يتعيّن تسليح المعارضة؟، فلنبدأ بإيران. أولًا، التسريع في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد يعني التعجيل بفقدان إيران أوثق حليف لها في المنطقة، وحرمانها من قناتها الرئيسة لإيصال السلاح إلى جماعات مسلحة تعادي الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة. كما إن سوريا من دون الأسد ستزيد عزلة إيران، ويمكن أن تساعد على حملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
ثانيًا، إن الحرب المستعرة في سوريا تزعزع استقرار منطقة ملتهبة أصلًا. وها هو النزاع المسلح يمتد إلى تركيا والعراق، ويتسبب نزوح اللاجئين السوريين إلى الأردن ولبنان وبلدان مجاورة أخرى باحتقان في هذه البلدان، هي في غنى عنها. ومن الصعب رصد تحركات الأسلحة الكيمياوية، التي يملكها النظام، وكلما طال أمد الحرب الأهلية زاد خطر لجوء الأسد إلى استخدامها ضد شعبه، أو وقوعها بأيدي جماعات إرهابية.
سنخسر أصدقاءنا
في هذه الأثناء، لا تنتظر قوات المعارضة السورية المسلحة أن تحزم واشنطن أمرها، بل تحصل على السلاح أينما تجده متاحًا، وكثيرًا ما يكون ذلك بتمويل أفراد متعاطفين ودول خليجية، مع تفضيل الجماعات الإسلامية بين فصائل المعارضة في عملية التسليح هذه.
بكلمات أخرى، كلما وقف الغرب موقف المتفرج زادت الجماعات الراديكالية قوة، واتسع نفوذ المتطرفين المتورطين في جرائم الحرب على حساب الفصائل الوطنية العلمانية، كما تحذر صحيفة وول ستريت جورنال، لافتة إلى أن الوطنيين السوريين “يشعرون بالقرف من تقاعسنا، ولن يكون لدينا الكثير من الأصدقاء في سوريا، هذا البلد المهم في منطقة حساسة، عندما يتوقف نزيف الدم، الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 60 ألف سوري“.
في هذه الحالة، يكون الواقعيون غير واقعيين. فالشباب الذين يتصدرون انتفاضات الربيع العربي يحاولون أن يفهموا ما تمثله الولايات المتحدة، وما إذا كانت حقًا تدافع عن حقوق الإنسان وتدعم تمكينهم، أو أن همّها الأول والأخير هو ضمان تدفق النفط بأسعار رخيصة وبناء تحالفات سهلة. كما إن وقوف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي في سوريا لا يخدم مصالحها في منطقة تقلّ أعمار ما يربو على 60 في المئة من سكانها عن 30 عامًا، ويمكن أن تفقد أميركا هذا الجيل لخمسين سنة مقبلة إذا لم تقف معهم الآن، كما تتوقع صحيفة وول ستريت جورنال.
انتقائية التسليح
ليس سهلًا تحديد شكل التدخل في سوريا في أية حال. ففي العام 2011، تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ليبيا، وفشلوا في تأمين ترسانات القذافي من السلاح، فاستخدمتها جماعات إسلامية في مالي. وللكثير من المقاتلين في سوريا ارتباطات بجماعات إسلامية متطرفة، وعلى الولايات المتحدة أن تتوخى الحذر من تسليحها، على الرغم من أن هذه الجماعات تزداد قوة بفضل تقاعس الغرب تحديدًا. وعندما يسقط الأسد، من المرجح أن تندلع نزاعات دموية بين فصائل مسلحة وجماعات قومية أو مذهبية، ومن الجائز أن تزيد أسلحة الغرب هذا النزيف تفاقمًا.
لتحقيق أفضل النتائج الممكنة إزاء هذه الاحتمالات، يتعيّن تسليح فصائل منتقاة بعناية فائقة. ولدى الولايات المتحدة منذ نحو عام عناصر استخباراتية على الأرض السورية، ترصد مثل هذه الفصائل، وتدقق في هويتها لتحديد الخيارات الأمثل، كما تؤكد صحيفة وول ستريت جورنال، مقترحة اختيار الأسلحة الأشد فاعلية من الناحية العسكرية والأقل استخدامًا في قتل المدنيين، ومنها قذائف مضادة للدبابات معدَّلة لاختراق دروع النظام السوري، وليس دبابات حلف الأطلسي والولايات المتحدة ودبابات حلفائها.
كما يتعيّن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتقديم الدعم الإضافي المطلوب للتوثق من استخدام هذه الأسلحة استخدامًا متْقَنًا. فالإجراءات نصف الجدية أشد ضررًا من عدم اتخاذ أي إجراءات، على حد تعبير صحيفة وول ستريت جورنال.
ويحتج كثيرون على أن هذا الخيار سيورّط الولايات المتحدة في نزاع لا تريد التورط فيه. ولكن الشارع العربي يرى أن الولايات المتحدة متورّطة أصلًا، وكثيرين في المنطقة يعتقدون أن أقوى دولة في العالم اختارت بتقاعسها أن يبقى الأسد في السلطة، وأن يوضب المدنيون في أكياس الجثث، على حد تعبير صحيفة وول ستريت جورنال. وتختم الصحيفة بالقول: “وضعت واقعية إدارة أوباما قنبلة موقوتة في منطقة تخرج ببطء عن نطاق السيطرة“.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/795570.html
كيري يحث الخطيب على حضور اجتماع روما: لن نذهب للحديث بل لاتخاذ قرار
المعارضة تطالب بكافة أشكال الدعم حتى العسكري.. وتتوقع أن يضم البيان الختامي آلية لانتقال السلطة
القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين بيروت: كارولين عاكوم
تسارعت خطى الدعوات والضغوطات الدولية لحث رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب على الرجوع عن قرار سابق بمقاطعة مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بالعاصمة الإيطالية روما الخميس المقبل. وأمس أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور لندن في أول رحلة خارجية له بعد تولي منصبه اتصالا هاتفيا بالخطيب لحثه على حضور الاجتماع.
وقبل المكالمة الهاتفية كان الخطيب قد ربط مشاركته في المؤتمر بمشاورات مفتوحة داخل الائتلاف. وقال في تصريحات له أمس عقب مباحثاته مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إن المعارضة السورية علقت مشاركتها في المؤتمر بسبب «خيبة أمل الشعب السوري من كل اللقاءات والمؤتمرات»، مضيفا: «إنه سيعقد مشاورات مفتوحة لمناقشة بعض الوعود التي حصلنا عليها من خلال اتصالات قامت بها بعض العواصم الكبرى التي طلبت إلغاء تعليق المشاركة في المؤتمر، ووعدت بأنه سيكون هناك دعم واضح ونوعي للشعب السوري».
وكشف الخطيب عن أن سفراء من بعض الدول قاموا بزيارة لمقر الائتلاف بالقاهرة، ووعدوا بأن يكون هناك دعم نوعي لرفع المحنة عن الشعب السوري، وأضاف: «مسألة المشاركة ما زالت تحت الدراسة، وقيادة الائتلاف ستجتمع كي تصدر قرارها بشكل نهائي، وربما لو وجدت قيادة الائتلاف أن الوعود التي تم الحديث عنها كافية أو مناسبة فتكون فرصة أخيرة لحضور المؤتمر، قد يغير الائتلاف قراره». وأشار الخطيب إلى أنه التقى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أول من أمس في القاهرة، مطالبا الدول العربية والأجنبية التي تقول: إنها من أصدقاء الشعب السوري، بضرورة إيقاف القصف الوحشي للمدنيين، وقال: «روسيا رفضت في الأمم المتحدة إصدار بيان إدانة لقصف النظام للمدنيين بصواريخ سكود، يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي من هذه الهمجية، هذا موقف غير مقبول، فالشعب السوري يدمر ويقتل ويذبح».
وأكد الخطيب أن الائتلاف إذا ما قرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا بروما، فستكون المشاركة من أجل التحدث عن حقوق الشعب السوري، وقال: «إذا ما امتنعنا عن الحضور فسيكون هذا رسالة للمجتمع الدولي». وأعلن الخطيب عن تأجيل زيارته إلى موسكو وواشنطن، وقال: إن «هذه الأمور مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور». وحول مصير مبادرته للحوار مع نظام الأسد قال الخطيب «الائتلاف السوري وضع محددات للحوار، أهمها أن يكون الحوار ليس كسبا للوقت وليس مماطلة»، مؤكدا أن نظام الأسد رفض أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين.
واتهم الخطيب النظام السوري بأنه هو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة، مشددا على أن الائتلاف منفتح دائما للقرارات التي تؤدي إلى إيقاف القتل والتدمير، وقال: «هذا النظام عليه أن يفهم أن الشعب لم يعد يريده، فالنظام هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها المفتاح لخلاص الشعب السوري كله». وحول ما إذا كان هذا الحديث اعترافا بفشل مبادرة الحوار قال: «نحن لم نقل فشلت أم لم تفشل، فنحن وضعنا محددات، وإذا أتت الحلول من خلال هذه المحددات فلا يوجد مانع منها».
وفي غضون ذلك كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يجري مباحثات مع نظيره البريطاني ويليام هيغ في لندن تصدرها الشأن السوري. وبعد تلك المشاورات وعقد مؤتمر صحافي مشترك بين الوزيرين، أجرى كيري اتصالات هاتفيا بالخطيب. وقال مسؤول أميركي كبير يرافق كيري في جولته الحالية وطلب عدم نشر اسمه «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع الرئيس الخطيب… لتشجيعه على المجيء إلى روما»، حسبما أوردته وكالة رويترز.
وكان كيري قال خلال المؤتمر الصحافي مع ويليام هيغ «أدعو المعارضة السورية للانضمام إلينا لأسباب عملية، لإطلاعنا على الوضع»، مضيفا: «إنه الوقت المناسب لنا للتفكير بما يمكننا بذله أكثر». وتابع: «عليهم المجيء ولقاؤنا لأن البلدان (المشاركة في الاجتماع) مفيدة».
وأوضح وزير الخارجية الأميركي «أريد أن يعلم أصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية أننا لا نأتي إلى روما للتحدث فقط. نذهب إلى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة (…) حتى لو أنني أود الإشارة إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي البحث عن حل سلمي». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يرسلني إلى روما لأنه قلق. إنه يفكر في الإجراءات التي سنتخذها».
وتطرق الوزير الأميركي إلى الصواريخ من نوع أرض – أرض التي أطلقت على حلب شمال سوريا الجمعة الماضية وأدت إلى سقوط زهاء 60 قتيلا وعشرات الجرحى، مؤكدا أن هذه الهجمات «تأكيد جديد بأن على (الرئيس السوري بشار) الأسد التنحي»، وأضاف: «الشعب السوري يستحق ما هو أفضل من هذا العنف المروع الذي يجتاح ويهدد حياته اليومية».
وبدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى زيادة كبيرة في دعم المعارضة السورية للمساعدة في وضع نهاية للصراع.
وأعلن الائتلاف السوري المعارض السبت في بيان تعليق مشاركته في الاجتماع المقبل لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في روما في 28 فبراير (شباط) «احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة» بحق الشعب السوري. وتضم مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» أكثر من مائة دولة غربية وعربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية.
والتقى كيري صباح أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل محادثات مع هيغ ورئيس الاستخبارات الخارجية (إم آي6) جون سويرز.
وسيتوجه وزير الخارجية الأميركي بعد ذلك إلى برلين حيث من المقرر أن يلتقي اليوم نظيره الروسي سيرغي لافروف. ويبدو أن الوزير الأميركي سعى من خلال مكالمته مع الخطيب إلى الحصول على رد شاف من الأخير حول مشاركة المعارضة في مؤتمر أصدقاء سوريا بروما، وذلك قبل أن يلتقي لافروف لبحث الشأن السوري الذي سيحتل أولوية مباحثات الوزيرين، خصوصا بعد لقاء لافروف بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أمس. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية «لدينا شعور بأن روسيا يمكن أن تقوم بدور أساسي لإقناع النظام (السوري) (…) بالحاجة إلى انتقال سياسي»، إلا أنه أكد أنه لا يعول على «اختراق كبير» في نتائج هذا اللقاء الثنائي.
ومن المقرر أن يزور كيري تباعا حتى السادس من مارس (آذار) باريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة. وستشكل محطات كيري الأوروبية فرصة للحديث، خصوصا عن الحرب في سوريا «أحد الملفات الأكثر سخونة» بالنسبة للحلفاء الغربيين، كما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لصحافيين.
إلى ذلك، قال أحمد رمضان، عضو الائتلاف والمكتب التنفيذي في المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، حول المشاركة في مؤتمر روما إن هناك مشاورات مكثفة حصلت بين الأطراف المعارضة من جهة وبينها وبين ممثلين من 5 دول هي النرويج والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، إضافة إلى اجتماعها مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، على شروط أساسية هي أن يكون هناك مشاريع دعم واضحة بما فيها الدعم العسكري، لافتا إلى أنّه تم تقديم ضمانات لتنفيذ هذه الوعود، متوقعا أنّ يكون البيان الختامي لهذا المؤتمر متضمنا آلية لانتقال السلطة.
المعلم يعرض من موسكو الحوار على المعارضة المسلحة
لافروف يحض دمشق على تجاوز «استفزازات خصوم التسوية»
موسكو: سامي عمارة بيروت كارولين عاكوم
في مباحثاته مع نظيره السوري وليد المعلم، أمس، في موسكو، أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الأهمية البالغة لسرعة بدء الحوار مع فصائل المعارضة السورية، استنادا إلى بنود وثيقة جنيف، بينما أعلن عن دعوته السلطات السورية «لعدم الانسياق وراء الاستفزازات الصادرة عن خصوم التسوية السلمية للأزمة» القائمة هناك. وتأكيدا لقبول هذا التوجه، أعرب وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن استعداد بلاده للتفاوض مع من يريد من رموز المعارضة السورية، بما فيها الفصائل المسلحة. وأشار الوزير السوري صراحة إلى أن «الحكومة السورية على استعداد للحوار مع كل من يريده حتى مع من يمسك السلاح في يديه»، دون الكشف عن تفاصيل أو شروط الحوار من جانب النظام الحاكم، ولا مكان عقده.
وتابع: «إننا نعتقد أن الإصلاح لن يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار»، مشيرا إلى تشكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع «معارضة الداخل والخارج». وأكد المعلم عبثية محاولات تحقيق الإصلاحات عبر إراقة الدماء، مشيرا إلى أن ما تقوم به السلطات السورية هو «حرب على الإرهاب»، وأن أحد فروع تنظيم القاعدة يقوم بأعمال قتال أساسية في سوريا، وكشف عن دعوة هذا التنظيم لكثير من المقاتلين والمتطوعين من 28 بلدا، بما فيها الشيشان، للقيام بمثل هذه العمليات التخريبية. وخلص الوزير الروسي في مباحثاته مع المعلم إلى أن الأوضاع في سوريا عند مفترق طرق، مشيرا إلى وجود القوى التي تسعى إلى إراقة الدماء، وهو ما يهدد بانقسام الدولة السورية، وإن أشار إلى وجود المؤيدين لحل الأزمة عبر الحوار.
وذكر لافروف أن موقف بلاده تجاه هذه القضية يظل كما كان في السابق، مؤيدا للحل السلمي، الذي قال إنه لا بديل له للأزمة السورية. وأضاف قوله: «نحن مع أن تكون سوريا مستقلة وموحدة، وأن تعيش كل الفئات من جميع القوميات، وبغض النظر عن ميولها السياسية، بشكل حر، في ظل ظروف السلام والاستقرار والديمقراطية». واستطرد المسؤول الروسي قائلا: «إنني على يقين من قدرات السوريين على الحيلولة دون أي تدخل خارجي، ومن حل المشكلات التي تواجههم في بلدهم».
وأشار إلى أن «هناك أيضا قوى معقولة تفهم تماما بصورة متزايدة الحاجة لأسرع بداية ممكنة للمحادثات.. وفي هذه الظروف تزداد شدة الحاجة لقيادة سوريا لمواصلة الدعوة بصبر لبدء الحوار وعدم السماح باستمرار الاستفزازات».
وقال في إشارة إلى مواقف موسكو من مصير الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده تظل، وكما كانت، «غير مرتبطة بتأييد شخصيات معينة، وتنطلق من اهتمام صادق بمصير الشعب السوري».
وفي ختام مباحثاته، أمس، في موسكو، أعرب المعلم عن شكر بلاده للموقف الذي تلتزم به روسيا تجاه الأوضاع في سوريا، مؤكدا أن مثل هذا الموقف «يساعد على تقريب آفاق التسوية السلمية للأزمة».
ومن جانبها، كشفت مصادر الخارجية الروسية عن أن الجانبين بحثا أيضا سبل تأمين المواطنين الروس ومقار الهيئات الدبلوماسية الروسية في سوريا، التي كانت تعرضت الأسبوع الماضي لأخطار التفجيرات التي ضربت العاصمة دمشق.
وأشارت المصادر في موسكو إلى أن المعلم يتوجه عقب انتهاء زيارته للعاصمة الروسية إلى طهران للقاء نظيره الإيراني على أكبر صالحي فيما كان من المتوقع أن تستقبل موسكو معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري في السادس من مارس (آذار) المقبل، قبل أن يعلن عن تأجيل الزيارة إلى موعد لم يحدده، احتجاجا على ما وصفه بصمت المجتمع الدولي تجاه تدهور الأوضاع في سوريا.
وفي رد على تصريحات المعلم حول الحوار مع المعارضة المسلحة، قال الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا وليد البني، إن دعوة المعلم ليست جديدة، وهي محاولة لكسب الوقت ما لم ترافقها إجراءات تحترم المحددات التي وضعها الائتلاف، مشيرا إلى أن روسيا مطالبة بوقف دعمها للنظام السوري بالأسلحة، من أجل تعزيز موقفها كوسيط للحل. وبدوره، أكد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس أن المعارضة المسلحة ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل تخلي الأسد عن السلطة، وقبل وقف «كل أنواع القتل» و«سحب الجيش» من المدن. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إدريس قوله في اتصال هاتفي مع قناة «العربية» الفضائية، ردا على سؤال حول هذا التصريح «لم نتلقّ هذا الطرح بشكل رسمي ولا نثق بالنظام»، لكنه أضاف أن «النظام قد يتنصل من طروحاته. نريد أن يقدم هذا العرض بشكل رسمي برعاية وضمانات (…) ثم نعرضه على القيادة وندرسه».
الثوار يعلنون إسقاط طائرتين حربيتين ومروحية
115 قتيلا وانشقاق مئات العسكريين بسوريا
قال ناشطون في سوريا إن 115 قتيلا سقطوا أمس الاثنين في سوريا، معظمهم في دمشق وريفها وإدلب وحلب. وفي تطورات أخرى، أعلن مئات العسكريين انشقاقهم عن نظام الرئيس بشار الأسد، فيما تمكن الثوار من إسقاط طائرتين حربيتين ومروحية.
وأفاد ناشطون بأن انفجارا قويا سمع دويه قبيل منتصف الليل في العاصمة دمشق، وأوضح الناشطون أن الانفجار وقع في منطقة العباسيين ويرجح أن يكون ناجما عن سيارة مفخخة داخل موقع للدبابات بالقرب من كراجات العباسيين. وأعقب الانفجار تبادلٌ لإطلاق النار في عدد من المناطق.
وفي وقت سابق من يوم أمس الاثنين، قصفت قوات النظام السوري أحياء في العاصمة دمشق وحمص ودرعا، بالتزامن مع اشتباكات في محيط الطريق السريع الجنوبي للعاصمة.
وأوقع قصف نفذته طائرات الميغ التابعة للقوات النظامية بمحافظة إدلب السورية قتلى وجرحى في بلدة بَليُون بجبل الزاوية. ويقول أهالي البلدة إن القصف أدى إلى وفاة عائلة بأكملها نزحت من بلدة مجاورة. وقد حاول الناشطون والأهالي انتشال الجثث وإخراج من تبقى من الأحياء من تحت الأنقاض.
انشقاق المئات
من جهة أخرى، أعلن أكثر من 300 عسكري سوري انشقاقهم في دمشق وريفها. وتعهد قادة ميدانيون في الجيش الحر بتأمين إيصالهم إلى ذويهم في محافظات حماة وإدلب وحلب. وقال عدد من المنشقين إن بعض الألوية انشق أكثر من ثلثيها.
في غضون ذلك، قالت شبكة شام إن الجيش النظامي قصف براجمات الصواريخ الحجر الأسود في دمشق ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة.
وفي ريف دمشق كثفت طائرات النظام غاراتها على الغوطة الشرقية، وقصفت مناطق دوما وسقبا وبيت سوا والأشعري، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى.
كما استهدف الطيران الحربي للنظام مناطق سكنية في دوما، والمخبز الآلي الأكبر في الريف الدمشقي.
وفي ريف حمص بوسط سوريا، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وبالطائرات مدينتيْ القصير والرستن.
وقالت شبكة شام إن قوات النظام المتمركزة عند كلية الهندسة وقرية جبورين قصفت بالمدفعية الثقيلة وبالطائرات مدينة تلبيسة والغنطو في ريف حمص أيضا.
وجنوبا، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام شنت غارات جوية على مدينة داعل في ريف درعا، كما قصفت أحياء في درعا نفسها.
وطال القصف أيضا أحياء في دير الزور شرق سوريا، وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل خمسين شخصا اليوم، معظمهم في إدلب ودمشق وريفها.
إسقاط طائرتين ومروحية
في هذه الأثناء، تمكن الثوار من إسقاط طائرتين حربيتين ومروحية في ريف حلب. وفي بعض تفاصيل تلك العمليات قال الجيش السوري الحر إنه أسقط طائرة حربية في محيط بلدة خان العسل بريف حلب شمال سوريا.
كما أعلن إسقاط مروحية قرب مطار منغ العسكري في ريف إدلب أيضا، وبث الناشطون صوراً تظهر لحظة تهاوي الطائرة وتحطمها، وقالوا إن جميع من كانوا فيها لقوا حتفهم.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، أعلنت الهيئة العامة للثورة إطلاق صاروخ سكود من اللواء 18 في الناصرية قرب مدينة يبرود باتجاه الشمال.
المعارضة السورية تشارك في مؤتمر روما
واشنطن تشكك في دعوة دمشق للحوار
غير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية رأيه وقرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في روما الخميس المقبل، مبررا ذلك بتلقيه وعودا أميركية بريطانية بدعم الشعب السوري، في حين شككت واشنطن في دعوة النظام السوري للحوار.
وبعد تعليق الائتلاف المعارض مشاركته في مؤتمر روما، عدل عن ذلك. وقال رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الاثنين -عبر صفحته على موقع فيسبوك- إن رئاسة الائتلاف قررت إيقاف تعليق زيارتها إلى مؤتمر أصدقاء سوريا، وقررت المشاركة فيه.
وأضاف الخطيب أن هذا القرار جاء بعد تلقي الائتلاف “وعودا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا، ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري“.
ونقل الخطيب عن كيري وهيغ “رفضهما الكامل للأعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام السوري”، كما أكد أنه “سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقييم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدولية“.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن السبت الماضي تعليق مشاركته في مؤتمر أصدقاء سوريا، “احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، ولا سيما بعد إطلاق صواريخ على حلب الجمعة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين”. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
تشكيك
وفي العاصمة البريطانية لندن، شكك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دعوة النظام السوري إلى الحوار، وحث المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر في روما، معتبرا أنّ المؤتمر سيكون فرصة لاتخاذ قرارات “تتجاوز الكلام“.
وقال كيري -خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن- إن استمرار العنف في سوريا دليل آخر على أن الوقت حان لتخلي الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
وأدان العنف الذي تعرض له المدنيون في الآونة الأخيرة. وقال مسؤول أميركي يرافق كيري في جولته وطلب عدم نشر اسمه، “انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد معاذ الخطيب لتشجيعه على المجيء إلى روما“.
وشددّ كيري على أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يُقّيم حاليا الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لمساعدة وحماية الشعب السوري.
وقال وزير الخارجية الأميركي -الذي وصل العاصمة البريطانية في مستهل جولة دولية- “إن المعلم تحدث في موسكو عن مبادرات، لكن من الصعب أن نسلم بفكرة الحوار الجاد بينما تسقط صواريخ سكود على الناس في حلب“.
وأضاف أنه سيجتمع بالمعارضة السورية للبحث في سبل دفع النظام للتخلي عن السلطة، قائلا إنه على ثقة من حصول نتائج. وأشار أيضا إلى أنه ستكون لديه فرصة للتشاور مع عدد من وزراء الخارجية بشأن مساعدة المعارضة السورية خلال الأيام المقبلة.
وبدوره، عبر هيغ عن تفهمه لشعور المعارضة السورية بالإحباط من المواقف الدولية، قائلا إن ذلك الشعور ليس مفاجئا، “فأكثر من 70 ألفا قتلوا حتى الساعة في سوريا، فضلا عن الجمود السياسي“.
وأشار إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يفكرون في تقديم مساعدات جديدة للمعارضة وسيتم الإعلان عنها في الأسابيع القادمة. وأضاف “ينبغي أن نطور سياساتنا لتقديم مساعدات للمعارضة السورية“.
دعوة للحوار
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن -من موسكو في وقت سابق الاثنين- أن السلطات السورية “مستعدة للحوار مع كل من يريده، بما في ذلك من يحمل السلاح”. ونقلت وكالة إيتار تاس عن المعلم قوله إن ما يحدث في سوريا “حرب ضد الإرهاب”، وأكد أن النظام ملتزم تماما بمسار سلمي وبمواصلة القتال ضد “الإرهاب“.
من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام السوري إلى عدم الخضوع لما وصفها باستفزازات المعارضين للحل السلمي، وقال إن استمرار حمام الدم قد يؤدي إلى انهيار الدولة في سوريا.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” الروسية عن لافروف قوله قبيل لقاء المعلم في موسكو إن “عدد المؤيدين لهذا الخط الواقعي (التسوية السلمية) في تزايد”، واعتبر أن “من يريد أن تستمر الحرب إلى النصر النهائي.. يحاولون خنق النزعات الإيجابية في صفوف المعارضة ومنع اتخاذ خطوات لبدء الحوار“.
المعارضة السورية تطالب بضماناتٍ على دعوة المعلم للحوار
معاذ الخطيب: النظام هو الذي عطّل المبادرة لأنه أقصى أبسط المطالب فيها
موسكو – فرانس برس
طالبت المعارضة السورية بضمانات رداً على إعلان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم استعداد النظام للدخول في حوار مع المعارضة المسلحة.
وقال الائتلاف السوري إن الحوار من دون ضمانات مضيعة للوقت، فيما أعلن اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش الحر، أنهم مستعدون للحوار شرط توافر ضمانات تنتهي برحيل الأسد.
تأتي تلك التطورات، بعد أن أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، استعداد نظام الأسد لإجراء حوار مع المعارضة المسلحة، وقال من موسكو بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يرغب، بمن في ذلك المعارضة المسلحة، مضيفاً أن الإصلاحات في سوريا لن تأتي إلا عبر الحوار.
ومن جهته، قال لافروف إن المزيد من الدماء في سوريا سيؤدي إلى انهيار البلاد، مضيفاً “أنه لا حل مقبولاً في سوريا إلا الحل السياسي“.
وفي المقابل صرّح معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض من القاهرة، بأنه التقى لخضر الإبراهيمي، وأكد أن الائتلاف يطالب كل الدول العربية والأجنبية بالتدخل لإيقاف القصف اليومي الوحشي على المدنيين في سوريا.
وأشار إلى أن روسيا وقفت في وجه إصدار إدانة دولية لقصف النظام الشعب السوري بصواريخ سكود.
وحول مبادرته قال الخطيب إن النظام هو الذي عطّل المبادرة عندما أقصى أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين.
وأكد أنهم مستعدون للذهاب باتجاه أي خطوة لإيقاف قتل السوريين.
وتشهد الساحة السياسية حراكاً دولياً بشأن الملف السوري، فبينما أعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها يسعى لإقناع ائتلاف المعارضة السورية بحضور اجتماعات روما، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن روسيا والصين بدأتا تدركان أن على الرئيس السوري أن يرحل، أما فرنسا فقد رحبت بإعلان المعارضة السورية حكومة مؤقتة في الأراضي التي تسيطر عليها.
انفجار كبير في مدخل منطقة القابون وسط دمشق
المعارضة أفادت بوقوع اشتباكات تلت الانفجار بين الجيش الحر وجيش النظام
دبي – قناة العربية
قال التلفزيون السوري إن انفجاراً كبيراً وقع في مدخل منطقة القابون بالقرب من العباسيين وسط مدينة دمشق، مشيراً إلى أن التفجير وقع نتيجة انفجار سيارة مفخخة في بالقرب من الشركة الخماسية.
ومن جهته، أفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بأن انفجاراً ثانياً وقع في العباسيين مباشرة بعد وقوع الانفجار الأول.
كما أفادت مصادر بالمعارضة بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام تلت التفجير في منطقة القابون ومنطقة ركن الدين.
بايدن: أوباما سيدعم أي حل سياسي بسوريا
أشرف سعد – جو خولي- برلين – واشنطن – سكاي نيوز عربية
أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن التزام الرئيس أوباما بأي حل سياسي للمرحلة الانتقالية في سوريا يتخللها حكومة انتقالية، ما بعد بشار الأسد، وتكون حكومة ديمقراطية وشاملة تحمي حقوق جميع مواطنيها.
وكان نائب الرئيس الأميركي قد قام بالاتصال برئيس الائتلاف السوري، معاذ الخطيب للتحدث عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي سيعقد في روما.
ورحب بايدن بتأكيد الخطيب أن أعضاء الائتلاف سيحضرون الاجتماع، ويلتقون وزير الخارجية الأميركية جون كيري، وشدد على أهمية الاجتماع كمكان يمكن التباحث فيه وتقاسم وجهات النظر بشأن الوضع في سوريا مع المجتمع الدولي وللتشاور مع أعضاء الائتلاف حول سبل تسريع تقديم المساعدات إلى المعارضة ودعم للشعب السوري.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية قد قرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في روما هذا الأسبوع بعد أن لوح رئيسه أحمد معاذ الخطيب في وقت سابق بعدم المشاركة فيه.
من جانبه، أعلن نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، باتريك فينتريل، أن اجتماع روما سيكون بمثابة لقاء مع المعارضة السورية لمعرفة كيف يمكن العمل سويا معها.
وأكد أن واشنطن تدعم الحل السياسي للمرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن اجتماع روما لن يدخل في هذه التفاصيل.
أما بالنسبة لموافقة النظام على الحوار مع المعارضة، قال فينتريل إنه لا يعرف ما هي نوايا النظام أو مبادراته، مضيفا أن النظام السوري ما زال يسقط على شعبه وابل من الهجمات الصاروخية المرعبة، وهذا يظهر بشكل واضح نوايا النظام.
كيري يلتقى لافروف ببرلين
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية لـ”سكاي نيوز عربية” بأن الاجتماع المقرر عقده، الثلاثاء، في برلين بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، سيجري بعيدا عن وسائل الإعلام.
وستتركز المحادثات على الأزمة السورية وسبل إنهاء الحرب المستمرة هناك منذ قرابة عامين.
ومن المقرر أن يعقد كيري مؤتمرا صحفيا مع نظيره الألماني فيسترفيله في ثاني محطات جولته الأوروبية التي بدأها من لندن، ثم سيتوجه بعد ذلك إلى باريس وروما حيث سيشارك في اجتماعات مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية.
كان كيري قد نفى خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن أنه يحمل رؤية أو خطة لحل الأزمة السورية مشيرا إلى أنه يهدف فقط من جولته التعرف على مختلف وجهات النظر لدى حلفاء واشنطن حيال الأزمة.
مقتل خمسة جنود سوريين
قتل خمسة جنود سوريين مساء الاثنين في عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت مركزا للجيش في شمال شرق دمشق في وقت تتقدم فيه المعارضة المسلحة نحو وسط العاصمة السورية، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدث المرصد عن معارك عنيفة حول الموقع الواقع على تخوم حي القابون الذي يسيطر عليه المتمردون وبين حي جوبر وساحة العباسيين.
وفي نفس السياق، أعلنت الأمم المتحدة أن أحد أفراد طاقم بعثتها المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في الجولان بين إسرائيل وسوريا قد اختفى.