أحداث الثلاثاء 01 أيلول 2015
دي ميستورا يقترح «صلاحيات بروتوكولية» للأسد… وإقصاء 120 مسؤولاً
لندن – إبراهيم حميدي
اقترح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خريطة طريق لتنفيذ «بيان جنيف» لا تشير مباشرة إلى الرئيس بشار الأسد، لكنها تدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة «مع استثناء محتمل للسلطات البروتوكولية»، إضافة إلى تشكيل مجلس عسكري مشترك من النظام والمعارضة واتفاق الطرفين على «قائمة من 120 مسؤولاً لن يستلموا أي منصب رسمي خلال المرحلة الانتقالية»، إضافة إلى «إلغاء بعض الأجهزة الأمنية» وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية «برعاية» الأمم المتحدة.
وفي جدة، بحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس مع المبعوث الأميركي لسورية مايكل راتني، في الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها.
وكان دي ميستورا أرسل إلى الحكومة السورية والمعارضة وثيقتين تتعلقان بتنفيذ «بيان جنيف» وآلية عمل اللجان الأربع المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب ومسائل الهيئة الانتقالية والمؤسسات الحكومية بموجب تكليف اعتمده مجلس الأمن في بيان رئاسي قبل أيام. ووفق الوثيقتين اللتين حصلت «الحياة» على نصهما، اقترح دي ميستورا أن تنعقد اللجان الأربع «في شكل مواز»، الأمر الذي يتوقع أن يثير حفيظة الحكومة السورية، باعتبار أن وفدها أصر في «جنيف- 2» بداية العام الماضي على البدء بمناقشة «محاربة الإرهاب» والبحث في «بيان جنيف» في شكل متسلسل قبل البحث في الهيئة الانتقالية.
وقسم دي ميستورا العملية السياسية الى ثلاث مراحل، تبدأ بـ «التفاوض» بين النظام والمعارضة للاتفاق على المرحلة الانتقالية التي لم يحدد مدتها وفترة التفاوض، ذلك أنه خلال الانتقال «ستتمتع الهيئة الحاكمة الانتقالية بكامل السلطات التنفيذية مع استثناء محتمل للسلطات البروتوكولية». وأفادت الوثيقة: «منذ لحظة تشكيل الهيئة ستتمتع بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية، وتشرف على المجلس العسكري المشترك الذي ينسّق جهوده مع جميع البنى العسكرية المحلية القائمة والحرب المشتركة للتنظيمات الإرهابية واستعادة وحدة أراضي البلاد».
وإذ اقترح تأسيس «المؤتمر الوطني السوري» من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، شدد على «الحفاظ على المؤسسات الرسمية وإصلاحها، بما في ذلك الجيش وقطاع الأمن والقضاء»، مؤكداً رفض أي «اجتثاث (لحزب) البعث». وقال: «في سبيل بناء الثقة سيشمل الاتفاق المرحلي قائمة متفق عليها بين الأطراف، تضم أسماء [120] شخصاً لن يتسنى لهم تسلم أي مناصب رسمية خلال المرحلة الانتقالية، بسبب الدور الذي أدّوه في الصراع. وسيتم إقفال مؤسسات استخباراتية محدّدة». وأضاف أنه في نهاية المرحلة الانتقالية «لا بد من تطبيق نتائج الحوار الوطني وإجراءات المراجعة الدستورية. ويجب أن تتم انتخابات نيابية ورئاسية برعاية الأمم المتحدة ودعم تقني منها».
وكان الأسد انتقد المبعوث الدولي في مقابلة مع قناة «المنار»، لأنه «غير حيادي»، في وقت قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أبلغ دي ميستورا خلال زيارته الأخيرة دمشق رفضاً مطلقاً لفكرة إجراء انتخابات رئاسية برقابة دولية، باعتبار أن «الرئيس الأسد شرعي بموجب انتخابات العام الماضي». كما رفضت دمشق المبادرة الإيرانية لأنها تضمنت انتخابات برقابة دولية. وأوضحت المصادر أن خلاصة عمل اللجان الأربع سترفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعد تشكيل مجموعة الاتصال الإقليمية- الدولية في تشرين الأول (أكتوبر) مع احتمال صدور «خريطة الطريق» بعد اتفاق وفدي الحكومة والمعارضة عليها وتحديد مواعيد المرحلة التفاوضية والانتقالية بقرار دولي بعد عقد «جنيف3».
من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان أمس، إن «الحل السياسي يجب أن يؤدي إلى نقل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من نظام الأسد إلى هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، تضع البلاد على طريق الحياة الديموقراطية والتعددية السياسية ما يعني عدم وجود أي دور للأسد وزمرته في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية».
وقال قيادي معارض لـ «الحياة»، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استقبل لجنة متابعة «منتدى موسكو» ضمن مساعي الجانب الروسي لـ «توحيد المعارضة قبل جنيف3»، لافتاً إلى أن موسكو سلمت واشنطن قائمة بـ38 شخصاً تمكن دعوتهم إلى المؤتمر الدولي، وهي تريد «الإسراع في عقد جنيف3 لتطبيق جنيف1» وأن لافروف أبدى استعدادا لعقد «موسكو3» في حال كانت هناك ضرورة لذلك.
هيئة انتقالية تشرف على مجلس عسكري مشترك… وانتخابات رئاسية بـ «رعاية» دولية
لندن – إبراهيم حميدي
للمرة الأولى، يقدم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تصوراً للحل السياسي في سورية وتنفيذ «بيان جنيف» مدعوماً بتشكيل مجموعة اتصال دولية- إقليمية، مقترحاً عملية سياسية من ثلاث مراحل تتضمن تشكيل ثلاثة أجسام، هي هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة عدا «الصلاحيات البروتوكولية»، وتشكيل «مجلس عسكري مشترك» ينسق عمل الفصائل المسلحة من قوات نظامية وفصائل معارضة ويشرف على إصلاح أجهزة الأمن مع احتمال «إلغاء» بعض هذه الأجهزة، إضافة إلى مؤتمر وطني وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بـ «رعاية» الأمم المتحدة.
وحصلت «الحياة» على وثيقتين، تتناول الأولى مسودة إطار تنفيذ «بيان جنيف» الصادر في حزيران (يونيو) العام 2012، فيما تتناول الثانية آلية عمل مجموعات العمل الأربع التي اقترح تشكيلها من الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، بدءاً من منتصف الشهر المقبل لمدة ثلاثة أشهر.
وتقسم الوثيقة السياسية مسيرة الحل إلى ثلاثة مراحل، مرحلة تفاوض والمرحلة الانتقالية والدولة السورية النهائية، على أن «تستند» المفاوضات التي ترك تحديد مدتها إلى السوريين، إلى «بيان جنيف» للوصول إلى «اتفاق مرحلي» يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار و «تعاون القوات المقاتلة (عدا الفصائل الإرهابية) وإدماجها» و «إصلاح القطاع الأمني» وصولاً إلى «تشكيل سلطات انتقاليّة».
وفي المرحلة الانتقالية، التي ترك أيضاً تحديد فترتها للسوريين، يستمر وقف إطلاق النار وتنفيذ «إجراءات بناء الثقة» ويقدَّم «جدول زمني لوقف الدعم المقدّم لجميع المقاتلين الأجانب وانسحابهم». وقالت الوثيقة: «منذ لحظة إنشاء الهيئة الحاكمة الانتقالية، ستتمتع بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية، وتشرف على المجلس العسكري المشترك»، على أن «ينسق مع جميع البنى العسكرية المحلية القائمة، ويشمل ممثلين عن الأطراف المقاتلة التي تتمتع بحضور كبير. وسيكون بمثابة منصة مستعمَلة لقيادة جميع العمليات العسكرية التي تُقدِم عليها الأطراف، ويضمن احترام وقف إطلاق النار والمحاربة المشتركة للتنظيمات الإرهابية واستعادة وحدة أراضي البلاد».
وإلى «الهيئة الانتقالية» و«المجلس العسكري»، تقترح الوثيقة تأسيس «المؤتمر الوطني السوري» من: الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، كي يطلق «حواراً وطنياً ومراجعة دستورية ويقدّم استشارات للهيئة الحاكمة الانتقالية حول عملها، على أن يتم تعليق أعمال مجلس الشعب (البرلمان) طوال المرحلة الانتقالية». كما التزمت الوثيقة بـ «الحفاظ على المؤسسات الرسمية وإصلاحها على أن يشمل ذلك الجيش، وقطاع الأمن الأوسع نطاقاً، والقطاع القضائي»، مع رفض أي «اجتثاث (لحزب) البعث». وأضافت: «في سبيل بناء الثقة في سياق المرحلة الانتقالية، سيشمل الاتفاق المرحلي قائمة متفق عليها بين الأطراف، تضم أسماء 120 شخصاً لن يتسنى لهم تسلم أي مناصب رسمية خلال المرحلة الانتقالية، بسبب الدور الذي أدّوه في الصراع»، إضافة إلى اقتراح «إغلاق أجهزة أمنية معينة». وتقترح الوثيقة في نهاية المرحلة الانتقالية «انتخابات نيابية ورئاسية برعاية الأمم المتحدة ودعم تقني منها».
وفي الوثيقة الثانية، يقترح دي ميستورا عقد اجتماعات لمجموعات عمل أربع بموجب بيان مجلس الأمن الأخير الذي دعم مهمة المبعوث الدولي، على أن تعقد هذه اللجان «في شكل مواز»، الأمر الذي يتوقع أن يثير حفيظة الحكومة السورية باعتبار أن وفدها أصر في «جنيف- 2» على البدء بمناقشة «محاربة الإرهاب» ومناقشة «بيان جنيف» في شكل متسلسل. وتتعلق المجموعة الأولى بـ «الأمن والحماية للجميع» بالتنسيق مع مجموعة العمل الثانية الخاصة بـ «المسائل الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب»، إضافة إلى «مجموعة القضايا السياسية والقانونية التي تعمل على تطوير المبادئ الأساسية الخاصة بالعملية الانتقالية وشكل الدولة المستقبلية المرجوة، وهيئة الحكم الانتقالي وصوغ توصيات للعدالة الانتقالية والمحاسبة، والإعداد لعقد حوار وطني وللإصلاح الدستوري والانتخابات»، في حين تركز الرابعة على «المؤسسات العامة وإعادة الإعمار والتنمية».
ويعتمد نجاح هذا المسار على «الدعم الذي تقدّمه الأطراف الدولية والإقليمية»، مع احتمال «العمل في الوقت المناسب على تشكيل «مجموعة اتصال» لمساعدة المبعوث الدولي، الأمر الذي يعتقد أن تشكيلها رهن بإقرار الاتفاق النووي من الكونغرس في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وهنا نص الوثيقتين:
مسودة إطار تنفيذ «بيان جنيف»
الدعم الدولي والإقليمي
1- يجب أن تكون جهود المبعوث الدولي مدعومة من آلية إقليمية ودولية، علماً بأن المبعوث قد ينخرط مع لاعبين دوليين وإقليميين في الوقت الذي يراه مناسباً.
2- قد يُطلَب من هؤلاء اللاعبين تنسيق الدعم السياسي للجهود التي يبذلها المبعوث الدولي كي يوظفوا علاقاتهم باللاعبين (الفاعلين) السوريين لتعزيز جهوزيتهم على صعيد تنفيذ الالتزامات والواجبات وضمان استدامة تسوية سياسية، وتوفير منصة للتفاوض حول موضوع التوصل إلى تسوية سياسية ومكافحة الإرهاب. وعند التوصل إلى اتفاق مرحلي سيدعمون تنفيذه. ومع تطور الديناميكيات الإقليمية، قد يتم إنشاء فريق اتصال.
مرحلة التفاوض
3- لا بدّ للمفاوضات التي يجريها المبعوث الدولي، عبر محادثات غير مباشرة أو مباشرة بدعم ناشط من الأمم المتحدة، أن تستند إلى بيان جنيف وإطار التنفيذ، وأن يكون الهدف منها التوصّل إلى اتفاق مرحلي (في غضون عدد متّفق عليه من الأشهر). ولا بدّ أن تكون لهذا الاتفاق المرحلي مكانة دستورية، وأن يفرض وقفاً دائماً لإطلاق النار بين الأطراف المشاركة في الاتفاق، وأن يتناول تعاون القوات المقاتلة وإدماجها (على أن يشمل الهدف من ذلك محاربة التنظيمات الإرهابية)، وإصلاح القطاع الأمني، والمبادئ الأساسية التي سيتم تطبيقها على امتداد المرحلة الانتقاليّة، وفي ما بعد المرحلة الانتقاليّة في سورية، وتشكيل سلطات انتقالية، إضافة إلى إجراءات تسهّل عودة الأشخاص النازحين داخلياً واللاجئين. إنها عملية بقيادة سورية، ومملوكة من السورية، وخاضعة لاتخاذ سوري للقرارات.
4- منذ بداية المحادثات، من شأن الأطراف أن تعتمد إجراءات هدفها تطوير الثقة، وأن تلتزم بالامتناع من استعمال وسائل الحرب الموصوفة، بما يشمل استعمال «البراميل المتفجّرة» وأي نوع من الأسلحة الكيماوية، وأي وسائل إرهابية، بين جملة من الأمور الأخرى. ولا بد للأطراف أيضاً أن تتفق على أمور، بما يشمل على سبيل المثال لا الحصر، إطلاق موقوفين سياسيين وتعليق الدعاوى في محكمة مكافحة الإرهاب. وستتأكد «مجموعة الاتصال» من أن الأطراف تحترم هذه الالتزامات.
5- بهدف تسهيل بناء الثقة في المرحلة الانتقالية، وفي الدولة النهائية في ما بعد المرحلة الانتقالية، يشار إلى أن الاتفاق المرحلي سيعتمد ويحترم مجموعة من المبادئ الأساسية، تشمل: سيادة سورية، واستقلالها ووحدة أراضيها، واعتماد مبدأ لا غالب ولا مغلوب، وإنشاء دولة لاطائفية، تعددية، ديموقراطية، متعددة الأحزاب ومستندة إلى سياسة الشمول والتمثيل والمواطَنة، والحصول على فرص متساوية للنفاذ إلى الخدمات العامة، وحكم القانون، وحقوق الإنسان والمساءلة.
6- في حال أنّ الأطراف لم تتوصّل بعد [كذا] أشهر إلى اتفاق مرحلي، من شأن المبعوث الدولي أن يقيّم الوضع، وأن يستشير مجموعة الاتصال. وقد يُصدِر الأمين العام توصيات يراها مناسبة لمجلس الأمن.
المرحلة الانتقالية
7- يكون الالتزام [والامتثال] بوقف مستدام لإطلاق النار بالغ الأهمية للمشاركة في المؤسسات الانتقالية. ومن شأن الوقف الدائم للنار أن يشمل تعريفاً وجدولاً زمنياً لوقف الدعم المقدم لجميع المقاتلين الأجانب وانسحابهم.
8- تمتد المرحلة الانتقالية التمهيدية [كذا] أشهر. وخلال المرحلة التمهيدية ستتمتع الهيئة الحاكمة الانتقالية بسلطات تنفيذية محدّدة. وخلال المرحلة الانتقالية الكاملة، التي ستمتد على [كذا] أشهر، ستتمتع الهيئة الحاكمة الانتقالية بكامل السلطات التنفيذية (مع استثناء محتمل للسلطات البروتوكولية).
- لا بدّ للهيئة الحاكمة الانتقالية أن تعكس تطلّعات الشعب السوري على أساس لاطائفي وغير تمييزي، على أن تكون مؤلفة من ممثلين عن الحكومة، والمعارضة، ومن ممثلين عن المجتمع المدني ممن لا تجمعهم أي صلة بالحكومة ولا بالمعارَضة.
10- منذ لحظة إنشاء الهيئة الحاكمة الانتقالية، ستتمتع بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية، وتشرف على المجلس العسكري المشترك. ولا بد للمجلس العسكري المشترك أن يضمن حماية جميع المواطنين، ويقدّم مساعدات إنسانية، ويدعو المجتمع الدولي للمساعدة على محاربة التنظيمات الإرهابية.
- ينسّق المجلس العسكري المشترك جهوده مع جميع البنى العسكرية المحلية القائمة، ويشمل ممثلين عن الأطراف المقاتلة التي تتمتع بحضور كبير. وسيكون بمثابة منصة مستعمَلة لقيادة جميع العمليات العسكرية التي تُقدِم عليها الأطراف، ويضمن احترام وقف إطلاق النار بين الأطراف، والمحاربة المشتركة للتنظيمات الإرهابية، واستعادة وحدة أراضي البلاد.
- يعمل المجلس العسكري المشترك بالتعاون مع بنى عسكرية محلية قائمة، حيث يكون ذلك مطلوباً، وينشئ لجاناً محلية لوقف النار. وسيكون لأي تنظيم مسلح غير مشمول في المجلس العسكري المشترك حضور في لجنة وقف إطلاق نار إقليمية و/ أو محلية.
13- تأسيس «المؤتمر الوطني السوري» يشمل أشخاصاً يمثّلون الحكومة، والمعارضة، والمجتمع المدني. وسيكون ثلث كلّ مجموعة على الأقل من النساء. ويدير «المؤتمر الوطني السوري» حواراً وطنياً، ويعمل على تعيين لجنة تُجري مراجعة دستورية، ويقدّم استشارات للهيئة الحاكمة الانتقالية حول عملها (سيتم تعليق أعمال مجلس الشعب طوال المرحلة الانتقالية، على أن تؤدي الهيئة الحاكمة الانتقالية أي مهام ضرورية).
14- خلال المرحلة الانتقالية، سيتم توسيع نطاق المحكمة الدستورية العليا، على أن تشمل أشخاصاً تعيّنهم المعارضة، إلى جانب عدد من الأشخاص الذين يمثّلون المواطنين. ولا بد من إعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى ليكون مستقلاً على أن يتم إقفال محاكم مكافحة الإرهاب، وأن تُنقَل سلطتها القضائية إلى القضاء العادي.
- من شأن الهيئة الحاكمة الانتقالية أن تعيّن لجنة مستقلة تضع مسوّدات اقتراحات، يتم تسليمها للحوار الوطني الذي يجريه المؤتمر الوطني السوري (أو للهيئة الحاكمة الانتقالية)، وتتناول برنامج عدالة ومساءلة ومصالحة انتقالية، يتماشى مع الأعراف والمعايير الدولية.
16- في المناطق التي يغيب فيها الحكم المحلي الفاعل و/ أو توفير الخدمات العامة، من شأن الهيئة الحاكمة الانتقالية أن تنظّم المهام المفوّضة للمجالس المحلية، وبنيتها وتركيبتها.
17- الحفاظ على المؤسسات الرسمية وتخضع للإصلاح، على أن يشمل ذلك الجيش، وقطاع الأمن الأوسع نطاقاً، والقطاع القضائي، بما يضمن الطابع المهني ويعزز التنوع.
18- لن يحصل أي «اجتثاث (لحزب) البعث». وفي سبيل بناء الثقة في سياق المرحلة الانتقالية، سيشمل الاتفاق المرحلي قائمة متفق عليها بين الأطراف، تضم أسماء [120] شخصاً لن يتسنى لهم تسلم أي مناصب رسمية خلال المرحلة الانتقالية، بسبب الدور الذي أدّوه في الصراع. (وسيتم إقفال مؤسسات استخباراتية محدّدة).
19- ستسعى لجنة متابعة لشؤون المعتقلين والمختفين لإطلاق سراح فوري لمعتقلين يشكّلون موضع اهتمام وتبحث عن الأشخاص المختفين، على أن تشمل اللجنة المذكورة ممثلين مفوّضين من الحكومة، والمعارضة، والمجتمع المدني.
20- يجب أن يلتزم المجتمع الدولي رفع جميع العقوبات الاقتصادية خلال المرحلة الانتقالية، وأن يساهم في شكل ملحوظ في عودة اللاجئين والأشخاص المشرّدين داخلياً، وكذلك في إعادة أعمار البلاد اقتصادياً وإعادة تطويرها.
- على المجتمع الدولي أن يساعد الأطراف السورية على ضمان انسحاب جميع المقاتلين الأجانب، على أن يعمل المجتمع الدولي، بطلب من الهيئة الحاكمة الانتقالية، على تقديم الدعم لهذه الأخيرة على صعيد محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية.
- من شأن بعثة تابعة للأمم المتحدة أن تساعد على تطبيق الاتفاق المرحلي (وقد يشمل ذلك مساعدة على مراقبة وقف النار).
الدولة النهائية
- في نهاية المرحلة الانتقالية، لا بد من تطبيق نتائج الحوار الوطني وإجراءات المراجعة الدستورية. ويجب أن تتم انتخابات نيابية ورئاسية برعاية الأمم المتحدة ودعم تقني منها، لتنطلق بذلك حقبة جديدة من السلام في سورية، علماً بأن المبادئ الأساسية الواردة في الاتفاق المرحلي تبقى نافذة في سياق الدستور».
مجموعات العمل
وفق ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن في 29 تموز (يوليو) 2015، الذي صادق عليه مجلس الأمن (في بيان رئاسي)، وفي محاولة لتعميق مشاورات جنيف والبناء على نتائج المرحلة الأولى منها، يعمل المبعوث الدولي على تشكيل مجموعات عمل حول مواضيع محددة تهدف إلى إيجاد آلية يستطيع السوريون من خلالها أن يناقشوا في شكل مفصل العناصر الرئيسية لـ «بيان جنيف» التي تم تحديدها خلال المرحلة الأولى من مشاورات جنيف التي عُقدت في شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 2015 وتضمنت لقاءات منفصلة مع السوريين والأطراف الدولية والإقليمية.
سيتم جمع نتائج مجموعات العمل وتلخيصها في وثيقة واحدة كي تشكّل أساساً لتوافق سوري- سوري حول كيفية تنفيذ «بيان جنيف» بعناصره كافة، وذلك كمقدمة لاحتمال عقد مؤتمر دولي في رعاية الأمم المتحدة ومشاركة الأطراف المعنية عندما تتوافر الظروف المناسبة.
مجموعات العمل حول مواضيع محددة
تشكل مجموعات العمل تحت إشراف المبعوث الدولي ونائبه (السفير رمزي عزالدين رمزي)، على أن يتم اختيار خبراء للعمل كمسهلين لإدارة النقاشات ومساعدة السوريين على صوغ النتائج النهائية لعمل المجموعات، على أن تعمل مجموعات العمل في شكل متواز. وتخضع عضوية مجموعات العمل لمعايير عدة، أهمها التمثيل الموسّع، والتخصص في موضوعات البحث. وقد يختلف حجم كل مجموعة وعضويتها وفق الموضوع قيد البحث وأهميته. كما يختلف شكل المشاركة في كل مجموعة عن الأخرى، وفقاً لما يحدده المبعوث الدولي ونائبه بالتشاور مع الميسرين، إذ ربما تلتقي بعض مجموعات العمل في جلسات عامة تضم المشاركين كافة، في حين يمكن مجموعات أخرى أن تبدأ بالعمل في شكل لقاءات فردية أو في شكل مجموعات على أن يقوم الميسر بعرض نتائج النقاشات على بقية أعضاء مجموعة العمل.
تتناول مجموعات العمل الأربع مواضيع:
أولاً، الأمن والحماية للجميع:
تركز هذه المجموعة على الحاجات الإنسانية الملحّة، بما في ذلك رفع الحصار بالتنسيق مع مجموعة العمل الخاصة بالمسائل الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب (المجموعة الثانية) وتوفير المساعدات الطبية وغيرها من الخدمات وحماية المدنيين بما في ذلك المجموعات الأكثر تأثُّراً، واللاجئين، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين وتحديد مصير المفقودين.
ثانياً، المسائل الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب:
تتناول هذه المجموعة موضوعات مثل التنسيق الأمني ومحاربة الإرهاب ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وانسحاب المقاتلين الأجانب ووقف التدخُّل الخارجي وإصلاح قطاع الأمن.
ثالثاً، القضايا السياسية والقانونية:
تعمل هذه المجموعة على تطوير المبادئ الأساسية الخاصة بالعملية الانتقالية وشكل الدولة المستقبلية المرجوة، وهيئة الحكم الانتقالي وصوغ توصيات للعدالة الانتقالية والمحاسبة، والإعداد لعقد حوار وطني وللإصلاح الدستوري والانتخابات، وغيرها من الموضوعات المتعلقة.
رابعاً، المؤسسات العامة وإعادة الإعمار والتنمية:
تركز هذه المجموعة على الحفاظ على مؤسسات الدولة بما في ذلك استمرارية تقديم الخدمات واختيار قيادات تحظى بالثقة والشرعية وتخضع للمساءلة والمحاسبة، وتعمل وفقاً لمعايير الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان. وهي تعمل على تحديد الأولويات الخاصة بعملية إعادة الإعمار والتنمية والحفاظ على الثروات القومية وتنسيق المساعدات الدولية والاقتصادية.
سيطلب من مجموعة العمل المعنية بموضوعات الأمن والحماية أن تسرّع تقديم نتائج عملها، خاصة ما يتعلق بمسائل رفع الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين وتحديد مصير المفقودين. كما ستتم دعوة مجموعة العمل الخاصة بالموضوعات الأمنية والعسكرية ومحاربة الإرهاب، للإسراع بتقديم نتائج عملها لوقف النار للتوصل إلى وقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية.
ويمكن مجموعات العمل البناء على نتائج اجتماعات القاهرة وموسكو وباريس والآستانة (كازاخستان) وبروكسل والعمل الذي قام به بعض المنظمات غير الحكومية، والمسارات الموازية (المسار الثاني)
بالتوازي مع عمل المجموعات المختلفة. وسيتم تشكيل لجنة تسيير للمساعدة في تنسيق العمل بين المجموعات المختلفة ومساعدة المبعوث الدولي في جمع وتلخيص نتائج مجموعات العمل المختلفة.
دور مجلس الأمن
يقوم الأمين العام للأمم المتحدة أو المبعوث الدولي بإحاطة مجلس الأمن بالتقدم الذي يتم إحرازه من خلال مجموعات العمل أو العقبات التي تعترض عملها خلال 90 يوماً من اعتماد مجلس الأمن البيان الرئاسي. وبناء على هذه الإحاطة ينظر المجلس في الإجراءات التي يمكن اتخاذها.
دور الأطراف الدولية والإقليمية
يعتمد نجاح هذه المبادرة على الدعم الذي تقدّمه الأطراف الدولية والإقليمية. وفي ظل التطورات والمتغيرات الإقليمية المستمرة، يمكن العمل في الوقت المناسب على تشكيل «مجموعة اتصال» لمساعدة المبعوث الدولي في جهوده.
صور التقطتها أقمار اصطناعية تؤكد تدمير معبد بل في تدمر
جنيف – أ ف ب
أعلنت الأمم المتحدة اليوم (الإثنين) أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أكدت تعرض معبد بل في مدينة تدمر السورية للتدمير، ليصبح ثاني معبد يدمره تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف خلال أسبوع في هذه المدينة الأثرية الواقعة في قلب الصحراء السورية.
وقال «معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث» (يونيتار) إنه «بوسعنا أن نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيس لمعبد بل، وأيضاً لصف من الأعمدة ملاصق له»، مشيراً إلى أنه خلص إلى هذه النتيجة استناداً إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية بعد التفجير الذي هز أرجاء المدينة الأثرية أمس، وشكل الفصل الثاني من الأعمال التخريبية التي يرتكبها التنظيم المتطرف في حق المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو).
الائتلاف يتحفّظ عن مبادرة دو ميستورا ولا يرفضها لافروف: توحيد المعارضة أهم مقدّمات الحل السوري
جنيف – موسى عاصي
رفع الثنائي الأممي – الروسي خلال الساعات الأخيرة وتيرة نشاطهما الديبلوماسي مع بدء شهر أيلول، وهو الشهر الذي من المفترض أن تنطلق خلاله أعمال مجموعات العمل السورية المشتركة بموجب السيناريو الذي اقترحته الامم المتحدة والمدعوم من الجانب الروسي.
وفيما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي أعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية، ويحدد مسار العملية السياسية التي “تبدأ بتوحيد مواقف أطياف المعارضة السورية”، يستعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا لجولة اقليمية لم تتضح معالمها بعد، قبل ان يلتقي قادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول. ومن المقرر ان يلتقي دو ميستورا مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يزور بيروت اليوم. وفي معلومات لـ”النهار” أن المسؤول الايراني سيطلع المبعوث الأممي على المبادرة الايرانية لحل الأزمة السورية. وفي الخامسة عصراً يلتقي دو ميستورا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في منزله بالبياضة.
واعتبر لافروف بعد لقائه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم والقيادي في “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” قدري جميل وأعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية، ان توحيد المعارضة السورية لاجراء حوار مع دمشق هو من أهم “مقدمات حل الأزمة في سوريا”، مجدداً دعم روسيا للمعارضين السوريين المتمسكين بإطلاق حوار سياسي “من أجل حل جميع القضايا السياسية على أساس توافق شامل بين المعارضة والحكومة”.
وفي حين أكد عبد العظيم سعي المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر “جنيف – 3″، توقع جميل انعقاد هذا المؤتمر بعد 15 تشرين الثاني المقبل، موضحا أن مجموعات العمل الاربع التي يقترحها دو ميستورا “يجب أن تبدأ اجتماعاتها منتصف الشهر المقبل، ومن المتوقع إنجاز عملها بحلول 15 تشرين الثاني المقبل، وبعد ذلك يمكن دراسة فكرة عقد مؤتمر جنيف – 3”.
الائتلاف ومبادرة دو ميستورا
وبعد مؤتمر طارئ دام ثلاثة ايام في اسطنبول، أعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تحفظه عن المبادرة الأممية. وقال في بيان له ان الحل السياسي يجب أن يؤدي إلى نقل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية “من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد إلى هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات” مما يعني عدم “وجود أي دور للأسد وزمرته” في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سوريا.
وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف عبد الأحد اسطيفو لـ”النهار” إنه بعد دراسة أوراق دو ميستورا التي وصلتنا لا أرى أن هناك فرصة للنجاح في هذا المسار وخصوصاً في غياب التوافق الاقليمي الدولي و”هو توافق أساسي للتوصل الى الحل”. وأشار الى أن التمثيل المقترح من الأمم المتحدة وتقسيمه الى ثلاثية (المعارضة والحكومة والمجتمع المدني) غير صحيح “فجنيف هي مشروع سياسي ويجب ان يكون الحوار بين المعارضة على اختلافها والنظام وعلى المستوى السياسي فقط”، ونصح دو ميستورا بالعودة الى المسار الذي اسسته وثيقة “جنيف – 1 قاعدة لاطلاق مفاوضات جنيف – 3″.
وكانت الوثائق التي سربت خلال الأيام الأخيرة والتي قدمها دو ميستورا الى أطراف في المعارضة السورية والى الحكومة في دمشق من أجل درسها قبل انطلاق اعمال مجموعات العمل الأربع، قد تحدثت عن مسار تفاوضي وليس عن مؤتمر تفاوضي. وتبعاً لهذا المسار، فإن مبادرة دو ميستورا تقوم على اساس عملية انتقالية للحكم تبدأ بعمل المجموعات المشتركة ويأتي تشكيل هيئة الحكم الانتقالية في نهايته، وليس في بدايته كما يطالب الائتلاف وحلفاؤه من الدول الغربية والاقليمية.
لكن الائتلاف السوري الذي يلتقي المبعوث الدولي قريباً، لم يقفل الباب نهائياً على المبادرة الاممية، وقالت مصادره لـ”النهار” إن لديه ملاحظات سيقدمها لدى لقائه المبعوث الاممي خلال الساعات أو الايام المقبلة، وتختصر هذه الملاحظات استناداً الى مصدر ائتلافي بأربع نقاط:
1 – ان الخطة تبتعد عن روحية وثيقة “جنيف – 1” التي تتحدث عن تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
2 – ان تشكيل مجموعات العمل التي ستستهلك الكثير من الوقت لاتمام المطلوب منها يطيل أمد الأزمة.
3 – توسيع دائرة التمثيل للقوى المعارضة (تقضي خطة دو ميستورا أن يتمثل الائتلاف كجزء من الفريق المعارض في حوار “جنيف – 3” الى جانب لقاء القاهرة ومنتديي موسكو – 1 و2 وستشكل القوى الثلاث معاً ثلث طاولة الحوار الى جانب فريقي “السلطة” والمجتمع المدني، مما يعني أن “قوة تمثيل الائتلاف” ستنخفض الى ثلث الثلث المفاوض بدل تمثيلها الحصري للمعارضة في مفاوضات “جنيف – 2” في مواجهة وفد النظام).
4 – عدم وجود ضمانات، في حال اطلاق عمل المجموعات المشتركة الاربع، أن المجموعة الخامسة، أي مجموعة الاتصال الدولية التي سترعى الحل السياسي ستتشكل في الوقت المحدد “مما يعني أن التوقيت سيكون فضفاضاً”.
الجيش النظامي و”حزب الله” يتقدّمان في الزبداني و”النصرة” في الفوعة معارك بين “داعش” ومقاتلي المعارضة في أقرب نقطة إلى العاصمة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، سانا)
أعلن النظام السوري ان جيشه ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني احرزوا مزيداً من التقدم في مدينة الزبداني، بينما تقدمت المعارضة في اتجاه بلدة الفوعة المحاصرة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أمس. ويخوض تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ومقاتلو المعارضة “حرب شوارع” جنوب دمشق وذلك في أقرب نقطة يبلغونها حتى الان من العاصمة.
نقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري “أن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية أحكمت سيطرتها على حي الجسر والشارع الرئيسي في الحي الغربي ومدرسة الشريف الادريسي وسط مدينة الزبداني بعد عمليات دقيقة دمرت خلالها آخر أوكار وبؤر للتنظيمات الإرهابية فيها”.
وقال إن “وحدات الجيش بالتعاون مع المقاومة كانت تقدمت أمس (الاحد) على اتجاهين من دوار الكهرباء ودوار شارع بردى باتجاه مبنى الكنيسة وسط مدينة الزبداني وسيطرت على عدد من كتل الأبنية في الوقت الذي سلم ثمانية من مسلحي ما يسمى “كتائب حمزة بن عبد المطلب” أنفسهم إلى قوات الجيش والمقاومة”.
وفي شمال البلاد، تمكن جهاديو تنظيم “جبهة النصرة” (ذراع “القاعدة” في سوريا) من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية وبسطوا سيطرتهم على بلدة صواغية المجاورة لها بريف ادلب.
ومعلوم انه لم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب، في ما عدا بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و”حزب الله”، ومطار أبو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية. ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا تماماً منذ نهاية آذار.
وانهارت السبت هدنة كان اتفق عليها الاطراف المتحاربون في الزبداني والفوعة وكفريا.
حي القدم
وعلى جبهة أخرى، أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ، ان الاشتباكات تدور في حي القدم أحد الاحياء الجنوبية لدمشق حيث بسط “داعش” سيطرته على حيين خلال اليومين الأخيرين.
وأوضح ان “هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصل اليها التنظيم من مركز العاصمة”، مشيراً الى مقتل 15 مقاتلاً من الجانبين خلال المعارك التي أجبرت السكان على الفرار. وقدم جهاديو التنظيم المتطرف من منطقة الحجر الاسود المجاور حيث ينتشرون منذ تموز 2014.
واكد مصدر امني الاقتتال بين الجانبين. وقال: “انهم يتقاتلون معاً وهذا يفرحنا ونحن متنبهون في حال حلول اي امتدادات” نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
ويسود الهدوء نسبيا حي القدم منذ بدء سريان الهدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية والتي تم التوصل اليها قبل سنة.
ويستخدم “داعش” منذ طرده من الغوطة الشرقية حي الحجر الاسود قاعدة لشن هجومه على العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري. وكان جهاديو التنظيم قد حاولوا السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في نيسان قادمين من حي الحجر الاسود، الا انهم صدوا وتراجعوا عن بعض الاحياء التي سيطروا عليها فيه.
معبد بل
في غضون ذلك، أكد المدير العام للاثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم ان انفجاراً وقع في ساحة معبد بل أبرز معالم مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، الا ان هيكل البناء والاعمدة الامامية للمعبد لم تتأثر.
وكان المرصد السوري وناشطون قالوا في وقت سابق إن التنظيم عمد الى تفجير جزء من المعبد.
وصرح عبد الكريم: “وردتنا معلومات عن ان عناصر من التنظيم قامت الاحد بعملية تفجير في ساحة المعبد، الا ان هيكل المعبد والاعمدة الامامية لم تتأثر”. وأضاف “ان ساحة المعبد واسعة جدا اذ تبلغ مساحتها نحو 43 الف متر مربع، لكن التنظيم منع العاملين في الاثار من الاقتراب”.
وسيطر “داعش” في 21 أيار على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو” للتراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري. واقدم عناصره في 21 حزيران على تفخيخ المواقع الاثرية في مدينة تدمر بالالغام والعبوات الناسفة، كما اعدموا أكثر من مئتي شخص داخل المدينة وخارجها، 20 منهم في المدرج الاثري.
مازن درويش
وارجئ أمس اصدار الحكم على الناشط الحقوقي السوري الشهير مازن درويش (41 سنة) مع اثنين من زملائه الى 16 أيلول.
وقال المحامي المتابع لهذه القضية ميشال شماس: “حضر مازن درويش جلسة المحاكمة امام محكمة الجنايات ارهاب، الا ان الحكم ارجىء الى السادس عشر من ايلول بعدما غاب عن الجلسة كل من هاني زيتاني وحسين غرير”. واضاف: “يبدو ان المحكمة كانت ستصدر حكماً بحق الثلاثة باسقاط التهم عنهم بعد شمول التهم بمرسوم العفو رقم 22 لعام 2014، الا ان غياب هاني وحسين اضطر رئيس المحكمة الى تأجيل الحكم”.
وكان درويش، وهو حقوقي بارز وصحافي، اعتقل في شباط 2012 بتهمة “ترويج الارهاب”، وافرج عنه في العاشر من آب على ان يحاكم طليقاً.
لافروف يلتقي وفداً من المعارضة السورية: توحيدها مقدمة لحل الأزمة
كفريا والفوعة: الموت يقترب!
«داعش» يسعى للتمدد في محيط دمشق
يواجه آلاف السوريين في الفوعة وكفريا في ريف إدلب وضعاً مأساوياً، مع إمطار المسلحين القريتين بمئات القذائف والتقدم في منطقة الفوعة التي أصبحت مكشوفة أمام مسلحي «جبهة النصرة»، فيما كان الجيش السوري و«حزب الله» يواصلان عملية القضم التدريجي لمواقع سيطرة المسلحين في الزبداني، وسط تقدم لافت لعناصر «داعش» في حي القدم في ريف دمشق على حساب مجموعات مسلحة أخرى.
في هذا الوقت، كان الحراك الديبلوماسي الروسي والأميركي يتواصل، حيث حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفداً جديداً من المعارضة على توحيد صفوف أكبر مجموعة منهم لإجراء حوار مع الحكومة السورية، فيما كان المسؤول الأميركي عن الملف السوري مايكل راتني يبحث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها.
وواصلت القوات السورية وعناصر «حزب الله» قضم المزيد من الأحياء التي يسيطر المسلحون عليها في الزبداني. وذكرت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» انه تمت السيطرة على حي الجسر والشارع الرئيسي في الحي الغربي ومدرسة الشريف الإدريسي وسط المدينة.
وأشعل مسلحو «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، جبهة الفوعة وكفريا في ريف ادلب، حيث أطلقوا مئات القذائف على القريتين، اللتين تضمان نحو 40 ألف مدني، تلتها معارك عنيفة لاختراق القريتين، حيث تصدت قوات الحماية للهجوم وتمكنت من إفشاله، قبل أن يعاود المسلحون الهجوم من جديد مع استمرار القصف العنيف، الأمر الذي أجبر القوات المتمركزة في منطقة الصواغية، الواقعة في خاصرة الفوعة في الجهة الشمالية الشرقية، على التراجع، بالتزامن مع تقدم آليات ثقيلة استخدمها المسلحون في الهجوم.
وتسبب التحام المسلحين بمواقع تمركز قوات الدفاع عن القريتين بتحييد فعالية سلاح الجو السوري، الذي تركزت ضرباته على خطوط إمداد المسلحين. ومع تمركز المسلحين في الصواغية أصبحت الفوعة مكشوفة لعمليات الاستهداف، الأمر الذي يهدد حياة السكان المختبئين في الملاجئ، في وقت يعاني فيه السكان من ندرة في المواد الغذائية والطبية، وحتى في مياه الشرب.
واقتحم عناصر «داعش» حي القدم في ريف دمشق، محققين تقدماً سريعاً، فيما الفصائل المسلحة الأخرى تترنح على وقع الصدمة. وتمكن التنظيم من التقدم في حي القدم، والسيطرة على ما يعادل نصف مساحته، حيث سيطر على العسالي، وهي الجزء الشرقي من القدم ويقع بمحاذاة منطقة الحجر الأسود التي تعتبر معقل التنظيم الأساسي في جنوب دمشق منذ عام تقريباً. وتقدم «داعش» باتجاه المادنية، حيث تدور الاشتباكات في شارع الأرناؤوط بمحيط جامع حذيفة بن اليمان، وسط تقدم واضح للتنظيم الذي بات يحاصر عناصر «أجناد الشام» في منطقة الاشتباكات. ولا تقتصر الاشتباكات على حي القدم فحسب، بل تشمل أيضاً حي الزين الذي يفصل بين الحجر الأسود ويلدا، وتدور فيه اشتباكات بين «الدولة الإسلامية» من جهة و «جيش الإسلام» من جهة ثانية. كما تدور اشتباكات في أطراف حي التضامن بين «أبابيل حوران» و «شام الرسول» وبين «داعش». وكذلك هناك اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك من جهة المركز الثقافي المطل على يلدا بين «جبهة النصرة» و «أكناف بيت المقدس» المتواجدين بيلدا مدعومين من «شام الرسول»، وهو ما يعني أن منطقة جنوب دمشق، التي يفترض أنها تخضع لتسويات مع الجيش السوري، باتت على فوهة بركان لا يمكن التنبؤ بالخسائر الناجمة عنه في حال استمر انفجاره وانتشار حممه.
حراك ديبلوماسي
وذكرت وكالة الأنباء السعودية – «واس» أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحث مع المسؤول الأميركي عن الملف السوري مايكل راتني، في جدة، مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها.
ويأتي لقاء راتني مع الجبير قبيل أيام من سفر الملك السعودي سلمان إلى الولايات المتحدة في أول زيارة يقوم بها لواشنطن بعد توليه منصبه. وكان البيت الأبيض أكد أن الزيارة المرتقبة للملك السعودي إلى واشنطن ستركز على الجهود المشتركة للبلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتطورات النزاعين في اليمن وسوريا.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن برلين سترحب بمشاركة طهران في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب في سوريا.
وتشير تصريحاتها إلى تغير في السلوك الأوروبي إزاء إيران منذ أن وافقت الشهر الماضي على الحد من نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وقالت ميركل «أعتقد أن إيران لها قدر كبير من النفوذ على ما يحدث في سوريا. وأي طرف موضع ترحيب للمشاركة بطريقة بنّاءة في المفاوضات»، لكنها طالبت طهران بتغيير طريقة معارضتها لإسرائيل.
واستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، وفداً من المعارضة السورية في الداخل أتى إلى موسكو في إطار جهود ديبلوماسية مكثفة لحل الأزمة في سوريا. وهي الزيارة الرابعة لوفد من المعارضة لموسكو في غضون شهر. وكان لافروف استقبل في أواسط آب رئيس «الائتلاف الوطني» خالد خوجة، ومن بعده وفداً من «تجمع القاهرة» برئاسة المعارض السوري هيثم المناع. كما زار موسكو أيضاً ممثلون من المعارضة في الداخل، وخصوصاً أعضاء من المجتمع المدني، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
وحث لافروف، خلال لقائه المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم، المعارضة السورية على توحيد مواقفها، انطلاقاً من ضرورة إجراء حوار مع دمشق، معتبراً أن هذه الجهود من أهم مقدمات حل الأزمة في سوريا.
وقال إن «مهمة توحيد صفوف أطياف واسعة من المعارضة السورية على أساس قاعدة بنّاءة لإجراء حوار مع الحكومة حول جميع القضايا الرئيسية، من أهم مقدمات حل الأزمة».
وجدد دعم روسيا للمعارضين السوريين المتمسكين «بإطلاق حوار سياسي، من أجل حل جميع القضايا السياسية على أساس توافق شامل بين المعارضة والحكومة». وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم «مبادرة خاصة بضرورة التحرك إلى الأمام على مسارين متوازيين، هما تكثيف الخطوات المنسقة من أجل مكافحة المخاطر الإرهابية، وإطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف».
وأضاف لافروف «تدعم روسيا بثبات سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، كما أنها تؤمن بقدرة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، وحل القضايا الصعبة التي تواجهها البلاد».
وأكد عبد العظيم، من جهته، سعي المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر «جنيف 3»، فيما قال القيادي في «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل إن مؤتمر «جنيف 3» قد يعقد بعد 15 تشرين الثاني. واعتبر أنه من الضروري تشكيل وفد جديد متعدد الأطراف للمعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 3»، مؤكداً ضرورة التخلي عن احتكار «الائتلاف» فيما يخص تمثيل المعارضة السورية بأكملها.
(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز)
«داعش» يسعى للتمدد في محيط دمشق
عبد الله سليمان علي
سيناريو مخيم اليرموك يتكرر بحذافيره في حي القدم. تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» يقتحم القدم على نحو مفاجئ ويحقق تقدماً سريعاً، فيما الفصائل الأخرى تترنح على وقع الصدمة. ويبدو أن مفردات مثل «الخلايا النائمة» و «البيعات السرية» و «المواقف الملتبسة» أصبحت من ثوابت المشهد المشتعل في جنوب العاصمة.
وتمكن «الدولة الإسلامية»، أمس، من التقدم في حي القدم، والسيطرة على ما يعادل نصف مساحته، حيث سيطر على العسالي، وهي الجزء الشرقي من حي القدم ويقع بمحاذاة منطقة الحجر الأسود التي تعتبر معقل التنظيم الأساسي في جنوب دمشق منذ عام تقريباً.
وتقدم «داعش» باتجاه المادنية، حيث تدور الاشتباكات في شارع الأرناؤوط بمحيط جامع حذيفة بن اليمان، وسط تقدم واضح للتنظيم الذي بات يحاصر عناصر «أجناد الشام» في منطقة الاشتباكات، ويطلب منهم الاستسلام مقابل منحهم الأمان. وما زال خارج سيطرة التنظيم حوالي ست حارات يحاول «أجناد الشام» أن يتحصن بها لمنع تقدم التنظيم نحوها.
ولا تقتصر الاشتباكات على حي القدم فحسب، بل تشمل أيضاً حي الزين الذي يفصل بين الحجر الأسود ويلدا، وتدور فيه اشتباكات بين «الدولة الإسلامية» من جهة و «جيش الإسلام» من جهة ثانية. كما تدور اشتباكات في أطراف حي التضامن بين «أبابيل حوران» و «شام الرسول» وبين «داعش». وكذلك هناك اشتباكات على أطراف مخيم اليرموك من جهة المركز الثقافي المطل على يلدا بين «جبهة النصرة» و «أكناف بيت المقدس» المتواجدين بيلدا مدعومين من «شام الرسول»، وهو ما يعني أن منطقة جنوب دمشق، التي يفترض أنها تخضع لتسويات مع الجيش السوري، باتت على فوهة بركان لا يمكن التنبؤ بالخسائر الناجمة عنه في حال استمر انفجاره وانتشار حممه.
ويعتبر القدم من آخر أحياء جنوب دمشق ركوباً في قطار التسويات، حيث تم توقيع الاتفاق مع الجيش السوري في آب من العام الماضي. وكان أحد شروط الاتفاق أن يقتصر تواجد المسلحين على منطقة القدم الغربي فقط، كما أن الاتفاق لم ينص على تسليم الأسلحة ولا على خروج المسلحين لتسوية أوضاعهم كما حدث في مناطق أخرى من قبل.
وبرغم التسوية، يمكن القول إن حي القدم لم يدخل فعلياً ضمن سيطرة الجيش السوري، وبقي تحت سيطرة الفصائل المسلحة. ويقتصر تواجد الجيش السوري على بعض الحواجز، أهمها حاجز على مدخل حي القدم من جهة نهر عيشة، وحاجز على اتوستراد درعا، بينما يتكثف وجوده في حي السبينة المحاذي لمنطقة المادنية. وقد لوحظ أن قوات الجيش السوري المتواجدة في المنطقة رفعت حالة تأهبها، وعمدت إلى تدعيم الدشم وتعزيز وحداتها على خطوط التماس مع الحي. في المقابل تشير المعطيات إلى أن فصيل «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» هو الذي يهيمن على حي القدم، فيما تتواجد إلى جواره معاقل تابعة إلى «جبهة النصرة»، وفي العسالي كان هناك تواجد واضح لعناصر «الدولة الإسلامية»، إلى جانب بعض الخلايا التي كانت تبايعه سراً، وكان لها دور مهم في تسهيل دخوله إلى المنطقة.
وقال لـ «السفير» مصدر من داخل العسالي إن «الأوضاع سيئة، وجماعة الدولة تتقدم وسط انهيار لعناصر أجناد الشام، خصوصاً في شارع الأرناؤوط حيث استطاع التنظيم محاصرتهم».
وحول موقف «النصرة» من هذه التطورات، أكد المصدر أن «جبهة النصرة وقفت على الحياد ولم تتدخل لمصلحة أي طرف، بل إنها سعت إلى عقد اتفاق بين الطرفين، لكن الاتفاق انهار بعد ساعات من التوقيع عليه». وأشار إلى أن موقف «جبهة النصرة في حي القدم يختلف عن موقفها السابق في مخيم اليرموك، حيث كانت متحالفة مع الدولة، أما في حي القدم فإنها ليست كذلك». ولكن ذلك لا يمنع من التساؤل حول السبب الذي يدفع «جبهة النصرة» في الجنوب الدمشقي إلى اتخاذ مثل هذه المواقف الملتبسة، بينما أفرعها في مناطق سورية أخرى لا تخفي عداءها للتنظيم.
وقد سادت أنباء عن انشقاق حوالي 150 عنصراً، بقيادة صالح الزمار، عن «الدولة الإسلامية»، وانضمامهم للقتال إلى جانب «أجناد الشام»، بعد سماع الزمار بعض قادة «داعش» الميدانيين يتحدثون عن سبي نساء الحي. إلا أن المصدر السابق أكد أن الزمار لم يكن مبايعاً للتنظيم، ولكنه كان يظهر التأييد له تأميناً لمصالحه.
ويقدّر عدد مقاتلي «داعش» في جنوب دمشق بحوالي ألفي مسلح، يوجد القسم الأكبر منهم في حي الحجر الأسود الذي سيطر عليه التنظيم العام الماضي في أعقاب انسحابه من مناطق جنوب دمشق الأخرى التي دخلت في تسويات مع الجيش السوري، مثل يلدا وببيلا وبيت سحم. وشارك في اشتباكات العسالي حوالي 300 عنصر من «الدولة الإسلامية»، بينما يقدر عدد عناصر «أجناد الشام» بحوالي 250 مسلحاً.
وقال لـ «السفير» ناشط إعلامي في مخيم اليرموك، رفض الكشف عن اسمه، أنه لاحظ خلال الأشهر الماضية ارتفاع أعداد المنتسبين إلى «الدولة الإسلامية»، خاصةً بعد رفع الرواتب التي يدفعها للمقاتلين لديه، حيث أصبح يدفع ما يقارب 80 ألف ليرة سورية لكل مسلح، وهو ما دفع العديد من الشبان إلى الانتساب إليه ولو من دون قناعة.
وبالرغم من أن الاشتباكات الأخيرة اندلعت على خلفية محاولة اغتيال قائد «أجناد الشام» أنس أبو مالك الشامي، وما تبعها من تطورات أدّت إلى مقتل أحد عناصر «داعش» المتهمين بالاغتيال، إلا أن كافة المؤشرات تدل على أن الهجوم يأتي استكمالاً لخطوات سابقة، حاول من خلالها التنظيم تعزيز تواجده في محيط العاصمة دمشق، كما حدث سابقاً في مخيم اليرموك.
وتنبع خطورة التطورات الجارية في القدم، أنه في حال نجح تنظيم «الدولة الإسلامية» بالسيطرة على كامل الحي، فهذا يعني أنه أصبح على مسافة أقل من كيلومترين من مركز العاصمة دمشق، ولا يبعد سوى خمسة كيلومترات عن المسجد الأموي. كما أن سيطرة التنظيم على الحي تعني وقوع اتوستراد درعا تحت نيرانه، وبالتالي قطع خط إمداد مهم للجيش السوري، يعتبر البعض انه لا يقلّ أهمية عن طريق مطار دمشق الدولي.
سفينة صيد تركية تنقذ 49 مهاجرًا سوريًا في بحر إيجه
إزمير- الأناضول: أنقذت سفينة صيد أسماك تركية، فجر اليوم الثلاثاء، 49 مهاجراً سورياً، قبالة سواحل خليج إزمير في بحر إيجة، بعد أن تعطل محرك القارب المطاطي الذي كانوا يستقلونه من أجل الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية.
وبمجيء سفينة الصيد إلى المنطقة أطلق المهاجرون السوريون صفارات وأشعلوا ما لديهم من أدوات مضيئة للفت انتباه السفينة.
وقامت سفينة الصيد التركية بنقلهم إلى البر، وتسليمهم لخفر السواحل التركي.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ موسم الصيد البحري في تركيا ينطلق اليوم الثلاثاء.
رئيس الوزراء الفرنسي يعلن عن انشاء “مخيم انساني” للمهاجرين في كاليه
كاليه- (أ ف ب): اعلن رئيس الوزراء الفرنسي الاثنين خلال زيارة إلى كاليه شمال فرنسا الاثنين عن انشاء “مخيم انساني” للمهاجرين الذين يحتشدون بالآلاف وفي ظروف سيئة في هذا المرفأ على أمل التوجه إلى بريطانيا.
وقال مانويل فالس خلال زيارته التي رافقه فيها النائب الاول لرئيس المفوضية الاوروبية فرانس تيمرمانس ان المشروع الذي تمت الموافقة عليه رسميا سيبدأ “مطلع 2016″.
واوضح تيمرمانس من جهته ان المفوضية الاوروبية ستمنح باريس مساعدة اوروبية قدرها خمسة ملايين يورو لتمويل هذا المخيم المصمم ليتسع ل1500 شخص.
ورحبت منظمات الدفاع عن المهاجرين بالمشروع. لكن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن المناهضة للوحدة الاوروبية ولاستقبال المهاجرين اتهمت رئيس الوزراء “بالتضحية بكاليه من اجل مبادىء الوحدة الاوروبية”.
وقالت لوبن ان “مانويل فالس اختار اغراقنا بالمهاجرين، معتبرة المخيم “اشارة تساهل كارثية موجهة الى المهاجرين بطريقة غير مشروعة”.
وفي المعارضة اليمينية، اتهمت رشيدة داتي وزيرة العدل السابقة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي فالس بانه يعمل “كشريك المهربين” و”يوجه دعوة الى الهجرة”.
لكن رئيسة بلدية كاليه التي تنتمي الى حزب الجمهوريين الذي يقوده ساركوزي، قالت انها تشعر “بالارتياح على الصعيد الانساني”، لكنها طالبت بتعويض اقتصادي للمدينة.
وكان فالس القى الاحد خطابا تميز بوعوده السخية حول استقبال المهاجرين. وقال فالس انه من الضروري “استقبال المهاجرين الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع، ومعاملتهم معاملة كريمة وايواءهم وتوفير الرعاية لهم”.
وتعد كاليه واحدة من النقاط التي تتركز فيها اكبر حركة للهجرة في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
صور التقطتها اقمار اصطناعية تؤكد تدمير معبد بل في تدمر
جنيف- (أ ف ب): اعلنت الامم المتحدة الاثنين أن صورا التقطتها اقمار اصطناعية اكدت تعرض معبد بل في مدينة تدمر السورية للتدمير، ليصبح بذلك ثاني معبد يدمره تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في غضون اسبوع في هذه المدينة الاثرية الواقعة في قلب الصحراء السورية.
وقال معهد الامم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) “بوسعنا ان نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل وكذلك لصف من الاعمدة ملاصق له”، مشيرا إلى انه خلص الى هذه النتيجة استنادا الى صور التقطتها اقمار صناعية بعد التفجير الذي هز ارجاء المدينة الاثرية الاحد وشكل الفصل الثاني من الاعمال التخريبية التي يرتكبها التنظيم الجهادي بحق المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
واضاف ان المعبد يظهر بوضوح في صورة التقطت في 27 آب/ اغسطس، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل محاط باعمدة، في حين ان صورة اخرى التقطت يوم الاثنين لا يظهر فيها سوى بعض الاعمدة الواقعة على طرف المبنى المدمر.
وهو ثاني تفجير خلال اسبوع ينفذه تنظيم الدولة الاسلامية ضد معبد في تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو والتي تقع في قلب الصحراء السورية.
ويعد معبد بل في تدمر ابرز معالم هذه المدينة الاثرية الملقبة بلقب “لؤلؤة الصحراء”، وقد استغرق بناء هذا المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء النزاع في البلاد نحو 150 الف سائح سنويا، نحو قرن من الزمن اذ بدأ تشييده في عام 32 وانتهى في القرن الثاني.
وفي بيان اصدره مساء الاثنين ندد المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك بشدة ب”التدمير غير المبرر لموقع ذي قيمة لا تقدر بالنسبة الى تراثنا العالمي المشترك”.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية، الذي ينبذ المعالم الدينية وخاصة التماثيل ويعتبرها اصناما تعود للوثنية، فجر في 23 اب/ اغسطس معبد بعل شمين الشهير في مدينة تدمر ما ادى الى تدمير الهيكل وانهيار الاعمدة. واظهر شريط فيديو بثه التنظيم بعد ايام صورا تبين الركام الذي خلفه تفجير المعبد.
وبدأ بناء معبد بعل شمين عام 17 ثم جرى توسيعه في عهد الامبراطور الروماني هادريان عام 130. وبعل شمين هو اله السماء لدى الفينيقيين.
ولا تنحصر جرائم التنظيم عند هذا الحد حيث قامت عناصره بالتمثيل بجثمان مدير الاثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الاسعد (82 عاما) بعد ان قطعت راسه وعلقت جثمانه على عمود وسط المدينة.
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في 21 ايار/ مايو على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام السوري. واقدم عناصره في 21 حزيران/ يونيو على تفخيخ المواقع الاثرية في مدينة تدمر بالالغام والعبوات الناسفة كما اعدموا اكثر من مئتي شخص داخل المدينة وخارجها، عشرون منهم في المدرج الاثري.
واشنطن: تركيا قدمت أكثر مما توقعناه في الحرب ضد تنظيم الدولة
واشنطن- الاناضول: أكدت الخارجية الأمريكية أن تركيا قد “قدمت أكثر مما توقعناه” في إطار الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وذلك في رده على مقال لصحيفة النيويورك تايمز، وصفت المشاركة التركية في الحرب أنها “إلهاء” للعالم عن حربها ضد “بي كا كا”.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية “مارك تونر” في الموجز الصحفي اليومي، مساء الإثنين “نحن نواصل مباحثاتنا مع تركيا بشأن مخاوفهم المتعلقة بالحدود وطرق مساعدتها لتأمين حدودها (تركيا)، لكن كما تعلمون فإن تركيا قد فعلت أكثر مما توقعنا لها، في محاربة داعش والتعامل مع تدفق اللاجئين السوريين”.
وتابع تونر “فيما يتعلق بقضية بي كا كا، فإن جميع الغارات التركية ضد أهداف بي كا كا، كانت ردًا على هجمات التنظيم على قوات الجيش والشرطة”.
وأضاف تونر “نريد أن نرى بي كا كا يتوقف عن الهجمات، نريد أن نرى كلا الجانبين يمتنعان عن العنف، ونريد أن نرى عودة إلى عملية الحل (المفاوضات) التي تنتهي بتحقق السلام”.
واتهمت صحيفة نيويورك تايمز، تركيا أنها استغلت انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش لإلهاء العالم عن هجماتها على بي كا كا الذي تضعه كل من تركيا والولايات المتحدة على قائمة الإرهاب.
الآلاف يتظاهرون في فيينا تضامنا مع اللاجئين بعد مأساة شاحنة الموت
فيينا- (أ ف ب): تظاهر الالاف في فيينا الاثنين تضامنا مع اللاجئين وتنديدا بالمعاملة السيئة التي يتعرضون لها، وذلك بعيد أيام على اكتشاف شاحنة بداخلها 71 جثة لمهاجرين غير شرعيين متروكة على طريق سريع في شرق البلاد قرب الحدود مع المجر.
والمتظاهرون الذين قدرت الشرطة عددهم بـ20 الفا، تجمعوا اولا في محطة ويستبانهوف للقطارات قبل ان ينطلقوا في مسيرة جابوا خلالها شارعا تجاريا محاذيا، وذلك في الوقت الذي كان يقام فيه قداس في كاندرائية سانت-اتيان في فيينا عن راحة انفس المهاجرين الـ71 الذين قضوا في “شاحنة الموت”.
وقال اسقف فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن خلال القداس الذي حضره مسؤولون كبار في الحكومة النمسوية “كفانا، كفانا موتى، كفانا معاناة واضطهادا”، مشددا على ان مجرد التفكير في المصير الذي لقيه الضحايا داخل الشاحنة هو امر “مروع جدا”.
وجرى القداس والتظاهرة بعيد وصول قطارات من بودابست الى محطة ويستبانهوف على متنها مئات المهاجرين وذلك بعدما ظلوا عالقين لساعات عند الحدود المجرية-النمسوية.
وبعد وصول هؤلاء المهاجرين، وغالبيتهم ليس لديه تأشيرة، الى محطة ويستبانهوف، غادر قسم منهم على متن قطار الى مدينة سالزبورغ النمسوية في حين اكمل القسم الآخر طريقه بالقطار الى ميونيخ في جنوب المانيا، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
مصادر اسرائيلية: روسيا تدخل المعركة رسميا إلى جانب الأسد بموافقة أمريكية
«جيش الفتح» يقتل 12 عنصرا من الجيش النظامي وحزب الله… وحرب شوارع بين تنظيم «الدولة» والمعارضة في ريف دمشق
عواصم ـ وكالات ـ دمشق «القدس العربي» من هبة محمد: قال المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان، إن روسيا وإيران، وبموافقة من الولايات المتحدة، اتخذتا قرارا استراتيجيا للقتال إلى جانب الأسد لإنقاذه.
وقال فيشمان في المقال الافتتاحي لصحيفة «يديعوت احرونوت» أمس الاثنين، إن سلاح الجو الروسي بدأ يحلق في سماء سوريا، وإن المقاتلات الروسية ستشن خلال الأيام القريبة القادمة غارات على مواقع لتنظيم الدولة، وكتائب إسلامية معارضة للأسد.
ونقلا عن دبلوماسيين غربيين، فقد أكد فيشمان وصول أسطول جوي روسي إلى مطار في دمشق، فيما يصل الأسبوع القادم آلاف المقاتلين الروس؛ بمن فيهم مستشارون ومرشدون وفنيون، إلى جانب رجال الدعم اللوجستي والفني.
وتابع: «كان نشر في الماضي أن الروس يعتزمون تزويد السوريين بطائرات قتالية من طراز ميغ 29 وطائرات تدريب من طراز ياك 130، يمكن استخدامها للقصف أيضا. ليس واضحا أي طائرات ومروحيات قتالية ستصل من روسيا، ولكن لا شك أن طيارين روسا في سماء سوريا، يعملون في مهام قتالية، سيؤثرون على قواعد اللعب في سماء الشرق الأوسط».
ورأى فيشمان أن تحليق الروس في سماء سوريا، يؤثر أيضا على الاعتبارات بالنسبة لشكل استخدام سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي الشأن الإيراني، قال المحلل العسكري إن روسيا وإيران اتفقتا على دعم نظام الأسد في مواجهة تنظيم الدولة، وإن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تكيفان سياساتهما في الشرق الأوسط مع إيران، فالأخيرة ترى في إيران محورا مهما في التصدي لتنظيم الدولة على الأقل في الجبهة العراقية.
إلى ذلك خاض «تنظيم الدولة» ومقاتلو المعارضة أمس الاثنين «حرب شوارع» جنوب دمشق، وذلك في أقرب نقطة يصلونها حتى الآن من العاصمة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الاشتباكات تدور في حي القدم أحد الأحياء الجنوبية لدمشق حيث بسط «التنظيم» سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين.
وأضاف مدير المرصد أن «هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصلها التنظيم من مركز العاصمة»، مشيرا إلى مقتل 15 مقاتلا من الجانبين خلال المعارك التي جبرت السكان على الفرار.
وقدم جهاديو التنظيم من منطقة الحجر الاسود المجاور حيث يتواجدون منذ تموز/ يوليو 2014.
واكد مصدر أمني سوري الاقتتال بين الجانبين. وقال «إنهم يتقاتلون سوية وهذا يفرحنا ونحن متنبهون في حال حدوث أي امتدادات» نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وفي شمال البلاد، تمكن «جيش الفتح» من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية وبسطوا سيطرتهم على بلدة صواغية المجاورة لها في ريف إدلب.
ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار ابو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.
ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية آذار/مارس.
وقتل 21 شخصاً وفق حصيلة أولية في عدد من مناطق «الغوطة الشرقية» بريف دمشق، جراء غارات جوية لقوات النظام السوري، باستخدام «قنابل فراغية».
وقال مسؤولون في الدفاع المدني والمشافي الميدانية في المنطقة، إن 10 أشخاص من القتلى سقطوا في مدينة دوما، و2 في بلدة مديرة، و9 آخرين في مدينة سقبا، فضلا عن إصابة 100 شخص على الأقل في الغارات.
وذكر الناشط المحلي، يوسف حموش، أن طائرات النظام شنت منذ صباح امس، عشرات الغارات على دوما وحمورية وسقبا الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، منوها أن كافة الضحايا من المدنيين، حيث شهدت البلدات المستهدفة، حركة نزوح من قبل الأهالي تجاه المناطق التي تعد آمنة بالنسبة لهم.
جاء ذلك فيما تمكن «جيش الفتح»، (سوري معارض) من قتل 12 عنصرًا من الجيش النظامي وميليشيا حزب الله اللبناني، عند محاولتهم الفرار من قرية «الفوعة» المحاصرة في ريف إدلب.
وذكرت مصادر من الكتائب المسلحة المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح»، أنَّهم «شنوا الأحد قصفًا بالصواريخ على قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل المعارضة.
تجدر الإشارة إلى أنَّ مقاتلي حركة «أحرار الشام» المنضوية تحت لواء «جيش الفتح»، استأنفوا قصف قريتي الفوعة وكفريا السبت عقب انهيار الهدنة، التي شهدتها ثلاث مناطق في ريفي دمشق (الزبداني) وإدلب (الفوعة وكفريا) بين قوات المعارضة من جهة وقوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى.
إلى متى تصمد معادلة كفريا والفوعة مقابل الزبداني؟
أحمد حمزة
بات معروفاً أنّ أيّ حلٍ في جبهتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، يرتبط بحلقة واحدة مع نتائج الوضع في مدينة الزبداني في ريف دمشق الشمالي الغربي، وأنّ مصير هذه المناطق الثلاث، واحد. لكن ما هو غير معروف حتى الآن، هو الطريقة التي ستعالج بها الأطراف المتنازعة هذا الملف المعُقّد في الفترة المقبلة، لحساسيته وتأثيره على الحواضن الشعبية، خصوصاً بعد تعثّر الحل السياسي.
فعند تمام السادسة صباحاً، من يوم السبت الماضي، عاد دوي المدافع بزخم كبير على الجبهات الثلاث، بعدما فشلت الهدنة المؤقتة الثانية، بعد الأولى التي لاقت المصير ذاته قبل نحو أسبوعين، بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام وحزب الله اللبناني. وبعدما رفع المفاوضون أوراقهم عن الطاولة الدبلوماسية، بدت الساعات الأولى ليوم السبت ساخنة للغاية، بفعل نيران المدافع والقذائف والبراميل المتفجرة التي عادت بعد استراحة محارب قصيرة، وكأنّ كل طرف يريد إبلاغ الآخر ميدانياً، أنّ فشل المحادثات لا يعني ضعف الموقف، وأنّ ما لم يتم تحصيله دبلوماسياً، يمكن بلوغه على أرض الواقع.
وفيما كانت الزبداني، في هذه الأثناء، تتعرّض لقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام وحلفائه، توغّل مساء الأحد، عناصر “جيش الفتح” الذين يحاصرون كفريا والفوعة منذ أشهر، إلى مناطق جديدة في محيط البلدتين، في عملية عسكرية بدت غير شاقة، تهدف إلى تضييق الخناق وإحكام الحصار عسكرياً، ولإيصال رسائل سياسية، قد تضيف ربحاً آخر على طاولة المفاوضات، في حال دعت لها الأطراف مجدداً.
وسيطر “جيش الفتح” الذي تُعتبر حركة “أحرار الشام” الإسلامية من أبرز فصائله، خلال العملية، على قرية الصواغية وبعض النقاط التي كانت تتمركز فيها عناصر حزب الله، وأهمها فرن الدخان الثاني، مؤسسة الكهرباء، وجميع النقاط المحيطة في الصواغية بالقرب من بلدة الفوعة. وتزامن ذلك، مع بثّ القاضي العام لـ”جيش الفتح”، عبدالله المحيسني، شريطاً مصوراً على الجبهات، قائلاً لأهالي كفريا والفوعة، “وافقنا على إخراج النساء والأطفال منكم، وطلبنا من النظام وإيران إخراج ألف إمرأة من نسائنا في المعتقلات، لكنّه قال إنّ ملف إخراجهن مغلق لا تفاوض عليه”، متابعاً، اقتحموا الفوعة وسنقتحم الزبداني .. وأنتم (أهل الفوعة) تسمعون أصوات الإسعافات ورأيتم القذائف، وسنقتحم”.
وحذّر المحيسني أهل الفوعة وكفريا قائلاً إنّ “الوقت ينفد.. وإيران ترتكب مجزرة عالمية فيكم أنتم يا أتباعها، فانظروا إلى قيمتكم.. الآن نتفاوض معكم لأنّ إخواننا في الزبداني بخير.. ولكن إن ارتكب بشار وإيران حماقة واقتحموا الزبداني أو مضايا، فانسوا المفاوضات وانظروا في هذه الرسالة قبل فوات الأوان”.
وفي حين بثّ ناشطون عبر الإنترنت، لاحقاً، مشاهد مصورة، توضح عملية التقدم نحو بلدتي كفريا والفوعة، وما رافقها من اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والمدفعية، أكّدت مصادر في البلدتين مقتل عشرة عناصر من قوات النظام خلال تلك المعارك. في المقابل، قُتل ستة مقاتلين من سكان الزبداني، قضوا على جبهات القتال مع حزب الله اللبناني خلال الاشتباكات التي وقعت، أمس الإثنين، على محاور عدّة في المنطقة، بعد اشتداد المعارك المتزامنة مع قصفٍ بعشرات البراميل المتفجرة، واستهدافٍ لوسط المدينة بالمدفعية الثقيلة المتمركزة عند الحواجز المحيطة بها.
ويعتبر مراقبون أنّ كل ما يحصل على الأرض، يشير إلى تعقّد المشهد في الأيام المقبلة، مع الأخذ بعين الاعتبار، أنّ النظام والمفاوض الإيراني، باتوا يواجهون متاعب جديدة، ليس آخرها، قطع مجموعة من أقارب أهالي كفريا والفوعة طريق مطار دمشق الدولي لنحو ساعتين قبل ظهر أمس، الإثنين، في رسالة احتجاجية، يطالبون فيها، بعدم ترك من في الفوعة وكفريا لمصيرهم بعدما ضاق الخناق عليهم.
وجاء ذلك، بعد ساعات من نقل مصادر إعلامية في الفوعة، عن داعية شيعي، اسمه أيمن زيتون، الذي كان ينشط في الأعمال الدينية في مدينة اللاذقية، قوله: “نناشد الدولة والمقاومة والجمهورية التدخل سريعاً في هذه اللحظات لقصف أعداء الله في بنش والقرى المحيطة بالفوعة، وإلّا سنتخذ خطوات تصعيدية .. وقد تخرج زمام الأمور عن المعنيين، ويحصل ما لا يُحمد عقباه”، في إشارة واضحة إلى الوضع المحرج في الفوعة، وتهديدٍ مبطنٍ في إخراج أوراق ضغط قد لا تناسب دمشق وطهران.
وإذا كان من المسلّم به أنّ الغالبية العظمى من المتبقين داخل كفريا والفوعة والزبداني، سلّموا تماماً إلى ضرورة الخروج من مناطقهم، كون الميزان العسكري يصب لصالح القوات المهاجمة، فإن طرفي النزاع يريدون الخروج بحلٍّ لا يخسرون من خلاله الكثير، خصوصاً على مستوى السخط الشعبي، بحسب المراقبين نفسهم.
ويبدو واضحاً أن كلا من النظام وحلفائه على الأرض، وكذلك حركة “أحرار الشام” الإسلامية والفصائل المتحالفة معها، تجنّبوا في الأسابيع الماضية، الضغط باتجاه حسم عسكري، ويفضلون التوصل إلى تسوية توافقية غير محرجة، تضمن خروج السكان والمقاتلين من المناطق الثلاث بأمان. لكن يبدو ذلك متعثراً حتى الآن، بسبب عدم رغبة كل طرف بتقديم تنازل يعتبره مفرطاً للآخر، ما دفعهما مجدداً نحو الميدان، للقيام بتحركاتٍ عسكرية جديدة. ويرى المراقبون نفسهم، أنّ جميع السيناريوهات تبقى مفتوحة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحسم العسكري سيكلّف كثيراً، كون جميع المتبقين في الزبداني وكفريا والفوعة، محاصرون تماماً من الجهات الأربع، ولا مخرج منه إلّا سياسياً.
لاجئون سوريّون ينتظرون التفاتة في عراء باريس
باريس ــ محمد المزديوي
أشارت صحيفة “لو موند” الفرنسية أخيراً إلى وجود لاجئين سوريين “لم يلتفت إليهم أحد” على حدود العاصمة باريس، في منطقة سانتوَن غير بعيد عن مستشفى بيشا الشهير. وبعدها، أشارت صحيفة “لو كنار آنشينيه” الساخرة إلى هؤلاء بأنهم “سوريّون منسيّون”.
للاطلاع على الوضع، توجّهت “العربي الجديد” إلى المكان، لتلتقي مجموعة من الشبان بالقرب من خيمتين صغيرتين، في حين كانت النساء والأطفال في استضافة أُسر مغاربية، لاعتبارات إنسانية ودينية، من أجل الاغتسال والاستراحة لبعض الوقت.
وسيم واحد من هؤلاء، يقول: “نحن متواجدون هنا منذ شهور عدّة. أنا منذ سبعة أشهر، وآخرون منذ فترة أطول. بعضنا غادر إلى بلجيكا وآخرون إلى مدينة لِيل (شمال فرنسا)، على أمل الوصول إلى بريطانيا”. وعند سؤاله عن كيفيّة بقائهم متخفين أو الإفلات من قبضة الأمن، يجيب: “رجال الشرطة يطاردوننا ليل نهار. كم من مرة أفرغوا خيامنا، وكم من مرة سمعوا صرخات طفلَيّ (أحدهما وُلِدَ في المغرب) المذعورة. كنت أقول في نفسي: ربما صرخات الصغار ستجعلهم يترددون قبل الهجوم علينا. لكنهم، بالرغم من ذلك، طالبوني بإفراغ الخيمة الصغيرة، في عز الشتاء والبرد. وخرجنا إلى العراء”.
يضيف: “الكل يعرف بوجودنا. أنا شخصياً، تقدّمتُ بطلب للحصول على إقامة أو لجوء منذ سبعة أشهر. وحتى الساعة، لم أتلقّ أي جواب”. وماذا عن المساعدات الإنسانية؟ يجيب وسيم أن “بعض المنظمات الإغاثية الفرنسية الصغيرة تقدّم لنا الأكل وبعض المساعدات المالية. كذلك، تقدّم بعض الجمعيات العربية والإسلامية مساعدات غذائية. وحتى أكون صريحاً، هو طعام لا يُؤكل. وتقدّم لنا أيضاً ملابس ومساعدات مالية لشراء ضروريات أبنائنا”. ويلفت إلى أن “هذه المنظمات لا تكلّف نفسها عناء السؤال عن أحوالنا، كأنهم يخافون”.
ويوضح وسيم أنه “حين تتوفر لدينا بعض الإمكانيات المالية، نرسل نساءنا وأبناءنا إلى فنادق، حتى يأخذوا قسطاً من الراحة. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن بعض موظفي الفنادق يرفضون تأجير غرف لنا نحن الرجال، ما إن يطّلعوا على جوازات سفرنا أو بعض أوراقنا”.
تجدر الإشارة إلى أن كثيرين من أمثال وسيم راحوا يطرقون أبواباً كثيرة طلباً للمساعدة، منها أبواب المساجد وبعض المنظمات الفرنسية. ربما يجعل ذلك محامي المنظمات يدفعون بالسلطات إلى التعجيل في معالجة أمور هؤلاء السوريين ومنحهم اللجوء.
في مكان تجمّع هؤلاء اللاجئين، إلى جانب وسيم، كان أربعة شبان يستطيع كل واحد منهم أن يقصّ رحلته الطويلة من سورية وحتى وصوله إلى هذا الجسر الفرنسي ليستقروا تحته. جمال واحد من هؤلاء الأربعة، أصيب في قدمه ولا يستطيع المشي إلا بواسطة عصا. هو خرج من البلاد إلى تركيا ومنها إلى مصر في باخرة، “حين كانت ترحب بنا” في أيام الثورة. من ثم، انتقل إلى الجزائر، ومنها إلى شمال المغرب، ليقطع بعدها مدينة مليلية (المغربية التي تحتلها إسبانيا) ومن ثم مالقة ويبلغ باريس.
يقول جمال: “لديّ ولدان ونحتاج إلى طبيب. في رمضان مثلاً، كنا هنا نحو 150 عائلة. كنا شيوخاً وأطفالاً ونساءً في خيم من دون مراحيض، وكانت تأتي البلدية وتأمرنا بالبقاء هنا”. يضيف أن “السكن من الأمور المستعجلة. لكن شيئاً لم يُنجَز في هذا المجال. نطلب مواعيد لتأمين سكن لنا، لكن الموعد الأقرب لا يأتي إلا بعد انتظار أربعة أشهر”.
من جهته، يخبر أحمد أنه عَبر إلى تركيا قبل أن ينتقل إلى مصر، على متن باخرة أيضاً. يقول: “ظللتُ في مصر، وتحديداً في مدينة كفر الشيخ (شمال مصر) لمدة ستة أشهر، قبل أن أتوجّه إلى الجزائر وأمكث فيها سنة كاملة. في خلال تلك الفترة، كنت أعاني من إصابتي في رجلي، في الحرب. بعدها، هرّبوني إلى المغرب وكان الأمر سهلاً، ومن ثم توجهت إلى مدينة الناظور حيث بقيت فيها ستة أشهر قبل أن أتسلل إلى مليلية. رحّلتني السلطات الإسبانية إلى مدينة مالقة، بعد قضاء شهرين في مليلية، قبل أن أصل إلى باريس، في عيد الأضحى الماضي”. يشير أحمد إلى أنه “منذ ذلك الحين تقدّمت بطلب لجوء، وما زلت أنتظر”. ويشدّد على “ضرورة أن يعلم الجميع أن مشكلتنا المركزية هي السكن. لا أريد أن يقول أبنائي غداً: نمنا في العراء وفي الحدائق في بلد عظيم كفرنسا”.
هنا، نحن أمام وطن سوريّ مصغَّر في خيمة. هنا، كلّ واحد من هؤلاء قدم من منطقة ومن إقليم سوري مختلف، بعدما طالت الحرب كلّ شبر من البلاد واكتوى من نيرانها كل مواطن سوريّ. وليد عبد الله، من اللاذقية، مثلاً، يروي: “دخلتُ لبنان ومنه سافرت إلى تونس ومن ثم الجزائر فالمغرب، وبعدها مليلية قبل أن أبلغ فرنسا”. ويحكي كيف أن السلطات الإسبانية تبقيهم ستة أشهر في مليلية من أجل المعاينة الصحية، ثم تعرض عليهم اللجوء أو المغادرة إلى بلد آخر”. ويشير إلى أن أكثر الموجودين في المخيّم اليوم قدّموا طلبات لجوء في فرنسا. لكن الوضع تغيَّر، إذ أصبح لزاماً على المهاجر أن يطلب اللجوء في أول بلد أوروبي تطأه قدماه.
هؤلاء السوريون يريدون أن يستمع أحد إليهم. هم يشعرون بالعزلة، إذ يكتشفون هنا عرباً ومسلمين مختلفين عن عرب ومسلمي البلدان العربية. يقول جمال: “طلباتنا ليست تعجيزية. نحن مسالمون. نريد سكناً لائقاً لأبنائنا ونسائنا. وصدّقني، لو أن الثورة تنتصر غداً، لن أتردد في العودة إلى بلادي”. يضيف: “أحب فرنسا، وخلافاً لكثيرين من إخواني وأبناء بلدي، لا أريد الانتقال إلى بلد آخر”. لكنه يردف: “كنت أتصوّر فرنسا أكثر إنسانية!”.
ويستأذننا جمال، إذ هو بحاجة إلى البحث عن مرحاض. للأسف، هذا أحد أسوأ ما يعانيه هؤلاء السوريون. وقد عبّرت صحافية فرنسية من إذاعة فرنسا الدولية، عن سخطها إزاء ذلك، قالت: “الشروط الصحية.. لا يمكن أن يتخيّلها من يأتي إلى هنا. لا ماء ولا مراحيض. لا شيء، بالرغم من أننا في فرنسا”.
الروس في سماء سورية بموافقة ضمنية أميركية
القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مؤشر جديد يظهر موافقة ضمنية أميركية على بقاء نظام بشار الأسد، عبر أشارتها إلى أن روسيا وإيران، اتخذتا قراراً استراتيجياً للقتال من أجل الأسد لإنقاذه، بموافقة أميركية صامتة.
محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة أليكس فيشمان، وفي مقال بعنوان “الروس في سماء سورية”، كشف أن طيارين من سلاح الجو الروسي سيبدؤون تنفيذ طلعات في سماء سورية في الأيام القريبة المقبلة، مستخدمين مروحيات قتالية ومقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي ضد أهداف “داعش”، وضد “المليشيات الإسلامية المتطرفة” العاملة لإسقاط نظام الأسد.
ونقل فيشمان عن مصادر دبلوماسية غربية، أن طلائع القوة للجسر الجوي الروسي قد وصلت إلى سورية وتمركزت في مطار تسيطر عليه قوات الأسد، وهو على ما يبدو مطار قائم في محيط دمشق، وسيتحوّل لمطار روسي بكل معنى الكلمة. وسيصل إلى سورية لهذا الغرض في الأسابيع المقبلة، آلاف العناصر من العسكريين الروس من مختلف الاختصاصات: مستشارون، مدربون، رجال التنظيم اللوجيستي والتقني، ومقاتلون في سلاح المدفعية، وطيارون يشغلون المقاتلات الجوية التي ستصل من روسيا، إضافة إلى بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
وفيما أشارت الصحيفة إلى أن روسيا كانت تعتزم في الماضي، بحسب تقارير صحافية قديمة، تزويد سورية بمقاتلات “ميغ 29” وطائرات للتدريب من طراز “ياك 130″، القادرة على القصف أيضاً، فإنه ليس واضحاً اليوم أي طراز من المقاتلات الجوية الروسية ستحط في سورية وتشارك في عملية إنقاذ الأسد ونظامه، إلا أن وجود طيارين روس في سماء سورية، يشاركون في العمليات القتالية الجوية، سيؤثر من دون أدنى شك في موازين القوى وفي قواعد “اللعبة” في منطقة الشرق الأوسط.
ومع أن فيشمان أكد أن الوجود الروسي هو بالأساس من أجل حماية نظام الأسد ولا يحمل أية نوايا عدائية ضد إسرائيل أو أي جهة سيادية أخرى في المنطقة، إلا أن هذا الوجود سيؤثر بطبيعة الحال على اعتبارات وحسابات تفعيل سلاح الجو الإسرائيلي.
وبحسب فيشمان، فإن مصادر دبلوماسية غربية تتحدث منذ فترة عن وجود اتصالات بين روسيا وإيران حول خطر “داعش” على النظام السوري، وفي هذا السياق استقبلت موسكو قبل نحو شهر قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وجزم فيشمان أن الروس والإيرانيين اتخذوا قراراً استراتيجياً ببذل كل جهد ممكن للإبقاء على الأسد حتى تتمكّن سورية من البقاء حاجزاً وسداً أمام وصول “داعش” و”الجهات المتطرفة الأخرى” إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت في الماضي جزءاً من الاتحاد السوفييتي قبل تفككه.
ولعل أهم ما ذكره فيشمان في سياق التنسيق الإيراني-الروسي، هو الدور الأميركي في هذا المضمار، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تدير أخيراً اتصالات ومباحثات مكثفة وحثيثة مع النظام الإيراني حول سبل التعاون لمواجهة “داعش”. ورأى فيشمان أن الإدارة الأميركية بدأت اليوم تنظر إلى إيران باعتبارها محوراً مركزياً وضرورياً، على الأقل في الجبهة العراقية، لمواجهة “داعش”.
وأكدت “يديعوت أحرنوت”، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن الولايات المتحدة على علم بالقرار الروسي بالتدخّل العسكري المباشر في سورية، إلا أنها لم ترد على ذلك لغاية الآن. بل إن الإدارة الأميركية لم تُبدِ أي احتجاج على هذه التطورات عدا توقّفها عن إصدار تصريحات بشأن وجوب إسقاط النظام القاتل في سورية.
إلى ذلك، كشف فيشمان أن الإيرانيين والروس، وبمعرفة الولايات المتحدة، بدأوا جهوداً لإعادة تأهيل الجيش السوري الذي أنهكه القتال المتواصل وأصابه بالتحلل والانهيار. ويتعدى هذا الجهد تدريب بقايا الجيش السوري، إذ يعتزم الروس تسليح الجيش السوري وعناصره وتكثيف تزويده بالسلاح. وبحسب المحلل الإسرائيلي، كان الروس اعتادوا على مدار الثورة السورية، إفراغ شحنات الأسلحة في ميناء طرطوس مرة أسبوعياً أو مرة كل أسبوعين. وحملت السفن الروسية الصواريخ وقطع الغيار والذخيرة المتنوعة للجيش السوري.
وأشار فيشمان أيضاً إلى أن تركيا التي امتنعت لغاية الآن عن أي نشاط من شأنه أن يقوي الأسد، سلّمت على ما يبدو بالقرار الروسي الإيراني ومع تآكل الموقف الأميركي، فانضمت هذا الأسبوع إلى عمليات قصف مواقع “داعش”.
وخلص فيشمان إلى القول إن هذه التطورات تفضي عملياً إلى بناء تحالف إيراني روسي إلى جانب التحالف الأميركي وحلفائه ضد “داعش”، بحيث باتت طهران محوراً رئيسياً، في نظر الدول العظمى، لحل أمراض الشرق الأوسط.
طائرات روسية بالأجواء السورية… والهدف: داعش!
في ظل صمت أميركي مريب
مروان شلالا
انتقلت كتيبة جوية روسية للتدخل السريع إلى قاعدة عسكرية سورية قرب دمشق، بمعرفة الأميركيين وصمتهم، مهمتها شن الغارات المكثفة على مواقع داعش والكتائب الاسلامية الأخرى.
مروان شلالا من بيروت: بدأت روسيا تدخلًا عسكريًا مباشرًا في سوريا، إذ نشرت كتيبة من قواها الجوية في قاعدة سورية لتشن هجماتها ضد مواقع داعش والمتمردين الاسلاميين الآخرين، بينما تلتزم الولايات الصمت. ومن المتوقع أن يصل الطيارين الروس، المشاركين في الغارات، إلى سوريا في الأيام القليلة المقبلة، كما ذكرت صحيفة “يديعوت آحرنوت” على موقعها الالكتروني.
تدخل سريع
ووفقًا لدبلوماسيين غربيين، وصلت قوة تدخل سريع روسية فعلًا إلى سوريا، واقامت في قاعدة جوية تابعة لنظام الأسد في منطقة قريبة من دمشق، ستكون منطلقًا للغارات الروسية على داعش. وفي الأسابيع المقبلة، سينتقل الآلاف من العسكريين الروس إلى سوريا، بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجستية وكوادر فنية، وأفراد في قسم الحماية الجوية، إلى جانب الطيارين.
وكانت تقارير سابقة ذكرت أن الروس يفاوضون السوريين لبيعهم مجموعة طائرات مقاتلة من طراز ميغ 29، وطائرات تدريب من طراز ياك 130، التي يمكن استخدامها طائرات هجوم. واليوم، لا شك في أن تحليق الطيارين الروس في الأجواء السورية سيغير بالتأكيد الديناميات الحالية في الشرق الأوسط.
فالروس لا يضمرون شرًا تجاه إسرائيل أو دول أخرى ذات سيادة في المنطقة، والهدف المعلن الرئيسي لهذا التدخل هو قتال داعش، وحماية نظام الأسد من السقوط، بحسب تقارير غربية. ورغم ذلك، وجود هؤلاء الطيارين يمثل تحديًا لحرية سلاح الجو الإسرائيلي في سماء الشرق الأوسط.
الأميركيون أيضًا
وذكرت مصادر دبلوماسية غربية أخيرًا أن مفاوضات جرت بين الروس والإيرانيين، تركزت بشكل رئيسي على التهديد الذي يشكله داعش على نظام الأسد.
وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، زار موسكو أخيرًا في إطار هذه المحادثات، وكانت النتيجة قرارًا روسيًا إيرانيًا استراتيجيًا، وهو بذل كل جهد ضروري للحفاظ على الأسد في السلطة، ومنع انتشار داعش والتنظيمات الاسلامية المدعومة.
وبحسب التقارير الغربية، ليس الروس وحدهم من ينسق مع الإيرانيين. فالولايات المتحدة تفعل ذلك أيضًا. وكان مسؤولون أميركيون أجروا مشاورات مكثفة مع النظام الإيراني بشأن توحيد الجهود ضد داعش في العراق، خصوصًا أن الحكومة الأميركية تنظر إلى إيران قوة مركزية وضرورية في الحملة ضد داعش في العراق.
ويركز هذا التعاون الإيراني الأميركي على نقطتين: محافظة الانبار التي فشل العراقيون في طرد داعش منها؛ والموصل، حيث يعمل العراقيون للتوصل إلى خطة عملية لاستعادة المدينة.
صمت أوباما
إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تدرك القصد الروسي من التدخل المباشر في سوريا، لكنها لم تصدر حتى الآن أي رد فعل.
وقد بدأ الإيرانيون والروس والأميركيون الكلام همسًا عن إعادة تأهيل الجيش السوري، والتي تركت الحرب الأهلية في حالة يرثى لها، بل يعتزمون أيضًا ليس تدريبه وتسليحه، علمًا أن شحنات السلاح الروسية لم تتوقف عن جيش النظام خلال كل الحرب الأهلية، من خلال إمداد اسبوعي عبر ميناء طرطوس السوري. فكانت السفن الروسية تجلب صواريخ وقطع الغيار ومختلف أنواع الذخيرة.
في هذه الأثناء، يتقهقر جيش النظام في محافظة إدلب الاستراتيجية، مع تقدم جيش الفتح نحو مطار أبو الظهور العسكري، آخر مركز للأسد في المحافظة، القريبة من محافظة اللاذقية، التي تضم مسقط رأس الأسد نفسه. وحتى الأتراك لا يرفضون التحرك الروسي – الإيراني في ظل الصمت الأميركي، لأنه سيسفر عن حملة قصف عنيفة على مواقع داعش.
مظاهرة شيعية نادرة تطالب الأسد بفك الحصار عن كفريا والفوعة
الجبير يبحث الأزمة السورية مع المبعوث الأميركي
أهالي وذوو مقاتلي المليشيات من الفوعة وكفريا يقطعون الطرق ويشعلون الإطارات في دمشق احتجاجا على سياسة النظام حيال أهاليهم المحاصرين في البلدتين (شبكة سوريا مباشر)
بيروت: بولا أسطيح ـ الرياض: فهد الذيابي
في احتجاجات نادرة، قطع شيعة موالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، طريق مطار دمشق الدولي لمطالبة النظام بالعمل على فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين من قبل قوات المعارضة السورية في ريف إدلب.
وقال سكان في دمشق إن المتظاهرين، وهم من أبناء البلدتين، قطعوا طريق مطار دمشق الدولي عند الجسر الخامس إيابا وعند جسر عقربا ذهابا، لعدة ساعات صباح أمس، وأضرموا النيران في إطارات سيارات احتجاجا على سياسة النظام.
من جهة أخرى، يلتقي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان في العاصمة اللبنانية بيروت، قبل أن ينتقل إلى دمشق للقاء عدد من المسؤولين السوريين. وقالت مصادر معنية باللقاء المرتقب لـ«الشرق الأوسط» إن «عبد اللهيان سيضع المبعوث الدولي أمام تفاصيل المبادرة الإيرانية التي تسوّقها طهران لحل الأزمة السورية».
في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مكتبه بجدة، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني. وقال السفير أسامه نقلي، مدير الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، إن المباحثات تطرقت إلى مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لإيجاد حل لها لرفع المعاناة عن الشعب السوري.
موالون للنظام يتظاهرون جنوب دمشق ويقطعون طريق المطار
تقدم للمعارضة في محيط الفوعة وأنباء عن مقتل 12 من حزب الله بكمين
أهالي وذوو مقاتلي المليشيات من الفوعة وكفريا يقطعون الطرق ويشعلون الإطارات في دمشق احتجاجا على سياسة النظام حيال أهاليهم المحاصرين في البلدتين (شبكة سوريا مباشر)
لندن: «الشرق الأوسط»
في سابقة هى الأولى من نوعها قام شيعة من الموالين للنظام بقطع طريق مطار دمشق الدولي في مظاهرة غاضبة تطالب النظام بالعمل على فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة. وقال سكان في دمشق إن متظاهرين شيعة من أبناء الفوعة وكفريا يقطنون في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، قاموا بقطع طريق مطار دمشق الدولي عند الجسر الخامس إيابا وعند جسر عقربا ذهابا، لعدة ساعات صباح أمس وأضرموا النار في إطارات بلاستيكية احتجاجا على سياسة النظام فيما يخص اهاليهم المحاصرين في البلدتين منذ أكثر من عامين.
جاء ذلك وسط أنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة في جيش الفتح على بلدة الصواغية بمحيط الفوعة بريف إدلب والسيطرة على مدرسة الصواغية والبيوت المحيطة بها وفرن الدخان الثاني ومؤسسة الكهرباء، وذلك بعد يومين من انهيار المفاوضات التي كانت تجري بين حركة أحرار الشام الإسلامية المقاتلة في إدلب ومسؤولين إيرانيين جرت في مدينة إسطنبول التركية أكثر من مرة لإيجاد صيغة حل في مدينة الزبداني مقابل كفريا والفوعة، إلا أن المفاوضات انهارت مرتين لتعود الاشتباكات مجددًا السبت الماضي.
وتعتبر بلدتا كفريا والفوعة آخر معاقل لقوات النظام في محافظة إدلب إلى جانب مطار أبو الظهور في الريف الشرقي، ويتحصن في كل منهما مقاتلو حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية تجند شباب البلدتين الشيعيتين.
وبثت حركة {أحرار الشام} ، عبر حسابات تابعة لها على موقع تويتر، تسجيلاً صوتيًا لحوار بين أحد مقاتلي بلدة الفوعة مع مقاتل معارض على أطراف البلدة، جرى أثناء الهدنة، وجه فيه الأخير سؤاله لمقاتل الفوعة، عن أسباب قتاله إلى جانب قوات النظام؟ وقال: «منذ متى وأنتم تقطنون داخل القرى السنية، من اقترب منكم هل من أحد آذاكم»؟ فقال مقاتل الفوعة: «لست راضيًا لا أنا ولا غيري عما نحن فيه.. أنا لا أقاتل من أجل الأسد ولا الخميني، كل ما أريده هو إعالة عائلتي وأولادي فقط». مؤكدا على أن القياديين في البلدة هم من حزب الله اللبناني وإنه «يوجد الكثير منهم»، مشيرًا إلى أنه لا يقاتل من أجل الأسد الذي «لم يقدم لي شيئا منذ تسلمه السلطة عام 2000 وحتى تاريخ اللحظة، بل بالعكس هو الذي خنقنا ووضعنا فيما نحن فيه الآن».
وحول الجهة التي يقاتل لحسابها قال: «لست حليفًا للأسد ولا لإيران. لم يقدموا لنا أي شيء، ولكني لا أملك من أمري شيئا.. وضعنا في هذا المكان من قبل قيادات مسؤولة عنا ونتمنى أن تستمر الهدنة».
ومع احتدام المعارك أمس، بعد يومين من انهيار الهدنة، شن طيران النظام غارات جوية مكثفة على عدة بلدات ومدن في ريف إدلب. وقال ناشطون إن الطيران الحربي لقوات النظام أغار على أطراف مدينة جسر الشغور وعلى بلدة زردنا، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل وامرأة.
من جانبها نقلت «شبكة الدرر الشامية» عن مصادر في غرفة عمليات جيش الفتح، قولها إن «الثوار قَتلوا وجرحوا العشرات من عناصر حزب الله اللبناني والنظام السوري، أثناء محاولتهم الهروب من محيط بلدة الفوعة في ريف إدلب»، بعد أن احكم جيش الفتح سيطرته على عدة نقاط في منطقة الصواغية أحد مداخل بلدة الفوعة، حيث حاولت مجموعات تابعة لقوات النظام وحزب الله الهرب تحت جنح الظلام، فتم استهدافهم وسقطوا قتلى وأسرى، وسط استمرار القصف بالمدافع الثقيلة على مواقع تلك الميليشيات بالتزامن مع عمليات التقدم.
وأفادت الشبكة بإن جيش الفتح استقدم تعزيزات جديدة، من فصائل لواء الحق وأجناد الشام وفيلق الشام وجيش السنة؛ للمشاركة في المعارك إلى جانب حركة أحرار الشام الإسلامية.
وقال أبو اليزيد تفتناز، الناطق العسكري لحركة أحرار الشام (إحدى فصائل جيش الفتح)، إن قوات النظام «انهارت بشكل مفاجئ فتقدم مقاتلو المعارضة ليسيطروا على قرية الصواغية وأربع نقاط متقدمة، هي: فرن الدخان الأول، وفرن الدخان الثاني، ومؤسسة الكهرباء، والمدرسة، شمال شرقي قرية الفوعة». مشيرا إلى أن «12 مقاتلاً من قوات النظام قتلوا في كمين محكم للمعارضة خلال المعارك»، وقال: «سنواصل التقدم باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا حتى تكف قوات النظام عن قصف الغوطة ومدينة الزبداني في ريف دمشق».
الروس في سماء سوريا …
«يديعوت»: روسيا وإيران اتخذتا قرارا استراتيجيا بتكثيف دعمهما لنظام «الأسد»
بدأ سلاح الجو الروسي الطيران في سماء سوريا. سيصل طيارون حربيون روس في الأيام القريبة القادمة إلى سوريا وسيستخدمون مروحيات قتالية وطائرات قتالية تابعة لسلاح الجو الروسي ضد أهداف «داعش» وضد «الميليشيات الإسلامية» المتطرفة التي تعمل على إسقاط «نظام الأسد».
وعلى حد قول دبلوماسيين غربيين، فان قوة طليعية روسية وصلت إلى سوريا وتمركزت في مطار يخضع لسيطرة الرئيس «الأسد». وأغلب الظن يدور الحديث عن مطار في منطقة دمشق سيستخدم كقاعدة جوية روسية بكل معنى الكلمة. ولهذا الغرض سيصل إلى سوريا في الأسابيع القريبة القادمة الآف من رجال الجيش الروسي: مستشارين، مرشدين، رجال الجهاز اللوجستي والفني، مقاتلين من جهاز مضادات الطائرات وطيارين سيستخدمون الطائرات التي ستصل من روسيا.
وكان قد نشر في الماضي أن الروس يعتزمون تزويد السوريين بطائرات قتالية من طراز ميغ 29 وطائرات تدريب من طراز ياك 130، يمكن استخدامها للقصف أيضا. ليس واضحا أي طائرات ومروحيات قتالية ستصل من روسيا، ولكن لا شك أن طيارين روس في سماء سوريا، يعملون في مهام قتالية، سيؤثرون على قواعد اللعب في سماء الشرق الأوسط.
ومع أنه ليس للروس نوايا عدائية تجاه إسرائيل أو ضد دولة سيادية أخرى في المنطقة، والهدف المعلن لديهم هو القتال ضد «داعش» والحفاظ على «نظام الأسد»، ولكن مجرد وجود قوة جوية روسية في سماء المنطقة لا بد سيؤثر أيضا على الاعتبارات بالنسبة لشكل استخدام سلاح الجو الإسرائيلي.
منذ بضعة أسابيع، تتحدث محافل دبلوماسية غربية عن أن روسيا وايران تجريان مفاوضات حثيثة في مسألة تهديد داعش على «نظام الأسد». وفي إطار هذه الاتصالات زار موسكو قبل نحو شهر الجنرال «قاسم سليماني»، قائد جيش القدس في الحرس الثوري. وقد اتخذ الروس والإيرانيون قرارا استراتيجيا: بذل كل جهد لإبقاء «الأسد» على كرسيه بحيث تتمكن سوريا من أن تكون حاجزا أمام انتقال «داعش» وجهات إسلامية متطرفة أخرى نحو الجمهوريات الإسلامية التي كانت في الماضي جزءا من الاتحاد السوفييتي.
وليس الروس وحدهم هم الذين يكيفون سياستهم في الشرق الاوسط مع إيران. فالإدارة الأمريكية هي الأخرى تدير مباحثات استراتيجية مع مندوبي النظام الإيراني على تعاون وثيق أكثر بشأن صد «داعش». ويتبين أن الإدارة الأمريكية ترى اليوم في إيران محورا مركزيا، حيويا، في صد «داعش» ،على الأقل في الجبهة العراقية (مما سرع التوقيع على الاتفاق في الموضوع النووي). هكذا بحيث أن إيران والولايات المتحدة تتعاونان اليوم عمليا في صد التنظيم في العراق في جبهتين ساخنتين: في منطقة الأنبار حيث ينجح العراقيون حاليا في دحر التنظيم، وفي الإعداد لإعادة احتلال الموصل.
وتشدد مصادر دبلوماسية غربية على أن إدارة «أوباما» على وعي بالقرار الروسي للدخول في تدخل عسكري مباشر في سوريا، ولكن حتى اليوم لم ترد على ذلك. ولم تعرب الادارة الأمريكية عن الاحتجاج على هذا التطور، بل إنها أيضا كفت عن إطلاق التصريحات بالنسبة للحاجة لإسقاط «نظام الأسد» الإجرامي.
وفضلا عن ذلك: فإن الإيرانيين والروس، بعلم الولايات المتحدة، بدأوا أيضا في المساعي لإعادة بناء الجيش السوري الذي فتته القتال المستمر. وليس المقصود فقط تدريب وإرشاد بواقي «جيش الأسد» بل وتسليحه أيضا. ولهذا الغرض سيشدد الروس توريد السلاح إلى سوريا. على مدى كل الحرب الأهلية درج الروس على أن ينزلوا في ميناء طرطوس، الذي يقع تحت سيطرتهم، مرة في الأسبوع أو في الأسبوعين سفينة سلاح تجلب الصواريخ، قطع الغيار والذخيرة من أنواع مختلفة للجيش السوري. ومؤخرا نشر في الصحافة العربية أن الروس والسوريين يبحثون عن ميناء آخر في شواطيء سوريا ينقل إلى سيطرة الروس ويسمح لهم بزيادة وتيرة توريد العتاد للجيش السوري.
وفي هذه الأثناء يعاني «جيش الأسد» تراجعا في محافظة إدلب الاستراتيجية. وقبل يومين فقط تقدمت قوة من جيش الفتح (تحالف منظمات الثوار التي تضم جبهة النصرة الإسلامية أيضا) نحو المطار العسكري في جنوب غرب محافظة إدلب، المحاذية للاذقية. ويتواصل هرب السكان المسيحيين والعلويين إلى عمق الجيب العلوي على طول الشاطيء.
تركيا هي الأخرى، التي امتنعت حتى الآن عن كل نشاط من شأنه أن يعزز «الأسد»، اضطرت إلى التسليم بالحسم الروسي – الإيراني، وبالصمت الأمريكي تجاه الأمر. وانضمت هذا الأسبوع إلى القصف ضد «داعش» في سوريا. وبالتوازي، في أثناء زيارة «أردوغان» إلى قطر قبل زمن ما، توصل إلى تفاهم مع القطريين ومع السعوديين لرفع مستوى الدعم لقوات الثوار المرتبطين بالإخوان المسلمين والذين يقاتلون ضد «داعش»، مثل أحرار الشام، إضافة إلى أولئك الذين يقاتلون ضد «الأسد» وضد «داعش» على حد سواء.
وهكذا يبنى تحالف روسي – إيراني إلى جانب التحالف الأمريكي ضد «داعش» وعلى الطريق أصبحت إيران محورا مركزيا، في نظر القوى العظمى، لحل كل أمراض الشرق الأوسط.
المصدر | أليكس فيشـمان، يديعوت العبرية – ترجمة المصدر السياسي
وصول مئات اللاجئين لألمانيا وآلاف للمجر
أكدت السلطات الألمانية وصول مئات اللاجئين إلى محطة القطارات في مدينة ميونيخ جنوبي البلاد، قادمين من المجر التي يستمر تدفق اللاجئين إليها رغم تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها، في وقت تجاوزت فيه السلطات قواعد طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي، تحت وطأة موجة من المهاجرين لم يسبق لها مثيل.
وقالت الشرطة إن نحو أربعمئة لاجئ وصلوا على قطار من المجر عبر النمسا، كما وصل في وقت لاحق قطاران يحملان بضع مئات من اللاجئين معظمهم سوريون.
وبينما يواصل الآلاف الوصول إلى المجر، سمحت السلطات للذين لا يحملون وثائق سفر بالتوجه إلى ألمانيا والنمسا، وهو ما يمثل تجاوزا للقيود التي تفرض على اللاجئين تقديم طلبات اللجوء في أول بلد بالاتحاد الأوروبي يصلون إليه.
تضاعف الأعداد
وفي النمسا، قال بيتر فيبنغر نائب رئيس قسم اللاجئين والمهاجرين في وزارة الداخلية النمساوية، إن عدد طالبي اللجوء في النمسا سيزداد ثلاثة أضعاف خلال الفترة القادمة، وعلى الدول الأوروبية أن تستعد لمثل هذه الزيادة، مؤكدا في لقاء مع الجزيرة أن بعض المدن الأوربية لا تمتلك بنية تحتية مؤهلة لاستقبال كل هذه الأعداد من اللاجئين.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن ثلاثة قطارات تقل مئات اللاجئين وصلت إلى العاصمة النمساوية فيينا قادمة من المجر، بعدما سمحت السلطات النمساوية لأربعة منها بدخول أراضيها.
وقد اشترطت السلطات المجرية أن تتوجه هذه القطارات إلى فيينا بدلا من ألمانيا لمعاينة طلبات اللجوء، وقالت الشرطة إن من تقدموا منهم بطلب لجوء في المجر سيعادون إلى هناك، وسيُخيّر الباقون بين اللجوء في النمسا أو التوجه إلى دول أوروبية أخرى.
وقد تظاهر الآلاف في فيينا الاثنين تضامنا مع اللاجئين وتنديدا بالمعاملة السيئة التي يتعرضون لها، وذلك بعد أيام من اكتشاف شاحنة بداخلها 71 جثة للاجئين متروكة على طريق سريع في شرق البلاد قرب الحدود مع المجر.
وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو عشرين ألفا، بينما أقيم قداس في كاتدرائية بفيينا للصلاة من أجل اللاجئين الذين قضوا في “شاحنة الموت”.
تقاسم العبء
أما في ألمانيا، فقد دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دول الاتحاد الأوروبي لمزيد من المشاركة بتحمل عبء تدفق اللاجئين هذا العام، معتبرة أن فشل أوروبا في مشكلة اللاجئين سيؤدي إلى انهيار ارتباطها الوثيق بالحقوق المدنية العالمية.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي في برلين الاثنين إنه يتعين على أوروبا كلها أن تتحرك، ويتعين على دولها تقاسم المسؤولية عن اللاجئين الذين يطلبون اللجوء، موضحة أن أزمة اللاجئين لن تحل قريبا.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أولاف بينكيه للجزيرة إن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من الاستفادة من الوقت لحل الأزمة قبل سنتين أو ثلاث، وإن تفاقم الأزمة الحالية يعود لغياب سياسة واضحة حول الهجرة.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس مجهزا لهذا النوع من الأزمات، وهو لم يُجِد إدارة أزمة اللاجئين، كما لم يُجد إدارة سياسته الخارجية في سوريا أو غيرها، مما دفع الآلاف إلى حدود أوروبا، وأكد أن أوروبا فوتت عدة فرص لحل الأزمة السورية، من بينها المنطقة العازلة في سوريا.
من جهتها أعلنت فرنسا أنها تخطط هذا الشتاء لإقامة مخيم يتسع لنحو 1500 لاجئ في مدينة كاليه الساحلية شمال البلاد، حيث يعيش نحو ضعف هذا العدد في خيام على أمل عبور البحر إلى بريطانيا.
تل أبيض السورية بين هويتين عربية أم كردية؟
كمال شيخو-تل أبيض
أثار قرار ضم بلدة تل أبيض بمحافظة الرقة (شرقي سوريا) وإلحاقها بمدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب حفيظة السكان العرب، حيث أعلن مقاتلو المعارضة العرب المتحالفون مع الوحدات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية رفضهم القرار، وسط حملة من ناشطين عرب تندد بالقرار.
وبعد أن تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش الحر منتصف يونيو/حزيران من السيطرة على بلدة تل أبيض الحدودية مع تركيا، بدعم من طيران التحالف الدولي، قرر مجلس الأعيان ضمها إدارياً مع ناحية عين عيسى إلى عين العرب، وإلحاق ناحية سلوك بمدينة رأس العين التابعة لمقاطعة الجزيرة.
نوايا تقسيمية
وأثار مشروع القرار رفض لواء ثوار الرقة -أحد أبرز تشكيلات الجيش الحر المؤسسة لغرفة بركان الفرات- معلنا “عدم قبول تغيير تابعية أي منطقة تحت أي مسمى كان”، كما أكد المتحدث باسم اللواء أبو معاذ أنهم لم يطلعوا على المشروع ولم تتم مشاورتهم بشأنه.
وأكد -في حديثه للجزيرة نت- أن تغيير تبعية منطقة تل أبيض إداريا ليس من اختصاص المجلس المحلي أو أي هيئة أخرى، وأن هذا الأمر يحتاج إلى قانون وهيئة تشريعية تقر به، مضيفا “ونحن في حالة استثنائية ولا يمكن اتخاذ أي قرار بتغيير الحدود أو تابعية أي منطقة”.
بدوره، أكد مسؤول العلاقات الخارجية بحركة المجتمع الديمقراطي عمر علوش ما أورده أبو معاذ، واعترف بحدوث “سوء فهم بين الطرفين، فالمقترح ناقشه مجلس الأعيان دون الرجوع إلى القوى العسكرية”.
وأضاف أن عددا من أعضاء مجلس الأعيان طرحوا فكرة تشكيل “كانتون” مستقل يتبع للإدارة الذاتية المشتركة، وأن عدم وجود موازنة مالية وعسكرية دفعهم للتصويت على ضمها مؤقتا إلى “كانتون كوباني”.
ونفى علوش أن يحمل مشروع ضم تل أبيض لعين العرب بين طياته نوايا تقسيمية أو انفصالية، معتبرا أن الإجراء استدعته ضرورات الحرب وأن “التقسيمات الإدارية تتم حسب تموضع كل قوة عسكرية، حيث ستعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد تحرير الرقة”.
صراع قومي
ونظم معارضون ونشطاء حملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان “أنا سوري من تل أبيض”، انتقدت “سياسة الأمر الواقع” التي تسعى إلى تغليب مصالحها الخاصة، ودعت إلى أن “تصبح تل أبيض منصة لتحرير كامل مدينة الرقة من تنظيم الدولة”.
وذكر القيادي في تيار مواطنة راشد صطوف الذي يساهم في تنظيم الحملة أن القرار ينسف الحد الأدنى للعمل المشترك بين القوى المسيطرة على تل أبيض الآن، محذرا من أن القرار سيُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع.
وأضاف للجزيرة نت “نخشى أن يتحول الصراع بين السوريين وتنظيم الدولة إلى حرب بين العرب والأكراد كباقي الحروب الطائفية والمذهبية في مناطق أخرى”، ولفت إلى أن هزيمة التنظيم لن تكون “إلا على يد العرب السنة من أبناء منطقة تل أبيض والرقة”.
من جانبه استنكر رئيس الإدارة الذاتية في تل أبيض منصور السلوم الجدل بشأن قرار ضم البلدة إلى مدينة عين العرب، وعلق رداً على الانتقادات بقوله “لم نسلخها من الوطن العربي، كما لم نلحقها بدولة معادية لسوريا”، مضيفا “كل ما قمنا به هو ضمها مؤقتا لمدينة مجاورة تربطنا بها علاقات حسن الجوار”.
وعن الحالة الخدمية والمعيشية لأهالي البلدة ذكر السلوم -وهو من أبناء عشيرة مشهور العربية- أن المجلس المحلي يعمل على إصلاح شبكتي الكهرباء والمياه، وأنه أعيد فتح المشفى المركزي، كما أصبح الفرن الآلي يعمل بطاقة كاملة، مضيفا أنه يتم التحضير لفتح المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد بعد أن حُرم طلاب المدينة وريفها لمدة عامين من التعلم.
نازحو ريف حماة يطالبون بسياسة إغاثية ناجحة
مهند المحمد-ريف إدلب
يشكو نازحو ريف حماة الموجودون حاليا في ريف إدلب الجنوبي من السياسة الإغاثية التي تتبعها المنظمات والمجالس المحلية، ويتهمونها بتوزيع حصص إغاثية تحتوي مواد فائضة عن حاجتهم ولا تلبي احتياجاتهم الضرورية.
ونظرا لعدم حاجتهم لبعض محتويات تلك المواد العينية، يضطر النازحون إلى بيع تلك المواد وشراء احتياجاتهم الضرورية، مطالبين المنظمات بتوزيع بطاقات ذات قيمة مالية تمكنهم من شراء ما يحتاجون إليه.
وفي هذا السياق، التقت الجزيرة نت أبا أحمد الذي نزح من قرية كرناز في ريف حماة الغربي قبل قرابة أربعة أعوام إلى ريف إدلب الجنوبي مع عائلته المؤلفة من سبعة أفراد، إذ يقول إن المنظمات توزع عليهم حصصا إغاثية كل شهر تقريبا غير ضرورية، فيضطرون لبيعها واستخدام ثمنها في شراء احتياجات أخرى مثل الماء والغاز والوقود والأدوية.
ويضيف للجزيرة نت “أقترح أن تقوم المنظمات بتوزيع بطاقات مالية للنازحين، وأن توجد لهم مراكز توزيع إغاثية في عدة مناطق، بحيث نشتري احتياجاتنا فقط دون الحاجة إلى بيع مواد قد لا نحتاجها”.
ويشير أبو أحمد إلى أنهم مضطرون لشراء صهريج الماء بـ1300 ليرة سورية (3.2 دولارات) بسبب نقص المياه في المنطقة، وأن هذا الثمن لا يتوفر لهم سوى ببيع حصصهم الغذائية.
من جهة أخرى، يقول أحد تجار المواد الإغاثية بريف إدلب الجنوبي، ويدعى أبا العبد، إن النازحين يضطرون لبيع حصصهم من أجل شراء السكر والأدوية والماء ووقود التدفئة في الشتاء، لافتا إلى أن المواد الإغاثية التي يشتريها التجار منهم تصل في النهاية للمنظمات التي تعبئها وتوزعها مجددا على النازحين.
ويضيف أن بعض الأهالي الذين لا يستفيدون من الحصص الإغاثية يفضلون شراء تلك المواد بسبب انخفاض ثمنها مقارنة مع أسعار المحلات التجارية.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة مناطق في الريف الحموي شهدت معارك بين قوات النظام والمعارضة، مما اضطر الكثير من العائلات إلى النزوح تحت وطأة القصف المستمر من قبل طيران النظام، حيث أصبحت عدة قرى خاوية من سكانها.
سوريا.. دي ميستورا يقدم خطة للحل من ثلاث مراحل
وثيقة تدعو لتشكيل هيئة حكم انتقالية ومجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة
دبي – قناة العربية
قدم المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وثيقة للحل السياسي عبر ثلاث مراحل لتنفيذ بيان جنيف.
وتدعو الوثيقة، التي كشفت عنها صحيفة “الحياة”، إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومجلس عسكري مشترك من النظام والمعارضة في مرحلة انتقالية توصل البلاد إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة.
وتقترح الوثيقة خريطة طريق لتنفيذ بيان جنيف، مقسمةً مسيرة الحل إلى ثلاث مراحل أولاها مرحلة التفاوض.
وتستند المرحلة الأولى إلى بيان جنيف للوصول إلى اتفاق مرحلي، يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتعاون القوات المقاتلة عدا الفصائل الإرهابية، وإصلاح القطاع الأمني وصولاً إلى تشكيل سلطات انتقالية.
والمرحلة الثانية هي المرحلة الانتقالية، ويتم فيها إنشاء هيئة حاكمة انتقالية بسلطة مطلقة في جميع الشؤون العسكرية والأمنية وتشرف على المجلس العسكري المشترك.
وتشير الوثيقة إلى اتفاق الطرفين على قائمة من 120 مسؤولاً لن يستلموا أي منصب رسمي خلال المرحلة الانتقالية، بسبب الدور الذي أدوه في الصراع.
أما المرحلة الأخيرة بحسب الوثيقة فهي مرحلة الدولة السورية في شكلها النهائي حيث تؤدي المرحلة الانتقالية إلى الوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة.
ولم تشر الوثيقة التي نشرتها صحيفة الحياة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد إلا أنها اقترحت تأسيس المؤتمر الوطني السوري من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.
كما التزمت الوثيقة بالحفاظ على المؤسسات الرسمية وإصلاحها، ويشمل ذلك الجيش مع رفض أي اجتثاث لحزب البعث.