أحداث الثلاثاء 09 حزيران 2015
دمشق تطلب المساعدة كي لا تنتج قنابل نووية
لندن، القاهرة – «الحياة»
قدمت الحكومة السورية طلباً الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدتها على تحويل مفاعل ذري قرب دمشق ليستخدم وقوداً نووياً منخفض النقاء يحول دون إنتاجه قنابل نووية. وأعلن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو أمس، أن الوكالة تدرس الطلب السوري. ونقلت وكالة «رويترز» عنه، أن المفاعل يعمل الآن باستخدام اليورانيوم العالي التخصيب وأن سورية طلبت المساعدة حتى يعمل بيورانيوم منخفض التخصيب. (
في هذا الوقت، بدأ مؤتمر المعارضة السورية اجتماعاته في القاهرة أمس وسط توقعات بإعلانه في بيانه الختامي «خريطة طريق» و «وثيقة للحل السياسي» تتضمن آليات لتنفيذ بنود «جنيف 1» في ما يتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. وعلى رغم مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المؤتمر رسمياً، إلا أن شخصيات بارزة فيه شاركت في أعماله، من بينها رئيسه السابق أحمد الجربا. وشدد المجتمعون على أن هدفهم ليس تأسيس كيان جديد للمعارضة يحل محل «الائتلاف». وتزامن انعقاد المؤتمر مع مذبحة جديدة ارتكبتها طائرات النظام في قرية بريف محافظة إدلب أدت إلى مقتل حوالى 50 شخصاً وجرح عشرات آخرين.
ويشارك في مؤتمر القاهرة نحو 170 من ممثلي قوى المعارضة الوطنية السورية وأعضاء لجنة متابعة اجتماع القاهرة الأول الذي عقد في كانون الثاني (يناير) الماضي. وإضافة إلى الجربا، يشارك رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم، والفنان جمال سليمان، والمعارض هيثم مناع، والناطق السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي الذي اعلن انشقاقه عن النظام.
ميدانياً، ارتكبت طائرات النظام مذبحة جديدة في ريف محافظة إدلب وقتلت قرابة 50 شخصاً بينهم أطفال في قصف طاول قرية الجانودية في ريف جسر الشغور التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، في وقت واصلت القوات الكردية تقدمها في شمال البلاد وتمكنت من طرد مقاتلي «داعش» من مناطق كانوا يسيطرون عليها في ريف محافظة الرقة قرب الحدود مع تركيا، في مؤشر إلى أن هدفها هو الوصول إلى معبر تل أبيض الذي يديره التنظيم، والذي غالباً ما يأتي عبره المقاتلون الأجانب الذين يلتحقون بـ «الدولة الإسلامية» التي أعلنها التنظيم في كل من سورية والعراق.
وفي إطار متصل (رويترز)، قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، إن الحكومة ستصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية (37 دولاراً) للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية، وهي زيادة كبيرة يمكن أن تعزز الروح المعنوية بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها القوات المسلحة. ويقول ديبلوماسيون يتابعون التطورات في سورية، إن الجيش يقوم بمهمات تفوق طاقته ويحتاج إلى مزيد من المجندين لخوض معارك على جبهات عدة.
وقال الحلقي في جلسة للبرلمان إنه سيتم البدء في صرف المكافآت بداية الشهر المقبل وستقدم للجنود الذين يقفون في صفوف القتال الأمامية. وتتراوح رواتب الجنود وأفراد الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة بين 14 ألفاً و30 ألف ليرة شهرياً وفقاً لتقديرات جمعتها «رويترز». ويمكن أن يحصل الضباط من ذوي الرتب العالية على 45 ألف ليرة أو أكثر، كل بحسب رتبته. ويحصل الموظفون المدنيون على راتب يتراوح بين 23 ألفاً و25 ألف ليرة.
أوباما يطالب بغداد بتعهدات لهزيمة «داعش»
تونس، الماو، كروين (ألمانيا) – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
أكد قادة مجموعة السبع في ختام قمتهم في ألمانيا أمس، تضامنهم في مواجهة الإرهاب وحزمهم حيال روسيا والذي تمثل بإبقاء العقوبات المفروضة عليها، مع تلويحهم بتشديدها.
وفي حضور قادة من الشرق الأوسط، ناقش المشاركون في القمة ملفات تتعلق بالمنطقة، خصوصاً مواجهة «داعش» في العراق وسورية وتشجيع الليبيين على السلام، كما تناولت محادثاتهم مكافحة الإرهاب في مناطق أخرى مثل نيجيريا. (للمزيد)
والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في خطوة تهدف إلى تبديد أجواء توتر بين الجانبين. وأكد أوباما ثقته بطرد متشددي «داعش» من العراق وإلحاق الهزيمة بهم، من دون أن يستبعد «انتكاسات» إلى حين تحقيق هذا الهدف.
واعتبر أوباما أن النجاحات التي حققها المتشددون في الرمادي ستكون تكتيكية قصيرة الأجل، فيما دعا العبادي المجتمع الدولي إلى المساعدة في منع التنظيم من جني مكاسب من تهريب النفط.
وقال الرئيس الأميركي إن هناك حاجة لإحراز مزيد من التقدم لوقف تدفق المقاتلين الأجانب على سورية والعراق، مؤكداً استعداد دول التحالف الدولي لبذل المزيد من الجهد لتدريب قوات الأمن العراقية، إذا كان ذلك سيساعد في تحسن الوضع. وأضاف: «نريد أن يكون لدينا مزيد من قوات الأمن العراقية المدربة والنشطة والمجهزة تجهيزاً جيداً ومركزاً، ويريد العبادي الشيء ذاته، لذا ندرس سلسلة من الخطط لذلك».
واعترف أوباما بأن واشنطن ليست لديها بعد «استراتيجية متكاملة» لمساعدة بغداد في استعادة السيطرة على مناطق استولى عليها مقاتلو «داعش»، ورأى أن ذلك يتطلب أن يقدم العراق تعهدات بشأن كيفية التجنيد والتدريب.
ودعت مجموعة السبع السلطتين الليبيتين المتنافستين الى اتخاذ «إجراءات سياسية جريئة» في اتجاه السلام. وتزامنت الدعوة مع استئناف الأطراف الليبية حوارها في المغرب.
وشددت مجموعة السبع في بيانها الختامي على أن «زمن المعارك ولّى وأتى زمن القرارات السياسية الجريئة». ودعت الليبيين إلى «اقتناص هذه الفرصة لإلقاء السلاح» وإبرام «اتفاق سياسي».
ورأت المجموعة أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، من شأنه أن «يؤمن دعماً كبيراً» للمساعدة في إصلاح البنى التحتية، بما يشمل إعادة تشغيل الخدمات العامة وتقوية الاقتصاد والمساعدة على استئصال الإرهابيين والشبكات الإجرامية.
ودعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي القمة إلى وضع مخطط لدعم بلاده التي تواجه تحديات أمنية واجتماعية واقتصادية. وقال السبسي في خطاب له أمام القمة، إن بلاده «عاقدة العزم على استكمال انتقالها الديموقراطي وإنجاحه، غير أن ذلك سيتطلب منها الكثير من الوقت إذا لم تدعمها المجموعة الدولية».
وأوضح الرئيس التونسي أن بلاده تحتاج تمويلاً ومواكبة في مجال مقاومة الإرهاب، مشيراً إلى أن ظاهرة الإرهاب ليست خاصة ببلاده وإنما هي «ظاهرة إقليمية تتطلب تنسيقاً دولياً وتجهيزات تفوق إمكانات تونس».
«مشهد معقد» في تركيا بعد خسارة «العدالة والتنمية» الغالبية
أنقرة – يوسف الشريف
استيقظت تركيا على مشهد جديد – قديم أعادها إلى أيام الحكومات الائتلافية والتصويت على الثقة بالحكومات والذي تركته قبل 13 سنة، بعدما حققت المعارضة مبتغاها في سحب البساط من تحت أقدام حكومة «العدالة والتنمية» التي خسرت الغالبية في الانتخابات الاشتراعية، لكنها وجدت نفسها أمام مأزق استحالة تشكيل حكومة بلا هذا الحزب، وصعوبة بناء شراكة معه بعد حملاتها الانتخابية الداعية لإسقاطه. (للمزيد)
وبدا أن المعارضة انتظرت حدوث تغيير في حزب «العدالة والتنمية» أو محاسبة داخلية ومراجعة حسابات تسمح بتبرير مد يدها الى الحكومة الحالية. لكن المؤشرات التي صدرت عن الحكومة والقصر الرئاسي تشير إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعطى أوامره بتعامل الحزب مع نتائج الانتخابات على أنها انتصار كبير له، وتحميل الناخبين والمعارضة مسؤولية الوضع المستجد الذي قد يُفجر أزمة اقتصادية ظهرت في تراجع مؤشرات البورصة وسعر صرف الليرة، ويضع الجميع أمام سيف تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة.
ويُمهل الدستور البرلمان 45 يوماً لتشكيل حكومة جديدة، وإلا جرى الاحتكام الى انتخابات مبكرة، وهو ما يراهن عليه أردوغان الذي يعتقد بأن الناخب سيفكر مرتين حينها قبل التصويت للمعارضة مجدداً، لأنه يعلم أن هذا الأمر سيعيده الى مربع الفراغ الأول الحالي حيث لا يمكن أي حزب أن يشكل حكومة منفرداً، فيما سيناريوهات التحالفات الحزبية شبه معدومة.
في المقابل، يدور الحديث في كواليس أحزاب المعارضة عن احتمال استخدامها سيفاً في وجه سيف أردوغان يتمثل في تحريكها ملفات الفساد مجدداً وفتحها محاكمة 4 وزراء سابقين في حكومة حزب «العدالة والتنمية» بتهم الفساد، وكشْفِ تقارير كثيرة لهيئة الرقابة المالية التي سبق أن منعت الحكومة عرضها على البرلمان.
لكن مدة استخدام المعارضة سلاحها لا تتجاوز 45 يوماً، في وقت يراهن داود أوغلو على بقاء حكومته في السلطة حتى حل هذا المشهد المعقد، ولو كحكومة أقلية أو تصريف أعمال، ما يسمح بمواصلتها رفض كشف ملفات الفساد وإعادة التحقيق فيها.
ولا يزال البعض في المعارضة يراهن على تمرد قيادات داخل حزب «العدالة والتنمية»، على رأسهم بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء، الذي بدا متجهماً ومندهشاً من الخطاب الذي ألقاء زعيم الحرب رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو بعنوان «خطاب الانتصار» من على شرفة مبنى الحزب في أنقرة بعد إعلان نتائج الانتخابات.
ويدور الحديث في كواليس الحزب الحاكم عن التوقيت الذي ستعلو فيه الأصوات المطالبة برفع يد أردوغان عن الحزب، وانتخاب زعيم جديد بدلاً من داود أوغلو، وإجراء إصلاحات جذرية في سياسات الحزب.
شكري افتتح اجتماعات المعارضة السورية: الحل السياسي أهمّ الآن من أي وقت مضى
المصدر: (و ص ف)
بدأ معارضون سوريون أمس في القاهرة اجتماعا يستمر يومين ويهدف الى وضع “خريطة طريق” لحل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ اربع سنوات.
وافتتح الاجتماع في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اللذين حذرا من التداعيات الاقليمية والدولية لاستمرار النزاع في سوريا.
ويشارك قرابة 150 معارضا يعيشون في الداخل السوري او خارج البلاد في الاجتماع الذي اطلق عليه “مؤتمر المعارضة السورية من اجل الحل السياسي في سوريا” بينهم اعضاء في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” يحضرون بصفتهم الشخصية.
وقال شكري ان “سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى وسيطرة التيارات الارهابية المسلحة على معظم الاراضي السورية هو امر يهدد مستقبل المنطقة برمتها ولا يمكن السكوت عليه”. واعتبر ان “وجود تصور سوري سياسي خالص للحل السياسي اهم الان من اي وقت مضى”. وذكَر بان “الحراك السوري في اذار 2011 انطلق حراكا سلميا الا ان النهج الامني العنيف وعدم ادراك طبيعة المرحلة، اديا الى ازدياد حدة الاحتجاجات”. واوضح انه بعد ذلك “زادت التدخلات الخارجية في الشان السوري بصورة غير مسبوقة وسمح لليميليشيات والمقاتلين الاجانب والسلاح بالعبور الى لجانب السوري للقتال في صف طرف او آخر وقضي على الحراك السلمي”. وشدد على ان سوريا تحولت ساحة “صراع مسلح بالوكالة” وباتت اجزاء من الاراضي السورية “ملاذا امنا للارهابيين”.
العربي
وقال العربي “ان تفاقم الازمة السورية وتزايد تداعياتها الاقليمية والدولية يفرضان علينا جميعا اعادة النظر في ما اتخذ من اجراءات في هذا الملف بعدما ادرك الجميع عدم امكان الحسم العسكري”. وحمل “النظام السوري المسؤولية الكاملة عما آلت اليه الامور وتصميمه على المضي في الحل العسكري”، مشددا على ان “الحل في سوريا يجب ان يكون سوريا سلميا وبارادة سورية حرة”.
وقال رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية للتغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم على هامش اجتماع القاهرة: “اننا نسعى الى الخروج بوثيقة سياسية وخريطة طريق للحل تتضمن مبادئ تنسيق جهود المعارضة باطرافها كافة”.
النظام السوري يدخل العناية الفائقة… والأسد يبحث عن مكان يفر إليه؟المصدر: النهار
باريس – سمير تويني
دخل نظام الرئيس الاسد العناية الفائقة حتى ان درجة التشكيك في مستقبله داخل طائفته والأوساط القريبة منه اكبر من اي وقت مضى، بعد الخسائر التي مني بها في وسط سوريا على يد داعش وفي شمالها على يد “جيش الفتح” وفي جنوبها على يد الجيش السوري الحر.
وتشير مصادر ديبلوماسية إلى انه خلال اجتماع ضيق في باريس بشأن الوضع في سوريا، على هامش الاجتماع المصغّر للتحالف لمحاربة داعش، شاركت فيه دول خليجية بحثت خطة لمرحلة انتقالية في سوريا عن شخصية علوية معتدلة تكون مقبولة من المعارضة السورية لإدارة حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات، ويبدو حسب هذه المصادر ان هناك اقتناعًا بأنه حان الوقت لتنحّي الاسد وانتقاله الى دولة لم توقع اتفاقية روما حول محكمة العدل الدولية.
وشهدت سوريا في الأسابيع الماضية تدهورًا ملحوظًا بعد سقوط مدينة تدمر على يد تنظيم”داعش” الذي يسيطر على نصف سوريا تقريبا والمناطق الحدودية والمعابر بين العراق وسوريا والأردن وسوريا ومطارات العسكرية في الصحراء.
اما في شمال غرب سوريا فسجل “جيش الفتح” انتصارات على النظام السوري في منطقة أدلب حتى ان المعارضة السورية أصبحت تهدد مناطق اللاذقية، وهي معقل النظام الأسدي. وهذا يعود الى التحولات في السياسة الإقليمية والتعاون بين السعودية وتركيا وقطر بهدف إسقاط الاسد وقد أدى هذا التعاون الى تقديم سلاح متطور الى الثوار.
وتشير هذه المصادر إلى ان دولاً خليجية طالبت بأن يبدأ التنسيق العسكري والسياسي مع تنظيم “النصرة” بالرغم من إدراجه على لوائح المنظمات الارهابية ، بغية تشكيل قوة عسكرية موحدة قادرة على مجابهة النظام السوري وتنظيم” داعش”، وهذا ما حصل مساء الأحد الماضي حين اغارت طائرات الائتلاف على مواقع لداعش في شمال سوريا لمساندة “جيش الفتح.”
ودعا تدهور الوضع العسكري حلفاء النظام السوري “حزب الله” وايران الى إرسال المزيد من المقاتلين لحماية العاصمة دمشق من تهديد داعش والثوار السوريين، ما ادى الى تململ داخل الطائفة الشيعية اللبنانية ، خاصة بعد ارتفاع عدد القتلى في صفوف مقاتلي “حزب الله” في معركة القلمون ورفض ابناء الطائفة التجنيد للقتال داخل سوريا نتيجة ذلك.
ومن ناحية اخرى ، يُعرّض هذا الوضع الخطير الذي وصل اليه النظام، الطائفة العلوية الى ضغوطات ومخاوف كبيرة حول مستقبلها ومصيرها في حال سقوط مناطقها بيد المقاتلين الإسلاميين المتطرفين. والمذنب طبعًا هو الرئيس بشار الاسد المتّهم بتدمير البلاد ، وبما وصلت اليه الطائفة العلوية المعرضة الى خطر وجودي من نتائج اشتباكها مع التنظيمات المتطرفة.
كما أن حلفاء النظام يخشون اللحظة التي ستفتح فيها سجلات نظام الاسد، وتعرّض هذا النظام منذ ١٩٨٠ الى الذين اشتبهوا بكونهم نشطاء داخل المعارضة السورية والاخوان المسلمين. وهذا بالطبع سيزيد من النقمة والانتقام داخل الأغلبية السنّية بشكل عام والمتطرفين بشكل خاص.
وبدأ تسجيل هجرة علوية الى مناطقهم في شمال غرب سوريا، كما نمت الشكوك بين ابناء الطائفة حيث يتم القضاء على الذين يشتبه بتعاونهم مع الثوار. وهناك مخاوف من إبادة داخل الطائفة الدرزية التي تعاونت مع النظام السوري ، وصدرت عن مراجع روحية درزية مؤخراً دعوات الى عدم الاتكال على الجيش السوري الذي لم يعد بإمكانه حماية المناطق الدرزية جنوب سوريا والاتكال على نفسها لحماية ابنائها.
حتى ان بعض المصادر تفيد ان الرئيس الاسد فقد ثقته بالفريق الذي يؤمّن حمايته الشخصية واستبدله بإيرانيين تابعين للحرس الثوري .
وأكدت مصادر ديبلوماسية مؤخراً انه يتم البحث عن مكان يمكن ان يفر اليه الاسد ، غير مرتبط باتفاقية روما حول محكمة العدل الدولية لخوفه من امكانية محاكمته بعد عزوفه، بتهم ارتكابه جرائم حرب. ويتم البحث حول دولة يمكنها استقبال الاسد وعائلته كروسيا وايران حيث هناك أصدقاء وحلفاء ، وسويسرا حيث تكمن الموارد المالية لعائلة الاسد التي ستؤمن له البقاء لمدة طويلة في المنفى.
والسؤال الذي يبقى مطروحًا هو في حال غادر الاسد هل ستنتهي المشاكل في سوريا؟ بالطبع وفي حال عدم التوصل الى توافق بين جميع مكونات الشعب السوري وتشكيل حكومة ائتلافية على أنقاض النظام والمعارضة السورية، فستستمر الحرب لأن بشار الاسد هو جزء من المشكلة وستترك الحرب التي أرادها خليطا قاتلا من التنظيمات، التي ستتقاتل فيما بينها حتى انتصار فريق على آخر. وبين هذه التنظيمات مقاتلين تابعين لإيران، ومن المفترض ان تبقى هذه القوة كي تحرص على المصالح الايرانية في المنطقة . وقد تتمركز هذه التنظيمات ومنها ” حزب الله ” على المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا.
ويبدو حسب مصادر ديبلوماسية ان نظام الرئيس الاسد اصبح من الماضي، وانه يجري البحث حول كيفية تأمين العملية الانتقالية بأقل أضرار ممكنة باختيار افضل شخصية سورية لترأس الحكومة الانتقالية التي ستنقل اليها جميع صلاحيات الرئيس الاسد، بانتظار قيام انتخابات وحكم ديمقراطي. وسيتم تسريع هذه العملية بعد توقيع الاتفاق حول النووي الايراني بين دول مجموعة خمسة زائد واحد وألمانيا وايران.
معارضون يشكّلون ائتلافاً جديداً.. للتفاوض
القاهرة: أزمة سوريا أصبحت تهدّد كل المنطقة
بدأ معارضون سوريون، اجتماعاً في القاهرة أمس، يهدف إلى الإطاحة بـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض واستبداله بتجمع آخر، كمقدمة للتفاوض مع النظام السوري لوقف الحرب المستعرة في البلاد.
وحذر وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في افتتاح الاجتماع من التداعيات الإقليمية والدولية لاستمرار النزاع في سوريا. ويشارك 150 معارضاً، بينهم أعضاء في «الائتلاف» يحضرون بصفتهم الشخصية، في الاجتماع، الذي أطلق عليه «المؤتمر الوطني الديموقراطي السوري».
وأكد العربي، من جهته، أن «تفاقم الأزمة السورية، وتزايد تداعياتها الإقليمية والدولية، يفرضان علينا جميعاً إعادة النظر في ما اتخذ من إجراءات في هذا الملف، بعد أن أدرك الجميع عدم إمكانية الحسم العسكري»، محملاً السلطات السورية مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في البلد، ومشددا على أن «الحل في سوريا يجب أن يكون سورياً سلمياً، وبإرادة سورية حرة».
وقال شكري إن «سيطرة الطائفية، وانتشار الفوضى، وسيطرة التيارات الإرهابية المسلحة على معظم الأراضي السورية أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها، ولا يمكن السكوت عليه»، معتبراً أن «وجود تصور سوري سياسي خالص للحل السياسي أهم الآن من أي وقت مضى». واعتبر أن سوريا تحولت إلى ساحة «صراع مسلح بالوكالة»، وأصبحت أجزاء من أراضيها «ملاذاً آمناً للإرهابيين».
وأكد شكري أن استضافة القاهرة لهذا المؤتمر جاءت بناء على طلب «بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية»، مشددا على أن القاهرة «لم ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، فمصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً على استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب».
وأكد شكري أن «بيان جنيف أساس الحل للأزمة السورية»، مشيراً إلى أن مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة يهدف إلى بناء دولة تعددية.
وكان المعارض السوري هيثم مناع قال، لوكالة «فرانس برس» في أيار الماضي، إن التجمع «مختلف كليا» عن «الائتلاف»، موضحاً أن المجتمعين سيتبنون «ميثاقاً وطنياً سوريا». وأعلن ان التجمع الجديد سيكون مستعدا «للتفاوض مع فريق (الرئيس السوري بشار) الأسد، وكل المواضيع ستكون مطروحة، بما فيها مصير الرئيس».
(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب)
أوباما يعين الموفد الأمريكي إلى سوريا سفيرا في تونس
واشنطن- (أ ف ب): عين الرئيس الامريكي باراك أوباما الاثنين موفد الولايات المتحدة إلى سوريا دانيال روبنشتاين سفيرا في تونس، في مؤشر الى الاهمية الاستراتيجية المتنامية لهذا البلد في شمال افريقيا.
وسيغادر روبنشتاين منصبه ما ان تعين ادارة اوباما خلفا له. وهو يتولى هذا المنصب منذ اذار/ مارس 2014 بحسب ما اوضح البيت الابيض في بيان.
ويأتي هذا الاعلان بعد شهر من زيارة قام بها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لواشنطن وتزامنا مع اختتام قمة مجموعة السبع في المانيا.
وتونس التي تعتبر مهدا لما يسمى الربيع العربي في 2011 تمكنت من تجاوز هذه المرحلة المضطربة في شكل ديموقراطي ومستقر نسبيا.
والسبسي هو اول رئيس ينتخب ديموقراطيا في تونس منذ استقلال هذا البلد قبل نحو ستين عاما. وهو يواجه تحديات امنية عدة بسبب الفوضى التي تسود ليبيا المجاورة وبعد هجوم استهدف متحف باردو واسفر عن مقتل 21 سائحا.
وخلال استقباله الرئيس التونسي في ايار/ مايو، وصف اوباما تونس بانها “حليف رئيسي غير عضو في الحلف الاطلسي”، الامر الذي سيترجم بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
موقع القوات البرية الأمريكية يتعرض للقرصنة من جانب الجيش السوري الالكتروني
واشنطن- (أ ف ب): أعلنت القوات البرية الامريكية الاثنين انها اغلقت موقعها الالكتروني في شكل مؤقت أمام الجمهور بعد تعرضه لعملية قرصنة تبناها عبر موقع تويتر “الجيش السوري الالكتروني” الداعم للرئيس بشار الأسد.
وقالت القوات البرية في بيان انها عمدت إلى “اتخاذ الاجراءات الوقائية المناسبة للتأكد من عدم سرقة معطيات للجيش عبر اغلاق موقعها الالكتروني موقتا”، وذلك بعدما تبين لها ان محتوى الموقع لم يتعرض “لأي ضرر”.
وحتى الساعة 21,30 ت غ الاثنين، كان دخول الموقع لا يزال متعذرا.
وتم تبني الهجوم عبر حساب على موقع تويتر يعود إلى ما يسمى “الجيش السوري الالكتروني”.
وسبق ان شن “الجيش السوري الالكتروني” المؤيد للرئيس السوري هجمات على مواقع الكترونية لصحف في مختلف انحاء العالم، بينها صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
وتعرض لهجمات مماثلة حساب خدمة الصور في وكالة فرانس برس على موقع تويتر، اضافة الى الشبكة الاجتماعية لكل من البي بي سي وقناة الجزيرة وصحيفتي فايننشل تايمز والغارديان.
وقال “الجيش السوري الالكتروني” عبر تويتر ان القراصنة نشروا على موقع القوات البرية الامريكية رسالة تندد على ما يبدو ببرنامج الحكومة الامريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.
وكتبت هذه الرسالة بلغة انكليزية غير واضحة.
سوريا: مقتل أكثر من 50 مدنياً في قصف جوي للنظام على ساحة محتشدة بالناس
قوات التحالف الدولي تقتل عائلة من سبعة أفراد
■ عواصم ـ وكالات: قتل أكثر من 50 مدنياً سورياً وأصيب نحو 120 آخرين بجروح، امس الاثنين، جراء قصف شنّه طيران النظام السوري على بلدة «الجانودية» بريف محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وقال رائد الصالح رئيس «هيئة الدفاع المدني في سوريا» (تعرّف نفسها على أنها مستقلة وتعمل فرقها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام)، إن أكثر من 50 مدنياً قتلوا وأصيب أكثر من 117 آخرين بجروح، جراء قصف شنّه طيران النظام بصاروخين فراغيين على الساحة العامة في بلدة الجانودية غرب مدينة إدلب، والقريبة من مدينة جسر الشغور التي سيطر عليها «جيش الفتح» التابع للمعارضة قبل نحو شهرين.
ورجّح الصالح ارتفاع حصيلة قتلى القصف «نظرا لخطورة الإصابات بين صفوف الجرحى»، لافتاً إلى أن 7 جثث على الأقل من بين القتلى لم يتم التعرف على هوية أصحابها نتيجة تحولها إلى أشلاء جراء شدة انفجار الصاروخين الفراغيين.
وأشار إلى أنه لا يزال هنالك عمليات بحث عن جثث وجرحى تحت الأنقاض (حتى الساعة 13تغ) نتيجة كثرة المباني المتضررة واتساع مساحة المنطقة التي تعرضت للدمار نتيجة للقصف.
جاء ذلك فيما قتلت عائلة مؤلفة من سبعة أفراد بينهم خمسة أطفال، في غارات للتحالف الدولي ليل الأحد الاثنين على شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد الى ارتفاع حصيلة القتلى بين المدنيين الى 148 نتيجة الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة أمريكية مستهدفا تجمعات ومواقع للجهاديين في سوريا منذ ايلول/سبتمبر .
وقال المرصد في بريد الكتروني إنه «تمكن من توثيق استشهاد عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص، جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على قرية دالي حسن الواقعة قرب بلدة صرين في ريف حلب الشمالي الشرقي». واوضح أن العائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة.
وأضاف «يرتفع بذلك إلى 148 بينهم 48 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، عدد المواطنين السوريين المدنيين الذين استشهدوا جراء غارات طائرات التحالف على منـاطــق» في محافظات الحسكة (شـمــال شرق) ودير الزور (شرق) والــرقــة وحـلــب (شمال) وإدلب (شمـال غرب) منذ 23 أيلول/سبتمبر.
الملك سلمان يبحث عن تضامن سني ضد طهران ودبلوماسيون يصفون صعود إبنه بالمتسرع وأمراء يتساءلون عن كلفة حرب اليمن
السفير السعودي في لندن: كل الخيارات مطروحة على الطاولة ونريد اتفاقا يمنع إيران من مواصلة دورها التخريبي
من إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: منذ إنشائها قبل 85 عاما كانت لدى السعودية سمعة الدولة التي لا تريد المواجهة مع جيرانها. فخلال الحرب الطويلة بين إيران والعراق في الثمانينيات من القرن الماضي حاول السعوديون الحفاظ على الحيادية رغم تعاطف الرياض مع السنة العراقيين أكثر من الشيعة المتشددين الذين يديرون إيران. وفي السياق نفسه كانت مشاركة السعودية في حرب الخليج لتحرير الكويت في أقل الحدود كما رفضت الرياض وبشدة المشاركة في غزو العراق عام 2003.
وفي الصراعات الأخرى التي تؤثر على المنطقة مثل الانتفاضة الفلسطسينية فضل السعوديون استخدام ثروتهم لدعم الحلفاء العرب بدلا من التدخل مباشرة في النزاع. وفي هذا العام جاء التدخل الدرامي السعودي في الدولة الجارة إيران حيث قامت الطائرات السعودية بالتدخل في نزاع مر تدعم فيه إيران الجماعة الحوثية المتمردة.
وبرزت السعودية كقوة عسكرية مهيمنة في المنطقة. وتفوقت السعودية في السنوات الماضية على لندن من ناحية شراء الاٍسلحة حيث جاءت في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين بميزانية للدفاع وصلت إلى 37 مليار جنيه استرليني تقريبا مقارنة مع بريطانيا التي لم تتجاوز ميزانيتها عن 34 مليار دولار.
وفي الحملة العسكرية التي تشنها السعودية على اليمن فقد حشدت فيه 150.000 جندي على الحدود مع اليمن فيما قامت المقاتلات السعودية بشن آلاف الطلعات الجوية. وفي ظل تزايد المخاوف من الملف النووي الإيراني عبر السعوديون عن مخاوفهم وأثاروا إمكانية الدخول في سباق نووي معها كما تشي تصريحات الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير الرياض في لندن.
ولكن قبل نقل ما قاله السفير يثار تساؤل عن التغيرات في الموقف السعودي من مشاكل المنطقة وحالة الحزم في مواقفها إن في سوريا أو العراق واليمن ومن الملف النووي. يقف وراء هذا الملك سلمان بن عبدالعزيز.
تحولات السياسة
فعندما وصل الملك سلمان للحكم في كانون الثاني/يناير بداية هذا العام لم يتوقع الكثيرون تغيرا في الحياة السعودية ولا مواقف البلد الخارجية. إلا أن العاهل السعودي البالغ من العمر 79 عاما والذي قيل أنه مريض أصبح كما تصفه صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها نشرته الأسبوع الماضي بـ «الرجل الذي يهز الشرق الأوسط» والسبب كما تقول هو أن الملك سلمان الذي حكم إمارة الرياض لعقود طويلة كان إداريا ناجحا وهو ما أسهم في قدرته على اتخاذ قرارات غيرت شكل السعودية ومواقفها الخارجية والسياسة الداخلية، خاصة مسألة الحكم. فقد أعلن الملك عن حملته في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وزاد من الدعم العسكري للثورة السورية.
ويرى محللون أن هدف الملك سلمان هو حماية مصالح السنة ضد التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة. وكما يقول نواف عبيد المستشار السابق للعائلة السعودية والزميل الباحث في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد «هذه هي لحظة السعودية في المنطقة».
ويضيف عبيد إن حلفاء السعودية العرب يرون فيها أكثر دولة مستقرة في وقت تعاني فيه مصر من أزمات داخلية. وعندما التقى عبيد سلمان قبل توليه العرش بسنوات أخبره «إن لم نؤكد أنفسنا فسيقوم طرف آخر بفعل الأمر لنا».
ويقول عبيد «كان رأي الملك سلمان هو أن نقوم بتشكيل الواقع حولنا بدلا من أن نتشكل بناء عليه». ولهذا فإن ما يدفع السعودية لتشكيل الأوضاع هو ما تراه عدوانية إيران التي تحصل على دعم من الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا.
ولعل الدور الإيراني في اليمن ودعمها للحوثيين هو ما دفع الملك سلمان لشن غارات جوية ضمن تحالف دولي على مواقع الحوثيين والموالين لعلي عبدالله صالح.
ورغم مرور أكثر من شهرين إلا أن الحملة لا تزال مستمرة ولم يتم وقف تقدم الحوثيين أو إعادة الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء.
ويأتي التحول السعودي في وقت ظلت فيه الرياض ودول الخليج الأخرى تعتمد على الولايات المتحدة في تقديم الحماية لها. وهناك مخاوف من تخلي واشنطن عن حلفائها التقليديين في المنطقة مقابل الحصول على اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي. ففي نيسان/أبريل وقعت الولايات المتحدة مع مجموعة 5+1 اتفاقا مبدئيا مع إيران للتوصل لاتفاق نهائي في الشهر الحالي يوقف نشاطات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
ويقول فهد ناظر، المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية في واشنطن «إن قدرة إيران على الاستفادة من الاضطرابات بالمنطقة وتوسيع تأثيرها في العالم العربي أجبرا السعودية على اتخاذ مواقف حازمة» وأضاف أن التقارب الأمريكي – الإيراني أسهما بدون شك للوضع المستعجل في السياسة الخارجية السعودية.
وكان الملك سلمان قد عين أميرا لإمارة الرياض في الستينيات من القرن الماضي وبقي حاكمها مدة 60 عاما وراقب تطورها من بلدة صحراوية إلى مدينة حديثة يعيش فيها 7 ملايين نسمة. ويقال إن الملك سلمان بنى سمعة كإداري لا يتسامح مع الفساد في مشاريع تطوير البنية التحتية وكرجل مصالحة بين أبناء العائلة السعودي. ويقول ناظر إن عمله كأمير ركز على تحقيق مصالح السكان ومقابلتهم وجها لوجه.
حملة اليمن
ومنذ صعوده للسلطة صور الإعلام الملك سلمان كرجل متواضع وحازم في الوقت نفسه وكما يقول ناظر «لا تزال العملية في اليمن تحظى بشعبية» وقادت كما يقول إلى زيادة في المشاعر والعواطف الوطنية بين مواطني المملكة.
وبالإضافة للحملة على اليمن أجرى الملك سلمان تغييرا في سلم الخلافة وعين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد ونجله الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد ووزيرا للدفاع حيث يقود الحملة على اليمن. ويرى ناظر أن «إرث الملك سلمان قد تحدد».
ورغم صعود الجيل الجديد من أبناء العائلة لرأس القيادة إلا أن هذا لا يعني تغيرا في السياسات وتوجها نحو الليبرالية.
فقد عزز الملك سلمان من سلطته الدينية من خلال تعيين مسؤول جديد محافظ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر.
وفي الوقت الذي تظهر بصمات الملك سلمان على السياسة الخارجية إلا أنه لا يستطيع تغيير دينامية علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، ولكن ما يهم في الأمر هو أن الملك سلمان يريد كما يقول عبيد رغبته في تشكيل سياسات السعودية ولكن ليس بناء على قرارات متسرعة قد تؤثر على علاقات السعودية مع واشنطن.
السفير السعودي
وفي هذا السياق يعكس تصريحات السفير محمد بن نواف بن عبد العزيز مخاوف المملكة من التقارب النووي الأمريكي- الإيراني ودور طهران المتزايد في شؤون المنطقة. ففي مقابلة أجراها محرر الشؤون العسكرية في صحيفة «دايلي تلغراف» كون غوكلين مع السفير الذي أكد ان «كل الخيارات مطروحة على الطاولة» حال فشلت إيران التوصل إلى حل يتعلق بنشاطاتها النووية مع الولايات المتحدة.
وقال الأميرمحمد بن نواف إن المملكة تمسكت خلال السنوات الماضية بسياسة الملك فهد التي قامت على تطوير السلاح النووي وامتلاكه.
لكن الوضع تغير عندما «كشف عن قيام إيران بمواصلة سياسة قد تقود إلى برامج لصناعة أسلحة الدمار الشامل»، وهو «ما أدى لتغيير كل النظرة في المنطقة».
وأضاف كوغلين أن السعودية تأمل مثل بقية الدول العربية أن يقدم الرئيس باراك أوباما تطمينات من عدم قيام إيران بمواصلة نشاطاتها النووية في الاتفاق الذي قد يكتمل في نهاية الشهر الحالي. وقال الأمير محمد بن نواف «طالما عبرنا عن دعمنا لحل الملف النووي الإيراني بطريقة دبلوماسية ومن خلال المفاوضات».
وثمن السفير جهود الرئيس الأمريكي «في هذا المجال طالما لم تعط إيران رخصة لمواصلة سياساتها التدميرية في المنطقة.
ولكن الأدلة تقول عكس هذا». ومن المتوقع أن تنتهي المفاوضات بين إيران ومجموعة الخمسة+واحد في نهاية هذا الشهر.
ويحاول المفاوضون الضغط على إيران تجميد دورة تخصيب اليورانيوم والتي يمكن استخدامها لتصنيع رؤوس نووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها والتي شلت الاقتصاد الإيراني.
ورغم المحاولات التي مضى عليها عقد من الزمان لحل أزمة الملف النووي إلا أن إيران لم تقدم اية تنازلات بشأن ملفها النووي. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في الأسبوع الماضي أن إيران زادت من وقودها النووي بنسبة 20% في الأشهر الثمانية عشرة الماضية.
وهو ما يجعل من جهود الولايات المتحدة لا قيمة لها وأن إيران قد جمدت مشروعها أثناء المحادثات النووية.
وهو ما أدى إلى زيادة مخاوف السعودية وبقية دول الخليج من أن أوباما مهتم بشكل كبير بتوقيع اتفاق مع إيران أكثر من وقوفه مع حلفائه من التقليديين في المنطقة.
ويرى الأمير محمد بن نواف أهمية الخروج باتفاق تلتزم فيه إيران بعدم انتاج سلاح نووي «نأمل أن نتلقى تطمينات تضمن عدم انتاج إيران أسلحة نووية من أي نوع» و»إن لم يحدث فكل الخيارات موضوعة على الطاولة».
وأضاف السفير أن «المشروع النووي الإيراني يمثل تهديدا مباشرا على كل المنطقة ويعتبر مصدرا محفزا لانتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط بما فيه إسرائيل».
تعاون مع باكستان
وتعتقد وكالات الإستخباراتية الغربية أن السعودية دفعت 60% من مشروع باكستان النووي مقابل شراء المملكة رؤوسا نووية.
وأي فشل من جانب إيران لتزويد الضمانات الضرورية بنهاية الشهر الحالي قد تدفع السعوديين لتفعيل الإتفاق مع باكستان والدخول في حلبة السباق النووي بشكل يجعل السعودية أول دولة عربية تحصل على السلاح النووي.
وفي حالة حصوله فالدول الأخرى في المنطقة مثل مصر وتركيا قد تحاولان تقليد السعودية مما سيفتح المجال أمام سباق نووي في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن تعليقات السفير السعودي يجب أن تكون تحذيرا لقادة مجموعة الدول السبع التي بدأت اجتماعاتها هذا الأسبوع في ألمانيا. فمن منظور السعودية، فالرياض لديها الحق في القلق من منظور امتلاك إيران السلاح النووي خاصة في ظل دعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال السفير السعوي «المتمردون الحوثيون الذين يلقون الدعم من إيران خططوا للسيطرة على صنعاء ومن ثم حاولوا السيطرة على عدن».
و»السبب الذي جعل من الغارات الجوية ضرورية كان لوقف تقدمهم وفتح المجال أمام الحل السياسي». ويقول الأمير محمد من بن نواف «كل الأدلة تدعم حقيقة أن إيران تستخدم الحوثيين كولاء لها لتحويل اليمن لنقطة انطلاق لتحقيق وهم الهيمنة في العالم العربي». وفي اتجاه آخر أكد السفير ان السعودية لا خطط لها بالهيمنة على المنطقة وقال «ليس لدى السعودية طموحات مماثلة في المنطقة كما لدى الغير» في إشارة إلى إيران «وكل ما نهتم به هو الحفاظ على الاستقرار والأمن للعالمين العربي والإسلامي».
وبعيدا عن هموم إيران يثير صعود الأمير محمد بن سلمان السريع للسلطة تساؤلات حول كفاءته وأثر قرارات الملك بشأن نجله على مستقبل المملكة.
الأمير محمد بن سلمان
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن الأمير محمد لم يكن معروفا قبل أربعة أشهر فقد كان كأي أمير من الأمراء.
ونشأ في ظل ثلاثة من أشقائه الذين يعتبرون من أكثر الأمراء الذين حققوا إنجازت في المملكة، أول رائد فضاء عربي، وآخر متخرج من جامعة أكسفورد عمل زميل بحث في جامعة جورج تاون وثالث يعمل نائبا لوزير النفط.
ولكن الأمير محمد أكبر أبناء الملك من زوجته الثالثة يعتبر نجما صاعدا. ومنذ وصول والده إلى الحكم جمع بين يديه سلطات أكثر من أي أمير من قبل. ويستخدم الأمير محمد بن سلمان دوره الجديد لتأكيد موقف السعودية الحازم خاصة في اليمن.
ويشرف الأمير على شركة النفط السعودية وعلى البلاط الملكي ومجلس الشؤون الاقتصادية، إضافة لمنصب وزير الدفاع. وفوق كل هذا عينه والده وليا لولي العهد متجاوزا في هذا عددا من الأمراء ممن هم أكبر منه.
وترى الصحيفة أن صعود الأمير إلى السلطة جاء في وقت تعيش فيه السعودية سلسلة من التحديات والدفاع عن مصالحها في المنطقة ومواجهة منافستها إيران.
وتقوم المملكة بدعم وتمويل كل من الأردن ومصر وتدعم البحرين، كما وزادت من دعمها للثورة السورية. وزادت من ميزانية الدفاع.
ويعلق فورد فريكر، مدير مجلس سياسات الشرق الأوسط والسفير السابق في السعودية أن الملك وضع الأمير أمام منحنى صعب وعلى ما يبدو فهو مقتنع ـ أي الملك ـ أن الأمير هو أهل للتحدي.
ولكن دبلوماسيين غربيين يرون أن قرار الملك «متسرع» و»مندفع». وفي مقابلة مع أميرين من أبناء العائلة المالكة عبرا عن شكوكهما في قدرات الأمير محمد بن سلمان. وتساءل الأميران عن كلفة ومنافع الحرب في اليمن.
وكان الرئيس أوباما قد التقى الأميرين محمد بن نايف ولي العهد ومحمد بن سلمان حيث وصف الأخير «بالعارف والذكي» وأكبر من عمره كما قال أوباما.
ويرى خبراء في شؤون السعودية في أن تعزيز السلطات في فرع واحد من فروع العائلة المالكة يعتبر تحولا في تقاليد العائلة المالكة التي تتوزع فيها السلطة. ففي الماضي تم توزيع الأمراء على البلاط الملكي والأمن والحرس الوطني، فيما تركت وزارتي النفط والمالية في أيد محايدة ومن التكنوقراط خارج العائلة.
ولكن الملك سلمان خرج عن القاعدة وغير طبيعة الحكم حيث راكم سلطات واسعة في يد ابنه. ويتوقع أن يسيطر الأمير محمد على الحرس الوطني من ابن عمه متعب بن عبدالله بحسب ما نقلته الصحيفة عن مساعد للأمير متعب.
وحالة حدث هذا فسيتم دمج الحرس الوطني في وزارة الدفاع ويغير بالضرورة مستوى القوة داخل العائلة. وتشير الصحيفة إلى أن أخوة الأمير محمد من زوجة الملك الأولى سلطانة بنت تركي السديري التي توفيت عام 2011 لديهم مؤهلات عالية.
فالأمير سلطان (58 عاما) العقيد السابق في الجيش ورائد الفضاء عام 1985 يشرف الآن على دائرة الآثار والسياحة، أما الأمير عبدالعزيز فهو نائب وزير النفط ويعمل الأمير فيصل بن سلمان الذي تخرج من أوكسفورد وعمل بجامعة جورج تاون أميرا للمدينة وانشأ شركة «جدوى» للاستثمار.
ومقارنة منجز إخوته يحمل الأمير محمد بكالوريس من جامعة الملك سعود في الرياض. ولكن ما يميز الأمير محمد أنه نجل الملك البكر من زوجته الثالثة فهدة بنت فهد بن سلطان التي عملت الكثير من أجل تعزيز موقعه كخليفة لوالده كما يقول بعض الدبلوماسيين الغربيين وأمراء في العائلة «هو ابنها الأكبر» كما يقول مقرب وبالنسبة لها «فهو صانع المجد». ويقول آخر أن الامير كان يعمل على بناء مستقبل له في الحكومة منذ نعومة أظفاره «وكان مهتما بصورته» وظل إلى جانب والده، وأصبح مستشارا له عندما كان أميرا للرياض. ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم لم يروه في الماضي ولا يعرفون الكثير عنه.
وتشير بعض المعلومات عنه أنه رجل صنع نفسه ولديه مصالح تجارية ويحب التزلج على الماء ويحب استخدام آي فون ومنتجات أبل الأخرى ولديه غرام باليابان، وعندما تزوج أخذ زوجته في رحلة شهر عسل إلى هناك استمرت شهرين.
ورغم أن الكثير من السعوديين يترددون بانتقاد العائلة السعودية إلا أن الكثيرين منهم عبروا عن مخاوفهم من صعود الأمير السريع «هذه عائلة كبيرة يتنافس أفرادها للوصول إلى الحكم وجعل شاب في مركز الحكم ويتحكم به سيؤدي لخلق مشاكل» كما يقول أحد السعوديين وأضاف «نحن قلقون على المستقبل».
ويقول أبو فهد، سعودي آخر «أصبح «أبو العريف» ولكن ماذا يعرف؟ فهو لا يتجاوز الـ29 عاما».
النظام السوري يفرغ السويداء ومتحفها… وشيوخ الدروز يحذرون قائد الفرقة في المدينة ويعيدون السلاح الثقيل إلى مواقعه
هبة محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: اعترض شيوخ الكرامة الدروز في مدينة السويداء جنوب سوريا أمس، طريق ناقلات وأرتال عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة، والآليات، والدبابات، أثناء محاولة قوات النظام السوري إخراجها من المدينة إلى خارج المحافظة، ومنعوها من المغادرة، كردة فعل تحذيرية موجهة إلى قائد الفرقة في محافظة السويداء، الذي رفض استقبال مشيخة الكرامة لاحتواء الموقف، ووجه شيوخ الكرامة، أمرا للقائمين على عمليات الترحيل بالعودة بالآليات والأسلحة إلى مواقعها، لحماية المدنيين عند دخول «تنظيم الدولة» إلى المحافظة، الأمر الذي تم فعلا، وتم السماح لثلاثة دبابات فقط من الخروج، بهدف الصيانة، بعد التأكد من إعطابها.
وعلق أحد أبرز شيوخ الكرامة من دروز السويداء أبو فهد وحيد البلعوس في حادثة إفراغ المدينة من مؤسساتها العسكرية والمدنية والخدمية، كانسحاب مبدئي للنظام أمام تقدم «تنظيم الدولة» والذي بدأ بإفراغ متحف المدينة، ومخازن العرض من المقتنيات والتماثيل الثمينة، مرورا بإفراغ المصرف المركزي من العملة، وسحب مادة القمح من صوامعها، وليس انتهاء بسحب الأسلحة والعتاد، وقال البلعوس خلال زيارة قرية لاهثة الواقعة على طريق دمشق منذ يومين بتاريخ 5/6/2015 ، ونقل تصريحاته عدة مواقع لنشطاء سوريين، «ما حصل من اعتراض ناقلات الدبابات أثناء نقل السلاح الثقيل خارج محافظة السويداء، جاء ضرورة لا بد منها، وتعبيرا عن موقف مشايخ الكرامة الذي لا لبس فيه، الرافض السماح بإخراج الأسلحة من المحافظة، لأنها حق الشعب في الأمان، وأداتهم للدفاع عن أنفسهم ضد كل خطر، وأنه لم يأت دون مقدمات، بل جاء بعد إفراغ متحف المحافظة من آثاره الثمينة، دون أن يفعل المعنيون شيئا، ثم أفرغ البنك المركزي في المحافظة من العملة الصعبة، ولم يتحرك مشايخ الكرامة حينها، في انتظار أن يفعل أصحاب الأمر شيئا، لكنهم لم يفعلوا».
وتابع الشيخ البلعوس قائلا «نبهنا ولا زلنا ننبه عندما وصل الأمر إلى إفراغ السويداء من القمح، لكن لا حياة لمن تنادي، لكن أن يتم العمل على تفريغ المحافظة من السلاح، الذي يعود للجيش كما هو للشعب، فلا وألف لا، لن نقبل تحت أي ذريعةٍ كانت لسحب معدات الجيش من مواقعه في محافظة السويداء، والجبل جزء لا يتجزأ من الوطن».
وجاء تحرك النظام السوري وعمله على إفراغ مدينة السويداء، وتكرار سيناريو مدينة إدلب التي تحررت على يد كتائب المعارضة، ومدينة تدمر الأثرية التي سقطت بيد التنظيم، بعد اقتراب «تنظيم الدولة» من القرى الشرقية للسويداء في اللجاة (الشومرة- الشياح)، بالإضافة تمركزه في الخطوط المحاذية للسويداء من جهتها الشمالية الشرقية، في كل من بلدات بير قصب، والقصر، وتل اشهيب، وشنوان، ورجم الدولة، وتل دكوة، والموقع الأخير هو المكان الأغنى بمقومات الحياة الطبيعية وبعناصر التنظيم والأسلحة.
ورجحت مصادر ميدانية أن يكون ظهور «تنظيم الدولة» في منطقة اللجاة شرق حوران، مرده إلى رغبة التنظيم في تخفيف الضغط عن لواء شهداء اليرموك المقرب منه في درعا، في حين رأى آخرون أنها محاولة من «تنظيم الدولة» للسيطرة على الطريق الرئيسي شمال اللجاة، استكمالا لاستراتيجيته الرامية إلى حصار منطقة الغوطة الشرقية من جهة الجنوب وقطع خطوط الإمداد عنها، إضافة إلى سعيه لتأمين اتصال بري مع مجموعاته المنتشرة شمال شرقي محافظة السويداء.
قمة روحية مسيحية تدعو من دمشق إلى التعاون مع المسلمين لمواجهة «الفكر التكفيري»
دمشق ـ ا ف ب: دعت قمة روحية مسيحية عقدت الاثنين في دمشق المسيحيين في الشرق إلى «الانفتاح» على المسلمين وإقامة «اطيب العلاقات» معهم من أجل مواجهة «الفكر التكفيري وتعميم ثقافة السلام».
وشارك في اللقاء الذي دعا اليه بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قادما من لبنان حيث ينقسم المسيحيون حول النزاع في سوريا بين مؤيد للنظام ومعارض له. وتوجه البيان الختامي للقمة إلى المسيحيين بالقول «ندعوكم أيها الأحباء أن تواظبوا على أطيب العلاقات مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن والمصير، الذين نعيش معهم في هذه الأرض والذين نتقاسم وإياهم في هذه الأيام ويلات العنف والإرهاب الناتجين عن الفكر التكفيري وعبثية الحروب التي تؤججها مصالح الكبار مستخدمة تفسيرا مغلوطا للدين».
وأضاف «شركاؤنا هؤلاء يشعرون بوجعكم ويتألمون لآلامكم. وهم يعملون مع مرجعياتهم الدينية والفقهية، لاستئصال جذور الفكر التكفيري الذي حصد ولا يزال يحصد في كل مرحلة عشرات الألوف من البشر».
وتابع «نحن معهم، وبإخلاص الشريك الوفي، نرفع الصوت ونعلن أنه حان الوقت لمواجهة الفكر التكفيري وتجفيف منابعه من خلال تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام وحرية المعتقد». كما اوصى البيان بالحفاظ على «التعددية بكل ما فيها من غنى». وطالب البطاركة العالم «بالعمل الجدي على إيجاد حل سياسي للحرب العبثية التي تعصف بسوريا، حل يضمن إحلال السلام وعودة المخطوفين والمهجرين والنازحين وحق الشعب السوري بتقرير مصيره بحرية تامة وبعيدا عن كل تدخل خارجي».
وشارك في اللقاء، بالإضافة إلى يازجي والراعي، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم اغناطيوس أفرام الثاني كريم وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وغيرهم من رؤساء الكنائس. وكان يازجي قال في كلمة في بداية اللقاء ان «المسيحية وغيرها من أصوات الاعتدال والاقليات والاكثريات تدفع ضريبة غالية من التهجير والارهاب والتكفير».
وأضاف ان المسيحيين «امام سؤال مصيري» يتعلق بالرحيل عن الارض، مضيفا «ان جوابنا اننا باقون والشدة إلى زوال عاجلا أم آجلا».
وقال الراعي من جهته في كلمة نقل التلفزيون السوري الرسمي جزءا منها، ان «المهم هو كيف نحافظ» على المسيحيين «ونشجعهم على ان يحافظوا على أراضيهم وبيوتهم والا يسارعوا إلى الذهاب ونقول لهم الأرض باقية والدول تتغير».
ويشكل المسيحيون 5% من إجمالي عدد السكان في سوريا، لكن عددا كبيرا منهم نزح منذ بدء النزاع وتصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية.
وتعرض عدد من رجال الدين المسيحيين خلال النزاع للقتل، كما خطف آخرون أبرزهم مطرانا حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي وللسريان الارثوذكس يوحنا إبراهيم اللذان فقدا في نيسان/ابريل 2013، ولا يزال مصيرهما مجهولا.
أمير جبهة النصرة في جرود عرسال ولن يخرج منها إلا منتصراً أو في تابوت
عسكريان محتجزان ظهرا يحملان رشاشات حربية بمواجهة حزب الله
بيروت ـ «القدس العربي»: فيما المعارك مستمرة في جرود عرسال ووسط الحديث عن سيطرة حزب الله على تلال جديدة ومساحات واسعة في الجرود، نقلت قناة «المنار» التابعة لحزب الله عن بعض الشهود ان امير جبهة النصرة في القلمون ابو مالك التلي هرب الى عرسال، حيث قام مصطفى الحجيري «ابو طاقية» بإحتضانه في منزله. غير أن الشيخ مصطفى الحجيري سرعان ما أكد «أن أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي حضر اللقاء امس مع عائلة العسكري المخطوف جورج خوري، وقال أبو مالك التلي أنه موجود في الجرود وليس في عرسال ولن يخرج من هذه الجبال إلا منتصراً أو في تابوت.» وشدد التلي على أنه سيقاتل حتى آخر مجاهد ولن يدخل عرسال تحت أي ظرف من الظروف ولن يسمح بمعركة فيها».
وكانت معلومات صحافية ذكرت نقلا من مصادر سورية في عرسال أن أبو مالك التلي دخل إلى بلدة عرسال متسللا قبل يومين بمرافقة اثنين من أبرز قادة التنظيم، أحدهما المدعو «أبو صهيب» الذي كان يتولى إدارة ملف المفاوضات في ملف العسكريين المخطوفين.
وأفيد أن استخبارات الجيش حصلت على معطيات تمكنت بموجبها من تحديد أحد الأماكن التي لجأ إليها أحد قياديي «النصرة» داخل عرسال. غير أن هذه المعلومات نفتها مصادر مقربة من «النصرة»، مؤكدة أن «الشيخ لا يزال في الجرود يقود المعارك».
وتأتي هذه المعلومات بعدما سيطر «حزب الله» على مرتفعات قرنة التنور جنوب شرقي جرود عرسال، المشرفة على وادي عويس ووادي أطنين ووادي الخيل ووادي القصيرة.
وفي إطار الضغط على الجيش اللبناني و»حزب الله» انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخبار وصور لم تتأكد صحتها عن «مشاركة» العسكريين المخطوفين في معارك جرود عرسال مع مسلحي «النصرة»، ولا سيما منهم المسيحيون والدروز لمواجهة «حزب الله» حيث ظهر اثنان من العسكريين بلباس عسكري ويحملان رشاشات حربية. ولفت شقيق أحد العسكريين المخطوفين إلى «أن العسكريين فضلوا القتال ضد حالش والاستشهاد لنصرة المظلومين كي لا يموتوا تحت القصف لأنه ليس من أحد يسأل عنهم».
محاولة اغتيال قيادي عسكري في المعارضة السورية والاتهامات تتأرجح بين النظام وبعض فصائل المعارضة
ياسين رائد الحلبي
ريف حلب ـ «القدس العربي»: انفجرت عبوة ناسفة بسيارة القيادي مهنا جفالة أبو بكري، قائد كتائب أبو عمارة العاملة في مدينة حلب وريفها، وأدى انفجار العبوة لإصابته بجروح بليغة، وقال المكتب الإعلامي المركزي في كتائب أبو عمارة أن التفجير وقع في حي المشهد بمدينة حلب أحد الأحياء الغربية، ومن الأحياء التي تعتبر من أكبر معاقل فصيل أبو عمارة الذائع الصيت عند مؤيدي النظام السوري.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من أبي بكري أن وضعه الصحي غير مستقر حتى الآن، وتعمل الكوادر الطبية على إيقاف النزيف الحاصل جراء انفجار العبوة أسفل قدميه مما أدى إلى تهشم للساقين والركبة، وأكد بتر قدمي جفالة بهدف الحفاظ على حياته والتي تعتبر حتى الآن في خطر بعد دخوله في شبه غيبوبة، فيما أعلن مكتب أبو عمارة أن وضع أبو بكري الصحي أصبح مستقرا وتم نقله إلى تركيا لاستكمال علاجه اللازم.
ونشر أحد الناشطين صورة لسيارة أبو بكري تبين قوة العبوة الناسفة التي انفجرت أسفل القيادي، وكانت قد زرعت قبل خروجه من أحد المقرات القريبة من خطوط الجبهة في الأحياء الغربية، حيث تتسلم كتائب أبو عمارة جبهات عديدة في الأحياء الغربية في مدينة حلب بالإضافة إلى عملياتها النوعية والشهيرة في الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة حلب.
أعلنت «كتائب أبو عمارة» عن عمليات الوعد الصادق ردا على محاولة اغتيال قائدها أبو بكري، فقامت بتصفية علي حيدر قائد الفرقة الحزبية في «كتائب البعث» وقتل أربعة عناصر من مفرزة الأمن العسكري، وإصابة اثنين بجروح وذلك في حي الحمدانية في حلب أحد معاقل قوات النظام والذي يشهد تشديدا أمنيا كبيرا.
وتسبب «كتائب أبو عمارة» قلقا دائما لقوات النظام بسبب العمليات المستمرة في مناطق النظام، والتي تعلن عنها الكتائب بفترات متقطعة، وتستهدف فيها قياديين في جيش الدفاع الوطني، أو مخابرات النظام، أو عناصر منتسبة لـ»حزب الله» أو كتائب حزب البعث والتي تعمل في مدينة حلب.
وتسبب موقفها في وقت سابق بجدل كبير في أوساط الناشطين والمعارضة وذلك إزاء موقفه من «تنظيم الدولة» لأنه لم يصدر بيانا رسميا عن «كتائب أبو عمارة» بشأن التنظيم حتى تعرض التنظيم لحملة إعلامية كبيرة انتهت منذ يومين بإصدار بيان من قبل مهنا جفاله أبو بكري يعتبر فيه ان هجوم «تنظيم الدولة» يعتبر عدوان صائل على المسلمين دون الإعلان عن أي انخراط في العمليات العسكرية ضد التنظيم والاكتفاء بإصدار البيان.
وقال ناشطون أن اغتيال أبو بكري قد تتورط به إحدى الفصائل العسكرية في حلب، وذلك بعد الاتهامات التي تلقاها الفصيل بالتواطؤ مع «تنظيم الدولة» فقد وصل حد الاتهامات إلى التشكيك بالكتائب على أنها خلايا نائمة للتنظيم، وشكك البعض ان الحملات الإعلامية الأخيرة التي استهدفت «كتائب أبو عمارة» وقائدها أبو بكري كانت سببا أو تمهيدا لمحاولة الاغتيال.
ومن جهتها فإن العمليات الأخيرة التي بدأت بها «كتائب أبو عمارة» ثأرا لقائدها جفالة وأطلقت عليها اسم «الوعد الصادق» ما هي الا اعتراف ضمني بأن النظام السوري هو خلف هذا الاغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر دون صدور أي بيان رسمي منها بهذا الخصوص ولكن اكتفت بالرد العملياتي.
ويعتبر مهنا جفالة من أوائل من رفع السلاح بوجه النظام السوري في مدينة حلب حيث شكل ما يعرف بـ»سرية أبو عمارة للمهام الخاصة» وكانت تستهدف حواجز عناصر الأمن السوري والشبيحة قبل دخول المعارضة المسلحة إلى مدينة حلب في أوائل العام 2012، واستمرت هذه العمليات ضد النظام حتى الآن في مناطق سيطرته بواسطة خلايا مدربة تابعة للكتائب.
القلمون: 15 قتيلاً لحزب الله و”سانا” تتحدث عن تقدم
قالت فصائل المعارضة السورية بريف دمشق اليوم الاثنين، إنها قتلت خمسة عشر عنصراً من حزب الله، في جرود القلمون الغربي، خلال اليومين الماضيين، في حين تحدثت وسائل إعلام، تابعة للنظام السوري وحزب الله، إن الأخير، أحرز تقدماً في “أودية عرسال” خلال الأيام الماضية.
وأكد أبوسليمان العمري، قائد “تجمع واعتصموا بحبل الله” في تصريحات خاصة لـ “العربي الجديد” أن مقاتليه أردوا “ما لا يقل عن 15 عنصراً بينهم قيادات من الحزب” اللبناني، خلال معارك مستمرة منذ يومين، في الجرد الذي تتداخل أراضيه، بين منطقتي فليطة السورية وعرسال اللبنانية.
وأضاف قائد التجمع، الذي يعتبر من أهم الفصائل المشكلة لـ “جيش الفتح -القلمون” أن منطقة الاشتباكات تتعرض لـ “قصف عنيف، وسقط عليها في اليومين الماضيين ما لا يقل عن 20 برميلاً متفجراً” قائلاً إن “معارك عنيفة تدور منذ أول أمس في الجرود” الحدودية بين البلدين، ومشيراً إلى أن حزب الله “يعزز سواتره ويزيد ارتفاعها” في النقاط التي تخضع لسيطرته.
وقال قائد “واعتصموا بحبل الله” (تَجمُع يضم أربعة فصائل) إن مقاتليه “مستمرون في استنزاف قوى الحزب” مشيراً إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بات “يُصرح بنفسه عن كل نقطة يسيطر عليها جنوده” في مسعى منه لـ”رفع معنويات مقاتلي الحزب وأهاليهم”.
وتوعد العمري خلال تصريحاته، نصر الله بـ”استمرار القتال والتنكيل بعناصر حزبه” قائلاً إن “معركتنا معهم هي حرب عقيدة وليست حرب أرض” ومؤكداً في الوقت عينه، أن مقاتليه “لن ينسحبوا مهما اشتدت الحرب” كونهم من “أبناء المنطقة وأصحاب أرضها ومن عقيدتهم عدم ترك أعراضهم تحت خطر إرهاب الحزب”.
وفي إشارة منه للاجئين السوريين الموجودين في مخيماتٍ، خارج حدود بلدة عرسال اللبنانية، منذ أكثر من سنة، قال القائد في المعارضة السورية المسلحة: “إن أحد أهم أولوياتنا .. الدفاع عن الأعراض من النساء والأطفال بعد ما تركهم كل العالم وحدهم ولم يسمح لهم بدخول لبنان”.
وحول وضع هؤلاء اللاجئين قال الناشط الإعلامي كرم عمر لـ “العربي الجديد” إن طيران النظام استهدف في السابق مخيم هذه العائلات وهم نازحون من قراهم، ولم يُسمح لهم بدخول عرسال حيث بقوا خارجها منذ معارك يبرود” التي وقعت في مارس/آذار عام 2014 .
وقال الناشط الإعلامي، الذي ينحدر من مناطق القلمون: “يُحسب للجيش اللبناني عدم مشاركته في الحرب، لكن يحسب عليه أن تبقى طرق التهريب مفتوحة أمام حزب الله لنقل قتلاه وجرحاه إلى لبنان، وإدخال الأسلحة والمقاتلين لسورية” وكذلك منعهُ “دخول اللاجئين السوريين المتروكين في العراء”.
كما ناشد عمر “الصليب الأحمر والمملكة العربية السعودية ودول أصدقاء سورية” للتواصل مع “الحكومة اللبنانية بشأن هؤلاء اللاجئين وعدم تركهم عُرضة للموت البطيء”.
على الجانب الآخر، قالت وكالة “سانا” التابعة للنظام في سورية اليوم، إن “المقاومة الوطنية اللبنانية واصلت تقدمها وسيطرت على مواقع جديدة فى جرود عرسال”.
ونقلت الوكالة السورية، عن قناة المنار اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، إن “المقاومة تمكنت من تحريرِ 225 كيلومتراً مربعاً من الجرود، بينها مئةٌ وعشرةُ كيلومتراتٍ في جرود عرسال، فيما توزعت المساحةُ الأخرى في جرود بريتال ونحلة”.
وكانت ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اللبنانية للإﻋﻼﻡ، قالت أمس، إﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ اللبناني قصف ﺑﺎﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺮﻭﺩ بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية، بعد يومين، من إصدار الحكومة في بيروت، لقرارٍ يقضي بـ”اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية بلدة عرسال وضبط الأمن بداخلها، وتحرير جرودها من المسلحين الإرهابيين”.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يوم الجمعة الماضي أن معركة عرسال لمواجهة “التكفيريين” انطلقت، قائلاً إنها “ستتواصل حتى تحقيق الأهداف، ولسنا ملزمين بسقف زمني، لا أحد يقول لنا ساعات وأيام وأسابيع وشهور”، مضيفاً أنّ “المعركة تتحدث عن نفسها وخلال هذه الأيام القليلة الماضية، تم تحرير عشرات الكيلومترات من الأراضي اللبنانية المحتلة في جرود عرسال”.
ويُعد ظهور نصر الله الإعلامي يوم الجمعة، الرابع له في أقلّ من عشرين يوماً، في وقت تحتدم فيه المعارك، على عدة جبهات بالقلمون الغربي، وتتزايد المعلومات المتقاطعة، عن خسائر يُمنى بها الحزب هناك.
النظام السوري يستميل “وحدات الحماية” لجذب التحالف
أنس الكردي
بعد الهجوم الواسع الذي شنّه مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قبل عشرة أيام على الجهات الشرقية والجنوبية والغربية لمدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، تزايدت المخاوف من احتمال سقوط المدينة بيد التنظيم، في ظل إصرار قوات النظام على البقاء في المدينة، رغم طلب مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية خروجها مقابل طرد “داعش” بمساندة التحالف الدولي.
تكتيك “سمكة الرمال”
ويعتمد التنظيم ما بات يُعرف باستراتيجية “سمكة الرمال”، وتتمثل في الانسحاب من مكان يتعرض فيه لهجمات، ليهاجم في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم. وهو يعتمد هذا التكتيك في مناطق جديدة بعيدة عن المناطق التي يتواجد فيها.
تكتيك يظهر جلياً في الحسكة، حيث استقدم 400 مقاتل من محافظة دير الزور، فضلاً عن عشرات المقاتلين العراقيين، للهجوم على المدينة والسيطرة عليها، وبات على بعد 500 متر تقريباً من مداخلها بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها استمرت لساعات جنوب المدينة، وانتهت بسيطرة التنظيم على نقاط عسكرية عدة، بينها سجن الأحداث.
وطلبت القوات الكردية من قوات النظام مراراً الانسحاب من المدينة كي تستلم وحدها قيادة العمليات العسكرية فيها ضد “داعش”، إلا أن قوات النظام رفضت ذلك، ما سبب توتراً بين الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة على أحياء المدينة، تطور في شهر يناير/كانون الثاني الماضي إلى مواجهات مسلحة استمرت لأيام، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، قبل أن تنتهي بالاتفاق على وقف إطلاق نار. توتر سارع التنظيم إلى استغلاله وباغت المدينة بالهجوم عليها.
وعلى إثر هجوم “داعش”، توحّدت قوات النظام ومقاتلي “وحدات الحماية” الكردية، لقتاله في المعارك الأخيرة، فيما حاول النظام أن يستغل الأمر لجلب المقاتلين الأكراد إلى صفه، ثم جذب التحالف الدولي من ورائهم.
ويتضح ذلك من الاجتماع الذي عقد بين وجهاء القبائل العربية والكردية في الحسكة مع قيادات في “وحدات حماية الشعب” الكردية، إذ هدف النظام من وراء الاجتماع إلى إقناع مؤيديه من عرب الحسكة، بضرورة قبول تدخل الوحدات الكردية لحماية أحيائهم، فالنظام بطبيعة الحال يتخوف من هجوم جديد لمقاتلي التنظيم في أي وقت، خصوصاً في حصنه الرئيسي في مدينة الشدادي جنوبي مدينة الحسكة.
وفي محاولة لإقناع العرب والأكراد معاً، خاض مقاتلو النظام معارك عنيفة مع التنظيم في محيط سجن الأحداث عند مشارف المدينة، وطردوه إلى خارج الجهة التي يسيطر عليها بمساعدة الغطاء الجوي. وبعدما اتضح لـ”داعش” عودة التنسيق بين النظام ومقاتلي الوحدات، اضطر إلى الانسحاب. ولا يستبعد أن يطل الآن في مكان جديد غير متوقع من الخصم، بحسب استراتيجية السمكة المتحركة.
ويوضح الناشط الإعلامي علي الحريث لـ”العربي الجديد” أن “مقاتلي (وحدات الحماية) كانوا مرابطين على طريق أبيض الحسكة جنوب غرب المدينة (على بعد 7 كيلومترات)، وفي مواقع للنظام في محيط الفوج 123 كوكب على بعد 15 كيلومتراً شرق المدينة”. لكنه يؤكد أن من “أجبر التنظيم على الانسحاب هو قصف طائرات النظام بطائرات (ميغ) و(سوخوي) لمواقع التنظيم، والذي اضطره للتراجع إلى كيلومتر واحد، وهو تراجع مؤقت”.
ورأى عضو لجنة العلاقات العامة في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، إبراهيم مسلم، في حديث إلى “العربي الجديد”، أن “النظام يسعى إلى خلق فتنة، ويحاول أن يمدّد عمره بكافة الوسائل، ولكن في اعتقادي أنه انتهى، وعلى الجميع أن يفهموا ذلك، خصوصاً مكونات المدينة. ولإحداث نظام جديد في سورية المستقبل، يجب أن يُقبل بوحدات الحماية الشعبية الكردية، والتي تمثل جميع المكونات الشعبية في مقاطعة الجزيرة”.
وحول تخوفات العرب من تهجير ديموغرافي في حال تم الاتفاق على طرد النظام من الحسكة وتمكن المقاتلون الأكراد من طرد “داعش” بمساندة التحالف، أشار مسلم إلى أنه “لا يوجد شيء اسمه تهجير ديموغرافي، ففي الوحدات نسبة كبيرة من العرب، خصوصاً عسير شمر، و14 في المائة من عناصر الوحدات عرب يحمون بيوتهم وقراهم من كل ظالم، سواء أكان النظام أم داعش، وحاكم المقاطعة عربي من شمر”.
وفي السياق، يبدي عضو المكتب التنفيذي لـ”اتحاد الديمقراطيين السوريين”، عبد الباري عثمان، تفاؤلاً حيال ما يجري في الحسكة، ويؤكد لـ”العربي الجديد” أن لديه قناعة تامة بأن “الحسكة لن تسقط بيد (داعش)، لأن أبناء الحسكة مصرّون على الدفاع عنها حتى لو تخلى العالم كله عنهم”، مشيراً إلى أن النظام “يتخلى عن مناطق تواجده لصالح داعش”.
ويوضح عثمان أن “لعبة النظام أصبحت مكشوفة، وهي ضرب المكونات ببعضها بعضاً وزرع الفتنة”، مستدلاً على “الربط التام والتنسيق بين النظام و(داعش) في تدمر”.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام تسيطر على معظم أحياء مدينة الحسكة، والتي يسكنها إلى جانب العرب والأكراد أقلية مسيحية، نزح معظمهم أخيراً، نتيجة احتدام المعارك حول المدينة، في حين تسيطر “وحدات حماية الشعب” الكردية على أحياء الصالحية والمفتي والكلاسة وتل حجر والعزيزية في المدينة.
وتعتبر مدينة الحسكة مركز محافظة الحسكة، وتقع على نهر الخابور ونهر جقجق، وتبعد عن دمشق 600 كيلومتر، وعن مدينة حلب 400 كيلومتر، وعن دير الزور 179 كيلومتراً. وتتميز بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها وجمال طبيعتها وكثرة مواقعها الأثرية. وشهدت نهضة عمرانية حديثة كبيرة وأقيمت حولها مشاريع زراعية وصناعية عديدة.
القاهرة:مؤتمر المعارضة على أساس جنيف 1.. والموقف المصري يتطور
تتواصل أعمال مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة لليوم الثاني على التوالي، بعد انطلاقه الاثنين بمشاركة أكثر من 100 شخصية وغياب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وجماعة الإخوان المسلمين السورية، ويبحث المؤتمرون ما أسموه “رؤية واضحة لمستقبل سوريا” استناداً إلى مقررات بيان “جنيف 1″، الذي يرفض النظام، وحليفاه الروسي والإيراني، البند المتعلق بتشكيل حكومة، أو هيئة انتقالية، كاملة الصلاحيات، حيث يصرّ على تفسير هذا البند بأنه لا يتحقق إلا بمشاركة الأسد.
ولا تشير التوقعات حتى الآن إلى أن المؤتمر سيخرج بجديد على الساحة السياسية السورية، على الرغم من سقف التصريحات المرتفع عند بعض المسؤولين العرب والمصريين، وعلى رأسهم وزير الخارجية المصرية سامح شكري، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، الذي حمّل النظام والرئيس السوري بشار الأسد “المسؤولية الكاملة” لما آلت إليه البلاد من دمار وانتشار للمنظمات الإرهابية.
الوزير شكري تحدث خلال المؤتمر عن أنه تم الاتفاق على 10 نقاط لحل الأزمة السورية، وقال في كلمته إن الهدف من هذا المؤتمر هو تقريب وجهات النظر، استكمالاً للمساعي التي انطلقت مطلع العام الحالي، في الاجتماع التحضيري لهذا المؤتمر. واعتبر أن المدة كانت كافية لصياغة تصور حول النقاط التوافقية، التي تضمن رؤية لمستقبل سوريا وخطوات تنفيذ مقررات بيان “جنيف 1” على أساس الحل السياسي. وقال شكري “التصور الذي سيخرج عن هذا المؤتمر سيكون مفتوحاً لجميع الأطراف والفصائل والتجمعات السورية لتبنيه، فقوة ونجاح جهودكم منذ البداية ارتكزت على تطلعات مجمل الشعب السوري، ولم تقتصر يوماً على أطراف من دون أخرى”. مشدداً على أن “الطائفية والتطرف في سوريا يهددان أمنها وأمن المنطقة”، وأن الجهود في مؤتمر القاهرة “الموسع” تهدف “إلى بناء دولة تعددية”.
وأضاف “لقد أثبتت التجارب في المنطقة منذ اندلاع الثورات في عام 2011، أن الكلمة الأخيرة ستظل للشعوب العربية، وأن بقاء تلك الشعوب ليس رهناً بحاكم أو بقوى خارجية أياً كانت، وأن الديموقراطية ليست حلماً بعيد المنال، بل هدفاً قابلاً للتحقيق بالتعاون الجدي بين الشعب والدولة، وبالتوازي مع الحفاظ على الاستقرار والمؤسسات”. واتهم شكري السلطات الأمنية في سوريا بالمسؤولية عن استجرار التدخلات الخارجية وتنامي دور المنظمات الإرهابية في البلاد قائلاً “الحراك الشعبي السوري انطلق في مارس (آذار) 2011، حراكاً سلمياً يتطلع للتغيير، إلا أن النهج الأمني العنيف، وعدم إدراك طبيعة المرحلة، أدى لازدياد حدة الاحتجاجات والمواجهات وسقوط الأبرياء، فتدهورت الأوضاع على مدار السنوات الأربعة الماضية، وزادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة، وسمح للميليشيات والمقاتلين الأجانب والسلاح بالعبور للداخل السوري للقتال في صف طرف أو آخر، فقضى ذلك على الحراك السلمي، وتحولت الأوضاع إلى صراع مسلح بالوكالة، وتحولت الأراضي السورية ملاذا آمناً ومرتعاً للإرهابيين من كل حدب، وباتت سوريا رهينة لطائفية بغيضة تعمق أزمتها وتباعد بينها وبين الحل السياسي”.
من جهته، اعتبر نبيل العربي أن الحل العسكري في سوريا لن يحسم الصراع، ودعا المعارضين المجتمعين في القاهرة إلى تكثيف جهودهم من أجل التوصل إلى حل سياسي-سوري، مشيراً إلى أن جامعة الدول العربية تدعم هذه الجهود وكانت منذ “بداية الأزمة عام 2011، ولا تزال (تعمل) من أجل توحيد صفوف المعارضة السورية ورؤيتها السياسية إزاء متطلبات المرحلة الانتقالية”. وقال “الأمر يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المؤثرة والمعنية بمجريات هذه الأزمة، وتحمل مسؤولياتها السياسية والتاريخية لإنقاذ سوريا وشعبها الشقيق، وذلك بالعمل الجاد نحو ابتكار صيغة مناسبة تضمن تنفيذ البيان الختامي لمؤتمر جنيف–1، الذي شاركت الجامعة في إعداده في 30 يونيو/حزيران 2012، وذلك من أجل تحقيق الاتفاق على تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة كنقطة بداية، لتتولى مقاليد الأمور وتضع هذه الأزمة على مسار الحل السياسي السلمي، الذي يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري الشرعية إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطي المنشود”.
عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة صالح النبواني، قال في تصريحات صحافية إن “فكرة انعقاد المؤتمر جاءت عقب جنيف 2، لإيجاد حل سياسي للأزمة، في ظل انتشار الإرهاب في البلاد”، وأكد أن “المؤتمر يعقد لوضع آليات تنفيذية لبيان جنيف (1)” وأن “اللجنة (التحضيرية) تواصلت مع القوى المعارضة، وأخذت التعديلات والمقترحات، لإعادة صياغتها”، واعتبر أن هذا التحرك يعيد إحياء العملية السياسية التي “جمدت لفترة طويلة”، لاسيما أن “المجتمع الدولي لم يفلح في إيجاد حل للأزمة السورية”، وأكد أن ما قدمته “القوى المعارضة السورية في مصر (من وجهات نظر)، نتج عنها 10 نقاط” وتلك النقاط بمثابة تصور الحل في سوريا و”سيتم طرحه على الشعب السوري والمجتمع الدولي”.
يشار إلى أن أبرز المشاركين في المؤتمر الذي ينظمه المجلس المصري للشؤون الخارجية، هم الرئيس الأسبق للائتلاف السوري أحمد العاصي الجربا، والمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبدالعظيم، وعضو الائتلاف السوري فايز سارة، إلى جانب المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي.
وفي موازاة انعقاد المؤتمر، ارتكب النظام مجزرة مروعة، راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل وجريح، في قصف بالبراميل المتفجرة، نفّذه الطيران على قرية الجانودية بريف مدينة جسر الشغور، التي شهدت أضخم موجة نزوح خلال المعارك الأخيرة التي دارت بين قوات المعارضة والنظام.
القمة المسيحية في دمشق: الحرب عبثية..وحلف الاقليات وهمي
تختلف القمة الروحية التي انعقدت في دمشق عن سابقاتها، إن في الشكل أو المضمون، فقد أتت في مرحلة مفصلية من تاريخ المنطقة، وفي ضوء تحولات إقليمية ودولية، ترخي بظلالها بالتحديد على الوضع في سوريا بشكل مباشر حيث عقد اللقاء، الذي أنجز وفق معلومات “المدن” بإتصالات أميركية – روسية – فاتيكانية للحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق، والنقطة الأساس في القمة الجديدة، هي عدم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى مسألة حلف الأقليات، ما يوحي أن التغيير حصل، لكنه ينتظر الإقتران النظري بما هو فعلي وواقعي.
وفق ما تؤكد مصادر “المدن” فإن الإتصالات التي بدأت للتنسيق من أجل عقد القمة، انطلقت من ضرورة تغيير الواقع في سوريا من أجل مواجهة الإرهاب التكفيري، وبعد الوصول إلى قناعة دولية بأنه لا يمكن محاربة الإرهاب بالشكل الذي اعتمد في السابق، خصوصاً بعد تأكيد العديد من القوى الدولية أن محاربة الإرهاب والتطرف في سوريا تبدأ بإنجاز الحل السياسي الذي يؤدي إلى مرحلة إنتقالية من دون بشار الأسد، على الرغم أن القمّة لم تأت بأدنى إشارة إلى هذا الموضوع، لكنها شدّدت على ضرورة الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة السورية لوقف هذه الحرب العبثية، وهنا تؤكد مصادر كنسية بارزة لـ”المدن” أنه بمجرد إستخدام تعبير حرب عبثية يعني القصد به الطرفين اللذين يخوضان معارك عنيفة، وبالتالي هناك إدانة بشكل غير مباشر للنظام السوري.
وتكشف مصادر واسعة الإطلاع لـ”المدن” أن الأرجحية في هذه الفترة هي أن الجو العام في المنطقة والعالم، تجاوز مسألة الأسد من حيث المبدأ، فيما يتركز البحث في التفاصيل وفي كيفية تطبيق مضمون الإتفاق، وتؤكد المصادر أن هناك تسليماً من قبل جميع القوى المؤثرة باستثناء إيران في هذه المرحلة أن نظام الأسد انتهى وغير قابل للحياة، ولذلك كانت ضرورة عقد هذه القمّة للحفاظ على دور المسيحيين ووجودهم وتأكيد شراكتهم في إدارة سوريا.
تقرن المصادر كلامها، بالبيان الذي صدر عن القمّة، خصوصاً لجهة التأكيد أن “ما يجري يهدف إلى الحفاظ على وحدة المسيحيين والحفاظ على أطيب العلاقات مع الأخوة المسلمين شركائنا في الوطن والمصير، شركاؤنا المسلمون يشعرون بآلامكم ويعملون لاستئصال جذور الفكر التكفيري، ونحن معهم نرفع الصوت ونقول انه حان الوقت لمواجهة الفكر التكفيري وتجفيف معالمه من خلال تربية دينية تعمم ثقافة الانفتاح والسلام، ونحن ملتزمون بمضاعفة جهودنا من اجل اتخاذ المزيد من المبادرات للمحافظة على وجودنا على ارضنا، ونؤكد تشبثنا بوحدة سوريا ونطالب العالم بالعمل الجدي على ايجاد حل سياسي للحرب العبثية.”
حول الكلام عن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، تشير مصادر “المدن” إلى أنه مؤشر واضح على سقوط نظرية حلف الأقليات، وقطع الطريق على كل الحديث الذي يتناول مسألة بناء دولة علوية ما يتيح بناء دويلات أخرى على أساس طائفي ومذهبي، كما أن الإشارة الأساس تكمن في الإنفتاح على المسلمين لمواجهة التطرف والتأكيد على المشاركة بين المواطنين. وعليه تجمع المصادر أن الرسالة المسيحية من هذه القمة إيجابية جداً في هذه المرحلة، خصوصاً أنها لم تأت على ذكر النظام السوري بأي شكل من الأشكال ما يؤكد أن النظام خارج الحسابات، معه سينتقل المسيحيون من “حلف الأقليات” إلى “الشركة والمحبة” على مستوى المنطقة، وهو الشعار الذي رفعه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على رأس الكنيسة الإنطاكية قبل أعوام.
دبلوماسيون: الأسد يبحث عن منفى يقيه شر المحاكمة
مروان شلالا
مرتزقة أفغان وإيرانيون يصلون طرطوس عبر قناة السويس
يقول دبلوماسيون إن وقت تنحي بشار الأسد قد حان، وهو يبحث عن دولة منفى، لم توقع اتفاق روما حول المحكمة الجنائية الدولية، إذ يخشى تقديمه للمحاكمة بتهمة اقتراف جرائم حرب.
بيروت: نقل موقع “السورية نت” المعارض عن مصادره الخاصة في طرطوس الساحلية قولها إن مقاتلين مرتزقة أفغاناً وإيرانيين يصلون إلى سوريا عبر ميناء طرطوس البحري، تحملهم سفن صينية قادمة من إيران، وتمر بقناة السويس المصرية.
يُنقلون ليلًا
أضاف المصدر الذي يعمل في الميناء، طالبًا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: “السفن التي تنقل الميليشيات لا تحمل صفة عسكرية، وبعد وصول المقاتلين إلى الميناء يجري نقلهم عبر الطريق السريع الواصل إلى دمشق مرورًا بمدينة حمص، حيث يجري توزيعهم على العديد من جبهات ريف اللاذقية”.
وأكد المصدر أن القيادات الإيرانية المشرفة على المعارك ينقلون جوًا عبر مطار مدينة جبلة، وهكذا تم نقل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى الساحل السوري خلال زيارة أخيرة إلى قرية جورين بريف حماه، حيث مقر عمليات الضباط الإيرانيين.
ويشاهد سكان في طرطوس حافلات “القدموس” للنقل الخاص، ويملكها مهران خوندة والقادمة، محملة بالجنود من مدينة القدموس بريف طرطوس، في ظل تشدد أمني كبير ينتهي مع ساعات الصباح الأولى.
حان وقت التنحي
لكن هل يمكن أن تقف حشود المرتزقة أمام تصميم الثوار السوريين على الحسم، وأمام مزاج دولي صار يميل إلى أن الوقت قد حان لتنحي بشار الأسد؟
فقد نقلت “النهار” اللبنانية عن مصادر دبلوماسية أجواء اجتماع باريس، الذي عقد على هامش الاجتماع المصغّر للتحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، اقتصرت المشاركة فيه على دول خليجية، إذ بُحثت خلاله خطة لمرحلة انتقالية تقضي باختيار شخصية علوية معتدلة مقبولة من المعارضة السورية، لإدارة حكومة انتقالية بكامل السلطات، في ظل قناعة بأن على الاسد ترك السلطة.
واضافت “النهار” أن المصادر الدبلوماسية أشارت إلى أن دولاً خليجية طالبت بأن يبدأ التنسيق العسكري والسياسي مع جبهة النصرة، رغم إدراجها على لوائح المنظمات الارهابية، من أجل تشكيل قوة عسكرية موحدة قوية قادرة على مجابهة نظام الأسد وتنظيم الدولة في آن واحد.
بعيد عن المحاكمة
وتقول “النهار” إن الوضع الخطير الذي وصل إليه النظام وضع العلويين أمام ضغوطات ومخاوف كبيرة حول مستقبل الطائفة ومصيرها إن سقطت مناطقها بيد المعارضة، ويعتقدون أن نظام الأسد هو سبب ذلك.
وأكدت مصادر ديبلوماسية بحسب “النهار” البحث عن دولة ليفر إليها الأسد، لم توقع اتفاق روما حول محكمة العدل الدولية، بسبب خشيته من إمكان محاكمته لاحقًا بتهمة ارتكاب جرائم حرب. والبحث يطال روسيا وإيران، وله فيهما حلفاء، وسويسرا حيث تكمن الموارد المالية لعائلة الأسد التي ستؤمن له البقاء لمدة طويلة في المنفى.
بحسب مصادر ديبلوماسية، تقول “النهار”، يبدو نظام الأسد قد صار من الماضي، والبحث جارٍ حول كيفية تأمين العملية الانتقالية بأقل أضرار ممكنة، باختيار افضل شخصية سورية لترأس الحكومة الانتقالية التي ستنقل اليها جميع سلطات الأسد، بانتظار قيام انتخابات وحكم ديمقراطي. وسيتم تسريع هذه العملية بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني بين إيران والدول الخمس زائد واحد.
الأسد يغري جنوده بـ37 دولارًا شهريًا للقتال في الصفوف الأمامية
لندن: نذير رضا – فيينا: بثينة عبد الرحمن
في محاولة منه لسد النقص في عدد المجندين بالجيش النظامي، قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، أمس، إن الحكومة ستصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية (37 دولارا) للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية.
ويأتي القرار في سياق تشجيع وإغراء الجيش الذي بات ينفذ مهام تفوق طاقته، لخوض معارك على جبهات متعددة. وقال الحلقي في جلسة للبرلمان إن المكافآت ستصرف بداية الشهر المقبل.
إلى ذلك، تدرس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طلبا قدمه النظام السوري لمساعدته في تحويل منشأة نووية ونقل مواد نووية يمكن أن تكون خطرة إلى خارج البلاد.
وقال رئيس الوكالة يوكيا أمانو إن المساعدة تتضمن تحويل مفاعل صغير قرب دمشق حتى يمكن تزويده بوقود من اليورانيوم المنخفض التخصيب بدلا من اليورانيوم العالي التخصيب الأكثر خطرا.
النظام يمنح {مكافأة} 37 دولارا لجنوده على الصفوف الأمامية
المعارضة تطلق معركة على آخر أكبر القواعد العسكرية النظامية بريف درعا الشرقي
بيروت: نذير رضا – لندن: {الشرق الأوسط}
قال رئيس الوزراء السوري، أمس الاثنين، إن الحكومة ستصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية (37 دولارا) للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية، وهي زيادة كبيرة يمكن أن تعزز الروح المعنوية بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها القوات المسلحة.
وخسر الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة معه مساحات كبيرة من الأراضي في الشهرين الأخيرين لصالح المعارضة المسلحة وتنظيم داعش الذي استولى على مدينة تدمر التاريخية بوسط البلاد. ويقول محللون ودبلوماسيون يتابعون التطورات في سوريا إن الجيش يقوم بمهام تفوق طاقته ويحتاج إلى مزيد من المجندين لخوض معارك على عدة جبهات في الصراع.
وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي في جلسة للبرلمان أذاعها التلفزيون الرسمي إنه سيتم البدء في صرف المكافآت بداية الشهر القادم وستقدم للجنود الذين يقفون في صفوف القتال الأمامية. وهذا المبلغ يساوي 37 دولارا بالسعر الرسمي للعملة وأقل عدة دولارات عن السعر في السوق السوداء.
وتتراوح رواتب الجنود وأفراد الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة بين 14000 و30000 ليرة شهريا وفقا لتقديرات جمعتها «رويترز». ويمكن أن يحصل الضباط من ذوي الرتب العالية على 45000 ليرة أو أكثر كل حسب رتبته. ويحصل الموظفون المدنيون على راتب يتراوح بين 23000 و25000 ليرة.
ورفعت الحكومة رواتب موظفي الدولة والجيش بنسب أصغر عدة مرات منذ بداية الانتفاضة في عام 2011. ويعمل كثير من السوريين في عدة وظائف لزيادة دخلهم الرئيسي.
من جهة أخرى, قال معارضون سوريون لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن قوات المعارضة في جنوب البلاد، أطلقت معركة تمهيدية للسيطرة على مقر اللواء 52 في ريف درعا الشرقي، الذي يعد أكبر القواعد العسكرية النظامية في محافظة درعا، بعد ثلاثة أيام على إجلاء المعارضة جزءًا من المدنيين القاطنين في ثلاث قرى خاضعة لسيطرتها، وسط توقعات باستهداف تلك القرى بقصف عنيف بالتزامن مع المعارك.
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، وجود اشتباكات، قائلا: إنها «معارك تمهيدية بدأت بقصف عنيف تمهيدي لمقر اللواء»، مشيرًا إلى أن القرار بالسيطرة عليه «اتخذ من قبل فصائل المعارضة في الجبهة الجنوبية»، لافتًا إلى أن القصف «مؤشر بالغ على اقتراب المعارك من محيطه».
ويقع مقر اللواء على تلة استراتيجية مرتفعة على مقربة من مطار الثعلة العسكري الفاصل بين محافظتي درعا والسويداء، وتنتشر على الطريق الواصل بينهما 4 حواجز للقوات النظامية. ويعتبر واحدًا من كبرى القواعد العسكرية النظامية التي كانت موجودة في درعا، نظرًا إلى وجودها على تماس مع خط معارك محتملة مع إسرائيل، ولا يضاهيه بالحجم إلا اللواء 39 القريب من أوتوستراد الطيبة – خربة غزالة الذي سيطرت عليه قوات المعارضة في وقت سابق.
وفي حال سيطرت قوات المعارضة على المقر، ستتمكن من السيطرة على مطار الثعلة العسكري القريب، وتصل إلى الحدود الإدارية للسويداء، وتقع خطوط الإمداد إلى السويداء عبر أوتوستراد درعا – دمشق الدولي، وذلك بالنظر إلى سيطرة المعارضة على خطوط نقل تصل إلى المحافظة الجنوبية في بصرى الحرير.
وأفاد المرصد السوري أمس، بوقوع اشتباكات في محيط مقر اللواء، إلى جانب اشتباكات أخرى بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة، من جهة أخرى، في محيط بلدة كفرناسج بريف درعا الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل ضابط برتبة ملازم أول من قوات النظام. وبالتزامن، قصفت القوات النظامية فجر أمس مناطق في بلدتي المليحة الشرقية والصورة، ومناطق في بلدة الكرك الشرقي، وهي مناطق تحيط بمقر اللواء 52. وتسيطر عليها قوات المعارضة منذ العام 2013.
ويعد مقر اللواء 52 من أكبر القواعد العسكرية الباقية تحت سلطة القوات الحكومية في محافظة درعا. ويقول ناشطون إن عددًا كبيرًا من المدرعات والآليات العسكرية النظامية موجودة فيه، وتستخدم القوات الحكومية مرابض المدفعية ومنصات الصواريخ فيه لقصف البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف درعا الشرقي.
وقال مصدر بارز في قوات المعارضة في درعا لـ«الشرق الأوسط» إن قواتها «بدأت بإجلاء المدنيين من قرى الكرك الشرقي، والمليحة الغربية والحراك، منذ يوم الخميس الماضي، تمهيدًا للهجوم، نظرًا إلى توقعات بأن تستهدف القوات النظامية تلك البلدات بالتزامن مع اندلاع المعارك». لكن رامي عبد الرحمن، قال: إن جزءًا من السكان «بدأوا في النزوح بالفعل، على ضوء تكثيف القوات النظامية من وتيرة القصف للبلدات الثلاث المحيطة بمقر اللواء».
وتحيط بالمقر قرية صغيرة تدعى رخم، كان يسكنها مسيحيون وآخرون من البدو في المنطقة، قبل أن ينزح سكانها المدنيون بالكامل قبل فترة طويلة، على ضوء هجمات نفذتها قوات المعارضة على المقر، وردت قوات النظام إثرها بالقصف على محيط القرية.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن قوات المعارضة في الجبهة الجنوبية «حضرت مخططًا للسيطرة على المقر، لمنع تكرار هجمات فاشلة في السابق كانت تنفذها فصائل على شكل عمل منفرد»، لافتًا إلى أن الهجمات الجديدة «ستكون أكبر، بمشاركة عدد كبير من الفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة وتنسق في غرفة عمليات مشتركة».
بالإجمال، تسيطر قوات المعارضة على معظم أرياف درعا الشمالية والغربية وكبرى مدنها، فيما تسيطر القوات النظامية على جزء كبير من مدينة درعا ودرعا البلد، والطريق الواصل إليها من دمشق، بينما تحكم سيطرتها على الريف الشمالي الغربي من درعا، بدءًا من ازرع باتجاه دمشق، وضاعفت من مناطق نفوذها في تلك المنطقة بعد هجمات واسعة نفذتها بمشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني في فبراير (شباط) الماضي.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدرس طلبًا سوريًا لتحويل مفاعل يصعب استخدامه في القنابل النووية
دي ميستورا: منظمات المجتمع المدني عنصر مهم في حل النزاعات
فيينا: بثينة عبد الرحمن- لندن: «الشرق الأوسط»
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، الاثنين، بأن الوكالة تدرس طلبا سوريا لمساعدتها على تحويل مفاعل ذري قرب دمشق إلى مفاعل يستخدم وقودا نوويا منخفض النقاء يصعب استخدامه في القنابل النووية.
وقال يوكيا أمانو بأن المفاعل يعمل الآن باستخدام اليورانيوم العالي التخصيب وأن سوريا طلبت المساعدة حتى يعمل بيورانيوم منخفض التخصيب.
وأبلغ الصحافيين دون تقديم تفاصيل إضافية «تلقينا طلبا من سوريا في وقت سابق هذا العام لتحويل الوقود عالي التخصيب إلى وقود أقل منخفض التخصيب، وإعادة الوقود عالي التخصيب إلى بلد المنشأ. ونحن الآن ندرس هذا الطلب».
وتعمل مفاعلات توليد النيوترون المصغر التي تصنعها الصين – كذلك الموجود في الموقع السوري – عادة باستخدام كيلوغرام واحد من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المائة حسبما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي نسبة أقل بكثير من المطلوب لتصنيع قنابل ذرية.
وفي أحدث تقييم للوكالة الدولية للطاقة الذرية لوضع سوريا، أن «التحقق من المخزون الفعلي في مفاعلات توليد النيوترون المصغر، سيتأجل لحين حدوث تقدم كاف في الأوضاع الأمنية». وتضع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضية سوريا على جدول أعمال اجتماعاتها الربع سنوية منذ ما يزيد على ستة أعوام.
وتسعى الوكالة منذ وقت طويل لزيارة موقع في الصحراء السورية حيث تقول تقارير استخباراتية أميركية بأنه يتم بناء مفاعل صممته كوريا الشمالية لصنع البلوتونيوم من أجل القنابل النووية. وقصفت إسرائيل هذا الموقع في 2007.
وقال أمانو «أجدد دعوتي لسوريا للتعاون معنا بشكل تام فيما يتعلق بقضايا لم يتم حسمها تتعلق بالموقع (في دير الزور) ومواقع أخرى».
في سياق مواز، وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن المفاعل السوري المعني يقع بمنطقة دير الحجار بمحافظة ريف دمشق.
وطلب النظام السوري مساعدة دولية لتعديل المفاعل والاستعداد للخلاص من اليورانيوم عالي التخصيب، أمر فسره بعض المراقبين بأن حكومة دمشق تخشى وتتحسب من وصول جماعات مناهضة، للمفاعل، سواء فصائل من المعارضة السورية أو جماعات إرهابية من «داعش»، فيما لم يستبعد آخرون أن يكون نظام الرئيس الأسد يسعى للظهور بمظهر الملتزم بالقوانين الدولية وبأنه لم يعد راغبا في امتلاك مواد محظورة مما يتسق وتسليمه الأسلحة الكيماوية. وقالت مصادر أخرى إن سوريا سبق أن شاركت عام 2011 في اجتماع خاص بهذا الموضوع، حضرته الصين وغانا وباكستان ونيجيريا وإيران، وهي جميعها دول زودتها حكومة بكين بمفاعلات تعمل بيورانيوم عالي التخصيب.
على المستوى السياسي، وفي إطار مشاورات جنيف، التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس، مع وفد من مؤسسة الآغا خان، يتألف من محمد وردة، ومحمد سيفو وعلي إسماعيل. وناقش الوفد الوضع على أرض الواقع، وشاركوا وجهات نظرهم حول التوصّل إلى حلّ سياسي.
وقال بيان صادر عن مكتب دي ميستورا «تشكّل منظمات المجتمع المدني عنصرًا هاما في حل النزاعات، خاصة أنّ جهودها الميدانيّة تضمن معالجة وجهات نظر واهتمامات جميع أنحاء المجتمعات، كما بإمكانها أن توصل صوت الناس والمجتمعات العاملة في أرض الواقع» وأضاف دي ميستورا في نهاية لقائه «هذا هو السبب في مساهمة هذه المنظّمات الحاسمة للتوصل إلى حل سياسي مستدام من شأنه أن يعزّز حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية».
تتواصل مشاورات جنيف كعملية تدريجيّة للحصول على آراء جميع الأطراف السورية الإقليمية والدولية ذات الصلة من أجل تفعيل بيان جنيف.
في هذا السياق، يواصل دي ميستورا الاجتماع بشكل منفصل مع الممثلين السوريين من داخل سوريا وخارجها، وكذلك مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المعنية.
وكان المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا، دعا خلال لقائه مع معارضين سوريين أخيرا في جنيف، بشار الأسد إلى الرحيل عن السلطة، لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية في سوريا، مطالبًا واشنطن بالضغط عسكريًا باتجاه تحقيق ذلك.
واعتبر دي ميستورا أن الضغط العسكري المطلوب على الأرض لن يأتي عن طريق الأمم المتحدة، إنما عن طريق الولايات المتحدة، التي عليها أن تتجاوز مجلس الأمن، الذي يعيق العملية السياسية عبر بعض الدول.
وكان أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري قد اجتمعوا مع دي ميستورا وفريقه الخاص الخميس الماضي في إسطنبول، وتباحث الطرفان حول عملية تطبيق بيان جنيف، وقدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة.
ورحب رئيس الائتلاف خالد خوجة بالتصريح الصحافي الصادر عن فريق المبعوث الدولي حول إدانة استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة في حلب.
قتلى للنظام السوري في القلمون و”مجزرة” للمدنيين بإدلب
قالت المعارضة السورية المسلحة إنها قتلت الاثنين نحو عشرين من القوات النظامية والمسلحين الموالين في القلمون الغربي بريف دمشق, في حين شهدت قرية الجانودية بمحافظة إدلب شمالي سوريا “مجزرة” قتل فيها أكثر من ستين مدنيا جراء قصف جوي.
وذكرت المعارضة أن القتلى من القوات النظامية ومليشيات الدفاع الوطني المساندة لها -بينهم قائد بارز- سقطوا أثناء تصديها لمحاولة اقتحام بلدة “حفير الفوقا” بالقلمون الغربي.
من جهتها, قالت شبكة شام إن قوات النظام مدعومة بمسلحي الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني حاولت التقدم نحو البلدة منذ صباح الاثنين, مشيرة إلى أن الاشتباكات دارت في محيط البلدة. وأضافت أن محاولة الاقتحام تمت تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فوصف الاشتباكات في محيط حفير الفوقا بالعنيفة, مشيرا إلى أن الفصائل التي تدافع عن البلدة تضم جبهة النصرة، كما تحدث عن سيطرة قوات النظام وحزب الله على بعض النقاط في مرتفعات القلمون الغربي وقرب الحدود السورية اللبنانية.
يذكر أن معارك تدور منذ مطلع مايو/أيار الماضي في جبال القلمون بين جيش الفتح السوري المعارض -الذي يضم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل أخرى- وبين حزب الله المدعوم بالطيران الحربي السوري، وقتل نحو خمسين من عناصر حزب الله في هذه المعارك المستمرة.
وتحدث ناشطون عن اشتباكات متزامنة بين قوات النظام وجيش الفتح المشكل حديثا في محافظة حمص وسط سوريا حول قريتي أم شرشوح والهلالية, وفي جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وكان جيش الفتح قد أجبر قوات النظام قبل أيام على الانسحاب إلى سهل الغاب في حماة بعد أن انتزع منها بلدات وحواجز تعد من بين آخر معاقلها في ريف إدلب.
تصعيد جوي
وبموازاة ذلك, كثف الطيران الحربي السوري الاثنين غاراته على بلدات وقرى بإدلب وحلب شمالي البلاد مخلفا عشرات القتلى بين المدنيين.
وقال مراسل الجزيرة في إدلب إن أكثر من ستين -بينهم عشرة أطفال على الأقل ونساء- قتلوا في قصف الطيران المروحي لقرية الجانودية القريبة من مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة جيش الفتح.
وأضاف المراسل أن صواريخ أصابت الساحة الرئيسية في القرية التي كان تعج بالناس وقت الغارة, مشيرا إلى إصابات أخرى في صفوف المدنيين. وتضم القرية أعدادا من النازحين من مناطق أخرى بريف إدلب.
وصعّد النظام السوري غاراته الجوية بعدما تكبد هزائم متلاحقة بإدلب في الأسابيع القليلة الماضية على يد جيش الفتح المعارض الذي سيطر نهاية مارس/آذار الماضي على مدينة إدلب, ثم على مدينة جسر الشغور نهاية أبريل/نيسان الماضي.
في إدلب أيضا, استهدفت غارات جوية اليوم مدينة تفتناز، مما أدى لمقتل شخصين على الأقل وجرح آخرين بينهم أطفال، وتدمير منازل، وشملت الغارات أيضا حي المعادي بمدينة حلب، مما أدى إلى مقتل ستة -بينهم أطفال- وفقا لمراسل الجزيرة.
واستهدف الطيران الحربي السوري أيضا بلدتي مارع وتل رفعت بريف حلب الشمالي، مما تسبب في مقتل وجرح عدد من الأشخاص وفقا لناشطين. وتحدث ناشطون عن غارات وقصف مدفعي لبلدات في ريف دمشق, ودرعا جنوبي البلاد.
مسعى مصري لإطلاق تجمع جديد للمعارضة السورية
بدأ معارضون سوريون اليوم في القاهرة اجتماعا يهدف إلى إطلاق تجمع جديد يوصف بأنه أكثر اتساعا كبديل عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
ويشارك في المؤتمر أكثر من مئتين شخصية بهدف التوافق على وثيقة سياسية تتبناها المعارضة وتتضمن مطالبها في أي حل سياسي محتمل للأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من أربع سنوات.
وكان المجلس المصري للشؤون الخارجية (غير حكومي ومقرب من الخارجية المصرية) قد وجه نحو 220 دعوة إلى شخصيات سورية معارضة لحضور المؤتمر، دون أن يوجه دعوة رسمية للائتلاف (أكبر مظلة للمعارضة) مكتفيا بتوجيه دعوات لأشخاص داخله، بحسب مصادر في الائتلاف.
وافتتح المؤتمر بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اللذين حذرا من التداعيات الإقليمية والدولية لاستمرار النزاع في سوريا.
وقال شكري إن سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى وسيطرة “التيارات الإرهابية المسلحة” على معظم الأراضي السورية أمور تهدد مستقبل المنطقة برمتها ولا يمكن السكوت عنها.
واعتبر أن وجود تصور سوري خالص للحل السياسي أهم الآن من أي وقت مضى.
من جهته أكد العربي أن تفاقم الأزمة السورية وتزايد تداعيتها الإقليمية والدولية يفرضان إعادة النظر فيما اتخذ من إجراءات في هذا الملف بعد أن أدرك الجميع عدم إمكانية الحسم العسكري.
واعتبر العربي أن النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأمور وتصميمه على المضي قدما في الحل العسكري، وشدد على أن الحل في سوريا يجب أن يكون سوريا سلميا وبإرادة سورية حرة.
ولفت وزير الخارجية المصري إلى أن استضافة بلاده المؤتمر جاء بناء على طلب قوى وشخصيات سورية، مشددا على أن مصر “لم ولن تتدخل يوما في شأن شعب عربي شقيق”.
ويأتي عقد المؤتمر بعد لقاء استضافته القاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي بمشاركة معارضين سوريين من الداخل والخارج، وانتهى بإعلان وثيقة من عشر نقاط تنص بالخصوص على حل سياسي للحرب في سوريا.
وقال أحد منظمي المؤتمر المعارض السوري هيثم مناع في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية الشهر الماضي إن هذا التجمع “مختلف كليا” عن الائتلاف السوري الذي يلقى دعما غربيا ودعم دول عربية كـالسعودية وقطر بالإضافة إلى تركيا.
وأضاف “سيكون اجتماعا سوريا 100%، نموله بأنفسنا ولا يتحكم أحد فيه وجدول أعماله سوري بحت”.
100 قتيل في سوريا بأعنف غارات للنظام على حلب و إدلب
دبي – قناة العربية
يواصل النظام السوري ارتكاب جرائمه بحق المدنيين وواصل القصف بالبراميل المتفجرة التي أوقعت أكثر من مئة قتيل في إدلب معارك الكر والفر تستمر هنا وهناك على مختلف الجبهات السورية .
ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر 105 أشخاص بينهم 13 طفلا، و 9 سيدات في إدلب.
أما في حلب، فقدّرت لجان التنسيق أعداد الضحايا بـ 21 شخصا بالإضافة إلى 5 أشخاص في ريف دمشق و 3 في حمص و2 في الحسكة و2 في دير الزور.
وفي محافظة الرقة أكدت مصادر مصرع فلسطينيين 2 أحدهما قيادي في تنظيم داعش قضى خلال قصف لطائرات التحالف على الريف الشمالي للرقة.
فيما تـجددت الاشتباكات في ريف القنيطرة بين قوات النظام والميليشياتِ الموالية لها من جهة، ومقاتلي فصائل المعارضة من جهةٍ أخرى في محيط بلدتي المسحّرة وأم باطنة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة.
بينما قصفت قواتُ النظام مناطق في بلدة الحارة بريف درعا، أعقبه قصفٌ بالبراميل المتفجرة لمناطق في بلدات الحَرَاك والكرك الشرقي وإبطع، أسفر عن سقوط العديد من الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين.
شكري: توصلنا لـ 10 نقاط تضمن حل الأزمة السورية
القاهرة – أشرف عبد الحميد
أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أنه تم التوصل لصيغة من 10 نقاط لحل الأزمة السورية.
وقال في كلمته اليوم أمام مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة، إن عملية تقريب وجهات نظر التي بدأت في القاهرة في يناير الماضي أثمرت حتى الآن عن “نقاط عشر” تم التوافق عليها.
وتطورت تلك العملية بالارتكاز على جهود الشخصيات السورية المشاركة في مؤتمر موسع، يستهدف صياغة تصور يتأسس على تلك النقاط التوافقية، ويتضمن رؤية واضحة لمستقبل سوريا، وصيغة تنفيذية لوثيقة جنيف، بحيث يتم طرح هذا التصور على الشعب السوري والمجتمع الدولي من أجل الحل السياسي.
وأضاف أن التصور الذي سيخرج عن هذا المؤتمر سيكون مفتوحاً لجميع الأطراف والفصائل والتجمعات السورية لتبنيه، فقوة ونجاح جهودكم منذ البداية ارتكزت على تطلعات مجمل الشعب السوري، ولم تقتصر يوماً على أطراف من دون أخرى.
وأشار إلى أن سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى والتنظيمات والميليشيات المتطرفة والإرهابية على معظم الأراضي السورية، أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها، ولا يمكن السكوت عليه، أو القبول به باعتباره أمراً واقعاً، كما أثبتت التجربة أن مواجهة خطر تلك التنظيمات وإعادة توحيد الأراضي السورية، لن تتحقق من دون التوصل لتسوية سياسية، وهي تسوية مبنية على وثيقة جنيف، حيث تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وتكتسب شرعيتها من الشعب السوري ومن الاعتراف الدولي بها باعتبارها صيغة توافقية مدعومة من قبل المجتمع الدولي، وتتمكن تلك الهيئة بمؤسساتها المختلفة من إدارة عملية عودة المهجرين وإعادة الاستقرار وإنفاذ القانون. كما تتمكن من جذب الدعم الداخلي والخارجي لمواجهة القوى المسلحة الرافضة للتسوية، كي تتمكن هيئة الحكم من ممارسة السيادة على كافة الأراضي السورية.
وأكد أيضاً أن المجتمع الدولي لم ينجح حتى الآن في الخروج بتوافق حول صيغة تنفيذية للتسوية السياسية في سوريا بناء على الوثيقة الوحيدة المتفق عليها، وهي وثيقة جنيف، ولم يكن في معرض الحديث عن أسباب ذلك، إلا أنه يتعين على الجميع – كما قال- الوقوف على واقع الأمور على الأرض، فالعملية السياسية جمدت لفترة طويلة، والعمليات العسكرية المتصاعدة أصبحت أكثر جذباً للجهود والإمكانيات الدولية والإقليمية على حساب التسوية السياسية.
وأشار إلى أن وجود تصور سوري وطني خالص للحل السياسي أصبح أكثر أهمية وإلحاحاً من أي وقت مضى، فالسوريون هم الأحق والأكثر قدرة على صياغة مستقبل بلدهم، وعلى وضع رؤية شاملة تكون بمثابة المشروع الوطني الذي يحظى بقبول الشعب السوري بكافة أطيافه وانتماءاته، بحيث تصبح تلك الرؤية المحرك والدافع الرئيسي لشحذ الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العنف والتدخلات وإنفاذ الحل السياسي.
وتابع.. لقد أثبتت التجارب في المنطقة منذ اندلاع الثورات في عام 2011، أن الكلمة الأخيرة ستظل للشعوب العربية، وأن بقاء تلك الشعوب ليس رهناً بحاكم أو بقوى خارجية أياً كانت، وأن الديمقراطية ليست حلماً بعيد المنال، بل هدف قابل للتحقيق بالتعاون الجدي بين الشعب والدولة، وبالتوازي مع الحفاظ على الاستقرار والمؤسسات.
واستطرد الوزير المصري قائلا: إن الحراك الشعبي السوري انطلق في مارس 2011، حراكاً سلمياً يتطلع للتغيير، إلا أن النهج الأمني العنيف، وعدم إدراك طبيعة المرحلة، أدى لازدياد حدة الاحتجاجات والمواجهات وسقوط الأبرياء، فتدهورت الأوضاع على مدار السنوات الأربعة الماضية، وزادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة، وسمح للميليشيات والمقاتلين الأجانب والسلاح بالعبور للداخل السوري للقتال في صف طرف أو آخر، فقضى ذلك على الحراك السلمي، وتحولت الأوضاع إلى صراع مسلح بالوكالة، وتحولت الأراضي السورية ملاذا آمنا ومرتعا للإرهابيين من كل حدب، وباتت سوريا رهينة لطائفية بغيضة تعمق أزمتها وتباعد بينها وبين الحل السياسي.
وأكد شكري أن فاتورة مأساة سوريا لم يتحملها سوي أبناء الشعب السوري، بما وقع عليهم من قتل وتدمير وتهجير غير مسبوق في التاريخ الحديث، ورغم عبارات وحملات التعاطف من قبل المجتمع الدولي، لم تزل الأزمة قائمة، ولم يزل الشعب السوري يعاني، ولم تزل المصالح الضيقة والطائفية تتحكم في حاضر سوريا وتهدد بتدمير مستقبلها.
وأكمل.. أنه من هذا المنطلق، عملت بعض القوى والشخصيات الوطنية السورية على تشجيع دور مصر وطلب دعمها ورعايتها لجهد سوري وطني خالص، وجاءت استجابة مصر لهذه الجهود تأسيساً على حرصنا الطبيعي في الحفاظ على سوريا، واستجابة لمتطلبات الأمن القومي العربي، ومن خلال صدق سياسة مصر تجاه الأزمة منذ بدايتها، فمصر لم تتدخل ولن تتدخل يوماً في شأن شعب عربي شقيق، ومصر لم تسع لتطويع الثورة السورية أو توظيفها تحقيقاً لمصالحها وأهدافها، وستظل دوماً على استعداد لتقديم يد العون والرعاية لأشقائها العرب.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور في سوريا، مشدداً على أن الجميع أدرك عدم إمكانية الحسم العسكري، داعياً المعارضة السورية المجتمعة في مؤتمر القاهرة إلى تضافر الجهود للوصول إلى حل سياسي يوقف شلال الدم.
سامح شكري ونبيل العربي
ولفت إلى أن مايحدث أتاح فرصة تزايد نفوذ المنظمات الإرهابية وتمدّد أنشطتها لتشمل أنحاء واسعة من الأراضي السورية، مُهدّدةً كيان الدولة السورية الشقيقة ومؤسساتها ووحدة أراضيها وشعبها.
وجدد العربي التأكيد على أن الحل في سوريا يجب أن يكون حلاً سورياً سلمياً وبإرادة وطنية حرة، مشيراً إلى أن الجامعة بذلت جهوداً مُكثّفة منذ بداية الأزمة عام 2011، ولا تزال، من أجل توحيد صفوف المعارضة السورية ورؤيتها السياسية إزاء متطلبات المرحلة الانتقالية.
وأعرب عن أمله أن يُكّلل اجتماع القاهرة بنتائج هامة تسهم في بلورة تلك الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء متطلبات المرحلة الانتقالية، وتسهم أيضا في وضع آلية مناسبة تضمن تحقيق المشاركة والتمثيل الأوسع لمختلف أطياف المعارضة في إطار تنظيمي قادر على إدارة عملية المفاوضات مع الحكومة السورية، وفقاً لبيان جنيف (1).
مصادر لـCNN: الجيش الأمريكي ينظر بفرضية وجود “أدوار كبيرة” تلعبها “زوجات داعش” في عمليات التنظيم
مصادر لـCNN: الجيش الأمريكي ينظر بفرضية وجود “أدوار كبيرة” تلعبها “زوجات داعش” في عمليات التنظيم
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أكدت مصادر أمنية في واشنطن أن الجيش الأمريكي بدأ ينظر في فرضية قيام زوجات عناصر وقادة تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ”داعش” بأدوار كبيرة على صعيد عمل التنظيم من خلال شبكات العمل والاتصالات وذلك لاعتقادهم بأن القوات الأمريكية لا تعير نساء التنظيم الكثير من الاهتمام والمراقبة.
وكانت قوة أمريكية خاصة قد قامت الشهر الماضي بتنفيذ غارة أدت إلى مقتل القيادي في التنظيم، المعروف باسم “أبوسياف” الذي يعتقد أنه يلعب دورا على صعيد العمليات المالية لداعش، وترافق ذلك مع القبض على زوجته التي نظرت الأجهزة الأمنية الأمريكية إليها على أنها “كنز من المعلومات” قادرة على تقديم تصور أوضح حول عمل واتصالات التنظيم.
وأكدت المصادر الأمريكية أن القوات الخاصة التي نفذت الغارة تمكنت أيضا من الاستيلاء على كميات كبيرة من المعلومات المخزنة على أقراص صلبة، مضيفة أن واشنطن نفذت مؤخرا غارة أدت إلى مقتل قيادي كبير في داعش “أمير” بشرق سوريا، وذلك بناء على معلومات حصلت عليها من تلك الأقراص.
أما عن التجارة النفطية لداعش، فقد قالت المصادر إن الجيش الأمريكي بات متأكدا بأن نصف عوائد داعش النفطية تخصص للعمليات العسكرية وتمويل النشاطات المسلحة، أما النصف الآخر فيدفع كأجور للعمال ولدعم عمليات الإنتاج وإصلاح الأضرار الناتجة عن الغارات الدولية.
ودل هاتف أبوسياف على أن الأخير كان خلال فترة معينة على اتصال مباشر بأبوبكر البغدادي، “الخليفة المعلن” للتنظيم.
زكريا لـCNN: العراق إنهار.. لا أحد يقاتل من أجل الدولة.. فالأكراد يقاتلون لكردستان والشيعة والسنة لمناطقهم وداعش لأفكاره
زكريا لـCNN: الجيش العراقي لم ينهار.. العراق إنهار.. لا أحد يقاتل من أجل الدولة.. فالأكراد يقاتلون لكردستان والشيعة والسنة لمناطقهم وداعش لأفكاره
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال فريد زكريا، محلل الشؤون السياسية ومقدم برنامج “GPS” على شبكة CNN إن الجيش العراقي لم ينهار بحسب ما وصفه عدد من النقاد التي تلت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، والتي قال فيها: “إن الجيش العراقي فقد رغبته بالقتال،” لافتا إلى أن هذه ليست القضية.
وأوضح زكريا: “وزير الدفاع الأمريكي نسي إضافة كلمة القتال من ’أجل العراق‘ لينهي جملته، فهناك العديد من الأطراف التي تقاتل بشدة في العراق وأبدت استعدادها للقتال بشجاعة، فالأكراد يقتلون بضراوة من أجل كردستان، والشيعة يقاتلون بقوة من أجل ابنائهم، والسنة أيضا، ولكن لا أحد يبدي الرغبة بالقتال من أجل العراق، وعلى الجانب الآخر يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل من أجل أفكاره.”
وتابع قائلا: “المشكلة الحقيقية هو ليس أن الجيش العراقي فقد رغبته بالقتال، بل أن العراق أنهار، وتنظيم داعش في معركة قوية مع الحكومة، ولكن لا يوجد ميليشيا تصل إلى هذه النجاحات دون وجود نوع من الدعم محلي من قبل سكان هذه المناطق، والتنظيم يستغل شعور أبناء السنة في كل من العراق وسوريا حول التهميش الذي يتعرضون له من قبل الحكومة الشيعية والعلوية.”
المعارضة السورية تبحث حلا سياسيا بالقاهرة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
يختتم الثلاثاء المؤتمر الموسع للمعارضة السورية أعماله في القاهرة، ويهدف المؤتمر إلى التشاور لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية عبر التأسيس لحكم انتقالي.
ويحضر الاجتماع عدد من الشخصيات السورية المعارضة من الداخل والخارج، إضافة إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية العربية.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد أن سيطرة الطائفية وانتشار التنظيمات الإرهابية في سوريا، يهددان أمن المنطقة كلها.
وأضاف شكري، في اليوم الأول من مؤتمر المعارضة، أن الأزمة السورية تحتاج إلى الوصول لحل توافقي وسياسي، بين الأطراف كافة، مبني على وثيقة جنيف.
من جانبه قال السياسي السوري المستقل وعضو لجنة مؤتمر القاهرة، جهاد مقدسي، إن النظام السوري غير قادر على إنهاء الحرب وهو ما يجعل اللجوء الى حكم انتقالي هو الحل الأمثل. وأضاف مقدسي في حديث مع سكاي نيوز عربية أن التغيير في سوريا بات حتميا.
سوريا.. خريطة النفوذ الميداني تتغير أسبوعيا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بعد إعلان مصادر حكومية سورية الأحد، أن وحدات من الجيش، أحكمت سيطرتها على مناطق عدة في ريف الحسكة، إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة، اختلفت خريطة النفوذ والسيطرة السياسية والعسكرية لسوريا، والجبهات المشتعلة تسفر عمليا عن تغيرات مستمرة في الخريطة.
وتتقاسم الجغرافيا السورية أربع قوى رئيسية تسيطر عسكريا على أجزاء من البلاد، هي الجيش الحكومي السوري، وكتائب المعارضة المسلحة، وتنظيم الدولة، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وتتركز سيطرة القوات الحكومية على محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين المطلتين على البحر المتوسط، ومحافظة السويداء الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية، ومعظم أحياء مدينة دمشق العاصمة، ومدن حماة وإدلب، وبعض الأحياء بمدينتي حمص وحلب.
في حين تسيطر كتائب الثوار والمعارضة المسلحة، وبينها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على معظم البلدات والمدن الواقعة في محافظات حلب كما أعلن جيش الفتح التابع للمعارضة أخيرا سيطرته على معظم محافظة إدلب في الشمال حيث لم يتبق للنظام سوى قريتي كفريا والفوعة المواليتين بالإضافة إلى مطار أبو الظهور العسكري.
وفي الجنوب تسيطر المعارضة على أجزاء كبيرة من محافظتي درعا والقنيطرة، وفي المنطقة الوسطى تبسط المعارضة نفوذها على معظم بلدات الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حمص بالإضافة إلى عدة بعض مناطق النفوذ في ريف محافظة حماة.
وفي المنطقة الساحلية الغربية تسيطر المعارضة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان شمال اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، كما تسيطر المعارضة على معظم أنحاء ريف دمشق.
وتسيطر القوات الكردية، التي يطلق عليها “وحدات حماية الشعب”، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، على ثلاث مناطق منفصلة شمالي البلاد بمحاذاة الحدود التركية، وهي شمال محافظة الحسكة، لا سيما مدينة القامشلي، ومنطقة عين العرب “كوباني”، شمال شرقي محافظة حلب، ومنطقة عفرين شمال غرب المحافظة ذاتها.
أما تنظيم الدولة، فيفرض سيطرته على معظم محافظة دير الزور شرفي البلاد، ومحافظة الرقة في الشمال الشرقي وأجزاء من محافظة الحسكة، وتعد مدينة الرقة معقله الأساسي وأول مدينة تسقط تحت سيطرته، كما يفرض سيطرته على أجزاء من ريف حلب الشرقي، بما فيها مدينة منبج.
وكما هو ملاحظ من الخريطة أعلاه أن مناطق نفوذ القوات الحكومية أصبح ينحسر شيئا فشيئا، مقابل انتشار كبير لمسلحي داعش في الشمال والوسط، أما المعارضة المسلحة فمناطقها متوزعة على الأطراف، فيما ترتبط مناطق الأكراد بالحدود التركية من جهة الشرق وأقصى الغرب.
يذكر أن العديد من محاور القتال والجبهات المشتعلة تسفر عملياً عن تغيرات مستمرة، ما يفقد أي خريطة ترصد الوضع القائم دقتها مع الوقت.
النظام السوري يحوّل مطار القامشلي المدني لمطار عسكري
روما (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر أهلية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية إن النظام السوري حوّل مطار القامشلي الدولي المدني إلى مطار عسكري لانطلاق طائراته المقاتلة، وحذّرت من انعكاس هذه الخطوة “سلباً” على أهالي المنطقة.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “النظام قام ولأول مرة بتحويل مطار القامشلي المدني إلى مطار وقاعدة عسكرية لانطلاق الطائرات الحربية المقاتلة من نوع ميغ وسوخوي، من أجل التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وتعزيز قدرات الجيش بعد أن لاح قرب سقوط المدينة بيد التنظيم الإرهابي”.
وتحدثت المصادر عن هبوط طائرات حربية للمرة الاولى في مطار القامشلي الدولي، حيث ساهم تحويل المطار لقاعدة عسكرية جوية في تراجع تنظيم الدولة الإسلامية عن بعض المناطق التي سيطر عليها جنوب المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. واضطر التنظيم للتخلي عن سجن الأحداث ومحطة الكهرباء ومجبل الإسفلت وبعض القرى على مدخل الحسكة الجنوبي والتي سيطر عليها عناصره قبل أيام.
لكن أهالي المنطقة حذّروا من “انعكاسات سلبية” لتحويل المطار المدني إلى مطار عسكري لقوات النظام. وأعربوا عن خشيتهم من أن يكون هذا “دافعاً قوياً” لتنظيم الدولة لشن “هجمات كبيرة ومركزة على المطار لإخراج سلاح الطيران من المعادلة العسكرية وشل قدراته”، مما قد يتسبب بالمزيد من الدمار في منطقة المطار لدولي وما حولها.
وكانت قوت النظام قد استعادت سيطرتها على سجن الأحداث جنوبي مدينة الحسكة وعلى عدد من مواقع سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قبل أيام، والذي كبّد النظام خسائرا بشرية غير قليلة عبر سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت حواجزه الأمنية. إلا ان استخدام النظام للطيران الحربي والمدفعية الثقيلة دفع التنظيم لإيقاف زحفه نحو المدينة بشكل آني على الأقل.
نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري: القضاء على الارهاب لن يتم إلا عبر هيئة الحكم الانتقالية
روما (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة أن القضاء على الارهاب في سورية “لن يتم إلا عبر تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، بناء على بيان جنيف والقرارات الدولية” ذات الصلة
وذكر مروة “أن تجربة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب والقضاء عليه منذ تشكيل التحالف الدولي تكشف أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات خطوة لا بد منها لإفشال مشاريع نظام الأسد المتمسك بالسلطة ووقف ممارساته الإرهابية الممنهجة”. واتهم النظام بـ”إلقاء براميل متفجرة راح ضحيتها خلال الساعات الـ 48 الماضية أكثر من 70 شهيداً وعشرات الجرحى في ريفي إدلب وحمص ومناطق أخرى”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف
ولفت نائب رئيس الائتلاف إلى أن “الترتيبات التي ينفذها نظام الأسد لتسليم مناطق جديدة ووضعها بيد تنظيم الدولة من أجل سحب قواته وتحصين مراكزه الأمنية الرئيسية المتبقية؛ تؤكد صحة التحذيرات التي أطلقها الائتلاف عن وجود مستوى عال من التنسيق وتلاقي المصالح الإرهابية ما بين النظام والتنظيم، دون أن يقابل ذلك أي موقف من قبل قوات التحالف الدولي بكل ما يثيره ذلك من شكوك واستغراب”. واشار إلى أن “عمليات التسليم تلك تأتي بالتوازي مع هجمات جوية إجرامية ينفذها نظام الأسد لتمهيد الطريق أمام تنظيم الدولة ووقف انهيارات النظام المستمرة والمتلاحقة أمام ضربات الثوار”، على حد وصفه
نتنياهو: سورية والعراق وليبيا واليمن دول لم تعد موجودة
القدس (8 حزيران/يونيو) وكالة (أكي) الايطالية للانباء
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سورية والعراق واليمن وليبيا دولا “لم تعد موجودة”، على حد وصفه
وقال نتنياهو، في مستهل لقاء له مع وزير خارجية جمهورية التشيك، لوبومير زاورالك اليوم الاثنين في القدس “هدفنا هو الازدهار والسلام والأمن، وهذا أمر صعب في الشرق الأوسط الذي يشهد انهيار دول أمام أعيننا، سورية لم تعد موجودة. العراق لم يعد موجودا. ليبيا لم تعد موجودة. اليمن لم يعد موجودا”، حسبما نقل عنه مكتبه
واضاف “كل واحد من تلك الأماكن التي تنهار تشهد ظهور الإسلام المسلح، سواء مجموعة شيعية بقيادة إيران أو مجموعة سنية من خلال تنظيم الدولة الاسلامية”. وأشار نتنياهو إلى انه “في هذه البيئة، تسعى إسرائيل لتحقيق سلام دائم. هذا السلام يعني أننا لا نريد أن نرى تكرار لما حدث في غزة، ما حدث في لبنان. تركنا لبنان فجاء حزب الله، غادرنا غزة فجأت حماس وكلاهما بدعم من إيران. لا يسعنا أن يكون هذا الامر للمرة الثالثة. لكننا لا نريد دولة واحدة موحدة. نريد دولتين لشعبين: دولة يهودية، دولة قومية يهودية – إسرائيل، تعيشان في سلام مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح”، على حد تعبيره
بلجيكا: توجه نحو الانسحاب من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة
بروكسل (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تتوجه السلطات البلجيكية إلى سحب طائراتها من طراز إف16 المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية
وتشارك بلجيكا بست طائرات من هذا الطراز في إطار التحالف الدولي منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث تتمركز الطائرات، منذ ذلك الحين، في قاعدة الأزرق في الأردن، هذا بالإضافة إلى فريق صيانة وأمن مكون من 120 عسكرياً.
ويثير هذا الأمر لغطاً في الأوساط السياسية في البلاد، إذ ينتهي التفويض الرسمي للبعثة البلجيكية في ثلاثين الشهر الجاري، ما يعني أن الحكومة ستعلن قرارها قريباً.
وكان وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، المتواجد حالياً في الأردن، قد عبر عن هذا التوجه، حيث ذكر أن “الأمر يتعلق بتخفيض النفقات، ولكننا نتفاوض مع هولندا للقيام بدورنا وتعويض عملنا مؤقتاً ضمن التحالف الدولي”، وفق كلامه.
وألمح ريندرز إلى أن بلاده قد تعود لاحقاً للانضمام إلى التحالف، بإمكانيات مخفضة، عام 2016، مشيراً إلى أن محاربة داعش قد تستغرق سنوات.
ودعا ريندرز الدول الإقليمية إلى المشاركة بشكل أكثر فاعلية في التصدي لهذا التنظيم.
ولكن الوزير البلجيكي أكد على أن بلاده ستبقي على فريق التدريب العامل حالياً في العراق والمكون من ثلاثين مدربا وعنصر أمن يعملون على تأهيل القوات العراقية في بغداد.
ولكن اللافت في تصريحات رئيس الدبلوماسية البلجيكية إقراره بأن تنظيم الدولة (داعش) لا يتراجع، “بل ويربح معركة الاتصال والاعلام”، وفق كلام الوزير الذي نُقل عنه من عمان.
هذا وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الأوساط العسكرية والسياسية في بعض الدول المنخرطة في التحالف تناقش إنسحابها منه.
وكان ريندرز قد إلتقى أمس الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية ناصر الجودة.
ومن المتوقع أن يزور اليوم قاعدة الأزرق حيث يتفقد قوات بلاده، قبل أن يتوجه إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان (شمال العراق)، لاجراء مباحثات مع المسؤولين المحليين وممثلين عن الطائفة الأيزيدية.
وتأتي تصريحات ريندرز في وقت يشتعل فيه الجدل الدولي حول فائدة ومصداقية التحالف الدولي ضد داعش، خاصة وأن هذا التنظيم يواصل تمدده في العراق وسورية، بل وفي ليبيا، رغم ما قيل بأنها ضربات جوية دولية موجعة وُجهت له على مدى أشهر.