أحداث الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017
«داعش» يكبد القوات النظامية وحلفاءها خسائر فادحة في البوكمال
لندن – «الحياة»
قال زعماء عشائر وسكان و «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن عناصر «داعش» استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال، آخر معاقلهم في سورية، بعد أن نصبوا كمائن لفصائل مدعومة من إيران، كانت أعلنت الأربعاء الماضي سيطرتها على المدينة، وكبدوها خسائر فادحة مما أجبرها على الانسحاب. وأضافوا أن عناصر «داعش» الذين كانوا يختبئون في أنفاق في قلب مدينة البوكمال باغتوا عناصر من «حزب الله» اللبناني انضموا إلى عناصر عراقية كانوا قد عبروا الحدود إلى سورية.
وكانت القوات النظامية وحلفاؤها قد شنوا هجوماً برياً على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور بشرق سورية بعد شهور من قصف روسي مكثف أدى إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين ودمار واسع في المدينة.
وقال قحطان غانم العلي، وهو زعيم بإحدى العشائر على اتصال بأقارب في البوكمال إن عناصر «داعش» شنوا هجوماً مباغتاً بهجمات انتحارية وصاروخية بعد «خداع الفصائل الإيرانية وإيهامها بأن داعش غادر المدينة».
وكانت القوات النظامية أعلنت الخميس الانتصار على «داعش»، متحدثة عن مقتل متشددين كثيرين واستسلام العشرات، وأفادت في بيان بأن استعادة البوكمال تمثل «انهيار مشروع التنظيم» الذي استمر ثلاث سنوات في المنطقة.
ولم تذكر القوات النظامية أي شيء عن خسائر البوكمال، لكن موقع الإعلام الحربي المقرب من «حزب الله» قال إن ضربات جوية مكثفة قصفت مخابئ «داعش» في ريف البوكمال الغربي.
وقال قيادي في تحالف يدعم القوات السورية لـ «رويترز» إن الهجوم قادته قوات خاصة من «حزب الله» تقاتل داخل سورية إلى جانب مقاتلين شيعة من العراق وأفغانستان دخلوا سورية من العراق.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «هجمات المسلحين تلك تؤدي إلى خسائر بشرية ضخمة في صفوف المقاتلين الذين يدعمون النظام».
والبوكمال مركز إمداد واتصالات رئيسي للمتشددين بين سورية والعراق وتمثل جائزة كبيرة للفصائل المدعومة من إيران.
وتسببت سيطرة التنظيم على البوكمال ومدينة القائم الحدودية في العراق في قطع الطريق السريع الاستراتيجي بين بغداد ودمشق الذي كان منذ فترة طويلة القناة الرئيسية لتوريد السلاح من إيران إلى حليفها السوري.
وتقول المعارضة السورية وبعض الدول الغربية إن التدخل العسكري القوي لإيران إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن دعم طهران مقاتلين شيعة آخرين، يؤجج البعد الطائفي للحرب الأهلية السورية إذ يدفع المقاتلين السنة في اتجاه التطرف.
ويزداد اعتماد الجيش السوري، الذي أرهقته سنوات الحرب، أكثر من أي وقت مضى على المقاتلين الشيعة وسلاح الجو الروسي لاستعادة أراض من «داعش».
وذكر «المرصد» وسكان أن طائرات يُعتقد أنها روسية كثفت قصفها مدينة البوكمال وضواحيها لليوم الثالث مع سقوط ما لا يقل عن 50 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال قتلى منذ يوم الجمعة.
وأضاف «المرصد» أنه رداً على خسائرها قامت الفصائل الإيرانية التي اضطرت إلى الانسحاب بقصف قرى شرق المدينة كانت مئات الأسر الفارة من البوكمال قد وجدت ملجأ موقتا فيها.
وفي إحدى الغارات الجوية على بلدة السكرية الواقعة شرقي المدينة قُتل ما لا يقل عن 30 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال من ثلاث عائلات وذلك حسبما قال اثنان من السكان فروا من المدينة لكنهم على اتصال بأقارب لهم.
وأفاد «المرصد السوري» وشخصيات محلية بأن البوكمال تعرضت لهجمات مكثفة يُعتقد أن روسيا شنتها عبر محافظة دير الزور مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين في الأشهر الأخيرة.
وقال خبراء عسكريون وشخصيات من المعارضة السورية إن روسيا صعدت سياسة «الأرض المحروقة» في المحافظة بغاراتها الجوية في الأشهر الأخيرة لضمان انتصار عسكري سريع بأي ثمن.
في موازاة ذلك، نفت روسيا انسحاب القوات النظامية من البوكمال.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية أمس عن قائد المجموعة العسكرية الروسية في سورية الفريق أول سيرغي سوروفيكين أن إعلان «داعش» استعادة البوكمال عبارة عن «أقاويل دعائية لا أساس لها من الصحة».
وأضاف أن «المدينة تسيطر عليها القوات المسلحة السورية بالكامل وبدعم من حلفائها منذ يوم الجمعة».
وأوضح المسؤول الروسي أنه «في الوقت الراهن تشارف عملية تمشيط المدينة ومحيطها على الانتهاء، ويقوم أفراد الجيش بالقضاء على بؤر الإرهابيين المبعثرة في مناطق متباعدة حول المدينة».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال الجمعة إن القوات النظامية تمكنت من القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» في البوكمال. وأضاف أن عملية تحرير البوكمال نفذت بدعم كبير من جانب من الطائرات الحربية الروسية.
من ناحيتها أفادت شبكات إعلامية مقربة من المعارضة أن «داعش» لا يزال يسيطر على البوكمال. وأشارت إلى أن عناصر التنظيم لا يزالون متحصنين داخل المدينة، وأن الاشتباكات تدور على أطرافها.
إلى ذلك، قتل 21 مدنياً على الأقل جراء غارات شنتها طائرات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على بلدة في شمال سورية مشمولة باتفاق خفض التوتر.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قتل 21 مدنياً بينهم خمسة أطفال جراء ثلاث غارات نفذتها طائرات حربية لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على سوق بلدة الأتارب» الواقعة في ريف حلب الغربي.
«سورية الديموقراطية» تسيطر على حقل التنك النفطي
وأفادت «سورية الديموقراطية» الأسبوع الماضي بأنها أطلقت معركة جديدة للسيطرة على حقل التنك وشركة النفط فيه. وشهد الحقل اشتباكات قوية ومعارك عنيفة، إلى أن سيطرت عليه «قسد» أمس.
وأوضحت أن حملة «عاصفة الجزيرة»، التي دخلت يومها الـ65، تستمر بالتقدم في كل محاورها، وسط اشتباكات عنيفة مع «داعش». وتخوض «سورية الديموقراطية» معارك شرق نهر الفرات، تزامناً مع أخرى تجري ضد التنظيم في الجزء الجنوبي من محافظة دير الزور.
ويقع حقل التنك على بعد 35 كيلومتراً شرق مدينة دير الزور، ويعتبر من أهم حقول النفط في سورية، إلى جانب حقلي «كونيكو» و «العمر» اللذين سيطرت عليهما «قسد» خلال الأسابيع الماضية.
وتأتي عمليات «قسد» ضمن الحملة العسكرية التي أطلقتها، منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، تحت مسمى «عاصفة الجزيرة»، للسيطرة على ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية من يد «داعش».
الرياض تستضيف اجتماعاً للمعارضة بعد أيام
لندن – «الحياة»
أعلنت السعودية انها ستستضيف اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية في الرياض بين 22 و24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأوضح بيان بثته «وكالة الأنباء السعودية» أمس، أن الاستضافة تأتي «انطلاقاً من سياسة السعودية الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة السورية بهدف التقريب بين أطرافها ومنصاتها وتوحيد وفدها المفاوض لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة».
على خلفية تباينات بينهما حول مؤتمر موسع للسلام تسعى موسكو إلى عقده لمناقشة مستقبل التسوية في سورية بعد «داعش»، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس في مدينة سوتشي على البحر الأسود، لاستكمال مناقشة تسوية النزاع وعملية عسكرية مرتقبة ضد الأكراد في عفرين شمالاً وصفقة نظام «أس 400» الصاروخي. واستبق أردوغان اللقاء بدعوته أميركا وروسيا إلى سحب قواتهما من سورية. فيما أعلنت إيران أن وجودها في سورية «مشروع» وأنها باقية ما بعد «داعش». ويأتي لقاء بوتين وأردوغان في أعقاب تفاهمات روسية- أميركية تقضي بانسحاب القوات الإيرانية وحلفائها من جنوب غربي سورية على الحدود مع إسرائيل (للمزيد).
وأعرب بوتين، في بداية اللقاء مع أردوغان، عن ارتياحه لتطور العلاقات مع أنقرة، قائلاً: «نعمل في الواقع على كل محاور التعاون… ولدينا العادة الحسنة التي تقضي بمناقشة مواضيع الساعة بطريقة عملانية».
وقال بوتين: «يمكن اعتبار أن العلاقات بين روسيا وتركيا عادت تقريباً إلى وضعها الطبيعي»، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بنسبة 38 في المئة. وصرح أردوغان: «أنا على اقتناع بأن لقاءنا اليوم سيكون فعالاً جداً». وزاد: «اللقاءات الكثيرة… تعطي زخماً لتطور علاقاتنا الثنائية»، مشيراً إلى تنامي التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والتجاري.
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن موضوع النقاش الرئيسي هو الوضع في سورية، ومناطق «خفض التوتر» ومتابعة التسوية السياسية، إضافة إلى البحث في تفاصيل صفقة شراء أنقرة نظام «إس- 400» للدفاع الصاروخي. كما يريد أردوغان البحث في عملية عسكرية تركية محتملة في منطقة عفرين شمال سورية لطرد عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، وهي قضية حساسة تحتل أولوية في سلم اهتمامات الرئيس التركي الذي قال أمس: «لا يمكن تركيا تجاهل التهديد من جانب مدينة عفرين، ونحن مضطرون لاتخاذ الإجراءات المطلوبة ضد القوات الكردية».
والتقى أردوغان وبوتين في أيلول (سبتمبر) الماضي في أنقرة، واتفقا على منطقة خفض توتر في إدلب شمال سورية. ومنذ ذلك الحين، اقترحت روسيا جمع كل القوى السياسية السورية، للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، لكن فصائل المعارضة وعواصم غربية أعربت عن شكوكها في مؤتمر سلام برعاية موسكو ودعت إلى «عدم الالتفاف» على مسار جنيف. كما تحفظت أنقرة بدورها عن الفكرة بسبب دعوة موسكو أكراد سورية. ووصف أردوغان أمس، هذه الدعوة بأنها «غير مقبولة»، وقال إنه سيناقش الأمر مع بوتين.
وقال الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو، إن «روسيا في وضع بالغ الصعوبة في سورية، لا تستطيع بكل بساطة السماح لنفسها بخسارة حلفاء أو حتى شركاء»، موضحاً أن بوتين وأردوغان «يحتاج كل منهما إلى الآخر» في هذا النزاع. وكان أردوغان قال أمس إن من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري للصراع في سورية عليهم أن يسحبوا قواتهم، وجاءت تصريحاته تعليقاً على إعلان بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب أنه «لا حل عسكرياً للصراع في سورية». وقال أردوغان للصحافيين قبل أن يتوجه إلى سوتشي: «يصعب عليّ فهم هذه التعليقات. إذا كان الحل العسكري غير مطروح، فإن على هؤلاء الذين يقولون ذلك سحب قواتهم».
وبعد سوتشي سيتوجه أردوغان إلى الكويت وقطر. ويضم الوفد التركي وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات الوطنية حقان فيدان.
إلى ذلك، أفادت الخارجية الإيرانية بأن وجود إيران العسكري في سورية «مشروع» وأنها ستستمر بعد هزيمة «داعش». وقال الناطق باسم الوزارة، بهرام قاسمي أمس، إن «الوجود العسكري الإيراني في سورية، جاء بناءً على طلب من الحكومة السورية». وأضاف قاسمي أنه «في حال القضاء على داعش في شكل كامل، فنحن مستمرون في سورية، وسنواصل تعاوننا مع (الحكومة السورية) في أشكال مختلفة». ولم يحدد المسؤول الإيراني أشكال هذا التعاون.
ميدانياً، تواصلت العمليات العسكرية بين القوات النظامية وحلفائها و «داعش» في البوكمال شرق سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات «الحشد الشعبي» العراقية وقوات «حزب الله» اللبناني و «الحرس الثوري الإيراني» والقوات النظامية تراجعت من محيط البوكمال. وترواح تلك القوات مكانها في انتظار وصول تعزيزات من القوات النظامية بقيادة العميد سهيل الحسن المعروف بلقب «النمر»، للبدء بهجوم جديد، في محاولة لإنهاء وجود «داعش» في البوكمال. وكانت قوات «الحشد الشعبي» و «حزب الله» و «الحرس الثوري» تكبدت خسائر فادحة أجبرتها على الانسحاب من البوكمال، بسبب نصب «داعش» كمائن ومفخخات باغتت القوات السورية وحلفاءها.
مقتل 45 وجرح العشرات في غارات روسية على سوق شعبي في ريف حلب
موسكو تتنصل من اتفاق إبعاد ميليشيات إيران ونتنياهو يلمّح إلى أن إسرائيل حرة في سوريا
دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: ارتكب الطيران الحربي الروسي أمس في ريف حلب، مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من خمسة وأربعين قتيلاً وعشرات الجرحى والعالقين تحت الأنقاض، إثر غارات على سوق شعبي في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي شمالي سوريا.
وقال الناشط الإعلامي ماجد عبد النور من داخل مدينة الأتارب إن 45 شهيدا سقطوا في مجزرة داخل السوق الرئيسية في المدينة، كما خلفت الغارات الروسية الكثير من الأشلاء وعشرات الجرحى والمفقودين موزعين ما بين المشافي وتحت الأنقاض.
وحسب مصادر أهلية استهدف السوق بثلاث غارات جوية دمرت السوق المتضمن أكثر من مئة محل تجاري، فيما سارعت فرق الدفاع المدني الى محاولة إنقاذ العالقين وإسعاف الجرحى والقتلى، حيث نقلوا إلى مشافي الأتارب وكفر كمين وباب الهوى على الحدود السورية التركية.
وأدان الائتلاف السوري المعارض الجريمة التي ارتكبها الطيران الروسي. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن روسيا تسعى بكل وسيلة للالتفاف على إرادة السوريين وتطويقهم من خلال مبادرات ومشاريع ملتوية.
وأضاف أنه بدلاً من تعديل مواقفها واعتماد سياسة الضغط على نظام الأسد للمشاركة في جنيف والالتزام بقرارات مجلس الأمن والدخول في مفاوضات مباشرة وجدية، تؤكد هذه الجريمة مجدداً أن موقع روسيا لا يزال في مكانه، وأنها طرف منحاز إلى جانب نظام الأسد، ومصرة على الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب السوري، وأنها غير معنية بوقف إجرامها هذا ناهيك عن فرض ذلك على أتباعها.
وحمل الائتلاف الجانب الروسي المسؤولية المباشرة والكاملة عن جرائم الحرب التي ارتكبها في سوريا منذ بدء تدخله العسكري، إضافة إلى المسؤولية عن جرائم الإبادة واستخدام الأسلحة الكيميائية والمحرمة من قبل نظام الأسد. ودعا مجلس الأمن إلى إدانة المجزرة ومرتكبيها، وملاحقتهم بكل الوسائل بوصفهم مجرمي حرب، والعمل الجدي لحماية المدنيين السوريين من استمرار تلك المجازر.
وأظهر اتفاق خفض التصعيد الأخير المبرم بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، اختلافا كبيرا حول مذكرة المبادئ غير المعلنة اصلاً، والموقعة بهذا الشأن بين الأطراف الثلاثية في عمان، وتكشف حسب ما ذكرت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية، تنصل روسيا من التعهدات التي أبرمتها في اتفاق خفض التصعيد الخاص في مناطق جنوب غربي سوريا، بشأن خروج الميليشيات الإيرانية التي تحارب في ريف دمشق ومناطق جنوب سوريا إلى جانب قوات النظام من الأراضي السورية، وعدم ضمان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مع المعارضة.
وفي هذا الصدد قال العميد أحمد رحال في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «تعمد روسيا دائماً في تطبيق الاتفاقيات على وضع مخرج لنفسها، وتحاول أن تفهم المعاهدات والاتفاقيات وقرارات مجلس الأمن وتطبقها بمفهومها الخاص، وذلك نتيجة عدم وجود جدية دولية في التعامل مع «رجل المؤامرات» بوتين، فما حصل في اتفاق الجنوب فعليا قد «خفض» من أداء المعارضة السورية لا أكثر. الاتفاق الذي تم في عمان حسب العقيد رحال كان عبارة عن اتفاق وقف إطلاق نار، ثم تحول الى خفض تصعيد وهو درجة أدنى من وقف إطلاق نار، لأنه لا يمنع القتل والقصف والاستهداف، إنما يخفض من حجمها لا أكثر، وطبعاً ما يحصل بموافقة أمريكا»، فيما ذهب المحلل السياسي محمد العطار إلى «أن روسيا عبارة عن دولة مارقة لا تختلف عن ايران، ولا تبحث عن حل جدي في سوريا ولا يهمها بشار الأسد أيضاً، إنما هي تعتبر سوريا وما يحصل فيها، ورقة مساومة مع الغرب بسبب أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية والقرم وغيرها، وهي تستمر في إفشال كل ما من شأنه إيقاف الحرب السورية».
بدوره، قال العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار: أستبعد أن يرسل الأردن «قوات لحفظ السلام» في الجنوب السوري لأنه إن فعل ذلك فسوف «يدخل في مستنقع». وأردف أن «تلك المناطق، حسب تصريحات لوكالة «سبوتنيك الروسية، ما تزال غير آمنة».
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية حتى في الوقت الذي تسعى فيه القوتان إلى التوصل لهدنة.
سورية: 160 قتيلاً وجريحاً ضحايا مجزرة مدينة الأتارب
جلال بكور
ارتفع عدد القتلى والجرحى في مدينة الأتارب، الذين سقطوا، عصر أمس الإثنين، بقصف جوي روسي على سوق المدينة في ريف حلب الغربي شمال سورية، إلى 160.
وقال مركز الأتارب الإعلامي، إن حصيلة ضحايا القصف الجوي الروسي على سوق مدينة الأتارب بلغت ستين قتيلاً، وأكثر من مائة مصاب توزعوا على المستشفيات الميدانية في ريفي حلب وإدلب، مشيراً إلى أن الحالات الخطرة تم نقلها إلى تركيا.
وكان الطيران الروسي قد قصف، عصر أمس الإثنين، سوق المدينة بصواريخ شديدة الانفجار، ما أدى إلى وقوع دمار واسع في السوق ومنازل المدنيين، حيث دفن عشرات المدنيين تحت الأنقاض.
وفي السياق، أفاد الدفاع المدني، أنه تمكن من انتشال ثلاث وخمسين جثة وعشرات المصابين، في حين لا تزال فرق الدفاع وفرق الإنقاذ الأخرى تواصل العمل للبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
ونشر الدفاع المدني مقاطع فيديو تظهر عمليات البحث، التي استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
وأوقفت مديرية التربية والتعليم في مدينة الأتارب الدوام في مدارس المدينة حرصاً على سلامة المدنيين، في حين شهدت المدينة حركة نزوح إلى القرى والبلدات المحيطة في ريف حلب الغربي، خوفاً من تجدد القصف.
ويذكر أن ريف حلب الغربي تم ضمه إلى مناطق خفض التوتر مع إدلب والتي تم الاتفاق عليها بين الدول الضامنة “تركيا، روسيا، إيران” في محادثات أستانة.
ضحايا بقصف ريف دير الزور
في سياق متصل، قتل وجرح مدنيون، مساء أمس الإثنين، بقصف جوي روسي ومدفعي من قوات النظام السوري على ريف دير الزور شمال شرق سورية.
وذكرت مصادر محلية، أن خمسة مدنيين قتلوا وجرح العديد بينهم أطفال ونساء جراء قصف جوي روسي على مخيم للنازحين في منطقة جليب غنام القريبة من مدينة القورية في بادية دير الزور الشرقية جنوب نهر الفرات.
من جانبها، أفادت شبكة فرات بوست بمقتل وجرح مدنيين جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على منطقة حويجة كاطع شمال مدينة دير الزور، في حين لا تزال العديد من العائلات محاصرة في المنطقة.
وتحدثت الشبكة عن وصول سبع عشرة جثة لعناصر من قوات النظام السوري إلى المستشفى العسكري في دير الزور، بعد مقتلهم خلال هجوم من تنظيم “داعش” على موقع لهم قرب مطار الحمدان جنوب غرب مدينة البوكمال.
وفي غضون ذلك، قتل ثلاثة من عناصر تنظيم “داعش” بغارة جوية من طيران التحالف الدولي على سيارة كانت تقلهم في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي.
إلى ذلك، أفاد “المركز الإعلامي” التابع لمليشيات “قوات سورية الديمقراطية” بسيطرة مقاتلي المليشيات ضمن عملية “عاصفة الجزيرة” على قرية الشّل الغربي، جنوب شرقي دير الزور بعد معارك ضد تنظيم “داعش”.
وكانت “قوات سورية الديمقراطية” قد تقدمت على عدّة محاور في ريف دير الزور الشرقي في الضفة الشمالية الشرقية من نهر الفرات “جزيرة” بدعم من طيران التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وسيطرت على حقول كونيكو والعمر والتنك للنفط والغاز والعديد من القرى والبلدات آخرها مدينة الشحيل الواقعة شمال مدينة الميادين.
من جهة أخرى، أفادت حملة “الرقة تذبح بصمت” بمقتل مدنيين اثنين جراء انفجار لغم بهما من مخلفات تنظيم “داعش” خلال تفقدهما منزلهما الكائن في مدينة الرقة شمال البلاد، ويأتي ذلك بعد يومين على مقتل ثلاثة عشر مدنياً بانفجار لغم في منطقة جامع الصفا بحي الدرعية جنوب غرب المدينة.
النظام يتقدم في حماة
في حماة، سيطرت قوات النظام السوري اليوم مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية على قرية سرحا القبلية في الريف الشمالي الشرقي ومنطقة تل المحصر، بعد مواجهات عنيفة مع “هيئة تحرير الشام”، تكبد خلالها الطرفان خسائر بشرية.
ويذكر أن قوات النظام أحرزت تقدماً في ريف حماة الشمالي الشرقي خلال الأيام الماضية وسيطرت على العديد من القرى على الحدود الإدارية مع محافظة إدلب، إثر معارك ضد تنظيم “هيئة تحرير الشام”.
على الجانب الآخر، تجددت الاشتباكات بشكل عنيف بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” في محور قرية عاجل بالقرب من بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي وفق ما ذكرته مصادر محلية، بينما دارت اشتباكات متقطعة بين الطرفين في محاور تقاد والأبزمو وتديل لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنها.
وفي ريف دمشق الشرقي، قتل مدني وأصيب آخرون بجروح جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في بلدة الريحان ومدينة حرستا بالغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به “مركز الغوطة الإعلامي”.
جنوب سورية: ساحة مواجهة إسرائيلية إيرانية/ محمد أمين
يقترب الموقف العسكري في جنوب سورية وجنوب غربها من حافة الصدام، في ظل مساعٍ إيرانية، لم تعد خافية، تستهدف ترسيخ وجود دائم لطهران غير بعيد عن إسرائيل، التي أعلنت تبرمها من مذكرة تفاهم روسية أميركية أردنية وُقّعت أخيراً في عمّان، لتأسيس منطقة “خفض التصعيد” المؤقتة في جنوب سورية، ولم تلب مطلب تل أبيب في إبعاد مليشيات إيران عن الأراضي السورية والفلسطينية التي تحتلها بمسافة 50 كيلومتراً. وحاولت واشنطن امتصاص غضب إسرائيلي يتصاعد، من خلال التأكيد على أن المذكرة نصت على جلاء القوات الأجنبية من جنوب سورية، لكن موسكو أكدت أن المذكرة لم تتضمن هذا الأمر، وهو ما يؤسس لخلافات تدفع الموقف نحو تأزيم، ربما لا يقف عند حدود الاشتباك الكلامي، وهو ما تبدى في إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، أنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا، أن إسرائيل ستواصل التصرف وفق “احتياجاتها الأمنية” عبر الحدود السورية.
ونشبت حرب تصريحات بين موسكو وواشنطن على خلفية المذكرة الروسية الأميركية الأردنية المبرمة في عمّان، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، حول جنوب غربي سورية، لدعم اتفاق وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها. وتقول موسكو إن واشنطن تحاول “تأويلها” بشكل يناقض ما ورد فيها. وطلبت روسيا من أميركا، أول من أمس، الكف عن محاولات تأويل نص المذكرة، مضيفة لقد خضعت المذكرة قبل الإعلان عنها، للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق على صيغتها في قمة “أبيك” في دانانغ، من قبل وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأميركي ريكس تيلرسون، قبل أن ترفع إلى الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، اللذين أقرّاها بشكل نهائي. وأوضحت موسكو، في بيان نشرته صفحة قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، إن المذكرة “لم تنص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سورية، بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها كما ادعت وزارة الخارجية الأميركية. كما أن موسكو لم تقدم وعوداً ببحث ذلك مع السلطات في دمشق كما أشيع”. وكان مسؤول أميركي قال إن مذكرة عمّان “تضمن بقاء جنوب غربي سورية تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين”، لكن موسكو تؤكد أن هذا لم يرد في المذكرة، في اتهام مبطن لواشنطن بالتراجع عن تفاهمات أبرمتها معها. ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن “تواجد قوات بلاده ودورها على الأرض في سورية رسمي وشرعي، كونه جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية”. وأوضح أن “طهران تريد تطهير كافة المواقع السورية من الإرهاب، كما ستشارك في عمليات الإعمار مستقبلاً وستستمر بعلاقات الصداقة التي تربطها بدمشق”، على حد وصفه.
كما أن إسرائيل لم تخف خيبة أملها بشأن اتفاق عمان، لعدم إدراجه للمطالب الإسرائيلية بشأن إبعاد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، والتي تنتشر في جنوب سورية، مسافة 50 كيلومتراً على الأقل من الحدود مع الجانب المحتل من هضبة الجولان السورية. وقال نتنياهو، في تصريحات علنية لأعضاء من حزب الليكود في البرلمان، “نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك”. وأضاف “أبلغت أيضاً أصدقاءنا، أولاً في واشنطن وكذلك أصدقاءنا في موسكو، أن إسرائيل ستتصرف في سورية، بما في ذلك جنوب سورية، وفقاً لفهمنا ووفقاً لاحتياجاتنا الأمنية”. وجاء الاتفاق في خضم أنباء عن سعي إيران الحثيث لتثبيت وجودها العسكري في سورية، ليس في إطار إدارة ورفد المعارك الحالية التي تخوضها في سورية، عبر مليشياتها المختلفة إلى جانب قوات النظام السوري، بل كوجود استراتيجي دائم. وحسب معلومات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، منذ أيام، مدعمة بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، فإن إيران منخرطة في إنشاء قاعدة عسكرية “ضخمة” في مدينة الكسوة جنوب دمشق، وعلى بعد نحو 50 كيلومتراً من مرتفعات الجولان السورية. ورجحت مصادر أن عملية البناء تمت في الفترة بين نوفمبر 2016 والشهر الماضي، مشيرة إلى أن القاعدة سيرابط فيها آلاف العناصر، من جنسيات أفغانية وباكستانية، من المنضوين في مليشيات تخضع لقيادة “الحرس الثوري” الإيراني.
وتدلل هذه التطورات المتلاحقة في جنوب سورية على أن الموقف في طريقه إلى التصعيد بين فرقاء الصراع، خصوصاً أن إسرائيل تؤكد أنها لن تتوقف عن استهداف أهداف عسكرية تابعة للنظام وحلفائه الإيرانيين في سورية. ودأب الطيران الإسرائيلي على قصف أي هدف تشك تل أبيب في أن وجوده يشكل خطراً مباشراً على أمنها. كما أعلنت، الجمعة الماضي، أنها أسقطت طائرة استطلاع روسية الصنع فوق مرتفعات الجولان. ولا تعد قاعدة “الكسوة” الأولى من نوعها في سورية، إذ تؤكد مصادر مختلفة أن “الحرس الثوري” الإيراني بات، من خلال أذرعه المتعددة في سورية أبرزها “حزب الله”، القوة الضاربة في البلاد، وباتت له عدة قواعد منتشرة في عدة أماكن. وفي هذا الصدد، يؤكد المحلل العسكري السوري، العميد أحمد رحال، أنّ “المبنى الذي تحدّثت عنه هيئة الإذاعة البريطانية هو للدعم العسكري والتمويل فقط”، موضحاً أن “هناك العديد من المواقع المهمة، التي لا يستطيع حتى ضباط قوات النظام دخولها، كالمبنى الزجاجي قرب مطار دمشق الدولي، وقاعدة عزّان جنوب مدينة حلب”. وأشار إلى أنّ “القوات الإيرانية تتحكّم بمعظم المطارات السورية، ولها مقرات عسكرية فيها، ما عدا مطار حميميم غربي سورية في اللاذقية الذي تتمركز فيه القوات الروسية”، مضيفاً، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “لإيران صلاحيات بإقامة نقاطها العسكرية في المناطق التي تقع في محيط العاصمة دمشق، خصوصاً بعد أن تمّ منعها من إقامة نقطة بحرية بعد التدخّل الروسي، وتقليص صلاحياتها في المناطق الساحلية”.
وبرز أخيراً تطور يشي بأن إيران تخطط لوجود طويل الأمد في جنوب سورية، إذ يؤكد نشطاء أن إيران شكلت مليشيات جديدة في ريف درعا الشمالي، تحت اسم “اللواء 313” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني في سورية. وكانت إيران بدأت تدخلها العسكري المباشر في سورية خلال العام الأول من الثورة، إذ دفعت بمليشيات إلى واجهة الصراع، تحت ذريعة احتمال تعرض مقام “الست زينب” جنوب دمشق للأذى، لتبدأ بعد ذلك في إنشاء عشرات المليشيات، توزعت في عموم البلاد. كما دفعت بمرتزقة من العراق وأفغانستان وبلدان أخرى إلى آتون صراع وجدت في استعاره تحقيقاً لمسعاها بالهيمنة على سورية. وتركز طهران اهتمامها على الجنوب السوري حيث العاصمة دمشق، والتي باتت متحكمة بمفاصلها، إذ باتت منطقة “الست زينب” قاعدة عسكرية لـ”الحرس الثوري” الإيراني يسيطر من خلالها على جنوب العاصمة بشكل كامل. وتسعى طهران إلى توسيع نطاق “الأمان” لمليشياتها من خلال الإبقاء على وجود لها ضمن الحدود الإدارية لمحافظتي درعا والقنيطرة، خصوصاً أنهما على تماس مع مناطق نفوذ “حزب الله” في جنوب لبنان، وهو ما يؤسس لصدام مباشر مع إسرائيل، لن يبقى الأردن بمعزل عنه في حال حدوثه. كما تسعى إيران إلى توسيع هوامش مكاسبها في أي اتفاق سياسي ينهي الصراع في سورية، من خلال المساومة على ورقة المليشيات التي زرعتها في جنوب سورية. وجاء الموقف الروسي الرافض لدفع هذه المليشيات شمالاً ليزيد الموقف تعقيداً.
العربي الجديد
واشنطن: التحالف لن يغادر سورية قبل تقدم مفاوضات جنيف
أعلنت واشنطن أنّ التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق؛ لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام في سورية، والتي ترعاها الأمم المتحدة، لم تحرز تقدماً، في حين رفض البنتاغون الكشف عن تسجيلات الرادار الموجودة لديه، لمعرفة ما إذا كان النظام السوري أم روسيا، من شنّ الغارات التي استهدفت سوقاً شعبية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي أمس.
وقال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، خلال مؤتمر صحافي مرتجل في البنتاغون، أمس الإثنين، “لن نغادر سورية في الحال”، مؤكّداً أن قوات التحالف الدولي ستنتظر “إحراز عملية جنيف تقدماً”.
وأضاف: “يجب القيام بشيء ما بخصوص هذه الفوضى وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول حظاً سعيداً للباقي”.
وماتيس، الجنرال سابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، ذكر أن مهمة قوات التحالف هي القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي وإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية في سورية.
وأضاف “سوف نتأكد من أننا نهيئ الظروف لحل دبلوماسي”، مشدداً على أن الانتصار على تنظيم “داعش” سيتحقق “حينما يصبح بإمكان أبناء البلد أنفسهم تولي أمره”.
والسبت الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، أنهما اتفقتا في بيان رئاسي مشترك على أنّ “لا حل عسكرياً” في سورية، وذلك بعد لقاء وجيز بين رئيسيهما على هامش قمة إقليمية في فيتنام.
وجاء في البيان أنّ الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين “اتفقا على أنّ النزاع في سورية ليس له حل عسكري”، مضيفاً أن الجانبين أكدا “تصميمهما على دحر تنظيم داعش”.
وأضاف البيان، أن الجانبين اتفقا على إبقاء القنوات العسكرية مفتوحة لمنع تصادم محتمل حول سورية وحث الأطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
إلى ذلك، أكّدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الإثنين، أنها لن تكشف عن تسجيلات الرادار المتعلقة بالغارات الجوية التي استهدفت سوقاً بريف حلب الغربي في سورية، وأسفرت عن مقتل العشرات.
وفي وقت سابق الإثنين، استهدفت غارات، سوقاً شعبية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، شمالي سورية، أدت إلى مقتل وإصابة 160 شخصاً.
تصريحات البنتاغون جاءت على لسان متحدثه، لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون، رداً على سؤال صحافي، حول تسجيلات الرادار الموجودة لدى واشنطن بخصوص الغارات، لمعرفة منفذها سواء أكانت روسية أم النظام السوري.
وأضاف المسؤول الأميركي “لا نعرف من نفذ الغارات، ولا توجد لدينا معلومات بهذا الصدد، ومن ثم لا يمكننا الإشارة بأصابع الاتهام لروسيا أو النظام السوري”.
وتابع “ربما شاركنا من قبل تسجيلات الرادار المتعلقة بتحركات قوات أخرى، لكننا في هذه الحادثة لن نشارك تلك المعلومات”.
تجدر الإشارة أنه بعد الهجوم الكيميائي الذي نفذته قوات النظام السوري، ببلدة خان شيخون، بمحافظة إدلب(شمال غرب)، شاركت الولايات المتحدة الأميركية، تسجيلات الرادار بخصوص العملية.
وأظهرت التسجيلات إقلاع الطائرات التي نفذت الهجوم، من مطار قاعدة الشعيرات الجوية (بريف حمص).
وفي 4 إبريل/ نيسان الماضي، قُتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على خان شيخون، وسط إدانات دولية واسعة.
على صعيد آخر، نفى باهون، أن يكون لواشنطن أي صلة في اتفاق سري بين “قوات سورية الديمقراطية”(قسد)، و”داعش” ، ليغادر الأخير مدينة الرقة، معتبراً الاتفاق “حلاً محلياً لمشكلة محلية”.
وأوضح المتحدث أن الاتفاق جاء في وقت يواجه فيه التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، معاناة في تنفيذ غارات بالرقة، بسبب كثافتها السكانية من المدنيين.
وشدد على أن “الهدف الرئيس من الاتفاق هو حماية المدنيين”، مضيفًا “قد لا نتفق دائماً مع حلفائنا(في إشارة إلى قسد)، لكننا نحترم مساعيهم لإيجاد حلول لمشاكلهم”.
ولفت باهون أن الاتفاق تم بواسطة قبائل عربية، وما يسمى بـ”جهاز الشرطة ومجلس الإدارة المدني” بالرقة، الذي شكلته (قسد) في المدينة.
وذكر المتحدث أن مسؤولاً رفيعاً من التحالف، راقب الاتفاق، مشدداً في الوقت ذاته على أن “التحالف لم يكن طرفاً مؤثراً في الأمر”.
كما لفت إلى أن كافة من غادروا الرقة، تم تفتيشهم، وتم اعتقال عناصر “داعش” من بينهم، لافتاً إلى وجود عناصر أجانب معهم.
ورغم ما قاله متحدث البنتاغون، ذكرت وسائل إعلام أميركية، في وقت سابق أن الاتفاق المذكور، مكّن أعداداً كبيرة من التنظيم الإرهابي، من الهروب.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت “قسد”، فرض سيطرتها بشكل كامل على الرقة، بعد استسلام ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي فيها.
(فرانس برس، الأناضول)
سوريون يطالبون: #اكسروا_حصار_الغوطة
لبنى سالم
أطلق سوريون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بكسر الحصار عن مدن وبلدات غوطة دمشق، وإنهاء المعاناة الإنسانية المستمرة فيها منذ ما يقارب الأربع سنوات، وذلك تزامناً مع تدهور الاوضاع الإنسانية والصحية لعشرات آلاف المحاصرين.
ووسم السوريون منشوراتهم بـ #اكسروا_حصار_الغوطة و”#BreakGhoutaSiege”.
وكتبت الفنانة السورية مي سكاف “شريان الحياة في دمشق تحت وابل نيران الأسد.. سلاح التجويع هو سلاح الجبناء.. هو سلاح الأسد.. اكسروا الصمت.. علوا الصوت.. الغوطة بحاجة الشرفاء في هذا العالم.. إن بقي منهم أحد”.
وشارك آخرون صوراً من المعاناة الإنسانية، كتب أبو محمد “#اسامه لم يتم أنقاذه #انقذوا البقيه”. وكتب أيهم “لأجل اطفالنا في الغوطة”.
من جانبها، كتبت ماجدة “إذا أنت انسان؟ طالب بفك حصار الغوطة عن المدنيين! ما بيهم إذا كنت معارض ولا موالي! ما بيهم أنت اسلامي ولا علماني! ما بيهم أنت يساري أو قومي! هدا مطلب إنساني! في 380 حالة صحية بحاجة لمشفى! أغلبهن من الأطفال! في ناس جوعانة، في أطفال بردانة”.
واعتبر رضا أن الغوطة أصبحت “معتقلاً نازياً كبيراً، حوله سجّانون بالآلاف من عناصر المليشيات الطائفية الأسدية والإيرانية ومن حزب الله اللبناني. جمعتهم الطائفية والحرب الظلامية والارتزاق، لحصار أكثر من 360 ألف نفس إنسانية في ظروف بالغة القسوة. كن صوتهم”.
ورأى صالح أن “أهل الغوطة الذين يفضّلون الموت جوعاً على تسليم أرضهم للاحتلال، ورقابهم للسكاكين الإيرانية، يشكّلون كابوساً للأسد وحلفائه، إذ يفضحون نازيّته وشبقه للقتل. لهذا، اضطر اضطراراً للسماح للأمم المتحدة ببعض المساعدات، ليصبغ وجه الموت بشيء من مساحيق التجميل”.
وكتب آخر “في ظل الموت البطيء، قد يبدو تافهاً -في نظر بعضهم- أن نتحدث عن حلم مشروع لأي شاب أن يواصل تعليمه ويبني مستقبله. نحن لا نرى أحلامنا تافهة، فمن حقنا أن نعيش، ومن حقنا أن نتعلم ونبني أنفسنا وأوطاننا. الحصار يهدد أحلام آلاف الشباب بالحصول على حقهم في التعليم”.
وذكّر أبو لؤي “هناك ألاف اﻷطفال في الغوطة الشرقية يدفعون ثمنا باهظا ليس لهم أي دخل بالسياسة ولا يعرفون عنها حتى العنوان.. اﻷطفال ليس لهم ذنب ..ارحموا أطفال الغوطة من جبروتكم”.
“الزنكي”: “تحرير الشام” بدأت الحرب ونحن من نقرر إنهاءها
أحمد مراد
تجددت المعارك بين “حركة نور الدين الزنكي” و”هيئة تحرير الشام” في ريف حلب الغربي، الإثنين، بعد توقفها بشكل شبه كامل لأكثر من 20 ساعة على خلفية توقيع اتفاق بين الطرفين في مدينة الأتارب، مساء الأحد، وإعلان وقف إطلاق النار بعد وساطة شرعيين ووجهاء العشائر.
عضو مجلس شورى “الزنكي” حسام الأطرش، أعلن في تسجيل صوتي، ظهيرة الإثنين، عودة المعارك بين الفصيلين، بعد فشل وساطة الشيخ عبد الرزاق المهدي و”مجلس القبائل والعشائر” ووجهاء المنطقة في الحصول على ردّ من الجولاني بالموافقة على مطالب الحركة. إذ لم تقبل “الهيئة” بالشروط التي تقدمت بها “حركة الزنكي” لإتمام وقف إطلاق النار، واستأنفت معركتها ضد مواقع الحركة. وتمكنت “الزنكي” من صد هجوم “الهيئة” على محاور مختلفة في ريف حلب الغربي.
وكانت “حركة الزنكي” قد تقدمت بمجموعة من الشروط لإتمام وقف إطلاق النار، وأصرت على أن يحصل أصحاب المبادرة على موافقة شخصية من زعيم “الهيئة” أبو محمد الجولاني. ومن بين الشروط التي قدمتها الحركة: ايجاد حل لمدينة ادلب وما حولها والساحل وحلب وحماة، وعدم السماح للجولاني بالهيمنة على القرار السياسي. وأكدت “الزنكي” أنه من غير الممكن السماح للجولاني باستئثار قرار السلم والحرب، و لا يمكن له ولهيئته التحكم بالمعابر والمقدرات الاقتصادية بالمناطق المحررة. وطالبت بتحرير المعتقلين من كل الفصائل التي اعتدت عليها “الهيئة” قبل معتقلي “الزنكي”. وطالبت بأن يكون القرار السيادي للشعب بمجالسه وهيئاته. وطالبت “الهيئة” برد الحقوق لجميع الفصائل بما فيها “الاحرار” وغيرها قبل حقوق “الزنكي”.
“وكالة إباء الإخبارية” الناطقة باسم “هيئة تحرير الشام”، نقلت عن مصدر في “الهيئة” أن “الجولاني أبدى موافقته على وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى كبادرة حسن نية”، وأن “حركة الزنكي تلجأ للتصعيد الإعلامي والميداني، وفرض شروط تعجيزية خارجة عن سياق الواقع، تعبر عن تهورهم، واتخاذهم خطوات لا يدرون مآلاتها”. ولم توفر الوكالة الإشارة لمظلومية “الهيئة” بالحديث عن “بغي الحركة المتزامن مع حشود النظام على ريفي حلب الشرقي وحلب الجنوبي”.
عضو مجلس شورى “الزنكي” حسام الأطرش، قال لـ”المدن”: إن “هيئة تحرير الشام هي من بدأت حربها ضدنا، ولن نسمح لها بأن تكون صاحبة القرار بإنهاء الحرب، ومن حق المنتصر أن يملي شروطه، ولن نطلب شروطاً لأنفسنا وإنما لشعبنا المكلوم”. موضحاً، أن “الهدف من هذه المطالب هو إعادة الحقوق لأصحابها وعودة الثورة لما كانت عليه قبل أن يسيطر الجولاني على قرار المناطق المحررة”.
وأضاف الأطرش: “تحرير الشام سيطرت على الموارد الاقتصادية والمعابر في إدلب بطرق غير مشروعة، ووضعت رجالاً بهيئة مدنية ليكونوا في الواجهة. وما تسمى حكومة الإنقاذ هي حكومة الجولاني، وحكمها كحكمه، اختار شخصياتها ونصبها ممثلةً للشعب”. وأكد الأطرش أن “جميع ما سيطرت عليه تحرير الشام في مناطق الشمال السوري يجب أن يعود للشعب تحت إدارة منبثقة عنه، ويجب إعادة الحقوق للفصائل التي ما زالت قائمة”. وأوضح أن “الهيئة حاربت فصائل متعددة، قضت على بعضها، والبعض الآخر ما زال موجوداً، ويجب إعادة حقوق الفصائل القائمة حتى الآن، ويجب أن يخضع جميع معتقلي الفصائل التي بغت عليها تحرير الشام لمحكمة مستقلة أو يطلق سراحهم، لا أن يغيبوا في السجون السرية، ويحاكموا من قضاة الهيئة أنفسهم”.
وتحاول “حركة الزنكي” توسيع قاعدتها الشعبية في الشمال السوري، عبر هذه المطالب، بعد انفصالها عن “هيئة تحرير الشام”، ووقوفها على الحياد خلال قضاء “الهيئة” على “أحرار الشام”. “الزنكي” كانت قد شاركت في ما مضى “جبهة فتح الشام” في مهاجمة “تجمع فاستقم كما أمرت” خلال حصار مدينة حلب.
مطالب “الزنكي” هي تكرار لتصريحات الأطرش التي تسببت بملاحقته “قضائياً” من قبل “هيئة تحرير الشام”. الأطرش الذي شغل منصباً قيادياً في “الهيئة”، نشر نهاية حزيران/مايو تغريدات في “تويتر” حول رؤيته لتجنيب المناطق الخاضعة للمعارضة شمال سوريا الدمار وهجمات قوات النظام، وذلك بترتيب البيت الداخلي، من خلال إدارة الحكومة المؤقتة للمناطق المحررة، باعتبارها تحظى بشرعية دولية، وتشكيل وزارة دفاع تنضوي فيها جميع الفصائل، ما دفع “الهيئة” حينها للتنصل من تصريحاته، وإحالته لقضائها الداخلي.
ويبدو أن حدة خطاب “حركة نور الدين الزنكي” في وجه “تحرير الشام” يعود لأسباب عديدة، أهمها وجود معاهدة دفاعية بين “الحركة” وبين كل من “أحرار الشام” و”جيش الأحرار”. وبحسب الأطرش “تقضي المعاهدة بتضامن تلك الفصائل في حال تعرضت لأي اعتداء من هيئة تحرير الشام”.
لكن “الزنكي” لا تعوّل على بقية الفصائل في حربها مع “الهيئة”، وإنما بسيطرتها على مناطق وتحصينات خاصة بها، وخطابها الذي يمثل الإرادة الشعبية، بعد تكرار ذرائع “تحرير الشام” في حربها على الفصائل. عضو مجلس شورى الحركة ختم حديثه قائلاً: “للأسف.. الفصائل لا تنجد نفسها حتى ينجدها غيرها”.
ويرى الصحافي منار عبد الرزاق أن “الحركة” تستمد قوة خطابها من منطقة نفوذها الممتدة من ريف حلب الغربي وحتى منطقة الراشدين، وهو ما أدى لتماسكها في وجه “تحرير الشام” ودحرها، لتلجأ “تحرير الشام” لطلب الوساطة، في الوقت الذي استعادت فيه “الزنكي” السيطرة على النقاط والبلدات التي خسرتها بداية المعركة. و”الهيئة” هي الفصيل الوحيد بعد “تنظيم الدولة” الذي يفرض سيطرته على مناطق من دون وجود فصائل أخرى.
عبد الرزاق قال: “لن تنتهي حرب الهيئة والزنكي إلا بإنهاء أحد الفصيلين، ولن تنجح جهود الوساطة بين الطرفين، لأن الهدف الرئيس وراء الاقتتال هو الدفع لتغليب طرف ضد آخر، ووجود فصيل مسيطر يوحد كافة القوى العسكرية، لتسهيل تطبيق مقررات مؤتمر أستانة 6 التي تم التوافق عليها من الأطراف الضامنة”.
وتجددت الاشتباكات بين الفصيلين، مساء الإثنين، بعد محاولة “تحرير الشام” الاقتحام من محور “الفوج 111” ومنطقتي عويجل وعاجل في ريف حلب الغربي، ومن منطقة الحيلونة بين خان العسل وكفرناها، ومن أطراف مدينة الأتارب، لكن عناصر “الزنكي” صدوا الهجوم.
الحساب المعروف باسم “أس الصراع في الشام” والمُقرب من “أحرار الشام”، قال في “تويتر”: “النظام يحشد 15 دبابة و25 بيك أب في منطقة الحمرا شرقي حماه ليفتح محوراً جديداً، ويحتل ثلاث قرى، بينما الجولاني يحشد ثلاثة آلاف مقاتل ليقتحم مناطق الزنكي من ثلاثة محاور ويسلم نقاط رباطه لفيلق الشام”.
وهاجم ناشطون من أبناء مدينة الأتارب “هيئة تحرير الشام” لاستمرارها في قتال “الزنكي” ومحاولتها القضاء عليها في مناطق نفوذها، بدلاً من فتح جبهات قتال مع النظام انتقاماً للمجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي مساء الإثنين، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، وما زال العشرات تحت الأنقاض.
“مزمجر الأتارب” نشر في “تويتر”: “في الوقت الذي كانت تحاول عصابات الجولاني اقتحام الشيخ سليمان وتقاد، قام الطيران الحربي باستهداف مدينة الأتارب. كان الأجدر أن تستهدف هيئة تحرير الشام النظام بالمدافع والصواريخ رداً على مجزرة المدينة، لكنها تستهدف وتحشد مقاتليها لاقتحام مناطق نور الدين زنكي”.
مليشيات النظام تتقدم في ريف حماة..وسط موجة نزوح جديدة
حققت مليشيات النظام تقدماً سريعاً في المناطق شرقي سكة الحجاز من ريف حماة الشمالي الشرقي، الإثنين، بعدما فتحت جبهات جديدة مع المعارضة على خلفية تعثر جبهاتها التقليدية نحو الرهجان وأبو دالي، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وتمكنت المليشيات من السيطرة على قرى وبلدات سرحة شمالية وسرحة جنوبية وأبو العز وحسناوي، إلى الجنوب من بلدة الرهجان التي ما تزال في قبضة المعارضة. كما استطاعت المليشيات السيطرة على قرى ربيعة ودوما ومويلح وتل محصر، بعدما أشغلت محوراً جديداً جنوب شرقي المحور التقليدي نحو بلدة أبو دالي، الذي كان الأكثر اشتعالاً وشهد معارك كر وفر، خلال الفترة الماضية.
الناطق الإعلامي باسم “جيش النصر” محمد رشيد، أكد لـ”المدن”، أن مناطق ريف حماة الشمالي الشرقي شهدت حملة عنيفة من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، تزامناً مع محاولات مليشيات النظام التقدم على أكثر من محور. واعتمدت المليشيات بشكل كبير على الكثافة النارية التي أجبرت مقاتلي المعارضة على الانسحاب من مواقعهم في محوري القتال الرئيسيين.
وأوضح رشيد أن إشعال مليشيات النظام لمحاور قتال جديدة في ريف حماة تسببت بموجة نزوح كبيرة، الأحد، وتجاوز عدد المُهجّرين 10 آلاف مدني، من قرى نواحي الحمراء والمستريحة وأم الفور ومعر شمالي وقصر ابن وردان، التي وصلتها نيران المدفعية والصواريخ التابعة للمليشيات، وطالها القصف الجوي في الوقت ذاته.
مليشيات النظام أشغلت المحاور التقليدية نحو الرهجان في الشرق، وأبو دالي غرباً، لتشتيت المعارضة المسلحة، وشهد المحوران اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بالأسلحة الثقيلة. وقصفت الطائرات الحربية مواقع للمعارضة قرب الرهجان بالقنابل العنقودية والفوسفورية ما تسبب بمقتل عدد من مقاتلي المعارضة، وطال القصف الجوي مرافق حيوية تابعة للمعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي، ولحق الدمار بمراكز للدفاع المدني والنقاط الطبية المتبقية في المنطقة.
وامتدت الاشتباكات بين المعارضة والمليشيات نحو ريف حلب الجنوبي. وحاولت مليشيات النظام التقدم مجدداً في قرى حجارة والرشادية ورجم الصوان ورسم الأبيض، ولكنها فشلت في إحراز أي تقدم على الرغم من التغطية النارية الكبيرة التي رافقت المعارك. واستهدفت 15 غارة جوية قرى جبل الحص وتل الضمان جنوبي حلب، وطالت الغارات مناطق ريف ادلب الجنوبي في ناحية سنجار، التي قُصفت ليل الأحد بقنابل النابالم والقنابل العنقودية. القصف المركز الذي شنه الطيران الحربي على سنجار والريف القريب منها دفع آلاف النازحين المقيمين في المنطقة من أبناء ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي، للنزوح مجدداً نحو عمق مناطق ادلب في الغرب والشمال.
مركدة بيد “قسد”: هل تؤمن للأكراد مناطقهم؟
سعيد قاسم
كشفت مصادر كردية لـ”المدن”، أن وفداً روسياً ضم ضابطين، زار بشكل سري في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، مقر إقامة شيخ مشايخ عشيرة الشمر في سوريا “الحاكم المشترك” لمقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي الجربا.
وبحسب المصادر، فقد تم توجيه دعوة رسمية من قبل الوفد الروسي للجربا، للمشاركة في “مؤتمر الحوار الوطني”. ووجهت الدعوة إلى “حزب المحافظين الديموقراطيين” الذي يترأسه مانع الحميدي، نجل حميدي الجربا. وتأسس “المحافظون الديموقراطيون” قبل حوالى شهرين، ويعتبر الممثل السياسي الوحيد للعرب في الجزيرة السورية، ويضم قسماً كبيراً من عشيرتي الجبور والشمر في سوريا.
ويعتبر الحميدي الوجيه العربي الأبرز في الجزيرة، وفي حال مشاركته في المؤتمرات الدولية خارج منظومة “الإدارة الذاتية”، التي يشكل جزءاً منها، فهذا يعني إضعاف حظوظ مشاريع “الاتحاد الديموقراطي”، خاصة وأن وفداً روسياً كان قد التقى سابقاً بـ”الهيئة المسيحية” في مدينة القامشلي، وقدم لها دعوة مماثلة.
إلا أن التحركات الروسية في المنطقة ترسل إشارات متناقضة إلى جميع الأطراف الإقليمية والمحلية. فالمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، كانت قد شددت في مؤتمر صحافي على ضرورة مشاركة الأكراد في “مؤتمر الحوار الوطني السوري”. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد أكد على أهمية مشاركة الأكراد في مستقبل سوريا، مضيفاً أن الموقف الروسي تجاه الأكراد لم يتغير.
من جهة ثانية، أعرب مسؤولون في النظام، مؤخراً، عن رفضهم إقامة كيان كردي في شمال سوريا، وأن “الجيش العربي السوري ماض لاستعادة جميع الأراضي السورية”. وأرهبت تلك التصريحات الشارع السياسي الكردي من احتمال تكرار سيناريو إقليم كردستان العراقي في سوريا.
كما أن مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، أعلن قبل حوالي أسبوع عن دعم بلاده للنظام في استعادة مدينة الرقة من “الوحدات الكردية”، قبل أن يعلن مؤخراً من حلب أن “الجيش السوري” سيتوجه إلى إدلب و”يمشطها”.
ولم تترافق تصريحات مسؤولي النظام، تجاه “قسد”، مع عمليات استنفار أو توترات أمنية داخل المدن التي تشهد سيطرة مشتركة للطرفين كالقامشلي والحسكة. وتبدو التصريحات لذلك، وكأنها تدور في فلك الصراع الروسي-الأميركي، وسط استبعاد حدوث مواجهات عسكرية بين عملاء الطرفين، في الوقت الذي تستعجل فيه روسيا حلاً للأزمة السورية.
“الاتحاد الديموقراطي” بدا غير مكترث سوى للتدخل التركي في إدلب وعفرين، وأرسل إشارات إيجابية للنظام عن إمكانية التفاوض على كل المسائل، مقابل وقف الانتشار التركي. ويحذر محللون أكراد، من أن تتنازل تركيا للنظام عن المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري مقابل محاربة النظام للأكراد. الأمر الذي دفع عضو “الهيئة الرئاسية” في “مجلس سوريا الديموقراطية” نوجين يوسف، للقول، إنهم يتفقون مع النظام في اعتبار الوجود التركي في سوريا احتلالاً، ودعت إلى محاربته، مؤكدة استعدادهم التنسيق.
التوافق بين حلفاء النظام و”الاتحاد الديموقراطي” بدا واضحاً في تطور الأمور العسكرية في بادية البوكمال، وأظهر أن حصة “قوات سوريا الديموقراطية” هي الوصول إلى بلدة مركدة، التي تبعد عن مدينة ديرالزور حوالي 35 كيلومتراً.
ولبلدة مركدة أهمية استراتيجية، وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد حرص على السيطرة عليها مبكراً لوقوعها على طريق الإمداد بين ديرالزور والموصل. كما إنها تقع على طريق الإمداد بين الحسكة وديرالزور. وسيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” مؤخراً على حقل العمر، بالقرب من مركدة، القريبة بدورها من القاعدة الأميركية في بلدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.
سيطرة “قسد” على بلدة مركدة، الأربعاء، أمنت لها الخاصرة الجنوبية للحسكة، بعدما تخوّف محللون أكراد من إمكانية دخول قوات “الحشد الشعبي” إلى الأراضي السورية من نقطة مركدة، والالتفاف منها على “داعش” في البوكمال. ولو تم ذلك، فإن الحسكة كانت ستصبح هدفاً مكشوفاً لـ”الحشد الشعبي”، خصوصاً أنه يسيطر بدوره على جبل سنجار وخاصرته الجنوبية المحاذية لريف الحسكة الشرقي.
سيطرة “قسد” على مركدة، وعدم مشاركتها في عمليات طرد “داعش” من البوكمال، هي مؤشرات على تفاهم أميركي-روسي على حدود الانتشار العسكري، ما يستبعد احتمال تصادم “قسد” مع النظام أو “الحشد الشعبي” في الجزيرة السورية، على المدى المنظور.
التخوف من الصدام بين الأكراد في سوريا مع “الحشد الشعبي” العراقي، كان قد هدأ قبل أيام، بعد أنباء غير رسمية عن اتفاقات جرت بين “العمال الكردستاني” و”الحشد الشعبي” على إدارة مشتركة لقضاء سنجار، وعودة “الكردستاني” إلى القضاء. وتزامن ذلك مع ما قالته مصادر لـ”المدن”، عن عودة عمليات التهريب شبه الرسمي بين تجار محسوبين على “الإدارة الذاتية” وتجار محسوبين على “الحشد الشعبي”، ومن ضمنهم تجار أسلحة.
وتزامن ذلك أيضاً مع توقف التصعيد العسكري بين بغداد وأربيل، وانسحاب “قوات سرايا السلام” التابعة لمقتدى الصدر من مدينة كركوك، والحديث عن اتفاق بين أنقرة وبغداد لتأسيس إقليم تركماني في العراق يضم تلعفر وطوزخورماتو وكركوك والتون كوبري. وهو مشروع قد يحوّل الصراع في المرحلة المقبلة إلى صراع كردي-تركماني في العراق وسوريا.
ومع ذلك، لا تبدو خريطة الوجود الكردي السياسي في سوريا والعراق، قد استقرت بعد، بل تبدو عرضة للكثير من التغيّرات في الفترة المقبلة، وسط تعدد اللاعبين الخارجيين، وعملائهم المحليين.
السعودية تسعى لتوحيد منصات المعارضة السورية
أعلنت السعودية أمس الاثنين أنها ستستضيف اجتماعا “موسعا” للمعارضة السورية ما بين 22 و24 من الشهر الجاري، بهدف تشكيل وفد يوحد منصات المعارضة في مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية “انطلاقا من سياسة المملكة الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة السورية، سيعقد اجتماع (للمعارضة) في مدينة الرياض في الفترة بين 22 و24 نوفمبر/تشرين الثاني”، وذلك بهدف التقريب بين أطراف ومنصات المعارضة وتوحيد وفدها المفاوض في جنيف.
ومن المقرر عقد جولة ثامنة من مفاوضات جنيف يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا.
وقبل نحو شهر نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مقربة من السفارة الروسية في دمشق أن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى موسكو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرياض لا ترى مشكلة في بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا لمرحلة انتقالية.
وذكرت الصحيفة أن هذه المعلومات تتقاطع مع تصريحات سابقة للسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين قال فيها إن مواقف السعودية باتت واضحة وهي التراجع عن مطلب إسقاط الأسد، مضيفا أن مطلب السعودية الوحيد هو إخراج إيران من سوريا.
المصدر : الجزيرة + وكالات
واشنطن تنفي ترتيبها إجلاء تنظيم الدولة من الرقة
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لم يكن طرفا في المحادثات لتي قادت إلى إجلاء مقاتلي التنظيم وعائلاتهم من الرقة خلال المعارك مع ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية. وأضاف المتحدث باسم البنتاغون في رده على استفسار للجزيرة؛ أن الشركاء المحليين “كانوا مسؤولين عن هذه المفاوضات بهدف حماية المدنيين والتركيز على هزيمة التنظيم”. وكانت قناة بي بي سي البريطانية نشرت تحقيقا استقصائيا بعنوان “سر الرقة القذر” تحدثت فيه عن تفاصيل اتفاق سري جرى بعلم قوات التحالف وبالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية لإخراج مقاتلي التنظيم من الرقة نحو مناطق سيطرته بريف دير الزور. وقد بثت الجزيرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الصور الأولى لعملية خروج هؤلاء المقاتلين. المصدر : الجزيرة
دواعش دخلوا مطار دير الزور بسيارة مصفحة للنظام السوري!
العربية.نت – عهد فاضل
كشفت التفجيرات التي ضربت مطار محافظة دير الزور العسكري التابع للنظام السوري، أمس الاثنين، أن عناصر من #داعش يتقنون اللغة الروسية، استطاعوا دخول المطار بعدما أوهموا عناصر جيش النظام بأنهم جنود روس أو خبراء روس.
وانتقد موالون لجيش النظام السوري، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كيفية إدخال عناصر إلى المطار العسكري بمجرد ادعائهم أنهم جنود روس ويريدون مقابلة المسؤول عن المطار، تبعاً لما أوردته مواقع موالية وتابعة لنظام بشار الأسد.
فقد جاء في موقع “تلفزيون الخبر” التابع لمنظومة إعلام النظام الإلكترونية، في خبر له، الاثنين، أن المجموعة التي تمكّنت من اختراق مطار دير الزور العسكري، ادّعت أنها تابعة للقوات العسكرية الروسية.
وأكد المصدر السالف أن تلك المجموعة طلبت من القائمين على الحراسة، مقابلة “قائد المطار”، مؤكداً أن تلك المجموعة نالت الموافقة على الدخول من خلال “سيارة مصفحة” ثم ترجّلت منها وقامت بإطلاق قذائف على الطائرات العاملة في المطار، وأنهم قاموا “بتفجير أنفسهم بالطائرات المتواجدة هناك” على حد تأكيد الموقع الموالي لنظام الأسد.
وأكد “الخبر” أن الذين قاموا بالعملية توجّهوا بسيارتهم إلى غرفة قائد المطار لتفجيرها، إلا أنها انفجرت قبل الوصول إليها.
موقع موالٍ آخر أضاف بعض التفاصيل التي رافقت العملية. فقد ذكرت صفحة “شبكة أخبار ريف اللاذقية الآن الرسمية” الموالية لنظام الأسد، وتحرَّر من المحافظة التي تحمل اسمها، أن المجموعة الداعشية التي اخترقت المطار قد زعم عناصرها أنهم “خبراء روس جاؤوا لتفقد المطار” وأنه منذ بدء دخول المجموعة بدأوا بإطلاق النار على عناصر النظام المتواجدين هناك، مما أدى إلى قتل العديد منهم، وعرف منهم، على حد تأكيد صفحات موالية مختلفة، المقدم فريز عزيز عودة، والملازم أول يوسف عينه، والمجند شمعون يوسف، ومحمد حنان، ومهند العبد الحنان الذي يتقن اللغة الروسية وتواصل مع عناصر المجموعة ودخل معهم إلى المطار، على حد تأكيد صفحات موالية عديدة ومنها “شبكة أخبار الرقة”، ثم كان من بين الذين لقوا مصرعهم في العملية، على حد تأكيد تلك الصفحات التي نعته ونشرت صورة له.
وكانت “الشرق الأوسط”، نقلت في خبر لها، الاثنين، عن مصادر إعلامية قريبة من ميليشيات “حزب الله” اللبناني، أن منفذي عملية تفجيرات مطار دير الزور، قد تنكّروا بالزي العسكري الروسي.
وانتقد موالون للنظام السوري، الطريقة التي تم فيها السماح للعناصر بالدخول إلى المطار العسكري، لمجرد قولهم إنهم جنود روس أو أنهم “خبراء روس”.
حساب فيسبوكي باسم أحمد جابر، علّق على العملية بقوله: “يا سلام. أين الإجراءات الأمنية؟ أم نحن في سوق خضار؟”. وقال حساب فيسبوكي باسم “علي إبراهيم”: “هل بمجرد أنه يتكلم الروسية لا يطلبون هويته؟”. أما “وسيم رزوق” فقال: “كيف تدخل سيارة بدون تفتيش؟ يجب أن يكون هناك تنسيق مع الأصدقاء الروس؟”.
يذكر أن التعليقات الغاضبة على دخول العناصر التي قامت بقتل بعض ضباط وعناصر #النظام_السوري وفجّرت بعض طائراته العسكرية في مطار دير الزور، لا تزال تتوالى، منذ نشر ملابسات العملية التي كشف من خلالها، تمكُّن “داعش” من اختراق قوات النظام وتنفيذ عمليات ضده، لمجرد إتقان بعض عناصره للغة الروسية ودخولهم بدون تفتيش أو تحقق من هويتهم الفعلية.
مصادر: مؤتمر الرياض “يُفرض” على المعارضة السورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 نوفمبر 2017
روما- قالت مصادر في المعارضة السورية إن الدعوة لمؤتمر الرياض للمعارضة، والذي سيُعقد من 22 ولغاية 24 الشهر الجاري، تمت بتجاوز الهيئة العليا للمفاوضات، وأنه تم تجاهل طلبها في تنسيق التحضيرات لعملية توسعتها، خاصة بوجود ضغوط دولية للقبول بمنصات وأطراف سورية تقبل طروحات النظام وتتماشى معها.
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “نص الدعوة التي وّجهت إلى حضور المؤتمر تدلّ على أن ما سيجري هناك هو مؤتمر لإيجاد ثوابت سياسية جديدة وإطار يضم منصات القاهرة وموسكو، وليس لتوسعة الهيئة العليا”، ورجّحت أن يُشارك في هذا الاجتماع للمرة الأولى وفد يمثل منصة موسكو التي لطالما قالت المعارضة السورية إنها “مقربة” من النظام السوري وروسيا على حد سواء.
وتُرحّب روسيا باجتماع الرياض وتُشجّع عليه شرط عقده من أجل إدماج منصات أخرى للهيئة العليا للمفاوضات ليتم تشكيل وفد موحّد يمثل كل المعارضات السورية ليُشارك في مفاوضات جنيف المقبلة المرتقب انعقادها قبل نهاية الشهر الجاري.
وسيُعقد المؤتمر قبيل أيام من موعد الجولة الثامنة من مؤتمر جنيف.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد ناقشت في 16 تشرين الأول/أكتوبر استعدادها لتشكيل وفد جديد للمفاوضات القادمة بناء على مستجدات توسعة الهيئة القادمة بتمثيل أوسع لشرائح المعارضة السورية الوطنية. وأوضحت أن التوسعة ستشمل “شخصيات وطنية” وخاصة من الداخل السوري، وشخصيات نسائية لزيادة تمثيل المرأة، وشددت على أنها ستبقى متمسكة بضرورة محاسبة من ارتكب جرائم حرب في سورية وعلى رأسهم بشار الأسد.
ولم تذكر الهيئة العليا للمفاوضات صراحة إن كانت ترفض ضم منصة موسكو للهيئة وللوفد المفاوض وفق ما يسعى إليه الروس بشدة، كما أنه لفت خلو بيانها من المطالبة بتنحية الأسد من منصبه، ولم تشترط عدم مشاركته في المرحلة الانتقالية أو بعدها، كما كانت تشترط في وقت سابق.
روسيا تقول إنها لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله يوم الثلاثاء إن بلاده لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا.
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال اجتماع في موسكو يوم 3 نوفمبر تشرين الثاني 2017. تصوير: مكسيم شيميتوف – رويترز
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن وجود إيران في سوريا شرعي.
إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني
روسيا تقول أمريكا تقدم غطاء للدولة الإسلامية في سوريا
موسكو (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تقدم بالفعل غطاء لوحدات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتتظاهر فحسب بمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وأضافت الوزارة أن سلاح الجو الأمريكي حاول عرقلة ضربات جوية روسية على متشددي الدولة الإسلامية حول مدينة البوكمال السورية.
وقالت ”هذه الحقائق دليل دامغ على أن الولايات المتحدة، في حين تتظاهر بقتال دون هوادة ضد الإرهاب الدولي أمام المجتمع الدولي، تقدم في واقع الأمر غطاء لوحدات الدولة الإسلامية“.
إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير نادية الجويلي