أحداث الثلاثاء 18 تشرين الأول 2016
موسكو تعلن «هدنة إنسانية» الخميس
الرياض، نيويورك، لندن، موسكو، القاهرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أعلنت موسكو «هدنة إنسانية» لمدة 8 ساعات الخميس في أحياء شرق حلب التي تعرضت أمس لغارات روسية وسورية عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، في وقت حذر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من اختفاء حلب ما لم يتم الاتفاق على حل حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ودان الاتحاد الأوروبي روسيا لتسببها في «معاناة لا توصف»، قائلاً إن الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق قد تصل إلى مستوى «جرائم الحرب». وأعلنت دمشق أمس عن زيارة قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك إلى القاهرة للبحث في التعاون الأمني.
وجدد مجلس الوزراء السعودي موقفه الثابت من سورية ووحدتها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، مشدداً خلال جلسته في الرياض أمس، على أهمية «التوصل إلى حل سلمي يضمن إنهاء هذه الأزمة وفقاً لما تضمنه بيان جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». ورحّب المجلس بالبيان الصادر عن «اجتماع الهيئة العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي عقدته في الرياض لمناقشة استمرار النظام السوري وحلفائه في تعطيل العملية السياسية وتقويض أسسها ومتطلبات نجاحها عبر انتهاج سياسة الأرض المحروقة في كل أنحاء سورية، ولا سيما في حلب، في تحدٍ سافر للقانون الدولي والإنساني».
وكان الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان الروسية، قال في موسكو: «ستكون هناك هدنة إنسانية في 20 تشرين الأول (أكتوبر) في مدينة حلب من الساعة 8:00 حتى 16:00» بالتوقيت المحلي. وأضاف أن «القوات الروسية والسورية ستوقف خلال هذه الفترة الغارات الجوية والهجمات الأخرى». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «13 مدنياً على الأقل بينهم تسعة أطفال قتلوا صباح الإثنين نتيجة غارات لم يعرف إن كانت سورية أم روسية على حي المرجة»، موضحاً أن 12 منهم أقرباء وينتمون إلى العائلة ذاتها. وبين القتلى أمّ تبلغ من العمر 17 سنة ورضيعها.
وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 34 شخصاً الأحد، 18 منهم على الأقل نتيجة غارات روسية استهدفت مبنيين سكنيين في حي القاطرجي، وفق حصيلة جديدة لـ «المرصد». وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية بأن متطوعي الدفاع المدني كانوا يعملون صباحاً في حي القاطرجي على البحث عن نحو عشرين مفقوداً تحت الأنقاض. كما قتل الإثنين 23 شخصاً في غارات روسية على قرية عويجل التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف حلب الغربي، وفق «المرصد».
ورداً على التصعيد العسكري في حلب، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون الأحد بأن على الحلفاء الغربيين أن ينظروا في عقوبات ضد أهداف اقتصادية في موسكو ودمشق رداً على حصارهما أحياء حلب الشرقية. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني نفت الإثنين أي توجه لفرض عقوبات ضد روسيا على خلفية تورطها في النزاع السوري. وقالت: «هناك عقوبات ضد النظام السوري وتجري مناقشات حول ذلك، وبالتأكيد توسيعها أمر ممكن». وقالت موغيريني، من جهة أخرى، إن إعلان روسيا وقف إطلاق النار في حلب «خطوة إيجابية».
وفي بيان صدر في ختام اجتماع في لوكسمبورغ، قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنه «منذ أن بدأ النظام وحلفاؤه، وبخاصة روسيا، الهجوم أصبح من الواضح أن حجم القصف الجوي وكثافته على شرق حلب مفرط». وأضاف الوزراء أن «الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنى التحتية الأساسية إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية يشكل تصعيداً كارثياً للنزاع (..) وقد يصل إلى جرائم حرب».
وكان دي ميستورا حذر من اختفاء حلب في حال لم يتم التوصل إلى حل قبل كانون الأول، داعياً إلى تجنيب هذه المدينة ما جرى في داريا ومعضمية الشام عندما جرى تهجير أهلهما بعد حصار خانق وقصف عنيف من القوات النظامية السورية. وقال إن أي حديث لا يتناول حلب ذات البعد الرمزي حيث يوجد مئة ألف طفل و275 ألف شخص محاصرين في أحيائها الشرقية، لن يكون مجدياً. وأضاف: «إذا كان العالم يراقب الموصل، يجب ألا ينسى حلب».
على صعيد آخر، أجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك محادثات رسمية في القاهرة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، في أول زيارة معلنة لمسؤول سوري أمني بارز إلى مصر منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من خمس سنوات. وأوضحت مصادر في القاهرة لـ «الحياة»، أن زيارة مملوك «تمت بناء على رغبة الجانب السوري لتوجيه الشكر لمصر على موقفها في مجلس الأمن الداعم لوقف إطلاق النار في حلب».
وأفاد «المرصد» بأن سيارة ملغومة انفجرت الإثنين قرب مزار شيعي في السيدة زينب جنوب دمشق، لكن تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» نفى وقوع الانفجار.
وتستعد عشرات الدول لإطلاق تحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، يُتوقع أن تواجه فيه روسيا والدول الدائرة في فلكها ضغطاً دولياً يحمّلها مسؤولية فشل مجلس الأمن في القيام بواجبه في «صون الأمن والسلم الدوليين في سورية»، وفق ديبلوماسيين. وكان مقرراً أمس أن يقدم دي ميستورا إحاطة إلى مجلس الأمن في جلسة مغلقة. وهو يقدم إحاطة أيضاً إلى الجمعية العامة التي كانت كندا بادرت باسم نحو ٧٠ دولة الى الدعوة لجلسة رسمية فيها الخميس «قد تقود الى إبقاء اجتماعات الجمعية العامة مفتوحة إلى حين القيام بتحرك في شأن سورية».
وسيشارك في الجلسة المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد، الذي كان دعا الى إحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين. وقال ديبلوماسيون إن «ثمة استياء عارماً من الكثير من الدول نتيجة استخدام روسيا الفيتو ٥ مرات في مجلس الأمن لتعطيل تحرك فعلي ينهي الأزمة السورية»، موضحين أن «بين المنضمين الى التحرك عدداً من الدول التي تعرب عن استيائها للمرة الأولى بهذه الحدة». وقال ديبلوماسي مطلع إن روسيا «يرجح أن تواجه موقفاً منعزلاً في الجمعية العامة، إذ إن الدول التي تدور في فلكها لا تتعدى ١٣، بينها كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا والحكومة السورية، أي دول تواجه عزلة بدورها».
موسكو ودمشق تعلنان وقف الغارات على حلب اليوم
بيروت، موسكو، لوكسمبورغ، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز
بعد ساعات من إعلان روسيا هدنة إنسانية لساعات في حلب الخميس، كثّفت غاراتها على الأحياء الشرقية في المدينة فجر اليوم (الثلثاء)، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، فيما أعلنت موسكو في وقت لاحق اليوم وقف الغارات الروسية والسورية على المدينة، ما اعتبره الكرملين «بادرة حسن نية» غير مرتبطة بالضغوط الفرنسية والألمانية.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيشين السوري والروسي أوقفا الغارات على حلب اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً، موضحاً أن هذا الإعلان المُبكر ضروري لتطبيق الهدنة الإنسانية التي ستتيح للمدنيين مغادرة حلب بعد غد، وللسماح للمعارضة بالانسحاب من الأحياء الشرقية ، وخيّر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «جبهة فتح الشام» بين «الانسحاب أو الهزيمة».
لكن فصائل معارضة رفضت أي انسحاب من حلب، وقال المسؤول السياسي لجماعة «فاستقم» زكريا ملاحفجي «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام»، وقال الفاروق أبو بكر القيادي في حرك «أحرار الشام» إن المقاتلين سيواصلون القتال، و«لا يوجد في حلب أي إرهابي».
ونفذت طائرات روسية بعد منتصف الليل غارات مكثفة استهدفت أحياء عدة شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة، وسقطت قذائف على حي حلب الجديدة غرب المدينة، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.
وكانت موسكو أعلنت الهدنة مساء أمس بهدف «عدم إضاعة الوقت»، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لكنهما اعتبرا انها غير كافية لإدخال المساعدات.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة الروسية: «موسكو ودمشق اتخذتا القرار «في المقام الأول من اجل السماح للمدنيين بمغادرة المدينة بحرية تامة، ولإجلاء المرضى والجرحى، وانسحاب المسلحين»، مضيفاً أنه سيتم «فتح ممرين احدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين وستة ممرات انسانية اخرى لإجلاء المدنيين».
وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة «نحن مسرورون بالطبع لانخفاض حدة القتال (…) لأن ذلك يحمي المدنيين»، إلا أنه أكد ضرورة أن «تصمت المدافع قبل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية الى المنطقة وقبل إجلاء المرضى والجرحى من المنطقة». وأضاف «يجب أن نحصل على تطمينات من جميع جهات النزاع، وليس فقط إعلان أُحادي بأن ذلك سيحدث»، من دون أن يكشف إن كانت الأمم المتحدة تلقت تطمينات أمنية من أي من اطراف النزاع.
وقال لاركه «نواصل الدعوة إلى هدنة مدتها 48 ساعة»، وأضاف أن «الأمم المتحدة لديها خطة لإخلاء المرضى والجرحى من شرق حلب، الا انها غير مشاركة في اية مفاوضات» حول الإعلان الروسي.
وتابع: «يجب ان تتم حركة المدنيين في شكل آمن وطوعي يحفظ كرامتهم، ويجب أن لا يتم الخلط بينها وبين خطة الأمم المتحدة لإجلاء المرضى والجرحى».
وفي سياق متصل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إنه سيتم إخراج «وحدات حماية الشعب الكردية» من بلدة منبج بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من بلدة الباب القريبة.
وأضاف في كلمة من أنقرة أن مشاورات تجري مع الولايات المتحدة في شأن عملية مشتركة محتملة لإخراج «داعش»من الرقة معقله الرئيس، ومضى قائلاً إن تركيا تسعى إلى إقامة «منطقة آمنة» تغطي خمسة آلاف كيلومتر مربع في شمال سورية.
وأعلن الجيش التركي اليوم إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قتلت 20 من متشددي التنظيم في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد قرابة شهرين على بدء عملية «درع الفرات» لمقاتلي معارضة تدعمهم تركيا لطرد التنظيم المتشدد من منطقة الحدود.
وذكر بيان الجيش أن 11 ضربة جوية للتحالف استهدفت مناطق عدة ودمرت موقعين دفاعيين للتنظيم وثلاث مركبات. وأضاف أن طائرات حربية تركية شنت على نحو منفصل ضربات جوية ودمرت عدداً من الأهداف التابعة للتنظيم.
القوات العراقية تقترب من مشارف الموصل
بغداد – «الحياة»
تسعى القوات العراقية إلى تطويق «داعش» داخل الموصل، وسجلت في اليوم الأول لمعركة استعادة المدينة تقدماً على مختلف الجبهات، مؤكدة سيطرتها على 200 كيلومتر مربع، ووصولها إلى حي الحمدانية، وسط تكهنات متضاربة عن إمكان اختيار التنظيم الانسحاب باتجاه الصحراء. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن العملية «تحقق أهدافها».
إلى ذلك، بدت مواقف الأطراف العراقية المشاركة في المعركة متطابقة، إذ أعلن رئيس إقليم كردستان أن «التنسيق مع الجيش رائع»، وقال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن الحملة العسكرية لاستعادة المدينة «توحد العراقيين»، فيما جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أن قواته الموجودة في سهل نينوى ستشارك في المعركة، وأرسل وفداً إلى بغداد، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي رد عليه خلال اجتماعه أمس مع السفراء العرب في بغداد، ودعاه إلى سحب هذه القوات «لأن العراق ليس خاضعاً» لأنقرة وانتشارها في أراضيه «ليس نزهة».
وأعلنت قيادة البيشمركة امس «إنه بعد بضع ساعات من انطلاق الهجوم، تمت السيطرة على تسع قرى في محور الخازر شرق الموصل، وهي، باصخرة، وترجلة، وبازكرتان، وشيخ أمير، وبدنة الكبرى، وبدنة الصغرى وكبرلي وشاقولي، مشيرين إلى بلوغ مشارف قضاء الحمدانية وناحية برطلة في سهل نينوى، على بعد نحو 12 كلم شرق مركز الموصل». وأكدت القوات العراقية أن الفرقة المدرعة التاسعة تمكنت من تحرير قرى إبراهيم الخليل والعدلة وجهارة وكبيلة والحميدية وجديدة وبلاوات وكاني حرامي وتوقفت اليوم عند آخر قرية هي قرية الشهيد صبحي في ناحية النمرود، جنوب شرقي المدينة.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده في الجبهة إن «المعارك تجري وفق المخطط، وحققنا نجاحاً، بعدما تمكنت البيشمركة التي تختلط دماؤها، للمرة الأولى، بدماء القوات العراقية، من تحرير مساحة تقدر بنحو 200 كلم مربع في أقل من 24 ساعة».
وكان العبادي أعلن بعد منتصف ليلة أول من أمس انطلاق معركة الموصل، وفور الإعلان شنت القوات المشتركة وطائرات التحالف الدولي غارات وعمليات قصف أرضية باتجاه مواقع «داعش».
وبدا لافتاً تأكيد العبادي أن الجيش والشرطة العراقيين هما فقط من سيدخل الموصل، مطمئناً بذلك الخائفين من «مشاركة الحشد الشعبي»، وأفادت معلومات بأن تلك القوات أسند إليها دور في منطقة تلعفر، إلى الغرب من المدينة، والوصول إلى هذه المنطقة يحتاج إلى المزيد من الوقت.
ويقول عسكريون أكراد إن «قوات البيشمركة ستسيطر على معظم مناطق شرق نينوى خلال أيام، وستتوقف هناك وتترك للجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب مسؤولية اقتحام الموصل».
المسؤولون العسكريون أنفسهم لا يستطيعون تحديد زمن لإكمال تحرير الموصل، بسبب الطبيعة المعقدة لجغرافيا المدينة، وحجم السكان الكبير في أحيائها، ولكن السبب الأهم هو عدم معرفة نيات «داعش»، هل سيختار القتال وسط الأحياء السكنية ما يمكن أن يتسبب بخسائر بشرية كبيرة، أم سينسحب مثلما فعل في تكريت والفلوجة والرمادي والشرقاط من دون مقاومة كبيرة؟ ولن تعرف مخططات التنظيم قبل أيام على الأقل.
والخيار الثاني أمام «داعش» مطروح في الأوساط العسكرية والسياسية التي تشير إلى أن خطط المعركة اختارت دفع التنظيم باتجاه الغرب من الموصل في اتجاه صحراء الجزيرة، ومنها إلى الحدود السورية، حيث تتوافر مساحات مفتوحة ومقاتلته هناك، بدلاً من تطويقه وإجباره على القتال داخل الأحياء.
سياسياً، أصدر معظم المسؤولين العراقيين بيانات حماسية تحية للجيش وحضّوا أهالي الموصل على التزام منازلهم، فيما أبدت دول مختلفة آمالها بتحرير الموصل من دون إراقة دماء الأهالي. وأعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن مخاوفه من دخول ميليشيات إلى المدينة وارتكاب «حمامات دم».
هدنة روسية 8 ساعات في حلب الخميس وواشنطن تعتبرها محدودة ومتأخرة جداً
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن القوات المسلحة الروسية والسورية ستوقف هجماتها على مدينة حلب السورية ثماني ساعات الخميس ليتمكن المدنيون والمعارضون المسلحون من مغادرة المدينة.
لكن موسكو استبعدت وقفا دائماً للنار وهي خطوة تطالب بها حكومات غربية وقالت إن هذا من شأنه أن يتيح للمتشددين الإسلاميين في المدينة فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم.
وخلال مؤتمر صحافي في موسكو، صرّح المسؤول الكبير في وزارة الدفاع اللفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي بأن مقاتلي المعارضة في مناطق من حلب يقتلون المدنيين، بينما تغض الحكومات الغربية الطرف عن ذلك. وقال: “في ظل هذا الوضع لا معنى لوقف النار من جانب واحد لأن جبهة النصرة وجماعات متحالفة معها ستحصل على متنفس مرة أخرى وستعيد تنظيم صفوفها وتستعيد قدراتها العسكرية.”
وأفاد أن روسيا تعمل مع قوى أخرى للتوصل إلى اتفاق سلام في شأن حلب، لكن هذا سيستغرق وقتاً، لذا قررت موسكو خلال هذا الوقت المبادرة بوقف القتال لأسباب إنسانية. وأوضح إن الهدف هو “في المقام الأول أن يتاح للمدنيين التحرك بحرية وإجلاء المرضى والمصابين واخراج المقاتلين”. وأضاف: “يوم 20 تشرين الاول من الساعة 08:00 (05:00 بتوقيت غرينيتش) وحتى الساعة 16:00 ستنفذ هدنة إنسانية في منطقة حلب. خلال هذه الفترة ستوقف القوات الجوية الروسية والقوات الحكومية السورية الغارات الجوية وإطلاق النار من أسلحة أخرى”.
ورحبت الأمم المتحدة، التي تدعو منذ فترة طويلة لوقف أسبوعي مدته 48 ساعة لإطلاق النار، بالإعلان الروسي.
وصرّح الناطق باسمها ستيفان دوجاريك :”أي تقليل للعنف والقتال، أي وقف يطبق بالفعل، سيكون موضع ترحيب”. وقال: “سنستغل أي وقف، سنبذل كل ما في وسعنا. طبعاً هناك حاجة الى وقف أطول لإدخال شاحنات (المساعدات) هناك”.
وتقصف طائرات روسية وقوات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب منذ انهيار اتفاق لوقف النار وقع بوساطة دولية الشهر الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الخطة الروسية محدودة ومتأخرة جداً. وسئل الناطق باسم الوزارة مارك تونر في إفادة يومية عن الخطة الروسية، فأجاب بأنه إذا كانت الخطة تؤدي إلى “توقف المعاناة المتواصلة لأهل حلب ثماني ساعات، فإن ذلك سيكون شيئاً جيداً، لكنها بصراحة محدودة ومتأخرة جداً”.
الجيش السوري: أمريكا تخطط لتأمين مرور مقاتلي تنظيم الدولة من الموصل إلى سوريا
عمان- رويترز- اتهم الجيش السوري التحالف بقيادة الولايات المتحدة الثلاثاء بالتخطيط للسماح لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية بعبور الحدود السورية من مدينة الموصل العراقية قائلا إنه سيوف يتصدى لهذه المحاولة بكل السبل المتاحة.
وذكر بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن المخطط يتضمن تأمين طرق وممرات عبور آمنة إلى داخل سوريا والسماح للمتشددين بتعزيز وجودهم في شرق سوريا.
وأضاف البيان الذي نشرته وسائل إعلام رسمية “أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة”.
قوات سورية مدعومة من تركيا تسيطر على ست قرى جديدة في ريف حلب الشمالي
دمشق- د ب أ- سيطرت فصائل الجيش السوري الحر بإسناد مدفعي من الجيش التركي على ست قرى جديدة الثلاثاء بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشمالي.
وقال قائد عسكري في كتائب الحمزة المشاركة في عمليات درع الفرات لوكالة الأبناء الألمانية إن فصائل الجيش السوري الحر مدعومة بالمدفعية التركية وسلاح الجو سيطرت على قرى العيون وزراعها وتل مالد والسيد علي، وطنوزة، والواش، وبرعان جنوب شرق مدينة مارع بعد معارك مع تنظيم داعش وأن عدد من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف عناصر التنظيم .
وأضاف القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مجلس مدينة أخترين العسكري أصدر بياناً اليوم الثلاثاء طالب فيه المدنيين بالعودة إلى المدينة عقب طرد داعش وذلك بدءاً من الثلاثاء، ومحذراً في الوقت ذاته الأهالي من الأجسام الغريبة وعدم الاقتراب منها وإبلاغ المجلس حال مشاهدتها ليتم التعامل معها من قبل المختصين.
وسيطرت فصائل درع الفرات على معظم ريف حلب الشمالي والشرقي الذي كان تحت سيطرة تنظيم داعش خلال ثلاث مراحل، حيث تهدف هذه الفصائل للتقدم نحو أخر معاقل داعش بمدينة الباب وريفها شرقي مدينة حلب.
وفي ريف إدلب، قالت مصادر طبية إن سبعة قتلى على الأقل سقطوا وأصيب أكثر من 25 أخرين بجروح في غارة شنتها طائرات روسية على مستشفى بلدة سرجة في جبل الزاوية في ريف ادلب الغربي.
اسماء الأسد تقول انها رفضت كافة العروض لمغادرة سوريا
دمشق- أ ف ب- قالت زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد في مقابلة مع قناة روسية هي الاولى لها مع وسيلة اعلام أجنبية منذ اندلاع الحرب في سوريا، انها رفضت عروضا تلقتها لمغادرة البلاد.
وقالت لقناة “روسيا 24″ الحكومية في مقتطفات نقلتها حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي “لم افكر ابدا في ان اكون في اي مكان آخر (…) نعم عرض علي مغادرة سوريا او بالاحرى الهرب من سوريا”.
وتابعت “تضمنت هذه العروض ضمانات بالسلامة والحماية لاطفالي بما في ذلك ضمانات مالية”، مضيفة “لا يحتاج الامر لعبقرية لمعرفة ما كان يسعى اليه هؤلاء الاشخاص فعليا. لم يكن الامر يتعلق برفاهي او رفاه ابنائي، لقد كانت محاولة متعمدة لزعزعة ثقة الشعب برئيسه”.
وخلافا لزوجها الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، فان أسماء الأسد (41 عاما) التي ولدت في بريطانيا، هي من الطائفة السنية وتتحدر عائلتها من حمص، وقد حصلت على اجازة جامعية من “كينغز كولدج” في لندن.
وبعد اندلاع النزاع الذي تسبب خلال اكثر من خمس سنوات بمقتل اكثر من 300 الف شخص، انكفأت اسماء الاسد عن الحياة العامة، لتعاود مزاولة نشاطها خلال العامين الماضيين وتقتصر اطلالاتها على الانشطة ذات الطابع الاجتماعي ولقاء ذوي القتلى في صفوف الجيش السوري.
وفي سنوات الحرب الاولى، سرت شائعات عن مغادرتها مع اطفالها سوريا إلى لندن حيث نشأت أو إلى روسيا، الحليف الابرز لدمشق.
أكثم نعيسة: مباحثات «لوزان» ترسي مرحلة جديدة… ومشروع التشيّع الإيراني «الأخطر» في سوريا
مصطفى محمد
اسطنبول ـ «القدس العربي»: لم يتفق المعارض السوري أكثم نعيسة مع ما ذهب إليه معظم المراقبين، الذين اعتبروا أن المباحثات الدولية الأخيرة التي خصصت للقضية السورية، التي عقدت السبت الماضي في لوزان، قد انتهت دون أن تحقق تقدماً ملموساً، موضحاً ذلك بالقول: «لم يعقد مؤتمر لوزان لوقف إطلاق النار، وإنما لأجل قضية أخرى، تتعلق بالتمهيد لجولة مفاوضات مقبلة أكثر فاعلية من المفاوضات السابقة».
وقال لـ «القدس العربي»: «لقد مهدت المباحثات تلك لتقاسم المكاسب على المستوى الإقليمي والدولي، وبالمعنى الجيو سياسي فقد بات واضحاً أن واقع الحال يشير إلى خريطة نفوذ جديدة، اتضح أن هناك موافقة دولية على تسليم حلب للنظام، مقابل السماح بدور تركي يمنع على الأكراد أن يواصلوا نضالهم، وبالتالي جاءت المباحثات لإعادة ترتيب كل هذه المسائل الشائكة في إطار جديد».
مرحلة جديدة سياسية
وصف نعيسة الذي يشغل مدير «مركز الشام للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان»، جولة المباحثات الأخيرة بـ»المرحلة السورية الجديدة»، مشيراً إلى «العنف» الذي شهدته سوريا لم يكن في مصلحة الثورة والمعارضة، ولا في مصلحة النظام على المدى البعيد، بخلاف المدى المنظور، كما قال.
وهو يرى أن الحرب السورية أدت وظيفتها، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة «سياسية»، مستدركاً «لكن هذا لا يعني انتهاء الحرب أبداً، بل ستكون هناك حروب صغيرة».
ويعرب عن اعتقاده بأن المرحلة الجديدة قد تشهد حلاً جذرياً للمسألة السورية، مستبعداً في الوقت ذاته انزلاق الدول إلى حروب جديدة على الأرض السورية، سيما وأن هناك أطرافاً إقليمية رابحة، من بينها «إيران».
«التشيع» تحول إلى ظاهرة لدى الأقليات السورية
من وجهة نظر نعيسة وهو المعارض الذي ينتمي للطائفة العلوية فإن إيران تسعى إلى تغيير الهوية العقائدية والثقافية للسوريين، مبيناً «يبقى الاحتلال العسكري بكل حالاته حالة عابرة، مهما طالت مدته أو قصرت، لكن عندما تُحتل الشعوب في عقيدتها، فمن المؤكد أن ينجم عنه تحول بعيد المدى»، على حد تقديره.
وأضاف: « في غفلة من الجميع تستغل إيران حالة الصراع هذه، وتقوم بالتغيير العقدي للمنطقة».
وسأل نعيسة عما إذا كانت إيران تستهدف طائفة سورية دون غيرها فقال: «لم تبدأ إيران مشروعها الآن، لكنها بدأته منذ العام 1970، وذلك عندما جاء الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى رأس السلطة، الذي دفع بهذا الاتجاه، في محاولة منه لإضفاء طابع إسلامي على نظامه، لأن الموروث الشعبي السني يعتبر الطائفة العلوية من الطوائف «الخارج عن الملة»، أي بالمعنى الأبسط سعى الأسد للحصول على قبول الأكثرية المتدينة التي تنظر إلى الشيعة كفريق إسلامي».
وتابع في هذا الخصوص: « حركة التشيع الآن تستهدف الطائفة العلوية بالدرجة الأولى، ومن ثم الطائفة الإسماعيلية، وأيضاً الطائفة الدرزية، وحتى السنة وإن كانت باختراقات محدودة، بسبب حالة الاستقطاب السني، التي فرضتها حالة الصراع السني-الشيعي».
و بعد أن أكد «وجود تذمر علوي من ظاهرة التشيع»، رأى نعيسة أن هناك عوامل عدة قد تحد و تقلل من تأثيره، من أهمها أن الشيعة اليوم يعتبرون بمثابة «السند الوحيد» للعلويين في سوريا، وأيضاً بسبب ربط مصيرهم لهم بمصيره ، وقال: «إن الخوف على الوجود العلوي يجعل من التحول المذهبي أمراً ثانوياً لديهم، وهذا بالرغم من تكفير الشيعة لهم».
مجابهة علوية – شيعية
لكن وبالرغم من الحديث السابق، كشف نعيسة نقلاً عن مصادر موثوقة من داخل الطائفة العلوية، عن ظهور بوادر مجابهة علوية لمشروع التشيع الإيراني، مبيناً «لا علاقة للعلويين الأكثر اعتدالاً بالموروث الشيعي، وعلى سبيل المثال فإن علاقتهم بالحسين لا تقاس بقوة علاقة الشيعة به»، كما قال.
المعارضة السورية: التهدئة الروسية في حلب “خديعة”
ريان محمد
وصفت المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، في أول ردة فعل على إعلان موسكو وقف العمليات الجوية الروسية والسورية، بـ”الخديعة”، مشيرة إلى أن روسيا عجزت بعد القصف عن “احتلال” حلب، أو إجبار المعارضة على الاستسلام.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، أسعد الزعبي، في حديث مع”العربي الجديد””:”هو اتفاق أو هدنة خديعة لتحقيق الهدف الروسي، وكسب قليل من ماء الوجه، لأنهم عجزوا بعد كل هذا القصف عن احتلال حلب أو إجبار المعارضة على الاستسلام. لذا، هم يطالبون بأقل الأمور، وهو إخراج عناصر فتح الشام، والغاية تفريغ حلب من أحد الفصائل، وبالتالي تحقيق خلل في المعادلة العسكرية، وإنجاز هدف موسكو بتقديم نفسها على أنها قوية”.
وأضاف أن “موسكو بدأت بالحديث عن هذه الهدن، مثل هدنة اليوم، وأهم نقطة لديها خلالها تحديد أهداف جديدة من النقاط الطبية والمستشفيات لقصفها”.
واعتبر رئيس وفد المعارضة السورية أنه “لا يمكن تفريع حلب، ولا يمكن إخراج فتح الشام، لأن الجزء الأكبر منهم هم من أهالي حلب، وبالتالي لن يتركوا أهلهم وأقرباءهم وأبناءهم. ثانيا، هذه سياسة كذب وخديعة من النظام وروسيا، لأنه بعد ذلك ستتم المطالبة بإخراج أحرار الشام، وفيلق الشام، وغيرها. وأضاف أن “أي مقاتل يخرج من حلب يعطي فرصة ذهبية للنظام لإخضاع المدينة، كما حصل في الراموسة عند خروج قسم من الثوار إلى شمال شرق حلب، ليعود النظام بعد ذلك ويحتل أجزاء منها”.
واستعجل الروس هدنتهم في حلب، اليوم الثلاثاء، معلنين وقف العمليات الجوية الروسية والسورية، داعين “الدول ذات النفوذ” إلى “إقناع قادة المسلحين بضرورة مغادرة المدينة”.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في اجتماع أمني اليوم، بحسب وسائل إعلام روسية، إنه “ابتداء من الساعة العاشرة صباح اليوم تتوقف ضربات الطيران الروسي وقوات النظام السوري في منطقة حلب”، مضيفا: “نتوجه إلى الدول ذات التأثير على التشكيلات المسلحة في الجزء الشرقي من حلب لإقناع قادتها بوقف القتال ومغادرة المدينة”.
ولا يبدو أن الهدنة التي أعلنت روسيا أنها ستطبقها مع النظام السوري في حلب، الخميس، ستقدم أي جديد لمئات آلاف المدنيين هناك، والذين يتعرضون للقصف يومياً، بالإضافة إلى معاناتهم المستمرة من جراء استمرار الحصار المفروض منذ نحو شهرين ونصف الشهر، خصوصاً مع تأكيد الأمم المتحدة على أن هذه الهدنة لن تسمح بإدخال المساعدات للمحاصرين.
ميزان سورية التجاري خاسر… والصادرات تثير الشكوك
عدنان عبد الرزاق
بدّلت الحرب المندلعة في سورية موازين التجارة الخارجية للبلاد، كما غيّرت الشركاء الاقتصاديين، بعدما توقفت 80% من منشآتها الصناعية، بحسب بيانات اتحاد غرف الصناعة في دمشق، وتحوّل الميزان التجاري النفطي إلى خاسر ومستنزف، في حين كان يشكل قبل الثورة، نحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية، و25% من عائدات الموازنة، و40% من عائدات التصدير. لتنخفض الصادرات من 8 مليارات دولار عام 2011 إلى نحو 650 مليون دولار عام 2015، أي ما نسبته 1130 %.
وعكست هذه الأرقام، وفق تقرير نشره مركز التجارة الدولية “ITC”، أخيراً، التراجع الكبير في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما نسبته سالب 42%، وفق تصريحات رسمية سورية، ونحو سالب 75% وفق التقديرات الدولية.
فقد أوصل نظام بشار الأسد، الذي بلغت تكاليف حربه حتى الآن، 275 مليار دولار، الاقتصاد السوري إلى مرحلة الانهيار وعدم الأمل بالعودة من دون قروض وارتهان.
وعلى صعيد التجارة الخارجية، يقول الخبير الاقتصادي السوري د. عماد الدين المصبح، إن قيمتها انخفضت خلال الثورة إلى نحو 0.2% من إجمالي قيمة التجارة العالمية، وحصة سورية لم تزد العام الماضي عن 0.01% من التجارة العالمية، بعد تهديم الصناعة وبنى الزراعة، وتحوّل النفط من أهم الصادرات بنحو 145 ألف برميل يومياً قبل الثورة، إلى عجز هائل واستيراد الآن.
وأشار التقرير الدولي إلى تراجع الواردات، نتيجة تراجع قدرة السوريين الشرائية، خلال الفترة 2011 – 2015 من 17.1 مليار دولار عام 2011 إلى 4.4 مليارات دولار عام 2015، بمعدل انخفاض حوالي 288%، معتبراً أن الفارق الكبير بين تراجع الصادرات وتراجع الواردات، هو النتيجة الطبيعية لسياسة اقتصادية، استخدمت ذريعة لتأمين المواد وإطلاق يد الاستيراد ما أمكن، مقابل عدم دعم قدرات الإنتاج المحلي، والتي تنعكس فعاليتها تصديراً.
وهكذا، بلغ عجز الميزان التجاري حوالي 29.3 مليار دولار خلال سنوات الأزمة الخمس، إذ وصل مجموع الواردات إلى 43 مليار دولار، ومجموع الصادرات إلى 13.2 مليار دولار.
ولجهة الشركاء التجاريين مع سورية، بين تقرير مركز التجارة الدولية، أن تركيا احتلت المرتبة الأولى من جهة الواردات منذ عام 2012، حيث بلغت الواردات السورية من تركيا في عام 2015 أكثر من 1.52 مليار دولار، وهو ما يشكل 31% من إجمالي الواردات. بينما الصادرات السورية إلى تركيا لا تتجاوز 51 مليون دولار، وبالتالي تساهم في عجز الميزان التجاري السوري بمبلغ 1.47 مليار دولار، وهو يشكل حوالي 39% من العجز التجاري في عام 2015. لتأتي الصين في المرتبة الثانية بقيمة مستوردات وصلت إلى مليار دولار خلال 2015، تليها مصر بقيمة واردات 242 مليون دولار.
وتعتبر هذه الأرقام بديهية، خصوصاً من ناحية تصدّر تركيا قائمة الشركاء التجاريين. إذ من الطبيعي أن تحتل أنقرة قائمة المصدرين لسورية، لأنها تمد المناطق المحررة باحتياجاتها من الغذاء والطاقة، وذلك في ظل فرض الحصار والعقوبات التي يمارسها النظام على المناطق المحررة. ويلفت مصبح النظر إلى تغييب التقرير الدولي لإيران التي تشير بيانات غرفة تجارة دمشق أنها الشريك التجاري الأول لنظام الأسد العام الماضي.
أما بالنسبة للصادرات، فأشار التقرير إلى أنه حتى عام 2010 كانت دول الاتحاد الأوروبي تستحوذ على القسم الأكبر من الصادرات السورية.
ومع انفجار الثورة السورية عام 2011 تغيرت وجهة الصادرات السورية نحو الدول العربية، إذ بلغت خلال عام 2015 نحو 650 مليون دولار، واحتلت مصر المرتبة الأولى بقيمة صادرات بلغت 158 مليون دولار، وبنسبة 23% من إجمالي الصادرات السورية، يليها الأردن بنسبة 15.5% وبقيمة صادرات 101 مليون دولار، لتأتي السعودية في المرتبة الثالثة بقيمة صادرات 84 مليون دولار وبنسبة 13%.
وبيّن التقرير أن الأجهزة الكهربائية استحوذت على المرتبة الأولى، ضمن مستوردات عام 2015 بمقدار إجمالي 298 مليون دولار، ونسبة 7% من الواردات، يأتي من ضمنها 55 مليون دولار أجهزة الهاتف المحمول وملحقاتها، وبالقيمة نفسها تقريباً استوردت سورية في عام 2015 السيارات وقطع الغيار بمبلغ 297 مليون دولار، لتشكل كل من الأجهزة الكهربائية والسيارات وقطعها نسبة 14% من إجمالي الواردات، ومبلغ 595 مليون دولار خلال عام!
تأتي في المرتبة الثانية المواد الغذائية، ولكن حصتها تتراجع بتراجع مستورداتها مقارنةً مع الواردات الكمالية، وذلك مع تراجع قدرات الاستهلاك السوري، وتراجع عدد سكان سورية الموجودين في داخلها، وتراجع الأسعار العالمية للمواد الغذائية…
وأما فاتورة الصادرات، فقد تغيرت خلال الثورة، من النفط الخام والقطن، لتقتصر الصادرات على القهوة والشاي التي تحتل المرتبة الأولى، والتي نستوردها بمقدار يقارب 195 مليون دولار، ليتم تصدير جزء هام منها بقيمة 55 مليون دولار، وتشكل أكبر وزن للصادرات السورية، يليها تصدير الفواكه بقيمة 54 مليون دولار، والخضار بمقدار 27 مليون دولار، وأما القطن الذي يعد ثالثاً ضمن الصادرات السورية، بعد النفط والفوسفات، فقد تراجعت صادراته من 199 مليون دولار في عام 2011 إلى 10 مليون دولار في عام 2015.
إلا أن هذه الأرقام المأخوذة من إحصاءات التجارة الخارجية السورية، والتي أصدرها مركز التجارة الدولية، مثيرة للشك والريبة في آن. إذ تغيب عن التقرير عائدات تصدير الفوسفات والألبسة، التي تأتي أولاً بعد تراجع النفط والقطن الخام.
والملفت، حسب خبراء، هو تصدّر الشاي والقهوة الصادرات السورية، رغم أن البلاد غير منتجة لهاتين السلعتين، ولا يمكن أن تأتي عمليات التغليف وإعادة التصدير، بأرقام الملايين التي ذكرها هذا التقرير الدولي.
ووسط تناقض الأرقام والإحصاءات والتقارير الدولية، تبقى حقيقة ساطعة، وهي أن الاقتصاد السوري يعيش في أزمة لا تعرف الهدوء.
سقوط “دابق” يضرب “داعش”.. إعلامياً أيضاً
عدنان الحسين
تلقى تنظيم “داعش” ضربة موجعة على يد الجيش السوري الحر، ضمن عملية “درع الفرات”، إثر خسارته، الأحد الماضي، سبع قرى في ريف حلب شمالي سوريا، خلال يوم واحد، وأهمها وأشهرها قرية دابق ذات الأهمية العقائدية للتنظيم. ولم يصدر رد فعل عن أي مصدر إعلامي أو قنوات إخبارية تابعة للتنظيم، سوى أصوات كانت قد قللت من أهمية دابق، قبل يوم من السيطرة عليها.
وشكّل سقوط دابق خلال أقل من 40 دقيقة من الهجوم عليها، ضربة قاصمة للتنظيم الذي أقام عليها بُعداً خلاصياً، من خلال خطبة مؤسسه أبو مصعب الزرقاوي، الذي قال: “ها هي الشرارة قد انقدحت في العراق، وسيتعاظم أوارها بإذن الله حتى تحرق جيوش الصليب في دابق”.
بهذا المعنى، بنى تنظيم “الدولة الإسلامية في الشام والعراق” أحلامه على دابق، فجعل منها محركاً إعلامياً وعقائدياً، مستغلاً أهميتها الدينية، كبقعة لحروب آخر الزمان بين “المسلمين والكفار”. التنظيم تمكن من توظيف دابق في دعايته لتجنيد المقاتلين المهاجرين، وجنّد الآلاف من أنحاء العالم، وغرر بهم بادعائه أنهم صفوة المقاتلين الذين سيخوضون معركة الملحمة الكبرى ضد جيوش الكفار ذات الـ80 راية، مسقطاً الحديث النبوي على “التحالف الدولي”.
سقطت دابق ومعها ادعاءات “الدولة الإسلامية” التي باتت في موقف حرج أمام حاضنتها ومقاتليها، خصوصاً بعدما جنّدت للمعركة “الختامية” آلاف المقاتلين، قضى معظمهم في معارك جانبية كانت أشهرها معركة عين العرب “كوباني” في ريف حلب الشرقي. وانكشفت خيوط التنظيم، فلا ملحمة كبرى حدثت ولا قامت القيامة.
سقوط دابق، رافقه سقوط إعلامي للتنظيم الذي اشتهر بآلته الإعلامية الباهرة وأفلامه الهوليوودية، وحتى مجلته المشهورة باللغة الإنجليزية حملت اسم “دابق”. ومع بداية معارك “درع الفرات” خَفَتَ إعلام التنظيم بشكل كبير، حتى أن مُعرّفاته الرسمية في تطبيق “تلغرام” وفي “تويتر” باتت تنشر أخبارها منقولة من مصادر الجيش الحر. آلة التنظيم الإعلامية سقطت في فخ إعلام الجيش الحر، حين نشرت خبر استعادة التنظيم السيطرة على قرى، من بينها اخترين، وتبين بعد ذلك أن الجيش الحر لم ينسحب منها إطلاقاً، وإنما تلاعب بإعلام التنظيم ومريديه.
وعلى الرغم من نشره منذ عام ونيف، فيلمين، بإخراج رفيع، وتصوير مميز، من دابق، غاب التنظيم اليوم نهائياً عن الإعلام. الشيء الوحيد الذي تحدث عنه إعلام التنظيم، كان في التقليل من شأن دابق، والترويج بأن “الملحمة الكبرى” ليست في دابق، بل في استعادتها. وأكد أن علامات كثيرة تسبق “الملحمة الكبرى” ولم تحدث حتى اللحظة.
ويبدو أن رد فعل التنظيم غير المتوقع في عدم الحفاظ على هالته الإعلامية، وخسارته معركة دابق، شجّع ناشطي المعارضة للتهكم على التنظيم. ولم تخلُ منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من عبارات السخرية، محملين عناصر “الدولة” مسؤولية الاندفاع خلف أوهام فارغة وشعارات رنانة.
على أن السقوط الإعلامي للتنظيم، جاء نتيجة قلة كوادره الإعلامية المدربة والمجهزة لتغطية معارك ريف حلب الشمالي. كما أن التضييق الإعلامي على التنظيم، في برامج التواصل، وما تعرضت له قنواته في “تلغرام” من إغلاق دائم، كان له دور بارز في إضعاف ماكينته الإعلامية.
وفي متابعة ردود الأفعال لأنصار تنظيم “الدولة” في مواقع التواصل الاجتماعي، قلل معظمهم من أهمية البلدة والمعركة فيها، في إشارة إلى أن معركة “آخر الزمان” ستقع على أيدي جنود الخلافة، وهو التنظيم، لكن منطقة دابق تمتد من حلب إلى إدلب وأنطاكيا وأضنة في تركيا، وهي ليست محدود في بلدة صغيرة، بحسب أحدهم.
كما أنهم برر الأنصار، خسارة دابق، بأن علامات المعركة الكبرى لم تبدأ، وأهمها “احتلال تركيا من قبل الصليبيين”، بحسب زعمهم، وخصوصاً مدينة اسطنبول كونها “ستُفتح بالتكبير”، كما قال أحد مؤيدي التنظيم في “فايسبوك”.
كما أن مناصري التنظيم بدأوا بنسج تفاسير لا تعدو كونها خرافات حول معركة نهاية الزمان، حيث أكد عدد كبير منهم بأن الحديث عن أن “ينزل الروم في الأعماق”، تقصد به منطقة في جنوب تركيا، و”يُقصد بها قاعدة إنجرليك كونها أصبحت منطلقاً لطائرات التحالف في قصف مواقعهم”.
هذا التخبط، يعود الى أن مناصري التنظيم أصيبوا بصدمة أكثر من غيرهم، وبدأوا بنسج قصص من الخيال عن ملاحم آخر الزمان، وباتوا في حيرة من أمرهم في ظل غياب تصريحات رسمية من قادة التنظيم حول خسارة المعركة. فمقتل أهم رجلين في إعلام التنظيم، أبو محمد العدناني وأبو الفرقان بغارات للتحالف، شكل بداية الانهيار الإعلامي للبروباغندا الإعلامية للتنظيم.
ويرى صحافيون سوريون مطلعون، ومراقبون لإعلام التنظيم، بأن أحد أهم أسباب سقوط بروباغندا التنظيم، والانتقال من التفاخر والعظمة إلى الحضيض والتباكي، يعود الى خسارة التنظيم لمعظم مناطق سيطرته وتهاوي حصونه بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. فمسيرة التمدد كانت تحتاج لتأثير في الرأي العام والحاضنة وتحققت. لكن الانحسار والتقلص لا يتناسب معه سوى التحسر والتباكي وإظهار التنظيم بمظهر المظلومية، فضلاً عن أن أسباب الانهيار واضحة بسبب العجز الميداني.
ويقول الكاتب السوري عادل العايد لـ”المدن”، إن انحسار التنظيم وعدم تحقيقه لأي إنجازات في الفترة الأخيرة “شكل إرباكاً كبيراً لكوادره الإعلامي”، وأن الصبغة الإمبراطورية الكونية لإعلامه السابق مع التمدد والبقاء “لا تتناسب مع الانحسار والتقلص”، مشيراً الى ان “داعش” “يحاول استقطاب كوادر جديدة تحت ذريعة المظلومية واجتماع أمم الكفر عليهم بحسب ادعائهم”.
الغوطة الشرقية:مباحثات”هدنة”..وحراك شعبي ضد الفصائل
عمار حمو
كشف “مجلس أمناء” مدينة دوما، في بيان له، الإثنين، عن زيارات سابقة لوفد من النظام، “لجنة التواصل”، خلال الشهرين الماضيين، أجريت خلالها مفاوضات “سرية” بين الطرفين. وخرج البيان إلى العلن، بعد حراك شعبي نظمته فعاليات مدنية في مدينة دوما، طالب الفصائل بجملة من البنود، مهدداً بثورة ضدهم.
وحسب بيان “مجلس الأمناء”، فقد زار وفد النظام المدينة ثلاث مرات، كان آخرها في 13 تشرين الأول/أكتوبر. وتكوّن وفد النظام “لجنة التواصل” من أشخاص من مدينة دوما، مقيمين في العاصمة دمشق، ومحسوبين على النظام، والتقوا بـ”مجلس أمناء” مدينة دوما وهو جهة اعتبارية تجمع شخصيات من الفعاليات المدنية والعسكرية والسياسية، وفيها أعضاء من “المجالس المحلية” ومن الفصائل العسكرية ومن القضاء.
وأكد البيان أن الزيارة الأخيرة طرحت عرضاً شفوياً غير واضح، ويحتوي على تناقضات، ويهدف إلى فصل مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية، ما دفع اللجنة الممثلة للأهالي الى رفض العرض، ومطالبة “لجنة التواصل” التابعة للنظام بتقديم عرض مكتوب وموقع. بينما كانت الزيارة الثانية تحمل ورقة استسلامية بحسب بيان “مجلس الأمناء”.
ومع بدء المفاوضات عرضت “لجنة التواصل” “هدنة” خاصة بمدينة دوما، إلا أن أعضاء “مجلس الأمناء” رفضوا أي عرض خاص عن دوما، فـ”الغوطة كلّ لا يتجزأ”، كما رفضوا الجلوس مع ممثلين عن النظام أو روسيا قبل أن يبدأ النظام بإظهار حسن نيته بإطلاق المعتقلين وإنهاء الحصار ووقف قصف المدنيين.
عضو في “المجلس المحلي” لمدينة دوما، قال لـ”المدن”، إن مدينة دوما تلقت اتصالات من شخصيات مقيمة في دمشق ومحسوبة على النظام، بهدف توقيع هدنة بين النظام والمعارضة، ووقف القصف على مدينة دوما. وأكد أن جميع المبادرات تمّ عرضها على الفصائل العسكرية.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن كل المحاولات فشلت لأنها تحمل مبادرات شخصية من محسوبين على النظام، وليست رسمية بشكل مباشر من نظام الأسد.
بيان “مجلس الأمناء” جاء بعد موجة غضب لأهالي الغوطة الشرقية، ومطالبة الفعاليات المدنية فيها خلال الأيام الماضية للفصائل العسكرية بتنفيذ جملة من البنود تتعلق بالخلافات بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، وأهمها إلغاء الحواجز بين مدن وبلدات الغوطة، وإعادة الحقوق إلى أصحابها في إشارة إلى إعادة سلاح “جيش الإسلام” المحتجز لدى “فيلق الرحمن”، وإشعال الجبهات “النائمة”.
الغليان الشعبي جاء بعد تهديد مليشيات النظام لمدينة دوما، بشكل مباشر، بعدما شهدت جبهة الريحان، التي تبعد كيلومتراً واحداً عن دوما، معارك عنيفة مع “جيش الإسلام”. وأحرزت مليشيات النظام تقدماً في نقاط متعددة من جبهة الريحان.
مصدر عسكري من الغوطة قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” يتصدى لمحاولات قوات النظام المستمرة على جبهة الريحان، ولكن إذا لم تتوافق الفصائل في الغوطة على عمل عسكري مشترك فإن دوما في خطر.
خريطة السيطرة العسكرية في الغوطة الشرقية بدأت في التغير منذ أواخر نيسان/أبريل، بعد الاقتتال الحاصل بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، وما رافقه من حملات أمنية بين الطرفين، وتقطيع أوصال الغوطة الشرقية. وآخر تطورات خريطة السيطرة العسكرية، كانت بتقدم مليشيات النظام إلى “رحبة الإشارة 533” في 29أيلول/ سبتمبر، بعد معارك استمرت 58 يوماً.
وعزا “جيش الإسلام” تراجع جبهاته في منطقة المرج والريحان، إلى السلاح “المحتجز” لدى “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط”، ولبرود جبهات تلك الفصائل، ما دفع قوات النظام إلى تكثيف عملياتها العسكرية في الجبهات التي يرابط عليها “جيش الإسلام”.
مصدر عسكري من “جيش الإسلام” قال لـ”المدن” إن جبهات “جيش الإسلام” مشتعلة من 150 يوماً، بينما الجبهات الأخرى هادئة، وربما تكون مهادنة، أما السلاح المحتجز فله أثر كبير على “جيش الإسلام”. والحديث عن السلاح المحتجز، وفق المصدر العسكري، “ليس عن بعض البنادق، وإنما 1900 بندقية، أكثر من 35 مضاداً، و10 آلاف مخزن بندقية مُعبّأ، و170 آلية”، الأمر الذي كان له أثر في الحد من قدرة “جيش الإسلام” على التصدي لقوات النظام.
ورغم ادعاءات “جيش الإسلام” في موضوع سلاحه المحتجز لدى “فيلق الرحمن”، إلا أن البعض يشكك بأن سياسة “جيش الإسلام” لها دور في عدم الوصول إلى حلّ للطرفين؛
إذ يواصل “جيش الإسلام” سياسته الأمنية في الغوطة الشرقية، ويرفض تسليم المطلوبين المتهمين بقضايا أمنية وعمليات ومحاولات اغتيال ضد الفصائل الأخرى، وهو الأمر الذي تسبب باندلاع الاقتتال الداخلي.
التطورات العسكرية في الغوطة الشرقية أخرجت المدنيين عن صمتهم ومجاملتهم، وهو ما دفع أهالي دوما إلى إطلاق مناشدات موجهة الى أهالي الغوطة الشرقية للوقوف مع دوما التي بات النظام على مشارفها بعد وصوله للريحان.
مصدر آخر من الغوطة الشرقية قال لـ”المدن” يشاع في وسائل التواصل الاجتماعي أن “جيش الإسلام” يسلم جبهاته، ولكن الحقيقة أنه يتعرض لهجمة ممنهجة لإضعافه، وإرغامه على القبول بأي حل يفرض عليه.
ويتخوف المدنيون في الغوطة الشرقية من السيناريوهات المحتملة، وسط محاولات النظام تأمين محيط دمشق، والضغط على منطقة تلو الأخرى وإجبار ثوارها على تسليم سلاحهم والخروج نحو الشمال السوري كما حدث في داريا، وقدسيا والهامة.
وبحسب مصدر محلي من الغوطة الشرقية فإن هدوء جبهات درعا، وإفراغ داريا وقدسيا والهامة من المقاتلين، والتحضير لإخلاء مقاتلي المعضمية، كل ذلك من شأنه أن يعزز قوة النظام العسكرية على جبهات الغوطة الشرقية.
المعارضة تشكك بالهدنة الروسية..وتستعد لـ”معركة كبرى”
خالد الخطيب
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، عن هدنة إنسانية في مدينة حلب، تبداً الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الرابعة عصراً. وتتضمن “الهدنة” المزعومة فتح معبرين لخروج مقاتلي “جبهة فتح الشام” من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، بحسب الإعلان الروسي.
قائد “الفوج الأول” خالد أبو حمزة، أكد لـ”المدن”، أن الهدنة التي تتحدث عنها روسيا في حلب، هي مجرد مراوغة جديدة ولعب على وتر الممرات الإنسانية لتحقيق أهدافها بالسيطرة على المدينة، وتهجير المدنيين العالقين في الحصار، بعدما فشلت هي وحلفاؤها في تحقيق هذه الغاية، رغم الكم الهائل من القنابل والصواريخ التي أسقطت على رؤوس المدنيين براً وجواً، وترافقت مع حملة منظمة لضرب كل البنى التحتية الخدمية، في ظل الحصار والتجويع.
وأوضح أبو حمزة، أن النظام وحلفائه من المليشيات، وروسيا وإيران، يُدركون تماماً أن خطتهم في السيطرة على القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب لن ينجح من دون تفريغها من سكانها وإجبارهم على الرحيل. وبالتالي، فقد مارست تلك القوى الحصار والقصف بشتى أنواعه، وحاولوا التقدم في كل جبهات القتال، لكنهم لم يفلحوا، وهم بين الحين والآخر يعلنون أنهم مستعدون لفتح “ممرات آمنة” ليخرج منها مسلحو المعارضة والمدنيون على حد سواء، والذين يزيد عددهم عن 400 ألف شخص.
وأشار قائد الفوج الأول إلى أن “جبهة فتح الشام” ليست وحدها المستهدفة التي يُطلب منها الرحيل عن المدينة، بل ذلك يشمل كل فصائل المعارضة تباعاً، وأمثلة التهجير القسري واضحة وأهدافها مرسومة بدقة ولا تميز بين أي مكون من المكونات العسكرية المحاصرة. فقد حدث ذلك في عدد من المناطق السورية، في الريف الدمشقي مؤخراً، وفي حمص في وقت سابق.
وأشار أبو حمزة، إلى أن المعارضة المسلحة لا تعير أي اهتمام للتصريحات والهدن الروسية الكاذبة وهي ماضية في معركة التصدي للمخططات، إلى أن يحين الوقت الذي تصبح فيه المعارضة قادرة على تسلم زمام المبادرة من جديد في حلب. والمعارضة تستفيد إلى حد ما من “دعم الدول الصديقة” التي باتت أيضاً على قناعة تامة بعقم المفاوضات مع الجانب الروسي الذي لا يمكن اعتباره بأي شكل طرفاً حيادياً يفرض الهدن في الوقت الذي يقود فيه المعركة براً وجواً ويقتل عشرات المدنيين يومياً ويحكم الحصار على مئات الآلاف منهم.
وكما توقعت المعارضة، فقد تلى الإعلان الروسي عن “الهدنة” تصعيدٌ جوي عنيف شهدته أحياء حلب الشرقية المحاصرة ليل الاثنين-الثلاثاء. وشنت المقاتلات الحربية الروسية أكثر من خمسين غارة جوية بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والقنابل العنقودية التي استهدفت أحياء بستان القصر والفردوس وحلب القديمة والكلاسة والزبدية، ما تسبب بسقوط عشرة قتلى مدنيين على الأقل، معظمهم في حي بستان القصر.
وشهدت مدن وبلدات ريفي حلب الغربي والجنوبي غارات جوية مماثلة، منها 30 غارة جوية تركزت على بلدة أورم الكبرى والمنصورة والراشدين وخان العسل وسوق الجبس و”مشروع 1070 شقة” وخان طومان ومنطقة المستودعات وطريق حلب–دمشق الدولي، ومحيط بلدتي العيس والزربة وايكاردا.
وتسبب القصف الجوي الروسي بمقتل أكثر من 70 مدنياً خلال الساعات الـ36 الماضية، في مجازر متفرقة كان أعنفها في بلدة عويجل في ريف حلب الغربي وراح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل أكثر من نصفهم أطفال ونساء. وسقط العدد الآخر من القتلى في مجازر القاطرجي والمرجة وبستان القصر. وردت المعارضة بقصف مواقع مليشيات النظام و”حزب الله” و”حركة النجباء” والمقاتلين الأفغان، في حلب الجديدة والمدينة القديمة ومنطقة المشارقة. وتسبب قصف المعارضة في مقتل عدد من المدنيين المقيمين في محيط المقار العسكرية التابعة للمليشيات في حلب الغربية.
وفي آخر التطورات الميدانية، تمكنت المعارضة الحلبية من استعادة كافة مواقعها التي خسرتها في حي كرم الطراب شرقي المدينة قبالة مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، بعد معارك كر وفر بين المعارضة ومليشيات عراقية وأفغانية و”الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله”، والتي تقدمت، مطلع الأسبوع، نحو الحي الطرفي وسيطرت على أجزاء واسعة منه.
وخسرت المليشيات أكثر من 50 عنصراً في مواجهاتها مع المعارضة في كرم الطراب، ودمرت المعارضة عدداً من آلياتها الثقيلة التي توغلت في الحي السكني. ودارت في المنطقة “حرب شوارع” هي الأعنف، تزامنت مع قصف متبادل مدفعي وبقذائف الهاون، وسط غارات جوية روسية طالت مواقع المعارضة شرقي المدينة في كرم الطراب والشيخ لطفي وكرم الميسر وكرم الجزماتي.
وكانت قوات المعارضة قد تمكّنت من استعادة عدد من الكتل السكنية، والمحال التجارية الأثرية في حلب القديمة، الاثنين، بعد أن شهدت المدينة القديمة معارك واشتباكات متقطعة في محور محيط القلعة، على خلفية تقدم مليشيات النظام.
وشهدت جبهات متفرقة داخل حلب المحاصرة، وريفها الجنوبي، معارك واشتباكات عنيفة، في محيط الجندول والأرض الحمرة وبستان الباشا والسكن الشبابي في الشمال، وجبهات الشيخ سعيد والعامرية وسليمان الحلبي داخل المدينة. وكانت المواجهات الأعنف في محوري بلدة عزيزة والسيرياتل في الأطراف الجنوبية للمدينة، وفي جبهات خان طومان والمستودعات ومعمل البرغل. ولم تسفر تلك المعارك عن أي تغيير في خريطة السيطرة. وتمكنت المعارضة من قتل عناصر من مليشيات “حزب الله” و”حركة النجباء” و”الحرس الثوري”.
وستكشف الساعات المقبلة تفاصيل المزاعم الروسية حول “الهدنة” المفترضة، ومدى ثبات المعارضة المحاصرة داخل المدينة على مواقفها المعلنة، برغم انها تعيش وضعاً عسكرياً صعباً للغاية في ظل الجبهات المفتوحة في كل الاتجاهات. فالمعارضة الحلبية تعرف أن الإعلان الروسي الأخير ما هو إلا بداية فصل جديد من التصعيد الجوي والبري ضدها داخل الأحياء المحاصرة بالتزامن مع اقتراب موعد المعركة الكبرى، التي لطالما قالت المعارضة إن التحضيرات لها باتت في مراحلها الأخيرة. فهل ستنجح المعارضة هذه المرة أيضاً في امتصاص الصدمة وتطلق معركتها فعلاً؟
موسكو تعلن تعليق الغارات على حلب كبادرة “حسن نية”
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، وقف كل الضربات الجوية التي تشنها المقاتلات الروسية والطيران السوري على مدينة حلب، ابتداءً من يوم الثلاثاء. وبذلك تكون موسكو قد قامت بتقديم موعد تعليق الضربات الجوية، الذي كان من المفترض أن يبدأ الخميس المقبل.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن موسكو أوقفت الضربات الجوية لضمان أمان 6 ممرات، سيتم إجلاء المدنيين والمصابين في شرق حلب، من خلالها، وأعرب عن أمله في أمن يغادر المقاتلون من حلب مع أسلحتهم، من خلال ممرين خصصا لهذا الغرض، وأحدهما يمر بطريق الكاستللو، وتعهد بتراجع قوات النظام التي تسيطر على الطريق من أجل إفساح المجال لمقاتلي المعارضة المرور بأمان.
وطالب شويغو “قيادات الدول ذات التأثير على الجماعات المسلحة في شرق حلب بإقناع زعماء الجماعات بوقف الأعمال العسكرية والخروج من المدينة”. وأضاف “على من هم مهتمون بالفعل باستقرار الوضع بأسرع ما يمكن في مدينة حلب اتخاذ خطوات سياسية حقيقية وعدم الاستمرار في خلط الأوراق السياسية”.
في السياق، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن موسكو علقت الضربات الجوية على حلب كبادرة حسن نية. وأشار إلى أن روسيا تتوقع من شركائها “المساعدة في هذه العملية الإنسانية وضمان مغادرة قطاع الطرق حلب خاصة شرقها من أجل بدء عملية حقيقية للتفرقة بين ما يعرف باسم المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية”.
وتتعارض دعوة روسيا لانسحاب مقاتلي المعارضة مع ما طرحه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إذ تقضي مبادرة الأخير بمغادرة مقاتلي “جبهة فتح الشام” من الأحياء الشرقية، وبقاء مقاتلي “المعارضة المعتدلة”.
في هذا السياق، أعلنت جماعة “فاستقم كما أمرت” رفضها للدعوة الروسية. ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول السياسي في الجماعة زكريا ملاحفجي، وقله إن “الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام”، فيما قال القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية” الفاروق أبوبكر “نحن عندما حملنا السلاح بداية الثورة لندافع عن شعبنا الأعزل عاهدنا الله ألا نتركه حتى نسقط هذا النظام المجرم”.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن ما تطرحه موسكو يفتقر إلى ضمانات أمنية من أجل تنفيذ عمليات إنسانية شرقي حلب. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن المنظمة بحاجة إلى “ضمانات من كل أطراف الصراع، وليس فقط مجرد إعلان أحادي الجانب بأن ذلك سيتم. نطلب من الجميع منحنا تلك التطمينات قبل أن نبدأ في اتخاذ أي إجراء له معنى”. وأضاف “إن الإعلان الذي سمعنا عنه كان لمدة ثماني ساعات على أيام متتالية وليس يوماً واحداً”.
لاجىء سوري يتحول من كبار شخصيات ريال مدريد إلى عاطل عن العمل!
اتحاد المدربين الإسبان طلبوا منه الرحيل لعدم تمكنه من تعلم اللغة
مراد حاج
دخل اللاجئ السوري أسامة العبد المحسن ، مرحلة جديدة في حياته بإسبانيا حيث بات يبحث عن عمل جديد بعد أن طلب منه اتحاد المدربين الإسبان لكرة القدم الرحيل لعدم تمكنه من تعلم اللغة المحلية.
وكان أسامة العبد المحسن ، قد خطف، قبل عامٍ واحدٍ، الأضواء في كل العالم، رفقة ولديه زيد ومحمد بعد أن حصلوا على دعوة خاصة من نادي ريال مدريد الإسباني وتم معاملتهم كشخصيات هامة بحضورهم لإحدى المباريات في ملعب “سانتياغو بيرنابيو”.
وتمت دعوة أسامة العبد المحسن للعمل مع إتحاد المدربين الإسبان بعد انتشار قصته على شكل واسع ، عندما قامت صحفية مجرية بإسقاطه أرضاً عند عبور الحدود الصربية المجرية، وهو يحمل طفله زيد، خلال موجة النزوح الكبير والجماعي للاجئين السوريين من تركيا واليونان نحو أوروبا الغربية وبالأخص نحو ألمانيا.
وذكرت صحيفة “إلكونفيدنثيال” الإسبانية، أنّ أسامة ، الذي كان يعمل مدرباً لرياضة كرة القدم في سوريا، والذي منحه نادي خيتافي الإسباني فرصة العمل ضمن الجهاز الفني لأحد فرقه للناشئين، قد أصبح الآن يبحث عن عمل جديد بعد أن طُلب منه الرحيل عن الإتحاد لفشله بتعلم اللغة الإسبانية.
وأضافت ذات الصحيفة الإسبانية بأن باب العودة للإتحاد لا يزال مفتوحاً أمام أسامة العبد المحسن الغضب حتى فبراير 2017 في حال تمكن من تطوير لغته الإسبانية.
وقد أوضح اتحاد المدربين الإسبان لكرة القدم بأنه اتخذ القرار بسبب “قضية مهنية بحتة”، مبعداً بذلك عنه شبهة العنصرية أو أمر آخر.
قادة فرنسا وألمانيا وروسيا سيعقدون اجتماعا حول سوريا
أ. ف. ب.
باريس: أعلنت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء ان الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل سيعقدون “اجتماع عمل” يتناول الازمة السورية الاربعاء في برلين، اثر قمة حول اوكرانيا.
وقالت اوساط هولاند ان الهدف خصوصا هو “ايصال الرسالة نفسها الى فلاديمير بوتين حول سوريا: وقف دائم لاطلاق النار في حلب وايصال المساعدات الانسانية لوقف المأساة في هذه المدينة”.
وياتي اعلان الاجتماع في وقت اعلنت موسكو الثلاثاء وقف الغارات الجوية على شرق حلب في “بادرة حسن نية” للسماح باجلاء المدنيين من الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
ويعقد لقاء برلين في اليوم نفسه الذي كان يفترض ان يزور فيه بوتين باريس. وارجئت الزيارة على خلفية توتر دبلوماسي بين الرئيسين الفرنسي والروسي جراء النزاع السوري.
روسيا تخشى انتقال تنظيم الدولة من الموصل لسوريا
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر انتقال تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل بشمال العراق إلى سوريا، مشيرا إلى احتمال تشكيل ممرات لانتقال مسلحي التنظيم من داخل الموصل، ومحذرا من أن تتعمد قوات التحالف الدولي منحهم هذه الفرصة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده بموسكو إن بلاده تراقب عن كثب سير العملية العسكرية في الموصل كونها مهتمة بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، حسب قوله.
وأشار الوزير الروسي إلى أن مدينة الموصل ليست محاصرة بالكامل، ما يسمح بتشكيل ممرات وانتقال مسلحي تنظيم الدولة إلى سوريا.
وأضاف أنه إذا حصل ذلك فإن موسكو ستقيم الوضع وستدرسه من الناحية السياسية والعسكرية، معربا عن أمله بأن تعي قوات التحالف خطورة هذا الأمر وألا تكون قد فعلت ذلك متعمدة.
وكانت القوات العراقية وقوات البشمركة بدأت أمس الاثنين عملياتها العسكرية لاستعادة الموصل وضواحيها من سيطرة تنظيم الدولة، وتمكنت من استعادة سبع قرى في محيط المدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
نظام الأسد يرعى احتفالات بدمشق متناسيا أزمة البلاد
سلافة جبور-دمشق
يحرص النظام السوري منذ أسابيع على إقامة فعاليات احتفالية في العاصمة دمشق لإظهار أنه تمكن من الانتصار على “الإرهاب”، متغاضيا عن الحرب والمآسي التي يعيشها الناس ويصم أذنيه عن أصوات القصف التي تسمع بمحيط دمشق وفي غيرها من المدن السورية.
ففي دمشق يمر “أيمن” كل يوم بساحة الأمويين غربي دمشق، وينظر بحسرة إلى مجسم بالأحرف الإنجليزية وُضع في أحد أركانها ويمثّل عبارة “أنا أحب دمشق”، وهو ما يدلل على حرص النظام على إظهار صورة وردية لدمشق أمام الإعلام العالمي.
وتتقاطع في مخيلة أيمن صور من السنوات الخمس الفائتة، ويتذكر بألم منزله الصغير في بلدة داريا بغوطة دمشق الغربية الذي اضطر إلى النزوح منه بعد المجزرة التي شهدتها المدينة في أغسطس/آب 2012.
ويقول أيمن للجزيرة نت “نحن أيضا نحب دمشق، ونحب سوريا، ولولا حبنا لها لما كانت الثورة، لكن لا يُسمح للجميع اليوم بأن يحب البلاد بطريقته، فإما أن نكون كالنظام، وإلا فنحن غير وطنيين”.
وينتقد أيمن حرص النظام خلال الأسابيع الأخيرة على إقامة فعاليات احتفالية متغاضيا عن الحرب والمآسي وأصوات القصف التي تسمع بمحيط دمشق وفي غيرها من المدن السورية.
فقبل أيام شهدت ساحة الأمويين ما سمي بـ”ماراثون دمشق” برعاية وزارة السياحة ومحافظة دمشق وفريق شباب دمشق التطوعي، وبحضور مئات الشباب الذين ركضوا ورقصوا وتراشقوا بالألوان تعبيرا عن حبهم لبلادهم.
دمشق الملونة
وبعد ذلك بأيام أطلق فريق “دمشق 2020” حملة لتنظيف جدران وأعمدة جسر الرئيس وسط العاصمة، وطلائها باللونين الأزرق والأصفر، وذلك برعاية وحضور وزير سياحة النظام بشر يازجي.
وتهدف هذه الفعاليات بحسب وسائل الإعلام الرسمية إلى إظهار الصورة الحقيقية لدمشق الملونة التي انتصرت على الإرهاب بعزيمة جيشها، والتي لا يتوقف شبابها عن العطاء رغم أوجاع الحرب.
لكن عن أي شباب يتحدث الإعلام السوري؟ الشباب الذي يساق للقتال على جبهات الحرب المستعرة في أنحاء البلاد ليعودوا في معظم الأحيان جثثا في توابيت؟ أم ذلك الذي يكافح جاهدا للحصول على لقمة العيش مع استمرار تدهور قيمة الليرة وارتفاع الأسعار؟
ويرى زياد أبو علي وهو صحفي مقيم في دمشق بأن حكومة الأسد تهدف من هذه الفعاليات إلى إيصال رسالة مفادها أن البلاد بخير والحياة مستمرة، وهو ما ينسجم مع كلام كبار المسؤولين السوريين.
ويضيف للجزيرة نت أنه يمكن النظر إلى هذه الفعاليات في سياق التغييرات الدولية والحديث الأميركي عن عملية عسكرية ضد النظام الذي أراد تأكيد قوة سيطرته على البلاد والحياة الاعتيادية المستمرة في دمشق.
لكنه يرى بأن اللافت هو ردود الفعل السلبية من الموالين كما المعارضين، “فالوضع الإنساني القاسي والمعاناة اليومية لمعظم السوريين أمر ثانوي لا يحظى باهتمام السلطة ولا إعلامها، وكأن سوريا بلاد فاضلة.
ولمريم الشامي الحاصلة على إجازة في القانون الدولي رأي مشابه، لكنها تزيد في حديث للجزيرة نت أن عقوبة المناطق الثائرة الخارجة أساسا عن دائرة اهتمام النظام تبدو أيضا من أهداف فعالياته الأخيرة التي تستهدف خارج البلاد وليس داخلها، “فلو كانت الحكومة مهتمة بالداخل لأقامت بعض المشاريع المفيدة أو على الأقل خفّضت الأسعار”.
وترى مريم المقيمة في دمشق أن هذه الفعاليات تلقى صدى لدى بعض المؤيدين الذين يعتقدون بانتهاء الثورة خاصة مع توسع رقعة الهدن وتهجير السكان لشمال البلاد، إلا أن آخرين باتوا مقتنعين بلعبة النظام الذي يرسلهم إلى الموت في حين يتمتع أصحاب الأموال بالاحتفالات والمهرجانات.
وبدوره، يرى أبو يحيى وهو مراسل لشبكة صوت العاصمة الإخبارية داخل دمشق بأن الشارع الموالي اليوم يتألف من جزء يعيش حياة طبيعية واثقا من انتصار الأسد وبقائه، وجزء بات الانزعاج من لا مبالاة النظام بدماء من قاتلوا في صفوفه سمة مميزة.
ويؤكد أبو يحيى للجزيرة نت ارتفاع كثير من الأصوات الموالية مع كل فعالية جديدة في العاصمة، ولسان حالهم يقول: “كيف تقبلون بالاحتفال والرقص في الشوارع وجنودنا يقاتلون على الجبهات؟ ودماء شباب الجيش تذهب سدى”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
أردوغان يتعهد بإخراج الوحدات الكردية من منبج
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإخراج وحدات حماية الشعب الكردية السورية من مدينة منبج السورية بعدما يتم انتزاع مدينة الباب بريف حلب الشرقي من تنظيم الدولة الإسلامية ضمن عملية “درع الفرات”.
وقال أردوغان في كلمة اليوم الثلاثاء بأنقرة إن بلاده تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن عملية عسكرية مشتركة لإخراج تنظيم الدولة من مدينة الرقة، وهي إلى جانب مدينة الباب من معاقل التنظيم الرئيسة في سوريا.
وأكد الرئيس التركي مجددا أن تركيا تسعى لإقامة منطقة آمنة مساحتها 5000 كيلومتر مربع في شمال سوريا، وكان مسؤولون أتراك قالوا إن مدينة الباب هي الهدف القادم لعملية درع الفرات.
وتؤكد أنقرة أن هذه العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري الحر في 24 أغسطس/آب الماضي بدعم من القوات التركية لطرد تنظيم الدولة من الشريط الحدودي الممتد من جرابلس حتى إعزاز قد سمحت حتى الآن بتأمين منطقة تتجاوز مساحتها 1200 كيلومتر مربع.
وطالبت تركيا من قبل واشنطن بالضغط على الوحدات الكردية (وهي الذراع لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري) كي تنسحب بالكامل إلى شرق نهر الفرات، وتقع منبج غرب النهر بريف حلب الشرقي. كما أن قادتها قالوا إن القوات التركية لن تشارك في عملية لاستعادة مدينة الرقة في حال شارك فيها المسلحون الأكراد السوريون.
يذكر أن الوحدات الكردية -التي تعدها تركيا منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني- قد سيطرت ضمن ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج في أغسطس/آب الماضي، وأعلنت أنقرة مرارا أنها لا تريد أي منظمات إرهابية قرب حدودها.
وفي أواخر الشهر نفسه ومع بدء عملية درع الفرات، أعلنت الوحدات الكردية انسحابها من منبج، بيد أن مسؤولين أكرادا أكدوا أنه لا يزال عدد من أفراد تلك الوحدات بالمدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
فصائل معارضة ترفض الانسحاب من حلب
أعلنت فصائل في المعارضة السورية المسلحة اليوم الثلاثاء رفض أي انسحاب للمقاتلين من مدينة حلب، بعدما أعلنت روسيا وقف الضربات الجوية حتى يتسنى فصل مقاتلي جبهة فتح الشام عن غيرهم من الفصائل المقاتلة.
وقال زكريا ملاحفجي المسؤول السياسي لتجمع “فاستقم” الذي يتخذ من حلب قاعدة إن “الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام”.
من جهته، قال القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية الفاروق أبو بكر “إن مقاتلي المعارضة سيواصلون القتال” مضيفا أن حلب لا يوجد فيها أي “إرهابي” وأنهم مستمرون في حمل السلاح للدفاع عن “شعبنا الأعزل وحتى سقوط النظام” السوري.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه اليوم إن الأمم المتحدة لا تملك الضمانات الأمنية التي تحتاجها لتنفيذ عمليات إنسانية في شرق حلب أو إجلاء المرضى والمصابين من المدينة.
وأضاف أنه لا بد من الحصول على جميع الضمانات “قبل أن نتمكن من القيام بأي شيء هادف مثل إجلاء المرضى والجرحى، ولإدخال أي شيء إلى المدينة الواقعة تحت الحصار”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن اليوم أن قواته وقوات النظام السوري أوقفت الغارات الجوية على مدينة حلب، مشيرا إلى أن الوقف المبكر للضربات الجوية على حلب ضروري لإدخال “الهدنة الإنسانية” المقررة بعد غد الخميس.
وقال شويغو -خلال اجتماع لهيئة الأركان الروسية- إن خبراء عسكريين سيجتمعون في جنيف غدا الأربعاء لبدء العمل على الفصل بين من سماهم الإرهابيين ومقاتلي المعارضة السورية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
حميميم.. قاعدة روسية تبطش بالشعب السوري
قاعدة حميميم الجوية هي قاعدة جوية عسكرية تقع في بلدة حميميم على بعد أربعة كيلومترات من مدينة جبلة، و19 كيلومترا من محافظة اللاذقية، وقريبة من مطار باسل الأسد الدولي.
قاعدة روسية
قاعدة حميميم كانت صغيرة، إذ أنشئت لاستخدام الطيران المروحي، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة.
غير أن روسيا وقعت اتفاقا مع سوريا في أغسطس/آب 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.
استخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة مركزة على استخدام سلاح الجو لتغيير المعادلة على الأرض، وقد وفر هذا السلاح الدعم لقوات النظام والفصائل الشيعية المؤيدة له.
وضمن هذا السياق دأبت المقاتلات الروسية المرابطة في القاعدة منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا على شن غارات جوية مستهدفة مدن وقرى سورية مستخدمة حجة القضاء على “الإرهاب”، مما أوقع آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من المدنيين.
توسيع القاعدة
أعلنت روسيا في أغسطس/آب 2016 عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
ونقلت الوكالات وقتها تصريحا لفرانس كلينتسيفيتش نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي تأكيده أن موسكو تخطط لتوسيع “حميميم”، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم، مشيرا إلى إمكانية مضاعفة عدد المقاتلات المنتشرة في القاعدة وفقا للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين، وحرص على توضيح أن بلاده لن تنشر فيها أسلحة نووية أو مقاتلات ذات قدرات تدميرية عالية.
وذكرت الأنباء أن توسيع القاعدة يجري بشكل يتناسب مع هبوط طائرات كبيرة عليها، وإنشاء بنية تحتية من أجل إيواء عسكريين فيها، وزيادة التدابير الأمنية.
عمليات توسعة قاعدة حميميم شملت المدرج الذي أصبح عرضه مئة متر، وطوله نحو 4600 متر، وذلك لتتمكن الطائرات الروسية الضخمة مثل أنطونوف التي تحمل الدبابات والمدافع من الهبوط بالقاعدة، وذلك إلى جانب الطائرات المتطورة مثل سوخوي 35.
كما تم الإعلان عن تخصيص ساحات لهبوط وإقلاع طائرات النقل “آن-124” (روسلان) الثقيلة، وذلك حتى لا تعرقل عمليات شحن وتفريغ هذه الطائرات العملاقة وعمليات صيانتها الحركة الاعتيادية في المطار.
وذلك إلى جانب تجهيز المطار وبناء ثكنات ومطاعم جديدة للعسكريين، ومستشفى ميداني وتجهيز مواقع لنشر منظومات صواريخ “بانتسير” الحديثة.
وقد أحضرت آليات حفر كبيرة من مؤسسة الإسكان العسكرية في دمشق للقيام بعمليات التوسعة بتكلفة أولية قدرت بثلاثمئة مليون دولار، وذلك تحت إشراف ضباط روس.
الأسلحة والعتاد
ينتشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا، أغلبيتهم في قاعدة حميميم، ومن الأسلحة التي خزنتها روسيا بقاعدة حميميم طائرات سوخوي 34 و24 و30 ومروحيات الهجوم وطائرات التجسس الإلكتروني، إلى جانب طائرات هجومية أخرى.
وذكرت صحيفة إزفيستيا الروسية في أكتوبر/تشرين الأول 2016 أن مجموعة من طائرات سوخوي-24 وسوخوي-34 الحربية وصلت إلى قاعدة حميميم في سوريا لتعيد موسكو أعداد هذين النوعين من الطائرات في سوريا إلى مستواها قبل السحب الذي أعلن في مارس/آذار من نفس العام.
وأظهر تحليل للبيانات أجرته وكالة رويترز للأنباء أن طائرات الشحن العسكرية الروسية توجهت إلى قاعدة حميميم في سوريا ست مرات في الأيام الستة الأولى من أكتوبر/تشرين الأول 2016 مقارنة بـ12 مرة في الشهر في سبتمبر/أيلول، وأغسطس/آب.
وتعتبر منظومة صواريخ أس 400 من أكثر الأسلحة تطورا التي حملتها روسيا إلى قاعدة حميميم، وذلك بغرض حماية القاعدة أولا، ثم ضمان السيطرة على الجو على طول المدى الذي تصل إليه الصواريخ.
وأعلنت مصادر دبلوماسية روسية أن موسكو لا تخطط لنشر أسلحة نووية في قاعدة حميميم خشية مما قد تثيره هذه الخطوة من انزعاج لدى دول المنطقة.
ومن أشهر الوقائع التي شهدتها القاعدة حادثة استقبال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لبشار الأسد في يونيو/حزيران 2016، حيث كشف مقطع فيديو بثته قناة “روسيا اليوم” أن الأسد لم يكن على علم بهوية المسؤول الذي جاء للقائه “وحيدا” في قاعدة حميميم، وظهر الأسد داخل قاعة صغيرة وهو يخاطب شويغو بقوله “أنا سعيد جدا بلقائكم.. مفاجأة سارة”.
وجلبت الواقعة انتقادات حادة حتى من الموالين للنظام والذين اعتبروا أن الأسد “بات موظفا لدى روسيا يتم استدعاؤه في أي وقت من دون أي مسؤولين يرافقونه أو حتى حراس شخصيين”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
زوجة الأسد تعترف بأن إطلاق نار كان قريباً جداً منها
سألتها المذيعة عن الرجل الذي قال لها “لا أستطيع شراء دجاجة لأسرتي” فتهرَّبَت!
العربية.نت – عهد فاضل
لعلها المرة الأولى التي يعترف بها النظام السوري بأن إطلاق نار جرى في وقت سابق من العام 2012 كان قريباً جداً من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد وفق ما قالته زوجته في حوار مع قناة “روسيا24” تم نشره مترجماً اليوم الثلاثاء على صفحة الأسد الفيسبوكية.
وكانت المذيعة التي أجرت اللقاء، قد سألت زوجة الأسد عن عملية الهجوم على وزارة الدفاع وكيفية تأثيره على أولادها والأسد بطبيعة الحال، فأقرت أسماء الأسد أن إطلاق النار كان قريباً جداً، وأن أولادها شعروا بالخوف: “الحدث الذي تشيرين إليه وقع عام 2012 أي في بداية الأزمة. حين ذاك كان ابني الأكبر في العاشرة، والأصغر لا يتجاوز السابعة، وبالتالي من المفهوم أن الأطفال جميعهم شعروا بالخوف، لأن صوت إطلاق الرصاص كان قريباً جداً”.
ويبدو أن تأثير إطلاق النار الذي وصفته أسماء الأسد بـ”القريب جداً” على أولادها، كان كبيرا جداً وخطراً إلى درجة أنها قالت: “في الصباح الذي حدث فيه الهجوم، عرفت أن هذه اللحظة ستكون إحدى أكثر اللحظات تأثيراً في طفولتهم”. أمّا عن نفسها فقالت: “شعرتُ غريزياً أنني لا أريد الهرب أو الاختباء”. ما يؤكد أن إطلاق النار كان قريباً من عائلة الأسد إلى الدرجة التي كان معها الاختباء أو الهرب هو رد الفعل الأول.
إلا أن أسماء الأسد لم تتحدث عن وضع زوجها بعد عملية إطلاق النار القريب جداً، علماً أن المذيعة كانت ذكرت الأسد في صيغة السؤال.
وتهرّبت أسماء الأسد من السؤال الذي وجهته إليها المذيعة، عندما قالت لها: “عذراً منكِ. لقد صدمني ذلك الرجل الذي قال لكِ: “لا أستطيع شراء حتى دجاجة لأسرتي”! إلا أن زوجة الأسد فضّلت التهرب من الإجابة الدقيقة على السؤال، وكانت إجابتها في إطار عموميات إلى درجة لا يمكن اقتباس شيء منها، رغم ما يحمله هذا السؤال من فضح لادعاءات النظام السوري بأنه يوفر التعويضات المناسبة لذوي قتلاه ومصابيه.
يشار إلى أن اللقاء المشار إليه، كان بمجمله تلميعاً لصورة زوجة الأسد، لأن أغلب الأسئلة انصبّت على “جهودها وعملها الخيري” دون أن يحفل اللقاء بأي سؤال عن ما إذا كان لدى الأسد خيارات أخرى غير التي اختارها، وأدّت إلى تدمير سوريا وقتل مئات الآلاف من أهلها وتشريد الملايين لجوءا ونزوحاً وتشرداً، بسبب خيار الحرب والقتل الذي انتهجه منذ بداية الأزمة.
الطفل السوري الغريق “إيلان” والطفل السوري الآخر الذي تحدثت عنه كل وسائل الإعلام في العالم وأحدث ضجة إعلامية ضخمة غير مسبوقة، والمعروف باسم “عمران”، كان لهما نصيب مما دار آخر اللقاء، إلا أن إجابات أسماء الأسد كانت مثل إجابات زوجها، التي تستخف بمثل تلك المآسي التي هزت العالم، إلا أنها لم تجد من زوجة الأسد، سوى أن “إيلان” مثله مثل بقية الأطفال، وكذلك “عمران”. متهمة الغرب بالتحيز في قضيتهما ومطالبة بالتركيز على أطفال آخرين، على حد زعمها في الحوار المشار إليه.
مسؤول بتجمع فاستقم السوري لـCNN: غارات روسيا ليست دقيقة
جاء ذلك في مقابلة حصرية للعكيدي مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال: “الغارات الروسية ليست دقيقة ولهذا لا يتمكنون من ضرب نقاط مفتوحة، ولا يستطيعون ضرب المقاتلين ضد النظام، سلاحا الجو الروسي والسوري لم يتمكنا من إلحاق أضرار بالمقاتلين، ولكن يعوضون العجز هذا عبر ضرب المستشفيات ومحطات تنقية المياه ومنشآت مدنية أخرى.”
وتابع عكيدي قائلا: “فاستقم هي إحدى الفصائل في حلب، وفيما يتعلق بالنصرة، فالمتابع للأحداث السورية يعلم جيدا أنه لا تواجد لجبهة النصرة داخل مدينة حلب، والكل يعلم هذا، وهناك تركيز على جبهة فتح الشام وهو الاسم الجديد للنصرة في سبيل تبرير الغارات لروسيا وسوريا ضد المدنيين في حلب.”
وأضاف: “في حال كانت جبهة النصرة أو فتح الشام داخل حلب فهل هذا يبرر قصف مستشفى الصاخور على سبيل المثال؟ المبادرة الأخيرة التي تتحدث عن إخلاء مقاتلي النصرة تستخدم فقط لقصف حلب..”
سورية: ائتلاف المعارضة يتوسّع ويضيف شرائح جديدة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2016
Coalizione opposizione02روما ـ بعد اعتماده لمرجعية تركمانية سياسية موحّدة، قرر ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إضافة تسعة أعضاء جدد من التركمان إلى عضويته، ضمت خطة التوسع التي أقرها الائتلاف في اجتماعه الأخير، بعد تأخير وتأجيل لأكثر من عامين.
وقدّم المجلس التركماني، الذي بات الممثل والمرجعية السياسية للعديد من الأحزاب والقوى التركمانية، أسماء مرشّحيه لعضوية الائتلاف، مع مراعاة التمثيل الحزبي والمناطقي للتركمان السوريين.
وتم اختيار أعضاء للائتلاف ممثلين للتركمان السوريين من حلب واللاذقية وحمص وحماة والجولان ودمشق والرقة، بعضهم عسكريين، فضلاً عن ممثلين عن الكتلة التركمانية، وحزب الحركة التركمانية، وحزب النهضة التركماني.
كان الائتلاف السوري المعارض قد أقرّ توسعة الائتلاف في آخر اجتماعاته، بعد موافقة أكثر من ثلثي أعضاء الأمانة العامة على القرار، ومن المتوقع أن يتم توسعة العنصر النسائي أيضاً في قت قريب، بعد أن أصدر الائتلاف نفس قرار التوسعة فيما يخص النساء، ليضيف 15 عضوة جديدة للأمانة العامة، عُلم أن الائتلاف اختار عشرة منهن حتى الآن.
ونفى قيادي في الائتلاف أن يكون سبب التوسعة هو توسع نفوذ التركمان في شمال سورية بدعم ترككي، وزيادة تأثيرهم السياسي والأهلي والعسكري في تلك المنطقة التي تُسيطر عليها تركيا عبر فصائل سورية معارضة، نسبة منهم من التركمان، وشددت على أن الأمر كان مطروحاً منذ سنتين لكن كان بانتظار اتفاق التركمان على مرجعية سياسية واحدة تكون المفاوض مع الائتلاف حول نسبة التمثيل وطبيعة المشاركة.
ويُشار إلى أن التركمان هم مواطنون سوريون من أصل تركي، ويضم (جبل التركمان) نحو 27 قرية تجمع ما يزيد عن 80 ألف تركماني، وهم جزء من التركيبة الديموغرافية السورية الحالية، وخلال فترات زمنية نسي معظم التركمان الذين استقروا في سورية أصولهم القومية بسبب الضغوط السياسية التمييزية والاختلاط والتزاوج والانصهار، وخلال خمسة عقود حاول حزب البعث عزلهم وتهميشهم، ووقف التركمان إلى جانب المعارضة السورية والثورة.
موغيريني تتصل بوزيري الخارجية التركي والإيراني بشأن سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2016 فيديريكا موغيريني
بروكسل – بحثت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، المستقبل السياسي لسورية، مع كل من وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والتركي مولود جاويش أوغلو.
ويأتي هذا التحرك، حسب ما أعلن مكتبها الثلاثاء، في أعقاب قرار وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس في لوكسمبورغ، البدء بحوار مع الدول الإقليمية ذات التأثير في مجرى الصراع السوري، للعمل سوياً على التحضير لمستقبل البلاد ما بعد إنتهاء الصراع.
كما أعلنت المسؤولة الأوروبية أمس أن نطاق محادثاتها سيشمل المملكة العربية السعودية أيضاً، دون إهمال أطراف المعارضة السورية.
وكانت موغيريني قد أكدت أن البحث في مستقبل سورية، ليس بديلاً عن الموقف الأوروبي الداعم للأمم المتحدة لإيجاد حل للصراع في هذا البلد، حيث قال البيان الصادر عن الوزراء أمس “نحن نساند كل الجهود التي تبذل من أجل حث أطراف الصراع على العودة إلى طاولة المفاوضات”.
وتتمحور “أفكار” موغيريني، على العمل على ترتيب الأوضاع التي تسمح بتأمين بيئة مناسبة لإنجاز المصالحة الوطنية وإعادة اعمار سورية، عندما ينتهي الصراع.
وكانت موغيريني، ورؤساء الدبلوماسية الأوروبية، قد أولوا إهتماماً خاصاً يوم أمس للوضع في شرقي مدينة حلب (شمال سورية)، داعين إلى وقف كل أعمال القصف والعمل على عدم إفلات المسؤولين عما يرتكب من انتهاكات هناك من العقاب.
الاتحاد الأوروبي: من تعقيدات الحاضر السوري إلى سيناريوهات المستقبل السريالية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2016
UeSiria02بروكسل – وصفت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اعلان روسيا عن هدنة في شرق مدينة حلب السورية لمدة 8 ساعات، يوم الخميس القادم، بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وتزامن اعلان الهدنة، التي يبدو أنها فاجأت الأوروبيين مع انتهاء أعمال اجتماعات وزراء خارجيتهم، مساء أمس لوكسمبورغ، ما يؤشر بأنهم لم يكونوا على علم بما “يُطبخ” في موسكو.
كما أن إعلان الهدنة، أتى بعد اجتماعات لوزان بين الأمريكيين والروس والأطراف الإقليمية المعنية بالصراع السوري، السبت الماضي، والتي كان الاتحاد الأوروبي الغائب الأكبر عنها.
وأرفقت المسؤولة الأوروبية ترحيبها بالهدنة بالقول أن مدة الساعات الثماني قد لا تكون كافية، حيث “تقول لنا الوكالات الإغاثية العاملة على الأرض أنها بحاجة إلى 12 ساعة على الأقل”.
لكن موغيريني عادت للتأكيد على دعم الاتحاد الكامل لكل ما من شأنه تخفيف المعاناة الإنسانية في حلب وفي عموم أنحاء سورية، وحرصت على التركيز على المبادرة الإنسانية التي أطلقتها في الـ2 من الشهر الحالي لتحسين الوضع الإنساني في شرقي مدينة حلب.
وبما أن الدول والمؤسسات الأوروبية باتت على قناعة، أكثر من أي وقت مضى، بأنها لا تتمتع بأي تأثير في الحاضر السوري، فقد قرر مسؤولوها بـ”الإجماع” الانخراط في سيناريو الإعداد لمستقبل سورية ما بعد الصراع.
وقد استهلت موغيريني هذا السيناريو بالإعلان عن أن الاتحاد سيطلق حملة حوارات مع الأطراف الإقليمية والسورية المختلفة، ليس من أجل الحل، “بل من أجل البحث عن أرضيات مشتركة وخلق مناخ مناسب لمستقبل سورية السياسي وتحقيق للمصالحة وإعادة الإعمار”.
ولا ترى موغيريني أي أفق للحوار مع النظام في دمشق بهذا الشأن، بل مع أطراف المعارضة المختلفة والمجتمع المدني السوري والنساء والكنائس وممثلي الأقليات، قائلة “أعتقد أن هناك أن أرضيات مشتركة، فالكل يريد سورية موحدة، بدون استقطاب، تجد فيها جميع المكونات مكانها”.
ويبدو أن أوروبا تحاول استنساخ العمل الذي قامت به في ليبيا قبل أعوام، حيث نظمت حوارات بين قطاعات مختلفة من المجتمع الليبي، مثل رؤساء البلديات ورجال الأعمال.
ويرى الأوروبيون، عبر ترويجهم لفكرة الإعداد لمرحلة ما بعد الصراع، أن الوضع الحالي يستحق تجربة تطبيق النموذج الحواري الليبي على سورية، بعد تطويعه ليتوافق مع المناخ المحلي للبلاد، رغم تواضع النتائج التي حصلوا عليها في ليبيا.
هذا ولم يتخل الأوروبيون عن تمسكهم بضرورة البحث عن حل سياسي تفاوضي في سورية، وهم في هذا المجال لا يملكون إلا تقديم الدعم القوي للمبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا، ومساعدته على إنقاذ مهمته المعقدة من الانهيار، حتى لا يُغلق باب الحل السياسي نهائياً.
فأوروبا تقول أن التفكير في مرحلة ما بعد الصراع، لا يعني التخلي عن الموقف السياسي القائل بضرورة دعم كل الجهود الرامية إلى إعادة الأطراف السورية إلى طاولة المفاوضات.
وتعول المسؤولة الأوروبية على انتهاء الصراع لبدء تنفيذ المشاريع المستقبلية، معترفة بأن “الطرح الأوروبي يبدو غير واقعي حالياً، لكن من المهم البدء بالتفكير في مرحلة ما بعد الصراع”.
ولم تكن موغيريني وحدها في وصف مخططها بـ”اللاواقعي ولكن الضروري”، فقد شاركها في ذلك كثير من الساسة، إذ أن ما تطرحه يعيد إلى الأذهان الهواجس التي سيطرت على المجتمع الدولي منذ سنوات حول ما كانوا يسمونه في ذلك الوقت، بـ”اليوم التالي”، أي بعد سقوط النظام السوري.
الاختلاف الوحيد هنا هو أن موغيريني تتحدث عن اليوم التالي لانتهاء الصراع، فمسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، التي كانت على رأس الأولويات الأوروبية لم تعد مطروحة أصلاً، وحسب بعض المصادر التي تحدثت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، فإن “هذا هو العامل الواقعي الوحيد لبروكسل في هذا الملف”.
في ظل هذا التركيب، رأت المصادر نفسها أن من الطبيعي عدم إتخاذ أي إجراء لممارسة أي ضغط على روسيا، فالأمر يثير انقساما هو آخر ما يحتاجه الأوروبيون حالياً.
ولذا، فقد سارعت موغيريني منذ صباح أمس إلى القول بأنه لا وجود لأي إقتراح لفرض عقوبات جديدة على موسكو.
إلا أن الأمر لم يرق للمعارضة السورية، فقد أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات بياناً أشارت فيه أن مصداقية الاتحاد الأوروبي هي حالياً على المحك، في ظل نزوع بعض الأطراف إلى تخفيف الضغط عن روسيا، بدل تكثيفه.
هل يشعلون الحرب العالمية الثالثة في سوريا ؟!!
وليد عباس
هل تضع النتائج المعلنة لاجتماعات الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية نقطة النهاية للجهود السياسية؟ وهل يمكن لذلك أن يؤدي لمواجهة عسكرية أمريكية روسية على الأراضي السورية؟
أعلن المراقبون فشل اجتماعات لوزان ولندن، واعتبروا أن الأزمة في سوريا تتجه نحو تصعيد كبير بين موسكو التي أرسلت حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف إلى طرطوس، وبعد تلميحات صادرة عن البيت الأبيض بشأن عقوبات جديدة، محتملة، ضد روسيا وسوريا.
وذهب البعض حتى التطرق لسيناريوهات كارثية لم يتردد أصحابها في الحديث عن حرب عالمية ثالثة يمكن أن يستخدم فيها السلاح النووي، ولكن الأمر يستدعي نظرة أكثر اتساعا تشمل عناصر أخرى، سياسية هذه المرة.
الإدارة الأمريكية عازفة وعاجزة عن خوض معركة عسكرية على الأراضي السورية قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، وباراك أوباما أعلن هذا مرارا وتكرارا، والأوربيون، وخصوصا الفرنسيون، لن يغامروا في معركة من هذا النوع دون الولايات المتحدة، وهم أيضا أعلنوا هذا مرارا وتكرارا
أما روسيا صاحبة القوة العسكرية المتواجدة بالفعل على الأرض، والتي تحقق تقدما فإنها تتفق مع كافة الأطراف الأخرى انه لا مخرج من الأزمة السورية سوى عبر طاولة مفاوضات يشارك فيها نظام الأسد، وهي وان كانت تحقق نتائج عسكرية، إلا أن هذه العملية العسكرية التي دخلت عامها الثاني لها تكلفة باهظة، والكرملين يتعجل الجلوس على طاولة المفاوضات، لان بوتين يدرك جيدا انه في حال وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض قبل اتفاق وحسم سياسي، فان الرئيسة أو الرئيس الأمريكي القادم الذي يريد أن يطبق رؤيته الخاصة في هذه الأزمة سيعقد المسيرة السياسية بصورة كبيرة، ويمكن أن يطيل مسارها الحالي.
أضف إلى ذلك أن موسكو تعلم أن معركة الموصل التي بدأت في العراق ستدفع، على ما يبدو، بالمئات، إن لم نقل بالآلاف، من مقاتلي تنظيم داعش إلى سوريا، وإذا كان من الصعب على هؤلاء المقاتلين الوصول إلى حلب، إلا انهم يمكن أن يفتحوا جبهات مزعجة للغاية في دير الزُّور والحسكة، ويعقدون مهمة القوات الروسية إلى حد بعيد.
إذا، يدرك الكرملين انه يجب عليه الإسراع في الوصول إلى طاولة المفاوضات السياسية، وربما ينبغي النظر إلى اجتماعات لوزان ولندن من هذه الزاوية.
بعد فشل اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي، ونهاية مرحلة من لعبة لي الذراع، يرى البعض أن اجتماع لوزان الذي شاركت فيه إيران للمرة الأولى، لم يكن مطلوبا منه أن يخرج بنتائج فورية، وإنما يهدف لإطلاق مرحلة جديدة من مفاوضات واشنطن وموسكو، خصوصا وان الأوربيين الذين التقى بهم كيري في لندن بعد لوزان وقبل عودته إلى تلك المدينة لجولة جديدة، سارعوا للتأكيد على عزوفهم عن الحلول العسكرية، بل ورفضوا، رسميا، فكرة فرض عقوبات جديدة على روسيا وسوريا.
واحتفظ الجميع في لوزان ولندن بشعرة معاوية، وربما أكثر من ذلك؟