أحداث الثلاثاء 18 نيسان 2017
اجتماع روسي – تركي – إيراني يمهد لـ «آستانة» وتثبيت وقف النار
لندن، الرياض – «الحياة»
وسّعت القوات النظامية السورية أمس، نطاق هجومها في ريف حماة، تحت غطاء قصف جوي ومدفعي وُصف بأنه «هستيري». وسُجّلت حركة جديدة على مسار الحل السياسي بعد فترة من الجمود، إذ أعلنت موسكو عن اجتماع سيضم ديبلوماسيين روساً وأميركيين ومن الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، في وقت تستضيف طهران اليوم اجتماعاً تركياً – روسياً – إيرانياً على مستوى الخبراء، في إطار مسار آستانة الذي يركّز على تثبيت وقف النار في سورية.
وتطرق مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى «مجموعة الدول المتوافقة حول الموقف من سورية، وما تم بحثه، واستخدام النظام السوري الأسلحة المحرمة دولياً وآخرها الهجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في خان شيخون». ودان المجلس التفجير الانتحاري الذي استهدف المهجرين السوريين من قريتي الفوعة وكفريا، ووصفه بأنه «جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية كافة».
وبدأ بعد ظهر أمس، خروج الدفعة الخامسة من مسلحي المعارضة وأفراد عائلاتهم الرافضين لـ «اتفاق المصالحة» مع الحكومة السورية من حي الوعر في مدينة حمص، «تمهيداً لإخلائه من السلاح والمسلحين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه»، وفق ما أوردت وكالة «سانا». وذكرت هذه الوكالة الرسمية أن الدفعة الخامسة تشمل 400 مسلح. ومن المقرر أن يكون تنفيذ الاتفاق قد اكتمل بحلول نهاية هذا الشهر. ويأتي إخلاء الوعر من المعارضين في وقت تُنفّذ عمليات إجلاء أخرى تشمل أكثر من منطقة سورية، مثل كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب ومضايا والزبداني المعارضتين في ريف دمشق.
سياسياً، نُقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بتقويض الجهود التي ترمي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن. ونقل الإعلام الحكومي السوري عن لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو: «يجب عدم إضاعة الوقت ولا سيما في ظروف تقع فيها العملية السياسية تحت التهديد بما في ذلك الضربة الأميركية على مطار الشعيرات وسعي الكثير من اللاعبين سواء في داخل سورية أو خارجها لاستغلال الوضع وتحميل المسؤولية للحكومة السورية، من خلال البدء بالابتعاد من التسوية السياسية وحق الشعب السوري بتقرير مستقبله إلى العمل نحو تغيير الحكومة السورية»، واصفاً هذه المحاولات بأنها «نزعة خطرة». وتحدث لافروف عن الاجتماع المزمع عقده في جنيف ويضم ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة: «نُخطط لإجرائه بعد الاجتماع المقبل في آستانة، ونأمل بأن يجد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا موعداً مناسباً لاستئناف محادثات جنيف، إذ تظهر تلميحات بأن المحادثات ستكون بعد شهر رمضان».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، إن طهران ستستضيف اليوم اجتماعاً ثلاثياً على مستوى الخبراء تشارك فيه إيران وروسيا وتركيا في سياق مسار آستانة السوري المتوقع أن تنعقد جولته الرابعة في 3 و4 أيار (مايو) المقبل.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، و «هيئة تحرير الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدتي طيبة الإمام وحلفايا بريف حماة الشمالي، وسط محاولات من القوات الحكومية للسيطرة عليهما. وكانت هذه القوات استعادت يوم الأحد بلدة صوران ومنطقة تل بزام لتكون بذلك استرجعت «كامل المناطق» التي خسرتها في الهجوم العنيف الذي نفذته «هيئة تحرير الشام» والفصائل بريف حماة في 21 آذار (مارس). وسجّل «المرصد» تنفيذ طائرات حربية روسية «أكثر من 400 غارة» استهدفت ريف حماة الشمالي في إطار مساندة القوات الحكومية في هجومها المضاد. ونقلت «رويترز» عن معارضين أن القصف «الهستيري» على صوران اضطر مسلحي الفصائل إلى الانسحاب منها. وعلى رغم هذا التقدم للقوات النظامية إلا أن «المرصد» رجّح «أن تتواصل المعارك بوتيرة عنيفة بين طرفي القتال، نتيجة دخول الحزب الإسلامي التركستاني في المعارك الجارية في الريف الشمالي لحماة»، مشيراً إلى أن عناصر هذا الحزب «توزعوا على مواقع وجبهات عدة، وبدأوا قتالهم إلى جانب الفصائل».
الفصائل فقدت «مكاسبها» في حماة … وعشرات الغارات على درعا
لندن – «الحياة»
أكملت القوات النظامية السورية هجومها الواسع أمس في ريف حماة الشمالي بوسط البلاد. فبعد يوم من استعادتها بلدة صوران المهمة، شنّت هذه القوات بدعم جوي كثيف هجوماً واسعاً على بلدة طيبة الإمام وقرى قريبة منها، لتكون بذلك قد استكملت طرد فصائل المعارضة من كل المناطق التي سيطرت عليها في هجومها المفاجئ الشهر الماضي والذي وصلت فيه إلى مسافة أربعة كيلومترات فقط من مدينة حماة، مركز المحافظة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس، أنه ارتفع إلى ما لا يقل عن 25 عدد الغارات التي نفّذتها الطائرات الحربية منذ ما بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين على بلدات طيبة الإمام وحلفايا واللطامنة وكفرزيتا ومنطقة الأزوار وقريتي سنسحر وبطيش بريف حماة الشمالي، موضحاً أن الغارات ترافقت مع قصف مكثف من القوات النظامية على المناطق ذاتها، وسط هجوم عنيف يستهدف بلدة طيبة الإمام.
وتابع أن الهجوم الذي يحظى بدعم من مسلحين موالين للحكومة، يهدف إلى استعادة السيطرة على هذه البلدة التي تتحصن فيها وفي ضواحيها فصائل مقاتلة وإسلامية.
ولفت «المرصد» إلى أن القوات النظامية كانت قد تمكنت أول من أمس من فرض سيطرتها على بلدة صوران وتل بزام وحاجز المكاتب بمحيط صوران وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وأضاف: «بهذا تكون قوات النظام استعادت كامل البلدات التي خسرتها في المعركة التي أطلقتها هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة وإسلامية ومجموعات جهادية تضم مقاتلين أوزبك وتركستان وقوقازيين في 21 آذار (مارس) من العام الحالي، باستثناء قرية الصخر التي لا تزال الفصائل تسيطر عليها بريف حماة الشمالي والتي تشكل أقل من 1 في المئة من مساحة التقدم في المعركة الماضية».
ونقلت وكالة «رويترز»، في هذا الإطار، عن مقاتلين من المعارضة وسكان إن الجيش السوري استعاد فعلاً السيطرة على صوران الأحد «في هجوم مدعوم بضربات جوية روسية مكثفة». وأضافت أن معظم مسلحي المعارضة انسحب من البلدة «بعدما اقتحمتها القوات السورية عقب عشرات الضربات التي شنتها طائرات يعتقد أنها روسية». وقال عنصر من المعارضة طلب عدم نشر اسمه وهو عضو في جماعة «جيش العزة» التي لها وجود قوي في محافظة حماة: «كان هناك قصف هستيري استهدف البلدة والمنطقة كلها وخاض مقاتلو المعارضة معارك شرسة حتى اضطروا إلى الانسحاب». ويقول معارضون إن الجيش السوري كان يلقى مساندة من مقاتلين شيعة مدعومين من إيران يقدمون الدعم لقوات الحكومة المنهكة.
وصوران هي البوابة الشمالية للجيش إلى مدينة حماة مركز المحافظة. وكان الجيش السوري استعادها العام الماضي ثم فقدها في أحدث هجوم للمعارضة. وذكرت «رويترز» أن دخول القوات النظامية إلى صوران تسبب في خسارة «معظم المكاسب التي حققتها المعارضة، التي تضم جماعات متشددة، بعد هجوم كبير (شنّته) الشهر الماضي في محافظة حماة». ولا تزال المعارضة تسيطر على بلدة مورك الاستراتيجية، إلى الشمال من مدينة حماة. وتقع على طريق سريع رئيسي بين الشمال والجنوب له أهمية حاسمة في السيطرة على غرب سورية.
وفي إطار مرتبط، ذكر «المرصد» أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل الإسلامية و «هيئة تحرير الشام» من جانب آخر، على محاور في منطقة السطحيات بريف السلمية شرق حماة، مؤكداً أن القوات النظامية استعادت السيطرة «على معظم الحواجز والمواقع التي خسرتها» في الهجوم الذي شنّه معارضون فجراً على المنطقة وقتلوا خلاله ما لا يقل عن ستة من عناصر القوات الحكومية.
وفي محافظة إدلب المجاورة، أورد «المرصد» أن طائرات حربية أغارت صباحاً على أطراف مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وعلى قرية بابسقا بريف إدلب الشمالي، كما قصفت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي.
وفي محافظة حلب (شمال)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، في محور كلجبرين بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأضاف أن قذائف عدة سقطت على مناطق في محيط حي جمعية الزهراء غرب حلب، ما أدى إلى أضرار مادية، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية لمناطق في حي الراشدين 4 والبحوث العلمية غرب حلب. وزاد أن «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى استهدفت بالقذائف تمركزات للقوات النظامية والمسلحين الموالين في محور مزارع الأوبري ومحاور أخرى غرب حلب، ما أسفر عن مقتل عقيد وإصابة عدد من العناصر.
وفي محافظة دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والفصائل الإسلامية في محور شارع الحافظ بحي تشرين عند أطراف العاصمة، بينما سقطت صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض على حي القابون، بحسب «المرصد». أما في ريف دمشق، فتحدث «المرصد» عن قصف القوات النظامية منطقة الضهر الأسود بريف دمشق الغربي، في حين ارتفع إلى 4 عدد القتلى الذين سقطوا أمس جراء قصف طاول مدينة حرستا التي تسيطر عليها المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، كما جدد الطيران الحربي استهدافه بغارتين مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذت طائرات حربية صباحاً غارة على مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، في وقت تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور حي المنشية بمدينة درعا، ترافقت مع تنفيذ الطائرات الحربية لأكثر من 32 غارة على درعا البلد بمدينة درعا والتي استهدفت أيضاً بأكثر من 24 برميلاً متفجراً ألقتها المروحيات، بحسب ما أورد «المرصد» الذي قال أيضاً إن عنصراً من الفصائل الإسلامية قُتل خلال اشتباكات مع «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» في ريف درعا الغربي.
أما في محافظة القنيطرة، فقد دارت اشتباكات في محاور بمحيط بلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، وسط استهدافات متبادلة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر.
وفي محافظة الرقة، قال «المرصد» إن رجلاً قُتل جراء قصف طائرات التحالف الدولي بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين قرية كبش شرقي في ريف الرقة الشمالي، التي شهد محيطها اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، مضيفاً أن طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي جددت قصفها لمدينة الرقة المعقل الرئيسي لـ «داعش» في سورية. وأشار أيضاً إلى مقتل رجل وجرح آخرين جراء قصف لـ «قوات سورية الديموقراطية» على منطقة الإسكندرية بضواحي مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي.
في أول زيارة للمنطقة.. ماتيس يركز على الحرب ضد تنظيم الدولة ويكشف سياسة ترامب تجاه سوريا
واشنطن- رويترز- يقول مسؤولون وخبراء إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس سيركز في أول زيارة له إلى مناطق من الشرق الأوسط وأفريقيا على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويفصح عن سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه سوريا.
وقد توضح زيارته للخصوم والحلفاء على السواء أساليب إدارة ترامب في الحرب ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتشدد واستعدادها لاستخدام القوة العسكرية على نحو أكثر مما فعله الرئيس السابق باراك أوباما.
ومن التساؤلات الرئيسية للحلفاء عن سوريا ما إذا كانت واشنطن أعدت إستراتيجية للحيلولة دون انزلاق المناطق التي تم استعادتها من المتشددين إلى عداءات عرقية وطائفية أو الخضوع إلى جيل جديد من التطرف مثلما حدث في أجزاء من العراق وأفغانستان منذ أن غزتهما الولايات المتحدة.
وتقاتل قوات تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة معقلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الموصل بالعراق وفي الرقة بسوريا ولا تزال ثمة تساؤلات بشأن ما سيحدث بعد ذلك وما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به حلفاء آخرون مثل السعودية.
وهناك دلائل على أن ترامب أعطى الجيش الأمريكي المزيد من الحرية لاستخدام القوة بما في ذلك إصدار أوامر باستهداف قاعدة جوية سورية بصواريخ كروز والإشادة باستخدام أضخم قنبلة غير نووية ضد هدف للدولة الإسلامية في أفغانستان الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون بالإدارة إن الإستراتيجية الأمريكية في سوريا، المتمثلة في هزيمة الدولة الإسلامية مع استمرار المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لم تتغير وهي رسالة من المتوقع أن يؤكد عليها ماتيس.
ويصل ماتيس إلى المنطقة الثلاثاء وتشمل زيارته السعودية ومصر وقطر وإسرائيل.
وقال كريستين ورموث ثالث أكبر عضو في البنتاغون سابقا “فيما يتعلق بالسعوديين والإسرائيليين على وجه الخصوص فإنه سيوضح لهم في جزء من النقاش إستراتيجيتنا تجاه سوريا في ضوء الضربة”.
وفقد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الكثير من الأراضي التي سيطر عليها في العراق منذ عام 2014 وبات يسيطر على 6.8 في المئة فقط من أراض البلاد.
*تعميق الدور الأمريكي في اليمن
يقول المسؤولون إن الولايات المتحدة تبحث تعميق دورها في صراع اليمن من خلال تقديم مساعدة مباشرة على نحو أكبر لحلفائها في الخليج الذين يقاتلون المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وذلك في تحرير محتمل للسياسة الأمريكية المتمثلة حاليا في تقديم دعم محدود.
وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية البحثي في واشنطن “إيران تمثل بشكل إستراتيجي الشاغل بالنسبة للسعودية…الشاغل بالنسبة للسعودية على المدى القريب هو كيفية توجيه رسالة للإيرانيين في اليمن ويرغبون في الحصول على دعم أمريكي كامل”.
وتأتي إعادة النظر في احتمال تقديم مساعدات أمريكية جديدة تتضمن دعما في مجال المخابرات وسط أدلة على أن إيران ترسل أسلحة متقدمة ومستشارين عسكريين إلى الحوثيين.
وتقول مصادر بالكونغرس إن إدارة ترامب على وشك إخطار الكونغرس بمقترح لبيع ذخيرة موجهة بدقة للسعودية. وعبر بعض النواب الأمريكيين عن مخاوفهم من سقوط قتلى في صفوف المدنيين في الحملة التي تشنها الرياض في اليمن.
وبالنسبة لمصر يقول خبراء إن المسؤولين المصريين سيطلبون على الأرجح المزيد من الدعم من ماتيس، وهو جنرال متقاعد في مشاة البحرية الأمريكية، من أجل قتال المتشددين في شبه جزيرة سيناء.
وسيزور ماتيس أيضا قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والتي تنطلق منها العمليات في اليمن والصومال وتقع على مسافة أميال من منشأة صينية جديدة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت الأسبوع الماضي عن نشر بضع عشرات من الجنود الأمريكيين في الصومال لتدريب أفراد من الجيش الوطني الصومالي.
طائرات التحالف تشن أكثر من 15 غارة في ريف دير الزور والقوات الحكومية تقتحم بلدة طيبة الإمام في ريف حماة
دمشق- د ب أ- ذكر ناشط إعلامي سوري أن عشرات الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح ليل الاثنين الثلاثاء في محافظة دير الزور السورية جراء غارات لطائرات التحالف الدولي تستهدف على ما يبدو أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وقال الناشط الإعلامي فراس العلاوي من محافظة دير الزور لوكالة الأنباء الألمانية إن طائرات التحالف شنت غارات على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية راح ضحيتها 16 قتيلا وأكثر من 40 جريحا بينهم لاجئون عراقيون.
وأضاف العلاوي: “استهدفت طائرات التحالف محطة الأحمر النفطية بمحيط بلدات حسرات بريف البوكمال الغربي بعدة غارات وتم إلقاء قنابل ضوئية، وقصفت تلك الطائرات حي اللابد بمدينة موحسن بغارة جوية وسط أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين”.
وأوضح العلاوي أن كثافة الغارات التي شنتها طائرات التحالف الدولي على ريف دير الزور جاءت بسبب أنباء تتحدث عن هروب زعيم تنظيم داعش من العراق ودخوله إلى الأراضي السورية”.
ولم تصدر قيادة التحالف الدولي بيانا في هذا الشأن حتى وقت متأخر من ليل الاثنين.
ومن جهة أخرى، قال مصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين بدأوا منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء عملية عسكرية برية واسعة على بلدة طيبة الإمام الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة /نحو 35 كيلومترا شمالي مدينة حماة/.
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأبناء الألمانية إن “العملية العسكرية جاءت بعد قصف مدفعي وصاروخي مكثف استمر أكثر من 4 ساعات على مواقع المسلحين في محيط البلدة ومركزها”.
وذكر المصدر أن مجموعات مؤلفة من مئات المقاتلين بدأت بالتحرك عند منتصف الليلة من عدة محاور على البلدة وتمكنت بعد أقل من ساعة من اقتحامها من الجهة الشرقية المتاخمة لمدينة صوران ومن الجهة الجنوبية من محور قمحانة.
وأكد المصدر أن قوات الاقتحام عززت مواقعها داخل البلدة ووضعت نقاط تثبيت “الأمر الذي سيساعدها في السيطرة على البلدة خلال الساعات القليلة القادمة”.
وبيّن المصدر أن سلاح الجو الروسي شارك في عمليات الاقتحام عبر تمهيد الخطوط الأمامية بالتوازي مع استخدام الراجمات الصاروخية على عمق الإمداد القادم للمسلحين من بلدة لطمين المتاخمة للبلدة من الجهة الشمالية.
وتأتي العملية بعد نحو 24 ساعة على سيطرة القوات الحكومية على مدينة صوران أحد أكبر معاقل المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي.
مستشار ترامب: دعم روسيا للأسد تسبب بأزمات في العراق ودول مجاورة وأوروبا
الرئيس الجزائري يهنئ نظيره السوري بذكرى الاستقلال
عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش. آر ماكماستر، إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية وأعمالها «التخريبية» في أوروبا .
وقال ماكماستر في محطة «إيه. بي. سي» إن دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية، وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا.
وأضاف «ولذلك فإن دعم روسيا لهذا النوع من النظام الرهيب الذي هو طرف في ذلك النوع من الصراع أمر لا بد وأن يكون محل تساؤل، بالإضافة إلى الأعمال التخريبية لروسيا في أوروبا.ولذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا.»
وقصفت الولايات المتحدة في أوائل الشهر الجاري قاعدة جوية سورية بالصواريخ، في رد فعل على ما وصفته واشنطن بهجوم كيميائي شنته القوات الحكومية السورية وأدى إلى قتل ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة .
وتنفي سوريا شنها هذا الهجوم، وحذرت روسيا من أن هذه الهجمات الصاروخية يمكن أن تكون لها عواقب «وخيمة للغاية». وزار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون موسكو الأسبوع الماضي مع تزايد التوترات.
وقال ماكماستر»حسنا عندما تكون العلاقات في أدنى مستوياتها لا يمكن توقع إلا أن تتحسن بعد ذلك. ولذلك فإنني أعتقد أن توقيت زيارة وزير الخارجية لروسيا كان مناسبا تماما.»
وقال تقرير للمخابرات الأمريكية في كانون الثاني/ يناير بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة التي جرت في الولايات المتحدة في 2016 إن روسيا سعت أيضا إلى التأثير على انتخابات في شتى أنحاء أوروبا.
وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون ومحللون إن موسكو استهدفت الانتخابات في فرنسا وألمانيا ومناطق أخرى، من خلال الدعاية والاختراق الإلكتروني وتمويل مرشحين ووسائل أخرى، بهدف عام وهو إضعاف حلف الأطلسي والتحالف عبر الأطلسي.
هذا وأعرب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس الإثنين، عن أمله في أن تفضي جولات الحوار بين أطراف الأزمة السورية إلى انفراج يعيد للبلاد استقرارها.
جاء ذلك في رسالة تهنئة لرئيس النظام السوري بشار الأسد بمناسبة الذكرى الـ71 لاستقلال بلاده نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وجاء في الرسالة «أغتنم هذه المناسبة لأعرب لكم عن ارتياحنا لمستوى العلاقات الثنائية التي تربط بين بلدينا الشقيقين، وعن متابعتنا باهتمام لتطورات الأزمة التي يعيشها بلدكم العزيز».
وأعرب بوتفليقة عن أمله «في أن تفضي جولات الحوار السورية إلى انفراجها وعودة الأمن والاستقرار اللذين يتوق إليهما الشعب السوري الشقيق».
وتجرى منذ أشهر مفاوضات بين النظام والمعارضة السورية مفاوضات للوصول إلى حل سياسي للأزمة في أستانة وجنيف، برعاية اممية وقوى إقليمية ودولية. والجزائر من بين الدول العربية التي لم تقطع علاقاتها الرسمية مع نظام الأسد في دمشق، وتدعو إلى حل سياسي للأزمة، كما يتبادل المسؤولون في البلدين الزيارات.
موسكو تعتزم إجراء مباحثات ثنائية مع أمريكا والأمم المتحدة في جنيف… وطهران تعقد اجتماعا بمشاركة روسيا وتركيا حول سوريا
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: ينتظر أن تعقد روسيا محادثات ثنائية تركز على الحرب السورية في 24 نيسان/أبريل في جنيف مع مندوبين للولايات المتحدة والأمم المتحدة، حسبما أفادت تقارير إعلامية روسية رسمية امس الاثنين.
ونقلت التقارير عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، القول إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، قد وافق على إجراء المباحثات. ومن المتوقع أن يمثل نائب آخر لوزير الخارجية الروسي، وهو غينادي غاتيلوف، بلاده في المحادثات. وذكرت وكالة «تاس» الرسمية للأنباء أن موعد المحادثات محدد بشكل مبدئي، حيث تنتظر روسيا تأكيداً من الولايات المتحدة.
وتؤيد روسيا والولايات المتحدة أطرافاً مختلفة في الحرب الدائرة في سوريا، ولكن الدولتين تتفقان على ضرورة القضاء على تنظيمات صنفتها الأمم المتحدة على أنها إرهابية مثل داعش. يشار إلى أن روسيا هي الحليف الرئيسي لقوات النظام السوري، فيما تدعم الولايات المتحدة مجموعات معارضة معينة تحاول الإطاحة بالنظام في سورية.
ويأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن طهران تستضيف اليوم الثلاثاء اجتماعاً ثلاثياً يضم روسيا وتركيا في سياق محادثات آستانة حول سوريا.
وقال في تصريح صحافي امس الاثنين ردا على سؤال مراسل إن هذا الاجتماع يستغرق يوماً واحداً وسيكون على مستوى الخبراء بمشاركة البلدان الثلاثة إيران وروسيا وتركيا. وأعرب قاسمي عن أمله أن تنعقد الجولة الرابعة للمفاوضات حول سوريا في آستانة يومي 3 و 4 أيار/مايو المقبل.
يشار إلى أن لقاءً ثلاثياً جمع كلاً من وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم في الـ14 من الشهر الحالي تركز حول الوضع في سوريا وضرورة مواصلة سير المفاواضات في سبيل تسوية الأزمة السورية.
دروز السويداء هتفوا ضد الأسد ونظراؤهم في الجولان رفعوا صوره
السويداء ـ الجولان «القدس العربي» ووكالات: احتفل أهالي محافظة السويداء بالذكرى السبعين لجلاء القوات الفرنسية عن سوريا الموافق السابع عشر من نيسان/أبريل، حيث خرجت عدة مظاهرات في مدينة السويداء وبلدة المزرعة في المحافظة رافعة شعارات مضادة للنظام السوري. وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووحدة الشعب السوري، كما رددوا شعارا شعبيا (عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد، سوريا لينا وما هي لبيت الأسد)، وهو هتاف درج أهالي حوران على استخدامه في بدايات اندلاع الثورة السورية.
وردد المتظاهرون هتاف «ابن الجبل للأبد دايس داعش والأسد»، في إشارة إلى جبل العرب، كما رفض المتظاهرون أية عملية تقسيم لسوريا وتحويلها إلى دول طائفية، كما أكدوا على فقدان الأسد للشرعية.
يُذكر أن سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي ينحدر من محافظة السويداء، حيث رفع المتظاهرون اليوم صورا له.
من جهة أخرى تظاهر مئات من السوريين في بلدة مسعدة في الجولان السوري المحتل بمناسبة ذكرى الجلاء السوري، ورددوا هتافات مناهضة للاحتلال الاسرائيلي.
وسار المتظاهرون في البلدة المحتلة رافعين الأعلام السورية وعلم الدروز وصور الرئيس السوري بشار الاسد مرددين « الله يحمي سوريا» و«يسقط الاحتلال».
وقال ناصر ابراهيم منسق المسيرة لفرانس برس «بدأت مسيرات الاحتفال بعيد الجلاء في قرى الجولان، وبعدها توجهوا إلى بلدة مسعدة» حيث أقيم مهرجان خطابي.
وأضاف «إن تغيب المعارضة في الجولان عن المسيرة لم يؤثر في الحضور» مشيرا إلى «برقيات وصلتنا من سوريا من الأب الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري وغيره».
وقال نواف البطحيش باسم السكان «نحن ابناء الجولان السوري نؤكد استمرار مسيرة المقاومة الوطنية وتمسكنا بالهوية السورية». وأضاف أن «مصير الجولان لا تقرره مجموعة خارجة عن المسار الوطني ومهما كان حجمها فالاحتلال سيزول يوما». وندد بـ»ما يواجه سوريا من عدوان خارجي وقتل وتشريد من قبل العصابات المسلحة».
وشارك وفد مما يسمى بعرب اسرائيل في المهرجان.
وقال وصفي عبد الغني «نحن من اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري بقيادته الوطنية (…) ذهبنا للتضامن مع الداخل السوري ومع الجولان المحتل». كما شارك وفد من مدينة القدس الشرقية المحتلة. ومنذ حرب حزيران/يونيو 1967، تحتل الدولة العبرية نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية وأعلنت ضمها العام 1981 من دون ان يعترف المجتمع الدولي بذلك. وما تزال سوريا تسيطر على نحو 500 كلم مربع. ويبلغ عدد سكان الجولان حاليا 31 ألف نسمة. وحتى حزيران/يونيو 1967، كان في الجولان نحو 250 قرية ومزرعة وقرابة 150 ألف نسمة لم يبق منهم حاليا سوى 31 ألف نسمة.
وقد أبقت اسرائيل على خمس بلدات رئيسية هي عين قنيا وبقعاتا ومسعدة ومجدل شمس والغجر التي يسكنها علويون.
ويقع قسم من بلدة الغجر في الاراضي اللبنانية.
«اتفاق المدن الأربع»… حسابات الربح والخسارة في ميزان فصائل المعارضة السورية
سلطان الكنج
إدلب ـ «القدس العربي»: كثرت النقاشات وتسارعت الردود في أوساط المعارضة السورية وفصائلها بين مؤيد ومعارض لما بات يعرف باتفاق المدن الأربع «زبداني مضايا ـ كفريا الفوعة» حيث اعتبرها المؤيدون للاتفاق بأنها لمصلحة المحاصرين في الزبداني ومضايا، فيما اعتبرها آخرون بأنها تغيير ديمغرافي.
حول هذا الموضوع تحدث عمر خطاب الناطق العسكري باسم «حركة أحرار الشام» لـ«القدس العربي» قائلاً «إن مشاركة أحرار الشام في مفاوضات الزبداني ـ الفوعة كانت منذ سنتين استجابة لنداءات أهلنا في الزبداني، حيث كنا من أوائل من ضغط على كفريا والفوعة عسكرياً لتخليص أهلنا من جرائم النظام وميلشياته، ولفك الحصار الخانق والجوع والموت الذي يفرضه هذا النظام على أهالي الزبداني ومضايا».
وأضاف «هذا الاتفاق لا يكرس تهجيراً ديمغرافياً كما يغلط البعض، هل أهل السنة يشكلون 10٪ من الشعب السوري حتى يكون بتهجيرهم من مدينتين أو أكثر تغير ديمغرافي، النظام يسعى لذلك لكن سوريا السواد الأعظم فيها من أهل السنة فنحن نشكل 90 ٪».
وحول الخشية من قيام النظام بفظائع في مناطق إدلب عقب إخراج أهالي كفريا والفوعة يقول عمر خطاب «الفظائع التي يتكلم عنها بعض الناس بعد إخراج كفريا والفوعة هي أن النظام بالرغم من وجود كفريا والفوعة في مناطق إدلب قام بمجازر، وما حصل بخان شيخون ليس عنا ببعيد وكذلك ما حصل مؤخراً في الراشدين، النظام اجرم في كل المحافظات سواء بوجود كفريا والفوعة أو عدم وجودهما».
وتابع «لا يوجد تسرع فملف كفريا والفوعة منذ تحرير إدلب، فنحن اتخذنا قراراتنا بناءً على النداءات والاستغاثات التي تأتينا من أهالي مضايا والزبداني التي يجهلها كثير من الناس أو يتجاهلها، ومعلوم للجميع أن الشيعة قد حشدوا أعدادهم من أجل كفريا والفوعة لكي يفكوا الحصار عنهما، أما الآن لم يعد للميلشيات الشيعية بقيادة إيران حجة في إدلب، والمكسب الثاني من وراء هذا الاتفاق أن لدينا كثيراً من نقاط الرباط وفيها كثير من شبابنا، اما الآن فإن هؤلاء الشباب سيتحولون إلى جبهات أخرى، والهدف الأعظم من هذا الاتفاق أننا نكون قد خلصنا أهلنا في الزبداني ومضايا من طوق الجوع والموت الذي كان رأس الحربة فيه حزب الله، وهناك مصالح كثيرة وهي أننا قد فرضنا شروطاً وإن كان بعض الناس يرى أن الثوار قد انخفضت مطالبهم عن المفاوضات الأولى وهذا يرجع للتطورات العسكرية وازدياد معاناة أهلنا».
ويعتبر إلإعلامي أبو عبادة الشامي أن هذا الاتفاق له كثير من الفوائد إذ يقول في حديث لـ«القدس العربي»، «هذا الاتفاق يخدم مصالح الثورة والسورين، حيث تم فك حصار آلاف المسلمين الذين يكادون يموتون من الجوع، إضافة إلى إخراج الأسرى، وكما أنه ليس من تكتيك الحرب ترك العدو في خاصرتك فالثوار حاولوا مرات عديدة الإقتحام على هاتين القريتين وكلها فشلت وذهب عشرات الشهداء في صفوف المجاهدين، فلا بأس بأخذها في السياسة وإخراجهم بالباصات ـ كما فعلوا بأهلنا في حلب وريف دمشق وحمص».
معتبراً أن الرافضين لهذا الاتفاق ليسوا في الداخل ولا يعانون معاناة أهالي الزبداني ومضايا على حد وصفه، «من يرفض هذا الاتفاق هو إما جالس خارج أرض الشام تحت المكيفات لا يعرف ماذا سيحل للثوار في مضايا والزبداني، ولا يعرف معاناة الأسرى، واما جاهل لا يعرف كم تأخذ جبهات ـ كفريا والفوعة ـ من المقاتلين، فعلى جبهاتها مئات المرابطين والأسلحة الثقيلة، فلو كانت كل هذه القوة في باقي الجبهات لمنع سقوط القرى أفضل».
وتابع حديثه «النظام قد يستفرد بمناطق إدلب، لكن لا ننسى أننا قد اضفنا لقواتنا مئات من الثوار الذين كانوا يرابطون على كفريا والفوعة، ولا ننسى مجاهدين الزبداني ومضايا الذين أصبحوا خبراء حرب، وأصبحوا أسود في الثبات، لماذا يخصون توجيه سهامهم إلى الهيئة؟ لماذا يعيبون على الهيئة؟ وهل قامت بشيء رغم أن أول من وافق على هذه المفاوضات هو الجيش الحر عندما فاوض بالخان وداريا وبردى وغيرها، فمن المسؤول عن تهجير أهل السنة بريف دمشق، أليس الجيش الحر الذي هو من بدأ هذه المفاوضات ولم يصبر في مناطق حصاره، فمن يعيب على الهيئة هذا الاتفاق عليه أن يعيب على الجيش الحر وجيش الإسلام وأحرار الشام». ويقول الشرعي المقرب من هيئة تحرير الشام أبو اليمان الأنصاري لـ«القدس العربي» إن هذا الاتفاق من باب الموازنة بين المفاسد والمصالح هو ضروري ويأتي في صالح أهل السنة الذي يحاصرهم النظام وميلشياته، فهذا الاتفاق هو الحل المتوفر والذي يمكن القيام به ومهما تكن له مفاسد من التهجير لأهل السنة وتوطين الشيعة لكن مصالحه تغلب مفاسده».
ووجه اللوم على بعض الشرعين الذين ينتقدون الاتفاق «هؤلاء معظمهم يعيش خارج الشام ولم يذوقوا المعاناة التي يعانيها أهالي الزبداني ومضايا، كما أنهم في أغلبهم ينتقدون هذا الاتفاق من باب المناكفة لهيئة تحرير الشام وليس من وجهة نظر شرعية كما يقولون، ثم أنهم شرعوا تهجير مدن كاملة واعتبروها مصلحة في حين كانت أم المفاسد، ولم يقف الحال عند ذلك بل بعضهم شرع تسليم حلب».
وحول مكاسب هذا الاتفاق يقول الشرعي «هناك مكاسب آنية وضرورية ليست بالخيار فمنها تخليص أهالي الزبداني من فتك الميلشيات الشيعية وتجويعها، ومن المكاسب ارتياح جبهات إدلب برياً لأنه لم يعد هذا الكيان الشيعي موجود وهو كان بمثابة عامل جذب عقدي للمقاتلين الشيعية من كل مكان فهذا لم يعد الآن، ومن المكاسب أيضاً اطلاق سراح أسيرات لدى النظام».
سياسيون: الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني الديمقراطي خطوة نحو زيادة الشرخ في صفوف المعارضة السورية
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: عبرت شخصيات سياسية سورية معارضة عن رفضها لإعلان تأسيس «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» الذي يمثل طيفاً من المعارضة السورية، واعتبرت الخطوة أنها محاولة جديدة نحو زيادة الشرخ ضمن صفوف المعارضة، واتهمت في الوقت ذاته الشخصيات التي أعلنت وثيقة المؤتمر الوطني أنها تنفذ اجندات روسيا ونظام الأسد وتمتلك توجهات وأولويات تتنافى مع تطلعات وأهداف الشعب السوري.
وكانت شخصيات سياسية من منصات القاهرة وموسكو والرياض برئاسة هيثم مناع أعلنوا الأحد الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، تأسيس «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» بغرض إقرار وثيقة سياسية ترسم ملامح بناء دولة مدنية ديمقراطية والتأسيس للدستور السوري.
وقال الأمين العام لحزب التضامن السوري عماد الدين الخطيب: «انه كلما ظهرت بوادر او مؤشرات لحل الصراع في سوريا تفاجئنا بعض الشخصيات المريضة باطلاق كتلة سياسية او تيار، فمع انطلاق جنيف5 فاجأتنا مجموعة في جلها موالية للنظام وان اختلفت الوجوه باطلاق ما سمي بمنصة بيروت لتحسب نفسها على المعارضة في حين انها اقرب ما تكون للنظام السوري».
وأضاف في حديثه لـ«القدس العربي»، «ان ظهور الإرادة الدولية اليوم وتصميم الإدارة الأمريكية وبريطانيا للتغيير في سوريا ورحيل الاسد نتفاجأ بانعقاد ما يسمى المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري بزعامة هيثم مناع الذي غاب عن الساحة السياسية منذ زمن ويضم اشخاص هم بالاصل اعضاء في هيئة المفاوضات ووفدها المفاوض».
وحسب الخطيب فإن «قيادات التيار الجديد آخر ما يعنيها ويهمها انهاء معاناة الشعب السوري، فيما يتركز جل اهتمامها بحجز موقع او مكان لها بالحياة السياسية في سوريا بعد رحيل الاسد
وتساءل عن الجهة التي فوضت هؤلاء للادعاء بانهم مدافعون عن الشعب وثورته وهل المعارضة بحاجة إلى تجزئة اكثر مما هي عليه ام ان ظهورها في هذا التوقيت ورفض اندماجها مع التيارات او المنصات الاخرى من اجل اعطاء روسيا ونظام الأسد دعماً لمواقفهم التي يطالبون بها بوحدة فريق المعارضة المفاوض، مؤكدا على ان ظهور تيارات جديدة للمعارضة في الوقت الراهن هو بمثابة منشطات للنظام ومثبطات للثورة».
ويرى المحلل السياسي إبراهيم الأطرش، «أن الحقائق الماثلة على أرض الواقع تشير إلى أن تشرذم المعارضة السورية بمختلف توجهاتها هو الذي قاد إلى بقاء نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف آذار/مارس لعام 2011، وذلك بسبب الخلافات والتبعية التي اجتاحت صفوف قيادات المعارضة السياسة بسبب الصراع للوصول إلى السلطة».
واعتبر «الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري برئاسة هيثم مناع محاولة للتغريد خارج سرب المجموعة السياسية التي تقودها الهيئة العليا للمفاوضات، بالإضافة إلى أن دلالات تصريحاتها تعكس مراجعتها لمواقفها السياسية السابقة».
يشار إلى ان «المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري» الذي شارك فيه معارضون من منصات القاهرة وموسكو والرياض أقر في العاصمة النمساوية فيينا الأحد وثيقة سياسية تعبّر عن وجهة نظره للحل في سوريا، حيث ترسم هذه الوثائق المسارات الأساسية لبناء دولة مدنية ديمقراطية والتأسيس للدستور السوري، ويرتكز الحل السياسي الذي تنص عليه الوثيقة المذكورة إلى ثلاثة مبادئ أساسية، تتمثل في التأكيد على مكافحة الإرهاب، وإغلاق كل فرص إعادة إنتاج الإستبداد، وحل قضايا التنوع وحقوق الفرد والجماعة تحت مظلة وحدة الوطن السوري وصولًا إلى التغيير الرشيد في سوريا.
الضربات الصاروخية في سوريا و«أم القنابل» في أفغانستان محاولة من إدارة ترامب لاستعادة هيبة الولايات المتحدة في العالم
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: يعتقد محللون أمريكيون أن النقاشات كانت مفيدة للغاية خاصة من الناحيتين القضائية والتكتيكية بعأ ان أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربات صاروخية ضد قاعدة جوية تابعة للنظام السوري وضربات موجعة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»في أفغانستان بما في ذلك اسقاط (مواب) وهي قنبلة تقليدية كبيرة جدا يطلق عليها اسم «أم القنابل»، ولكن، الأهم من ذلك كله، وفقا لهولاء الخبراء، كان الخروج باستناج هو أن هذه الضربات خطوة مهمة نحو استعادة مصداقية الولايات المتحدة كقوة لا يمكن الاستهانة بها في الخارج.
وخلص العديد من المحللين من التيار المحافظ إلى أن تداعيات الضربات تصل إلى أبعد من ساحات القتال الحالية وأن الولايات المتحدة بحاجة ماسة لاستعادة مصداقيتها بعد 8 سنوات من الاسترضاء والتراجع في عهد الرئيس السابق باراك أوباما مع إشارة قوية تفيد بأن الدبلوماسية لا يمكن أن تحمى الولايات المتحدة وحلفاءها، وخاصة في المسائل التي تنطوي على استبداد عدواني، فالكلمات لا تعني الكثير إلا إذا كانت مدعومة بالعضلات العسكرية والاستعداد لاستخدام القوة.
ويميل محللون إلى الاعتقاد بان تراجع الولايات المتحدة يعني أن التهديدات ستتفاقم، حيث تبدأ الأنظمة العدوانية بالتعلم والتعاون بين بعضها البعض، ومن الأمثلة على ذلك، إذا قامت روسيا بعدوان على جيرانها دون رادع فإن ذلك يبعث برسالة إلى الصين، وإذا أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية غير مشروعة فان هذا يعني الكثير بالنسبة إلى إيران.
وقالت كلوديا روزيت، وهي محللة مختصة من منتدى «المرأة المستقلة» في الشؤون الخارجية، إن عهد أوباما قد أدى إلى تخريب السلطة الأمريكية، وبالتالي خلق مجموعة من الفرص لكثير من الأنظمة الاستبدادية، وأضافت أنه بحلول الوقت الذي ترك فيه أوباما منصبه في يناير/ كانون الثاني فان أمريكا الرسمية لم تعد تعني أي شيء، وعلى سبيل المثال، أعلن أوباما عن (خط أحمر) بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري إن الضربة الأمريكية ضد المنشأت ستكون «صغيرة جدا بشكل لا يصدق»، ولكن الضربة لم تحدث و«المفاجاة الصغيرة جدا» كانت بلا شك أن الأسد لا يزال في السلطة ولا يزال يستخدم الأسلحة الكيمائية، أما تنازلات أوباما فقد أدت إلى إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط.
وأوضحت روزيت أن «الخراب المتدحرج» في سوريا كان جزءا من مسار عالمي مدمر بدأ مع المناسبة المعروفة، التي تم فيها الضغط على زر وهمي لاعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2009 مما أدى إلى تراجع الولايات المتحدة عن الدفاع الصاروخي عن أوروبا الشرقية والتعهد بمزيد من المرونة.
وأكد محللون أمريكيون أن سياسة «الصبر الاستراتيجي»، التي انتهجها أوباما قد زادت من التهديدات التي تمثلها الصين وكوريا الشمالية وإيران، حيث توشك بيونغ يانغ على اجراء تجربة نووية سادسة، ومن المغري تشخيص سلوك الرئيس الكوري كيم على أنه (مجنون) ولكن الخبراء يتعاملون من منطق أن حساباته الأساسية تأتي من منطلق مدى استجابة الولايات المتحدة.
والفكرة السائدة الآن لدى العديد من المحللين الأمريكيين أن كل هذا الخراب هو جزء من إرث أوباما، وأن ترامب يتعامل مع هذه المشكلة بجدية وقوة وأن أهم درس تعلمه من تجربة الرئيس السابق هو عدم التراجع لأن ذلك يعني ترك فراغات قد يتم استغلالها من جماعات إرهابية أو أنظمة استبدادية.
ميليشيا موالية للأسد تهاجم فرعين أمنيين تابعين له في طرطوس وضباط يناشدون الروس التدخل
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: أقدم أكثر من 200 مقاتل من عناصر ما يعرف باسم ميليشيا «قوات النمر»، التابعة للعميد في قوات النظام السوري سهيل الحسن والملقب بـ «النمر» على مهاجمة فرعي الأمن الجنائي وفرع المرور في مدينة طرطوس على الساحل السوري قبل يومين بمختلف أنواع الأسلحة.
عناصر الميليشيا الموالية للنظام السوري، حاولوا حسب مصادر إعلامية مؤيدة للأسد، اقتحام الفرعين الأمنيين التابعين لمخابرات الأسد لإطلاق سراح مقاتل تابع لهم اعتقلته مخابرات الأسد على خلفيات جنائية.
قاعدة حميميم العسكرية الروسية أكدت بدورها الحادثة ونقلت عن ضابط برتبة نقيب في قوات النظام السوري في مدينة طرطوس، قوله إن «أكثر من 200 من عناصر قوات النمر هاجموا فرعي الأمن والشرطة في مدينة طرطوس، لإطلاق سراح مقاتل تابع لهم، تم اعتقاله بتهمة سرقة دراجات نارية من المدينة».
وقال الضابط في رسالته لقاعدة حميميم الروسية «قيادة النظام السوري أمرت عناصر في الفرعين الأمنيين بإطلاق النار بشكل مباشر على أي عنصر من عناصر قوات النمر يحاول التقدم نحو أحد الفرعين، الأمر الذي أدى إلى حصول حالة من التهدئة بين الجانبين، وانتهاء الأمر بانسحاب القوات المهاجمة من محيط الفرعين».
القوات المهاجمة والتابعة للعميد المقرب من الأسد سهيل الحسن، يعتبر أحد أبرز قيادات الأسد العسكرية، ووجهت ضده عشرات التهم، على خلفية البراميل المتفجرة التي يعتبر النمر أحد مطوري تلك البراميل، بالإضافة إلى الفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
كما توسل الضابط التابع لقوات النظام السوري، قيادة القوات الروسية في قاعدة حميميم، التدخل بشكل سريع لضبط حالة الفلتان الأمني وفوضى انتشار السلاح في مدينة طرطوس، خاصة كميات الأسلحة الكبيرة المنتشرة بأيدي الميليشيات بشكل فوضوي.
وزاد الضابط السوري في مضمون رسالته التي نشرتها القناة الخاصة لقاعدة حميميم على تطبيق «تلغرام»، بمطالب وصفت بـ «الغريبة»، إذ طالب الضابط العسكري قيادة القوات الروسية بضرورة إرسال دوريات من الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة لضبط الفلتان الأمني فيها.
إلا إن قاعدة حميميم الروسية التي توسل إليها الضابط العسكري في قوات النظام السوري، كانت قد قلدت العميد سهيل الحسن، بثاني أهم وسام في روسيا الاتحادية القيادة العسكرية الروسية، وهو وسام «الشرف»، وذلك خلال عرض عسكري، حضره كبار الضباط الروس في القاعدة الجوية، وعدد من ضباط الأسد أقيم مطلع العام السابق.
كما أعطى بشار الأسد، العميد النمر صلاحيات كبرى في المجال العسكري وتشكيل الميليشيات المحلية، وتنتشر عدة ميليشيات للعميد الحسن في المحافظات السورية، أبرزها، محافظات «طرطوس، حماة، اللاذقية، حلب»، وغالبية المقاتلين التابعين للحسن هم من أبناء الطائفة العلوية التي يتحدر منها بشار الأسد.
اجتماعات تحضيرية لعقد “أستانة 4″ و”جنيف 6” حول سورية
أحمد حمزة
تستضيف العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً على مستوى الخبراء، ويضم مندوبين عن تركيا وروسيا، وذلك تحضيراً لجولة جديدة من اجتماعات أستانة الخاصة بسورية، المزمع عقدها في الثالث والرابع من الشهر المقبل. في وقت تُبدي موسكو استعجالها عقدَ جولة جديدة من مفاوضات جنيف؛ إذ تُخطط لاجتماعٍ ثلاثي يضم إلى جانبها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الأسبوع المقبل في المدينة السويسرية.
ويأتي اجتماع طهران اليوم، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس الإثنين، في سياق محادثات أستانة حول سورية، وبمشاركة خبراء من إيران وروسيا وتركيا، معرباً عن أمله في أن تعقد اجتماعات “أستانة 4” يومي الثالث والرابع من مايو/أيار المقبل.
وكان وزير الخارجية الكازخستاني، خيرات عبد الرحمانوف، قد أعلن في وقت سابق أمس، ضرورة توسيع دائرة الدول المراقبة لعملية أستانة، مشيراً إلى أنّ “الجانب الكازاخستاني يعمل على هذه المسألة، وطرحنا مع الدول الضامنة، وخاصة روسيا مسألة إمكانية مشاركة دول عربية مثل السعودية وقطر.. نحن نهتم بأن يكون الاتحاد الأوروبي على اطلاع بمجريات عملية أستانة”.
بموازاة ذلك، تبدو موسكو حريصة على الإسراع في عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف، بعد الانتهاء مباشرةً من اجتماع أستانة؛ وتسعى في هذا الإطار، لعقد اجتماعٍ تمهيدي في المدينة السويسرية يضم مسؤولين روساً وأميركيين وأمميين الأسبوع المقبل. لكنها، وبحسب نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، لا تزال تنتظر تأكيداً من واشنطن للمشاركة في الاجتماع المرتقب.
ويظهر الاستعجال الروسي واضحاً من كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس، عن أنه “لا ينبغي المماطلة” في إجراء جولة جديدة من مفاوضات جنيف، مضيفاً أن بلاده تتوقع “أن يعقد بعد 3 أو 4 مايو/أيار، أي بعد الاجتماع المقبل في أستانة. ونأمل أن يحدد ستيفان دي ميستورا موعداً مناسباً، لأنه يُتوقع حلول شهر رمضان المبارك في نهاية مايو، وربما يجب انتظار انتهائه”.
ويُرجح مراقبون ومحللون، أن روسيا تستعجل عقد جولة مفاوضات سورية جديدة، لجس نبض توجهات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حيال الملف السوري، بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات، والتي أتت عقب مقتل أكثر من 80 مدنياً سورياً، بقصف النظام لمدينة خان شيخون جنوبي إدلب بغازاتٍ سامة يوم الرابع من هذا الشهر.
بدء تهجير الدفعة الخامسة من أهالي حي الوعر
جلال بكور
بدأت، اليوم الثلاثاء، الحافلات التي تقل مهجري الدفعة الخامسة من أهالي ومقاتلي المعارضة في حي الوعر بالتحرك باتجاه مدينة جرابلس شمال سورية بعد انتظارها على حواجز النظام المحيطة بالحي لمدة 21 ساعة.
وقالت مصادر من الحي لـ”العربي الجديد” إن الحافلات بدأت بالتحرك بعد تباطؤ النظام في ملء الحافلات بالمهجرين والتفتيش الدقيق للحاجيات التي يحملها المهجرون، حيث تجمع المهجرون من الساعة الواحدة ظهر أمس الإثنين.
وأكّدت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” في وقت سابق أنّ قوات النظام ملأت بعض الحافلات بالمهجّرين وأخرجتهم إلى نقطة طريق حمص مصياف.
وتضم الدفعة الخامسة لمهجري حي الوعر، 252 عائلة، وهم 1133 شخصاً، بينهم 274 امرأة و415 طفلاً، و98 رضيعًا، إضافة لوجود 32 جريحاً ومريضاً، وكان من المقرر أن يتم تهجير الدفعة يوم السبت الماضي.
وتأتي عملية التهجير تنفيذاً لاتفاق بين المعارضة المسلحة وقوات النظام برعاية روسية، نص على خروج الراغبين بعدم مصالحة النظام من مقاتلي المعارضة والمدنيين.
من جهةٍ أخرى، أفاد مصدر من الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، لـ”العربي الجديد”، بإصابة العديد من المدنيين بينهم امرأة وطفل بجروح، جراء سقوط قذيفتي مدفعية أطلقتها قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.
كما قُتل طفل وجُرح مدنيون، جراء قصف مدفعي من قوات النظام على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، فضلاً عن وقوع أضرار مادية.
وفي ريف حماة الشمالي، واصل الطيران الروسي وطيران النظام القصف على بلدات وقرى حلفايا لحايا والبويضة وطيبة، تزامناً مع معارك عنيفة بين المعارضة المسلّحة وقوات النظام في محاور طيبة الإمام وحلفايا، حيث تواصل الأخيرة هجومها لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها لصالح المعارضة، في وقت سابق.
إلى ذلك، ذكرت مصادر، لـ”العربي الجديد”، أن المليشيات الكردية أرسلت مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى محيط مدينة الطبقة غرب الرقة، ضمت مجموعة من المقاتلين والآليات العسكرية، عبرت بحيرة الأسد على نهر الفرات باتجاه منطقة المشرفة.
وجاء ذلك بالتزامن مع معارك بين المليشيات الكردية وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الأطراف الجنوبية والشرقية والشمالية من مدينة طبقة، ومداخل مؤسسة سد الفرات غرب الطبقة، بينما فجر التنظيم عربة مفخخة بالمليشيات في حي الإسكندرية جنوب الطبقة.
وفي حلب، وقعت اشتباكات بين “الجيش السوري الحر” ومليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” بالأسلحة الثقيلة، على محاور قريتي مرعناز و كفر خاشر، وأطراف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف الطرفين.
ضحايا بقصفٍ روسي على ريفي إدلب وحلب
عبدالرحمن خضر، جلال بكور
كثّفت طائرات روسية غاراتها، اليوم الثلاثاء، على مناطق عدة في سورية، مخلفةً عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وقُتل تسعة أطفال وامرأة، وأصيب مدنيون آخرون، اليوم بقصفٍ جوي نفّذته طائرة حربية روسية، على بلدة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي البلاد.
وأفاد الناشط الإعلامي، عمر أبو محمد، لـ”العربي الجديد”، أنّ “طائرة حربية روسية قصفت منازل المدنيين، في بلدة معرة حرمة، جنوب إدلب، بعدّة غارات جوية، ما أدى إلى مقتل تسعة أطفال وامرأة، كلهم من عائلة واحدة، وإصابة مدنيين آخرين بجراح”.
ولفت إلى أنّ “عدد القتلى مرشح للارتفاع، نظراً لخطورة بعض الإصابات ووجود عالقين تحت الأنقاض، تعمل فرق الدفاع المدني على إخراجهم”.
كما قتل خمسة مدنيين وجرح العشرات، بغارة من الطيران الحربي الروسي على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، بينما قتل ثلاثة عشر شخصاً بقصف من طيران التحالف الدولي على مدينة البوكمال بريف دير الزور.
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري في حلب، لـ”العربي الجديد”، إن الطيران الروسي استهدف الأحياء السكنية في بلدة أورم الكبرى غرب حلب، ما أسفر عن وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء، فيما تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال طفلين على قيد الحياة من تحت الأنقاض.
وشنّت الطائرات الروسية غارات على مدن وقرى عندان وبيانون وحريتان ومنطقة آسيا وكفر حمرة شمال حلب، ومناطق في ريف حلب الجنوبي، أسفرت عن وقوع إصابات بين المدنيين، فضلاً عن أضرار مادية.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في حلب إبراهيم أبو الليث، لـ”العربي الجديد”، أن الطيران الحربي شنّ أكثر من أربعين غارة على أرياف حلب الشمالية والجنوبية والغربية، وأوقع خمسة قتلى في أورم الكبرى، وجرحى في بلدة دارة عزّة.
وفي الشأن ذاته، تحدث مركز حلب الإعلامي عن إصابة سبعة عشر شخصاً معظمهم أطفال، إثر قصف جوي استهدف بلدات كفر داعل، خان العسل والمنصورة، في ريف حلب الغربي، خلال الليلة الماضية، بينما تدور معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام على جبهة البحوث العمليّة غرب حلب.
كذلك، شن الطيران الروسي غارات جوية على مدينتي دوما وحرستا في ريف دمشق الشرقي، وعلى حي القابون شرق مدينة دمشق، تزامناً مع اشتباكات متقطعة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في شارع الحافظ بأطراف حي تشرين.
إلى ذلك، تحدثت مصادر لـ”العربي الجديد” عن مقتل ثلاثة عشر شخصاً بينهم مدنيان اثنان، وأربعة من النازحين العراقيين وسبعة من عناصر تنظيم “داعش” بغارات من طيران التحالف الدولي استهدفت مناطق قرب دوار المصريّة في مدينة البوكمال شرق دير الزور.
وتبقى الحصيلة مرجحة للارتفاع نتيجة وجود مصابين حالتهم خطرة، في حين وقع مزيد من جرحى بين المدنيين بقصف مماثل على حي الآبد في مدينة موحسن بريف دير الزور الشرقي.
على صعيد آخر، أوردت “وكالة خطوة الأخباريّة” أنباء عن قيام التحالف الدولي بعملية إنزال جوية في منطقة موحسن بريف دير الزور، واعتقل على إثرها أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي الرقة، شن تنظيم “داعش” هجوماً معاكساً على مواقع للمليشيات الكردية في قرية عائد شرق مدينة الطبقة، وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.
إعلام النظام السوري يمهّد لمجزرة كيميائي جديدة بدمشق وريفها
نور عويتي
منذ يوم السبت الماضي، تنشر الصفحات الإخبارية التابعة للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً مؤكدة حول “ضرب الإرهابيين للكيميائي في دمشق وريفها خلال الساعات القادمة”.
فقد كتبت صفحة “دمشق الآن” المؤيدة للنظام، والمختصة بنقل تحركات الجيش السوري ورصد معاركه و”انتصاراته”، إضافةً إلى “عدد القذائف والتفجيرات التي يرتكبها الإرهابيون”، على حسب تعبيرها، نشرت ما يلي: “مصادر استخباراتية عربية قالت، إن المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة تحضر لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في محيط دمشق خلال الساعات القادمة”.
وأثار الخبر ضجة على صفحات السوريين. فبدأت الأخبار المشابهة تنتشر على الصفحات الداعمة للنظام السوري بشكل كثيف. فقامت صفحة “أخبار الهاون بدمشق” بنشر الخبر وتأكيده، ونشر “معلومات مهمة عن الإجراءات السريعة التي يمكن اتخاذها، في حال حدوث أي تسريب للغاز السام”.
وتابعت صفحة “دمشق الآن” بنشر منشورات متتالية عن الضربة الكيميائية المرتقبة، لتتهم المعارضة بما سيحدث، فقالت: “مصادر إعلامية: المجموعات المسلحة تقوم بتوزيع الأقنعة الواقية من الغازات السامة على بعض أهالي الغوطة الشرقية”. وكتبت أيضاً: “مصادر ترجح استخدام الغازات السامة من المجموعات المسلحة ضد المدنيين في عربين وعين ترما”.
ونشرت صفحة “شبكة أخبار ياسمينة دمشق” تغريدة لمراسل قناة “الأورينت”، فراس كرم، حول تغطية مجازر النظام في الغوطة الشرقية، معلقين عليها “بنفس أسلوب كيميائي خان شيخون، دعوات من إعلاميّ الفورة لتغطية حدث كيميائي بغوطة دمشق، غداً هم على علم مسبق من مشغليهم”.
ونشرت أيضاً صفحة “syrian window” التغريدة نفسها، وشددت على “احتمال حدوث مجزرة كيميائي قد يرتكبها الإرهابيون خلال الساعات القادمة”.
في ما بعد نشرت صفحة “دمشق الآن” ما يلي: “الجيش السوري يحضر مفاجأة لإبادة الإرهابيين إبادة كاملة في الغوطة الشرقية ابتداءً من عين ترما وعربين”، لتتضح الصورة أكثر، ولتبدو الأخبار المتعلقة باستخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية تمهيداً لضربة مرتقبة، أو ذريعة لحملة شرسة على المعارضة السورية في الغوطة الشرقية.
وبعدها، قامت بعض من الصفحات التشبيحية كصفحة “شبكة عاجل المؤيدة” بالإعلان عن اختراق المعارضين للصفحات المؤيدة للنظام السوري، لتستبق أي خطوة وأي اتهام يجعل من صفحات النظام أول من نشر الخبر، فادعت “شبكة عاجل المؤيدة” أن “صفحة “دمشق الآن” مزورة، ويديرها معارضون ينشرون فيها أخباراً لدعم توجهاتهم، يرجى الحذر”.
ونشرت صفحة “الحب في زمن الحرب” قائلةً: “أتمنى من الجميع عدم تداول الأخبار الكاذبة وعدم ترويج الإشاعات، موضوع الكيميائي هو مجرد مسلسل كمسلسل خان شيخون، وإن حصل وتم هذا المسلسل فسيكون في عربين وعين ترما بريف دمشق، وليس في دمشق، لذا لا تخافوا ولا تحزنوا، فالشام لها رجال يحمونها، وبإذن الله لن يحصل أي مكروه فيها، وحتى هذه اللحظة لا خوف عليكم ولا على دمشق، وكل ما يشاع هو تهويل وتطبيل وجعجعة ليس إلا، وبالنسبة لجماعة نصائح الإسعافات الأولية، يا ريت ترحمونا من بوستاتكون الفذة، في ناس مو متحملة ذكاءكم ونصائحكم”.
وبعد التكذيب والبلبلة التي حرضت لها الصفحات المؤيدة للنظام، قام أحد أعضاء صفحة “دمشق الآن” بكتابة منشور، تم حذفه في ما بعد، مفاده أنّ “الصفحة تابعة للجيش السوري، واليوم وصلتهم من مصدر عسكري رفيع المستوى (على حد تعبيره)، تعليمات بالترويج لقصف الغوطة بالكيميائي من المسلحين. والحقيقة أن الجيش السوري يريد إبادة الغوطة بالكيميائي، بالتزامن مع المجريات التي تحدث في كفريا والفوعة، ليتهم المسلحين بذلك، وأكد أنه لا يهتم بما يجري بقدر اهتمامه بإيصال الحقيقة، ورسالته وتحذير المدنيين مما سيحدث”.
هذه البلبلة التي طاولت صفحات النظام السوري منذ الصباح الباكر، لم تطاولْ الإعلام السوري الرسمي، ولكن تردد صدى الضربة القادمة للغوطة الشرقية، فنشرت “الإخبارية السورية” أخباراً تؤكد تحضير الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في عين ترما.
وما يثير القلق أكثر، التصريح الذي صدر عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل أيام، حيث صرح: “لدينا معلومات بالتجهيز لضربات قرب دمشق، بهدف اتهام الحكومة السورية بتنفيذها”.
هل تسعى روسيا لدعم استيلاء النظام على خان شيخون؟
بدأ هجوم مليشيات النظام العكسي على قوات المعارضة في ريف حماة الشمالي في 14 نيسان/إبريل، وأسفر عن استعادتها الأحد بلدة صوران. وتنفذ المقاتلات الروسية حملة قصف جوي باستخدام قنابل النابالم والثيرميت على كامل ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بما فيه بلدة خان شيخون، في ما يعتقد أنه محاولة لطمس آثار الجريمة الكيميائية. وشنّت المقاتلات الروسية الإثنين أكثر من 20 غارة على خان شيخون، ودمرت آخر النقاط الحيوية فيها.
وقالت شبكة “مراسل سوري” إنها حصلت على معلومات تفيد بأن روسيا وجهت النظام والمليشيات الإيرانية ببدء هجوم بريّ واسع للسيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مهما كلفت الخسائر. وبحسب جريدة “عنب بلدي”، فإن أبرز المليشيات المشاركة إلى جانب قوات النظام في معارك حماة، هي “لواء فاطميون” الأفغاني و”حركة النجباء” العراقية و”الحرس الثوري” الإيراني و”قوات الجليل” الفلسطينية و”نسور الزوبعة” ومليشيا “الدفاع الوطني”.
وكانت مدينة خان شيخون قد تعرضت لهجوم جوي من قوات النظام بغاز السارين في 4 نيسان/إبريل، ما أسفر عن مقتل مائة شخص بينهم أطفال اختناقاً. هجوم السارين على خان شيخون دفع الولايات المتحدة لشن هجوم صاروخي من البحر المتوسط على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لقوات النظام، والتي انطلقت منها المقاتلة التي قصفت خان شيخون بالكيماوي.
وللاستيلاء على خان شيخون، تحتاج مليشيات النظام للسيطرة على مدن حلفايا وطيبة الإمام ومورك وكفرنبودة واللطامنة في ريف حماة الشمالي. وبدأ هجوم المليشيات على محيط مدينتي طيبة الإمام وحلفايا التي صدّت المعارضة فيها هجمات متعددة للمليشيات، وأوقعت الكثير من الخسائر في صفوفها.
تقدم المليشيات في ريف حماة الشمالي، عرقله هجوم معاكس مباغت للمعارضة و”هيئة تحرير الشام”، الإثنين، على حواجز في منطقتي المزيرعة ودلاك، في ريف مدينة السلمية الغربي. وأعلنت وكالة “إباء” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” تدمير ستة حواجز وقتل عشرات المقاتلين من النظام، إضافة إلى “اغتنام القوات آليات وأسلحة وذخائر متنوعة” قبل أن تنسحب. وتصل هذه المنطقة ريف حماة الشرقي بمناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي.
مراسل “المدن” زياد الحموي، قال إن المعارضة قد تتراجع حالياً في ريف حماة الشمالي نتيجة القصف المكثف جداً. ويخوض “جيش العزة” و”هيئة تحرير الشام” معارك عنيفة للدفاع عن طيبة الامام وحلفايا. وأشار الحموي إلى عدم وجود إشارات على تقديم “أحرار الشام” لمؤازرات لـ”هيئة تحرير الشام” التي أقصت “الأحرار” عند بداية معارك ريف حماة الشمالي. لكنه أكد وصول تعزيزات من “الحزب الإسلامي التركستاني” إلى طيبة الإمام.
الحموي أكد أن خسائر مليشيات النظام كبيرة جداً، ما يجعل من محاولتها التقدم إلى خان شيخون، أمراً مكلفاً جداً. إذ أنه من الصعب الاستمرار بالقصف الكثيف على الخطوط الخلفية للمعارضة في ريف إدلب الجنوبي وهي مناطق مدنية. كما أن مورك واللطامنة وخان شيخون هي مواقع يسهل للمعارضة الدفاع عنها فهي مفتوحة وخطوط امدادها مؤمنة.
من جهة أخرى، نفّذت قوات النظام عملية تدريبية لتمويه قواعدها في درعا، وأشعلت إطارات ومواداً تصدر أدخنة كثيفة، غطت دخانها مطار “الثعلة” العسكري في السويداء، و”اللواء 12″ و”تل الخضر” وحاجز “منكت الحطب” وكتيبة “المدفعية 248″، و”اللواء 15” في إنخل، وقطع عسكرية في مدينة إزرع. مراسل “المدن” أحمد الحوراني” رجّح إن تكون العملية من أنواع التدريب على تضليل حركة الطيران “المعادي” سواء الحربي أو الاستطلاعي. في حين رجّح بعض الناشطين أن تكون العملية للتغطية على عملية نقل أو تخزين أسلحة في المنطقة.
من جانب آخر، قال مراسل “المدن” هارون الأسود إن حافلات التهجير المقرر أن تنقل مقاتلي الزبداني في ريف دمشق إلى ريف إدلب، خرجت فارغة الإثنين، وأغلقت مليشيات النظام بعدها معبر الخروج بسواتر ترابية. ويعتقد أن اتفاق “المدن الأربع” قد عُلّق العمل به بعد تفجير الراشدين في حلب، قبل أيام. وكان مقرراً أن تقل الحافلات من الزبداني حوالي 200 مقاتل محاصرين فيها.
خريطة تركيا التي كشفها الاستفتاء
سعيد الحاج
ثمة دلالات عديدة ومهمة في ثنايا نتيجة الاستفتاء على التعديل الدستوري في تركيا، الذي نجح بنسبة 51.4 في المائة وفق النتائج الأولية غير الرسمية، أبعد من مجرد التقييم الظاهري لمن فاز ومن خسر.
الاستفتاء لم يكن انتخابات برلمانية، وبالتالي لا يعكس الخريطة الحزبية في تركيا بشكل مباشر ودقيق، إلا أن تحليل نتائج التصويت في مختلف المحافظات ومقارنتها بالانتخابات البرلمانية الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بل والرئاسية في آب/أغسطس 2014، يكشف عن عدد لا محدود من الخرائط الاجتماعية والسياسية والحزبية والأيديولوجية في تركيا، بعضها قديم وبعضها الآخر مستجد.
الخريطة الأولى، والقديمة في تركيا، والتي ترسخت مع حضور “العدالة والتنمية” القوي منذ 2002 هي الخاصة بالمحافظات التركية في عمومها في أي مناسبة انتخابية. حين تطالع هذه الخريطة وفق نتائج الاستفتاء الأولية بلونَيْ الموافقة والرفض ستلاحظ استقراراً في حدود التمايز (كي لا نقول الانقسام) بين مناطق وسط الأناضول والبحر الأسود المؤيدة للاستفتاء ولـ”العدالة والتنمية” بشكل عام، وبين ساحل بحر إيجه في الغرب المؤيد بشكل عام لحزب “الشعب الجمهوري” ومناطق جنوب وجنوب شرقي البلاد ذات الأغلبية الكردية والتي يتمتع فيها حزب “الشعوب الديموقراطي” بحضور واسع.
ولأن حدود التماس أو التمايز هذه واضحة جداً في كل مناسبة انتخابية (شكلت إسطنبول استثناءً في الاستفتاء) وتكاد تتعامد على أسس مناطقية وأيديولوجية واقتصادية واجتماعية وسياسية، وأحياناً عرقية، فإن لها دلالة استراتيجية لا تُخطئها عين الباحث فضلاً عن دراية السياسي. ولأن مناطق الأغلبية الكردية مشبعة بالإضافة لما سبق، بخلفية تاريخية، ومرتبطة بتطورات إقليمية، فإنها تشكل هاجساً لصانع القرار في أنقرة، ولذلك أيضاً فهي -بشكل منطقي- أولوية استثنائية في السياسة الداخلية والخارجية لتركيا.
الخريطة الثانية هي الثقة بالرئيس رجب طيب اردوغان، والتي تبدو “فوق حزبية”، وتتخطى حتى “العدالة والتنمية” الذي أسسه اردوغان وقاده لسنوات طويلة وسيعود لرئاسته قريباً. لدى التدقيق في نتائج التصويت على التعديل الدستوري في مختلف المحافظات نرى أن حضور الرجل كان العامل الأبرز والأقوى في إقرار النظام الرئاسي، والأنشط في الحملات الانتخابية (وتؤيد ذلك بعض استطلاعات الرأي)، فضلاً عن أنه من وقف خلف المشروع منذ البداية بل وغامر كثيراً في إعادة طرحه بعد تجربة انتخابات حزيران/يونيو 2015 التي فقد فيها الحزب الحاكم أغلبيته البرلمانية حين قدَّم التحول للنظام الرئاسي شعاراً لحملته الانتخابية.
ولا نقول ذلك لمجرد التقارب الشديد بين نسبة التصويت لاردوغان في انتخابات الرئاسة والنتيجة الأولية للاستفتاء، 52 في المئة مقابل 51.4 في المئة، وإنما باستقراء نتائج التصويت في كل محافظة على حدة، ومقارنة ذلك بنسب التصويت لأحزاب “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” و”الشعوب الديموقراطي”.
ويبدو حزب “الحركة القومية” وكأنه سار في طريق غير تلك التي أرادها له رئيسه دولت بهجلي، محرك الملف مجدداً وشريك المشروع في البرلمان. صوّت أغلب أنصار الحزب ضد التعديل الدستوري، وهو ما يشير إلى محدودية التحالف/التعاون بينه وبين “العدالة والتنمية” على المدى البعيد، رغم استمرار حاجة الأخير له في البرلمان. وليس مستبعداً حدوث انشطارات داخل بنية “الحركة القومية” بعد هذه النتيجة التي تؤكد أن زعيمه عجز عن إقناع قاعدته بقراره.
خريطة الأكراد واتجاهات الرأي لديهم هي أكثر ما يلفت النظر في هذا الاستفتاء، وليست مبالغة القول إن الأصوات الكردية هي التي حسمت النتيجة وضمنت إقرار النظام الرئاسي. في مناطق الأغلبية الكردية، “العدالة والتنمية” هو المنافس الوحيد للأحزاب الكردية اليسارية التي تسير في فلك “العمال الكردستاني” وآخرها حزب “الشعوب الديموقراطي”، مع فارق كبير لصالح الأخير. في هذا التصويت، وبالمقارنة مع نتائج البرلمان 2015، ثمة تراجع واضح لتأثير “الشعوب الديموقراطي” على الطيف الكردي وازدياد ملحوظ في معدل الثقة باردوغان، وليس بالضرورة “العدالة والتنمية”.
هذه الدلالة ليست من النوع الهامشي أو التفصيلي، بل تقع في صلب القضية الكردية في تركيا، إذ أن تراجع حضور “الشعوب الديموقراطي”، و”العمال الكردستاني” ضمناً، وازدياد الثقة باردوغان كقائد “قادر” على الحل، سيكون لهما انعكاساتهما المستقبلية بكل تأكيد، ولذلك كان لافتاً أنها المنطقة الجغرافية الوحيدة التي حظيت بإشادة اردوغان بعد صدور النتائج.
الخريطة الخامسة تتعلق بالمدن الكبرى التي مال معظمها لرفض الاستفتاء بنسب متفاوتة، لاسيما في إسطنبول التي تعتبر “تركيا المصغرة” والمؤشر على نتيجة أي عملية اقتراع. رفض النظام الرئاسي في إسطنبول والعاصمة أنقرة، إضافة لمدن المنافسة فيها محسومة تاريخياً مثل إزمير حصن “الشعب الجمهوري” وديار بكر “قلعة الأكراد”، ومدن أخرى مثل أضنة وأنطاليا وإسكي شهير، يقدم لنا خريطة جديدة قد تتشكل بين الريف والمدينة أو بين بعض المدن تتطلب تقييماً هادئاً لئلا تتحول إلى مشهد دائم مع تطبيق النظام الرئاسي بعد 2019.
الخريطة الأخيرة، وربما الأهم، تتعلق بحزب “العدالة والتنمية” نفسه ومدى التزامه بقرار قيادته وخيار اردوغان بتأييد التعديل الدستوري، وهو الحزب المعروف بانضباطه التنظيمي ووحدة قراراته ومواقفه. إن مقارنة نتائج المحافظات المختلفة من منظور نسبتي التصويت للحزب في 2015 والاستفتاء الأخير تظهر تقارباً شديداً في ما عدا مناطق الأغلبية الكردية. وبحساب جزء يسير من أصوات “الحركة القومية” وأحزاب أخرى إضافة للعدد الكبير المضاف من الأكراد، يتضح أن “العدالة والتنمية” لم يكن على قلب رجل واحد في هذا الاقتراع، ويؤكد أن الأمر غير متعلق فقط بعدد من القيادات بل تخطاهم إلى نسبة لا يمكن تحديدها -ولن تكون كبيرة جداً- من كوادره.
مخالفة هذه الكوادر لتصويت الحزب وقرار اردوغان تبدو متعلقة بالتحفظ على بعض مواد التعديل الدستوري أكثر من رفض فكرة التغيير أو النظام الرئاسي بحد ذاته، ولئن اعتبرت مؤشراً على حيوية وتنوع داخل أطر الحزب وعدم التسليم تماماً بخيارات قيادته واردوغان رغم ما يحظى به الأخير من ثقة واحترام وكاريزما وإنجازات، إلا أنها ستؤدي بطبيعة الحال إلى مراجعات جدية داخل الحزب وربما تغييرات في بعض المواقع القيادية.
ورأس مال “العدالة والتنمية” حتى الآن هو تماسكه ووحدته، وبالتالي فهو لا يملك في ظل التحديات القائمة رفاهية السماح بأي خلافات أو اختلافات عميقة فضلاً عن ترسيخها، ولذلك قد يكون من الحكمة التوجه لكوادر وأنصار الحزب بمزيد من التوضيح والشرح والتطمينات في ما يتعلق بالنظام الرئاسي ومستقبل البلاد، ولعل ذلك ما أشار له اردوغان حين قال “يبدو أننا لم نوفق في إقناع بعض الناخبين”.
يبدو إذاً، هذا الاستفتاء كاشفاً لعدد من الخرائط المهمة في فهم تعقيدات وتداخلات المشهد التركي الداخلي، والتي سيكون لها انعكاسات مهمة على البلاد وتركيبتها السياسية وهي تخطو هذه الخطوة الجذرية والحاسمة في تاريخها المعاصر. الأمر الذي يغري بمزيد من التعمق في دراسة هذه النتائج ودلالاتها لمحاولة استشراف سيناريوهات المستقبل.
إستفتاء تركيا:موسكو وطهران تهنئان..أوروبا تتحفظ..ومصر تتفرد
ركّزت دول أوروبية على النتائج المتقاربة للاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية، الذي انتهى الأحد بتصويت51,41 في المئة لصالح التعديلات، مقابل رفض 48,59 في المئة، معتبرة أن هذه الأرقام تدلّ على وجود “انقسام” في المجتمع التركي، فيما احتجت المعارضة على النتائج.
وقالت اللجنة المشتركة لـ”مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” والجمعية البرلمانية لـ”مجلس أوروبا”، التي تولت مراقبة التصويت، إن حملة الاستفتاء التركية على التعديلات الدستورية “جرت بشكل غير متكافئ”، وإن “الفرص لم تكن متساوية” للطرفين.
وبحسب المسؤول في اللجنة سيزر فلورين بريدا، فإن “التغييرات التي جرت في مرحلة متأخرة من عملية فرز الأصوات ألغت ضوابط مهمة”، في إشارة إلى قرار المجلس الانتخابي السماح باحتساب بطاقات الاقتراع التي لا تحمل ختما رسمياً، مما خلق احتجاجاً واسعاً في صفوف المعارضة.
في هذا السياق، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعي لإجراء “حوار قائم على الاحترام” مع كل الأحزاب السياسية داخل تركيا. وقالت ميركل في بيان مشترك مع وزير الخارجية سيغمار غابرييل، الإثنين، إن “الحكومة (الألمانية) تنتظر من الحكومة التركية بعد حملة انتخابية شاقة، السعي الآن إلى حوار قائم على الاحترام مع كل القوى السياسية وفي المجتمع”. وأكدت أن الحكومة الألمانية “تحترم حق الأتراك والتركيات في تقرير دستورهم”، معتبرة أن “الفارق الضئيل يدلّ على عمق انقسام المجتمع التركي”.
وقالت ميركل إن “هذا يعني مسؤولية كبيرة للقادة الأتراك وللرئيس أردوغان شخصياً”، داعية إلى إجراء “مناقشات سياسية في أسرع وقت ممكن” مع أنقرة “على المستوى الثنائي وبين المؤسسات الأوروبية وتركيا على حد سواء”. وأضافت ميركل أنها تنتظر التقييم الأول لمراقبي “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” و”مجلس أوروبا” حول سير الاقتراع، وتحدّثت عن “شكوك جدية” عبرت عنها الهيئتان في ما يتعلق بهذا الاستفتاء.
الخارجية الفرنسية، قالت بدورها إنها “ستدقق في التقرير التقييمي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الذين شاركوا في مراقبة هذا الاقتراع”، وأشارت إلى “القيم والالتزامات المتخذة في مجلس أوروبا” و”ضمنها احترام التعددية والفصل بين السلطات ودولة القانون”.
ودعت باريس الحكومة التركية إلى الالتزام بـ”الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”، التي وقعت عليها تركيا، والتي تحظر عقوبة الإعدام بشكل خاص، وذلك على خلفية إعلان الرئيس التركي عن احتمال الدعوة إلى الاستفتاء حول إعادة العمل بهذه العقوبة.
واعتبرت الرئاسة الفرنسية أن تنظيم هكذا استفتاء “سيشكل بالطبع ابتعاداً عن القيم والتعهدات” التي اتخذتها تركيا “في إطار مجلس أوروبا”. وأضافت في بيان، أن باريس “تأخذ علماً بالأرقام المعلنة” بعد استفتاء الأحد وبـ”الاحتجاجات الواردة” مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام “تظهر في مطلق الأحوال أن المجتمع التركي منقسم حول الإصلاحات العميقة المقررة”.
في الإطار ذاته، رأت المفوضية الأوروبية أنه “يجب على تركيا السعي إلى التوصل لتوافق وطني واسع” بشأن تعديلاتها الدستورية، في ضوء “الفارق البسيط” بين مؤيدي التعديلات ومعارضيه. وبحسب بيان صادر عن رئيس المفوضية جان كلود يونكر، فإن المفوضية الأوروبية “علمت بنتيجة الاستفتاء وتنتظر تقييماً” لبعثة المراقبة “في ما يتعلق بالمخالفات المزعومة”.
في غضون ذلك، دعت روسيا الجميع إلى “احترام إرادة الشعب التركي”، وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن الاستفتاء على الدستور الجديد “هو شأن سيادي لهذا البلد”. وأطلقت الخارجية الإيرانية موقفاً مماثلاً أكد احترام طهران لقرار الشعب التركي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إنه “ينبغي التريث لرؤية التأثيرات التي سيحدثها الإستفتاء” على تغيير الدستور في تركيا، معرباً عن أمله في أن يؤدي هذا الإستفتاء إلى تعزيز السلم والتوافق في البلاد.
أما مصر، التي لم يصدر عنها بيان رسمي حتى الآن، فشنّ إعلامها هجوماً عنيفاً على نتائج الاستفتاء واصفاً إياه بـ”الديكتاتوري”، فيما هنأت جماعة “الإخوان المسلمين” اردوغان على “الانجاز التاريخي لتركيا”، التي قدمت “درسا بليغاً في الممارسة الديمقراطية والاحتكام لصندوق الانتخابات، وتلقن أنصار الحكم الاستبدادي والانقلابات العسكرية درساً في أخلاقيات ومبادئ حكم الشعوب”.
وأضافت الجماعة المحظورة في مصر، في بيان نشره الناطق باسمها طلعت فهمي على “فايسبوك”، أن النتائج تمثل “انتصاراً كبيراً لحرص الشعب التركي على التعبير عن إرادته الحرة والمضي قدماً في تحقيق تطلعاته وآماله”. وأعربت عن أملها بأن “تفتح نتائج هذا الاستفتاء الأبواب أمام عهد جديد تنطلق فيه تركيا إلى آفاق النهضة الشاملة.”
وكان وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أول المهنئين العرب لاردوغان بنجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية. وتلقى أردوغان أيضاً اتصالات وبرقيات تهنئة من كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير.
موسكو تسارع لاستئناف المفاوضات السورية وعينها على واشنطن
حضور أميركي متزايد قرب دير الزور
دمشق – تعمل موسكو على تسريع استئناف العملية السياسية في سوريا في ظل قلق متزايد من تنامي النشاط العسكري الأميركي في شرقي البلاد وتحديدا بمحافظة دير الزور الاستراتيجية.
وينتظر أن تعقد روسيا محادثات ثنائية تركز على الحرب السورية في 24 أبريل الجاري في جنيف مع مندوبين للولايات المتحدة والأمم المتحدة، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية روسية رسمية الاثنين .
ونقلت التقارير عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، القول إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وافق على إجراء المباحثات.
ومن المتوقع أن يمثل نائب آخر لوزير الخارجية الروسي وهو جينادي غاتيلوف، بلاده في المحادثات. وذكرت وكالة “تاس” الرسمية للأنباء أن موعد المحادثات محدد بشكل مبدئي، حيث تنتظر روسيا تأكيدا من الولايات المتحدة.
وتأمل روسيا في هذا الاجتماع في إيجاد أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة لحل الأزمة السورية، مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على الوضع الميداني الراهن الذي يخدم جانبها، وهو ما تعكسه تصريحات مسؤوليها في الفترة الأخيرة بتطبيق حازم لوقف إطلاق النار في جميع الجبهات باستثناء المناطق الواقعة تحت سيطرة عناصر داعش وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).
ولا يبدو أن ذلك يلقى صدى لدى الجانب الأميركي الذي يعمل على استعادة زمام المبادرة في سوريا عسكريا ودبلوماسيا، حيث تكثف واشنطن من تحركاتها العسكرية في أكثر من جبهة وإن كانت تركز على شرق البلاد تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بالتوازي مع توجه لاعتماد دبلوماسية حازمة في مواجهة موسكو.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر ماكماستر إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية.
وأوضح ماكماستر لمحطة “إيه.بي.سي” أن دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا. وأضاف “لذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا”.
طائرات تابعة للتحالف الدولي نفذت عمليات إنزال في ريف دير الزور الشرقي، لقطع الإمداد عن تنظيم داعش
وقصفت الولايات المتحدة في أوائل الشهر الجاري قاعدة جوية سورية بصواريخ توماهوك في رد فعل على ما وصفته واشنطن بهجوم كيميائي شنته القوات الحكومية السورية وأدى إلى قتل ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وتنفي سوريا شنها هذا الهجوم وحذرت روسيا من أن هذه الهجمات الصاروخية يمكن أن تكون لها عواقب “وخيمة للغاية”. وزار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون موسكو الأسبوع الماضي مع تزايد التوترات.
والخطوات الروسية لتفعيل عملية السلام في سوريا بهدف القطع مع أي خطط أميركية جار رسمها للعودة بقوة إلى الساحة السورية، وترجم ذلك بإعلانها خلال اجتماع ثلاثي ضم وزير خارجيتها مع نظيريه الإيراني والسوري، السبت عن عقد جولة جديدة من مباحثات أستانة مطلع مايو المقبل.
وتهدف مباحثات أستانة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا. وبدأ التحضير للجولة الجديدة الثلاثاء، حيث يعقد ممثلون عن روسيا وتركيا وإيران اجتماعات في العاصمة الإيرانية، في ظل تكهنات بفشل هذه الاجتماعات لجهة التباعد في المواقف بين أنقرة من جهة وموسكو وطهران من جهة أخرى، رغم ما تبديه روسيا من مرونة في الآونة الأخيرة، حيث أكدت أن الباب مفتوح لجميع الفصائل للحضور في أستانة.
ويرى مراقبون أن هذه المحاولات الروسية لإعادة عملية السلام إلى مسارها لن تلقى طريقها إلى النجاح، وأنه حتى وإن تم عقد مؤتمر أستانة أو حصل اجتماع في جنيف، فإنه سيكون شكليا ولن يحقق نقلة نوعية.
ويضيف هؤلاء أن الولايات المتحدة متشبّثة بموقفها بإعادة تصويب الأمور في سوريا لصالحها بدعم من باقي القوى الغربية، وأنه في حال أرادت موسكو تسريع الحل ستجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق ذلك، وقد يكون من بينها فك ارتباطها فعليا مع الجانب الإيراني وهذا صعب على المدى القريب، في ظل تشابك المصالح بينهما على الأرض السورية.
ومعلوم أن الولايات المتحدة تضع في مقدمة أولوياتها في سوريا ضرب الحضور الإيراني الممثل في العشرات من الميليشيات الشيعية وعلى رأسهم حزب الله اللبناني فضلا عن المئات من عناصر الحرس الثوري. وبدأت واشنطن تحركاتها فعليا في هذا الصدد عبر تعزيز حضورها العسكري بالقرب من دير الزور، المحافظة التي يسيطر تنظيم داعش على معظم أجزائها، فيما مركز المحافظة لا يزال تحت سيطرة النظام.
وتعتبر دير الزور إحدى البوابات الرئيسية للعراق، وهناك خشية أميركية من انتشار الميليشيات الشيعية الموالية لإيران فيها بعد السيطرة على الموصل (غرب العراق)، التي تشهد المعارك فيها تباطؤا واضحا، ربطه البعض بدوافع سياسية وحسابات عسكرية.
ويرى محللون أن السيطرة على دير الزور يعني تأمين التواصل الجغرافي للحزام الشيعي الذي تعمل عليه إيران.
وجدير بالذكر أن النظام السوري وطهران حرصا، طوال الأزمة السورية، على إبقاء حضور لهما في المحافظة.
ودير الزور تعتبر أيضا شريان الطاقة الرئيس للنظام، حيث تحتوي على أهم المخزون النفطي والغازي في سوريا.
وتحدثت مصادر قريبة من البنتاغون، مؤخرا، أن هناك خططا يتم بحثها الآن من بينها إرسال 50 ألف جندي أميركي إلى المنطقة ولكن على ما يبدو هناك تردد من طرف ترامب لإرسال هذا العدد الكبير بالنظر إلى خطورة هذه الخطوة.
ونفذت طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ليلة الاثنين عمليات إنزال في ريف دير الزور الشرقي، قالت واشنطن إن الهدف منها قطع الإمداد عن داعش.