أحداث الثلاثاء 23 كانون الأول 2014
المعارك تتجدد في ريف اللاذقية
لندن – «الحياة»
أعادت المعارضة فتح «جبهة اللاذقية» حيث المعقل الرئيس للنظام السوري، وتجددت المعارك بعد فترة هدوء لمدة أشهر، في وقت شن الطيران السوري غارة على حافلة تنقل أطفالاً إلى مدرستهم في شمال غربي البلاد ما أدى الى قتل وجرح أطفال كانوا على متنها.
وقال نشطاء وشبكة «الدرر الشامية»، إن اشتباكات اندلعت في الساحل، وإن مقاتلي المعارضة استهدفوا بقذائف مواقع النظام في جبل دورين في ريف اللاذقية قرب حدود تركيا، بالتزامن مع اشتباكات بالأسلحة المتوسطة في محيط محمية الرنلق وأطراف قمة الـ45، التي كانت القوات النظامية والميلشيات الموالية لها سيطرت على جزء منها قبل أشهر.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات عنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب المعارضة من طرف آخر في محيط برج الـ45 في ريف اللاذقية الشمالي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، لافتاً إلى أن الكتائب المعارضة قصفت بصواريخ غراد مناطق في قرية الزوبار في ريف اللاذقية.
وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إنه «استشهد ما لا يقل عن 4 أطفال وسقط ما لا يقل عن 10 جرحى معظمهم دون سن العاشرة، جراء غارة نفذتها مقاتلات النظام الحربية استهدفت حافلة صغيرة تقل تلاميذ في المرحلة الابتدائية، عند مشفى الإحسان في سراقب في ريف إدلب أثناء عودتهم من المدرسة من قرية جوباس». وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وقال نشطاء معارضون إن الطيران شن غارات على مدينة بنش في الريف الشمالي ما أسفر عن مقتل رجل وزوجته ودمار في الكتل السكنية المحيطة، مشيرين إلى أن القوات النظامية «تعاقب» المدنيين للضغط على الفصائل المسلحة بعد سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية ومحاصرة مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب.
وفي دمشق، أشارت «الدرر الشامية» إلى أن «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش «نفذ عملية انغماسية (تسلل) في خطوط الدفاع الأولى لميليشيات قوات الدفاع الوطني، في حتيتة التركمان في الغوطة الشرقية للعاصمة، قُتل فيها 25 عنصراً».
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة السورية وافقت على إرسال الأدوية والمواد الجراحية إلى ثلاث مناطق كان عمال الإغاثة غير قادرين على دخولها بانتظام، بينها مدينة حلب. وقالت ممثلة المنظمة في سورية إليزابيث هوف لـ «رويترز» إن المناطق التي سمحت دمشق بدخول الإمدادات إليها هي حلب ومنطقة معضمية الشام المحاصرة جنوب غربي دمشق والغوطة الشرقية للعاصمة.
سورية تصطدم بجدار فقدان الأمن الغذائي
اسطنبول – رنا ابراهيم
يزداد تدهور القطاع الزراعي في سورية مع استمرار الأوضاع المتردية منذ قرابة أربع سنوات فيها، لينذر بقرب اصطدامها بجدار مأسوي من فقدان الأمن الغذائي. ويزيد في آلام المأساة أن سورية وُصِفَت تاريخيّاً بأنها «إهراء روما» نظراً الى ما كانت تدرّه أرضها من الحبوب، خصوصاً القمح. استطراداً، دأبت سورية حتى زمن قريب على التغنّي بأنها تحقّق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. وقبل اندلاع المأساة السوريّة الأخيرة، كانت سورية تعتبر بلداً زراعيّاً بامتياز، لأن مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي كانت تلامس الـ 24 في المئة.
ووفق تقديرات «منظمة الأغذية والزراعة – الأمم المتحدة» («فاو») و»برنامج الأغذية العالمي»، تأثّر 6.3 مليون نسمة في سورية بدرجة كبيرة بالأوضاع المضطربة فيها، وباتوا في حاجة ماسة ومستمرّة إلى الغذاء والمعونة الزراعيّة. وكذلك يحتاج 3 ملايين لاجئ سوري إلى المساعدة خارج الأراضي السوريّة. وكذلك قدّرت الـ «فاو» أضرار القطاع الزراعي عام 2013 بما يزيد على 1.8 بليون دولار، مع توقّع أن تكون التقديرات أكبر عام 2014 وكذلك في حال استمرار الحرب لوقت أطول في العام 2015.
هجرة المزارعين
نتيجة لتدهور أحوال الزراعة في سورية، عمد معظم المزارعين، خصوصاً أولئك القاطنين في المناطق الشمالية كالرقة وحلب، بالتوجه إلى تركيا. ففي ذلك البلد، تعمل عائلات المزارعين السوريين في إقليم «هاتاي» وعدد من المناطق الزراعيّة الاخرى.
في حوار مع «الحياة»، يشير أبو مالك إلى أنه يعمل وعائلته في مزرعة بالقرب من إسطنبول، بعد أن أصبح من المستحيل أن يتوجه إلى أرضه الزراعيّة في ريف حلب لأن القذائف تطاولها، وكذلك البراميل المتفجّرة. وأضاف: «هناك فلاحون هجروا أراضي كثيرة «زرعت» بقذائف غير متفجرة جعلتها غير قابلة للحرث. ويضاف إلى ذلك، عدم توافر المواد الزراعيّة كالبذور والأسمدة، وغياب مادة المازوت الأساسيّة لحياة المُزارِع، أو ارتفاع ثمنها في حال تواجدها».
كذلك يتحسّر المُزارِع محمد حسام على أرضه الزراعيّة في الغوطة الشرقية التي كانت تعطي محصولاً وفيراً من الخضار والفواكه. وأوضح أنّه اضطر إلى مغادرتها عقب بدء الحصار على الغوطة من قِبَل قوات النظام، وهو ما أدى إلى توقّف الزراعة وتجويع سكان تلك المناطق وموت عدد من الأطفال والشيوخ جراء نقص الغذاء وغيرها.
في حين يشتكي مزارع آخر من استيلاء عناصر مسلّحة على أرضه الزراعيّة لقربها من بئر للنفط يجري الاستخراج فيه بطرق بدائية، ما أدى إلى تلّوث التربة أيضاً.
تراجع الإنتاج في المناطق المُحرّرة
ليس الإنتاج الزراعي في المناطق المُحرّرة بأفضل حالاً منه في المناطق التي يسيطر عليها النظام، بل إن نسب الإنتاج تراجعت بشكل كبير فيها أيضاً. وقرعت «الحكومة السورية الموقّتة» جرس الإنذار أخيراً، مُنبّهة إلى إمكان حصول أزمة أمن غذائي في سورية. ودعت مجموعة دول «أصدقاء الشعب السوري» إلى تقديم مساعدات عاجلة، خصوصاً أن تكون على شكل قمح وليس أموال، لوقف حصول مأساة إنسانيّة. وأكدت وزارة المال والاقتصاد في تلك الحكومة، أن مؤسّسة الحبوب التابعة للوزارة تمكّنت من شراء نحو 18 ألف طن قمحاً، عبر ١٤ مركزاً تابعاً لها في ٤ محافظات، بواسطة عمليات شراء مباشر للقمح من المزارع، من دون النيل من المحاصيل المخزّنة من قِبَل المزارعين للاستهلاك الخاص بهم. وشدّدت الوزارة على أن تلك الكميّة ليست كافية، إذ تحتاج «الحكومة السورية الموقّتة» إلى 323 ألف طن قمحاً، لإنتاج 270 ألف طن من الطحين تلزم لإعانة ما يزيد على 2.5 مليوني سوري في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأرجع خبراء اقتصاديون سوريون محسوبون على المعارضة، وجود حاجة ماسة إلى كميّات كبيرة من القمح، إلى صعوبة الإنتاج الزراعي في مناطق تتعرض بشكل دائم للقصف، ومحاصرة نظام الأسد معظم المناطق المُحرّرة وتضييق الخناق عليها. وأوضح الخبراء أنفسهم أن تلك الحال جعلت أسعار المواد الغذائيّة في المناطق المحاصرة أضعاف مثيلاتها في المناطق التي يسيطر عليها النظام. كذلك رجّحوا أن تكون نسبة ما حُصِدَ من القمح في العام الجاري أقل نسبة إنتاج منذ قرابة 42 عاماً.
وأشار أولئك الاقتصاديون إلى أن نظام الأسد يعمد إلى رفع أسعار المحروقات والمشتقّات النفطيّة، مع رفع الدعم عن السكر والرز والخبز، كما أنه ما زال يصدر بعض المنتجات الزراعيّة إلى شركائه في الحرب، على رغم حاجة السوريين لها. وتوقّعوا أن تكون الأزمة الغذائيّة التي تتلازم مع تراجع الإنتاج الزراعي، أكثر تفاقماً في العام المقبل في حال استمرار القصف والدمار. كما أكّدوا أن أزمة الغذاء في سورية تؤثّر على دول الجوار، مع تراجع المواد الزراعيّة المُصدّرَة إلى تلك الدول من سورية كالخضار والفواكه واللحوم وغيرها من المواد التي كانت سورية تشتهر بتصديرها عربياً.
مقتل أكثر من ألف “متطرف” بغارات التحالف في سورية
بيروت – أ ف ب
قُتل أكثر من الف مقاتل “جهادي” ينتمون بغالبيتهم الساحقة الى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف في غارات التحالف الدولي في سورية منذ بدايتها قبل ثلاثة اشهر، بالإضافة إلى مقتل 52 مدنياً، وجُرح حوالى 800 آخرين بين مقاتل ومدني.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الثلثاء” “ارتفع الى 1171 على الأقل عدد الذين تمكن المرصد من توثيق” مقتلهم خلال ثلاثة أشهر من غارات التحالف وضرباته على مناطق في سورية، بينهم 52 مدنياً.
وأوضح “المرصد” أن قتلى ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هم 1046 مقاتلاً ينتمون الى تنظيم “داعش” وغالبيتهم من جنسيات غير سورية، قتلوا بغارات في محافظات حمص وحماه وحلب والحسكة والرقة ودير الزور.
وقُتل 72 من “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، بغارات في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.
وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 ايلول (سبتمبر) الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سورية، بعد حوالى شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية ضد اهداف في العراق المجاور.
وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف اذار (مارس) 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم “اداعش” المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سورية والعراق.
“داعش” يصلب 6 ويهدِد بالنفي إلى خارج “أرض الخلافة“
بيروت – “الحياة”
أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) 6 رجال في ريف مدينة البوكمال السورية، قبل أن يقوم بصلبهم، في حين هدّد التنظيم مقاتلين سابقين ضده من نفيهم خارج “أرض الخلافة”، إذا لم يخضعوا لدورات “شرعية”، في حين اشتعلت الاشتباكات في حي جوبر ومخيم اليرموك في العاصمة السورية.
وأبلغت مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الثلثاء، أن تنظيم “داعش” أعدم 6 رجال عند دوار الطيارة في مدينة البوكمال، من دون معرفة التهم الموجهة إليهم إلى الآن أو هوية الرجال الستة. وقام التنظيم بإطلاق النار على الرجال الستة ومن ثم صلبهم.
وفي ريف البوكمال، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة استهدفت حاجزاً لـ “داعش” في قرية السويعية، وفق “المرصد، الذي أشار إلى معلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم.
وفي سياق منفصل، قال “المرصد” إن قيادات من تنظيم “الدولة الإسلامية” اجتمعت اليوم في قريتي جديد بكارة والدحلة في ريف دير الزور مع أهالي القريتين، وطلبت من مقاتلين سابقين قاتلوا التنظيم و”استتابوا”، حضور “دورة شرعية” لمدة شهرين، محذرةً المتخلفين عن الدورة أو الممتنعين عن حضورها، بـ “نفيهم إلى خارج أرض الخلافة”.
وفي هذا الإطار، أصدر تنظيم “داعش” قراراً يمنع بموجبه، حلق اللحية أو تشذيبها، كما منع لبس محابس الخطوبة والزواج، “من أجل عدم التشبه بالمسيحيين”، في حين قام التنظيم برجم امرأة حتى الموت وأعدم رجلاً وجلد اثنين.
يشار إلى أنَّ “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وثَّق في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، تنفيذ أول عملية معلنة من سلسلة لتطبيق “حد الرجم”، وذلك بحق رجل بتهمة “الزنا”، في سراقب من قبل فصائل إسلامية تابعة للمحكمة الشرعية في البلدة، بينها “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم “جند الأقصى”، وتم تطبيق “حد الرجم” حينها في مقر لحركة “إسلامية”، في أطراف بلدة سراقب، وسط تضارب المعلومات حول مصير المواطنة التي قيل أنه “زنا بها”.
اشتباكات في حي جمعية الزهراء غربي حلب
قصفت قوات النظام بلدة بيانون في ريف حلب، في حين تجددت الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب “الإسلامية” و”جبهة أنصار الدين” التي تضم “جيش المهاجرين” و”الأنصار” و”حركة فجر الشام الإسلامية” و”حركة شام الإسلام”من طرف، وقوات النظام مدعمة بـ “كتائب البعث” وعناصر من “حزب الله اللبناني” من طرف آخر، في حي جمعية الزهراء غربي حلب، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق سيطرة المقاتلين، وسقوط قذائف عدة أطلقها مقاتلو الكتائب على مناطق في حي جمعية الزهراء، من دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
قصف واشتباكات في مخيم اليرموك وحي جوبر
دارت بعد منتصف ليل الإثنين- الثلثاء اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب “الإسلامية” والكتائب المقاتلة من طرف آخر في مخيم اليرموك في دمشق، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق في اطراف المخيم، من دون انباء عن اصابات، في حين تدور منذ صباح اليوم اشتباكات عنيفة في حي جوبر الدمشقي بين قوات النظام مدعمة بقوات “الدفاع الوطني” و”حزب الله” من طرف، ومقاتلي الكتائب “الإسلامية” ومقاتلي “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، ترافق مع سقوط صواريخ اطلقتها قوات النظام على مناطق في الحي.
السيسي: “بوكو حرام” في ليبيا… ودول لا تريد التسوية في سورية
بكين – أ ش أ
كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلثاء أن جماعات “إرهابية” مثل حركة “بوكو حرام” النيجيرية تتدرب في ليبيا. ولافتاً في الشأن السوري إلى أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية لا تريد أن تصل الأزمة إلى تسوية، وذلك قبل بداية القمة مع نظيره الصيني شى جين بينغ الذي استقبل السيسي بمراسم رسمية في قاعة “الشعب الكبرى” في بكين.
وحذر السيسي في لقاء مع الوفد الإعلامي المصري الذي يقوم بتغطية زيارته الحالية للصين، من خطورة التهدايدات “الإرهابية” التي تواجهها دول المنطقة، ولاسيما في جنوب ليبيا، الأمر الذي لا يراه بعضهم بوضوح، حيث تجرى هناك تدريبات لعناصر من جماعات “إرهابية” لا سيما حركة “بوكو حرام” وغيرها. وشدّد السيسي على ضرورة أن تقوم مصر على قدميها لمواجهة هذه التهديدات.
وفي الشأن السوري، قال الرئيس السيسي إن مصر أحد أهم الدول التى لها صدقية وقبول إقليمي ودولي في ما يتعلق بهذه الأزمة التي تزداد تعقيداً، مشيراً إلى أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية تلعب في هذه الأزمة وليس لديها الإرادة للتسوية في الوقت الحالي، وبالتالي فإنه لا يمكن الإقدام على اتخاذ اجراء محدد، بالنظر الى التوازنات القائمة على الأرض.
وحول زيارة مبعوث أمير قطر الي مصر، اعتبر السيسي أنها مجرد نقطة انطلاق لتوجيه رسالة ترضية للمصريين.
وفي الشق الداخلي، قال السيسي إن من يحكم البلاد يستمر اربع سنوات فقط، ويمكن بعدها عدم انتخابه، ولكن البلد كانت في خراب على مدى ٣٠ عاماً، ولا تتحمل المزيد من عدم الاستقرار، مشدداً على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة على رغم عدم الرضا عن آدائها هو هدف استراتيجي.
“طريق الحرير” بين مصر والصين
وقبل بدء المحادثات الرسمية بين الجانبين المصرى والصيني، أكد السيسي ترحيب مصر بمبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي طرحها الرئيس الصيني مع مصر، لا سيما فيما يتعلق بإحياء طريق الحرير القديم.
وأبدى الرئيس الصيني بدوره ارتياحه للإهتمام الذي توليه مصر والسيسي لتطوير العلاقات وتشكيل وحدة خاصة بالعلاقات مع الصين برئاسة رئيس الوزراء المصري بعد توليه الحكم في مصر بأشهر قليلة. وشدد الرئيس الصيني في كلمته في بداية المباحثات على أن مصر لها وزن كبير في العالم العربي وأفريقيا، ولها نفوذ مهم لاسيما في الشرق الأوسط.
وفي سياق منفصل، دعا السيسي في اجتماع مع مجلس الأعمال المصري الصيني، المستثمرين الصينيين الى زيادة استثماراتهم في مصر، مؤكداً أن الدولة المصرية تقدم كل الدعم للمستثمرين الصينيين، لزيادة وتوسيع الاستثمارات.
ووعد السيسي بأن مصر ستكون ركيزة أساسية، في مبادرة الرئيس الصيني شى جين بينغ لإحياء “طريق الحرير”، قائلاً إن مشروع قناة السويس الجديدة سيكون له أهمية كبيرة فى هذه المبادرة (…) بفضل نفاذ مصر الى افريقيا وأوروبا والمنطقة العربية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن زيارة السيسي إلى الصين مهمة، وتم التحضير والإعداد لها منذ فترة لتكون متواكبة بطبيعة العلاقات المصرية الصينية التاريخية.
وقال شكري من بكين في مقابلة على قناة “سي بي سي” الفضائية مساء أمس الإثنين، إن سياسة مصر قائمة على التوازن في علاقاتها وتستخلص مصلحتها مع كل الدول وليس بمفهوم الحلف المناهض لأي توجه أخر، ولكن بمنظور استغلال العلاقات القائمة والتاريخية والاهتمام المشترك حتى يستفيد المواطن المصري من هذه العلاقات.
وعن برنامج السيسي خلال الزيارة، أكد شكري أنه سيلتقي برئيس الجمهورية الصيني ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الدولة، كما سيعقد لقاءات على المستوى العلمي برؤوساء الجامعات وشركات السياحة ومنتدى رجال الأعمال.
وأشار إلى أن مصر لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية التي هي أكبر شريك للصين، على حد قوله، لافتاً إلى أنه لا يتصور في الوقت الراهن ومع وجود ظاهرة العولمة والارتباط بين دول العالم أن يكون هذا الارتباط بالتنافس العسكري فقط، كما كان يحدث في الماضي ولكن في إطار التعاون الاقتصادي والتبادل الذى يحقق مصالح متبادلة لكل الدول.
وعن زيارة المبعوث القطري وإلى أين ستذهب العلاقات المصرية القطرية، قال شكري إنه منذ أن تولي السيسي لم تبادر مصر بأي سوء أو موقف أو تصريح معاد لأي من الدول العربية الشقيقة، بل تسعى دائماً للوئام والتضامن مع كل الدول ولكنها تنظر إلى الأقوال وتأخذها على محملها، وسوف نحضر للقمة العربية في آذار (مارس) المقبل وسوف نترجم هذه النيات الحسنة إلى سياسات ومواقف تكون داعمة على الأرض.
“هيئة التنسيق الوطنية” تُعلن عقد اجتماع لقوى المعارضة في القاهرة النظام يسمح بإيصال الأدوية إلى حلب و”داعش” يُعدم 4 من “المتشددين”
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أعلن رئيس “هيئة التنسيق الوطنية” السورية حسن عبد العظيم عزم قوى المعارضة السورية على عقد اجتماع في القاهرة في رعاية مصر وجامعة الدول العربية توصلا إلى بلورة رؤية موحدة لحل سياسي.وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة السورية وافقت على إرسال الأدوية والامدادات الجراحية إلى ثلاث مناطق كان عمال الاغاثة غير قادرين على دخولها بانتظام، بينها مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وأبلغت ممثلة المنظمة في سوريا اليزابيت هوف “رويترز” أن المناطق التي سمحت دمشق بدخول الامدادات إليها هي حلب ومنطقة المعضمية المحاصرة في دمشق والغوطة الشرقية خارج العاصمة، مشيرة الى أن القيود الأمنية الناجمة عن الحرب الأهلية هي كبرى العقبات أمام ارسال المساعدات.
لكن جميع أطراف الصراع منعوا أيضا مرور الأدوية عبر خطوط القتال خشية استخدامها في علاج مقاتلين معادين، الأمر الذي حرم المدنيين المساعدات الطبية الضرورية.
وقالت هوف: “كان لدينا بعض القيود في الماضي في مجال ارسال الإمدادات الجراحية والمحاقن لكن الوضع أفضل بكثير الآن”.
وتقول الأمم المتحدة إن 4،7 ملايين سوري يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، بينهم 241 ألفاً على الأقل لا تزال تحاصرهم القوات الحكومية أو قوات المعارضة.
وأضافت: “لدينا فعلاً وعود بارسال (المساعدات) إلى حلب والمناطق التي يصعب الوصول إليها حول حلب. سيحصل هذا الأمر في الأسبوع الجاري. وسنوصلها الأسبوع المقبل الى المعضمية المحاصرة منذ وقت بعيد”.
ويقول ناشطون سوريون في تلك المناطق إن الأمراض تنتشر بسبب تدهور وضع المرافق الصحية وحصار الحكومة ومنع المساعدات.
“هيئة التنسيق الوطنية”
وفي القاهرة، أعرب حسن عبد العظيم عن عزم المعارضة السورية على عقد اجتماع في القاهرة لقوى المعارضة السورية في رعاية مصر وجامعة الدول العربية لم يحدد موعدا له من أجل التوصل إلى بلورة رؤية موحدة لحل سياسي للازمة في سوريا.
وقال عقب اجتماع لوفد من “هيئة التنسيق الوطنية” مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة إن حل الأزمة السورية لم يعد حلا سوريا – سوريا، وإنما صار حلاً سوريا – عربياً – إقليمياً – دولياً. وأبدى أسفه لاستمرار القتال والعنف طوال أربع سنوات، مؤكدا انه لا سبيل لوقف هذه الأعمال إلا بحل سياسي يستند إلى نتائج مؤتمري “جنيف 1 “و”جنيف 2”. ولفت الى أن مصر بعد “ثورة 30 يونيو” تؤيد الحل السياسي في سوريا الذي يقوم على الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، موضحاً أن عناصر الحل السياسي التي تقترحها المعارضة هي إقناع النظام والضغط عليه والعمل على عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة والتي تكون متوازنة تمثل أطياف المعارضة من الداخل والخارج،والعمل على وقف القتال وإطلاق المعتقلين والأسرى، وكذلك تيسير إيصال المساعدات الإغاثية الإنسانية وتأليف هيئة حكم أو حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية تستطيع بموجبها أن تضع إعلانا دستوريا أومشروع دستور جديدا وقانون انتخابات نيابية وآخر للأحزاب على أن تجرى انتخابات نيابية ورئاسية تنقل سوريا من الوضع الحالي إلى دولة مدنية ديموقراطية والى نظام جمهوري تعددي.
وإذ لاحظ أن تحقيق عناصر هذا الحل السياسي تتطلب تضافر مواقف المعارضة السورية، خلص الى أنه “لهذا نعمل على عقد لقاء وطني في القاهرة يضم كل أطياف المعارضة بدعم من الدولة المصرية والجامعة العربية”.
أوتوكار مدرسي
في غضون ذلك، قتل اربعة اطفال على الاقل وأصيب عشرة اخرون بجروح في غارة شنتها طائرة حربية سورية واستهدفت أوتوكارا مدرسياً في شمال غرب البلاد.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له: “استشهد ما لا يقل عن اربعة اطفال وسقط ما لا يقل عن عشرة جرحى معظمهم دون سن العاشرة جراء غارة نفذتها طائرات النظام الحربية واستهدفت حافلة صغيرة تنقل تلاميذ في المرحلة الابتدائية”.
واضاف ان الحافلة استهدفت اثناء عودتها من مدرسة “من قرية جوباس الى بلدة سراقب” في محافظة ادلب التي يسيطر النظام على عاصمتها، فيما تسيطر “جبهة النصرة” على معظم مناطقها.
كذلك شنت طائرات النظام السوري “غارات عدة على مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في محيط المطار”. وقتل الاحد 20 عنصراً على الاقل من تنظيم “الدولة الاسلامية” في هجوم جديد شنه مقاتلو التنظيم على المطار.
اعدامات
على صعيد آخر، أعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” في شريط مصور اعتقال خلية مؤلفة من اربعة من عناصره يتحدثون اللغة التركية خططوا للانقلاب عليه و”زعزعة الامن” في مناطق سيطرته، وقدموا على انهم يتبنون افكاراً دينية اكثر تشددا من تلك التي يعتمدها هذا التنظيم المتطرف.
وقال احد عناصر التنظيم في شريط على مواقع تعنى باخبار الجماعات الجهادية، ان اعضاء الخلية خططوا “للخروج على دولة الخلاقة بالسلاح”، و”كان من شأنهم زعزعة الامن داخل الدولة الاسلامية تمهيدا لضربها من قبل الصليبيين والجيش الحر والنظام النصيري”، مشيرا الى ان “الجهد الامني للدولة الاسلامية” تمكن من اختراقهم.
وعرض التسجيل الذي جاء تحت عنوان “القبض على خلية من الغلاة خططت للخروج على دولة الخلافة” مقطعا صوتيا لاشخاص يتحدثون اللغة التركية بلكنة اقرب الى الآذرية، بدا كانه جرى تسجيله من دون علمهم. وقد تحدثوا فيه عن نيتهم حمل السلاح ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق المجاور.
وكانت صحيفة “الفايننشال تايمس” نشرت السبت ان تنظيم “الدولة الاسلامية” أعدم 100 من مقاتليه الاجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة.
روما: لا تنتظروا تفاهماً سعودياً ـــ إيرانياً.. وليتحرك جيشكم ضد الإرهاب
لبنان والزلزال السوري: ماذا تريد أوروبا؟
خليل حرب
كيف تنظر أوروبا إلى لبنان؟ ماذا يمثل بالنسبة إليها؟ هل هو دولة متوسطية جارة متلقية للمساعدات، أم انه أكثر أهمية من ذلك؟ دولة التجاذبات الإقليمية، أم مسرح التسويات لها؟ وماذا عن خطر الإرهاب ودور الجيش اللبناني والزلزال السوري؟
في روما، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، كانت الإجابات تشي ببعض مما لدى أوروبا تجاه لبنان، كدولة تعيش فراغًا سياسيًّا غير مقبول، وتمثل بالنسبة إلى الديبلوماسية الأوروبية، والإيطالية تحديدًا، «ساحة للتعايش» وحاجة ملحة للتفاعل الحضاري، كبديل عن زمن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، وهيمنة الأدوار الإقليمية للجنرالَين قاسم سليماني وحقان فيدان، والتناحر السعودي – الإيراني و «الحرب على الإرهاب».
يحاول مؤسس جماعة «سانت إيجيديو» الكاثوليكية أندريا ريكاردي اختزال الفكرة بالقول لـ «السفير»: «نحتاج إلى الدفاع عن لبنان، الدولة التي نحب.. وإذا كان سيدخل في أزمة، فإن مساحة للحرية في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط بشكل عام، ستلغى. أعتقد أن الواقع السياسي اللبناني يحتاج إلى إدراك الحالة الطارئة وتجاوز التكتيكات المقبولة عادة، لكنها خطرة الآن».
إلا أن أوروبا هذه لا تمتلك العصا السحرية، ولا الكلمة الفصل. هي تقر بذلك، وتعترف به بغصة واقعية. ولبنان هذا هش في ظل استمرار تفاعلات العاصفة السورية. ارتباطه بالغرب وجذوره القوية في العالم العربي، تضفي على موقعه حيوية أكبر، كما يرى الأوروبيون، لكن اللبنانيين لا يدركون تحديات هذا الموقع والدور، ومتطلباته، كسماحهم باستمرار فراغهم الرئاسي وافتقارهم إلى الإجماع حول جيشهم في مواجهة خطر الإرهاب الممتد لبنانيًّا وإقليميًّا.
يحب الإيطاليون التباهي بعلاقتهم الخاصة مع لبنان. يرون تماثلًا بينهم وبين الدياسبورا اللبنانية، في أسلوب حياتها ونجاحها في بلاد المهجر ونشاطها التجاري والمصرفي والعلاقة مع العالم الخارجي. يقول مصدر سياسي إيطالي لـ «السفير» إنه «ليس لنا ماضٍ استعماري في لبنان، ولا أجندة مخفية.. هذا جزء من حمضنا النووي في العلاقة مع لبنان. لكن مقاربتنا واحدة في لبنان كما في سوريا والعراق وليبيا وغيرها».
يوضح المصدر، في حديثه إلى «السفير»، أن «المقاربة الإيطالية تستند على فكرة اللامواجهة.. ندرك أن عوامل مالية وإيديولوجية تؤثر في مسارات المنطقة عندكم، وندرك أن رئاستنا الدورية للاتحاد الأوروبي، لا تعني امتلاكنا القرار الأوروبي، وأن اللاعبين في المنطقة كثر، ولهذا لا تحملونا مسؤولية امتداد النار السورية».
ويذهب المصدر الإيطالي في كلامه إلى «السفير» أبعد من ذلك. ينتقد الطبقة السياسية بكلام واضح. يقول بحزم: «لا يجب عليهم انتظار حصول تفاهم إيراني – سعودي لتحقيق تقدم في لبنان. نعتقد أنه لا يجب انتظار حل كل مشكلات المنطقة لتحقيق تقدم في لبنان، فالمشكلات يمكن التعامل معها تدريجيًّا. ولا يجب أن تتذرع هذه الطبقة السياسية بأن عدم وجود مثل هذا التفاهم يوفر عذرًا حتى يُمنَع الجيش اللبناني من التصرف بمسؤولية أكبر».
بأي معنى؟ يوضح المصدر ردًّا على السؤال: «ندعم الجيش ليقوم بدور أقوى في مواجهة خطر الإرهاب في لبنان وعلى حدوده، ونأمل خصوصا من القوى المسيحية أن تدعمه في ذلك».
من جهته، يقول ريكاردي ردًّا على سؤال بشأن ما إذا كان يشارك مخاوف اللبنانيين حول المخاطر الإقليمية الكبرى المحدقة بهم في ظل صعود القوى التكفيرية: «بالتأكيد إننا نواجه تفاقمًا في التطرف والعنف، ولبنان يبدو هشًّا، خصوصاً أيضا في ظل ما يجري في سوريا.. ولهذا نحتاج إلى رئيس قريبًا وحكومة قادرة على القيادة عبر عاصفة الشرق الأوسط».
وفي السياق ذاته، يقول المصدر الإيطالي: «مصلحتنا الأساسية باستقرار لبناني.. ولهذا لنا دور في قوات اليونيفيل في الجنوب، وندعم برامج تدريب أمنية وحكومية». وعلى المستوى اللبناني والإقليمي، فإن روما تعمل من أجل «الحفاظ على وحدة النظام السياسي وهوية الدولة وحدودها».
ويتابع المصدر: «من المؤسف ألا يتفق اللبنانيون على رئيس للجمهورية، وترك البلاد بلا رئيس كل هذه الفترة». وعما إذا كانت روما تؤيد خيارًا محددًا، قال المصدر: «لا نميل إلى مرشح محدد للرئاسة، ونحن نتحدث إلى الجميع، بما في ذلك حزب الله».
وكأن الايطاليين كغالبية الأوروبيين، تفاجئهم هذه اللامبالاة اللبنانية. يقول المصدر: «كل دول المنطقة خائفة من التطورات الإقليمية، ويفترض أن هذا الخوف من الإسلام المتطرف، أن يخلق نقطة لنشوء فرصة ما، لأشكال من التعاون بين القوى الداخلية والدول».
لروما مآخذها على «الحرب على الإرهاب». نقاط تحتاج إلى التصويب. حتى «حزب الله» يمكن أن يستنزف في هذه الحرب، يقول المصدر الإيطالي في سياق دفاعه عن ضرورة الجنوح إلى التسوية السياسية في سوريا. يقول: «من يريد أن يبقى حزب الله في تلك الحرب إلى ما لانهاية؟ الحل السياسي في سوريا، ولتكن بدايته في حلب أولًا، يمكن أن تمثل بارقة أمل حتى لأنصار الحزب بأن تلك الحرب يمكن أن تنتهي».
ويعتبر المصدر أن «القوة العسكرية في مواجهة الإرهاب لا تكفي وحدها. مشكلة داعش معقدة ومتداخلة. لا أريد التعليق عما هو من شأن الاستخبارات حول مسائل التنسيق أو التواصل المحتملة مع دمشق. خطر الإرهاب قائم، وهناك 50 شخصاً سافروا من إيطاليا وحدها للمشاركة في الجهاد في سوريا في صفوف داعش والنصرة وغيرهما.. بعضهم نقل عائلاته إلى الرقة».
ثم يكرر المسؤول: «ليس بالقوة العسكرية وحدها نواجه الخطر. لا العراق وحده ولا سوريا. هما جهة واحدة في الحرب التي يجب أن تتضمن أدوات أخرى غير الآلة العسكرية: في النواحي السياسية والديبلوماسية والثقافية والأمنية».
ومهما يكن، يعتبر الإيطاليون، أنه في خلال هذا المسار من «العمل الطويل المكثف ضد الإرهاب، يتحتم العمل من أجل نهاية سياسية، سواء في سوريا أو العراق. خطة حلب أولًا يمكن أن تساهم في الحرب على الإرهاب وداعش في العراق». ويضيف: «القوات الأرضية ليست كافية.. نحتاج إلى عمل سياسي موازٍ، لأن داعش ليس مشكلة سنية فقط، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن إلحاق الهزيمة به، سوى عبر السنة أنفسهم، طالما اعتبروا أن هذا التنظيم غريب عنهم ويخالف مصالحهم وهويتهم الحقيقية».
وإزاء هذا الطابع السني الذي يراه المصدر الإيطالي، فإنه لا يعتبر أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قادر على خوض هذه المعركة في العراق. ويوضح «الجنرال سليماني قادر على خوض هذه الحرب في بغداد وديالى وغيرهما، وبالقرب من الحدود مع إيران، لكن من يذهب إلى الأأنبار؟».
ومع ذلك، لا يعتبر المصدر الإيطالي أن هيمنة الأدوار الإقليمية التي يقوم بها كل من الجنرال سليماني والتركي حقان فيدان، لا خيارات بديلة عنها. يجدد التأكيد على أهمية المسارات السياسية لأزمات المنطقة. ويقول: «سئمنا من أدوار الجنرالات في المنطقة وتحكمهم بمصير العراقيين والسوريين.. لنعطِ العملَ السياسي فرصة».
في فترة العاصفة هذه، يراهن الأوروبيون على صمود فكرة «التعايش» في لبنان. تبدو الأمنيات ضربًا من الخيال. الوعي السياسي مصاب بالجفاف. والسياسيون يجترون أدوارهم في محيط مضطرب. لا أدوات أوروبية فاعلة تعدل في موازين المواجهة، أو تفرض وقائع قوية. الخيارات الضئيلة تنتج أفكارًا جزئية كما في حلب. المساعدات الأوروبية، تطبيقًا لاتفاق الشراكة مع لبنان، توفر إنعاشًا موقتًا، كما يرى محللون. «داعش وأخواته» تطرح خياراتها الفاقعة بدمويتها وجاهليتها. أوروبا تقول إنها تحارب من أجلنا أيضا، وتراهن بخفة على أمل. فكيف ننجو من العاصفة؟!
التلّي ينأى بنفسه عن «الفتنة الجهادية»:
عناصر «داعش» في القلمون ليسوا خوارج
عبد الله سليمان علي
مناخ «الفتنة الجهادية» يخيّم فوق القلمون، وبيانات الاتهام والتكفير تتراكم في أجوائه، منذرةً بشتاء ساخن وربما دموي.
ولم تكد تمضي ساعات على تسريب التسجيل الصوتي الذي أفتى فيه «الشرعي» الجديد لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» أبو الوليد المقدسي بتكفير «جبهة النصرة» حتى جاء الرد سريعاً من خلال تسريب رسالة ممهورة بتوقيع «أمير جبهة النصرة في القلمون» أبي مالك التلّي، يردّ فيها بشكل غير مباشر على المقدسي.
وعكست رسالة التلي، التي جاءت في شكل ردّ على أسئلة موجهة إليه من قبل أحدهم، حجم الضغوط التي تمارَس عليه، والتي ألزمته بتبني خطاب متوازن يقترب من نهج قيادة «جبهة النصرة»، من دون أن يثير حفيظة «الدولة الإسلامية». وإذ يؤكد ذلك عدم رغبة التلي بالانجرار وراء الداعين إلى قتال «داعش»، كما نصحه أبو ماريا القحطاني، غير أنه من جهة أخرى ينفي وجود أي احتمال لأن يقدم التلّي على مبايعة «داعش» تحت أي ظرف، كما كان يُتّهم.
ورفض التلّي، في رد على سؤال «هل الدولة الإسلامية كفار أم مسلمون؟»، تكفير «داعش» أو الحكم بردة أتباعه. ومع أنه استشهد بأقوال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني التي يصف فيها أتباع «الدولة الإسلامية» بأنهم «خوارج»، إلا أنه لم يتبنّ هذا الكلام، متخذاً موقفاً وسطاً، فهو من جهة يقول إن «ما ندين به أنهم إخواننا في الدين» ومن جهة أخرى يقول «لا نطلق صفة الخوارج على تنظيم الدولة بكافة عناصره»، أي أنه، وبعبارة أخرى، يعتقد أن بعض عناصر التنظيم يصدق عليهم وصف الخوارج وينبغي بالتالي دفع «صيالهم».
لكن التلّي حاول، في المقابل، التملص من الضغوط التي تمارس عليه للمباشرة في قتال «داعش»، بالقول إن فرعهم الموجود في القلمون لا تنطبق عليه مواصفات «الخوارج»، من دون أن يفسر كيف لا تنطبق عليهم هذه المواصفات بعد سماعه التكفير الواضح الذي أطلقه أبو محمد المقدسي.
غير أن التلي لم يغلق الأبواب كافة أمام احتمال قتال «داعش» بتأكيده أنه «ليس من منهجنا أن نبدأ بقتال أي مسلم من دون سبب»، ما يعني أنه في حال توافر الأسباب يغدو القتال ممكناً بل واجباً، مع استبعاده أن يكون «مجرد مناصرة الدولة سبباً كافياً لمحاصرتها وقتالها».
وفي الأحوال كافة لا يخلو هذا التأكيد من تهديد مبطن بأنه في حال تجاوزت تصرفات «الدولة في القلمون» الخطوط الحمراء فلن يكون بمقدوره التغاضي عنها، وعدم الاستماع إلى الأصوات التي تحرّضه على القتال.
وفي محاولة منه لنفي صحة الأسباب التي اعتمد عليها المقدسي لاتهام «جبهة النصرة» بالردة، أنكر التلي أن تكون «النصرة» قد تحالفت مع «المجلس العسكري في القلمون الشرقي»، مؤكداً أنه «اطلع على البيان، ولم يجد ذكر المجلس العسكري فيه»، وذلك رغم أنه ذكر أسماء الفصائل التي وقعت على هذا البيان، ومنها «تجمع أحمد العبدو». والمقصود البيان الذي اتفقت عليه بعض الفصائل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القلمون الشرقي، والتي تقود المعركة ضد «داعش» في المنطقة. فهل يُعقل أن التلي لا يعلم أن تجمع «أحمد العبدو» هو أحد تجليات «المجلس العسكري» في ريف دمشق، الذي يقوده بكر سالم السالم، وهل يكفي مجرد إنكاره بهذا الشكل للتغطية على مشاركة «جبهة النصرة» مع الفصائل الأخرى في قتال «داعش» في القلمون الشرقي وريف حمص الجنوبي؟
واستغرق التلي جزءاً كبيراً من رسالته للرد على مزاعم المقدسي بأن «مشروع جبهة النصرة يقتصر على النكاية بالأعداء، ولا يتضمن تمكيناً حقيقياً»، حيث حاول إثبات أن «النصرة» تسعى إلى التمكين، لكن بعد توافر شروطه وأسبابه، مشيراً إلى المواجهات مع جمال معروف في ريف إدلب وأن «جبهة النصرة» لم تقاتل معروف إلا بعد أن حققت التمكين اللازم في المنطقة.
وكان لافتاً أن التلي لم يُشِر من قريب أو بعيد إلى الموضوع الذي انتشر مؤخراً في الإعلام، وهو الإنذار الذي وجّهه «شرعيو داعش» إلى الفصائل، ومنها «جبهة النصرة»، بمبايعة التنظيم خلال مهلة قصيرة. كما أنه أغفل ذكر قادة الفصائل الذين اعتقلهم «الدولة الإسلامية» مؤخراً، ورأيه في هذا الاعتقال، وهو الأمر الذي كاد يؤجج نار الفتنة في القلمون، بحسب ما حذّر منه النشطاء آنذاك.
يُذكَر ان رسالة التلّي، سرّبت منذ مساء أمس الأول، عبر حساب على «تويتر» معروف بمناصرته لـ «جبهة النصرة». لكن الرسالة لم تؤخذ على محمل الجد، إلا بعدما قام حساب «مراسل القلمون» أمس بنشرها وتأكيد صدورها عن التلي.
وبالرغم من أن تسريبها بهذا الشكل قد أثار تساؤلات عن الغاية منه، وسط شكوك بأن الرسالة لم تكن مخصصة للنشر، إلا أن تبنيها في النهاية من قبل «مراسل القلمون» جعل هذه التساؤلات غير ذات جدوى.
وكانت «السفير» نشرت أمس مضمون التسجيل الصوتي لأبي الوليد المقدسي، والذي تضمّن تكفيراً واضحاً لـ «جبهة النصرة» واتهامها بالردة والخيانة.
اغتيال البطاط في قتال ضد «داعش» في ديالى
بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت ميليشيات «جيش المختار» الشيعية المدعومة ايرانيا، اغتيال قائدها واثق البطاط في منطقة العظيم بديالى.
وأكدت مصادر مقربة من ميليشيات جيش المختار و«الحشد الشعبي» ان البطاط قد تعرض إلى عملية اغتيال وصفتها «بالغادرة» أثناء مشاركته في العمليات العسكرية للميليشيات وتنظيمات «الحشد الشعبي» في ناحية العظيم ضمن محافظة ديالى شمال شرق العراق التي تشهد منذ أشهر معارك واسعة بين القوات الحكومية المدعومة بالميليشيات وبين عناصر تنظيم داعش وتنظيمات مسلحة أخرى معارضة للحكومة.
والبطاط هو قائد ميليشيات شيعية مسلحة أعلنت مرارا تبعيتها إلى إيران وقامت بعدة عمليات قصف بالصواريخ ضد معسكر الحرية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في بغداد، كما أعلن مسؤوليته عن قصف الأراضي السعودية والكويتية بالصواريخ دون وقوع خسائر.
ويعرف العراقيون دور البطاط في الحرب الطائفية من خلال عمليات قتل وتهجير للسنة في بغداد والمحافظات الأخرى. وقامت الحكومة العراقية باعتقاله لفترة قصيرة تجنبا للإحراج بعد مهاجمته أراضي السعودية والكويت وتهديده بمهاجمة باقي دول الخليج العربي، ولكنها أطلقت سراحه سريعا كونه محسوبا على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وإيران، حسب المصادر.
وكان البطاط قد أعلن عن تشكيل «جيش المختار» الداعم للمالكي والذي توعد بأن يكون من مهامه ملاحقة أعداء المالكي والبعثيين والقاعدة، وقد لعب ذلك الجيش دورا في ملاحقة وقتل أهل السنة في العديد من مناطق العراق. وكان يعلن مرارا أنه من أتباع المرشد الأعلى الإيراني، كما انخرطت ميليشيا البطاط في الحشد الشعبي الشيعي الذي تم تشكيله بموجب فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في حزيران/ يونيو الماضي لدعم القوات الحكومة في محاربة تنظيم داعش المتشدد.
وتشير معلومات مصادر مختلفة عن واثق البطاط أنه كان ضمن التنظيمات الشيعية المسلحة السرية المدعومة من إيران، والتي شاركت في أعمال عسكرية في الأهوار جنوب العراق ضد نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، وقد هرب إلى إيران لسنوات ثم جرى اعتقاله بعد عودته إلى العراق وصدرت بحقه أحكام بالإعدام ولكنه استفاد من العفو العام آنذاك وأطلق سراحه قبل الاحتلال الأمريكي للعراق 2003.
وبعد الاحتلال الأمريكي انضم البطاط لفترة ضمن عدة ميليشيات شيعية منها حزب الله – العراق وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر قبل أن يقرر تشكيل ميليشيا خاصة به أطلق عليها « جيش المختار».
مقتل 8 أشخاص في قصف للنظام السوري على الرقة
الرقة – الأناضول – لقي 8 أشخاص مصرعهم، وجرح 25 آخرين، في حصيلة أولية لـ 5 غارات شنتها طائرات النظام السوري الثلاثاء على وسط مدينة الرقة شرقي البلاد.
وتسبب القصف بدمار كبير في الأبنية والمحلات التجارية، لافتًا إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب قوة الغارات، فيما تلا الغارات قصف بالرشاشات الثقيلة، نفذتها الطائرات من علو منخفض.
وتتعرض مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” لقصف مكثف من قوات النظام منذ نحو شهر، ذهب ضحيته العشرات من سكان المدينة، وتسبب بدمار كبير في الأبنية السكنية والمحلات التجارية، تزامنًا مع ضربات يشنها التحالف على المدينة على مواقع يقول إنها تتبع “داعش”.
الحرب في سوريا دمرت والحقت الضرر بنحو 300 موقع اثري فيها
بيروت – (أ ف ب) – تعرض نحو 300 موقع اثري في سوريا للتدمير او النهب او اصيب باضرار منذ بداية النزاع الدامي في هذا البلد قبل حوالى اربع سنوات، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة في تقرير نشرته الثلاثاء.
وذكر التقرير الصادر عن معهد الامم المتحدة للتدريب والبحث ان اكثر المواقع تضررا في سوريا تقع في حلب (شمال)، ودمشق، وقلعة الحصن (حمص-وسط)، والرقة (شمال)، وتدمر (وسط).
وركز المعهد في بحثه هذا على 18 منطقة في سوريا، معتمدا بشكل خاص على صور الاقمار الاصطناعية، حيث تمكن من تحديد الاضرار في 290 موقعا اثريا مختلفا، اذ تعرض 24 منها للتدمير، و104 لاضرار جسيمة، و85 لاضرار متوسطة، و77 لاضرار مختلفة.
وراى المعهد الذي حصل على مواد التقرير عبر برنامج يونوسات المتخصص بتحليل صور الاقمار الاصطناعية ان “هذا التحليل هو بمثابة شهادة على خطورة الاضرار التي تصيب الاثار في سوريا”، داعيا الى “جهود وطنية ودولية لحماية هذه المواقع″.
ومن بين اكثر المواقع رمزية، والمدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، المدن القديمة في حلب وبصرى (جنوب) ودمشق، اضافة الى مئذنة الجامع الاموي في حلب، والمقابر في تدمر.
وقال مدير برنامج يونوسات اينار بيوجر “انه امر محزن بالنسبة الى سوريا وبالنسبة الى العالم. الانسانية تخسر (…) الاف السنين من تراثها”.
مقتل وإصابة 14 طفلا سوريا في قصف بطائرات النظام على حافلتهم في إدلب
دمشق تعلن إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية وتل أبيب تنفي
ريف ادلب ـ «القدس العربي» من محمد اقبال بلو: قتل أربعة أطفال وأصيب 10 آخرون جراء غارة نفذتها طائرات النظام الحربية استهدفت حافلة صغيرة تقل تلاميذ في المرحلة الابتدائية، عند مستشفى الإحسان بسراقب في محافظة إدلب .تم ذلك أثناء عودة التلاميذ من مدرستهم من قرية جوباس إلى بلدة سراقب.
وقالت مصادر طبية إن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان «استشهد ما لا يقل عن اربعة اطفال وسقط ما لا يقل عن عشرة جرحى معظمهم دون سن العاشرة جراء غارة نفذتها طائرات النظام الحربية استهدفت حافلة صغيرة تقل تلاميذ في المرحلة الابتدائية».
وأضاف أن الحافلة استهدفت أثناء عودتها من مدرسة «من قرية جوباس الى بلدة سراقب» في محافظة إدلب التي يسيطر النظام على عاصمتها، فيما تسيطر جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على معظم مناطقها.
في موازاة ذلك، نفذت طائرات النظام السوري «عدة غارات على مناطق في محيط مطار ابو الظهور العسكري، بالتزامن مع قصف قوات النظام لمناطق في محيط المطار.»
إلى ذلك أعلن مصدر عسكري سوري، في وقت متأخر من مساء الأحد، إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار فوق محافظة القنيطرة، جنوب غرب البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن المصدر، الذي لم تسمه، قوله إن الطائرة وهي من نوع «سكاي لارك1»، ومن طراز «روخيف شمايم» أسقطت قرب قرية «حضر» بالمحافظة.
كما نشرت الوكالة فيديو للطائرة، مشيرة إلى أنها «من صنع شركة البيت الإسرائيلية للإلكترونيات ويبلغ طولها 200سم، وعرضها 312 سم ومدى الطيران 20 كيلومترا وتتم قيادتها من محطة أرضية».
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، أن يكون لديه «علم بسقوط طائرة بدون طيار فوق منطقة القنيطرة ليلة أمس».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، نقلته إذاعة الجيش، إن «سقوط طائرة بدون طيار للجيش الإسرائيلي كما أشار الإعلام السوري حدث غير معروف لدى الجيش الإسرائيلي».
من جانبها، قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن» الحدث جاء لزج اسم إسرائيل في تنفيذ هجمات ضد أهداف سورية في المرحلة الأخيرة».
المعارضة السورية تتأهب لاقتحام مطار «أبو الظهور» العسكري في ريف إدلب
مقتل عشرين عنصرا من «داعش» في محيط مطار دير الزور
عواصم ـ وكالات: أكدت ابنة قائد جبهة ثوار أبو الظهور، حلا نسيم، ان فصائل المعارضة المسلحة تتأهب لاقتحام مطار أبو الظهور العسكري، الذي لا يزال تحت سيطرة قوات النظام، وذلك في أي لحظة، عقب انتهاء مهلة تسليمه المحددة من قبلهم.
جاء ذلك في تصريحات لها، أمس الاثنين، أفادت فيها بأن «مهلة تسليم المطار انتهت بعد أن كانت 24 ساعة، ومددت ثلاثة أيام، إلا أن عدم تسليم المطار، وانشقاق عدد كبير من الضباط والجنود، دفع فصائل المعارضة لاتخاد قرار بالتأهب للاقتحام في أي لحظة».
ولفتت إلى أن «فصائل المعارضة تستهدف يوميا المطار وتحقق فيه إصابات مباشرة، مقدرة أعداد جنود النظام المحاصرين بنحو 500 جندي، وأن قوات المعارضة تمنع طائرات للنظام من نوع يوشن من الهبوط فيها، وذلك باستهدافها، وهو ما فشلت به الليلة الماضية».
من ناحية أخرى، لفتت نسيم إلى أن «الفصائل المشاركة بالقتال هي جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام، إضافة إلى جبهة ثوار أبو الظهور، وأن طيران النظام يستهدف المناطق المجاورة للمطار، مما أسفر عن مقل أمرأة بقرية تل الطوفان»، مشددة على أن «الاقتحام سيكون في أي لحظة من الساعات التالية ليوم الاثنين»، على حد تعبيرها.
وكانت فصائل المعارضة قد حشدت عدداً كبيراً من الآليات الثقيلة حول المطار، الجمعة الماضية، وأعطت قوات النظام مهلة للانسحاب من المطار دون قتال بشرط تسليم أسلحتهم، فيما تداول ناشطون في المعارضة أنباء عن تخبط واختلاف في الآراء بين ضباط المطار.
ويعد مطار أبو الظهور، أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وثاني أهم مطار عسكري في سوريا، وتبلغ مساحته 8 كيلو مترات مربعة، وفيه 22 محطا لطائرات الميغ 21 وميغ 23، ويتبع إدارياً للواء 14 الموجود في حماة.
ويبلغ عدد جنود النظام في المطار 500 جندي، يتم إمدادهم بالحوامات. وقد توقف إقلاع الطائرات منه منذ حصاره، إلا أن القوات المتمركزة فيه، استمرت في قصف القرى المحيطة وتنفيذ عمليات تسلل، ما أجبر سكانها على النزوح وباتت تلك القرى خالية.
وتمكنت فصائل المعارضة الأسبوع الماضي من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام بريف إدلب، بعد معارك عنيفة استمرت 24 ساعة، وفي حال تمت السيطرة على مطار أبو الظهور، فإن وجود قوات النظام سيقتصر بعدها على معسكرات صغيرة سهلة الاقتحام، وهو ما ينذر باختفاء كامل لقوات النظام من ريف محافظة إدلب في المستقبل القريب.
إلى ذلك قتل عشرون عنصرا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في هجوم جديد شنه مقاتلو التنظيم الأحد على مطار دير الزور العسكري بشرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد أن «ما لا يقل عن 20 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية أحدهم يحمل الجنسية المغربية، لقوا مصرعهم في محيط مطار دير الزور العسكري اليوم»، موضحا ان «خمسة منهم قتلوا خلال الهجوم والسيطرة على البناء الأبيض الواقع في جنوب شرق مطار دير الزور العسكري والقريب من كتيبة الصواريخ، فيما قتل 11 جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام أثناء سيطرة التنظيم على البناء الأبيض وانسحاب قوات النظام منه، فيما قتل أربعة آخرون خلال انسحاب التنظيم من البناء».
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان عناصر الدولة الإسلامية «تمكنوا من الاستيلاء على كمية من الصواريخ المضادة للدروع».
وتمكنت القوات النظامية من صد هجوم على مطار دير الزور العسكري في الأسبوع الأول من كانون الأول/ديسمبر، بعد ان نجح تنظيم «الدولة الإسلامية» في اقتحامه والتقدم فيه.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا. وهو قاعدة عسكرية كبيرة.
لا وجود لتنظيم «القاعدة» في داريا في ريف دمشق التي استعصت على النظام لعامين
حازم صلاح
ريف دمشق ـ «القدس العربي» يحدها من الجهة الشمالية مطار المزة العسكري ومن فوقه جبل المعضمية ومقرات الفرقة الرابعة، ومن الجهة الشرقية أوتستراد المتحلق الجنوبي «طريق بيروت»، ومن الجهة الجنوبية أوتستراد درعا الدولي ومن الجهة الغربية صحنايا وأشرفية صحنايا ذات الغالبية الموالية للنظام، ومع كل هذا تتابع داريا المدينة المحاصرة صمودها ويرد مقاتلوها آخر حملات النظام عليها.
داريا تكاد تكون المدينة الوحيدة التي لا وجود لتنظيم القاعدة حتى اليوم فيها بفرعيه «النصرة» و «داعش»، وتستمر في صمودها رغم ما ألم بها من حصار وجوع وحملات شرسة، حيث تقاتل فيها فصائل من المدينة نفسها مع وجود لواء فيها من أبناء العاصمة دمشق.
أبو حمزة» ابن مدينة داريا يتحدث عن سبب ابتعاد أبناء المدينة وثوارها عن الأفكار المتشددة ورفضهم لها، رغم ان معظمهم من الملتزمين بالدين الإسلامي، ومنهم من يتبع لفصائل إسلامية، قائلا: «بحكم قرب مدينة داريا من العاصمة دمشق، فقد تأثرت المدينة بشكل مباشر بفكر الإسلام المحلي الدمشقي العريق، والذي يمتد لمئات السنين فكان هذا الفكر هو الحائل دون قيام تيارات متشددة أومتعصبة في المدينة، فهذه التيارات لا تجد لها بيئة في المدينة».
ويتابع أبو حمزة حديثه عن سبب صمود المدينة، بأنه «يقاتل داخلها فصيلان عسكريان فقط، يشكل كل منهما نصف القوى العسكرية وهما الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ولواء شهداء الإسلام، والمجلس المحلي له نشاط بارز وجيد جداً في المنطقة والعلاقة بين الفصائل وبين المجلس علاقة استراتيجية وتكاملية وعلاقة تفاهم وأخوة، وتوجد غرفة عمليات واحدة تنظم وتضبط العمل وذلك يظهر جلياً في جميع العمليات العسكرية على مدار السنتين السابقتين، حيث كان الفصيلان دائماً سويةً في العمليات من حيث الشهداء والجرحى والعملية الأخيرة دليل على ذلك».
وحول الخلافات في المدينة، قال إن: «الخلافات في المدينة كانت وما زالت حالة صحية وليست مرضية لأنها تكون من باب التسابق على المصلحة العامة وليست لمصالح شخصية، وعندما يظهر لأي طرف الحق ينصاع له الطرف الآخر».
كما تحدث المصدر عن خبرات قتالية عالية حار بها النظام الذي فقد أحدث دباباته في المدينة، مبينا أنه «في الأشهر الأولى للحملة كان يأتي مع جنود العدو خبراء تصنيع المدرعات وضباط متخصصون في حروب العصابات، ليقيموا أداء الثوار ويعالجوا مشكلة تدمير الدبابات وخاصة المحدثة منها».
يشار إلى أن الكثير من القنوات الروسية التلفزيونية دخلت المدينة وصورت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، كما ان كميرات هذه القنوات صورت هذه المعارك على دبابات النظام.
«جيش الأمة» عميل للنظام السوري ويحاربنا من الداخل
سلامي محمد
الغوطة الشرقية ـ «القدس العربي» اتهم جيش الإسلام أكبر الفصائل العسكرية للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية من ريف دمشق جيش الأمة المعارض أيضاً بـ «العمالة» لصالح النظام السوري، ومساندته من داخل الغوطــــة الشرقية المحاصرة ضد كتائب المعارضة. واتهم المتحدث العسكري الرسمي لجيش الإسلام النقيب عبد الرحمن الشامي، جيش الأمة بالعمالة، على خلفية المعارك العنيفة التي دارت بين الجانبين إبان استيلاء جيش الأمة على أحد المراكز التعليمية في مدينة دوما.
وأوضح حدة الخلافات تفاقمت بعد قيام عناصر من جيش الأمة بالاستيلاء على أحد المباني التعليمية التابعة لمديرية التربية في الغوطة الشرقية، وضرب العاملين فيه، وطردهم خارج البناء، واتخاذه مركزاً عسكرياً لهم، مما استوفى من القضاء الموحد العامل في الغوطة إصدار أوامره بطرد العناصر من المؤسسة التعليمية، وتكليف دورية عسكرية من جيش الإسلام بذلك، بعد رفض مقاتلي جيش الأمة الخروج من المكان طواعية.
وبدأت المواجهات بين الطرفين بحرب كلامية من عناصر «جيش الأمة» الذي يتزعمه أحمد طه ضد القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة، والتي يترأسها زهران علوش قائد جيش الإسلام، ومن ثم قيام عناصر جيش الأمة بفتح النار من بنادقهم الآلية ضد الدورية المرسلة لإجبارهم على مغادرة المكان، مما أدى إلى قتل أربعة عناصر على الفور من جيش الإسلام، وجرح عدد آخر من أفراد الدورية.
وقال النقيب «الشامي» نحن سنلتزم بسياسة «ضبط النفس» حيال مقتل أربعة من مقاتلينا على أيدي جيش الأمة، ونعول في أعمالنا على ما يصدر عن المجلس القضائي الموحد، ولن نبادر بالدخول في حرب داخلية مع جيش الأمة.
المواجهات بدورها لم تقتصر على المؤسسة الإعلامية فحسب بل تمددت إلى أرجاء مدينة دوما بريف دمشق، حيث أقدم عناصر جيش الأمة على مساندة مقاتليهم داخل البناء التعليمي، بالتهجم على المواقع العسكرية لجيش الإسلام في دوما، وإطلاق النار عليها، وإطلاق النار على أي عنصر من عناصر جيش الإسلام في المكان.
وأوضح المصدر: هذه لم تكن الحادثة الأولى من نوعها، فعمالة جيش الأمة لصالح نظام بشار الأسد ظهرت في حوادث سابقة، ففي خلال الشهر الفائت عند محاولة الجيش النظامي التقدم إلى داخل الغوطة الشرقية من جبهة «حوش الفارة»، قامت خلايا تتبع لجيش الأمة بإعاقة تقدم مقاتلي المعارضة إلى الخطوط القتالية الأمامية مع قوات جيش النظام، وجيش الأمة يساند النظام من داخل الغوطة الشرقية لتنفيذ مشاريعه، ويقف بمواجهة المعارضة المسلحة ضد أي مشروع فيها.
حيث ترافقت المعارك الدائرة اليوم بين جيشي الأمة والإسلام مع حملة عسكرية واسعة النطاق لجيش النظام امتدت من حي جوبر الدمشقي إلى محاور عسكرية واسعة في الغوطة الشرقية، رغم المعارك الداخلية بين كتائب المعارضة، إلا أنها نجحت في صد تقدم القوات النظامية من المحاور الخمسة، وقتل ما يزيد عن 20 عنصرا بينهم ضابط برتبة رائد وآخر برتبة ملازم أول، إضافة لتدمير دبابتين للنظام من طراز «ت-72»، وعربات دفع رباعي، واستعادة المعارضة المسلحة عدة نقاط عسكرية كانت قد خسرتها في وقت سابق.
والجدير بالذكر أن التشكيلين العسكريين يتبعان للمعارضة السورية المسلحة، ويعملان تحت مظلة عسكرية واحدة في الغوطة الشرقية، وهي «القيادة العسكرية الموحدة»، والتي يتولى زهران علوش زعامتها، وأبو محمد الفاتح قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام منصب نائب القائد العام فيها.
قصف على مدرستين بسوريا وقتلى بصفوف حزب الله
وثق ناشطون سوريون مقتل عشرة أشخاص -بينهم أطفال- وإصابة آخرين جراء قصف قوات النظام على مدرستين بريف إدلب وريف دمشق، كما أكد مراسل الجزيرة ظهر اليوم الثلاثاء سقوط قتلى وجرحى في غارات لقوات النظام على الرقة، بينما تمكن الثوار من قتل قادة في حزب الله اللبناني بريف دمشق.
وأفادت شبكة سوريا مباشر بأن الطيران التابع للنظام استهدف صباح اليوم الثلاثاء المدرسة الإعدادية الوحيدة في بلدة سفوهن بإدلب، حيث أسقط برميلا متفجرا عليها ليقتل ثلاثة مدرسين وطالبين، كما أصاب عدة مدنيين بجروح.
وأضافت الشبكة أن الطيران المروحي واصل إسقاط البراميل المتفجرة على مناطق مجاورة، فأصيب عدة أشخاص ببلدة كنصفرة، بينما لم تسجل إصابات في قرية تلعاس رغم أنه ألقى برميلين عليها.
وكان الطيران الحربي قد استهدف أمس الاثنين حافلة تقل أطفالا بعد خروجهم من مدرسة ابتدائية في مدينة سراقب بإدلب، ووثق ناشطون حينها مقتل أربعة أطفال على الفور، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.
غارات وضحايا
وفي قصف مماثل بريف دمشق، قال ناشطون إن خمسة أشخاص قتلوا وجرح أكثر من عشرين آخرين في قصف لطيران النظام على مدرسة بمدينة دوما في ريف دمشق، بينما أحصى الناشطون ثماني غارات شنها النظام على حي جوبر بدمشق.
وفي الأثناء، قال ناشطون إن ثلاثة من قياديي من حزب الله اللبناني وقائدا في مليشيا جيش الدفاع الوطني لقوا مصرعهم في عملية عسكرية ببلدة يبرود بريف دمشق.
كما ذكرت وكالة مسار برس أن كتائب المعارضة تصدت لمحاولة قوات النظام اقتحام قرية البياض قرب بلدة شبعا بريف دمشق، وأضافت الوكالة أن عناصر الأمن السوري شنوا حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق لإلزام الشباب بالخدمة العسكرية.
وفي خبر آخر، أكد مراسل الجزيرة ظهر اليوم الثلاثاء سقوط قتلى وجرحى في غارات لقوات النظام على الرقة، ولم يتضح بعد العدد الدقيق لحصيلة الضحايا.
مناطق أخرى
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصعيد القصف على مدن وقرى حماة، حيث سقطت عدة براميل متفجرة على مدينتي اللطامنة وكفرزيتا.
وفي درعا، قال اتحاد التنسيقيات إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينة بصر الحرير، كما ألقى أربعة براميل متفجرة على أحياء درعا البلد، أما شبكة شام فوثقت قصفا مماثلا على مدينة طفس وبلدة النعيمة.
وفي سياق آخر، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرية تل غزال ومخفر أبو قصايب إثر اشتباكات مع قوات حماية الشعب الكردية وجيش النظام جنوب مدينة القامشلي بريف الحسكة، وأكدت شبكة سوريا مباشر مقتل ضابط وعشرة من عناصر جيش النظام خلال العملية.
وذكرت الشبكة أن هناك حالة تخوف لدى أهالي مدينة القامشلي من تقدم مسلحي التنظيم واقتحام مدينتهم كما فعل بمدينة عين العرب (كوباني) قبل عدة شهور.
نظام الأسد يمنع الشبان من السفر ويقتادهم للجبهات
العربية.نت
بعد فترة من الاستقرار النسبي عاشتها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، عكس حال بقية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تعيش تحت وقع القصف العشوائي اليومي، بدأت الأحوال تتغير مع شنّ النظام حملة تجنيد إجبارية في مناطق سيطرته منذ 15 من أكتوبر الماضي.
وبحسب تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن النظام السوري قام بإعداد قوائم بأسماء المطلوبين للتجنيد الإجباري، ولقوات الاحتياط، وتم توزيعها على كافة مراكز التجنيد في المدن التي تقع تحت سيطرة النظام، وتعميم تلك الأسماء على كافة الحواجز العسكرية أيضاً.
وتأتي هذه العملية في إطار سعي النظام إلى تعويض النقص الكبير في القوات الحكومية من جهة، وفي الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه من جهة أخرى، وتحديداً تلك العراقية التي انسحب قسم كبير منها عائداً إلى العراق لمواجهة تنظيم داعش هناك.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن “ضباطاً في مراكز وشعب التجنيد ووزارة الدفاع والشرطة العسكرية وغيرها، حصلوا على مبالغ مالية طائلة مقابل عمليات الابتزاز أو الرشوة التي فرضوها على من يرغب بشطب اسمه من تلك القوائم”.
ففي حال رفض الشاب الالتحاق بصفوف الميليشيات المحلية (جيش الدفاع الوطني) في منطقته، يتم اقتياده للقتال على الجبهات.
نصف مليون شاب في قوائم التجنيد
وتضمنت قوائم التجنيد أعداداً كبيرة من الشبان السوريين، تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاماً، بحسب ما أفاد به من زاروا مراكز التجنيد واطلعوا على تلك القوائم من مختلف المحافظات السورية بحثاً عن أسمائهم.
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد الشبان المطلوبين في مجموع تلك القوائم بحوالي نصف مليون شاب، معظمهم من محافظة حماة ثم دمشق واللاذقية وطرطوس.
كما قامت القوات الحكومية بتوجيه أوامر للعديد من الأطباء للالتحاق بالخدمة الاحتياطية في المستشفيات العسكرية.
ولم تصدر السلطات السورية أي قرار رسمي بذلك، إلا أنها وزعت تلك القوائم، وبدأت بعمليات الدهم والاعتقال في العديد من المحافظات السورية تركزت في مدينة حماة ودمشق وجبلة واللاذقية، إضافة إلى الحواجز العسكرية التي قامت باعتقال عشرات الشبان الذين لا يحملون وثيقة تثبت تأجيلهم للخدمة العسكرية.
وقد أخضع النظام السوري الذين رفضوا الالتحاق إلى أساليب التعذيب، فيما سجلت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص حتى اللحظة بعد تعذيبهم، كما قتل البعض أثناء حملات الاقتحام والمداهمة.
المنع من السفر
وفي الوقت الذي أصبح فيه الشبان السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام مجبرين على الالتحاق بالقوات الحكومية، بدأ آلاف منهم بالهرب إلى تركيا في الفترة الأخيرة، إلا أن الإدارة العامة للهجرة والجوازات أصدرت أوائل الشهر الجاري قراراً ينص بعدم السماح للشبان دون سن الأربعين بالسفر على الإطلاق، حتى من أنهى منهم الخدمة العسكرية، إلا بعد حصولهم على موافقة من شعب التجنيد، وقد بدأت المعابر الحدودية الخاضعة لسيطرة النظام بتطبيق هذا القرار.
سوريا “تسمح بوصول” مساعدات طبية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة
قررت الحكومة السورية السماح بتوصيل إمدادات من الأدوية إلى مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة في محافظة حلب، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
وأوضحت إليزابيث هوف، المسؤولة في المنظمة، أن الحكومة السورية وعدت كذلك بالسماح بالوصول إلى حي المعضمية في العاصمة دمشق ومنطقة الغوطة الشرقية، خارج العاصمة.
وقالت هوف إنها تأمل في أن يجرى تسليم شحنات المساعدات إلى المناطق المتضررة في حلب بحلول الأسبوع المقبل.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت في وقت سابق إلى وقف إطلاق النار في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، للسماح بتوصيل المساعدات.
وأشارت هوف إلى إنه جرى التفاوض بشأن تلك المساعدات في اجتماعات رفيعة المستوى.
وأضافت “كان لدينا في الماضي بعض العقبات في توصيل المعدات الجراحية والحقن، لكن الوضع في الوقت الراهن أفضل بكثير.”
وذكرت المسؤولة أن شحنات المساعدات ستتضمن لقاحات إلى منطقة الغوطة الشرقية، التي ظلت مغلقة لفترة طويلة.
وتقدر الأمم المتحدة أعداد السوريين في المناطق التي يصعب الوصول إليها بنحو 4.7 ملايين شخص، بينهم 240 ألفا محاصرون إما من قبل القوات الحكومية أو مسلحي المعارضة.
ومنذ اندلاع الصراع في سوريا في عام 2011، لقي أكثر من 200 ألف شخص مصرعهم، فيما اضطر أكثر من تسعة ملايين للنزوح عن مساكنهم.
الامم المتحدة: الاقمار الصناعية تظهر تضرر 290 موقعا تراثيا سوريا من الحرب
بيروت (رويترز) – قال معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث يوم الثلاثاء إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر أن 290 موقعا تراثيا في سوريا تاريخها يمتد إلى فجر الحضارة تضررت من جراء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
والتراث الحضاري السوري يغطي ممالك عظمى في الشرق الأوسط وتعرضت مواقع ومباني تراثية في أنحاء البلاد مثل الجامع الأموي في حلب لعمليات نهب أو تضررت أو دمرت خلال الحرب المندلعة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وخلص معهد الأمم المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا إلى أن هناك 24 موقعا دمرت تماما و189 موقعا تضررت بشدة أو بدرجة متوسطة و77 موقعا ربما تكون تضررت.
وقال المعهد في تقرير جديد إن هذه “شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع.”
وأضاف “يجب تصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية هذه المناطق لإنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الهام للبشرية.”
وتسببت الاشتباكات بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة في إلحاق أضرار بمواقع ومبان تاريخية في أنحاء سوريا. وتتهدد عمليات السلب والنهب مقابر في بلدة تدمر في البادية السورية كما تضررت معابد رومانية.
ووثق تقرير معهد الأمم المتحدة الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بمواقع تراث حضاري منها مواقع تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة التراث العالمي ومعظمها في مدينة حلب بشمال سوريا.
واستخدم طرفا الصراع الحصون القديمة كقواعد عسكرية. ونشر الجيش السوري قناصته على سطح قلعة حلب وهي من أقدم وأكبر قلاع العالم.
كما سيطرت قوات المعارضة السورية على قلعة حصن الفرسان التي يرجع تاريخها إلى 900 عام. واستعادها جيش الأسد في مارس آذار لكن بعد قصف دام لأشهر.
وكشفت صور الأقمار الصناعية أيضا عن تعرض مواقع في الرقة ومدينة تدمر وعمرها ألف عام إلى أضرار كبيرة. وقال معهد الأمم المتحدة إن مدينة بصرى القديمة ومستوطنات مهجورة من الفترة البيزنطية في شمال سوريا تضررت أيضا.
كما دمر مقاتلون سنة متشددون مواقع قديمة يعتبرونها بدعة.
وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف السورية لرويترز العام الماضي إن عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي عشرة آلاف عام من التاريخ نقلت إلى مخازن متخصصة حتى لا تتعرض للنهب.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية التي بدأت في مارس آذار عام 2011 باحتجاجات شعبية ضد الأسد ثم تحولت إلى حرب أهلية بعد أن قمعت قواته الاحتجاجات بالعنف.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
صحفي فرنسي قريب من نظام بشار الاسد:العلويون في سوريا في مأزق
قال العسكري المتقاعد أبو رامي: “مات ابني رامي (26 عاماً) دفاعاً عن أرضه التي يريد إرهابيو داعش سرقتها منا. سنقاتل حتى الموت، ليس أمامنا خيار آخر، وإلا سنموت جميعاً”. إنه الانطباع السائد لدى الأقلية العلوية التي تعيش في القرى المبعثرة على الهضبة المطلة على الساحل المتوسطي. يرغب الإسلاميون الراديكاليون بالسيطرة على هذه المنطقة التي يسكنها أعداؤهم الأزليون.
تسيطر الأقلية العلوية (12 % من السكان) على قمة القوات الأمنية وبنسبة أكبر بكثير من عددها، الأمر الذي يؤجج انتقادات المعارضين. رامي هو أحد الشهداء الستة عشر في قرية بستان الباشا العلوية (2000 نسمة) التي تقع على بعد خمسة عشرة كيلومتراً شمال اللاذقية. هذه القرية هي معقل عائلة أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد. إن الثمن الواجب دفعه للدفاع عن النظام مرتفع سواء في هذه القرية أو في أي مكان آخر. هناك العشرات أو حتى المئات من القتلى في كل قرية بسبب المعارك، وتصل جثثهم بشكل شبه يومي إلى مطار اللاذقية والمستشفى العسكري القريب منه. أصبحت صور الشهيد تطغى على صور بشار الأسد في كل مكان بهذه المنطقة.
هل ماتوا دفاعاً عن النظام؟ أم عن منازلهم؟ إنه سؤال صعب في مجتمع تعلم إسكات أفكاره، ولكن الحرب الأهلية أطلقت الألسنة. قال أحد العسكريين في القرداحة: “هناك النظام، وهناك المؤسسات، أي المستشفيات والمدراس. تريد الدول الخارجية تدمير كل شيء، ولكنني أريد حماية منزلي وأرضي وأطفالي وبلدي. إن العلويين يحمون النظام قبل بشار، وربما بعده”. هذا هو ترتيب الأولويات الذي كرره أحد جيرانه في بستان الباشا. إنهم يدركون جيداً أنهم يدافعون عن السلطة التي تحميهم من انتقام داعش وبقية المتمردين الإسلاميين. ولكنهم يعرفون أيضاً أنه بعد أربع سنوات من التضحيات أصبح مصيرهم مرتبطاً جداً بالسلطة. إن العلويين في مأزق، ولا يريدوا العودة إلى هيمنة تجار البورجوزاية السنية الذين كانوا يُشغلون بناتهم في أعمال شبه عبودية خلال سنوات الستينيات. إن معنوياتهم متقلبة دوماً. قال الوزير العلوي السابق محمد سلمان الذي يعيش تحت المراقبة حالياً: “تظاهر بعض العلويين ضد السلطة في بداية الثورة، ثم تم اعتقالهم. ولكن مع أسلمة التمرد وعجز إدارته عن طمأنة الأقليات، أحس العلويون بالخوف من بعض الشعارات مثل: المسيحيون إلى بيروت والعلويون إلى التابوت”.
تسلل المتمردون ليلاً إلى العديد من القرى العلوية في شهر آب 2013، وقتلوا بوحشية حوالي مئتي شخص، أغلبهم من الكبار في السن غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم. إنها صدمة عنيفة لهذه القرى المعزولة التي تحميها قوات الدفاع الوطني. تأسست بعد هذه المأساة ميلشيا جديدة اسمها (صقور الصحراء) بتمويل من أحد رجال الأعمال في اللاذقية اسمه أيمن جابر. يرتدي رجال هذه الميليشيا الزي الأزرق ويحظون بتقدير أكبر بالمقارنة مع وقوات الدفاع الوطني التي تُتهم دوماً بالسرقة في المدن المختلطة مثل اللاذقية.index
إن توفير الطمأنينة للأقلية العلوية هو أحد الأهداف الأساسية للسلطة. في بستان الباشا، يدفع رامي مخلوف رواتب عناصر الميليشيات وتعويضات عائلات الشهداء ويرسل الطعام إلى الفقراء. قال أبو رامي: “أعطانا رامي مخلوف ألفي ليرة من أجل جنازة ابني، ويدفع لنا خمس عشرة ألف ليرة شهرياً”. لا أحد يدّعي أن رامي مخلوف يسعى إلى التوقف عن الأعمال السيئة. قال رجل أعمال لا يريد الكشف عن اسمه: “بدأ الناس يشعرون بالتقدير تجاه رامي مخلوف. عندما تدفعون، تكسبون القلوب. ولكن لا تعتقدوا أن جميع العلويين مثل رامي مخلوف، نحن فقراء! انظروا إلى قرانا”.
ينقسم المجتمع التقليدي العلوي إلى عشائر. لا تتسامح السلطة مع المعارضة داخل هذا المجتمع. تم اعتقال المعارض لؤي حسين في دمشق قبل شهر، واختفى عبد العزيز الخير قبل أكثر من سنتين. تظهر بعض الانتقادات السرية وراء الإجماع الظاهري. قال أحد سكان القرداحة: “عندما يذهب الكبار في السن لزيارة ضريح حافظ الأسد، إنهم يبكون أحياناً، ويصلون قائلين: كان من الممكن أن تكون الأمور معك مختلفة. لقد أدركوا أن بشار أدار الأزمة بشكل سيء”. احتج العلويون في حمص مؤخراً ضد المحافظ غير القادر برأيهم على حمايتهم. إن مراسيم الدفن في أغلب الأحيان هي مكان للاعتراضات الصامتة، وحتى من قبل المسؤولين السابقين في النظام مثل قائد القوات الخاصة خلال الثمانينيات اللواء علي حيدر الذي انتقد بشار الأسد خلال جنازة أحد الجنود الشباب في قريته بيت ياشوط من بين مئتي جندي قُتلوا منذ عام 2011.
قال رجل الأعمال الذي لم يرغب بذكر اسمه: “عاد أحد أقاربي المتطوعين في الجيش بإدلب بعد موت أخي. لم يتمكن من رؤية زوجته وأطفاله منذ ثلاثة أشهر. اضطر إلى تغيير سيارته ثلاث مرات، واللجوء إلى الحيلة. أخبرنا ببعض المعلومات الجديدة عن الجبهة. إن الجيش صامد، ولكن ينقصه الرجال، ولا يستطيع الحفاظ على المواقع التي يسيطر عليها. وصل قريب آخر لي من حلب التي يتمركز بها في أحد مواقع الحرس الجمهوري بالقرب من المطار، قال أن الأمور جيدة، ولكن الوضع صعب جداً في الشمال والشرق، واشتكى من أن قائده العسكري هو إيراني. ولكن الجميع يؤكدون بأنهم لن يتركوا البلد أبداً للإرهابيين، حتى ولو أن بعضهم سيطلبون محاسبة بشار”. قال أحد المعلمين السنة الذين يتواصلون مع جيرانه العلويين: “إذا عاد الهدوء يوماً ما، يجب على بشار أن يحذر من العلويين الذين سيطالبون ببعض التغييرات، ولاسيما ضد أولئك الذين اغتنوا من حوله، لأن العلويين هم الذين دفعوا ثمن بقائه”.
ما زالت الأقلية العلوية تتحمل الألم دون كلام على الرغم من الصعوبات، ويبدو أن احتمال حصول انقلاب دولة داخلي ما زال مستبعداً بعكس التوقعات المستمرة من قبل قادة المعارضة. لم تغادر إلا بعض العائلات القليلة من هذه المنطقة إلى لبنان، ويسود شعور عام في هذه المنطقة الجبلية بأنهم يعيشون اليوم استراحة مؤقتة. ساهم التقدم الذي حققه الجيش عام 2014، ولاسيما إغلاق المدخل الشمالي إلى المنطقة العلوية، في بعث الطمأنينة. قال المُعلم السني المشار إليه أعلاه: “لقد أدركوا أن الولايات المتحدة لا تريد مهاجمة النظام. وعندما يشاهدون الفوضى في ليبيا ومصر، يقولون لأنفسهم أن جاذبية الثورة تضاءلت لدى جيرانهم السنة المعتدلين”.
استقبلت المنطقة العلوية عشرات آلاف اللاجئين من حلب وحمص وحماة، وأغلبهم من السنة، الأمر الذي غيّر التوازنات السكانية. قال أحد الصحفيين في طرطوس هامساً: “ليس من المعتاد رؤية النساء اللواتي يرتدين الحجاب”. ما زال رجال الأعمال يستطيعون الذهاب إلى موسكو والسعودية بفضل مطار اللاذقية، وأعرب أحد الشباب المصرفيين عن سروره بأن الطريق إلى دمشق آمن، ويسمح له برؤية عائلته في العاصمة كل أسبوعين. على الرغم من ذلك، هناك قناعة لدى الكثيرين بأنه “لا يمكن ردم الهوة قبل عدة عقود” مع الإسلاميين السنة على الأقل. حصل العلويون على الأسلحة منذ بداية التمرد، وازدادت المراقبة على السنة. قال أحد عناصر قوات الدفاع الوطني: “إذا وصلت سلطة سنية راديكالية إلى دمشق يوماً ما، فإن العلويين سيواصلون الحرب انطلاقاً من جبالهم”، مشيراً إلى إقامة منشآت عسكرية استراتيجية بعيداً عن أعين الفضوليين في بعض القرى الجبلية. إنه لا يريد سماع أي حديث عن دولة للعلويين فقط في حال تدهور الوضع بالنسبة لبشار الأسد، ويقول: “نحن ضد تقسيم البلد. إن سورية ليست اللاذقية أو دمشق فقط، بل حلب وحمص ودرعا أيضاً”.
جورج مالبرونو
الفيغارو