أحداث الجمعة، 5 نيسان 2013
قصف «غير مسبوق» على حمص وتدريب إيراني لأنصار النظام
لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تعرضت أمس أحياء في حمص في وسط سورية إلى قصف جوي ومدفعي «غير مسبوق»، فيما حاولت قوات النظام استعادة السيطرة على بلدة تقع في محيط مطار حلب شمالاً. وسرت معلومات أمس عن إرسال النظام أنصاره إلى إيران لتلقي تدريبات على «حرب العصابات».
وشنت طائرات حربية أمس غارات جوية على أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة المحاصرة منذ حوالى تسعة أشهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط هذه الأحياء التي لا تزال في أيدي «الجيش الحر» ضمن محاولة النظام السيطرة على كامل المدينة. وأفادت المعارضة بأن تصعيد القصف الجوي كان «غير مسبوق» وأنه أدى إلى تدمير عشرات المنازل بحيث كانت حمص «تهتز بالكامل من شدة القصف».
وبثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش «دك أوكاراً للإرهابيين في حي باب هود» في المدينة، وأن وحدات أخرى من القوات المسلحة «استهدفت أوكاراً وتجمعات للإرهابيين في الضبعة والبويضة الشرقية وإبل وتلبيسة والرستن».
في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» من حمص بأن النظام يرسل مقاتلين من «الميليشيات» الموالية له إلى مكان سري في إيران لتلقي تدريبات على «حرب العصابات». وأجرت الوكالة مقابلات مع أربعة مقاتلين قالوا إنهم خضعوا لتدريبات في إيران، وإن أحدهم خضع لدورة قتالية لمدة أسبوعين.
لكن مسؤولاً أمنياً سورياً في حمص نفى للوكالة نفسها إرسال مقاتلين إلى إيران، قائلاً إن القوات النظامية السورية هي من يقوم بتدريبهم ولا داعي لإرسالهم إلى هناك. وزاد أنه منذ عام 2006 بدأ مقاتلون نظاميون الخضوع لتدريبات على «حرب العصابات».
وأعلنت المعارضة أمس أنها لا تزال تسيطر على مقام السيدة سكينة الشيعي في داريا قرب دمشق، بعدما أعلنت وسائل إعلام رسمية سيطرة الجيش عليه أول من أمس. وبثت المعارضة فيديو لمقاتلي «لواء شهداء الإسلام» قرب المقام. وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس، إن «وحدات من القوات المسلحة بسطت نفوذها الكامل على مقام السيدة سكينة ومحيطه في عملية نوعية».
ومع توارد معلومات من المعارضة المسلحة عن الاستعداد لـ «معركة دمشق» وتأكيد مسؤولي النظام أن الجيش سيدافع عن العاصمة «حتى اللحظة الأخيرة» وسقوط قذائف مورتر على أحياء في المدينة، سجلت حركة نزوح واسعة للمواطنين.
وقال رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي» بيتر ماورير أمس إن الوضع الإنساني في سورية يزداد سوءاً مع وجود «خراب ودمار» في بعض المناطق، لافتاً إلى «قيود» تفرضها الحكومة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.
وفي ثاني أكبر مدينة سورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن معارك عنيفة تواصلت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في قرية قرب مطار حلب التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها في شكل كامل.
سياسياً، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تبث كاملة اليوم مع قناة «أولوصال» التركية، إن الجامعة العربية «بحد ذاتها تحتاج إلى الشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية لا الشعوب العربية، وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها». وأضاف رداً على تسليم مقعد سورية في القمة العربية الأخيرة في الدوحة إلى «الائتلاف الوطني» المعارض، أن «كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة إلينا».
وشنت وسائل إعلام سورية رسمية هجوماً على الأردن بعد إعلان نيته في إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية تزامناً مع تحقيق المعارضة السورية مكاسب عسكرية في جنوب دمشق. وعلمت «الحياة» أن الأردن تشاور في موضوع المنطقة العازلة مع دول كبرى، في ضوء توقعاته بأن أكثر من نصف مليون سوري سيدخلون أراضيه قبل نهاية العام الحالي إذا استمر القتال في سورية.
واتهم التلفزيون السوري الأردن بأنه «يلعب بالنار» بعد «تسريبات» عن استقباله خبراء أميركيين لتدريب مقاتلي المعارضة على استخدام الأسلحة. وحذرت صحيفة «الثورة» الأردن من أنه «اقترب كثيراً من فوهة البركان».
في هذا الوقت وصلت طائرة روسية تنقل مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في الأردن على أن تليها طائرة أخرى بعد أسبوع.
المرصد السوري: اشتباكات عنيفة في داريا
بيروت – أ ف ب
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور في مدينة داريا جنوب غرب دمشق، والتي تحاول القوات النظامية السورية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وقال المرصد إن “اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة داريا، تزامناً مع قصف يطاول معضمية الشام المجاورة لها”.
وذكر المرصد أن “قذائف عدة سقطت على حي التضامن الواقع في جنوب دمشق، بعد ساعات من قصف صاروخي على مناطق في حي برزة”.
وتشهد دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام، تصاعداً في أعمال العنف على أطرافها في الشمال والشرق والجنوب، حيث توجد مراكز للمقاتلين المعارضين، إضافة إلى تكرار سقوط قذائف الهاون على وسطها.
وفي محافظة حلب تدور اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في الجزء الشرقي من حي الشيخ مقصود، بحسب المرصد.
ودارت اشتباكات منتصف ليل الخميس الجمعة “في محيط مطار حلب الدولي عند منتصف ليل الخميس الجمعة، ترافقت مع قصف بقذائف الهاون من الكتائب المقاتلة على حرم مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري”، بحسب المرصد.
كما أفاد المرصد أن “طائرة حربية نفذت غارة جوية على محيط الفرقة 17 في ريف الرقة” حيث تدور اشتباكات منذ أيام.
وقد أدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 126 شخصاً في مناطق سورية مختلفة.
لبنان: أهالي مخطوفي أعزاز يغلقون محالا لسوريين في الضاحية الجنوبية لبيروت
بيروت – “الوكالة الوطنية للإعلام”
أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، أن “أهالي المخطوفين اللبنانيين في اعزاز في سورية، “بدأوا بإقفال المحال التي يشغلها سوريون وقد انطلقوا من امام مدينة العباس في حي السلم في اتجاه السوق” في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولفتت إلى أن الاهالي عمدوا الى “لصق منشور على أبواب المحال التي عمد شاغلوها من السوريين الى اقفالها لمجرد معرفتهم بخطوة الاهالي، جاء فيه: بقرار من اهالي المخطوفين في اعزاز اقفلت هذه المحال الى حين عودة زوار الامام الرضا”.
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ عباس زغيب المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين في سوري، في اتصال مع الوكالة أن “هذه الخطوة لا تقتصر فقط على السوريين، وهذه هي الخطوة الاولى من تحركاتهم (الأهالي)”.
ورأى أن لـ “الاتراك الدور الاساسي في انهاء هذا الملف”.
تحذير سوري للأردن وتصعيد عسكري في ريف حلب
النازحون في الداخل إلى أربعة ملايين ومناطق تحولت “خراباً ودماراً”
وجه النظام السوري تحذيراً شديد اللهجة الى المملكة الاردنية، قائلا إنها “تلعب بالنار” بسماحها للولايات المتحدة ودول أخرى بتدريب قوات المعارضة وتسليحها على أراضيها، في موقف يعكس قلقاً من تصريحات أميركية وغربية بأن عمان تسهل نقل الاسلحة الى الثوار وتستضيف على أراضيها معسكرات تدريب منذ تشرين الاول من العام الماضي.
وبث التلفزيون السوري أن التسريبات في وسائل الاعلام الاميركية تظهر أن المملكة “لها يد في تدريب الارهابيين وتسهيل دخولهم الى سوريا”.
واتهمت صحيفة “الثورة” في صفحتها الاولى عمان بتبني سياسة “الغموض” من خلال تدريبها الثوار واصرارها في الوقت عينه على “حل سياسي” للأزمة السورية.
وتزامن التهديد السوري مع مكاسب حققها الثوار في جنوب البلاد قرب الحدود الاستراتيجية مع الاردن والتي قد تمهد لسيطرتهم على المنطقة الحدودية كلها، وجعلها نقطة انطلاق لشن هجمات على العاصمة دمشق.
درعا
وفي آخر المعارك التي شهدها جنوب سوريا، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، عن سيطرة الثوار على معظم منطقة الكرك في محافظة درعا بعد أيام من القتال، كما سجل اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين الواقعة على الطريق التي تربط عمان بالعاصمة دمشق.
كذلك، تحدث المرصد عن اشتباكات عند حاجز خارج مخيم للاجئين السوريين خارج مدينة درعا، وقال إن صواريخ سقطت خارج المخيم، من غير أن يذكر من أطلقها.
وعلى الجبهة الشمالية، سجل تصعيد عسكري كبير في ريف حلب، وتواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في قرية قرب مطار المدينة التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها تماما.
وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق ان القوات النظامية تمكنت من اقتحام قرية عزيزة المجاورة لمطار حلب الدولي والتي يسيطر عليها مسلحو المعارضة منذ اشهر.
وفيما تستمر المعارك داخل حلب مع عمليات كر وفر بين المجموعات المعارضة وقوات النظام، اعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان “قواتنا المسلحة الباسلة استطاعت فتح معظم الطرق المؤدية الى المدينة ومستمرة بملاحقة فلول المجموعات الارهابية”.
مجزرة
في غضون ذلك، تحدثت شبكة “شام” عن مجرزة نفذتها القوات السورية في بلدة عزيزة بريف حلب. وإذ قالت إنها أودت بـ 12 شخصا، نسبت قناة “الجزيرة” القطرية الفضائية الى ناشطين أن القوات السورية أعدمت بالرصاص نحو 20 شخصا في البلدة.
أربعة ملايين نازح
وفي الشأن الانساني، قالت مسؤولة الاتصال الاقليمية في المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين ريم السالم ان عدد النازحين داخل الاراضي السورية بلغ نحو أربعة ملايين، بينما كان الرقم الاخير المتداول في حدود مليونين ونصف مليون نازح.
ويضاف النازحون الاربعة ملايين داخل الاراضي السورية الى نحو مليون و200 الف لاجىء اجبروا على مغادرة بلدهم الى الدول المجاورة في كل من الاردن ولبنان وتركيا والعراق، استناداً الى المفوضة السامية.
وهذا يعني ان ربع السوريين البالغ عددهم نحو 22 مليوناً اجبروا على ترك منازلهم واللجوء الى أماكن أخرى داخل سوريا أو خارجها.
وبعد شهر وصفه ناشطون سوريون بأنه كان الاكثر دموية في تاريخ النزاع المستمر منذ سنتين، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الوضع الانساني في سوريا يزداد سوءا على نحو متسارع ، إذ تحول بعض المناطق “دماراً وخراباً”.
مصانع سوريا تهاجر أيضاً
سلام السعدي
فقراء السوريين ليسوا وحدهم من يفرون من جحيم الحرب في سوريا، بل إن رجال الأعمال والصناعيين السوريين هم على رأس الفارين، وهؤلاء لا يغادرون البلاد بأموالهم “الكاش” فحسب، وإنما بآلاتهم ومعداتهم، أي بمصانعهم كاملةً، ما ينذر بآثار اقتصادية واجتماعية مدمرة ومديدة. وفي حين بدت الحكومة السورية عاجزة عن منعهم من مغادرة البلاد، لم يبدو أنها عاجزة تماماً عن إيقاف “هجرة المصانع”.
بدأت ظاهرة هجرة رؤوس الأموال السائلة تغدو ملحوظة ومؤثرة مع دخول الثورة عامها الثاني، لكنها شهدت تسارعاً ملفتاً في الأشهر الأخيرة، وبدأت تأخذ طابعاً أعمق وأكثر تأثيراً حتى على المدى البعيد، من خلال تفكيك مئات المعامل السورية الكبرى ونقلها إلى خارج البلاد، ما دفع الحكومة السورية الأسبوع الفائت إلى إصدار قرار يمنع تصدير المعامل، إذ أضافت القطع التبديلية بما فيها المحركات المستعملة إلى قائمة المواد الممنوعة من التصدير.
وجاءت تحركات الحكومة السورية من دون أن تمس بحالة الإنكار التي يعيشها النظام وعنوانها “سوريا بخير”، إذ أنها وبالتزامن مع إجراءات وقوانين الحد من هجرة رأس المال، نفت على لسان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد محبك، صحة ما تداولته وسائل إعلام مصرية، حول تنفيذ رجال أعمال سوريين استثمارات ضخمة في مصر تقدر بعشرة مليارات دولار، وأشار محبك في تصريح سابق لوكالة “سانا” إلى أن “المبالغة في هذه الأرقام تعود إلى حملة إعلامية مصرية لخدمة الأوضاع المتردية للاقتصاد المصري”.
مع ذلك، تخلل حالة الإنكار تلك، شيء من التخبط وتضارب التصريحات، فإذ يؤكد رئيس “اتحاد غرف الصناعة السورية” المرتبطة بالنظام فارس الشهابي أن “نسبة المغادرين من رجال الأعمال لا تتعدى 20 في المئة”، تقدر مروة الايتوني عضو مجلس إدارة “غرفة صناعة دمشق وريفها” التي لا تقل عن سابقتها ولاءً للنظام النسبة بـ 70 في المئة، كما تنحوا التصريحات الرسمية لدول الجوار باتجاه التأكيد على أن نزيف رأس المال السوري كبير ويصب في اقتصادياتها.
وتوزعت رؤوس الأموال المغادرة على عدد من الدول، خصوصاً دول الجوار، وفي هذا السياق أعلن وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري حاتم صالح الأسبوع الفائت عن أن 80 مصنعاً سوريا قد انتقلوا إلى مصر، مشيرا إلى وجود 300 مصنع آخر في انتظار الحصول على الأراضي، وكانت وسائل الإعلام المصرية قد رصدت تأسيس 365 شركة استثمارية سورية في مصر حتى شهر تشرين الأول 2012، ويبدو مرجحاً، أن تكون هذه الأرقام قد تضاعفت اليوم.
أما في الأردن فقد احتلت الاستثمارات السورية المرتبة الثانية بعد الاستثمارات العراقية بمبلغ وقدره 17 مليون دينار، ليبلغ عدد المستثمرين السوريين 334 مستثمراً وبنسبة 18 في المئة من إجمالي المستثمرين الأجانب، كذلك هو الحال في الجزائر التي احتلت فيها الاستثمارات السورية المرتبة الثانية من حيث النشاط التجاري الأجنبي بعد فرنسا، أما لبنان، فقد شهد قدراً أقل من انتقال رؤوس الأموال السورية إليه، بسبب الأوضاع السياسية المضطربة، والخشية المتزايدة من تطاير حمم الصراع في سوريا لتطال استقراره الهش.
وكانت “هيئة الاستثمار السورية” قد كشفت عن تراجع عدد المشاريع القائمة في سورية بنسبة 75 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت، وإذا استثنينا بعض المدن التي لا يزال فيها القطاع الخاص الصناعي يحظى بشيء من الاستقرار، فإن ما يزيد عن 80 في المئة من هذا القطاع تركز في المدن المدمرة، وكان يوفر نحو 350 ألف فرصة عمل بحسب المسح الصناعي لعام 2010.
ليس بالأمر السهل، أن تهاجر مصانع بأكملها، ويجرد مئات آلاف العمال من وظائفهم، وأن يحدث كل ذلك في عام واحد، ما يعني أننا أمام تحول جوهري -بالمعنى الشديد السلبية للعبارة- في عمل الاقتصاد السوري، أكثر من ذلك، قد نكون أمام عملية تفكك وانحلال تزلزل أركان هذا الاقتصاد.
صراع السلطة داخل «الائتلاف» السوري المعارض: تجاذب قطري ـ سعودي والغلبة بخيارات طائفية
محمد بلوط
انتظار على جبهة المعارضة السورية، بعد لحظة الذروة بانتزاع «الائتلاف الوطني» مقعد سوريا لدى الجامعة العربية.
ولا تظهر المشاورات داخل «الائتلاف» استعجالا كبيرا للاندفاع نحو الخطوة التالية، بتشكيل «حكومة موقتة»، بعد أن جرى تعيين غسان هيتو «رئيسا» لها. ويصطدم التشكيل، الذي كان الأميركيون والقطريون، يرشحون له الأسماء بأولوية إعادة الهيكلة وتوسيع قاعدة التمثيل والشرعية، لتوزيع المناصب و«الوزارات» بطريقة أكثر توازنا. كما ينتظر توافقا قطريا – سعوديا على طريقة إدارة «حكومة» هيتو وطبيعة «الحكومة»: تكنوقراطية أم سياسية؟.
ووضع السعوديون في خدمة الأصوات السورية المعارضة كل إمكانياتهم الإعلامية والمادية، لكبح الانفراد القطري في التصرف بالمعارضة، إلى حد تشجيع واستقطاب وجوه علمانية وتوظيفها في العراك مع الدوحة. وكان الأميركيون طلبوا أيضا، في الأيام الأخيرة، التمهل في تشكيل «الحكومة»، بعد أن تحولت إلى قضية خلافية كبيرة بين التشكيلات السياسية والعسكرية للمعارضة السورية.
ولا ينجم الانتظار على جبهة التشكيل «الحكومي» من انعدام الإجابات عن كل تلك الأسئلة فحسب، فـ«الائتلاف» نفسه، الذي يعد مرجعية «الحكومة»، لن يكون قادرا على مواصلة عمله، في ما لو واصل القطريون إدارته بالطريقة الصدامية نفسها التي أداروا فيها، تنصيب غسان هيتو «رئيسا للوزراء»، وفرضه على المعارضة السورية، مع حلفائهم من جماعة الإخوان المسلمين. كما أن الكتلة التي تدعم تشكيل «الحكومة» بسرعة ووضع الشمال السوري تحت سيطرتها، لم تعد تمثل أكثر من تحالف أقلوي ثنائي، لكنه فعال، يضم «الإخوان» والدوحة. ويحظى القطريون مع كتلتي مصطفى الصباغ و«الإخوان» بما يقارب 40 صوتا، يشكلون أكثرية وازنة لفرض خريطة الطريق على «الائتلاف».
وتضم لائحة المعارضين جماعات متفرقة، أهمها «المجالس العسكرية الموحدة»، التي رفضت تعيين هيتو، وترفض المضي في تعيين أي «حكومة» قبل أن يتم توسيع «الائتلاف». ويقف في المعارضة رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب نفسه ونائبه رياض سيف، ومجموعة التسعة الذين جمدوا عضويتهم، ومنهم كمال اللبواني ووليد البني ومروان حاج رفاعي ومحمد العاصي الجربا. لكنها مجموعة تفتقد رؤية مشتركة.
وإذ يتمتع الخطيب بنبرة وطنية عالية، وقدر عال من «الاستقلالية» والتمرد على القطريين، إلى حد المطالبة بالحل التفاوضي وانتقاد تدخلهم في شؤون المعارضة، إلا انه لا يزال مترددا في ترجمة مواقفه والقطع مع «الائتلاف» و«الإخوان» والقطريين، وتحرير المعارضة من هيمنتهم، وبلورة تحالف مع أنصار الحل التفاوضي من معارضة الداخل.
كما تضم لائحة من القادمين الجدد تحت عناوين طائفية أو عرقية، لم يألفها الخطاب السياسي السوري. فخلال الأسابيع الماضية، جهدت أطراف كثيرة، غربية وعربية، في تجميع ممثلين للطوائف في مؤتمرات في القاهرة أو اسطنبول، تحت مسميات علوية أو مسيحية أو تركمانية، لضمها إلى «الائتلاف» تعزيزا لشرعيته.
يعبر التجميع الطائفي عن التصورات الغربية للحل في سوريا، وهي تصورات تفترض أن إسقاط النظام يمر عبر منازعة قاعدته من الأقليات وطمأنة الخائفين منها، بمنحها مقاعد في الصفوف الأولى لـ«الائتلاف»، من دون أن يعكس ذلك تحولات حقيقية على الأرض، على الأقل بالأحجام التي يجري الرهان عليها في وزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والأميركية. وكان المشرفون على الملف السوري في الخارجيات الثلاث يعتبرون منذ تكوينهم لـ«المجلس الوطني»، ضم الطوائف والأقليات إلى المعارضة، شرط تشريعها، وهو ما عبرت عنه بجلاء وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عندما نعت «المجلس الوطني» لإخفاقه في اجتذاب الأقليات.
ولا يملك المعارضون لهيمنة «الإخوان» وقطر سوى خطة اختراق «الائتلاف»، وإغراقه بكتلة معارضة جديدة من الأقليات والنساء والمجتمع المدني، والمراهنة على كرههم التكويني المفترض لجماعة «الإخوان» لوقف تقدمها، علما بأن «الإخوان» كانوا أول من بادر إلى «التقية» السياسية والتخفي خلف واجهات علمانية كبرهان غليون ومسيحية كجورج صبرا بترئيسهما «المجلس الوطني». وهكذا تقدم شعار توسيع «الائتلاف»، ورفع عدد أعضائه من ٦٦ حاليا إلى ١٠٠، على قضية تشكيل «الحكومة» كأحد تكتيكات من يحاولون احتواء «الإخوان»، والرد عليهم ومنعهم من وضع اليد سياسيا وإداريا على المناطق التي ستشرف عليها «الحكومة الموقتة»، وتحويلها إلى كيان «إخواني».
ويقول معارضون ان «الإخوان» لا يبالون بتقسيم الكيان السوري. وينسب معارضون إلى نائب المراقب العام للجماعة محمد فاروق طيفور موافقته على إقامة كيان في الشمال السوري، عاصمته حلب، وإدارة ما يمكن الحصول عليه، من دون انتظار الحسم العسكري في دمشق.
وبرر المعارض السوري ذلك بانزلاق الصراع من «ثورة» إلى صراع على السلطة. وقال معارض سوري ان اتجاهات في «الائتلاف» بدأت تتعايش مع احتمالات إدارة سوريا من قبل حكومتين أمدا غير محدد، وربما تقسيمها. وأعلن أن الخطر يكمن في انه سيكون من الصعب ربما إعادة توحيد الكيانات. ونقل المعارض السوري عن الخطيب اعتقاده أن الخطر ليس في التقسيم بين الشمال والجنوب السوري، لكن في امتناع بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة عن الخضوع لسلطة الحكومة الجديدة.
ويبدو شرط التوسيع قبل التشكيل طوق نجاة المعارضين لجماعة «الإخوان» داخل المعارضة بدائيا وبعيدا عن فهم أن بنية «الائتلاف»، إذا ما توسعت على أساس الاصطفاف الطائفي، لن تغير شيئا في وظيفته، لان من يحدد وظيفته هي الدول التي رعت تشكيله ولا تزال تموله ولن تغير أجندتها.
وتقول مصادر في المعارضة السورية ان الأسبوع المقبل سيشهد اجتماعات لخبراء الملف السوري في خارجيات مجموعة الـ١١ في «أصدقاء سوريا». وتضم المجموعة تركيا وقطر والسعودية ودولة الإمارات والأردن وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وايطاليا. وتنظر المجموعة في مستقبل «الائتلاف» وتشكيل «الحكومة» وتمويلها وعمليات التسليح الجارية.
وحذر المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن خطوات الاعتراف بـ«الائتلاف» ومحاولات تسليمه مقاعد سوريا في منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها ستؤدي إلى إفشال الحل السياسي. وقال ان «مزيدا من الخطوات باتجاه الاعتراف بالمعارضة السورية قد يؤدي الى تعنت النظام السوري الذي ما زال يملك القوة التسليحية الأكبر في مواجهة الثورة السورية، وهو ما سيفشل في النهاية الحل السياسي».
لا اتفاق بشأن دخول مفتشي أسلحة كيماوية لسوريا
الأمم المتحدة- (رويترز): جاء في رسالة لمبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية وسوريا لم تتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن المدى الذي سيسمح به لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم بأن مثل هذه الاسلحة استخدمت في الآونة الأخيرة في الصراع السوري.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي انها ستحقق في مزاعم الحكومة السورية بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيماوية في هجوم على مدينة حلب بشمال البلاد.
وتريد دول غربية إجراء تحقيق في مزاعم أخرى للمعارضة بأنه تم في مناسبتين استخدام هذه الأسلحة. وتقول المعارضة ان حكومة الرئيس بشار الأسد هي التي شنت هجمات الأسلحة الكيماوية الثلاث.
وقال دبلوماسي بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لرويترز طالبا عدم نشر اسمه “لا اتفاق بشأن دخول (المفتشين) حتى الآن”.
وأضاف “لن يتم نشر المفتشين الى أن يكون هناك اتفاق بشأن الدخول والترتيبات الأخرى”.
وحدث تبادل للرسائل بشأن دخول المحققين بين السفير السوري بشار الجعفري ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الاسلحة انجيلا كين وفقا لما ورد في رسالة من كين حصلت رويترز عليها يوم الخميس.
وجاء في الرسالة ان الجعفري كتب الى كين يوم الثلاثاء يقترح ادخال تعديلات على “المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين” للتحقيق.
وقال الجعفري مرارا إن المفتشين لا يحتاجون إلإ الى دخول محدود لمناطق لها علاقة بحادث حلب الذي تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه باطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيماوية قتل 26 شخصا.
وقال دبلوماسيون ان حكومة الأسد قالت ايضا انها تريد ان يكون لها رأي في الأشخاص الذين سيضمهم فريق التفتيش.
وردت كين على الجعفري بقولها ان الأمر متروك “للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وحده ليحدد تشكيل بعثة التحقيق التي يجب ان يكون لها حرية الحركة والدخول لإجراء تحقيق شامل وموضوعي”.
وأوضحت كين للجعفري انه رغم ان التركيز المبدئي للتحقيق سيكون حادث حلب فإنه توجد هجمات مزعومة اخرى باسلحة كيماوية يجب بحثها أيضا.
وكتبت “يجب ان نأخذ في اعتبارنا المزاعم الأخرى بأنه تم استخدام اسلحة كيماوية في اماكن اخرى بالبلاد”.
وكتبت فرنسا وبريطانيا الى بان الشهر الماضي تطالبه بأن يبحث أي تحقيق مزاعم المعارضة عن هجوم قرب دمشق وآخر في حمص في اواخر ديسمبر كانون الاول. ويلقي المعارضون باللوم على الحكومة السورية في تلك الحوادث وفي هجوم حلب أيضا.
وأغضب الطلب الفرنسي والبريطاني السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي اتهمهما بمحاولة “تأخير وربما اخراج” تحقيق الأمم المتحدة عن مساره.
وتنتقد روسيا نداءات الغرب ودول عربية لتخلي الأسد عن السلطة وعرقلت بالاشتراك مع الصين صدور ثلاث قرارات في مجلس الامن كانت تهدف الى الضغط على الأسد لإنهاء العنف. واختلفت موسكو مع الغرب بشأن الجانب الذي يجب ان يوجه اليه اللوم في المذابح والفظائع الأخرى في سوريا. ويقول دبلوماسيون غربيون ومسؤولون من الأمم المتحدة إن بان مصمم على التحقيق في جميع المزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية.
وكان بان قال انه يريد إرسال فريق التفتيش الذي سيرأسه العالم السويدي آكي سيلستورم إلى سوريا في أقرب وقت ممكن. ولم يرد ذكر لتاريخ ارسال فريق التفتيش في رسالة كين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو دل باي “تواصل الأمم المتحدة مناقشة محتوى الرسائل المتبادلة مع حكومة سوريا وتأمل التوصل قريبا إلى تفاهم متبادل”.
ولم يرد الجعفري على الفور على طلبات التعليق.
المفوضية العليا تقدر عدد النازحين داخل سوريا بأربعة ملايين
واشنطن- (ا ف ب): اعتبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أن عدد النازحين داخل الأراضي السورية بسبب النزاع القائم بلغ نحو أربعة ملايين فيما تطالب واشنطن بتسريع المساعدات الانسانية.
وقالت مسؤولة الاتصال الاقليمية في المفوضية ريم السالم في رسالة الكترونية إلى فرانس برس من بيروت ان الأرقام السابقة لبرنامج المساعدة الانسانية لسوريا “لم تعد تعكس الوضع المتغير بسرعة”.
واضافت في رسالتها الالكترونية “ان الامم المتحدة تعمل مع شركائها على اعادة النظر في الارقام والحلول الواجب تقديمها قبل نهاية السنة”، وقدرت بـ”نحو اربعة ملايين” عدد الاشخاص النازحين داخل الاراضي السورية منذ اندلاع النزاع في اذار/ مارس 2011.
ومن المتوقع أن يتم نشر هذا الرقم الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويضاف الأربعة ملايين نازح داخل الاراضي السورية إلى نحو مليون و200 الف لاجىء اجبروا على مغادرة بلدهم الى الدول المجاورة في كل من الاردن ولبنان وتركيا والعراق، حسب المفوضة العليا للاجئين.
وهذا يعني ان ربع السوريين البالغ عددهم نحو 22 مليونا اجبروا على ترك منازلهم واللجوء إلى اماكن اخرى داخل أو خارج سوريا.
ومن شأن حدة الأزمة أن تؤدي إلى قلة في موارد المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة ومنظمات انسانية ودول مانحة.
من جهتها قالت المسؤولة الامريكية لشؤون اللاجئين في وزارة الخارجية الاميركية كيلي كليمنتس “ليس العنف وحده هو الذي يدفع الناس إلى الهرب بل هناك ايضا تراجع مستوى المعيشة وانقطاع الخدمات العامة وعدم قدرة الاطفال على التوجه الى المدارس”.
وبسبب حدة المعارك تراجع عمل الاجهزة الصحية فيما اغلقت مدارس أو متاجر ابوابها ما ترك السوريين بدون موارد. ومن تمكن من النزوح قد رحل فيما اضطر كثيرون لتغيير اماكن اقامتهم مرتين او ثلاث مرات.
وقدمت الولايات المتحدة منذ عامين 385 مليون دولار كمساعدات انسانية الى سوريا بينها 216 مليونا للنازحين داخل سوريا عبر المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الاغذية العالمي.
وساهمت واشنطن مع برنامج الاغذية العالمي في تقديم الطحين لكي تتمكن الافران في حلب (شمال) من العمل ومساعدة بالتالي 210 الاف سوري على مدى خمسة اشهر.
وبالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين تقدم واشنطن ايضا خيما واغطية للنازحين وكذلك مساعدة طبية.
وقالت نانسي ليندبورغ من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) “بصراحة التحدي الاكبر امامنا هو التمكن من الوصول بشكل افضل” للنازحين لتقديم المساعدة.
ووعد المانحون خلال مؤتمر عقد في الكويت في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي بتقديم اكثر من مليار ونصف مليار دولار للاجئين والنازحين السوريين بينها 520 مليون دولار للسوريين النازحين داخل بلادهم.
الا ان نحو ثلث هذا المبلغ قدم حتى الان. وقالت كليمنتس “لقد تجاوزنا الاحتياجات التي كانت واردة في ذلك النداء لجمع الاموال”.
الجناح العسكري لحركة حماس يدرّب الجيش السوري الحر بالقرب من دمشق
لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (التايمز) الجمعة، أن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس يدرّب مقاتلي (الجيش السوري الحر)، في المناطق الخاضعة لسيطرته شرق العاصمة دمشق.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن كتائب عزب الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، تدرّب وحدات من (الجيش السوري الحر) في بلدات جرمانا، ويلدا، وببيلا، الخاضعة لسيطرة المتمردين في ريف دمشق.
وأضافت أن عناصر من الجناح العسكري لحركة حماس تشارك الآن في القتال إلى جانب مقاتلي المعارضة المسلحة في الحرب الدائرة بسوريا منذ أكثر من عامين.
ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي غربي وصفته بـ”البارز ومطلع على الصراع الدائر في سوريا”، قوله “إن كتائب عز الدين القسّام تدرب وحدات من المعارضة بالقرب من دمشق، وهي متخصصة وجيدة حقاً”.
واشارت، نقلاً عن مصادر أخرى، أن مستشاري حركة حماس “يستخدمون خبراتهم في بناء الأنفاق في قطاع غزة لتهريب الأسلحة والبضائع عبر قنوات تحت الأرض، لتمهيد الطريق أمام قوات المتمردين لشن هجوم في وسط دمشق”.
وقالت التايمز إن مصادر مطلعة أخرى أكدت أن مقاتلين من حركة حماس “يقاتلون بشكل فعلي إلى جانب المتمردين السوريين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق ومدينة حلب”.
واضافت أن حركة حماس، التي غادرت قيادتها دمشق في بداية الأزمة ومن بينهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل المقيم في قطر حالياً، أصرّت على أنها لا تملك أي مقاتلين في أي مكان داخل سوريا، وأن أحد عناصرها الذي قُتل في إدلب “ترك الحركة وانضم إلى المتمردين السوريين”.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر عربية، إن حركة حماس “قد تكون تشارك بالقتاس في سوريا بناءً على طلب القادة في قطر المؤيدين للمتمردين السوريين”.
تصعيد عسكري في حلب.. وتحذيرات من ازمة انسانية
الأسد: الجامعة بحاجة للشرعية وأوغلو قليل التربية
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قال الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، إن الجامعة العربية بحاجة للشرعية، ووصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنه لم يربَّ تربية صحيحة، وذلك في مقتطفات جديدة نشرها المكتب الإعلامي للرئاسة السورية من مقابلته مع قناة وصحيفة تركيتين يبث الجمعة، في وقت سجل تصعيد عسكري كبير في ريف حلب في شمال البلاد.
وقال الأسد في مقتطفات جديدة مع قناة ‘أولوصال’ وصحيفة ‘أيدنليك’ التركيتين نشرها المكتب الإعلامي للرئاسة السورية على صفحته الرسمية على موقع (فيسبوك)، إن ‘الجامعة العربية بحد ذاتها بحاجة لشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية.. وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها.’
وأضاف أن ‘الشرعية الحقيقية ليست من منظمات ولا مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى. الشرعية هي ما يعطيك إياها الشعب. عدا عن ذلك كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا’.
وفي ردّه على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنه يفضّل الاستقالة على مصافحة الأسد، قال الرئيس السوري ‘هذا الكلام ليس محل اهتمام.. ولا يُرد عليه أصلاً’.
وأضاف أنه ‘إذا لم يكن هناك من ربّاه تربية صحيحة في منزله، فأنا في منزلي تربّيت تربية صالحة. وإن لم يكن قد تعلّم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سورية تعلّمت الكثير من أخلاق الشعب السوري’.
واوضحت الصفحة ان المقابلة ستبث كاملة عبر صفحة رئاسة الجمهورية مساء الجمعة عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي (17.30 ت غ).
وفي وقت يستمر الجدل داخل الاتحاد الاوروبي حول تسليح المعارضة السورية ام عدمه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء انه تمت دعوة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب ورئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو ورئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس لزيارة لندن، حيث يعقد اجتماع لمجموعة الثماني الاسبوع المقبل، بهدف اجراء مشاورات في شأن الموضوع السوري.
الى ذلك اتهم المعارض السوري البارز كمال اللبواني حركة الإخوان المسلمين بلعب دور مخطط من الخارج في سبيل ‘احتواء زخم الربيع العربي وكبح عنفوانه’، متهما إياها بالسعي لمنع انتشار أفكار ‘تداول السلطة والشفافية والحكم المدني’.
وقال اللبواني في ورقة بعنوان ‘حركة الإخوان المسلمين، تاريخ ودور’، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منها إن ‘قيادات هذه الحركة التي فرت للخارج وتعايشت مع الأنظمة الغربية والعربية وصارت حليفة لنظامها الأمني والمالي تم استدعاؤها للقيام بدورها في احتواء زخم الربيع العربي وكبح عنفوانه’.
على الارض، تتواصل منذ يومين معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في قرية قرب مطار مدينة حلب (شمال) التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بشكل كامل، وقد تسببت بمقتل 22 شخصا على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان المرصد افاد في وقت سابق بان القوات النظامية تمكنت من اقتحام قرية عزيزة المجاورة لمطار حلب الدولي التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة منذ اشهر.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس ان الوضع الانساني في سورية يزداد سوءا وبشكل متسارع، حيث تحولت بعض المناطق إلى مسرح ‘للدمار والخراب’ وذلك بعد شهر وصفه ناشطون بأنه كان الاكثر دموية في تاريخ الصراع.
ومن جهتها افادت مسؤولة في المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بان عدد اللاجئين داخل الاراضي السورية بسبب النزاع القائم بلغ نحو اربعة ملايين، في حين ان الرقم الاخير الذي تم التداول به كان بحدود مليونين ونصف مليون لاجئ.
وقالت مسؤولة الاتصال الاقليمية في المفوضية ريم السالم في رسالة الكترونية الى فرانس برس ان الارقام السابقة لبرنامج المساعدة الانسانية لسورية ‘لم تعد تعكس الوضع المتغير بسرعة’.
وكشفت دراسة اجراها المركز الدولي للدراسات حول التطرف في كينغز كوليدج في لندن الاربعاء ان عدد الاوروبيين الذين انضموا الى المقاتلين المعارضين السوريين لمحاربة القوات النظامية قد يصل الى 600، مشيرا الى ‘ان بين 140 و600 اوروبي توجهوا الى سورية منذ بداية العام 2011’. كما قدرت الدراسة عدد المقاتلين الاجانب في سورية بما بين 2000 و5500.
حرب الاغتصاب مشكلة لسورية المستقبل… الناجون منها معذبون نفسيا ولن تنمحي آثارها الا بعد اجيال
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ من الصعب الحديث عن الحرب في سورية بدون الاشارة الى ما يمكن تسميتها بـ ‘حرب الاغتصاب’ التي تستخدم منذ البداية كسلاح للعقاب، والاستفزاز واجبار الخصم على الخنوع والاستسلام، وفي مجتمع مثل سورية، يعتبر الحديث فيه عن هذه الجرائم عيبا وعارا فالكثير ممن يتعرضون له يخجلون من الكشف عما طالهم من النظام او جماعات اجرامية اخرى.
وقد ربط الحديث عن الاغتصاب بفتاوى انتشرت منذ اندلاع الثورة السورية وكلها تدور حول ضرورة ‘ستر’ الحرائر ممن تعرضن للاغتصاب، وقد اسيء استخدام هذه الفتاوى من قبل الكثيرين خاصة عندما يتم استغلال اللاجئين في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري. وحفل العام الماضي بتقارير غربية وعربية عن اضطرار الاباء تزويج بناتهم القاصرات لسترهن لمن جاءوا بالمال والمهور الغالية.
والقصص التي تتعلق بالاغتصاب كثيرة، فهناك قصة شاب احضر الجيش السوري في خريف 2012 امه وخطيبته وجاراته الى السجن الذي كان يعتقل فيه وتم اغتصابهن الواحدة اثر الاخرى امام عينيه، وقد اصيب الشاب الذي كان قد انضم للجيش الحر حديثا بحالة نفسية وتعرض لجراح جراء التعذيب الذي مارسه عليه سجانوه. وتمثل حرب الاغتصاب خطرا على الشعب السوري كله لان المتأثر بها ليس فقط الضحية بل من حولها، كما وتخلق الحرب امة من الناجين من شرور الحرب يعيشون رضوضا نفسية طويلة الامد وتعمق الحقد لدى الناجين ممن انتهكت اعراضهم. وقد شرحت اثار الازمة النابعة من الاغتصاب، لورين وولف في تقرير لها نشرته في مجلة ‘اتلانتك’.
نساء تحت الحصار
وقالت الصحافية التي عملت في لجنة حماية الصحافيين الدولية وتعمل في مشروع ‘نساء تحت الحصار’ انها كانت في الامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) 2012 عندما صدم وزير الخارجية النرويجي ايسبين بارت ايد الحاضرين بقوله ان ما حدث في حرب البوسنة في نهاية القرن الماضي ‘يتكرر مرة اخرى الان في سورية’، وكان الوزير النرويجي يشير الى حالات الاغتصاب التي تعرضت لها النساء المسلمات في تلك الحرب من قبل الميليشيات الصربية.
وفي الوقت الذي تقول فيه الحائزة على جائزة نوبل جودي ويليامز والتي تترأس الحملة الدولية ضد الاغتصاب والعنف ضد الانثى في الصراعات ان الجميع يقولون في كل حرب ‘لن يحدث مرة اخرى’ الا انه في سورية، اعداد لا تحصى من النساء يجدن انفسهن في مواجهة حرب شنت على اجسادهن.. ونقف مرة اخرى ونحن نفرك ايدينا’.
وتشير وولف الى التقرير الذي اعده مركز الاعلام في مشروع ‘نساء تحت الحصار’ حيث تعاون مع خبراء في علم الوبائيات في جامعة كولومبيا، والجمعية الطبية السورية ـ الامريكية نشطاء سوريون وصحافيون وتم توثيق 162 قصة اغتصاب تعرض لها رجال ونساء في سورية وكيف انتهكوا وحدد الطرف الذي ارتكبها في بعض الاحيان.
وقد تم توزيع القصص التي جمعت منذ بداية الانتفاضة في اذار (مارس) 2012 الى 2013 الى مجموعة 226 حالة. وتم وضع علامة ‘لم يتم التأكد منها’على قصص على الرغم من ان مصادرها جاءت من الامم المتحدة او منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ ومن مؤسسات اعلامية مثل ‘بي بي س’، وهي مؤسسات ذات صدقية الا ان الفريق لم يكن قادرا بعد على التحقق منها وبشكل مستقل. وتشير المادة التي جمعها المشروع ان نسبة 80 بالمئة هن من الضحايا اللاتي تتراوح اعمارهن من 7- 46 عاما.
ومن هذه النسبة نسبة 85 بالمئة تعرضن للاغتصاب، و10 بالمئة تم الاعتداء عليهن جنسيا لمدة امتدت 24 ساعة بدون جماع. وبحسب المادة التي جمعها المشروع فنسبة الاغتصاب الجماعي وصلت الى 40 بالمئة في الحالات تحت الدراسة.
وتقول وولف انها زارت الشهر الماضي مدينة ميتشغان حيث التقت مع السوريين الذين يعيشون فيها ويعملون على مساعدة اخوانهم من خلال جمع التبرعات وتوفير الاحتياجات الانسانية للمراكز الطبية، والتقت مع طبيبة نفسية سورية معروفة، يسار قنواتي، وصفت فيها شهادة ثلاث اخوات زارتهن في مخيم للاجئين السوريين في الاردن.
واستمعت لواحدة منهن وهي تصف كيف داهم جنود النظام بيتهن في مدينة حمص وقاموا بتقييد الاب والابن وبعد ذلك اغتصبوا الاخوات الثلاث امام عيني الاب والابن. وبكت الاخوات الثلاث عندما وصفن سادية الجنود الذين لم يكتفوا بالجرم بل قاموا باطفاء عقائب السجائر في مكان الجماع ‘ المهبل’.
وقلن ان الجنود قالوا وهم يمارسون هذا العمل ‘تريدون الحرية.. هذه هي الحرية’. وسألت الباحثة النفسية واحدة من الاخوات الثلاث عن الطفل الذي كانت تحمله ان كان هذا ‘ابن سفاح’ ام لا لكنها غيرت الموضوع. وتصف الباحثة النفسية الوضع النفسي للاخوات الثلاث بأنه سيىء حيث يعشن رعبا وكوابيس ويعانين من رضوض ما بعد الازمة. ووجدت اختان عملا في عمان الآن، اما الثالثة فهي مشغولة بالطفل، ورفض الاخ الحديث للطبيبة. وتقول الصحافية ان هذه العائلة ستظل تعيش معها الحادثة لاجيال قادمة.
والرجال ايضا يغتصبون
ومع ان الرجال عادة ما يجبرون على مراقبة عملية اغتصاب بناتهم، شقيقاتهم او قريباتهم الا انهم ايضا ضحايا اغتصاب، فنسبتهم في المادة التي يملكها المشروع تصل الى 40 بالمئة، ونسبة 20 بالمئة هي اعتداءات على صبيان ورجال تتراوح اعمارهم ما بين 11 ـ 56 عاما.
ونصف التقارير هي عن عمليات اغتصاب، وربع الحالات تحدث فيها الضحايا عن اعتداءات وتحرشات جنسية بدون اللواط بهم. ومن بين الذين تعرضوا للاغتصاب فنسبة 16 بالمئة من الحالات تعرضوا لاغتصاب قام به اكثر من شخص عليهم. هذا عن الحالات اما عن المجرمين فتقول الدراسة ان غالبية الاعتداءات قام بها جنود في النظام او يعملون مع الحكومة في دمشق، فنسبة 60 بالمئة من الاعتداءات على الرجال والنساء قام بها افراد من القوات الحكومية ونسبة 17 بالمئة ارتكبها اعضاء الميليشيات المعروفة بـ ‘الشبيحة’. وعندما يتعلق الامر باغتصاب النساء فالقوات الحكومية ارتكبت نسبة 54 بالمئة، و20 بالمئة قام بها الشبيحة، و6 معا، الحكومة والشبيحة.
وبحسب الدراسة فنسبة حالات الاغتصاب التي يعتقد ان افرادا من الجيش الحر ارتكبوها لا تتجاوز الواحد بالمئة وهناك نسبة 15 بالمئة لا يعرف من ارتكبها. وعندما يتعلق الامر بالرجال فنسبة 90 بالمئة من الحالات ارتكبها جنود النظام، وهذا يفسر ان معظمها ارتكب في السجون ومراكز الاعتقال التابعة للحكومة. ومع ان اغتصاب السجناء والرجال منهم امر معروف وتستخدمه الاجهزة القمعية وقوات الاحتلال لكسر المعنويات واجبار المعتقل على الاعتراف ولو كذبا الا انه استخدم في الثورة السورية لتحطيم الروح وبطريقة ‘ابداعية’ حيث قام افراد من الجيش والشبيحة باغتصاب الرجل او اعضاء من عائلته في حضور بقية السجناء.
اسكات الضحية
ومشكلة البحث في ضحايا الاغتصاب ان الضحايا عادة ما يخرسن او يخرسون بطلق ناري، ومعهن/ معهم تذهب الكثير من الادلة، فنسبة 18 بالمئة من الحالات المتوفرة لدى مشروع ‘نساء تحت الحصار’ تشير الى قتل الضحايا بعد الاعتداء عليهن. وعملية التخلص من الضحية هو جزء من التغطية على الجاني، فمع ان الجناة يريد ان يعرف كل الحي قصة الاغتصاب الا انه لا يريد ان تبقى الضحية لتقول القصة.
ومن يقدر لهن الحياة فهن يعشن حياة غير طبيعية، والدراسة تظهر الاثار النفسية والجسدية التي تتركها الانتهاكات البشعة لروح وجسد الضحية، فمعظمهم يخرجن من الاعتداء بتوتر، قلق وكآبة نفسية ورضوض اخرى. ويضاف الى هذا الامراض الجسدية المزمنة التي يخلفها الاعتداء على الضحية، وما يزيد المأساة بشاعة هي حمل الفتاة المغتصبة بجنين الجاني حيث سجلت نسبة 2 بالمئة من هذه الحالات.
وينقل التقرير ما تقوم به يسار قنواتي وهي من اشهر الاخصائيين النفسيين في اطلانتا وتدير مركز الاستشاريين للتدخل العائلي هناك، حيث تقول قنواتي للعائلات ان الاغتصاب هو وسيلة يحاول من خلالها النظام تدمير حياتهم والرد عليه يجب ان يكون هو تخريب خططه اي النظام. لكن المشكلة ليست المرأة بل الرجل، فالضحية عندما تتحدث عن مأساتها فهي لا تتحدث مباشرة عن نفسها بل عن ‘جارة’ لها تعرضت لاغتصاب جماعي، وتقدم وصفا حافلا بالتفاصيل المؤلمة عما جرى لتلك ‘الجارة’ وتختم بالقول ان زوج الجارة قرر تركها، وهي بهذا تلمح عن زوجها الذي لم يحتمل ‘العار’ وهنا فالمرأة تصبح ضحية اكثر من مرة. ومن هنا فالخوف من العار وتشويه السمعة يجعل من تحديد مدى جريمة الجنس في الحرب السورية امرا متعذرا في الوقت الحالي، وهو ما تعترف به ايرين غالاغر المتخصصة في التحقيق في جرائم العنف الجسدي لمفوضية التحقيق في سورية التابعة للامم المتحدة والتي قابلت نساء في مخيمات اللاجئين في الاردن وتركيا وترى ان معرفة حجم الجرائم على جسد السوريات يحتاج الى وقت طويل وبناء ثقة ومدخل اكثر شمولية. وتنقل عن قنواتي قولها ان شقيقتها اخصائية الحمل والولادة اخبرتها عن حالات كثيرة من الاغتصاب تمت على البنات في الريف وانهاعالجت الكثيرات منهن في عيادتها بدمشق.
خاسرة في كل الحالات
ولان الضحية التي اغتصبت ستخسر اكثر مما ستربح لو تحدثت عن مأساتها فالقليل منهن تجد شجاعة في نفسها للحديث عن ما حصل لها، ولهذا تفضل الكثيرات حمل ‘العار’ معها والعيش في عزلة عن نفسها والعالم حولها. وتقول غالاغر ان وضع الحرب والتشرد يعقد مسألة البحث عن ضحايا الاغتصاب، فالضحية تعاني من اثار الانتهاك نفسيا وجسديا كما وتعاني من رفض المجتمع لها وبالاضافة الى ذلك تعاني من التشرد والعيش في مخيمات اللجوء مما يعني انها ستتردد بالحديث عما قاسته. في كل قصص الاغتصاب يتكرر الوصف، حرق الاعضاء الجنسية بالسجائر بعد الجريمة وعبارة ‘تريدون حرية .. هذا هو احسن نوع للحرية’.
في العام الماضي نشرت صحيفة ‘الحياة’ قصة لامرأة اسمها امل قالت فيها ان الشبيحة عروا بناتها امام اعينها، اغتصبوهن وقتلوهن بالسكاكين ‘وكانوا يصرخون تريدون حرية؟ هذا احسن نوع من الحرية’، ليس مصادفة، فالقاتل واحد والجاني معروف.
قوات الأسد تغتصب نساء سوريا ورجالها
عبدالاله مجيد
قالت منظمة أميركية حقوقية في دراسة لها إن قوات النظام السوري وشبيحته ارتكبت معظم حالات الاغتصاب بحق النساء في البلاد، وإن الذكور لم يسلموا من هذه الاعتداءات في السجون والمعتقلات.
لندن: قامت أعمال الاغتصاب بدور مدمّر في الحرب الأهلية المستعرة في سوريا منذ عامين. لكن البيانات الإحصائية عن سعة انتشار هذه الجريمة النكراء في غمرة النزاع كانت شحيحة وصعبة المنال. في مجهود طموح لجمع مثل هذه الأرقام، أشارت دراسة جديدة إلى أن قوات النظام السوري ترتكب غالبية أعمال العنف الجنسي في سوريا.
وأمضت منظمة “نساء تحت الحصار” وخبراء في علم الأمراض من جامعة كولومبيا في نيويورك والجمعية الطبية الأميركية ـ السورية وناشطون وصحافيون سوريون طيلة العام الماضي في توثيق ورصد أعمال العنف الجنسي في سوريا.
تعترف الأطراف، التي ساهمت في الدراسة، بأن بياناتها الإحصائية المستمدة أساسًا من تقارير إعلامية ومنظمات حقوقية غير كاملة، ولم يتسنَّ التحقق من صحتها، ولكن الأرقام ترسم صورة تستحق الاهتمام بشأن الجهة المسؤولة عن أعمال العنف الجنسي في سوريا ومعدلات حدوثها.
قوات النظام والشبيحة سويًا
من أهم ما توصلت إليه الدراسة هو عدد المسجل من حالات العنف الجنسي المنسوبة إلى قوات النظام. وبحسب الدراسة، فإن قوات النظام ارتكبت 56 في المئة من الاعتداءات الجنسية على النساء. ولكن النسبة تقرب من 80 في المئة إذا أُضيفت الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها شبيحة النظام.
في ما يتعلق بالذكور، الذين كانوا ضحايا 20 في المئة من الاعتداءات التي رصدتها منظمة “نساء تحت الحصار”، فإن الأرقام تصبح حتى أشد هولًا. إذ تبين الدراسة أن قوات النظام ارتكبت 90 في المئة من الاعتداءات الجنسية المبلَّغ عنها ضد رجال ربما بسبب الحقيقة الماثلة في أن غالبية هذه الاعتداءات تُرتكب في السجون والمعتقلات. ولم يرتكب أفراد الجيش السوري الحر إلا 1 في المئة من الاعتداءات الجنسية الموثقة.
تحدثت مديرة منظمة “نساء تحت الحصار” لورين وولف لمجلة فورين بولسي عن مغزى هذه الأرقام، قائلة “إن عدد تقاريرنا تضاعف مرتين تقريبًا منذ نشر إحصاءاتنا في تموز/يوليو، ولكن الأرقام ظلت ثابتة على نحو لافت. ويعتقد كبير خبرائنا في علم الأمراض من جامعة كولومبيا أننا على الطريق الصحيح، ولكن التحفظ الأساسي هو دائمًا في كوننا لا نتلقى إلا نسبة مما يجري”.
الجميع يغتصب
واعترفت وولف بأن جميع أطراف النزاع ترتكب أعمال اغتصاب، ولكنها شددت على أهمية التوقف عند السبب في “أن الكثير من المعلومات الواردة من سوريا تشير إلى أن غالبية مرتكبي هذه الأعمال هم من النظام”. وبحسب وولف، فإن عددًا من الأسباب يكمن وراء هذه المحصلة.
قيود على الصحافة
وفي حين أن المعارضة ثابرت على توثيق الفظائع وإبلاغ المنظمات الدولية ذات العلاقة بها، فإن النظام السوري فرض قيودًا على إمكانية وصول الصحافيين إلى أي معلومات تتعلق بالاعتداءات الجنسية.
وقالت وولف لمجلة فورين بولسي “إن العديد من أعمال الاغتصاب يُرتكب على ما يبدو في معتقلات النظام وعلى حواجز التفتيش وخلال غارات الجيش على المدن”. وأشارت إلى أن نسبة ما يُبلغ عن ارتكاب مقاتلي المعارضة لأعمال اغتصاب قد تكون أقل من الرقم الحقيقي.
أضافت وولف أن تفسيرًا آخر قد يكون وراء ذلك، إذ “من الجائز تمامًا أن قوات النظام في الحقيقة هي التي ترتكب غالبية أعمال العنف الجنسي”. وتبين دراسات سابقة حول العنف الجنسي في النزاعات أن القوات الحكومية هي التي ترتكب غالبية أعمال العنف الجنسي، ولعل هذا هو النمط الذي يتكرر في سوريا اليوم.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803528.html
أ. ف. ب.
منذ عام كامل، تستيقظ أم عمر فجر كل يوم لتجاهد على طريقتها في تحضير الطعام للمقاتلين المعارضين للنظام السوري، الذين يؤكدون أنها تجاهد تحت الثلج والمطر، وأحيانًا تحت وابل من القذائف.
ربيعة (سوريا): تؤدي ام عمر (35 عامًا) “الجهاد” على طريقتها في جبل التركمان في شمال سوريا، عن طريق تحضير كميات هائلة من الطعام يوميًا لمقاتلي المعارضة في المنطقة.
وتقول لوكالة فرانس برس وهي تخرج قطعًا صغيرة من البطاطا من قدر يغلي فيه الزيت على النار: “كل صباح، استيقظ قرابة الخامسة (2,00 تغ) من اجل تحضير الطعام لهم. لم اتخلف يومًا واحدًا منذ سنة تقريبًا”.
وامضت ام عمر كل فترة قبل الظهر وهي تقشر البطاطا وتقطعها.
ويقول اسعد، وهو مقاتل من جبل التركمان الواقع في محافظة اللاذقية (غرب) التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الاسد، “تحت الثلج، تحت المطر، واحيانًا تحت وابل من القذائف، لم تتوقف عن تحضير الطعام لنا”.
ويقول ابو خالد وهو قناص في احدى الكتائب المقاتلة، إنها “ام واخت لكل المقاتلين”.
ويتابع: “تبذل المستحيل لنحصل على كل ما نطلبه. طلب منها شاب يومًا أن تعد لنا الارز بالحليب، وبذلت مجهوداً جبارًا لتحصل على كل مكونات طبق الحلوى هذا، وفي اليوم التالي، اكلنا الارز بالحليب”.
ويتابع وهو يقدم لعدد من المقاتلين حصة من طبق البطاطا مع الارز الذي اعدته ام عمر “الذين لا يجرؤون على القول إنها تعد طعامًا افضل من طعام امهاتهم، يقولون على الاقل +إن الطعام يملك النكهة الطيبة نفسها لطعام امي+”.
وتشرح ام عمر أن “طعام المقاتلين طريقة لأشارك في الثورة. هذا يلهيني ويمنعني من الغرق في اليأس كلما شاهدت القصف والاذلال الذي نعانيه من النظام”.
وتنهي ام عمر كل جملها بعبارة: “الله يلعن بشار”.
وتوضح أنها كانت تقيم في مدينة اللاذقية قبل أن تقرر الانتقال الى الجبل للقيام بهذه المهمة.
ويسيطر المقاتلون المعارضون على كل جبل التركمان تقريبًا. والجبل محاذٍ لتركيا من جهة الشمال وللجبل العلوي من الجنوب.
ومنذ تسعة اشهر، تدور اشتباكات عند الاطراف الجنوبية، فيما يحاول مسلحو المعارضة التقدم من الجبل نحو مدينة اللاذقية الواقعة على بعد خمسين كيلومترًا تقريبًا.
وتتابع ام عمر “اقسمت أنني لن انزل من الجبل الا يوم يسقط الطاغية. عندها نعود منتصرين الى منازلنا”.
وتروي “في البداية، لم يفقه اولادي سبب قراري، لكنني شرحت لهم دوافعي. حتى ابو عمر (زوجها) بات الآن موافقًا على وجودي هنا”.
وتضيف وهي تنتقل من قدر الى آخر، هنا تضع بعض الملح وهناك تراقب النار، “في أي حال، القرار لي، انا افعل ما أريد”.
وتتمتع ام عمر بكثير من الحيوية. وتقول لفرانس برس “كل يوم، اؤدي الصلاة فجرًا، اتناول قهوتي وابدأ يومي. اقوم بزيارات الى الجيران، وكل عائلة تقدم لي شيئاً ما لاحضر الغداء. ثم اوزع الطعام الذي اعده على المقاتلين وعلى السكان في المحيط”.
في حديقة قريبة لعائلة تركمانية، تقوم ام عمر بقص النعناع والبقدونس والخس، قبل أن تعود الى “مطبخها”، وهو عبارة عن بضعة احجار من الاسمنت مكدسة الواحد فوق الآخر، وشادر مشدود على شكل خيمة..
وتشير الى أن المقاتلين المعارضين يزودونها بالمواد الاساسية لإعداد الطعام.
وترتدي ام عمر بدلاً من اللباس الابيض التقليدي للطباخين، بزة عسكرية حصلت عليها من المقاتلين. وتقول إنها، بعملها هذا، تقوم “بجهادها” على الارض.
وتضيف “في المنزل، كنت اطبخ على الغاز. هنا، تعلمت أن اطبخ على موقد من الخشب”.
ومن اجل اشعال النار، غالبًا ما تذهب الى غابة قريبة وتجمع القضبان الصغيرة من الاغصان اليابسة وتشعل النار.
وتتابع ضاحكة بحماس ظاهر “هذه الثورة جعلتني صلبة جدًا كالرجال”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803627.html
ثوار سوريا يفرضون قواعد جديدة لتغطية الصراع إعلاميًا
أشرف أبو جلالة
عقب مقتل واختطاف العديد من الصحافيين الأجانب على خلفية الصراع المشتعل في سوريا، بدأ الثوار يضعون قواعد جديدة لتغطية الصراع إعلاميًا، حيث باتوا يؤكدون أنهم يرغبون في حماية الصحافيين والتخلص كذلك ممن يعرفون بـ “سيّاح الحرب”.
أفادت صحيفة ذا دايلي بيست البريطانية بأن مسؤولي الجيش السوري الحر، أو على الأقل كتائب الثوار، التي تهيمن على المعبر الحدودي الرئيس بين سوريا وتركيا، بدأوا يضيفون إلى التحديات التي يواجهها الصحافيون في تغطياتهم هناك تحديات أخرى، حيث باتوا يطلبون منهم الاستعانة بمترجمين وسائقين يوفرهم الثوار لهم.
قال محمود محمود، الذي يشرف على مركز الثوار الإعلامي على الحدود، “أتى أحد الأشخاص إلى سوريا قبل 3 أسابيع، وقال ( يمكنكم أن تعتبروني سائحاً). وكان يريد الذهاب إلى حلب، لكننا منعناه، وربما أنقذناه بذلك من الخطف أو القتل من قبل أحد القناصة”.
مترجمون وسائقون للحماية
وذكر الثوار أيضاً أنه وبتزويد الصحافيين الأجانب بمترجمين وسائقين، فإنهم سيتمكنون من تقديم حماية أفضل للصحافيين الذين يذهبون إلى البلاد التي تمزقها الحرب، والعمل كذلك على منع دخول الأشخاص، الذين يعملون على مسؤوليتهم، ويفتقرون للخبرة.
مع هذا، شكك بعض المراسلين في تلك النوايا، التي أعلن عنها الثوار، وأوضحوا أن هذه محاولة لجمع أموال من الصحافيين و/ أو السيطرة على الطريقة التي تغطي من خلالها الصحافة الدولية الأحداث المشتعلة في البلاد منذ ما يقرب من عامين.
وقال مراسل أميركي منوط بتغطية الصراع، وسبق له أن عبر الحدود مرات عدة “أخبرني السائق السوري، الذي يعمل معي، أن المترجم الذي التحق بي أخيرًاً، وفقاً لطلب الثوار، يراقبني”.
من الجدير ذكره أن المدنيين، الذين يعيشون في المناطق التي تخضع لسيطرة الثوار في شمال سوريا، بدأوا ينتقدون الجيش السوري الحر بشكل متزايد خلال الأشهر الأخيرة.
مخاوف من تأثير النظام
وأشار المراسلون، الذين يغطون الأحداث هناك، إلى أنهم لاحظوا قيام الثوار بالعديد من المحاولات للحدّ من التغطيات غير المجاملة. وعبّر المراسلون في الوقت عينه عن تخوفهم من أن يصبح المترجمون المعيّنون من جانب الجيش السوري الحر بمثابة المرافقين، ومن ثم يتحكمون في الوصول إلى الأخبار التي يتم إعدادها وكتابتها.
وحتى إن لم يفرضوا رقابتهم بشكل مباشر، فإن الصحافيين يخشون من أن تزداد القيود على المدنيين في المناطق التي يتحكم فيها الثوار، ومن ثم لا يتمكنون من قول ما يريدونه للصحافيين بشأن الجيش السوري الحر في وجود السائقين والمترجمين التابعين له.
قال في هذا السياق مصوّر أوروبي رفض الكشف عن هويته: “أمن الصحافيين موضع شك كبير بالنسبة إليهم، وهو ما يجعلنا نشتبه في تلك التدابير الجديدة. وأنا أرى من وجهة نظري أن هذا الأمر متعلق بـ(البيزنس) أولاً، ثم فرض السيطرة على المعلومات”.
كما إن الصحافيين، الذين يكَوّنون في الغالب علاقات ثقة مع الذين يعملون معهم في مناطق الحروب، قلقون بشأن التعامل مع أناس لم يسبق لهم أن تعاملوا معهم من قبل.
خطر الميليشيات والخطف
ثم مضت الصحيفة تشدد على حقيقة الأخطار التي تحدق بالأشخاص الذين يقومون بتغطية الصراع السوري، وتزايد تلك المخاطر مع ظهور ميليشيات جهادية، مثل جبهة النصرة، وظهور تلك العصابات الإجرامية، التي ترتكز في نشاطاتها على عنصر الخطف.
وطبقاً لبيانات لجنة حماية الصحافيين، فإن ما لا يقلّ عن 32 صحافياً أجنبياً قد لاقوا حتفهم في سوريا منذ بدء الثورة عام 2011، ما جعل سوريا المكان الأكثر خطورة في العالم حالياً بالنسبة إلى الصحافيين.
وما زاد من حدة المخاطر التي يتعرّض لها الصحافيون الأجانب هو ما أعلن عنه رجل أعمال سوري داعم لنظام الأسد، ويقيم في الكويت، على محطة تلفزيونية كويتية، بأنه سيدفع 140 ألف دولار لمن ينجح في القبض على مراسلين أجانب، ويسلمهم إلى قوات الأمن الحكومية.
معظم الصحافيين الأجانب مستقلون
هذه هي الأخطار التي جعلت رؤساء التحرير أكثر حذراً في ما يتعلق بإرسال صحافيين للتغطية. ورفض شركات إعلامية قبول إيفادات وصور من مراسلين مستقلين، من منطلق أنها لا تريد تشجيع المخاطرة من جانب صحافيين أو مراسلين لا تعرفهم جيداً.
فيما أشار خافيير أسبينوسا، مراسل صحيفة الموندو الإسبانية، إلى أن هناك حسابات وتقديرات تفيد بأن 80 % من الصحافيين الذين يغطون الأحداث في سوريا مستقلون.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/803553.html
النظام يقصف دمشق بصواريخ بالستية
قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت حي برزة في دمشق بأكثر من 15 صاروخا بالستيا من طراز توشكا في تطور هو الثاني من نوعه منذ بدء الثورة السورية قبل أكثر من عامين. وأفاد الخبير العسكري العميد المتقاعد صفوة الزيات في حديث للجزيرة بأن هذا الصاروخ المعروف لدى حلف الناتو باسم سكاراب إس إس 21 من صنع روسي أنتج مطلع الستينيات وهو يحمل رأسا حربيا يزن نحو 500 كيلوغرام.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف بصواريخ توشكا أسفر عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال إلى جانب إحراق عدد من المباني السكنية، مشددة على أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها النظام صواريخ أرض أرض من هذا النوع في قصف دمشق منذ اندلاع الثورة حيث سبق أن أطلق صاروخا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وبث الناشطون صورا على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض إلا أن الجزيرة امتنعت عن بثها كما وردت بسبب بشاعتها.
ورأى الخبير العسكري صفوت الزيات في لجوء النظام إلى قصف هذا الحي بصواريخ توشكا تكرارا لما فعلته روسيا في غروزني عاصمة الشيشان عبر استخدام إستراتيجية الأرض المحروقة مؤكدا أن الهدف من القصف المدمر هو الحيلولة دون حصار الثوار لدمشق من جهة الشمال الغربي.
استعادة قرية
في هذه الأثناء قال الجيش الحر إنه استعاد سيطرته على قرية عزيزة في الجنوب وعلى منطقة جسر عسان بعد اشتباكات مع قوات النظام، التي انسحبت إلى قرية النيرب قرب مطار حلب الدولي.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت مدينة السفيرة بريف المحافظة، وعدة أحياء في مدينة حلب. من جانبه قصف الجيش الحر بقذائف الهاون مطار كويرس العسكري. كما شهد حي الشيخ مقصود داخل حلب اشتباكات بين الطرفين.
وفي دير الزور، قالت الهيئة العامة للثورة إن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح خمسة عشر آخرون، في استهداف حافلة كانت تقلهم من ريف دير الزور، قرب مدينة تدمر.
وأفادت الهيئة بأن قوات النظام ركزت قصفها على قرية الحسينية في ريف دير الزور، وأحياء الصناعة والحويقة والعمال في مدينة دير الزور، بينما قصف الجيش الحر بالهاون وصواريخ محلية الصنع مطار دير الزور العسكري الواقع في ريف دير الزور.
وفي ريف الرقة، قالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر تجددت في محيط الفرقة سبعة عشر، حيث يحاول الجيش الحر السيطرة على الفرقة التي يحاصرها منذ أسابيع عدة.
حصيلة أمس
أما عن حصيلة الضحايا في مختلف أنحاء سوريا ليوم أمس الخميس فقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددهم وصل إلى نحو 150.
وذكر المرصد أن 84 منهم قتلوا جراء القصف والاشتباكات في محافظات دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة والحسكة.
وأضاف أن ما لا يقل عن 29 من القوات النظامية بينهم ضابط قتلوا خلال اشتباكات واستهداف آليات في عدة محافظات منها دمشق وريفها وحماة وحمص وحلب ودرعا والحسكة.
وأوضح أن 16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة مجهولي الهوية سقطوا قتلى خلال اشتباكات مع القوات النظامية في عدة محافظات.
دمشق تعارض تفتيشا شاملا بشأن الكيمياوي
أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أنه لم يتم بعد اتفاق بشأن دخول مفتشى الأسلحة الكيمياوية الدوليين إلى سوريا، وسط معارضة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحفظ على المدى الذي سيباشر فيه فريق التحقيق مهامه، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رغبة المنظمة في التفيتش بشأن كل التقارير.
وتريد دول غربية إجراء تحقيق في تقارير للمعارضة بشأن استخدام الأسلحة في واقعتين، وتحمل المعارضة النظام المسؤولية عن شن هذه الهجمات، في حين قالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إنها ستحقق في مزاعم النظام السوري بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيمياوية في هجوم على مدينة حلب بشمالي البلاد.
غير أن دبلوماسيا بالمنظمة الدولية صرح لوكالة رويترز بأنه لم يحرز اتفاق حتى الآن بشأن دخول المفتشين بسبب معارضة النظام السوري بشأن المدى الذي سيباشر فيه فريق التفتيش مهامه.
وأضاف أنه لن يتم نشر المفتشين إلى أن يكون هناك اتفاق بشأن الدخول والترتيبات الأخرى.
واقترح ممثل سوريا بالأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة إلى رئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كين بإدخال تعديلات على المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين.
ويصر المبعوث السوري على أنه يجب قصر دخول المفتشين على مناطق لها علاقة بهجوم في حلب تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه بإطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيمياوية قتل 26 شخصا.
كما أكدت دمشق أيضا أنه يجب أن يكون لها رأي في الأشخاص الذين سيضمهم فريق التفتيش.
وردا على رسالة الجعفري أكدت كين أن الأمر متروك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليقرر وحده تشكيل بعثة التحقيق “التي يجب أن يكون لها حرية الحركة والدخول لإجراء تحقيق شامل وموضوعي”، وتغطية كل المناطق التي يشتبه في وقوع هجمات بالأسلحة الكيميائية فيها.
وكتبت فرنسا وبريطانيا إلى بان الشهر الماضي تطالبه بأن يبحث أي تحقيقٍ مزاعمَ المعارضة عن هجوم قرب دمشق وآخر في حمص في أواخر ديسمبر/كانون الأول ويلقي المعارضون باللوم على الحكومة السورية في تلك الحوادث وفي هجوم حلب أيضا.
وقوبل الطلب الفرنسي البريطاني بمعارضة من روسيا التي اتهمت الدولتين بمحاولة تأخير وربما إخراج تحقيق الأمم المتحدة عن مساره.
ويؤكد دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أمميون أن بان مصمم على التحقيق في جميع المزاعم عن استخدام أسلحة كيمياوية.
الجزيرة تستنكر تهديد صحفييها بسوريا
عبرت شبكة الجزيرة الإعلامية عن استهجانها ورفضها للتهديدات التي صدرت مؤخراً من أشخاص مؤيدين للنظام السوري ضد مذيعين ومراسلين في قناة الجزيرة، وفي قنوات عربية أخرى.
وقالت الشبكة إنها تعلم “أن الهدف من هذه التهديدات هو التأثير على معالجتها المهنية للأحداث في سوريا وغيرها من مناطق النزاع” و “تؤكد تمسكها بخطها التحريري المهني، القائم على نقل الأحداث بموضوعية ودقة، وإفساح المجال للرأي والرأي الآخر”.
وقال إبراهيم هلال مدير الأخبار في قناة الجزيرة “إن الجزيرة ملتزمة بمنهج موضوعي ومنصف في نقل الأخبار، ومن يعتبر أن ما نقدمه لا يعكس وجهة نظره لا يملك الحق في إطلاق التهديدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى”.
وأضاف هلال “أن تعرض بعض موظفينا لرسائل التهديد والكراهية أمر يثير الاشمئزاز، ولا مكان له في أي مجتمع يؤمن بالتعددية”.
و أكدت شبكة الجزيرة “أنها بدأت في إجراءات الملاحقة القضائية لمن أطلقوا هذه التهديدات، ولن تتوانى في حماية صحفييها بشتى السبل المشروعة، من أي مصدر تهديد أياً كان”.
وأعربت الجزيرة “عن أسفها لأن تصل الاختلافات في الرأي إلى حد إطلاق تهديدات بقتل الصحفيين الذين يقومون بواجبهم المهني، من أجل إيصال الحقيقة لملايين المشاهدين العرب.
وتؤكد شبكة الجزيرة كذلك دعمها لموظفيها المخلصين، ووقوفها إلى جانبهم في مواجهة مثل هذه التهديدات”.
اعلام الثورة عاجز عن مجاراتها بحلب
ماجد أبو دياك-حلب
دخلت الثورة السورية عامها الثالث وتمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في الميدان في حلب عبر السيطرة على أكثر من 70% من المدينة وريفها.
وأنشأ ناشطو الثورة داخل المدينة مراكز بث أخبار الثورة وتوزيعها للجهات الإعلامية المختلفة وأطلقوا صحفا وإذاعات وتلفزيونا محليا، إلا أن هذه الأخيرة لا يكاد يوجد لها مقر داخل المدينة وريفها المترامي الأطراف.
ويشير من التقيناهم إلى الأوضاع الأمنية والعسكرية كمعوق حقيقي أمام الصحافة، حيث تبقى المراكز الإعلامية تحت حماية كتائب الثوار.
مراكز إعلامية
وتعد شبكتا حلب الإعلامية، وحلب نيوز أكبر مصدر للأخبار في حلب، حيث تشكل أخبارهما المادة الأولى لبقية الوسائل في المدينة.
ويقول ممتاز أبو محمد -عضو مؤسس بمركز حلب الإعلامي- إن المركز يتألف من نحو خمسين إلى سبعين ناشطا في حلب وريفها، يقومون بنقل الأخبار من أماكنهم وإيصالها للموقع الرئيسي الذي يبثها عبر الإنترنت كأخبار أو مقاطع فيديو.
وبحسب ممتاز فإن المركز يهتم أيضا بتقديم خدمات للصحفيين الأجانب من معلومات وترجمة ومرافقة وخدمات الإنترنت وإيواء وتوفير المواصلات مقابل رسم مالي.
ويوجد في المركز عدد من الناشطين من بينهم مدير المركز الصحفي يوسف الصديق الذي يتولى تدريب الناشطين -ومعظمهم جامعيون- على العمل الصحفي.
ويعتمد المركز على الثوار في استقاء المعلومات العسكرية والحصول على مواد الفيديو منهم.
ويقول صديق، الذي عمل في قناة الرأي وقناة شام قبل الثورة، “نحاول تأسيس إعلام جديد مهني ومؤسساتي وحر، حتى إن كنا منحازين بطبيعة الحال للثورة، فلا يمنع ذلك أن نكون موضوعيين”.
ويقول صديق إن إعلام الثورة في معظمه موجود في الخارج، لأن الوجود في الداخل له مخاطر لا يحتملها رأس المال الذي أسس هذا الإعلام، أما ناشطو الثورة فهم متطوعون وليسوا محترفين.
وعن تمويل المراكز الإعلامية، يقول ممتاز “نأخذ من متبرعين ومن أي طرف كان على أن لا يكون ما نأخذه محكوماً بشروط”.
أما المدير التنفيذي لشبكة حلب نيوز، ريان مشعل، فيشير إلى معوقات العمل الإعلامي في المدينة مثل انقطاع الكهرباء والكلفة العالية للأجهزة وعدم توفر الإنترنت إلا عبر الأقمار الصناعية وبأجهزة خاصة وباشتراكات شهرية مكلفة.
الإعلام في حلب
وتوزع في حلب جريدة “سوريا الحرة” الأسبوعية، وهي الأقدم، وتمت طباعة ستة أعداد منها حتى الآن، وإدارتها موجودة في ريف حلب. وهناك صحيفة “رؤية” طُبع منها عدد واحد حتى الآن. كما وصلنا عدد من جريدة “العهد” الأكثر أناقة وإخراجا ويصدرها الإخوان المسلمون في سوريا من الخارج.
وتعتبر قناة “حلب اليوم” الفضائية الأكثر مشاهدة من المعارضة والنظام وتبث من مدينة غازي عنتاب بتركيا، وتعتمد على أخبار شبكة حلب نيوز.
لكن هذه القناة لديها مشكلة على حزمة البث، فهي لا تعرض إلا صورا أو حزمة صور ولا تعرض فيديو إلا على مساحة ثلث الشاشة.
وعلى مستوى الإذاعات، فهناك “نسائم سوريا” وإذاعة “حلب اليوم” التابعة لشبكة قناة حلب اليوم و”الآن” (مؤسسة إذاعية لبنانية) والأخيرتان تبثان من غازي عنتاب.
صنع الرأي العام
وفي أحد المنازل القديمة في حلب زرنا الصحفي رأفت الرفاعي الذي يقدم نفسه على أنه إعلامي مستقل ويعمل بتمويل ذاتي.
يقول الرفاعي إن إعلام النظام كان “أمنيا بامتياز”، ومن مزايا الثورة أنها “كسرت احتكار الأمن للمعلومات”.
ويضيف أن “إعلام الثورة أوصل المعلومات إلى الخارج وساهم بإثارة رأي عام عالمي تعاطف مع الثورة، ولكن يبدو أنه لم يبارح هذه النقطة. ومع عسكرة الثورة استمر هذا الإعلام يعمل بغياب المهنية والأكاديمية دون أن ينتقل لمرحلة صنع الرأي العام”.
ويرى الرفاعي أن “وضع الإعلام في سوريا يتحمل مسؤوليته الإعلاميون الذين استنكفوا عن العمل في الداخل وانتقلوا لتركيا لممارسة العمل دون أن يتحملوا مشقة أو مخاطرة العودة لبلادهم”.
وأشار إلى أن غير السوريين باتوا الآن يمتلكون معلومات وقدرة على فهم الوضع أكثر من الصحفيين السوريين في الخارج، وأضاف أن “المؤسسات الإعلامية غير ناضجة وغير قادرة على استيعاب وبث مخرجات الوضع الحقيقي في حلب”.
قوات الأسد تمطر حي برزة الدمشقي بصواريخ أرض أرض
الجيش الحر تمكن من السيطرة على قريتي الخريجة وأم ميل وحقل نفط توينان
دبي – نغم ربح –
في تصعيد ملحوظ من قبل جيش النظام السوري، انهمرت على حي برزة في دمشق صواريخ أرض أرض، ما خلف قتلى وجرحى، حيث تم انتشال بعض الجثث، علما بأن هذا التكتيك استخدمه النظام في حمص أيضاً والتي غرقت في الظلام جراء انقطاع التيار الكهربائي.
ويلاحق أهالي حي برزة أصوات ذويهم من تحت الأنقاض علهم يجدون أقرباءهم على قيد الحياة، حيث دمرت 4 أبنية سكنية على الاقل على رؤوس قاطنيها في برزة في دمشق إثر سقوط صواريخ ارض ارض على أنحاء متفرقة من الحي علما بأنها المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات النظام هذا النوع من الصواريخ لقصف أحياء دمشق.
وجدير بالذكر أن حي برزة محاصر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ظل محاولات لاقتحامه من مناطق موالية للنظام كعش الورور وضاحية الأسد وحي تشرين، كما تقوم قوات النظام باستخدام هذه الأحياء نفسها لقصف برزة بالمدفعية والهاون.
ولم تكن أحياء دمشق الأخرى أفضل حالا إذ تحول بعضها مسرحا لاشتباكات دامية بين الجيش الحر وقوات النظام كمخيم اليرموك وجوبر وكذلك القابون وزملكا.
وفي حمص دوت انفجارات متتالية أرجعها الأهالي إلى قصف بصواريخ ارض ارض أطلقتها قوات النظام على المدينة، ما أدى الى انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن معظم الأحياء بينها حي الوعر.
هذا التصعيد في حملة النظام العسكرية على عدد من المناطق السورية رافقه تقدم نوعي للجيش الحر على محور ريف حماة الشرقي حيث تمكن من السيطرة على قريتي الخريجة وأم ميل وحقل نفط توينان كما أفادت شبكة سوريا مباشر.
الجيش الحر يأسر ضابطاً إيرانياً كان يدرّب القناصة في إدلب
أسرُ مقاتلين إيرانيين يفنّد رواية النظام التي تنفي مشاركة أيٍّ من جنود إيران
دبي – قناة العربية –
قال الجيش الحر في ريف إدلب إنه أسر حميد وثوق، وهو ضابط إيراني كان يدرّب قناصة تابعين لقوات النظام في قريتي الفوعة وكفريا، وأكد قائد أحد ألوية الجيش الحر في تلك المنطقة مقتل جنود إيرانيين آخرين في اشتباكات مع قوات النظام في الكورنيش الغربي لمدينة إدلب.
وما سمّاه قادة من الجيش الحر من لواء شهداء إدلب “الصيد الثمين” كان أسر ما قال إنه ضابط إيراني كان يدرّب قناصي قوات النظام في تلك المنطقة.
ودخل حميد وثوق الأسير الإيراني لدى الجيش الحر، إلى الأراضي السورية من تركيا، وتحدث لـ”العربية” عن تواجد جنود إيرانيين في صفوف قوات الأسد، يقاتلون على عدة جبهات في شتى أنحاء سوريا.
ويؤكد الجيش الحر أنه قتل عدة جنود إيرانيين خلال معاركهم الأخيرة قرب مدينة إدلب، ولايزالون يحتفظون بجثث بعضهم.
ويقول الجيش الحر إن أسره مقاتلين إيرانيين يفنّد رواية النظام التي تنفي مشاركة أيٍّ من جنود إيران وحزب الله إلى جانب قوات الأسد في المعارك ضد الثوار.
لا اتفاق بشأن التحقيق في “كيماوي سوريا“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن دخول مفتشين دوليين إلى سوريا للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية مؤخرا في عدد من المدن السورية.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه “لا اتفاق بشأن دخول (المفتشين) حتى الآن. لن يتم نشر المفتشين إلى أن يكون هناك اتفاق بشأن الدخول والترتيبات الأخرى”.
من جانب آخر، قال المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، “إن المنظمة الدولية وسوريا لم تتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن السماح لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم باستخدام هذه الأسلحة في الآونة الأخيرة” في البلاد.
واقترح الجعفري في رسالة بعث بها إلى رئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كينوفقا بإدخال تعديلات على “المعايير القانونية الخاصة بالإمداد والتموين” للتحقيق.
وقال الجعفري مرارا إن المفتشين لا يحتاجون إلا إلى دخول محدود لمناطق لها علاقة بحادث حلب، الذي تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه بإطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيماوية قتل 26 شخصا.
قصف حي برزة
ميدانيا، قتل وأصيب العشرات في قصف بالصواريخ على حي برزة في دمشق. وقال المركز الإعلامي السوري إن نحو 14 صاروخا من طراز توشكا الروسي الصنع استهدف مباني سكنية في الحي.
وأكد ناشطون أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه الصواريخ في أحياء العاصمة. وبينما تواصل القوات الحكومية قصف دمشق وريفها، أعلن الجيش الحر أنه سيركز عملياته في قلب العاصمة خلال الفترة المقبلة.
عودة 35 ألف لاجئ
من جهته، قال الأردن، الجمعة، إن نحو 35 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ اندلاع الأزمة في الجارة الشمالية سوريا في مارس 2011.
وأفاد الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود إن “عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلدهم طوعا منذ اندلاع الأزمة في سوريا بلغ 34 ألفا و824 لاجئا”.
وأضاف أن “الجهات المعنية وعلى رأسها الأمن العام وحرس الحدود، أمنت أمس (الخميس) عودة نحو 2500 لاجئ من مخيم الزعتري (85 كم شمال شرق عمان) طواعية إلى بلدهم بناء على طلبهم”.
وتستضيف المملكة أكثر من 475 ألف لاجئ سوري، وفقا للمسؤولين، منهم ما يزيد عن 146 ألفا في مخيم الزعتري قرب الحدود مع سوريا.
وأوضح الحمود أن “عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصل إلى قرابة 335 ألفا، فيما ينتظر 57 ألفا تسجيلهم”. وأشار إلى أن “عدد من لجأوا إلى المملكة خلال مارس تجاوز 41 ألفا”.
مصادر: مسيحيو سورية يهاجرون نحو أوروبا هرباً من الصراع المسلح
روما (4 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر مسيحية في شمال سورية إن الصراع المسلح تسبب حتى الآن بهجرة أكثر من 400 مسيحي غالبيتهم من منطقة الجزيرة إلى أوروبا عبر تركيا ولبنان، وأشارت إلى وجود معلومات عن تحرك بعض المنظمات الأوروبية بالتعاون مع بعض الكنائس في سورية وتركيا لترحيلهم
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك مشاعر قلق لدى مسيحيي سورية، وتتعاظم مخاوفهم على مصيرهم ومستقبلهم في وطنهم الأم سورية من مضاعفات الصراع المسلح في البلاد، وقد تسبب هذا الصراع حتى الآن بهجرة أكثر من 400 مسيحي سوري من شمال شرق سورية (الجزيرة) إلى أوربا عبر تركيا ولبنان” وفق تأكيدها
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، “نعتقد أن هجرة المسيحيين السوريين تندرج في إطار مخططات قديمة تقف خلفها جهات إقليمية ودولية لنقلهم من منطقة المشرق، وما يعزز الاعتقاد بوجود هكذا مخططات، ورود معلومات عن تحرك بعض المنظمات الأوروبية بالتعاون والتنسيق مع بعض الكنائس والمنظمات المسيحية في سورية وتركيا لأجل ترحيل آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية إلى تركيا ومن ثم نقلهم إلى الدول الأوروبية، مستغلين الظروف والأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة” التي يمر بها هذا البلد
وللوقوف على حقيقة وحجم هذه الهجرة والتخوفات، قال سليمان اليوسف، الباحث المختص بشؤون الأقليات للوكالة “بالفعل، ثمة مخاوف مشروعة على مصير ومستقبل المسيحيين السوريين، خاصة إذا ما انزلقت البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية، فورغم الهدوء النسبي الذي يسود غالبية مدن وبلدات محافظة الحسكة شمال شرق سورية، إذ لم تنتقل إليها بعد المعارك بين السلطة والمعارضة المسلحة، ثمة مخاوف لدى الآشوريين والمسيحيين في هذه المحافظة التي تتميز بتنوع مجتمعها، من تفجر صراعات عرقية وطائفية مفتوحة في ظل الاصطفافات العرقية والطائفية وارتفاع منسوب الاحتقان في المجتمع وانتشار السلاح وتشكيل كل قوم ميليشيا مسلحة خاصة به للحماية الذاتية وتحسباً لأي فراغ سياسي وأمني قد يخلفه سقوط النظام” حسب قوله.
وأضاف “المظاهر المسلحة التي بدأنا نشهدها في شوارع مدن الحسكة هي شكل من أشكال عرض القوة للميليشيا المحلية (كردية، آشورية مسيحية، وعربية) التي يبدو أنها تستعد لمعركة الصراع على القامشلي في مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية ورحيل النظام”.
تابع “علينا أن نتذكر أن الرئيس الفرنسي ساركوزي كان قد عرض على بطريرك الموارنة بشارة الراعي عندما كان في زيارة إلى فرنسا العام الماضي تهجير مسيحيي سورية ولبنان إلى أوروبا لطالما يخشون التحولات السياسية التي تشهدها دول منطقة الشرق الأوسط” حسب قوله
وقال “ترتبط هجرة المسيحيين بشكل مباشر بقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولهذا فبقاء المسيحيين عامة واستقرارهم في سورية أو في دول المشرق عموماً رهن بقيام دول مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الجميع، تقوم على العدل والمساواة وعلى مبدأ حقوق المواطنة الكاملة لكل مواطنيها بدون تمييز أو تفضيل”
ويشار إلى أنه وبسبب التنوع في المجتمع المسيحي السوري وعدم تجانسه السياسي والفكري، لا يمكن الحديث عن رؤية مسيحية واحدة للأزمة السورية الحالية، لكن عموماً يمكن القول بأن الشارع المسيحي كان ومازال متعاطفاً إلى حد كبير مع الثورة ويشارك بها بشكل مقبول
ووفق المراقبين فقد انقسم المشهد المسيحي منذ انطلاق الثورة لثلاثة أقسام: قسم مؤيد للنظام، وآخر معارض له، وثالث يلتزم الحياد. وفي سبتمبر العام الماضي أعلن معارضون سوريون عن تشكيل أول كتيبة مسيحية مسلحة تابعة للجيش السوري الحر المعارض في ريف دمشق حملت اسم (أنصار الله) هدفها الدفاع عن المدنيين ومقارعة قوات النظام بهدف إسقاطه.
المعارضة السياسية السورية لم تميز بين مسيحي ومسلم، فكان من بين قياداتها من كافة الديانات، فرئيس المجلس الوطني السوري المعارض الآن هو المسيحي جورج صبرا، ويضم الائتلاف الوطني المعارض عدداً من القياديين المسيحيين، كما أن الشخصية الرئيسية في تجمع المنبر الديمقراطي المعارض هو المسيحي ميشيل كيلو، فضلاً عن وجود عدد غير قليل من المسيحيين في قيادة هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة
لكن، تشير بعض الأوساط المسيحية في سورية إلى وجود مخاوف وهواجس لدى المسيحيين من المستقبل، وتشدد على ضرورة معرفة موقف الحراك الثوري من قضية هوية الدولة وضمان تحييد الدين عن السياسية، وتؤكد على ضرورة أن يقوم المسلمون بتطمينات تضمن لهم مستقبل سياسي وثقافي يليق بوزنهم التاريخي في النظام السياسي المقبل