أحداث الجمعة 11 تموز 2014
الخلافات البينية والمصالح تهدد وجود الائتلاف السوري المعارض
روما (11 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
الخلافات بين أعضاء ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية تفاقمت خلال الأيام الماضية وتهدده بالانهيار
ويرى معارضون للنظام أن غالبية أعضاء الائتلاف يسعون لـ”منصب أو ظهور إعلامي كثيف أو تأمين علاقات دولية أوسع أو ضمان موارد مالية كبيرة أو نفوذ محلي”، ويتهمونهم بـ”توازع المنافع والامتيازات ونسيان جوهر الثورة”، واللافت الآن أن الاتهامات تصدر من قادة الائتلاف أنفسهم رغم أنهم جزء من هذه المنظومة منذ تأسيسها قبل نحو عام ونصف.
القيادي في الائتلاف برهان غليون شن هجوماً على الائتلاف وقيادته وأكّد أنه “غير قادر على تجاوز أزماته أو توحيد قوى الثورة بل وغير قادر حتى على أن يحقق أي هدف من أهداف الثورة”، وقال إن هذا الكيان المعارض دخل في الطريق المسدود مع سيطرة أسلوب “المساومات والصفقات على قيادته على حساب التفكير والعمل السياسيين”.
عضو الائتلاف عقاب يحيى، انتقد تزاحم “من لا يستحق” لاحتلال المناصب في هذه المؤسسة السياسية، وقال “هذا التزاحم على أي موقع، خاصة ذلك الذي يحتاج خبرات وقدرات سياسية، ومن قبل عديدين لا علاقة لهم بالسياسة، وليس لديهم الكثير ليقدمونه، وقبولهم الدخول في قوائم مشبوهة التركيب والخلفية، أمر يثير الأسئلة”.
أما المعارض البارز ميشيل كيلو، والذي هو بدوره قيادي ورئيس كتلة في الائتلاف فقد فتح النار على قيادة الائتلاف ووصفها بـ”المستفردة” وحمّلها مسؤولية الانتصارات التي حققها النظام السوري على الأرض. وقال “هذه الهزائم تسببت فيها عقلية استأثرت بالقرار وانفردت به، عقلية ليست لديها رؤية استراتيجية ولا خطة سياسية وتقوم على فكرة التصارع والتطاحن والانشقاقات والخلافات”.
كذلك انتقد القيادي في الائتلاف عبد الباسط سيدا تردي أحواله، وأشار إلى “نزعات فردية وشللية”، و”حالة استقطابات أنهكت وأرهقت”، و”مماحكات وخلافات بينية”.
وحتى لؤي صافي الناطق الرسمي باسم الائتلاف أشار إلى غياب الكفاءات والسعي نحو الشهرة، وقال إن “أداء قيادات المعارضة السياسية وقادة القوى العسكرية لم يرتق إلى مستوى المسؤوليات التي ألقتها ثورة شعب على عاتقها. التنازع والتزاحم وطلب تصدر المشهد حتى عندما تغيب الكفاءة والقدرة لا زال سيد الموقف، والخطوات الإصلاحية في التنظيم والتواصل خجولة وتأتي دائماً متأخرة”.
يرى بعض المحللين السياسيين أن مشكلة الائتلاف ليست حديثة، فقد بدأت مشكلة المعارضة الخارجية عموماً عند تشكيل المجلس الوطني قبل نحو عامين ونصف، حين بادر أشخاص لعقد مؤتمر توصلوا في نهايته لتأسيس المجلس الوطني المعارض، وقد لوحظ أن معظم من جُمعوا في المؤتمر كانوا غير مسيّسين، وبعضهم لم يدخل سورية منذ عشرات السنين، ولم يكن للأقلية المسيّسة والمناضلة دور جدي في المجلس الوطني، وعندما فشل المجلس وشُكّل الائتلاف على عجل في الدوحة قبل سنة ونصف حمل معه أمراض المجلس الوطني وكان معظم أعضائه من نفس المجلس. وقبل الائتلاف على عجل التحالف مع دول أخرى دون وضوح الهدف والشروط، ربما لاعتقاد الجميع أن سقوط النظام قاب قوسين أو أدنى ويجب تحضير أي توليفة لتحل مشكلة البديل، ولم يكن هذا البديل قادر على مواجهة أزمة معقدة ومستعصية كالأزمة السورية.
ميشيل كيلو: الائتلاف انتهت صلاحيته وسنشكل بديلاً منه
مهاجماً انتخابات الائتلاف وممارساته
24 – د ب أ
كشف السياسي والمعارض السوري المعروف ميشيل كيلو اليوم الخميس عن نيته مع مجموعات وشخصيات وطنية سورية العمل على “إنشاء تجمع وطني سوري يكون له توجهات ديمقراطية حقيقية ويشكل بديلاً للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحيته”.
كيلو: “مصير الشعب السوري لا يجب أن يبقى حكراً بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي”
كيلو: “لدى بعض السياسيين المعارضين اليوم أساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين”.
وقال المفكر كليو إنه ناقش ذلك “مع كتل سياسية و شخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وأشخاص داعمين لثورة السوريين التي يحاول البعض سرقتها”.
وهاجم كيلو انتخابات الائتلاف التي جرت منذ يومين وفاز فيها هادي البحرة برئاسة الائتلاف، واصفاً إياها بـ “المهزلة”، مضيفاً أن “مصير الشعب السوري لا يجب أن يبقى حكراً بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي الذي يديره كل من أحمد الجربا (رئيس الائتلاف السابق) ومصطفى الصباغ (الأمين العام الأسبق للائتلاف”.
وأضاف كيلو الذي بات يرفع الصوت عالياً في الأشهر الأخيرة كاشفاً أخطاء المعارضة السورية التي هو جزء أساسي من مكوناتها.
وقال كيلو الذي اعتقل لسنوات ومرات عدة من قبل نظام الأسد إن “الابتزاز المالي السياسي والخيانات التي حدثت في التحالفات كلها لعبت دوراً سلبياً في العملية الانتخابية، ولذلك نجد لدى بعض السياسيين اليوم أساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين”.
وأوضح أن “الائتلاف لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة التي تدار بعقلية أسدية و كأنه مزرعة لبعض المتنفذين، الذين يحاولون إحكام سيطرتهم على السياسيين و العسكريين”.
وناشد كيلو “زملاء الديمقراطية أن لا يركبوا في قطار الانتهازيين، كي لا يكونوا خونة لدماء شهداء الشعب السوري الذي نسعى معه للقضاء على نظام الدكتاتور المستبد و التنظيمات الإرهابية الوافدة، لكي نتفرغ بعد ذلك لبناء سوريا الجديدة التعددية المدنية الديمقراطية”.
كيلو: الجربا قزم بشار الأسد وهادي البحرة يرد
روزنة – باريس||
وصف كيلو تحالف “الجربا – الصباغ” في انتخابات الائتلاف الوطني المعارض بالمافيا . وأضاف في اتصال هاتفي أجراه مع راديو روزنة “الجربا والصباغ عدوان لدودان اتهما بعضهما سابقاً بالخيانة، والعمالة، والآن قاما بإقصاء كل الكتل الأخرى”
وأكد كيلو على كون الجربا “فرض البحرة بالتهديد والمال السياسي، وساعده في ذلك فايز سارة”. معتبراً أن تنصيب البحرة رئيساً للائتلاف هو استغلال له، ريثما يعود الجربا لرئاسة الائتلاف بعد ستة أشهر. وبأن الجربا “جاء بتابعه ليخفي فشل الجربا الذي استمر لمدة سنة”.
ووصف كيلو الجربا بـ “قزم الأسد” الذي لم يعد ير “إلا السلطة” ، مضيفاً “الثورة باتت في أيامها الأخيرة”. وبأن الدولة السورية في طور الاختفاء “سيكون في سوريا دول أخرى أحداها للأسد والأخرى لداعش وليس للمعارضة، اذا استمر الوضع هكذا”.
من جانبه اعتبر رئيس الائتلاف المعارض هادي البحرة في اتصال هاتفي مع راديو روزنة، أن ميشيل كيلو “يعبر عن آرائه الشخصية “.
ودعا البحرة أعضاء الائتلاف ممن لديهم أي اثبات على أية مخالفة في الانتخابات بأن يتقدموا بها، معتبراً أن الانتخابات كانت “الأكثر ديمقراطية وشفافية”.
وقال البحرة بأن أحمد الجربا “قام بواجبه الوطني ووضع إمكانيته في سبيل الثورة، وهو جزء من قيادة الائتلاف التي توجد فيها هيئة سياسية فاعلة، وكان كيلو جزء منها ” مؤكداً “في كافة الزيارات الأساسية للدول الكبرى ، كان كيلو على يمين الجربا وشريكاً له”.
ورداً على كلام كيلو الذي قال أن “الثورة باتت في أيامها الأخيرة”، قال البحرة :”الثورة ما زالت قائمة ونحن سنصوب الأخطاء و سنعمل على وضع القطار على السكة الصحيحة، الثورة لن تنتهي حتى يحقق الشعب السوري أهدافه في الديمقراطية والدولة التعددية ودولة الحريات التي تحترم حقوق مواطنيها وتساوي بين واجباتها، وإذا كانت انتهت في نظر السيد كيلو فليذهب إلى بيته وليرتاح”.
كيلو يهاجم الجربا والصباغ والبحرة يرد
أسماء جديدة في واجهة الائتلاف السوري و”الحكماء”غاضبون
بهية مارديني
يزداد التصدع حدة في الائتلاف السوري المعارض، بعد وصول هادي البحرة إلى الرئاسة، وقد هاجم ميشيل كيلو أحمد الجربا واتهمه بأنه أتى بتابعه البحرة، ليتحكم بالائتلاف، معلنًا أن الثورة في أيامها الأخيرة.
بهية مارديني: بعد خروج حكماء الائتلاف الوطني السوري المعارض من انتخاباته، وغيابهم عن الصف الأول، وظهور نتائج انتخابات الهيئة السياسية بأسماء جديدة تتصدر الواجهة، تخلو من أسماء معارضين لطالما احتلوا المشهد السياسي أخيرًا، وبعد نجاح هادي البحرة في الوصول إلى رئاسة الائتلاف، ونصر الحريري إلى الأمانة العامة، شنّ المعارض السوري ميشيل كيلو، عضو الائتلاف، هجومًا عنيفًا على أحمد الجربا، الرئيس السابق للائتلاف، والذي دعم وصول البحرة إلى الرئاسة، ومصطفى الصباغ، عضو الائتلاف، بعد تحالفه مع الجربا، إلى درجة وصف كيلو تحالف الجربا – الصباغ بالمافيا.
وردّ البحرة وقال إن كيلو كان مسؤولًا عن قرارات الائتلاف، وهو صاحب الجربا في زياراته الدولية، “وإن كان يعتبر أن الثورة السورية انتهت فليذهب للمنزل ليرتاح”.
جاء بتابعه
كيلو مستمر في الائتلاف، ولم يقدم استقالته بعد، لكنه قال في تصريحات صحافية إن الجربا والصباغ عدوان لدودان، تبادلا الاتهامات سابقًا بالخيانة والعمالة، “والآن قاما بإقصاء كل الكتل الأخرى”، متهمًا الجربا بأنه فرض البحرة بالتهديد والمال السياسي، وساعده في ذلك فايز سارة.
ورأى كيلو أن تنصيب البحرة رئيسًا للائتلاف هو استغلال له، ريثما يعود الجربا لرئاسة الائتلاف بعد ستة أشهر، “فهو جاء بتابعه ليخفي فشله الذي استمر سنة كاملة”. وأضاف كيلو: “الثورة باتت في أيامها الأخيرة، والدولة السورية في طور الاختفاء، وستكون في سوريا دول أخرى، إحداها للأسد وأخرى لداعش، وليس للمعارضة اذا استمر الوضع هكذا”.
عقلية أسدية
وفي تصريحات أخرى، كشف كيلو نيته مع مجموعات وشخصيات وطنية سورية العمل على انشاء تجمع وطني سوري، تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية، ويشكل بديلًا للائتلاف. قال: “ناقشنا ذلك مع كتل سياسية وشخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وداعمين لثورة السوريين التي يحاول البعض سرقتها، فمصير الشعب السوري يجب أن لا يبقى حكرًا بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي الذي يديره احمد الجربا ومصطفى الصباغ”.
وأضاف: “الابتزاز المالي السياسي والخيانات التي حدثت في التحالفات لعبت دورًا سلبيًا في العملية الانتخابية، ونجد لدى بعض السياسيين اساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين، والائتلاف لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة التي تدار بعقلية أسدية، كأنه مزرعة لبعض المتنفذين، يحاولون السيطرة على السياسيين والعسكريين”.
وناشد كيلو زملاء الديمقراطية أن لا يركبوا في قطار الانتهازيين،”كي لا يكونوا خونة لدماء شهداء الشعب السوري، الذي نسعى معه للقضاء على نظام الدكتاتور المستبد والتنظيمات الارهابية الوافدة، لنتفرغ لبناء سوريا الجديدة التعددية المدنية الديمقراطية.
كان شريكًا
ورد البحرة فقال إن كيلو يعبر عن آرائه الشخصية، داعيًا أعضاء الائتلاف ممن لديهم أي اثبات على أية مخالفة في الانتخابات بأن يتقدموا بها، “فالانتخابات كانت الأكثر ديمقراطية وشفافية”.
وأضاف البحرة: “أحمد الجربا قام بواجبه الوطني، ووضع إمكانيته في سبيل الثورة، وهو جزء من قيادة الائتلاف التي توجد فيها هيئة سياسية فاعلة، وكان كيلو جزءًا منها، وفي كافة الزيارات الأساسية للدول الكبرى، كان كيلو على يمين الجربا وشريكًا له”.
شدد البحرة على أن الثورة ما زالت قائمة، “ونحن سنصوب الأخطاء وسنعمل على وضع القطار على السكة الصحيحة، فالثورة لن تنتهي حتى يحقق الشعب السوري أهدافه في الديمقراطية والدولة التعددية ودولة الحريات التي تحترم حقوق مواطنيها وتساوي بين واجباتها، وإذا كانت انتهت في نظر كيلو، فليذهب إلى بيته ليرتاح”.
أسماء جديدة
والجدير بالذكر أن كيلو كان حليف الجربا، إلا أنهما انفصلا في الانتخابات الاخيرة، إذ غيّر كيلو تحالفاته بعد رفض الجربا اقتراح كيلو وبرهان غليون بتشكيل “هيئة حكماء”، خوفًا من أن تهيمن على الائتلاف، فيدار بالعقلية القديمة، بحسب الجربا.
وأفرزت الانتخابات اسماء جديدة لتتألف الهيئة السياسية من هادي البحرة ونصر الحريري ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار ومحمد قداح. هؤلاء هم الرئيس والنواب والامين العام الذين نجحوا في الانتخابات، كما نجح في انتخابات الهيئة السياسية سالم المسلط وبدر جاموس ونذير الحكيم وعالية منصور وعبد الاحد اصطيفو وصلاح درويش وخالد الناصر ورياض الحسن ومحمد خير بنكو وأحمد جقل وأنس العبدة وأحمد سيد يوسف وأكرم العساف وأنس عيروط وجابر زعين وواصل الشمالي ونغم الغادري وخطيب بدلة ومحمد دغيم.
تمثيل معدوم
من ناحية أخرى، أرسل لؤي المقداد رسالة إلى هيئة الائتلاف في اليوم الأخير من اجتماعاته، قال فيها: “كنت قد أسلفت في اجتماع الهيئة العامة أن هذا سيكون الاجتماع الأخير الذي أحضره، للعديد من الأسباب والمعطيات التي لن أطيل عليكم في شرحها”.
وأضاف المقداد: “أعلمكم باستقالتي النهائية من الائتلاف، متمنيًا لكم وبصدق التوفيق في إنجاز أي شيء يخدم حقيقةً الشعب السوري”.
وأبلغ المقداد “ايلاف” بأنه يرى أن العمر الافتراضي للائتلاف قد انتهى، وأن علاقته بالقضية السورية باتت معدومة وتمثيله للثورة غير موجود، متهمًا إياه بالشللية التي تحكمها المصالح الشخصية والمكاسب الضيقة. وقال: “من غير الممكن لهذا الكيان أن ينتج أي شيء”.
ملابسات مطار “أبوالضهور” و”مواجهات” كيلو والجربا وسعد الدين ومعروف
طالب لواء “التوبة” المتمركز بجنوب حلب “الائتلاف الوطني” مجدداً بإعادة السلاح الذي سرق من اللواء على يد “أحرار الزاوية”، بحسب ما صرح مصدر متصل باللواء لــ”زمان الوصل”.
وفيما سبق لـ”جبهة ثوار سوريا” أن نفت علاقتها أن بـــ”أحرار الزاوية”، وأكدت لــ”زمان الوصل” أن هذا الفصيل فُصل من الجبهة قبل حادثة السرقة بشهر، إلا أن مصدر لواء “التوبة” عاد وشكك في رواية “جبهة ثوار سوريا”، وأكد أن اللواء بحاجة ماسة للسلاح كي يدافع عن الأهالي من هجمات مطار أبو ضهور.
وفي لقاء مباشر اتهم المصدر “جبهة ثوار سوريا” بقيادة جمال معروف بـ”تعمد” إفشال الهجوم على مطار أبو ضهور؛ ما سبب تهجير آلاف المدنيين نتيجة انتقام النظام وتدميره قرية “الخشير”.
الاجتماع بـ”ميشيل كيلو”
وكشف المصدر أنه اجتمع وعدد من الثوار بالمعارض ميشيل كيلو قبل انعقاد “جنيف 2” في مدينة اسطنبول، وطلبوا منه مساعدتهم بالحصول على دعم عسكري ليتمكنوا من تحرير مطار أبو ضهور، مشيدين بمحاولة “كيلو” لتأمين الدعم اللازم، وأشار الثوار إلى أن “كيلو” قدم لقائد هيئة الأركان السابق سليم إدريس تفاصيل وافية عن وضع المطار وضرورات تحريره، إلا أن الأخير رفض تقديم الدعم بحجة شح السلاح.
كما أكد المصدر وعدد من الثوار أن مشادة كلامية حدثت بين المعارض ميشيل كيلو والعقيد قاسم سعد الدين، الذي أصر على صعوبة السيطرة على المطار، فنعته “كيلو” بالجبان والمتخاذل، قائلا له: الأجدر بكم تحرير المطارات عوضاً عن صرف الموارد لتحرير الحواجز.
وأوضح المصدر، أن كيلو لم يتقاعس عن مساعدة الثوار الذين اجتعوا به، إذ توجه إلى أحمد الجربا رئيس الائتلاف وطلب منه جاهداً دعم المنطقة عسكرياً، ولو بحجة الإغاثة، غير أن رئيس الإئتلاف ماطل في الإجابة.
وعند هذه النقطة استسلم ميشيل كيلو حسب المصدر، وقال للثوار: لاحول ولاقوة.. هؤلاء هم المسيطرون على الدعم العسكري.
رسالة من ثوار حلب
ومن خلال “زمان الوصل”، وجه ثوار جنوب حلب رسالة امتنان للمعارض البارز ميشيل كيلو قالوا فيها، وصفوها فيها بانه “من أشرف رجالات الائتلاف”، مضيفين: “سيسجل التاريخ أنه حاول جاهدا دعم مناطق تخاذل الائتلاف عن دعمها مثل المعضمية ووادي الضيف وغيرها، وحاول إعادة بناء جيش وطني يقي البلاد الحرب الأهلية”.
وختم الثوار: نشكره وكل الشرفاء في الائتلاف الوطني، الذي لايخلو -رغم تعثره- من بعض الرجال الشرفاء ومنهم “كيلو”، وهؤلاء هم الذين يحاولون اتخاذ قرارا وطني بامتياز.
عن كيلو في “زمان الوصل” سابقاً
“غليون ومطر ونبهان ومعروف” ينتقدون “كيلو” دفاعاً عن “معركة الساحل”
2014-04-03
أثارت مقالة للكاتب السياسي ميشيل كيلو عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني، ردود فعل متباينة في أوساط الناشطين والمحللين السياسيين الذين رأوا أنها تعبرعن ازدواجية في توجه الائتلاف وتغريد أعضائه (خارج السرب) وخصوصاً… التفاصيل ..
ميشيل كيلو لـ”زمان الوصل”: أكدت ترحيبي بمعركة الساحل لكن خشيت على “أهل القرى”
2014-04-23
ميشيل كيلو لـ”زمان الوصل”: أجل نتحمل كامل المسؤولية في انزياح الثورة * موسكو متمسكة بالخيار العسكري وبالأسد على أنه حجر التوازن الإقليمي *أكدت ترحيبي بمعركة الساحل وهي ذات أهمية كبرى للتوازن العسكري *المجتمع الدولي… التفاصيل ..
عشائر سورية بايعت «داعش»… وأخرى عراقية ستحاربه
الرقة – هادي سلامة
لا يبدو غريباً الضخ الإعلامي الهائل المنصب على «داعش» العراق وسورية، لا سيما أن الأخيرتين تشهدان تطورات عاجلة من شأنها رسم خريطة جديدة لقوى المنطقة بأكملها. سوى أن الغريب هو اختلاف سياسة التنظيم بين العراق والشام على رغم مرجعيته الواحدة في كلا الأرضين. ولكي نستوضح نمط العقل المدبر للتنظيم يجدر بنا تمييز سياسته المتبعة بين مختلف أسراب عشائر المنطقة. عندما اختار «داعش» الظهور في المشهد السوري، اتخذت هيئة فصيل من ضمن فصائل إسلامية عدة لمواجهة نظام الأسد، لكنها عملت على غرس قاعدة لطموحاتها ضمن الأراضي الواقعة تحت سيطرة قوى المعارضة، والذي جعل «جبهة النصرة» تستشعر خطر خصم جديد،
خصومة جرَّت عشائر الجزيرة السورية إلى جحيمها.
يقول مصطفى البرَيجي المقيم في مدينة الرقة: «سارع داعش منذ دخوله إلى المدينة كفصيل إلى البحث عن رافد من مجتمع عشائر المحافظة، والتي رأى فيها لقمة سائغة لهشاشة نسيجها العشائري وضعفه، مطلقاً فرصة لمنح الراغبين سطوة المال والكلمة، باثّاً التهديد والوعيد على ألسنة مسلحيه الذين شرعوا بخطف وقطف رؤوس معارضيهم على مرأى من شيوخ العشائر، مستعيناً بأفواج من شباب عشيرة البريج الذين بايعوا التنظيم. هذه كانت بداية لبيعة العشائر الواحدة تلو الأخرى ابتداءً من البرَيج مروراً بالعجيل، والبوجابر، والسبخة، والعفادلة، والبوعساف، والهنادة، والشبل، والسخاني، والحويوات، وزورشمر… وأكملت إلى عشائر حلب الشرقية متمثلة بالبوبنة في منبج وعشيرة خفاجة في مسكنة، إضافة إلى عشائر البري والحديديين والنعيمات… جميع زعامات تلك العشائر، اقتاتت على بيع ولائها للأسد سابقاً مقابل فتات من السطوة والمال الذي جردتها منه حكومة البعث ذاتها.
ويوضح مصطفى أن البيعة روتينية، فالعشائر لم تكن ذات وقع في الثورة السورية، هذا ما دفع بالناشطين إلى الخروج من كنف عباءات شيوخهم، ويضيف: «ليست المشكلة في مبايعة العشائر لـ «داعش» فقط، بل لرضوخهم التام لأي جهة تفرض سيطرتها على المنطقة، فقيام ولاية «داعش» في الرقة لا يعني حينها فرضاً لقوة «داعش» بالمقدار الذي يعني ضعف أي جهة قد تقف في وجهه، والأسوأ أن مجتمع العشائر لم يتخذ فكرة المقاومة طرحاً يتم البحث به!».
وفقاً لهذه المجريات استطاع «داعش» أن يحوّل الرقة وريف حلب الشرقي إلى ملعب لطموحاته، رامياً بالنسيج العشائري عرض الحائط، مؤسساً فيها دولة تغالي فيها من دون أن تجد حدوداً أو قيود متخذاً أسلوب النظام لنجاحه معه.
ولأن أوائل المبايعين هم الثقات، فقد أسس التنظيم مكتباً مسؤولاً عن العشائر يقوم عليه رجل من عشيرة البريج يدعى «توباد» الملقب (أبو شامل) حيث يتخذ المكتب طابعاً أمنياً أكثر منه بالإداري.
وتختلف المعادلة كلما اتجهنا شرقاً فسياسة «داعش» مع عشائر دير الزور مختلفة عن سياستها في الرقة وريف حلب الشرقي، وقال أحد أبناء ريف دير الزور، والذي قدَم نفسه باسم عبادة الديري: «تضم بادية دير الزور أهم قبائل المنطقة، قبيلتي العقيدات والبقارة، المعروف بأنها تحالف لعشائر عدة، العشائر المختلفة من حيث الطبيعة عن عشائر الرقة التي أخذت الأخيرة تدريجاً بالتمدن. فعشائر العقيدات التي تغطي مدن دير الزور، حافظت على خصال البداوة لا سيما الجانب المسلح منها، هذا ما دفع نظام الأسد سابقاً إلى توطيد علاقاته معها على مدى 40 عاماً حيث تُعرف مدينة الموحسن شرقاً بخزينة ضباط الجيش السوري، وأكمل حافظ الأسد رؤيته للعشائر بتزويج ابنه ماهر بابنة شيخ عشيرة الجدعان المتوطنة شرقاً».
لكن هذا الحضور العشائري بدل أن يحكم السيطرة على أرضه، وقع ضحية انقسامات بين مبايع لـ «جبهة النصرة» وأخرى لـ «داعش»، وكلا الخصمين (داعش والنصرة) مدرك أهمية الثروة النفطية للمنطقة، إضافة إلى امتداد رقعتها إلى الحدود العراقية مسقط رأس «داعش» ومرجعيته.
«سياسة داعش اقتربت للجناح الدعوي الذي قدّم أفضل عرض، باستثمار حقول نفطها موقدة نار الفتن بين العشائر»، هذا ما قاله أحد شيوخ عشيرة البوسرايا في دير الزور، والذي أشار إلى أن القضية تتجاوز كلمة عشيرة والنيل من هيبتها، فالعشائر متنافسة في ما بينها على مدخول النفط، الذي لا تعم منافعه على القبيلة الواحدة، ما دفع عدداً من العشائر إلى اتخاذ موقف حيادي كونها خارجة عن نطاق المنفعة، منها عشيرة البوسرايا ذاتها.
معاهدات اقتصادية تلتها بيعات ضمنت لـ «داعش» أرضاً جديدة وولاءً متيناً، أحسنت استغلاله ضمن مناوراتها مع «جبهة النصرة» ومجلس شورى المجاهدين.
وفي السياق ذاته يقول الناشط عروة الفراتي: «اشتعلت المنطقة إثر مقتل (عامر الرفدان) رجل العقيدات الذي انقلب على الجولاني مبايعاً البغدادي، لأن الأخير قدم العرض الأقوى على صعيد مدخول الآبار»، بيعة ضمنت للبغدادي السيطرة على حقول الجفرة، وكونيكو، وآبار خشَام وجديد العقيدات، وصعّدت الشرخ العشائري متمثلاً بالخلاف الحاد بين عشائر البوجامل المبايعين «النصرة» وعشائر البكير المبايعة «داعش»، خلاف ترافق مع تهديدات وصلت إلى الاشتباكات بين العشائر.
رافق الحدث انشقاق قادة من المجلس العسكري التابع لهيئة أركان الجيش الحر في دير الزور ومبايعتهم «داعش»، وفوضى صبّت في صف «داعش» الذي واصل تقدمه في دير الزور مسيطراً على مناطق «الحريجي، وضمان، وماشخ، والطكيحي، والشحيل، والموحسن…» وحقول العمر والتيم للنفط، إضافة إلى جميع خطوط الغاز في البادية (ثروة قوامها مليارات الدولارات) مجبراً عشائر تلك المناطق على مبايعته (خوفاً لا طمعاً) ومنها عشيرة البوعزالدين العقيدية وقبيلة البقارة التي يتزعمها الشيخ المعارض نواف البشير المتسم بالثورية المعتدلة!
انتصارات «داعش» وصلت إلى الحدود العراقية – السورية، متخلصةً بذلك من خطر «النصرة» (جنود الحق) في البوكمال، والتي رضخت أخيراً لسلطة «داعش»، وهذا ما تم توثيقه من جانب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إثر ذلك قامت الكتائب المسلحة مدعومة بالعشائر التي هجرتها «النصرة»، بتوحيد الصفوف للدخول باشتباكات مباشرة مع «داعش» ومبايعيه على أطراف البوكمال، رافق ذلك لوم شيخ عشائر البوجامل للجولاني، نقله لنا عيسى المحيميد بقوله: «أرسل شيخ عشائر البوجامل لأمير «النصرة» أبو محمد الجولاني قائلاً (هذي كلمتكم؟!)» معتبراً ما جرى خيانة للعهود والمواثيق، وأكد أن الصفحة لم تطو بعد، فالتوتر على أوجه ويحمل نزاعات عشائرية دموية لن تتوقف قريباً، عازياً ما حدث إلى تطورات العراق التي قصمت ظهر البعير في سورية!
هذه كانت سياسية «داعش» في دير الزور، أي محاربةً العشائر بسيف العشائر مستعيناً بالفتن، مُوقظاً حساسيات عشائرية عفّ عليها الزمن.
أما تطورات المشهد العراقي الذي غيّر فعلاً خريطة القوى في الشرق السوري، فكان لـ «داعش» فيه دور مغاير، فنسيج العشائر العراقية مختلف تماماً، حيث اتخذت الانقسامات العشائرية طابعاً طائفياً، فكلمة عشائر العراق لها دوماً لاحقة إما سنّية أو شيعية.
دخل «داعش» حرب العشائر السنّية ضد المالكي، جهة من ضمن جهات سنيّة عدة ومن ضمنها «نقشبندية» نظام صدام، إلا أن متحدثين باسم عشائر العراق الثائرة يزعمون العكس!
فقد نفى الناطق باسم ثوار العشائر في العراق (أبو عبد النعيمي) أحد زعامات قبيلة النعيم السنّية، أن يكونوا تحالفوا مع «داعش»، منكراً شرعيتها وشرعها، مؤكداً انتصارات العشائر التي انتهت بتطويق بغداد.
ومن جانب آخر قال ناشط ميداني من عشيرة الدّليم السنية لـ «الحياة»: «لا صحة لما زعم به النعيمي، فالعشائر العراقية السنّية قبلت أن تعقد صلحاً موقتاً مع شيطان لكي تزيح شيطاناً آخر» على حد زعمه. ويوضح «أن هذه الاتفاقية نصت على التعاضد مع «داعش» مع استخدام هالته الإعلامية ضمن حرب نفسية، مورست على جيش المالكي الذي فرّ من ظلال راياته، في المقابل تم منح التنظيم حصته من السلاح والقواعد والمعسكرات المسيطر عليها، وتم إدخالها إلى سورية كغنائم لفتوحات أرض الرافدين»، منوهاً بأن صلح اليوم لن يدوم إلى فجر الغد.
تبقى الإشارة إلى أن «داعش» أجاد في سياسته مع مختلف العشائر الإقليمية، فهو يغري بالجزرة البعضَ ويلوّح بالعصا للبعض الآخر، ومع أنه يحارب عشائر الجانب السوري بحجة الصحوات فهو يناصر عشائر العراق السنّية، أي عشائر الصحوات!
النظام و «داعش» يزيدان الضغوط على المعارضة والأكراد
نيويورك، لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ب –
صعّد النظام السوري ضغطه على المعارضة في مدينة حلب محاولاً إحكام حصاره عليها بعدما انتقل مقاتلو «حزب الله» اللبناني إلى «الخطوط الأمامية»، في وقت صعّد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجومه على مواقع المقاتلين الأكراد في شمال سورية، محاولاً إحكام سيطرته بالكامل على منطقة عين العرب (كوباني) على الحدود التركية. (للمزيد)
وبالتزامن مع ذلك، تسارعت الاتصالات في نيويورك خلال الساعات الماضية بعد تأخر الإعلان الرسمي عن تعيين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الإيطالي – السويدي ستيفان دي ميستورا ممثلاً للأمم المتحدة في سورية، وإعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تعيين المصري رمزي عزالدين رمزي نائباً لدي ميستورا ممثلاً للجامعة العربية. وكان متوقعاً أن تُعلن التعيينات رسمياً مساء الخميس، بعدما كان مقرراً صدورها مساء الأربعاء.
وتوقعت مصادر الأمم المتحدة أن يكشف بان والعربي الاسمين خلال ساعات (مساء الخميس). واجتمع السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بالأمين العام للأمم المتحدة مرتين خلال 24 ساعة في إطار المشاورات التي أجراها بان مع المعنيين بالتعيينات التي سيقدم عليها. وقال بان في مؤتمر صحافي: «هناك لاعبون عديدون في هذه العملية ونحن نحتاج إلى أن نحصل على موافقة الجميع».
ومعروف أن الحكومة السورية كانت قاطعت ناصر القدوة نائب الممثل الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي ورفضت استقباله قطعاً في دمشق تعبيراً عن رفضها «الشق العربي» في المهمة. وقالت مصادر في نيويورك إن دمشق مستمرة في رفضها أي دور للجامعة العربية، وإنها فرضت، بدعم من روسيا، على الأمانة العامة ألا يكون خلف الإبراهيمي ممثلاً أممياً وعربياً، مستشهدة بأن تلك هي نصيحة الإبراهيمي لإنجاح مهمة خلفه.
ووجدت الأمانة العامة صيغة لاستمرار العمل مع جامعة الدول العربية من خلال تعيين نبيل العربي مندوباً منه نائباً لممثل الأمم المتحدة. لكن منتقدين لرضوخ الأمانة العامة للشروط السورية والروسية في هذا المجال، اعتبروا أن ما حصل هو إزالة الشق العربي من المهمة الموكلة إلى دي ميستورا، فيما كان سلفاه الإبراهيمي وكوفي أنان يمثلان الأمم المتحدة والجامعة العربية في الوقت نفسه. وفي المقابل، لفت مؤيدو خطوة بان كي مون إلى أن الممثل الأممي الجديد ونائبه العربي هما «فريق واحد» وأن «مجرد وجود الجامعة العربية في الصورة أمر إيجابي».
وقال ديبلوماسيون إن شيئاً لن يتغيّر على الأرض لجهة تعامل الحكومة السورية مع نائب ممثل الأمين العام، فهي رفضت منذ البداية الشق العربي من المهمة وستظل ترفضها على الأرجح.
وتواصلت المعارك أمس على مشارف حلب وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرة على عدد من أحياء حلب، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بلواء القدس الفلسطيني، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، على محوري البريج وبالقرب من سجن حلب المركزي».
ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان ووسائل إعلام رسمية، إن القوات المسلحة السورية استولت على مناطق استراتيجية حول حلب هذا الأسبوع، ما يضيق الخناق على خط الإمدادات الرئيسي للمعارضة المسلحة في المدينة. ونسبت الوكالة إلى «مصادر مقربة» من «حزب الله»، أن التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية في حلب بعد قرابة عامين من الجمود «يدعمه مقاتلون من حزب الله». وأضافت نقلاً عن هذه المصادر، أن «حزب الله نشر مستشارين مع وحدات الجيش السوري في حلب وأرسل في الآونة الأخيرة مقاتلين إلى الخطوط الأمامية». وقال ديبلوماسي في المنطقة إن الحكومة السورية «تشعر وكأنها تكسب حلب».
إلى ذلك، أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) صعدوا هجماتهم ضد مناطق الأكراد في شمال سورية. وأوضحت أن موازين القوة انقلبت لمصلحة الإسلاميين هذا الشهر نتيجة الكميات الكبيرة من السلاح التي حصلوا عليها بعد مكاسبهم في العراق.
وقال المسؤول الكردي نواف خليل إن مقاتلي «الدولة الإسلامية» يحاولون الآن بسط سيطرتهم على منطقة كوباني القريبة من الحدود مع تركيا، ما يسمح لهم بربط مواقعهم المتفرقة في شمال سورية.
النظام يعيد انتشاره داخل دمشق
صبر درويش
يباشر نظام الأسد بسحب العديد من الحواجز العسكرية التي كان قد نشرها في وقت سابق في شوارع وأحياء العاصمة دمشق، في خطوة تثير العديد من التساؤلات والتكهنات.
وبحسب شهود عيان، فإن النظام عمد إلى سحب بعض الحواجز العسكرية التي كانت متواجدة في نقاط مختلفة من شوارع العاصمة، كالحاجز المتواجد في ساحة شمدين، في حي ركن الدين شمال غرب دمشق، والذي كان موجوداً في المنطقة لأكثر من عام ونصف، وحاجز آخر بالقرب من حديقة الطلائع وسط دمشق، والذي كان معروفاً بسوء معاملته للمارة وتدقيقه في عمليات التفتيش وتسببه بازدحام مروري خانق، كما تم التأكد من إزالة حاجز الفرن والحاجز القريب من برج تالة، وحاجز آخر بالقرب من بنك الدم وجميعهم في حي المزة- فيلات غربية.
وبحسب ما ذكرت لـ”المدن” إحدى الموظفات، وتدعى سلمى، التي تذهب إلى عملها مروراً من وسط دمشق فإنه “تم فتح نفق دوار كفر سوسة، الذي يحيط به عدد من مباني المخابرات التابعة للأمن السوري، كما أزيلت الحواجز الإسمنتية من دوار الكارلتون، وكذلك من الطريق المؤدي إلى ساحة الأمويين من جهة فندق المريديان، الذي يقع مقابل أرض المعارض القديمة بالقرب من جسر الرئيس”.
وفي السياق، أكد العديد من سكان دمشق لـ”المدن”، تراجع أعداد قذائف الهاون التي كانت تسقط على أحياء دمشق خلال الأيام القليلة الماضية، كما سجل تراجع طفيف بقذائف الهاون التي كانت تسقط على مدينة جرمانا شرقي العاصمة.
وتأتي هذه الإجراءات من قبل نظام الأسد في ظل نشوب معارك ضارية بين مقاتلي المعارضة من جهة، ومقاتلي تنظيم “داعش” من جهة ثانية، في الغوطة الشرقية، حيث تؤكد مصادر “المدن” استمرار المعارك بين الطرفين في بلدتي مسرابا والعمادية في الغوطة الشرقية. كما أكد ناشطون خبر اغتيال قائد لواء بدر، التابع لـ”جيش الإسلام”، على أيدي مجهولين في بلدة مسرابا، وذلك عن طريق لصقة متفجرة تم وضعها على سيارته. ومن المعلوم أن جيش الإسلام التابع لزهران علوش كان قد أعلن في وقت سابق حربه على تنظيم “داعش”، بوصف عناصره من الخوارج.
هذا التوتر الحاصل في محيط دمشق يشكل وبحسب ناشطين معارضين أحد الأسباب التي جعلت قوات النظام تتنفس الصعداء، وتخفف من كثافة تواجد قواتها على الحواجز المنتشرة وسط العاصمة.
من جهة ثانية، اكدت مصادر عديدة بدء المفاوضات حول هدنة يسعى نظام الأسد إلى عقدها مع مقاتلي المعارضة المتواجدين على جبهة بلدة المليحة شرقي العاصمة، حيث تنص بنود هذه الهدنة على “انسحاب قوات النظام إلى المناطق التي كانت تتمركز فيها قبل بدء الحملة، دون تعرضها لأي إطلاق نار من داخل البلدة خلال عملية الانسحاب؛ وفتح معبر إنساني للبلدة وعودة التيار الكهربائي إليها؛ واستلام فيلق الرحمن جميع النقاط التابعة للجيش الحر في البلدة”. وفي هذ السياق ينفي المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، أبو عبده الشاغوري لـ”المدن” حدوث أي مفاوضات أو هدنة تم توقيعها مع النظام، بدليل استمرار المعارك على هذه الجبهة.
يذكر انه تم تداول أنباء تشير إلى عزل مدير إدارة المخابرات العامة، اللواء علي مملوك، الذي يعتبر أحد أهم الشخصيات المخابراتية في نظام الأسد، في خطوة لم يتبين تفاصيلها بعد.
ارتفاع حصيلة النزاع السوري إلى أكثر من 171 ألف قتيل تنظيم “الدولة الاسلامية” يكثف هجماته على المناطق الكردية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
دارت اشتباكات بين القوات السورية الحكومية والمعارضة المسلحة على جبهات عدة في ريف دمشق أمس، واشتد القصف لبلدات ريف حمص الشمالي، مع ارتفاع حصيلة النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار 2011 الى اكثر من 171 الف قتيل.
سجل “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل “171 ألفاً و509 اشخاص منذ انطلاق الثورة السورية في 18 آذار 2011، تاريخ سقوط أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ الثامن من تموز 2014”.
والقتلى هم 56495 مدنياً بينهم 9092 طفلا و5873 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و65803 من أفراد قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و46301 من مقاتلي المعارضة بمن فيهم عناصر “الدولة الاسلامية”، الى 2910 قتلى مجهولي الهوية.
وقال المرصد أيضاً ان خسائر النظام تتوزع على الشكل الآتي: 39036 من أفراد الجيش والامن، و24655 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، 509 من “حزب الله” اللبناني و1603 من جنسيات غير سورية وغير “حزب الله”.
ورأى المرصد أن العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية اكثر من ذلك، ولكن يصعب عليه توثيقها بدقة “بسبب التكتم الشديد من الجانبين على الخسائر البشرية”.
وكان المرصد اشار في ايار الماضي الى ان حصيلة النزاع تجاوزت 162 الف قتيل.
ولفت أمس الى ان هناك أكثر من عشرين الفاً مجهولي المصير داخل معتقلات النظام، ونحو سبعة آلاف أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأكثر من الفي مخطوف لدى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و”الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” بتهمة الموالاة للنظام.
كما لا تشمل الحصيلة أكثر من 1500 مقاتل من الكتائب المقاتلة المعارضة و”الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” ووحدات حماية الشعب الكردي والمسلحين المحليين الموالين لهذه الأطراف، الذين خطفوا خلال الاشتباكات الدائرة بين هؤلاء الأطراف.
معارك
وفي آخر التطورات الميدانية، نقلت قناة “سكاي نيوز” الاخبارية عن مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية و”الجيش السوري الحر” على جبهات المليحة وداريا وسقبا، فيما قصف الطيران الحربي الحكومي مدينة الزبداني بالبراميل المتفجرة.
الى ذلك، أفادت “الهيئة العامة للثورة السورية” أن “الجيش السوري الحر” قصف مواقع للقوات الحكومية في المليحة، وعطّل عربة عسكرية خلال اشتباكات في الطيبة.
وفي ريف إدلب، تحدث “اتحاد تنسيقيات الثورة” عن مواجهات حول معسكري وادي الضيف والحامدية بين فصائل من المعارضة والجيش الذي لجأ إلى سلاح الجو لدعم قواته البرية في هذه المعارك.
وقال ناشطون إن مقاتلين اسلاميين يستخدمون أسلحة استولوا عليها أخيرا في العراق كثفوا هجومهم على المناطق الكردية في شمال سوريا، في اطار مساعيهم لتوسيع رقعة انتشارهم. وأوضح الناشطون أن مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” سيطروا على قرى كردية عدة، وقتلوا العشرات في المنطقة هذا الاسبوع.
وصرح المسؤول الكردي نواف خليل بأن مسلحين من “الدولة الاسلامية” يحاولون السيطرة على منطقة قرب الحدود التركية لربطها بمواقعهم في شرق سوريا، وأن القتال يتركز في منطقة كوباني المعروفة ايضاً بعين عرب.
موسكو
في موسكو، أشادت وزارة الخارجية الروسية بتعيين ستيفان دو ميستورا مبعوثا دولياً الى سوريا.
وصرح الناطق باسمها ألكسندر لوكاشيفيتش بأن دو ميستورا معروف جيدا لدى موسكو كمتخصص ذي خبرة، وموسكو تعول على تعاون جيد معه.
وقال: “حسب معلوماتنا، لديه خبرة ثرية جداً في مجال الوساطة، إذ أنه كان مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق وأفغانستان، ونعرفه منذ فترة طويلة، ونعتقد أننا سنتعامل معاً على نحو جيد”.
“داعش”: لهذا لا نقاتل إسرائيل
انتشرت تغريدات على صفحات تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” على موقع “تويتر”، أجاب خلالها مديرو الصفحات على أسئلة، منها لماذا لا يقاتل التنظيم اسرائيل.
والرد جاء كالآتي: “الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب وهم المنافقون في أغلب آيات القران الكريم لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين.. والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب”.
وأضاف من يعبرون عن فكر التنظيم: “والجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلوا الشيعة في مصر والشام قبل القدس وقد خاض أكثر من 50 معركة قبل أن يصل إلى القدس… وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة –الدولة العبيدية في مصر- وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟… فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة”.
زهران علوش يحارب طواحين الهواء… و«داعش» يتأهّب للحسم
خلفيات الصراع بين المجموعات الإسلامية في الغوطة
عبد الله سليمان علي
تختلط في معركة الغوطة الشرقية في ريف دمشق بين «جيش الإسلام» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» من جهة ثانية، الأبعاد الدينية والسياسية والعسكرية والشخصية.
وبينما سارع «جيش الإسلام» إلى التسويق عبر ماكينته الإعلامية لانتصارات حققها في المنطقة ضد «داعش»، تدل المؤشرات على أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لا سيما في ظل أنباء تتحدث عن تعزيزات يحشدها «داعش» بقيادة أبو أيمن العراقي.
وأيّاً كانت المعطيات الميدانية الحالية، وحتى على فرض صحة الانتصارات التي يسوق لها زعيم «جيش الإسلام» زهران علوش، فإنه من المتوقع أن تشهد مناطق الغوطة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية المتشددة، تصعيداً عسكرياً كبيراً في المرحلة المقبلة، لأن ما حدث ويحدث فيها ليس سوى بداية أو مجرد تسخين لأحداث جسام، قد لا تقل ضراوة عن أحداث المنطقة الشرقية.
وإذا كان لا يوجد في الغوطة آبار نفط تستحق استعار القتال من أجلها، إلا أن لها أهمية دينية قد تعوض غياب النفط؛ إذ يعتقد «الجهاديون»، على مختلف انتماءاتهم التنظيمية، أن الغوطة الشرقية ستكون المنطقة التي يتجمع فيها المسلمون لمواجهة أعدائهم في الحرب الفاصلة الموعودة، والمسماة «يوم الملحمة الكبرى». ويستندون في ذلك إلى أحاديث مرويّة عن الرسول محمد كقوله: «يوم الملحمة الكبرى يكون فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ»، وقوله في تعداده لبعض مؤشرات اقتراب قيام الساعة «هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، يسيرون إليكم على ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة ويقال لها: دمشق». لذلك يتمسك هؤلاء «الجهاديون» بأن يكون لهم ولو موطئ قدم في الغوطة، كي يساهموا بحسب اعتقادهم في الملحمة الكبرى ضد بني الأصفر!
وإذا كانت بعض الفصائل تستخدم الأحاديث النبوية السابقة لغرض التحريض وشحذ الهمم، من دون قناعة تامة بصحة إسقاطها على الواقع الحالي، فإن فصائل أخرى يأخذها إيمان مطلق بحرفية تلك الأحاديث، ولا تقبل أي جدل في صحتها وصحة إسقاطها، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» ذات الانتماء السلفي «الجهادي القاعدي».
ولم يعد خافياً أن الغوطة الشرقية كانت من أوائل المناطق السورية التي شهدت حشداً كبيراً لـ«جهاديي» العالم من مختلف الجنسيات، وهو ما رشّحها خلال السنتين الماضيتين لتكون ميدان معارك عدة مهمة وقاسية خاضها الجيش السوري ضد هذه الفصائل، التي كانت تتلقّى دعماً غير محدود من قبل أجهزة استخبارات عديدة بهدف إسقاط مدينة دمشق، وبالتالي إسقاط نظام الحكم.
ورغم الحروب المستعرة مع الجيش السوري طوال الوقت تقريباً، إلا أن الغوطة كانت كذلك الميدان الذي شهد الولادة غير العلنية لأول الخلافات بين الفصائل «الجهادية» بعضها بالبعض الآخر، وتحديداً بين «جيش الإسلام» (كان اسمه «لواء الإسلام») من جهة، وبين «جبهة النصرة» قبل وقوع الخلاف بينها وبين «داعش» من جهة أخرى.
فقد كان «مفتي جيش الإسلام» أبو عبد الرحمن الكعكي أول من اتهم «جبهة النصرة» بأنهم خوارج العصر وينبغي التخلص منهم، بل إنه في إحدى خطبه وصف زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني بأنه «شاب متمايع يرتدي الجينز». في المقابل كان «أمراء» من «جبهة النصرة»، وعلى رأسهم عبدالحكيم الموحد (الذي قتل في جوبر في تموز الماضي) يتهمون زهران علوش بالانسحاب الدائم من أرض المعركة، وتسليم أكثر من منطقة للجيش السوري، تاركاً «المجاهدين» مكشوفي الظهر، كاتهامه بالانسحاب من دير سلمان العام الماضي مع بداية حملة الجيش السوري على الغوطة. وأشار الموحد إلى أن تكديس علوش للأسلحة في مخازنه ليس له سوى هدف واحد هو قتال «المجاهدين».
ورغم أن زهران علوش حاول، قبل يوم واحد من الإعلان عن تأسيس «الجبهة الإسلامية» في تشرين الثاني الماضي، ترطيب الأجواء مع «جبهة النصرة»، كونها ستكون حليفة «الجبهة الإسلامية»، وإن لم تنتمِ إليها رسمياً، وذلك من خلال لقاء صحافي مسجل قال فيه ما معناه إن «النصرة» إخوان لنا، وأنه اجتمع مع الجولاني، مقللاً من أهمية كلام مفتيه الكعكي، لأن المقصود من وصف الخوارج بحسب تفسيره هم عناصر «داعش» الذين انشقوا عن «النصرة» بعد الخلاف (الفتنة) الذي حدث في نيسان العام 2013، ولكن فات علوش أن «مفتيه» لم يوفر الجولاني نفسه حيث وصفه بالمتمايع، مع أن الجولاني لم ينشق عن «النصرة»!
ولأن علوش يدرك تماماً أن تصريحاته التي اضطر إليها لتمرير صفقة إنشاء «الجبهة الإسلامية» بتوجيهات مباشرة من الاستخبارات السعودية، التي كانت تخطط في تلك الفترة لمواجهة مؤتمر جنيف ومسار مكافحة الإرهاب، لم تقنع قادة وعناصر «جبهة النصرة» في الغوطة، وبقيت نار الخلافات كامنة تحت رماد المصالح الوقتية، فقد اتخذ منذ بداية مواجهته الحالية مع «داعش» موقفاً رافضاً لمشاركة «جبهة النصرة» في قتال «داعش»، متخوفاً من صحة ولائهم، لا سيما بعد مبايعة «أمراء النصرة» في البوكمال لزعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، وما استتبع ذلك من سقـوط كامــل ريف دير الزور بيد من يصفــهم بالخوارج.
والأنكى بالنسبة لعلوش أنه لا يستطيع كذلك أن يثق بعناصر «أحرار الشام»، وإن كان يثق بقيادتهم، لأنه يعرف أن الكثير من «الأحرار» ما زالوا ينظرون إلى «داعش» على أنهم «إخوة في المنهج» ولا يجوز قتالهم.
لكل ذلك يسعى علوش جاهداً لإنهاء معركة الغوطة الشرقية ضد «خوارج العصر» كما يسميهم، قبل أن تتطور الأمور وتتقلب القلوب وتتغير الولاءات ويحدث في الغوطة سيناريو المنطقة الشرقية نفسه. ولكثرة حماسة علوش، بدا في الأيام الأخيرة كمن يقاتل طواحين الهواء وينسب لنفسه انتصارات كبيرة، لمجرد اقتحام مقر صغير من مقار «داعش»، بينما تشير المعطيات كافة إلى أن «داعش» لم يلتفت بعد لما يجري في الغوطة بسبب انشغاله في الموصل وترتيب الأوضاع في دير الزور.
ولكن قد يكون تسريب إعلاميي «داعش» أمس خبر إرسال أبو أيمن العراقي إلى الغوطة، في تذكير واضح ببداية الأحداث في دير الزور عندما أرسل العراقي من الساحل السوري إلى المنطقة الشرقية ليقود المعارك فيها، بداية التفات «داعش» إلى أحداث الغوطة الشرقية. فهل يشعل أبو أيمن العراقي الغوطة كما أشعل المنطقة الشرقية؟
الدولة الإسلامية تمنح صكوكاً للتوبة لمن يتوقف عن قتالها شرقي سوريا
علاء وليد- الأناضول: أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” الجمعة، عن منحه صكوك توبة لمن يعلن توبته عن قتاله من جانب فصائل المعارضة المسلحة في محافظة دير الزور شرقي سوريا أو كما يطلق عليها التنظيم اسم “ولاية الخير” التي سيطر التنظيم على معظم مساحتها مؤخراً.
وفي بيان أصدره ونشرته مواقع تابعة له على شبكات التواصل الاجتماعي وتنسيقيات الثورة الإعلامية، قال التنظيم “تعلم الدولة الإسلامية كل من يريد التوبة أو أعلن توبته من الفصائل المسلحة الموجودة في ولاية الخير أن الدولة فتحت باب التوبة، وعليه تسليم سلاحه في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور البيان”.
واعتبر التنظيم أن كل من لا يستجيب للبيان أو له علاقة بإخفاء سلاح أو تستر على من أخفاه بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي حددها “خلية نائمة معادية للدولة الإسلامية”.
وختم بيانه بعبارة تهديد ووعيد “وقد أعذر من أنذر”.
وقدم التنظيم طريقة التوبة من خلال إحضار صورتين شخصيتين، وصورة البطاقة الشخصية إلى مكتب المعلومات بالمحكمة الإسلامية التابعة للتنظيم، لم يحدد مكانها، بغرض التوثيق حتى لا يتعرض له “جنود الدولة” لاحقاً.
وطلب ممن أخذ ورقة توبة قبل صدور هذا البيان أن يوثقها في المحكمة الإسلامية بمدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور وإلا تعتبر ملغية.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأسبوع الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله، ليسيطر التنظيم بذلك على معظم مساحة المحافظة بعد سيطرته مؤخراً على الريف الغربي فيها.
ولمحافظة دير الزور الغنية بالنفط مكانة استراتيجية لدى “الدولة الإسلامية” وذلك كونها صلة الوصل بين المناطق التي سيطر عليها مع قوى سنية أخرى في شمالي وشرقي العراق مؤخراً، وبين معقل التنظيم الأساسي في سوريا وهي محافظة الرقة (شمال)، وذلك في سبيل تحقيق حلم “دولة الخلافة” التي يسعى التنظيم لتجسيده.
وأعلن أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يعرف بـ(داعش)، مطلع يوليو/ تموز الجاري، عن تأسيس “دولة الخلافة”، في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين” بعد مبايعته من قبل مجلس شورى التنظيم، وذلك بحسب تسجيل صوتي منسوب له بثته مواقع جهادية.
ودعا العدناني باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم لمبايعة “الدولة الإسلامية”، بعد شطب اسم العراق والشام من اسمها.
في سامراء الميليشيات تحرس مقام العسكري ولا وجود لقوات الجيش
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: يتزايد دور الميليشيات الشيعية في الحياة اليومية العراقية ومنذ سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والقوى السنية المتحالفة معه على مناطق شمال وغرب العراق.
وتبدو مظاهر الميليشيات بشكل أوضح في العاصمة بغداد التي تدفق عليها المتطوعون الشيعة من كافة المدن العراقية بعد سماعهم فتوى آية الله علي السيستاني التي دعاهم فيها للدفاع عن بغداد.
ولعل أبرز الجماعات في المشهد وكحليف لرئيس الوزراء نوري المالكي، هي «عصائب الحق» التي استدعت مقاتليها من سوريا بعد الأزمة الأخيرة. ويشير تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» للواقع الجديد في العراق. ففي الطريق من بغداد إلى سامراء التي يوجد فيها مقام الإمام العسكري يفرغ الطريق بعد 20 ميلا كما ولو أن حاجزا غير ملموس وضع عليه.
فعند هذه النقطة وما بعدها تتغير الحدود بشكل مستمر، حيث لا تتعدى سيطرة الحكومة جانب الشارع وفي بعض الأحيان لا توجد سلطة لها على الشارع نفسه.
ويقول التقرير إن الرحلة التي تمتد على مسافة 75 ميلا تدخل المسافر في واقع العراق غير المستقر، فعند هذه النقطة يدخل المسافر عالم الميليشيات الشيعية التي يحمل أفرادها السلاح نيابة عن الحكومة وقواتها التي انهارت معنويا وعسكريا وليس لديهم إلا صلات قليلة مع القوات الأمنية، رغم أن هذه تؤكد على سيطرتها على عناصر الميليشيات، وأمام هذا العالم يواجه المسافر بعالم الميليشيات السنية التي أصبحت لا تبعد سوى 50 ميلا عن العاصمة في خروجها السريع والمفاجيء الشهر الماضي الذي أدهش الأمريكيين وأخذ الجيش العراقي على حين غرة.
ويقول كاتب التقرير على المسافر قراءة الإشارات التي قد تكون غير واضحة للقادم الجديد، فالرايات والزي العسكري قد يكون مصدر خطر وأمن. فعند نقطة تفتيش لا تبعد سوى 25 ميلا عن سامراء قال عنصر من الحراسة لمراسل الصحيفة «أنت تدخل منطقة ساخنة»، وكان يرتدي قميصا وقبعة الشرطة ولكن الراية المرفوعة كانت صفراء مما يؤشر إلى أن الذين يديرون النقطة هم أعضاء في «كتائب حزب الله» العراقي، وهو فصيل دربته ومولته إيران.
الرايات
ويقول التقرير إن الشيعة يعلنون عن حضورهم من خلال الرايات، فعلى الطريق من الدجيل لبغداد تظهر راية عصائب الحق «بأرضية بيضاء وفي وسطها خريطة العراق التي زرع فيها كلاشينكوف، محاطة بسيفين، وتحت كتاب نقش عليه جزء من الآية القرأنية «»إنهم فتية ..».
وتقدم «عصائب الحق» نفسها باعتبارها من أشد الجماعات مراسا ولديها خبرة في الحرب حيث عاد مقاتلوها من سوريا، بعد مشاركتهم للقتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
بالإضافة لهذين الفصيلين ترتفع في شمال سامراء أعلام الميليشيا التي أعلن تشكيلها أو أعاد إخراجها باسم جديد مقتدى الصدر باسم «كتائب السلام» بعدما كانت تسمى جيش المهدي.
وفي مدينة سامراء التي تعرضت قبة المزار فيها عام 2006 لتفجير أشعل الحرب الطائفية التي تعتبر من أشد الفترات الحالكة في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق، ينقل التقرير عن الجنرال صباح الفتلاوي، الذي يترأس قيادة القوات الخاصة في سامراء «هذه منطقة حيوية».
وكان مقاتلو داعش قد دخلوا المدينة في 5 حزيران/ يونيو ثم انسحبوا منها ولكنهم لا يبعدون سوى ميلا ونصف الميل عنها. وتمتليء المدينة بالمتطوعين الشباب يبدو أنهم عرضة للخطر، فقد أدت دعوة السيستاني لزيادة أعداد من انضموا للقوات العراقية او تطوعوا في صفوف الميليشيات.
من كل الأشكال
ويتم تدريب القادمين في معسكر قرب بلد حيث يحضر كل متطوع زيه العسكري. ويقول مسؤول المعسكر ان عدد الذين سجلوا أسماءهم وصل 20490 متطوعا «ونقدم لهم السلاح والذخيرة» حسب العقيد مصطفى مدير المعسكر.
ويواجه العقيد مشكلة في المعسكر من ناحية طبيعة المتطوعين فهم من مختلف الأعمار والأحجام، بعضهم سمين لا يمكنه الجري ولو لمسافة قصيرة وهناك كبار في العمر دفعهم الحماس لتسجيل أسمائهم لكنهم لا يستطيعون القتال. وتقدم أحدهم وقال إنه مولود عام 1943 مما يعني أن عمره 70 عاما او أكثر وقال «أنا هنا للدفاع عن البلد».
وكان مع العقيد مصطفى شيخ يلبس الزي العسكري ويعتمر عمامة اسمه الشيخ مهدي السعدي الذي لم يترك العقيد يكمل جملة واحدة وجاء بناء على طلب من المرجعيات وترك مدرسته مؤكدا أنهم مستعدون للموت وحماية البلد.
ومع ذلك فالمعسكر ليس آمنا من الهجمات حيث قتل شخصان وجرح 20 قبل أربعة أيام جراء هجوم.
وفي أثناء حديثه يقاطعه الشيخ السعدي الذي يقول «أهم شيء ان المرجعيات تدعمنا» وإلا لما حضر الشباب.
وتظهر أثار الحرب في بلد في كل مكان حتى على العشب الذي احترق. وقريبا من المكان ترتفع رايات كتائب حزب الله التي تدير نقطة تفتيش ولم يلاحظ كاتب التقرير وجودا للقوات النظامية، التي تركت المهمة للميليشيات كي تواجه داعش.
ولا توجد أي مظاهر عسكرية لجنود في الزي العسكري أو سياراتهم فقط رجال لفوا على رؤوسهم عصائب خضراء مكتوب عليها «يا حسين»، ومن المتطوعين هناك قلة يظهر أنها تلقت تدريبا عسكريا وتحمل بنادق قناصة.
مدينة سنية
ورغم وجود مقام العسكري إلا ان سامراء تظل مدينة بغالبية سنية ولهذا استقبل السكان وصول مئات المتطوعين الشيعة بنوع من الشك. وتبدو المدينة مهجورة، فقد توقف الحجاج للقدوم إليها منذ شهرين.
ويقول عدنان وهو استاذ في جامعة سامراء إن نسبة 50٪ من سكانها فروا منها. ويقول إن المتطوعين تلقوا أوامر بعدم شراء طعام أو وقود من المحلات والأسواق بسبب قلة المواد التموينية.
ويقول «لم أتعامل من قبل مع الميليشيات الشيعية ولكن حسب التقارير فهم وحوش، ولا أعتقد أنه يحترمون أحدا»، ومع ذلك فالمرور اليومي عبر نقاط التفتيش وجدهم مؤدبون ولا يشكلون إزعاجا له.
من سوريا للعراق
وتظل «عصائب الحق» من أهم الميليشيات المرتبطة بإيران والتي ظهرت عام 2006 حسب محللين قالوا إنها شكلت بعد خلاف مع مقتدى الصدر وجيش المهدي، وجاءت الأزمة الأخيرة بعد أن كانت تحضر الميليشيا للعب دور في السياسة العراقية ومن المتوقع أن يعطيها تحالفها مع المالكي دفعة قوية.
ورغم انها أخفت دورها في سوريا إلا أنها من أكثر التنظيمات الشيعية التي أرسلت متطوعين لدعم الأسد أو كما يقول عناصرها للدفاع عن مقام السيدة زينب في جنوب دمشق، والذي يقع في مكان استراتيجي بين وسط دمشق والمطار الدولي.
ويقول محللون إن النظام ربما بالغ في أهمية المقام لدفع المتطوعين الشيعة للقدوم والقتال في صفوف النظام.
وعادة ما كان ينضم عناصر عصائب الحق لكتائب أبو الفضل العباس التي تجمع متطوعين من الدول الجارة لسوريا. وظلت كتائب «عصائب الحق» تتكتم على الطريقة التي يسافر فيها عناصرها لسوريا، ولكن في الغالب يسافر المتطوعون لإيران حيث يتلقون الدعم والتمويل والتدريب من الحرس الثوري ومن ثم يعودون من نفس الطريق الذي دخلوا فيه سوريا.
وفي الأحياء الشيعية لا يعلن عن مكان قتل المتطوع إن قتل في سوريا بل يشار إلى أنه «مات في سبيل دينه».
وتظهر تجربة المتطوعين الشيعة الطريقة التي تتداخل فيها الحرب الأهلية في سوريا والازمة في العراق.
ففي الوقت الذي قرر تنظيم داعش محو الحدود بين البلدين، على الأقل في المناطق التي يسيطر عليها، يقول مقاتلوا عصائب الحق إنه لا فرق «فنحن نقاتل المتمردين في سوريا والعراق» حسبما قال أحدهم لصحيفة أمريكية هذا الشهر.
ومنذ فتوى السيستاني زاد حضور عصائب الحق حيث يقومون بحراسة الاحياء الشيعية، ومراقبة الأحياء السنية في بغداد، وفي أبو غريب والبلدات التي تقف على خط النار يمكن تمييزهم من قمصانهم السود وشارة النسر على جانب والعلم العراقي على الجانب الآخر، ويخشى السنة منهم نظرا لعمليات الخطف والقتل التي مارسوها ضدهم أثناء الحرب الطائفية.
ومن الأحياء التي تتذكر هذه الأيام وتأمل أن لا تعود هو حي الغزالية الذي تحول لمنطقة مغلقة وساحة قتل في تلك الفترة ولم يكن حتى الجيش الأمريكي يستطيع الدخول إليه إلا بالمصفحات.
في الغزالية
ويتذكر صاحب محل حلاقة تحدثت إليه قبل أيام صحيفة «لوس أنجليس تايمز» «كانت الجثث ترمى كل يوم في الشوارع، وكان الناس يخشون مغادرة بيوتهم» وقال إن الحي عانى من تفجير سيارات واغتيالات واختطافات بدرجة لم يعد صالحا للعيش فيه.
وانقسم الحي الذي كان يعيش فيه السنة والشيعة جنبا إلى جنب لقسمين، واحد تعيش فيه غالبية سنية وآخر يعيش فيه الشيعة يفصل بينهما جدار اسمنتي. ونفس الأمر تكرر في أحياء بغداد التي عاشت قبل الإحتلال معا وفي انسجام تام.
واليوم عادت أشباح تلك الأيام لتلاحق أهل بغداد وفتحت جروح الماضي.
وتحولت بغداد كما يقول التقرير لساحة للميليشيات التي تجمعت لمواجهة تهديد داعش، فيما تنتشر شائعات عن «خلايا نائمة» لداعش جاهزة كي تضرب الشيعة والحكومة. ويلاحظ كاتب التقرير أن مظاهر القلق واضحة في الغزالية، وهو حي تعيش فيه طبقة عمالية، ربما وصل عددها إلى 100.000 نسمة.
وكان الحي مشهورا كسكن للعسكريين في الجيش العراقي السابق، ويظل أكثر الأحياء عرضة لانفجار العنف الطائفي فيه، والبوابة التي يمكن للمقاتلين السنة دخول بغداد منها. وشهد الحي في الفترة ما بين 2006-2007 عمليات قتل وقتل انتقامية بين جيش المهدي ومؤيدي القاعدة.
الحياة عادية
وفي زيارة للحي جمع كاتب التقرير سلسلة من الشهادات تظهر أن الحي لا يزال هادئا.
ويقول صاحب مخبز «التين والزيتون» جاسم صالح الذي يقدم خدماته للجميع «الناس لا يريدون العودة لتلك الأيام»ـ ويقول إن الوضع حتى الآن «عادي»، ويعني بها استمرار الإنقسام حيث يعيش السنة والشيعة على طرفي الشارع المشجر الذي يفصل الغزالية لقسمين.
ويقول صالح «يشعر الناس بالراحة عندما يعيشون مع أبناء طائفتهم». ويقول كاتب التقرير إن الغزالية يظهر صعوبة تقسيم العراق حسب الخطوط الطائفية، صحيح أن هناك اعداد كبيرة من الشيعة يعيشون في بغداد والجنوب لكن هناك تجمعات سنية كبيرة في العاصمة والجنوب.
وشاهد سكان الغزالية الميليشيات الشيعية وهي تقوم بمسيرات وهو كل ما رأوه منها حتى الآن. وفي النهاية يقول كاتب التقرير إن لا أحد على ما يبدو راغب بالعودة للأيام الحالكة: فرق الموت والإغتيالات.
انتخاب هيئة سياسية جديدة للائتلاف السوري المعارض
اسطنبول ـ الأناضول: انتخبت الأمانة العامة للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، 19 عضواً للهيئة السياسية، في الصباح الباكر من يوم امس، حيث حاز كل منهم على الأصوات التالية:
1- سالم المسلط (73) صوتا، 2- عبد الأحد اسطيفو(72)، 3- نذير الحكيم (68) 4- عالية منصور (68)، 5- بدر جاموس (68) 6- محمود دغيم (66) 7- أحمد سيد يوسف (62) 8-صلاح درويش (62) 9- رياض الحسن(61) 10- واصل الشمالي (61) 11- نغم القادري (60) 12- أنس عيروط (58) 13- خطيب بدلة (55) 14- جابر زعين (55) 15- أنس العبدة (54) 16- أحمد جقل (53) 17- أكرف عساف (50) 18- محمد خير بانجو (50) 19- خالد ناصر ( 49).
ويلاحظ أن ستة من أعضاء الهيئة السابقة استمروا فيها، وهم: خالد الناصر، ورياض الحسن، وعالية منصور، وأحمد جغل، ومحمد رياض بانجو، وصلاح درويش. وعاد إليها من جديد أكرم عساف، وسالم مسلط، بينما دخلها 11 عضواً لأول.
وحسب النظام الداخلي للائتلاف، يضاف إلى الأعضاء المنتخبين في الهيئة، كل من الرئيس، ونوابه الثلاثة، والأمين العام، ليصبح كامل عدد أعضاء الهيئة السياسية 24 عضواً
وفي سياق آخر، رفضت الهيئة العامة للائتلاف، ليلة أمس، مقترح التوسعة النسائية بنسبة 30٪ من عدد أعضاء الائتلاف، حيث اعترضت على هذا النسبة، وطالبت مقترح جديد.
قائد مستقيل من الجيش السوري الحر: هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين والسياسي المعارض ميشيل كيلو يكشف عن تشكيل تجمع وطني بديلا للائتلاف
عواصم ـ وكالات: قال العقيد عبد الباسط طويل، قائد الجبهة الشمالية المستقيل من هيئة الأركان بالجيش السوري الحر، إن هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين، محذرًا من أخطار عدم التنسيق بين المجموعات القتالية في مواجهة نظام بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية».
ومضى طويل قائلا، إن «أي نجاح في عملية عسكرية لا يأتي إلا بوجود قيادة موحدة تدير العمليات العسكرية، وهذا لم يعد موجودًا».
وحمّل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن الوصول إلى هذا الوضع، «بسبب دعمها بعض المجموعات القتالية بالذخائر بعيدًا عن منظومة هيئة الأركان».
وأعلنت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم 6 حزيران/ يونيو الجاري، أن الولايات المتحدة تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» للمعارضة السورية المعتدلة.
وأوضحت أن واشنطن كثفت دعمها لمجموعات ممن أسمتهم بـ «المعارضة السورية المعتدلة»، وقدمت إليها مساعدة (أسلحة) «فتاكة» و»غير فتاكة»، في أول تصريح أمريكي بهذا الخصوص.
وتساءل طويل: «كيف لهذه المجموعات أن تمارس عملها في إطار منظومة وخطط هيئة الأركان، طالما أنها تحصل على ذخائرها من جهة أخرى».
ووصف قائد الجبهة الشمالية المستقيل هذه المشكلة بـ «الخطيرة»، مضيفا أن «هيئة الأركان فقدت السيطرة على المقاتلين بسبب ذلك، والوضع يسير من سييء إلى أسوأ».
وأصدر 4 من 5 قادة جبهات وعدد من رؤساء المجالس العسكرية، تابعين لهيئة أركان الجيش السوري الحر، في 14 حزيران/ يونيو ما أسموه «بيان استقالة» من مناصبهم.
ولم يعلن القادة حينها أسباب الاستقالة، غير أن كنان محمد، رئيس المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، التابعة لائتلاف المعارضة، قال لـ الأناضول، إن اختيار الولايات المتحدة لبعض الفصائل المسلحة لتزويدها بالسلاح الأمريكي دون الرجوع إلى قادة الجبهات، هو السبب الرئيسي لاستقالة أغلب هؤلاء القادة من مناصبهم.
ولا يرى طويل من حل لهذه المشكلة، سوى «أن يتم توزيع الذخائر من خلال هيئة الأركان»، مضيفًا «طلبنا ما هو أقل من ذلك طوال الأربعة أشهر التي سبقت الاستقالة، وهو أن تحتفظ كل مجموعة بالذخائر التي تحصل عليها، على أن يتم استخدامها في إطار خطة موحدة يشرف عليها قادة الجبهات، وهو ما فشلنا فيه».
وتابع بقوله: «هذه عشوائية، فكل مجموعة تعمل بمفردها، وهذا أحد أهم الأسباب للوضع المتردي في الجبهة الشمالية، لاسيما محافظة حلب».
وخلال الأسبوع الماضي، حققت قوات النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» تقدمًا ملحوظا في محافظة حلب، وسيطرا على مناطق كانت تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف المحافظة الشمالي.
من جهة اخرى كشف السياسي والمعارض السوري المعروف ميشيل كيلو امس الخميس عن نيته مع مجموعات و شخصيات وطنية سورية العمل على «انشاء تجمع وطني سوري تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية ويشكل بديلا للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحيته».
وقال «لقد ناقشنا ذلك مع كتل سياسية و شخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وأشخاص داعمين لثورة السوريين التي يحاول البعض سرقتها».
وهاجم كيلو انتخابات الائتلاف التي جرت منذ يومين وفاز فيها هادي البحرة برئاسة الائتلاف، واصفا اياها «بالمهزلة وان مصير الشعب السوري لا يجب ان يبقى حكرا بأيدي سياسيين مغامرين يرتهنون طوال الوقت للمال السياسي الذي يديره كل من احمد الجربا(رئيس الائتلاف السابق) ومصطفى الصباغ (الامين العام الاسبق للائتلاف) .
و فاز البحرة بـ 62 صوتا في الانتخابات الاخيرة في مواجهة منافسه موفق نيربية الذي حصد 41 صوتا إثر خلافات وانقسامات في الكتلة الديمقراطية التي ينتمي لها الرجلان.
وأضاف كيلو الذي بات يرفع الصوت عاليا في الاشهر الاخيرة كاشفا اخطاء المعارضة السورية التي هو جزء اساسي من مكوناتها.
وقال الذي اعتقل لسنوات ومرات عدة من قبل نظام الاسد إن «ابتزاز المالي السياسي والخيانات التي حدثت في التحالفات كلها لعبت دورا سلبيا في العملية الانتخابية ولذلك نجد لدى بعض السياسيين اليوم اساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين» .
وأوضح أن «الائتلاف لا يمكن ان يستمر بهذه الطريقة التي تدار بعقلية أسدية و كأنه مزرعة لبعض المتنفذين، الذين يحاولون احكام سيطرتهم على السياسيين و العسكريين « .
وناشد كيلو «زملاء الديمقراطية ان لا يركبـــــوا في قطار الانتهازيين، كي لا يكونوا خونة لدماء شهداء الشعب السوري الذي نسعى معه للقضاء على نظام الدكتاتور المستبد والتنظيمات الارهابية الوافدة، لكي نتفرغ بعد ذلك لبناء سوريا الجديدة التعددية المدنية الديمقراطية».
نشطاء حلب يعملون على الإندماج وإطلاق وكالة سورية حرة للأنباء
ياسين رائد الحلبي
عندان – ريف حلب ـ «القدس العربي» بعد أن حققت قوات النظام تقدما بسيطرتها على المدينة الصناعية (الشيخ نجار) التي كانت تحت سيطرة الثوار لنحو عامين من الآن بات مدرك للجميع خطورة الموقف على الثورة السورية وحجم المأساة الإنسانية الجديدة بإتباع سياسة التجويع على مدينة حلب بحصارها أطلقت حملات عدة من ناشطين تطالب بتوحيد كافة جهود الثورة السورية وضمن مبادرة سيف حلب التي قام بها ناشطي مدينتهم لإنقاذها بتوحيد الجهود العسكرية والطبية والإغاثة والإعلامية قد أكدوا على أهمية الدور الإعلامي أنه سبيلهم للوصول لخطاب موجّه وجهود موحدة يكون بالوصول لجهة رسمية تربط بين كافة مؤسسات الثورة وتكون المصدر الرئيسي للوصول لأي معلومة وحدث وأكّدوا أن ضعف رسائلهم الإعلامية هو بتشرذمها وتعدد مصادر الحصول على المعلومة وأحياناً تضاربها مقارنةً، مع آلة إعلام النظام السوري.
تململ العالم من متابعة الأحداث التي تجري في سوريا على سلّم الأخبار العالمية إلى درجات متدنية، و أحدث فتوراً بالرأي العام العالمي، نتيجة طول أمد الثورة السورية، رأى نشطاء، وإعلاميون على الأرض أنه لابد من توضيح ما اختلطت عليه الأمور التي تصل لخارج سوريا ، توازياً مع ورود مؤشرات تفيد بفعالية اعلام النظام السوري، ورداً على ذلك يقول النشطاء لابد من إيجاد مؤسسة إعلامية قادرة على ايصال الصورة الصحيحة، وبوضوح للعالم الخارجي.
وكشف منسق المبــــادرة الإعــــلامي يحــــيى أبو ريان عن اجتماعات تعقد الآن بين أغلب الاعلاميين، والنشطاء في مدينة حلب ، تمهيداً لذلك، وأشار إلى أن الأيام القليلة القادمة سوف تشهد إعلانا مهما بتاريخ إعلام الثورة السورية.
وقال أن المبادرة لاقت ترحيب كل النشطاء على الأرض، ومسؤولي إعلام الفصائل العسكرية، لافتاً إلى أن الوكالة «المنتظرة « تقوم على ركائز مؤسساتية، وأنها سوف تستفيد من جملة الأخطاء التي ارتكبها بعض الإعلاميين بقصد، أو بدون قصد .
وأكّد مأمون الخطيب رئيس مجلس إدارة وكالة «شهبا برس» على أن الوكالة الجديدة سوف تركز على العمل المدني ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وذلك رداً على تصوير ماكينة النظام الإعلامية هذه المناطق بدون عمل مدني، وخدمات اجتماعية تقدمها المعارضة، مما أشار لضرورة إظهار الفعاليات الاغاثية، والخدمية، والمؤسسات التي تقدمها، وبصورة مطابقة لما يجري.
وبين أن الجهد الأكبر على الشأن العسكري ودراسة أي خبر قبل صدوره من لجنة مختصة
والتركيز على حالة عدم التكافؤ العسكري بين جيش النظام الذي يمتلك كل أسباب القوة من سلاح الجو، والصواريخ، إلى المدرعات وغيرها ، وبين ثوار لا يمتلكون إلا السلاح الخفيف، ومع ذلك هم يحققون الانتصارات، وتبيان أن من يقاتل على الأرض هم السوريون، لاكما يصورهم اعلام النظام «ارهابين من جنسيات مختلفة».
ونوه يوسف صديق مدير مركز حلب الإعلامي إلى أن يكون الخطاب الدولي مسلطاً على أن ما يجري في سوريا» ثورة، وحراك شعبي»، وليس كما يصوره البعض حرباً أهلية، وطائفية، وطالب التركيز بكشف حقيقة ممارسات النظام «الطائفية» عن طريق فضح تحالفاته مع ايران، والميليشيات العراقية، وحزب الله .
يعلق الكثير من المراقبين مسؤولية ما يعتبرونه «فشل الثورة» على الاعلام ، ويتحدثون عن تخبط أصاب اعلام النظام في بداية الثورة ، إلا أنه وسرعان ما امتص اعلام النظام حالة الارتباك التي أصابته ، وبدأ يستعيد عافيته تدريجياً ، مقابل تشتت وضياع جهود الإعلام الثوري ، وفي هذا السياق وصف أبو يزن الحلبي مدير المكتب الإعلامي لجيش المجاهدين على أن بعض قنوات الإعلام الثوري «بالدكاكين الإعلامية» إنعكاساً لموادها التي تحصل عليها من الداخل غير منضبطة.
أما الإعلامي عبد الكريم ليلى المسؤول الإعلامي في الجبهة الإسلامية قد أفادنا أن عدم المهنية التي يتسم بها أغلب الاعلاميين، هي أهم عثرة قد تعيق عمل هذه الوكالة، وأشار إلى أن أدوات العمل لا توازي حجم العمل المطلوب تحقيقه، والمطلوب توحيد المرجعية لتشكيل إعلام يكون بديل عن الاعلام النظامي.
وتعتبر بعض المصادر أن الاعلام الثوري كان في حجم العمل المطلوب، قياساً على أنه قام بأيدي هواة، جل همهم نقل ما يجري على الأرض السورية من أحداث، ومذابح بحق شعب لم يطالب سوى بالحرية.
وبالعودة لعبد الكريم وصف أن الوصول لوحدة إعلامية مفتاح الوصول لتوحّد كافة جهود الثورة وكان ذلك على المستوى العسكري عند تشكيل غرفة أهل الشام والآن التغطية ستكون على كافة المستويات وبإطلاقها في هذا الوقت العصيب تحديداً يعتبر صفعة قوية بوجه النظام ونصراً بحد ذاته.
العاصمة خرجت من الاختبار العسكري … لا تغييرات أمنية أو عسكرية في دمشق التي أزالت حواجزها الحساسة
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» ليست خطوة استعراضية نفسية إزالة عدة حواجز رئيسية في مناطق حساسة داخل العاصمة دمشق، الإجراء يبدو واقعي فرضــــه التحســـن الكبير في الواقع الأمني للعاصمة التي بقـــيت عصية على المعارضة وعلى مجموعاتها وأجنحتها المسلحة طيلة ثلاثة أعوام وعدة أشهر ماضية… هكذا يلخص مصدر أمني سوري إقدام السلطات السورية على إعادة انتشار الحواجز الأمنية والعسكرية وإزالة قسم منها بين أحياء دمشق.
يرفض المصدر الدخول في مزيد من التوضيحات لكونها من الأسرار الأمنية واللوجستية لكنه يُشير إلى أن التهديد ببعده العسكري على العاصمة دمشق طويت صفحته تماماً وبشكل نهائي بعد آخر كمين عسكري نفذته وحدات من الحرس الجمهوري بتنسيق مع وحدات الرصد والاستطلاع الأمني في جهاز المخابرات السورية ليلة الخامس والعشرين من شباط/ فبراير قرب ما يُعرف بـ «بحيرة ميدعة» بالغوطة الشرقية بريف دمشق حينها نجحت المؤسسة العسكرية السورية في اختبار إحباط هجوم محتمل على أطراف العاصمة بكمين سقط فيه أكثر من مئتي مقاتل من جبهة النصرة.
أما التهديد الأمني فحسب فإنه حسب يكاد يتلاشى، «فعلت الحواجز العسكرية والجهد الأمني فعلها في كشف الخلايا المحتملة داخل العاصمة ولطالما طُوّقت دمشق بما يكفي من الحواجز اليَقِظة، فلا خوف» .. الكلام طبعاً للمصدر ذاته. اللافت أنه حتى الحواجز التي طوّقت شعبة الأمن السياسي وأغلَقت جميع الشوارع المحيطة بها قد أُزيلت الآن، نجحت سابقاً تلك الحواجز في تجنيب تلك الشعبة الاستخباراتية هجوماً انتحارياً على غرار ما حصل لبقية أجهزة الاستخبارات التي تعرضت لهجمات انتحارية قبل أن تُطوقها الحواجز. يأتي ذلك فيما لم تحدث في دمشق أية تغييرات أو تنقلات أمنية أو عسكرية تُذكر كما كانت تحصل عادة مطلع شهر تموز/ يوليو وحافَظ كبار القادة الأمنيين والعسكريين على مواقعهم، يقول مراقبون أن جميع القيادات الأمنية والعسكرية أدت مهامها بالشكل المطلوب خلال عام مضى وحققت دمشق مكاسب عسكرية ميدانية وأخرى أمنية لافتة.
مهمّات ملحّة أمام قيادة “الائتلاف” السوري الجديدة
إسطنبول ــ عدنان علي
وُلدت، بعد مخاض عسير، قيادة جديدة لـ”الائتلاف الوطني السوري” المعارض، يترأسها هادي البحرة الذي كان قد تولى رئاسة وفد المعارضة خلال مفاوضات جنيف. وتزامن ذلك مع تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثاً أممياً إلى سورية خلفاً للأخضر الإبراهيمي.
وستكون أمام القيادة الجديدة للائتلاف بعد هذه الانتخابات، مهام جسيمة وتركة ثقيلة، لا تخص القيادة السابقة للائتلاف فحسب، بل تشكل تراكم ممارسات خاطئة بدأت مع تشكيل الائتلاف في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، والذي وُلد مع زخم دولي وإقليمي سرعان ما خبا، تاركاً الجسم الوليد كي تنهش فيه التجاذبات الإقليمية والابتزاز الدولي، فضلاً عن الأداء القاصر لأعضاء الائتلاف وقيادته.
وقد تعرّض “الائتلاف”، خلال الفترة الماضية، لانتقادات كثيرة بسبب ما اعتُبر أداءً قاصراً على جميع الأصعدة. ولكي تقدّم القيادة الحالية للائتلاف صورة مغايرة، وأداءً مختلفاً عن المرحلة السابقة، ينبغي عليها العمل على عدّة محاور، تبدأ بإصلاح البيت الداخلي وصولاً إلى إصلاح وترميم علاقات الائتلاف مع محيطه المحلي والإقليمي.
على القيادة الجديدة العمل على إصلاح البيت الداخلي وإصلاح وترميم علاقات الائتلاف مع محيطه المحلي والإقليمي
ويتضمن إصلاح البيت الداخلي الكثير من النقاط المطروحة أصلاً على جدول أعمال الاجتماع الأخير، مثل تعديل النظام الأساسي للائتلاف، من ناحية مدّة ولاية رئيسه وصلاحياته، وقوانين عمل اللجان لزيادة فعاليتها، وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة. وقد يحتاج ذلك إلى إعادة النظر في تركيبة الائتلاف التي تجمع على نحو شكلي العديد من القوى.
ويضم الائتلاف تشكيلة واسعة، لكن غير فعّالة (بعضها موجود على الورق فقط) مثل المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الثوري لعشائر سورية، ورابطة العلماء السوريين، واتحادات الكتاب، والمنتدى السوري للأعمال، وتيار مواطنة، وهيئة أمناء الثورة، وتحالف معاً، والكتلة الوطنية الديمقراطية السورية. وتضم أيضاً المكون التركماني، المكون السرياني الآشوري، والمجلس الوطني الكردي، المنبر الديمقراطي، والمجالس المحلية لكافة المحافظات. وتُضاف إلى هؤلاء، بعض الشخصيات الوطنية وممثل عن المنشقين السياسيين. وهذه التركيبة الفضفاضة جعلت من السهل العبث بأعضائها وشراء أصواتهم كما يحدث في كل اجتماع انتخابي.
وترتبط بما سبق، آليات التمويل والإنفاق في الائتلاف، التي تعاني من غياب الشفافية والرقابة. وحتى هذه اللحظة، تُحوّل أموال الدعم التي تقدّمها بعض الدول إلى حسابات أشخاص بعينهم، وليس إلى حساب يخص الائتلاف كمؤسسة، مما يجعل هؤلاء الأشخاص بشكل طبيعي مرتبطين بالجهات الداعمة لهم. ويمكنهم بالتالي توجيه هذا المال لتحقيق غايات ضيقة مثل شراء الولاءات داخل الائتلاف وخارجه.
ومن الإصلاحات المطلوبة أيضاً، تحديد علاقة “الائتلاف” مع الحكومة المؤقتة، خصوصاً في ظل التنازع في الصلاحيات والاختصاصات، كما ظهر أخيراً في قضية إقالة رئيس الحكومة للمجلس العسكري ورفض الائتلاف لهذا القرار.
وفيما يتصل بالحكومة نفسها، من الواضح أنّها لم تتمكن من القيام بمهامها على الوجه الأكمل في المرحلة السابقة. ولا تزال تفتقر إلى الوجود الفاعل على الأرض، لناحية توفير الخدمات الأساسية للناس في المناطق المحررة من سيطرة النظام، فضلاً عن غيابها شبه الكامل عن مخيمات النازحين واللاجئين السوريين داخل سورية وخارجها.
ولعلّ أهم ما ينتظره الداخل السوري، وحتى المجتمع الدولي، ممن يفترض أنّه الممثل السياسي المعترف به للشعب السوري، أن يقدّم خطة بشأن توحيد كتائب “الجيش الحر” تحت راية واحدة قد تسمى الجيش الوطني السوري الحر أو غير ذلك، بغية قطع الطريق على المتردّدين والمتذرّعين بتشتت المعارضة المسلحة “المعتدلة” لتأخير مدّها بالدعم النوعي المطلوب.
تحدّي وضع خطة لتوحيد كتائب “الجيش الحر” تحت راية واحدة
كما يحتاج الائتلاف، وخصوصاً في المرحلة المقبلة، مع تعيين مبعوث دولي جديد لسورية، إلى بلورة برنامج سياسي واضح يحدد رؤية المعارضة السورية إزاء القضايا والملفات والاستحقاقات القائمة والمقبلة، ما يتصل منها بالحلول أو المساومات السياسية، وما يتصل بالتطورات الحاصلة على الأرض سواء في سورية أم العراق.
وإضافة إلى البرنامج السياسي، تحتاج المعارضة السورية إلى خطة إعلامية، ومؤسسات إعلامية تتواصل من خلالها مع الشعب السوري في مختلف مناطقه، وتنقل معاناة هذا الشعب إلى العالم.
القضية السورية مقبلة على استحقاقات كثيرة مصيرية، محلياً وإقليمياً ودولياً. وفيما تتراجع الكثير من الجبهات الميدانية أمام ضغط قوات النظام وقوات “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، فإنّ المنطقة والعالم في حالة استنفار اليوم لبحث سبل التعامل مع “دولة الخلافة البغدادية”. وعلى الطاولة تُطرح خيارات كثيرة، جميعها خطيرة ومفصلية تتراوح بين التعاون الأميركي مع إيران، أو حتى مع النظام، ضد “داعش”، وصولاً إلى تعزيز ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، والتي لم تقدّم نفسها حتى الآن بصورة مقنعة لشعبها وللعالم.
براميل الموت تحصد الأرواح في كل سوريا
إيلاف
النصرة تسيطر على مسقط رأس وزير دفاع النظام
قالت مصادر المعارضة السورية الجمعة إن العشرات قتلوا في حلب وريفها، جراء الاشتباكات بين فصائل المعارضة والقصف الجوي من جانب القوات الحكومية.
إيلاف من بيروت: دارت الاشتباكات عنفية بين مقاتلي المعارضة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط قرى الخلفتلي وتل بطال وتل شعير بريف حلب الشمالي، خلفت العديد من القتلى.
ولقي 20 شخصًا مصرعهم جراء إلقاء طيران النظام السوري المروحي برميل متفجر على حي الميسر في مدينة حلب، بينما سقط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي على تل رفعت وبلدة مارع بريف حلب الشمالي.
وقصف الطيران بالصواريخ طريق الكاستيلو في مدينة حلب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، وألقى برميلين متفجرين على منطقة مناشر الحجر فيالبريج في حلب. وسقط قتيلان وعدد من الجرحى جراء سقوط قذائف هاون على حي العزيزية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية في حلب.
هجوم على الرهجان
فجر مقاتل كويتي الجنسية من جبهة النصرة نفسه بعربة مفخخة في حاجز لقوات النظام والمسلحين الموالين لهافي قرية الرهجان، مسقط راس وزير دفاع النظام السوري، بريف حماه الشرقي، عند منتصف ليل الخميس – الجمعة، عقبه اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرةومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة أخرى في القرية.
وذكرت المعلومات تقدم جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في المنطقة، وإيقاع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، فيما قصفت قوات النظام قريتي القنطرة والدلاك بريف حماه الجنوبي.
كما دارت فجر الجمعة اشتباكات عنيفة في محيط قرية لحايا بريف حماه الشمالي، ووردت انباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
براميل بريف دمشق
سقط عشرات القتلى من تنظيم الدولة الإسلامية خلال اشتباكات في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية مع مقاتلي جيش الإسلام، الذين قاموا بإبطال عدة سيارات مفخخة في بلدة مسرابا، أعدها تنظيم الدولة الإسلامية لتفجيرها.
وشن الطيران الحربي غارتين جويتين على المليحة في الغوطة الشرقية، ودارت أيضا اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف البلدة، وقصف الطيران المروحي بلدة خان الشيح بالبراميل المتفجرة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، نفذ الطيران الحربي غارات جوية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة علىمناطق في مزارع رنكوس بمنطقة القلمون. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرةمناطق في الزبداني.
تقدم في درعا
دارت اشتباكات عنيفة على أطراف حي المنشية في مدينة درعا، وفي محيط مدينة نوى بريف درعا، بينما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف مدفعية مقرات للقوات الحكومية في قمة 45 في ريف اللاذقية.
واستهدف مقاتلو المعارضة بالهاون معاقل القوات الحكومية في تل الشعار وسرية الصقري بريف القنيطرة، وسيطروا إثر اشتباكات عنيفة على قريتي مجدولية وعين الدرب.
وقصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة والصواريخ قرى سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محيط اللواء 90 بريف القنيطرة.
عمر 18.. كابوس لأهالي حماة
سارة إبراهيم-حماة
بات بلوغ سن 18 عاما هاجسا للسوريين ومصدر خوف كبير خصوصا في مدينة حماة، فعندما يبلغ أحد الشبان هذا العمر فهذا يعني سن الخدمة الإلزامية، فيؤخذ رغما عنه ليخدم في جيش النظام.
ولأن مدينة حماة كانت منذ أربعين عاما مصدر تهديد للأسد الأب، وشكلت بعد انطلاق الثورة تهديدا آخر للأسد الابن، فإنها تشهد تزايدا للاعتقالات والملاحقات الأمنية إضافة لانتشار الحواجز التي يدقق جنودها في البطاقات الشخصية للشباب.
فإذا ما وجدوا عمر أحدهم قد تجاوز 18 يطلبون منه مباشرة دفتر خدمة العلم، ويكون سيئ الحظ إن لم يكن معه هذا الدفتر الذي يوضح موقفه من التجنيد.
الخوف والالم
وتروي أم أحمد -القاطنة في حماة- قصة أبنائها الثلاثة الذين حرمت منهم وهم في ريعان الشباب فتقول “ابني الأكبر أحمد التحق بالجيش الحر بعد استشهاد أخيه الأوسط الذي فضل الانضمام للثورة المسلحة والدفاع عن أهله على أن يلتحق بجيش الأسد ويساهم في قتل إخوانه.”
وتضيف في حديث للجزيرة نت “أما الصغير فقد بلغ الثامنة عشرة منذ حوالي السنة وتخلف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، فلم يعد يخرج من المنزل وأصبح مطلوبا.”
وتتابع أم أحمد بحرقة “تعرض منزلي للمداهمة والتخريب عدة مرات بسبب إخباريات عن تواجد ابني في المنزل، وفي آخر مرة قفز إلى سطح المنزل المجاور وكسرت ساقه ولكنه استطاع الإفلات من قبضة رجال الأمن.”
وتعيش أم أحمد اليوم محرومة من أبنائها على أمل أن يأتي يوم يجمعها بمن بقي منهم دون خوف من اعتقال أحدهم أو قتله.
حلم فكابوس
أما أمجد – شاب في مقتبل العمر من سكان حماة – فيروي أنه كان يتطلع إلى أن يبلغ سن 18 كي يسافر ويحقق مشروعه الخاص الذي يعلم يقينا أنه لا يستطيع تحقيقه في سوريا، تحت ظل هذا النظام، على حد قوله.
ويتحدث للجزيرة نت عن مرحلة بدء الثورة فيقول “تغيرت أحلامي وبات هاجسي الحرية من حكم الظلم والاستبداد، وبعد مضي سنتين على بداية الثورة بلغت 18 عاما وأصبحت ملاحقا من الدولة لتخلفي عن الخدمة فخرجت إلى إحدى المناطق المحررة وبقيت لعدة شهور”.
لم يستطع أمجد البقاء هناك وحيدا بعيدا عن مدينته وأهله، فعاد آملا في النصر القريب رغم خوفه من المجهول.
ويضيف “كل ليلة لا أتمكن من النوم حتى الصباح وأنا في قلق واضطراب دائم وكلما سمعت صوتا أو حركة ظننت أنهم أتوا لاعتقالي فأذهب لأنام بجانب أمي وكأني طفل صغير”.
وقبل أن ننشر هذا التقرير كان ماجد قد اعتقل بعد أن كتب أحد المخبرين تقريرا أبلغ السلطات عنه، ولا يعرف مصيره حتى الآن.
الموت لا الاعتقال
بينما يؤكد أبو عبد الله أن ابنه قد اعتقل قبل بلوغه سن 18 بأشهر قليلة لمدة ثلاثة أيام، وحين خرج كان في حالة نفسية مزرية، ومعنوياته محطمة لما رأى وسمع داخل السجن، على حد قوله.
ويضيف أبو عبد الله “قرر ابني أن يحمل السلاح ويقاتل في إحدى الجبهات تحسبا لما قد يتعرض له حين يبلغ سن الخدمة وخوفا من مصير مجهول قد يواجهه.”
يستذكر كلمات ولده التي قالها له قبل أن يودعه دامعا “أن أموت شهيدا أفضل من أن أعتقل وأكون تحت رحمة هؤلاء المجرمين، أموت ولا أذل”. وبالفعل استشهد عبد الله على إحدى الجبهات بعد قليل من إتمامه عامه الثامن عشر.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
تقدم للمعارضة بحماة والنظام يقصف درعا وحلب
تمكنت كتائب المعارضة السورية من السيطرة على قرية إستراتيجية في ريف حماة، في حين واصلت قوات النظام قصفها العديد من المناطق السورية كان أبرزها اليوم في محافظة درعا بجنوبي البلاد، وشملت العاصمة دمشق وحلب. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 23 شخصا في أنحاء سوريا اليوم.
وأكد ناشطون سيطرة مقاتلي المعارضة السورية اليوم على بلدة الرهجان في ريف حماة الشرقي (وسط البلاد) وهي منطقة إستراتيجية يستخدمها النظام في قصف بقية قرى وبلدات ريف حماة الشرقي، كما أن البلدة هي مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج.
وأفاد مراسل الجزيرة في حماة بأن عملية السيطرة على الرهجان تمت بعد قيام جبهة النصرة بتفجير عربتين ملغمتين عند أحد حواجز البلدة ثم اقتحامها.
من جهته قال مركز حماة الإعلامي إن عشرات من جنود النظام ومن يوصفون بالشبيحة قتلوا خلال اقتحام البلدة.
وبعد سيطرة المعارضة على الرهجان قصفت مروحيات النظام محيط البلدة، فيما أرسلت تعزيزات عسكرية إلى تلك المنطقة بهدف استعادة القرية من المعارضة.
كما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قرية لحايا بريف حماة الشمالي وسط قصف بالبراميل المتفجرة على كفرزيتا ومورك تخلله قصف مدفعي على أحياء في مدينة طيبة الإمام والدلاك بريف حماة.
غارات وغارات
أما في درعا (جنوبي البلاد) فقد شنت مقاتلات النظام غارات على بلدات داعل وجاسم واليادودة وحي المنشية حيث قُتل وجرح عدة أشخاص، حسب شبكة سوريا مباشر.
في المقابل تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على مواقع لحزب الله اللبناني في بلدة بصرى الشام ما أدى لمقتل أربعة عناصر من الحزب، حسب اتحاد تنسيقيات الثورة.
وفي ريف العاصمة، ذكر اتحاد التنسيقيات أن قوات النظام شنت غارات جوية على المنطقة الفاصلة بين مدينتي سقبا وكفر بطنا، كما قصفت مدينتي دوما وعربين وبلدتي المليحة وعدرا. وشمل القصف حي جوبر شرقي دمشق.
أما في حلب (شمالي البلاد) فألقت قوات النظام براميل متفجرة على حي الشعار وعلى حي الصاخور، مخلفة قتيلا وجرحى.
وأفادت شبكة شهبا بريس بسقوط عدد من الجرحى إثر غارة بالصواريخ الفراغية على مدينة تل رفعت بريف حلب.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إن قواتها خاضت مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب بهدف استعادة السيطرة على جميع مناطقه، كما تجددت المعارك بين المعارضة والتنظيم في مدينة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
هل يتعاون أوباما مع الأسد لمكافحة الإرهاب؟
واشنطن – ناديا البلبيسي
أشارت وسائل إعلام أميركية إلى تجاذبات واختلافات في وجهات النظر بشأن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الملف السوري في ظل تدهور الوضع الأمني في العراق وتهديديات تنظيم “داعش”، مما أوحى للبعض أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تتعاون مع بشار الأسد في مكافحة الإرهاب, الأمر الذي نفاه مساعد الرئيس أوباما بن رودز لقناة “العربية”.
وقال رودز إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل، وإن الولايات المتحدة لن تتعاون معه على الإطلاق. فمنذ اندلاع الثورة السورية والرئيس أوباما يطالب الأسد بالتنحي, لكنه لم يقدم على أي خطوة تنفيذية قد تؤدي إلى عزل الأسد.
وبدأت أصوات أميركية من داخل الإدارة بالترويج لبقاء الأسد في ظل اشتداد قوة تنظيم “داعش” وسيطرته على أراض واسعة في العراق وسوريا. إلا أن مساعد الرئيس بن رودز أكد أن أوباما لم يغير موقفه ولا يزال يعتبر تنحي الأسد شرطاً لأي انفراج في سوريا.
وتابع رودز أن أوباما لم يغير من مطلبه بتنحي الأسد، بل إن وجود “داعش” في سوريا هو بالتحديد بسبب فشل قدرة الأسد على الحكم, وفقدانه للشرعية لذا فإن الإدارة ترى أن الحل في دعم القيادة السورية المعارضة المعتدلة التي ستقف مع واشنطن.
وقالت بعض المصادر إن هناك مسؤولين في الإدارة يعولون على دور تلعبه إيران في مرحلة انتقالية, وهو توجه يعارضه منتقدو الرئيس وعلى رأسهم السيناتور جون ماكين، الذي يرى أن الأسد لن يرحل من دون تدخل عسكري يقلب موازين القوى لصالح المعارضة التي اجتمع بأقطابها في تركيا مؤخراً.
ويرى أوبي شهبندر- المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض في واشنطن – أن على الولايات المتحدة الإسراع في تقديم الدعم العسكري السريع للجيش الحر، لأنه أثبت قدراته على القتال وعلى أكثر من جبهة, فهو يقاتل قوات الأسد وقوات “داعش”, وهذه هي الرسالة الأهم التي يصر عليها الائتلاف.
غارات النظام السوري الأخيرة على مواقع لـ”داعش” في العراق وتركها في سوريا يثبت للمعارضة والإدارة معاً أن النظام ينسق مع التنظيم الإرهابي, لذا تقول المعارضة إنها تحث أوباما والكونغرس على التعجيل بتسليم مبلغ 500 مليون دولار أقرها الرئيس للتسليح وتدريب المعارضة المعتدلة.
ويضيف رودز أن الأسد لن يكون حليفاً في محاربة الإرهاب، وهو غير مؤهل للقتال ضد التنظيمات الإرهابية, فمنذ فترة والإدارة تتهم الأسد بمجاراته لتنظيم “داعش” في سوريا وعدم محاربته. وقال رودز إن على سوريا الكف عن التدخل في شؤون العراق وإن أفضل ضمانة لاستقرار الأوضاع هو تشكيل حكومة عراقية وطنية تضم الجميع من سنة وشيعه وأكراد ومسيحيين وغيرهم من الطوائف.
وقال مسؤول أميركي لـ”العربية” إن الإدارة ستلاحق تنظيم “داعش” في كل من العراق وسوريا وإن الحدود الجغرافية لن تقف عائقاً وليست لديها أية أوهام عن علاقة النظام بـ”داعش” أو حتى طرحه لنفسه كمحارب للإرهاب.
سوريا.. هل ستبايع جبهة النصرة “الخليفة” الجديد؟
دبي – باسل الجنيدي
تتواجد “جبهة النصرة” حتى اليوم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وتتشارك معهم في غرف عمليات مشتركة في الحرب على عدوين رئيسيين، النظام السوري من جهة، وتنظيم “داعش” الإرهابي من جهة أخرى، إلا أن إعلان “الخلافة” وتقدم النظام في حلب – المعقل الرئيسي للثوار – أدى لصعود تساؤل ملح: هل ستغدر النصرة بالثوار وتبايع “الخليفة” الجديد؟
ويزداد إلحاح هذا التساؤل، بعد أن اتخذت “جبهة النصرة” عدة خطوات تبدو وكأنها تمهيد لانسحابها من مناطق الثوار إلى “الثلث” الآخر من البلاد الذي يسيطر عليه “داعش”، إذ أنها أعلنت مثلاً، الثلاثاء الماضي، انسحابها من “الهيئة الشرعية” في حلب وريفها، ودعت الأهالي إلى مراجعة “الهيئة الشرعية” خلال أسبوع، واعتبرت أن عناصر “جبهة النصرة” العاملين في الهيئة قد أخلوا “ذمتهم” بعد هذا التاريخ.
و”الهيئة الشرعية” هي الجسم القضائي الأقوى في المناطق المحررة، يتولى مهمة الفصل في القضايا الخلافية بين الناس ويلاحق السارقين، ويتكون من اتحاد عدة فصائل أهمها “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، وتنطلق أحكامه القضائية من الشريعة الإسلامية، بحسب زعم هذه الفصائل.
وبرّرت “جبهة النصرة” أسباب انسحابها بأن “الهيئة الشرعية” قامت بتنشيط نشاطات الإئتلاف السوري وذلك من خلال تعاملها مع “مجلس المحافظة” الذي ينسق مع الائتلاف، ومن المعروف أن “النصرة” تكفر أعضاء الائتلاف وتمارس مضايقات بين الحين والآخر على النشاطات المدعومة من الائتلاف في الداخل.
وفي تصعيد أكبر، تناولت وسائل إعلام ثورية خبراً مفاده أن “جبهة النصرة” دعت إلى اجتماعٍ طارئ مع قادة الفصائل العسكرية في حلب، اليوم الخميس، من أجل تسليمهم “نقاط رباطها” في مدينة حلب، والتمهيد لانسحابها منها، ولم تتمكن “العربية.نت” من التحري عن مدى دقة الخبر، وهو ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة.
وتتزايد مخاوف الناشطين من خيانة “النصرة” بعد التقدم الكبير الذي أحرزه النظام في ريف حلب الشمالي، الأسبوع الماضي، وذلك بعد سيطرته على “الشيخ نجار” متقدماً على “النصرة” و”لواء التوحيد” اللذان انسحبا بعد أن كانا يرابطان في المنطقة، وأصبحت بذلك مدينة حلب قاب قوسين أو أدنى من الحصار، وهو ما يروج له “إعلام النظام” على أنه مسألة وقت وأيام قليلة لا أكثر.
ويصور الإعلام الغربي “جبهة النصرة” كعدو رئيسي لـ”داعش” وذلك بعد الكلمة الصوتية التي أعلن فيها “الظواهري” أن جبهة النصرة هي ممثل “القاعدة” ودعا “داعش” للانصياع لها، إلا أن تقدم “داعش” في العراق وإعلانها للخلافة وسيطرتها على حوالي ثلث سوريا، جعل دور “القاعدة” في الجهاد العالمي يخبو بمقابل صعود نجم “داعش”.
ولا يخفى التشابه العقائدي الكبير بين “النصرة” و”داعش”، إضافة إلى أن داعش تكونت في سوريا بشكل رئيسي من انشقاقات كبيرة حدثت في صفوف “النصرة” أعلن فيها المنشقون فجأة ولاءهم للبغدادي، وبسطوا سيطرتهم على الأرض التي تواجدوا فيها.
رسمياً.. ستافان دي ميستورا موفد الأمم المتحدة لسوريا
الأمم المتحدة – فرانس برس
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الخميس، تعيين الدبلوماسي السويدي، ستافان دي ميستورا، موفداً للأمم المتحدة للنزاع في سوريا، خلفاً للجزائري الأخضر الإبراهيمي.
وقال بان للصحافيين إن نائب وزير الخارجية المصري السابق، رمزي عز الدين رمزي، سيساعد دي ميستورا في مهمته.
وأضاف أن دي ميستورا سيكون “موفداً خاصاً” للأمم المتحدة إلى سوريا وليس للأمم المتحدة والجامعة العربية كما كان الإبراهيمي، موضحاً أن رمزي “أوصت به الجامعة العربية وقمت أنا بتعيينه”.
ولفت إلى أن الموفد الجديد “سيتواصل مع جميع الأطراف المعنيين بهدف وضع حد للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتسهيل (التوصل إلى) حل سياسي للأزمة السورية”.
وشدد بان على أنه “أجرى مشاورات واسعة” شملت أيضاً السلطات السورية قبل أن يعين دي ميستورا في هذا المنصب، داعياً السلطات السورية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى “مساعدته في النجاح في هذه المهمة”.
وأمس الأربعاء، أبلغت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بهذا التعيين.
وستافان دي ميستورا (67 عاما) يحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية، وهو نائب سابق لوزير الخارجية الإيطالي، وتولى مناصب عدة في الأمم المتحدة.
واستقال الأخضر الإبراهيمي في مايو الفائت بعدما فشل في وضع حد للنزاع السوري الذي خلف أكثر من 160 ألف قتيل رغم عامين من الجهود الحثيثة، وكان يعاونه ناصر القدوة الذي عينته الجامعة العربية، وكلف خصوصاً إجراء اتصالات بالمعارضة السورية. واستقال القدوة في فبراير 2014.
قتلى بحلب.. وقصف على ريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الجمعة، أن عشرات الأشخاص قتلوا في حلب وريفها جراء الاشتباكات بين فصائل المعارضة والقصف الجوي من جانب القوات الحكومية، بينما شن الطيران الحربي عدد من الغارات الجوية على قرى وبلدات ريف دمشق.
ودارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط قرى الخلفتلي وتل بطال وتل شعير بريف حلب الشمالي.
وقتل 20 شخصا جراء إلقاء الطيران المروحي برميل متفجر على حي الميسر في مدينة حلب، بينما سقط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي على تل رفعت وبلدة مارع بريف حلب الشمالي.
بالمقابل، قصف الطيران الحربي بالصواريخ طريق الكاستيلو في مدينة حلب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة مناشر الحجر في البريج في مدينة حلب، وسقط قتيلان وعدد من الجرحى جراء سقوط قذائف هاون على حي العزيزية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية في مدينة حلب.
ريف دمشق
وفي ريف دمشق، سقط عشرات القتلى من تنظيم الدولة الإسلامية خلال اشتباكات في بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية مع مقاتلي جيش الإسلام، الذين قاموا بإبطال عدة سيارات مفخخة في بلدة مسرابا، أعدها تنظيم الدولة الإسلامية لتفجيرها، وفقا لناشطين.
وشن الطيران الحربي غارتين جويتين على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، ودارت أيضا اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف البلدة، وقصف الطيران المروحي بلدة خان الشيح بالبراميل المتفجرة.
وفي نفس السياق، ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ودارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في محيط بلدة الرهجان في ريف حماة الشرقي.
وشن الطيران الحربي غارات جوية على بلدات كفرومة وبابيلا في ريف إدلب.
ودارت اشتباكات عنيفة على أطراف حي المنشية في مدينة درعا، وفي محيط مدينة نوى بريف درعا، بينما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف مدفعية مقرات للقوات الحكومية في قمة 45 في ريف اللاذقية.
واستهدف مقاتلو المعارضة أيضا بالهاون معاقل القوات الحكومية في تل الشعار وسرية الصقري بريف القنيطرة، وسيطروا إثر اشتباكات عنيفة على قريتي مجدولية وعين الدرب.
وقصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة والصواريخ قرى سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محيط اللواء 90 بريف القنيطرة.
الأمين العام للأمم المتحدة يعين دي مستورا مبعوثا خاصا لسوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعلن الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الخميس عن تعيين ستيفان دي مستورا مبعوثا خاصا له إلى سوريا في سياق جهود المنظمة الأممية لإنهاء العنف الدموي والانتهاكات التي تشهدها الدولة العربية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال كي مون إن مبعوثه الخاص، الذي يحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية وسبق وأن ترأس لجنة مكلفة بتفكيك أسلحة الدمار الشامل في العراق في فترة التسعينيات:” سيتواصل ويتشاور مع جميع الأطراف المعنية داخل وخارج سوريا من أجل إنهاء العنف وتيسير الحل السياسي الجامعة.”
وعمل دي مستورا طيلة ثلاثة عقود مع الأمم المتحدة في مناطق نزاعات كالصومال والعراق وأفغانستان.
وأوضحت الأمم المتحدة أن أمينها العام عين، وبعد التشاور مع أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، رمزي عزالدين كنائب لدي مستورا.
وكان المبعوث الأممي والعربي المشترك سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد استقال من منصبه في مايو/أيار الفائت، وسط جمود الحل السياسي للأزمة الدموية السورية التي راح ضحيتها أكثر من 160 ألف قتيل.
توجّه لتقليص نفوذ الإخوان بالحكومة المؤقتة للمعارضة السورية
روما (11 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أشارت مصادر في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إلى وجود “ضغوط” من الدول الداعمة لتقليص دور ونفوذ الإخوان المسلمين في الحكومة المؤقتة للمعارضة.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على الحكومة المؤقتة بسرعة قياسية وبشكل واضح، وامتد نفوذها أيضاً إلى كل الوزارات والمؤسسات التابعة للحكومة، من مؤسسات إدارة محلية ومؤسسات إغاثية وكتائب عسكرية، وهو أمر لا تحرص الجماعة على إخفائه”، على حد تعبيرها.
وأضافت المصادر “تضغط أطراف في الائتلاف ومعها الدول الداعمة وعلى رأسها السعودية ودول أوروبية على سحب الحكومة المؤقتة من يد جماعة الإخوان المسلمين”، وأشارت إلى أنه “لا علاقة للقرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الحكومة مؤخراً والتي اعترض عليها الائتلاف، وإنما مجمل تغلغل الإخوان في الحكومة وتعاملهم معها على أنها من حصتهم كان العامل الأساسي لتقرير هذا التوجه”، على حد وصفها.