أحداث الجمعة 20 حزيران 2014
40 غارة وصاروخاً على المليحة
لندن، نيويورك، باريس، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
خطف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مقاتلين من «الجيش الحر» في شمال شرقي سورية، حيث يعمل قياديون عرب متشددون على تشكيل «دولة» للتنظيم، في وقت كثف الطيران غاراته على بلدة المليحة شرق دمشق لتصل إلى 575 غارة خلال 79 يوماً.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «ارتفع إلى 25 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة المليحة ومحيطها منذ صباح (أمس)، بالتزامن مع قصف بـ 15 صاروخاً أرض- أرض، على المنطقة ذاتها، وقصف بقذائف المدفعية»، وذلك وسط اشتداد المواجهات بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية.
في شمال شرقي البلاد، أفاد «المرصد» بأن كتيبة «مناصرة» لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، خطفت قائدين ميدانيين في فصائل من المعارضة المسلحة المقاتلة ضد نظام الأسد في مدينة موحسن في دير الزور. ويتولى قادة متشددون وشيوخ عراقيون وعرب في تنظيم «داعش» الإدارة الكاملة لمدينة الرقة في شمال شرقي سورية، معقل التنظيم و «عاصمة» دولته التي يسعى لإقامتها في سورية والعراق.
في نيويورك، تترقب أوساط الأمم المتحدة ما سيعلنه الأمين العام بان كي مون صباح اليوم في نيويورك عن «تصوره للمرحلة المقبلة من العملية السياسية في سورية» في خطاب في منظمة «المجتمع الآسيوي» قرب مقر الأمم المتحدة.
واستبعدت مصادر الأمانة العامة ومجلس الأمن أن يعلن بان اسم خلف المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي، مشيرة إلى أن «الخطاب سيتضمن تصوره لمهمة المبعوث الجديد والإطار الذي يفترض أن يعمل ضمنه وطبيعة العملية السياسية وأولوياتها في المرحلة المقبلة». كما يتوقع أن يتناول بان «في شكل مركز الأزمة الإنسانية في سورية وضرورة التحرك لمواجهة تفاقم معاناة السوريين وتسريع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية».
ورداً على سؤال عما إذا كان الأمين العام يعمل على وضع مقاربة جديدة للعملية السياسية في سورية لتكون بديلاً من مسار جنيف، قال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك إن «الأمين العام أعلن أنه سيستغل فرصة تغيير الممثل الخاص كي يجري مشاورات مكثفة مع الدول ويشجعها على التفكير في مواقفها وكيفية اعتمادها السياسة الصحيحة التي تدعم العملية السياسية في سورية».
وتواصل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى أستراليا ولوكسمبورغ والأردن، مشاوراتها حول مشروع القرار الإنساني المعني بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى المناطق التابعة لسيطرة المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي إن «المشاورات تسير قدماً، وإن كانت ستستغرق بعض الوقت للتوصل إلى الصيغة النهائية لمشروع القرار». وأضاف: «البحث جار الآن في تفاصيل تقنية تتعلق بآلية مراقبة مرور شحنات المساعدات عبر الحدود، وهي آلية جديدة لم تكن معتمدة حتى الآن وتلبي هواجس الحكومة السورية بعدم دخول مواد غير إنسانية مع المساعدات، وتؤمن وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة».
300 مستشار أميركي لتدريب العراقيين… ولتبادل المعلومات مع إيران
واشنطن – جويس كرم { بغداد – مشرق عباس
ما زالت الإدارة الأميركية مترددة في دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى التنحي، على رغم إعلان بعض المسؤولين استياءهم من أدائه، وشعورهم بأنه أصبح عبئاً على سياساتهم، في العراق وفي الإقليم أيضاً. (للمزيد).
وفيما أعلن الرئيس باراك أوباما إرسال 300 «مستشار» لتدريب القوات العراقية وشن عمليات واضحة الهدف ضد «الإسلاميين المتطرفين ومنع سقوط بغداد في أيديهم»، أكد وزير الخارجية جون كيري أمس أن واشنطن تسعى إلى مساعدة «كل العراقيين وليس المالكي وحده»، وأضاف أن «التعاون مع إيران في المسألة العراقية سيقتصر على تبادل المعلومات».
إلى ذلك، يعقد «التحالف الوطني العراق» (الشيعي) اجتماعات متواصلة لتسوية الخلافات بين مكوناته، والبحث في إمكان اختيار بديل لرئيس الوزراء نوري لمالكي «يكون مقبولاً من سائر الأطراف وقادراً على التغيير، من خلال البرلمان والمؤسسات الرسمية».
وأكد أوباما إرسال المستشارين العسكريين الى بغداد لتدريب الجيش، مشدداً على أن القوات العراقية «لن تتمكن من التحرك من دون انهاء الانقسامات المذهبية في العراق، وعلى الحكومة الجديدة أن «تمثل الجميع كي تكون قادرة على تخطي الأزمة».
وأضاف ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) «يشكل تهديداً للأمن العراقي والاقليمي وللمصالح الأميركية». وتابع أن الولايات المتحدة «زادت عملياتها الاستخبارية لرصد تحركات التنظيم» وقد تشن غارات محددة الهدف ضد معاقله.
وأكد مسؤول أميركي أن واشنطن تستخدم مقاتلات وطائرات استطلاع من دون طيار، خصوصاً مقاتلات «اف 18» التي تقلع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» الموجودة حاليا في الخليج.
وانتقد أوباما ضمناً المالكي، مؤكدا أن الانقسامات المذهبية «زادت في السنتين الأخيرتين ولم تجر إصلاحات تتيح للأقليات المشاركة في الحكم». ودعا الى تشكيل حكومة «تمثل جميع العراقيين». ولم يعلق على المطالبة بتنحي المالكي، مؤكداً أن هذا الأمر يعود إلى العراقيين.
وتزامن كلام أوباما مع نقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن قادة عراقيين قولهم أن هناك “دعماً أميركياً لاستبدال المالكي بشخص مقبول من السنة والأكراد والأكثرية الشيعية». وأفادت الصحيفة أن السفير الأميركي الجديد في العراق روبرت بيكروفت، والمسؤول في الخارجية الأميركية بريت ماغيرك التقيا رئيس البرلمان أسامة النجيفي والسياسي أحمد الجلبي. وقال نبيل الخشاب، مستشار النجيفي أن المسؤولين الأميركيين «قالا بوضوح أنهما لا يريدان بقاء المالكي».
وأكد كيري خلال مقابلة مع شبكة «ان بي سي» ان الولايات المتحدة تسعى إلى «مساعدة كل العراقيين في مواجهة تهديد الجهاديين السنة وليس (مساعدة) المالكي وحده».ولتبديد القلق حيال احتمال تعاون الولايات المتحدة مع ايران، قال: «نحن لا نفكر في ذلك، هذا ليس مطروحا على للبحث» لكنه لم يستبعد تبادل المعلومات مع طهران.
في بغداد أكدت مصادر رفيعة في «الإئتلاف الوطني العراقي» (الشيعي) لـ»الحياة» السعي إلى إجراء تغيير جذري في تركيبة الحكومة العتيدة، عبر القنوات الرسمية والقانونية، بما يضمن اختيار رئيس للوزراء قادر على مواجهة الأزمة. واكدت ان «اجتماعات مكونات التحالف الاخيرة ركزت على تغيير الحكومة، من خلال قبول كل الكتل النيابية بالمرشح الذي سيطرحه التحالف».
واضافت ان «المراجع الدينية في النجف دعت الى تغيير في العملية السياسية، لكن بعضهم لم يفهم دعوتها في شكل صحيح فانتخب الوجوه ذاتها التي حذرت منها».
وأوضحت ان «التحالف يريد احداث التغيير المنشود عبر البرلمان، وسيطرح مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة خلال انعقاد الجلسة الاولى، ومرشحه الأقوى حظا هو احمد الجلبي، فهو يحظى بقبول كل الأطراف، كما أنه مقبول بالنسبة إلى المجتمعين العربي والدولي».
واكدت ان «سبب فشل حكومة المالكي هو عدم انفتاحها على محيطها، ناهيك عن انها همشت الجميع بما فيها الشركاء الشيعة، مثل تيار الصدر والمجلس الأعلى وتيار الإصلاح».
وتابعت ان «فتوى المرجعية الاخيرة (الدفاع الكفائي) رسالة اخرى إلى ضرورة التغيير لأن السياسة العقيمة التي انتهجها المالكي أوصلت البلاد الى ما هي عليه الان ودقت ناقوس الخطر، ما استدعى تدخل المرجع».
ويتمسك إئتلاف المالكي «دولة القانون» بزعيمه مرشحاً وحيداً لرئاسة الحكومة، فيما تعجز الاطراف الشيعية الاخرى التوافق شيعي على بديل. وهذا جوهر الأزمة السياسية الشيعية – الشيعية. ويأمل المالكي في استثمار الانهيار الامني لتوحيد الشيعة تحت قيادته.
“سانا”: 34 قتيلاً بتفجير سيارة مفخخة في ريف حماة
دمشق – أ ف ب
قتل 34 شخصاً على الاقل وجرح اكثر من 50 اليوم، في تفجير سيارة مفخخة في ريف محافظة حماة وسط سورية، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في المحافظة قوله “استشهاد 34 مواطناً وجرح اكثر من خمسين آخرين جراء تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في قرية الحرة في منطقة سهل الغاب في ريف المحافظة”. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “التفجير ادى الى مقتل 37 شخصاً واصابة اكثر من اربعين”، مشيراً الى ان “الضحايا مدنيون وعناصر من القوات النظامية”، من دون ان يحدد توزيعهم. وتبنت “الجبهة الاسلامية” ابرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الهجوم في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”. وكتبت: “نسف تجمعات ميليشيات الاسد في قرية الحرة في منطقة سهل الغاب بسيارة مسيرة عن بعد”. وتقع البلدة التي يسيطر عليها النظام على بعد نحو 65 كلم الى الشمال الغربي من مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتتقاسم المعارضة المسلحة والنظام السيطرة على مناطق في ريف حماة. ويأتي هذا التفجير غداة هجوم مماثل بسيارة مفخخة استهدف حي عكرمة ذات الغالبية العلوية والواقع تحت سيطرة النظام، ما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل، بحسب الاعلام الرسمي والمرصد السوري. وادى النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011، الى مقتل اكثر من 162 الف شخص، وفق المرصد.
الفيصل: «داعش» لا يمثل ثورة.. وسوريا والعراق من ركائز المنطقة
أوباما ينخرط في الحرب .. ولا يعلنها!
خطت الولايات المتحدة خطوة جزئية نحو الانخراط في الحرب العراقية الحالية، ما قد ينذر باشتعال الاقتتال العراقي – العراقي، حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما أنّ بلاده مستعدة للقيام بعمل عسكري «محدد الهدف وواضح» في حال تطلب الوضع ذلك، مشيراً إلى الاستعداد لإرسال حتى 300 مستشار عسكري لبحث كيفية تدريب وتجهيز القوات العراقية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ اختيار المسؤولين العراقيين لا يعود إلى واشنطن.
وواصلت القوات العراقية تقدمها في عدد من المناطق التي سيطر عليها في وقت سابق مسلحون متشددون بقيادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، حيث ثبتت سيطرتها على مصفاة بيجي النفطية في محافظة صلاح الدين أمس، فيما أحرزت تقدماً في قضاء تلعفر الاستراتيجي الواقع في محافظة نينوى المحاذية للحدود السورية. (تفاصيل ص 16)
الى ذلك قال اوباما إنّ «القوات الأميركية لن تعود إلى القتال في العراق، لكننا سنساعد العراقيين في معركتهم ضد الإرهابيين الذين يهددون الشعب العراقي والمنطقة والمصالح الأميركية»، مضيفاً أنّ «من مصلحة الأمن القومي الأميركي ألا تحدث حرب أهلية شاملة في العراق».
وفي حين أشار إلى أنّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «رفض إعطاءنا الحصانة لإبقاء جنودنا في العراق»، دعا المسؤولين العراقيين إلى «الارتقاء فوق الخلافات» والاتحاد من أجل خطة سياسية لمستقبل العراق، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ مسألة «اختيار المسؤولين العراقيين لا يعود إلينا»، في رد واضح على دعوات أميركية، وربما إقليمية مستترة أيضاً، تدفع نحو تبني مسألة استقالة رئيس الوزراء نوري المالكي على اعتبار أنّه أحد أسباب الأزمة.
كذلك، حضّ الرئيس الأميركي إيران على توجيه رسالة تخاطب كل المكونات في العراق. وقال إنّ «إيران يمكن أن تضطلع بدور بناء إذا وجهت الرسالة نفسها التي وجهناها للحكومة العراقية ومفادها بأن العراقيين يمكنهم العيش معا إذا ما جمعوا» كل المكونات. وأضاف «إذا تدخلت إيران عسكريا فقط باسم الشيعة … فإنّ الوضع سيتفاقم على الأرجح». (تفاصيل ص 16)
أما الحدث اللافت يوم أمس فجاء من جانب الرياض، حيث بدا من كلام وزير خارجيتها سعود الفيصل أنّ الأزمة العراقية، نظراً إلى ما تمثله من تهديدات حقيقية على عموم بلدان المنطقة، فرضت قراءة واقعية للتطورات.
فبرغم الانتقادات الصارخة التي وجهتها بغداد بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي إلى السعودية خلال الأيام الماضية، أشار وزير الخارجية السعودي، في ختام أعمال «منظمة التعاون الإسلامي» أمس، إلى أهمية «ضبط الوضع في الدول المهمة في العالم العربي».
وقال الفيصل، الذي رفض الحديث عن «ثورة» ترتبط بـ«داعش» في العراق، إنّ «المطلوب من الدول العربية أن تلتف حول بعضها البعض وهذا يعبر عن مدى حرص (الملك السعودي) على ضبط الوضع في الدول المهمة في العالم العربي وهذا ما يفسر الموقف الصلب الذي يقفه مع مصر الشقيقة لأنها هي عماد من أعمدة الصمود العربي، وهذا ما يجعله حريصا على إنهاء المشكلة في سوريا وفي العراق حتى تكون هذه الدول التاريخية ركائز من ركائز الصلب العربي لمواجهة التحديات».
ولدى سؤاله هل يعتبر أنّ ما يحصل يُعتبر «ثورة» ضد حكومة الرئيس نوري المالكي، قال إنّ «داعش مجموعة إرهابية وسميناها كذلك … وإننا لا نرى أنّ ذلك يأتي في إطار ثورة شعبية تعكس إرادة الشعب العراقي … ما من أحد يستطيع أن يفترض أن داعش إلا مجموعة إرهابية، فهي ليست منقذة للعراق وإنما هي مدمّرة له وهي لا تبني البلاد بل تدمرها».
في هذا الوقت كان لافتاً كذلك الموقف السعودي المبهم من مسألة الضربات الجوية الأميركية للجماعات المسلحة في العراق، حيث لم يقدم الفيصل جواباً لدى سؤاله عن الطلب العراقي الذي كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عنه من الرياض أمس الأول بتوجيه ضربات جوية اميركية ضد المسلحين. (تفاصيل ص 16).
وبدا أنّ هذا الموقف مرتبط بمشهد يشير إلى أنّ الحلفاء الإقليميين لواشنطن يحرصون على إثناء الولايات المتحدة عن شن ضربات جوية. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر سعودي قوله أمس إنّ القوى الغربية تتفق مع الرياض على أن ما يلزم هو تغيير سياسي وليس تدخلا خارجيا لرأب «الانقسام الطائفي». وقال «لن يفيد التدخل الخارجي بأي حال». وأضاف أنّ «السعودية وأميركا وفرنسا وبريطانيا متفقة على أن الحوار والحل السياسي هما السبيل للمضي قدما في العراق».
من جهته، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، إنّ «أميركا بموقفها الحالي والتصريحات التي صدرت عنها لا تنظر إلى الهجمات من هذا النوع نظرة إيجابية» بالنظر للمخاطر على المدنيين. وتابع «هناك عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بين الناس. يمكن أن تؤدي عملية من هذا النوع الى سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين».
في غضون ذلك، دعت الرئاسة الفرنسية، أمس، إلى رد «عاجل» و«سياسي» في مواجهة هجوم المتشددين في العراق، مبدية من جهة أخرى «استعدادها» للمساهمة في تعزيز المعارضة الديموقراطية في سوريا.
وأورد بيان للرئاسة الفرنسية، اثر اجتماع لمجلس الدفاع ترأسه الرئيس فرنسوا هولاند وضم وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان ايف لو دريان، ان باريس تعتبر أنّ الأزمة في العراق هي «نتيجة مأسوية للوضع في سوريا». وأضاف البيان أنّ «الهجوم الذي تشنه المجموعة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام يهدد وحدة العراق ويؤدي إلى تهديدات جديدة تطاول استقرار وامن المنطقة برمتها»، معتبرة أنّ «ردا حازما من السلطات العراقية هو امر ملح وضروري لكنه لا يؤمن الا جزءا من الحل»، مشددة على ان هذا الحل «ينبغي ان يكون سياسيا ليصبح دائما ويحظى بدعم مجلس الامن الدولي».
وإذ اعتبر الاليزيه، الذي سيستقبل أمير قطر الأمير تميم بن حمد يوم الاثنين المقبل، أنّ الرئيس السوري بشار الأسد «يقيم منذ وقت طويل علاقات مضطربة مع المجموعات الإرهابية التي لا يقاتلها بل يستغلها ضد المعارضة السورية»، أملت الرئاسة الفرنسية بأن «يعزز أصدقاء الشعب السوري وينسقوا دعمهم لقوات المعارضة التي تقاتل اليوم المجموعات الجهادية»، مبدية «استعدادها للمساهمة في ذلك».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
مقتل 34 شخصا في تفجير سيارة مفخخة بريف حماة وسط سوريا
دمشق- (أ ف ب): قتل 34 شخصا على الاقل وجرح أكثر من خمسين آخرين الجمعة في تفجير سيارة مفخخة في ريف محافظة حماة وسط سوريا، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في المحافظة قوله “استشهاد 34 مواطنا وجرح اكثر من خمسين آخرين جراء تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في قرية الحرة بمنطقة سهل الغاب في ريف المحافظة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته في بريد الكتروني ان التفجير أدى إلى مقتل 37 شخصا واصابة أكثر من اربعين، مشيرا إلى أن الضحايا مدنيون وعناصر من القوات النظامية، من دون ان يحدد توزيعهم.
وتبنت “الجبهة الاسلامية” ابرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الهجوم في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”. وكتبت “نسف تجمعات ميليشيات الاسد في قرية الحرة بمنطقة سهل الغاب بسيارة مسيرة عن بعد”.
وتقع البلدة التي يسيطر عليها النظام على بعد نحو 65 كلم الى الشمال الغربي من مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتتقاسم المعارضة المسلحة والنظام السيطرة على مناطق في ريف حماة.
ويأتي هذا التفجير غداة هجوم مماثل بسيارة مفخخة استهدف حي عكرمة ذات الغالبية العلوية والواقع تحت سيطرة النظام، ما أدى إلى مقتل ستة اشخاص على الاقل، بحسب الاعلام الرسمي والمرصد السوري.
وأدى النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/ مارس 2011، الى مقتل اكثر من 162 الف شخص، بحسب المرصد.
إطلاق سراح مصور صحفي دنماركي اعتقلته داعش لمدة 13 شهرا في سورية
كوبنهاغن- (د ب أ): أعلنت وزارة الخارجية الدنماركية في ساعة متأخرة مساء الخميس عن إطلاق سراح مصور صحفي دنماركي بعد احتجازه لمدة 13 شهرا في سورية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وفقا لما تقوله تقارير إعلامية.
وكان المصور الدنماركي (25 عاما) تم احتجازه في منطقة بشمالي سورية في آيار/ مايو من العام الماضي.
وقالت الخارجية إن المصور في حالة جيدة وإنه يلتقي في الوقت الراهن مع أسرته، لافتة إلى انها لن تعطي اية معلومات اضافية حول هذه القضية.
وكان المصور قد سافر إلى سورية لالتقاط صور لتقرير صحفي عن اللاجئين السوريين في تركيا وشمالي سورية.
اعلن استعداد امريكا لتنفيذ عمل عسكري «محدد الهدف» في العراق
أوباما: تدخل ايران باسم الشيعة سيفاقم الوضع
عواصم ـ وكالات بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: أعلن الرئيس باراك اوباما الخميس استعداد الولايات المتحدة لتنفيذ عمل عسكري «محدد الهدف» و»واضح» في العراق اذا استدعى الامر وقال اوباما ان واشنطن مستعدة لارسال 300 مستشار عسكري لبحث كيفية تدريب وتجهيز القوات العراقية، لافتا الى انها سبق ان كثفت قدراتها في العراق على صعيد المراقبة والاستخبارات.
وطالب اوباما القيادة العراقية بتجاوز الخلافات، مشيرا الى ان هناك انقساما عميقا بين السنة والشيعة والاكراد في العراق كما أكد على ضرورة ان تتوصل القيادة العراقية الى حل للخروج من الازمة مشيرا الى ان السنتين الاخيرتين كانتا الاسوأ و»أن لدى السنّة شعور بالتهميش».
وطالب اوباما القيادات العراقية بالبدء فى اجراءات بناء الثقة وناشد الجميع الالتزام ببناء الدولة العراقية الديمقراطية العادلة .وقال ان قوات داعش تحاول تقويض الحكم المركزي فى العراق، وحض ايران على توجيه رسالة تخاطب كل المكونات في العراق الذي يواجه حاليا هجوما يشنه جهاديون سنة قائلا: «ايران يمكن ان تضطلع بدور بناء اذا وجهت الرسالة نفسها التي وجهناها للحكومة العراقية ومفادها ان العراقيين يمكنهم العيش معا اذا ما جمعوا» كل المكونات السنية والشيعية والكردية. واضاف «اذا تدخلت ايران عسكريا فقط باسم الشيعة (…) فان الوضع سيتفاقم على الارجح».
وقال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى إن إدارة الرئيس باراك أوباما باتت تقريبا مقتنعة بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاجه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي .
وأضافت المصادر، إلى جانب دبلوماسيين عرب، بات تركيز البيت الأبيض الآن حول التوصل لعملية انتقال سياسي تفضي بالعراق إلى حكومة توافق أشمل من دون نوري المالكي، ولكنها تضم ممثلين للسنة والأكراد والشيعة. وأضاف مسؤول قائلا إنه «مهما كان التحرك الذي يتقرر فإنه ينبغي أن يتم بسرعة، حسبما ذكرت شبكة «سي. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية.
جاء ذلك فيما اكدت واشنطن الخميس ان امكانية مساعدة القوات العراقية في معاركها مع المسلحين لا تهدف الى مساندة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مقابلة مع شبكة «ان بي سي» بثت الخميس ان «الامر لا يتعلق بالمالكي… اريد ان اوضح ان ما تقوم به الولايات المتحدة متعلق بالعراق وليس بالمالكي».
الى ذلك انسحب مسلحون سنة يتصدرهم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، امس الخميس، من مصفاة «بيجي» أحد أكبر مصافي النفط العراقية، بعد السيطرة على الجزء الأكبر منها أمس، بحسب مصادر من داخل المصفاة.
وقال مسؤول كبير في مصفاة «بيجي»، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن «المسلحين انسحبوا بالفعل من المصفاة»، مضيفا أن «خزانين للوقود بالمصفاة تعرضا للقصف من الطيران الحربي العراقي».
وكانت مصادر قد تحدثت عن السماح للموظفين العراقيين بالخروج بعد اعطائهم ساعة هدنة صباح امس، بعد أيام من إجلاء الموظفين الاجانب منه.
ويعتبر مصفى بيجي، أحد أكبر مصافي تكرير النفط العراقي، شمالي البلاد وهو متوقف منذ الاثنين الماضي.
وتبعد بيجي، التي يسيطر عليها مسلحون سنة منذ الأسبوع الماضي، عن العاصمة بغداد بنحو 250 كلم.
وسيطر مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، الأربعاء، على المصفاة النفطية في بيجي بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية العراقية المكلفة بحماية المكان.
الى ذلك قال التلفزيون الحكومي العراقي امس الخميس إن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن أن المتطوعين الذين يقاتلون في «المناطق الساخنة» إلى جانب قوات الأمن سيحصلون على 750 ألف دينار (644 دولارا) شهريا.
وأضاف البيان أن المتطوعين غير المقاتلين سيحصلون على 500 ألف دينار (450 دولارا). وسيحصل جميع المتطوعين على بدل للوجبات قدره 120 ألف دينار (107 دولارات) شهريا.
مقتل وجرح العشرات واسر عناصر من قوات حزب الله… ومجزرة في سقبا
دوما ـ «القدس العربي» من نوران النائب: تكبدت قوات حزب الله خسائر كبيرة في الاشتباكات التي جرت فجر الاربعاء في منطقة القلمون بعد ان اقدمت عناصر من «حزب الله»، بتغطية من مدفعية وصواريخ النظام السوري على التقدم الى نقاط استراتيجية على الحدود السورية – اللبنانية وتحديداً في جرود منطقة حوش عرب في القلمون، وجوبه التحرك بمقاومة عنيفة من كتائب «الجيش السوري الحر» أدت إلى تدمير 15 سيارة دفع رباعي وسيطرة الثوار من جديد على تلك التلال والنقاط، واستخدموا فيها الأسلحة والرشاشات الثقيلة والمتوسطة مما ادى إلى قتل وجرح العشرات من عناصر حزب الله، وفق ما قاله مدير المركز الإعلامي في القلمون عامر القلموني لمواقع الكترونية.
وأضاف: «غالبية الجرحى والقتلى من حزب الله وتم تحقيق اصابات محققة في صفوفهم، اضافة الى تدمير عدد من السيارات رباعية الدفع التابعة لهم، في حين ارتقى 4 شهداء من الثوار وجرح آخرون كحصيلة لتلك الإشتباكات». وكشف عن أن «تجمع كتائب شهداء حوش عرب وكتائب وفصائل أخرى في غرف عمليات وألوية القلمون هي التي قادت هذه العملية».
وكشف القلموني عن «اقدام الثوار على القبض على اشخاص من حزب الله اقتادوهم أسرى خلال العملية»، مضيفاً أن «الخسارة التي تعرض لها الحزب دفعته إلى حشد قواته العسكرية في بلدة النبي شيت اللبنانية من أجل التحضير للرد».
ونال مدينة سقبا ظهر أمس نصيب من الضربات التي نفذتها السلطة السورية في المرحلة الأخيرة على غوطة دمشق الشرقية، استهدفت الطائرة الحربية مكان مكتظ بالسكان وسط البلدة بإحدى الغارات الجوية، وبحسب مجلس قيادة الثورة بريف دمشق فقد أسفر القصف عن ستة قتلى في الحصيلة الأولية امرأتان وأربعة أطفال، وأكثر من أربعين جريحاً بينهم نساء واطفال، إضافة للدمار الملحق بالمباني والمحال.
جاء ذلك فيما قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» امس الخميس في تقرير يوثق انتهاكات للأكراد بمناطق في شمال سوريا إنهم قاموا باعتقالات تعسفية ولم يجروا تحقيقات في حوادث قتل واختفاء خصوم سياسيين.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في أول تقرير واف لها عن جيوب الأكراد إنه اتضح لها انه جرى تجنيد الأطفال في صفوف قوة الشرطة وفي جناحها المسلح بحزب الاتحاد الديمقراطي (وهو فرع حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا). وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن افراد المعارضة الكردية ادينوا أيضا في محاكمات تفتقر الى النزاهة فيما يشكو معتقلون من تعرضهم لانتهاكات.
ويعكس ازدياد عدد الغارات الجوية على مدينة سقبا حجم المعاناة التي ترزح تحتها اكثر من ثلاثين الف نسمة تحت هيمنة الجوع والحصار والقصف منذ قرابة عام فكل غارة تفضي للعديد من الخسائر المادية التي من الممكن ان تدمر حياة كل صاحب رزق أو حانوت.
وأسقطت قوات النظام العسكرية أكثر من عشرة صواريخ أرض أرض باتجاه المليحة إضافة لغارتين جوتين أخطأتا الهدف وأصابتا نقطة لقوات النظام، وصعدت القوات الحكومية قصفها للمنطقة في اليوم الثامن والسبعين على التوالي، إضافة لاستهداف المناطق القريبة بالصواريخ والفوزديكا كأطراف جسرين وكفربطنا.
وترتفع حدة الاشتباكات على محاور عدة في حي جوبر الدمشقي والقصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام لا سيما بعد المعركة التي أطلق عليها مقاتلون في الجيش الحر «كسر الأسوار» والتي بدأت بتفجير هز قلب العاصمة تمثل بإسقاط احد المباني والسيطرة على ما تبقى صامداً منها ضمن حاجز للنظام يدعى « عارفة « ، وحسب مصادر عسكرية فإن الحر تمكن من التخلص بنسبة 80٪ من كيانات الحاجز ، وإرجاع نقاطه إلى الخلف.
وأطلق مسمى «معركة كسر الأسوار» لكسر الطوق الأمني المحيط بالعاصمة دمشق والذي ترتب عليه الكثير من المعاناة والحرمان لسكان الغوطة الشرقية.
وتأتي أخبار مدينة دوما في مقدمة تصاعد الأحداث لهذا الأسبوع حيث هز انفجار ضخم بسيارة مفخخة السوق الشعبي وسط المدينة المحيطة أسفر عن عشرات القتلى والجرحى إضافة لحرائق كبيرة شملت جزء من المسجد الكبير في المدينة، وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها على أراضي الغوطة الشرقية ، فيما اتهمت كتائب المعارضة المسلحة جيش النظام السوري بتلك العملية بهدف تعزيز فكرة اختراق أمان الغوطة الشرقية، وزرع الارتباك والخوف في صفوف الناس إضافة لإغراق البلاد بحالة من الفوضى والتساؤلات والاتهامات حول الحادثة، ومما لا يمكن إنكاره حالة الاستياء الكبيرة التي يمر بها الأهالي والمدنيين من سهولة زعزعة أمن البلاد في أقل من ساعة وفي أكثر الأماكن اكتظاظاً بالمدنيين، وجاء اتهام كتائب المعارضة النظام إبان الحادثة لعدم إرادة الجهة المنفذة للتفجير النيل من شخصية معينة أو مقر عسكري أو ثوري معين، هدف الاختراق الأمني والاتهامات وزعزعة البلاد هدف أساسي دون آخر.
وأرجح ناشطون أن سلسلة التفجيرات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحادثتي الاغتيال الأخيرة التي وقعت في المدينة والتي استهدفت «فليطاني» عضو الاتحاد الاشتراكي والقائد العسكري «عدنان خبية»، وقيل أن الجهة المسؤولة عن حوادث الاغتيال والتفجير واحدة لأن الهدف والطريقة واحدة وإن اختلفت نوعية العمليتين.
الجدير ذكره هو رفض الجيش الحر في كل مرة استقبال وفود المصالحة من النظام السوري التي كان يرسلها أكثر من مرة مع تعداد الشخصيات مع كل محاولة عبر الحواجز المحيطة بالغوطة الشرقية.
أسلوب جديد يتبعه النظام السوري في كل مرة على جميع أنحاء الغوطة الشرقية كون حالتها مختلفة عن باقي المناطق التي شملها الاقتحام والهدنة ليبقى الأهالي المحاصرين تحت رحمة كل هذا الدمار والذين لطالما تمنى اكثرهم لو وجدوا ملجأ آخر يجعلهم هم واطفالهم في مأمن عنه.
الحكومة السورية ترفض سفر اعضاء من المؤتمر القومي العربي الى بيروت
بيروت ـ «القدس العربي»: منعت الحكومة السورية امس الخميس اعضاء من المؤتمر القومي العربي من السفر الى العاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في دورته الـ25.
وقالت مصادر من داخل المؤتمر لـ»القدس العربي» ان الحكومة السورية منعت كلا من عبد المجيد منجونة وحسن عبد العظيم وعبد المجيد حمو واحمد العسراوي من السفر الى بيروت. وعبرت مصادر من داخل المؤتمر عن استيائها من قرار الحكومة السورية، وقالت انها «خطوة غير مفهومة» .
الجدير بالذكر ان الاربعة ينتمون الى هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة
أنباء عن مبايعة قادة بارزين في الجيش السوري الحر في دير الزور لـ«داعش»
عمر الهويدي:
الرقة ـ»القدس العربي» أفادت مصادر أن قائد المجلس العسكري في ريف دير الزور التابع لهيئة الأركان العقيد منير المطر، وقائد ألوية الفاروق غنام الكردي، وأبو هارون، والرائد أبو عبد الرحمن مسؤولي مستودعات الذخيرة، قد بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» دون تأكيد الخبر أو نفيه . وقال ناشطون أن من شأن هذه البيعة أن تؤثر على سير المعارك بين مجلس شورى المجاهدين وتنظيم الدولة.
وجاء ذلك بعد تقدم تنظيم الدولة في الريف الشرقي للمحافظة، وسيطرته على الكثير من القرى، الريف الشمالي الشرقي، الذي لا تزال الاشتباكات دائرة فيه على أشدها في كثير من المناطق منها منطقة خشام، وهناك محالات من قبل تنظيم الدولة للتقدم إلى منطقة البصيرة والميادين، بالإضافة إلى وقوع قتلى وجرحى من كلا الطرفين، وتعد نقطة الانطلاق وتقدم التنظيم هي منطقة الصور آخر مناطق نفوذ تنظيم الدولة شمال دير الزور، التي تعتبر من أكبر معاقله، والتي لا تزال تحت سيطرة التنظيم حتى هذه اللحظة، ومن بعدها منطقة مركدا التي تشكل نقطة الالتقاء بين محافظة الحسكة ودير الزور، التي هي الآخرى أيضاً لاتزال تحت سيطرة التنظيم، ومن جانب آخر تمكن تنظيم الدولة بعد اشتباكات عنيفة مع مجلس شورى المجاهدين من التقدم والسيطرة على مجمل مناطق وبلدات الريف الغربي لمحافظة دير الزور بعد انسحاب مجلس الشورى منها، وصولاً إلى دوار الحلبية على مدخل مدينة دير الزور الشمالي، وفي ذلك أعرب ناشطون عن قلقهم لما تتعرض له مدينة دير الزور من حصار، ووصفوه بالخانق، حيث تعيش مدينة دير الزور في هذه الأيام حالة شلل شبه تام حسب تعبيرهم، لقلة المواد الغذائية وخصوصاً الخضروات التي يتم إدخالها بكميات قليلة جداً عبر نهر الفرات بواسطة الزوارق، مع توقف الأفران عن العمل بذلك ستصبح المدينة مهددة بكارثة إنسانية تزداد يوماً بعد يوم بسبب الحــصار الذي تنفذه الدولة الإسلامية على المدينة.
ومن جانب آخر استهدفت سيارة مفخّخة تجمعاً عسكرياً يحتوي مقرات لكل من حركة أحرار الشام الإسلامية، المقاتلة ضمن صفوف الجبهة الإسلامية، وتنظيم جبهة النصرة، في الريف الغربي لمحافظة دير الزور، وأسفر التفجير الذي استهدف تجمّع المقرات في قرية الشميطية أدى إلى مقتل أبو عبدالله الشامي، قائد حركة أحرار الشام في ريف دير الزور الغربي، كما قتل في التفجير قاضٍ في الهيئة الشرعية ومقاتلين اثنين من جبهة النصرة، إضافة إلى ثلاثة مدنيين.
الى ذلك قالت تنسيقية إعلامية معارضة، امس الخميس، إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) خففوا من حصارهم الذي فرضوه على مدينة دير الزور شرقي سوريا قبل أسبوعين، بعد سيطرتهم على المعبر الوحيد الخارج عن سيطرة قوات النظام التي تفرض من جهتها حصاراً خانقاً على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في المدينة منذ عامين.
وفي بيان أصدرته، أوضحت «تنسيقية شباب الثورة السورية بدير الزور»، أكبر التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة شرقي البلاد، أن مقاتلي «داعش» سمحوا، أمس الأول، بعبور 3 سيارات تحمل مواداً إغاثية عن طريق معبر جسر «السياسية» على نهر الفرات وتوجهت تلك السيارات إلى الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة لأول مرة منذ أسبوعين.
وأشار البيان إلى أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من المدخل الشمالي لجسر السياسية باتجاه دوار المعامل القريب منه، وذلك تمهيداً لتسليم إدارة المعبر لـ»جهة محايدة» وفك الحصار عن مدينة دير الزور الذي ساهم في إحكامه التنظيم بإغلاق المعبر الذي يسيطر عليه خلال الأسبوعين الماضيين.
ونشرت التنسيقية صوراً ومقاطع فيديو، تظهر عبور السيارات الثلاث التي تحمل المواد الإغاثية لجسر «السياسية» باتجاه الأحياء المحاصرة.
ولم يتسنّ حتى الساعة (8.45 تغ)، التحقق مما ذكرته التنسيقية أو صحة الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها من مصدر مستقل.
وتسيطر قوات المعارضة منذ عامين على معظم أحياء مدينة دير الزور باستثناء حيي الجورة والقصور اللذين ما تزال تسيطر عليهما قوات النظام، وتفرض الأخيرة حصاراً خانقاً على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وساهم «داعش» في إحكام الحصار، قبل أسبوعين بعد سيطرته على المعبر الشمالي للمدينة (جسر السياسية) بعد اشتباكات بينه وبين قوات المعارضة.
وتأتي خطوة «داعش» بتخفيف الحصار على المدينة بالتزامن مع تقدم قوى سنية مسلحة يتصدرها التنظيم في شمالي وغربي العراق المحاذية لمحافظة دير الزور، في إشارة واضحة إلى نية التنظيم التهدئة على الجبهة السورية وتوجيه قواته لدعم مقاتليه في العراق أمام هجوم مضاد قد يشنه الجيش العراقي بدعم دولي على المناطق التي سيطرت عليه تلك القوى.
ومنذ أكثر من أسبوع سيطرت قوى سنية عراقية تتصدرها «داعش»، على مدينة الموصل بمحافظة نينوى غربي البلاد، بعد انحساب قوات الجيش العراقي منها، وتكرر الأمر في مناطق أخرى بمحافظة صلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، مثلما حصل في محافظة الأنبار (غرب) قبل أشهر.
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، وانضم إليهم، مؤخراً، مسلحون من «عشائر المنطقة»، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل «داعش» في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ»تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام». وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما وقع عشرات الأسرى من كل طرف لدى الآخر. الى ذلك أعلنت عدة كتائب وألوية اسلامية وكتائب وألوية مقاتلة في سوريا امس الخميس عن بدء معركة «الاخلاص لله» في بلدة كفر نبودة بريف حماة . وذكر بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان امس إن المعركة تضم 11 فصيلا مقاتلا من أبرزهم، تجمع العزة، ولواء أسامة بن زيد، وفيلق الشام، وصقور الغاب، والجبهة السورية للتحرير . وحسب المرصد، استهدفت الكتائب الاسلامية بصواريخ جراد حاجزي الصيادة وجب الخسارة بريف حماه الشرقي. وهناك أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى في محيط قرية السعن. كما فتحت الكتائب الاسلامية نيران رشاشاتها الثقيلة على حاجز المغير بريف حماه الشمالي التابع لقوات النظام.
الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تعمل على استمالة القلوب في الموصل
الموصل (العراق) ـ من زيال السنجاري: مر أكثر من أسبوع على استيلاء مسلحين سنة على الموصل أكبر مدينة بشمال العراق وبدأ المقاتلون يستقرون في الأرض الجديدة التي سيطروا عليها وينشرون حكمهم فيها.
ويقود مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام – الذين اجتاحوا شمال العراق وغربه منذ أكثر من أسبوع- سيارات الشرطة المسروقة ويجوبون بها شوارع الموصل وانتشروا في البنوك والمباني الحكومية.
قال هيثم عبد السلام (50 عاما) وهو حداد إنه استأنف العمل فيما بدأت الحياة في المدينة تتكيف على الأوضاع الجديدة. وأضاف أن مقاتلي التنظيم أزالوا الحواجز الضخمة ونقاط التفتيش من الشوارع ليخففوا من الزحام.
ومضى قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «يعاملنا معاملة جيدة. لا مضايقات ولا حتى للنساء. وأسعار المواد الغذائية تراجعت.» لكنه قال إن مرتبات العاملين في الحكومة لم تدفع.
وحملة استمالة القلوب والعقول في الموصل تعكس النهج الذي تتبعه الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا حيث استغلت الفراغ السياسي الذي خلفته الحرب الأهلية في بسط نفوذها على مزيد من الأراضي. وفي مدينة الرقة السورية انتشر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب مقاتلي كتائب أخرى وبدأوا يوزعون المواد الغذائية والأموال على السكان. وما إن رسخ التنظيم قبضته على المدينة حتى بدأ ينصب محاكم لتطبيق الحدود كما طرد الكتائب التي ساعدته في السيطرة على الرقة ودمر أضرحة.
هدم ضريح
وفي الموصل لا تزال النساء يتجولن سافرات في الشوارع كما لم يقترب التنظيم من الكنائس ولا من مزارات منها مرقد النبي يونس.
لكن شهود عيان قالوا إن المتشددين هدموا ضريح الفيلسوف العربي ابن الأثير وأعلن التلفزيون الرسمي أمس الأول أن التنظيم هدد بالفعل بهدم مرقد النبي يونس خلال ثلاثة أيام.
ويتلقى التنظيم مساعدة من البعثيين وجماعات سنية أخرى تختلف معه في رؤيته لإقامة خلافة إسلامية لكنها تشاركه الكراهية الشديدة للحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.
وقال عضو في جماعة الجيش الإسلامي وهي مجموعة مقاتلة صغيرة إن التنظيم وافق على إدارة المدينة بالتشاور مع كل الجماعات السنية عبر مجلس عسكري وإن كل القرارات ستكون بالتشاور.
وأضاف أن الفصائل المسلحة لا تزال تبحث عن مرشح لمنصب حاكم المدينة. ويعتقد أن من المرشحين الأوفر حظا عددا من القادة السابقين في جيش صدام حسين.
دعم أمريكي؟
قال مسؤول أمني عراقي كبير مشارك في صناعة القرار لرويترز «لا توجد استراتيجية واضحة للحكومة العراقية لاستعادة الموصل.»
وذكر أن أقل من مئة من مقاتلي التنظيم سيطروا على المدينة التي يسكنها مليونا مواطن مستغلين انهيار الجيش. وتخلى آلاف الجنود العراقيين عن مواقعهم عندما دخل مقاتلو التنظيم الموصل. ويعصف الفساد بالجيش كما يعاني الجنود من انخفاض الروح المعنوية بسبب القيادة الضعيفة والانقسامات الطائفية.
وقال المصدر طالبا عدم نشر اسمه «بعد أن سيطر (التنظيم) على المدينة بدأ يكسب تأييد الناس. فتحوا الطرق وأزالوا الحواجز لمساعدة الناس ولبعث رسالة لهم بأنهم يقفون إلى جانبهم وأنهم مختلفون عن الجيش.»
وذكر المصدر الأمني أنه سيكون من المستحيل أن يستعيد الجيش السيطرة على الموصل دون دعم أمريكي مما سيعني أن يسيطر التنظيم على أراض تمتد من ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا إلى شرق العراق على مقربة من بغداد.
ويدرس الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدعم العسكري لحكومة العراق لكنه يقول إن ذلك مرهون باتخاذ رئيس الوزراء نوري المالكي خطوات لإشراك المزيد من الطوائف في حكومته التي يهيمن عليها الشيعة وهو تحرك من غير المرجح أن يتخذه المالكي.
وسحب أوباما كل الجنود الأمريكيين من العراق في أواخر 2011 ويستبعد إرسالهم مرة أخرى رغم أنه يدرس خيارات عسكرية أخرى مثل الضربات الجوية. وقال فتحي كشمولة (45 عاما) أحد سكان الموصل إنه لم يستطع الهرب من المدينة عندما دخلها المتشددون لأنه لم يستطع نقل أشقائه الأربعة المقعدين. وأضاف أن الناس لم يتعرضوا لمضايقات من مقاتلي التنظيم لكنه قلق من المستقبل.
قال «نعيش في دوامة … هذه بصراحة ليست الحياة التي نتمناها. معظم الناس هربوا لانهم اعتقدوا ان مناطقهم ستتعرض للقصف بالمدفعية أو قذائف المورتر.»
ولخص الأستاذ الجامعي أسامة حسن معاناة من بقوا في المدينة قائلا «نحن واقعون بين مطرقة الحكومة وسندان المتمردين». (رويترز)
نصف مليون غادروا بغداد… والعاصمة تحت سيطرة الميليشيات وفرق الموت
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تتزايد الدعوات المطالبة بتنحي رئيس الوزراء نوري المالكي وسط طلب عراقي رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية القيام بغارات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يقود تحالفا من جماعات سنية يجمعها شيء واحد هو رفض المالكي وتحميله مسؤولية السياسات الطائفية التي تعمل على تحويل العرب السنة لمواطنين من الدرجة الثانية، وأنه أي المالكي هندس عملية القمع ضدهم من اعتقالات على الشبهة وبدون محاكمات واعترافات منتزعة تحت التعذيب (أكثر من 100.000 معتقل). وأثارت سياسات المالكي حنق الغالبية السنية التي تدعم في معظمها الإنتفاضة الحالية، مما يجعل من مهمة المالكي الذي لا يزال يتحكم في القرارت العسكرية القيام بهجوم مضاد ضد هذا التحالف الواسع الذي يبرز في واجهته تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مهمة عسيرة. وما يزيد من صعوبة المهمة هو «هوس» المالكي نفسه بنظريات المؤامرة التي تستهدف نظامه. وتستعيد صحيفة «نيويورك تايمز» حكاية من هذه. فقبل سنوات وفي لقاء تم بينه وبين السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد، وللعلم هذا الرجل هو من دعم وصوله للسلطة، قدم المالكي تفاصيل قال إنها تشير لمؤامرة بعثية يخطط لها ضباط سابقون من نظام صدام حسين لقلب نظام الحكم، وكان رد خليل زاد «لا تضيع وقتك بالحديث عن هذا الإنقلاب البعثي».
وتقول الصحيفة إن الإنتفاضة السنية التي تهدد المالكي وتضعه في مواجهة أخطر أزمة سياسة يواجهها أثبتت صحة ما قاله، على الأقل في جزء منه. وتشير الصحيفة إلى أن داعش الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة قبل أن ينشق عنه هو الذي يتخذ مقعد القيادة ولكن ركاب المقاعد الخلفية يضمون شبكة من مؤيدي النظام السابق والبعثيين.
رجال النقشبندية
وترى الصحيفة أن مشاركة ضباطا سابقين في الجيش العراقي السابق تساعد على توضيح الطريقة التي استطاعت فيها مجموعات مسلحة من داعش قدمت للتو من جبهة سوريا واستطاعت السيطرة على منطقة واسعة في شمال العراق.
فهذه المشاركة تسهم في إلقاء الضوء على تعقيد ودوافع التحالف الذي اجتمع ضد حكومة المالكي، فهذا تحالف يضم جماعات عراقية أصيلة وليس داعش الذي يعتمد على المقاتلين الأجانب. كما وتشير مشاركة البعثيين ممن لهم صلات اجتماعية وثقافية في المناطق الخاضعة للمتمردين إلى الصعوبة التي ستواجه حكومة المالكي لاستعادة المناطق التي خرجت عن سيطرته. وتضيف الصحيفة إلى أن الكثير من الموالين للنظام السابق، وهم ضباط استخبارات وجنود في الحرس الجمهوري ينتمون إلى جيش الطريقة النقشبندية. واعلن عن تشكيل الجيش في عام 2007 اي بعد فترة قصيرة من إعدام صدام حسين، وقائد الجيش هو نائب الرئيس السابق وأحد الرجال الموثوقين له وهو عزت إبراهيم الدوري.
وبحسب مايكل نايتس من «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» والذي بحث في جيش الطريقة النقشبندية فلم يكن هذا بقادر على السيطرة على جزء مما سيطر عليه بدون تحالف من الجماعات السنية. ويضيف أن جيوبا للنقشبندية في مناطق كركوك وتكريت والموصل تظهر تأثيرهم. ووضعت الولايات المتحدة اسم الدوري على قائمة المطلوبين بعد غزو العراق عام 2003، وظل شخصية غامضة ومصيره مجهول، لدرجة الإعلان عن وفاته عام 2005، ولكنه لا يزال على قيد الحياة، ويعتقد أنه لجأ لسوريا بعد الإحتلال الأمريكي لبلاده حيث قيل إنه عمل مع المخابرات العراقية لإعادة بناء حزب البعث في العراق وقاد المقاومة للأمريكيين. ويصفه نايتس بأنه «طوطم كبير من النظام السابق» و»أنت بحاجة لافراد كي يظلوا حاملين الشعلة».
استعادة دور السنة
وتقول الصحيفة إن دور البعثيين لا يبرر فقط شكوك المالكي الطويلة ولكن المخابرات الأمريكية التي كان رجالها يعتقدون مع بداية تخفيض القوات الأمريكية في العراق أن البعثيين في وضع جيد لاستغلال المظالم السنية والقيام بتمرد ضد الحكومة.
ويرى محللون أن رجال النظام السابق الذين يجمع جيشهم بين الرؤية الإسلامية والعروبية، هم رفاق مع المتطرفين المسلمين وإن في ملمح واحد أي استعادة دور السنة الذي أخذه الأمريكيون وسلموه للشيعة بشكل أدى لوقوع البلاد تحت التأثير الإيراني، وعلى خلاف المتطرفين الذين همشوا السنة استطاع رجال النظام الماضي الحصول على دعم من السنة الذين همشتهم سياسات المالكي.
ونقل عن قيادي في جيش النقشبندية في شمال العراق، أبو عبدالرحمن قوله «مشكلتا مع المالكي وسنسقطه ومن يأتي بعده».
مضيفا «نريد حكم أرضنا حتى بغداد وإسقاط حكومة المالكي وإنهاء التأثير الإيراني، وما يجري اليوم هو نتاج سياسات المالكي الطائفية».
وتشير الصحيفة إلى تجذر جيش النقشبندية في المناطق السنية مما يجعله منافسا جيدا لداعش الذي يعتمد على المقاتلين الأجانب. ويقول زعيم قبلي في منطقة ديالى حيث ينشط التنظيمين «داعش متطرف وغريب والنقشبندية ليسوا غرباء ونعرف معظمهم، في المناطق التي سيطر عليها داعش يقوم بقتل شعبنا، ويفرض القوانين الإسلامية ولا نريد هذا،أما النقشبندية فلا يفعلون هذا ولديهم استراتيجية جيدة للتعاون مع الناس».
وكان جيش النقشبندية قد قاد في العام الماضي انتفاضة مصغرة عندما قامت قوات الأمن العراقية بالهجوم على معسكر اعتصام سلمي في بلدة الحويجة قرب كركوك حيث ينتشر تأثير الجماعة. وكان تصرف القوات الأمنية وقتل العديد من المعتصمين مقدمة لما يجري الآن، فقد أشعل غضب السنة وزاد من معارضتهم للحكومة وقد استثمر هذا الضباط البعثيون وداعش وأقاموا تحالفا بينهم.
هل سينهار التحالف؟
ومن هنا فالتحالف الغريب بين علمانيين ومتشددين قد لا يستمر فما يجمعهم هو قتال المالكي وتأثير إيران، ويعترف أبو طليحة العبيدي من جيش النقشبندنية بهذا الواقع «نقاتل اليوم مع داعش ولكننا نحمي العراق من أفكارهم الدينية «فنحن لا نقتل الأبرياء أو الجنود الذين يسلمون أسلحتهم، فنحن عقل جديد لهم».
وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير الى وقوع مناوشات بين الطرفين في الموصل إلا أن النقشبندية نفتها. ويرى نايتس «في الوقت الحالي يحتاج الطرفان لبعضهما ولكنها في النهاية سيتواجهان».
وما دام المالكي لم يتغير فالتحالف سيظل قائما بين الطرفين، ولم يغير المالكي من لهجته في خطابه الأخير، حيث أكد على أهمية دور الميليشيات في بناء جيش العراق الجديد.
ولا يظهر المالكي أي نية لتغيير عاداته رغم ضغوط الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية عليه.
يجب أن يرحل
وفي تقرير أعده باتريك كوكبيرن، أشار إلى اشتراط الولايات المتحدة تنحي نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي كي تقدم له الدعم العسكري له. وأبلغت واشنطن مسؤولين عراقيين بارزين بهذا الأمر.
وقالت الصحيفة إنه لا يظهر أي بوادر للتخلي عن السلطة رغم الكارثة التي أصابت الجيش العراقي وانهيار وحداته قبل عشرة أيام عندما دخلت قوات تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى مدن الموصل وكركوك وأخيرا سيطرت على تلعفر يوم الأحد، رغم المليارات التي أنفقت على تدريبه وإعداده 41.6 مليار دولار أمريكي انفقت عليه منذ عام 2011 ولكنه انهار أمام أعداد من المقاتلين لا يتعدون ألالاف.
ويشير كوكبيرن إلى أن المالكي الذي عينته الولايات المتحدة عام 2006 ولكنها تنظر إليه اليوم كتابع لإيران، فيما ينقسم القادة الإيرانيون حول دعم المالكي، خاصة أنهم يخشون من خسارة نفوذهم في العراق.
ومن هنا يقول كوكبيرن إن القادة العسكريين الإيرانيين باتوا يشرفون ويوجهون الجيش العراقي مع أن بعض القادة العراقيين يعتقدون أن إيران ليست لديها خطة واضحة لإخراج حكومة بغداد من ورطتها.
وفي حالة قرر الرئيس باراك أوباما التدخل عسكريا يرى المحللون العسكريون أن أفضل طريقة للتدخل هي عبر توجيه غارات جوية خاصة أن إدارة أوباما غير راغبة قي إرسال قوات برية للعراق كما فعل جورج بوش عام 2003، ويتم شن الغارات بتنسيق مع أمريكيين يعملون مع القوات العراقية التي تتحرك لتنظيف ما بعد الغارة. ويرى المحللون أن طائرات بدون طيار «الدرون» ليست عملية لملاحقة عدو مراوغ قادر على التخفي والإختلاط بالمدنيين، مع أن غارات جوية مهما كان نوعها سترفع من معنوية الجيش العراقي.
مسار دستوري
ويشرح كوكبيرن طريقة أخرى للتخلص من المالكي غير تنحيه الطوعي وهي عبر الدستور، فعندما يجتمع البرلمان نهاية هذا الشهر لانتخاب رئيس له وللجمهورية سيطلب من أكبر حزب فائز في الإنتخابات تشكيل حكومة. ومن غير المحتمل اختيار المالكي ليكون رئيسا للوزراء في وقت تتحد بقية الأحزاب ضده.
ونقل عن مسؤول عراقي قوله «من المستحيل انتخابه لولاية ثالثة».ولأن الإجراءات البرلمانية عادة ما تكون بطيئة ولكون المالكي ومؤيديه غير راغبين بالحديث عن تشكيل حكومة أو مصالحة وإصلاح فمن غير المتوقع خروج المالكي من السلطة في وقت قريب، بل ويراهن بعد حصوله على دعم المرجعيات الشيعية ووعد من إيران بالمساعدة والتفاف الجماعات الشيعية التي تحالفت مع السنة والأكراد حوله البقاء في السلطة.
ويرى كوكبيرن أن العراق بحاجة لقيادة ذكية قادرة على وقف زخم داعش الذي لا يزال يتقدم وإن تباطأ عن تقدمه الخاطف والمفاجيء، وهو ما يفتقده العراق اليوم.مشيرا إلى ما حدث في الموصل عندما خلع جنرالان زيهما العسكري وهربا إلى إربيل عاصمة كردستان. ويعتقد أن 230.000 جندي تركوا وحداتهم.
يتخذ القرارات العسكرية
وتقول مصادر إن المالكي لا يزال يتخذ القرارات العسكرية بنفسه. وقالت إنه قبل هجوم داعش على تلعفر غرب الموصل والتي يعيش فيها 300.000 غالبيتهم من التركمان أرسل مسعود بارزاني، حاكم الإقليم رسالة للمالكي عارضا المساعدة ولكنها رفضت.
وفي كل عملية تقدم يحقق داعش اتباعا جددا، فعدده الأصلي من 10.000 مقاتل، وقد تضاعف العدد أضعافا.
وأشار الكاتب إلى أنه اتصل مع سيدة من بلدة حبحب قرب بعقوبة، حيث قالت أن أقل من 200 مقاتل وصلوا البلدة وبعد ذلك تضاعف عددهم أضعافا ووصل إلى الفين وانضم إليهم الشباب وأقاموا نقاط تفتيش.
وفي النهاية يرى أن تنحية المالكي، نجحت أم فشلت سيكون لها أثر في تحديد مستقبل الصراع. لأن السبب الرئيسي الذي جعل داعش قادرة على بناء تحالفات مع جماعات سنية أخرى هو العداء المستحكم ضد المالكي المسؤول في نظرها عن كل السياسات الطائفية ومحاولاته كما يرون تحويلهم لمواطنين من الدرجة الثانية، وسجن أكثر من 100.000 سني، حيث يتم اعتقالهم بناء على بينات مزيفة ويتم انتزاع الإعترافات منهم تحت التعذيب ولا توجه أي اتهامات للكثيرين منهم.
ومن هنا فالعداء للمالكي هو مادة الغراء التي تجمع المكون السني. ويعتقد الكاتب أن مشاكل الحكومة العراقية ملحة وتحتاج لقيادة ذكية وهو ما تفتقده في الوقت الحالي.
ومهما يكن من أمر فالمالكي بمسؤوليته عن الكارثة الحالية سيظل عامل انقسام في العراق ولن يكون بمقدوره لعب دور إيجابي ومنع حرب طائفية بدأت تطل رؤوسها بعودة فرق الموت لبغداد كما أشار تقرير كاثرين فيليب من بغداد.
فرق الموت
وأشارت الصحيفة لقصة سنان نديم الذي شاهد عربات البيكب المحمل عليها الكلاشينكوفات والمقاتلون الملتحون ببنادقهم حيث اتصل بوكالة السفر وقال «لقد عادوا»، «يجب أن أخرج» وهو واحد من عشرات ألالاف الذين يريدون مغادرة بغداد. وتقول فيليب أن نصف مليون مواطن في بغداد خرجوا منها حيث تخضع اليوم لسيطرة الميليشيات.
وتضيف ان السنة يغادرون بغداد خوفا من تكرار الحرب الطائفية واستهدافهم من الجماعات الشيعية، فقد تم العثور أمس الأول في منطقة تسيطر عليها ميليشيا موالية للمالكي على جثث أربعة من السنة اخترق أجسادهم الرصاص.
وأعاد الإكتشاف ذكريات الأيام السود التي شهدت فيها بغداد يوميا عشرات الجثث المرمية في الشوارع، وحاويات القمامة.
وما يدعو نديم على الخروج هو أن شقيقه قتل عام 2007 عندما أوقفت سيارته جماعة شيعية أمام حاجز تفتيش وأظهرت هويته أنه سني. وشهدت منطقة الزوينة التي يعيش فيها سنة ومسيحيون استعراضات لميليشيات شيعية. وتقول إن مغادرة بغداد ليست أمرا سهلا لأن معظم الرحلات مقاعدها محجوزة بما في ذلك تلك المتوجهة لمناطق الأكراد، واستطاع البعض الحصول على مقعد للوصول لكردستان عبر السفر لدولة ثالثة.
ومع ذلك تجمعت عائلات بحقائبها أمام الخطوط الجوية العراقية على أمل الحصول على مقعد الغى صاحبه السفر. وكل الرحلات المتجهة لاسطنبول وعمان وبيروت محجوزة فيما حاصر الألاف السفارة الأردنية للحصول على تأشيرات سفر.
ورغم أن داعش والمقاتلين المتحالفين معها لم يتقدموا نحو بغداد بدرجة حصارها، لكن العاصمة أصبحت معزولة من ثلاث جهات، وفقط الطريق من البصرة لا يزال مفتوحا للعاصمة أما البقية فتقع تحت سيطرة المقاتلين، فيما واصل المتطوعون من كل الأعمار التدفق على مراكز التجنيد للتطوع في الميليشيات الشيعية التي اعتبرها المالكي نواة للجيش العراقي المقبل.
وتعلق الصحيفة على ما قاله أن المتطوعين هم «كل العراقيين وليس الشيعة»، «لكن الواقع يقول إن الرد جاء في معظمه من الشيعة».ومعظم من قدم طلبات التطوع في مدينة الصدر قالوا إنهم اندفعوا بسبب القصص عن المذابح التي ارتكبها داعش في الموصل وقال أحدهم «يجب أن ننتصر لديننا ولشعبنا».
ومع أن معظم المتطوعين يتلقون تدريبا أوليا على استخدام السلاح إلا ان كل الحواجز شمال بغداد تديرها ميليشيات حيث يمكن الثقة بها أكثر من جنود الجيش العراقي المنهار. كما وعاد مئات من المتطوعين الشيعة الذي سافروا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد للدفاع عن بغداد. وأكدت عصائب الحق» التي ارسلت متطوعين لسوريا أنها سحبت قواتها من هناك «كواجب ديني» واستجابة لدعوة المرجعية الدينية أية الله السيستاني.
كما واستجاب إيرانيون للدعوة وتعهد الرئيس حسن روحاني الدفاع عن المزارات المقدسة في سامراء والنجف وكربلاء، فقد سجل أكثر من 5.000 إيراني اسماءهم على موقع للإنترنت.
لبنان: موسم هجرة “الجهاديين” إلى سورية
بيروت ــ ثائر غندور
صار تنظيم “داعش” نجم الساحة الإعلامية. يُمكن لأي وزير داخلية أو دفاع في هذه المنطقة، أن يخرج ويُحذر من هذا التنظيم. بات شماعة كل شيء. يُمكن أن تُعتقل لأشهر، والتهمة جاهزة: تنتمي لـ”داعش”.
ما يجري في لبنان شبه مطابق لهذا الوصف. تنسب العديد من وسائل الإعلام المحليّة روايات متخيّلة عن أعمال أمنية في ضواحي بيروت لـ”داعش”. تُردد هذه الوسائل بأن المخيمات الفلسطينيّة باتت مقراً يُدير منه “داعش” عمليات مالية وعسكرية كبرى.
لكن المعطيات تقول عكس ذلك. فمنذ أن اتُّخذ القرار السياسي بتطبيق خطة أمنية في مختلف المناطق اللبنانيّة، في شهر أبريل/ نيسان الماضي، بدأت الحالات المرتبطة فكرياً بتنظيم “داعش” بالانحسار. كذلك تأثرت الحالة المرتبطة بجبهة النصرة.
ففي الأشهر الماضية، نشطت مجموعات قريبة من “داعش” في بعض المناطق شمالي لبنان، وخصوصاً في مدينة طرابلس. وصل الأمر بهذه المجموعات إلى الاعتداء بالضرب على أحد رجال الدين وسرقة سيارته، بسبب مواقفه المعادية لهذا التنظيم. كما أرسلت جبهة النصرة موفداً إلى طرابلس، وهو أحد اللبنانيين الذين قاتلوا في أفغانستان. التقى الرجل عدداً من الأشخاص المقربين فكرياً من جبهة النصرة، بهدف وضع هيكلية تنظيمية لها في لبنان. لكن يبدو أن مسعاه اصطدم بحالة شعبية لا ترحب بهذا العمل.
لكن أخطر ما حصل، هو وصول أكثر من 25 لبنانياً من قلعة الحصن السورية إلى لبنان، بعد سقوط هذه المنطقة بيد الجيش السوري. وهؤلاء خرجوا من لبنان إلى أفغانستان قبل الحرب الأميركيّة على أفغانستان عام 2001. تدربوا وقاتلوا ونشأوا في ظروف صعبة. باتوا لا يشبهون المجتمع اللبناني.
ضربات فرع المعلومات
بعد أسابيع على تنفيذ الخطة الأمنية، سلّم عدد من قادة المجموعات المسلّحة أنفسهم للجيش اللبناني، في إطار اتفاق يقضي بحل ملفاتهم، كي لا يبقوا في السجن لفترة طويلة. أطلق سراح بعض المسلّحين، فيما أحيل آخرون إلى القضاء بتهم بسيطة.
في هذا الوقت، بدأ فرع المعلومات، التابع لقوى الأمن الداخلي، بتوجيه ضربات سريعة وحاسمة ضد المجموعات الإسلاميّة المرتبطة بالفكر الجهادي. اعتقل الفرع معظم اللبنانيين الذين جاؤوا من قلعة الحصن إلى طرابلس. لم يُعلن الفرع عن اعتقالهم بعد، رغم أن هذا الأمر حصل منذ أكثر من شهر. كما أنه لم يُحلهم إلى القضاء، ولا يُعرف عنهم شيئاً. كما اعتقل فرع المعلومات الشيخ عمر بكري فستق، وهو أحد المتشددين الذين يُجاهرون بخطاب تعبوي وطائفي.
مثّلت هاتان الخطوتان مؤشّراً للجهاديين بأن منطقة الشمال لم تعد مكاناً لهم. فبقاؤهم يعني افتعال اشتباك مسلّح مع فرع المعلومات والجيش اللبناني، في ظلّ غياب الغطاء السياسي والشعبي لهذا الاشتباك. كما أن الجهاديين يُدركون تماماً قدرة فرع المعلومات الأمنية، وفهمه الجيّد لملفهم. وأهم من ذلك، أن البيئة الشعبية التي يُفترض أنها الحاضن للجهاديين، باتت أقرب إلى فرع المعلومات.
في الوقت عينه، كان الجيش اللبناني يوجه ضربات متتالية لبعض الخلايا الجهادية التي استطاعت بلورة عملها، عبر عمليات انتحارية وتفجيرات طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الهرمل، شرقي لبنان.
الهجرة إلى سورية
انطلاقاً من هذه الوقائع، غادر أكثر من مئة جهادي قريب فكرياً من “داعش” وجبهة النصرة، طرابلس والشمال باتجاه تركيا، ومنها إلى سورية. اختار المقربون من جبهة النصرة منطقة كسب وريف اللاذقية، حيث تعمل جبهة النصرة بشكلٍ أساسي، فيما توجّه المقربون من “داعش” إلى مناطق أخرى يعمل فيها التنظيم.
تؤكّد مصادر إسلاميّة أن مَن توجّه إلى ريف اللاذقية، استقر وبدأ بعمله “الجهادي”. واللافت أن هؤلاء يعتبرون أن معركتهم مع “داعش” أولوية على أي معركة أخرى. وهذا ينطلق من معتقداتهم الدينية، إذ يرون في عناطر التنظيم “خوارج هذا العصر”.
بعد هذه “الهجرة”، لم يبقَ في طرابلس وشمالي لبنان سوى أفراد غير قادرين على السفر بسبب ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة. بعضهم لاذ بالفرار واختبأ ليبقى بعيداً عن أعين الاجهزة الأمنيّة. وقام آخرون بتوزيع معلومات خاطئة وصور قديمة لهم في سورية، وذلك بهدف إيهام الأجهزة الأمنيّة أنهم هناك ولم يعد لديهم أي نشاط في لبنان.
سورية: 37 قتيلاً و50 جريحاً بسيارة مفخخة في حماة
قُتل ما لا يقلّ عن 37 شخصاً، وأُصيب أكثر من 50 آخرين، اليوم الجمعة، جراء تفجير سيارة مفخخة، في قرية الحرة، في ريف حماة، غربي سورية.
وقال ناشطون من المعارضة، إن “عشرات القتلى والجرحى من القوات الحكومية، سقطوا إثر تفجير الجبهة الإسلامية سيارة مفخخة بمقر للنظام في قرية الحرة”.
وفي المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، أن “من بين القتلى، نساء وأطفالاً”، بينما أفاد مصدر في قيادة شرطة حماة، لـ”سانا”، بأن “إرهابيين فجّروا شاحنة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة، يقدر وزنها بنحو ثلاثة أطنان وأسفر انفجارها عن تدمير عدد كبير من المنازل والأبنية في القرية”. وتقع قرية الحرة غرب قلعة المضيق، في منطقة الغاب بريف حماة.
وفي حمص، قالت مصادر إعلامية إن “سيارة مفخخة انفجرت في حي عكرمة، الموالي في حمص، مساء الخميس”، مؤكدة أن “التفجير تسبب بمقتل 5 أشخاص وإصابة 35 آخرين”.
وذكرت مصادر معارضة أن “القوات الحكومية استهدفت حي الوعر في حمص بإسطوانتي أوكسجين، كما قامت الدبابات المتمركزة على أطرف الحي بقصفه”.
وأشارت إلى أن “القوات الحكومية لا تزال تمنع الأهالي من الخروج والدخول إلى الحي الذي يعد آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص”.
واشنطن تتمنى رحيل المالكي
رفضت السعودية اتهام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بأنها تدعم المتشددين السنة، الذين سيطروا على أجزاء من شمال العراق. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الخميس، إن المملكة جرّمت الإرهاب، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال الفيصل خلال المؤتمر الصحافي بعد انتهاء أعمال اجتماعات وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة: “سياسات المالكي الطائفية هي سبب تدهور الوضع في العراق، إذ تعاملت حكومته بشكل سيئ مع بعض المناطق، واحتفاظ المالكي بكافة المناصب قوض قدرة الجيش العراقي”. ناصحاً في الوقت ذاته رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته باتباع نهج المملكة في مكافحة الإرهاب.
وفي الوقت نفسه، قال مصدر سعودي، إن المملكة ترى أن الحوار السياسي بين العراقيين، لا التدخل الخارجي، هو السبيل لمواجهة الاضطرابات في العراق. مشيراً إلى أن قوى غربية تتفق مع هذا الموقف، ومنها أميركا وفرنسا وبريطانيا. وأضاف المصدر “لن يفيد التدخل الخارجي بأي حال”.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس، إن قيام الولايات المتحدة بشن ضربات جوية على المتشددين في العراق، يمكن أن يؤدي لسقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين، وإن واشنطن لا تحبذ هذه الاستراتيجية. وأضاف “أميركا بموقفها الحالي، والتصريحات التي صدرت عنها، لا تنظر إلى الهجمات من هذا النوع نظرة إيجابية”. مؤكداً أن هناك “عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بين الناس. يمكن أن تؤدي عملية من هذا النوع، إلى سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين”.
من جهته، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، تحدث الأربعاء، إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ورئيس البرلمان أسامة النجيفي، ورئيس منطقة كردستان العراق مسعود برزاني، وذلك للحث على التوحد في وجه مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. والتأكيد على ضرورة تشكيل حكومة، تضم كل الأطياف بعد الانتخابات العامة في 30 من نيسان/أبريل. وشدد بايدن في محادثاته مع الزعماء العراقيين، على “الحاجة إلى الوحدة الوطنية في مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، على كل الطوائف العراقية. وإلى التنسيق في القضايا الأمنية في المستقبل، وإلى المضي قدماً بهمة نحو تشكيل حكومة جديدة بموجب الدستور”.
وفي أميركا، يبدو بأن الجدل المتصاعد حول العراق، لا يصب في صالح حكومة المالكي؛ فبعد أن قال أعضاء في الكونغرس علناً إنّه يتعين على المالكي الإستقالة، قال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، إنّ إدارة أوباما باتت تقريباً مقتنعة، بأنّ المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاجه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي. وأضافت المصادر أنّ تركيز البيت الأبيض الآن، بات حول التوصل لعملية انتقال سياسي، تفضي بالعراق إلى حكومة توافق أشمل من دون نوري المالكي، وتضمّ ممثلين للسنة والأكراد والشيعة.
وقالت السناتور الديمقراطية، ورئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين: “بصراحة.. حكومة المالكي يجب أن تذهب إذا أردت أي مصالحة”. ودعا السناتور الجمهوري جون ماكين، متحدثاً في مجلس الشيوخ، إلى استخدام القوة الجوية في العراق، لكنه حث أيضا أوباما على “أن يوضح للمالكي أن وقته انتهى”. وقال وزير الدفاع تشاك هاجل، في جلسة بالكونغرس “هذه الحكومة الحالية في العراق، لم تنجز مطلقاً الالتزامات التي قطعتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع السنة والأكراد والشيعة”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن المالكي لم يفعل ما فيه الكفاية “ليحكم بطريقة تتسم بالاشتمال وعدم الإقصاء، وأنه ساهم في خلق الوضع والأزمة التي نشهدها اليوم في العراق”. لكن كارني لم يصل إلى حد المطالبة برحيل المالكي.
وفي عودة للصقور من المحافظين الجدد، شن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، هجوماً لاذعاً على سياسة أوباما في ما يتعلق بالملفين الإيراني والعراقي قائلاً: “نادراً ما نجد الرئيس الأميركي مخطئاً لهذه الدرجة في العديد من الأمور وعلى حساب الكثير”. وقال تشيني: “العراق في خطر الوقوع بيد جماعات إرهابية إسلامية متطرفة، والسيد باراك أوباما يتحدث عن التغير المناخي.. الإرهابيون سيطروا على أراض وموارد أكثر من أي وقت مضى بالتاريخ، وأوباما يلعب الغولف”. وأضاف: “آن الأوان للرئيس وحلفائه لمواجهة بعض الحقائق القاسية: الولايات المتحدة الأميركية لا تزال في حالة حرب، وسحب القوات من أرض المعركة، في الوقت الذي يبقى فيه الأعداء يقاتلون لا يعني نهاية الحرب”.
ميدانياً، أفاد شهود من مصفاة بيجي العراقية، أنه تم إجلاء ما بين 250 و300 عامل من المصفاة خلال هدنة قصيرة من القتال الذي نشب بين داعش والقوات العراقية. وأعلن مسلحو “داعش” السيطرة على أكثر من 75% من مصفاة النفط في مدينة بيجي، وهي الأكبر في العراق، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات عراقية. وقصف مسلحون المصفاة وملحقاتها، مستخدمين قذائف “المورتر” وأسلحة آلية في الهجوم، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الأمن واندلاع حريق في خزانات مخصصة لتجميع المخلفات النفطية. وبعد ذلك، تمكن المسلحون من السيطرة على وحدات الإنتاج ومبنى الإدارة وأربعة أبراج للمراقبة.
أعضاء في الائتلاف يتوافقون على رياض حجاب رئيسًا
بهية مارديني
توافق أعضاء في الائتلاف السوري المعارض على التصويت لرياض حجاب رئيسًا بديلًا من أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الحالي، الذي وصل إلى الرئاسة عبر الانتخاب، كما يدرس الأعضاء أن تكون مدة الرئاسة في الائتلاف عامًا كاملًا، وليست ستة أشهر.
بهية مارديني: علمت “إيلاف” أن عددًا من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتمعوا أمس الخميس، وقرروا التوافق على التصويت في الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف، لمصلحة رياض حجاب رئيسًا للائتلاف، بديلًا من أحمد الجربا رئيس الائتلاف الحالي، الذي وصل إلى الرئاسة عبر الانتخاب، وموفق نيربية أمينًا عامًا بدلًا من بدر جاموس الأمين العام الحالي، الذي وصل بعد انسحاب مصطفى الصباغ من الانتخابات في الاجتماعات السابقة للائتلاف قبل حوالى ستة اشهر، على أن يكون نذير الحكيم نائبًا.
وكان من بين المجتمعين فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف الوطني، وجورج صبرا رئيس المجلس الوطني، وسمير نشار، وأحمد رمضان عضو الهيئة السياسية، وبرهان غليون وآخرون، وذلك في فندق تيتانيك في إسطنبول، ولم يحضر مصطفى الصباغ، بحسب المصادر.
إطالة الولاية
ويدرس أعضاء الائتلاف أن تكون مدة الرئاسة في الائتلاف عامًا كاملًا، وليست ستة اشهر، في تعديل للقانون الأساسي للائتلاف.
وترى مصادر معارضة في حديث مع “إيلاف” أنه لا يمكن ضمان موافقة جميع أعضاء الائتلاف على هذا التوافق في الأسماء، والأمر في الائتلاف لطالما كان وسيبقى مرهونًا باللحظات الأخيرة دائمًا، كما إنه عبر هذه الأسماء ستخرج السعودية كلية من تأثيرها على الائتلاف، وهذا يتنافى مع المنطق السياسي، ويتنافى مع كون المملكة من أكبر الدول الداعمة للائتلاف.
ويرى الدكتور كمال اللبواني، وهو من مؤسسي الائتلاف، والذي استقال في وقت لاحق، في تصريح خاص لـ”إيلاف”: “أن الائتلاف “تركيبة غريبة عجيبة تكلست، بعدما بينت على توازنات معينة، وأن أية محاولة للتغيير فيها اليوم ستؤدي إلى انكسار، وإذا تُرك كما هو، فهو يتجه نحو التلاشي والتداعي، والطريقة الوحيدة لإنقاذه هي ضخ دماء جديدة داخله، ويجب ضم أربعين امرأة وأربعين شابًا على الأقل، ليصبح العدد مئتي شخص، ويتحول إلى جسد تمثيلي برلماني”.
أضاف أنه لا بد أن “تذهب الجهود نحو إنشاء جسد تنفيذي سياسي عسكري، ليست فيه محاصصة من أي نوع، والمعيار في الانضمام إليه هو الكفاءة، ويعيّن من قبل الدول الداعمة بالتشاور مع الائتلاف، وتكون للدول الداعمة سلطة المحاسبة والدعم. وأما سلطة الائتلاف فهي سلطة الرقابة”.
وأشار إلى أنه “لا بد أن تعتبر الدول الداعمة مسؤولة عن تصرفات وكلائها، ويجب الكفّ عن إلقاء المسؤولية على الآخرين والكشف بوضوح عمّا يجري”.
جسد تنفيذي عسكري
وشدد اللبواني على “أن سوريا عمليًّا تحت الوصاية، والمعارضة مجرد وكلاء، ولا بد من العمل فوق الطاولة بدلًا من العمل من تحت الطاولة، ويعلن كل شخص أنه وكيل فعلي لدولة معينة، أي يقول إنه وكيل، ثم يحاسب الموكل عن عمله”.
وأفاد “أما إذا كان المطلوب تمثيل الثورة السورية، فيجب أن نبحث عن شكل آخر ووسيلة أخرى وأشخاص آخرين لذلك الجسد السياسي، ويجب إعادة القرار إلى الناس. بحيث يكون الشعب هو القرار، والشعب يستطيع التوافق أو انتخاب قيادات، لو أفسح له المجال”.
واختتم اللبواني قائلًا “إن الشعب السوري شعب خلاق، لكنهم لا يريدون السماح له بذلك، ومن يريد مصادرة قرار الثورة، عليه أن يتحمل مغبات ذلك”.
عشرات القتلى والجرحى بمفخخة بريف حماة
قتل 34 شخصا على الأقل وجرح أكثر من خمسين آخرين اليوم الجمعة في تفجير سيارة مفخخة في ريف محافظة حماة وسط سوريا.
وقالت الهيئة للثورة السورية إن التفجير استهدف تجمعا لجنود نظاميين بريف حماة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم، بينما نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في المحافظة أن 34 مواطنا قتلوا وجرح أكثر من خمسين آخرين جراء ما وصفته بتفجير إرهابي بسيارة مفخخة في قرية الحرة بمنطقة سهل الغاب في ريف المحافظة.
ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن 37 شخصا على الأقل قتلوا في هذا التفجير ، فضلا عن إصابة أكثر من أربعين آخرين بجراح.
وأوضح المرصد أن عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع بسبب وجود عدد من الجرحى في حالات خطرة.
وفي ريف حماة أيضا دارت اشتباكات عنيفة الليلة الماضية بين قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في منطقة السطحيات واطراف بلدة قبة كريدي بريف مدينة سلمية، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
براميل متفجرة على حلب ودمشق وتقدم للمعارضة بدرعا
استأنفت قوات النظام السوري هجماتها بالبراميل المتفجرة على عدة مناطق سورية كان أبرزها حلب وريفها إلى جانب الريف الدمشقي، كما سقط عشرات بين جريح وقتيل جراء تفجير سيارة في حي موال للنظام بحمص، في المقابل شنت المعارضة المسلحة هجوما مضادا لاستعادة موقع إستراتيجي بريف حلب.
وأفاد مراسل الجزيرة في حلب عمرو الحلبي أن خمسة قتلوا جراء إلقاء طائرات مروحية براميل متفجرة على حي الصاخور في حلب.
وأضاف المراسل أن قتيلاً وعددا من الجرحى سقطوا جراء غارة جوية على بلدة دار عزة بريف حلب الغربي، كما أصيب آخرون جراء القصف المستمر على بلدات مارع وعندان وحريتان وتل رفعت بريف حلب.
وقالت لجان التنسيق المؤيدة للمعارضة المسلحة أن قوات النظام قصفت حي كرم البيك بحلب. مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل.
وبعد معارك عنيفة استعاد جيش النظام السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في جبل عزان بريف حلب الجنوبي، وأعلن عبر وسائل الإعلام الرسمية نيته التقدم عبر ريف حلب الجنوبي للوصول إلى مناطق إستراتيجية في محافظة إدلب.
من جانبها بدأت قوات المعارضة هجوما مضادا على مواقع جيش النظام لاستعادة السيطرة على المنطقة بعد وصول تعزيزات إليها من محافظات أخرى.
وفي الشمال السوري أيضا قال ناشطون سوريون إن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف جوي على بلدة كفرومة بريف إدلب.
وأفادت شبكة سوريا مباشر أن القصف أدى إلى انهيار أجزاء من المنازل ودمار واسع في البنية التحتية. وقد تجمع الأهالي لانتشال الجثث من تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى.
غارات على دمشق
وفي ريف دمشق، قال ناشطون سوريون إن الطيران شن العديد من الغارات على بلدات الغوطة الشرقية، حيث استهدف القصف بلدة كفر بَطنا ومدينة المْليحة.
وتزامن ذلك مع اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في المليحة. وقد استهدفت قوات المعارضة بقذائف الهاون مواقع النظام في المليحة.
من جهتها ذكرت وكالة مسار برس أن المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام أكد مقتل أكثر من أربعين من عناصر حزب الله اللبناني خلال الاشتباكات مع كتائب الثوار في محيط بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق.
وفي حمص (وسط سوريا)، ذكر ناشطون أن عشرة قتلوا وأصيب عشرات جراء انفجار سيارة مفخخة بمجمع صحارى في حي عكرمة الموالي للنظام بالمدينة.
وفي حمص كذلك قالت شبكة “مسار برس” إن شخصا قُتل وجرح آخرون جراء إطلاق قوات النظام قذائف هاون على مزارع مدينة الرستن بحمص.
وفي حماة (وسط البلاد)، قال “مركز حماة الإعلامي” إن الجيش الحر سيطر على كامل قرية السعن بالريف الشرقي، فيما قتل سبعة من قوات النظام على مشارف مدينة مورك بالريف الشمالي.
تقدم للمعارضة
أما في جنوب البلاد، فقد أعلنت المعارضة المسلحة أمس الخميس سيطرتها على تل الجموع بريف درعا الغربي.
ويعتبر تل الجموع من أعلى التلال في الريف الغربي لدرعا وأكثرها تحصينا بعد تل الحارة، وسيطرة مقاتلي المعارضة عليه يجعل مراكز دفاع قوات النظام عن مدينة دمشق وريفها الغربي مكشوفة لهم.
وبموازاة ذلك أفاد مراسل الجزيرة في درعا محمد نور -نقلا عن مصادر طبية- بأن 15 على الأقل قتلوا وأصيب ستون نتيجة قصف على مخيم للنازحين السوريين في ريف درعا على الحدود مع الأردن.
كما قال المراسل إن قوات النظام قصفت المخيم بالبراميل المتفجرة، وقد أطلقت فرق الإسعاف نداء استغاثة إلى الكوادر الطبية السورية والأردنية.
واستهدف النظام بغاراته الجوية كلا من بلدات طفس وتسيل وبصر الحرير في ريف درعا، وهو ما أوقع قتلى وجرحى، كما ضربت مدينة إنخل في ريف درعا بالبراميل المتفرجة.
وفي السياق ذاته، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الطيران قصف بالبراميل المتفجرة بلدة اليادودة في ريف درعا.
وأفادت الهيئة أن اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر شهدها محيط حي طريق السد في درعا المحطة، بينما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية إن القوات المسلحة تقدمت في بلدة عَتَمَان وسيطرت على مزرعتي الغزلان وقصر البيطار.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
حلب الثائرة تستقبل رمضان بأنشطة خيرية وترفيهية
حسن قطان-حلب
تتنوع النشاطات التي يقوم بها ناشطو الثورة في حلب استعدادا لحلول شهر رمضان المبارك بين التحضير لموائد الإفطار الجماعية، وتقديم العروض الفنية.
وتنشط العديد من الفرق الشبابية والجمعيات المدنية في إعداد المشاريع الخيرية والتحضير لمساعدة الفقراء على صيام الشهر الفضيل.
فريق “صناع البسمة” أطلق مشروع “إفطار حلب” لتقديم عشرة آلاف وجبة للمحتاجين والفقراء والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة خلال شهر رمضان الكريم.
ويقول محمود الحسن -وهو أحد المشرفين على المشروع- إنهم يريدون إضفاء البسمة على أهالي حلب الذين يقاسون أهوالا كثيرة بسبب قصف النظام لهم بالبراميل المتفجرة.
أما مجلس ثوار حي صلاح الدين فيعمل أعضاؤه على تجهيز خيمتهم الرمضانية التي لاقت ترحيبا واسعا خلال الموسم الماضي.
ويؤكد عمار العبد الله -وهو أحد أعضاء المجلس- حرصهم على جعل الخيمة جزءا من النشاط الثوري خلال شهر رمضان.
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أنهم يسعون من خلال الخيمة لإعادة توحيد الصف وتأليف القلوب بين الثوار عبر دعوتهم جميعا لمائدة واحدة.
تأهيل المساجد
من جانبهم، أطلق القائمون على جمعية “شباب ساعد” مشروعا لإصلاح أكبر عدد ممكن من المساجد التي تعرضت للقصف.
ويقول أبو مجاهد -وهو أحد القائمين على الحملة- إنهم بصدد إعادة تأهيل 15 مسجدا بعضها تعرض لدمار كبير ومنها ما تضرر جزئيا، قائلا إنها ستكون جاهزة بشكل كامل مع حلول شهر رمضان، وإنهم سيزودونها بالمولدات الكهربائية ومضخات المياه.
وفي جانب آخر، يعمل شبان ضمن فريق “فضائيات بكرة أحلى” على تصوير مسلسلين كوميديين لعرضهما في شهر رمضان.
ويقول أبو الجود -الذي يمثل دورا بطوليا في المسلسلين- إن الفريق يعتزم تقديم كوميديا سوداء تسلط الضوء على الواقع المؤلم في ظل الثورة بطريقة ساخرة وناقدة.
ويضيف أبو الجود أن هذا النشاط -الذي يجري إنتاجه في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة- يهدف لمجابهة “مسلسلات زائفة يبث فيها النظام أفكاره التشبيحية في شهر رمضان”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
حرب الأنفاق .. تكتيك اضطراري بسوريا
الجزيرة نت-ريف دمشق
بعد أن وجدت صعوبة في التقدم على عدد من الجبهات نتيجة القوة النارية الكبيرة -التي يستخدمها جيش النظام السوري- لجأت قوات المعارضة إلى تكتيكات أخرى، كان من بينها الأنفاق والممرات الأرضية.
واستخدمت هذه التكتيكات خصوصا في معارك المدن التي تشهد تحصن المقاتلين من الطرفين داخل البيوت والعمارات، وهو ما جعل كلا الجانبين يلجآن لهذه الفكرة القديمة المتمثلة في الأنفاق.
ونشر إعلام النظام السوري مؤخرا صورا قال إنها أنفاق تستخدمها “العصابات الإرهابية” في المليحة قرب العاصمة دمشق, موضحا أن كل نفق رئيسي يتفرع لأنفاق أصغر بما يشبه شبكة عنكبوتية ساعدت على تفجير أبنية ونقاط عسكرية.
وحسب الباحث والخبير الإستراتيجي حسن الحسن، فإن فكرة الأنفاق ليست جديدة لكن الجديد هو في استخدامها في ما يعرف بحرب العصابات من أجل تفادي الرصد والوقاية من الضربات الجوية وبغية التخفي والقدرة على التواصل بعيدا عن أنظار الخصم، فضلا عن القدرة على الوصول لمناطق تحت سيطرة الطرف الآخر، والوصول لأهداف حيوية كما حدث في مستشفى القصير.
نوعان
وميّز الحسن بين نوعين من الأنفاق، الأول يقوم على استثمار شبكات الصرف الصحي والهاتف وغيرها من مشاريع البنى التحتية التي لم يتم تشغيلها بعد كما حصل في مدينة حمص التي أصبحت أنفاقها كمدينة تحت المدينة.
أما النوع الثاني فيتمثل في الأنفاق العادية التي تخضع لعمليات توسيع بطرق شتى، سواء عبر آلات الحفر الحديثة، أو بالطرق البدائية التقليدية عبر حرق التربة بما يساعد على سهولة الحفر وتجنب إصدار أصوات عالية.
من جهة أخرى، أكد ناشطون في مناطق سورية تحاصرها قوات النظام خصوصا في ريف العاصمة أنهم لجؤوا إلى حفر الأنفاق لغرض الإمداد ولأغراض عسكرية ساعدت على التقدم في عدة جبهات.
كما يؤكد الناشطون في الوقت نفسه أن قوات النظام تلجأ للأسلوب نفسه، بهدف اختراق صفوف قوات المعارضة، وفي حالات عديدة وصل الأمر إلى أن تتقاطع أنفاق الجانبين بالمصادفة وتحدث مواجهات تنتهي غالبا بخسائر كبيرة في الأرواح لدى الجانبين.
مهنة خطرة
وقد ذكرت تقارير صحفية مؤخرا أنه تم اكتشاف أكثر من خمسة أنفاق كان النظام قد بدأ بحفرها، وكان يهدف من خلالها للوصول إلى مناطق إستراتيجية تمكنه من السيطرة على قطاعات كبيرة كانت قوات المعارضة قد سيطرت عليها. وفي المقابل، ظهرت تقارير أخرى في إعلام النظام تفيد بأنه اكتشف عددا من الأنفاق لقوات المعارضة، منها للإمداد وأخرى محاذية للجبهات.
على صعيد آخر، دفعت الظروف الصعبة والبطالة الشباب في الغوطة الشرقية إلى التوجه للعمل في حفر الأنفاق, حيث يقول حسان (24 عاما) -الذي أنهى دراسته الجامعية في دمشق ولم يجد عملا- إنه تلقى عرضا من أصدقائه للعمل في أحد الأنفاق مقابل 25 دولارا يوميا، مشيرا إلى أن هذا العمل خطير ومخيف لكنها فرصته الحالية لكسب القوت له ولعائلته.
وأوضح حسان أن المخاطر تتراوح بين التعرض للقصف، وبين الغرق حيث باتت القوات النظامية تعمد مؤخرا إلى ملء حفر واسعة بالماء في محيط الثكنات والمقار العسكرية والأمنية بحيث يفيض الماء ويغرق أي أنفاق تصل إلى المنطقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
حزب الله يخسر 17 عنصراً بحلب ومعارك القلمون مستمرة
العربية نت
أفاد ناشطون بمقتل الملازم أول في حزب الله “وائل عبدو” مع 17 عنصراً آخرين، إضافة إلى جرح أربعة من قوات الأسد على خلفية الاشتباكات التي جرت في حي الخالدية بحلب ضد الثوار.
أما في القلمون فلا تزال المعارك مستمرة في محاولة جيش النظام مدعوماً بميليشيات حزب الله، للسيطرة على التلال والقرى. فقد جددت قوات الأسد المدعومة بحزب الله اللبناني الخميس، محاولتها اقتحام بلدتي حوش عرب وعسال الورد ومزارع رنكوس في القلمون لليوم الثاني على التوالي.
وقال ناشطون في ريف دمشق إن كتائب الثوار تمكنت من التصدي للهجوم وقتلت 3 عناصر من مليشيات حزب الله وعدد من عناصر قوات الأسد، وسط قصف مدفعي وصاروخي على تلك المناطق.
وكان ناشطون أفادوا أول من أمس الأربعاء بأن مليشيات حزب الله اللبنانية بدأت في عملياتها ضد مواقع الثوار في عسال الورد وحوش عرب ومزارع رنكوس انطلاقاً من بلدتي حام وبريتال اللبنانيتين.
وقتل قائد لواء غرباء الشام “أبوالحسن التلي”، التابع للجيش الحر، خلال المعارك الدائرة في جرود القلمون بريف دمشق الخميس، في حين أكدت مصادر تمكن الثوار من قتل 4 عناصر من ميليشيات حزب الله، أثناء الاشتباكات المستمرة في محيط قرية عسال الورد.
يُذكر أن كتائب الثوار تتبع تكتيكا جديداً يتمثل في شن نوع من حرب العصابات ضد جيش الأسد وميليشيات حزب الله التي اجتاحت المنطقة مؤخراً.
الإبراهيمي ينتقد طرفي النزاع بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كشف مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، أن كافة الأطراف المعنية بالنزاع في سوريا لم تكن يوما مستعدة للبحث عن “حل سياسي” لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد.
وقال الابراهيمي، لبرنامج “بصراحة” مع الزميلة زينة يازجي، إن أطراف النزاع تسعى “وراء الحسم العسكري”، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الحسم غير وارد في “المستقبل المنظور”.
واعتبر أن “الانتصارات التي يحققها الجيش السوري ليست دائمة”، مشيرا إلى أن “سوريا لا تحطم حاضرها فقط أو تضع مستقبلها في خطر، وإنما تقضي حتى على ماضيها”.
وعن الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من مهمته التي كانت ترمي إلى وقف الحرب، أوضح الإبراهيمي أنه اتخذ هذا القرار لأن المسار الذي كانت تمضي فيه مفاوضات جنيف وصل إلى نهايته.
وذكر الإبراهيمي أن مفاوضات “جنيف 2” لم تعبر عن “رغبة الشعب السوري”، فحسب اعتقاده فإن طرفي النزاع كانا “يمثلان مصالحهما ولم يتجاوزا المصالح الضيقة للبحث عن المصلحة الوطنية المشتركة العليا”.
يشار إلى أن اللقاء مع مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى سوريا سيبث كاملا على شاشة “سكاي نيوز عربية” يوم الأحد المقبل، في الساعة العاشرة مساء بتوقيت أبوظبي، السادسة بتوقيت غرينتش.
دبلوماسي سوري منشق: دبلوماسيو النظام يخضعون لرقابة أمنية صارمة تحرمهم حريتهم
روما (19 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال دبلوماسي سوري منشق إن أن دبلوماسيي النظام يخضعون الآن لرقابة أمنية صارمة تحرمهم من حرية التحرك دبلوماسيا واعلاميا
وأشار القائم بأعمال السفارة السورية في لندن المنشق خالد الأيوبي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن “النظام، الذي يعاني عزلة سياسية دولية ومقاطعة دبلوماسية من قبل غالبية دول العالم، يعاني دبلوماسييه أيضاً من الرقابة الأمنية الصارمة التي تحرمهم من حرية إجراء اللقاءات الدبلوماسية والإعلامية لعرض وجه نظر النظام التي يصعب الدفاع عنها في ظل تدفق سيل فيديوهات قصفه للمناطق المدنية”
ورأى الدبلوماسي المنشق أن “طرفي النزاع في سورية أصابهما الإرهاق بعد ثلاث سنوات من الضغوط والحرب، ومشكلة الائتلاف هي تفرق المعارضة وعدم التجانس في توجهات مكوناته السياسة وافتقاره للخبرات الدبلوماسية، وكل ذلك أثّر على أدائه”.
واستبعد الايوبي أن يُثمر تواصل المعارضة السورية مع روسيا في الوقت الراهن بسبب تفرّق المعارضة نفسها، وقال “لن تغيّر روسيا موقفها من النظام لقناعتها بأن الأسد أقدر على ضمان مصالحها في سورية من المعارضة المشتتة، ولذلك ستبقى موسكو تراهن على الأسد لسنين قادمة”.
وحول الدول الفاعلة فيما يجري في العراق، أو إن كان ساحة لصراع روسي ـ أمريكي، قال الأيوبي “روسيا ليست فاعلاً أساسياً فيما جرى في بغداد، فاللاعب الفاعل هو إيران وهي من تملك مفاتيح السياسة في الحكومة العراقية