أحداث الجمعة 30 أذار 2012
القمة العربية تطالب دمشق بتنفيذ «فوري وكامل» لمبادرة أنان
بغداد – محمد الشاذلي
خلصت قرارات القمة العربية في بغداد الى دعم مهمة المبعوث المشترك الدولي – العربي الى سورية كوفي أنان. واعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي موافقة الحكومة السورية على خطة انان «خطوة جيدة»، لكنها تحتاج الى تطبيق فوري. وجدد مطالبة الرئيس بشار الأسد بتفويض صلاحياته إلى نائبه واتاحة الفرصة لنشر مراقبين دوليين وعرب.
وانهت بغداد امس شهوراً من الاستعداد لاستضافة القمة العربية، صاحبتها اجراءات امنية مشددة تصاعدت بشكل يومي، فيما اشاد رؤساء الوفود المشاركة بنجاح العراق بتنظيم القمة وعودته الى «الحضن العربي». واعتبرها رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي «دليل تعافي العراق وانهاء مرحلة القتل الطائفي والبدء في بناء المؤسسات وترسيخ الديموقراطية».
واكد البيان الختامي للقمة «الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري، ووقف العنف من أي مصدر كان وإيجاد آلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الخارجي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين من دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة انان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة».
ودان القادة العرب ايضا في بيانهم «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بحق المدنيين السوريين»، واعتبروا «مجزرة بابا عمرو التي اقترفتها الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية تتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب». وحذروا من «مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى في سورية».
وطالبوا الحكومة السورية بـ»السماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية». وأعربوا عن الأسف «لما أحدثه إصرار الحكومة السورية على الحل العسكري والإمعان في القتل وما خلفه من آلاف الضحايا والجرحى والاعتقالات وتدمير للقرى والمدن الآمنة».
ودعا القادة «المعارضة السورية بكل أطيافها إلى توحيد صفوفها من اجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية. ورحبوا ايضا بنتائج المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في تونس.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحافي مع العربي، ان «القضية السورية تم تدويلها وهي الان تحت وصاية الامم المتحدة، والقمة لم تطرح تنحي الرئيس السوري»، لكن العربي اشار الى ان «الاقتراحات الخاصة بحل الازمة التي تبناها القادة العرب تتضمن تفويض الرئيس الاسد صلاحياته الى نائبه لاجراء حوار مع المعارضة، فضلاً عن الموافقة على نشر مراقبين دوليين وعرب لمراقبة وقف اعمال القتل وايصال اعمال الاغاثة الى المناطق السورية»، مشيراً الى ان «الاجراءات السياسية قد تتاخر، لكن الملح اليوم هو وقف العنف والتوصل الى آليات واضحة لتطبيق باقي الالتزامات، فمهمة أنان هي اقناع الادارة السورية بهذه الخطوات».
وأوضح ان «موافقة الأسد على مبادرة أنان ونقاطها الست جرت بعد تفاهمات الاخير مع روسيا والصين، لكن العبرة في التنفيذ»، داعيا الحكومة السورية الى «التطبيق الفوري لتلك البنود».
وشهدت القمة العربية ايضاً اطلاق «اعلان بغداد» الذي قال زيباري انه يمثل «رؤية بغداد بإجماع الدول العربية والقوى السياسية العراقية المختلفة إلى العمل العربي المشترك». وتضمن الإعلان 48 بندا ركزت على مبادىء الديموقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة وحل المشكلات بين الدول بالطرق السلمية وتطوير آليات عمل جامعة الدول العربية ورفع مستوى التعاون الاقتصادي في ما بين اعضائها، وتبني رؤية شاملة للاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والترحيب بالمتغيرات في دول الربيع العربي.
وعقدت على هامش القمة لقاءات جانبية بين رؤساء الوفود. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية امس ان طالباني استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ثمن «جهوده الرئيس في رص صفوف العراقيين والحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية». واثنى على « مساعي تحسين علاقات العراق مع الدول العربية بما فيه خير الشعوب العربية والمنطقة» .
واستقبل طالباني قبيل اجتماع الزعماء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي عبر عن «ترحيبه الحار بوجوده في بغداد وحضوره القمة التي يحتضنها العراق وابدى سروره البالغ لهذه الزيارة التي تعرّف خلالها إلى بغداد وقد بدت في وضع آخر أكثر أمناً واستقرارا وتنظيما وتطورا عما كانت عليه خلال زياراته السابقة التي كان يستخدم فيها الطائرة المروحية في التنقل بسبب الظروف الأمنية».
وجرى خلال اللقاء تناول الأوضاع السياسية في المنطقة العربية، و»أكد بان أهمية أن يستعيد العراق دوره المهم، إقليميا ودوليا، بما يساعد في تفاعله ايجاباً مع محيطه العربي والإقليمي والأسرة الدولية بشكل عام». واعتبر» النجاح في تنظيم واحتضان هذه القمة يشكل علامة مهمة في هذا المسار، كما أن مواصلة العمل المشترك والتفاهم بين جمهورية العراق والجارة الشقيقة الكويت يساعد في رفعه من طائلة البند السابع».
وحققت الحكومة العراقية انجازا مهما باستضافة القمة العربية على الرغم من غياب زعماء الوزن الثقيل ماسحة عنها عار سنوات صدام، الا ان هدف بغداد المعلن بالعودة الى الحضن العربي واستعادة دورها الاقليمي لن يتحقق بسهولة.
وكان زيباري أكد أن «العراق لا يبحث عن الدور ولا يحتاج الى الدور لكنه عاد بقوة الى ما كان عليه، بل اقوى لان قوة العراق ستكون للخير وليس للشر كما كانت تستخدم في السابق»، في اشارة الى حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وشدد على ان العراق «كسب الرهان بتنظيم القمة في مكانها وزمانها»، بعد ان شككت وسائل الاعلام ومسؤولون عراقيون وعرب بقدرة بغداد على استضافتها، خصوصاً بعد التفجيرات التي ضربت العاصمة قبل أسبوع.
سورية: مقتل ضابطين وخطف ثالث وتزايد الانشقاقات
نيويورك – راغدة درغام ؛ واشنطن – جويس كرم ؛ انطاكية (تركيا) – بيسان الشيخ
دمشق، بيروت، طهران – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – تواصلت امس المواجهات العسكرية بين الجيش النظامي السوري والمنشقين عنه وعمليات المداهمة في مناطق عدة، ما اسفر عن مقتل 40 شخصاً على الاقل بين مدنيين وعسكريين، بحسب مصادر المعارضة السورية. وذكرت وكالة الانباء السورية ان عقيدين اغتيلا امس في مدينة حلب بعدما استهدفهم «أربعة إرهابيين» يستقلون سيارة سياحية بنيران أسلحتهم.
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني. وقتل ثمانية عسكريين من بينهم ضابط ومنشق واحد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، وفي مدينة حمص قتل ثلاثة اشخاص نتيجة قصف القوات النظامية لاحياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع. وقتل ثلاثة في مدينة القصير وقرية عرجون المجاورة في ريف حمص، اضافة الى جندي منشق وضابط ومساعد في القوات النظامية.
وتعرضت مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف ادى الى حركة نزوح كبيرة من حيها الشمالي.
وفي محافظة حماة قتل جنديان من الجيش النظامي اثر استهداف شاحنة عسكرية، وقتل ثلاثة مدنيين في اشتباكات وفي مدينة حلب قتل ضابط برتبة عقيد صباح امس في منطقة دوار باب الجديد، بعد اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية.
وفي محافظة ادلب قتل خمسة مدنيين بعد اقتحام الجيش قرى قرب معرة النعمان، كما قتل ثلاثة جنود في القوات النظامية في اشتباكات مع منشقين في المنطقة.
وفي محافظة درعا، اصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح واعطبت آلية عسكرية في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع دوي انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وامنية، وتتخوف المعارضة ان يكون ذلك تمهيداً لاقتحامها بعد منع الاهالي من الدخول والخروج منها. كما اقتحمت قوات الامن بلدة بصر الحرير ونفذت فيها حملة مداهمات. وتقع خربة غزالة وبصر الحرير الى جانب مدينة الحراك، ويتحصن في هذه المنطقة تجمع كبير للجنود المنشقين.
وفي انطاكية قرب الحدود السورية – التركية التقت «الحياة» العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الاسعد قائد «الجيش السوري الحر» اللذين اكدا على «توحيد الصفوف» في المرحلة الحالية وأن الظروف تقتضي الالتزام بقرارات «المجلس الوطني». وقال الاسعد ان السلاح الموجود حالياً في أيدي عناصره يكفي بالكاد لحرب عصابات ومعارك كر وفر. وحذر من تسليح مجموعات لا تنطوي تحت مظلة «الجيش الحر»، مشيراً الى ان «بعض الاشخاص لديهم مكاسب شخصية وسياسية يريدون تحقيقها».
واعتبر العميد الشيخ ان مهمته وضع استراتيجيات العمل العسكري تقضي التنسيق مع المجلس الوطني «على رغم ملاحظات كثيرة عليه»، لافتاً إلى أن انقطاع اعضائه عن الواقع سيجعل السوريين في الداخل يرفعون قريباً شعارات «المجلس الوطني لا يمثلني».
من جهة اخرى، اكد الرئيس بشار الأسد أن سورية «لن توفر جهداً» لإنجاح مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان. واعرب، في رسالة إلى قمة قادة دول «بريكس» التي عقدت في نيودلهي، عن امله في ان تساهم وساطة انان في إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية، وأن «يتعامل أنان في شكل شمولي مع عناصر الأزمة ولاسيما الدولية منها والإقليمية».
وتصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى الرياض غداً في زيارة رسمية تستمر يومين تلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ونظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل. وأكدت الخارجية الاميركية أن كلينتون ستحضر أيضا أول اجتماع وزاري مشترك لمجلس التعاون الخليجي ومنتدى التعاون الأميركي في العاصمة السعودية.
وستتوجه كلينتون من الرياض الى اسطنبول بعد غد الأحد للمشاركة في مؤتمر مجموعة «أصدقاء سورية».
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ «الحياة» أن “نظام الأسد يختنق ماليا… وعلى طريق الافلاس»، معتبرا أن المسار الذي اتخذه الرئيس السوري “غير قابل للاستمرار… وأيام الأسد في الحكم معدودة”. وقال المسؤول أن الولايات المتحدة مع ترحيبها ودعمها مهمة أنان، تستمر “في الاعتقاد بأن الأسد فقد شرعيته وعليه التنحي”.
وحذر المسؤول من مغبة تقليل أهمية العزلة الاقليمية والدولية للنظام وعمل المجتمع الدولي من خلال «مؤتمر أصدقاء سورية» على “ضمان حدوث مرحلة انتقالية بشكل ديموقراطي”.
وفي نيويورك، يستعد مجلس الأمن للتداول في مشروع قرار تعده بريطانيا حول آلية مراقبة تطبيق خطة أنان في سورية. وأكد ديبلوماسي مطلع أن المجلس سيكون معنياً بتبني قرار عند التوصل الى اتفاق على تطبيق الخطة «لكننا سننتظر الاستماع الى أنان الإثنين لاستيضاح نقاط أساسية متعلقة بآلية التطبيق». وأوضح أن بعض الأسئلة الأساسية طرحت على أنان ليناقشها مع السلطات السورية فيما نائبه ناصر القدوة يبحث تطبيقها مع المعارضة السورية. وأضاف أن البحث جار الآن حول «جنسيات الدول التي قد تساهم في بعثة المراقبين، وحجم بعثة المراقبة، وإطار انتشارها الجغرافي». وقالت المصادر إن مشروع القرار سيركز على آلية المراقبة «لكنه سيتضمن عناصر آخرى اعتماداً على ما سيقدمه أنان الى المجلس الإثنين عبر الفيديو من جنيف».
وعبرت مصادر عربية رفيعة عن امتعاضها من اعتزام أنان زيارة إيران «لأن المسألة السورية عربية وليست إيرانية». وأضافت المصادر: «من المفهوم أن يقوم أنان بزيارة الى قطر لأنها تترأس المجموعة العربية المعنية بالأزمة السورية، وأن يزور المملكة العربية السعودية الشقيقة لأنها دولة عربية مهمة، لكننا لا نفهم لماذا يتوجه الى إيران لبحث أزمة في بلد عربي».
وعن الرد السوري بالموافقة على خطة أنان، قال الناطق باسمه احمد فوزي «إننا ننتظر التنفيذ على الأرض وحتى الآن لم نشهد تحركاً». وقال: «يجب على المعارضة أيضاً الالتزام بتطبيق الخطة، ونحن في انتظار حركة إيجابية على الأرض أي تطبيق بنود الخطة». وأضاف انه يمكن السلطات السورية أن تبدأ «مثلاً بإطلاق سراح المعتقلين وفتح البلاد للصحافيين واتخاذ إجراءات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». وأشار الى أن أنان أوفد القدوة الى اسطنبول للاجتماع مع ممثلي المعارضة يرافقه فريق من مكتب أنان.
وعن تطبيق خطة النقاط الست، قال فوزي إن «على الحكومة السورية أولاً أن توقف العنف وتسحب القوات من المدن كخطوة حسن نية ثم نطلب من المعارضة وقف القتال وتسليم السلاح».
ووزعت البعثة البريطانية في نيويورك بياناً أعلنت فيه أن بريطانيا ستقدم دعماً بقيمة نصف مليون جنيه لدعم المعارضة داخل سورية. وأوضح البيان أن من ضمن الدعم تطوير الاتصالات الآمنة ومهارات إعلامية بهدف توثيق انتهاكات السلطات السورية لحقوق الإنسان تمهيداً لعملية المحاسبة لنظام الأسد على الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية». وسيتضمن الدعم «مساعدة المعارضين على تطوير أنفسهم كبديل ذي مصداقية عن الأسد ونظامه، وإبقاء أنفسهم في مأمن من قمع النظام والعنف من خلال الاتصالات الفعالة، وتطوير وصول المساعدات الإنسانية، وتطوير القدرات الضرورية لانتقال سياسي نحو الديموقراطية».
على صعيد آخر، ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه افرج عن 12 ايرانيا سبق ان خطفوا في سورية، بينهم سبعة زوار وخمسة مهندسين.
وقالت قناة «برس تي في» الناطقة بالانكليزية انه افرج عن المهندسين الخمسة من دون ان تذكر مصدرا. وكان المهندسون يعملون في بناء محطة لانتاج الطاقة الكهربائية في جندر قرب مدينة حمص عندما خطفوا في نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
قمة بغداد تُسلّم بتدويل الأزمة السورية
وتدعو المعارضة إلى توحيد صفوفها ودخول حوار
البيان الختامي أكّد حقّ لبنان في ثروته النفطية والغازية
نادى الزعماء العرب، في ختام قمتهم التي استضافتها بغداد أمس للمرة الاولى منذ 22 سنة، بحوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان.
ودعا القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين “الحكومة السورية واطياف المعارضة كافة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك لبدء حوار وطني جاد”. وطالب الزعماء العرب المعارضة السورية “بأطيافها كافة بتوحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جاد يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري”. كما طالبوا “الحكومة السورية بـ”الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتل”، مشددين على “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري”.
وأيد “اعلان بغداد” الذي صدر في ختام القمة “التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي… ودعم مهمة السيد كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية”. وأبرز “ضرورة التنفيذ الفوري والكامل” لهذه الخطة.
وحضّ الأمين العام للجامعة نبيل العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثر الجلسة الختامية للقمة، دمشق على تطبيق خطة انان المكونة من ست نقاط “كاملة وفوراً”. وقال إن “الطابة في ملعب سوريا وعليهم ان يتحركوا ايجاباً، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الامن”. واضاف ان “المسار السياسي يأخذ بعض الوقت وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزف الدم”.
واكد زيباري ان “الأزمة السورية دخلت دائرة التدويل”.
وخيمت الازمة السورية على القمة العربية منذ اجتماعاتها التحضيرية الاولى، وسط تباين في مواقف الدول العربية من طريقة التعامل مع هذه الازمة. وانعكس هذا التباين على الحضور، اذ شارك تسعة رؤساء دول عربية فقط، ابرزهم أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قام بزيارة تاريخية للعراق هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق الكويت في ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1990.
وفيما اعربت غالبية الخطباء عن دعمها لمهمة انان، دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي وحده نظيره السوري بشار الاسد الى التنحي، مطالباً بارسال قوة سلام عربية “تحت راية الامم المتحدة” الى سوريا.
لبنان
وشارك لبنان في القمة بوفد رفيع رأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي القى كلمة في الجلسة الافتتاحية (نصها في مكان آخر).
وأكد الزعماء العرب في بيانهم الختامي “حق لبنان في ثروته النفطية والغازية الموجودة ضمن مناطقه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة اليه والمحددة وفقاً للخرائط التي اودعتها الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة في تموز 2012 وتشرين الاول 2010 والتي صدرت لاحقاً في آب 2011 “قانون تحديد واعلان المناطق البحرية للجمهورية اللبنانية”.
كما اكدوا دعمهم “لرفض لبنان للاحداثيات الجغرافية التي اودعتها بعثة اسرائيل في الامم المتحدة والعائدة الى الجزء الشمالي من المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة التي تدعي اسرائيل انها تابعة لها”، معربين عن دعمهم لموقف الحكومة اللبنانية القاضي بالتزام احكام الدستور من حيث رفض التوطين والتمسك بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم، وتاكيد “احترام قرارات الشرعية الدولية وجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني سابقاً رفيق الحريري ورفاقه بعيداً من اي تسييس او انتقام”.
“مراقبون عسكريون غير مسلّحين” لسوريا
نيويورك – علي بردى
مع استعداد المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان لتقديم احاطة ثانية الإثنين المقبل الى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك عبر الفيديو من جنيف، استبعد مصدر دولي لـ”النهار” أن يطلب أنان من مجلس الأمن اصدار قرار بنشر “مراقبين عسكريين غير مسلحين”، وفقاً لما وافقت عليه السلطات السورية. واعتبر أنه “يمكن ارسال هؤلاء المراقبين من دون قرار من المجلس”، مشيرا الى أن دائرة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة “تعمل على تشكيل فريق مراقبة، ولو صغيرا الآن، من أجل التوجه الى سوريا عندما يحين الوقت مع الاتفاق على وقف للنار”.
ويرجح أن تتألف طليعة المراقبين من أفراد يعملون حالياً لدى منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة “أونتسو” المنتشرين منذ عام 1948 على حدود الهدنة العربية – الإسرائيلية وقوة الأمم المتحدة لفك الاشتباك “أندوف” في مرتفعات الجولان. والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل”.
وافاد مصدر ديبلوماسي ان عدد المراقبين سيراوح ما بين 200 و250 رجلاً.
وعلمت “النهار” أن نائب انان ناصر القدوة يجري “مشاورات مكثفة” مع المعارضة السورية بأطيافها المختلفة في اسطنبول حتى الإثنين المقبل، أملاً في أن تشكل المعارضة “جبهة موحدة تجمع تحت مظلة واحدة” كلاً من “المجلس الوطني السوري” و”لجان التنسيق” و”الجيش السوري الحر”، وتعلن التزامها تطبيق خطة أنان.
خامنئي لأردوغان: سندافع عن النظام السوري
أكد مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس، ان ايران ستدافع عن نظام حليفتها الاقليمية سوريا بسبب موقفها ضد اسرائيل.
وقال خامنئي لدى استقباله اردوغان في مشهد ان “ايران ستدافع عن سوريا بسبب دعمها مقاومة الصهيونية… اننا نعارض بحزم اي تدخل لقوات اجنبية في الشؤون الداخلية لسوريا… الاصلاحات التي بدأت هناك ينبغي ان تستمر”.
وحذّر من اي مبادرة تقودها الولايات المتحدة لحل الازمة في سوريا، قائلاً ان بلاده “ستعارض بحزم” اي مشروع مماثل.
أما اردوغان، فقال ان المنطقة “تواجه وضعاً صعباً تأمل تركيا في ان يجد تسوية له”.
وفي لقاء والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أعرب اردوغان عن دعم موقف ايران في الملف النووي.
مجموعة “بريكس” ترى الحوار حلاً وحيداً
لوقف العنف في سوريا وتسوية أزمة إيران
زعماء مجموعة “بريكس”، وهم من اليسار: الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، في قمة “بريكس” بنيودلهي امس، وقد حملوا نسخاً من تقرير المجموعة.
أفادت الدول الخمس الناشئة التي تشكل مجموعة “بريكس” وتريد بسط نفوذها الديبلوماسي، خلال قمة في نيودلهي، ان الحوار وحده كفيل بوقف العنف في سوريا وتسوية الازمة مع ايران في شان برنامجها النووي، ودعت الى انشاء مصرف جديد للتنمية يواجه المؤسسات المالية الغربية.
وتسعى “بريكس”، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا وتمثل 40 في المئة من مجموع سكان العالم، الى تحويل قوتها الاقتصادية الناشئة والمتزايدة نفوذاً ديبلوماسياً.
وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ: “اننا متفقون على انه لا يمكن ايجاد حل في سوريا وايران الا من طريق الحوار”.
وشدد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف على معارضة مجموعة “بريكس” التدخل الخارجي في سوريا.
وفي “بيان نيودلهي”، أعربت دول “بريكس” عن “قلقها العميق من الوضع في سوريا” ودعت “الى الوقف الفوري لكل أعمال العنف”.
كذلك أجمعت على دعم خطة الموفد الدولي كوفي انان.
وفي الشأن الايراني، دعت الى تفادي أي تصعيد للازمة، ملاحظة ان “العواقب الكارثية التي ستترتب عليها ليست في مصلحة احد”. ولفتت الى ان “لايران دورا حاسما في التنمية السلمية وازدهار منطقة لها مصلحة اقتصادية وسياسية كبيرة، ونريد ان تضطلع ايران فيها بدورها بصفة كونها عضواً مسؤولاً في الاسرة الدولية”.
على صعيد آخر، دعت دول “بريكس” التي أطلق عليها هذا الاسم عام 2001 اقتصادي من مصرف “غولدمان ساكس” الاستثماري، في إشارة الى دول تحقق نموا قويا، الى انشاء مصرف يهدف الى تمويل مشاريع بنى تحتية وتنموية، مشيرة الى ان وزراء المال للدول الخمس سيدرسون “قابلية تنفيذ” هذا الاقتراح.
ونوقشت هذه الفكرة تحت عنوان “ساوث – ساوث بنك” او “بريكس بنك”.
واوضح وزير التجارة البرازيلي برناندو بيمنتيل “ان هذا المصرف سيكون اداة مالية قوية جداً لتحسين الامكانات التجارية وقد يكون مرحلة مهمة لدعم الاتحاد الاوروبي في جهوده لتجاوز الازمة المالية”.
ومع أن المبادلات التجارية لمنطقة “بريكس” في تنام كبير، اعتبر وزير التجارة الهندي اناند شرما انها لا تزال بعيدة مما يمكن ان تقدم مجموعة تضم 40 في المئة من سكان العالم. وصرح عشية القمة بأن “هناك قدرات نمو كبيرة غير مستغلة في التجارة والاستثمار بين بلدان بريكس… من شأنها ان تسهل النمو الاقتصادي في ظرف يشهد فيه الاقتصاد العالمي ريبة”.
وقد ارتفعت المبادلات التجارية بين دول المجموعة العام الماضي بنسبة 28 في المئة وبلغت 230 مليار دولار.
الأسد يأمل بمقاربة شمولية لمهمة أنان
شدد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، على أن السلطات السورية لن «توفر جهداً في إنجاح» خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، لكنه «لا بد لإنجاح مهمة أنان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، مشيراً إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جداً البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن البلاد واستقرارها».
في هذا الوقت، أكد قادة دول «بريكس» الخمس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، في بيان «اننا متفقون على ان الحل في سوريا وايران لا يمكن ايجاده الا عبر الحوار»، واعربت عن «قلقها العميق من الوضع في سوريا» مجمعة على دعم خطة انان لتسوية الازمة. كما دعت «الى الوقف الفوري لكل اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في البلاد». (تفاصيل صفحة 8)
وأعرب الأسد، في رسالة وجهها الى قمة قادة دول «البريكس» في العاصمة الهندية نيودلهي، «عن تقدير سوريا لمواقف قادة المجموعة في تعزيز مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وإرساء العمل الدولي المتعدد الأطراف بديلاً لسياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتطلع إلى مزيد من التعاون نحو بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على قيم العلاقات الديموقراطية بين الدول».
وعرض الأسد «عوامل الأزمة التي تتعرض لها سوريا وارتباطاتها الإقليمية والدولية، والخطوات التي اتخذتها الدولة للتعامل معها، واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر إصدار سلة قوانين، توّجت باعتماد دستور جديد للبلاد يحقق حرية العمل السياسي والتعددية السياسية ومبادئ العمل الديموقراطي»، مشيراً إلى أنه «وعلى الرغم من ذلك تم تأجيج الأوضاع في سوريا بفعل الحملات الإعلامية المضللة، واستمرار عمليات الاغتيالات والإرهاب المدعومة من قوى لجأت إلى تقديم السلاح والدعم المالي للمتطرفين، وحاولت استخدام المنابر الدولية لاستصدار قرارات لا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وتحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يجري».
وأوضح الأسد، في رسالته، أن «سوريا، وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها كوفي انان كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا، وتؤكد أنها لن توفر جهداً في إنجاح هذه المهمة التي تأمل أن تساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد»، معرباً «عن أمله في أن يتعامل انان بشكل شمولي مع عناصر الأزمة، ولا سيما الدولية منها والإقليمية».
وأكد الرئيس السوري أنه «لا بد لإنجاح مهمة انان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، موضحاً أنه «مقابل الالتزام الرسمي بإنجاح مهمة انان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الأطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها إلى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص».
وأشار الأسد، الذي زار بلدة القنوات في محافظة السويداء حيث قدّم التعازي الى عائلة شيخ العقل الأول لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ أحمد سلمان الهجري، إلى «ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فوراً، بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا». ولفت إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جداً البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن البلاد واستقرارها»، معرباً عن «أمله في أن تقدم دول البريكس كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف، وأن سوريا ترحب بالجهود التي تبذلها بعض دول المجموعة في هذا الإطار».
وأوضح الأسد أن «سوريا أعلمت انان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها»، داعياً إلى «إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال الى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك كي لا تستغل المجموعات المسلحة أجواء تنفيذ الحكومة لالتزاماتها كما حدث أثناء التزام سوريا التام بتطبيق خطة العمل العربية التي أفشلتها الجامعة العربية، بعد أن صدر تقرير بعثة المراقبين العرب، وأثبت وجود عناصر إرهابية مسلحة مسؤولة عن العنف والقتل في سوريا».
أعلنت لندن أنها ستضاعف مساعداتها «غير العسكرية» للمعارضة وتوسع نطاقها لتشمل معدات قد تشمل هواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية لمساعدة النشطاء على التواصل بسهولة أكبر.
ووصفت واشنطن تصريحات الأسد حول خطة انان لحل الأزمة في سوريا، بأنها «مخيّبة للآمال». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «الأمر ليس مفاجئاً، لكنه محبط ومخيب للآمال». وحث «الاسد على وقف العنف بأسرع ما يمكن». واضاف «لم نر شيئاً ميدانياً على الاطلاق يشير الى تلبيتهم دعوة (الخطة) من اجل عودة المدفعية السورية والاسلحة الثقيلة الى الثكنات ووقف اطلاق النار بما يسمح بوصول المساعدات الانسانية». واوضح «كنا واضحين جداً باننا نريد وقفاً لإطلاق النار. نريد ان نرى وقفاً للعنف في اسرع ما يمكن كي نتمكن من ايصال المساعدة الانسانية للشعب السوري المحاصر».
وتبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارة إلى السعودية، حيث تلتقي اليوم وغداً مع مسؤولين سعوديين وخليجيين لبحث الأزمة السورية، قبل ان تنتقل الى اسطنبول للمشاركة في مؤتمر «اصدقاء سوريا» الاحد.
وقالت وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس إن رفض تركيا دعوة بلدها الى اجتماع «اصدقاء سوريا» يمثل «مشكلة كبرى للاتحاد الاوروبي». واضافت إن «قبرص هي أقرب دولة الى سوريا والى المنطقة ونحن على بعد حوالى مئة كيلومتر عن سوريا ولبنان».
خلص خبراء من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي، شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، الى ان «اكثر من مليون سوري بحاجة الى مساعدة انسانية».
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) إن عقيدين اغتيلا في هجوم في مدينة حلب خلال توجّههما إلى عملهما. وأضافت إن مسلحين خطفوا العميد الركن الطيار محمد عمر الدرباس في الغوطة الشرقية بمحافظة دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 24 شخصا، هم 14 مدنيا وثمانية عسكريين من بينهم ضابط، في اشتباكات في حمص وريفها وريف حماه وادلب ودرعا».
(سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)
مصدر عربي لـ«السفير»: مخطوفان إيرانيان قتلا في بابا عمرو
باريس ـ «السفير»
قال مصدر عربي في باريس لـ«السفير»، إن مخطوفين إيرانيين كان يحتجزهما مسلحو «الجيش السوري الحر» في حمص، قتلا في السابع والعشرين من شهر شباط الماضي في حي بابا عمرو.
وقالت السلطات التركية بالأمس إنها تسلمت خمسة رهائن إيرانيين، لنقلهم إلى طهران، من بين سبعة رهائن. ولم يتحدث اي مصدر من المصادر الرسمية الأيرانية او التركية عن مصير الرهينتين الأخيرتين. وكانت وحدة تابعة لـ«الجيش السوري الحر» قد اعتقلت الإيرانيين السبعة في الحادي والعشرين من كانون الأول الماضي، بعد خروجهم من محطة كهرباء جندر القريبة من حمص، حيث يعمل هؤلاء كمهندسين وفنيين لمصلحة شركة لإدارة مشاريع الطاقة في إيران «مابنا»، التي اوفدتهم إلى سوريا.
وتبنت عملية الخطف منظمة تطلق على نفسها إسم منظمة «مناهضة المد الشيعي» في سوريا. وقال المصدر إن القتيلين الإيرانيين هما مهندس وفني كهرباء من الأكراد الإيرانيين.
ولم تتضح الأسباب التي أدت إلى مقتل المخطوفين الإيرانيين اللذين كانا في عهدة مجموعة مسلحة تعمل تحت إسم «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«الجيش الحر» في بابا عمرو. وبحسب المصدر فإن الإيرانيين لقيا حتفهما خلال عملية الفرار من القبو الذي كان يحتجزهما فيه الخاطفون، او لأن المجموعة المكلفة بحمايتهما قد تركتــهما لمصــيرهما تحت القصف الذي كان يقوم به الجيــش السوري، خلال عملية اقتحام الحي.
ماكين: الدعم الجوي للمعارضة السورية أمر محتمل
أعرب السيناتور الأميركي جون ماكين عن رغبته في أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالسماح للمعارضة السورية بالدخول في قتال منصف مع القوات المسلحة، ما يتطلب توفير مناطق آمنة، مضيفا إن هذا قد يعني “توفير القوة الجوية الخارجية”.
وقال ماكين في مقابلة مع قناة “العربية” عشية انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تركيا، إن “مفاوضات (المبعوث الدولي كوفي) أنان تكتيك لإعطاء فرصة إضافية للرئيس بشار الأسد”، معربا عن رغبته في أن تمهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع القوات النظامية.
وأشار السيناتور الأميركي إلى التناقض في موقف إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن التدخل العسكري في سوريا، معتبرا أن “مواقفها مترددة بهذا المعنى، الرئيس يقول إنه يجب على بشار الأسد التنحي، وإن هذا أمر حتمي، وهو أمر بالتأكيد لا تثبته الظروف على الأرض. ولكنهم في الوقت ذاته يقولون إنهم لا يريدون التدخل. حسنا، إذا كانت مصلحة أمننا القومي تقضي بمنع أعمال القتل الجماعي والمذابح، إذن لماذا لا نتحرك؟”
(“العربية”)
أنان يطلب من الأسد تطبيق خطته لحل الأزمة السورية “الآن”
أعلن المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان الجمعة، أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد تطبيق خطة أنان “الآن”.
وقال احمد فوزي “ينبغي أن تبادر حكومة سوريا بلفتة تنم عن حسن النية من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار”.
وأضاف “نتوقع منه (الأسد) تنفيذ الخطة على الفور. وبوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانيا. هذا يثير قلقنا الشديد”، مضيفا أن خطة أنان يجب تطبيقها “الآن”.
وأضاف “من الضروري أن تتوقف عمليات القتل. أن تتوقف أعمال العنف”.
وشدد على أنه “يتوجب على السلطات السورية تنفيذ الخطة سريعا”.
من جهة أخرى، أعلن أحمد فوزي أن كوفي انان ينوي التوجه إلى إيران، لكنه لم يتم تحديد أي موعد مع السلطات لمثل هذه الزيارة حتى الآن.
وشدد على أهمية التوصل إلى “توحيد المجتمع الدولي وراء” خطة أنان.
وأضاف انه ينوي أيضا زيارة الرياض، مشيرا إلى أن انان زار حتى الآن “دولا رئيسية في المنطقة”، عندما توجه إلى “القاهرة وأنقرة والدوحة وبكين وموسكو للحصول على دعمها”.
(أ ف ب، رويترز)
مقاتلون حانقون يطالبون بالسلاح والعقيد الاسعد يقول لهم: لا مال عندي ولا سلاح
سورية تؤثر على الوضع اللبناني.. فرنسا تستعرض قوتها وتتفهم وضع الحكومة الخاص
لندن ـ ‘القدس العربي’: اشتكى مقاتلون سوريون من قلة الذخيرة وقالوا انه لا يوجد لديهم ما يكفي لمواجهة قوات النظام السوري بشار الاسد الذي يواصل عملياته الشرسة وسط اتهامات باستهداف الاطفال وقتل المدنيين العزل بدون سبب.
ونقل عن مقاتل اسمه ‘ماجد’ قال انه قابل رياض الاسعد قائد الجيش الحر في سورية والمقيم في تركيا، وواجهه قائلا نريد اسلحة فرد العقيد الاسعد ان لا مال عنده ولا ذخيرة، واضاف الاسعد انه لم يتلق ومنذ ستة اشهر مالا ولا طلقة واحدة. ويقول ماجد ان الاسعد لم يقدم للمقاتلين في الداخل اي دعم ولا يستطيع تقديم اي شيء، حسبما نقلت عنه صحيفة ‘التايمز’ البريطانية.
وتترافق شكوى المقاتلين مع استمرار انشقاق الجنود عن النظام السوري وان بأعداد قليلة، حيث نقلت الصحيفة عن قائد كتيبة ‘قذائف الحق’ التقته في موقع سري في شمال البلاد، قوله ان نسبة تسعين بالمئة من 1500 مقاتل يأتمرون بأمره هم من الجنود الفارين من الجيش. والتقت الصحيفة مع عدد من الفارين الذين قدموا صورة مقربة عن وضع الجيش السوري، حيث قالوا انه ليس الضباط السنة من يريدون الفرار من الجيش بل ضباطا من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وقالوا ان ما يبقي على جيش الاسد متماسكا هو اسلوب التخويف والترويع الذي يستخدمه القادة الكبار ضد الجنود، واضافوا ان الكتيبة الرابعة الخاصة التي يقودها شقيق الاسد، ماهر تعاني من خلافات وانشقاقات.
وحتى الان لم تحدث عمليات هروب جماعي ولا تمرد فرق كما حدث في الثورة الليبية، ولكن قائد قذائف الحق، ابو عبدالله الذي هرب نفسه من دائرة المخابرات العسكرية، يقول ان عدد المنشقين ممن ينضمون الى صفوف جنوده يتراوح ما بين 10 -15 جنديا في اليوم. ويضيف ابو عبدالله قائلا صحيح ان بابا عمرو وادلب تعتبران خسارة للمقاومة لكن تصرفات النظام فيهما ادى الى انشقاق عدد كبير من الجنود. وحتى الآن اعترفت السلطات التركية بانشقاق 10 جنرالات و19 عقيدا. وفي لقاءات مع عدد من الجنود الفارين في اكثر موقع قالوا ان هناك ثمنا يدفعه كل من يحاول الفرار من الجيش وهو القتل، ويزعم احدهم ان 12 جنديا قتلوا على يد المخابرات بعد الكشف عن محاولات لهروبهم، كما ان مخاوف الجنود من قيام الامن بالانتقام من عائلاتهم تعتبر عاملا اخر من العوامل التي تؤدي لمنعهم، وتنقل عن علي وهو جندي ارسله الجيش للقتال في باب عمرو قوله ان ما يواجه الجنود من مشكلات هي اختيارهم الفرصة المناسبة للهرب. وقال ان الجيش حدد من اجازات الجنود السنة، خشية هروبهم، كما انه سحب بطاقاتهم العسكرية التي لا يمكن لاحد منهم التحرك بدونها. ويقوم البعض برشوة ضباطهم لاستعادة بطاقاتهم، فيما يهرب اخرون اثناء القتال. ويصف علي كيف قتل الامن فيها رفيقه يوسف عندما القوا القبض عليه وهو يحاول الفرار، حيث جلبوه الى نقطة التفتيش التي كان يحرسها، واطلقوا عليه النار مرتين وتركوه بعد ان شوهوا وجهه واطفأوا اعقاب السكائر في جسده ليكون عبرة. وعلى الرغم من زيادة عدد الجنود الفارين بشكل يومي الا ان العدد الاكبر يعتقد ان مصير الثورة مرتبط بانشاء مناطق آمنة تشجع بقية الجنود للهروب اليها، والتنظيم والاعداد.
الجيش يلاحقهم
وحتى يتحقق هذا فالفارون يواجهون الجيش بعتادهم القليل والخفيف، مقارنة مع عتاد القوات النظامية التي لديها كميات لا تنفذ من الاسلحة والذخيرة. وبدون سلاح للدفاع عن النفس يواصل الجيش قتله للمدنيين وبدون سبب، حيث اشار تقرير في نفس الصحيفة، وتقول ان صالح المطوع رجل فقير كان يعيش في قرية شمال سورية، ومات فقيرا عندما اطلق الجنود عليه الرصاص بدون اي سبب، وتضيف انه لا حاجة لسبب كي يقتل الجيش المو اطنين، ويقول مواطن اخر من القرية ‘كلنا موتى هنا’. وحتى من ينجح من المدنيين في الهرب للدول المجاورة خاصة لبنان فانه لا ينجو من رصاص الجيش. ومع ذلك اصبح اللاجئون مصدر الكثير من المعلومات التي تساعد على رسم صورة عن وضع الجيش السوري في مواجهته للمقاتلين، ويقول ابو منذر ان الجيش يريد تشريد الناس من اجل منع الاحتجاجات، ونتيجة لسياسة التشريد المنظم فان عدد اللاجئين في البقاع جنوب لبنان وصل الى ستة الاف شخص، ويقول ابو منذر ان الجيش يقتل ويشرد كيف يتخلص من الانتفاضة.
ويقول عدد منهم ان الجيش هددهم بسبب كونهم سنة، وفي بعض الحالات سلم العلويين في المناطق المختلطة اسلحة. ويضيف السكان الهاربون من القصير ان الجيش شرد مواطني قرى الربلة والزهراء والجوسية والمزارية اما للدول المجاورة او اصبحوا لاجئين في وطنهم. وتقول الصحيفة ان شهادات اللاجئين السوريين في لبنان تتوافق مع تقارير منظمة مراقبة حقوق الانسان الامريكية والتي بنتها على مقابلة 17 لاجئا من القصير وصحافي فرنسي. ولكن شهادات اللاجئين وان وصفت عنف النظام والقصف المستمر على المناطق السكنية فقصصهم حملت عناصر مثيرة للقلق وهي ان عمليات القتل اصبحت تحمل طابعا طائفيا. وشاهد مراسل الصحيفة صورا التقطها مصور سوري بكاميرا فيديو واظهرت بنايات محروقة وعلى بعض جدرانها اثار الرصاص.
ويخشى الكثيرون في الدول المجاورة لسورية ان يترك تدفقهم اثارا سلبية على التركيبة السكانية، وعلى التحالفات السياسية ولعل لبنان هي البلد الاكثر تأثرا، خاصة ان التأثير السوري لا زال واضحا، مع ان القوات السورية غادرت لبنان بعد 30 عاما من التاثير على شؤونه الداخلية.
تراشق السياسيين
ولاحظ روبرت فيسك في تقرير له عن الوضع اللبناني ان الاطراف السياسية المؤيدة للنظام السوري والمعارضة تتبادل الشتائم والاتهامات، بل ان الازمة ادت الى انقسام عدد من الطوائف منها المسيحيون، حيث تدعو قيادة الميليشيات المسيحية السابقة للاطاحة بالاسد، فيما تقوم الكنيسة المارونية بدورها التقليدي وهو تحديد الموقف من سورية.
مشيرا الى ان البطريرك الماروني بشارة الراعي اضطر للمرة الثانية لتوضيح موقفه الذي دعا فيه للحوار بين نظام الاسد والمعارضة بدلا من شجب الاسد.
ومن بين اكثر القيادات اللبنانية وضوحا وتصريحا والتي دعت لاسقاط النظام كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي خفف من لهجته السابقة ضد الاسد واعاد علاقته مع النظام عام 2010 لينقلب عليه في ظل الانتفاضة ويدعو للاطاحة به مشيرا الى انه كان يعلم ان للنظام السوري يدا في مقتل والده كمال جنبلاط عام 1977. ففي الذكرى الخامسة والثلاثين رفع جنبلاط علم الثورة السورية على قبر والده في الشوق وهتف ‘ تعيش سورية الحرة’. وجاءت تصريحات جنبلاط في ظل اطلاق الجيش السوري على قرية التي لجأ اليها السوريون. وتأتي معارضة جنبلاط صديق الاتحاد السوفييتي السابق مثل النظام السوري لكن جنبلاط ليس صديقا لروسيا الجديدة.
ويقول فيسك ان جنبلاط لا يرى ضرورة لدور روسي كمفتاح لحل الازمة لان الروس مهتمون بمصالحهم واظهار قوتهم اكثر من تعاطفهم مع الشعب السوري وهم ما فعلته فرنسا عندما ارسلت طائراتها المروحية الى بيروت لاظهار وجودهم ورفع علمهم الذي صمم العلم اللبناني بناء عليه. كما ان فرنسا المعادية للنظام السوري تظهر تفهما للوضع اللبناني الخاص، الذي يقف الى جانب سورية، خشية اغضاب حليف سورية القوي في لبنان،حزب الله والحكومة المؤيدة له.
ويشير الكاتب الى ان حالة لبنان تجاه الوضع السوري حساسة وتثير جدلا بين المؤيدين والمعارضين للاسد في اي مناسبة او صورة تنشر لامرأة محروقة لامرأة سورية. فقد وصفت صحيفة الاسد بجنكيز خان، دراكولا، ستالين، هتلر وبول بوت. ويشير الكاتب في النهاية الى الفوضى التي احدثتها فرنسا في المنطقة وهي التي تقود معسكر النقد والشجب ضد الاسد وتطالب برحيله فهي التي قامت بانشاء اربع دول في سورية الكبرى بعد الحرب العالمية الاولى، وهي دولة للدروز وللعلويين واخرى في حلب. ويختم بالقول ان ترتيبات فرنسا لم تنجح في سورية او لبنان ولم تترك الا الفوضى، وهذا على ما يبدو الان جوبيه جاهل به، مثلما خلقت بريطانيا في الجنوب ـ فلسطين فوضى اكبر.
دعوات للتظاهر في سوريا وانان يدعو الأسد لتطبيق خطته فورا
دمشق- (ا ف ب): دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري إلى التظاهر الجمعة تحت شعار (خذلنا المسلمون والعرب) غداة القمة العربية في بغداد، في وقت طالب الموفد الدولي كوفي انان الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطته لوقف العنف في البلاد.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الجمعة انه يتعين على الرئيس السوري “تنفيذ الخطة على الفور”.
واضاف “بوضوح، لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانيا. هذا يثير قلقنا الشديد”، مشددا على ان خطة انان يجب تطبيقها “الان”.
وسيتحدث انان الاثنين إلى مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف لاطلاعه على الوضع.
وتدعو خطة انان إلى وقف القتال من جانب جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
وفي واشنطن، وصفت الولايات المتحدة الخميس ب”المخيبة للآمال” تصريحات الرئيس السوري الاخيرة التي وافق فيها على خطة انان داعيا الى “اجراء مشاورات شاملة” حول تفاصيلها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين “الامر ليس مفاجئا، لكنه محبط ومخيب للامال”.
ودعا الاسد الى وقف العنف “باسرع ما يمكن”، معتبرا ان القوات الحكومية السورية لم تفعل شيئا للالتزام بخطة انان في الايام الثلاثة بعد موافقتها عليها.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الجمعة الى تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه لبدء عملية انتقالية.
ورحب المجلس في بيان “بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل في رؤيته يتعزز يوما بعد يوم مع تثبيت الديموقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد”.
وجاء في البيان ان “المجلس الوطني السوري الذي رحب بخطة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان كما رحب من قبل بالخطة العربية التي تنص على تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه من اجل البدء باي مفاوضات لنقل السلطة الى حكومة ديموقراطية، ينتظر ان تتحول الاقوال الى افعال لبدء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة”.
وطالب القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين في القمة العربية الخميس “المعارضة السورية بكافة اطيافها بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري”.
ودعا القادة العرب “الحكومة السورية الى الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل”، مشددين على “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري”.
واعتبرت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية الجمعة ان مقررات القمة “امتداد لسياسة الانظمة” القائمة على “اباحة التدخل الاجنبي” في سوريا ودفعها نحو حرب اهلية.
على الارض، دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر الجمعة تحت شعار “خذلنا المسلمون والعرب … لكن الله معنا وبعزيمتنا سيأتي النصر”ن بحسب نص الدعوة على “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع “فيسبوك” الالكتروني.
وكانت التظاهرات المسائية التي سارت الخميس في عدد من المناطق السورية، لا سيما في دمشق، حملت شعارات منددة بالقمة العربية.
وتواصلت الجمعة العمليات العسكرية وحملات الدهم التي ينفذها الجيش السوري، والاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق عدة في البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان القوات النظامية السورية تنفذ حملة عسكرية (…) في بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب)” حيث تم احراق اربعة منازل.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو ان العملية مستمرة منذ الخميس، وان قوات النظام “قصفت المشفى الميداني والمكتب الاعلامي” الذي يستخدمه ناشطون.
وقتل شخص في مدينة معرة النعمان برصاص قناص صباح الجمعة، وفقا للمرصد.
وتتعرض قرية دير سنبل في ريف ادلب لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى مدنيين، وتدور اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين.
وقال العبدو إن “اكثر من عشرين قذيفة سقطت منذ صباح اليوم على دير سنبل”.
وكانت القوات النظامية اقتحمت دير سنبل قبل يومين “واحرقت منازل ومحال تجارية، قبل ان تنسحب منها”، بحسب العبدو.
في ريف دمشق، افاد المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، وذلك بعد استهداف مركز امني بقذيفتي ار بي جي”.
كما “استهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين” بهجوم “ادى الى مقتل جندي من القوات النظامية واعطاب الية عسكرية ثقيلة”، بحسب البيان.
وفي دمشق، اقتحمت قوات أمنية وعسكرية حي برزة ونفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها عادة تظاهرات مناهضة للنظام.
وفي مدينة حمص (وسط)، قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي يتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتسمع فيه اصوات انفجارات شديدة.
وقتل شخصان صباحا “اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما قرب قرية بساس” في الريف، بحسب المرصد. كما افاد المرصد عن سقوط “15 قذيفة هاون على احياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص” صباحا.
كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في حي الوعر في المدينة حيث جالت سيارة الامن في الشوارع تدعو “(الذين غرر بهم) الى تسليم انفسهم مقابل ان يفرج عنهم فورا” على مرأى من فريق اعلامي مقرب من السلطة في المكان، بحسب المرصد.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية “عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام”، و”اشتباكات عنيفة في منطقة غسان عبود في دير الزور”.
وهاجم ثوار سوريون في الساعات الاولى من صباح الجمعة قاعدة تابعة للقوات الجوية قرب دمشق كانت تحت سيطرة القوات النظامية. وقال الناشط السوري هيثم عبدالله “هاجم الثوار مقر استخبارات القوات الجوية في عربين على أطراف دمشق”.
مقتل العشرات في عمليات عسكرية واشتباكات في مناطق عدة من سورية
القوات السورية تسيطر على بلدة سراقب بمحافظة إدلب
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: تواصلت العمليات العسكرية للجيش النظامي والاشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في عدة مناطق سورية الخميس، ما اسفر عن مقتل عدد من الاشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
واسفرت العمليات العكسرية والاشتباكات عن مقتل 23 شخصا، 14 مدنيا وثمانية عسكريين من بينهم ضابط، ومنشق واحد، وفقا للمرصد
ففي مدينة حمص (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص في قصف واطلاق نار من القوات النظامية على احياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع. وقتل ثلاثة اشخاص في مدينة القصير وقرية عرجون المجاورة لها في ريف حمص بنيران القوات النظامية، اضافة الى جندي منشق وضابط ومساعد في القوات النظامية سقطوا في الاشتباكات.
وافادت لجان التنسيق المحلية بتعرض مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف ادى الى حركة نزوح كبيرة من الحي الشمالي في المدينة.
وفي محافظة حماة (وسط) قتل جنديان من الجيش النظامي اثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي، وقتل ثلاثة مدنيين جراء اشتباكات في قرية عين الطاقة وبلدة قلعة المضيق.
وفي مدينة حلب (شمال)، قتل ضابط برتبة عقيد صباح امس في منطقة دوار باب الجديد بمدينة حلب، غداة اغتيال ضابط اخر برتبة عميد في حي الحمدانية برصاص مجهولين.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل خمسة مدنيين صباح امس جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، وقتل ثلاثة جنود في القوات النظامية في الاشتباكات مع منشقين في المنطقة.
ووصلت تعزيزات عسكرية مدعومة بعشرات الاليات الى قرية دركوش المحاذية للحدود مع تركيا، بحسب لجان التنسيق المحلية.
واشارت لجان التنسيق الى وقوع اشتباكات عنيفة في قرية الغدفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر الذين يتصدون لمحاولة اقتحام القرية.
وفي محافظة درعا (جنوب)، اصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح واعطبت الية لهم في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع دوي انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وامنية، بحسب المرصد.
وقال عضو تنسيقيات حوران في درعا لؤي رشدان في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان ‘اصوات انفجارات سمعت في مدينة داعل قرابة الساعة العاشرة (8.00 تغ)، تلتها اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر’.
وذكر رشدان ان ‘قوات الامن والجيش مدعومة بالدبابات تحاصر بلدة خربة غزالة من جميع الاطراف تمهيدا لاقتحامها على ما يبدو’.
واضاف ‘هناك مداهمات للمزارع في اطراف البلدة ومنع الناس من الدخول اليها والخروج منها’.
وقال رشدان ان قوات الامن اقتحمت بلدة بصر الحرير امس وسط اطلاق نار عشوائي، ونفذت فيها حملة مداهمات.
وتقع خربة غزالة وبصر الحرير الى جانب مدينة الحراك، على تخوم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة التي يتحصن فيها تجمع كبير للجنود المنشقين عن القوات النظامية.
واقتحمت قوات الامن بلدة علما ايضا حيث نفذت عمليات دهم و’اعتقالات عشوائية’، بحسب رشدان الذي اشار الى ‘حركة نزوح كبيرة من البلدة’.
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات فجر امس بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني.
وقال عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان ‘عناصر من القوات النظامية انشقوا فجرا عن حاجز للجيش واشتبكوا مع باقي عناصر الحاجز في منطقة وادي قاق وكفر عامر’.
وسمع انفجار شديد صباحا في حرستا وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقلت لجان التنسيق ان قوات الامن اطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على تظاهرة في مدينة التل في ريف دمشق.
وأكد ناشطون معارضون أن القوات الحكومية السورية سيطرت الخميس على بلدة سراقب بمحافظة إدلب، بعد أربعة أيام من القصف.
وأوضح الناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أن القصف ألحق أضرارا فادحة بالبلدة. وكشفت اللقطات التي نشرها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منازل محترقة وجثثا ملقاة في الشوارع.
ووفقا للمعارضة، قتل أكثر من 60 شخصا في سراقب منذ الأحد الماضي.
‘رايتس ووتش’ تدعو القمة العربية لتنفيذ العقوبات على سورية وإحالة وضعها إلى الجنائية الدولية
نيويورك ـ يو بي آي: دعت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الخميس جامعة الدول العربية الى أن تتعهّد في قمة بغداد بتنفيذ ومراقبة تنفيذ العقوبات المفروضة على القيادة السورية التي اتفقت عليها الجامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، ودعوتها مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت المنظمة في تقريرها إن ‘اتخاذ هذه الخطوات سيكون مؤشراً للحكومة السورية على أن العقوبات ستبقى مُطبقة إلى أن تتوقف قوات الأمن السورية عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان’، مشيرة الى أن من شأن ذلك إرسال رسالة واضحة مفادها أن الجامعة العربية لن تخفف من الضغوط على سورية حتى تنفذ الخطوات المشمولة ‘بخطة المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سورية بان كي مون’.
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ‘هيومن رايتس ووتش’، سارة ليا ويتسن إنه ‘حتى تنجح خطة عنان، فإن على الحكومة السورية أن تكف عن المماطلة وأن تبدأ في تغيير مسارها’.
وأضافت ويتسن أن المضي قدُماً في العقوبات المفروضة على القيادة السورية، يعني أن جامعة الدول العربية تؤكد بشكل مُقنِع أن الأفعال أهم من الكلمات.
وذكرت المنظمة أنه في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تبنى وزراء خارجية 19 دولة بالجامعة العربية عقوبات غير مسبوقة ضد سورية، شملت حظراً على سفر كبار المسؤولين السوريين إلى بلدان عربية أخرى، ودعوة لتجميد أصول خاصة بحكومة الرئيس بشار الأسد، ودعت الجامعة البنوك المركزية العربية إلى مراقبة التحويلات البنكية التي تذهب منها إلى سورية، باستثناء تحويلات السوريين بالخارج إلى سورية.
وأشارت ‘هيومن رايتس ووتش’ إلى أن بعض الدول العربية فرضت بعض هذه العقوبات، ‘لكن ما زالت هناك ثغرات كبيرة قائمة، وليس من الواضح مستوى تنفيذ الدول الأعضاء لبنود العقوبات’.
وذكرت أنه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، دعت 120 منظمة مجتمع مدني عربية ودولية الجامعة العربية إلى تشكيل هيئة من الخبراء لمراقبة وتغطية التطبيق الفعال للعقوبات، ودعت كل من الدول العربية إلى الإبلاغ عما نفذته من عقوبات وافقت على فرضها، لكن ‘الجامعة العربية لم ترد على هذه الدعوات ولم تنشئ آلية فعالة لمراقبة وتغطية تنفيذ عقوباتها’.
وقالت ويتسن ‘لقد أطلقت جامعة الدول العربية تصريحات كبرى في تشرين الثاني (نوفمبر) عن العقوبات ضد القيادة السورية، لكن ما الذي نفذته حقاً؟’ وأضافت، ‘لا يكفي الخروج بتصريحات وبيانات، فعلى الجامعة العربية أن تتابع ما صرّحت به بأن تفرض نظاماً شفافاً للإبلاغ عن كيفية تنفيذ العقوبات المُقررة’.
وقالت المنظمة إنه ‘ينبغي أن تقوم الجامعة العربية في اجتماع القمة بدعوة مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية’.
وأشارت إلى وجوب أن تتبنى الجامعة أيضاً معايير متناسقة أثناء ردها على انتهاكات حقوق الإنسان في شتى أنحاء المنطقة، وأن تتناول الحالات الأخرى التي تعرضت فيها المظاهرات السلمية للقمع، بما في ذلك البحرين واليمن.
وقالت إنه بينما تحركت الجامعة العربية بنشاط لاتخاذ موقف من الأزمة في ليبيا وسورية، إلا أنها ‘أخفقت في الرد على النحو الكافي على أزمات اليمن والبحرين إثر حملات القمع الحكومية هناك للمظاهرات السلمية’.
وأضافت أنه ‘ينبغي أن تدعم جامعة الدول العربية إجراء تحقيق دولي مستقل بالإنتهاكات التي تشهدها اليمن وأن تدعم مقاضاة المسؤولين عنها’.
وفي البحرين، حيث عيّن الملك لجنة من الخبراء الدوليين للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان، فإن ‘على الجامعة العربية أن تضغط على الحكومة حتى تنفذ توصيات اللجنة كاملة، بما في ذلك إطلاق سراح كل شخص أدين وحُكم عليه بسبب ممارسته لحقوقه في حرية التعبير وحرية التجمع السلمي’.
وقالت ويتسن إن ‘على جامعة الدول العربية أن تكف عن الإنتقاء والإختيار، وأن تطبق نفس المعايير على الإنتهاكات في شتى أنحاء المنطقة’، مضيفة أن ‘المحتجزين تعسفاً والمصابين بمظاهرات سلمية في البحرين واليمن لا يفهمون لماذا تتجاهل جامعة الدول العربية مصيرهم’.
امريكا ما زالت قلقة من دور مباشر في سورية وسط جهود دبلوماسية جديدة
واشنطن ـ من ميسي ريان: تسافر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس للقيام بجهود دبلوماسية جديدة تهدف الى وقف اراقة الدماء في سورية لكن لا يوجد مؤشر يذكر على ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة للخروج على اسلوبها الذي يقوم على عدم التدخل.
ومحادثات كلينتون يوم السبت في الرياض مع وزراء خارجية دول خليجية سوف ترتكز على اقتراح سلام من كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية. وهي أحدث جهود للوساطة من اجل التوصل لنهاية بالطرق الدبلوماسية للقتال المستمر منذ أكثر من عام بين قوات الرئيس بشار الاسد ومعارضي حكم عائلته الممتد منذ عدة عقود.
ويتوقع ان تستخدم كلينتون اجتماعا خاصا بشأن سورية في اسطنبول يوم الاحد للضغط على المعارضة المنقسمة لكي توحد صفوفها. وبدون هذه الخطوة لا توجد فرصة تذكر لان يتمكن معارضو الاسد من الاطاحة به بدون تدخل عسكري أوضح الغرب مرارا انه لا يريده.
وبينما تحدثت تقارير عن قبول الاسد خطة عنان المكونة من ست نقاط من حيث المبدأ فان القتال استمر في سورية الاربعاء عندما قصفت القوات الحكومية مدنا في انحاء البلاد واقتحمت قرى مما أجبر الالاف على الفرار.
وقال مايكل اوهانلون الخبير العسكري بمعهد بروكينجز ان اسلوب حكومة اوباما ازاء الازمة في سورية — التي لديها جيش قوي وتتمتع بموقع استراتيجي بين تركيا واسرائيل حليفتي الولايات المتحدة — سوف يستمر في ان تكون سمته ‘القلق والتحرك ببطء’.
وفي الوقت الراهن على الاقل فان البيت الابيض يبدو مهتما بدرجة أكبر بمخاوف من ان أي تدخل عسكري يمكن ان يجذب الولايات المتحدة الى صراع فوضوي اخر في الشرق الاوسط أكثر مما يهتم بدعوات منتقدين جمهوريين مثل جون ماكين الذي يطالب بموقف امريكي ذي صبغة عسكرية أكثر.
وقال اوهانلون ‘اذا وصل الاسد الى نقطة تحول وأحرز بالفعل تقدما ضد المقاتلين فانني أعتقد انه ستكون هناك فرصة جيدة لان (يفوز) دون ان يواجه الكثير من الضغط الامريكي’.
ويأتي استئناف الجهود الدبلوماسية فيما يواجه الاسد ضغوطا متزايدة من الغرب ومن دول عربية بل ومن روسيا حليفته القوية. وتقول الامم المتحدة ان 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة السورية التي بدأت العام الماضي.
ودعا امس الاربعاء وزراء خارجية الجامعة العربية — التي علقت عضوية سورية بسبب العنف — الى وضع خطة عنان للسلام موضع التنفيذ لكن الدول العربية مازالت منقسمة بشأن كيف يمكن للعالم الخارجي ان يشارك في جهود الحل.
وكان التحرك العالمي بشأن تنحي الاسد محدودا بدرجة كبيرة واقتصر على الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية في تناقض كبير مع الحملة الجوية التي قام بها حلف شمال الاطلسي وأطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في انتفاضة مماثلة العام الماضي.
وبحث الرئيس باراك اوباما تقديم امدادات طبية ودعم في مجال الاتصالات للمعارضة السورية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذا الاسبوع.
وربما تدعم الولايات المتحدة تقديم مساعدات ‘غير فتاكة’ للمعارضة في اجتماع اسطنبول الاسبوع المقبل.
لكن لم يدر الحديث عن تسليح قوات المعارضة.
وقال جو هوليداي وهو خبير أمني في معهد دراسات الحرب ‘تحاول الولايات المتحدة ايجاد طريقة مسؤولة للمساعدة باستخدام العقوبات والدعم المعنوي’.
وأضاف ‘لكنه كان توازنا بين ضبط النفس وتحقيق النتيجة التي تريدها وهي اجبار الاسد على الرحيل’.
وأثار اجتماع دولي مماثل بشأن سورية عقد الشهر الماضي في تونس وحضرته كلينتون تساؤلات بشأن المدى الذي يمكن ان تحققه الدبلوماسية.
وتهدد الازمة الدبلوماسية السورية بأن تخيم على الايام الاخيرة لكلينتون في الخارجية الامريكية بعد ان قالت انها لن تستمر في الخدمة بعد ان تنتهي فترة اوباما الحالية في يناير كانون الثاني 2013 . وكان ينظر الى كلينتون على انها كانت مؤيدة للتدخل في ليبيا لكنها شعرت بمزيد من القلق بشأن سورية.
ومن بين المؤيدين القلائل لتسليح المعارضة السورية السعودية ودول سنية اخرى في الخليج تعارض بشدة تحالف سورية مع ايران الشيعية خصمها اللدود.
ومن المرجح ان تستمع كلينتون في الرياض الى نداءات تطالب برد أكثر شدة ازاء العنف في سورية عندما تلتقي مع زعماء سعوديين بينهم وزير الخارجية الامير سعود الفيصل.
وهناك دول عربية اخرى أكثر قلقا تخشى من ان اندلاع حرب أهلية شاملة يمكن ان يمتد الى ما وراء حدود سورية.
ومع ارتفاع عدد القتلى فان موقفهم يمكن ان يتغير مثل التأييد الذي يحصل عليه الاسد من حلفائه الروس والذي يمكن ان يقل. وتشتري دمشق من روسيا اسلحة بمليارات الدولارات وتستضيف منشأة للامداد والصيانة هي أكبر قاعدة بحرية لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق.
وأيدت روسيا خطة عنان الجديدة للسلام التي لا تدعو صراحة الاسد الى التنحي.
وقال دانييل سيوار الاستاذ بجامعة جونز هوبكنز وزميل معهد الشرق الاوسط ‘المفتاح لجعل الدبلوماسية تنجح هو روسيا’.
واشارت تقارير الى ان الاسد قبل خطة عنان التي تدعو الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المدن والبلدات والسماح بدخول المساعدات ودخول الصحفيين. لكن توجد شكوك على نطاق واسع في انها ستصبح حقيقة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية طلب عدم نشر اسمه ‘سمعنا الاسد يقدم الوعود ويتقاعس عن تنفيذها مرات عديدة في السابق’.
وفي غياب جهود دبلوماسية ناجحة أو تدفق اسلحة من الخارج فان المعارضة في سورية التي تعاني من سوء التسلح ستستمر على الارجح في الكفاح ضد قوات الاسد الافضل تسليحا.
وقال هوليداي الخبير الامني وهو ضابط مخابرات امريكي سابق ‘بدون مشاركة منهجية أو تدخل فانني لا أعتقد ان المعارضين سيصلون الى النقطة التي يمكنهم فيها هزيمة جيش الاسد’.
تقنية جديدة تساعد مجموعة أمريكية في رصد جرائم جنسية في سورية
واشنطن ـ رويترز: تستعين جماعة لحقوق المرأة في الولايات المتحدة بتقنية جديدة عبر الانترنت لرصد جرائم الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي في سورية في مسعى لرصد الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة خلال الصراع العسكري وكشفها في حينها.
وتهدف الجهود التي يقوم بها مركز إعلام المرأة إلى إلقاء الضوء على تلك الاعتداءات وتقديم دليل محتمل لمحاكمة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في المستقبل. وأطلقت المجموعة موقعها على الانترنت الأربعاء وقالت إنها تتعاون مع عدد من النشطاء السوريين الذين لم تذكر أسماءهم.
وحتى الآن أصدرت المجموعة في موقعها على الانترنت اكثر من 20 تقريرا بما في ذلك تقرير يتحدث عن حالات وفاة من السادس من ايار (مايو) 2011 وحتى 17 اذار (مارس) كما يجري التحقق من تقارير أخرى.
ومن بين الحوادث الواردة مزاعم غير محددة التاريخ كتب عليها أنه ‘لم يتم التحقق منها’ نشرتها وسيلة إعلام فلسطينية تفيد أن قوات الجيش السوري اغتصبت 36 امرأة قرب قريتي كورين وسهل الروج بمحافظة إدلب وتسجيل فيديو من موقع يوتيوب يقول فيه رجل عرف بأنه متطوع بالجيش السوري إن القوات الحكومية خطفت واغتصبت 25 فتاة في حمص.
وتتيح عملية المصادر المتعددة والاستعانة بشهود للإدلاء بشهاداتهم عبر الانترنت للمواطنين تقديم معلومات والإبلاغ عن الأحداث بسرعة كبيرة. ويمكن إصدار التقارير على الموقع عبر البريد الالكتروني أو على موقع تويتر باستخدام رأس الموضوع ‘الاغتصاب في سورية’ باللغة الانكليزية.
وتواجه سورية انتقادات دولية شديدة بسبب قمع القوات الحكومية العنيف لانتفاضة شعبية ضد الرئيس بشار الاسد والتي بدأت قبل عام. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من تسعة آلاف شخص لقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة العام الماضي.
وقالت لورين وولف مديرة مشروع (نساء تحت الحصار) الذي أطلق الموقع على الانترنت إن هناك نقصا في المعلومات فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة وهو ما يهدف هذا المشروع الالكتروني إلى تغييره.
وأضافت ‘القصص أفظع مما كنت أتصور. لدينا دليل على احتمال وجود استعباد جنسي.. تشويه.. حقا فظائع مروعة’.
ومضت تقول ‘لم يقس أحد قط العنف الجنسي في الصراع أثناء الصراع ذاته. كان دائما يحدث هذا بعد الوقائع’.
ويستخدم الموقع الذي له صفحة باللغة العربية الى جانب الانجليزية تكنولوجيا من أوشاهيدي وهي شركة عالمية للتكولوجيا غير هادفة للربح وتتيح إصدار تقارير دون توقيع.
وحتى الآن جاءت أغلب التقارير إلى الموقع عبر وسائل الإعلام. وقال المركز إنه لا يمكنه التحقق من كل تلك التقارير لأن الحكومة السورية منعت على نطاق واسع دخول البلاد.
وقالت وولف إنه يجري تقييم تقارير أخرى من جانب أفراد.
وقالت سوزانا سيركين نائبة مدير جماعة أطباء من أجل حقوق الإنسان التي تتعاون مع المركز في المشروع وعملت في قضايا متعلقة بالعنف الجنسي في السودان وسيراليون والبوسنة ‘يمكن أن يبدأ هذا في تكوين صورة عن حجم ونطاق العنف وانتهاكات حقوق الإنسان’.
وذكرت كريستينا فينش من الوحدة الأمريكية لمنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن هناك تقارير عن اغتصاب رجال في سورية أيضا. وترصد مجموعتها التعذيب ووقائع العنف والتحرش والقتل في موقع (عين على سورية).
وأضافت ‘أي أداة يمكن ان نستخدمها في إبراز ما يحدث على الأرض وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع وحوادث العنف الجنسي مفيدة للمحاسبة’.
وبدأت شركة أوشاهيدي المتخصصة في تطوير برامج كمبيوتر مجانية وذات مصدر مفتوح لجمع المعلومات عام 2008 كموقع على الانترنت لرصد العنف المزعوم في كينيا وسط أزمة أعقبت الانتخابات هناك. واسمها يعني ‘شهادة’ باللغة السواحيلية.
وتأسس مركز إعلام المرأة عام 2005 على أيدي الناشطات جين فوندا وروبين مورغان وغلوريا ستاينم ويتابع قضايا المرأة في وسائل الإعلام.
وثيقة للأمم المتحدة تكشف عن وجود 8386 لاجئاً سورية على الأراضي الأردنية
عدد اللاجئين السوريين في تركيا يقارب 17900 شخص
عمان ـ انقرة ـ يو بي آي: كشفت وثيقة رسمية جديدة صادرة عن مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، عن وجود 8386 لاجئاً سورية على الأراضي الأردنية.
وأكدت الوثيقة التي حصلت يونايتد برس إنترناشيونال على نسخة منها امس الخميس، أن ‘عدد الاجئين السوريين المسجلين في المفوضية حتى 15 أذار (مارس) الحالي بلغ 5886 لاجئاً، في حين أن أكثر من 2500 لاجئ منحوا مواعيد تسجيل لدى المفوضية’.
ولا تتطابق مؤشرات مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان مع الأرقام التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية خلال الأيام الماضية حول وجود 3000 الى 3500 لاجئ سوري دخلوا إلى الأراضي الأردنية بشكل غير قانوني، عبر السياج الحدودي بين البلدين ومنحتهم الحكومة صفة لاجئين بسبب ظروفهم الإنسانية الصعبة.
وكشفت الوثيقة أن مخيم اللاجئين السوريين في مدينة الرمثا (شمال) سجل ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد اللاجئين ليصل إلى 720 لاجئاً حتى 22 آذار (مارس) الحالي.
وأوردت الوثيقة جدول يظهر منحنيات تسجيل اللاجئين السوريين لكل شهر خلال الفترة من آذار (مارس) عام 2011 (تاريخ بدء الإحتجاجات السورية على نظام الرئيس بشار الأسد) إلى 22 آذار (مارس) من العام الحالي، حيث تظهر إرتفاعاً مضطرداً في عدد المراجعين للمفوضية لغايات التسجل فيها.
وسجلت أشهر كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضي وآذار (مارس) الحالي، أعلى معدل لتسجيل اللاجئين السوريين في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجّلين بالمفوضية في كانون الثاني (يناير) 746 لاجئاً و1285 في شباط (فبراير) الماضي، و1003 لاجئين حتى 22 آذار (مارس) الحالي.
وأظهرت الوثيقة إحصائية بعدد اللاجئين السوريين الذين تم تسجيلهم في مكتب المفوضية خلال العام الماضي 2011 مع بدء الإحتجاجات في سورية، حيث سجّل 11 لاجئاً في آذار (مارس)، و5 في نيسان (أبريل)، و15 في أيار (مايو)، و63 في حزيران (يونيو)، و148 في تموز (يوليو)، و155 في آب (أغسطس)، و317 في أيلول (سبتمبر)، و261 في تشرين الاول (أكتوبر)، و518 في تشرين الثاني (نوفمبر)، و826 في كانون الاول (ديسمبر).
من جهة اخرى بلغ عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا هرباً من الاضطرابات في بلادهم قرابة 17900 شخص.
ونقلت وكالة أنباء ‘الأناضول’ التركية عن المسؤول عن إدارة الكوارث والطوارئ في رئاسة الوزراء التركية فؤاد أوكتاي إعلانه في بيان الخميس أن عدد السوريين الذين فروا من الإشتباكات في بلادهم وعبروا إلى تركيا بلغ امس 17865 شخصاً.
وأضاف ان 68 سورية عادوا إلى بلادهم، فيما عبَر 129 إلى تركيا بين أمس واليوم.
وأشار إلى أن أنقرة تقدّم الملجأ والغذاء والخدمات الصحية والأمنية والتعليمية والدينية لهؤلاء اللاجئين.
ويستقر اللاجئون السوريون حالياً في مخيمات بمحافظتي هاتاي وغازي عنتاب.
ايران والمجاهرة بدعم الاسد
رأي القدس
لم يفاجئ السيد علي اكبر صالحي الكثيرين يوم امس الاول عندما حذر من اي تدخل او اجراء متسرع في سورية من قبل اي من الاطراف الدولية او الاقليمية، مقترحا ان تكون ايران طرفا في التسوية السياسية، فالدعم الايراني للرئيس السوري بشار الاسد ونظامه لم يكن ابدا موضع شك، ولكنها المرة الاولى التي يعلن هذا الدعم على الملأ وبهذه القوة والوضوح.
هناك عدة اعتبارات املت على ايران اتخاذ هذا الموقف واعلانه يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
‘ اولا: اختارت السلطات الايرانية توصيل رسالة التحذير القوية هذه في توقيت زمني مفصلي، اي قبل يوم واحد من انعقاد قمة بغداد العربية التي تحتل المسألة السورية قمة اولوياتها، وفي تزامن مع استضافة تركيا لمؤتمر المعارضة السورية بهدف ايجاد بديل تمثيلي للنظام السوري يتمتع بمشاركة اوسع.
‘ ثانيا: نجاح موسكو بالدرجة الاولى، وبكين بالدرجة الثانية في منع تدويل الازمة السورية، واحباط مخططات التدخل العسكري الخارجي، والاصرار على رفض اي تسوية تطالب باطاحة الرئيس الاسد من السلطة.
‘ ثالثا: تركيز مهمة كوفي عنان المبعوث الاممي على الحل السلمي للازمة السورية، واجراء حوار بين السلطة والمعارضة، مما يعني ان المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص، بدأت تتراجع في مواقفها ‘الصقورية’، وتتخلى بالتالي عن سياستها الرامية الى اطاحة النظام في دمشق ولو في المنظور القريب على الاقل.
القيادة الايرانية تدرك جيدا ان من اسباب الهجمة العربية ومن ثم الغربية على النظام السوري وقوف هذا النظام في صفها، ورفضه كل الضغوط والتهديدات العسكرية من جهة، والمغريات والرشاوى المالية من جهة اخرى، الامر الذي يدفعها الى اعلان التزامها الكامل بالدفاع عنه في احلك الظروف.
الصراع التركي ـ الايراني الخفي على مناطق نفوذ في منطقة الشرق الاوسط، وهو صراع يرتكز على مرتكزات طائفية اولا ومصالح اقتصادية ثانيا، اوجد حالة من الحرب الباردة بين البلدين، خلقت حالة استقطاب في المنطقة، وتحتل الازمة السورية جانبا كبيرا فيها، فبينما تستقطب تركيا المعارضة السورية، تعزز ايران دعمها للنظام السوري في المقابل.
رضوخ السلطات العراقية للضغوط العربية وموافقتها على عدم توجيه الدعوة للرئيس الاسد، وكذلك للرئيس الايراني محمد احمدي نجاد لحضور القمة العربية، كان نوعا من ‘التقية’ الهدف منه استضافة القمة باي شكل من الاشكال، وكسر عزلة النظام العراقي العربية، وهذا لا يعني ان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي سيتخلى عن دعمه للنظام السوري، ولن نفاجأ اذا ما قام بزيارة الى دمشق بعد القمة العربية لتأكيد هذا الدعم.
الايرانيون وحلفاؤهم يعتقدون ان النظام السوري بسيطرته على الاوضاع في حمص وادلب من ناحية وفتور السعي الدولي، والامريكي لتغييره، استطاع الخروج ولو جزئيا من عنق الزجاجة، ولهذا بدأوا يجاهرون بمواقف الدعم العلني بالصورة التي نراها حاليا.
وربما يكون من السابق لاوانه الاحتفال بالانتصار الدبلوماسي الذي حققته ايران وحلفاؤها في سورية ولبنان، ولكن لا بد من الاعتراف بان هؤلاء باتوا في وضع افضل مما كان عليه حالهم قبل ستة اشهر على الاقل عندما كانت الانتفاضة السورية في ذروتها، والتحرك العربي لتدويل الازمة، وتهيئة الظروف لتدخل عسكري خارجي لاطاحة النظام مثلما حدث في ليبيا.
تركيا ترحب بالسوريين لكنها لا تمنحهم وضع ‘لاجئ’
قبرص مستاءة من رفض انقرة دعوتها الى اجتماع ‘اصدقاء سورية’
هاتاي (تركيا) ـ بروكسل ـ ا ف ب: ترحب تركيا بالسوريين الهاربين من اعمال العنف في بلادهم وتؤمن لهم مأوى ومساعدات طبية والتعليم للاطفال لكنها ترفض منحهم وضع ‘اللاجئ’ الذي يمكن ان يفسح المجال امام بقائهم على اراضيها.
واوضح صوفي اتان المسؤول عن الفريق المكلف قطاع هاتاي في وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس ‘انهم سوريون يخضعون لحماية مؤقتة لكنهم ليسوا لاجئين’.
واضاف ‘ليس لديهم الحق في طلب اللجوء ونحن ننتظر منهم ان يعودوا طوعا الى بلادهم بمجرد استتباب الامن فيها’.
وقال ‘لكن لا يمكننا ان نرغم احدا على العودة الى سورية’، في اشارة الى 17 الف سوري غالبيتهم من النساء والاطفال عبروا الحدود منذ اندلاع اعمال العنف في سورية قبل عام بقليل.
وفي البدء اشارت الحكومة التركية الى الوافدين بانهم ‘ضيوف’ لابراز الطابع المؤقت لاقامتهم في تركيا، لكنها تخلت عن التسمية ‘لعدم وجود وضع ضيف في القانون الدولي’، بحسب اتان.
واشار متين كورابتير المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة الى ان ‘القانون الدولي يقبل وضع حماية مؤقتة’.
واوضح ان المبدا نشا خلال الحرب في البوسنة في تسعينات القرن الماضي.
وتابع اتان ان ‘سياسة تركيا حول السوريين الهاربين من اعمال العنف في بلادهم تقوم على ثلاثة مبادئ: فتح الحدود وضمان الامن في المخيمات وتقديم المساعدة الانسانية’.
وقال ‘علينا ان نتكفل بكل شيء: ثلاث وجبات في اليوم ومساعدات صحية ومياه شرب وتعليم وقاعات للصلاة’.
ويتلقى الاطفال السوريون دروسهم باللغة العربية بالاضافة الى دروس في الحساب واللغة التركية والمعلوماتية والقران. اما المصابون فتتم معالجتهم بينما يحق للنساء ان يشاركن في دورات حرفية.
وروت منال (33 عاما) التي تتابع دورة في التطريز في مخيم يايلاداغي (5 كلم عن الحدود) ‘كانت لدي اضطرابات نفسية عندما وصلت وكنت اقصد المستشفى كل يوم’.
وفرت منال التي ترتدي عباءة سوداء الى تركيا في حزيران (يونيو) وهي تعاني من صدمة عندما علمت ان والديها قتلا وان منزلهم تعرض للقصف من قبل قوات النظام.
وقالت ‘لقد لقيت بعض العزاء هنا’.
واوقعت اعمال القمع التي يمارسها النظام ضد الاحتجاجات الشعبية التي بداء منذ اكثر من عام تسعة الاف قتيل على الاقل بحسب الامم المتحدة، وادت الى فرار اسر بكاملها الى الدول المجاورة.
ووجهت الامم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الانسانية نداء لجمع 84 مليون دولار لتقديم مساعدة الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومواجهة هذا التدفق من اللاجئين، بحسب كورابتير.
واقامت تركيا ثمانية مخيمات من الخيم وتاسع من المنازل الجاهزة طاقة الاستيعاب فيها عشرة الاف شخص في كيليس، بالقرب من الحدود، وعدد الوافدين في تزايد بسبب استمرار المعارك في شمال سورية.
وفي محافظة سانليورفا، بدات السلطات اعمال البناء في معسكر جديد يمكن ان يستضيف عشرين الف شخص.
من جهة اخرى صرحت وزيرة الخارجية القبرصية الخميس ان رفض تركيا دعوة بلدها الى اجتماع ‘اصدقاء سورية’ في نهاية الاسبوع في اسطنبول يمثل ‘مشكلة كبرى للاتحاد الاوروبي’.
وقالت ايراتو كوزاكو ماركوليس في مقابلة مع صحيفة لوسوار البلجيكية الخميس ان ‘كل الدول الاعضاء في الاتحاد دعيت الى مؤتمر اسطنبول باستثناء دولة قبرص. هذه مشكلة كبرى للاتحاد الاوروبي’.
واضافت ‘من غير المقبول ان تقرر دولة مرشحة (للانضمام الى الاتحاد) من تريد ان تدعو من الاتحاد الاوروبي. لا يحق لتركيا معاملة الاتحاد بهذا الشكل’.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي ان محادثات في هذا الشأن تجري بين الاتحاد الاوروبي وتركيا.
ولا تعترف انقرة بجمهورية قبرص لكنها تعترف ‘بجمهورية شمال قبرص التركية’.
وتربك هذه المسألة الاتحاد الاوروبي الذي يفترض ان تتولى قبرص رئاسته في النصف الثاني من 2012.
وقد هددت انقرة باعادة النظر في علاقاتها مه الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد اذا لم يتم التوصل الى حل حتى ذلك الحين.
وقالت وزيرة الخارجية القبرصية ان اجتماع ‘اصدقاء سورية’ قضية ‘تتعلق بالاتحاد وليس بدولة واحدة فيه’. واضاف ان ‘الجميع كانوا في تونس’ للاجتماع الاول لاصدقاء سورية.
واضافت ان ‘قبرص هي اقرب دولة الى سورية والى المنطقة ونحن على بعد حوالي مئة كيلومتر عن سورية ولبنان’.
الفنانة فدوى سليمان ‘رمز الثورة’: العالم تخلّى عن الشعب السوري
النظام اعتبرها ‘خائنة’ وكان يطاردها بشكل يومي
باريس – (ا ف ب): تشعر الفنانة فدوى سليمان التي اصبحت رمزا للثورة السورية منذ ان دعت علنا الى مقاومة نظام الرئيس بشار الاسد ولجأت الى باريس بعد ان اصبحت مهددة، بالاسف ‘لتحول ثورة سلمية الى حرب اهلية’.
وقالت سليمان ذات الشعر القصير والوجه النحيل وهي تجلس الى طاولة في احد المقاهي ‘انا اشعر بالاحباط’.
وتعرب سليمان عن حزنها لاضطرارها الى الهرب من بلادها الاسبوع الماضي فتقول ‘لم اشأ مغادرة سوريا لكن لم يكن لدي خيار اخر. تلقيت تهديدات واصبحت اشكل تهديدا للناشطين الذين يقدمون لي المساعدة’.
واضافت انها تشعر بالاسى خصوصا ‘لرؤية الثورة تسير في الاتجاه الخاطئ وانها تتسلح، وان المعارضة التي ارادت ان تقاوم سلميا دخلت في لعبة النظام وباتت البلاد في طريقها نحو حرب طائفية’.
ولتفادي ذلك قررت هذه الممثلة (39 عاما) من الطائفة العلوية ذاتها التي ينتمي اليها الرئيس الاسد، الانضمام منذ البداية الى صفوف المتظاهرين السنة في دمشق بشكل غير علني وحاولت اقناع مدينتي اللاذقية (شمال غرب) وطرطوس (غرب) بالانضمام الى المعارضة.
الا انها قررت في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ان تنضم سافرة الوجه امام تلفزيون قناة الجزيرة الى المتظاهرين السنة في حمص (وسط) معقل المعارضة ‘للحؤول دون تحول الثورة الى حرب طائفية’ و’للدعوة الى مقاومة سلمية’.
وقالت سليمان ‘كان الجميع يقولون ان السلفيين السنة سيهاجمون العلويين فصعدت انا العلوية على المنصة وقلت اننا جميعنا متحدون ضد النظام وانه لن ينجح في زرع الشقاق بيننا. وراح الجمع يهتف (نحن معك يا فدوى حتى الموت) وعانقني الجميع’.
واستغلت سليمان شهرتها التي حققتها على المسرح وفي المسلسلات التلفزيونية لخدمة الناشطين في حمص حيث بقيت من تشرين الثاني حتى مطلع كانون الثاني/يناير، ثم في دمشق حيث اقامت سرا.
واستفادت سليمان من معارفها للحصول على مساعدات انسانية وظهرت على يوتيوب لتروي عن ‘مقتل الاطفال واغتصاب النساء وتعذيب الرجال’. كما وضعت رسائل على فيسبوك دعت فيها الشعب الى ‘المقاومة السلمية’ والنظام الى ‘وقف المجازر’، ونظمت تظاهرات لعلويين ضد النظام.
لكنها وفي تلك الاثناء شهدت ‘فظائع النظام المستمرة’ في حمص، كما رات المقاتلين السنة ‘الذين كانوا يحملون السلاح في البدء للدفاع عن انفسهم، وقد باتوا يهاجمون قوات النظام’. وقالت ‘عندها ادركت الامر’.
واضافت انها شعرت بالغضب ‘لأن الذين يسلحون الشارع السوري مستعدون لاي شيء للوصول الى الحكم تماما كما ان الاسد مستعد لأي شيء ليبقى فيها’.
وقالت ‘ازاء غياب الوحدة بين صفوف المعارضة واي اقتراح سياسي فعلي وتخلي الاسرة الدولية عن الشعب السوري وتركه وحيدا امام ماكينة الحرب التي يشنها النظام، اعتقد اليوم ان الطريقة الوحيدة لاسقاط النظام هي التسلح’.
وتبدو سليمان متعبة فهي كانت ملاحقة طيلة اشهر من قبل النظام الذي اعتبرها ‘خائنة’، حتى انها طلبت من شقيقها ان يتبرأ منها امام التلفزيون خوفا على حياته.
واضافت ‘كنت اشعر بالخوف وبالتهديد في كل لحظة. لقد تلقيت رسائل اهانة (في الاسابيع الاخيرة) في دمشق وكنت اغير مخبأي طيلة الوقت وهاتفي الجوال وشريحته، لكن النظام كان يحدد مكاني في كل مرة وكان يتم تطويق الحي وتفتيشه. لقد اصبحت تهديدا على الاخرين’.
وقررت الرحيل عندها وعبرت سرا الحدود مع الاردن مشيا اذ كانت تخشى على حياتها في هذا البلد ‘المليء بالجواسيس السوريين’ وتمكنت بفضل مساعي السفارة الفرنسية في عمان من الوصول الى باريس. لكنها لا تشعر بالامان في اي مكان.
فوزي: على الأسد تطبيق خطة أنان «الآن»
بعد انعقاد القمة العربية في بغداد، أمس، أعلن المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، أحمد فوزي، أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد تطبيق خطة أنان فوراً، فيما اعتبرت صحيفة «تشرين» السورية أن مقررات القمة هي «امتداد لسياسة إباحة التدخل الأجنبي». ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوة ناشطين إلى التظاهر، اليوم، تحت شعار «خذلنا المسلمون والعرب».
أعلن المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، اليوم، أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد تطبيق خطة أنان
وأكد أحمد فوزي أنه «نتوقع منه تنفيذ الخطة على الفور. وبوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد»، مضيفاً إن «الانتهاكات وعمليات القتل يجب أن تتوقف الآن»
في سياق آخر، اعتبرت صحيفة «تشرين» السورية، اليوم، أن مقررات القمة العربية، التي انعقدت أمس في بغداد، هي «امتداد لسياسة الأنظمة القائمة على إباحة التدخل الأجنبي في سوريا ودفعها نحو حرب أهلية»
وأضافت الصحيفة «لذلك كان الموقف السوري الحازم والواضح بأنه لن يتم التعامل مع أي مبادرة عربية تناقش وتقر في ظل غياب سوريا»، في مقابل إشادتها بمقررات قمة «بريكس»، التي انعقدت أمس في نيودلهي، والتي اعتبرت أن «الحوار وحده كفيل بوقف العنف في سوريا»
ورأت الصحيفة أن قرار المجموعة يقوم على «التقييم العقلاني والموضوعي لتطورات الأحداث في سوريا وتداعياتها على المنطقة»، مشيرة الى أن الموقف «متمايز وهادئ وصلب»
تجدر الإشارة إلى أن القمة العربية في بغداد دعت إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، وإلى تطبيق فوري لخطة كوفي أنان حول
من جهة أخرى، دعا المجلس الوطني السوري،اليوم، إلى وضع خطة مجلس الجامعة العربية، الداعية إلى تفويض الأسد صلاحياته الى نائبه لبدء عملية انتقالية موضع
ورحب المجلس في بيان «بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل في رؤيته يتعزز يوماً بعد يوم مع تثبيت الديموقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد»، آملاً أن «يساهم ذلك في وقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام يومياً بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتهجير وتدمير وتجويع»
ميدانياً، دعا ناشطون إلى التظاهر، اليوم، تحت شعار «خذلنا المسلمون والعرب»، حيث نشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» دعوة إلى التظاهر، تحت شعار «خذلنا المسلمون والعرب … لكن الله معنا وبعزيمتنا سيأتي النصر»
(أ ف ب، يو بي
انان يطلب من الأسد تطبيق خطته لحل الأزمة السورية “الآن”
أ. ف. ب.
بيروت: اعلن المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الجمعة انه يتعين على الرئيس السوري بشار الاسد تطبيق خطة انان “الان”.
وقال احمد فوزي “نتوقع منه تنفيذ الخطة على الفور. وبوضوح، لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانيا. هذا يثير قلقنا الشديد”، مضيفا ان خطة انان يجب تطبيقها “الان”.
واضاف “من الضروري ان تتوقف عمليات القتل (…) ان تتوقف اعمال العنف”.
وشدد قائلا “يتوجب على السلطات السورية تنفيذ الخطة سريعا”.
وسيتحدث انان الاثنين الى مجلس الامن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف لاطلاعه على الوضع. وستكون المرة الثانية التي يتحدث فيها موفد الامم المتحدة الى المجلس بهذه الطريقة.
وتدعو خطة انان الى وقف القتال من جانب جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
واعلن احمد فوزي من جهة اخرى ان كوفي انان ينوي التوجه الى ايران لكنه لم يتم تحديد اي موعد مع السلطات لمثل هذه الزيارة حتى الان.
وشدد على اهمية التوصل الى “توحيد المجتمع الدولي وراء” خطة انان.
واضاف انه ينوي ايضا زيارة الرياض، مشيرا الى ان انان زار حتى الان “دولا رئيسية في المنطقة” عندما توجه الى “القاهرة وانقرة والدوحة وبكين وموسكو للحصول على دعمها”. والمملكة العربية السعودية التي تتمتع بثقل كبير في المنطقة، تنتقد بشدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد لقمعه حركة الاحتجاج الشعبية.
وفي الرابع من اذار/مارس اعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان من “حق” المعارضة السورية ان تتسلح “للدفاع عن نفسها”.
في هذه الاثناء، دعا المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الجمعة الى وضع خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه لبدء عملية انتقالية، موضع التنفيذ.
ورحب المجلس في بيان “بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل في رؤيته يتعزز يوما بعد يوم مع تثبيت الديموقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد”.
وجاء في البيان ان “المجلس الوطني السوري الذي رحب بخطة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان كما رحب من قبل بالخطة العربية التي تنص على تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه من اجل البدء باي مفاوضات لنقل السلطة الى حكومة ديموقراطية، ينتظر ان تتحول الاقوال الى افعال لبدء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة”.
وأمل “في ان يساهم ذلك في وقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام يوميا في حق ابناء شعبنا من قتل واعتقال وتهجير وتدمير وتجويع”.
ودعا الناشطون المناهضون للنظام السوري على الارض الى التظاهر الجمعة تحت شعار “خذلنا المسلمون والعرب”، وذلك غداة قمة بغداد التي دعت الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة والى تطبيق فوري لخطة الموفد الدولي كوفي انان حول سوريا.
وطالب القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين في القمة الخميس “المعارضة السورية بكافة اطيافها بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري”.
كما دعوا “الحكومة السورية الى الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل”، مشددين على “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في آخر قرار حول سوريا في 22 كانون الثاني/يناير الى “بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز اسبوعين” من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، مع مطالبة الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض “صلاحياته كاملة” الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة.
ميدانياً، تنفذ القوات السورية اليوم الجمعة حملة دهم واحراق منازل في بلدة جرجناز في ريف ادلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تتعرض احياء في مدينة حمص لقصف عنيف، بحسب ناشطين.
وقال المرصد في بيان “بدأت القوات النظامية السورية حملة عسكرية (…) في بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب، وسمعت اصوات انفجارات واطلاق رصاص في البلدة تبعتها حملة مداهمات واحراق لاربعة منازل”.
وكان المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة افاد الخميس ان قوات النظام اقتحمت بلدة جرجناز، ووزع اشرطة فيديو لدبابات وعربات عسكرية تمر في شوارع بدت في الصور خالية من المارة. وذكر المكتب ان قصفا عنيفا للبلدة سبق الاقتحام، مشيرا الى حركة نزوح للاهالي.
وفي بيان آخر للمرصد، افاد عن “اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، وذلك بعد استهداف مركز امني بقذيفتي ار بي جي”.
كما “استهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين” بهجوم “ادى الى مقتل جندي من القوات النظامية واعطاب الية عسكرية ثقيلة”، بحسب البيان. في محافظة حمص، قتل شخصان صباح الجمعة “اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما قرب قرية بساس” في الريف، بحسب المرصد.
كما افاد البيان عن سقوط “15 قذيفة هاون على احياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص” صباح اليوم.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية “عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام”، و”اشتباكات عنيفة في منطقة غسان عبود في دير الزور”. وتسببت اعمال العنف الخميس في سوريا بسقوط اربعين قتيلا بينهم 24 مدنيا.
وكانت تظاهرات مسائية سارت امس الخميس في عدد من المناطق السورية، لا سيما في دمشق، حملت شعارات منددة بالقمة العربية.
وقام ناشطون، بحسب ما أظهر شريط فيديو نشر على موقع “يوتيوب” الالكتروني، بقطع طريق عام بعد حلول الظلام قالوا انه في حي العسالي في دمشق بعدد كبير من الاطارات المحروقة، بينما رفع احدهم لافتة كتب عليها تاريخ امس الخميس وعبارة “ردا على الجامعة العربية الفاشلة”.
كما اظهر شريط آخر تظاهرة مسائية في حي برزة، هتف خلالها المشاركون “الشعب يريد اعدام بشار”، وحمل احدهم لافتة كتب عليها “القمة العربية تقيم مأدبة عشاء وسوريا العربية تقيم مآدب شهداء”.
وشهدت احياء جوبر والمزة ونهر عيشه في دمشق تظاهرات اخرى ليلا. يأتي هذا فيما أسفرت العمليات العسكرية والاشتباكات الخميس عن مقتل 14 مدنياً وجنديين نظاميين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
المعارضة السورية تصف القمة العربية بـ “الفاشلة”
وكالات
دمشق: وصفت القوى المعارضة السورية القرارات الصادرة عن القمة العربية بالفاشلة وطالبت بخطوات سريعة لمساعدة السوريين. وشدّد المعارض السوري المنشق حديثا عن المجلس الوطني هيثم المالح على أنّه “لم يعد ينفع مع نظام الأسد إلا منطق القوة”، وصف القمة العربية وقراراتها ومهمة المبعوث الدولي كوفي أنان بـ”الفاشلة”.
واعتبر المالح أنه “لا الجامعة العربية ولا القمم الرئاسية، ولا حتى أنان، يقدرون على وقف سفك دم الشعب السوري”، مشددا على أن “السبيل الوحيد للحد من المأساة السورية هو تسليح الجيش السوري الحر وكسر النظام بالقوة”.
وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الاسد قال الخميس إن دمشق “تجاوبت” مع مهمة كوفي انان و”لن توفر جهدا” في انجاحها في حين واصلت القوات السورية النظامية عملياتها العسكرية في مناطق مختلفة في البلاد بينما دعا القادة العرب في ختام قمة بغداد الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة.
ودعا القادة العرب في ختام القمة التي استضافتها بغداد الخميس للمرة الاولى منذ 22 عاما، الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي انان.
ونص القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه على دعوة “الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك (كوفي انان) لبدء حوار وطني جاد”.
وطالب “القادة العرب المعارضة السورية بكافة اطيافها بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري”.
ودعوا “الحكومة السورية الى الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل”، مشددين على “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري”.
وايد “اعلان بغداد” الذي صدر في ختام القمة على “التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي (…) ودعم مهمة السيد كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية”. وشدد على “ضرورة التنفيذ الفوري والكامل” لهذه الخطة.
هذا وكانت السلطات السورية أعلنت يوم الأربعاء أنها لن تتعامل نع اي مبادرة صادرة عن الجامعة العربية. وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن “سوريا لن تتعامل مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان”.
واضاف ان “سوريا و منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط”. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر.
كل طرف يحاول استغلالها لصالحه
خطة أنان تعني استمرار الصراع في سوريا بوسائل أخرى
عبدالاله مجيد
ترى تقديرات عديدة أن خطة أنان ليست برنامجاً للمصالحة بين النظام وخصومه أو حل خلافاتهما، بل هي خطة لإبعاد النزاع عن العسكرة وجعله يبقى مقتصراً على الوسائل السياسية.
لم يكن من المستغرب أن تبدي فصائل المعارضة السورية والدول التي تدعمها شكوكاً في جدوى خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لإنهاء الأزمة السورية، التي نالت على ما يُفترض قبول الرئيس بشار الأسد. فالخطة لا تحدد جدولاً زمنيًا لوقف اطلاق النار وحل النزاع حلاً سياسياً بعد نحو 9 آلاف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة العام الماضي.
إضافة الى ذلك، لا تدعو الخطة إلى تنحي الأسد، ما أثار غضب المعارضة. وكان الرئيس السوري وافق في تشرين الثاني/نوفمبر على خطة ذات بنود مماثلة، ولكنه حرص على ألا ترى النور.
وما كان الأسد ليقبل خطة أنان لولا اقتناعه بأنها تتيح له إمكانية انهاء الأزمة مع بقائه في السلطة. ولكن خطة أنان على كل مثالبها هي الخيار الوحيد المتاح الآن. وأن نجاح المعارضة في مضاهاة الأسد ببراعة توظيف الخطة لصالحه قد يكون عاملاً حاسماً في تحسين فرصها وآفاقها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وفي حين أن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي بدأ اعماله في اسطنبول الجمعة يدعم تشديد العقوبات ضد النظام السوري، فإنه ما زال ملتزماً بعدم تسليح المعارضة وما زالت احتمالات التدخل الخارجي بعيدة. ورغم دعوة العربية السعودية إلى اعتماد إستراتيجية أشد فاعلية من ضمنها مساعدة المعارضة المسلحة، فإن قمة بغداد اكتفت بتأييد خطة أنان والدعوة الى انهاء سفك الدماء.
وإزاء تفوق النظام الساحق على المعارضة ذات التسليح المتواضع لا تبقى إلا خطة انان. وبدلاً من رفضها يبدو أن القوى الغربية تعتزم العمل على تنفيذها بجدول زمني وشروط توقف حملة النظام ضد معاقل المعارضة. وسيتعامل الأسد من ناحيته مع الخطة بشروط تخدم بقاء نظامه.
ولا تدعي خطة أنان أنها برنامج للمصالحة بين النظام وخصومه أو حل خلافاتهما، بل هي خطة لإبعاد النزاع عن العسكرة وقصره على الوسائل السياسية. وتبقى اهداف النظام واهداف المعارضة على طرفي نقيض لا يمكن التوفيق بينهما. فالأسد مصر على البقاء في السلطة والمعارضة عاجزة عن التوصل الى توافق بين فصائلها حين يتعلق الأمر بمطلب تنحيه الفوري، كما تلاحظ مجلة تايم.
وما تقدمه خطة أنان هي صيغة لإدارة هذا الصراع وفق قواعد تحجِّم قدرة النظام على سفك الدماء بوقف اطلاق النار تحت اشراف دولي وانهاء المظاهر العسكرية في المدن وامتناع المعارضة المسلحة عن استهداف قوات النظام وضمان حرية الاحتجاج السلمي وحمل النظام والمعارضة على الجلوس الى طاولة المفاوضات.
ونقلت مجلة تايم عن الخبير بالشؤون السورية في جامعة اوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس “أن الرئيس الأسد يبحث عن طريقة لانهاء الانتفاضة ضد نظامه من دون أن يتنحى أو يسلم مقاليد السلطة الى قوى الثورة”، بل على العكس فهو يعتقد أن قواته اجبرت الثوار على التراجع بعمليات القصف المتواصلة على كل معقل أقامه الثوار في المراكز الحضرية الكبيرة، كما يرى المحلل لانديس، مضيفاً أن “الأسد يرى في قبول خطة أنان خطوة نحو استعادة القبول الدولي بحكمه”.
وتدرك المعارضة أجندة الأسد وتكتيكه لكسب الوقت بقبول خطة أنان ومواصلة حملته ضد الثوار. ومن هنا رد فعل ممثلة المجلس الوطني السوري بسمة قضماني التي أكدت لمجلة تايم “أن الانتقال السلمي يعني ضرورة تغيير النظام وأن هذا يبدأ بتنحية رئيس الدولة”. ونقلت صحيفة الغارديان عن دبلوماسيين غربيين تحذيرهم من “أن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة إذا تحقق وقف اطلاق النار من دون عملية سياسية”.
ولكن الرئيس السوري لن يتنازل عن السلطة إلا إذا توصل الى قناعة بأن لا خيار امامه إلا التنازل في حين أن ظهره ليس الى الحائط في الوقت الحاضر بل أن سبب اللجوء الى خطة أنان هو على وجه التحديد الحقيقة الماثلة في أن جهود المعارضة والدول التي تدعمها لم تكن كافية لحمل الأسد على الرحيل بعد عام من الانتفاضة التي كلفت بتقديرات الأمم المتحدة 9 آلاف قتيل حتى الآن.
وإذا وافقت المعارضة من جهتها على قبول الخطة فإنها ستقبلها على مضض لأن ضعفها على الجبهة العسكرية لم يُبقِ لها خياراً آخر ولأن الجهات الخارجية التي تدعمها دفعتها دفعاً إلى القبول بالخطة. ولكن بعض فصائل المعارضة ترى أن خطة أنان، بنصها المكتوب على الأقل، تعزز مواقعها بوقف المواجهة العسكرية والسماح بالاحتجاج السلمي والنشاط السياسي. وليس هناك ما هو غريب في اقبال فرقاء على عملية تفاوض بأهداف متضاربة وتأويلات متباينة لما تقتضيه العملية من كل طرف. فالولايات المتحدة وفيتنام الشمالية امضتا اربع سنوات من المفاوضات المتقطعة فيما كان القتال بينهما محتدماً على الأرض الى أن انتهى برحيل الولايات المتحدة. ويصح الشيء نفسه على عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي بدأت منذ 20 عاماً اكتسب الصراع خلالها اشكالاً أخرى.
وفي حين أن القوى الغربية لا تثق بنيات الأسد فالمرجح أنها ستضغط على المجلس الوطني السوري للانضمام الى عملية أنان وتطالب بتنفيذ تلك البنود التي تشل يد الدكتاتور تنفيذاً فورياً. ويعتقد الأسد من جهته، بأن قواته دخلت مرحلة “التمشيط” في حملتها ضد المجموعات المعارضة المسلحة ، كما يرى المحلل لانديس. فالأسد لا يثق بالمعارضة ولا يعتزم السماح لها بتنحيته بالطرق السلمية ويتعامل مع عملية أنان بالاصرار على أن يبدأ وقف اطلاق النار مع المجموعات المسلحة. كما أن التصريحات الروسية الأخيرة، التي تلقي مسؤولية انهاء العنف على عاتق المعارضة، تشير الى أن لدى موسكو والقوى الغربية تصورات مختلفة عن الطريقة التي يتعين أن تنفذ بها خطة أنان.
ومن الواضح أن أنان يدرك اهمية الحفاظ على وجود توافق بين القوى الغربية والدول العربية والقوى التي تدعم النظام، لا سيما روسيا. وأن تحويل الخطة من مجموعة مبادئ مبهمة نسبياً الى وقف حقيقي لاطلاق النار سيكون موضع صراع حاد في الاسابيع المقبلة، وهو صراع محفوف بالمخاطر إزاء انقسام المعارضة.
ففي أي عملية دبلوماسية ستكون للنظام أفضلية الكلام بصوت واحد. والمجلس الوطني السوري حتى الآن ليس معترفاً به ويبقى أن ننتظر ليتبين ما إذا كان يمثل فصائل المعارضة المحلية التي تقارع النظام على الأرض في الداخل، والجيش السوري الحر بمجموعاته المفككة من الوحدات المحلية المسلحة، بحسب مجلة تايم.
والأكثر من ذلك، فإن عدم تماسك المعارضة يعمل لصالح الأسد إذا وافق على الخطة، المعارضة المنقسمة لا تستطيع الاتفاق على قبول الخطة بموقف موحد، وقد يتيح هذا للنظام السوري أن يستخدم المقاومة المستمرة وسيلة لمواصلة حملة البطش ضد المعارضة . ولكن الواضح الآن أنه حتى إذا انضمت المعارضة الى الأسد في قبول خطة السلام، فإن من المستبعد أن يعني هذا اقتراب النزاع الأهلي السوري من نهايته بل يعني بكل بساطة دخول الصراع مرحلة جديدة.
مشاركة 71 دولة لتحديد إجراءات تضمن عدم تراجع سوريا عن خطة أنان
“أصدقاء سوريا” يعقد الأحد في اسطنبول لتكثيف الضغط على دمشق
أ. ف. ب.
يجتمع ممثلو المجموعة الدولية الأحد في اسطنبول، في إطار مؤتمر “أصدقاء سوريا”، لتصعيد الضغوط على دمشق لكي تلتزم بخطة السلام التي أعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان والهادفة إلى وقف العنف.
اسطنبول: من المتوقع مشاركة 71 دولة في مؤتمر “أصدقاء سوريا”، الذي ينعقد الأحد في اسطنبول، من أجل تحديد إجراءات تضمن عدم تراجع دمشق عن الالتزام بخطة أنان التي وافق عليها الرئيس السوري بشار الاسد مع ملاحظات حولها. وقال مسؤول تركي الخميس إن “الهدف الاساسي للمؤتمر هو زيادة الضغط على النظام السوري لوقف القمع الدموي”.
وأضاف أن أنان سيكون غائبًا عن المؤتمر بسبب وجوده في الامم المتحدة لتقديم عرض الاثنين. وستتغيّب الصين وروسيا، الدولتان الداعمتان للنظام السوري، كما حصل خلال مؤتمر اصدقاء سوريا الاول الذي عقد في تونس في شباط/فبراير الماضي.
وستعمد الدول العربية والغربية الحاضرة الى تقييم احتمال فرض عقوبات اضافية على دمشق بسبب تخوفها من استمرار اعمال القتل رغم الاتفاق، مع تقديم مساعدة اوسع للمعارضة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاربعاء حول هذا المؤتمر: “سنواصل بحث ما يمكننا فعله بشكل اضافي لجهة العقوبات من أجل الضغط على النظام”.
واضافت: “بالطبع سنتبادل وجهات النظر حول كيفية دعمنا لكوفي أنان لا سيما بخصوص النقطة المهمة المتعلقة بحمل الاسد على الوفاء بالالتزام الذي قطعه”. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت ايضاً أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستحضر المؤتمر.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس إن “المؤتمر لا يهدف الى العمل بشكل متوازٍ مع مبادرة أنان وانما تعزيز فرص تطبيقها”. واضاف أن “الاتحاد الاوروبي يريد أن يواكب المهمة الدبلوماسية التي يقوم بها أنان وأن يرد بإيجابية اذا طلب الدعم”.
وقد اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء أن اجتماع “اصدقاء سوريا” سيسمح بالتحقق ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد يطبق أم لا خطة الموفد الخاص كوفي أنان. وقال برنار فاليرو معلقاً على الموافقة التي اعطاها النظام السوري لكوفي أنان: “بعد أشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والاسرة الدولية على افعال (بشار الاسد)”.
وانضمت المانيا الى الدعوات لتطبيق عاجل لخطة أنان من أجل وقف العنف، محذّرة من أن النظام سيحكم عليه من خلال افعاله وليس اقواله. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الذي سيمثل المانيا في مؤتمر اسطنبول: “بعد سقوط عدد كبير من القتلى اصبحنا في وضع لا يمكن أن يساعد فيه سوى وقف تام لاعمال العنف”.
وتدعو خطة أنان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يومياً ، لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
واعلن مئات المعارضين السوريين الثلاثاء في اسطنبول عن تشكيل لجنة تعمل على “اعادة هيكلة المجلس الوطني” لضم كافة اطياف المعارضة اليه. وتشيد تركيا بواقع أن المعارضة السورية تبدو الان موحدة اكثر، ولفت المسؤول التركي الى احتمال اطلاق “صندوق دولي” لمساعدة الضحايا المدنيين، يشمل حوالي 17 الف لاجىء سوري تستقبلهم تركيا على اراضيها.
والاحد اتفقت تركيا والولايات المتحدة على الحاجة إلى ارسال مساعدة “غير عسكرية” للمعارضة السورية تشمل اجهزة اتصال، فيما دعت السعودية وقطر الى تسليح المعارضة.
ورغم أن المحادثات حول تقديم مساعدة “غير عسكرية” للمعارضة السورية ستتواصل في اسطنبول الا أن دبلوماسيين غربيين ابدوا تخوفهم من أن تسليح المعارضة يمكن أن يؤدي الى المزيد من القتلى في النزاع واحتمال وصول الاسلحة الى متطرفين اسلاميين. وسيتغيّب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي حث الاربعاء الاسد على تطبيق خطة أنان على الفور، عن مؤتمر اسطنبول.
أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة والأسد «يتجاوب» مع مهمة أنان
معارضو النظام يدعون إلى جمعة “خذلنا المسلمون والعرب”
وكالات
دعا الناشطون السوريون المعارضون إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار «جمعة خذلنا المسلمون والعرب – لكن الله معنا.. وبعزيمتنا سيأتي النصر». وتواصلت العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري ضد معاقل الاحتجاج ما أسفر عن مقتل 14 مدنيًا وجنديين نظاميين.
دمشق: خرجت تظاهرات في مناطق سورية عدة الجمعة في ما اطلق عليه اسم جمعة “خذلنا العرب والمسلمون”، غداة القمة العربية في بغداد التي دعت النظام السوري والمعارضة الى الحوار.
وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي.
وخرجت تظاهرات في حي القدم “نادت باعدام الاسد وتسليح الجيش الحر”، واشتبكت قوات الامن مع متظاهرين في حي الميدان والقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات، بحسب الدمشقي.
وفي حي العسالي “الذي يشهد انتشارا امنيا كبيرا وحصارا، اقيمت تظاهرة داخل المسجد حاصرها الامن واعتقل عددا من الاشخاص”، بحسب المصدر نفسه.
كما خرجت تظاهرات في احياء القابون والحجر الاسود وكفرسوسة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى “انتشار امني كبير في الاحياء التي تشهد تظاهرات”.
وفي ريف دمشق “خرجت تظاهرات من 12 مسجدا في مدينة دوما واجه الامن تظاهرتين منها باطلاق النار”، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في دوما محمد السعيد.
واشار السعيد الى انتشار دبابات الجيش في بعض مناطق المدينة، واطلاق نار كثيف في شارع الجلاء لتفريق تظاهرة خرجت من المسجد الكبير.
ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها “صامدون حتى أخر نقطة دم”، و”سوريا تنزف”.
وفي دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة في مدينة القورية ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص.
وفي حلب (شمال)، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بخروج تظاهرات في المدينة لا سيما في احياء السكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والاشرفية “ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر و+يا الله ما ضل غيرك يا الله+ في اشارة الى تخلي العرب والمسلمين عن الشعب السوري”.
واضاف الحلبي ان معظم التظاهرات ووجهت باطلاق الرصاص لتفريقها.
وذكر الحلبي ان حي الصاخور “الذي يشهد عادة تظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض صباح اليوم لاقتحام سيارات الامن حيث نفذت حملة اعتقالات”.
وفي ريف حلب، اشار الحلبي الى خروج تظاهرات في عدد من مناطق الريف، لا سيما في مدينتي الباب وجرابلس.
وفي اعزاز التي شهدت اخيرا عمليات واسعة للقوات النظامية انتهت باقتحامها “خرج مئات الاشخاص في تظاهرة رددوا فيها +خاين خاين الجيش السوري خاين+”.
وفي حماة (وسط)، افادت لجان التنسيق المحلية بسماع اطلاق نار في ساحة العاصي “خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى الساحة”.
وفي ادلب (شمال غرب) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للجيش النظامي اخيرا، خرجت تظاهرات في عدة مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة وعدة بلدات وقرى اخرى رغم الانتشار العسكري والامني، بحسب المرصد.
وفي كفر روما اظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت متظاهرين يرفعون لافتة “اصعب سلاح بوجه السوريين تخلي العرب وصمت المسلمين”.
وسقط 11 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة معظمهم من المدنيين.
ودعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “خذلنا المسلمون والعرب”، ونشرت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع “الفيسبوك” الالكتروني دعوة الى التظاهر تحت شعار “خذلنا المسلمون والعرب… لكن الله معنا وبعزيمتنا سيأتي النصر”.
وكانت التظاهرات المسائية التي سارت امس الخميس في عدد من المناطق السورية، لا سيما في دمشق، حملت شعارات منددة بالقمة العربية.
وقام ناشطون، بحسب ما أظهر شريط فيديو نشر على موقع “يوتيوب” الالكتروني، بقطع طريق عام بعد حلول الظلام في حي العسالي في دمشق بعدد كبير من الاطارات المحروقة، بينما رفع أحدهم لافتة كتب عليها تاريخ امس الخميس وعبارة “ردا على الجامعة العربية الفاشلة”.
كما اظهر شريط آخر تظاهرة مسائية في حي برزة، هتف خلالها المشاركون “الشعب يريد اعدام بشار”، وحمل احدهم لافتة كتب عليها “القمة العربية تقيم مأدبة عشاء وسوريا العربية تقيم مآدب شهداء”.
وشهدت احياء جوبر والمزة ونهر عيشه في دمشق تظاهرات أخرى ليلاً. يأتي هذا فيما أسفرت العمليات العسكرية والاشتباكات الخميس عن مقتل 14 مدنياً وجنديين نظاميين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
هذا وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس إن دمشق “تجاوبت” مع مهمة كوفي أنان و”لن توفر جهداً” في انجاحها. وجاء في رسالة وجهها الاسد الى قادة دول البريكس (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب أفريقيا) أن “سوريا وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها كوفي أنان كممثل خاص للامم المتحدة إلى سوريا”.
وأضاف الأسد في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن دمشق “اعلمت أنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها”، داعياً الى “اجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال الى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك”.
وتدعو خطة أنان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يومياً لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
وأضاف الاسد: “مقابل الالتزام الرسمي بانجاح مهمة أنان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الاطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها الى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص”.
ميدانيًا، اسفرت العمليات العسكرية والاشتباكات الخميس عن مقتل 14 مدنياً وجنديين نظاميين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي مدينة حمص (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص في قصف واطلاق نار من القوات النظامية على احياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع. وقتل شخصان في مدينة القصير في ريف حمص بنيران القوات النظامية.
وفي محافظة حماة (وسط) وفي حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان، قتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي اثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي، وقتل خمسة مدنيين جراء اشتباكات في قرية عين الطاقة وبلدة قلعة المضيق.
وقال المرصد: “ارتفع الى خمسة عدد الشهداء الذين قتلوا اليوم الخميس في ريف حماة الشمالي الذي يشهد عمليات عسكرية واشتباكات، بينهم اثنان سقطا في قرية عين الطاقة وثلاثة سقطوا في بلدة قلعة المضيق”، كما “ارتفع الى ثلاثة عدد جنود الجيش النظامي الذين سقطوا خلال اشتباكات اليوم في ريف حماة الشمالي”.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مدنيين صباح اليوم جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان وسط اطلاق نار كثيف واصوات انفجارات.
وفي محافظة درعا (جنوب)، اصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح واعطبت آلية لهم في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع دوي انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وامنية، بحسب المرصد.
وقال عضو تنسيقيات حوران في درعا، لؤي رشدان، في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية إن “اصوات انفجارات سمعت في مدينة داعل قرابة الساعة العاشرة (8:00 تغ)، تلتها اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر”، مشيراً الى عدم توفر معلومات دقيقة حتى اللحظة.
وذكر رشدان أن “قوات الامن والجيش المدعومة بالدبابات تحاصر بلدة خربة غزالة من جميع الاطراف تمهيداً لاقتحامها على ما يبدو”. وأضاف: “هناك الآن مداهمات للمزارع في اطراف البلدة ومنع الناس من الدخول اليها والخروج منها”.
وقال رشدان إن قوات الامن اقتحمت بلدة بصر الحرير اليوم وسط اطلاق نار عشوائي، ونفذت فيها حملة مداهمات. وتقع خربة غزالة وبصر الحرير، الى جانب مدينة الحراك، على تخوم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة التي يتحصن فيها تجمع كبير للجنود المنشقين عن القوات النظامية.
واقتحمت قوات الامن بلدة علما ايضاً، حيث نفذت عمليات دهم و”اعتقالات عشوائية”، بحسب رشدان الذي اشار الى “حركة نزوح كبيرة من البلدة”. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني.
وقال عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن “عناصر من القوات النظامية انشقوا فجراً عن حاجز للجيش واشتبكوا مع باقي عناصر الحاجز في منطقة وادي قاق وكفر عامر”.
وسمع دوي انفجار شديد صباحاً في حرستا وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حمص (وسط) افادت لجان التنسيق المحلية بتعرض سوق وسط المدينة للاقتحام والقصف ليلاً، ما ادى الى احتراق أحد الابنية فيه.
من جهة أخرى، خلص خبراء من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي شاركوا في مهمة تقييم في سوريا الى أن “اكثر من مليون سوري بحاجة الى مساعدة انسانية”، على ما صرح متحدث باسم الامم المتحدة الخميس. وقال المتحدث إن البعثة التي تمت بقيادة الحكومة السورية انتهت في اواخر 26 اذار/مارس وأن الخبراء تمكنوا كذلك من دخول “مناطق تسيطر عليها المعارضة”.
الانظار تتجه الى مؤتمر اصدقاء سوريا في تركيا ودعم مهمة عنان
وكالة الأنباء الكويتية – كونا
بيروت: تتجه الانظار الى مؤتمر (اصدقاء سوريا) الدولي الذي سيعقد في العاصمة التركية اسطنبول يوم الاحد المقبل في اطار الجهود التي يبذلها المجتمعون العرب والدوليون لوقف العنف في سوريا ودعم مهمة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في تصريح صحافي نشر هنا اليوم على اهمية “وقف نزيف الدم في سوريا” مجددا في الوقت ذاته موقف لبنان الرافض للمشاركة في مؤتمر (اصدقاء سوريا) متسائلا “ما الفائدة ان نتدخل بالموضوع وهل نستطيع تغيير شيء في سوريا”.
وفي هذا الاطار قال الباحث الاستراتيجي في شؤون الشرق الاوسط اللبناني الدكتور طلال عتريسي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) “هناك صعوبة في القيام بمبادرة داخلية سورية لانهاء الازمة” مشيرا الى ان “مبادرة عنان تشكل مخرجا للجميع خصوصا انها ذهبت باتجاه التفاهم مع حلفاء النظام السورية كروسيا والصين”.
وراى عتريسي ان “فرص نجاح المباردة كبيرة لان آفاق الحلول الاخرى اصبحت مسدودة” معتبرا ان “الخيار السياسي واطلاق الحوار يجب ان يكون مقبولا من الجميع”.
واستبعد عتريسي تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا على غرار ليبيا موضحا ان مثل هذا الامر سيصطدم بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن الدولي اذ ان “سوريا تشكل جزءا من امن روسيا القومي”.
من جهته اعتبر الباحث اللبناني خليل حرب في تصريح مماثل ل(كونا) ان مؤتمر (اصدقاء سوريا) “محاولة جديدة لجمع صفوف المعارضة السورية” مشير الى ان “تركيا تلعب حاليا دورا محوريا في المنطقة من خلال تنسيقها مع جميع الجهات والقوى الفاعلة لايجاد مخرج للازمة السورية”.
وراى ان خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لوقف العنف في سوريا “يجب تطبيقها كافضل خيار في الوقت الراهن” حيث تنص على وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال امام وصول عما الاغاثة الى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
يذكر ان لبنان قاطع اجتماعا مماثلا عقد في تونس في شهر فبراير الماضي.
بعد قبوله خطة أنان.. الأسد يريد التفاوض حول «ما قبله»
واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
بعد إعلانه موافقته على خطة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، قبل أيام قتل خلالها أكثر من 160 شخصا، عاد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إلى القول إن هناك ملاحظات حول الخطة يريد التفاوض حولها.
من جهته، طالب أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، الأسد بالتنفيذ الفوري لخطة المبعوث الدولي لحل الأزمة السورية، رغم أنه أوضح أنه لا يوجد إطار زمني محدد لقيام الحكومة السورية بتنفيذ الخطة, ومن جانبها اعتبرت واشنطن تصريحات الأسد «مخيبة», كما قالت الخارجية الروسية أمس إن أنان من حقه وحده تحديد نجاح خطته في سوريا من عدمه, وإن دور مجلس الأمن لا يمكن استبداله في سوريا بمؤتمر مثل «أصدقاء سوريا».
ويأتي ذلك، بينما صرح متحدث باسم الأمم المتحدة أمس، بأن خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، خلصوا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية».
وميدانيا، وبالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في إدلب وحمص وحلب وحماه، أعلن الجيش الحر، أمس، عن تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، والتي تعمل بالتنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر في الخارج، وتتكون من 5 مناطق.
مواجهات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في حماه وحمص وحلب
دعوات للتظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة خذلنا المسلمون والعرب.. لكن الله معنا»
بيروت: ليال أبو رحال
تواصلت العمليّات العسكريّة التي قامت بها قوات الأمن السورية أمس ضد عدد من المناطق السورية، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود نظاميين على الأقل، فيما تعدى إجمالي عدد القتلى 36 شخصا.. وذلك عشيّة دعوة المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم بعد صلاة الجمعة تحت عنوان: «جمعة خذلنا المسلمون والعرب – لكن الله معنا.. وبعزيمتنا سيأتي النصر».
وأفاد المركز السوري لحقوق الإنسان أن «مواجهات حصلت بين الجيش النظامي ومنشقين في مناطق سورية عدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود ومنشق. وفي محصلة أولية، قضى جنديان منهم إثر استهداف شاحنة عسكرية في شمال ريف حماه، وضابط ومساعده وجندي منشق في قرية عرجون في ريف حمص، في موازاة مقتل ضابط برتبة عقيد في منطقة دوار باب الجديد في مدينة حلب، وغداة اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية برصاص مجهولين. كما أصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح وعطب آلية تابعة لهم خلال اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل في محافظة درعا».
وفي الزبداني، أفاد المرصد عن «اشتباكات وقعت بعد دوي انفجارات فجرا بين القوات النظامية ومنشقين. وكانت قوات الأمن مدعمة بالدبابات والآليات العسكريّة قد حاصرت بلدة خربة غزالة من جهاتها كافة، كما نفذت عمليات مداهمة طالت المزارع الواقعة على أطراف البلدة، بعد أن تم منع الناس من الدخول إليها والخروج منها».
وأحصت لجان التنسيق المحلية، في حصيلة أولية بعد ظهر أمس، مقتل أكثر من 36 شخصا، في وقت أشار فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري والاشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في مناطق سورية عدة أسفرت عن مقتل 23 شخصًا، بينهم 14 مدنيا.
وفي حمص، شهدت أحياء الخالديّة وباب الدريب وباب السباع قصفا عنيفا وإطلاق نار، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. كما تعرضت مدينة القصير لإطلاق نار أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن مدينة تلبيسة، الواقعة في ريف حمص، قد تعرضت لقصف عنيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإصابة عدد كبير من المنازل بالقذائف والرشاشات. وشهد الحي الشمالي من المدينة حركة نزوح كبيرة.
وفي حي الوعر، أفادت لجان التنسيق المحليّة بأن عناصر من الشبيحة أقدموا على اختطاف 11 شابا من الحي وتمّ اقتيادهم لجهة مجهولة وسط إطلاق نار كثيف.
وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مدنيين جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، ولقي ثلاثة جنود في القوات النظامية حتفهم خلال اشتباكات مع منشقين في المنطقة. بينما قال ناشطون إن معرة النعمان تعرضت لقصف مدفعي ومن مروحيات ودبابات قبيل هجوم للقوات النظامية على بعض المناطق بحثا عن منشقين.
وفي حين شهدت مدينة أريحا إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات سمعت من الجهة الشمالية للمدينة، حصلت اشتباكات عنيفة شرق قرية الغدفة بين منشقين من «الجيش الحر» وقوات النظام التي حاولت اقتحام القرية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري قصفت بلدة جرجناز بالمدفعية الثقيلة والدبابات، مضيفة أن أعمدة الدخان تصاعدت من المنازل بالكامل وقطعت الكهرباء والاتصالات.
وفي درعا، شهدت منطقة الحراك اشتباكات عنيفة أوقعت إصابات عدة في صفوف المدنيين، بينهم أطفال، وسمع دوي انفجارات عند الحاجز الموجود بين بلدتي ناحتة والحراك، فيما مشطت قوات النظام مدعومة بالدبابات وإطلاق النار الكثيف السهول المجاورة. وفي ريف دمشق، هاجمت قوات النظام بالرصاص الحي ومسيلات الدموع مظاهرة خرجت في منطقة الغرب في التل. وفي حرستا، سمع دوي انفجار وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، وقال ناشطون إن مدنيين اثنين قتلا في استهداف سيارة كانت تقلهما هناك. كما اقتحمت قوات الأمن حرستا وكفربطنا، وتحدث ناشطون عن اشتباكات في مدينتي دوما والزبداني صباح أمس.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر مسلحة انتشرت أمام مدرسة البيضا في بانياس وعلى الطريق الواصل إليها لمنع خروج أي مظاهرة.
وفي حماه، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بطل الملاكمة العالمي أحمد وتار اعتقل من منزله في حي الصابونية من قبل قوات الأمن، التي اقتحمت منزله بعد منتصف ليل أول من أمس واعتقلته تعسفيا وإلى جهة غير معلومة.
وحملت الشبكة «النظام السوري المسؤولية الكاملة عن المساس بهذا الرمز الوطني»، مطالبة الاتحاد الرياضي العربي بالتدخل للمطالبة بإطلاقه على وجه السرعة.
إلى ذلك، قالت جمعية إغاثية محلية إن نحو 3 آلاف سوري لجأوا إلى الأردن خلال الأيام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلدهم، مشيرة إلى أن «نحو 2450 سوريا دخلوا إلى الأردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط».. لينضموا إلى أكثر من 20 ألف سوري في الأردن.
فيما قالت تركيا إنها تؤوي على أرضها نحو 17 ألف سوري منذ بدء الأزمة، وأشار مسؤول بالخارجية التركية أمس إلى أن أنقرة ترحب بالسوريين الهاربين من أعمال العنف وتؤمن لهم مأوى ومساعدات طبية وإنسانية، لكنها ترفض منحهم وضع «اللاجئ» الذي يمكن أن يفسح المجال أمام بقائهم على أراضيها.
«الجيش الحر» يعلن عن تشكيل القيادة المشتركة له في الداخل
تعمل بالتنسيق مع قيادته بالخارج
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن الجيش الحر، أمس، عن تشكيل القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، والتي تعمل بالتنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر في الخارج، وتتكون القيادة من:
* قيادة المجلس العسكري في حمص وريفها – العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين
* قيادة المجلس العسكري في محافظة حماه وريفها – العقيد المظلي عبد الحميد الشاوي
* قيادة المجلس العسكري في محافظة إدلب وريفها – العقيد الركن عفيف سليمان
* قيادة المجلس العسكري في محافظة دمشق وريفها – العقيد الركن خالد الحبوس ونائبه العقيد المعتصم بالله أبو الوليد
* قيادة المجلس العسكري في محافظة دير الزور وريفها – المقدم مهند الطلاع كما نص البيان على أن كل مجلس عسكري يشكل في محافظات القطر الأخرى لاحقا ينضم إلى القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، وبأن الناطق الرسمي للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين، كما أنه سيتم العمل على إنشاء صفحة على «فيس بوك» للقيادة المشتركة والعمل عليها يوميا من قبل المجالس. وشدد البيان على أنه من باب الحرص على عدم اختراق النظام لتشكيلاتنا العسكرية فإنه يمنع منعا باتا تشكيل أي مجلس أو لواء أو كتيبة إلا بمعرفة قائد المجلس العسكري في كل محافظة.
لاجئون سوريون: الأسد يجبرنا على الهرب حتى يستريح
الحكومة تذكي نار الفتنة العرقية بين السكان
القاع (لبنان): آن برنارد *
يتحدث المسلمون السنة الذين فروا من سوريا عن ممارسات قمعية من الحكومة أكثر اتساعا وطائفية مما كان متصورا في السابق، حيث يقوم مدنيون من طائفة الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد بإطلاق النار على من كانوا يوما ما جيرانا لهم، في ظل تعجل الجيش ما يعتبره كثير من السنة هناك حملة لإجبارهم على الفرار من منازلهم وقراهم في بعض المناطق من البلاد.
وقد قدم لاجئون قادمون من القصير، وهي بلدة تقع في المحافظة نفسها التي تقع فيها مدينة حمص، أحد معاقل الثورة، وما حولها وصفا نادرا من شهود عيان على الفاجعة التي تتكشف معالمها تدريجيا في غرب سوريا، مع استمرار القصف المكثف للقرى والأهالي، حيث قالوا إنه يبدو أن الحكومة اكتشفت أنها حينما أجبرت الثوار على الانسحاب من معاقل مثل حي باب عمرو في حمص، سرعان ما عاد مقاتلو المعارضة والثوار إلى التجمع في مناطق أخرى يسكنها السنة.
ونتيجة لهذا، فهم يقولون إنهم يعتقدون أن الحكومة لم تكن تضرب بشكل عام مراكز الثورة في الحضر فحسب، بل ضربت أيضا بلدات وقرى لم يكن لها دور محوري في الثورة الشعبية التي اندلعت منذ عام. وترسم الروايات المباشرة من اللاجئين صورة لقطاع من غرب سوريا واقع تحت حصار أكبر – وربما يكون أكثر ثورة أيضا – مما كان متصورا بصورة عامة من خلال الروايات المباشرة السابقة.
يقول أبو منذر (59 عاما)، عسكري سابق بالجيش السوري من قرية المزرعة، وهو يعمل على موقد خشبي داخل منزل ريفي مبني من قوالب إسمنتية مع نحو 20 لاجئا آخر، وهو، كمعظم من حاورناهم، كان خائفا من ذكر اسمه بالكامل «الجيش يريد إجلاء الناس لإبعادهم عن الاحتجاجات. إذا رحلوا أو قتلوا، فلن يكون هناك أحد حتى يحتج».
وهناك، بحسب الأمم المتحدة، ستة آلاف لاجئ سوري على الأقل يعيشون في وادي البقاع شرق لبنان، من بينهم بضع عشرات من الرجال والنساء والأطفال أجرينا معهم حوارات هنا في الناحية الشمالية من الوادي، وقالوا إنهم يشعرون بأنهم مهددون كسنة، وذكر العديد منهم أنهم شاهدوا قوات الجيش توزع البنادق على أهالي القرى العلوية المجاورة – التي تنتمي إلى الطائفة الإسلامية المبتدعة نفسها التي ينتمي إليها الأسد – وأن جيرانهم هؤلاء قاموا بعدها بفتح النار عليهم.
وتعزز هذه الروايات أقوال الناشطين، الذين أمكن الوصول إليهم داخل سوريا عبر الهاتف والبريد الإلكتروني، حول عمليات التهجير التي تتم على أساس طائفي، إضافة إلى حوارات أجريت مع الناس داخل سوريا.
ويصف اللاجئون وضعا تكثف فيه الحكومة من إجراءاتها القمعية، حتى في قرى وبلدات نائية نسبيا مثل القصير، حيث أغلقت المدارس والشركات، وكثرت عمليات القصف، ويخشى الناس الخروج خوفا من الصواريخ والقناصة. وذكر اللاجئون أنهم يعتقدون أن معظم الأهالي السنة في أربع قرى، وهي ربلة وزهرة وجوسية والمزرعة، قد فروا إلى دول أخرى أو مناطق أخرى داخل سوريا.
ومن الصعب تقييم كل ما يقوله اللاجئون، حيث إن كل جانب في النزاع السوري، الذي يعتبر الأطول والأكثر دموية في الثورات العربية، يلقي باللوم على الجانب الآخر في هذا الانقسام الطائفي. ويمثل السنة أغلبية الشعب السوري، وإن كانت الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد تطغى على النخب الحكومية والأمنية في البلاد، وقد أشعلت الحكومة شرارة المخاوف الطائفية حين صورت نفسها في صورة المدافع عن السكان المسيحيين والعلويين، الذين لهم وجود كبير في سوريا، ضد ما سمته هجمات من الإسلاميين السنة.
وتقول أم نصر (34 عاما)، وهي امرأة حامل تحتمي مع عدد من النساء والعشرات من أطفالهن داخل أحد المنازل الريفية هنا، إن نحو 15 من أفراد أسرتها في قرية جوسية تعرضوا لإطلاق النار من قرية هاسبيه العلوية المجاورة منذ أسبوعين بينما كانوا يحاولون مغادرة منزلهم.
وقالت والدتها، أم خالد (65 عاما)، إنها بداية من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت تشاهد القوات الحكومية وهي تضع البنادق على الأرض وتوزعها على الأهالي من العلويين. وقالت أم نصر إنها لم تفهم لماذا يفعلون ذلك، لكن الشهر الماضي تعرض كثير من أهالي قرية جوسية لإطلاق النار من أهالي قرية هاسبية. وأضافت «نحن نعرفهم. لقد اعتدنا على الحياة جنبا إلى جنب».
ويقول المشككون إنه إذا فر السكان من قرى وبلدات بأكملها، فسوف يكون هناك مزيد من الآلاف من اللاجئين في الدول المجاورة، لكن اللاجئين يقولون إن الكثيرين يخشون العبور إلى لبنان، الذي يعتبرون أن جيشه مؤيد لسوريا، واختاروا بدلا من ذلك الفرار إلى منازل أقاربهم في مناطق أخرى من سوريا. وأعلن الصليب الأحمر في سوريا هذا الشهر أن ما يزيد على 200 ألف شخص تم تهجيرهم داخليا.
وقال طبيب من القصير، قام بنقل أحد الثوار الذي أصيب بقذيفة هاون إلى لبنان لعلاجه هناك، إنه استقال من حزب البعث العلماني الحاكم حين بدأت الثورة، من أجل علاج الجرحى من الثوار والمدنيين في مستشفى ميداني متنقل، واختار لنفسه اسما مستعارا هو خالد بن الوليد، وهو اسم الصحابي الجليل والقائد العظيم في نظر كثير من أهل السنة، والذي سمي باسمه المسجد الذي تجمع فيه الثوار لإطلاق أول مظاهرة في القصير العام الماضي.
وبعد ذلك توفي الجريح، ويدعى محمد تاج الدين رعد (23 عاما)، وحينما جاء الطبيب لفحص الجثة الممددة داخل مسجد قريب، سُئل عما إذا كان قلقا من أن الشباب السنة سوف يثأرون من العلويين. وقد ذكر المراقبون وكذلك الأنباء الواردة من هناك شواهد على وقوع عمليات ثأر ضد قوات الأمن. وقال الطبيب بينما كان يسير بصعوبة عبر بستان خوخ «لا. ديننا يعلمنا الصفح والمغفرة». لكن رجلا آخر من أهالي القصير، يدعى أبو خليل، اختلف معه. وتساءل الرجل «هل نظل نسامح إلى أن نجد أنه لا يوجد أحد من السنة على قيد الحياة؟».
وتبدو روايات اللاجئين عن قصف المدنيين متفقة مع التقرير الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأسبوع الماضي، استنادا إلى حوارات أجريت مع 17 لاجئا من القصير وصحافي فرنسي قضى بعض الوقت هناك. وتحدث التقرير عن زيادة عدد الوفيات والجرحى بين المدنيين نتيجة قصف الأحياء السكنية والمزارع وكذلك إطلاق النار على الناس أثناء محاولتهم الفرار، واستشهد التقرير بفتاة في الثانية عشرة من عمرها أصيبت بطلق ناري في ساقها بواسطة قناص من أعلى بناية البلدية في القصير أثناء محاولتها الفرار وهي تحمل ابن عمها الرضيع.
لكن اللاجئين هنا في القاع يتحدثون أيضا عن عنصر جديد مثير للقلق، وهو وجود دافع طائفي متزايد وراء انتشار العنف، على حد تعبيرهم. ومن المستحيل التحقق من صحة هذه الروايات بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على الصحافيين هناك. ويبدو التناقض بين اللاجئين هنا في وصف ما يعتبرونه تطهيرا طائفيا، حيث ذكر مؤيدو المعارضة أنهم يخشون من الانزلاق إلى الرواية التي تقدمها الحكومة، ودعوا المجتمع الدولي إلى عدم النظر إليهم باعتبارهم طائفيين في سعيهم للحصول على مساعدات عسكرية من الخارج.
وأشار الكثيرون إلى أنهم شخصيا يأملون في الوصول إلى مستقبل من التعددية والمساواة الدينية، وأنهم سيدعمون تأليف حكومة عادلة من أي طائفة. كما أعلنوا – وربما كانت هذه مجرد أمنية – أن جيرانهم المسيحيين «من داخلهم» يؤيدونهم، رغم أن الكثيرين منهم لا يشاركون في الاحتجاجات. لكنهم يقولون في الوقت ذاته إنهم يشعرون بأن السنة مستهدفون، حيث ينظرون إلى كفاحهم من منظور ديني، ويلقون باللوم الأكبر على العلويين في ما يرتكب من أعمال العنف.
وقد عرض أحد اللاجئين تسجيلا بالفيديو على آلة التصوير الخاصة به يبين السوق القديمة بالقصير، والبنايات مليئة بثقوب، والمتاجر محترقة ومحطمة، كما عرض الطبيب صورا على آلة التصوير الخاصة به لأناس قال إنه أعلن وفاتهم بعد وابل من القصف المدفعي الجمعة الماضية، وهم عيسى عامر، وشقيقه وائل عامر، وأبو أجود ساسير الذي لطخ الدم وجهه ولحيته التي خطها الشيب، ورجل من ذوي الاحتياجات الخاصة قتل بقذيفة سقطت داخل منزله بعد أن منعه والده من مغادرة المنزل.
ثم غلبه التأثر حين وصل إلى محمد مصطفى عمار، الملازم بالجيش ورفيقه في الدراسة، حيث يقول الطبيب إنه أصيب بشظية قذيفة وهو في طريقه للاطمئنان على متجر الملابس الذي يملكه، وأظهرت الصورة وجهه وهو مشوه تماما بشق عميق ممتلئ بالدم في خده الأيمن. وأضاف الطبيب أنه، في سبتمبر (أيلول) الماضي، كان يعالج رجلين أصيبا بجروح في الساق حين اقتربت منهما قوات الحكومة وأطلقت النار عليهما مباشرة.
وقال أبو منذر، العسكري السابق بالجيش، إن مطبخ جاره أطلقت عليه رصاصات بطول إصبع الخنصر، وإن أهل زوجته كانوا يعيشون في قبو منزلهم في القصير بعد أن تسببت إحدى القذائف في إحداث ثقب يبلغ طوله قدمين في سقف مطبخهم، وإن ابنه تعرض لإطلاق النار عدة مرات وجرح، في اعتقاده، على يد قناص من أعلى بناية البلدية، بينما كان يطرق باب منزل أصهاره.
غير أن ما أقنعه بعدم الذهاب أبدا إلى منزله هو ما حدث الأسبوع الماضي، حيث يقول إن جاره، إبراهيم عامر، كان قد فر هاربا بعد احتجاز شقيقيه وعدم سماعه شيئا عنهما بعدها، لكن حين حاول العودة للاطمئنان على أقاربه، قام المسؤولون السوريون باحتجازه. وبعد يومين عثر على جثته، وكان الرأس ممزقا ومحطما كما لو كان قد تم ضربه بمطرقة، بحسب أبو محمد، جار آخر فر إلى هنا بعد أن ساعد في استعادة الجثمان.
ويقول اللاجئون إن العنف يتجه بصورة متزامنة إلى المناطق النائية – حيث يقوم الجيش بالقصف من بعيد بدلا من المغامرة باقتحام البلدات – كما يزداد عمقا، في ظل حالات الوفاة الناتجة عن الطعن والضرب، التي يعزونها إلى أسباب طائفية.
وتتحسر أم نصر على عدم تمكن أبنائها من الذهاب إلى المدرسة منذ سبتمبر الماضي، وأن المدرسة، المليئة بالجنود «كانت تتحول إلى قاعدة عسكرية». ثم ربتت على يد ابنتها، التي غطاها الوسخ، قائلة «لا يوجد ماء». وأضافت والدتها، أم خالد «كل ما نريده هو أن تنتهي هذه المشاكل. لدينا منزل مفروش بالسجاجيد وبه غسالة. نريد أن نعود وأن نبقى هناك».
* خدمة «نيويورك تايمز»
الأمم المتحدة: مليون سوري على الأقل بحاجة إلى مساعدة إنسانية
نافي بيلاي: هناك «الكثير من الأدلة» لإدانة الأسد.. وبريطانيا توسع نطاق المساعدات للمعارضة
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما خلص خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية»، حذرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الرئيس السوري بشار الأسد من أن «هناك الكثير من الأدلة حول القمع الدموي» الذي يمارسه نظامه ضد المعارضة منذ أكثر من عام، مما يسمح ببدء ملاحقات ضده في جرائم ضد الإنسانية. وقالت بيلاي في مقابلة مساء أول من أمس مع محطة «بي بي سي» البريطانية: «في الوقائع، هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن الكثير من هذه الأعمال قامت بها قوات الأمن، وهي لذلك يجب أن تحصل على موافقة أو تواطؤ من أعلى مستوى».
وأضافت أن «الرئيس الأسد بإمكانه فقط أن يأمر بوقف العنف؛ فيتوقف.. هذا النوع من الأشياء هو الذي يأخذه القضاة المكلفون بقضايا الجرائم ضد الإنسانية بمثابة مسؤولية الذي يأمر الجيش». واعتبرت الأمم المتحدة أن أعمال العنف في سوريا أوقعت أكثر من تسعة آلاف قتيل خلال عام.
واتهمت بيلاي، وهي محامية جنوب أفريقية بالأساس، قوات النظام السوري بالقيام بأعمال «مروعة»، مثل إطلاق النار على ركب الأطفال وعدم تقديم الإسعافات الطبية لهم. وشددت القاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية على كون مجلس الأمن لديه الكثير من الأدلة الجدية لتبرير الإحالة إلى هذه المحكمة، وقالت إن: «الأشخاص الذين هم مثله (الأسد) بإمكانهم أن يستمروا طويلا، ولكن يأتي يوم ويتوجب عليهم أن يواجهوا القضاء».
يأتي ذلك عشية تصريح متحدث باسم الأمم المتحدة بأن خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ممن شاركوا في مهمة تقييم في سوريا، خلصوا إلى أن «أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية». وأضاف أن البعثة التي تمت بمعرفة الحكومة السورية انتهت في أواخر 26 مارس (آذار)، وأن الخبراء تمكنوا كذلك من دخول «مناطق تسيطر عليها المعارضة».
ومن جهة أخرى، قال مسؤولون أمس، إن بريطانيا ستضاعف المساعدات غير العسكرية لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وستوسع نطاقها لتشمل تجهيزات قد يكون من بينها هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية لمساعدة النشطاء على التواصل بسهولة أكبر.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أن الحكومة البريطانية ستقدم مساعدة جديدة قيمتها 500 ألف جنيه إسترليني (800 ألف دولار)، بالإضافة إلى 450 ألف جنيه تم تقديمها بالفعل، مشيرا إلى أن «هذا يشمل اتفاقا من حيث المبدأ على تقديم دعم غير قتالي لهم داخل سوريا». وقال مسؤولون حكوميون، إن المساعدة ستكون للنشطاء السوريين العاملين سلميا لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وأضاف المسؤولون أنهم لم يغيروا موقفهم من تسليح المتمردين وليس لهم اتصال بالجيش السوري الحر.
الأسد: سوريا «تجاوبت» مع مهمة المبعوث ولها ملاحظات.. والمتحدث باسم أنان: نطالبه بتنفيذ الخطة فورا
خبراء: قدرة النظام على إحراز تقدم ضد المتمردين تعزز فرصه في البقاء بالحكم
واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
طالب أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي أنان، الرئيس السوري بشار الأسد بالتنفيذ الفوري لخطة أنان لحل الأزمة السورية، رغم أنه أوضح أنه لا يوجد إطار زمني محدد لقيام الحكومة السورية بتنفيذ الخطة.. وهو ما يأتي بالتزامن مع إعلان الأسد أمس أن دمشق «تجاوبت» مع مهمة كوفي أنان و«لن توفر جهدا» في إنجاحها، وذلك رغم سقوط أكثر من 150 قتيلا في سوريا منذ أعلنت دمشق قبولها بنود الخطة يوم الثلاثاء الماضي.
وقال فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع من الحكومة السورية والمعارضة التنفيذ الفوري للخطة»، مشيرا إلى أن أنان سيقدم إفادة شاملة حول جهوده مع الحكومة السورية وكل من روسيا والصين في شهادته أمام مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل.
وحول المناقشات مع المعارضة السورية، رفض فوزي الإشارة إلى أسماء المعارضين السوريين الذين يتم التشاور والتفاوض معهم، وقال: «نحن نجري اتصالات مع المعارضة السورية بطرق مختلفة، الأكثر وضوحا هو ما يجريه السيد ناصر القدوة وفريق من مكتب أنان، والذي سيشارك في حضور مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في اسطنبول».
ورفض فوزي التعليق على استمرار الاشتباكات وأحداث العنف في سوريا بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان الحكومة السورية الموافقة على الخطة، والتي تتضمن بشكل واضح وقف العنف وسحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية، وقال «هذا السؤال يجب توجيهه إلى السوريين». يأتي ذلك في وقت وجه فيه الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة إلى قمة قادة دول «البريكس» في العاصمة الهندية نيودلهي، وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن الأسد أعرب فيها عن تقدير سوريا لمواقف قادة المجموعة في تعزيز مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وإرساء العمل الدولي متعدد الأطراف بديلا لسياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتطلع إلى مزيد من التعاون نحو بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على قيم العلاقات الديمقراطية بين الدول.
وعرض الأسد «عوامل الأزمة التي تتعرض لها سوريا وارتباطاتها الإقليمية والدولية والخطوات التي اتخذتها الدولة للتعامل معها واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر إصدار سلة قوانين توجت باعتماد دستور جديد للبلاد يحقق حرية العمل السياسي والتعددية السياسية ومبادئ العمل الديمقراطي»، مشيرا إلى أنه «على الرغم من ذلك تم تأجيج الأوضاع في سوريا بفعل الحملات الإعلامية المضللة واستمرار عمليات الاغتيالات والإرهاب المدعومة من قوى لجأت إلى تقديم السلاح والدعم المالي للمتطرفين وحاولت استخدام المنابر الدولية لاستصدار قرارات لا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة، وتحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يجري».
وأوضح الأسد أن «سوريا، وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها السيد كوفي أنان كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا، وتؤكد أنها لن توفر جهدا في إنجاح هذه المهمة التي تأمل أن تسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد»، معربا عن أمله «في أن يتعامل أنان بشكل شمولي مع عناصر الأزمة، لا سيما الدولية منها والإقليمية».
وأكد الأسد أنه «لا بد لإنجاح مهمة أنان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا، خاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا»، موضحا أنه «مقابل الالتزام الرسمي بإنجاح مهمة أنان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الأطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة، وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها إلى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص».
وأشار الأسد إلى «ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فورا، بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا». ولفت الأسد إلى أن «سوريا تعتزم خلال فترة قصيرة جدا البدء بحوار وطني، تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن واستقرار البلاد»، معربا عن أمله في «أن تقدم دول (بريكس) كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف، وأن سوريا ترحب بالجهود التي تبذلها بعض دول المجموعة في هذا الإطار».
وأوضح الأسد أن «سوريا أعلمت أنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها»، داعيا إلى «إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال إلى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك، كي لا تستغل المجموعات المسلحة أجواء تنفيذ الحكومة لالتزاماتها، كما حدث أثناء التزام سوريا التام بتطبيق خطة العمل العربية التي أفشلتها الجامعة العربية، بعد أن صدر تقرير بعثة المراقبين العرب وأثبت وجود عناصر إرهابية مسلحة مسؤولة عن العنف والقتل في سوريا».
وفي غضون ذلك، جدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تأكيده مناهضة أي تدخل عسكري ضد سوريا، مشيرا إلى اتفاقه في الرأي مع نظرائه رؤساء الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا حول ضرورة اعتماد الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، بوصفه السبيل الوحيد الأنسب للخروج من المأزق الراهن هناك. وطالب ميدفيديف في ختام اجتماعات مجموعة «بريكس» التي تضم البلدان الـ5، والتي جرت في نيودلهي أمس، بسرعة تقديم أوجه العون والدعم الإنساني للشعب السوري ومساعدة الأطراف المعنية للجلوس إلى طاولة الحوار والعمل من أجل الحيلولة دون أي تدخل خارجي، مشيرا إلى «أهمية عدم السماح بتدخل خارجي في الشؤون السورية، وإفساح المجال أمام الحكومة من جانب والمعارضة من الجانب الآخر للدخول في حوار، وعدم إفشاله»، فيما أكد أن «القول بأن الحوار فاشل، وإنه لا يمكن إعادة الأمور إلى طبيعتها إلا من خلال الوسائل العسكرية، فإن ذلك يعبر عن موقف قصير النظر مفعم بكل أشكال الخطر». وأضاف: «نحن سنعمل على إنجاح هذا الحوار».
ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ: «إننا متفقون على أن الحل في سوريا (وإيران) لا يمكن إيجاده إلا عبر الحوار». وأعربت الدول الخمس في «بيان نيودلهي» الذي اتفقت عليه أمس (الخميس) عن «قلقها العميق من الوضع في سوريا» ودعت «إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد».. لكن الدول الخمس أجمعت على دعم خطة الموفد الدولي كوفي أنان لتسوية الأزمة السورية. إلى ذلك، كان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس قد أكد في تصريحات للصحافيين على موقف بلاده من ضرورة رحيل الأسد، وقال «توجد الآن قاعدة أساسية للمناقشة مع روسيا والصين لما يمكن القيام به لدعم مهمة أنان، وأعتقد أننا نشعر أننا أحرزنا تقدما فيما يتعلق بسوريا. يوجد الآن إطار للتعاون من خلال مبادرة أنان التي توفر إطارا لوقف العنف والبدء في توصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري والشروع في مرحلة انتقالية». وشدد رودس على ضرورة تنحي الأسد، وقال: «مرة أخرى نعتقد أن القيام بعملية انتقال يجب أن تنطوي على مغادرة الأسد للسلطة». وقال مايكل أوهانلون الخبير العسكري في معهد بروكنغز «إن التركيز على خطة أنان من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي ليتم وضعها موضع التنفيذ تبتعد عن المطالب لإجبار الأسد على التنحي عن السلطة، ويبدو أن وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم في بغداد ما زالوا منقسمين حول كيفية تنفيذ خطة أنان ودور المشاركة الخارجية في الأزمة السورية».
وأوضح أوهانلون أن نهج إدارة الرئيس أوباما في تناوله للأزمة السورية مستمر في أن يكون نهجا حذرا وبطيء الحركة، وقال: «يبدو البيت الأبيض أكثر قلقا بسبب المخاوف من الدفع لتدخل عسكري في سوريا يمكن أن يدخل الولايات المتحدة في صراع آخر في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدا أن قدرة الأسد على إحداث نقطة تحول وإحراز تقدم ضد المتمردين، تعني أن لديه فرصة جيدة للاستمرار في الحكم. فيما أشار جو هوليداي الخبير الأمني في معهد دراسات الحرب بواشنطن إلى أن «الولايات المتحدة تحاول إيجاد وسيلة لمساعدة السوريين باستخدام العقوبات ضد الحكومة السورية، وتقديم الدعم المعنوي للمعارضة، لكن هناك توازن بين ضبط النفس وتحقيق النتيجة المرجوة، وهي رحيل الأسد».
قوى المعارضة السورية تصف القمة العربية بـ«الفاشلة»
المالح: الموقفان السعودي والقطري هما الأفضل عربيا
بيروت: بولا أسطيح
قابلت قوى المعارضة السورية قرارات القمة العربية بالكثير من خيبة الأمل؛ واصفة القمة والقرارات الصادرة عنها بـ«الفاشلة»، ومطالبة بخطوات فاعلة وسريعة لإغاثة الشعب والمدن السورية. وبينما شدّد المعارض السوري المنشق حديثا عن المجلس الوطني هيثم المالح على أنّه «لم يعد ينفع مع نظام الأسد إلا منطق القوة»، وصف القمة العربية وقراراتها ومهمة المبعوث الدولي كوفي أنان بـ«الفاشلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نكن نتوقع شيئا من هذه القمة لأننا شهدنا ما خرجت به القمم السابقة وما خرجت به اجتماعات وزراء الخارجية العرب.. قرارات وقرارات فيما العصابة الحاكمة في سوريا تعيش في عالم آخر.. عالم الجريمة». واعتبر المالح أنه «لا الجامعة العربية ولا القمم الرئاسية، ولا حتى أنان، يقدرون على وقف سفك دم الشعب السوري»، مشددا على أن «السبيل الوحيد للحد من المأساة السورية هو تسليح الجيش السوري الحر وكسر النظام بالقوة»، وقال: «كلنا يتذكر حديث وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس إلى مجلة (دير شبيغل)؛ والذي قال فيه إن نظام الأسد أخذ الحكم بالقوة ولن يتركه إلا بالقوة، وبالتالي لا إمكانية لحل سياسي مع من يفكرون بهذه العقلية».
وتساءل المالح «كيف يجرؤ بعض العرب على إعطاء شرعية للأسد الفاقد الشرعية أصلا؟ وكيف يعطونه مزيدا من الدعم لقتل شعبه؟»، وأضاف: «على كوفي أنان أن يفهم أنه لا إمكانية للحوار مع هذا المجرم، لأنّه أصلا يرفض منطق الحوار.. فهو حين قال لأنان إن القتل لن يتوقف حتى تنسحب العصابات المسلحة من الشارع – أي بمعنى انسحاب الشعب السوري الثائر – كان واضحا تماما أنه لا إمكانية لوقف آلة القتل».
وفيما أثنى المالح على الموقفين السعودي والقطري، معتبرا أنّهما «الأفضل بالتعامل مع الملف السوري»، قال: «لا خيار إلا القوة والسلاح لمواجهة الأسد، لأن هذا – للأسف – ما يريده الذي يحكم البلد». بدوره، أشار عضو المجلس الوطني محمد سرميني إلى أن «المجلس كما قوى المعارضة ككل كانت تنتظر قرارات فعلية من القمة العربية، لأن ما يجري على الأرض من مجازر يتطلب تحركا وقرارات سريعة وفاعلة»، معتبرا أن «الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جاءت مخيبة للآمال إلى حد بعيد، خاصة حين دعا لعدم تسليح الجيش الحر وكأنّه يعطي الضوء الأخضر لعصابات الأسد لاقتراف المزيد من المجازر والإمعان في عمليات القتل».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، رأى سرميني أن «كل الكلمات التي ألقاها القادة العرب جاءت دون المستوى، وكأن سراقب وقلعة المضيق لا تشهدان كما باقي المناطق السورية حرب إبادة».
وتطرق سرميني لكلمة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والذي أكد رفض بلاده التدخل العسكري وتسليح أي فريق في سوريا، فقال سرميني: «الكل يعلم أن معطيات الثورة التونسية كانت مختلفة وبشكل جذري عن الثورة السورية، التي تواجه بأبشع ما قد يتصوره العقل البشري من مجازر وجرائم ضد الإنسانية وعمليات تهجير قسري..».
إلى ذلك، أثنى سرميني بدوره على الموقفين السعودي والقطري، قائلا: «لا نعلم إذا كانت مقاطعة الملك السعودي والأمير القطري للقمة من منطلق موقفهما الرافض لمواقف حكومة المالكي التي تساند النظام السوري، ولكننا نجزم بأن المملكة العربية السعودية ودولة قطر تبقيان الداعم الأساسي للثورة السورية».
التحركات الدبلوماسية تزيد من الضغط على الأسد
تكهنات حول احتمال تقليص أصدقائه الإيرانيين دعمهم له
نيويورك: ريك غلادستون*
يقول محللون إنه في الوقت الذي تدخل فيه بلاده في ما يشبه حربا أهليا طائفية، يحاول الرئيس السوري بشار الأسد إبراز نفسه كزعيم شعبي واثق من نفسه وعلى وشك الانتصار، وإنه ربما يحاول استعارة دروس مستقاة من حليفه الإقليمي الوحيد المتبقي، إيران، في كيفية مقاومة الضغوط الخارجية في وقت الأزمات. وعلى الرغم من ذلك، تضيف التحركات الدبلوماسية الدولية المكثفة، مثل الاجتماع الذي عقده أعداؤه المنقسمون في تركيا المجاورة وبعض التكهنات حول احتمالية قيام أصدقائه الإيرانيين بتقليص دعمهم له، تحديات جديدة بالنسبة للأسد، أحد أطول الحكام المستبدين بقاء في السلطة في العالم العربي. طالب السكرتير العام للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي بضرورة التزام الأسد الفوري بمقترح وقف إطلاق النار المؤلف من ست نقاط والذي وافقت عليه حكومته في اليوم السابق، بينما يتهم كبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومة السورية بتعذيب الأطفال. وافق المجلس الوطني السوري، وهو المنظمة الأم التي تضم السوريين المنفيين المناهضين للأسد والتي تعاني من الخلافات الداخلية، على محاولة توسيع وإعادة تنظيم نفسها لتشكيل جبهة موحدة. ربما تكون الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لإيران، عقب اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر في كوريا الجنوبية، أكثر الأخبار المثيرة للاهتمام، حيث تجمع أردوغان علاقات طيبة مع أوباما والقادة الإيرانيين. ويعد أردوغان أيضا أحد أبرز المعارضين للأسد، حيث يقف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، وضد إيران، في مسألة شرعية الرئيس السوري منذ أن بدأ الأسد في استخدام القسوة في قمع الانتفاضة الدائرة في سوريا منذ عام، والتي تتخذ مناحي طائفية على نحو متزايد. نفى المسؤولون أن يكون أردوغان قد حمل معه رسالة من أوباما لإيران، بينما زادت زيارة الزعيم التركي من التوقعات بأن إيران ربما تسعى لتنأى بنفسها عن الأسد، على الرغم من تأييدها العلني له. ويتمثل أحد الاحتمالات في قيام إيران بتغيير موقفها تجاه سوريا لتقديم بعض التنازلات بخصوص القضية المهمة الأخرى التي تواجه قيادتها، وهي الخلاف النووي مع الغرب. يقول بروس جنتلسون، أستاذ السياسة العامة والعلوم السياسية في جامعة ديوك والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية «يمكنك أن تتخيل اتفاقا يقول بموجبه الإيرانيون: لن ندعم الأسد في مقابل عقد صفقة حول موضوع الأسلحة النووية». ويقول رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، لقد أصبح «دعم الأسد أكثر صعوبة بالنسبة لإيران». وفي إشارة للتحركات المتزايدة بشأن الملف النووي، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الأربعاء أن يوم الثالث عشر من أبريل (نيسان) سوف يشهد استئناف المفاوضات (التي تم تأجيلها لفترة طويلة) الخاصة بأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية المثيرة للجدل. وأضاف صالحي، الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية في الجمهورية الإسلامية تصريحاته، أن طهران دعمت خطة السلام الخاصة بسوريا التي وضعها كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وقبلها الأسد رسميا يوم الثلاثاء. يذكر أن البيان الإيراني أشار إلى أن طهران قد تزيد من الضغط على الأسد للالتزام بتلك الخطة، والتي تضع إطارا لوقف إطلاق النار لا ينطوي على مغادرته للسلطة. ويقول محللون إنه من المحتمل أن يكون الأسد والقادة الإيرانيون يتبعون استراتيجية استخدمتها إيران بنجاح كبير قبل ذلك، وهي التعهد بالالتزام بالأساليب الدبلوماسية كوسيلة لكسب الوقت. وكانت هناك بعض الأدلة على أن الأسد ينتهج الاستراتيجية نفسها يوم الأربعاء، وذلك طبقا لمزاعم من قبل المعارضة السورية لم يتم التحقق من صحتها حول استمرار الهجمات العسكرية في شتى أنحاء البلاد. قال زيادة «هذا هو سبب عدم ثقتنا في قيام الأسد بتنفيذ خطة أنان». وأشار آخرون إلى أن الأسد ربما يكون مقتنعا بأنه في طريقه لتحقيق النصر، وهو الأمر الذي قد يفسر سبب قيامه بزيارة متلفزة إلى مدينة حمص المدمرة، وهي حصن للثوار، في اليوم نفسه الذي وافق فيه على مقترح عنان. يقول جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما «ليس لدى الأسد شيء ليخسره إذا اتبع هذه الطريقة، وأنا واثق من أن إيران تشجعه على القيام بذلك. لكنني أعتقد، في الوقت نفسه، أن الأسد مؤمن بأنه الآن في مرحلة الانتهاء من هذه الأزمة».
* أسهم في كتابة هذا التقرير آلان كويل من لندن وآن برنارد من منطقة القاع في لبنان وهويدا سعد وهالة دروبي من بيروت بلبنان وآرتين أفخمي من بوسطن
* خدمة «نيويورك تايمز»
قمة بغداد تدعو الأسد إلى وقف القمع.. وتعتبر مجزرة بابا عمرو «ضد الإنسانية»
الزعماء العرب تبنوا خطة أنان وطالبوا الرئيس السوري بإعادة الجيش إلى ثكناته * السلام العادل والشامل مفتاح الحل للقضية الفلسطينية
بغداد: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة وحمزة مصطفى
في غياب زعماء مؤثرين، عقدت في بغداد أمس أول قمة عربية منذ 22 عاما، تزامن انطلاق أعمالها مع وقوع انفجار قرب السفارة الإيرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء حيث تعقد القمة في دورتها العادية الثالثة والعشرين.
وأصدرت القمة، التي شارك فيها 9 زعماء عرب بالإضافة إلى الرئيس العراقي جلال طالباني، إعلان بغداد، و9 قرارات، حاز فيها الملف السوري على الأولوية القصوى. وأيد الزعماء العرب خطة السلام التي تتبناها الأمم المتحدة، وحثوا الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ظل موقع بلاده في القمة شاغرا، على العمل سريعا على تنفيذ الخطة التي تعرف باسم خطة كوفي أنان المبعوث الدولي إلى سوريا، كما دعوا إلى إطلاق حوار بين السلطات السورية والمعارضة، التي طالبوها بتوحيد صفوفها، بحسب ما جاء في القرار الخاص بسوريا. واعتبر القادة العرب في القرار الذي حظي بإجماع المشاركين وحصلت «الشرق الأوسط» على نصه، «مجزرة بابا عمرو المقترفة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين، جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية».
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، افتتح أعمال القمة، باعتبار أن بلاده استضافت القمة السابقة في سرت عام 2010، وقام بتسليم العراق رئاسة الدورة الـ23. وفور بدء عبد الجليل الحديث، هز بغداد انفجار قوي وقع قرب السفارة الإيرانية، سمع دويه من على بعد عدة كيلومترات. وقال مسؤول في الشرطة العراقية إن الانفجار نجم عن «قذيفة هاون سقطت قرب السفارة». وأضاف «ليس هناك ضحايا. بعض نوافذ السفارة أصيبت بأضرار».
وحضر القمة تسعة زعماء عرب بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يقوم بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت إبان نظام صدام حسين عام 1990. وقال أمير الكويت في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن العراق «يعود إلى دوره المعهود في العمل العربي المشترك»، مضيفا «نسعى مع الشعب العراقي لتجاوز الآلام والجراح». من جهته قال الرئيس العراقي جلال طالباني، وهو أول رئيس كردي يقود اجتماعات القمة، إن «غياب سوريا عن هذه القمة لا يقلل من اهتمامنا بما يحدث في هذا البلد الشقيق». وأضاف «نجدد دعوتنا لإيجاد سبيل سلمي بما يضمن تلبية تطلعات الشعب دون تدخل أجنبي»، مشددا على تأييد «إرادة الشعب السوري في اختيار نظام الحكم من دون تدخل أجنبي».
وبدوره، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الزعماء العرب من أن تسليح طرفي الأزمة السورية سيؤدي إلى «حروب إقليمية ودولية بالإنابة في سوريا». وقال المالكي إن «خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالإنابة إقليمية ودولية على الساحة السورية». وأضاف أن «هذا الخيار سيجهز الأرضية المناسبة للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا مما يؤدي إلى انتهاك سيادة دولة عربية شقيقة». واعتبر أن «المسؤولية التاريخية والأخلاقية تحتم علينا جميعا العمل على تطويق أعمال العنف ومحاصرة النار المشتعلة في سوريا والضغط على طرفي الصراع وصولا إلى الحوار الوطني الذي نعتقد أنه الخيار الأسلم لحل الأزمة». ودعا إلى «مفاوضات برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة» في سوريا. في موازاة ذلك، حذر المالكي من إمكانية أن يحصل تنظيم القاعدة على «أوكار جديدة» في دول عربية تشهد تغييرات. وقال «أكثر ما نخشاه أن تحصل (القاعدة) على أوكار جديدة بعد هزيمتها في العراق في الدول العربية التي تشهد تحولات مهمة، لكنها ما زالت في طور بناء مؤسساتها» الأمنية والسياسية. وحذر أيضا من إمكانية أن «تركب (القاعدة) موجة الانتفاضات العربية».
في مقابل ذلك، يغيب عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، علما أن سوريا لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها. واكتفت كل من السعودية وقطر بإرسال مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحافية إن مستوى التمثيل هذا يشكل «رسالة للعراق»، في إشارة محتملة إلى الموقف من الأزمة السورية. وأضاف أن «العراق دولة مهمة للعالم العربي، ولكننا لا نتفق مع كل ما يتم من سياسة في العراق ضد فئة معينة».
وطالب القادة في البيان الختامي الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير المنشود والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث. ودعا القادة العرب في ختام القمة الرئيس السوري إلى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير. وأكد القادة على موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري. وأدان القادة العرب الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، واعتبروا مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب، وحذروا من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى بسوريا. ودعا القادة العرب المعارضة السورية بكافة أطيافها إلى توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري. وحمل القادة العرب مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سوريا.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية وفيما يخص مبادرة السلام العربية، أكد القادة العرب مجددا على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل وحتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا إلى مبادرة السلام العربية.
وعبر القادة العرب عن رفضهم كافة أشكال التوطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت (2002) وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعياتها ذات الصلة. كما أكد القادة العرب على أن دولة فلسطين شريك كامل في عملية السلام، داعين إلى ضرورة استمرار دعم منظمة التحرير الفلسطينية في مطالبتها لإسرائيل بالوقف الكامل للاستيطان.
أمير الكويت: الحل السلمي ضروري لتجنب الحرب الأهلية في سوريا
الرئيس التونسي يطالب بقوات عربية في سوريا.. وتنحي الأسد
بغداد: سوسن أبو حسين
وصف الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، العلاقات مع العراق بـ«الجيدة»، وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أثناء مغادرته قاعة بغداد، أمس، إن القمة نجحت أمنيا، وأشاد بما قامت به الأجهزة الأمنية. ودعا الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، خلال القمة، إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، كما شدد على أهمية الحل السلمي للأزمة السورية لتجنب الانزلاق في أتون الحرب الأهلية. وقال إن إطالة أمد الأزمة سوف تعقد الأمور. ودعا الدول دائمة العضوية للاضطلاع بمسؤولياتها وتوحيد مواقفها لحل الأزمة.
أما الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، فقد طالب بمناقشة الموضوع السوري، وشدد على الحل التوافقي، في إطار مهمة كوفي أنان، كما طالب بوقف إطلاق النار. أما الرئيس التونسي الدكتور منصف المرزوقي، فقد دعا لإرسال قوات عربية لمساعدة الحكومة الانتقالية السورية المقبلة، ورفض التدخل العسكري في سوريا، من منطلق الخوف من إدخال المنطقة في صراع طائفي، لكنه قال إن حل الأزمة يكمن في تنحي الأسد. ورفض المرزوقي تسليح أي طرف في الأزمة، خاصة المعارضة، لأنه يؤدي إلى حرب أهلية.
كما دعا إلى تكثيف الضغط السياسي على النظام، واختيار الحل اليمني، ونقل السلطة لنائب الرئيس. كما تحدث وزراء خارجية مصر واليمن والمغرب عن الحل السوري تحت مظلة الجامعة العربية، ووفق خطة الحل العربي وجهود المبعوث المشترك كوفي أنان. وأكد أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، على أهمية دعم المبادرة العربية، ومطالبة سوريا بالتجاوب مع النقاط الست وتنفيذها.
الأسد يلغم موافقته على خطة أنان بـ”ملاحظات”
واشنطن تعتبر التصريح “مخيباً للآمال” وباريس ترفض “المراوغات”
على وقع القمم من بغداد الى نيودلهي وبين الحراك الديبلوماسي في طهران واسطنبول، شاء الرئيس السوري بشار الأسد أن يلغم خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، المتوافق عليها دولياً، بما قال إنها موافقة مع “ملاحظات”.
وفيما كان قادة العرب يفتتحون قمتهم الـ23 في بغداد، وجه الأسد رسالة الى قادة دول “البريكس” (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب افريقيا) الذين عقدوا قمة في نيودلهي قال فيها إن “سوريا وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها كوفي أنان كممثل خاص للأمم المتحدة إلى سوريا”. أضاف أن دمشق “أعلمت أنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظات حولها”، داعياً الى “إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال الى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك”.
وأوضحت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الأسد أشار في رسالته “إلى ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فوراً بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا”.
وتدعو خطة أنان الى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين الى المناطق المتضررة من أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث.
ورداً على إعلان الأسد، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه “غداة موافقة نظام دمشق المزعومة على خطة كوفي أنان، نلاحظ أن القمع أسفر مجدداً عن سقوط العشرات من الضحايا أول من أمس (الاربعاء) وأن النظام ما زال يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين”. وأضاف في بيان خطي إن “المجتمع الدولي لن يرضى بالمراوغات”، لافتاً الى أنه “بفضل جهود الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المشتركة، عرض الموفد الخاص الى سوريا كوفي أنان اقتراحات تقوم على خطة الجامعة العربية لإنهاء أعمال العنف وفتح مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا”.
واشنطن انتقدت تصريحات الأسد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين: “الامر ليس مفاجئاً، لكنه محبط ومخيب للامال”. وحض مجدداً الاسد على وقف العنف “باسرع ما يمكن”، مؤكداً ان القوات الحكومية السورية لم تفعل شيئاً للالتزام بخطة انان في الايام الثلاثة بعد موافقتها عليها. وأضاف: “لم نر شيئاً ميدانياً على الاطلاق يشير الى تلبيتهم دعوة (الخطة) من اجل عودة المدفعية السورية والاسلحة الثقيلة الى الثكنات ووقف اطلاق النار بما يسمح بوصول المساعدات الانسانية”. واوضح “كنا واضحين جداً باننا نريد وقفاً لاطلاق النار. نريد ان نرى وقفاً للعنف في اسرع ما يمكن كي نتمكن من ايصال المساعدة الانسانية للشعب السوري المحاصر”.
وإذا كانت القمة العربية قد أكدت احترام إرادة الشعب السوري في اختيار نظام حكمه، فإن دول مجموعة “بريكس” أكدت على أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمة السورية، داعية في الوقت نفسه إلى وقف فوري للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، ورحبت بجهود الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المشتركة في هذا السبيل.
يأتي ذلك فيما يستعد أنان لتقديم تقرير الاثنين المقبل إلى مجلس الأمن يتضمن نتائج جولته على موسكو وبكين، مفضلاً إرسال نائبه الفلسطيني ناصر القدوة لتمثيله في قمة بغداد أمس، ومؤتمر “أصدقاء سوريا” غداً وبعد غد الأحد في اسطنبول.
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي، ا ش ا)
خطة أنان..تخوّف من استعادة تجربة المبادرة العربية
ثريا شاهين
يدعم المجتمع الدولي خطة الموفد الدولي والعربي لحل الازمة في سوريا كوفي أنان. ومع الترحيب الاميركي بالموقف السوري الرسمي من الخطة شرط تطابق الاقوال مع الافعال، لا تزال واشنطن تعمل لافكار معينة في المجال السوري، بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، لكن نتيجة هذا العمل غير معروفة في التوقيت. الا ان الوضع بالنسبة الى الاميركيين هو في الملعب الروسي، وثمة تعويل على ان موسكو ستماشي واشنطن في الملف السوري في وقت من الاوقات.
روسيا حتى الآن لم تغير موقفها، ولو سمحت باستصدار بيان رئاسي عن مجلس الامن يدعم خطة انان المؤلفة من النقاط الست. وبالتالي، لا يزال سابقا لاوانه، الحديث عن امكان تغيير في الموقف الروسي. تم دعم البيان من جانب روسيا، لانه من الصعب امامها عدم دعم مهمة انان نظراً الى الاحراج الدولي الذي تواجهه وعدم قدرتها على الاستمرار في دعم النظام السوري حتى النهاية، لكن هذا الدعم ليس الى درجة التحول الذي يجعل موسكو توافق على فرض عقوبات في مجلس الامن، ولم يتم التوصل الى هذه المرحلة. والتغيير ليس جذرياً. ودعم مهمة انان بالنسبة الى روسيا، يعني بصورة غير مباشرة، اعطاء وقت اطول للرئيس السوري بشار الاسد. هذا لا يعد تحولاً، انما ليس هناك من خيارات اخرى، في الوقت الذي لم تتمكن الدول الكبرى في مجلس الامن من استصدار قرار حول سوريا.
والموافقة السورية على خطة انان، جاءت بعد تمن روسي وصيني يصب في هذا الاتجاه، فسّرته المصادر بأنه ضغط قوي للقبول بذلك. واذا ما وجد انان حاجة، في سياق مهمته، فسيعود الى مجلس الامن لعرض ما يواجهه من معوقات. وفي كل الاحوال سيعود الى المجلس.
المسؤولون الروس يقولون، بحسب المصادر، ان الغرب يتراجع في الملف السوري وليس روسيا، المهم الآن كيف ستنفذ الخطة. هناك تخوف غربي من ان تواجه خطة انان ما واجهته سابقاً المبادرة العربية حول سوريا، والتي وافقت دمشق عليها. من غير الواضح بعد ما اذا كان للنظام مصلحة في السير بالخطة فعلياً. وفي هذا الوقت من غير الواضح ايضاً ما اذا كان القتل سيستمر، لانه اذا كان النظام سيسير في الخطة، فهناك مفاوضات طويلة الامد، للتوصل الى الحوار المنصوص عنه في الخطة. واذا واجهت الخطة عراقيل، فهناك اسئلة مطروحة، بالنسبة الى وقف انان محاولته او انه سيعتبر نفسه حقق شيئاً ما.
روسيا المحرجة دولياً، لا تستطيع الا ان تدعم خطته. انها تريد وفقاً للمصادر، تقدماً ما، لانها في النهاية تتعرض لضغوط دولية بدورها، ودعمها لخطة انان يخفف عنها الضغط لمرحلة ما على الاقل. وفشل الخطة يعرضها في الوقت عينه للضغوط. وكان انان ولا يزال يحتاج الى الدعم لخطته، ليس فقط من الدول التي تقف ضد النظام وتؤيد المعارضة، انما ايضاً من الدول التي تدعم النظام، لان دعمها يكون مفيداً اكثر لمبادرته.
ولفت المصادر، موقف الخارجية السورية، الذي اوضح ان سوريا لن تلتزم بأي خطوة عربية تتخذها قمة بغداد في شأن وضعها. وعزت ذلك الى ان لدى النظام من يحميه على المستوى الدولي حيث قبل بخطة انان، في حين ان ليس لديه حماية فاعلة على المستوى العربي، وان الدول العربية التي تقف الى جانبه مثل لبنان والعراق والسودان في ظل الموقف الموحد للخليج لا تفيده في شيء.
ودعم روسيا لخطة انان لا ينطوي على رسالة موجهة للنظام فقط، حيث كلمة روسيا مسموعة وهي ترغب في المضي قدماً بتنفيذ الخطة، انما ايضاً رسالة موجهة للغرب ولكل الاطراف ذات الاهتمام بالشأن السوري. وروسيا وافقت على البيان الرئاسي، وهي حتى يمكنها ان تكون الى جانب قرار دولي شرط ان يتضمن النقاط الست لخطة انان على اساس انها موضوعية وقابلة لأن تكون اساساً للعمل في المرحلة الحاضرة. ويهم الروس حصول وقف النار، مع نوع من الحل او بداية مسار حل يفضي في النتيجة الى حل سلمي للازمة.
وتشير مصادر قريبة من موسكو، الى ان هناك تفهماً روسياً للموقف اللبناني والآلية اللبنانية الرسمية في التعامل مع الشأن السوري، وان الدولة اللبنانية تدرك تماماً اي وسيلة تستعملها للتعبير عن موقفها، الامر الذي جعل روسيا تتفهمه وتتقبله. وهناك تفهم لوضع لبنان وظروفه.
كلينتون تبدأ اليوم جولتها من الرياض في محاولة لإنهاء القمع في سوريا
تبدأ اليوم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من المملكة العربية السعودية جولتها لزيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد ليوقف حملة القمع المستمرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل اكثر من عام.
وفي المرحلة الاولى، ستجري كلينتون محادثات اليوم (الجمعة) وغدا (السبت) في الرياض مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية اخرى قبل ان تشارك في مؤتمر “اصدقاء سوريا” في اسطنبول الاحد المقبل.
وفي الرياض، ستلتقي كلينتون التي تقوم بجولتها الثانية هذا الشهر، مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل ووزراء من الكويت والبحرين وقطر الامارات وسلطنة عمان.
وسيكون هذا ثاني مؤتمر لـ”اصدقاء سوريا” بعد مؤتمر اول شاركت فيه كلينتون ايضا في مطلع شباط (فبراير) في تونس وتم تنظيمه كرد على فشل الغرب في كسب تاييد روسيا والصين للتصويت على قرار يدين سوريا في مجلس الامن الدولي.
وقال مساعدو كلينتون انها ستتباحث في سبل حمل الاسد على الالتزام بخطة جديدة طرحها موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان من اجل وقف اعمال القمع، وستدرس امكان فرض عقوبات اضافية على نظامه وطرق مساعدة المعارضة التي تشارك في مؤتمر اسطنبول.
وكانت كلينتون اعربت الثلاثاء الماضي عن شكوكها حول اعلان الاسد موافقته على خطة انان المؤلفة من ست نقاط.
وصرحت كلينتون “بالنظر الى تاريخ الاسد المعروف بالتعهد باكثر مما ينفذ فعليا، فلا بد من ان يقترن هذا الالتزام بافعال فورية”. اضافت “سنحكم على مدى صدق الاسد وجديته بناء على افعاله وليس على اقواله”.
وتدعو خطة انان الى الالتزام بوقف جميع اعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الاسلحة الثقيلة وتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح باحضار المساعدات وضمان حرية الحركة للصحافيين في جميع انحاء البلاد والالتزام بالعمل مع انان من اجل عملية سياسية شاملة تقودها سوريا والسماح بالتظاهر والافراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيا. واول من امس، انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاسد لعدم وفائه بعهوده وقالت ان “استمرار عمليات الاعتقال والعنف لا يشكل اشارة جيدة”. اضافت “سنواصل التباحث حول ما يمكن ان نقوم به لجهة العقوبات وتشديد الضغوط على النظام”، في اشارة الى مؤتمر اسطنبول. وتابعت “من الواضح اننا سنتشاور حول سبل دعم انان خصوصا لجهة ضمان تطبيق الاسد لالتزامه”.
واشارت نولاند الى ان الوفد الاميركي سيتباحث ايضا في سبل ايصال مساعدات انسانية الى الشعب السوري في وقت تقدر الامم المتحدة ان حصيلة ضحايا العنف تجاوزت تسعة الاف شخص خلال عام، وفي كيفية تعزيز الوحدة بين صفوف المعارضة.
وقالت كلينتون اول من امس ان الولايات المتحدة ستحض المعارضة “بشكل كبير” لتقديم “رؤية موحدة” في اسطنبول تضمن حقوق كل افراد الشعب السوري.
وتريد واشنطن ان تمثل المعارضة بشكل كامل كل طوائف المجتمع السوري من سنة ومسيحيين واكراد ودروز وتركمان وعلويين. ودعت كل من السعودية وقطر الى تسليح المعارضة بما فيها “الجيش السوري الحر” الذي يضم منشقين عن قوات النظام.
وبعد ان كانت الولايات المتحدة تتعهد في البدء دعم المعارضة السلمية، اتفقت أخيرا مع تركيا على ارسال مساعدات “غير عسكرية” الى المعارضين السوريين تشمل معدات اتصال. وتتردد واشنطن حول كيفية التعاطي مع المعارضة السورية وسط مخاوف من ان تقوم بتسليح اصوليين اسلاميين.
(ا ف ب)
“المجلس الوطني السوري” يتوقع من مؤتمر اسطنبول إجراءات عملية
اعلن الناطق باسم “المجلس الوطني السوري” جورج صبرة “أن المجلس يتوقع من مؤتمر اصدقاء الشعب السوري اجراءات عملية إلى جانب الشعب السوري ومواقف أعلى”.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مدينة اسطنبول التركية في الأول من شهر نيسان (أبريل) المقبل، لمناقشة سبل مساعدة المعارضة السورية.
وفي تصريحات لوكالة “آكي” الايطالية للأنباء، أوضح صبرة “لا نستطيع أن نتخيل أن لقاء اسطنبول سيكون نسخة ثانية مما جرى في تونس، واذا حصل ذلك، فهذا يعني أن مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري لا تفعل شيئاً سوى أنها تكرر نفسها وبالتالي ستواجه هذه المؤتمرات بخيبة أمل كبيرة في صفوف السوريين” .
وشدد صبرة على أن المجلس الوطني يترقب “مواقف أعلى وأشد، وليس دعماً كلامياً وإشادة لفظية، ومناشدات وبيانات شجب لما يرتكبه النظام من أفعال”، متوقعا من “المؤتمر اجراءات على الارض تؤازر الشعب السوري وثورته، وتدعم الجيش السوري الذي يدافع عن سلمية الثورة وتحاصر نظام القتل وتمنعه من الاستمرار في ارتكاب جرائمه التي صنفت على المستوى العالمي بأنها جرائم ضد الإنسانية”.
وفيما يتعلق بالعنف الدائر في البلاد، لفت صبرة إلى أن “استمرار النظام السوري في هذه الاعمال لا يحمل مخاطر على سوريا والسوريين وحسب، بل الكثير من المخاطر على دول المنطقة وعلى الامن والسلام في العالم” .
وحول ورقة عمل المجلس الوطني إلى المؤتمر، قال الناطق باسمه: “أنها ستحتوي على التصور لمستقبل البلاد”. أضاف “سوف تعبر عن رؤية المجلس لسوريا المقبلة، أي كيف يرى سوريا الديموقراطية بكثير من التفاصيل”. والثلاثاء الماضي، عقدت فصائل المعارضة السورية اجتماعات خلال يوم واحد برعايةٍ تركيةٍ ـ قطرية، بالتعاون والتنسيق مع المجلس الوطني السوري، وحضرها مندوب عن الجامعة العربية، بمشاركة فعاليات وأحزاب ومنظمات تجاوز عددها الثلاثين، والحاضرون بلغوا أربعمئة شخصٍ تقريباً.
كما حضر اللقاء هيثم المالح وعبد الرزاق عيد ونجاتي طيارة وعقاب يحيى وعمار قربي وأحمد سمير التقي، وأسعد المصطفى (وزير زراعة سابق منشق) ونواف البشير وفرح الأتاسي والفنانة لويز عبد الكريم.
وافتُتِحَ اللقاء بالنشيد العربي السوري، وبكلمات: قطر وتركية والجامعة العربية.
وركز غليون في كلمته على دعم الجيش الحر، والدعم الإغاثي للشعب السوري.
وألقى حبيب صالح كلمةً قويةً وعاطفيةً حماسيةً مؤثِّرة، شنّ فيها هجوماً شديداً على إيران و”حزب الله”، وبالمقابل: كال المديح للإخوان المسلمين السوريين، واعتبرهم مرجعيته الإسلامية والوطنية.
وتوصلت فصائل المعارضة إلى “وثيقة العهد الوطني” التي تعد بمثابة تصور عام جامع لمرحلة ما بعد سقوط النظام ورؤية مشتركة لسوريا المستقبل، فيما رفضت كل من الكتلة الكردية في “المجلس الوطني” و”المنبر الديموقراطي” و”هيئة التنسيق” التوقيع عليه.
واتفق على تشكيل لجنةٍ من ممثلي الكتل السياسية، لبحث قضية توسيع المجلس الوطني، وإعادة هيكلته، ورفع كفاءته وسوية أدائه لاستيعاب فصائل اخرى للمعارضة. على أن تنهي أعمالها خلال ثلاثة أسابيع.
(“المستقبل”)
غليون ينفي نبأ تعيين أٍسامة المنجد مستشاراً له
نفى رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون امس نبأ تعيين أسامة المنجد مستشاراً له.
واصدر المجلس الوطني السوري بيانا جاء فيه “ان غليون ينفي نفياً قاطعاً أنه تم تعييّن أو تكليف السيد أسامة المنجد بمهمة مستشار رئيس المجلس أو مهمة إصدار بيانات أو تصريحات باسمه. اضاف البيان “إن مواقف وتصريحات رئيس المجلس الوطني السوري تصدر عنه شخصياً أو يتم التعبير عنها في بيانات رسمية”.
وتناقلت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تصريحات عن أسامة المنجد بوصفه مستشاراً لرئيس المجلس الوطني السوري.
(المجلس الوطني السوري)
“الكونغرس” يدرس تسليح المعارضة السورية
سيطر الجيش السوري على بلدة سراقب في إدلب بعد قصف مستمر لأربعة أيام، فيما تواصلت العمليات العسكرية للجيش والاشتباكات مع “الجيش الحر” وعمليات المداهمة في مناطق عدة من سوريا، ما أسفر عن مقتل 46 شخصاً، بينهم 14 مدنياً و8 عسكريين منهم ضابطان، وعنصر من الجيش الحر، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان . وأعلنت بريطانيا أنها ستزود المعارضة السورية بمعدات “غير فتاكة”، بينما طرح أمام مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار يرمي إلى إدانة العنف الذي يرتكبه نظام الأسد ويدعو لتزويد المعارضة السورية بالسلاح .
وأغلقت بلجيكا سفارتها في دمشق “على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية ورغبة في رفع مستويات الاحتجاج” ضد الحملة العنيفة التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة .
وجددت فرنسا دعوتها للنظام السوري إلى الإيفاء بالتزاماته حول خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، ووقف العنف . ودعت روسيا القمة العربية إلى العمل لوقف نزيف الدم في سوريا، فيما أعلن الأسد أن دمشق “تجاوبت” مع مهمة عنان و”لن توفر جهداً” في إنجاحها . ورأت واشنطن أن تصريحات الأسد مخيبة للآمال . في غضون ذلك، زار الأسد، بلدة القنوات في محافظة السويداء جنوبي البلاد، حيث قدّم التعازي إلى عائلة شيخ العقل الأول للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ أحمد سلمان الهجري . وانتهت، مساء الأربعاء، عمليات الترشح للانتخابات البرلمانية السورية التي ستقام في 7 مايو/ أيار المقبل . وبلغ عدد المرشحين في مختلف المحافظات السورية 7192 مرشحاً . وخلص خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي شاركوا في مهمة تقييم في سوريا إلى أن “أكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية”، على ما صرح .
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مهمة البعثة التي تمت بإشراف الحكومة السورية، انتهت في 26 مارس/ آذار وإن الخبراء تمكنوا كذلك من دخول “مناطق تسيطر عليها المعارضة” . لكنه أقر بأن الوصول إلى “بعض المناطق” لم يكن ممكنا “بسبب انعدام الأمن أو ضيق الوقت” .
والبعثة التي تضم ممثلين عن ثماني وكالات من الأمم المتحدة وثلاثة خبراء في منظمة المؤتمر الإسلامي وصلت في 16 مارس/ آذار إلى سوريا على أن تزور مناطق حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق .
وبحسب المتحدث، فإن بين السكان المطلوب إغاثتهم جرحى أو نازحين من جراء أعمال العنف، والأسر التي استضافتهم، إضافة إلى سوريين فقراء ازدادت حالتهم سوءا منذ عام بسبب الأزمة أو العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا . وهؤلاء الأشخاص بحاجة ماسة إلى الأغذية والأدوية والملجأ . وخلص المتحدث إلى أن “الوضع لن يعود إلى طبيعته قبل أشهر بل سنوات مهما كانت التطورات السياسية أو تطور الأوضاع الأمنية” في سوريا .
تظاهرات في مناطق سورية عدة غداة القمة في جمعة “خذلنا العرب والمسلمون”
بيروت- خرجت تظاهرات في مناطق سورية عدة الجمعة في ما اطلق عليه اسم جمعة “خذلنا العرب والمسلمون”، غداة القمة العربية في بغداد التي دعت النظام السوري والمعارضة الى الحوار
وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي.
وخرجت تظاهرات في حي القدم “نادت باعدام الاسد وتسليح الجيش الحر”، واشتبكت قوات الامن مع متظاهرين في حي الميدان والقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات، بحسب الدمشق
و،في حي العسالي “الذي يشهد انتشارا امنيا كبيرا وحصارا، اقيمت تظاهرة داخل المسجد حاصرها الامن واعتقل عددا من الاشخاص”، بحسب المصدر نفسه.
كما خرجت تظاهرات في احياء القابون والحجر الاسود وكفرسوسة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى “انتشار امني كبير في الاحياء التي تشهد تظاهرات”.
وفي ريف دمشق “خرجت تظاهرات من 12 مسجدا في مدينة دوما واجه الامن تظاهرتين منها باطلاق النار”، بحسب ما افاد عضو مجلس قيادة الثورة في دوما محمد السعيد.
واشار السعيد الى انتشار دبابات الجيش في بعض مناطق المدينة، واطلاق نار كثيف في شارع الجلاء لتفريق تظاهرة خرجت من المسجد الكبير.
ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها “صامدون حتى أخر نقطة دم”، و”سوريا تنزف”.
وفي دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة في مدينة القورية ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص.
وفي حلب (شمال)، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بخروج تظاهرات في المدينة لا سيما في احياء السكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والاشرفية “ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب باسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر و+يا الله ما ضل غيرك يا الله+ في اشارة الى تخلي العرب والمسلمين عن الشعب السوري”.
واضاف الحلبي ان معظم التظاهرات ووجهت باطلاق الرصاص لتفريقها.
وذكر الحلبي ان حي الصاخور “الذي يشهد عادة تظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض صباح اليوم لاقتحام سيارات الامن حيث نفذت حملة اعتقالات”.
وفي ريف حلب، اشار الحلبي الى خروج تظاهرات في عدد من مناطق الريف، لا سيما في مدينتي الباب وجرابلس.
وفي اعزاز التي شهدت اخيرا عمليات واسعة للقوات النظامية انتهت باقتحامها “خرج مئات الاشخاص في تظاهرة رددوا فيها +خاين خاين الجيش السوري خاين+”.
وفي حماة (وسط)، افادت لجان التنسيق المحلية بسماع اطلاق نار في ساحة العاصي “خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى الساحة”.
وفي ادلب (شمال غرب) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للجيش النظامي اخيرا، خرجت تظاهرات في عدة مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة وعدة بلدات وقرى اخرى رغم الانتشار العسكري والامني، بحسب المرصد.
وفي كفر روما اظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت متظاهرين يرفعون لافتة “اصعب سلاح بوجه السوريين تخلي العرب وصمت المسلمين”.
وسقط 11 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة معظمهم من المدنيين.
أنان يطالب الأسد بوقف فوري لإطلاق النار
خطة أنان تشمل وقف القتال تحت إشراف أممي وهدنة إنسانية (الفرنسية-أرشيف) دعا المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا, وطالب الرئيس بشار الأسد بتطبيق خطته فورا والقيام بأعمال تدل على حسن النية.
قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان في تصريحات بجنيف إنه يتوقع من الأسد تنفيذ هذه الخطة على الفور. وأضاف “لم نلحظ وقف الأعمال الحربية ميدانيا، وهذا يثير قلقنا الشديد”.
كما أعلن أن أنان ينوي التوجه لإيران لبحث الوضع بسوريا, مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة, مشيرا إلى أهمية اتحاد موقف المجتمع الدولي وراء خطة أنان. كما ينوي الأخير زيارة الرياض، ضمن سلسلة جولاته التي شملت القاهرة وأنقرة والدوحة وبكين وموسكو.
وينتظر أن يتحدث أنان الاثنين المقبل لمجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف لإطلاعه على الوضع, حيث ستكون المرة الثانية التي يتحدث فيها موفد أممي إلى المجلس بهذه الطريقة.
يُذكر بهذا الصدد أن الخطة تدعو لوقف القتال من جانب جميع الأطراف تحت إشراف أممي، وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات, مع إقرار هدنة إنسانية ساعتين يوميا لإفساح المجال لوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة, والإفراج عن المعتقلين.
بعثة مراقبة محتملة
من جهة ثانية, نقلت رويترز عن دبلوماسيين غربيين بالأمم المتحدة أن إدارة حفظ السلام بالمنظمة سترسل فريقا لدمشق قريبا للبدء بوضع خطط لبعثة محتملة لمراقبة أي وقف للنار.
كما أوضح الدبلوماسيون أن الفكرة التي اقترحها أنان تتضمن نشر بعثة تتألف من مائتين إلي 250 مراقبا سيجري استعارتهم من بعثات للمنظمة الدولية منشورة بالفعل بالشرق الاوسط وأفريقيا, بعد قرار من مجلس الأمن, حيث سيتعين على روسيا والصين التصويت لصالحه أو الامتناع عن التصويت.
وقد استخدمت موسكو وبكين حق النقض (فيتو) مرتين ضد قرارين يدينان حملة قمع أطلقها الأسد ضد المظاهرات المطالبة برحيله. وقال دبلوماسيون إن التخطيط لبعثة للمراقبين بسوريا ما زال بمرحلة أولية جدا. وذكر دبلوماسي غربي بارز لرويترز “إننا بعيدون جدا عن سلام للحفاظ عليه”.
في غضون ذلك, دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى وضع خطة مجلس الجامعة العربية الداعية لتفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه لبدء عملية انتقالية، موضع التنفيذ.
ورحب المجلس في بيان “بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل في رؤيته يتعزز يوما بعد يوم مع تثبيت الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد”.
وجاء بالبيان أن “المجلس الوطني السوري الذي رحب بخطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان كما رحب من قبل بالخطة العربية التي تنص على تفويض الأسد صلاحياته لنائبه من أجل البدء بأي مفاوضات لنقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية، ينتظر أن تتحول الأقوال إلى أفعال لبدء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة”.
تحرك أميركي
يأتي ذلك, بينما تجري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مباحثات بالسعودية التي وصلتها بوقت سابق اليوم, حول الوضع بسوريا.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن كلينتون ستجري محادثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل حول قضايا إقليمية والتعاون بين البلدين بالمجال الأمني و”الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا”.
وكان الفيصل قد اعتبر بالرابع من مارس/ آذار أن للمعارضة السورية الحق في التسلح للدفاع عن نفسها. أما الولايات المتحدة, فقد أعربت عدة مرات عن رفضها تسليح المعارضة وأي تدخل عسكري أحادي الجانب.
كما ستجري كلينتون محادثات في تركيا غدا السبت حيث ستشارك بالمؤتمر الثاني لـ”أصدقاء سوريا” والذي سيعقد بإسطنبول بعد غد الأحد.
بدوره, قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن القتل ما زال متواصلا بسوريا, وعبر عن عدم تفاؤله بالتزام الأسد بإنجاح خطة أنان. كما دعا الرئيس السوري لتطبيق إصلاحات سياسية وإجراء انتخابات حرة. وذكر أردوغان بمقابلة بثها التلفزيون الإيراني أن على النظام السوري أن يحترم إرادة الشعب الذي يريد الانتخابات والديمقراطية. وقال “إذا كان الأسد واثقا.. فليسمح بالأحزاب”.
دعوات للتظاهر بجمعة “خذلنا العرب والمسلمون”
قصف لحمص وحملة عسكرية على إدلب
أفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام واصلت صباح اليوم قصفها أحياء حمص القديمة. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام وقعت فجر اليوم الجمعة في بلدات دوما وحرستا وعربـين بالغوطه الشـرقية في ريف دمشق. في هذه الأثناء دعا ناشطو الثورة إلى التظاهر في جمعة أطلقوا عليها “خذلنا المسلمون والعرب”.
وبثت مواقع الثورة السورية صورا قالت إنها التقطت صباح اليوم في حي الخالدية بوسط حمص وتظهر تصاعد أعمدة الدخان بعد تعرض الحي للقصف. وبحسب ناشطين فإن القصف شمل أيضا أحياء باب تدمر وبستان الديوان والصفصافة والحميدية ودير بعلبة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات السورية النظامية بدأت حملة عسكرية صباح اليوم في بلدة جرجناز بريف معرة النعمان بمحافظة إدلب شمالي سوريا. وذكر المرصد أن أصوات الانفجارات وإطلاق الرصاص سمعت في البلدة، تبعتها حملة مداهمات وإحراق لأربعة منازل.
وأشار المرصد إلى أن خمسة سوريين قتلوا أمس في العمليات التي نفذتها القوات العسكرية في المنطقة.
وفي مدينة خان شيخون بإدلب سمعت أصوات انفجارات يعتقد أنها استهدفت حواجز للقوات النظامية تلاها صوت إطلاق رصاص كثيف.
وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة الليلة الماضية استمرت حتى فجر اليوم في مدينتي حرستا وعربين بمنطقة ريف دمشق، وذلك بعد استهداف مركز أمني.
وفي حمص قال المرصد إن القصف العشوائي مستمر بشكل عنيف على أحياء حمص القديمة ودير بعلبة منذ الصباح.
وفي حلب قال ناشطون إن قوات الجيش النظامي شنت حملة اعتقالات في أحياء السكري والفردوس والصالحين والمرجة.
كما أكد ناشطون أن قوات الجيش النظامي اعتقلت عددا من المواطنين واستخدمتهم كدروع بشرية عند اقتحام بلدة كفر نبل بإدلب، كما نشرت عددا من القناصين على أسطح الأبنية المرتفعة، بالإضافة إلى إغلاق جميع مداخل ومخارج البلدة. كما شهدت بلدة الحواش في ريف حماة حركة نزوح واسعة.
وكان ناشطون سوريون قالوا في وقت سابق إن ستين شخصا على الأقل قتلوا أمس الخميس برصاص الجيش النظامي، معظمهم في ريفي إدلب ودمشق. وسيطر الجيش النظامي على بلدة سراقب بريف إدلب بعد قصفها أربعة أيام متتالية ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من المنازل والمحال التجارية.
في جمعة “خذلَنا المسلمون والعرب”
قتلى ومظاهرات وعمليات للجيش بسوريا
خرجت مظاهرات بعدد من المدن السورية في جمعة أطلق عليها اسم “خذلَنا المسلمون والعرب”. وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 24 قتيلا سقطوا اليوم معظمهم في دير الزور وإدلب وحمص ودرعا.
ففي مدينة القورية بدير الزور، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه تم إحصاء سبعة قتلى سقطوا نتيجة القصف العنيف على المدينة.
وقال ناشطون سوريون إن قتيلا سقط في اقتحام القوات النظامية حي جوبر بالعاصمة دمشق. كما حاصرت قوات الجيش جميع المساجد في حي نهر عيشة. وفي المزة بدمشق أيضا خرجت مظاهرة قبل قليل في إطار المظاهرات التي دعا إليها ناشطون اليوم بمختلف أنحاء سوريا. طالبوا فيها بالحرية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ورفع متظاهرون شعارات تعبر عما قالوا إنه خذلان العرب والمسلمين لهم، وذلك قبل تفريق قوات الأمن للمظاهرة عبر إطلاق الرصاص.
وأطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين في حي كفر سوسة بالعاصمة كما حاصرت قوات الأمن والشبيحة جميع المساجد في حي الحجر الأسود بدمشق، وسط انتشار أمني كثيف في شوارع الحي الرئيسية. وقال ناشطون إن قوات الأمن شنت حملة دهم واسعة واعتقالات عشوائية وقامت بتكسير وتخريب للمنازل في حي القدم بدمشق.
وفي حمص قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قتلوا في حي الخالدية وريف حمص، كما قصفت قوات الجيش النظامي حي دير بعلبة بقذائف الهاون وهزت انفجارات الحي، وواصلت القصف على حي الخالدية.
وفي قرية البويضة بمحافظة حمص، تحدث ناشطون عن العثور على خمس عشرة جثة لأفراد عائلتين قتلتهم قوات أمن النظام ومن يوصفون بالشبيحة.
وفي درعا قال ناشطون إن أربعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا في قصف عنيف لبلدة المسيفرة والنعيمة، وفي بلدة علما سقط عدة جرحى إثر عمليات القصف وسط حملة دهم واعتقال واسعة، وأطلقت قوات الجيش النار بكثافة لتفريق متظاهرين بالحارة وتسيل. وداهم عدد كبير من قوات الأمن والشبيحة بلدة سحم الجولان، وشنوا حملة اعتقالات مست العديد من الشبان بالإضافة إلى عمليات تخريب للمنازل والممتلكات.
أما في إدلب فقال الناشطون إن قوات الجيش النظامي قنصت مواطنا من على شرفة منزله في معرة النعمان، وقصفت المنازل في مدينة خان شيخون وبلدة الغدفة واستهدفت المستشفى الميداني، كما اقتحمت بلدة أبو مكي والغدفة بالدبابات. ووقعت إصابات في بلدة كفرومة جراء إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين.
كما شهدت مناطق عدة في كل من حلب واللاذقية وحماة خروج مظاهرات حاشدة وسط حصار أمني كبير.
وأفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام واصلت صباح اليوم قصفها أحياء حمص القديمة. وبثت مواقع الثورة السورية صورا قالت إنها التقطت صباح اليوم في حي الخالدية بوسط حمص، وتظهر تصاعد أعمدة الدخان بعد تعرض الحي للقصف. ووفق ناشطين فإن القصف شمل أيضا أحياء باب تدمر وبستان الديوان والصفصافة والحميدية ودير بعلبة.
كما قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام وقعت فجر اليوم في بلدات دوما وحرستا وعربين بالغوطه الشرقية في ريف دمشق.
42 قتيلاً في “جمعة خذلنا المسلمون والعرب” في سوريا
الأهالي خرجوا وتظاهروا متحدين الحصار الذي تفرضه قوات النظام
العربية.نت
أفادت لجان التنسيق السورية عن سقوط 42 قتيلاً في جمعة “خذلنا المسلمون والعرب”، التي أتت رداً على تبني القمة العربية لخطة عنان.
وأكد هادي العبدالله المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة في حمص، أن تظاهرات خرجت في بلدة غصم في درعا، مسقط رأس وزير الخارجية فيصل المقداد. ولفت إلى أنه على الرغم من الطوق الذي تفرضه القوات الأمنية على العديد من المناطق في ما يشبه الحصار، فإن الأهالي خرجوا وتظاهروا متحدين كل الظروف القاسية التي يعانونها، والحصار الذي تضربه قوات النظام
ولفت إلى أن حي البياضة يخضع لقصف مكثف منذ 5 أيام، مشدداً على أن التظاهر سيستمر حتى سقوط الأسد.
إلى ذلك، أشار عامر الصادق الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن دمشق وريفها، وتحديداً حي القابون القريب من أهم المقار الجوية يشهد اعتقالات ومداهمات عشوائية، كما يعيش حي الميدان في كفرسوسة حصاراً مشدداً.
كما شهدت أحياء حمص القديمة قصفاً مدفعياً عنيفاً.
من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي للثورة السورية، نقلا عن مصدر من “لواء أبوعبيدة بن الجراح”في الغوطة الشرقية، أن الجيش السوري الحر قام بتنفيذ هجوم بالقذائف الصاروخية على مبنى فرع الأمن الجوي في عربين بريف دمشق، كما نفذ هجوماً آخر على القوات النظامية المتمركزة بالساحة العامة في عربين، ودمّر دبابة على الأقل.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الحر عن تشكيل القيادة المشتركة له بين المجالس العسكرية للمحافظات والمدن السورية، بالتنسيق مع قيادة الجيش الحر في الخارج.
وتكونت القيادة الجديدة من قادة المجالس العسكرية في حمص وحماة وإدلب ودمشق ودير الزور.
القيادة المشتركة أعلنت أنه يمنع منعاً باتا تشكيل أي مجلس عسكري أو لواء أو كتيبة، إلا بمعرفة قائد المجلس العسكري في كل محافظة، وذلك ضمانا لعدم اختراق التشكيلات العسكرية للجيش الحر، وأضافت أن كل مجلس عسكري يُشكَّل في إحدى المحافظات، ينضم لاحقاً إلى القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل.
ماكين: الدعم الجوي للمقاتلين السوريين أمر محتمل
السيناتور الأمريكي قال أن مفاوضات عنان تكتيك لإعطاء الأسد فرصة إضافيةإن دعم المقاتلين السوريين قد يعني توفير قوة جوية خارجية
واشنطن – هشام ملحم
قال السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين في مقابلة مع “العربية”، عشية انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تركيا: إن مفاوضات عنان تكتيك لإعطاء فرصة إضافية للأسد، وأعرب ماكين عن رغبته في أن تمهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع قوات النظام.
وتابع ماكين “أرغب أن تقوم الولايات المتحدة مع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة بتحقيق هدف السماح للمقاتلين السوريين بأن يدخلوا في قتال منصف، وهذا قد يتطلب توفير مناطق آمنة يتدربون ويتسلحون فيها ويتعاونون فيها مع المجلس الوطني السوري، وهذا قد يعني توفير القوة الجوية الخارجية”.
وأوضح ماكين أن هذا لا يعني قوات برية أمريكية على الأرض، ولا يعني تدخلاً أمريكيا أحادي الجانب، ولكنه يعني تنظيم ائتلاف لمنع استمرار هذا القتال غير المتوازن.
وأضاف: نرى الدبابات والمدفعية وغيرها من المعدات العسكرية التي تقدمها روسيا وإيران تستخدم في ذبح الشعب السوري، هل يجب أن نبقى جانبا ونقول إن كوفي عنان سوف يقوم بالتفاوض والخروج بنوع من الاتفاق لا يشمل حتى رحيل بشار الأسد؟ من الواضح أن هذا تكتيك مصمم لكسب الوقت وإعطاء بشار الأسد فرصة إضافية، ووقتاً أكثر لذبح شعبه”.
وأشار ماكين أيضا إلى أن مواقف إدارة الرئيس باراك أوباما متناقضة بشأن تدخل عسكري في سوريا، قائلا: مواقفها مترددة بهذا المعنى، الرئيس يقول إنه يجب على بشار الأسد التنحي، وإن هذا أمر حتمي، وهو أمر بالتأكيد لا تثبته الظروف على الأرض. ولكنهم في الوقت ذاته يقولون إنهم لا يريدون التدخل. حسنا، إذا كانت مصلحة أمننا القومي تقضي بمنع أعمال القتل الجماعي والمذابح، إذن لماذا لا نتحرك؟ مرة أخرى الرئيس قال ووزير دفاعنا قال إنه أمر حتمي أن بشار الأسد سيرحل.
ليس هذا ما نراه على الأرض، خاصة في ضوء إمدادات الدبابات والمدفعية. ولذلك أنا أشعر بخيبة أمل عميقة، بسبب تردد وفشل الرئيس في التحرك. أنا أدرك أن الحروب أرهقت الأمريكيين. ولكن كيف يمكن أن نتخلى عن هؤلاء الناس الذين يناضلون ويموتون – والمجازر معروفة ونراها على قناتكم وشبكة سي أن أن- هذا بالنسبة لي يمثل انتهاكا لكل ما تمثله أمريكا.
السياسة
الصليب الأحمر الألماني: رفع مستوى المساعدة الانسانية المقدمة إلى سورية
برلين (30 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلنت منظمة الصليب الأحمر الألماني، أنها سترفع من مستوى مساعداتها الانسانية المقدمة إلى سورية
وأوضحت المنظمة في بيان لها اليوم الجمعة، أن أحد أبرز خبرائها في مجال الغوث الانساني، جان ماري فالزون، قد سافر إلى بيروت، وسوف يتوجه في أقرب وقت ممكن إلى سورية، في سبيل مراقبة وصول المساعدات القادمة من ألمانيا إلى المتضررين عبر الهلال الأحمر السوري
ونقل البيان عن فالزون القول “إن هذه الأزمة لم تنته بعد، فالآلاف يفرون من داخل سورية، وهم بحاجة الى مساعدتنا، اذ ترك الكثيرون كل شيء وراءهم وفروا الى الدول المجاورة التي تحتاج في المقابل إلى دعم من أجل تزويد اللاجئين الضروريات الأساسية” حسب تعبيره
كانت المنظمة قد أرسلت الأسبوع الماضي، أول شحنة مساعدات لسورية، تتضمن مواد غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات ومعدات للطبخ، لصالح نحو خمسمائة أسرة
كما وفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امدادات الاغاثة لنحو تسعة آلاف شخص في منطقتي حمص
جورج صبرة لـ آكي: المجلس الوطني يتوقع من مؤتمر استانبول اجراءات عملية ومواقف أعلى
روما (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال الناطق باسم المجلس الوطني السوري، جورج صبرة، أن المجلس “يتوقع من مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، اجراءات عملية إلى جانب الشعب السوري” حسب تعبيره
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مدينة استانبول التركية في الأول من شهر نيسان/أبريل المقبل، لمناقشة سبل مساعدة المعارضة السورية
وأوضح صبرة في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “لا نستطيع أن نتخيل أن لقاء استانبول سيكون نسخة ثانية مما جرى في تونس، واذا حصل ذلك، فهذا يعني أن مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري لا تفعل شيئاً سوى أنها تكرر نفسها وبالتالي ستواجه هذه المؤتمرات بخيبة أمل كبيرة في صفوف السوريين” على حد قوله
وشدد صبرا، على أن المجلس الوطني يترقب “مواقف أعلى وأشد، وليس دعماً كلامياً وإشادة لفظية، ومناشدات وبيانات شجب لما يرتكبه النظام من أفعال” حسب تعبيره
وأشار إلى أن مؤتمر استانبول، يتوقع منه “اجراءات على الارض تؤازر الشعب السوري وثورته، وتدعم الجيش السوري الذي يدافع عن سلمية الثورة وتحاصر نظام القتل وتمنعه من الاستمرار في ارتكاب جرائمه التي صنفت على المستوى العالمي بأنها جرائم ضد الإنسانية” على حد قوله
وفيما يتعلق بالعنف الدائر في سورية، لفت صبرة إلى أن “استمرار النظام (السوري) في هذه الاعمال لا يحمل مخاطر على سورية والسوريين وحسب، بل الكثير من المخاطر على دول المنطقة وعلى الامن والسلام في العالم” حسب تعبيره
وحول ورقة عمل المجلس الوطني إلى المؤتمر، قال الناطق باسمه، أنها ستحتوي على التصور لمستقبل البلاد، وأضاف “سوف تعبر عن رؤية المجلس لسورية القادمة، أي كيف يرى سورية الديمقراطية بكثير من التفاصيل” على حد قوله
كانت فصائل المعارضة السورية قد اجتمعت يوم أول أمس في استانبول وتوصلت إلى “وثيقة العهد الوطني” التي تعد بمثابة تصور عام جامع لمرحلة ما بعد سقوط النظام، فيما رفضت كل من الكتلة الكردية في المجلس الوطني، والمنبر الديمقراطي، وهيئة التنسيق التوقيع عليه
آشتون تحاول إقناع الأتراك دعوة قبرص لمؤتمر أصدقاء سورية
بروكسل (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تتابع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مشاوراتها مع المسؤولين الأتراك من أجل إقناعهم بتوسيع الدعوة لمؤتمر أصدقاء سورية، المقرر مطلع الشهر المقبل في إستانبول، لتشمل قبرص
وفي هذا الإطار، أكد مايكل مان، المتحدث باسم آشتون، أن المشاورات لا تزال مستمرة لتحقيق هذا الهدف، وقال في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك مشاورات مستمرة بين مختلف الدول الأعضاء في الإتحاد وبين مؤسسات الإتحاد والطرف التركي لإقناع الأخير بالتراجع عن موقفه الرافض لحضور قبرص لإجتماع إستانبول”، وفق كلامه
وشدد مان على مفهوم الحفاظ على التضامن بين مختلف الدول الأوروبية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا السياسة الخارجية. وعبر عن قناعته أن المشاورات المستمرة كفيلة بالبحث عن حل مرض لهذه المشكلة
ومن جهتها، وصفت وزيرة الخارجية القبرصية إيراتو ماركوليس، بـ”غير المقبول” أن تقوم دولة مرشحة لعضوية الإتحاد الأوروبي بقيام بعمل يزعزع التضامن بين الدول الأعضاء، وقالت “إن إمتناع تركيا عن دعوتنا إلى مؤتمر استانبول يشكل مشكلة كبيرة لنا ولكافة دول ومؤسسات الإتحاد الأوروبي”، حسب تعبيرها
وأكدت المسؤولة القبرصية على موقف بلادها المرحب بعضوية تركيا في الإتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أهمية أن يتم إجراء تحول كبير في المواقف التركية، حيث “لا يمكننا القبول بتركيا بمواقفها الحالية، وكذلك لا يمكن القبول بأن تفرض أنقرة إرادتها على الإتحاد الأوروبي”
يذكر أن تركيا وجهت الدعوة لجميع دول الإتحاد الأوروبي، عدا قبرص، لحضور المؤتمر الثاني لأصدقاء سورية، المقرر في استانبول، ما أثار أزمة كبيرة بين الطرفين، واستدعى إجراء مشاروات مكثفة، “لا يمكن الحديث عن حلول للمشكلة في الوقت الحاضر”، حسب مصادر في المجلس الوزاري الأوروبي
سوريا: جمعة شعارها “خذلنا المسلمون والعرب” وعنان يطالب الأسد بوقف العمليات فورا
دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر في جمعة تحت شعار”خذلنا المسلمون والعرب”، وذلك غداة القمة العربية في بغداد.
وتواصلت العمليات العسكرية وحملات الدهم التي ينفذها الجيش السوري، والاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق عدة في البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “بدأت القوات النظامية السورية حملة عسكرية في بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب، وسمعت اصوات انفجارات واطلاق رصاص في البلدة تبعتها حملة مداهمات واحراق لاربعة منازل”.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو ان”القوات النظامية تواصل عملياتها في جرجناز منذ الامس وقصفت المشفى الميداني والمكتب الاعلامي الذي يستخدمه ناشطون لنقل الاخبار وبث المقاطع المصورة”.
واشار الى عدم امكانية مواجهة المنشقين للقوات النظامية في جرجناز “بسبب طبيعتها الجغرافية السهلية المنبسطة”.
وكان المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة افاد الخميس ان قوات النظام اقتحمت بلدة جرجناز، ووزع اشرطة فيديو لدبابات وعربات عسكرية تمر في شوارع بدت في الصور خالية من المارة.
وذكر المكتب ان قصفا عنيفا للبلدة سبق الاقتحام، مشيرا الى حركة نزوح للاهالي. وقتل شخص في مدينة معرة النعمان برصاص قناص صباح اليوم، وفقا للمرصد.
وتتعرض قرية دير سنبل في ريف ادلب لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى مدنيين، وتدور اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين.
وقال العبدو ان “اكثر من عشرين قذيفة سقطت منذ صباح اليوم على دير سنبل”.
وفي ريف دمشق افاد المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، وذلك بعد استهداف مركز امني بقذيفتي ار بي جي”.
كما “استهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين” بهجوم “ادى الى مقتل جندي من القوات النظامية واعطاب الية عسكرية ثقيلة”، بحسب البيان.
وفي دمشق، اقتحمت قوات امنية وعسكرية حي برزة ونفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها التظاهرات.
وفي مدينة حمص قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي يتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتسمع فيه اصوات انفجارات شديدة.
وقتل شخصان صباحا “اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما قرب قرية بساس” في الريف، بحسب المرصد.
كما افاد المرصد عن سقوط “15 قذيفة هاون على احياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص” صباح اليوم”.
وذكر المرصد ان قوات الامن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي الوعر في المدينة.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية “عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام”، و”اشتباكات عنيفة في منطقة غسان عبودفي دير الزور”.
وتسببت اعمال العنف الخميس في سوريا بسقوط اربعين قتيلا بينهم 24 مدنيا.
“التزام فوري”
طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان الرئيس بشار الأسد “بالالتزام الفوري بخطة السلام” التي قدمها. وأضاف المتحدث باسم عنان أنه “لم ير أي توقف للأعمال العسكرية على الأرض، وهذا مدعاة للقلق”.
من جهتها طالبت الصين الجمعة المعارضة السورية بالالتزام بالمحادثات والتوقف عن شن هجمات على أهداف للنظام.
يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان كان قد قدم خطة تتضمن الدعوة لوقف إطلاق نار شامل.
وقالت الصين إنها تدعم خطة عنان ولكنها أضافت أنه يجب عدم تدخل قوى خارجية بالوضع في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ” نرغب بالطلب من المعارضة السورية بالاستجابة في أسرع ما يمكن من أجل خلق الشروط الملائمة لفتح حوار وإيقاف العنف”.
وكانت المعارضة السورية قد تلقت خطة عنان “بترحيب حذر”، ولكنها متشككة من أن ينفذ النظام الجزء المنوط به، وتعتقد أن الاسد قبلها بهدف كسب الوقت بينما قواته تتابع حملتها الدموية لسحق الانتفاضة.
ولا يتوقع المراقبون أن تتوقف المعارضة المسلحة عن شن هجماتها ما لم تتوقف هجمات قوى الأمن.
عقوبات جديدة
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات ضد وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تتضمن تجميد أرصدة وزير الدفاع راجحة والضابطين منير اضنوف وزهير شاليش في الولايات المتحدة ومنع الرعايا الاميركيين من اجراء اي اتصال معهم.
ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى العاصمة السعودية الرياض الجمعة لإجراء محادثات مع الزعماء السعوديين بهدف تصعيد الضغط على الرئيس السوري.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صرحت في وقت سابق أن كلينتون ستلتقي الملك عبدالله ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
وستلتقي كلينتون السبت وزراء خارجية خمس دول خليجية هي الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان، كما ستلتقي لاحقا دبلوماسيين عرب واتراكا وغربيين.
وكانت الولايات المتحدة قد وصفت الخميس تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الأزمة في سوريا ، بأنها “مخيبة للامال”.
وجاء رد فعل الولايات المتحدة إثر إعلان الأسد أنه يقبل الخطة الدولية العربية التي اقترحها المبعوث الدولي.
الا ان الرئيس الاسد قال إن الجماعات المسلحة داخل سوريا يجب ان توقف ما وصفه بالاعمال الارهابية ضد الحكومة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر في تصريحات للصحفيين “الامر ليس مفاجئا لكنه محبط ومخيب للامال”.
وحث تونر مجددا الاسد على وقف العنف “باسرع ما يمكن”، مؤكدا ان القوات الحكومية السورية لم تفعل شيئا للالتزام بخطة عنان
وتابع تونر “لم نر شيئا ميدانيا على الاطلاق يشير الى عودة المدفعية السورية والاسلحة الثقيلة الى الثكنات ووقف اطلاق النار بما يسمح بوصول المساعدات الانسانية”.
كما أكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن نهج واشنطن يتضمن النظر الى افعال نظام الاسد، لا الى تصريحاته”. وتابع ان اعلان السلطات السورية عن قبولها خطة عنان “تطور مهم” لكنه “لا يعني شيئا ان لم تتحرك”.
وكان الرئيس السوري قد أعلن في تصريحات بثتها وكالة الأنباء السورية الرسمية أن سوريا لن تدخر جهدا لانجاح مهمة عنان .
لكنه حذر من أنها مهمة المبعوث الدولي تكون مجدية دون انهاء عمليات التمويل والتسليح الاجنبية لمعارضيه المسلحين.
وقالت الوكالة العربية إن الاسد أشار في رسالة الى زعماء مجموعة بريكس الاقتصادية “الى ضرورة اقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فورا”.
وأوضح الأسد أن “مقابل الالتزام الرسمي بانجاح مهمة عنان من الضروري أن يحصل على “التزامات من قبل الاطراف الاخرى بوقف الاعمال الارهابية من قبل المجموعات المسلحة وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها الى وقف أعمالها الارهابية.”
وقال الاسد ان سوريا “تعتزم خلال فترة قصيرة جدا البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن واستقرار البلاد.
وتدعو خطة عنان المؤلفة من ست نقاط الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المراكز السكنية والسماح بدخول المساعدت الانسانية دون عائق والافراج عن السجناء وحرية الحركة والسماح بدخول الصحفيين وخروجهم.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
انباء عن مساعدة ايران لسوريا لبيع نفطها الى الصين
تفيد الانباء ان ايران تساعد سوريا على بيع نفط للصين في تحد للعقوبات الغربية على سوريا وبما يوفر لنظام الرئيس بشار الاسد نحو 80 مليون دولار.
والصين غير ملتزمة بالعقوبات الغربية المفروضة على سوريا وبالتالي فهي لا تقاطع القطاع النفطي السوري ولا شركة النفط الحكومية سيترول.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في صناعة النفط قوله: “اتفق السوريون على بيع النفط للصينيين بشكل مباشر لكنهم لم يجدوا ناقلة”.
وحدد المصدر المشتري الصيني بانه شركة تشوهاي تشينرونغ وهي شركة حكومية تخضع ايضا لعقوبات امريكية.
وحسب رويترز فان متحدثة باسم الشركة الصينية اكتفت بالقول: “لم اسمع بذلك مطلقا”.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قالت مطلع العام ان شركة تشوهاي هي اكبر مورد للمشتقات البترولية المكررة لايران في تحد للحظر الغربي المفروض على طهران بسبب برنامجها النووي.
ولا تستطيع سوريا، وهي مصدّر متواضع للنفط، بيع نفطها لاوروبا ـ المستورد الرئيسي منها ـ منذ سبتمبر/ايلول بعد فرض حظر اوروبي وامريكي على دمشق.
وتصل قيمة شحنة النفط الخام السورية الى 84 مليون دولار بسعر مخفض لا يتجاوز 100 دولار للبرميل.
وكانت شركة سيترول، وهي خاضعة للعقوبات الاوروبية والامريكية منذ العام الماضي، حاولت مع فنزويليين الحصول على ناقلة الى ان حلت ايران المشكلة بارسال الناقلة ام تي تور لنقل الشحنة.
وتقول رويترز ان شركة سيترول احالت استفساراتها عن الموضوع الى وزارة النفط السورية التي لم ترد على اسئلة الوكالة.
وتحمل الناقلة علم مالطة وهي مملوكة لشركة اي اس اي ام تور ليمتد التي تقول وزارة الخزانة الامريكية انها واجهة لشركة ايرانية لتفادي العقوبات.
وتقول رويترز ان اخر صور للناقلة عبر الاقمار الصناعية رصدتها قرب ميناء بورسعيد المصري ووجهتها النهائية غير معروفة الا ان مصادر سوق النفط تقول انها متجهة اما الى الصين او سنغافورة.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
شعراء مصريون ينظمون مؤتمر (سوريا.. عام من الشعر.. عام من الثورة)
القاهرة (رويترز) – يبدأ الاسبوع القادم في نقابة الصحفيين بالقاهرة مؤتمر (سوريا.. عام من الشعر.. عام من الثورة) والذي يشارك فيه شعراء وفنانون سوريون بدعوة من شعراء مصريين مستقلين عن المؤسسة الرسمية.
والمؤتمر الذي يفتتح مساء الاحد القادم تنظمه (حركة شعراء قصيدة النثر.. غضب) التي أسسها شعراء مصريون نهاية عام 2011 بهدف التفاعل مع الشارع المصري انطلاقا من نظرة ترى للفنون والاداب دورا في الحراك السياسي والاجتماعي.
ونظمت الحركة الشهر الماضي أول مؤتمراتها بعنوان (الثقافة المصرية بعد الثورة) التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير شباط 2011 بعد احتجاجات حاشدة استمرت 18 يوما.
وقالت الحركة يوم الخميس في بيان ان المؤتمر يعقد “بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة السورية” التي تقدر الامم المتحدة ضحاياها بأكثر من 9000 شخص من الثائرين على حكم الرئيس بشار الاسد. وتقول سوريا ان حوالي 3000 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات “ارهابية”.
ويفتتح المؤتمر بكلمة لحركة شعراء قصيدة النثر (غضب) يلقيها الشاعر المصري محمود قرني الذي قال في البيان ان الشعر السوري الجديد ولد “في ظل نظام ربما هو الاكثر دموية في تاريخ الدولة الحديثة ما يخلق مناخا طاردا لكل حركات التحديث الفكري والابداعي على السواء… دعمنا للشعر السوري هو دعم لكل قيم الحرية والتقدم.”
وفي افتتاح المؤتمر ستلقى كلمة موجهة من الناقد السوري المقيم في فرنسا صبحي حديدي عن تشكل ما يصفه بالوعي العربي الجديد “ومساءلة أشكال التعبير والشهادة على العصر ومن أجله… مكان هذه المبادرة الجميلة (المؤتمر) ليس أقل مغزى من سياقاتها اذ تنعقد في أم الدنيا مصر الاخت الكبرى لانتفاضات العرب في تونس وليبيا والبحرين واليمن وفي سوريا التي يتكرم شعرها اليوم في أفياء الكنانة” مشددا على ضرورة تثوير القصيدة من داخلها وتحريرها من السياسي العابر.
ومن السوريين المشاركين في المؤتمر الممثلة لويز عبد الكريم والمخرج السينمائي نضال الدبس والشعراء رشا عمران وحازم العظمة وخولة دنيا وعلي جازو وأميرة أبو الحسن وجولان حاجي وعلي سفر وخلف علي خلف ومروان علي وسمر علوش.
ويشارك في الامسيات الشعرية للمؤتمر شعراء مصريون منهم أسامة الحداد وأحمد المريخي وغادة نبيل ومحمد السيد اسماعيل وشريف رزق وعاطف عبد العزيز وفارس خضر.
والمؤتمر الذي يعقد برعاية اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين المصريين يستمر يومين ويختتم بفقرة فنية من التراث الغنائي الموسيقي لمحمد عبد الوهاب بعزف وغناء الفنان المصري أشرف علي.
(تغطية صحفية للنشرة العربية سعد علي – تحرير أحمد حسن)
تحقيق- أكراد سوريا يسعون الى الاعتراف بهم في الانتفاضة
اسطنبول (رويترز) – عاش الناشط الكردي المخضرم في مجال الدفاع عن حقوق الانسان رديف مصطفى في ظل مجمعات الشرطة السرية السورية الضخمة التي تطل على بلدته المتداعية على الحدود مع تركيا.
وحين شجت الشرطة رأس ابنه بقضيب حديدي في مظاهرة العام الماضي فر مصطفى.
جاء هو وعائلته الى تركيا وانضم الى المجلس الوطني السوري المعارض املا في أن تنهي الانتفاضة المستمرة منذ عام ضد حكم الرئيس بشار الاسد التمييز ضد اكبر أقلية عرقية في البلاد.
غير أن اماله تبددت حين اعترض المجلس الذي يهيمن عليه الاسلاميون على اقتراح في اجتماع عقد باسطنبول هذا الاسبوع للاعتراف بأكراد سوريا ومطلبهم بالحكم الذاتي.
وقال مصطفى لرويترز ان هذه شوفينية وان المجتمع الدولي قلق من نشوب حرب أهلية وانه يطالب بأن تضمن المعارضة حقوق الاقليات.
وتابع قائلا ان القضية الكردية قنبلة موقوتة ولا يمكن أن تترك لتحسم حين يسقط الاسد.
ويمثل الاكراد نحو عشرة في المئة من سكان سوريا ويعارضون منذ فترة طويلة حزب البعث الحاكم لكنهم ابتعدوا عن المظاهرات الاخيرة الى حد كبير.
وقالت جمعية هنري جاكسون وهي مؤسسة بحثية مقرها بريطانيا مؤخرا انه اذا انضم الاكراد بالكامل الى محاولات الاطاحة بالاسد فمن الممكن أن يكون هذا عاملا حاسما.
لكن الانقسامات الداخلية العميقة بين الاكراد وانعدام الثقة في المجلس الوطني السوري وغيره من جماعات المعارضة التي يهيمن عليها العرب حالت دون انضمام الاكراد الى المعركة حتى الان الى حد بعيد.
ونجح اجتماع المعارضة الذي عقد في اسطنبول في الوصول الى اتفاق لتوسيع واصلاح المجلس ووعد باقامة دولة ديمقراطية وعقد مصالحة متى تتم الاطاحة بالاسد.
لكن الاكراد انسحبوا ورفضوا توقيع الاعلان لانه لم ترد به اشارة الى حقوقهم كمجموعة عرقية وانما وعد فقط بالاعتراف بحقوق فردية للجميع.
وفي اختلاف عن العراق حيث حصل الاكراد على منطقة شبه مستقلة في الشمال يقول زعماء أكراد سوريا انهم لا يريدون الا نظاما اتحاديا يضمن المواطنة وحقوق الملكية والتعليم باللغة الكردية وتوزيع الميزانية بالتساوي.
ويشيرون الى توزيع الاكراد في عدة مناطق بالبلاد واندماجهم في المجتمع السوري وفي سوق العمل مما يجعل الحكم الذاتي غير عملي.
ويعيش معظم أكراد سوريا في الشرق حيث توجد حقول النفط في منطقة عين العرب القاحلة.
ويهيمن الاكراد على أحياء كبيرة من العاصمة دمشق وحلب على بعد 45 كيلومترا شرقي الحدود مع تركيا.
وقال مصطفى الذي ينتمي الى بلدة عين العرب التي يغلب على سكانها الاكراد رغم اسمها انه حين كان يذهب الى المدرسة لم يكن يعلم كلمة واحدة باللغة العربية وكان يتساءل لماذا لا يعلمهم المدرس كيف يكتب بالكردية.
وأضاف أن مطالب الاكراد تتعلق بحق تعلم لغتهم والغناء والرقص والتعويض عن التمييز التاريخي ضدهم.
وتحدث الناشط عن الارض التي أخذت من الاكراد ومنحت للعرب على حد تعبيره بامتداد الحدود التركية في محافظة الرقة بشرق البلاد.
لكن بعض المعارضين يخشون من أن تؤدي مطالب الاكراد الى انفصال وحركة مشابهة بين جماعات عرقية أخرى. ويقولون ان اعطاء الكثير من الحرية للاكراد يمكن أن يزعج تركيا التي توجد بها أقلية كردية كبيرة ومضطربة وأن يقوض دعم أنقرة للانتفاضة.
وقال نجاتي طيارة المعارض البارز وهو سني ليبرالي يحظى باحترام الاكراد ان الاولوية لاسقاط الاسد وأضاف أن هناك اتفاقا على المباديء الديمقراطية العامة وضمان الحقوق الوطنية للجميع تحت مظلة وحدة سوريا شعبا وارضا.
في وسط عين العرب تقف مقار الشرطة السرية ونقاط المراقبة كالقلاع في تناقض واضح مع مورسيتبينار تلك البلدة التركية الجميلة على الجانب الاخر من الحدود. ويفصل بين البلدتين خط سكة حديد برلين- بغداد القديم.
وفر ضباط المخابرات من المجمعات خلال الاحتجاجات التي اجتاحت المناطق الكردية من سوريا عام 2004 وعادوا بعد أن اخمدت قوات الاسد الاضطرابات التي قتل خلالها 30 شخصا.
وحين اندلعت الانتفاضة على حكم الاسد في جنوب سوريا خرجت الحشود الى الشوارع في أنحاء المناطق الكردية للتنديد بالرئيس. وعزفت السلطات التي خشيت استفزاز الاكراد عن استخدام القوة القاتلة بدرجة كبيرة لاخماد الاحتجاجات في المناطق الكردية.
وهناك انقسامات عميقة بين الاكراد أنفسهم بينما تساند الاحزاب الكردية الاقليمية جماعات متناحرة كما انحاز حزب كردي سوري للاسد وحكومته.
واتحدت معظم الاحزاب السياسية الكردية تحت مظلة المؤتمر الوطني الكردي هذا العام لمساندة الانتفاضة والدفع بمطالب الاكراد لكن هذا لم يترجم الى تحرك في الشوارع حيث كانت أغلبية المشاركة في المظاهرات من شباب دون انتماءات حزبية تذكر.
وتدعم الحكومة الاقليمية الكردستانية في شمال العراق المؤتمر الوطني الكردي والذي كان الفصيل الكردي الرئيسي الذي انسحب من اجتماع اسطنبول.
اما الفصيل الكردي السوري الرئيسي الاخر فهو الاتحاد الديمقراطي ويدعمه حزب العمال الكردستاني التركي وقد ابتعد عن جميع أنشطة المعارضة.
واستضاف الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني لخمس سنوات قبل أن يجبره التهديد بغزو تركي عام 1998 على ارسال أوجلان الى الخارج حيث ألقى ضباط أتراك القبض عليه في نهاية المطاف وأعادوه الى تركيا.
وتعاون بشار الاسد فيما بعد مع تركيا من خلال شن حملة على حزب العمال فيما تحسنت العلاقات بين البلدين بعد أن ورث الحكم من والده عام 2000 .
وسيمثل تجدد الدعم السوري لحزب العمال خطا احمر اخر لتركيا التي كانت حذرت الاسد مرارا من التعامل بعنف مع الاحتجاجات وتصعيد الصراع.
وتتهم المعارضة السورية حزب الاتحاد الديمقراطي الوكيل السوري لحزب العمال الكردستاني بأنه بمثابة أداة للاسد ويتولى اخماد المظاهرات في المناطق الكردية ويغتال النشطاء المناهضين للاسد وابرزهم مشعل تمو الزعيم الكردي الذي قتل العام الماضي بينما كان يسعى الى تشكيل ائتلاف سياسي مناهض للاسد له قاعدة عريضة.
وقدم الاسد تنازلات للاكراد في بدايات الانتفاضة منها مرسوم لاعطاء أكراد الجنسية التي حرموا منها نتيجة تعداد للسكان جرى في الستينيات وتخفيف قوانين صعبت على الاكراد حق الملكية.
ويقول نشطاء أكراد انه لم يحصل سوى ما يقدر بنحو ستة الاف من جملة 150 الف كردي بلا جنسية عليها وان معظم القواعد التي تنطوي على تمييز بما في ذلك حظر تدريس اللغة الكردية لاتزال قائمة.
كما زاد التوتر بين معارضي الاسد والاكراد بعد أن تعهد اعلان المعارضة يوم الاربعاء بالمساواة بين كافة المواطنين بغض النظر عن الديانة او العرق لكنه لم يذكر الاكراد بالاسم.
وقال سعيديلين اسماعيل السياسي الكردي البارز وعضو المؤتمر الوطني الكردي انه مستاء من أن المجلس الوطني السوري بقيادة برهان غليون وهو استاذ جامعي علماني مقيم في باريس عارضا ذكر القضية الكردية.
وأضاف أنه لا يفهم لماذا لم يبذلوا اي جهد لكسب الشارع الكردي.
وأردف قائلا ان الاكراد هم اول من يريدون أن يروا سقوط نظام الاسد ويطالبون بحق تقرير المصير في اطار سوريا موحدة.
(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
من خالد يعقوب عويس
متحدث: على الجيش السوري الانسحاب اولا بموجب خطة عنان
بيروت (رويترز) – قال نشطاء من المعارضة ان المدفعية السورية قصفت أجزاء من مدينة حمص وان خمسة على الاقل قتلوا في اشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد يوم الجمعة فيما حث مبعوث السلام كوفي عنان الرئيس بشار الاسد على أن يأمر قواته بأن تبدأ بوقف اطلاق النار والانسحاب.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف “الموعد النهائي هو الان… نتوقع منه (الرئيس السوري بشار الاسد) تنفيذ هذه الخطة على الفور.”
وحاول فوزي ازالة اي غموض يحيط ببنود وقف اطلاق النار الواردة في خطة من ست نقاط قال الاسد انه قبلها وقال ان على الجيش السوري أن يتحرك اولا ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والقوات من المدن.
كما تتطلب الخطة من قوات المعارضة المزودة بأسلحة خفيفة وقف اطلاق النار. لكن الجيش السوري الحر لم يقل ما اذا كان يقبل بمقترحات عنان كما لم تتبن جماعات المعارضة السياسية دعوته للحوار مع الاسد بشكل صريح.
وقال فوزي “اذا قرأتم الاتفاق… فانه يطلب من الحكومة تحديدا سحب قواتها ووقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المراكز المأهولة. المعنى الضمني الواضح جدا هنا هو أن على الحكومة أن تتوقف اولا ثم تناقش وقف الاعمال القتالية مع الطرف الاخر والوسيط.”
وقال ناشط ذكر ان اسمه ابو محمد ان عنان الذي يمثل الامم المتحدة والجامعة العربية “سيحتاج أن يشرح للجيش السوري الحر ما يريدونه وما هي الشروط وسيتوقف هذا على الموقف حينذاك.”
وأضاف “دعونا لا نسبق الاحداث. اولا نريد أن ينتهي حمام الدم هذا.”
وأردف قائلا انه اذا تم تبني خطة الامم المتحدة ونشر مراقبي السلام فيمكن أن تحتج المعارضة سلميا كما فعل المصريون خلال انتفاضتهم على حكم الرئيس السابق حسني مبارك “لكن هذا لن يحدث.”
وقال نشطاء ان قناصة حكوميين قتلوا شخصين في مدينتي ادلب وحمص وان شخصين قتلا بالرصاص في منطقة أخرى وان مقاتلين معارضين قتلوا جنديا حين هاجموا نقطة تفتيش.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان كثيرين أصيبوا في اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة بمحافظة ادلب.
كما اندلعت اشتباكات اثناء الليل في بلدتي حرستا وعربين بعد أن أطلق معارضون قذائف صاروخية على مبنى مما أسفر عن مقتل جندي.
وفي حمص ثالث اكبر مدينة سورية قال سكان ان قذائف مورتر سقطت على مناطق مناهضة للاسد فيما شنت القوات غارات.
وتزايد التوتر في حي البرزة بدمشق فيما انتشرت قوات الامن وانقطعت اتصالات الهاتف المحمول.
وقالت ايران انه تم الافراج عن 12 مواطنا ايرانيا خطفتهم “قوات المعارضة السورية” في اواخر ديسمبر كانون الاول بينهم خمسة مهندسين يعملون بمحطة كهرباء سورية في حمص .
وقالت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء ان “عصابات مسلحة” سورية خطفت عشرات الزوار من ايران. وفي يناير كانون الثاني نشر معارضون سوريون لقطات فيديو لسبعة رجال قالوا انهم جنود ايرانيون ألقي القبض عليهم في سوريا. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات.
وتساعد ايران حليفتها سوريا في التغلب على العقوبات الغربية من خلال امدادها بناقلة لشحن النفط السوري الى الصين مما سيدر عليها 80 مليون دولار تقريبا.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسد قتلت تسعة الاف شخص على الاقل. وتقول الحكومة ان نحو ثلاثة الاف من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.
وحمت الصين وروسيا الاسد من التدخل الخارجي من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارين مدعومين من الغرب في مجلس الامن يدينان سوريا.
والصين غير ملزمة بالعقوبات الغربية على سوريا.
(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)
من اريكا سولومون ودوجلاس هاميلتون
الأسعد : سلاحنا يكفي بالكاد لحرب عصابات… وأداء «المجلس الوطني» انعكس علينا
انطاكية (تركيا) – بيسان الشيخ
في معسكر الضباط الواقع عند سفح جبل شاهق على الحدود التركية – السورية في انطاكية التقت «الحياة» كلاً من رئيس المجلس العسكري العميد الركن مصطفى الشيخ وقائد «الجيش الحر» العقيد رياض الاسعد فتحدث كل من وجهة نظره عن واقع «الجيش الحر» اليوم وابتعاد القيادة عن الميدان وتأسيس المجلس العسكري ومدى قبول اخضاع العمل العسكري للقرار السياسي لـ «المجلس الوطني» في وقت ازدادت فيه الانتقادات لأداء الضباط حتى وسط الجنود ممن التقتهم «الحياة» خارج المعسكر لا سيما مع ورود معلومات عن تشكيل قوة رديفة اطلقت على نفسها «الجيش الوطني الحر» وأخرى تسمى هيئة إغاثة المدنيين المتهمة بالعسكرة.
وفي مخيم يقتصر على الجنود المنشقين وعائلاتهم ويكتظ مدخله بمقاتلين وصلوا لتوّهم من الداخل السوري، ينقلون جريحاً أو ينتظرون امدادات وقد غطاهم الغبار ونال منهم الارهاق، يصل رياض الاسعد رشيقاً حليقاً ومحاطاً بحراسة أمنية مشددة. «حاول البعض الادعاء بأنهم صحافيون لاغتيالي» قال بشيء من التبرير لوجود نحو 5 رجال شرطة أتراك خلال إجراء المقابلة التي منع فيها التسجيل.
ويروي الاسعد بداية ان قرار الانشقاق كان «صعباً جداً» خصوصاً ان الظروف الامنية في بداية الثورة كانت لا تزال مشددة «لكنني اخذت المجازفة وأنا كنت اصلاً تعرضت لتضييق قبل الثورة وفي مطلعها واعتقلت في فرع الأمن الجوي لبضعة ايام وخضعت للتحقيق وتم عزلي من منصبي بحجة أن أبناء أعمامي يشاركون في التظاهرات».
ويتحدث الأسعد بهدوء بالغ وصوت منخفض مع ابتسامة تكاد لا تفارقه، فيقول: «علمت انه ستتم تصفيتي فقررت مغادرة سورية. في البداية خرجت مدنياً. ثم مع تزايد أعداد المنشقين وتحديداً في 29/7/2011 اتخذ القرار بتشكيل جسم يضم الجنود والضباط لقناعتنا بأن النظام لن يسقط بالتظاهرات السلمية ومن دون قوة عسكرية. فنحن نعرفه واختبرناه، فالعسكر يصنع الثورة وليس السياسيين».
وعن الانتقادات التي توجه الى القيادة الموجودة في تركيا وتعيش بشيء من الرفاه منقطعة عن المقاتلين في الداخل، قال الأسعد: «كل القيادات الثورية في الخارج ونحن نعمل من هنا لإمداد الداخل ودعمه ولا حرج في ذلك. واليوم مع وسائل الاتصال الالكتروني ما عاد شيء مستحيلاً. المعارك تدار بالانترنت».
وإذ اعتبر ان السلاح الموجود حالياً في أيدي الثوار يكفي بالكاد لحرب عصابات ومعارك كر وفر كما هي الحال، حذر من تسليح مجموعات لا تنطوي تحت مظلة «الجيش الحر». وقال: «بعض الاشخاص لديهم مكاسب شخصية وسياسية يريدون تحقيقها ونحن ندعو الجميع الى التخلي عن الشخصانية والعودة الى مظلة الجيش الحر».
وفي إشارة الى معلومات حديثة عن تشكيل «الجيش الوطني السوري» كانشقاق عن الجيش الحر احتجاجاً على أدائه، قال الاسعد: «سمعت ان عقيل الهاشم يريد تشكيل جيش وأرى انها مجرد ممارسة ضغوط. فمن هو عقيل الهاشم؟ عسكري متقاعد يبحث عن منصب. لدينا معطيات لا نريد كشفها الآن، لكن الاكيد ان هناك مجموعة سياسية بزعامة عماد الدين رشيد تسعى للاستيلاء على السلطة داخل المجلس الوطني وتريد تشكيل ذراع عسكرية لها. حتى انهم كانوا يجمعون الاموال باسمنا من بعض دول الخليج وليبيا والسودان. ومن شأن هذه النزعات ان تغرق البلد في الفوضى والفتنة لأنهم يشقون الصف في وقت يسعى الجميع الى توحيده خصوصاً قبيل عقد مؤتمر اسطنبول».
وإذ رفض الاسعد الخوض في الخلافات السابقة مع الشيخ معتبراً أن تشكيل المجلس العسكري والإعلان المشترك عن توحيد القيادة يكفي في الوقت الراهن، اعتبر ان المجلس الوطني هو «الوجه السياسي للحراك الثوري وصار أمراً واقعاً لا يمكن تحييده على رغم سلبياته».
وقال: «حتى الآن نحن معه على رغم انه لم يقدم لنا شيئاً لا على المستوى السياسي ولا المالي وقد نطالب لاحقاً بإعادة هيكلته».
ووصف الاسعد أداء المجلس بالضعيف والمقصي لشخصيات اساسية في المعارضة السورية كما أن أداءه تجاه المجتمع الدولي غير مقنع. وقال: «نحن قررنا عدم التدخل في السياسة والاكتفاء بالعمل الميداني على الارض لكن المهاترات الكثيرة باتت تنعكس علينا لأن غياب الخطاب الجدي انعكس علينا غياباً في المساعدات والدعم في وقت نحن في أمس الحاجة الى المال والسلاح ولدعم العالم. لكن نعود ونقول طالما ان المجلس يلبي طموحات الشعب السوري فنحن ملتزمون بقراراته».
مصطفى الشيخ: معركتنا المقبلة مع الاسلاميين
على الضفة الاخرى، قدم العميد الشيخ نفسه و «رؤيته الاستراتيجية» بديلاً لما يجري على الساحتين العسكرية والسياسية مشدداً على أن الغرب لن يدعم مجلساً وطنياً أو جيشاً لا يحملان تصوراً واضحاً لمرحلة ما بعد سقوط النظام خصوصاً مع هيمنة «الإخوان المسلمين» على كل أوجه المعارضة السورية كما قال.
وأضاف: «الغرب يريد تطمينات بأن سورية ما بعد الاسد ستضمن مصالحه الاستراتيجية في المنطقة والحدود مع اسرائيل ولن تتحول الى واحة اسلامية تنشط فيها التيارات المتشددة وتقمع فيها الاقليات ونحن بالمرصاد لأي احتمالات أسلمة للثورة وهذه معركتنا المقبلة».
وفي لقاء مع «الحياة» اقتصر عليه وعلى معاونه الاول النقيب أحمد الشيخ ومنعت فيه حتى كتابة الملاحظات بأمر من الامن التركي اعتبر الشيخ ان مهمته القاضية بوضع استراتيجيات العمل العسكري تقضي بالتنسيق مع المجلس الوطني «على رغم ملاحظات كثيرة عليه»، لافتاً إلى أن انقطاع اعضائه عن الواقع سيجعل السوريين في الداخل يرفعون قريباً شعارات «المجلس الوطني لا يمثلني». وفي وقت لقي اعلان «الاخوان المسلمين» الاخير حول الدولة المدنية قبولاً واسعاً وترحيباً من جميع الاطراف، شكك الشيخ فيه واعتبره جزءاً مما يتقنه «الاخوان» من مسايرة الاوضاع لحين وصول الفرصة المناسبة وانقضاضهم على السلطة في شكل اقصائي.
وقال: «هذا تنظيم عمل لسنوات في الخارج وتنظم واستفاد من خبرات الاخوان في بلدان أخرى فيما الحياة السياسية والحزبية في الداخل مجففة تماماً لذا هم يعرفون كيف يمالقون ومتى يتسلطون».
وبشيء من التندر وصف الشيخ خطاب «الاخوان» بأنه من قبيل «اسمع كلامك افرح أرى افعالك أتعجب». وسأل «إن كانوا فعلاً ملتزمين بالدولة المدنية والعمل تحت مظلة الجيش الحر كيف يفسرون عمل هيئة حماية المدنيين وهي ذراعهم العسكرية في الداخل؟ يجمعون لها التبرعات ويزودونها بالامدادات على حساب الجيش الحر حتى انهم اختاروا لها اسماً مضللاً؟». واذ اعتبر ان جماعة «الاخوان المسلمين» متمرسة في كسب الشارع بالعمل الاغاثي، شدد على انه اذا استمرت بعض المجموعات تعمل منفردة فسينشأ المزيد من الكتائب المستقلة على غرار «الجيش الوطني» وستدخل البلاد في نفق يصعب الخروج منه.