أحداث الخميس، 29 أيلول 2011
سورية: اغتيال الكفاءات العلمية يثير المخاوف والاتهامات
دمشق، نيقوسيا، نيويورك، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب ، رويترز
تبادل النظام والمعارضة في سورية الاتهامات بالوقوف وراء عمليات قتل أصحاب الكفاءات العلمية في حمص، وذلك بعد اغتيال مهندس نووي في المدينة صباح أمس في رابع حادث من نوعه خلال ايام. فيما واصلت قوى الامن السورية عملياتها في شمال غرب وجنوب ووسط البلاد.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مجهولين اغتالوا في حمص المهندس النووي اوس عبدالكريم خليل، فيما أفادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان خليل، وهو القائم بأعمال جامعة «البعث» في حمص، قتل برصاص «مجموعة ارهابية مسلحة عندما كانت زوجته تقله إلى عمله».
وكان المرصد أعلن أول من أمس مقتل قياديين «معارضين» في حمص على ايدي مجهولين، هما العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الاستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة «البعث». كما أعلن اغتيال الجراح في مستشفى حمص حسين عيد بالرصاص عندما كان يصعد إلى سيارته. غير ان السلطات السورية حملت «ارهابيين» مسؤولية الاغتيالات.
وذكر ناشطون حقوقيون ان اوس عبد الكريم خليل وحسين عيد من الطائفة العلوية، ومحمد علي عقيل شيعي ونائل الدخيل مسيحي. وحمل معارضون السلطات السورية مسؤولية الاغتيالات لإثارة فتنة طائفية في حمص.
وفيما دان المرصد السوري «بشدة اغتيال هذه الشخصيات القريبة من النظام»، أتهم تحالف «غد» لناشطين ميدانيين انشىء في 18 ايلول (سبتمبر)، السلطات بـ «عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد الى الاذهان عمليات الاغتيال التي طاولت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات».
وذكر المرصد ان بيانا تضامنيا مع سكان حمص تساءل عن «المسؤولين عن هذه الاغتيالات» و»دعا الجميع الى ادانتها ومنع الارهابيين من ارتكاب اعمال عنف مماثلة».
إلى ذلك، افاد المرصد ان ثلاثة جنود منشقين قتلوا امس، في حين توفي الضابط احمد الخلف متأثرا بجروح اصيب بها في الاشتباكات التي دارت في الرستن بين الجيش السوري وعناصر منشقة. واستمر القصف المتقطع بالرشاشات الثقيلة على المدينة امس في ظل حصار حولها لليوم الرابع على التوالي.
في موازاة ذلك نقل «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» عن شهود عيان وناشطين ان عدداً من الجنود المنشقين شكلوا «كتيبة عمر الخطاب» في دير الزور اشتبكوا امس مع الامن والشبيحة. كما افاد ناشطون دخول أكثر من عشرة باصات للأمن السوري إلى حي القدم في دمشق، موضحين ان قوى الامن قامت بمداهمة المنازل والمزارع واعتقال الشباب.
وفي نيويورك، تحركت الدول الأوروبية في مجلس الأمن هبوطا في مشروع قرارها الأخير في الشأن السوري، فيما تحركت روسيا صعوداً في سقف مشروعها الأخير، ما أفاد بامكان تفاهم على نص وسطي يصدر عن مجلس الأمن قريباً. إلا أن السباق على تقديم المشروعين المتنافسين أخذ طابع «الصبيانية» وعكس انعدام الثقة. وقال مصدر غربي رفيع المستوى إنه بعدما طلب السفير الروسي فيتالي تشوركين من السفير البريطاني مارك ليال غرانت التباحث في نص المشروع الأوروبي قبل عرضه رسمياً على بقية أعضاء مجلس الأمن، أسرع تشوركين بتقديم مشروعه رسمياً ليسبق الأوروبيين. وتكمن أهمية توقيت تقديم مشروع القرار رسمياً في وضع الطرف الذي سبق الآخر في موضع يمكنه من طلب التصويت على مشروعه أولاً إذا شاء، ما يقوض استراتيجية منافسه.
وحصلت «الحياة» على مشروعي القرارين الروسي والأوروبي اللذين بدأ أعضاء مجلس الأمن البحث فيهما ابتداء من يوم أمس.
وخلا مشروع القرار الأوروبي من عقوبات آنية تضمن آلية لاتخاذ إجراءات وعقوبات لاحقاً إذا لم تتوقف السلطات السورية عن القمع وإذا لم تتخذ إجراءات إصلاحية جدية في أسبوعين.
أما مشرع القرار الروسي فقد ساوى مجدداً في المسؤولية عن العنف بين الحكومة السورية والمعارضة، وتضمن تشجيعاً لجامعة الدول العربية للعمل على تعزيز حوار سياسي بين جميع السوريين. وطالب المعارضة السورية بأن تنأى بنفسها عن المتطرفين. ودعا الى حل الأزمة في سورية «سلمياً ومن دون تدخل خارجي». ووافقت الديبلوماسية الروسية على إبقاء الملف السوري في مجلس الأمن، وذلك بتضمين مشروع قرارها فقرة تنص على عودة مجلس الأمن للنظر في الوضع بعد شهر من تبني القرار.
في المقابل يتضمن مشروع القرار الأوروبي دعوة السلطات السورية الى الوقف الفوري «لانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان كالإعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة والقتل والتعذيب والاضطهاد والإخفاء القسري».
ويذكر السلطات السورية بضرورة إخضاع المسؤولين عن الانتهاكات الى المحاسبة، ويدعوها الى السماح الفوري بوصول مراقبين دوليين لحقوق الإنسان ولجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان. وينوه «باستنتاج المفوضية العليا لحقوق الإنسان بأن الخروقات لحقوق الإنسان في سورية قد ترقى الى مستوى جرائم ضد الإنسانية»، ويشير الى توصيتها بأن الوضع في سورية «يجب أن يحال الى المحكمة الجنائية الدولية».
ويدعو الى إطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم وتهدف الى تلبية تطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير على أن تتم في بيئة خالية «من العنف والخوف والاعتقال التعسفي والقتل للناشطين السياسيين السلميين»، وتمارس فيها «الحقوق الأساسية للسكان بما فيها حقوق التعبير والتجمع السلمي». ويشدد مشروع القرار الأوروبي على وقف السلطات السورية العنف في المناطف المدنية، والسماح للنازحين بالعودة الى منازلهم بسلامة.
ويدعو كل الدول الى ممارسة الحذر واليقظة في ما يتعلق بالإمدادات المباشرة أو غير المباشرة أو بيع أو تحويل السلاح الى السلطات السورية، وكذلك التدريب التقني والموارد المالية والمشورة والخدمات الأخرى المشابهة المتعلقة بالسلاح.
وبموجب مشروع القرار الأوروبي فإن مجلس الأمن «يعبر عن التزامه مراجعة تطبيق سورية القرار خلال ١٥ يوماً، وفي حال لم تتقيد سورية بالقرار، يتبنى إجراءات هادفة بما فيها عقوبات بموجب المادة ٤١ من الفصل السابع».
قال السوري أبو الياس للعراقي روبير: قريباً قد نصبح مثلكم!
بجوار كنيسة سيدة صيدنايا، الواقعة في محافظة ريف دمشق، حيث يتوافد المسيحيون لزيارتها منذ 1400 سنة، يقول أبو إلياس مشيراً إلى صديقه العراقي روبير، «جميعنا يخشى المستقبل.. لجأ العام الماضي إلى سوريا هارباً من العراق. قريباً ربما نكون جميعاً مثله»…
تزداد مخاوف الأقلية المسيحية في سوريا مع تواصل العمليات العسكرية في البلاد، وكان آخرها في مدينة الرستن. يؤكد زوار صيدنايا خوفهم من ان يؤدي تغيير النظام إلى صعود قيادة استبدادية من الغالبية السنية تحرمهم من الحماية الشكلية التي كانت عائلة الأسد تؤمنها لهم على مدى أربعة عقود، فضلا عن خوفهم من حرب اهلية تُدخل البلاد في صراع دموي طائفي في بلد الأقليات العرقية والدينية التي وجدت في معظم الأحيان طريقة مناسبة للتعايش.
بالنسبة إلى كثير من المسيحيين السوريين الذين يشكلون حوالى 10 في المئة من السكان، لا يزال الأسد في المنطقة يشكل ضمانة لهم على عكس وضع إخوانهم المسيحيين في كل من لبنان والعراق اللذين خاضا الحرب الأهلية، او حتى في مصر حيث تزداد مخاوف الأقباط من التغيرات الثورية.
… «لا أعرف هدفكن؟ الآن تستطعن قول وفعل ما تردن، لكن إذا سقط النظام ستختبئن في بيتكن، وتتحسرن على هذه الأيام»… بهذه الكلمات عبرت مواطنة سورية مسيحية عن مخاوف الأقلية المسيحية على صفحة «ناشطات مسيحيات» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، تلومهن فيها على نشاطهن المعارض.
ما هو مصير الأقليات في منطقة متنوعة بهذا الشكل؟ سؤال يتصدر الاستفهامات الأكثر إلحاحاً التي تواجه العالم العربي المضطرب. فمحنة المسيحيين في سوريا لاقت صدى بين الأقليات الدينية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وكثير منهم يعتبرون أنفسهم في مواجهة مصير مشترك.. في العراق، تضاءل عدد المسيحيين منذ إطاحة الرئيس صدام حسين، مدفوعين بعيداً جراء عمليات سفك الدماء والتعصب. في مصر، يقلق المسيحيون من صعود الاسلاميين. اما في لبنان، حيث يمثلون أكبر نسبة مقارنة مع الاقليات الاخرى في المنطقة، فالقلق حول مستقبلهم لا يفارقهم بعدما خرجوا خاسرين من 15 عاماً من الحرب الأهلية.
ما يسود الأوساط المسيحية السورية من تخوف، وصل إلى لبنان بشكل واضح بعدما أثار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جدلا بتصريحاته الأخيرة التي تناولت الوضع في سوريا قائلا إن «الرئيس الأسد رجل بسيط، ولا يستطيع فعل المعجزات. لذلك يجب أن نعطيه فرصة أخرى للسيطرة على الوضع.. نحن لا ندافع عن النظام السوري، لكن سقوطه سيؤثر على تواجد المسيحيين في كل بلاد الشرق الأوسط. لذلك نحن أيضاً علينا المقاومة».
وعلى الرغم من اعترافات القلق والخوف المسيحية في سوريا وجوارها، إلا أن النخبة المعارضة السوريّة تضم رموزاً مسيحية كبيرة أمثال ميشيل كيلو وفايز سارة، وذلك بموازاة مشاركة عدد منهم في التظاهرات الجماهيريّة، وخصوصا في دمشق. مشاركة مماثلة خرقت ايضاً صفوف الأقلية العلوية التي لطالما سيطرت على الحكم والوظائف الإدارية والعسكرية منذ عقود، اذ بدأ عدد من العلويين ينضمون الى تظاهرات المعارضة الحاشدة كالتي انطلقت من وسط حماة.
وفي حين تعد الثورات العربية بتجديد الأنظمة، بعيداً عن أساليب القمع وعدم المساواة، لا يزال الخوف من الإسلاميين قائماً.. خوفٌ من ان تكسب القوة الأكثر تنظيماً في المنطقة المزيد من النفوذ ساعية إلى جعل المجتمعات العربية أكثر محافظة وربما أقل تسامحاً… هذا ما يدفع ابو الياس إلى القول بحسرة «اليوم، لا نزال هنا. غداً، لا أحد يعلم اين قد نكون».
(عن «نيويورك تايمز»)
الأسـد يصدر مرسـوم تشكيل لجنـة الانتخابات: سـوريا تستعيد استقرارها
موسكو ترفض مشروع قرار غربي ضد دمشق: يشجع المعارضة على العنف … ويقضي بتغيير النظام
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، «أن الحوادث الأليمة انتهت والحمد لله وتستعيد المدن السورية التي تعرضت للحوادث استقرارها الكامل»، فيما تمسكت موسكو برفضها مشروع قرار أوروبي، تم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن الدولي، يتم فيه التهديد بفرض عقوبات على سوريا، محذرة من انه يشجع المعارضة على مواصلة العنف، وأنه عبارة عن «مواصلة السياسة المعتمدة في ليبيا وتقضي بتغيير النظام».
والتقى الأسد الرئيس سليم الحص، في دمشق، وتم خلال اللقاء «الحديث عن الأزمة التي مرت بها سوريا واجتازتها بسلام» كما جاء في بيان المكتب الإعلامي للحص. وأكد الأسد «أن الحوادث الأليمة انتهت والحمد لله، وتستعيد المدن السورية التي تعرضت للحوادث استقرارها الكامل، والسلطة في سوريا تسهر على الوضع وتوليه اهتماما بالغا حفاظا على سلامة الشعب العربي السوري وهنائه».
وتطرق الحديث «إلى المد القومي والعربي الذي عاد إلى التعاظم والتنامي بزخم مشهود في سوريا، وهذا من شأنه أن يبقي سوريا في طليعة الأقطار العربية التي تحتضن الحركة القومية العربية بحيث تبقى محورا أساسيا لتلك الحركة في الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج» حسب المكتب الإعلامي للحص، مشيرا إلى تطرق الحديث إلى الوضع في لبنان «فكان تلاق في الرأي أن لبنان بقي وسيبقى في طليعة الأقطار العربية التي حفظت الوفاء كاملا للأمة العربية. وسوريا حريصة كل الحرص على أمن لبنان واستقراره وتقف معه في موقع واحد دفاعا عن وحدته ورسالته ووجوده».
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) ذكرت أن الأسد بحث مع الحص الحوادث التي تشهدها سوريا وتداعياتها على المنطقة عموما وعلى لبنان خصوصا، مشيرة إلى أن الحص أكد «أن لسوريا دورا رياديا وأساسيا في الحفاظ على العروبة وأنها مستهدفة لهذا الدور». واعتبر «أن أي حراك سياسي في المستقبل في المنطقة يجب أن يكون مرتكزا على الفكر القومي لأنه الوحيد الذي يحافظ على وحدة المجتمعات العربية». (تفاصيل صفحة 2).
إلى ذلك، اصدر الأسد مرسوما يقضي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات. وتتشكل اللجنة من مستشاري محكمة النقض خلف العزاوي ومحمد حيدر الجدي وعبد الفتاح الابراهيم ومحمد أنيس سليمان وحسناء الأسود كاصلاء، وأنطوان فيلو وأحمد عرموش وعبدو شهلا وهشام الشعار وهشام ظاظا كاحتياط.
مجلس الأمن
وكرر المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو تعارض أي مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يلوح بفرض عقوبات على سوريا.
وقال تشوركين «موقفنا هو أن (مشروع القرار حول سوريا) هو مواصلة السياسة
المعتمدة في ليبيا وتقضي بتغيير النظام». وأضاف «دعونا نر الأمور كما هي، استمعنا إلى تصريحات من مختلف العواصم تصف ما هو مشروع وما ليس مشروعا، ونعتقد أن هذا الأسلوب في التفكير والحديث يشجع العنف في سوريا».
واتهم الغرب بأنه «يشجع بشكل أساسي العناصر الهدامة من المعارضة على مواصلة نهجها، ونرى أن هذا سيكون له تأثيرات خطيرة ومأساوية على سوريا وعلى المنطقة». وأشار مجددا إلى ما حدث في ليبيا حيث أدى قرار لمجلس الأمن يدعو إلى «حماية المدنيين» إلى تدخل حلف شمال الأطلسي لاسقاط نظام معمر القذافي، موضحا أن هذا مثال على إمكانية إساءة استخدام «صيغ بريئة».
وردا على سؤال عما إذا كانت عملية إسقاط العقوبات من أي قرار أمرا كافيا لتوافق عليه موسكو، ضحك تشوركين. وقال «لقد رأينا هذا الأمر يحصل مرات عديدة، خصوصا في ليبيا»، مضيفا «هناك عدد من الأمور نعتقد ببساطة أنها خطيرة جدا ولا يمكن استخدامها في الحالة السورية».
وكانت دول أوروبية وزعت على دول مجلس الأمن مشروع قرار جديدا ينص على التلويح بفرض عقوبات على الحكومة السورية بدلا من فرض عقوبات فورية. وصاغت مشروع القرار كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، ويرمي إلى تجاوز فيتو روسيا والصين.
وبحسب نص مشروع القرار فإن مجلس الأمن يدين بشدة «الانتهاكات المنهجية والخطيرة والمتواصلة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية، ويطالب بالوقف الفوري لجميع أشكال العنف». ويشير إلى أن مجلس الأمن «يعرب عن تصميمه في حال لم تتقيد سوريا بهذا القرار، على إقرار إجراءات هادفة بما فيها عقوبات». ويشدد على الحاجة إلى «آلية سياسية يقودها السوريون» من اجل إنهاء الأزمة ويعرب عن اسف مجلس الأمن لعدم تنفيذ الأسد الإصلاحات الموعودة. كما يدعو النص الى تعيين موفد خاص للامم المتحدة الى سوريا.
ويطالب مشروع القرار «بوقف فوري لأعمال العنف بحق المتظاهرين». ويعرب المجلس، وفق النص، عن «تصميمه في حال عدم امتثال سوريا لهذا القرار على تبني تدابير بما فيها عقوبات، تحت الفصل السابع».
من جهتها، اقترحت روسيا مشروع قرار يكتفي بإدانة أعمال العنف في سوريا من أي طرف. وقال تشوركين «نعتقد أن (مشروع القرار الروسي) إذا تم تبنيه سيشجع العملية السياسية في سوريا، ويساهم في وقف العنف لأنه لا يتضمن رسالة قوية».
ويعبر مشروع القرار الروسي «عن عميق القلق حيال الوضع في سوريا، ويدين تواصل العنف، ويعرب عن القلق من إمكانية تصاعده. ويدعو الى وقف فوري لكل انواع العنف والاستفزازات، ويحث كل الاطراف على الامتناع عن الانتقام، ضمنه الهجمات على مؤسسات الدولة». ويشدد «على ان الحل الوحيد للأزمة الحالية في سوريا هو عبر عملية سياسية سورية شاملة تهدف الى بحث المطالب المشروعة للشعب». وأضاف «يشير الى التعهدات والخطوات التي اعلنتها السلطات السورية للتوصل الى الاصلاح ونتوقع تقدما ملموسا في عملية تطبيقها».
ويدعو مشروع القرار السلطات السورية إلى الإفراج عن «كل السجناء السياسيين والمتظاهرين السلميين المعتقلين».
كما يشدد «على الحاجة الى حل الأزمة في سوريا بطريقة سلمية، واستبعاد أي تدخل عسكري خارجي». ويحث نص المشروع «المعارضة السورية على ابعاد نفسها عن المتشددين والانخراط في حوار سياسي مع السلطات السورية حول كيفية الاصلاح. وفي هذا الاطار، تشجيع الجامعة العربية على مواصلة جهودها الهادفة الى تشجيع الحوار السياسي بين جميع السوريين».
المعلم
وفي نيويورك، اختتم وزير الخارجية وليد المعلم اجتماعات. والتقى وزراء خارجية فنزويلا نيكولاس مادوروس موروس وباكستان هينا رباني خار وبيلاروسيا سيرغي مارتينوف وماليزيا داتو سري انيف امان حيث شرح لهم التطورات الجارية في سوريا والخطوات الإصلاحية التي يقودها الأسد ومؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد قريباً في دمشق. كما أوضح «واجب الدولة في مواجهة الجماعات المسلحة حماية لأمن مواطنيها وعزم القيادة السورية على تنفيذ برنامج الإصلاح خلال الأشهر المقبلة».
وأعرب موروس عن دعم فنزويلا الكامل لسوريا ووقوفها الى جانبها في هذه الظروف. وشدد على «رفض الحرب الاعلامية التي تشن على سوريا والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية عليها». وأدان «الحملة الاجرامية التي تتعرض لها سوريا نتيجة مواقفها ضد محاولات الهيمنة الاميركية والغربية على المنطقة».
بدورها، أكدت رباني خار «ضرورة احترام حق الدول في معالجة مشاكلها الداخلية، ورفضها للتدخل الخارجي في شؤون الدول الأخرى». وأعرب مارتينوف عن «ثقته بحكمة الأسد وقدرة القيادة السورية على إنجاز الإصلاح والحفاظ على أمن سوريا واستقرارها».
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف «القمع»، في لقاء مع المعلم أول من أمس. وقال المتحدث باسمه مارتن نسيركي ان «الامين العام جدد دعوته لوضع حد للعنف ولآلية فعلية تلبي تطلعات الشعب المشروعة الى تغيير سياسي شامل».
الى ذلك، اعلنت مجموعة الطاقة الكرواتية «اينا»، في بيان، انها خفضت الإنتاج في حقول النفط والغاز التابعة لها في سوريا بعد قرار الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على دمشق. وقالت «الاتحاد الأوروبي شدد العقوبات على سوريا وفرض حظرا على استيراد النفط السوري إلى الاتحاد الأوروبي. نظرا للتطورات الأخيرة عدلت اينا متوسط إنتاجها اليومي من النفط والغاز في سوريا».
تركيا
وذكرت «رويترز» ان انقرة تحضر قائمة من العقوبات على سوريا، وذلك استكمالا لحظر على الأسلحة مفروض بالفعل. وأشارت الى ان العقوبات ستعلن خلال الايام القليلة المقبلة بعد ان يزور رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مخيمات حدودية تؤوي سوريين.
وقالت الحكومة التركية ان العقوبات ستستهدف الحكومة السورية وليس الشعب. وقال مسؤولون اتراك انها ستطال الجيش والعلاقات المصرفية وقطاع الطاقة وغيره.
وكانت إحدى ثمار الاجتماعات التركية ـ السورية تخطيط مصارف تركية لافتتاح فروع لها في سوريا، ولكن وسائل الاعلام التركية نقلت عن مسؤولين قولهم ان العقوبات ستستهدف على الارجح النظام المصرفي للدولة، مثلما فعلت العقوبات الاميركية والاوروبية. كما علقت خطط تأسيس مصرف تركي – سوري إلى جانب خطط تعزيز العلاقات بين البنكين المركزيين في البلدين حسب ما نشرت وسائل الاعلام التركية. كما يحتمل إلغاء خطط مثل استكمال مشروع غاز يربط خط انابيب عربي بخط انابيب تركي. وبرغم ان انقرة لم تقطع العلاقات رسميا فإن مسؤولين يقولون انها ربما تتخذ بعض الخطوات لخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في دمشق.
ميدانيات
استفاق السوريون أمس على خبر اغتيال جديد في مدينة حمص، التي لم تخل من التوتر الأمني منذ عدة أشهر. والضحية هذه المرة ليست ضابطا في الجيش كما كان الأمر في الأيام السابقة، بل الاختصاصي في الهندسة النووية القائم بالأعمال في جامعة البعث المهندس أوس عبد الكريم خليل الذي تم اغتياله خلال إيصاله زوجته إلى عملها في أحد أحياء المدينة. وذكرت «سانا» أن «الضحية قتل برصاص مجموعة إرهابية مسلحة أثناء إيصاله زوجته لمكان عملها قرب جسر باب عمرو في المدينة». (تفاصيل صفحة 13)
وذكرت «سانا» ان «العقيد في قوات حفظ النظام تيسير العقلة استشهد جراء إطلاق النار عليه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة مساء أمس (أول من أمس) في حي التعاونية بمدينة حماه». وأضافت «ضبطت الجهات المختصة كمية كبيرة من الاسلحة والعبوات في كل من بلدة كناكر بريف دمشق وتل ابيض في الرقة وأنحاء متفرقة من دير الزور».
وتابعت «في الشأن التربوي لم تسلم المدارس في منطقة جبل الزاوية وقرى ريف معرة النعمان الغربي والشرقي من اعتداءات المجموعات المسلحة بهدف تعطيل العملية التربوية فيها وخلق أجواء من الذعر بين المواطنين، حيث قام أفراد المجموعات باقتحام المدارس في كل من قرى بزابور وكورين وبنبنة وعين لاروز وأخرجوا الطلاب تحت تهديد السلاح من هذه المدارس. كما قامت مجموعة مسلحة بإحراق غرفة الإدارة والمكتبة في مدرسة الحكمة في بلدة معرشمارين التابعة لمنطقة معرة النعمان وقاموا بتهديد عدد من المدرسين والكادر التدريسي والإداري فيها».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، ان «ثلاثة جنود منشقين قتلوا في الاشتباكات التي دارت في مدينة الرستن بين الجيش السوري وعناصر منشقة».
وقال احد سكان مدينة الرستن لوكالة «»رويترز» في اتصال هاتفي عن طريق الاقمار الاصطناعية، «تمكن الجيش السوري من دخول الجزء الجنوبي من الرستن لكن الجيش السوري الحر يقاتلهم ودمر ثلاث مدرعات». وقال سكان في حمص إن «الجنود المنشقين اصابوا دبابة بقذيفة صاروخية» أول من أمــس. («السفير»، سانا،
أ ف ب، أ ب، رويترز)
الدبابات والمروحيات السورية تلاحق المنشقين عن الجيش ومقتل ثمانية في بلدة الرستن
بيروت دمشق عمان رويترز د ب أ: قال سكان ان الدبابات السورية قصفت بلدة اصبحت ملاذا للجنود الهاربين من الجيش لليوم الثاني على التوالي امس الاربعاء في اول معركة كبيرة مع الجنود المنشقين منذ بدء الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد قبل ستة اشهر.
ويقاتل ما لا يقل عن الف من الجنود المنشقين والسكان المسلحين قوات تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر تحاول استعادة السيطرة على بلدة الرستن التي يسكنها نحو 40 الف نسمة في وسط سورية. وقال احد السكان في اتصال هاتفي عن طريق الاقمار الصناعية ‘تمكنوا من دخول الجزء الجنوبي من الرستن لكن الجيش السوري الحر يقاتلهم ودمر ثلاث مدرعات’. وقال ناشط من مدينة الرستن، ويقيم في لبنان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الجيش يقصف كافة أنحاء الرستن بالدبابات والمروحيات، وهو الآن داخل الجزء الجنوبي من المدينة. وأضاف أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في أعمال العنف التي جرت امس، بينهم أربعة من المنشقين عن الجيش. وأوضح الناشط ، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الانشقاقات في صفوف الجيش السوري تزداد يوما بعد يوم، غير أن النظام لا يزال يعيش كذبة كبرى، معتقدا أن بإمكانه إخماد هذه الانتفاضة باستخدام الدبابات والمروحيات، على حد قوله.
من ناحية أخرى، أعلن التلفزيون الرسمي السوري امس الأربعاء اغتيال أوس عبد الكريم خليل، الأستاذ المتخصص في الهندسة النووية بجامعة دمشق، على يد ‘مجهولين’ في حمص.
وقال ناشط في دمشق لـ(د.ب.أ) عبر الهاتف إنه يعتقد أن الحكومة السورية تعرف بالضبط قتلة الأستاذ الجامعي وقتلة الأشخاص الآخرين الذين لقوا حتفهم في الأسابيع الماضية بحمص.
وفي ريف دمشق، قال الناشطون إن قوات النظام داهمت مدرسة البنات الثانوية صباحا واعتقلت 60 بنتا لمشاركتهن’بالمظاهرات الطلابية، وبعد سجال طويل تمت مبادلة البنات بآبائهم. وأعقب ذلك مداهمة مدرسة البنين وحملة مداهمات للمنازل.
في غضون ذلك ، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 15 شخصا على الأقل بينهم أكاديميان معارضان للنظام البعثي قتلوا في حملات قوات النظام يوم أمس الاول.
جنبلاط: نصحت الأسد ‘إلا الدم’ لأنه يسقط الانظمة
لا أغيّر مواقفي… ولكن ماذا تفعل إذا كان المسدس في رأسك؟
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: أعلن رئيس ‘جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط أنه ‘رغم صداقته الوطيدة بالرئيس المخلوع حسني مبارك إلا أنه أطلق النار في الهواء احتفالاً بسقوطه بعد المعلومات التي توافرت لديه عن قتل المتظاهرين والظلم الكبير الذي لحق بالشعب المصري’.
وأشار جنبلاط لبرنامج ‘الحقيــــقة’ إلى أنه ‘نصح الرئيس المصري السابق ورئيس مخابراته اللواء عمر سليمان باستيعاب دروز إسرائيل وإلحاقهم بالجامعات المصرية حتى لا تسيطر عليهم إسرائيل ويكون ولاؤهم للعرب إلا أنهم رفضوا طلبه’.
وفي شأن آخر أكد مقابلته للرئيس السوري بشار الأسد مرتين خلال الأيام القليلة الماضية ونصحه بالحل السياسي للأزمة السورية بدلاً من الحل الأمني، وقال له إلا ‘الدم’ لأن الدم يؤدي لسقوط الأنظمة.
وأوضح أنه ‘نصح الرئيــس الأسد بالعمل على حل أزمة بلاده ســـياسياً، وذكّره بما حدث مع الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ثم الرئيس المصري السابق حسني مبارك ثم معمر القذافي’.
وأضاف ‘تقبّل الأسد كلامي إلا أنه للأسف الشديد ما زال الحل الأمني مستمراً في سورية’.
ورداً على سؤال له: لماذا تغير مواقفك مثلما تغيّر ملابسك..أجاب جنبلاط: ‘أنا لا أغيّر ملابسي كثيراً حيث أرتدي الجينز دائماً، أما في السياسة فكل الساسة يغيّرون مواقفهم وفقاً للظروف السياسية السائدة’، وعقّب قائلاً ‘ماذا ستفعل إذا كان المسدس مشهراً في رأسك؟’ .
وكانت أوساط سياسية كشفت عن لقاءات يعقدها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مع عدد من اركان وممثلي قوى 14 آذار، آخرها في دارة احدى الشخصيات، تمّ في خلالها تأكيد اهمية تعزيز الحالة الوسطية لتشكّل بيضة القبان في المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة. واشارت الاوساط الى ان جنبلاط اكد لحلفاء الامس تلاقيه مع 14 آذار في معظم مواقفها.
سوريون متخوفون من ‘الاقتتال الطائفي’ يُقبلون على فيلم سينمائي يعالج المسألة بالجنس والحشيش
دمشق ‘القدس العربي’ من كامل صقر: انشدّت أبصار رواد السينما في سورية إلى الفيلم اللبناني ‘هلأ لوين’ الذي يُعرض
حالياً في إحدى أشهر دور العرض السينمائي في العاصمة دمشق، الراغب في المشاهدة عليه أن ينتظر طابوراً طويلاً ليحصل على بطاقة الدخول إلى صالة العرض، الممتلئة دائماً بمتابعي هذا الفيلم، يقول أحد الشباب ممن جاؤوا لمشاهدة العرض: ‘ربما تبدو الأجواء السياسية في سورية مقلقة إلى الحد الذي يدفعنا لعدم الترفيه عن أنفسنا سينمائياً، لكنها فكرة الفيلم التي تلامس هواجسنا نحن السوريين في هذه الأيام العصيبة’.
ويحكي فيلم ‘هلأ لوين’ الذي أخرجته الفنانة اللبنانية نادين لبكي قصة قرية لبنانية
في فترة الحرب الأهلية، قرية يسكنها مسلمون ومسيحيون، وعندما يهدد العنف الطائفي باجتياح القرية تقوم نساؤها بابتكار حلول خلاقة وغير اعتيادية لإلهاء الرجال المتعطشين دائماً للصراع والتناحر الطائفي لأتفه الأسباب.
يستخدم الفيلم مسألة الإغراء الجنسي، عبر استعانة نساء القرية بفتيات أوكرانيات من بنات الهوى واستقدامهن إلى القرية القابعة على بارود الشحن الطائفي، في سبيل إلهاء الرجال المتحفزين للقتال وإشغالهم عن التناحر، ثم َجري تطعيم الإغراء الجنسي باللجوء إلى المواد المخدرة والحشيش كعامل مضاف لعملية الإلهاء تلك.
وبالعودة إلى العاصمة دمشق أجرى معظم من شاهد الفيلم إسقاطاتهم ومقارباتهم السياسية والدينية فجالت مخيلتهم على الأحداث التي تشهدها سورية وكيف أطل شبح الطائفية والاقتتال المذهبي في مدينة اللاذقية الساحلية منذ فترة، لكنه لم يجد طريقه للتنفيذ ومضت الأمور على خير ما يرام، فيما خيم الاقتتال الطائفي على مدينة حمص وسط البلاد على مدى الأسابيع الأخيرة عبر أعمال عنف أهلية متبادلة بين أحياء متجاورة مختلفة مذهبياً داخل المدينة، تخللتها عمليات اختطاف متبادلة وتمثيل بالجثث واعتداءات على المنازل والمحال التجارية. عنف حاولت السلطات السورية التستر عليه وإخفاء حالاته لكنه تجلى بصورة واضحة عايشها أغلب سكان المدينة المتوترة والذين لم يجر إلهاؤهم بأي من الحلول المبتكرة التي قدمها الفيلم، ولا عبر حلول منطقية عملية تنقذ المدينة من طائفيتها وتعيدها إلى حالة التعايش أو إلى ما كان يُسمى بـ’اللحمة الوطنية’ وذلك قبل أن تندلع الأحداث التي تشهدها البلاد منذ قرابة السبعة أشهر.
وقالت إحدى المشاهدات للفيلم وهي طالبة في قسم اللغة الفرنسية بجامعة دمشق: ‘الفيلم أوقظ في دواخلنا حذرا شديدا من إمكانية أن تنزلق سورية إلى حمام الاقتتال الطائفي، آمل ألا تصل البلاد إلى هذه المرحلة، لا يوجد ما يستدعي أن نقتل بعضنا تحت أي ظرف’.
معارض سوري: لم يفاجئنا الرفض الروسي للعقوبات على النظام
بهية مارديني
اعتبر الدكتور عبد الرزاق عيد الكاتب والمفكر السوري البارز في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن الموقف الروسي في رفض مشروع قرار جديد قدمته دول أوروبية مدعومة من الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا ، “لم ُيشكل مفاجأة”، وقال “هذه روسيا ، دائما ما شكلت تاريخ خيبة بالنسبة لنا”، معربا عن استغرابه “في أن الذين يفترض أنهم ثاروا على النظام الروسي السابق ، النظام التوليتاري ، وقاموا بالبرويسترويكا هم من يحاربون الان الشعب السوري “.
وقال عيد وهو رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر “الغريب أنه لم تتغير سياسة النظام الروسي بل هبطت الامور الى نحو مبتذل”. وأوضح عيد ” أنها كانت لدى النظام السابق سياسة مصالح دولة كبرى ، أما الان فهبطت الى مستوى مصالح فردية ضيقة “.
واضاف “مايجري الان شيء غريب، وأصبحت المواقف تباع وتشترى وشعبنا السوري يدفع الضريبة ويسدد الثمن”.
وحول المستقبل في ظل الموقف الروسي قال “من المفترض ان يتولى الامر مستقبلا الحلف الاطلسي لان الاحتمال الاخر الذي يقود النظام البلاد اليه هو دفع الثوار الى التسلح وهذه الحالة معناها الحرب الاهلية وعسكرة الثورة وعلى اساسها لاتكون الحسابات “واحد زائد واحد” بمعنى انه في كل الاحوال فهي مسؤولية النظام لا المعارضة”.
وقال “عسكرة الثورة ستستدعي الكثير من المشاكل بحكم موقع سوريا وبارتدادتها على العراق والمنطقة وسيتم تجاوز مجلس الامن من قبل الغرب للتدخل العسكري لانقاذ اسرائيل من قبل الدول الكبرى عن طريق الاطلسي”.
وأشار الى “تصريحات اسرائيلية منذ ثلاث سنوات باتجاه بناء جدار عازل مع سوريا لان سوريا مرشحة لحرب اهلية”،
واكد “ان تدخل الغرب عسكريا ليس بسبب المعارضة بل بسبب النظام الذي مازال يستمر بنهجه”.
وقال “في المحصلة استمرار النظام بهذا الخيار العسكري الامني هو المسؤول ، وهو يعرف انه كيفما فعل فليس امام من خيارات الا السقوط لذلك يحارب حتى النهاية وهو المسؤول عن عسكرة الثورة والتدخل العسكري وقيادة البلاد الى ماهي عليه الان ومستقبلا”.
وحول كلام بشار الأسد الى سليم الحص في أن الازمة انتهت وان الاستقرار ساد المحافظات التي شهدت احداثا قال عيد “لانجد أن الامور انتهت على الارض في سوريا أو انها تتجه للاستقرار ، وعندما تكون الازمة قد انتهت يكون هناك تفوق من النظام والا ما المبرر لاستخدام الطيران من قبل النظام طالما انتهت الازمة وانحلت ،… ” معتبرا “ان استخدام الطائرات يدل على اتساع الانشقاقات داخل الجيش، كما ان المظاهرات لم تتوقف في اكثر من مدينة ومحافظة ، فمحافظة حماة لم تتوقف مظاهراتها وفي دمشق لم تتوقف المظاهرات على سبيل المثال ، والمواجهة المسلحة بالرستن بين المنشقين والجيش مازالت مستمرة”.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعية العامة للامم المتحدة ان تكتل بريكس ، الذي يقول دبلوماسيون امريكيون واوروبيون انه أصبح مصدر عرقلة بدرجة متزايدة، “لا يبحث عن معارك وانما يريد حلولا متعددة الاطراف للمشاكل الملحة”.
وكان قد أعلن مصدر دبلوماسي روسي أمس الأربعاء، رفض موسكو مشروع قرار جديد قدمته دول أوروبية مدعومة من الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا، رغم تخفيفه الجزء المتعلق بفرض عقوبات على دمشق. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن مصدر دبلوماسي إن “البنود المتعلقة بالعقوبات في المسودة الجديدة لا يمكن أن ترضي روسيا”.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال قدمت مسودة قرار جديد حول سوريا مدعومة من الولايات المتحدة، يخفف الجزء المتعلق بالعقوبات إذ يحذر بفرضها فقط في حال إستمر العنف ضد المتظاهرين.
ويقول المشروع ، بحسب وكالات الانباء، انه اذا تجاهلت دمشق مطالب مجلس الامن فان المجلس “سيتبنى اجراءات مستهدفة بما في ذلك عقوبات فورية.”
وكانت مسودة قرار سابق يقضي بفرض عقوبات على النظام السوري قد ووجهت بمعارضة الصين وروسيا حيث لوحتا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده.
وفي الشهر الماضي وزعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال مشروع قرار يدعو الى فرض عقوبات على الاسد وشخصيات من ذوي النفوذ. وقالت الدول الخمس انذاك انها تريد تصويتا في اقرب وقت ممكن لكن التصويت لم يجر ابدا.
واعترضت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن والبرازيل والهند وجنوب افريقيا على المشروع الاوروبي-الامريكي السابق بشان العقوبات.
وكان لافروف، جدد رفض بلاده مشاريع القرارات الغربية التي تفرض عقوبات على النظام السوري ولا تطلب من المعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار
معارضون سوريون: المجالس الانتقالية ظاهرة مرضية
تعدد المجالس يفقد المعارضة السورية شعبيتها وأغلبها صنيعة تركية
بهية مارديني
انتقد ناشطون سوريون تعدد المجالس الانتقالية المتحدثة باسم المعارضة السورية، كما انتقدوا محاولة الإخوان المسلمين للسيطرة على تلك المجالس، منتقدين في الوقت نفسه اتخاذ تركيا مقرا لاجتماعات تلك المجالس.
بهية مارديني من باريس:في حين تعلن جماعة الاخوان المسلمين مبادرتها في اسطنبول عبر مجلس انتقالي يضم أكثر من 200 شخصية، يعلن معارضون اخرون في القاهرة عن مجلس انتقالي في نقابة الصحافيين اليوم إلا أن معارضين سوريين يرون في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” أن المجالس الإنتقالية السورية ظاهرة مرضية قد تؤثر سلباً على الثورة في الداخل ، وأن معظمها صنيعة تركية .
وأكد المعارض السوري أبو الضاد سالم السالم “أنها ليست ظاهرة صحية والأسباب هي:تكرر الأسماء المرشحة في أغلب المجالس “، متسائلا “إذا إتفقنا على الأسماء لماذا تَعدُدُ المجالس إذاً؟ وجود تيار مُسيطر في جميع المجالس “، ولفت الى أن المعارضة بهذا الشكل “فقدت دورها الحقيقي وهو تمثيل الحراك الشعبي الداخلي والخارجي بكل مكوناته ( في اشارة منه الى الاسلاميين)”.
وبرر السبب الثالث لكونها مجالس مرضية بالقول انها تتس م”بالإستعجال في تكوين المجالس بدون تحضير أو حتى جدول أعمال ، وكأننا في سباق حجز مقاعد ، مما أفقد هذه المجالس قيمتها السياسية اضافة الى .بروز مصطلح الزعامة في المجالس الذي هو مرفوض من الشعب السوري ، فنحن نُناظلُ من أجل إسقاط شخصية القائد ولا نود الرجوع للخلف”.
وتساءل، هل الهدف هو تكوين مجلس أو هيئة أو اي تسمية كانت أم توحيد جهود المعارضة بكل أطيافها بجسم سياسي يكون الداعم الحقيقي للثورة .
وبالنسبة لدور الأخوان المسلمين في إنقاذ المعارضة أجاب السالم” أن للاخوان دور مهم في جميع المبادرات والحلول السياسية في سوريا وبالتالي فهي رقم مهم في إي معادلة ولكن هذا لا يعني إستحواذها على القرار أو على الأغلبية ، فإذا كانت رغبة الأخوان من هذا الاجتماع التشاوري هي توسيع مجلس أسطنبول بالتوافق مع مشاركة متوازنة لكافة الفعاليات السياسية وبدون سيطرة أي تيار وهذا ممكن أن يحل المشاكل العالقة في هذا المجلس مع التأكيد على إختيار رئاسة المجلس من الداخل والنيابة من الخارج ؛ إن هذه الشروط هي وحدها الكفيلة بزرع الثقة بين جميع الأطياف وخصوصاً بالنسبة للأخوان المسلمين بإزالة جميع الشكوك التي طرحت من البعض”.
ويرى معارضون ان كثرة التجارب في غير أوانها لدى المعارضة السورية وتعدد المجالس الانتقالية أفقد المعارضة هيبتها وشعبيتها وقد كان كان السوريون يعولون عليها في الخلاص لكنهم باتوا يتهكمون من تقسيمها وتشرذمها .
ولكن أكد السالم “أن مشروع المجلس الوطني السوري كجسم سياسي موحد يمثل الثورة لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام بكامل اركانه وهيكلاته السياسية والعسكرية والأمنية ، مع تمثيل لمعظم الأطياف السياسية والقوة الوطنية الفاعلة هو خطوة إيجابية إذا التزم اعضائه بمرجعية الحراك الثوري “.
أوسي: تركيا سبب تشتت المعارضة السورية
من جانبه اعتبر هوشنك أوسي الكاتب والصحافي الكردي السوري المعارض في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، وبالتنسيق مع جماعة الأخوان المسلمين، أعلن عن المجلس الوطني السوري في منتصف الشهر الجاري، قبل انعقاد جلسة المجلس الموسّع لهيئة التنسيق الوطنيّة لقوى التغيير الديمقراطي في ريف دمشق، بيوم واحد. وقال:” هذه ليست مصادفة. بل الهدف من وراء ذلك، هو سحب البساط من تحت المعارضة الحقيقيّة في الداخل السوري، باعتبار هيئة التنسيق الوطنيّة، اكبر تكتّل سياسي معارض في سورية، لكونها تضمّ نحو 15 تكوينا سياسيا عربيا وكرديا، بالاضافة الى العشرات من الشخصيّات الثقافيّة والسياسيّة العربيّة والكرديّة المستقلّة، البارزة والمهمّة”.
وأضاف:” ولدى هذا التكتّل تحفّظات كثيرة على الدور والتدخّل التركي في شؤون المعارضة السورية”. ورأى” أن جزءا مهما واستراتيجيا من تشتت المعارضة السوريّة وعدم التئامها تحت سقف واحد، تتحمّله تركيا وحزب عدالتها وتنميتها، وجماعة الاخوان المسلمين الموالية لها، والمنصاعة تماماً للأجندة الأردوغانيّة _ التركيّة. وهذا الرأي، هو خلاف ظاهر المشهد السياسي، ولا يستسيغ سماعه كُثُر، بخاصة منهم، المتورّطين في الدفع بالاجندة التركيّة داخل سورية، والتهافت على التسويق لها”.
وأضاف ” أنه من غير المبرر والمنطقي، أن تضيق الدنيا بالمعارضة السورية، ولا يوجد هنالك مكان في العالم، تنعقد فيه مؤتمرات المعارضة السورية، ما عدا تركيا!!. بل إن الاصرار على تركيا مكاناً لعقد مؤتمرات المعارضة السوريّة، لا تبرره تلك المسوّغات السقيمة والممجوجة، من طينة؛ أن تركيا، بلد جار، مسلم، وذو وزن إقليمي…!، بل الحقيقة أكبر وأخطر وأبعد من ذلك بكثير. وهي أن جماعة الاخوان المسلمين، تستقوي بتركيا، ومن خلفها بأميركا والحلف الاطلسي، على المعارضة السورية!. والأخيرة، مهزوزة وضعيفة أمام الأخوان، ولا إبداء الموقف الحازم حيال ذلك، بحجّة الإجماع والتوافق الوطني، وأننا نعيش زمن الثورة، وإن النظام السوري قاتل…، وما إلى ذلك!. وبقدر ما كان نظام بشار الاسد، مُذعناً ومنصاعاً ومنقاداً، بشكل لاهث وأعمى، لأنقرة، بقدر ما تجسّد جماعة الاخوان المسلمين الآن، ما كان عليه النظام السوري في علاقته السابقة مع أردوغان ونظامه”.
وأشار الى أنه “حتّى ان بعض التسريبات الاعلاميّة، ذكرت أن الحكومة التركيّة، عقدت اتفاقاً سريّاً مع جماعة الاخوان المسلمين السوريّة، يقضي بعدم المساس باتفاقيّة أضنة الامنيّة التي أبرمها حافظ الاسد مع تركيا، خريف 1998، ووجدت تطبيقاتها العمليّة على زمن حكم بشّار الأسد. وهذا الاتفاق، تضمّن ملاحق سريّة تتعلّق بتنازل سوريّا عن لواء اسكندرون، من خلال الاعتراف بعدم وجود مشاكل حدوديّة مع الجانب التركي. فضلاً عن التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، والمقصود هنا حزب العمال الكردستاني”.
ويسمح الاتفاق أيضاً، بحسب أوسي،” للجيش التركي بدخول الأراضي السوريّة لتعقُّب “الإرهابيين” حتّى عمق 15 كم، بينما لا يُعطى الجانب السوري حقا مماثلاً!. وقد وصِفَ الاتفاق، في حينه، بأنه “كامب ديفيد سوري _ تركي” على غرار اتفاقيّة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، لجهة حجم تفريط النظام السوري بالحقوق الوطنيّة السوريّة. الآن، جماعة الاخوان المسلمين، وكل من يدور في فلكها، ينحون هذا النحو، والحلول محلّ النظام السوري في تطبيق اتفاقيّة أضنة المهينة والمشينة لسورية وسيادتها الوطنيّة. يعني، انها هي أيضاً، تريد أن تبقي دمشق، رهنية في أحضان حزب العدالة والتنمية، مثلما جعلها بشّار الأسد. وكأنّه لا يوجد خيار أمام الشعب السوري والمعارضة السوريّة، في جعل دمشق رهينة إمّا في يد طهران أو أنقرة!؟”.
وأكد أنه “عليه، كل ما سبق من مؤتمرات للمعارضة السوريّة، وتوابعها واللاحق منها أيضاً، كلّها، لم ولن تكون بمنأى عن الوصاية التركيّة، التي بالتأكيد ستكون بالضدّ من الحقوق القوميّة الكرديّة والسريانيّة والتركمانيّة، في نظام مابعد الأسد. وبالتأكيد ستكون بالضدّ من أن يكون نظام مابعد الأسد، علماني، ديمقراطي، تعددي، وطني. وبالتالي، يمكن وصف مؤتمر المجلس الانتقالي الذي سينعقد في اسطنبول في 29 الشهر الجاري، بأنه تتمّة لمؤتمرات اسطنبول 1 وانطاليا واسطنبول 2 واسطنبول 3…، وينطبق عليه وصف الانتقالي، قلباً وقالباً، لجهة الانتقال من سورية الرهينة في يد تركيا، بمعية نظام بشّار الأسد، الى سورية الرهينة بيد تركيا، بمعيّة جماعة الاخوان المسلمين”.
ورأى اوسي”أن واشنطن، قد أطلقت يد أنقرة في الشأن السوري، بعد مواقفة الحكومة التركيّة على نصب الدرع الصاروخيّة على أراضيها. والأزمة التركيّة مع اسرائيل، مفتعلة، وسحابة خريفيّة، مغبرّة، وعابرة. والأيّام القليلة القادمة، ستكشف ذلك”.
وقال “في مطلق الأحوال، إذا تم تمرير الاجندة التركيّة في سورية، سيكون الشعب السوري كلّه خاسر، وفي مقدّمتهم الكرد والسريان والآشوريين والأرمن. وعليهم ألاّ يحلموا بالاعتراف الدستوري بهم كقوميّات، وبحقوقهم المشروعة في دستور مابعد نظام الاسد. وستعترف أمريكا بهذا المجلس الوطني السوري “الاردوغاني”. وستحذو أوروبا حذو أمريكا. وسيترتّب على ذلك نتائج وخيمة، أقلّها شأناً، أن يفرض أردوغان (معارضته السوريّة) كممثل شرعي للانتفاضة/الثورة السوريّة. لذا، تريد أنقرة استمالة بعض الاطراف الاخرى من المعارضة الى صفّها، وبل الى أجندتها وخندقها”. ولفت الى أنه “سيكون مؤتمر المجلس الانتقالي المنعقد في 29 أيلول/سبتمبر، غير مختلف عن “مؤتمر الحوار الوطني” الذي نظّمه النظام السوري، لجهة اشتماله على كل أصدقاء النظام السوري. حيث سيكون مؤتمر اسطنبول ايضاً، “حوار” بين أطراف، منسجمة، ومتّفقة على الاجندة التركيّة، و”كفى الله المؤمنين شرّ القتال”. أمّا فيما يخّص ما يمكن ان يعترض طريق فرض الاجندة التركيّة على سورية، فهذا حديث آخر، متروك لمناسبة أخرى”.
بعض المحتجين سلحوا أنفسهم للدفاع عن عائلاتهم
السفير الاميركي في دمشق للمعارضة: لا تتوقعوا ليبيا أخرى
عبدالاله مجيد من لندن
قال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أنه إذا لم يغير الرئيس السوري بشار الأسد أساليبه في التعامل مع المتظاهرين فأن مشكلة العنف ستتفاقم، مقرا في الوقت ذاته بوجود محتجين سلحوا أنفسهم للدفاع عن عائلاتهم.
يقول السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد ان حركة الاحتجاج السورية سلمية في الغالب. ولكن كلما تمادى الرئيس بشار الأسد في حملته الشعواء لإخماد التحدي زادت احتمالات ما يؤكد ادعاءاته بمواجهة تمرد طائفي تقوده مجموعات مسلحة.
وتحدث فورد وهو دبلوماسي مخضرم عمل ثلاث فترات مختلفة في عراق ما بعد صدام ، لمجلة تايم في مقابلة هاتفية من دمشق منوها بأن الحركة الديمقراطية لم تلجأ الى العنف حتى الآن وان بعض المحتجين سلحوا أنفسهم للدفاع عن عائلاتهم واحيائهم. وقال فورد “ان هناك اطلاق نار من المحتجين على قوى الأمن ، وهذا صحيح تماما”. واضاف “ان الحكومة تقول ذلك ولكن ما لا تقوله الحكومة ان اعمالها القمعية تفجر الكثير من العنف”.
وتابع فورد انه ما لم يغير الأسد أساليبه فان “مشكلة العنف من جانب المحتجين ستتفاقم ، مثلما ستتفاقم مشكلة النزاع الطائفي. وان سياسات الحكومة السورية هي التي تدفع الى ذلك ويجب ان تتوقف”.
ويرى مراقبون انه ليس هناك عمليا ما يشير الى نية الأسد في الاستماع لنصيحة فورد. فان ستة اشهر من البطش اسفرت عن مقتل 2700 شخص على الأقل وأكثر من 20 ألف معتقل يُخشى ان يكون بعضهم لاقى حتفه في السجن. ويدعو بعض السوريين الآن الى حماية يوفرها المجتمع الدولي ، ولكن هناك خلافات بشأن ما يعنيه ذلك مثله مثل قضايا عديدة تختلف عليها المعارضة السورية المشتتة. ويغطي طيف الآراء كل الاحتمالات ، من التدخل الكامل لحلف شمالي الأطلسي على غرار ما حدث في ليبيا الى إيجاد ملاذ مماثل لمدينة بنغازي قرب الحدود السورية ـ التركية وحمايته أو نشر مراقبين دوليين أو الاكتفاء بزيادة الدعم السياسي.
وقال فورد في حديثه لمجلة تايم “ان أحد الأشياء التي قلناها للمعارضة انهم ينبغي ألا يظنوا بأننا سنتعامل مع سوريا مثلما تعاملنا مع ليبيا. والأمر الرئيسي الذي على المعارضة ان تفعله هو ان تجد طريقة تكسب بها التأييد ضد النظام لا ان تنظر الى الخارج في محاولتها حل المشكلة. فهذه مشكلة سورية وتتطلب حلولا سورية”.
والخطوة الأولى نحو التوصل الى حل سوري هي تنظيم المعارضة في جبهة موحدة. ويهدف المجلس الوطني السوري الذي شُكل حديثا الى جمع خصوم الأسد تحت مظلة واحدة. وأبدت اللجان التنسيقية المحلية تأييدها للمجلس الذي يضم 140 عضوا رغم تحفظها على “طريقة تشكيله والقوى التي يمثلها”. وانتقدت اللجان التنسيقية عدد الاسلاميين الممثلين في المجلس الوطني السوري وطريقة تعيين الأعضاء. وأيد الاتحاد التنسيقي للثورة السورية موقف اللجان ، بحسب مجلة تايم.
أحد الركائز التي تستند اليها حركة المعارضة قوة الجماهير في الشارع. والركيزة الأخرى العسكريون المنشقون. ولا يُعرف عدد هؤلاء المنشقين. ولم يكن لدى السفير فورد رقم ، بحسب مجلة تايم. كما لا يُعرف مدى نفوذ الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد الذي يقول ان تنظيمه يعمل في الداخل. وهناك دلائل متداولة من خلال اشرطة الفيديو التي تُبث على الانترنت تشير الى تزاد عدد المنشقين وخاصة في محيط مدينة حمص وسط سوريا وفي حماة القريبة ومحافظة إدلب الشمالية ومدينة درعا في الجنوب.
ويقول المنشقون انهم ينفذون مهمات دفاعية لا هجومية ولكن هذا التكتيك قد يتغير إزاء حقيقة ان الكثير من السوريين يشكُّون الآن في جدوى الاحتجاجات السلمية والضغوط الدولية لخلع الأسد ، بحسب مجلة تايم. ويقدم مثال ليبيا الناجح نسبيا نفسه نموذجا لكن سوريا ليست ليبيا. فهي ذات تنوع قومي ومذهبي أوسع وتجاور دولا غير مستقرة ، مثل لبنان والعراق ، تشترك معها في هذه التركيبة المختلطة ، ناهيكم عن وجود اسرائيل. وان حربا اهلية تشتعل في سوريا يمكن بكل سهولة ان تمتد نيرانها الى الجيران.
وينصح السفير فورد الذي كان شاهد عيان على النزاع الطائفي في العراق ، المعارضة السورية بقوة ضد اللجوء الى السلاح. وتنقل مجلة تايم عن فورد قوله “ان ذلك سيكون خطأ” لأسباب ليس أقلها “التوثق من أن تكون لديكم ، إذا كنتم تفكرون في ذلك ، طريقة تعرفون بأن ما ستفعلونه عسكريا ، اياً يكن ، سيكون فاعلا… وأنا أقول بكل صراحة انكم ليس لديكم القوة الكافية لمنازلة الجيش السوري ، ولستم حتى قريبين من ذلك. إذ علينا ان نكون واقعيين”.
ويتابع فورد ان درس العراق يتمثل في ان على المعارضة ، الى جانب اعداد خطة انتقال ديمقراطي في وقت مبكر ، ان تكسب دعم المكونات المختلفة للمجتمع السوري بأسرها ، وخاصة العلويين.
وقال عضو المجلس الوطني السوري والأكاديمي رضوان زيادة ان قول ذلك أسهل من تطبيقه على ارض الواقع. ورغم ان ثلاثة من شيوخ العلويين ومراجعهم الدينية اصدروا بيانا شجبوا فيه “فظائع” الأسد ودعوا افراد طائفتهم الى فك ارتباط مصيرهم بزمرة الرئيس فان عددا صغيرا من العلويين انضموا بشكل سافر الى المعارضة. ويقول زيادة ان وجودهم مهم ليس لتحقيق صدقية في الداخل فحسب بل ليمكن البدء بعملية المصالحة ايضا. ولكن من الصعب التواصل مع افراد الطائفة العلوية في ظل حملة النظام المتواصلة. ويقول زيادة “ان هذا هو التحدي الكبير وخاصة عندما نرى التعذيب الذي يمارسه ضباط علويون”.
في غضون ذلك يعمل المجتمع الدولي على عزل النظام عن مؤيديه. وفُرضت عقوبات ضد عدد من اركان النظام الى جانب عقوبات اقتصادية. ورغم ان سوريا تصدر نحو 95 في المئة من نفطها الى اوروبا فان الأسد سخر من تشديد العقوبات الاوروبية قائلا انه سيتوجه شرقا إذا أغلق الغرب اسواقه مشيرا الى ان “البدائل متاحة” في عالم اليوم.
ولكن السفير فورد يختلف مع الرئيس الأسد لافتا الى ان النفط السوري ثقيل بالكبريت ويتعين تكريره. “وان بلدان الشرق التي لديها منشآت تكرير مثل الهند مرتبطة بعقود طويلة الأمد على امدادها ، فكيف سيتمكنون من بيع النفط الى مصافٍ لديها امدادات وعقود؟” واضاف ان السوريين لن يتمكنوا من التحويل بسهولة وطرح نفطهم في سوق أخرى.
كما أكد فورد ان دول الخليج “نفد صبرها” مع الأسد مشددا على حقيقة ان العربية السعودية ودول الخليج الأخرى سحبت سفراءها. واستبعد فورد ان تتوسط الرياض في صفقة تُبقي الأسد في السلطة بعد إضعافه وتلقينه درسا ، شريطة ان يفسخ تحالفه مع طهران وحزب الله. وقال فورد “لا أرى انهم يتوجهون الى اعادة التواصل معه وجره بعيدا عن ايران”.
كما قطع فورد تواصله مع المسؤولين السوريين. وقال لمجلة تايم انه لم يجر نقاشات عالية المستوى مع الحكومة السورية منذ اسابيع. واضاف “ليس لدينا ما نقوله. فهم يعرفون اننا نريد تغييرا على الأرض”.
الموقف الروسي يتحرك ببطء لصالح المعارضة السورية
ناشطون سوريون يرفضون تصريحات المعلم في الأمم المتحدة
بهية مارديني
هاجم ناشطون سوريون بشدة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بسبب تصريحات له في الأمم المتحدة قال فيها إن بلاده تتعرض لمؤامرة خارجية، وان المسلحين يستغلون مطالب الناس بالإصلاح.
رفض ناشطون سوريون تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم والتي أدلى بها في الأمم المتحدة ، في حين رأى معارضون أن الموقف الروسي يتغير ببطء لصالح المعارضة السورية.
فهد المصري الاعلامي والناشط السوري قال في تصريحات خاصة لـ”ايلاف ” أنّ مشكلة “وليد المعلم أن التخمة والزيادة في الوزن التي يعاني منها والتي أسهمت بشكل فعال في إصابته بالأسيدوريك والكوليسترول قد أثرت تدريجياً وسلباً على صحة قواه السياسية”.
وتساءل “ألم يشعر قبل كل شئ بالخجل من نفسه، من زيارة أوروبا ولو لبضع ساعات بعد أن شطبها من على الخارطة؟، ألم يخجل كرجل من الهروب من الفناء الخلفي لفندق أمام تقاطر المحتجين السوريين أمام باب الفندق في فيينا”.
ووجه المصري خطابه الى وليد المعلم بالقول”كنا نتمنى أن تكون زيارتك خارج سوريا فرصة لك للقفز من قارب النظام السوري الذي بدأ يغرق دون شك واللحاق بأبناء الشعب والثورة السورية لكنك مصر على الإمعان في الإساء لسوريا الشعب ولسوريا الثورة والإمعان في الإساءة لنفسك أيضاً ، ولا نقول لك سوى أن يداك أوكتا وفوك نفخ وعلى نفسها جنت براقش”.
ورأى “أن كلام المعلم أن البلاد بحاجة إلى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها هو اعتراف رسمي بوجود أزمة وهو يدرك أن هذه الاصلاحات لن تكون في جوهر وبنية النظام لأنها تعني بالضرورة رحيل النظام بأكمله عن السلطة وبالتالي الحديث عن إصلاحات في سوريا كلام لا معنى له سوى ذر الرماد في العيون من طبيب العيون في محاولة بائسة يائسة لإنقاذ النظام وإعادة إنتاج نفسه بمساحيق التجميل، والنظام السوري يعلم تماماً أن حاله تماماً حال رجل وجد نفسه فوق لغم أرضي كيفما تحرك سينفجر به وبالتالي فإن التغيير الحقيقي يعني ذهاب النظام دون رجعة وانفجار اللغم به من رأسه حتى أسفله و أخمص قدميه”.
وأضاف المصري “أن كلام المعلم عن أن هناك جماعات مسلحة تستغل مطالب الناس وتعمل على زرع الفتن والمؤامرة الخارجية سيناريو مضحك لا أعتقد أن هناك تلميذ في المرحلة الابتدائية قادر على تصديقها فالجميع يعلم أن سوريا يحكمها نظام أمني وبوليسي وبامتياز وأن النظام السوري من أعتى وأشد الأنظمة والأكثر قمعاً وفساداً على وجه الأرض فكيف لنظام كان يفاخر لعقود بما يسميه الاستقرار الأمني وإمساك البلد بقبضة من حديد كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن هذا النظام الذي زرع بين كل ثلاثة مواطنين مخبر واحد على الأقل بينهما أن يتسلل إلى بلد يحكمها بقوة مجموعات مسلحة وإرهابية وليس مجموعة واحدة بل مجموعات وكيف تمكنوا من إدخال مايدعيه النظام من السلاح هل تحول السلاح إلى علبة بسكويت وقطعة شوكولاته توضع في الجيب يمكن تهريبها عبر الحدود” .
وأكد المصري “أن خير دليل هي الحدود التي رسمها الأسد الأب بين سوريا وإسرائيل وليس الجبهة معها” . متسائلا” أليست هذه البقعة الجغرافية من الأرض تعتبر الأكثر أمناً واستقراراً على وجه الأرض إلى درجة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمنى لو أن لديها مثل هذا الانضباط الأمني والاستقرار على شريط حدودها مع المكسيك. وهنا يدفعنا ذلك للتساؤل كيف يمكن لإسرائيل وللساهرين على أمنها من دول العالم التخلي بسهولة عن نظام آل الأسد طالما أنه يحمي حدود إسرائيل الشمالية ولا يتحدث عن الجولان سوى في مهرجانات الكلام و الخطابة والتصفيق”.
وقال المصري “أنه مما لا شك بأن من يريد أن يصدق روايات النظام عن تهريب السلاح والعصابات المسلحة والمؤامرة الخارجية عليه أن يقنعنا كيف تمكنت كائنات من الفضاء الخارجي من الهبوط بصحونها الطائرة فوق درعا وحمص وحماة وجسر الشغور ودير الزور والبوكمال ودمشق وبانياس واللاذقية ووزعت السلاح على المتظاهرين الذين كما قال التلفزيون السوري والفضائيات السورية لم يخرجوا للتظاهر والاحتجاج بل ليشكروا ربهم على المطر والتمني بالزواج السعيد والعمر المديد وبالرفاه والبنين للأمير وليم وعقيلته الحسناء”.
وشدد على “أن الثورة السورية ثورة شعب يقودها الشباب سبقوا كل الأحزاب والتيارات السياسية بكل أطيافها و مشاربها التي تحاول عبثاً ركوب الثورة واقتناص ماحققته حتى الآن من إنجازات وأكدوا نضوجاً ووعياً يبشر بمستقبل واعد لسوريا مابعد الأسد لأنهم القادة الحقيقيون للتغيير وهم من سيقود سفينة البلاد نحو النجاة والاستقرار والبناء والعمران ولا أحد سواهم سوريا بالتأكيد بحاجة للتدخل الدولي وبكل أشكاله بما فيها التدخل العسكري بموجب ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان لحماية المدنيين وإيقاف حمامات الدم ولمساعدة الشعب السوري وتمكينه من إقامة دولة مدنية ديمقراطية تعددية ذات نظام برلماني(لأن النظام البرلماني النظام الوحيد الذي أثبت فعالية في نمو وتطورالدول التي اعتمدته ولأنه النظام الوحيد الذي يضمن عدم عودة الديكتاتورية من جديد لأن الحكم سيكون للشعب فإن ذهبت حكومة وأتت غيرها لا تتعرض الدولة إلى خضات وإرهاصات كبرى ولا توجد فرصة لهيمنة أي مكون مجتمعي على مكون آخر) أي دولة المواطنة .”
من جانبه رأى هيثم بدرخان المعارض السوري “أنّ الإنسان في سوريا محروم ومكبل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتى لا يمكن مقارنته بالدول العربية المجاورة لا من الناحية السياسة ولا الإقتصادية ولا الإحتماعية وهو بحاجة ليس فقط لإصلاحات بل لتغيير جذري في حياته اليومية من تفكير في تكوينه وخلفيته وعقليته ومستقبله وما يجري اليوم ليس وليد الصدفة او كما يحب النظام ان يصوره بأنه مؤامرة خارجية.”
وأكد أنه “خلال عقود من الزمن لم يستطع النظام تحقيق اي شئ لا على الصعيد الخارجي والتصدي واعادة الجولان وعلى الصعيد الداخلي في كرامة المواطن وحياته المعاشية. وكرس النظام حياة الرعب والخوف وداس على كرامته تحت حجة العدو الصهيوني والذي يظهر ويثبت ان امن هذا العدو من امن وسلامة النظام في سوريا.”
وأشار بدرخان الى أنّ “القضية غير منحصرة في لقمة العيش وانما السرطان الذي تفشى في كل مؤسسة وفي كل فرد . فلا بد ان يأتي هذا اليوم للتغيير الجذري والنظام ليس قادر على اجراء اي تغير ولا على اي مستوى وبالعكس تماما فبدل من ان يقود حملة التغيير راح ينكل في الناس والمتظاهرين كما اننا في القرون الوسطى وحذف العالم من الوجود وغير ابه لا لدول الجوار ولا لللأمم المتحدة وشطب اوربا من الوجود .خارقا الأعراف والقوانين الدولية تحت حجة امن المنطقة وامن اسرائيل”
.وأكد ” ان سياسة البطش والأجرام التي يتبعها يفتح الباب عريضا للتدخل الأجنبي وليس المسلحين في حال وجودهم ، هم السبب في التدخل اذا ما حصل. فبدل من ان يحرر ارادة شعبنا من الرعب ويحطم اساطير الأعداء بدأ بنفسه زرع هذه الأساطير في نفوس شعبنا العظيم ومهما يكن من امروما يصرح به المعلم لم يعد يقنع احد واظن المعلم بحد ذاته غير مقتنع بما يصرح به”. متسائلا”عن اي جماعات مسلحة يمكن الحديث ؟؟؟ غير المنشقين من أفراد الجيش في الفترة الأخيرة ؟؟؟”.
هذا ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اتهم الاسد بعدم تنفيذ وعوده الاصلاحية، الى وقف القمع، في لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقر الامم المتحدة الثلاثاء.
وقال المتحدث باسمه مارتن نسيركي ان “الامين العام جدد دعوته لوضع حد للعنف ولآلية فعلية تلبي تطلعات الشعب المشروعة الى تغيير سياسي شامل”.
فيما اتهم وليد المعلم الغرب في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة بالسعي الى “تفتيت” سوريا عبر اثارة “فوضى عارمة” على اراضيها الا انه اعترف بأن هناك اصلاحات يطالب بها الشعب السوري ولكنه كرر حجة الجماعات المسلحة التي تحاول استثمار المطالبة بالاصلاح.
سوريا والموقف الروسي والعقوبات
وحول الموقف الروسي تجاه النظام قال هيثم بدرخان ” ان الموقف الروسي تجاه السيناريو السوري يتغير ببطء لكنه يتغير الى جانب المعارضة السورية” ، ولفت الى تأكيدات” الروس دائما نحن لسنا مع طرف ضد طرف ، وانما مع الحوار بين المعارضة والسلطة لكي لا يتكرر السيناريو الليبي وهذا لا يريده وزير الخارجية الروسي لافروف ، والذي اكد موقف بلاده لوزير خارجية النظام السوري”، وأكد بدرخان “صحيح ان روسيا لا تريد تكرار السيناريو الليبي لارتباطها مع النظام السوري في اتفاقيات وارتباطها باسرائيل في اتفاقيات اخرى”. وذكّر “أنه كلما قام الرئيس الأسد بزيارة لموسكو من اجل صواريخ اس اس 300 المضادة للطيران والتي تستطيع اسقاط الطائرات الأمريكية .نرى كيف تعطل اسرائيل هذه الصفقات وتفضحها اعلاميا وتؤجل الصفقة”.
وأضاف بدرخان “اليوم تريد اسرائيل تأجيل سقوط النظام لترتب بيتها وجبهتها في الجولان التي كانت خالية قبل الأحداث في سوريا من القوات الإسرائيلية “. معبّرا عن اعتقاده أنّ ” الموقف الروسي يتعلق في امن اسرائيل ايضا. ومن ناحية اخرى وطالما ان المعارضة السورية لم تجتمع بعد على ميثاق وطني فهناك فرصة من الزمن لتحصل روسيا على بعض المكاسب من المجتمع الدولي . لكن حين يجد الجد فنرى الموقف الروسي سيتغير لأن ارتباطاتها مع الغرب اكثر بكثير مما هي عليه مع سوريا”. واعتبر” أنه لم يحن الوقت بعد وخاصة بدأ ماراثون الإنتخابات البرلمانية وبعدها الرئاسية.”
وكانت الدول الاوروبية قد تخلت عن المطالبة بفرض عقوبات فورية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مشروع قرار دولي جديد قدمته الثلاثاء الى اعضاء مجلس الامن.
ويكتفي مشروع القرار الجديد الذي قدمته بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال بدعم اميركي، بالتلويح بالعقوبات في حال لم يضع النظام السوري حدا للقمع الدموي للحركة الاحتجاجية، في محاولة للالتفاف على معارضة روسيا والصين لاي تحرك من جانب مجلس الامن ضد سوريا.
ومن المقرر أن تجري المناقشات الاولى حول النص وتأمل الدول الاوروبية في طرح مشروع القرار للتصويت خلال الايام المقبلة.
وبحسب نص مشروع القرار الذي نقلته وكالة فرانس برس ، فان مجلس الامن يدين بشدة “الانتهاكات المنهجية والخطيرة والمتواصلة لحقوق الانسان التي ترتكبها السلطات السورية” ويطالب “بالوقف الفوري لجميع اشكال العنف”.ويلفت النص ان مجلس الامن “يعرب عن تصميمه في حال لم تتقيد سوريا بهذا القرار، على اقرار اجراءات هادفة بما فيها عقوبات” ضد النظام.
ويشدد مشروع القرار على الحاجة الى “آلية سياسية يقودها السوريون” من اجل انهاء الازمة ويعرب عن اسف مجلس الامن لعدم تنفيذ بشار الاسد الاصلاحات الموعودة.كما يدعو النص الى تعيين موفد خاص للامم المتحدة لسوريا.
وتأمل الدول الاوروبية في الاسراع في المناقشات للتوصل الى رد على القمع الذي تمارسه السلطات السورية والذي اوقع اكثر من 2700 قتيل بحسب حصيلة صادرة عن الامم المتحدة.
وهددت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الامن بفرض الفيتو على اي قرار ينص على عقوبات، كما اعربت البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن معارضتها لاي قرار مماثل.
ولم يصدر مجلس الامن سوى اعلان واحد بشان الوضع في سوريا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد في منتصف اذار/مارس.
وافاد مسؤول اميركي كبير ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعت الاثنين الصين الى تقديم دعم قوي لتحرك في مجلس الامن في شان سوريا، وذلك خلال لقائها نظيرها الصيني يانغ جايشي.
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو ان القرار سيكون في حال تبنيه بمثابة “تحذير موجه لسوريا”.
واكد ارو ان بلاده كانت تفضل فرض عقوبات مشيرا الى ان العديد من المسؤولين غير الدبلوماسيين قد يعتبرون القرار “ضعيفا” و”بلا مغزى” بعد القمع المتواصل منذ اكثر من ستة اشهر.
لكنه اضاف خلال لقاء عام في نيويورك انه “سيكون خطوة اولى هامة .. ستكون هذه اول مرة يصدر قرار ضد سوريا ويتحدث عن عقوبات”.
ولفت السفير الفرنسي الى ان وضع سوريا مختلف تماما عن وضع ليبيا التي وافق مجلس الامن بشانها على تحرك عسكري بهدف حماية المدنيين، ولو ان روسيا والصين اعتبرتا فيما بعد ان الضربات الجوية التي شنتها قوات الحلف الاطلسي تخطت تفويض القرارات الدولية.
كما ان دعم الجامعة العربية وافريقيا لعب دورا اساسيا في تبني القرارات بشان ليبيا، فيما اشار ارو الى ان الدول العربية “لزمت الصمت” بشان سوريا حتى وقت قريب.
وقال “لا احد يعلم ما سيحصل في المنطقة في حال انهيار (النظام السوري)، لا احد يعلم ذلك. وبالتالي بقيت الدول العربية حذرة”.
واضاف ان ذكر العقوبات “يثير استياء روسيا” التي تعتبر حليفا كبيرا لسوريا.
وقال معلقا على المحادثات الجارية منذ اشهر في مجلس الامن “لم نذكر اطلاقا اي استخدام للقوة، كل ما طلبناه هو العقوبات”.
تركيا تستعد لفرض قائمة من العقوبات ضد سوريا
وكالات
فيما اختتم مجلس الامن الدولي مناقشاته حول سوريا الاربعاء بدون التمكن من التوصل الى اتفاق حول مشروع قرار جديد ضدها، تستعد تركيا لفرض قائمة من العقوبات ضد الحليف القديم دمشق في ظل استمر نظام بشار الأسد بقمع الاحتجاجات.
عواصم: تستعد تركيا لقائمة من العقوبات ضد سوريا بعدما فشلت في اقناع الرئيس بشار الاسد بوقف قمع الاحتجاجات. والاجراءات تأتي استكمالا لحظر على الاسلحة مفروض بالفعل ويبرز مدى عمق الخلاف بين انقرة والاسد.
وستعلن العقوبات خلال الايام القليلة المقبلة بعد ان يزور رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مخيمات حدودية تأوي اكثر من سبعة الاف سوري فروا من أعمال العنف. وقال خبير السياسة الخارجية سميح ايديز لوكالة رويترز “تركيا تتحول الى الخط الأميركي والاوروبي تجاه سوريا. انهارت العلاقة مع سوريا وتتجه نحو حالة من الجمود.”
ودون الكشف عن التفاصيل قالت الحكومة التركية ان العقوبات سوف تستهدف حكومة الاسد وليس الشعب السوري. وقال مسؤولون رفضوا نشر اسمائهم انها ستطال الجيش والعلاقات المصرفية وقطاع الطاقة وغيره.
يذكر أن رئيس الوزراء التركي قال الاسبوع الفائت إن بلاده علقت المحادثات مع سوريا وانها قد تفرض عقوبات على دمشق. واضاف اردوغان في تصريحات صحفاية في نيويورك ان انقرة ستعلن موقفها النهائي من الوضع في سوريا مع بدء اجتماعات الامم المتحدة.
وتركيا اكبر شريك تجاري لسوريا وكانت ثمة خطط لفتح تسعة معابر حدودية. وبلغ حجم التجارة الثنائية 2.5 مليار دولار عام 2010 . وبلغت استثمارات الشركات التركية في سوريا 260 مليون دولار حسب البيانات التركية.
إلى ذلك، اختتم مجلس الامن الدولي مناقشاته حول سوريا الاربعاء بدون التمكن من التوصل الى اتفاق حول مشروع قرار جديد ضدها بعدما ابدت روسيا معارضتها للجهود الاوروبية الهادفة لتهديد دمشق بعقوبات.
وناقش اعضاء مجلس الامن الـ15 مشروعي قرار حول الازمة في سوريا اعدت فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال احدهما وروسيا الاخر. واقترح الاوروبيون مشروع قرار جديدا تخلوا فيه عن المطالبة بعقوبات فورية لكنه يتضمن تلويحا بفرض عقوبات في حال عدم تحرك دمشق لوقف قمع تظاهرات المعارضة.
وصاغت مشروع القرار كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال، ويرمي الى تجاوز فيتو روسيا والصين الدولتين الدائمتي العضوية في مجلس الامن. وبحسب نص مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه، فان مجلس الامن يدين بشدة “الانتهاكات المنهجية والخطيرة والمتواصلة لحقوق الانسان التي ترتكبها السلطات السورية” ويطالب “بالوقف الفوري لجميع اشكال العنف”.
ويشير النص الى ان مجلس الامن “يعرب عن تصميمه في حال لم تتقيد سوريا بهذا القرار، على اقرار اجراءات هادفة بما فيها عقوبات” ضد النظام. وتعارض روسيا اي اشارة الى عقوبات وتطالب اخر نسخة لمشروع القرار الذي اعدته بادانة اعمال العنف في سوريا من اي طرف.
وقال بيتر ويتيغ السفير الالماني لدى الامم المتحدة اثر مشاورات في مجلس الامن “الفكرة هي التوصل الى رسالة قوية وموحدة من هذا المجلس”. واضاف “كانت هناك محادثات جيدة” واضاف “نأمل (…) التوصل الى توجيه رسالة قوية وموحدة من المجلس انه يتوجب على النظام السوري وقف العنف واجراء حوار”.
واوضح “نامل في تصويت في اقرب وقت ممكن لان الوضع خطير” مشيرا الى ان المحادثات سوف تتواصل الخميس على مستوى الخبراء. من ناحيته، قال السفير الروسي فيتالي تشوركين ان مشروع القرار الاوروبي يعتبر “استمرارا للسياسة المعتمدة في ليبيا لتغيير النظام”.
فقد اتهمت روسيا والصين حلف شمال الاطلسي باستخدام قرارات الامم المتحدة حول ليبيا للاطاحة بالعقيد معمر القذافي معبرين عن مخاوف ازاء تحرك عسكري في سوريا. واضاف للصحافيين “دعونا نرى الامور كما هي، استمعنا الى تصريحات من مختلف العواصم تصف ما هو مشروع وما ليس مشروعا ونعتقد ان هذا الاسلوب في التفكير والحديث يشجع العنف في سوريا”.
وقال تشوركين “نعتقد ان (مشروع القرار الروسي) اذا تم تبنيه سيشجع العملية السياسية في سوريا ويساهم في وقف العنف لانه لا يتضمن رسالة قوية”. من جهته قال السفير الصيني لي باودونغ ان مشروع القرار النهائي يجب ان “يدفع باتجاه حل سلمي وان يشجع على الحوار”.
ويقول دبلوماسيون غربيون انهم يريدون تسريع المناقشات حول الرد الدولي على اعمال القمع في سوريا التي اوقعت بحسب الامم المتحدة اكثر من 2700 قتيل. وهددت روسيا والصين باستخدام حق النقض ضد اي مشروع قرار يتضمن عقوبات ويطرح امام المجلس الذي وافق حتى الان على بيان واحد حول اعمال العنف في سوريا منذ اندلاعها في منتصف اذار/مارس.
وعبرت البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن معارضتها ايضا لمشروع القرار. وقال مسؤولون اميركيون ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ناقشت هذه المسالة مع نظيرها الصيني يانغ جيشي في نيويورك الاثنين.
وفي واشنطن، اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الاوروبيين حول مشروع القرار مشيرة الى انه يجب ان يترك “عواقب” على النظام السوري لكن بدون ذكر كلمة عقوبات. وقالت “نريد قرارا صارما (..) رسالة واضحة جدا لنظام الاسد بان العنف يجب ان يتوقف”.
سوريا: الاغتيالات تتواصل.. وواشنطن تفتح الباب للإخوان
دمشق عاجزة عن بيع نفطها.. وتركيا تستعد لإعلان عقوبات.. وتنازل أوروبي لتسهيل صدور قرار مجلس الأمن * المعارضة تطلق 3 ورش للتوحيد في اسطنبول وتتجه للانتقال للقاهرة * الحص نقلا عن الأسد: الأحداث الأليمة انتهت
جريدة الشرق الاوسط
لندن – واشنطن – دمشق: «الشرق الأوسط» بيروت: ثائر عباس
تواصلت الاغتيالات في مدينة حمص، أمس، مع اغتيال عالم نووي في عملية هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع، في وقت تبادل فيه النظام والمعارضة في سوريا، أمس، الاتهامات بالوقوف وراء عمليات قتل أصحاب الكفاءات العلمية في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المهندس النووي، أوس عبد الكريم خليل، قتل صباح أمس «على يد مجهولين» في حمص، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن هذا المهندس الذي كان أستاذا في جامعة البعث، قتل برصاصة في الرأس بيد مجموعة إرهابية عندما كانت زوجته تقله إلى عمله. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «ندين بشدة اغتيال هذه الشخصيات القريبة من النظام».
من جهة أخرى، بدأت آثار العقوبات الأوروبية في الظهور على الاقتصاد السوري، إذ ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن السلطات السورية عاجزة عن إيجاد أسواق لبيع نفطها. وكان الاتحاد الأوروبي يشتري 95 في المائة من النفط السوري، وتوقف التصدير إلى دول الاتحاد بعد فرض عقوبات أوروبية تحظر ذلك. وجاء ذلك في وقت قدمت فيه الدول الأوروبية في مجلس الأمن مسودة قرار جديد حول سوريا يندد بالعنف، تخلت فيه عن بند فرض عقوبات، واكتفت بالتهديد بفرضها. ويناقش المجلس المسودة التي من المتوقع أن تطرح للتصويت خلال أيام.
إلى ذلك، أبدت واشنطن أمس، استعدادها للتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين إذا أعلنت رفضها للعنف. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أنه «عندما يكون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على استعداد للتخلي عن العنف والعمل سلميا، فنحن مستعدون لإجراء محادثات معهم».
وفي وقت نقل فيه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سليم الحص، عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن «الحوادث الأليمة في سوريا انتهت»، تستمر المعارضة السورية بجهود توحيد صفوفها، إذ تنظم في إسطنبول 3 طاولات مستديرة وسط أجواء من التكتم الشديد. وكشف عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن نية بافتتاح مكتب في العاصمة المصرية «رائدة الثورات العربية ونموذجها».
شركات نفطية تخفض إنتاجها في سوريا بناء على طلب السلطات.. ودمشق عاجزة عن بيع نفطها
لم تغادر شحنة نفط واحدة المرافئ السورية هذا الشهر
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت مجموعة الطاقة الكرواتية ««إينا»» أمس أنها خفضت الإنتاج في حقول النفط والغاز التابعة لها في سوريا بعد قرار الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على دمشق. وقالت الشركة في بيان إن «الاتحاد الأوروبي شدد العقوبات على سوريا وفرض حظرا على استيراد النفط السوري إلى الاتحاد الأوروبي. نظرا للتطورات الأخيرة، عدلت («إينا») متوسط إنتاجها اليومي من النفط والغاز في سوريا وخفضته بواقع 1.5 ألف برميل من النفط يوميا».
ولم تفصح «إينا» عن إنتاجها في سوريا، لكنها قالت إن الإنتاج الإجمالي من كل حقولها النفطية في أنحاء العالم يبلغ 76 ألفا و223 برميلا يوميا. وقالت «إينا»، التي أكبر مساهميها مجموعة «إم أو إل» المجرية، إنها ستواصل مراقبة التطورات المرتبطة بسوريا عن كثب. وتعمل «إينا» في قطاعي المنبع والمصب معا وتنشط في التنقيب عن الغاز والنفط في موطنها وفي الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي ثاني أكبر شركة في كرواتيا التي أتمت محادثات العضوية مع الاتحاد الأوروبي هذا العام وتأمل في الانضمام إلى الاتحاد عام 2013.
جاء ذلك، في وقت ذكرت فيه صحيفة «واشنطن بوست» أن السلطات السورية تطلب من شركات النفط العاملة في سوريا تخفيض إنتاجها مع تراكم كميات النفط وسط عدم قدرتها على تصديره. وكان الاتحاد الأوروبي يشتري 95 في المائة من النفط السوري، وتوقف التصدير إلى دول الاتحاد بعد فرض عقوبات أوروبية تمنع ذلك. ورغم أن دمشق حاولت التخفيف من تأثير تلك العقوبات وأكدت أن بإمكانها تصدير نفطها إلى دول أخرى، فإن تجارا أكدوا للصحيفة الأميركية أنه منذ فرض العقوبات، لم تتمكن سوريا من العثور على مشترين جدد رغم تقديمها أسعارا مخفضة. وقد أجبر ذلك شركات النفط الأجنبية العاملة في سوريا على تخزين النفط المستخرج والمعد للتصدير، مما أدى إلى تراكم في النفط المستخرج.
وخفضت شركة «غالف ستاند بتروليوم» والمسجلة في لندن، إنتاجها بنسبة 40 في المائة نزولا على طلب السلطات السورية. وتنتج الشركة اليوم 14500 برميل يوميا، مقارنة بـ24 ألف برميل في أغسطس (آب) الماضي. وخفضت أيضا الشركات الأخرى العاملة في سوريا من إنتاجها، وهي «رويال دويتش شيل»، و«توتال» الفرنسية، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، ومؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية. وذكرت «واشنطن بوست» أن بعض شركات النفط تأمل أن يكون تخفيض الإنتاج خطوة مؤقتة، وستنتهي عندما تعثر سوريا على بلدان بديلة تصدر إليها النفط، إلا أن شركات أخرى تعتقد أن هذه الخطوات ستستمر ما دامت العقوبات الأوروبية لم ترفع. وصدرت سوريا العام الماضي 150 ألف برميل يوميا، بينما استهلكت الباقي محليا. وكانت ألمانيا وإيطاليا تشكلان ثلثي مستهلكي النفط السوري المصدر.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه لم تغادر المرافئ السورية هذا الشهر شحنة نفط واحدة، استنادا إلى بيانات الشحن. وقال تجار نفط إن العقوبات الأوروبية على النفط السوري كان لها تأثير أكبر مما كان متوقعا، لأن المصارف الدولية ترفض فتح اعتمادات مع الشركات السورية، وهي خطوة غالبا ما تستعمل في العمليات التجارية.
واشنطن: يمكن التفاوض مع «إخوان سوريا».. إذا نبذوا العنف
المتحدثة باسم الخارجية قالت إنه لا داعي لقلق العلمانيين
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح
قالت الحكومة الأميركية أمس إنها مستعدة للتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين وأي منظمات إسلامية في سوريا إذا أعلنت رفضها للعنف.
وأوضحت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، أنها ليست متأكدة من الأخبار التي قالت إن روبرت فورد، السفير الأميركي دلى سوريا، أجرى اتصالات بـ«الإخوان المسلمين» هناك، لكنها أضافت «السفير فورد وأعضاء طاقم سفارته يسعون لرؤية شريحة واسعة من السوريين. وإذا كان أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين جزءا من هؤلاء، فأعتقد أنكم تعلمون موقفنا في أجزاء أخرى من العالم، وهو أنه عندما يكون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على استعداد للتخلي عن العنف والعمل سلميا، فنحن مستعدون لإجراء محادثات معهم».
وفي إجابة عن سؤال عما إذا كان استعداد الأميركيين للتفاوض مع الإسلاميين في سوريا يسبب خيبة أمل وسط العلمانيين السوريين ويقلل حماسهم لمعارضة نظام الرئيس بشار الأسد، وهم يرون الإسلاميين وقد «خطفوا» الثورة، قالت نولاند «ليس هذا التفسير مقبولا عندي بأي صورة أو طريقة. كما قلت، السفير فورد وأعضاء طاقم سفارتنا في دمشق يقابلون شريحة واسعة من السوريين، من جميع قطاعات المجتمع، من علويين، ودروز، وسنيين، ومسيحيين، وغيرهم. الهدف هو الحفاظ على الاتصالات مع كل التجمعات السياسية، ولنكون مستعدين للحوار مع الجميع». وأضافت «في الواقع، واحد من الأشياء التي ناصرناها نحو هذه الحركة المعارضة في سوريا هو حقيقة أنها كانت إلى حد كبير حركة غير طائفية.
استمرار القتال في حمص.. وتبادل اتهامات حول اغتيال أصحاب الكفاءات بعد مقتل عالم نووي
«هيومان رايتس ووتش» تطالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق حول دور النظام في مقتل زينب الحسني
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
استمر القتال في حمص أمس بين القوات الأمنية من جهة ومنشقين عن الجيش ومسلحين مناوئين للنظام، وذكر المرصد السوري أن 3 جنود منشقين قتلوا في حين توفي الضابط أحمد الخلف أمس متأثرا بجروح أصيب بها في الاشتباكات التي دارت في مدينة الرستن (قرب حمص) بين الجيش السوري وعناصر منشقة.
واستمر القصف المتقطع بالرشاشات الثقيلة على مدينة الرستن كما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع اقتحام الأمن حي النازحين بمدينة حمص. وتحدث المرصد نقلا عن ناشط في حمص عن سماع صوت إطلاق رصاص كثيف مساء في قرية تيرمعلة، مشيرا إلى أن السبب تبين أنه ملاحقة جنود من الجيش السوري فروا من أحد المراكز العسكرية في القرية إلى البساتين المجاورة. وجاء ذلك في وقت تبادل النظام والمعارضة في سوريا أمس الاتهامات بالوقوف وراء عمليات قتل أصحاب الكفاءات العلمية في حمص، بعد اغتيال عالم نووي في حمص أمس، في عملية هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المهندس النووي أوس عبد الكريم خليل قتل صباح أمس «بيد مجهولين» في حمص، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن هذا المهندس الذي كان أستاذا في جامعة البعث، قتل برصاصة في الرأس بيد مجموعة إرهابية عندما كانت زوجته تقله إلى عمله.
والأحد قتل الجراح في مستشفى حمص حسن عيد بعدة رصاصات عندما كان يصعد إلى سيارته.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الاثنين مقتل قياديين معارضين في حمص بيد مجهولين هما العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «ندين بشدة اغتيال هذه الشخصيات القريبة من النظام».
وذكر ناشطون حقوقيون على الأرض أن أوس عبد الكريم خليل وحسين عيد من الطائفة العلوية ومحمد علي عقيل شيعي ونائل الدخيل مسيحي. وحملت السلطات السورية «مجموعات إرهابية» مسؤولية هذه الاغتيالات، في حين أصدر تحالف «غد» لناشطين ميدانيين الذي أنشئ في 18 سبتمبر (أيلول)، بيانا أول من أمس يتهم السلطات بـ«عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات». وأضاف البيان أن تحالف «غد» يدين بأقسى العبارات «هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية إراقة دماء السوريين».
وذكر المرصد أن بيانا تضامنيا مع سكان مدينة حمص تساءل عن «المسؤولين عن هذه الاغتيالات» و«دعا الجميع إلى إدانتها ومنع الإرهابيين من ارتكاب أعمال عنف مماثلة».
ويعد هذا الحادث هو الرابع من نوعه في حمص خلال أقل من أسبوع، إذ جرى اغتيال الدكتور الطبيب حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفى الوطني، وأطلق مجهولون عليه النار صباح الأحد أمام منزله. كما اغتيل يوم الاثنين العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص.
إلى ذلك، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أمس الأمم المتحدة بإجراء تحقيق حول دور النظام السوري في مقتل الشابة زينب الحسني في محافظة حمص، ويعتقد أن عناصر الأمن الموالين لنظام بشار الأسد هم من قاموا بقطع رأس الحسني والتمثيل بجثتها خلال احتجازها. واكتشفت أسرة الشابة جثتها عندما ذهبوا إلى المستشفى العسكري بحمص لتسلم جثة شقيقها محمد.
وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان لها إن قتل والتمثيل بجثة الحسني على أيدي مجهولين يوضح الحاجة الملحة لضرورة أن يطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالسماح بالدخول إلى سوريا لإجراء تحقيق دولي في عمليات القتل المنتشرة والتعذيب هناك.
ويعتقد أن الحسني هي أول سيدة تقتل لدى احتجازها لدى الشرطة منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي. ووفقا لمنظمة العفو الدولية فقد تم اعتقالها للضغط على شقيقها لتسليم نفسه. ووفقا لهيومان رايتس ووتش فقد أجبرت السلطات السورية والدة الحسني على التوقيع على تقرير تقول فيه إن «عصابات مسلحة» قتلت ابنتها، وذلك لدى تسلم الجثة في 17 سبتمبر الجاري.
وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط إن قوات الأمن السورية إما هي من قتلت زينب ومثل بجثتها أو أنها تتستر على العصابات التي ترتكب هذه الاغتيالات البشعة بحق النشطاء المناهضين للحكومة وعائلاتهم.
المعارضة السورية تطلق 3 ورش للتوحيد والتنظيم.. وتنتقل إلى القاهرة
معارض لـ «الشرق الأوسط»: انشقاقات كبيرة وجدية في الجيش.. وندرس مع المجتمع الدولي كل الخيارات لحماية المدنيين
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ثائر عباس
تشهد مدينة إسطنبول ورشة عمل كبيرة للمعارضة السورية التي تعكف حاليا على توحيد صفوفها وتنظيمها استعدادا لـ«الخطوة التالية» وهي إسقاط النظام كما يقول الناشطون السوريون الذين يتجمعون حاليا في المدينة التركية، فيما برزت مؤشرات إلى احتمال تكثيف المعارضة السورية نشاطها في مصر بسبب «إيماننا بدور مصر في المنطقة» كما أكد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وقال سرميني الذي يزور القاهرة حاليا مع وفد كبير من المجلس الوطني إن مؤتمرا صحافيا سوف يعقد اليوم في القاهرة للحديث عن التوجهات المستقبلية للمعارضة السورية. كاشفا عن نية بافتتاح مكتب في العاصمة المصرية «رائدة الثورات العربية ونموذجها»، مشيرا إلى أن نتائج اللقاءات التي أجراها وفد المعارضة إيجابية جدا شعبيا وسياسيا. متحدثا عن مجموعة من اللقاءات آخرها مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى. مشيرا إلى لقاء مع شيخ الأزهر الذي أصدر فتوى رسمية «بتحريم إراقة دماء الشعب السوري».
وكشف سرميني عن أن المعارضة السورية بدأت «اتصالات حقيقية» مع الجهات الدولية من أجل «حماية المدنيين على جميع المستويات بعد التطورات الأخيرة في سوريا والاستعمال غير المسبوق للقوة العسكرية ضد المدنيين»، معتبرا أن الموضوع «لم يعد يمكن السكوت عليه»، ولا بد من «خطوات قريبة جدا في هذا المجال»، موضحا أن المعارضة «تدرس كافة الخيارات الآيلة إلى حماية المدنيين من بطش النظام، وهذه من مسؤوليات المجتمع الدولي».. وقال: «نحن نبحث الخيارات كافة ومن جميع الجهات»، معترفا بأن الموضوع «معقد»، لكنه شدد على ضرورة الوصول إلى حلول لحمايتهم. وأكد سرميني أن المعلومات المتوفرة للمعارضة تؤكد «حدوث انشقاقات كبيرة وجدية في الجيش السوري»، آملا أن تكون هذه الانشقاقات «بداية النهاية لمعاناة السوريين».
وفي إسطنبول تنظم المعارضة السورية 3 طاولات مستديرة تهدف إلى تنظيم صفوفها وسط أجواء من التكتم الشديد. وتضم الطاولة الأولى مشاركين من المجلس الوطني السوري واللجنة المؤقتة المنتخبة تحضيرا للاجتماع الذي سيعقد الأحد المقبل لانتخاب هيئة المجلس ورئيسه. أما الطاولة الثانية فهي «طاولة الوحدة» التي دعا إليها المجلس الوطني وتبدأ أعمالها اليوم في إسطنبول. وقد وجه المجلس الدعوة إلى مجموعة الإخوان المسلمين وإعلان دمشق وشباب التنسيقيات السورية والمعارض السوري برهان غليون، بالإضافة إلى شخصيات أخرى معارضة وشباب التنسيقيات السورية في الداخل. أما الطاولة الثالثة، فتضم «الهياكل الثورية» التي تعمل من أجل دعم الهيئة العامة للثورة السورية مع القيادة العامة للثورة. وأوضح ياسر النجار، عضو «المجلس الأعلى لقيادة الثورة» لـ«الشرق الأوسط» أن هذه «الاجتماعات المكثفة التي تعقد بين الهيكليتين الأساسيتين العاملتين على الأرض في سوريا ولسان حال الحراك الشعبي، ستكونان بمثابة المدقق الإيجابي في تسريع الوصول إلى هيكلية سياسية تعبر عن الشارع السوري»، معتبرا أن «الهياكل الثورية سوف تكون رقيبا على العملية السياسية للخروج بنتائج تتجاوب مع سقف مطالب شباب الثورة». مشيرا إلى أن هذه الهياكل «قد تكون الذراع التنفيذية للمجلس الوطني في الداخل على مستوى الدعم اللوجستي والإعلامي والإنمائي». قائلا إن «الهيكليات حريصة على أن تظهر وحدة الحراك من خلال الضغط على التيارات السورية المعارضة للتوحد في إطار واحد بهدف تحقيق الخطوة الثانية وهي إسقاط النظام».
هدوء حذر في القرى الحدودية بشمال لبنان وتعزيزات الجيش السوري على حالها
جريحان من القصير وصلا إلى عكار.. وتوقيف معارض سوري متهم بتهريب أسلحة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
يخيم الحذر على البلدات الحدودية في شمال لبنان، لا سيما قرى جبل أكروم التي تعرضت لإطلاق نار وقذائف صاروخية خلال نهاية الأسبوع الماضي، في ظل إبقاء الجيش السوري تعزيزاته العسكرية على حالها في مواقعه المواجهة لهذه البلدات. وأعلنت ميدانية ناشطة على الحدود، أن «أهالي بلدات النصوب وحلواص والمونسة الذين غادروا منازلهم ليل السبت الماضي، يخشون العودة إليها في ظل غياب أي ضمانات بعدم تكرار ما تعرضوا له، وشبه الغياب لوجود الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية في المنطقة». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «معظم السكان ما زالوا يبيتون خارج منازلهم، وهم يناشدون الجيش اللبناني الحضور والانتشار في منطقتهم، والتنسيق مع الجيش السوري عند أي خرق أو حادث معين لمعالجته بدل توتير الأجواء وتحويل القرى إلى منطقة عمليات عسكرية». وأفادت أن «المواقع السورية في جهوزية عالية وهي معززة بدبابات ومدفعية وناقلات جنود، وهو ما يزيد التوتر لدى أبناء البلدات اللبنانية القريبة جدا منها».
إلى ذلك رأى ناشطون لبنانيون أن «الأوضاع على الحدود بين منطقة وادي خالد والجانب السوري هادئة ولا يعكرها أي شيء حاليا، ومرد ذلك إلى إحكام الجيش السوري سيطرته على طول المعابر البرية غير الشرعية، بما يحول دون الخروج والدخول من وإلى الأراضي السورية». وكشف الناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «الضابط السوري المسؤول عن القوّة الموجودة على الأرض، طلب أن يلتقي وجهاء وفاعليات وادي خالد، للتفاهم معهم على ضبط الحدود ومنع من سماهم الإرهابيين والمسلحين من دخول الأراضي السورية عبر منطقتهم، إلا أن فاعليات البلدة رفضوا هذا العرض، باعتبارهم غير مخولين ضبط الحدود وهذه المهمة ليست من مسؤوليتهم». ولفت الناشطون إلى أن «أهالي وادي خالد يرفضون إيواء أي مسلح أو إرهابي وحمايته، وكل ما يفعلونه اليوم هو مساعدة نازحين مدنيين تركوا بلدهم بسبب الظروف الأمنية الصعبة، ويعتبرون أن ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين هو مسؤولية الجيش اللبناني، وبالتالي على الجيش السوري أن يتفاهم مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين في لبنان على هذه الأمور وليس توريط الأهالي فيها، لأن أبناء وادي خالد ليسوا دويلة مستقلة عن الدولة اللبنانية بل هم جزء منها ويخضعون لحمايتها».
وفي سياق متصل علمت «الشرق الأوسط»، أن «جريحين سوريين وصلا (أمس) إلى لبنان وأدخلا أحد مستشفيات عكار لمعالجتهما من إصابات تعرضا لها في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية». ورفضت مصادر مطلعة كشف اسمي هذين الجريحين والمستشفى الذي يعالجان فيه، وذلك تجنبا لتوقيفهما من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وليس بعيدا عن اضطرابات الحدود، أعلن مصدر قضائي لبناني أن قاضي التحقيق العسكري عماد الزين أصدر أمس قرارا اتهاميا طلب فيه عقوبة السجن ثلاثة أشهر للمعارض السوري الموقوف محمد حسن عجم، بعدما اتهامه بحيازة أسلحة حربية وتهريبها من البقاع اللبناني إلى سوريا، وأحاله إلى المحكمة العسكرية الدائمة لمحاكمته.
مسيحيون في سوريا يدعمون الأسد.. خوفا من التغيير
منهم من انضم إلى الانتفاضة.. وهناك مفكرون مسيحيون من أبرز الشخصيات المعارضة
جريدة الشرق الاوسط
صيدنايا (سوريا): «نيويورك تايمز»*
جلس أبو إلياس أسفل الدرج الشاهق المؤدي إلى دير سيدة صيدنايا، الكنيسة الواقعة أعلى الجبال خارج دمشق التي يتعبد فيها المسيحيون منذ 1400 عام. وقال وهو يستدير نحو رجل يجلس بجواره يدعى روبرت، لاجئ عراقي كان قد فر من النزاع الطائفي في العراق: «إننا جميعا نخشى مما سيحدث بعد ذلك».
وأضاف أبو إلياس، ناظرا إلى صديقه، الذي جاء إلى سوريا قبل عام من الآن: «لقد ترك العراق وجاء إلى هنا. وعاجلا، سنجد أنفسنا نفعل الشيء ذاته».
تتسارع وتيرة الاضطرابات في سوريا، حيث قامت القوات الحكومية يوم أول من أمس، الثلاثاء، بمهاجمة مدينة الرستن الثائرة باستخدام الدبابات والرشاشات، مما أسفر عن جرح ما لا يقل عن 20 شخصا. ومع تزايد الفوضى، ذكر المسيحيون الذين كانوا يقومون بزيارة صيدنايا في أحد أيام الأحد القريبة، أنهم يخشون من أن يؤدي تغيير السلطة إلى ظهور حكم استبدادي من ناحية الأغلبية السنة، مما يحرمهم من الحماية ضئيلة الأثر التي منحتهم إياها أسرة الأسد خلال 4 عقود.
وتعد الأقلية المسيحية في سوريا كبيرة الحجم، حيث تمثل نسبة 10 في المائة من السكان، رغم قول البعض هنا إن نسبتهم أصبحت أقل هذه الأيام. ورغم اختلاف مواقفهم – بعض المسيحيين ينتمون لصفوف المعارضة والبعض الآخر من الموالين للحكومة بسبب الخوف أكثر منه بسبب الحماسة – ساعد خوف الأقلية في توضيح كيف حافظ بشار الأسد على مجموعات من أنصاره، رغم القمع الأمني الوحشي الذي يهدف إلى تدمير الانتفاضة الشعبية.
وبالنسبة للعديد من المسيحيين السوريين، تبقى تصرفات الأسد متوقعة في منطقة أدى فيها عدم التوقع إلى قدوم إخوة لهم من بلدان عصفت بها الحرب مثل العراق ولبنان، بينما شعر آخرون بالخطر في مصر بعد الثورة. وهم يخشون أن يتعرضوا لأعمال انتقامية على يد القيادة السنية المتحفظة بسبب ما رأوه من قيام أسرة الأسد بتقديم دعم مسيحي لهم، إذا ما سقط الرئيس. كما يخشون أن يتحول صراع الإطاحة بالأسد إلى حرب أهلية، تؤدي إلى إراقة الدماء الطائفية في دولة وجدت الأقليات، عرقية ودينية، سبيلا للتعايش فيها.
وقلقهم شديد لدرجة أن العديد تجاهل حجة المعارضة بأن الحكومة هي التي زادت من سوء هذه الانقسامات، وذلك لضمان استمرار حكم أسرة الأسد، التي جاءت من أقلية مسلمة هي الأقلية العلوية.
وكتبت سيدة مسيحية سورية على صفحتها على موقع الـ«فيس بوك»، مخاطبة المتظاهرات المسيحيات: «إنني أشعر بالاستغراب من مطالبتكن بالحرية والإطاحة بالنظام. ماذا تعني حرية؟ كل واحدة منكن تفعل ما تريده وهي حرة أيضا في قول ما تريده. هل تعتقدن أنه إذا ما سقط النظام (لا قدر الله) سوف تحصلن على الحرية؟ حينئذ، سوف تجلس كل واحدة منكن في منزلها حبيسة تنعى هذه الأيام».
ويعد مصير الأقليات في المنطقة من بين أكثر الأسئلة إلحاحا التي تواجه العالم العربي المضطرب. وتعتبر سوريا، التي تضم مزيجا من القطاعات المسلمة والمسيحية في آن واحد، تجسيدا لهذا التساؤل في أوضح صوره: «هل يجب أن يكون هناك رجل قوي لحماية المجتمع من الأحداث الأكثر خطورة التي لا يجب أن نتهاون نحوها في المجتمع؟».
وقد تردد صدى أزمة المسيحيين في سوريا بين الأقليات الدينية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فالعديد منهم يرى أنهم سيواجهون مصيرا مشتركا. ففي العراق، تضاءل عدد المسيحيين بدرجة كبيرة للغاية منذ الإطاحة بصدام حسين، فقد أدت إراقة الدماء والتعصب القومي إلى نزوحهم. كما يخشى المسيحيون في مصر من وصول الإسلاميين إلى الحكم. علاوة على ذلك يساور المسيحيين في لبنان، الذين يعدون أكبر أقلية في العالم العربي، القلق حيال مستقبلهم في دولة ظهروا فيها كخاسرين بارزين لحرب أهلية دامت 15 عاما.
وقد طلب البطريرك الكاثوليكي الماروني في لبنان من المارونيين، الذين يعدون أكبر مجموعة من المسيحيين في لبنان، هذا الشهر، منح الأسد فرصة أخرى ووقتا كافيا لتنفيذ قائمة طويلة من الإصلاحات كان قد وعد بها، ولم تنفذ حتى الآن.
وقد أدت كلمات البطريرك، بشارة بطرس الراعي، إلى احتدام الجدل في لبنان، الذي عاش تحت السيطرة السورية لمدة 29 عاما. وقامت شخصية معارضة سورية (ومسيحية) بإدانة دمشق. إلا أن البطريرك بشارة الراعي دافع عن ملاحظاته وحذر قائلا إن سقوط الحكومة في سوريا يهدد المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقال: «لقد تحملنا حكم النظام السوري.. لم أنس ذلك. إننا لا ندعم النظام، لكننا نخشى من الفترة الانتقالية التي قد تليه. يجب أن ندافع عن المجتمع المسيحي. ونحن أيضا، يجب أن نقاوم».
وتقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 2.600 شخص قد قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف مارس (آذار) في مدينة درعا الجنوبية، وحذر البعض، ومنهم نشطاء من إمكانية لجوء المتظاهرين إلى استخدام الأسلحة بدافع اليأس. بينما وصلت التقديرات بشأن أعداد المعتقلين إلى عشرات الآلاف.
وقد انضم بعض المسيحيين إلى صفوف الانتفاضات، كما انضم مفكرون مسيحيون مثل ميشيل كيلو، وفايز سارة، إلى شخصيات المعارضة.
وذكر ناشط في دمشق كيف أن صديقا مسيحيا له وجد نفسه مختبئا في منزل أسرة مسلمة متحفظة في مدينة تقع على أطراف دمشق. وكان صديقه هذا مشتركا في مظاهرة مع آخرين عندما وصلت قوات الأمن وبدأت في إطلاق النيران بصورة عشوائية على المتظاهرين، لذا فقد قاموا بالفرار والبحث عن ملاذ آمن من خلال الاختباء في البنايات والمنازل القريبة، بحسب الناشط.
وعندما هدأ الاضطراب، سأله مضيفه الجديد عن اسمه. وقد فكر للحظة أن لا يقول الحقيقة، نظرا لخوفه، لكنه خشي أن يطلب منه أوراقا تثبت هويته، لذا فقد أخبره بالحقيقة.. ولدهشته، فقد قام المضيف وأسرته وجميع الأشخاص الذين كانوا مختبئين معه في المنزل بالاحتفاء به وبانضمامه إلى صفوفهم.
ولم تحدث الصيغة المعتادة التي تشير إلى انقسام السوريين – التي تزعم أن الأقليات الدينية تقف إلى جانب الأسد، بينما تقف الأغلبية السنية ضده – فارقا في الصراع الذي من الممكن أن يؤثر على سوريا لعدة أجيال. فقد انضم بعض العلويين – الطائفة المسلمة التي ينتمي إليها الأسد – إلى المتظاهرين. وعندما جاء عدد قليل منهم إلى مدينة حماه التي تقع وسط سوريا للانضمام إلى المظاهرات الضخمة هذا الصيف، قامت السنة بتحيتهم بأغان وقصائد من الشعر.
وعلى الرغم من ذلك، فعندما أصبح وعد الثورات العربية بنظام جديد والقضاء على القمع وعدم المساواة تزايدت المخاوف من أن يحظى الإسلاميون، القوة الأكثر تنظيما في المنطقة، بنفوذ كبير، وأن تصبح المجتمعات أكثر تحفظا وتعصبا.
وقال أبو إلياس، أثناء قيامة بتحية المصلين الذين ساروا على مئات الأحجار التي أصبحت أكثر سلاسة على مدار القرون: «لقد انتشر الخوف بيننا وبين أي شخص ينتمي إلى الأقليات، فنحن هنا اليوم، لكن من يعلم أين سنكون غدا؟».
* خدمة «نيويورك تايمز»
يواجه منشقين بالدبابات والطائرات
الجيش يصعّد بحمص وريف دمشق
واصل الجيش السوري اليوم الخميس هجومه على النشطاء والمنشقين عن الجيش بمحافظة حمص وكذلك بمحافظة ريف دمشق. وقال نشطاء إن الهجمات بالدبابات والطائرات المروحية تصاعدت عند الفجر. يأتي ذلك بعد مقتل 17 شخصا الأربعاء في عموم سوريا بينهم 14 في محافظة حمص وحدها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين قولهم إن القوات السورية واصلت الخميس هجومها على النشطاء والمنشقين عن الجيش بمدينة الرستن بمحافظة حمص، لليوم الثالث على التوالي.
وقال ناشط من الرستن “لقي عشرون شخصا على الأقل حتفهم، بينهم عشرة منشقين عن الجيش”. وأضاف “تصاعدت الهجمات بالدبابات والطائرات المروحية على الرستن عند الفجر مع استمرار الاشتباكات بين القوات الأمنية والمنشقين عن الجيش خلال الليل”، مشيرا إلى أن العشرات أصيبوا في القصف صباحا غير أنه لم يذكر عددا محددا.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن قتلت فتاة في منطقة البياضة بمحافظة حمص خلال اقتحام قامت به عربات تابعة للجيش تمركزت خلاله ست دبابات على مداخل المنطقة. وقال المرصد السوري إن المواطنين في حي الشماس بمدينة حمص عثروا على جثة شاب قتل رميا بالرصاص.
عملية عسكرية
في هذه الأثناء تجري في محافظة حمص عملية عسكرية تستهدف مدينة الرستن التي تتعرض لقصف عنيف, حيث تشتبك قوات الجيش ومليشيا الشبيحة مع عناصر مما يسمى بالجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي.
كما تشهد بلدتا الكسوة وكناكر عمليات عسكرية مشابهة. وأفاد ناشط في الرستن بمقتل الملازم أول المنشق أحمد الخلف, إثر اصابته أول أمس في اشتباكات مع الجيش السوري، كما قتل ثلاثة آخرون في تلك الاشتباكات.
من جانب آخر قال الضباط المنشقون عن الجيش السوري والذين انضووا تحت ما يسمى بالجيش السوري الحر, إنهم قتلوا ثمانين من عناصر الشبيحة والأمن السوري, وأصابوا عددا آخر.
وأضاف الضباط في بيان أن عناصر ما يسمى بالجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد, استهدفت ست حافلات للأمن والشبيحة كانت متجهة من شرق المعرة إلى معسكر النيرب بمحافظة إدلب, وذلك ردا على الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري على مدينة الرستن.
ويظهر تسجيل بثه ناشطون على الإنترنت عددا من عربات ومدرعات الجيش السوري أثناء اقتحامها حي دير بعلبة بمدينة حمص صباح اليوم.
تواصل المظاهرات
وتواصلت المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في مناطق عدة من البلاد، فخرجت في مدينة أنخل بمحافظة درعا صباح اليوم مظاهرة طلابية للتضامن مع مدينة الرستن والمدن السورية المحاصرة. وفي حلب خرجت مظاهرة مسائية هتف فيها المتظاهرون بشعارات تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
وفي بنش بمحافظة إدلب خرج الأهالي في مظاهرة مسائية تنادي بالحرية وسقوط نظام بشار الأسد. كما عبر المتظاهرون عن التضامن مع جميع المدن السورية المحاصرة.
وخرجت مظاهرة مسائية في حماة تأييدا لمدينة الرستن التي سقط فيها ستة قتلى أمس برصاص الأمن السوري.
وكانت منظمة المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قالت إن سبعة عشر شخصا قتلوا أمس في أنحاء مختلفة من سوريا. وأضافت المنظمة أن مجهولين قتلوا في حمص الثلاثاء المهندس النووي أوس عبد الكريم خليل.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف الاثنين الماضي عن مقتل عميد كلية الكيمياء وأستاذ في كلية الهندسة في حمص, كانا معروفين بمواقفهما المعارضة للنظام، وقد اتهم ناشطون السلطات السورية بقتلهما.
السفير الأميركي
من جهة أخرى، أفاد موقع محطة أخبار سوريا الإلكتروني الخاص بأن السفير الأميركي بسوريا روبرت فورد تعرض للرشق بالبندورة صباح الخميس في دمشق من قبل عشرات المحتجين على تحركاته في البلاد.
ونقل الموقع أن السفير فورد تعرض للضرب لدى ذهابه إلى شارع النصر بوسط العاصمة دمشق لزيارة مكتب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا المحامي حسن عبد العظيم.
وقال عبد العظيم إن السفير فورد موجود في مكتبه وهناك شباب في الشارع يدقون على أبواب المحال التجارية وأن أصواتهم تصل إلى المكتب الكائن في الطابق الثالث. وأضاف أن السفير فورد لا يستطيع الخروج من المكتب حتى وقت إدلائه بالتصريح.
استجواب لبناني
وفي العاصمة اللبنانية بيروت، استجوب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين مواطنا لبنانيا بتهمة تبادل إطلاق النار مع الجيش السوري على الحدود اللبنانية السورية في منطقة الهرمل في وادي البقاع شرقي لبنان، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه.
يذكر أن سوريا تشهد منذ مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بالإصلاح وإسقاط النظام، قتل فيها أكثر من 2700 شخص من المتظاهرين وقوات الأمن، حسب ما تقول منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المحتجين وقوات الأمن، وتقول إن عمليات تهريب للأسلحة تتم من لبنان إلى سوريا وتطالب لبنان بالتعاون بهذا الشأن.
إندبندنت: سوريا على شفا حرب أهلية
ذكرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية الخميس أن المخاوف تتزايد من احتمال انزلاق سوريا إلى أتون حرب أهلية فيما أشارت تقارير أمس إلى أن مئات من الجنود المنشقين يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد في أول مواجهة كبيرة من نوعها ضد النظام الحاكم.
ومع التفاقم المحتمل لموجة العنف، اضطرت بريطانيا وحليفاتها في الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن مطالبة الأمم المتحدة بفرض عقوبات فورية على سوريا بعد أن أخفقت القوى الكبرى بمجلس الأمن الدولي في الاتفاق على تبني مسار مناسب للتعامل مع النظام السوري.
وبعد أن وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مسودة قرار لمجلس الأمن بلهجة مخففة يدين نظام حزب البعث في دمشق ويطالب بفرض عقوبات فورية ضده، اضطروا للتخلي عنه بسبب معارضة روسيا والصين.
وانتقد الناشط السوري وسام طريف –المدير التنفيذي لمنظمة “إنسان” الحقوقية- مسودة القرار المقترح واصفا إياها بأنها “غير ذات جدوى أساسا”، وأنها جاءت “ضعيفة الصياغة جدا” كما أنها “لم تأت على ذكر المحكمة الجنائية الدولية ولا على حظر للسلاح”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يستمر فيه القتال العنيف في مدينة الرستن -إحدى معاقل المعارضة بوسط سوريا- التي صارت ملاذا للجنود المنشقين عن الجيش.
وقال نشطاء إن ما لا يقل عن ألف جندي سابق ومواطنين مسلحين منخرطون في قتال قوات الأمن التي تفرض حصارا على المدينة بدعم من الدبابات والمروحيات الحربية.
وطبقا لمنظمة “آفاز” الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتي تتخذ من نيويورك مقرا، فإن النظام السوري نشر طائرات حربية لقصف مدينة الرستن، وهي مزاعم رددتها منظمتان حقوقيتان على الأقل.
وقالت منظمة ثالثة إن الطائرات الحربية ألقت غازات سامة على المدينة، غير أن الصحيفة البريطانية رأت استحالة التأكد من مدى صحة تلك المزاعم.
وذكر كبير الباحثين بمنظمة هيومن رايتس ووتش في بيروت نديم حوري أنه إذا ثبتت صحة التقارير بشأن تحليق الطائرات الحربية فوق سماء الرستن فإن ذلك من شأنه أن يزيد المخاوف من انزلاق سوريا إلى صراع على النمط اللبناني والذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بدرجة خطيرة.
مجلس الأمن يتشاور بشأن سوريا
تتواصل اليوم الخميس مشاورات مجلس الأمن الدولي في قرار بشأن سوريا، وذلك بعد أن فشل الأعضاء الـ15 أمس في الاتفاق على صيغة مشتركة لمشروع نص يهدد بعقوبات دولية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال السفير الألماني في الأمم المتحدة بيتر ويتيغ إن أعضاء مجلس الأمن فشلوا الأربعاء -بعد نصف يوم من المشاورات- في الاتفاق على مشروع قرار بشأن سوريا، وأوضح أن الهدف يبقى الاتفاق على نص “قوي”. وأضاف أن المحادثات ستتواصل اليوم الخميس على مستوى الخبراء.
وقال السفير الألماني “نأمل التوصل إلى توجيه رسالة قوية وموحدة من المجلس، أنه يتوجب على النظام السوري وقف العنف والقيام بحوار”. وأضاف “نتطلع إلى تصويت في أقرب وقت ممكن لأن الوضع خطير”. ولم يوضح ما إن كان مشروع القرار يتطرق أيضا إلى تهديد بفرض عقوبات.
من ناحيته، أكد السفير الروسي فيتالي تشوركين عقب المحادثات أنه لم يتم بحث تهديدات بفرض عقوبات. وقال إنه يجب أن يكون أعضاء المجلس قادرين على إيجاد أرضية مشتركة. وكان تشوركين ألمح قبل مشاورات مجلس الأمن إلى أن بلاده تعارض أي مشروع قرار يلوح بفرض عقوبات على سوريا بسبب القمع الدامي الذي تواجه به المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام.
عقدة ليبيا
وقال تشوركين للصحفيين “موقفنا هو أن (مشروع القرار بشأن سوريا) هو مواصلة السياسة المعتمدة في ليبيا وتقضي بتغيير النظام”. وأضاف “دعونا نر الأمور كما هي، استمعنا إلى تصريحات من مختلف العواصم تصف ما هو مشروع وما ليس مشروعا، ونعتقد أن هذا الأسلوب في التفكير والحديث يشجع العنف في سوريا”.
واتهم المندوب الروسي الغرب بأنه “يشجع بشكل أساسي العناصر الهدامة من المعارضة على مواصلة نهجها، ونرى أن هذا ستكون له تأثيرات خطيرة ومأساوية على سوريا وعلى المنطقة”.
وكانت الدول الأوروبية قد سلمت مجلس الأمن الثلاثاء مشروع قرار جديدا ينص على التلويح بفرض عقوبات على الحكومة السورية بدلا من فرض عقوبات فورية، حيث يعرب المجلس وفق النص عن “تصميمه في حال عدم امتثال سوريا لهذا القرار على تبني تدابير بما فيها عقوبات”.
ويبحث أعضاء مجلس الأمن مسودتين تقدمت بالأولى كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، وترمي إلى تجاوز فيتو روسيا والصين الدولتين الدائمتي العضوية في مجلس الامن. أما المسودة الثانية فتقدمت بها روسيا ويكتفي نصها بإدانة أعمال العنف في سوريا من جميع الأطراف، حسب دبلوماسيين.
وهددت روسيا والصين باستخدام الفيتو ضد أي عقوبات يقترح مجلس الأمن فرضها على النظام السوري. واكتفى مجلس الأمن حتى الآن بإعلان بشأن قمع المتظاهرين في سوريا، الذي أوقع بحسب الأمم المتحدة أكثر من ألفين وسبعمائة قتيل منذ مارس/آذار.
طلب التنحي
وفي واشنطن أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن بلادها تؤيد مشروع القرار بنسخته الأوروبية، وقالت “نريد قرارا قاسيا، رسالة قوية جدا جدا للنظام السوري”. لكن نولاند لم تستخدم كلمة “عقوبات”.
أما وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت فدعا الأمم المتحدة الأربعاء إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد نظام بشار الأسد على ضوء استمرار الحملة العسكرية ضد المتظاهرين بمدينة الرستن السورية. وشدد على أنه ينبغي الطلب من الأسد أن يتنحى.
وفي التطورات السياسية، أشاد وفد سوري يترأسه مفتي دمشق الشيخ عدنان أفيوني برئيس الطائفة المسيحية المارونية في لبنان البطريرك بشارة بطرس الراعي لدعمه الرئيس السوري. والتقى الراعي مع الوفد الذي شكره على موقفه في “دعم الاستقرار” في سوريا.
وفي اليمن خرجت مظاهرة في مدينة ذمار أمس تهتف لمدينة درعا في سوريا وتعلن وقوفها معها، حسب مقاطع نشرها ناشطون على الإنترنت، وذلك استجابة لمظاهرة خرجت في درعا تهتف لليمن، ويشار إلى أن صفحات الثورة في سوريا على الإنترنت قد اختارت “جمعة النصر لشامنا ويمننا” اسما للجمعة القادمة.
كتيبة منشقة عن الجيش السوري تتبنى مقتل 80 من قوات الأمن النظامي والشبيحة
محتجون يحاصرون السفير الأمريكي بدمشق في مكتب محام معارض
دبي – العربية.نت
أصدرت ما يسمى “بكتيبة آل هرموش” التابعة للجيش السوري الحر بياناً مسجلاً حول تنفيذها عمليات عسكرية ضد عناصر من الأمن والشبيحة في منطقة جبل الزاوية وقال المتحدث باسم الكتيبة إن قواته قتلت عدداً من العناصر الأمنية وحررت عدداً من التلاميذ المعتقلين.
وفي الوقت الذي أفاد فيه مراسل “العربية” أن المحتجين يحاصرون السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد في مكتب المحامي المعارض حسن عبد العظيم وسط العاصمة دمشق، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن آليات عسكرية اقتحمت منطقة البياضة في حمص، وسُمع دوي انفجارات عدة، أدت إلى سقوط قتيلة وإصابة العديد من المدنيين.
وكانت الهيئة قد أعلنت أن سبعة عشر شخصاً قتلوا في إطلاق نار على متظاهرين في مدن سورية عدة، أغلبهم سقطوا في الرستن في محافظة حمص التي كثف فيها الجيش من عملياته العسكرية، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في باب عمرو وسمع إطلاق نار كثيف في باب السباع وشارع المريجة بحمص أيضا.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قتلى أمس الأربعاء هم 14 في حمص واثنان في درعا وواحد في بانياس، وذكر أن ثلاثة جنود منشقين قتلوا، في حين توفي الضابط أحمد الخلف متأثرا بجروح أصيب بها الثلاثاء في الاشتباكات التي دارت في مدينة الرستن قرب حمص بين الجيش السوري وعناصر منشقة تطلق على نفسها “الجيش السوري الحر”.
وقال شهود عيان إن إطلاق نار كثيف حدث في الخالدية، كما سمع دوي انفجارات في محيط مدينة إدلب فيما أكد اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوات الجيش والأمن نفذت عدة حملات دهم واعتقالات في قرية الرامي بإدلب ومدينة الصنمين في درعا وفي حرستا في ريف دمشق.
وشهدت المدن السورية تظاهرات عديدة كان أبرزها في منطقة المهاجرين في قلب العاصمة دمشق قرب جامع الكناني.
تبادل الاتهامات
وتبادل النظام والمعارضة في سوريا الأربعاء الاتهامات بالوقوف وراء عمليات قتل أصحاب الكفاءات العلمية في حمص.
حيث اتهم ناشطون النظام بقتل أوس عبدالكريم خليل وهو اختصاصي هندسة نووية بجامعة البعث في حمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المهندس النووي “قتل صباح أمس بأيدي مجهولين في حمص”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية أن هذا المهندس الذي كان أستاذا في جامعة البعث قتل برصاصة في الرأس بأيدي مجموعة “إرهابية” عندما كانت زوجته تقله إلى عمله.
وكان المرصد كشف الاثنين الماضي عن مقتل عميد كلية الكيمياء وأستاذ في كلية الهندسة في حمص أيضا، وكانا معروفين بمواقفهما المعارضة للنظام، وقد اتهم ناشطون السلطات السورية بقتلهما.
سورية: استمرار الحملة الامنية الحكومية قرب حمص
قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طفلة قتلت صباح الخميس برصاص طائش خلال اقتحام قوات أمنية حي البياضة بمدينة حمص.
واضاف المرصد انه عثر على جثة شاب (22 عاما) من حي الشماس مقتولا بالرصاص.
وتستمر العملية الامنية العسكرية في مدينة الرستن قرب حمص وسط سورية حسب افادات من اهالي المدينة.
قال هؤلاء لبي بي سي الخميس انهم سمعوا اصوات اطلاق نار وانفجارات استمرت طوال ليلة امس، ولليوم الثالث، في عملية امنية حكومية هي الثانية خلال ستة اشهر.
وقال السكان ونشطاء ان عددا من المحلات التجارية احترقت نتيجة الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات من الجنود المنشقين المدعومين من مجموعات مدنية مسلحة من المعارضين للنظام.
كما ادت الاشتباكات بين الجانبين الى اصابة العديد من الابنية باضرار واصيب مستشفى النعيمي في المدينة ومسجد على بن ابي طالب.
وتدور اشرس الاشتباكات في منطقة الرستن الفوقاني حيث قيل ان ثمانية قتلى على الاقل من المدنيين سقطوا.
وتحاصر القوات الحكومية الرستن ومحيطها شمل قرى عز الدين والقنيطرات، حيث تتواصل حملة اعتقالات لمطلوبين في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وعلى الرغم من عدم صدور بيان رسمي سوري حول الوضع في الرستن، نقل عن مصادر مقربة من الحكومة قولها ان السلطات اوقفت 40 مطلوبا وصادرت كميات من الاسلحة بينما قتل جنديان واصيب 20 آخرون بجراح خلال الاشتباكات.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سوريا تتهم الولايات المتحدة بالتحريض على العنف
عمان (رويترز) – اتهمت سوريا الولايات المتحدة يوم الخميس بالتحريض على العنف ضد قواتها الامنية وقالت انها ستواجه ما وصفته بمحاولات التدخل في شؤونها الداخلية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أن التصريحات الاخيرة التي أدلى بها مسؤولون في الادارة الامريكية تدل بوضوح على أن الولايات المتحدة ضالعة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش السوري.
مؤيدون للاسد يرشقون السفير الامريكي في دمشق بالحجارة
عمان (رويترز) – قال شاهد عيان ومصادر دبلوماسية ان مؤيدين للرئيس السوري بشار الاسد ألقوا حجارة وبندورة (طماطم) على السفير الامريكي روبرت فورد ودبلوماسيين أمريكيين اخرين كانوا يزورون شخصية معارضة في دمشق اليوم الخميس.
وقال الشاهد “لحقت أضرار بسيارتين من سيارات السفارة. لايزال الوفد الامريكي هناك والجمع يحيط بالمبنى.”
وقال الشاهد ان الحشد أخذ يهتف “ابو حافظ” وهي كنية الاسد.
وأضاف أن الدبلوماسيين كانوا يزورون حسن عبد العظيم وهو سياسي من تيار الوسط يطالب بانهاء حملة القمع الرامية لانهاء الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية قبل اجراء أي محادثات مع الاسد.
وفي واشنطن لم يتسن الاتصال بمسؤولين من وزارة الخارجية الامريكية للتعقيب.
وهذا هو ثاني هجوم على دبلوماسيين أمريكيين منذ بدء الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية في سوريا في مارس اذار. وفي يوليو تموز وبعد زيارة قام بها فورد لمدينة حماة التي شهدت مظاهرات كبيرة تطالب بالحريات السياسية هاجم أنصار الاسد مجمع السفارة الامريكية في دمشق.
وأغضب فورد حكام سوريا باجراء اتصالات بالحركة الاحتجاجية الشعبية.
وحين ذهب فورد الى حماة في يوليو رحب به المحتجون غير أن الدبابات اقتحمت المدينة فيما بعد. كما زار بلدة شهدت احتجاجات متكررة في محافظة درعا بجنوب سوريا متجاهلا حظرا على خروج الدبلوماسيين الغربيين من دمشق وضواحيها.
السفير البريطاني يكشف حقيقة ما يحاول النظام السوري إخفاءه!!
عبد الاله مجيد – ايلاف
بدأ السفير البريطاني في دمشق يكتب مدونة عن حملة النظام السوري ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية، غير أن مراقبين قالوا إنه تدخل سافر على نحو يثير الاستغراب.
وقال السفير “سايمون كوليس” في أول تعليق كتبه في مدونته التي يستضيفها موقع وزارة الخارجية البريطانية إن النظام السوري “يريد أن يخلق حقيقته الخاصة وينبغي ألا ندعه يفعل ذلك”. وأضاف أن “النظام السوري لا يريدكم أن تعرفوا أن قواه الأمنية وعصاباته التي تسندها تقتل في الغالب محتجين سلميين وتعتقلهم وتعتدي عليهم”.
وحاول السفير البريطاني رسم صورة لجهود الحكومة السورية في نشر المعلومات المضللة حول الثورة وقال إنه سيحاول التصدي لتلك محاولات. وأشاد كوليس بالناشطين الذين ينشرون تقارير الفيديو على فايسبوك ويوتيوب.
وقد حاولت وسائل الاعلام الرسمية السورية أن تلقي ظلالاً من الشك على التقارير المستقلة وأشرطة الفيديو على الانترنت.
وتقول الأمم المتحدة إن 2700 مدني على الأقل قُتلوا في الانتفاضة حتى الآن. ورغم انضمام بريطانيا الى الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى في دعوة الرئيس بشار الأسد إلى التنحي فان مراقبين يلاحظون أن بريطانيا حتى الآن لم تتصدر حملة الانتقادات الموجهة الى النظام السوري مثلما فعلت فرنسا والولايات المتحدة.
وأعرب السفير كوليس عن الأمل بأن تثير مدونته نقاشا “عما يحدث ولماذا يحدث وسبب أهمية ما يحدث”.
في هذه الأثناء اقتحمت القوات السورية تسندها الدبابات والمروحيات بلدة الرستن وسط سوريا. واسفرت العملية الأمنية الواسعة التي نفذتها قوات النظام عن اصابة 20 شخصا على الأقل، كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن.
وقال ناشطون ان بلدة الرستن الاستراتيجية الواقعة على الطريق السريع الى تركيا تؤوي منشقين عن الجيش السوري يتصدون لقوات النظام وشبيحته.
وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت يظهر فيه ضابط سوري برتبة نقيب يعلن انشقاقه مع عدد من رفاقه العسكريين. وقال النقيب يوسف حمود انه ورفاقه يتعهدون بتحويل الرستن الى مقبرة لقوات النظام واعدا بمفاجآت كبيرة، على حد وصفه.
ويلفت مراقبون الى ان هناك مخاوف متزايدة من ان تطغي المقاومة المسلحة على الاحتجاجات السلمية في وقت تستمر حملة النظام ضد المحتجين.