أحداث الخميس 02 أذار 2017
معركة منبج بين «حلفاء» الأميركيين … والأتراك
لندن، بيروت، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
اندلعت أمس، معارك بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين وفصائل سورية معارضة مدعومة من الأتراك في ريف منبج، شمال سورية، بعد يوم من تأكيد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الوجهة المقبلة لفصائل «درع الفرات» بعد تحرير الباب ستكون منبج. وتزامن ذلك مع استعادة الجيش النظامي السوري قلعة تدمر والجبال الاستراتيجية المحيطة بالمدينة، وسط معلومات عن دخوله المدينة وطرد تنظيم «داعش» منها للمرة الثانية في أقل من عام
وبرز أمس، تطور سياسي تمثّل بإعلان المعارضة السورية أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أبلغها خلال مفاوضات جنيف، أن الحكومة السورية رضخت لضغط روسي للقبول بجعل «الانتقال السياسي» موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال المفاوضات، بعدما كانت تُصر على أن الأولوية لمكافحة الإرهاب. كما كان لافتاً أن وسائل الإعلام الروسية أعلنت تحديد موعد الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة في 14 آذار (مارس) الجاري، وستشارك فيها دمشق وفصائل مسلحة، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران. وقد يعني ذلك تكريس مسارين للمفاوضات، أحدهما يركّز على وقف النار ومكافحة الإرهاب في آستانة، والثاني على العملية السياسية ويرعاه دي ميستورا في جنيف.
واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أمس، كل الأطراف التي قاتلت في حلب بارتكاب «جرائم حرب»، إن عبر القصف العشوائي، أو الأسلحة المحظورة أو اتخاذ السكان دروعاً بشرية. ويغطي تقرير اللجنة المرحلة بين تموز (يوليو) 2016، الشهر الذي حاصرت فيه القوات النظامية الأحياء الشرقية في حلب، وكانون الأول (ديسمبر)، الشهر الذي سيطرت فيه على كامل المدينة.
في غضون ذلك، قال شرفان درويش الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» إن القوات التركية وجماعات سورية مسلحة متحالفة معها، هاجمت قرى تسيطر عليها فصائل تدعمها الولايات المتحدة قرب منبج. ولم يرد تعقيب فوري من تركيا التي قال رئيسها هذا الأسبوع، إن منبج هي الهدف المقبل لحملة «درع الفرات» بعد السيطرة على الباب.
وقال درويش لـ «رويترز» إن الهجوم الجديد يركز على سلسلة قرى يسيطر عليها «مجلس منبج العسكري»، وهو جزء من تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الولايات المتحدة. وتابع أن هناك «هجوماً كبيراً جداً لعملية درع الفرات والجيش التركي» على القرى والمناطق التي يسيطر عليها «مجلس منبج العسكري»، مشيراً إلى «اشتباكات شرسة… وقصف شديد بالمدفعية». وقال: «نتمنى أن تكون تركيا دولة جارة لا دولة عدوة، ونحن بقدر الإمكان نحاول أن نضبط أنفسنا، ولكن في حال التعرض لهجوم، فقرارنا بالتأكيد الدفاع عن المدينة».
وفي واشنطن، قلل قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند، متحدثاً عبر مؤتمر بالفيديو، من احتمالات أن تنشر الولايات المتحدة أعداداً إضافية كبيرة من قوات التحالف لمحاربة «داعش». وتابع: «لكن في حال جلبنا قوات إضافية، فسنرتب ذلك مع شركائنا المحليين هنا في العراق وفي سورية، لضمان تفهمهم أسباب قيامنا بذلك وللحصول على دعمهم». وقال إن الأكراد يشاركون في عملية عزل الرقة، لكن تحرير المدينة سيضم فصائل عدة من مكونات الشعب السوري، لافتاً إلى نقاش مع الأتراك حول دورهم المحتمل في العملية. وكشف أن طائرات روسية أو سورية قصفت خطأ أول من أمس «قوات سورية الديموقراطية» في ريف منبج، وأن الأميركيين اتصلوا بالروس فتوقف القصف. وقال إن الجيش الأميركي يناقش كيف يمكن أن تُقام مناطق آمنة في سورية، قائلاً إن هدف هذه المناطق، إذا أقيمت، أن تكون «آمنة من داعش».
على صعيد آخر، أفاد «الإعلام الحربي» لـ «حزب الله» اللبناني بأن القوات السورية والمناصرين استعادوا السيطرة على قلعة تدمر التاريخية على الأطراف الغربية لمدينة تدمر، كما استعادوا مجمعاً فخماً يقع شمال غربي تدمر، وسلسلة من الجبال الاستراتيجية المحيطة بها، ما يشير إلى قرب اقتحام المدينة وطرد «داعش» منها.
وخلال مفاوضات جنيف، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا صباح أمس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، والتقى لاحقاً وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري. وقال رئيس وفد المعارضة إلى المفاوضات نصر الحريري إثر لقاء دي ميستورا: «نلاحظ الآن أن موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيس الموجود على الطاولة». وأضاف: «سمعنا من السيد ستيفان أن هناك وبسبب الضغط الروسي – وهذه إشارة قد تكون كذلك مشجعة من الناحية المبدئية – قبولاً لتناول القضايا المطروحة في القرار 2254، وطبعاً يهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي، لأنه السبيل الوحيد لتحقيق القضايا الأخرى في هذا القرار». ومن المتوقع أن يكون وفد المعارضة التقى لاحقاً غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي.
حلفاء الأميركيين يسلمون قرى غرب منبج إلى النظام
بيروت، أنقرة – رويترز، أ ف ب
قالت قوات كردية متحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سورية اليوم (الخميس) إنها وافقت على تسليم قرى على خط التماس مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا إلى النظام السوري بموجب اتفاق مع روسيا.
وتقع القرى غرب مدينة منبج وكانت محوراً للقتال في الأيام الأخيرة بين قوات المعارضة المدعومة من تركيا من ناحية و«مجلس منبج العسكري» المتحالف مع الولايات المتحدة من ناحية أخرى.
وقال مكتب «مجلس منبج الإعلامي» في بيان «اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية التي ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات».
وكانت معارك اندلعت أمس بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين وفصائل سورية معارضة مدعومة من الأتراك في ريف منبج، شمال سورية، بعد يوم من تأكيد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الوجهة المقبلة لفصائل «درع الفرات» بعد تحرير الباب ستكون منبج.
من جهته، نفى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم تقارير عن أن فصائل مسلحة متحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سورية وافقت بناء على اتفاق مع روسيا على تسليم الحكومة السورية قرى على خط المواجهة مع المعارضة المدعومة من تركيا.
وهدد وزير الخارجية التركي بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج التي سيطرت عليها «قوات سورية الديموقراطية.
وقال تشاوش أوغلو للصحافيين «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج الواقعة قرب الحدود التركية. وأضاف في تصريحات أدلى بها في أنقرة أن انسحاباً مماثلاً يجب أن يتم «في أسرع وقت ممكن».
وأوضح وزير الخارجية التركي «لا نريد أن يستمر حليفنا الأميركي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا». واعتبر أن مشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية في هجوم على الرقة يعتبر بمثابة «تعريض مستقبل سورية للخطر».
ولفت تشاووش أوغلو إلى أن أنقرة «تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن لبلدان التحالف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي».
و«مجلس منبج العسكري» جزء من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية. وانتزع السيطرة على المنطقة المحيطة بمنبج من تنظيم «الدولة الإسلامية» العام الماضي.
وتهدف حملة تركيا في سورية لإبعاد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» عن حدودها ومنع توسع «وحدات حماية الشعب» في المنطقة إذ تعتبرها امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً على الدولة التركية.
روسيا قصفت خطأ قوات تدعمها أميركا في سورية
واشنطن – أ ف ب، رويترز
قصفت مقاتلات روسية قوات تدعمها الولايات المتحدة في عدد من القرى الصغيرة شمال سورية بعد أن اعتقدت خطأ أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تتواجد في تلك المنطقة، بحسب ما أعلن جنرال أميركي بارز اليوم (الأربعاء).
وصرح قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند للصحافيين أن مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري قصفت قرى إلى الجنوب الشرقي من مدينة الباب في محافظة حلب أمس، ما أسفر عن عدد غير محدد من الإصابات.
وقال إن الروس على ما يبدو لاحظوا خروج عدد من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من المنطقة، ولذلك افترضوا خطأ أن القوات القادمة هي من المتطرفين. وصرح للصحافيين «قصفت عدد من المقاتلات الروسية ومقاتلات النظام (السوري) بعض القرى التي أعتقد أنهم ظنوا أن داعش يسيطر عليها… ولكن كان على الأرض في الحقيقة عدد من عناصر التحالف العربي السوري الذي ندعمه».
و«قوات التحالف العربي السوري» هي جزء من تحالف أوسع يدعى «قوات سورية الديموقراطية» التي تتألف من فصائل كردية وعربية تدربها الولايات المتحدة وتقدم لها المشورة لقيادة القتال ضد التنظيم.
وذكر تاونسند أن القوات الأميركية كانت على بعد أقل من خمسة كيلومترات من القرى التي تعرضت للقصف ولاحظوا القصف. وأضاف أن الجنود الأميركيين أبلغوا عن الخطأ الذي تم إبلاغ الروس به بسرعة من طريق خط خاص مخصص لمنع التصادم بين قوات الطرفين بعد الاتفاق عليه بين البلدين لتجنب حدوث أي أخطاء.
وقال تاونسند «أصبح واضحاً أن الضربات تصيب عدداً من مواقع التحالف السوري». وأوضح «تم إجراء بعض الاتصالات السريعة عبر قنوات منع التصادم، واستقبلها الروس وأوقفوا القصف هناك». وأحال تاونسند الأسئلة عن أي إصابات إلى تحالف القوات السورية.
ويوجد حالياً حوالى 500 جندي أميركي في سورية وجميعهم تقريباً من «كوماندوز» العمليات الخاصة. ويقتصر دورهم على تقديم النصائح للقوات المحلية والبقاء خلف الخطوط الأمامية. ويتزايد تعقيد الحرب السورية، حيث تشن روسيا حملة قصف لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلا أنها تقصف أحيانا تنظيم «الدولة الإسلامية».
أما تركيا فقد دخلت شمال سورية وتقاتل التنظيم المتطرف كما تحاول مواجهة القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة. وتحاول الولايات المتحدة دعم الأكراد من دون إغضاب حليفتها تركيا.
وقال تاونسند «الوضع الميداني في أرض المعركة معقد للغاية حيث توحد ثلاثة جيوش وقوة عدو في نفس المنطقة الضيقة». وأضاف «الوضع صعب ومعقد جداً… يجب على الجميع التركيز على داعش… وليس قتال بعضهم البعض عن عمد أو عن غير عمد».
من جهة ثانية، قلل قائد القوات الأميركية في العراق من احتمالات أن تنشر الولايات المتحدة أعداداً إضافية كبيرة من قوات التحالف لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» على رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس خياراته لتسريع وتيرة الحملة.
وقال الجنرال تاونسند متحدثاً عبر مؤتمر بالفيديو من خلال إفادة صحافية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «لا أتوقع أن نستقدم أعداداً كبيرة من قوات التحالف لأن ما نقوم به في الحقيقة يحقق نجاحاً».
وتابع قوله «لكن في حال جلبنا قوات إضافية فسنرتب ذلك مع شركائنا المحليين هنا في العراق وفي سورية لضمان تفهمهم لأسباب قيامنا بذلك وللحصول على دعمهم».
من جهة ثانية، سيطرت فصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة اليوم على قريتين في شمال سورية بعد اشتباكات مع ائتلاف فصائل كردية – عربية تدعمها واشنطن، في إطار سعيها إلى توسيع نطاق عملياتها في المنطقة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «فصائل درع الفرات المدعومة من أنقرة سيطرت على قريتي تل تورين والقارة الواقعتين شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات سورية الديموقراطية التي كانت موجودة فيهما».
وأكد فصيل معارض مشارك في حملة «درع الفرات» التي بدأتها القوات التركية وفصائل معارضة في شمال سورية في آب (أغسطس) الماضي، السيطرة على القريتين بعد «معارك عنيفة مع الميليشيات الانفصالية، وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعتبرها تركيا «إرهابية».
ويأتي توسع هذه القوات شرق الباب نحو مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، بعد سيطرتها الخميس على المدينة التي كانت تعد آخر أبرز معقل لتنظيم «الدولة الإسلامية» في حلب.
ومع تقدم قوات النظام السوري جنوب شرقي الباب وصولاً إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» جنوب مدينة منبج، باتت فصائل «درع الفرات» مطوقة من قوات النظام جنوباً ومن الأكراد شرقاً وغرباً.
وأفاد الناطق الرسمي باسم «مجلس منبج العسكري» المنضوي في صفوف «قوات سورية الديموقراطية» شرفان درويش، أن «قوات درع الفرات والقوات التركية هاجمت قواتنا… ولا تزال الاشتباكات مستمرة».
وقال عبد الرحمن إن تقدم «فصائل درع الفرات بعد الانتهاء من معركة الباب يعني أن المعركة لم تنته بالنسبة إلى أردوغان وهي بمثابة إعلان بدء العمليات للسيطرة على منبج». وتقع منبج شمال شرقي مدينة الباب وتبعد عنها حوالى 45 كيلومتراً. وكانت المدينة تحت سيطرة المتطرفين حتى آب (أغسطس) الماضي.
وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أعلن مراراً أنه بعد الباب، تنوي قواته التوجه إلى منبج، ومنها إلى الرقة (شمال)، المعقل الأبرز للمتطرفين في سورية.
آمال «الصفقة الكبرى» الروسية – الأميركية تتراجع
موسكو – رائد جبر
هدأت عاصفة «نجاح الكرملين في دفع مرشحه» إلى البيت الأبيض. والخطوات الأولى لدونالد ترامب بعد أربعين يوماً في السلطة، كانت كافية لتبديد نشوة الروس الذين صفّق نوابهم في مجلس الدوما طويلاً ليلة انتصاره بـ «الضربة القاضية» على العدوّة اللدودة للرئيس فلاديمير بوتين.
تتجنّب أوساط الديبلوماسية الروسية الحديث عن «خيبة أمل» بترامب، على رغم أن هذا المصطلح بدأ يتردد كثيراً في وسائل إعلام قريبة من الكرملين. وبينما عاد نائب وزير الخارجية سيرغي ريباكوف المكلّف ملف العلاقات مع واشنطن، إلى الحديث عن «أسوأ مرحلة في تاريخ العلاقات بين البلدين»، نبّه رئيس الوزراء «الليبرالي» ديمتري مدفيديف الروس إلى ضرورة مواصلة «شد الأحزمة» والاستعداد لـ «مرحلة ما زالت طويلة تحت وطأة العقوبات».
هكذا بدا المزاج السياسي الروسي عندما كان ترامب يلقي خطابه الأول أمام الهيئة الاشتراعية الأميركية، على رغم أن جزءاً مهماً من النخب السياسية الروسية ما زال يعلّق آمالاً على «تقدُّم سريع»، بمجرّد ترتيب اللقاء المنتظر بين الرئيسين.
بالنسبة إلى موسكو المشكلة الآن ليست في ترامب وفريقه، بل في مواجهة «أزمة بنيوية داخلية عميقة أبعد من مسألة صراع بين الجمهوريين والديموقراطيين»، و «بداية تبلور طراز جديد للحكم في الدولة الأقوى في العالم»، وفق توصيف أحد الخبراء المقربين من الكرملين.
أما الآمال بـ «صفقة كبرى» كادت ملامحها أن تكون رُسمت في مطابخ مراكز البحوث والدراسات، فتراجعت، أو على الأقل لم تنضج ظروفها بعد، كما يرى رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيودور لوكيانوف، الرئيس المناوب لنادي «فالداي» للحوار الاستراتيجي.
لا العناصر متوافرة، ولا المزاج الدولي والإقليمي جاهز، ناهيك عن فارق جوهري بين شخصية مدفيديف الذي كان أقرب ما يكون إلى توقيع صفقة كبرى مع الأميركيين عام 2010، وبوتين الذي تحوّل «أبرز رموز مواجهة النظام الليبرالي»، ما يفسّر الحملة الكبرى ضده في الغرب، في مقابل اعتباره «زعيماً لتيار عالمي» من جانب قوى أخرى في أوروبا ومناطق غيرها.
لكن مشكلة روسيا الأساسية مع ترامب، تكمن في أنه «فشل بعد مرور أربعين يوماً في إعلان استراتيجية شاملة للتعامل مع الملفات الدولية والإقليمية، وباستثناء تبنّي مواقف إسرائيل حيال تسوية للشرق الأوسط وملف إيران، لم يصنع توجُّهات واضحة لسياسته الخارجية».
في هذا الإطار، ثمة من بات يعتقد في موسكو بأن ترامب في طريقه للتحوُّل تدريجاً إلى «رئيس جمهوري تقليدي»، وهو أمر «أقل من توقُّعات الكرملين لكنه ليس سيئاً، فعلى الأقل سيتعامل الروس مع رئيس قد يسعى إلى ممارسة ضغوط عليهم، لكنه لن يحاول تغيير أدوات الحكم في روسيا كما فعل سلفه».
تبدو «المخاوف» من ترامب أعلى، على مستوى الملفات الإقليمية. فروسيا باتت تتكيّف مع العقوبات، وتعمل لتوسيع رقعة نفوذها الجيوسياسي لمواجهة الضغوط، لكنها في الملفات الساخنة، تخشى «خطوات متسرّعة» من واشنطن، ليس بينها الحديث عن «المناطق الآمنة» في سورية. فهذا أمر تجاوزه «الواقع الميداني»، كما يقول خبراء، بل الإشارة هنا إلى طهران، لأن «تخريب الاتفاق النووي، وهو الإنجاز الأساسي لباراك أوباما، من شأنه أن يُسفر عن تصعيد خطر في المنطقة كلها». وموسكو على رغم سعيها إلى الإفادة من «المواجهة الأميركية – الإيرانية»، تُدرك أن لدى طهران «أوراقاً قوية في أكثر من ملف إقليمي»، والأفضل عدم تحويل المواجهة إلى صراع. أما في سورية فالوضع أكثر تعقيداً من مجرد الحفاظ على الهدنة، لذلك، التنسيق مع واشنطن ضروري لكن المشكلة أن ترامب لم يبلور بعد سياسته على هذا الصعيد. وتخشى موسكو انهياراً مفاجئاً للهدنة إذ «لا يمكن الرهان طويلاً على صمود وضع شاذ عندما تلعب ثلاثة بلدان أجنبية دور الضامن لوقف النار في بلد عربي، بينما البلدان العربية ذات الثقل الإقليمي ليست ممثلة في هذا الإطار».
المعارضة ترفض إدراج الإرهاب في جنيف 4 والنظام عاد إلى تدمر
صرّح رئيس بعثة الهيئة العليا للمفاوضات الى جنيف يحيى قضماني أمس بعد لقاء مع مسؤولين روس في جنيف بأن الهيئة ترفض وضع الارهاب على جدول أعمال المحادثات الجارية في شأن سوريا في رعاية الامم المتحدة.
وقال بعد عودة ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات، بينهم رئيس الوفد المفاوض ضمن الهيئة نصر الحريري، من لقاء ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف: “نرفض اضافة سلة الارهاب الى السلل المطروحة” من المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا وهي الحكم والدستور والانتخابات.
وأضاف: “لن نتعامل معها، وان وضعها دو ميستورا في أي وقت لن نتعامل معها أو ندخل في النقاش فيها… وضع الارهاب على اللائحة مرفوض، مرفوض كليا حتى هذه اللحظة”.
الا ان الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” نقلت عن مصدر مقرب من الوفد الحكومي في جنيف أنه “خلال اليومين الماضيين كانت هناك محادثات معمقة ومثمرة بين الوفد ودو ميستورا حول جدول أعمال المحادثات توجت بالاتفاق على أن الجدول يتضمن اربع سلات تتساوى في الأهمية وهي الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات”.
والتقى دو ميستورا وفد الهيئة العليا للمفاوضات في مقر اقامة الوفد في جنيف، بعدما كان التقى في مقر الامم المتحدة وفد الحكومة السورية.
ومنذ بدء جولة المفاوضات الجديدة، تطالب دمشق باضافة مكافحة الارهاب كـ”اولوية” الى جدول الاعمال.
وكان دو ميستورا اقترح على الوفود المشاركة ورقة تتضمن البحث في ثلاثة عناوين أساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات.
وبعد لقائه وفد المعارضة، قال غاتيلوف: “الجديد في محادثات جنيف هذه هو ان الاطراف كافة وافقوا على البحث في كل المواضيع بشكل متواز”.
ومنذ بدء مسار التفاوض في سوريا، تصر المعارضة على البحث في الانتقال السياسي الذي يتضمن حسب رؤيتها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للرئيس بشار الأسد، فيما تطالب الحكومة السورية بالتركيز على القضاء على الارهاب مدخلاً لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات.
الميدان
ميدانياً، دخل الجيش النظامي مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) مساء أمس بعد معارك عنيفة.
وصرح مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له :”دخل الجيش السوري حيا في غرب مدينة تدمر وسيطر على اجزاء منه… هناك اشتباكات وقصف على المدينة”.
وأوضح أن قلعة تدمر الواقعة غرب المدينة “باتت تحت السيطرة النارية للجيش”.
وقال المرصد، إن “مقاتلي التنظيم انسحبوا من القلعة من غير ان تدخلها قوات النظام بعد خوفاً من وجود انتحاريين داخلها”.
وأكد الاعلام السوري الرسمي سيطرة القوات الحكومية على منطقة مهمة حول تدمر.
اشتباكات قرب الباب
من جهة اخرى، تحدث قائد الائتلاف الدولي ضد “داعش” في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند عن اغارة طائرات روسية وسورية على مواقع يسيطر عليها تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” العربي-الكردي المدعوم من الولايات المتحدة قرب بلدة الباب السورية الثلثاء مما أدى الى سقوط ضحايا.
وقال إن القوات الأميركية في المنطقة على مسافة أربعة أو خمسة كيلومترات لاحظت الغارات وان الجيش الأميركي اتصل بنظرائه الروس من خلال خط طوارئ وبعدها توقف القصف.
وأعلن المرصد السوري ان فصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة سيطرت على قريتين في شمال سوريا بعد اشتباكات مع “قوات سوريا الديموقراطية” ، في اطار سعيها الى توسيع نطاق عملياتها في شرق مدينة الباب.
لجنة التحقيق
في غضون ذلك، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة حول سوريا باولو بينيرو في مؤتمر صحافي بجنيف، أن طرفي المعركة في مدينة حلب السورية ارتكبا جرائم حرب بما في ذلك طائرات للحكومة السورية قصفت “عمداً” قافلة إنسانية مما أدى إلى مقتل 14 من عمال الإغاثة ووقف العمليات الإنسانية.
روحاني التقى اردوغان
وأوردت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء “إرنا” أن الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتفقا في اجتماع على هامش قمة للتعاون الاقتصادي في إسلام أباد على تحسين العلاقات بما في ذلك الحرب على الإرهاب وذلك عقب تبادل التصريحات الغاضبة بين البلدين.
وكان إردوغان ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتهما إيران الشهر الماضي بمحاولة زعزعة استقرار سوريا والعراق وبالطائفية مما دفع إيران إلى استدعاء سفيرها لدى أنقرة.
ونقلت الوكالة عن روحاني أن “إيران تدعم وحدة أراضي دول المنطقة وخصوصاً العراق وسوريا”، في رد على الأرجح على اتهامات أنقرة.
ونسبت إلى روحاني خلال اجتماعه مع إردوغان أن “حل الخلافات السياسية (بين إيران وتركيا) يمكن أن يؤدي إلى استقرار المنطقة”.
وفي لفتة تصالحية أخرى من جانب تركيا، أبلغ جاويش أوغلو “ارنا” في مقابلة أن أنقرة تقدر تعبير طهران عن دعمها للحكومة خلال انقلاب عسكري فاشل على إردوغان في 15 تموز 2015. وقال: “إيران كانت معنا لدعم حكومتنا في كل لحظة في تلك الليلة بينما اتصلت بنا دول أخرى بعد أيام بل حتى أسابيع من المحاولة الفاشلة”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وصف تركيا الأسبوع الماضي بأنها جار ناكر للجميل. وقال: “هم يتهموننا بالطائفية ولكن لا يتذكرون أننا لم ننم ليلة الانقلاب”.
الكرملين يعلن سيطرة قوات النظام السوري على مدينة تدمر الاثرية
موسكو- أ ف ب- اعلن الكرملين الخميس أن الجيش السوري استكمل عملية استعادة مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية باسناد جوي روسي.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات انباء روسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو ابلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “تنظيم الدولة الاسلامية انسحب بشكل كامل من تدمر”.
واضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “الجيش السوري ما زال يعمل على تنظيف الضواحي من الالغام، ولم يدخل حتى الآن كامل احياء المدينة”.
وأكد أن التنظيم الجهادي انسحب من مطار تدمر المجاور للمدينة.
وسيطر التنظيم في 11 كانون الاول/ ديسمبر على تدمر، علما انه كان قد تمكن من الاستيلاء على المدينة في الفترة الممتدة من ايار/ مايو 2015 حتى آذار/ مارس 2016، قبل ان يستعيد النظام السيطرة عليها، ثم يخسرها مجددا.
والمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الانساني.
تركيا تهدد بضرب المقاتلين الاكراد اذا لم ينسحبوا من منبج بسوريا
أنقرة- أ ف ب- هددت تركيا الخميس بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، التحالف المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد والمدعوم من الولايات المتحدة، وطردت تنظيم الدولة الاسلامية منها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحافيين “قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب” من منبج الواقعة قرب الحدود التركية.
وأضاف تشاوش أوغلو في تصريحات ادلى بها في انقرة أن انسحابا مماثلا يجب أن يتم “في أسرع وقت ممكن”.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج في آب/ أغسطس 2016، قبل فترة قصيرة من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا والرامية إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية وأيضا المقاتلين الاكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف “إرهابيا” من قبل تركيا وحلفائها الغربيين.
لكن الولايات المتحدة تقدم دعما لهذه الفصائل الكردية، معتبرة أنهم قوة محلية فعالة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح وزير الخارجية التركي “لا نريد أن يستمر حليفنا الأميركي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا”.
وكان القائد العسكري لقوات التحالف الدولي ضد الجهاديين الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند أشار الأربعاء إلى أن الأكراد السوريين سيشاركون في الهجوم الهادف لاستعادة مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وفي رد على تلك التصريحات، اعتبر تشاوش أوغلو أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم على الرقة يعتبر بمثابة “تعريض مستقبل سوريا للخطر”.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أن أنقرة تريد المشاركة في عملية طرد الجهاديين من الرقة، مشترطا عدم مشاركة الفصائل الكردية السورية.
ولفت وزير الخارجية التركي الخميس إلى أن أنقرة “تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن لبلدان التحالف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي”.
والأسبوع الماضي، تمكنت فصائل سورية مدعومة من الجيش التركي بعد أسابيع عدة من القتال من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الباب، أحد معاقله. وأكد أردوغان في مناسبات عدة أن الهدف التالي بعد الباب سيكون منبج، التي تبعد نحو 40 كيلومترا إلى الشرق.
من جانب اخر، اعلنت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن في بيان الخميس اتفاقها مع روسيا على “تسليم” قوات النظام السوري عددا من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في شمال سوريا.
وياتي اعلان قوات سوريا الديموقراطية المفاجئ والاول من نوعه لناحية تسليم مناطق الى دمشق، بعد معارك خاضتها هذه القوات الاربعاء ضد القوات التركية والفصائل المعارضة المنضوية في حملة “درع الفرات” شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
قوات تركية تهاجم ميليشيات كردية تدعمها واشنطن وروسيا تقصفها «بالخطأ»
وفد المعارضة: موسكو تضغط على الأسد… ووفد النظام: «مرتاحون لسير المفاوضات»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: شنت القوات التركية المشاركة في عملية درع الفرات، والتي تضم مسلحين سوريين، هجمات على ميليشيات تدعمها الولايات المتحدة في شمال سوريا، وفقا لمسؤولين على صلة بالميليشيات.
وقالت «قوات سورية الديمقراطية»، وهي قوات يقودها الأكراد ولكن تشمل أيضا وحدات عربية، إن الهجمات وقعت قرب منبج. وقالت «قوات سوريا الديمقراطية» أيضا إن تنظيم «الدولة الإسلامية» هاجم قواتها في المنطقة نفسها، ولكن جهة الجنوب.
وهددت تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان، مرارا وتكرارا بمهاجمة منبج حيث تسعى لإقامة منطقة سيطرة في شمال سورية.
ولم يرد تأكيد فوري من الجانب التركي بشأن هذه الهجمات. في حين قالت وحدة إعلام في غرفة عمليات قوات المعارضة السورية إن اشتباكات وقعت في المنطقة.
من جهة أخرى أكد قائد قوات التحالف لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الجنرال ستيفن تاونسند أن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري هاجمت «عن طريق الخطأ» قوات يدعمها التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا.
وقال تاونسند في مؤتمر صحافي عقده من بغداد عبر دائرة تلفزيونية خاصة مع صحافيين في واشنطن «أمس(الثلاثاء)، قامت بعض المقاتلات الروسية وأخرى تابعة للنظام (السوري) بقصف بعض القرى التي أعتقد بأنهم كانوا يظنون بأنها مسيطر عليها من قبل داعش».
وتابع «في الحقيقة على الأرض، كانت توجد قوات التحالف العربي السوري (منضوية تحت لواء ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل تنظيم ب ي د/ بي كا كا العمود الفقري فيه».
ولفت إلى أن المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة الباب السورية والتي حصلت فيها الحادثة تعج بمختلف القوات، داعياً في الوقت نفسه إلى تركيز الجهود على استعادة الرقة من «الدولة».
وهذه هي المرة الثانية خلال شهر واحد التي تقوم فيها روسيا بقصف قوات حليفة للولايات المتحدة عن طريق الخطأ، ففي 9 فبراير/ شباط الماضي قامت طائرات روسية بقصف جنود أتراك قرب مدينة الباب عن طريق الخطأ أيضا.
كشف رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية إلى جنيف4، نصر الحريري، في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف أمس الأربعاء، عن ضغط روسي على النظام السوري أدى إلى قبوله بأولوية بحث الانتقال السياسي في مباحثات جنيف، فيما قال مصدر مقرب من وفد النظام إن الأخير «مرتاح لسير المحادثات».
وقال الحريري «سمعنا من السيد ستافان أن هناك وبسبب الضغط الروسي، قبولا لتناول القضايا المطروحة في القرار 2254 وطبعا يهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي لأنه السبيل الوحيد لتحقيق القضايا الأخرى في هذا القرار».
وأضاف أن وفد النظام يحاول إعطاء الأولوية لنقاط أخرى لتفادي التعامل مع القضايا السياسية بشكل مباشر، وأن النظام يلجأ للعنف على الأرض لإفساد المحادثات.
وشدد الحريري على أن النظام يستخدم الوقت لقتل المزيد من الشعب السوري، مشيراً إلى أن نحو مليون سوري قتلوا في سوريا خلال السنوات الماضية.
وحول مسألة الارهاب، قال «نحن ضد كل أنواع الإرهاب، من النصرة إلى إرهاب النظام والميليشيات الإيرانية». وتساءل «من يقتل الإرهابيين في سوريا، من يطلق البراميل المتفجرة؟». وتابع «من يريد محاربة الإرهاب فليتقبل مسألة الانتقال السياسي، وإن كان هناك رئيس يفكر في مصلحة شعبه فليترك للشعب مسألة الاختيار والانتقال السياسي».
وذكر مصدر مقرب من وفد النظام السوري إلى جنيف أن الوفد «مرتاح» لسير المحادثات، وأنه قدم مجموعة من التعديلات والملاحظات على الورقة التي تسلمها من المبعوث الخاص والمعنونة «مبادئ أساسية للحل السياسي في الجمهورية العربية السورية»، وطلب الوفد من دي ميستورا إطلاع «وفود المعارضات» على الورقة المعدلة وأن يحصل على موقفهم منها.
وقال المصدر إن الوفد يعتقد أن هذه المبادئ، في حال قبولها من تلك الوفود، يمكن أن «تكون الأساس في أي نقاش وطني حول جميع المواضيع المطروحة».
وأشار إلى أنه خلال اليومين الماضيين كانت هناك محادثات معمقة ومثمرة بين الوفد ودي ميستورا توجت بالاتفاق على أن الجدول يتضمن سللا تتساوى في الأهمية، وهي الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات.
الأردن ينفي لقاء مدير مخابراته ورئيس أركانه مع الأسد
لندن ـ «القدس العربي»: نفى الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني قيام مدير المخابرات العامة فيصل الشوبكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة محمود عبد الحليم فريحات بزيارة سوريا ولقائهما الرئيس بشار الأسد.
وقلل المومني في حديثه لـموقع «هلا أخبار» التابع للقوات المسلحة، أمس الأربعاء، من شأن الخبر الذي تداولته المواقع حول زيارة الشوبكي والفريحات إلى سوريا، مؤكدا أن مثل هذه المواقع الإخبارية «بعيدة عن المصداقية والدقة في نشر المعلومات والأخبار».
وشدد على أن مثل هذه الزيارات يتم الإعلان عنها بشكل صريح وضمن القنوات الرسمية.
مافيا الخطف تتخذ منحى جديداً في درعا والسويداء جنوب سوريا… إما دفع الفدية أو التصفية
هبة محمد
السويداء ـ «القدس العربي»: يتواصل العنف المفرط الذي بلغ منعرجاً خطيراً في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، بعد أن تطورت عمليات الخطف والخطف المضاد، التي تمتهنها عصبات مسلحة تفرض نفوذها في المحافظتين الجارتين، إلى أن نمت أساليب العنف من طلب الفدية مقابل الافراج عن الرهينة، إلى القتل والتصفية الميدانية في حال عدم الحصول على المال.
وقال الناشط الإعلامي أبو غياس الشرع من محافظة درعا في اتصال مع «القدس العربي»: ان أهالي قرية المنشف، بريف السويداء الشرقي، عثروا أمس على جثة مجهولة الهوية في موقع «الحديجة» مكبلة اليدين بالجنازير، وعليها آثار تعذيب والضرب المبرح، دون ان يتمكن أحد منهم من التعرف عليها، حيث تم نقلها إلى مستشفى السويداء الوطني، لإجراء الفحوصات اللازمة، ثم تبين أن الجثة التي عثر عليها، تعود للشاب «موسى حسين سليم السكري» الذي يتحدر من قرية الكرك الشرقي في ريف درعا، والذي اختفى أثره في ريف السويداء.
وأضاف المتحدث: «قتل السكري يعد تطوراً مخيفاً لأهالي المنطقتين، بعد ان كان الخاطفون يطلبون الفدية مقابل اطلاق سراح المحتجز لديهم، ثم يقوم ذوو المحتجز بخطف مجموعة للمقايضة عليها، دون دفع المال، أما الآن فإن الخاطفين قاموا بتعذيب الرهينة وقتلها بدم بارد، في خطوة جديدة تهدف إلى دب الرعب في قلوب المدنيين، ودفعهم نحو دفع المبلغ المطلوب بأي طريقة كانت».
وذكر مصدر مقرب من السكري ان الشاب اختطف أثناء ساعات وجوده في عمله ضمن أحد مطاعم السويداء الأسبوع الفائت، وطالب خاطفوه بدفع بمبلغ 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، إلا ان ذوي الشاب لم يتمكنوا من جمع المبلغ أو اختطاف أحد للمبادلة عليه كما جرت العادة، مما دفع خاطفيه إلى تعذيبه والتنكيل به وقتله، ثم رميه جثة في البساتين، كرسالة مرعبة إلى الأهالي.
وأضاف المتحدث الإعلامي ان الخطف الذي تمارسه مافيات السويداء ودرعا، والتي تتعاون فيما بينها، عبر اتفاق مسبق لتقاسم الأرباح، هو خطف عشوائي، لا يفرق بين غني وفقير، أو شاب وكهل، بينهم طلاب جامعيون، حيث سجلت المحافظة عشرات المخطوفين، ممن تم الافراج عنهم، او ممن بقي مصيرهم مجهولاً إلى الآن، حيث وجه أهالي درعا الكثير من المناشدات لفصائل الجيش الحر، والمحكمة الشرعية دون جدوى.
وقال الناشط الإعلامي ريان معروف من محافظة السويداء لـ «القدس العربي»، ان المحافظة تشهد عمليات خطف وجرائم بشكل يومي في ظل غياب كامل للجهات المعنية، الأمر الذي بات يثير تساؤلات عديدة لدى ابناء المحافظة عن سبب غيابها ودورها.
وأضاف «يجب على جميع العقلاء التدخل بأسرع وقت، في ظل التصعيد وارتفاع حالات الخطف، والتحريض الطائفي الذي يهدد السهل والجبل، ويولد الحقد بين الناس بفعل مقاطع التعذيب التي تنشرها المافيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل المنطقة مقبلة على تصعيد لا تحمد عقباه».
درع الفرات: سنواصل معركة منبج حتى لو سُلمت للنظام
اسطنبول – باسم دباغ , عمار الحلبي
أكّد رئيس المكتب السياسي لـ”لواء المعتصم”، مصطفى سيجري، لـ”العربي الجديد”، أن “القيادات العسكرية في النظام السوري تدخل المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الكردية وتشاركها بالخطط منذ أشهر، ولكن بشكلٍ سري”.
كلام سيجري أتى تعقيباً على بيان أصدره “المكتب الإعلامي لمجلس منبج العسكري”، اليوم الخميس، جاء فيه “بهدف حماية المدنيين، فإنه سوف يقوم بتسليم القرى الواقعة على خط التماس بين “قوات سورية الديمقراطية” وفصائل “درع الفرات” في ريف منبج الغربي لقوات النظام السوري، وذلك بعد اتفاقٍ مع الروس”.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ”لواء المعتصم”، إن “الجيش السوري الحر” لن يقف مكتوف الأيدي، وسوف يستكمل عملية تحرير مدينة منبج، حتى لو كانت قوات النظام داخلها، وحتى لو لم تتدخّل تركيا”، مؤكداً أن “المعارضة السورية معنية بتحرير كافة الأراضي السورية، وليس هناك ما يمنعها عن ذلك”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “الهدف هو إقامة منطقة آمنة للمدنيين، وطرد المنظمات الإرهابية المتمثّلة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والمليشيات الكردية”، معتبراً أن “خطوة تسليم قرى منبج الغربية للنظام السوري، جاءت بهدف وضع الجانب التركي في موقف محرج”.
وأشار إلى أن “تقاسم المناطق غالباً ما تسيطر عليه اللقاءات والتفاهمات الدولية”، مضيفاً “لدينا الكثير من الأوراق الميدانية الرابحة التي لم نستخدمها، ومن الممكن أن تظهر مستجدات في الساعات القليلة القادمة”، مبيّناً أنها “ليست المرّة الأولى التي تواجه فيها عملية “درع الفرات” عقباتٍ وتتمكّن من اجتيازها”.
كما لفت إلى أنّ “الخطة الأميركية- التركية التي تقضي بدخول فصائل “درع الفرات” إلى الرقّة، عبر تل أبيض، لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأنها، ويمكن أن تساهم في طرد الفصائل للتنظيم من الرقة في حال نجاحها”.
في المقابل، أكّد الناشط الميداني، عمر الشمالي، لـ”العربي الجديد”، أنه لا يوجد أي تسليم للقرى الغربية في منبج لقوات النظام حتّى هذه اللحظات.
وقال الشمالي، الذي يتواجد قرب جبهات “درع الفرات” شرق مدينة الباب، إن “المعارضة السورية لم تصدر أي بيان حول هذه الأمر، كما أن الواقع الميداني يشير إلى تواجد المليشيات الكردية على خطوط التماس ذاتها”.
يذكر أن الفصائل الكردية كانت قد سلّمت النظام السوري سابقاً عدداً من أحياء مدينة حلب التي سيطرت عليها، وتحالفت معه في العديد من الجبهات.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، أن أنقرة ستقوم بتوجيه ضربات إلى قوات “الاتحاد الديمقراطي” في مدينة منبج إن لم تنسحب من المدينة. وقال “لقد قلنا قبل ذلك، إننا سنقوم بتوجيه ضربات إلى “الاتحاد الديمقراطي” في حال لم تنسحب قواته من المدينة”.
ورغم الاشتباكات بين قوات “درع الفرات” و”الاتحاد الديمقراطي”، أكد مولود جاووش أوغلو أن عملية طرد المليشيات الكردية من مدينة منبج لم تبدأ بعد، بالقول: “سنذهب إلى منبج بعد الانتهاء من الباب. العمليات لم تبدأ بعد، قد يكون هناك بعض الاشتباكات على الأرض، ولكن العملية التي خططت لها قواتنا لم تبدأ بعد”.
وأوضح: “نعلم أن القوات الخاصة الأميركية موجودة في المنطقة، ونعلم أيضا بوجود قوات “الاتحاد الديمقراطي” في المنطقة”، كما ذكر أن “طلبنا من الإدارة الأميركية الجديدة يتمثل في انسحاب قوات “الاتحاد الديمقراطي” بأسرع وقت ممكن من منبج”، مضيفا: “إن لم تنسحب قوات “الاتحاد الديمقراطي” الآن، بطبيعة الحال سنوجه لها الضربات، وهذا أمر قلناه في وقتت سابق وليس شيئا جديدا”.
وفي رده على احتمال المواجهة مع القوات الأميركية في حال التقدم باتجاه الباب، شدد جاووش أوغلو على أنه “لا يوجد أي خطر أو احتمال المواجهه بين حليفين في حلف شمال الأطلسي”، مضيفا: “إن هذه الأرض ليست أراضي أميركية، لمَ إذا سنتواجه”.
وأبرز أن “الهدف هو تطهير المنطقة وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين، وإن قامت الولايات المتحدة باختيار “الاتحاد الديمقراطي” كحليف وقالت إن من يلمسهم يلمسني، عندها سيكون الأمر مختلفا. نحن نعلم أنه لا يوجد أمر مذل هذا، لذلك لا ينبغي أن يضعنا قتال قوات “الاتحاد الديمقراطي” وباقي التنظيمات الإرهابية في مواجهة مع الأميركيين، ونحن نتمنى أن لا يقف حليف لنا إلى جانب منظمة إرهابية”.
وفيما بدا تعليقا على الأخبار التي تتحدث عن قيام قوات “الاتحاد الديمقراطي” بتسليم النظام القرى المتواجدة على الجبهات المشتركة في عملية “درع الفرات”، أكد جاووش أوغلو أنه “بموجب الاتفاقات مع روسيا فإنه من غير المسموح للنظام التوجه إلى شمال مدينة الباب، وكذلك لن تتوجه قوات المعارضة المدعومة من أنقرة إلى جنوب المدينة”.
وقال وزير الخارجية التركي: “كما تعلمون، لقد توجهت قوات النظام باتجاه الشرق. ونحن عقدنا اتفاقا مع روسيا لمنع التصادم بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المعتدلة في محيط الباب، ورأينا هناك كيف تحول أحد الطرق إلى حدود مؤقتة (جنوب الباب)، حيث لن تتجاوز قوات النظام نحو الشمال، ولن تذهب قوات المعارضة المعتدلة جنوبا.. كان الهدف من ذلك منع الاشتباكات، والتمكن من الاستمرار بشكل فعال في المعارك ضد “داعش”، وكنا نعلم أنه مع هذا التقدم ستلتقي قوات النظام مع قوات “الاتحاد الديمقراطي”، وستتواجه باقي القوى.
ولمنع هذا كله كان الطريق الوحيد هو وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه، والذي لم يشمل مواجهة الإرهاب، ولكن لوقف الاشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة المعتدلة”.
من جهته، جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التأكيد أن الهدف التالي لعملية “درع الفرات”، بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الباب، هو مدينة منبج.
وخلال إجابته على أسئلة الصحافيين الذين رافقوه خلال عودته من باكستان، قال أردوغان “بعد الباب، فإن الوجهة ستكون منبج”، مشددا على ضرورة إبعاد “قوات سورية الديمقراطية” التي يشكل “الاتحاد الديمقراطي”، الجناح السوري لـ”العمال الكردستاني”، عمودها الفقري، عن عملية طرد “داعش” من مدينة الرقة السورية.
ولفت إلى أنه “لا نوايا لأنقرة للبقاء في الأراضي السورية”، مجددا التلويح بـ”إمكانية التعاون مع روسيا فيما يخص الرقة”، قائلاً “جاءنا طلب.. نستطيع الاستمرار معا برفقة روسيا، وسيكون لي زيارة إلى روسيا في شهر مارس/ آذار الحالي، الأمر الذي سيتيح لنا فرصة تناول هذه المواضيع”.
كما بيّن أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تتخذ حتى الآن أي قرار فيما يخص كلا من مدينتَي منبج والرقة، مشدداً على “أهمية التعاون مع القيادة العسكرية الروسية خلال العمليات في سورية لمنع وقوع أي حوادث بين الجانبين”.
اليوم ما قبل الأخير لجنيف4: لقاءات لتثبيت جدول الأعمال
جنيف – العربي الجديد
يعول المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على الزخم من أجل الوصول إلى نقطة تلاقٍ يتمكن خلالها من تثبيت جدول أعمال المفاوضات، وتسليم تقريره النهائي في 30 مارس/آذار الحالي، والذي على أساسه يتم البت في مسألة متابعته للملف أو استبداله بمبعوث جديد للشأن السوري، وهو الخيار الذي يميل إليه، حتى الآن، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.
وفي إطار تسريع وتيرة الاجتماعات، يلتقي دي ميستورا، اليوم الخميس، وفد النظام عند الثالثة بتوقيت جنيف، على أن يجتمع عند السادسة عصراً بوفد المعارضة في مقر الأمم المتحدة.
وبدا دي ميستورا مستعجلاً لتحقيق أي تقدم في ظل ترجيح أن يكون، غداً الجمعة، موعد ختام الجولة الأولى من محادثات جنيف4، ليعود الطرفان إلى المدينة السويسرية للجولة الثانية في غضون بضعة أسابيع، وربما في 20 مارس/آذار المقبل.
وكان الوسيط الأممي قد التقى وفدا مصغرا من المعارضة، مساء الأربعاء، في مقر إقامتها، لاستكمال بحث القضايا الأساسية الثلاثة.
وقال عقب الاجتماع: “بات واضحا أن المعارضة ترغب بالتعمّق في بحث قضايا جدول الأعمال، وهذا مهم بالنسبة للأمم المتحدة، ويوم (الخميس 2 مارس/آذار) مهم، لأننا سنرى مدى قدرة ورغبة وفد النظام بالتعمق ببحث قضايا المفاوضات التي تشمل أيضاً المسائل الجوهرية”.
وأوضح مصدر داخل المعارضة السورية أن دي ميستورا أخبر المعارضة السورية أن النظام وافق على مناقشة السلال الثلاث، بالإضافة إلى سلة مكافحة الإرهاب، وأكد على أن بحث هذه القضايا سيتم بـ”التوازي”.
ولفت المصدر، في لقاء خاص مع “العربي الجديد”، إلى أن “المعارضة ترفض بحث هذه المسائل بالتوازي، وتعتبر ذلك مخالفاً للقرار 2254، والذي ينص على جداول زمنية لقضايا الانتقال السياسي والدستور والانتخابات”.
وأضاف أن “روسيا تبحث عن دور أكبر دولياً من خلال العملية السياسية في جنيف، وذلك في ظل التراجع الأميركي الواضح”، معتبراً أن “هذا السبب الرئيسي وراء التحركات الروسية في جنيف عبر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف”.
وكان المبعوث الأممي قد أعلن عن جولة مفاوضات جديدة في أستانة 14 مارس/آذار الحالي، فيما حدد غاتيلوف يوم 20 من الشهر نفسه موعدا لإطلاق جولة جديدة في جنيف.
ويرفض عدد من أعضاء الوفد المعارض عقد لقاء في أستانة، ويصرون على العودة إلى جنيف في أقرب وقت ممكن لمتابعة العملية التفاوضية.
وقال أحد المستشارين، وقد رفض الإفصاح عن هويته: “إننا نريد جولة جديدة من جنيف بأقرب وقت… لا داعي لجولة في أستانة”، مضيفا، في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، أن “انهيار المفاوضات سيستفيد منه النظام من خلال الدعم الروسي لشن حملات تهجير واسعة، وكسب المزيد من الأراضي، وخاصة بعد ثبوت وقف الدعم الأميركي عن الفصائل العسكرية في إدلب”.
فيضانات الضمير السورية تدمّر خيام النازحين وأوضاع مأساوية للآلاف
عمار الحلبي
شهدت مدينة الضْمير، التابعة لناحية دوما في ريف دمشق، ليلةً عصيبةً، على النازحين، عقب انهيار السد الرئيسي في المدينة، ما تسبب في فيضانات واسعة.
وقال مصدر في المجلس المحلي لمدينة الضمير، لـ”العربي الجديد”، إنّ “المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة تحتوي على مركزي إيواء ومجموعة مخيّمات تضم نحو 3 آلاف من المهجّرين”.
وأضاف المصدر أن “السكّان يعانون من ظروفٍ سيئة جدّاً، إذ أدى الفيضان إلى تدمير عدد من الخيام وجرف المعدّات الأساسية للنازحين في مراكز الإيواء”.
وذكر أن الأمطار هطلت بشكلٍ غزيرٍ جداً، وهو ما أدى لانهيار السد وانجراف المياه، لافتاً إلى أن المياه تدفقت إلى منازل المدنيين والأسواق والمحلات العامة، ووصلت إلى مدينة الرحيبة الواقعة شمالي شرق الضمير.
وأكد المصدر أنه لم يسجّل أي قتلى أو جرحى جراء هذه الفيضانات، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر السوري وفصائل المعارضة وعدداً كبيراً من الفعاليات الأهلية تدخّلوا وساهموا بإنقاذ المتضررين.
وفي سياقٍ آخر، أدّت الأمطار الغزيرة إلى تشكّل ما يشبه البحيرات في الشوارع الرئيسية للعاصمة السورية دمشق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وبحسب شهادات مواطنين لـ “العربي الجديد”، فإنّ مداخل العديد من الشوارع تجمعت فيها مياه الأمطار ما تسبب في إعاقة حركة المرور بشكلٍ كبير، وذلك بسبب عدم وجود قنوات كافية لتصريف المياه.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في المجلس المحلي في مدينة الضمير أحمد محمد دياب، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “نحو 4 آلاف مدني اضطروا ليلة أمس للنزوح من منازلهم نصفهم من النازحين إلى المدينة، من جراء الطوفان الذي نتج عن انهيار أجزاء من سد المدينة”.
وبيّن أن “الطوفان طاول نحو 6 في المائة من الأحياء السكنية، واقتصرت الأضرار على المادية فقط، حيث لجأ الأهالي إلى أقاربهم ومعارفهم ومراكز إيواء، لأن المنطقة المتضررة عبارة عن عشوائيات ومزارع يقطنها النازحون”.
ولفت إلى أن “معظم الأهالي عادوا بعد ظهر اليوم لتفقد منازلهم”، مبينا أنهم بحاجة إلى مساعدات إغاثية بعد أن جرف السيل الفرش والبطانيات وأدوات المطبخ”.
من جانبه، قال مدير “تنسيقية الضمير” الملقب بأبو محمد لـ “العربي الجديد”، “لم تتوقف الأمطار على مناطق القلمون الشرقي طيلة 24 ساعة الماضية، مما أدى إلى سيول عظيمة وكبيرة صبت مياهها في سد الضمير الذي يقع شمال المدينة، ومن ثم تسربت المياه منه من الجهة الغربية لتسير السيول إلى بعض الأحياء الشمالية والغربية وسببت دمارا في بعض الوحدات السكنية التي يقطنها الوافدون، كما أصابت السيول عددا من البيوت وأخرجتها عن الخدمة”.
وأضاف أن “الأهالي لم يستطيعوا إخراج سوى بعض الأشياء الضرورية كالإلكترونيات فقط”، لافتاً إلى أن “المكتب الإغاثي الموحد في مدينة الضمير لا يستطيع تقديم أي مواد غذائية لقلة الإمكانات وموارد الدعم، وهناك عمل وجهود من قبل المكتب الطبي في المدينة لاستقبال أي حالات طارئة”.
ولفت إلى أن “أوضاع الناس بشكل عام متردية في المدينة، وتعاني من صعوبة بالغة في تأمين المواد الغذائية ووقود التدفئة”، مبيناً أن “المدينة تعيش في ظل اتفاق تهدئة مع النظام، ما يسمح بدخول المواد الغذائية إلا أنها تباع بأسعار مرتفعة جدا”.
وذكر أن “في المدينة نحو 60 ألفاً من أهلها، ويستقبلون 75 ألف نازح، طعامهم يقتصر على البرغل والأرز والبطاطس، وهناك عائلات تمر عليها أيام طويلة تأكل فيها الزعتر والزيتون فقط”، مضيفا أن “الأهالي يعانون من انتشار البطالة وهناك جزء كبير يعتمد على المساعدات”.
النظام يستعيد تدمر: لعبة الغاز والفوسفات بين روسيا وإيران
أسامة أبوزيد
سيطرت قوات النظام مدعومة بالمليشيات الإيرانية والعراقية، صباح الخميس، على مدينة تدمر شرقي حمص، بعد معارك اتسمت بالطابع البري على عكس ما شهدته معارك استعادتها السابقة نهاية مارس/آذار 2016، والتي شكّل الطيران الروسي وكثافة غاراته الفيصل في حسم المعركة وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
العمليات البرية الأخيرة، قادها ضباط إيرانيون، بشكل رئيس، بالاعتماد على مليشيات “المقاومة الإسلامية العراقية” و”لواء فاطميون” و”حزب الله” اللبناني والعراقي. وانطلقت العمليات للسيطرة على تدمر عبر محاور رئيسية؛ مفرق جحار الواقع على بعد 34 كيلومتراً غربي المدينة كان المحور الأساس في العمليات، وتفرّع عنه محور بدأ من حقلي النفط والغاز، حيان وجحار، شمال غربي تدمر، حتى بات حقل جزل خط الجبهة مع تنظيم “داعش”. المحور الآخر كان جنوبياً غربياً، بدأ بالسيطرة على منطقة البيارات وصولاً إلى مثلث المدينة وكل من القلعة الأثرية وبرج الإشارة وجبل الطار. محاصرة المدينة عبر تلك المحاور المطلة عليها، كشفها نارياً، ما شلّ مقاتلي التنظيم داخلها.
المحور الجنوبي، والذي تمكنت من خلاله المليشيات الإيرانية والعراقية من السيطرة على قصر الحير الغربي القريب من طريق تدمر-دمشق، مهّد الطريق نحو مناجم الفوسفات الشرقية “الصوانة” ومناجم خنيفس، جنوبي تدمر. وتعد تلك المناجم الهدف الأساس للإيرانيين، بعدما وقعوا اتفاقيات اقتصادية مع النظام في 16 كانون الثاني/يناير، والتي استحوذوا من خلالها على مناجم الفوسفات.
ووفقاً لمصدر محلي من تدمر، قال لـ”المدن”، إن اعتماد النظام على فتح ثلاثة محاور، كان لتفادي أي محاولة إلتفاف قد يعمد إليها التنظيم، كما حدث في “كمين القلعة” والذي أدى إلى مقتل وأسر العشرات من مليشيات “اللجان الشعبية”.
بدوره، تنظيم “داعش” كان يدرك تماماً أن النظام وحلفاءه يعدون العدة لاستعادة تدمر. ولذا فقد أقدم على إحراق أبار النفط في حقلي “حيان” و”جزل”، بين الحين والأخر.
وبحسب ما ذكر مصدر لـ”المدن”، فإن إحراق تنظيم “الدولة” لآبار النفط كان وسيلة ضغط منه على النظام، بعدما فقد الأمل في الوصول إلى صيغة اتفاق مع النظام حولها، كما حدث في “حقل توينان” الواقع ضمن البادية السورية على بعد 80 كيلومتراً جنوبي مدينة الطبقة.
وأضاف المصدر أن التنظيم هدد بحرق أبار النفط في “حقل شاعر”، إذ ما استمر النظام وحلفاؤه في التقدم ضمن منطقة آبار النفط والغاز، بعدما بات “حقل شاعر” مركزاً لمقاتلي التنظيم.
وإذا ما نفذ التنظيم تهديداته باحراق آبار نفط “شاعر”، سيقدم هدية للروس، على حساب الإيرانيين، في حيازة امتيازات “حقل شاعر الغازي”، خصوصاً بعد الخلافات التي أثيرت بين الطرفين خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي غيّب المشاركة الروسية المباشرة في معركة تدمر. فإعادة تأهيل تلك الحقول، يتم عادة من خلال جلب معدات بديلة، وخبراء روس في قطاع النفط والغاز، ما يُرجّح الكفة للروس في تملك الامتيازات على الحقل.
من جانب آخر، فإن توقيت استعادة النظام وحلفاؤه السيطرة على تدمر، مثّل مصادفة غريبة مع تزامنه مع انعقاد “جنيف 4”. في مارس/آذار 2016 تزامنت استعادتها مع انعقاد “جنيف 3”.
ومع تناوب السيطرة على المدينة، أصبحت خالية بشكل كامل من المدنيين. إذ لم يكن يتواجد فيها سوى عدد بسيط قبل استيلاء “الدولة الإسلامية” الأخير عليها. التنظيم أقتاد آنذاك من كان موجوداً من الأهالي لحضور دورات “شرعية” في بلدة السخنة شرقي تدمر، وقد قُدّر العدد بنحو 300 عائلة.
ونقل التنظيم من تبقى في المدينة في 26 شباط/فبراير، إلى مدينة الرقة، بعد اشتداد وتيرة المعارك والقصف الجوي على المدينة.
“جنيف-4″ شارف على النهاية.. من دون تحقيق شيء
اقتربت جولة محادثات جنيف الحالية بشأن الأزمة السورية من نهايتها، من دون تحقيق أي خرق يذكر في المشاكل التي واجهت هذه الجولة، إذ يصر وفد الحكومة السورية على الاجتماع بوفد موحد من المعارضة السورية يضم الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو، في حين ترفض المنصتان الانضمام إلى وفد الهيئة العليا، الذي يرفض من جهته أن يحصل وفدا المنصتين على الصفة التمثيلية نفسها التي يحملها، ما جعل الأمور تدور في حلقة مفرغة من غير المتوقع أن تشهد نهاية قريبة.
ذلك المشهد الذي يبدو بسيطاً يحمل تعقيدات كبيرة، فمطالب منصتي القاهرة موسكو تختلف بشكل كبير عما يطلبه وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إذ يؤكد الأخير على ضرورة حصر هذه الجولة من المفاوضات بالملفات التي أعلنت عنها الأمم المتحدة، وهي قضايا الحكم الانتقالي والدستور والانتخابات، من دون أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي موقع فيها، في حين ترى منصتا القاهرة وموسكو أن مشاركة الأسد في العملية الانتقالية أمر أساسي.
أما وفد الحكومة السورية فهو يغرد في موقع آخر، إذ بعد الضغط الذي مارسته روسيا لإجباره على نقاش قضايا الحكم الانتقالي، عاد إلى الدائرة الأولى واللعب على هذه العبارة بتحويلها إلى “نقاش القضايا السياسية”. أما مسألة قبوله بورقة خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لمفاوضات “جنيف-4” والتي نشرتها “المدن” في وقت سابق، فلم يكن مجانياً، إذ رهن قبوله بنقاش المسارات الثلاثة “قضايا الحكم الانتقالي والدستور والانتخابات”، بإدراج مسار “مكافحة الإرهاب” على جدول أعمال المفاوضات.
وذكرت مصادر “المدن”، أن “مكافحة الإرهاب” تحول إلى طلب روسي، نقله نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف إلى وفد الهيئة العليا لدى اجتماعهم الأربعاء. وتحدثت المصادر عن أن الاجتماع مع وفد الخارجية الروسية كان إيجابياً بعض الشيء.
وأبلغ وفد الهيئة العليا غاتيلوف بأن المعارضة السورية لا تنتظر من أحد أن يطلب منها محاربة الإرهاب في سوريا، لأنها تقوم بتلك المهمة لوحدها منذ زمن، لكن على الرغم من ذلك لا تجد ضيراً من نقاش هذا الملف إذا اعترف النظام بدور المليشيات الإيرانية وحزب الله في العمليات الإرهابية في سوريا.
وتضيف المصادر “الأمم المتحدة لم تعلن موافقتها على توسيع جدول أعمال المفاوضات لإدراج مسار مكافحة الإرهاب إلى المسارات الثلاثة، كما أن دي ميستورا أبلغ الروس صراحة أن هذه الخطوة من شأنها أن تشتت المفاوضات وتعيق أي تقدم من الممكن أن يتم إحرازه”. وتتابع: “دي ميستورا يطلب أن يبقى هذا الملف محور نقاشات أستانة، إذ إنه متعلق بمسألة وقف إطلاق النار الذي تحقق بمضانة إيرانية وتركية وروسية، خصوصاً وأن عليه توافقاً بين الأطراف المشاركة في عملية أستانة”.
وكان رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري، قد قال الأربعاء، إنهم ينتظرون دوراً إيجابياً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل الأزمة السورية. وأشار إلى أن المعارضة السورية تتقاطع مع واشنطن في رؤيتها لملفين أساسيين، هما “محاربة الارهاب (…) وتحديد النفوذ الايراني”. وأضاف “حتى نستطيع أن نحقق إنجازات في هذين الملفين، أعتقد أنه من المناسب للرئيس ترامب أن يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه الانجاز”.
وتابع “الآن الشعب السوري ينتظر دورا ايجابيا ويسعى لبناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة مع الإدارة الاميركية الجديدة لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة”، وشدد على أن المعارضة قبلت الخوض في جولة المفاوضات الحالية في جنيف، لأنها جاءت لتبني “علاقة سلام مع الأمم المتحدة وأطراف المجتمع الدولي الفاعلة، ولنرسل رسالة الى الادارة الاميركية الجديدة التي تسعى الى حل الملفات العالقة ولمحاربة الارهاب (…) اننا الطرف الجاهز لأن يكون شريكاً فاعلاً في محاربة الإرهاب بصدق على الأرض”.
من جهة ثانية، قال غاتيلوف إن نتائج لقاءاته في جنيف كان مثمرة، وأعلن أن “الجديد في محادثات جنيف هذه هو أن الأطراف كافة وافقت على بحث المواضيع كافة بشكل متواز”، الأمر الذي نفته مصادر “المدن”، بالقول إن “وفد الهيئة العليا لم يبلغ دي ميستورا موافقته على بحث المواضيع المطروحة في ورقة جدول الأعمال بالتوازي”.
يشار إلى أن الجولة الحالية من مفاوضات “جنيف-4” تنتهي يوم الجمعة، وسط أنباء عن إمكان تمديدها لبضعة أيام إضافية، أو إعلان موعد انعقاد الجولة التالية إذا ظلّت الأطراف المشاركة متمسكة بمواقفها.
“المرصد السوري لحقوق الانسان” لم يعد معارضاً!
تخلى “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن علم المعارضة السورية في شعاره الجديد الذي أطلقه الخميس، واعتمد شعاراً باللون الازرق، يحمل الخريطة السورية وفي داخلها “عين ترصد الانتهاكات”، وذيّل الشعار الدائري بعبارات: “ديموقراطية – حرية – عدالة – مساواة”.
ويعد هذا الشعار، الثالث للمرصد الذي تأسس في بريطانيا في العام 2006، وكان يحمل العلم الرسمي السوري، قبل أن يتبدل في العام 2011 ويحمل شعار المعارضة. ويعد هذا التغيير هو الثالث، وقد حافظ على وجود لواء الاسكندرون ضمن الخريطة السورية، منذ الشعار الاول، وهو ما أثار احتجاجاً دولياً عليه، بعد اعتراض تركيا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”المدن” ان المرصد “يخرج من اطار علم معارض وموالٍ” في اشارة الى التخلي عن العلمين السوريين المتنافسين في البلاد (النظام والمعارضة)، موضحاً ان المرصد “كمؤسسة حقوقية، تؤمن بأنه يجب ان تعمل بشكل محايد في ظل ما يجري من قتل مستمر في سوريا”. وأضاف: “هذا التغيير نقوم به لأننا نعمل كمنظمة حقوقية ترصد وتوثق كافة الانتهاكات من جميع الاطراف، مع اختلاف نسب الانتهاكات بين النظام والمعارضة والفصائل الاسلامية والفصائل المتطرفة والاكراد وتنظيم داعش، وبغض النظر عن العلم”، وتابع “اننا نشدد على الحفاظ على سوريا موحدة بوجه التقسيم”.
وقال عبد الرحمن: “منذ البداية، نحن نعارض القتلة من كل الاطراف وكافة منتهكي حقوق الانسان، علماً أن المرصد منذ نشأته يعارض نظام الاسد وسيستمر بذلك، ولن يرضح للنظام وحلفائه، وسوف يواصل رصد وتوثيق كافة انتهاكات حقوق الانسان التي يتعرض لها الشعب السوري من كافة الاطراف”، لافتاً الى ان أعضاء بالمرصد “تعرضوا للقتل والسجن والانتهاكات من كافة الاطراف، وتحديداً النظام والمعارضة وتنظيم داعش”.
واضاف: “لا ننتظر شهادة حسن سلوك من أحد، لا النظام ولا المعارضة، وشعار المرصد كان ولا يزال الديموقراطية والحرية والعدالة لكافة اعضاء الشعب دون تمييز بين اثنيات وأديان وطوائف، ذلك انه في سوريا لا يوجد اقلية واغلبية، بل جميعهم مكونات الشعب السوري”.
اللافت أن المرصد، أعاد الى الخريطة السورية في شعاره لواء الاسكندرون بعدما كان مغطى في الشعار السابق بعلم المعارضة السورية، وهي خطوة من شأنها استفزاز تركيا التي احتجت لدى جهات دولية يتواصل معها المرصد. وقال عبد الرحمن: “من يحتجّ على لواء الاسكندرون ضمن الخريطة، وهم من الفصائل المعارضة، يقولون ان حافظ الاسد باعه، فلماذا يحتجون الآن؟”، آملاً “ان لا يكون مصير اجزاء اخرى من سوريا مثل مصير الاسكندرون”.
حزب الله إلى معركة تدمر: هل تشارك روسيا؟
منير الربيع
حتى الآن مازال الجواب عن كيفية دخول تنظيم داعش مدينة تدمر بعد تحريرها غير واضح. ثمة من يعتبر أن الطيران الروسي والسوري كان بإمكانه قصف جحافل التنظيم التي عبرت الصحراء ودخلت إلى المدينة وسيطرت عليها وعلى محيطها. وهناك من يذهب أبعد معتبراً أن المدينة سلّمت تسليماً ولم يسيطر التنظيم عليها بفعل قتال. أصحاب وجهة النظر هذه يعتبرون أن غض الطرف الروسي عن هذا الدخول يصب في سياق توجيه ضربة ناعمة ومعنوية إلى إيران في عمق سيطرتها الإستراتيجية. ويربط هؤلاء بين ذلك والتفجير الأخير الذي حصل في حمص واستهدف مبنى الأمن العسكري.
في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى تقول إن السماح للتنظيم بدخول تدمر، جاء بهدف عدم محاصرته بشكل كامل في الرقة ودير الزور. ما سيؤدي إلى استشراسه في القتال هناك. بالتالي، فإنه فور الدخول في معركة الرقة ودير الزور والقضاء على التنظيم فيهما تصب الجهود من جديد في اتجاه تدمر لطرد التنظيم منها. وما بين وجهتي النظر، تفيد معلومات بأن حزب الله وروسيا وإيران والجيش السوري يستعدون للدخول في معركة جديدة في تدمر لطرد تنظيم داعش منها. وتلفت مصادر متابعة لـ”المدن” إلى أن الحزب أرسل تعزيزات عسكرية إلى تلك المنطقة بهدف الدخول في معركة جديدة لتحريرها.
وتقول المصادر إن روسيا تريد السيطرة على تلك المنطقة، بعد توافق بين دمشق وموسكو على أن يكون حقل الشاعر لإنتاج النفط والغاز خاضعاً لسيطرة الروس. علماً أن خلافاً نشب في السابق بين روسيا والنظام السوري، على كيفية إستفادة موسكو من منتجات هذا الحقل. وتعتبر موسكو أن إيران كانت تدعم النظام السوري ليكون الإنتاج محصوراً بالنظام على أن يتم بيعه لروسيا، فيما مطلب موسكو هو السيطرة الكاملة على الحقل. وتفيد المصادر بأن التوافق حصل أخيراً على أن يكون هذا الحقل بمثابة ملك لروسيا.
لكن، هناك وجهة نظر أخرى، تعتبر أن دخول حزب الله وإيران في معركة تدمر، ستكون بدون مشاركة روسيا، التي تريد البدء بمعركة الرقة ودير الزور بناء على تنسيق مع الولايات المتحدة وتركيا. وتقول: “كان من المفترض أن تكون معركة تدمر بعد الانتهاء من معركة الرقة ودير الزور. وهي منطقة حيوية، فمن يسيطر عليها يستطيع السيطرة على ريفي حماه وحمص. وهناك كباش روسي إيراني على هذه المنطقة. فإيران تعتبر أنه في حال سيطرت روسيا على تدمر سيصبح النفوذ الإيراني محصوراً بين حمص والزبداني، أي سيمتد نفوذها على منطقة واقعة على الحدود مع لبنان، في ظل مساع أميركية وإسرائيلية لجعلها منطقة آمنة. بالتالي، فإن نفوذ إيران سيبقى مهتزاً. وهذا الكباش هو عبارة عن صراع على مناطق النفوذ الإقتصادية بعد خسارة إيران منطقة الساحل لمصلحة روسيا.
لا تخفي المصادر إمكانية الوصول إلى مرحلة تكبر فيها الاختلافات بين روسيا وإيران، لكن وفق مصادر إيرانية كبرى، فإن هناك قرارين لدى الدولتين بعدم إثارة أي إشكال ومنع تعاظمه، خصوصاً أن هناك إتفاقيات كبرى بين الدولتين. بالتالي، فإن حجم التوافق والتفاهم بينهما أكبر من حجم الاختلافات. لدى حصول أول اشتباك مباشر بين حزب الله وتنظيم داعش في مطار أبو الظهور العسكري، انعكس ذلك على الوضع الأمني في لبنان. وفي حينها حصلت تفجيرات في المناطق اللبنانية ولاسيما في الضاحية الجنوبية. واليوم، تخشى المصادر أن أي معركة قد تحصل بين الحزب والتنظيم من أن تنعكس على الداخل اللبناني.
وفي السياق، ثمة من يعتبر أن الخطة الثلاثية أي الأميركية والروسية والتركية، وبتنسيق مع دول الخليج، تقضي بضرب إيران ونفوذها على الناعم. وهنا، تربط المصادر التصعيد الإيراني التركي الأخير، الذي نجم بفعل إتفاق أميركي تركي حصل بعد اجتماع عقد في أنقرة بين رئيس أركان الجيش الأميركي وقادة عسكريين أتراك، يقضي بمنح تركيا خمسة آلاف كيلومتر مربع داخل الأراضي السورية كمنطقة آمنة، وهي تشمل جرابلس، الباب، ومنبج. وهذه المنطقة من شأنها محاصرة النظام في حلب الشرقية. وهذا ما ترفضه إيران كلياً، وتخشى أن يتمدد إلى كل الجغرافيا السورية، خصوصاً في ظل معلومات تتحدث عن إنتشار عسكريين روس على الحدود اللبنانية السورية، فيما البعض الآخر ينفي ذلك معتبراً أن الوجود الروسي سيقتصر على وجود إستشاريين.
مصر: لا أدلّة على استخدام الأسد للكيماوي!
برّرت مصر امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن لصالح قرار يفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه أسلحة كيماوية، بالقول إن الأدلة لم تكن كافية.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، الخميس، إن موقف مصر تجاه حيازة أو استخدام الأسلحة الكيميائية “واضح ومعروف ولا يقبل التشكيك”، وأضاف “إلا أنه من المهم إدراك أن هناك آليات محددة تحكم عمل مجلس الأمن كي لا تكون القضايا المعروضة أمامه محلاً للتسييس أو لإلصاق الاتهامات دون وجود أدله دامغة”.
وأوضح أبوزيد إن مصر شدّدت خلال مراحل التداول بمشروع هذا القرار، على “ضرورة انتظار نتائج التحقيقات التي تقوم بها الآلية الدولية المشكّلة من مجلس الأمن للنظر في الاتهامات الموجهة للحكومة السورية في هذا الأمر”، مشيراً إلى أن مجلس الأمن قد مدّد عمل اللجنة لعام إضافي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبالتالي فإن عمل اللجنة لم ينتهِ بعد.
واعتبر المسؤول المصري أن مشروع القرار “قفز إلى استنتاجات تتهم شخصيات وجهات تابعة للحكومة السورية بالتورّط في استخدام الأسلحة الكيماوية من دون تقديم أدلة، بل ومن دون تشكيل لجنة عقوبات خاصة بمتابعة هذا الموضوع والتحقق من إجراءاته في مجلس الأمن”.
وشدد أبوزيد أن مصر لم تكن وراء عرقلة صدور القرار، لافتاً إلى أن 6 دول في مجلس الأمن اعترضت عليه، حيث سقط القرار بـ”فيتو” روسي وصيني، واعترضت بوليفيا، فيما امتنعت إثيوبيا وكازاخستان، بالإضافة إلى مصر، عن التصويت.
لماذا هتف أهالي ترملا للأسد؟
أحمد مراد
انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور، يُظهر البعض من أهالي بلدة ترملا في جبل شحشبو في ريف إدلب الجنوبي الغربي، يهتفون لبشار الأسد، رداً على استهداف النظام لبلدتهم بالغارات الجوية، نتيجة وجود مقرات عسكرية داخل البلدة المطلة على سهل الغاب، والقريبة من جبهات القتال في ريف حماة.
“المجلس المحلي” في بلدة ترملا أصدر بياناً رداً على اتهام أهالي البلدة بإطلاق هتافات تؤيد بشار الأسد، متّهماً 4 أشخاص وصفهم بـ”ضعاف النفوس” بالهتاف، وهم ممن “تجري ملاحقتهم” لتقديمهم إلى “المحكمة الشرعية”. وتعهد المجلس “بالضرب بيد من حديد، لكل من يحاول المساس بالثورة السورية”.
وتتعرض بلدة ترملا البالغ عدد سكانها 2000 نسمة لقصف مكثف من راجمات الصواريخ والطيران الحربي، نتيجة وجود مقرات عسكرية داخل البلدة، ووجودها بالقرب من مناطق المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي، وقربها من بلدات سهل الغاب. ما دفع الأهالي للخروج بتظاهرة للمطالبة بإخلاء المقرات داخل البلدة، وضد الفصائل العسكرية التي قالوا إنها “تستبيح دماء المدنيين”، وهتف بعضهم لبشار الأسد، وصدر عنهم هتاف غريب: “حافظ أسد.. رمز الأمة العربية”.
ناشطون رأوا في تصرف بعض أهالي ترملا عملاً “تشبيحياً” في القرية القريبة من مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي، معتبرين أن كافة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام هي مشاريع أهداف لطائراته الحربية وآلته العسكرية. فقصف الطائرات لترملا، تزامن مع قصف الطائرات الحربية لمدينة أريحا وسط محافظة إدلب، من دون صدور ردّ فعل عن أبناء “عروس الشمال” التي أنهكتها المجازر.
فيما عدّه آخرون أمراً مشروعاً في حالة الغليان التي تشهدها المناطق المحررة، مع هيمنة الفصائل العسكرية والإسلامية، وقمعها للحريات العامة، وحالة التخبط وانتشار المحسوبيات والاغتيالات وقتل الشبهة، وإعادة استنساخ تجربة نظام البعث في المناطق المحررة بهيئة مختلفة.
ما حصل في ترملا هو ترجمة لما يجري في مناطق متفرقة من ريف إدلب؛ فانعدام الأمن هو من أبرز المشاكل التي يعاني منها أبناء المحافظة، مع وجود حواجز عسكرية للفصائل المقاتلة، تقتصر مهمتها على اعتقال عناصر من فصائل أخرى، خاصة في حالات الاقتتال الفصائل البيني، وانتشار السرقات من دون التوصل إلى الجناة أو القبض عليهم، وعدم وجود قوانين ناظمة للمناطق المحررة، أو أجهزة تنفيذية لها تتولى حفظ الأمن، خاصة على الطرقات، مع انتشار ظاهرة الاغتيال والجثث مجهولة الهوية، مع اتساع الريف الإدلبي، من حماه جنوباً وحتى الحدود التركية، ومن ريف حلب الغربي وحتى جبال الأكراد في اللاذقية.
تركيز الفصائل العسكرية على “القشور” بحسب الناشط الإعلامي أبو بكر جبل، وإهمالها الشؤون الأساسية للمدنيين، تثير استياء الأهالي، مع وقوفها عاجزة أمام الحوادث الكبيرة وعمليات الخطف في وضح النهار. وأضاف أبو بكر لـ”المدن”، أن الفصائل “تهتم بمنع مظاهر الاختلاط في الجامعات والمدارس والمستشفيات، واللباس الشرعي للمرأة، ومنع رفع علم الثورة السورية في المظاهرات، وتحارب الدعوات إلى المجتمع المدني والديموقراطية، وكل ما يتصل بالدولة المدنية، بصفتها عوامل تهدم الدولة، فيما تهمل حفظ أمن المدنيين، مع انتشار الحواجز العسكرية التي تنتظر عناصر الفصائل الأخرى لاعتقالها وسلبها سلاحها، أو لمداهمة مقراتهم الموجودة داخل المدن والقرى، وفي نهاية المطاف الخسارة يتحملها المدنيون وحدهم، دون الاكتراث لهم”.
ولعل حادثة إغلاق “راديو فرش” التابعة لـ”اتحاد مكاتب الثورة” في مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ومصادرة معداتها أكثر من مرة، بحجة بثها الأغاني باعتبارها أحد “الأسباب لتأخير النصر”، وأحد “مظاهر الفساد في المجتمع”، هي دليل واضح على تدخل “اللجان الأمنية” في المناطق في الحياة المدنية، من دون الاهتمام باحتياجات الناس ومراقبة غلاء الأسعار والانفلات الأمني.
وتعزز حادثة “مشفى الكلاوي” في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، تدخل الفصائل العسكرية في المجال الطبي، ووضع أشخاص ليكونوا “أمنيين شرعيين” داخل المرافق العامة، مهمتهم كتابة “التقارير الأمنية الشرعية”.
الإعلامي طارق عبد الحق، قال لـ”المدن”: “اعتقلت جبهة فتح الشام الدكتور نجيب كلاوي، مالك المشفى، الذي تحول من مشفى خاص إلى ميداني لخدمة أبناء المدينة. حادثة الاعتقال تمت نتيجة طلب أحد عناصر الجبهة، المدعو خالد سويداني من درعا، باعتقال الطبيب نتيجة مظاهر غير لائقة، ووجوده في وضعية غير شرعية مع ممرضتين من كوادر المشفى في مكتبه. وحقيقة الأمر أن مدير المشفى رفض توظيف زوجة سويداني، ليدخل عنصر فتح الشام وزوجته إلى المشفى، ويهددان الكادر بجبهة فتح الشام، ليعين سويداني نفسه مديراً للمشفى، وزوجته رئيسة للممرضات، في حين تم اعتقال صاحب المشفى لمدة أسبوعين، ومن ثم تم إخلاء سبيله”.
سويداني، كان قد ذكر في منشور له في صفحته الشخصية في “فايسبوك”، أنه “مكلف” من إدارة منطقة جسر الشغور “بضبط المخالفات الشرعية في المشفى، والإبلاغ عن حالات السفور والمعاصي”، التي وجدها عند أغلب الكادر النسائي العامل في المشفى، فضلاً عن مظاهر الاختلاط. وأشار إلى توليه مهمة “حفظ الحشمة” و”صون المرأة”، وعدم تحولها إلى “مرتع للشهوات”.
عبد الحق تساءل: “هل طرد مدير المشفى، واتهام كوادره التي تقوم على خدمة المدينة بأعراضهم هو أمر شرعي من دون وجود أدلة، وبناء على تقرير من أحد عناصرهم فقط، وأين الشرع من السماح لفصائل بالتوغل في دماء الفصائل الأخرى وحماية المفسدين منهم”.
وكان “لواء الأقصى” قد قتل ما يزيد عن 140 عنصراً من عناصر فصائل الجيش الحر من أبناء منطقة ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، مطلع شباط/فبراير، في “مجزرة معسكر الخزانات”. واستولى “لواء الأقصى” على المعسكر من الجيش الحر، الذي كان قد خسر مئات الضحايا لتحريره. اللواء أحرق دبابات وعتاداً ثقيلاً كان قد سلبه من فصائل الحر التي بغى عليها سابقاً، قبل أن يفتح له “إخوة المنهج” في “هيئة تحرير الشام” الطريق مؤخراً تسهيلاً لخروجه إلى مناطق سيطرة “داعش” في ريف حلب الجنوبي، ومنه إلى الرقة.
“سوريا الديموقراطية”تسلم النظام خط التماس مع “درع الفرات“
سيطرت المعارضة السورية المسلحة المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”، مساء الأربعاء، على قريتي تل تورين وقارة شرقي مدينة الباب، بالقرب من بلدة العريمة التي تقع في منتصف الطريق بين مدينتي الباب ومنبج.
وجاءت سيطرة الجيش الحر على البلدتين، بعد اشتباكات عنيفة مع “قوات سوريا الديموقراطية” والتي تسيطر على كافة القرى شرقي الباب وصولاً إلى مدينة منبج، في ما يُعتبر تصعيداً عسكرياً يُنذر بتغيير المعادلات على الأرض في الشمال السوري.
“مكتب مجلس منبج الاعلامي” التابع لـ”المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها”، أعلن صباح الخميس، عن اتفاق “مع الجانب الروسي”، على تسليم “القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج، إلى قوات (حرس الحدود) التابعة (للدولة السورية) التي ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات”. و”المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها” هو واجهة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمودها الأساسي.
وكان مقاتلو “درع الفرات” قد أعلنوا مقتل سبعة عناصر من “قسد” في محيط قرية الحوتة قرب بلدة العريمة، بعد اشتباكات مماثلة، في محاولة من “درع الفرات” التقدم إلى منبج.
وسبق ذلك اشتباكات وقصف مكثف على مواقع “قسد” شمالي منبج، في قرية أم جلود، على نهر الساجور، والتي شهدت محاولات تسلل من الطرفين. كما شنّت طائرة تركية غارة جوية على “قسد” في قرية أم جلود.
يأتي ذلك في أعقاب تهديدات تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج، حيث قال وزير الخارجية التركية مولود جشاوش أوغلو لصحافيين “قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب” من منبج الواقعة قرب الحدود التركية.
ولفت جاوش أوغلو إلى أن تركيا لا تريد “أن يستمر حليفنا الأميركي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا”، واعتبر أن مشاركة “وحدات حماية الشعب” الكردية في معركة الرقة بمثابة “تعرض مستقبل سوريا للخطر.
تصريحات جاوش أوغلو تأتي بعد إعلان الولايات المتحدة أن المقاتلين الأكراد السوريين سيشاركون في الهجوم على الرقة. وجاء الموقف الأميركي على لسان القائد العسكري لقوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند.
جنيف:موسكو تجبر النظام على نقاش “الانتقال السياسي“
قال وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إن وفد الحكومة السورية قبل مناقشة مسألة الانتقال السياسي بعد ضغط مارسته روسيا على دمشق.
وكشف رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري، بعد اجتماعه مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن الأخير أبلغ المعارضة بموافقة الوفد الممثل للحكومة السورية على مناقشة جدول الأعمال المطروح، بما في ذلك الانتقال السياسي، وذلك بفضل الضغط الروسي.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي، إن موضوع الانتقال السياسي “أصبح الموضوع الرئيسي الموجود على الطاولة”. وكان دي ميستورا اقترح على الوفود المشاركة ورقة تتضمن البحث في ثلاثة عناوين أساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات.
وتابع الحريري، أن دي ميستورا أبلغ المعارضة بأن “هناك قبولاً من وفد النظام لبعض النقاط”. وأضاف “حتى هذه اللحظة لم يتم الوصول الى اجندة واحدة نهائية.. لا زلنا في اطار الملاحظات والرد على الملاحظات”.
ومن المتوقّع أن يعقد وفد المعارضة السورية لقاء، الأربعاء، مع وفد دبلوماسي روسي برئاسة نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف. وقالت المعارضة إنها ستناقش مع الوفد الروسي تنفيذ الهدنة في سوريا بضمانات روسية-تركية. وكان غاتيلوف قد عقد الأربعاء لقاء مع رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري.
في غضون ذلك، حذّر عضو وفد المعارضة السورية عبد الحكيم بشار، من معلومات تشير إلى أن النظام يستعدّ لشنّ هجوم على منطقة الغوطة. وكان دي ميستورا قد حذر من أن تصعيد الوضع في الغوطة الشرقية قد يؤثر سلباً على المفاوضات في جنيف.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن المشاركين في المفاوضات السورية في جنيف “بدأوا يدركون ضرورة البحث عن مقاربات تتناسب مع القرار رقم 2254، بما في ذلك ضرورة محاربة الإرهاب”. وأضاف إن “جميع عناصر جدول الأعمال مترابطة… في حال شطب موضوع محاربة الإرهاب منها، لم تعد الأجندة تتناسب مع متطلبات القرار رقم 2254”.
وشدّد لافروف على ضرورة “تحديد دائرة المشاركين الشرعيين في المفاوضات ومنع تسلّل متطرفين يمثلون التنظيمات المصنفة دولياً كإرهابية ، إلى العملية السياسية”.
تحقيق دولي: جميع الفرقاء ارتكبوا جرائم حرب في حلب
اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومقاتلي المعارضة السورية بارتكاب “جرائم حرب” شمال حلب، من خلال القصف العشوائي أو استخدام الأسلحة المحظورة، أو اتخاذ السكان كدروع بشرية، وتهجير عدد كبير من المدنيين.
وغطى التقرير الفترة بين تموز/يوليو وكانون الاول/ديسمبر 2016، وهي الفترة التي شهدت فرض قوات النظام والمليشيات الموالية لها حصاراً خانقاً على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وقال “شنت القوات السورية والروسية غارات جوية اودت بحياة المئات وحولت المستشفيات والمدارس والاسواق الى انقاض”.
وبحسب وكالة “فرانس برس” التي نقلت مقتطفات من التقرير، فإن القصف على المدينة تضمن استخدام “الكيميائيات السامة وبينها غاز الكلور”. كما أكد التقرير على أنه “لا وجود لمعلومات تدعم الادعاءات بأن الجيش الروسي استخدم اسلحة كيميائية في سوريا”، لكنه أكد أن الطيران الروسي وجّه “28 ضربة على الأقل” في 23 أيلول/سبتمبر فقط، ضد شرق حلب.
واستبعد التقرير اتهامات كانت قد وجّهت إلى روسيا حول مسؤوليتها عن قصف قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في 19 أيلول/سبتمير، وقال إن قوات النظام السوري قامت بالقصف “المتعمد” لقافلة إغاثة انسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الاحمر السوري في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.
وجاء في التقرير “عبر استخدامها الذخائر الملقاة من الجو ومعرفتها أن عاملين انسانيين يعملون في المنطقة، ارتكبت القوات السورية جرائم حرب عبر تعمدها مهاجمة عاملين في الاغاثة الانسانية والحرمان من المساعدات ومهاجمة المدنيين”. واستهجن التقرير تصرف الحكومة السورية، التي كانت قد رخصت للقافلة، وبالتالي “كانت على علم بمكانها في وقت حصول الهجوم”.
واعتبر التقرير أن عمليات التهجير التي حصلت لسكان حلب الشرقية نتيجة اتفاق بين النظام وقوات المعارضة “تعادل جريمة حرب”. وجاء في نص اللجنة “على اعتبار ان الاطراف المتقاتلة اتفقت على إجلاء شرق حلب لاسباب استراتيجية وليس من أجل ضمان أمن المدنيين او لضرورة عسكرية ملحة، ما أتاح تهجير الآلاف، فإن اتفاق اجلاء حلب يعادل جريمة حرب للتهجير القسري”.
وخلص تحقيق اللجنة إلى أن قوات النظام السوري والمجموعات المقاتلة المتحالفة معها، نفذت عمليات “قتل انتقامية” أثناء العملية العسكرية للسيطرة على حلب. وقالت في التقرير، إنه “منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وحتى انتهاء عملية الاجلاء في كانون الثاني/ديسمبر، ارتكبت بعض القوات الموالية للحكومة اعدامات في عمليات انتقامية”. وأضافت “في حالات معينة قتل جنود سوريون أفراداً من عائلاتهم كانوا مؤيدين للمجموعات المسلحة”، في إشارة إلى الفصائل المعارضة.
في المقابل، اتهم التقرير بعض الفصائل المعارضة في حلب، بارتكاب أعمال ترقى إلى “جرائم الحرب”. ومن بين تلك الأعمال التي أوردها التقرير “القصف العشوائي” للأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، و”منع توزيع المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في مناطق سيطرتها”، ومنع المدنيين من مغادرة شرق حلب، كما استخدامهم كـ”دروع بشرية”. ونقل التقرير عن امرأة شابة من حلب قولها إن “مقاتلين في المجموعات المسلحة قتلوا زوجها اثناء محاولته المغادرة في أيلول/سبتمبر”.
المعارضة تدعو لدور أميركي ودولي بالمفاوضات السورية
اتهم وفد النظام السوري وروسيا وفد المعارضة في جنيف بأخذ المفاوضات رهينة وتقويضها، في حين أكدت المعارضة في المقابل استمرارها في التفاوض، ودعت إلى دور أميركي ودولي أكبر في العملية السياسية الرامية لحل الأزمة السورية.
فقد قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري اليوم الخميس إن المفاوضات يجب أن لا تكون رهينة لمنصة الرياض (الهيئة العليا للمفاوضات)، مضيفا أنها رفضت تشكيل وفد موحد للمعارضة.
كما قال إنه يجب عدم السماح لوفد الهيئة العليا بأن يأخذ مفاوضات جنيف رهينة من خلال ما وصفها بمواقف متعنتة، مضيفا أن وفد الهيئة يتحمل بذلك مسؤولية أي فشل في هذه الجولة، وكان الجعفري يعني -على ما يبدو- بالمواقف المتعنتة تمسك وفد الهيئا العليا بأن تكون مسألة الانتقال السياسي في صدارة أولويات الجولة الرابعة.
كما أعلن الجعفري أن ما وصفها بعمليات محاربة الإرهاب ستتواصل حتى استعادة كل الأراضي الخاضعة لسيطرة مجموعات “إرهابية”، وقال إن الرئيس بشار الأسد وفّى بوعده باستعادة مدينة تدمر بريف حمص الشرقي من تنظيم الدولة الإسلامية اليوم.
وفي وقت سابق اليوم قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو تشكك في قدرة المعارضة السورية على التوصل لاتفاق بجنيف، كما اتهمت الهيئة العليا بتقويض المحادثات برفضها التعاون مع منصتي القاهرة وموسكو.
وجاء الاتهام الروسي رغم وصف غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي اللقاء بينه وبين وفد الهيئة العليا في جنيف بالإيجابي.
وفي ما بدا ردا غير مباشر على اتهامات النظام السوري وروسيا، قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري مساء اليوم في مؤتمر صحفي بجنيف إن المعارضة تأمل أن يكون دور روسيا في العملية السياسية إيجابيا. وأضاف أن المعارضة لا تزال تبحث عن طرف مقابل يبحث بصدق عن السلام في سوريا، ولا يبحث عن الأعذار الواهية للتهرب من الاستحقاقات.
وأكد الحريري استمرار المعارضة في التفاوض والسعي لحل سلمي، ودعا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمجتمع الدولي إلى دور أكبر في العملية السياسية بسوريا، وحث واشنطن بالخصوص على دور جدي فيما يتعلق بالتصدي لتدخلات إيران، ودعاها لتبني العملية السياسية الحقيقية التي تؤدي لإرساء السلام والاستقرار في سوريا.
اجتماعات متواصلة
ويلتقي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مساء اليوم مجددا وفد النظام السوري والهيئة العليا للمفاوضات ووفد منصة القاهرة. كما يلتقي وفدٌ يمثل المجموعة الدولية لدعم سوريا بالمبعوث الدولي في وقت لاحق اليوم.
وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري إن من المقرر أن يلتقي الوفد مرة أخرى بالمبعوث الدولي ظهر الجمعة.
وكان دي ميستورا قد أعلن بعد لقائه وفد المعارضة في وقت متأخر مساء الأربعاء أن مباحثات اليوم ستكون حاسمة في هذه الجولة من مفاوضات جنيف. لكن عضو وفد المعارضة بسمة قضماني قالت اليوم إن احتمالات تحقيق تقدم كبير في هذه الجولة ضعيفة.
وقال مراسل الجزيرة عبد القادر فايز إن المفاوضات دخلت مرحلة من التشاؤم بعد تصريحات الخارجية الروسية، مضيفا أن المعارضة تفاجأت بتلك التصريحات. وأشار إلى تقارير عن احتمال أن تنتهي المفاوضات الجمعة.
وتابع أن الأكثر تفاؤلا يتوقعون التوصل لاتفاق على جدول أعمال المفاوضات، بينما يتوقع المتشائمون ترحيل كل شيء لاجتماعات جديدة بجنيف في العشرين من الشهر الحالي، يفترض أن يسبقها اجتماع في أستانا لبحث قضايا فنية برعاية تركيا وروسيا وإيران.
وأشار المراسل إلى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية عن وفد النظام السوري بشأن موافقته على طرح قضايا مكافحة الإرهاب والانتقال السياسي والانتخابات والدستور في المفاوضات الحالية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
روسيا تتهم الهيئة العليا بإفساد محادثات السلام السورية
المعارضة مصممة على بحث الانتقال السياسي بتأليف هيئة حكم ذات صلاحيات كاملة
دبي – العربية.نت
اتهمت وزارة #الخارجية_الروسية الخميس أبرز هيئة ممثلة للمعارضة السورية بالسعي إلى “تقويض” محادثات السلام في جنيف، مشككة في قدرة المعارضة على التفاوض مع #نظام_الأسد حول حل للنزاع.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحافيين إن “الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساوٍ مع منصة موسكو ومنصة القاهرة، وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وتارة مع مجموعات المعارضة الأخرى”.
ومنصتا القاهرة وموسكو تضمان #معارضين_سوريين يعتبرون مقربين من #روسيا.
وأضافت زاخاروفا “نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات”.
كما أعلنت أيضاً أن روسيا مستعدة لتوسيع برنامج محادثات #أستانا الذي يعطي الأولوية لحوار بين موفدين عن النظام وعن الفصائل المقاتلة وتعطي المعارضة مجرد دور استشاري.
وجاء تصريح الخارجية الروسية بعد أن رفضت الهيئة العليا للمفاوضات الخميس إجراء حوار كامل مع #النظام_السوري.
وكان الاجتماع الثاني لوفد #المعارضة السورية إلى محادثات جنيف بالمبعوث الدولي قد انتهى ستيفان دي ميستورا، الذي اكتفى في تصريحاته للصحافيين بوصفه بأنه كان “عميقاً وبناء”.
وقال دي ميستورا، إن اليوم الخميس سيكون يوماً هاماً في مباحثات #جنيف، حيث من المقرر أن يلتقي مجدداً بوفد المعارضة.
ومنذ بدء مسار التفاوض في سوريا، تصر المعارضة على بحث الانتقال السياسي الذي يتضمن تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور لرئيس #النظام_السوري بشار الأسد، فيما يطالب النظام بالتركيز على “القضاء على الإرهاب”، كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات.
وأوضح دي ميستورا “لقد كان نقاشاً عميقاً للغاية مع المعارضة، أعتقد أن لدينا الفرصة للخوض أكثر في جميع نقاط الورقة المقدمة، وأعتقد أن هذا مفيد جداً، وبشكل ليس إجرائياً بقدر ما هو موضوعي”.
ألمانيا تعتقل سورياً متورطاً بـ”جرائم حرب“
برلين – رويترز
قال مدعون في #ألمانيا، الخميس، إن الشرطة ألقت القبض على رجلين سوريين أحدهما مشتبه به في “قتل 36 موظفاً حكومياً” في سوريا في آذار/مارس 2013 وارتكاب جرائم حرب.
وتشتبه السلطات في أن عبد الفتاح أتش.أ (35 عاماً) عضو في #جفش، جبهة النصرة سابقاً والمرتبطة بالقاعدة، وإنه قتل مع أعضاء آخرين في وحدته “36 موظفاً حكومياً”.
وقالت صحيفة دير شبيغل إنه يسعى للحصول على حق اللجوء.
والرجل الثاني واسمه الأول عبد الرحمن (26 عاماً) مشتبه بانتمائه لنفس التنظيم. ولم يحدد المدعون هل يواجه عبد الرحمن تهما بارتكاب جرائم حرب.
رئيس وفد المعارضة السورية لمفاوضات جنيف يدعو لتواصل أوروبي مع الامم المتحدة لتطبيق الانتقال السياسي
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 2 مارس 2017
روما- نوه رئيس وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف التابع للمعارضة السورية، نصر الحريري بـ”ضرورة تواصل الاتحاد الأوروبي مع الأمم المتحدة لدعم العملية السياسية، وضمان ألا تحيد عن جوهرها الأساسي الذي نصت عليها القرارات الدولية بما فيها 2118 و 2254″، وهو “تطبيق الانتقال السياسي”.
جاء ذلك خلال لقاء للحريري، برفقة عدد من أعضاء الوفد، مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي، في جنيف مساء أمس الأربعاء، حيث “بحث الطرفان تطورات العملية السياسية الجارية في جنيف لتحقيق الانتقال السياسي”، وفق ما أفادت الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري المعارض.
وطالب الحريري الاتحاد الأوروبي بـ”دعم الوفد المفاوض والعملية السياسية، وتفعيل دور الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في الملف السوري”.
من جهتهم “أثنى ممثلو الاتحاد الأوروبي على التعاطي الإيجابي لوفد الهيئة العليا مع مجريات العملية السياسية في جنيف”، مؤكدين “دعمهم الدائم والمستمر لحقوق الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة”.
المعارضة السورية تشبه معارك تدمر بفيلم “توم وجيري“
جنيف (رويترز) – رفضت المعارضة السورية تهنئة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة مدينة تدمر الأثرية من يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يوم الخميس مشيرة إلى أن مشهد تبادل السيطرة المتكرر على المدينة يدعو للسخرية.
وقال نصر الحريري للصحفيين في جنيف “موضوع تدمر هذه المرة الثانية التي يتم فيها التسليم والتسلم ويتم استثمار هذه العملية استثمارات سياسية أعتقد أنها أصبحت مكشوفة” مضيفا أنه يعتبر الجانبين إرهابيين.
وتابع قائلا “إذا تتبعنا لعبة الأسد وتدمر مثل لعبة توم وجيري اعتقد أنها ستكون كثيرة.”
وفي وقت سابق أشاد رئيس وفد الحكومة السورية في المفاوضات بشار الجعفري بالرئيس الأسد لوفائه بوعده باستعادة تدمر وتعهد باستعادة كل الأراضي السورية ممن وصفهم بأنهم إرهابيون أجانب.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
الجعفري: المعارضة السورية تأخذ محادثات جنيف رهينة لمواقفها
جنيف (رويترز) – قال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري يوم الخميس إن المعارضة السورية المدعومة من السعودية “تأخذ محادثات جنيف رهينة لمواقفها” واتهم بعض أعضائها “بالخيانة العظمى” من خلال تلقيهم الدعم من السعودية وإسرائيل وتركيا.
وعقدت محادثات جنيف للسلام برعاية الأمم المتحدة بعد عشرة أشهر من التوقف بعد إعلان وقف هش لإطلاق النار توسطت فيه روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وتركيا.
وبعد أسبوع من بدء المحادثات غير المباشرة لا يبدو أن الأطراف المتناحرة تقترب من عقد مفاوضات فعلية وسط انتهاكات متكررة للهدنة على الأرض.
وقال الجعفري للصحفيين بعد اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا “التقدم في حوار جنيف لا يجب أن يكون رهينة لمنصة الرياض”.
وقال إن الهيئة العليا للمفاوضات ستتحمل مسؤولية الفشل في المحادثات.
وأضاف الجعفري إن “منصة الرياض” التي يشير بها إلى الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التوحد مع جماعات معارضة أصغر.
وقال إن محادثاته مع دي ميستورا ركزت على مكافحة الإرهاب لكن وفده وافق أيضا على مناقشة أربعة ملفات بشكل متزامن في أجندة المحادثات المستقبلية.
وتلك الملفات تشمل صياغة دستور جديد وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة ونظام حكم يتسم بالشفافية والمحاسبة وأيضا تشمل مكافحة الإرهاب.
وتتردد المعارضة في إضافة الإرهاب إلى أجندة المحادثات خشية أن تركز الحكومة عليه بالكامل وتصرف الانتباه عن الانتقال السياسي الذي تعتبره المعارضة أساسا لإحراز تقدم.
وقال الجعفري إن وفد الحكومة بلغه أنباء عن رفض الهيئة العليا للمفاوضات ضم ملف مكافحة الإرهاب وأضاف أن الموقف لم يفاجئه لأن “جزءا من وفد الرياض يضم مجموعات مسلحة إرهابية”.
ووصفت الحكومة السورية مرارا كل الجماعات المسلحة التي تعارضها بأنها إرهابية.
كما كرر اتهاما لأعضاء من الهيئة العليا للمفاوضات بأنهم عملاء للمخابرات التركية والسعودية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)