أحداث الخميس 03 تشرين الثاني 2016
غارات على خطوط إمداد المعارضة… و«براميل» على غوطة دمشق
لندن – «الحياة»
تجدد المعارك بين القوات النظامية والميليشيات الموالية من جهة وفصائل معارضة وإسلامية من جهة ثانية غرب حلب وسط غارات على الخطوط الخلفية وممرات الإمداد للمعارضة، في وقت اتهمت «غرفة عمليات حلب» المعارضة القوات النظامية باستخدام مدنيين دروعاً. وألقت طائرات مروحية «براميل متفجرة» على الغوطة الغربية لدمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «طائرات حربية جددت قصفها على مناطق في بلدتي كفرناها وأورم الكبرى بريف حلب الغربي، ما أسفر عن سقوط جرحى، ومعلومات عن شهيد في أورم الكبرى، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي. كما ألقت طائرات مروحية براميل متفجرة على أماكن في محور ضاحية الأسد غرب حلب، كذلك سقطت قذائف على أماكن في حيي الحمدانية والزهراء بمدينة حلب، ما أسفر عن سقوط جرحى ومعلومات عن مقتل شخصين على الأقل، وسط استمرار المعارك بوتيرة مرتفعة في محور منيان بأطراف حلب الغربية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني، تترافق مع تواصل القصف الصاروخي على محور الاشتباك».
وكان «المرصد» أشار إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من طرف، والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محاور الـ1070 شقة ومنيان والراشدين وضاحية الأسد بأطراف حلب الغربية والجنوبية الغربية، وسط تنفيذ طائرات حربية غارات مكثفة على محاور الاشتباك، بالإضافة لتواصل القصف الصاروخي المتبادل بين الطرفين، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في منطقة منيان».
وجدَّدت «غرفة عمليات فتح حلب» في بيان «التزامها بتحييد المدنيين في شكل كامل خلال المعارك»، مؤكدة أن النظام «قام باستخدام المدنيين دروعاً بشرية». وذكر البيان أن الغرفة «اتخذت الاحتياطات كافة ضمن الإمكانات والقدرات العسكرية من أجل تحييد المدنيين وعدم وقوع ضحايا في صفوف الأبرياء، وأن الجيش السوري الحر عمل على إجلاء المدنيين من المناطق الساخنة من دون إرغامهم على ذلك وقام بإيصالهم إلى مناطق آمنة».
وأضاف البيان أن «العمليات الصاروخية تستهدف أهدافًا عسكرية من مطارات ومقرات وثكنات»، مجددًا دعوته لـ «المدنيين بالابتعاد عن المناطق والمقرات العسكرية التابعة لنظام الأسد، ذلك أن المعركة مستمرة حتى كسر الحصار، فينا استخدم نظام الأسد المدنيين كدروع بشرية عبر وضع مرابض ومدفعية وقواعد صاروخية في مناطق حيوية وبين السكان المدنيين معرضًا حياتهم للخطر». وختم البيان تأكيده على «محاسبة أي مقاتل من غرفة فتح حلب يثبت اعتداءه على المدنيين الأبرياء أو ممتلكاتهم».
وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض، إن موالين للنظام «هللوا» على صفحات مواقع إلكترونية للتواصل الاجتماعي بوصول قائد ميليشيات «صقور الصحراء» برفقة تعزيزات إلى مدينة حلب، مشيرة إلى قرب «بداية عملية عسكرية كبيرة ستقوم بها قوات النظام والميليشيات تحت مسمى معركة الفصل».
وأفادت صفحة «يد الأسد في حلب»، بأن «يد الأسد في حلب يهدّد بعملية عسكرية كبيرة»، في إشارة إلى اللواء زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري ورئيس اللجنة العسكرية والأمنية في حلب. وأضافت: «اكتمل النصاب بحلب وقرب النصر، وصول قائد صقور الصحراء المجاهد محمد جابر وصقوره، وتعزيزات خاصه لصقور الجيش العربي السوري، والأهم وصول الطراد الروسي بطرس الأكبر، وحاملة الطائرات كوزنيتسوف إلى السواحل السورية للمشاركة بمعركة الفصل في حلب».
وشغل اللواء صالح منصب رئيس أركان الحرس الجمهوري سابقاً، وهو أبرز التشكيلات العسكرية التابعة بشكل مباشر لرئيس النظام بشار الأسد، كما يقود فصائل الحرس الجمهوري في محافظة حلب منذ مطلع العام الجاري، ويوصف بأنه «يد الأسد في حلب»، بحسب المصدر.
وفي كانون الثاني من العام الماضي، أعلن تعيين اللواء طلال مخلوف قائداً للحرس الجمهوري، ليحل العميد صالح نائباً له، ويرفع إلى رتبة لواء، ومنذ ذلك الوقت، يقود صالح قوات الجيش السوري في ريف حلب الشمالي.
ونشرت صفحة «يد الأسد في حلب» تسجيلاً مصوراً للواء صالح دعا فيه شباباً التقاهم في شوارع حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام إلى الالتحاق بصفوف «درع الشهباء»، وهو فوج جديد في الحرس الجمهوري، يضم كتيبتي مشاة وسرايا للاختصاصات كافة، ويتبع خلال عمله في مدينة حلب لقيادة اللجنة الأمنية ممثلة باللواء صالح.
ومحمد جابر هو قائد «صقور الصحراء» التي تلقت تدريبات خاصة على أيدي ضباط روس، وتتلقى الدعم العسكري المباشر من إيران، وشاركت بعدة معارك، منها معارك في ريف حمص الشرقي، في كل من مدينة تدمر وحقل شاعر.
في إدلب، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية أكثر من 10 غارات على مناطق في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، حيث استهدفت البلدة بصواريخ خلقت دماراً في ممتلكات مواطنين، وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، تأكد استشهاد اثنين على الأقل منهم، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة».
في الجنوب، قال «المرصد»: «تدور اشتباكات في شرق بلدة خان الشيح بالغوطة الغربية، بين جبهة فتح الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، إثر هجوم جديد للأخير في مزارع البويضة بغية تحقيق المزيد من التقدم وتوسيع رقعة سيطرته، حيث تترافق الاشتباكات مع قصف طائرات حربية ومروحية على المنطقة، بالإضافة إلى قصف صاروخي، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة»، في حين ألقى الطيران المروحي «المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مخيم خان الشيح ومحيطه بالغوطة الغربية، وسط سقوط عدة صواريخ يرجح أنها من نوع أرض- أرض على أماكن في المنطقة، كما تعرضت مناطق في مدينة دوما وأماكن أخرى في غوطة دمشق الشرقية، لقصف من الطائرات الحربية، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص وسقوط عدد من الجرحى بعضهم جراحهم خطرة، في مدينة دوما».
كما دارت «اشتباكات بشكل متقطع في محور حي جوبر عند أطراف العاصمة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط قصف من قوات النظام يستهدف المنطقة»، بحسب «المرصد». وأضاف لاحقاً أنه «ارتفع إلى نحو 15 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مخيم خان الشيح ومحيطه بالغوطة الغربية منذ صباح اليوم، وسط استمرار القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على المنطقة».
ويأتي هذا القصف المكثف خلال الأيام الثلاثة الفائتة بعد أن تمكنت قوات النظام من رصد كافة الطرق الواصلة بين بلدة خان الشيح وبقية ريف دمشق الغربي، حيث أتاحت السيطرة على تلال في المنطقة وتقدم قوات النظام في مواقع جديدة بمحيط مخيم خان الشيح، بسط قوات النظام سيطرتها النارية على مخيم خان الشيح، الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة والإسلامية، حيث بدأت العملية حينها بهجوم عنيف لقوات النظام سيطرت خلاله على كتيبة الدفاع الجوي وطرق واصلة إلى مخيم خان الشيح. وتابعت تقدمها إلى حين تمكنها من رصد الطرق كافة ومحاصرة خان الشيح والسيطرة النارية عليها. وتأتي محاولة السيطرة على بلدة خان الشيح بشكل فعلي، بعد تهجير آلاف المقاتلين وعائلاتهم من داريا ومعضمية الشام في الأسابيع الفائتة، ونقلهم إلى إدلب، وفقاً لاتفاقات بين قوات النظام والقائمين على المدينتين والفصائل العاملة فيها، لتوسع قوات النظام نطاق سيطرتها في غرب العاصمة، بحسب «المرصد».
موسكو تعلن «هدنة الفصل» في حلب
موسكو – رائد جبر
لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – أعلنت موسكو هدنة جديدة مدتها عشر ساعات غداً بمثابة «فرصة أخيرة» لإخراج المعارضين العسكريين والمدنيين من الأحياء الشرقية في حلب بالتزامن مع إعلان وصول مسلحين موالين لدمشق، إلى حلب استعداداً لـ «معركة الفصل»، في وقت رفض قيادي معارض الخروج من الأحياء المحاصرة وسط تجدد المعارك في مناطق غرب حلب التي تعرضت لغارات عنيفة. (للمزيد)
وأعلن الجيش الروسي «هدنة إنسانية» جديدة في حلب لمدة عشر ساعات الجمعة. وقال رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف إن بلاده «لم تعد تنتظر من واشنطن تنفيذ تعهداتها بفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين». وزاد: «بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة جميع المجموعات المسلحة، وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم»، محدداً مهلة لذلك تنتهي مساء الجمعة. واعتبرت أوساط عسكرية روسية الإعلان «فرصة أخيرة» للمسلحين لوقف هجماتهم الحالية ومغادرة المدينة.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه «سيُسمح لعناصر المعارضة بالخروج من المدينة سالمين بأسلحتهم بين الساعة التاسعة صباحاً والسابعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، من خلال ممرين أحدهما يتجه إلى الحدود مع تركيا والآخر إلى مدينة إدلب، وتعهدت بانسحاب القوات السورية من هذين الممرين. كما أشارت إلى وجود ستة ممرات إضافية ستكون مخصصة لعبور المدنيين الراغبين بمغادرة حلب.
وقال زكريا ملاحفجي من فصيل «فاستقم» المعارض إن الاقتراح الروسي «مرفوض على الإطلاق. مدينة حلب لن نسلمها للروس ولن نستسلم بالمطلق»، نافياً صحة كلام موسكو عن وجود ممرات إنسانية. وقال: «غير صحيح» وإن المدنيين والمقاتلين لا يريدون الخروج و «المرحلة الأولى من المعركة انتهت وستنطلق المرحلة الثانية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «طائرات حربية جددت قصفها على مناطق غرب حلب وسط استمرار المعارك بوتيرة مرتفعة في محور منيان بأطراف حلب الغربية». وجدَّدت «غرفة عمليات فتح حلب» في بيان «التزامها بتحييد المدنيين في شكل كامل خلال المعارك»، مؤكدة أن النظام «استخدم المدنيين دروعاً بشرية»، في وقت أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن موالين للنظام «هللوا» على صفحات مواقع إلكترونية للتواصل الاجتماعي بوصول قائد «صقور الصحراء» برفقة تعزيزات إلى حلب، مشيرة إلى قرب «بداية عملية عسكرية كبيرة ستشنها القوات النظامية والميليشيات تحت مسمى معركة الفصل».
وكان لافتاً أمس أن وكالة «سبوتنيك» الروسية أجرت مقابلة إعلامية مع اللواء جميل حسن قائد الاستخبارات الجوية «عارضاً رؤيته لتطورات الأزمة السورية وأحداثها الدامية، المستمرة منذ قرابة 6 سنوات». وقال إنه لو حسمت القيادة السورية في بداية 2011 كما فعلت في حماة «لما وصلنا إلى هنا»، متوقعاً أن تطول معركة حلب «لأن المدد سيستمر» إلى المعارضة، وأن الحل بخروج عناصر المعارضة إلى ريف حلب وإلى تركيا.
وأعلن الجيش التركي أن رئيس الأركان خلوصي أكار أجرى محادثات «بناءة» مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف حول حلب ومحاربة «داعش». وأضاف: «المواضيع التي تناولتها المحادثات كانت (التوصل إلى) تسوية في شأن الاشتباكات في سورية وتطبيع الوضع في حلب فضلاً عن مواصلة تطوير التنسيق بين الدولتين بهدف… إنهاء التهديد الذي يمثله داعش».
مشاورات أميركية – تركية حول السيطرة على الرقة
ميزوري (الولايات المتحدة)، بيروت – رويترز
قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس (الأربعاء)، أن الولايات المتحدة تواصل المشاورات مع حليفتها تركيا، في شأن الدور الذي ستقوم به في عملية السيطرة على مدينة الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية.
وتأتي تصريحات كارتر التي أدلى بها خلال مؤتمر صحافي، بعد أيام من قول تركيا أنها ترغب في أن تبدأ عملية الرقة بعد حملة استعادة الموصل واكتمال عمليات «درع الفرات». وأضاف كارتر: «سنواصل الحديث مع تركيا في شأن دورها في السيطرة في نهاية المطاف على الرقة، لكننا نمضي قدماً الآن في العملية وفقاً لخطتنا».
وكان كارتر أشار الأسبوع الماضي، الى أن واشنطن تتوقع أن تتداخل عملية الرقة مع المعركة الجارية لاستعادة الموصل من يد «داعش». وتابع وزير الدفاع الأميركي: «ننوي الذهاب إلى هناك قريباً بالقوة القادرة على عمل ذلك وتطويق مدينة الرقة… والسيطرة النهائية على الرقة… ونواصل الحديث مع تركيا في شأن ذلك وفي شأن دور محتمل لتركيا في ذلك في وقت لاحق».
وأوضح كارتر أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية سيتم إدراجهم كجزء من القوة لعزل المدينة السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم. وقال مسؤولون أميركيون في السابق، أن من المتوقع أن تكون قوات عربية هي القوات التي ستستعيد المدينة نفسها.
وتعتبر الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» حليفاً في قتالها ضد «داعش»، لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية بسبب صلتها بالمتشددين الأكراد الذين يشنون حملة مسلحة في تركيا منذ ثلاثة عقود.
من جهته، قال تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم جماعات مسلحة كردية وعربية ويتلقى الدعم من الولايات المتحدة، إنه يرفض أي مشاركة تركية في عملية استعادة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سيلو، إن «قوات سورية الديموقراطية هي القوة الوحيدة التي ستشارك في عملية تحرير الرقة»، وأضاف أنهم أبلغوا قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأنهم يرفضون الدور التركي في عملية تحرير الرقة.
موسكو تحدّد هدنة “الخروج” من حلب الشرقية بـ 10 ساعات غداً
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلن الجيش الروسي في بيان أمس “هدنة انسانية” جديدة في حلب بشمال سوريا لمدة عشر ساعات غداً، وقت تدور معارك متقطعة بين قوات النظام السوري التي تدعمها موسكو وفصائل المعارضة على اطراف المدينة.
وردت فصائل سورية معارضة تشارك في معارك حلب برفض المبادرة الروسية، مؤكدة انها “غير معنية” بهذا الاعلان “من جانب واحد”.
وصرّح رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف: “اتخذ قرار بارساء +هدنة انسانية+ في حلب في الرابع من تشرين الثاني من الساعة 9:00 الى الساعة 19:00” (من 7:00 الى 17:00 بتوقيت غرينيتش). وأوضح ان قرار الهدنة اتخذ بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين وبالتوافق مع دمشق.
وكانت روسيا أعلنت من جانب واحد “هدنة انسانية” لثلاثة أيام انتهت في 22 تشرين الاول لإجلاء جرحى أو مدنيين أو مقاتلين راغبين في الخروج من أحياء حلب الشرقية التي تحاصرها قوات النظام والتي تتعرض بانتظام لغارات مكثّفة للطيران السوري والروسي.
الا ان ثمانية ممرات فتحت لهذه الغاية ظلّت مقفرة، بسبب اشتباكات حصلت على أحدها في اليوم الاول، ومشاعر من عدم الثقة والخوف لدى السكان والمقاتلين المعارضين للنظام.
وقال غيراسيموف إن “كل الممرات الانسانية التي أقيمت في السابق ستواصل العمل للسماح بخروج مدنيين ومقاتلين”.
وأضاف: “بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الارهابيين، فاننا نتوجه مباشرة الى قادة جميع المجموعات المسلحة وندعوهم الى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم”.
رد المعارضة
وتعليقاً على الاعلان الروسي، رأى ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في “حركة نور الدين الزنكي”، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، أن “لا قيمة” لهذا الاعلان “من جانب واحد”، وقال: “لسنا معنيين به ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة”. ولفت الى ان “روسيا لم تلتزم كل المبادرات التي اطلقتها” والتي كان هدفها “التوظيف السياسي والاعلامي لتخفيف الضغط الدولي عنها بعد ارتكاب جرائم حرب في سوريا”.
وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا على هدنة في حلب في أيلول صمدت اسبوعاً وتبادل الطرفان الاتهامات باحباطها، إذ نددت واشنطن بعدم السماح بدخول المساعدات الانسانية الى الاحياء المحاصرة، بينما اعتبرت موسكو ان الاميركيين لم يفوا بوعودهم بتحديد مواقع الجهاديين في حلب وفصلها عن فصائل المعارضة الاخرى. فقد استثنى اتفاق الهدنة في حينه الجهاديين من “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقا) وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
لافروف
الى ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل زيارة رسمية لليونان بأن بلاده تريد تعاوناً “صادقاً” من أجل التوصل الى حل سياسي في سوريا “في أسرع وقت ممكن”.
وقال:”نأمل في ان يتوصل شركاؤنا الى النتائج الضرورية لنعمل جميعاً من أجل تعاون صادق … على أمل التوصل الى عملية سياسية تشارك فيها الحكومة والمعارضة”. وشدد على انه “يجب ان نتوصل الى اتفاق، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل”.
الا انه أبرز ضرورة ان تساعد واشنطن في تطبيق قرار مجلس الامن الصادر في تشرين الثاني 2015 والذي يندد بدعم المجموعات المتطرفة في سوريا. وأشار الى انه “عندما تبنينا القرار اتذكر كلمات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال +كل جهة تريد المشاركة في العملية (السياسية) عليها قطع علاقاتها مع الارهابيين+… لقد مضى عام تقريبا ولا نزال ننتظر تطبيق هذه الاقوال”.
ولاحظ أن “الولايات المتحدة قوة عظمى، لكن ذلك لا يعني ان الاخرين يجب ان يتصرفوا بناء على شروطها … اذا اتبعوا هذه السياسة فلن نتمكن من فعل أي شيء في العالم”.
الجيش التركي
وفي أنقرة أصدر الجيش التركي بياناً جاء فيه أن قائد القوات المسلحة الجنرال خلوصي آكار أجرى محادثات “بناءة” مع نظرائه الروس في شأن الوضع في مدينة حلب والقتال ضد “داعش”.
وزار آكار روسيا الثلثاء مع رئيس المخابرات للبحث في التعاون العسكري والتطورات الإقليمية.
وأوضح بيان الجيش التركي أن “المواضيع التي تناولتها المحادثات كانت (التوصل إلى) تسوية في شأن الاشتباكات في سوريا وتطبيع الوضع في حلب فضلا عن مواصلة تطوير التنسيق بين الدولتين من أجل إنهاء التهديد الذي يمثله داعش”. وقد “جرت المحادثات في جو بناء”.
قتيل من “القاعدة”
وفي واشنطن، كشفت وزارة الدفاع الاميركية ان عنصرا من “القاعدة” يرتبط بالقيادة العليا في التنظيم قتل الشهر الماضي في سوريا في غارة لطائرة من دون طيار.
وقال الناطق باسم الوزارة الكابتن جيف ديفيس ان الغارة التي نفذت في 17 تشرين الاول قرب مدينة ادلب بشمال غرب سوريا قتلت حيدر كيركان “الذي كان يعتزم التخطيط لهجمات على الغرب وشنها”.
وأضاف ان كيركان “كان عنصراً مخضرماً وخبيراً في القاعدة في سوريا، وكان يرتبط بعلاقات مع كبار قادة القاعدة بمن فيهم اسامة بن لادن نفسه وكان كبير مخططي الهجمات الارهابية الخارجية لتنظيم القاعدة في سوريا”.
قوات سوريا الديمقراطية تطلب مساعدات للاجئين العراقيين في مخيم الهول
حلب – د ب أ – ناشد الناطق الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية العميد طلال علي سلو، المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة للاجئين العراقيين الموجودين في مخيم الهول على الحدود السورية العراقية بأسرع وقت .
وقال سلو ، في مؤتمر صحافي عقد الخميس في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا ، إن ” اللاجئين العراقيين الموجودين على الحدود السورية العراقية يعانون من ظروف صعبة، والامكانات المتواضعة للإدارة الذاتية الديمقراطية لا تمكنهم من تقديم كافة متطلبات واحتياجات اللاجئين”.
وناشد سلو المنظمات الدولية بـ “تقديم المساعدة للاجئين بأسرع وقت وخاصة اننا على أبواب فصل الشتاء واللاجئون بحاجة إلى لباس ومأوى وطعام وهم بأمس الحاجة للمساعدة”.
ويتواجد آلاف من السوريين والعراقيين في مخيم الهول جنوب شرق محافظة الحسكة قرب الحدود السورية العراقية .
الى ذلك قالت مصادر خاصة في محافظة الحسكة إن حوالي 200 شخص عراقي يقيمون حالياً في منطقة رج صليبي قرب الحدود السورية العراقية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ، ويتم التدقيق في أوراقهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية .
وفي دمشق قال مصدر مسؤول في مكتب مفوضية اللاجئين التابع للأمم المتحدة، إن ” عدد العراقيين الذين وصلوا الى المخيم منذ انطلاق عملية تحرير الموصل بتاريخ 17 تشرين أول / اكتوبر الماضي ولغاية 25 منه 27 شخصاً ، ومنذ ذلك التاريخ لم يصل احد .”
وأشار إلى أن العراقيين يتوافدن الى المخيم منذ بداية شهر نيسان/ابريل الماضي حيث يبلغ عدد المتواجدين في المخيم من العراقيين 4600 ، كما وصل الى المخيم منذ شهر نيسان/ابريل الماضي 3500 نازح سوري من محافظة دير الزور بقي منهم حوالي 200 شخص حيث يقيم البعض منهم عدة ايام ثم يغادر.
وقال المصدر إن مفوضية اللاجئين انهت المرحلة الثانية من توسعة وتأهيل المخيم من بناء خيم وتأهيل البنية التحتية ويمكن أن يستقبل حالياً 30 الف شخص .
قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من من الولايات المتحدة ترفض أي دور تركي في عملية الرقة
بيروت- رويترز- قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم جماعات مسلحة كردية وعربية ويتلقى الدعم من الولايات المتحدة إنه يرفض أي مشاركة تركية في عملية استعادة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال طلال سيلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الوحيدة التي ستشارك في عملية تحرير الرقة. وأضاف أنهم أبلغوا قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأنهم يرفضون الدور التركي في عملية تحرير الرقة.
جبهة «فتح الشام» تعتقل مجموعة من المتطوعين أثناء حفل خيري للأطفال بحجة الدعوة إلى الإنحلال
يمنى الدمشقي
غازي عنتاب – «القدس العربي» : «جنة جنة جنة، جنة يا وطنا»، هي الأغنية التي ابتدأ بها السوريون ثورتهم حتى باتت عندهم رمزاً ثورياً، ولكن بعد خمس سنوات من عمر الثورة صارت بعض الكتائب والجماعات تضع قانوناً ودستوراً خاصاً بها، فعمدت إلى اعتقال كل من يخالفها وهذا ما حدث بالفعل في أحد مخيمات ريف اللاذقية، إذ قامت مجموعة من المتطوعين ويبلغ عددهم ستة أشخاص من أفراد «فريق ملهم التطوعي» بتوزيع الهدايا على الأطفال هناك ضمن فعالية أقيمت للأطفال لإدخال الفرحة على قلوبهم، لكنهم اعتقلوا أثناء الفعالية بتهمة تشغيل الموسيقا والأغاني.
وفي اتصال خاص مع «عاطف نعنوع» مدير فريق ملهم التطوعي قال: «أقام الفريق مجموعة من الكرنفالات والاحتفالات بمناسبة مرور سنة أخرى على تأسيس الفريق، وكانت هذه الفعاليات في مناطق الزعتري، وعرسال، وإدلب وريف اللاذقية، وانطلق ستة متطوعين إلى مخيم ريف اللاذقية لإقامة كرنفال، وتزامن ذلك مع تشغيل أغنية «جنة يا وطنا» الأمر الذي أثار غضب الشيخ المسؤول عن المخيم فبادر باتصال عاجل بالمسؤولين في حركة أحرار الشام، وعندما جاء المسؤولون في الحركة لم يبدوا أي اعتراض على هذه الفعاليات؛ لكنهم طالبوا بفصل الأطفال الذكور عن الإناث وهذا ما تم بالفعل، لكن ذلك لم يعجب مدير المخيم فاتصل بجبهة فتح الشام وأخبرهم أن هؤلاء المتطوعين يشغلون الموسيقى ويدعون للاختلاط فتم اعتقال جميع المنظمين على الفور».
وأضاف لـ «القدس العربي»: «فوجئنا جميعاً بقرار الاعتقال التعسفي بحق المتطوعين، فكيف يمكن لهم تلفيق دعوة للمتطوعين بأن هناك دعوة للاختلاط وجميع الحاضرين في الحفل هم من الأطفال، ثم إن أغنية جنة يا وطنا باتت رمزاً ثورياً لنا فكيف صنفت فجأة ضمن الأغاني التي قد تدعو إلى الانحلال».
وتابع عاطف: «أصدرت الهيئة الشرعية التابعة لجبهة فتح الشام قراراً باعتقال المنظمين وصدر الحكم فيهم بالسجن لمدة ستة أشهر، أو قد يتم الإفراج عنهم إذا دفعوا مبلغ 3000 دولار، وهذا ما تم بالفعل، حيث قام أحد الشباب بدفع كل ما لديه من قيمة المبلغ لهم، وصودرت الطائرة التي كانت تصور الكرنفال ومعها كاميرتان بقيمة ألفي دولار، وأفرج عن المنظمين بعد 24 ساعة، أي أن قيمة ما صودر تجاوزت خمسة آلاف دولار».
وعبر عن ألمه إذ أن هذه الأموال هي في الأصل من أموال اليتامى وسيضطر الفريق لقطع رواتب الأيتام في اللاذقية هذا الشهر، حيث أن ميزانية الفريق لا يمكن لها تغطية هذه الضريبة، ولا حتى عن طريق اقتطاعها من رواتب المتطوعين، فمجمل رواتب المتطوعين المتفرغين بشكل كامل هي 3900 دولار موزعة على 100 متطوع، وإذا ما تم اقتطاعها من رواتبهم قد يبقى البعض منهم بلا مأوى، لكنهم ومع ذلك يحاولون جاهدين تعويض هؤلاء الأيتام من حملات أخرى.
وعبر عاطف عن غضبه مما حصل قائلاً: «حاولنا كثيراً التكتم على ما حدث عسى أن يعودوا عن هذا التصرف لكنهم تجاهلوا كل ما حدث واستمروا على ما هم عليه، ونحن بدورنا خرجنا ضد الظلم وسنرفض هذه التصرفات اللا مسؤولة من أي جهة كانت، ولعل ما يثير غضبنا أكثر أن هذه الأموال بالأصل هي من حق الأيتام فكيف يمكن لمن يدعي حماية المظلومين وبناء الحرية والعدالة أن يأكل أموال اليتامى ظلماً».
بدورها لم تصدر حتى الآن جبهة تحرير الشام أي بيان يستنكر ما حدث أو على الأقل يصفه بالتصرفات الفردية، ولا زال متطوعو الفريق يرجون أن تتم محاسبة من تسبب بهذا الأمر وإعادة الأموال إلى أصحابها.
النظام السوري يواصل سياسة “الأرض المحروقة” بالغوطتين
ريان محمد
تواصل قوات النظام اتباع سياسة “الأرض المحروقة” في الغوطتين الغربية والشرقية، قاضمةً مناطق المعارضة يوماً بعد آخر، في ظل غياب الدعم والصمت الدولي، كما هي حال مخيم خان الشيح المحاصر في الغوطة الغربية، وانحصار مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وأفادت “غرفة عمليات مجاهدي الغوطة الغربية”، اليوم الخميس، بأنّ “الطيران الحربي نفّذ أربع غارات على محيط مخيم خان الشيح”، لافتة إلى أنّ “اشتباكات عنيفة تخوضها على محور التقي وسط قصف مدفعي عنيف”.
واستهدف الطيران الحربي، أمس الأربعاء، محيط ومزارع مخيم خان الشيح، وأسقط 26 برميلاً متفجراً.
وتضاربت الأنباء الواردة، ففي حين ذكرت مصادر معارضة أنّ “الفصائل المسلحة المعارضة شنّت اليوم، الخميس، هجوماً مضاداً استطاعت جراءه السيطرة على عدة نقاط كانت القوات النظامية قد سيطرت عليها يوم أمس؛ قالت وكالة “سانا” التابعة للنظام، إنّ “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استعادت منطقة جامع التقي ومحيطه شمال مزارع خان الشيخ بريف دمشق، بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم”.
وفي الغوطة الشرقية، قال الناشط الإعلامي عمر الشامي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي استهدف بعدة غارات مدينة دوما ومحيط إدارة المركبات في حرستا، كما استهدف الطيران الحربي الشيفونية وبلدة الريحانية، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات”.
من جهته، قال المتحدث باسم “هيئة أركان جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “الوضع الميداني على الجبهات الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية من الغوطة الشرقية، تشهد مناوشات متفرقة بعد سيطرة القوات النظامية والمليشيات الداعمة لها على منطقتي تل الصوان وتل كردي، في ظل استمرار القصف على بلدة الريحان الملاصقة للمنطقتين المذكورتين”.
وأضاف “أما الجبهة الشمالية، فقد حاولت مليشيات النظام اقتحامها من محورين، ومهدت لذلك بقصف مدفعي، جرت بعد ذلك اشتباكات عنيفة بين مجاهدي جيش الإسلام والمليشيات المقتحمة، قتل إثرها أكثر من 10 عناصر من القوة المقتحمة دون تحقيق أي تقدم”.
وعن دعوات توحيد جهود الفصائل في الغوطة الشرقية التي ازداد النداء لها من قبل ناشطين وقوى معارضة، قال بيرقدار “أول أمس، دعا المجلس العسكري لدمشق وريفها في الغوطة الشرقية، جميع الفصائل والفعاليات والمؤسسات والوجهاء والمجالس، إلى مؤتمر تحت مسمى (الغوطة إلى أين؟)، بغرض وضع الجميع تحت الأمر الواقع لما يحصل في الغوطة والخطر المحدق بها والخروج بقرارات حاسمة تضمن الحل الفوري وحل جميع الخلافات”.
وأضاف: “وجهت دعوة إلى جيش الإسلام كما بقية الفصائل، واستجابت قيادة الجيش للدعوة وأرسلت وفداً من قيادييها لحضور هذا المؤتمر، ولكن قبل وصولهم إلى مقر المؤتمر، أوقفهم حاجز لفيلق الرحمن أبلغهم بقرار منعهم من المرور. وبعد اتصالات مع أصحاب الدعوة، لم يستطع الوفد الوصول للمؤتمر، وبالتالي لم يكن لنا حضور فيه، فضلاً عن أن قيادة فيلق الرحمن لم تكن موجودة أصلا”.
ولفت إلى أنه “في نهاية المطاف لم يخرج المؤتمر بقرار أو حل، لأن الطرف الأول لم يحضر والطرف الثاني مُنع من الحضور، والأمور لا تزال معقدة حتى هذه اللحظة في ظل قضم قوات بشار الأسد لمناطق الغوطة شيئاً فشيئاً، وانفراده في جبهة محددة دون إشعال بقية الجبهات التي تشهد ركونا وركودا وسباتا منذ أكثر من ستة أشهر على التوالي”.
وتعاني الغوطة الشرقية من تشرذم قواها، إذ تتبادل الفصائل الاتهامات في مسؤولية التقدم المتواتر الذي تحققه قوات النظام، إضافة إلى الحصار الخانق المفروض على الغوطة، الأمر الذي يهدد بالتحاق الغوطة بداريا وغيرها من المناطق المهجرة.
“فتح الشام” تحاكم متطوعين في إدلب بتهم الاختلاط والغناء
لبنى سالم
أصدرت محكمة تابعة لجبهة “فتح الشام” في سلقين بريف مدينة إدلب، حكماً بحق 8 متطوعين في فريق “ملهم التطوعي”، يقضي بالسجن ودفع غرامات وصلت إلى 3 آلاف دولار أميركي، كما صادرت معدات خاصة بالفريق.
واعتقل عناصر من الجبهة المتطوعين أثناء إقامتهم حفلاً خيرياً لأطفال مخيم الدرية، وقادوهم إلى المحكمة التي وجهت لهم سلسلة من التهم منها “الاختلاط بين النساء والرجال، وتصوير النساء، والغناء”.
وجاء في قرار المحكمة أن الطائرة التي كانت تقوم بتصوير الاحتفال كانت تركز على أجساد النساء، وأنها طائرة مخصصة للعمل العسكري.
وأوضح مدير الفريق التطوعي، عاطف نعنوع: “قامت فتح الشام باعتقال المتطوعين بالجرم المشهود يوم الأربعاء الماضي، وهم يدخلون الفرحة إلى قلوب الأطفال في أحد المخيمات في الشمال السوري على أنغام الموسيقى، لم نعلن عن الموضوع حين تم الاعتقال، ولا حين نام المتطوعون بالمعتقل، كنا ننتظر أن يمر على خير. وقفنا سابقاً ضد الظلم وضد نظام ظالم أكثر بمليون مرة من أي جماعة بعد الثورة، لكننا لن نتوانى للحظة أن نقول الحق، ضد أي أحد”.
وأضاف “نعتذر من كافلي أيتامنا في ريف اللاذقية، لن يتم توزيع مبالغكم على الأيتام هذا الشهر لأن المحكمة أخلت سبيل متطوعينا مقابل 3000 دولار دفعناها مضطرين من المبلغ المخصص للأيتام”.
ويعد فريق “ملهم التطوعي” من أبرز الجمعيات الخيرية السورية التي تعمل على إغاثة المنكوبين السوريين في المخيمات، وتخصص أنشطتها للأطفال والأيتام والمرضى، وتشمل نشاطاته مخيمات النزوح في الداخل السوري إضافة إلى مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا ولبنان.
وتصاعدت مؤخراً أصوات السوريين الرافضين لسلطة الأمر الواقع التي تفرضها التنظيمات المعارضة المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، بحجة تطبيق الشريعة، كمنعها للنشاطات المدنية والتضييق على الصحافيين والحريات العامة فيما يخص اللباس والتدخين وتنقل النساء.
مقتل مدنيين في حلب… والمعارضة تصد هجوماً للنظام غرباً
عبد الرحمن خضر
بلغت حصيلة قتلى القصف الجوي للنظام السوري على مدينة حلب وريفها، أمس الأربعاء، ثمانية مدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فيما واصلت المعارضة المسلحة معاركها مع قوات النظام، جنوب وغرب المدينة، ومع مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، شمالاً.
وقال الناشط الإعلامي محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “ثلاثة أطفال وامرأة، قتلوا وأصيب آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء الأربعاء، بقصف بالبراميل المتفجرة لطائرات النظام المروحية، على بلدة القاسمية، الخاضعة لسيطرة المعارضة”، مشيراً إلى أنّ القصف أحدث دماراً كبيراً في ممتلكات المدنيين ومنازلهم.
وأفاد الحلبي بأنّ ثلاثة مدنيين آخرين بينهم طفل، قُتلوا بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف الطيران الحربي في بلدة تقاد القريبة، بينما قتل مدنيان بقصف جوي، استهدف بلدة أورم الكبرى، غربي حلب.
من جهة أخرى، صدّ مقاتلو المعارضة هجوماً لقوات النظام على قرية منيان، التي سيطرت عليها المعارضة، أخيراً، غربي حلب، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وجرح عدد من قوات النظام.
إلى ذلك، استعاد مقاتلو “درع الفرات” السيطرة على قرى المسعودية، وطنوزة، وثلاثينية، وبرعان، وبلدة أخترين الاستراتيجية، التي كان مقاتلو “داعش” قد سيطروا عليها منذ يومين، بعد معارك عنيفة، أدّت إلى سقوط قتلى في صفوف الطرفين.
ورفض “الجيش السوري الحر”، مساء الأربعاء، الخروج من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، واصفاً الهدنة الروسية التي أعلنت عنها موسكو، يوم الجمعة القادم، بـ”الخدعة”، وذلك في ردٍ له على طلب موسكو من مقاتلي المعارضة المتحصنين في مدينة حلب مغادرتها بحلول هذا الموعد.
مجلس الأمن يحذّر من انتقال “داعش” الموصل إلى سورية
نيويورك ــ العربي الجديد
حذّر مجلس الأمن الدولي، من انتقال مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق إلى سورية، في ظل معركة استعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم، معرباً عن دعمه جهود مواجهة “الأزمة الإنسانية” بالمدينة، من دون أن يشير إلى دعم العملية العسكرية.
وقال مجلس الأمن، مساء أمس الأربعاء، “لا نريد أن نرى عناصر تنظيم داعش وهم يغادرون الموصل متجهين إلى سورية” المجاورة للعراق. وأعرب عن “الدعم الكامل للجهود المنسقة بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية، في مواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن عملية تحرير الموصل”.
ودان “إخراج مسلحي داعش المدنيين من منازلهم في الموصل، واستخدامهم كدروع بشرية”، داعياً جميع الأطراف إلى اتخاذ كافة التدابير، “لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين في الموصل جراء العملية العسكرية”.
وناشد مجلس الأمن جميع الدول “المساهمة في التمويل الإنساني المطلوب لتغطية نفقات توفير المساعدات الإنسانية للنازحين من الموصل”.
بدوره، وصف مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد علي الحكيم، بيان مجلس الأمن بـ”القوي”. وقال الحكيم، في تصريحات للصحافيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إنّ “مجلس الأمن أظهر دعماً قوياً للجهود المبذولة من قبل العراق لتحرير الموصل من قبضة داعش”.
ورداً على سؤال، بشأن خلو بيان المجلس من أي عبارة تأييد للعملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية والمليشيات في تحرير الموصل، قال المندوب العراقي “نشعر بالرضا تجاه البيان، خصوصاً أنه أعرب عن دعمه الكامل لجهود الحكومة العراقية، وجهودنا تشمل الناحيتين العسكرية والإنسانية”.
تسجيل للبغدادي يدعو لمهاجمة السعودية وتركيا
في أول تسجيل له منذ نحو عام، أكد زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أبو بكر البغدادي، مواصلة القتال في مدينة الموصل، آخر معقل للتنظيم في العراق، معرباً عن ثقته بما سماه “النصر المكين”، داعياً عناصره إلى شنّ هجمات على السعودية وتركيا.
وقال في تسجيل صوتي، مدته نحو 32 دقيقة، بثته مؤسسة “الفرقان” التابعة للتنظيم، فجر اليوم الخميس، إنّ “هذه المعركة المستعرة والحرب الشاملة والجهاد الكبير الذي تخوضه دولة الإسلام اليوم، ما تزيدنا إلا إيماناً بأنّ ذلك كله ما هو إلا تقدمة للنصر المكين”.
ودعا عناصر “داعش” إلى مهاجمة السعودية، قائلاً إنّها تشارك عسكرياً في “محاربة أهل السنة في العراق والشام”، وكذلك مهاجمة تركيا التي اتهمها بالسعي إلى “تحقيق مصالحها وأطماعها في شمال العراق وأطراف الشام”.
وطالب البغدادي باستهداف قوات الأمن في السعودية، ومسؤولي الحكومة وأعضاء العائلة الحاكمة، ووسائل الإعلام، وقال “أعيدوا عليهم الكرة تلو الكرة”.
من جهةٍ أخرى، قلل من أهمية استهداف قادة التنظيم، وقال إنّ “الخلافة ما تعثرت” بمقتل بعض كبار القادة، وخص بالذكر أبو محمد العدناني وأبو محمد الفرقان، اللذين قتلا في وقت سابق هذا العام في ضربات جوية أميركية.
ويأتي التسجيل في وقتٍ تخوض القوات العراقية والمليشيات التابعة لها، وبدعمٍ من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، أطلقتها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
حلب: المعارضة تستأنف “كسر الحصار“
استأنفت المعارضة معركتها غربي حلب، ظهر الخميس، وباشرتها بتفجير سيارتين مفخختين في حي حلب الجديدة، بعدما توغلتا مسافة جيدة في الحي المحصن. وقالت المعارضة إنها تمكنت من نسف تحصينات المليشيات، وقتلت عدداً كبيراً منهم، من جنسيات عراقية ولبنانية وإيرانية. وأتبعت المعارضة تفجير السيارتين بتمهيد عنيف بالأسلحة الثقيلة، من صواريخ ومدفعية، على مواقع المليشيات في الحي.
ودخل مقاتلو المعارضة من غرفتي عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب” أطراف حي حلب الجديدة، و”مشروع 3 آلاف شقة” في الحمدانية، بعد كسر الدفاعات الأولى للمليشيات. وتدور معارك عنيفة بين الطرفين وحرب شوارع، الآن، وسط قصف متبادل. وأعلنت المعارضة أن “المرحلة الثانية” من معركة “كسر الحصار” قد بدأت، وتهدف إلى السيطرة على حيي حلب الجديدة وأجزاء من حي الحمدانية، التي ستؤمن لها فك الحصار، ووصولها إلى الأحياء الشرقية المحاصرة.
وكان النظام وحلفاؤه، قد نجحوا في وقف تقدم المعارضة غربي حلب، وتسلموا منها زمام المبادرة، وشنوا هجمات متواصلة برية وجوية لاستعادة مواقعهم التي خسروها بداية الأسبوع. وكان الهجوم الرابع والأعنف للمليشيات، الأربعاء، قد استهدف منطقتي منيان و”ضاحية الأسد”، لتدمرهما صواريخ ومدفعية المليشيات وغارات الطيران بشكل شبه كامل. ورغم ذلك، لم تتمكن مليشيات النظام من استعادة المنطقتين من قبضة المعارضة، التي بدت متمسكة بمكاسبها البرية، الأمر الذي كان له دور كبير في استئناف العمليات، الخميس.
وكانت المليشيات قد عززت من تواجدها العسكري في أطراف حلب الغربية من جديد، ونشرت مزيداً من القوات في جبهات الداخل تحسباً لأي هجوم يأتي من قبل المعارضة المحاصرة في الأحياء الشرقية. وكان نصيب أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والحمدانية وحلب الجديدة، هو الأكبر، من الدعم القادم من دمشق وحماة والساحل، والذي وصل حلب تباعاً خلال الأيام الثلاثة الماضية عبر طريق البادية.
وعلى الرغم من الهجمات المتكررة للمعارضة التي استهدفت أرتال التعزيزات التابعة لمليشيات النظام في البادية، إلا أنها لم توقفها. وانتشر ما يزيد عن ألفي عنصر جديد من “حركة النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني و”صقور الصحراء” و”القوات الخاصة” مدعومين بأسلحتهم وآلياتهم الثقيلة والمتوسطة في الجبهات الأكثر سخونة، والتي يتوقع النظام اشعالها في أي لحظة من قبل المعارضة.
وفي موازاة ذلك، أحرق الطيران الروسي الأطراف الغربية للمدينة، والتي أحرزت المعارضة تقدماً في محاور متعددة فيها. وتستهدف الغارات الروسية، الريف والضواحي القريبة، بالقنابل العنقودية والارتجاجية والصواريخ الفراغية، بأكثر من 200 غارة يومياً على مدى 24 ساعة. ويطال القصف المركز كلاً من المنصورة والراشدين و”البحوث العلمية” وسوق الجبس و”مشروع 1070 شقة” و”ضاحية الأسد” ومنيان ومعمل الكرتون وكفرنوران وكفرناها وخان العسل وجمعية الكهرباء وجمعية المهندسين و”الفوج 46″ وخان طومان وطريق حلب–دمشق. كما تواصل الطائرات من دون طيار، طلعاتها الجوية، واستهدافها المتواصل لتعزيزات المعارضة غربي حلب.
وأثّر القصف الروسي بشكل كبير على المعارضة، وأعاق تحضيراتها في مفاصل متعددة خلال اليومين الأخيرين، كما تسبب القصف الروسي بوقوع مجازر بحق المدنيين آخرها في بلدة ميزناز في ريف حلب الغربي قرب كفرنوران، بعد استهداف منازل يقطنها مدنيون بعد متصف ليل الأربعاء/الخميس، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص.
ويواصل الطيران المروحي التابع للنظام، شن هجماته الكيماوية غربي حلب، ملقياً المزيد من براميل الكلور والغازات السامة المتفجرة. واستهدف القصف ليل الأربعاء، جمعية الكهرباء بالقرب من خان العسل، بعدد من البراميل أدت لحدوث حالات اختناق في صفوف المدنيين.
وعادة ما يكثّفُ النظام القصف بالغازات السامة، بعيد منتصف الليل، مراعياً حركة الرياح واتجاهها، لتفادي وصولها مرة أخرى إلى الأحياء التي تخضع لسيطرته في حلب الغربية.
وتزامن حشد مليشيات النظام مع إعلان روسيا هدنة جديدة تهدف إلى إخراج السكان المدنيين والعسكريين من حلب الشرقية المحاصرة. وقد وجه النظام وروسيا دعوات متكررة خلال الـ24 ساعة الماضية للمُحاصرين بوجوب الاستسلام والخروج، عبر رسائل نصية على الهواتف الخليوية، ومنشورات ورقية ألقتها الطائرات.
المتحدث باسم “حركة نور الدين زنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ”المدن”، إن هجوم المعارضة الجديد، الخميس، هو “ردنا على الهدنة الروسية الكاذبة، والتي كان من المقرر أن تبدأ الجمعة. فالروس لم يوقفوا غاراتهم على حلب، وهم يخدعون المجتمع الدولي باستمرار، فحصار حلب لن يكسره إلا القتال، والمعركة مستمرة حتى تحقيق أهدافها”.
وأضاف عبدالسلام أن “روسيا تحاول المراوغة برعاية الهدن الوهمية وهي طرف أساسي في المعارك وفي قتل الشعب السوري”. فالقوات الروسية موجودة على أرض حلب وقد عززت وجود الضباط وحتى الجنود في الآونة الاخيرة، وتحاول استيعاب وامتصاص معركة فك الحصار بالهدن. و”تستعرض روسيا قواتها وأساطيلها الخارجة عن الخدمة في البحر المتوسط، وأغلب البوارج الروسية هي اضحوكة الصناعات العسكرية ولا تصلح حتى للعرض وهي للضغط النفسي فقط”. ولكن الطيران الروسي مستمر في غاراته، و”ربما روسيا سوف تزيد طلعات الطيران بالفترة القادمة لكن ذلك لا يعني تراجع لنا على الجبهات أو في خطط معاركنا، فنحن نتوقع أي شيء من دولة محتلة مجرمة”.
ريف حلب الشرقي: “الحر” يمتص هجوم “داعش“
عدنان الحسين
بدأت فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”، بعد نكسة منيت بها في اليومين الماضيين، توسيع عمليتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأطلقت المعارضة، الخميس، هجوماً كبيراً، من محوري الغندورة ومحور قرى اخترين ومحيطها، تمكنت من خلاله السيطرة على معظم القرى والبلدات التي تقدم إليها التنظيم.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد سيطر الثلاثاء، في عملية تسلل مباغتة، على قرى برعان وطنوزة وثلثانة وعبلة ودوير الهوى والغوز وحومد والباروزة وقعر كلبين وطوسين وكسار أول، مستغلاً سوء الأحوال الجوية وطول خط الجبهة التي تتحرك فيها قوات المعارضة.
وتابع التنظيم هجومه، الأربعاء، وسيطر على قرية المسعودية وأجزاء من ناحية أخترين. إلا أن سيطرته لم تدم طويلاً، إذ شنّ مقاتلو الجيش الحر هجوماً معاكساً، الأربعاء، وسيطروا على اخترين بشكل كامل وقرى المسعودية وطنوزة وثلاثينة وبرعان جنوبي ناحية الراعي، وتمكنوا من قتل 14 عنصراً للتنظيم وأسر اثنين.
هجوم التنظيم على المعارضة سبقه هجوم عنيف لـ”قوات سوريا الديموقراطية” على مواقع الجيش الحر من محور مدينتي أعزاز ومارع. ونفذت “قسد” عمليات تسلل وسيطرت على نقاط تمكن الجيش الحر من استعادتها جميعاً.
ويعتبر هجوم التنظيم على مواقع المعارضة، هو الأكبر من نوعه، منذ بدأت عمليات “درع الفرات” منذ شهرين. وأوضحت نتائج الهجوم والعملية المعاكسة، قدرة الجيش الحر على امتصاص قوة التنظيم، ومعاودته السيطرة على القرى بهجمات معاكسة.
وتشير محاور هجمات التنظيم، الثلاثاء والأربعاء، عن نيته العودة مرة أخرى باتجاه بلدة دابق في ريف حلب الشرقي، والتي كان قد خسرها في وقت سابق.
التطورات العسكرية شمالي حلب، وهجوم التنظيم المفاجئ على مواقع سيطرة الجيش الحر، أعطيا “قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” قوتها الرئيسية، الأفضلية لها للوصول إلى مدينة الباب. ويأتي ذلك بعد سيطرتها بالاشتراك مع مليشيات النظام على قرى المسلمية وتل شعير و”مدرسة المشاة” بعد انسحاب “داعش” منها. وباتت “قسد” على مسافة 20 كيلومتراً من الباب، التي تشكل الهدف الرئيس لعملية “درع الفرات”.
بعض فصائل المعارضة أشارت إلى أن التعاون الاستخباراتي والعسكري بين “قسد” و”داعش” قائم منذ نشأة “الدولة الإسلامية”، برعاية من النظام. فتسليم “داعش” لمساحات شاسعة لـ”قسد” من دون قتال، وتركيز هجماته على الجيش الحر، في ذات المناطق، أكبر دليل على ذلك.
وقال القيادي في “فيلق الشام” المنضوي في “درع الفرات” عبد الإله طلاس، لـ”المدن”، إن التنسيق بين “قسد” و”داعش” بات واضحاً بعد تسليم “داعش” لمدرسة المشاة وتل شعير والمسلمية إلى “قسد”. كما أن الطرفين شنّا هجوماً متزامناً على مواقع الجيش الحر، “قسد” من محور إعزاز-مارع، و”داعش” من محور أخترين-الراعي. وأوضح طلاس أن فصائل “درع الفرات” رفعت جاهزيتها القصوى للتصدي للتنظيم، كما تمكنت في أول هجوم معاكس من استعادة السيطرة على خمس قرى. وأشار إلى أن السيطرة على مدينة الباب، أمر حسم النقاش فيه، فلن تتوقف قوات الجيش الحر حتى السيطرة عليها.
وعقب الهجوم العسكري لـ”داعش” على المعارضة المدعومة من تركيا، في ريف حلب الشمالي، صدرت كلمة صوتية لزعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، أعلن فيها أن تركيا هي هدف لمقاتلي التنظيم بعد مشاركتها في الهجوم على “الدولة”. وطالب البغدادي، ولأول مرة، مقاتليه بضرب تركيا “العلمانية المرتدة”، وأضاف البغدادي: “لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله وأغزوها وأجعلوا أمنها فزعاً ورخائها هلعاً، ثم ادرجوها في منطقة صراعكم الملتهبة”.
وقوبلت تصريحات البغدادي، بتعزيزات ضخمة للجيش التركي، وصلت لولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا. كما نفذ الطيران الحربي التركي في إطار عملية “درع الفرات” قصفاً لأكثر من 100 هدف لمواقع التنظيم، و4 أهداف لـ”العمال الكردستاني”، وأعلنت “الأركان التركية” مقتل 22 مقاتلاً من “داعش”.
وتخوض تركيا صراعاً مزدوجاً مع “الدولة الإسلامية” وحزب “العمال الكردستاني” على حدودها الجنوبية، في سوريا والعراق، وتحاول منع حزب “الاتحاد الديموقراطي” المدعوم أميركياً، والذي يعد الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني” من إقامة كيان في الشمال السوري. وفي ذات الوقت، تحاول تركيا إبعاد “الدولة الإسلامية” عن حدودها الجنوبية، عبر دعم فصائل الجيش الحر السوري للوصول إلى مدينة الباب، ومن ثم الانتقال إلى الرقة عاصمة التنظيم في سوريا. كما تشارك تركيا في عملية استعادة الموصل من “داعش”، وتدعم في ذلك فصائل إسلامية سنية معتدلة، والبشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، وسط تخوفها من مشاركة مليشيا “الحشد الشعبي” من دخول تلعفر ذات الغالبية التركمانية.
إعلان البغدادي للحرب على تركيا، من دون ذكره روسيا أو إيران، أو حتى مليشيات “قسد”، يطرح تساؤلات عن أعداء التنظيم الحقيقيين، وكذلك عن استراتيجية التنظيم المستقبلية في ظل اقتراب “قسد” من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
ويرى البعض، أن تدخل تركيا ودعمها للجيش الحر في وجه “داعش” و”قسد”، قد يزيد احتمال تعرضها لهجمات إرهابية على أراضيها، فيما قد يكون أيضاً رسائل إقليمية ودولية، لتحجيم الدور التركي. فهزائم “داعش” و”قسد” المتلاحقة، واحباط مشاريعهما في الشمال السوري، قد يدفعهما لتنفيذ ضربات وتفجيرات انتحارية على الأراضي التركية، الأمر الذي قد تستجيب له تركيا، بمزيد من الانخراط في الأعمال العسكرية، في الشمالين؛ السوري والعراقي.
“جيش الفتح” إلى حلب.. فماذا عن جبهة الساحل؟
توجه العشرات من عناصر “جيش الفتح” من ريف اللاذقية إلى مدينة حلب للمشاركة في “ملحمة حلب الكبرى” التي أطلقت قبل ثلاثة أيام. وقد لا يكون عدد المقاتلين المنتقلين بين الجبهات كبيراً، نظراً لمحدودية تواجد “أحرار الشام” و”جبهة فتح الشام” في الساحل.
وتشير الأرقام إلى أن ما لا يزيد من 5 في المئة فقط من “جيش الفتح” يتمركزون على جبهة الساحل، بينما يعتبر تواجدهم الأكبر في محافظات إدلب وحماة وحلب. غير أن هذا العدد المحدود يساهم بفعالية في معارك الساحل ويتولى الدفاع عن مواقع متعددة في جبل الأكراد خصوصاً.
وتشارك القوة التي توجهت من الساحل إلى حلب، في معارك “كسر الحصار” كنسق ثان، بسبب عدم معرفتها بطبيعة المنطقة، وعدم خبرتها في معارك الشوارع والمدن، وهي التي اعتادت واتقنت معارك الجبال والغابات.
القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية” أبو المجد الجسري، قال لـ”المدن”، إن عناصر “جيش الفتح” الذين توجهوا من ريف اللاذقية إلى حلب، رغم أنهم في النسق الثاني، يقومون بدور مهم في “ملحمة حلب الكبرى”، ويتولون عمليات التمشيط والتطهير عند تقدم النسق الأول ودخوله إلى مناطق جديدة، كما يقومون بدور الإسناد الناري البعيد بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وعن انعكاس نقل بعض عناصر “جيش الفتح” إلى حلب على وضع جبهة الساحل، أشار القيادي إلى أن ذلك لن يؤثر بتاتاً على وضع الجبهة، وهناك من العناصر ما يكفي لتغطية الحالة الدفاعية، “نظراً لأننا لم نسحب السلاح المتوسط والثقيل الذي بقي في حوزة من تبقى من مجاهدينا في ريف اللاذقية”.
وتحدث الجسري عن نية “جيش الفتح” وبقية الفصائل المقاتلة في ريف اللاذقية القيام بعمل عسكري كبير لاستعادة السيطرة على المناطق والمواقع التي استولت عليها قوات النظام، الشتاء الماضي، بدعم من سلاح الجو الروسي، ولكنه لم يحدد موعداً لذلك.
ويقاتل في جبهة الساحل مجموعة فصائل معارضة، على رأسها “الفرقة الأولى الساحلية” وهي الأكثر انتشارا وقوة، و”الفرقة الثانية الساحلية” وهي تشكيل جديد ينمو بسرعة، وهذان التشكيلان يشكلان عماد الجيش الحر في ريف اللاذقية. كما توجد فصائل تتبع لـ”جيش الفتح” ومنها “جبهة فتح الشام” و”أحرار الشام”، و”أجناد الشام” التي غالبية عناصرها من التركستان، وهي جيدة التسليح ولكن عدد أفرادها غير كبير. كما توجد فصائل أخرى مثل “فيلق الشام” و”جيش الإسلام” وهي أقل عدداً وقوة. ويعمل في جبهة جبل التركمان فصيل “أنصار الشام” وفصائل أخرى صغيرة.
ورغم أن جميع الفصائل تعمل في غرفة عمليات واحدة عند تنفيذ هجمات على مواقع النظام، إلا أنهم أخفقوا في آخر معركتين. ويذكر أن الفصائل الإسلامية تزيد عدد عناصرها عند المعارك من خلال استقدامهم من جبهات أخرى، بينما ينحصر عمل الفرقتين “الأولى” و”الثانية” في ريف اللاذقية وسهل الغاب مع مشاركة محدودة في معارك المناطق الأخرى.
وتتصاعد في ريف اللاذقية دعوات لفتح الجبهة نصرة لـ”ملحمة حلب الكبرى”، ومشاغلة قوات النظام، لمنعها من نقل تعزيزات من الساحل إلى حلب. ولكن إمكانية ذلك تبدو محدودة في هذا الوقت لعدم الاستعداد الكافي لفتح معركة جديدة تخشى الفصائل أن يكون مصيرها كمعركتي اليرموك وعاشوراء اللتين لم تحققا أهدافهما.
وألمح القيادي في “جبهة فتح الشام” أبو محمد الجزراوي، لـ”المدن”، إلى احتمال إحداث مفاجأة كبيرة على جبهة الساحل في ظل انشغال قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبها بمعارك حلب، وتفرغ الطيران للقصف هناك. وأشار الجزراوي إلى أن حالة الطقس “قد تكون عاملاً مساعداً لنا، علينا استثماره”.
وقال الجزراوي إن عملية انتقال “جيش الفتح” من جبهة إلى أخرى تتم بسرعة كبيرة، ولا مشكلة يمكن أن تعيق أي عمل عسكري نظراً لاكتساب المقاتلين خبرة “معقولة بالقتال في مختلف المعطيات الجغرافية والظروف الجوية”.
ولم يُحدث انتقال عناصر “جيش الفتح” إلى حلب خللاً في منظومة الدفاع البري المعتمدة على جبهة الساحل، ولا تزال نقاط تموضع الفصائل المكونة له قوية تتناوب على شغلها القوات المتبقية، ولم تلحظ الفصائل الأخرى العاملة على الجبهة إي اختلاف أو ثغرة خلّفها هذا الانتقال.
ورغم إشارة القيادي في “الفرقة الأولى الساحلية” أبو الفاروق الحفاوي، إلى عدم تنسيق “جيش الفتح” مع بقية الفصائل في مسألة سحب بعض عناصره إلى حلب، غير أنه أشاد بحالة الانضباط والالتزام لبقية مقاتليه على الجبهة، وهو “أمر جعلنا نستبعد انتقال البعض إلى حلب، ولولا حديثنا مع قادة الجيش وإعلامهم لنا بالأمر ما كنا عرفنا به”.
المدنيون عالقون ما بين مناطق النظام والمعارضة
معارك تحمل طابع التوازن العسكري في حلب
بهية مارديني من لندن
تستمر المعارك الطاحنة التي تشهدها مدينة حلب وريفها إلى درجة أن الأمم المتحدة قررت نقل مكاتبها من حلب إلى العاصمة دمشق إثر تعرّض تلك المكاتب للقصف تزامنًا مع تسريبات بوصول دفعات جديدة من صواريخ غراد إلى الفصائل المعارضة.
إيلاف من لندن: قال منذر آقبيق الناطق الرسمي لتيار الغد السوري، ردًا على سؤال حول رأيه بما يجري حاليًا في حلب وتطورات الأوضاع هناك: “إن المعارك مازالت تحمل طابع التوازن العسكري، حيث يتقدم النظام لفترة، ثم يتقدم الثوار لفترة، وإن كان تقدم النظام وحلفائه أكبر منذ بدء التدخل الروسي العسكري المباشر قبل ثلاثة عشر شهرًا، لكن ليس لدرجة يمكن معها توقع الحسم النهائي لمصلحتهم”.
تحت الضغط الدولي
وأوضح في تصريحات خاصة لـ”إيلاف” أنه “من المعروف أن المقاومة عندما تكون ذات طابع شعبي ومجتمعي، فإنه من شبه المستحيل القضاء عليها، رغم التفوق الناري، الذي يبدو واضحًا لمصلحة النظام وحلفائه، خصوصًا سلاح الجو. لكن هذا الأخير يتسبب في خسائر هائلة ضمن الحاضنة الاجتماعية للثوار، والتي يبدو أنها مقصودة ضمن تكتيكات العقاب الجماعي التي يتبعها نظام الأسد منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة”.
أما عن سبب توقف الروس عن القصف في حلب، فأشار إلى “أننا فقط قلنا سابقًا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ولا نعلم أسبابها على وجه الدقة، ومن المرجح أن تكون بسبب الضغط السياسي والدبلوماسي الغربي، وخاصة أوروبيًا، ومعهم مجموعة كبيرة من المجتمع الدولي، ظهر ثقلها خلال جلسات مجلس الأمن الاخيرة. وقد يكون أيضًا كما قال الكريملين إنه غير مفيد، خصوصًا مع فشل قوات النظام وميليشيات إيران التقدم على الأرض رغم استمرار القصف لأسابيع، ومع رفض أهالي حلب مغادرتها”.
لتثبيت الهدنة
وأكد آقبيق أنه “يجب التنبيه إلى أن هذا التوقف مازال هشًا وموقتًا، ومن الممكن استئنافه في أي لحظة، لذلك فإن المعارضة عليها أن تتخذ خطوات سياسية من شأنها محاولة تثبيته، مثل الإعلان عن استعدادها للانفصال عن جبهة النصرة “فتح الشام”، وهو المطلب الروسي الرئيس، وكذلك استعدادها لوقف الأعمال العدائية والعودة إلى المفاوضات السياسية، طبعًا بشرط التزام إيران أيضًا بسحب “إرهابييها”… بدءًا من حزب الله اللبناني إلى الميليشيات العراقية والأفغانية وحرسها الثوري، واستعداد الأسد للتعاون في موضوع الانتقال السياسي الذي مازال يرفضه”.
لكن لمحمد برو مدير مركز صدى للأبحاث واستطلاع الرأي رأي مخالف لرأي آقبيق، وهو لا يرى أن الضغوط الأوروبية تجدي نفعًا، بل إن الأمر تفاهمات ثنائية بين أنقرة وموسكو، فقد قال في تصريح مماثل إنه “من الواضح أن ما يجري في حلب هو نتيجة اكتشاف الروس أنهم عاجزون عن الحسم العسكري مع كل المجازر التي يرتكبونها يوميًا”.
سلاح الوحدة
واعتبر أن “هذا قاد إلى تسهيل نوعًا من التفاهم التركي الروسي، الذي يهدف إلى عرقلة المشروع الأميركي في الشمال السوري الذي سيفضي إلى تسليم القطاع الأوسع من الشمال إلى تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (الامتداد السوري لمنظمة بي كي كي) وهذا يفسر توقف القصف الروسي على مدينة حلب”.
وقال إن المهم “في هذا الوضع توحد أكبر عدد من الفصائل المقاتلة في حلب، وهذا بالتأكيد يعزز قوة المعارضة، ويفشل المقترحات الروسية السابقة في إخراج المعارضة من حلب”.
أضاف “القتال الآن يدور بين قوات النظام والميليشيات التي تقاتل معه بدون أي غطاء جوي روسي وبين قوات المعارضة وبوضعية تسمح بتقدم طفيف للمعارضة على حساب النظام، وهذا يمهد لوضع أكثر توازنًا في القوى، الأمر الذي يفضي إلى مناخ ملائم للتفاوض ولكسر الحلقة المعيبة”.
يعيش نشوة الانتصار ويؤكد: أنا باقٍ حتى 2021
مراسلة نيويورك تايمز تتحدث عن لقاء سريالي بالأسد
مروان شلالا من بيروت
تتحدث صحافية في نيويورك تايمز عن لقاء “سوريالي” مع رئيس النظام السوري، الذي يعتقد أنه “انتصر في الحرب”، ويتصرف وكأنه يمسك بسوريا بقوة.
إيلاف من بيروت: كانت آن برنارد، مراسلة “نيويورك تايمز” بين صحافيين غربيين التقاهم رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق أخيرًا، فعادت إلى صحيفتها، لتكتب مشاهداتها في هذا اللقاء، الذي حاول فيه الأسد أن يظهر نفسه رجلًا يمسك بتلابيب بلاده بقوة شديدة.
فعلى الرغم من أن مئات الآلاف من المدنيين السوريين محاصرون وجائعون، يجلس الأسد في قصره آمنًا مطمئنًا، ما دام فوّض أمره وأمر حربه الضروس لروسيا وإيران وحزب الله اللبناني، وهي الأطراف التي زاد نفوذها، فأزعجت مناصري الأسد.
قالت برنارد إن الأسد كان مليئًا بالمودة، إذ رافق صحافيين أميركيين وبريطانيين إلى غرفة جلوس أنيقة، “مدّعيًا أمامهم بكل ثقة أن نسيج سوريا الاجتماعي متماسك اليوم أفضل مما كان قبل اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام، وكأن السوريين لم يتركوا منازلهم مرغمين، أو كأن زهاء نصف مليون سوري لم يلقوا حتفهم في معارك عنيفة يرفض الأسد تحمل قسطه من المسؤولية عنها، ملقيًا اللوم والاتهام على الولايات المتحدة والجماعات الإسلامية”.
يعتقد أنه انتصر
نظر الأسد إلى الصحافيين، وبحلق في وجوه بعضهم، وقال: “لست سوى العنوان العريض، أو الرئيس الشرير الذي يقتل مواطنيه الطيبين… طبعًا تعرفون هذه الرواية جيدًا. لكن السبب الحقيقي هو أن حكومتنا لا تناسب معايير الولايات المتحدة وتريد إطاحتها”.
تصف برنارد الاجتماع هذا بأنه “أول اجتماع سوريالي تحضره بعد سنوات من الكتابة عن حرب ضروس حولت مدن سوريا الرئيسة ركامًا… أمام الأسد الذي يبدو في مهمة لإقناع الحكومات الغربية بأنها ارتكبت خطأ فادحًا بدعمها خصومه، وأنه في مأمن من كل خطر في موقعه… فهو حارس السيادة السورية”.
تستمع برنارد إلى الأسد متفلسفًا يتحدث عن حق كل سوري في أن يكون مواطنًا حقيقيًا بكل ما للكلمة من معنى، ويعد بحقبة جديدة من الانفتاح والحوار في سوريا، ويعلن أنه بدأ التفكير في تحديث طريقة تفكير السوريين بعد حرب “يعتقد” أن قواته ستنتصر فيها، مستبعدًا أي تغييرات سياسية قبل تحقيق النصر، ومعربًا عن نيته البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته الثالثة في 2021… في أقل تقدير.
حرب مفبركة!
تقول برنارد: “في الوقت الذي يحاول فيه الأسد ودائرته المقربة هذا الخط الجديد من الانفتاح في شأن الوضع في سوريا، شددوا موقفهم حيال أي تسويات مع الخصوم المحليين والدوليين، وهم مقتنعون بأن الولايات المتحدة تدعم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، ويعتبرون الإدعاءات بارتكاب جرائم حرب مسيّسة أو مفبركة أو كليهما، فعلى الرغم من أن آلاف السوريين قتلوا على يد “الإرهابيين”، فلا أحد يتحدث عن جرائم حرب نفذها خصومه”.
أضاف الأسد: “على الرغم من أن دعمًا كبيرًا يأتيه من أشخاص قد يكرهون سياساته أو سياسة حزب البعث الذي يتزعمه، فإنهم يخشون من أن يكون البديل هو حكم المتشددين الإسلاميين أو انهيار الدولة. لقد أدركوا قيمة الدولة، لكن هذا الدعم قد ينحسر إذا انتهت الحرب، فلهذا تقربوا منا، لا لأنهم غيّروا سياستهم”.
ميركل تتهم النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقالت إنه ليس من الممكن تجاهلها.
وأضافت ميركل أثناء تسلمها جائزة سول للسلام بالعاصمة الألمانية برلين أن العديد من منظمات حقوق الإنسان والدول الغربية اتهمت الجيش السوري باستهداف المستشفيات والمخابز والمناطق الآهلة بالسكان.
وقالت إن “استخدام البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة أمر لا يمكن تجاهله”، موضحة أنه يجري تجويع المجتمع المدني واستهداف المؤسسات الصحية وقتل الأطباء وتدمير المستشفيات, كما أن قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من القصف.
وسبق أن اتهمت جماعات لحقوق الإنسان ودول غربية الجيش السوري الذي يدعمه سلاح الجو الروسي باستهداف مستشفيات ومخابز وغيرها من المناطق المدنية أثناء قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة ومنها شرق حلب شمال سوريا.
وقالت متحدثة باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الثلاثاء إن جميع أطراف القتال في مدينة حلب ربما يرتكبون جرائم حرب من خلال هجمات عشوائية في مناطق يسكنها المدنيون.
وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أواخر الشهر الماضي إنه سيحدد هوية مرتكبي جرائم حرب في حلب، وإنه فتح تحقيقا خاصا في استخدام التجويع والضربات الجوية هناك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
معركة الرقة قريباً.. وواشنطن تناقش دور تركيا
فورت ليونارد وود (ميزوري) – رويترز
أكد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الأربعاء، أن خطة تطويق الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” في سوريا ستتم قريباً بالقوات المتاحة وإن المحادثات مستمرة مع تركيا بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه “في وقت لاحق”.
وقال كارتر في مؤتمر صحافي: “ننوي الذهاب إلى هناك قريباً بالقوة القادرة على عمل ذلك وتطويق مدينة الرقة.. السيطرة النهائية على الرقة.. ونواصل الحديث مع تركيا بشأن ذلك وبشأن دور محتمل لتركيا في ذلك في وقت لاحق”.
وتأتي تصريحات كارتر بعد أيام من قول تركيا إنها ترغب في أن تبدأ عملية الرقة بعد حملة استعادة الموصل واكتمال عمليات درع الفرات.
وكان كارتر قال الأسبوع الماضي إن واشنطن تتوقع أن تتداخل عملية الرقة مع المعركة الجارية لاستعادة الموصل من يد تنظيم “داعش”. وأوضح أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية سيتم إدراجهم كجزء من القوة لعزل المدينة السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”.
في حين قال مسؤولون أميركيون في السابق إنه من المتوقع أن تكون قوات عربية هي القوات التي ستستعيد المدينة نفسها.
البنتاغون: مقتل “حيدر كيركان” القيادي في القاعدة
الحدث.نت
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مقتل القيادي في تنظيم القاعدة، حيدر كيركان، في غارة للتحالف في سوريا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيس، إن كيركان قتل في غارة لطائرة من دون طيار يوم 17 من أكتوبر في شمال غربي سوريا.
وكان كيركان، بحسب البنتاغون، المسؤول الأكبر في تنظيم القاعدة في سوريا ومكلفا بالتخطيط والإعداد لتنفيذ هجمات إرهابية خارجية ضد الدول الغربية، كما كان بإمكانه التواصل مع كبار القيادات في التنظيم، بما في ذلك الفترة التي قضاها مع أسامة بن لادن نفسه.
انهيار دفاعات الجيش السوري بحي حلب الجديدة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”، الخميس، بانهيار دفاعات القوات الحكومية السورية في حي حلب الجديدة، بالتزامن مع إطلاق المعارضة المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.
وتمكنت فصائل المعارضة المسلحة من كسر الخطوط الدفاعية الأولى للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حي حلب الجديدة، وسط انسحاب للميليشيات الإيرانية والقوات الحكومية.
وتزامن ذلك مع بدء التمهيد المدفعي على مواقع القوات الحكومية في مشروع 3000 شقة غرب حلب، استعدادا لاقتحامها.
وأكدت مصادر ميدانية لـ”سكاي نيوز عربية” بدء عملية اقتحام حي حلب الجديدة، من عدة محاور، وسط تقدم للمقاتلين، بعد نسف أهم مركزين للقوات الحكومية وميليشياتها في المنطقة.
وقصفت فصائل المعارضة مواقع القوات الحكومية وميليشياتها في ريف حلب الغربي، مما أسفر عن عشرات القتلى.
وبحسب مصادر عسكرية فإن هدف المعركة السيطرة على حي حلب الجديدة، وإحكام الحصار على أكبر معاقل قوات الحكومة في الأكاديمية العسكرية والسيطرة عليها، والدخول بعدها لأحياء حلب الشرقية وفك الحصار عنهم.
وتتربع المنطقة المستهدفة على تلة استراتيجية في حي الحمدانية بين حلب الجديدة من الشمال، ومشروع 3000 شقة من الجنوب، وضاحية الأسد من الغرب.
وكانت روسيا طلبت، الأربعاء، من مقاتلي المعارضة المتحصنين في مدينة حلب مغادرتها، بحلول مساء الجمعة المقبلة، مشيرة إلى أنها ستمدد وقفا للضربات الجوية في المدينة.
المعارضة السورية تتحدث عن تحضير النظام وروسيا لهجوم “كبير” على حلب
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
AleppoScuuudروما ـ رجّحت مصادر في المعارضة السوري أن يشن النظام السوري وروسيا عملية عسكرية واسعة النطاق على مدينة حلب وريفها الشمالي خلال الـ48 ساعة المقبلة، وأشارت إلى أن النظام والإيرانيين يحشدون قوات رديفة من المليشيات العراقية خصوصاً حول المدينة وينقلون أسلحة تمهيداً لما وصفوه بـ “معركة كبرى”.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “توقف روسيا عن قصف مدينة حلب ليس بالضرورة معياراً جيداً يمكن أن يُبنى عليه، فكل ما يجري على الأرض يشير إلى استعداد النظام والميليشيات المُسيّرة من إيران لمعركة كبيرة في حلب، ويتم منذ نحو أسبوع استقدام المقاتلين العراقيين بكميات كبيرة إلى محيط المدينة بإشراف إيراني، كما أن هناك استحضار للسلاح عبر مطار كويريس العسكري، حيث لا تتوقف المروحيات عن نقل السلاح على اختلاف مستوياتهن ويُعتقد أن تحضيرات لمعركة كبرى في حلب تجري على قدم وساق على عدة محاور”.
وأضافت المصادر أن “الهجوم سيتم على الأغلب عبر ثلاثة محاور، الأولى عبر جبهة تل عفر، والثانية من مطار كويريس باتجاه عران والباب ودير حافر، والثالث من شرق حلب”.
وتتحدث وسائل الإعلام السورية المؤيدة للنظام عن استعداد قوات النظام والميليشيات التابعة لها، للهجوم على حلب براً، بتغطية جوية روسية، كما تشير إلى استقدام الآلاف من الموالين من العاملين في الميليشيات غير النظامية.
ويشار إلى أن فصائل المعارضة المسلحة، أعلنت في 28 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن بدء معركة فك حصار الحبش، سيطرت خلالها على عدة نقاط لقوات النظام، وسرعان ما أعلنت روسيا عن تجميد ضرباتها الجوية على حلب، وتخشى المعارضة أن يكون هناك تحضير لهجوم محتمل على حلب.
تحليل-مقاتلون روس يحاربون في سوريا ويموتون سرا في سبيل الكرملين
من ماريا تسفيتكوفا وأنطون زفيريف
توجلياتي(روسيا) (رويترز) – بدأ هذا العام بداية دامية بالنسبة لوحدة تضم نحو مئة مقاتل روسي يحاربون دعما للرئيس السوري بشار الأسد في شمال سوريا.
ففي الثالث من فبراير شباط قتل مكسيم كولجانوف البالغ من العمر 38 عاما في تبادل لإطلاق النار مع مقاتلي معارضة قرب حلب عندما شقت رصاصة درعه الواقي واستقرت في قلبه. ثم تعرضت نفس الوحدة لنيران قذائف قرب تدمر في التاسع من مارس آذار فأصيب سيرجي موروزوف (38 عاما) وفارق الحياة وهو في الطريق للمستشفى.
وفي جنوب روسيا تسلمت عائلتا المقاتلين ميدالية الشجاعة وشهادة موقعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والميداليتان اللتان اطلعت عليهما رويترز تكريم للتضحية التي قدماها في سبيل بلادهما.
لكن كولجانوف وموروزوف لم يعملان لدى الدولة الروسية. كان كل منهما في سوريا بصفة متعاقد خاص وهم جزء من قوة نشرها الكرملين سرا في سوريا.
ولم يعلن عن مقتل كولجانوف وموروزوف وآخرين غيرهما. وتقول عائلات هؤلاء إنهم تلقوا معلومات قليلة وطلب منها عدم مناقشة الأمر. وفي إحدى هذه الحالات التي كشفت عنها رويترز حصلت عائلة مقاتل قضى نحبه في سوريا على نحو مئة ألف دولار كتعويض.
ومن الناحية الرسمية لا تشارك روسيا في سوريا إلا بقوة جوية وعدد صغير من القوات الخاصة على الأرض. وتنفي موسكو انخراط قواتها في عمليات قتالية برية منتظمة.
لكن من خلال مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا على دراية مباشرة بنشر القوات خلصت رويترز إلى أن المقاتلين الروس يلعبون دورا أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا.
ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة عينتهم شركة خاصة وليسوا قوات نظامية. لكن رغم دورهم غير الرسمي وفقا لهذه الروايات فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويحصلون على امتيازات في روسيا تمنح في العادة للجنود النظاميين.
ويسافر هؤلاء إلى سوريا على متن طائرات عسكرية روسية تهبط في قواعد روسية. وقال أشخاص أجرت رويترز مقابلات معهم إنه عندما يصاب هؤلاء المقاتلون فإنهم يتلقون العلاج في مستشفيات مخصصة للجيش الروسي ويحصلون على ميداليات رسمية.
ولم تتمكن رويترز من تحديد عدد هؤلاء الروس المرتزقة الذين يقاتلون في سوريا ولا العدد الإجمالي للقتلى والجرحى من بينهم لكن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر قالوا إن هناك وحدات كثيرة لها نفس قوام الوحدة التي كانت تضم كولجانوف وموروزوف.
ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع على أسئلة من رويترز. ولم تتمكن رويترز من الحصول على تعليق من مسؤولين سوريين بشأن المرتزقة الروس.
كما لم تتمكن رويترز من معرفة اسم الشركة أو الشركات التي تقوم بتعيين المقاتلين ولا مصدر أي مدفوعات للمقاتلين أو عائلاتهم.
* توجيهات الكرملين
ولا يجيز القانون الروسي العمل كمتعاقد عسكري خاص في دولة أخرى. لكن مواطنين روسا شاركوا في حروب في أنحاء ما كان يعرف باسم الاتحاد السوفيتي منذ سقوطه في 1991 أي قبل 25 عاما.
وفي 2014 حاربت أعداد كبيرة من الروس علنا دعما لانفصاليين موالين لموسكو في أوكرانيا. وتقول الدول الغربية إن موسكو قامت بتنظيم هذه الوحدات المتمردة وأمدتها بالمال والسلاح لكن الكرملين يقول إن أي روسي حارب هناك كان متطوعا من تلقاء نفسه.
وانضمت روسيا إلى الحرب في سوريا العام الماضي وكان هذا هو أول صراع تخوضه خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق منذ الحرب الباردة. وتردد بين المحاربين القدامى في الصراع الأوكراني حديث يفيد بأن هناك حاجة لمرتزقة.
وقال ثلاثة أشخاص كانوا يعرفون موروزوف وكولجانوف إنهما قاتلا في صفوف نفس الوحدة في أوكرانيا وانتهى بهما الحال في سوريا. وذكر أحد المصادر أن الوحدة كانت بقيادة رجل يستخدم اسما مستعارا هو “فاجنر” وأصبح قائدا للمرتزقة الروس في سوريا.
ولا يعرف الكثير عن هوية الرجل الحقيقية. ويقول اثنان من رفاق فاجنر إنه سافر بالفعل إلى سوريا كمقاتل من المرتزقة في 2013 قبل أن يقود مجموعته من المقاتلين الروس في شرق أوكرانيا. ثم عاد فاجنر إلى سوريا حيث بدأت روسيا تدخلها العسكري في سبتمبر أيلول 2015.
ونشر موقع فونتانكا الإلكتروني الروسي ما وصفها بأنها الصورة الوحيدة لفاجنر وظهر فيها رجل أصلع يرتدي زيا عسكريا ويقف بجوار طائرة هليكوبتر. وذكر الموقع أن اسمه ديمتري يوتكين. ولم يتسن لرويترز التحقق من الصورة أو الاسم.
وقال أحد قادة المتمردين الأوكرانيين وكان مقربا من مجموعة فاجنر في شرق أوكرانيا إن مقاتلين كثيرين انجذبوا للقتال في سوريا لأنهم وجدوا أن من الصعب عليهم العودة للحياة المدنية.
وأضاف “التقي بهم الآن وأرى كيف تغيروا. ليس لدي ببساطة ما أناقشه معهم. لا يمكنهم تصور أي حياة أخرى بخلاف الحرب. ولهذا السبب يذهبون للقتال في سوريا.”
وكان موروزوف الذي قتل قرب تدمر قد عاد من أوكرانيا إلى موطنه بجنوب روسيا واشتغل بالسياسة المحلية.
وعمل موروزوف مساعدا لميخائيل ديجتياريوف وهو عضو في البرلمان عن مسقط رأسه مدينة سامارا. وقال ديجتياريوف لرويترز إن موروزوف كان صديقا له وأكد أنه سقط قتيلا في معركة تدمر.
وكان “كابا” -وهو ضابط روسي سابق ومتطوع في الصراع الأوكراني طلب الإشارة إليه باسم مستعار- صديقا لموروزوف وكان يعرف كولجانوف أيضا وعددا آخر من الروس الذين قاتلوا في أوكرانيا وتوجهوا للقتال في سوريا مع مجموعة فاجنر. ولا يزال على اتصال ببعضهم.
وأضاف أن موروزوف أصيب بالإحباط عندما حضر اجتماعا للحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي لأقصى اليمين ولم يستمع إليه أحد. وقال كابا إن موروزوف ترك مشروعاته التجارية المربحة لينضم إلى رفاق فاجنر في سوريا.
ويقول كابا إنه تم تجنيد المحاربين الروس القدامى في الصراع الأوكراني للقتال على الأرض في سوريا عندما اتضح أن السوريين لن يتمكنوا من الحفاظ على الأراضي دون مساعدة رغم الدعم الجوي الروسي.
وقال كابا “العرب ليسوا محاربين بالفطرة لكنهم يتلقون تعليمات باقتحام أراض مرتفعة. وهم لا يعرفون كيف يقتحمون فما بالك بهزيمة غرائزهم والتحرك صوب الرصاص. كيف يمكنك أن تجعلهم يفعلونها؟ ليس أمامك سوى أن تقدم نفسك كمثال.”
وردا على سؤال عما إذا كان مقاتلو المجموعة ينسقون مع وزارة الدفاع الروسية قال كابا “بالطبع”.
وقال شخصان يعرفان مقاتلين مختلفين إن المقاتلين يصلون إلى سوريا على متن سفن ترسو في ميناء طرطوس وتستأجرها البحرية الروسية أو على متن طائرات عسكرية تهبط في قاعدة حميميم الجوية الروسية بغرب سوريا.
وقال طبيب بمستشفى عسكري روسي لرويترز إن المصابين ينقلون إلى روسيا على متن طائرات شحن عسكرية ومن ثم يتلقون العلاج في مستشفيات عسكرية.
وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من فقدان وظيفته أنه أشرف بنفسه على علاج متعاقدين أصيبوا في سوريا وأن دورهم هناك كان واضحا من المناقشات فيما بينهم.
وذكر أن المستشفى الذي يعمل به مخصص من الناحية الرسمية لعلاج أفراد الجيش فحسب وأفراد أسرهم أو المحاربين القدامى التي خدموا لفترات طويلة في الجيش وهي فئة لا تنطبق على مرضاه الشبان.
وعندما قتل موروزوف وكولجانوف نقلت الجثتان إلى روسيا على متن طائرة عسكرية وأودعتا مشرحة يستخدمها الجيش في مدينة روستوف بجنوب روسيا طبقا لأقارب موروزوف وكابا صديقه.
وشاهد مراسل من رويترز ميدالية الشجاعة التي منحت لكولجانوف بعد وفاته. وقال أقارب له إن شخصا في ملابس مدنية سلم الميدالية إلى منزل أسرة كولجانوف في مدينة توجلياتي المطلة على نهر فولجا. واطلعت رويترز أيضا على صورة لميدالية الشجاعة التي حصل عليها موروزوف وكتب عليها تاريخ السابع من سبتمبر أيلول 2016.
* سرية
ولم يخبر كولجانوف أقاربه قط بالمكان الذي سيرسل إليه لكن صورا أرسلها احتوت على بعض الإشارات. وعلقت صورة على جدار منزل والديه ويظهر فيها كولجانوف أمام شجرة برتقال.
ولم تتيقن الأسرة من أنه كان في سوريا إلا بعد مقتله عندما رأوا جواز سفره وبه تأشيرة سفر لسوريا.
وقال أقاربه إن الأشخاص الذين أبلغوا العائلة بالوفاة عبر الهاتف ومن سلموا الجثة إلى مشرحة روستوف لم يفسروا الطريقة التي قتل بها أو الجهة التي كان يعمل لصالحها. وأضافوا أن الأشخاص الذين تواصلوا معهم لم يعرفوا أنفسهم وأمروا العائلة بعدم الحديث للصحفيين.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 55 عاما إن زوجها قتل هذا العام أثناء عمله لصالح متعاقد عسكري في سوريا. وطلبت عدم ذكر اسمها ولا اسم زوجها لأنها تخشى الانتقام.
وأضافت “لم يبلغوني بالأمر إلا بعد مقتله. اتصل بي شاب وأبلغني. وهددني أيضا حتى لا أخبر أي شخص بالأمر.”
وعلى الطرف الآخر تقر السلطات الروسية بسقوط بعض القتلى أثناء القتال في صفوف أفراد الجيش لكنها تعلن الأمر متأخرا في كثير من الأحيان دون أن تقدم حصيلة رسمية.
ولم يتسن لرويترز تحديد عدد الروس الذين قتلوا في سوريا. وقال كابا إن الوحدة الصغيرة التي كانت تضم كولجانوف وموروزوف فقدت أربعة من مقاتليها منذ بدء الحملة الروسية في سوريا بما في ذلك قائدها الذي قتل إلى جانب موروزوف في نفس تبادل إطلاق النار. وأصيب العشرات.
وقالت رويترز من قبل أن الميجر الروسي سيرجي تشوبوف قتل في سوريا في الثامن من فبراير شباط. وقال شخص كان يعرفه لرويترز إنه كان أيضا جزءا من مجموعة فاجنر.
وقال طبيب المستشفى العسكري الذي تحدث إلى رويترز إن قسم الجراحة الذي يعمل فيه عالج ستة أو سبعة مقاتلين روس عادوا من سوريا مصابين بجروح نتيجة قتال ولم يكونوا جنودا روسا في الخدمة.
وأضاف أن العدد الإجمالي للمتعاقدين الجرحى الذين تلقوا العلاج في المستشفى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وتابع أنه يعلم بوجود مستشفيين اثنين على الأقل في موسكو وسان بطرسبرج يعالج متعاقدون فيهما.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)