أحداث الخميس 29 أذار 2018
«صيغة» لاتفاق في دوما تبعِد الحل العسكري
باريس، بيروت، عمان – رندة تقي الدين، أ ف ب، رويترز
تترقب مدينة دوما في الغوطة الشرقية مصيرها، فيما تتواصل المفاوضات بين روسيا و»جيش الإسلام» على اتفاق «مصالحة» يتضمن إجلاء مسلحي التنظيم وعائلاتهم، أو مواجهة عملية عسكرية «ضخمة» يشنّها النظام السوري على المدينة.
وأفادت وكالة «روسيا اليوم» أمس بأن الأطراف المتفاوضة في دوما تمكنت من التوصل إلى «صيغة أولية» للاتفاق المقبل. وذكرت أن قيادة «جيش الإسلام» طلبت أثناء المفاوضات السماح لمسلحيها بالانسحاب إلى منطقة القلمون عند الحدود السورية – اللبنانية، أو إلى محافظة درعا جنوب البلاد، مع احتمال تسوية أوضاع عشرات المسلحين للبقاء في دوما بعد عودة مؤسسات الحكومة إليها. وأكدت أن من غير المرجح أن يلجأ الطرفان إلى السيناريو العسكري في خصوص المدينة، بسبب وجود آلاف المخطوفين المحتجزين من جنود الجيش السوري والمدنيين الموالين للحكومة، في معتقلات «جيش الإسلام»، وأكبرها سجن التوبة.
وفيما تظاهر المئات في دوما أمس، مطالبين بالإطلاع على نتائج المفاوضات، وبإفراج «جيش الإسلام» عن المعتقلين لديه، تواصل وسائل إعلام محسوبة على دمشق التلويح بقرب بدء الهجوم العسكري على المدينة المحاصرة. وقال مسؤول سوري لوكالة «رويترز» إن الوضع في دوما يمرّ بمرحلة مصيرية، مضيفاً أن اليومين المقبلين سيكونان «حاسمين».
وأكد مصدر سوري من دوما في اتصال أجرته معه «الحياة»، أن المدينة «أمام تهديد روسي بهجوم على المدينة لتدميرها كلها»، مقدّراً عدد مقاتلي «جيش الإسلام» في المدينة بحوالي ١٠ آلاف عنصر. وأوضح أن جنرالاً روسياً يقود المفاوضات مع لجان مدنية، وأنها «لم تنتهِ بعد». وروى أن المجازر في المدينة «لا يمكن وصف وحشيتها، إذ أن الدفاع المدني اعتذر عن عدم مساعدة المصابين وعائلات المفقودين تحت الأنقاض لأن الطيران كان يقصف أي جسم متحرك»، مضيفاً: «ليس هناك إعلام في العالم يتمكن من نقل مشاعر الألم والحزن ازاء ما يجري من مجازر».
ووصف مسؤول فرنسي متابع للملف السوري وضع «جيش الإسلام»، بأنه «بالغ الصعوبة»، مضيفاً لـ «الحياة» أنه لو قرر الأخير مغادرة المنطقة، فسيرفض النظام السوري وروسيا توجه المسلحين إلى منطقة درعا الحدودية، علماً أن ليس بإمكان «جيش الإسلام» المغادرة إلى إدلب، باعتبارها وجهة الإجلاء المعهودة بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، وذلك بسبب وجود «هيئة تحرير الشام» المناهضة له هناك. ورأى أن الجانب الروسي يفاوض لإخراج المجموعات المسلحة كافة من الغوطة، وليس فقط «جبهة النصرة» التي يقول الجانب الروسي إن عدد مسلحيها ١٥٠٠، فيما هم في الواقع حوالي 400 عنصر.
واعتبر المسؤول أن مشروع روسيا الحقيقي «هو إزالة اي مجموعة مقاومة في الغوطة بهدف إعادة سيطرة النظام بالكامل على المنطقة»، مضيفاً أن موسكو «لا تريد أي تدخل ديبلوماسي لوقف القتال والتوصل إلى حل». وتابع أن باريس «تحاور موسكو بعمق من دون أي نتيجة»، معتبراً أن روسيا تعتمد «منطق المواجهة والإنغلاق على النفس من دون أي استعداد لاعتماد نهج بعيد عن الحل العسكري». ولفت إلى أن الجانبين الأميركي والأوروبي يشعران بـ»الحرج» لعدم تمكنهما من دفع الجانب الروسي إلى حل غير عسكري، وأضاف: «كأنهم (الروس) يريدون القول إن الحل عبرهم فقط، في حين أن الغرب يؤمن بأنه لا يمكن التوصل إلى حل في سورية من دون وفاق».
وقالت المعارضة السورية، عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» بسمة قضماني إنه في حال عدم وقف «الكارثة» فإن «الغوطة ستفرغ كلياً» من وجود المعارضة، معتبرة في تصريح لـ»الحياة» أن «المخيف هو التهجير كونه ينطوي على عملية تغيير ديموغرافي ممنهج وصولاً إلى إدلب». ورأت أن عمليات الإجلاء المتواصلة في الغوطة تُمثل «شكلاً من أشكال التطهير للمعارضة السنية وليس فقط المعارضة السنية المسلّحة»، مضيفة أن «هدف النظام وإيران ليس إخراج الفصائل فحسب، بل أيضاً إحداث تغيير ديموغرافي وإنزال عقوبة جماعية بأهالي منطقة ثارت على النظام».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن مصدر ديبلوماسي قوله إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيجريان محادثات في موسكو اليوم في شأن مستجدات الوضع في سورية.
على صعيد آخر، لا يزال مصير مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، معلقاً لحين حسم اتصالات تجريها روسيا مع تركيا من جهة، والنظام السوري وإيران والمقاتلين الأكراد من جهة أخرى، فيما أكد مجلس الأمن القومي التركي أمس أن أنقرة «ستتخذ الإجراءات اللازمة» إذا لم يتم إبعاد المقاتلين الأكراد من مدينة منبج.
وفي ما خصّ تل رفعت، فإن دمشق وطهران و«قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، ترفض اتفاقاً روسياً – تركياً لدخول القوات التركية إلى المنطقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي حذّر من اندلاع معارك بين «ميلشيات موالية لإيران» وفصائل «غصن الزيتون» إذا أرادت تعطيل أي اتفاق روسي – تركي متعلّق بالمنطقة.
تركيا تهدد بالتحرك نحو منبج في حال لم ينسحب المسلحون الأكراد
اسطنبول – أ ف ب
أعلن مجلس الأمن القومي التركي في وقت متأخر أمس (الأربعاء)، ان تركيا لن تتردد بالتحرك في حال لم ينسحب المسلحون السوريون الأكراد الذين تصنفهم أنقرة «ارهابيين» من بلدة منبج.
وقال مجلس الامن التركي الذي يرأسه أردوغان في بيان «في حال لم يتم إبعاد الإرهابيين من منبج، فإن تركيا لن تتردد في أخذ المبادرة على وجه التحديد في منبج، مثلما فعلت في المناطق الأخرى».
ويهدد أردوغان منذ وقت طويل بتوسيع العملية العسكرية التركية في سورية نحو منبج، بعد السيطرة التركية على جيب عفرين في سورية، وابعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عنها.
لكن خلافا لعفرين تتواجد في منبج قوات اميركية، وأي مواجهة بين حلفاء «حلف شمال الأطلسي» قد يشكل تصعيداً كبيراً.
وتعتبر واشنطن ان «وحدات حماية الشعب» هي عنصر أساسي في الحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
وكانت منبج في السابق تحت سيطرة التنظيم، قبل ان يتم طرد مقاتلي التنظيم من قبل المسلحين الأكراد.
وحذرت الولايات المتحدة مرارا من ان الحملة العسكرية في عفرين تخاطر بتشتيت التركيز في الحرب ضد المتطرفين.
سورية وإيران ترفضان اتفاقاً روسياً- تركياً حول تل رفعت
بيروت – «الحياة»
لم تحسَم نتيجة الاتصالات الروسية– التركية في شأن مصير مدينة تل رفعت في ريف حلب للجيش التركي وفصائل سورية موالية لأنقرة، غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الوصول إلى المدينة التي يسيطر عليها الأكراد هو الهدف المقبل لبلاده.
وبعد تضارب المعلومات في شأن سيطرة أنقرة على المدينة، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ما حصل أول من أمس هو تسليم نقاط في محيط تل رفعت للقوات التركية، لكنه أشار إلى أن أي مقاتل لم يدخل إلى المدينة كما لم يجرِ تسليم مطار منغ العسكري بعكس ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية.
وأوضح «المرصد» أن كلاً من النظام السوري وإيران و»قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، وهي تحالف عسكري يهيمن عليه الأكراد ويدعمه التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يرفض اتفاقاً روسياً– تركياً لدخول القوات التركية إلى المنطقة. وينتشر جنود روس في تل رفعت التي وصلوا إليها بعد بدء العملية العسكرية في منطقة عفرين. وحذر «المرصد» من اندلاع معارك بين «ميلشيات موالية لإيران» وفصائل «غصن الزيتون» إذا أرادت تعطيل أي اتفاق روسي – تركي.
وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت أن القوات التركية و «الجيش السوري الحر» سيطرا على المدينة ومطار منغ العسكري بعدما كانا تحت سيطرة مقاتلين أكراد. ووفق مصادر إعلامية تركية، فإنّ مدينة منبج هي الهدف التالي للقوات المسلحة التركية بعد السيطرة على تل رفعت. في المقابل، نفى الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، بروسك حسكة الأنباء عن سيطرة قوات «غصن الزيتون» على تل رفعت، واصفاً إياها بـ «الكاذبة» وبأنها تأتي في إطار الحرب الإعلامية. وشدد المسؤول الكردي على أن «الوحدات» موجودة في منطقة الشهباء المحيطة، مشيراً إلى «جاهزية مقاتليها لصد محاولات أنقرة وحلفائها للاستيلاء على تل رفعت».
في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء التركية أنها ستفتح بوابة جمركية مع منطقة عفرين في بهدف «تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة» بعد سيطرتها الكاملة على المنطقة التي كان يسيطر عليها مقاتلون أكراد.
وأشارت وكالة أنباء «الأناضول» أن الحكومة التركية قررت فتح بوابة جمركية بين ولاية هاتاي جنوب تركيا ومنطقة عفرين. ومن المقرر أن يكون موقع البوابة الجمركية في قرية حمام الحدودية التي تتبع قضاء قوملو شرق ولاية هطاي وتبعد نحو 10 كيلومترات من بلدة ومركز ناحية جنديرس في عفرين.
وأشارت الوكالة إلى أن «الهدف من فتح هذه البوابة الجمركية وهي الأولى من نوعها مع منطقة عفرين، هو تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة».
وكلفت رئاسة الوزراء التركية والي هاتاي «مهمّة تنسيق أعمال إدخال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة وإعادة تأسيس النظام وإرساء الاستقرار فيها».
في غضون ذلك، دعا «الجيش الحر»، أمس في بيان مصور أهالي عفرين حلب للعودة إليها. وقال قائد «تجمع أحرار الشرقية» أبو حاتم شقرا، في بيان مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «قمنا بعد تحرير المدينة بنزع الألغام من المدينة التي أضرت بالمدنيين والعسكريين، وبحمد من الله أصبحت مدينة عفرين وريفها مؤمنة بالكامل من الألغام». ودعا «المدنيين الذين خرجوا بسبب هذه المعركة أن يعودوا إلى المدينة بعد ما أصبحت جاهزة للسكن في شكل كامل».
وفي الإطار ذاته، أعلن الجيش التركي أمس، تفكيك وتدمير 95 لغماً ومتفجرات مصنوعة يدويا منذ سيطرته على مركز مدينة عفرين في 18 الشهر الجاري. وأكد بيان صادر عن رئاسة الأركان العامة التركية استمرار التحضيرات لـ «توفير عودة آمنة لأهالي المنطقة إلى منازلهم في عفرين».
مندوب النظام السوري يُلوِّح بهجوم كيميائي في شمالي سوريا وجنوبها… وتنديد أمريكي بفشل مجلس الأمن
المعارضة تصر على البقاء في دوما ورفض التهجير… وريف دمشق الجنوبي على صفيح ساخن
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: لمح النظام السوري على لسان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بوجود نية مبيتة لدى النظام لاستخدام السلاح الكيميائي مجدداً ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، وهي تصريحات اعتاد عليها السوريون قبيل كل هجوم وشيك بالأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً ضد المناطق المناوئة لحكم الأسد.
فقد كشف خلال جلسة شهرية لمجلس الأمن عن سيناريوهات مختلفة يمكن تصورها في قصف كيميائي محتمل على كل من مناطق إدلب شمالي سوريا، وجنوبها قرب الجولان المحتل، وتحديداً في بلدتي الهابط وقلب اللوزة في ريف إدلب، وبلدة الحارة الاستراتيجية لاحتوائها على أعلى التلال جنوبي سوريا واشرافها على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة.
وتكهن الجعفري خلال مداخلته في الجلسة الأممية، بإسعاف المصابين جنوبي سوريا إلى إسرائيل جراء الهجمات التي أومأ بحدوثها، مخمناً ان يكون الضحايا في ريف ادلب من النساء والأطفال النازحين إلى المخيمات على الحدود السورية التركية، حيث قال الجعفري ان الهجوم الكيميائي المرتقب سيتم بمساعدة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء، مضيفاً «ان معلومات تفيد بوجود عمل مسرحي تنتجه استخبارات الدول الراعية للإرهاب، وسيمثّله أفراد الخوذ البيضاء، ويخرجه الإعلام الغربي، ويتم الإعداد له في المناطق القريبة من خط الفصل في الجولان، وستستخدم المجموعات الإرهابية الغازات السامة ضد المدنيين في بلدة الحارة، وبعدها سيتم نقل المصابين إلى مشافي العدو الإسرائيلي لمعالجتهم هناك، إضافة إلى مسرحية أخرى يتم الإعداد لها في قريتَيْ الهابط وقلب لوزة في ريف إدلب، حيث تم رصد عربات بث فضائي وخبراء من جنسيات مختلفة، إضافة إلى تحضير كادر تمثيلي من النساء والأطفال من مخيّم النازحين على الحدود السورية التركية».
تهديد عسكري
نقلت صحيفة الوطن شبه الرسمية عن مصادرها خطة النظام السوري تجاه ريف دمشق الجنوبي، مشيرة إلى أن موعد إطلاق معركة جنوب دمشق ضد المعارضة المسلحة لن يتعدى منتصف شهر نيسان/إبريل المقبل، في حال لم تقبل المعارضة والمدنيون الرافضون لـ»مصالحة» النظام بالخروج من المنطقة، وسط انباء عن مبادرة «تسوية وضع» في ريف دمشق الجنوبي بالتنسيق مع قيادات فلسطينية.
وذكرت صحيفة «الوطن» ان فصائل المعارضة في بلدات «يلدا وببيلا وبيت سحم» أجرت اجتماعات أبدت خلالها استعدادها للخروج باتجاه إدلب، بدون الرغبة في القتال.
فيما هددت مصادر عسكرية موالية مدينة دوما بحملة برية عنيفة وتحمل مغبة رفضها التهجير والتغيير السكاني في المنطقة معتبرة ان هذا التطور «يأتي بعد إخفاق المفاوضات التي كانت تجري برعاية روسية مع «جيش الإسلام» لتسليم دوما، وإبرام اتفاق على غرار الاتفاقات التي عقدت مع باقي الفصائل المسلحة في باقي بلدات الغوطة الشرقية.
مصدر عسكري خاص من مدينة دوما قال لـ»القدس العربي» إن «رسالة من الروس قد وصلت لجيش الإسلام، مساء أمس الأربعاء تفيد بتمديد فترة المفاوضات وإعطاء فرصة أطول للوصول إلى حل بعيداً عن المواجهات العسكرية»، وفي هذا الإطار قال رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش حول مفاوضات مدينة دوما ان «الأمور تتجه إلى الخير وبشكل إيجابي، ولا تزال المفاوضات جارية وموقف اللجنة التفاوضية قوي، ولا يزال أمر تأمين المدينة وعدم تهجير أهلها منها قائماً، وسط جهود دبلوماسية حثيثة».
تهجير الغوطة
ووصلت القافلة الرابعة من مهجري الغوطة الشرقية في اطار الاتفاق المبرم بين فصائل المعارضة وموسكو، لتسليم بلدات ريف دمشق الشرقي للنظام، مقابل السماح لهم بالمغادرة باتجاه الشمال السوري، وتحييد المنطقة المزيد من المجازر، حيث ضمت الدفعة الرابعة لمهجري القطاع الأوسط 55 حافلة، أقلت 3252 شخصاً، برفقة عدد من الحالات الطبية الحرجة ضمن سيارات الإسعاف.
ويأتي ذلك في أعقاب تهجير ثلاث قوافل ضمت 13 ألف شخص، يضاف اليهم 5000 شخص من مدينة حرستا، ليكون العدد الإجمالي لمهجري الغوطة الشرقية أكثر من 21 ألفاً في غضون ستة أيام.
من جهة ثانية جهز المجلس المحلي في مدينة «كفرحمرة» في ريف حلب أكثر من 550 شقة سكنية بمساعدة الجمعيات الخيرية لتأمين المهجرين من الغوطة الشرقية، كما قال المجلس المحلي عبر صفحته الرسمية ان منظمات خيرية ساهمت في ترميم 100 شقة سكنية كمرحلة اولى من العدد الكلي البالغ 400 شقة لايواء مهجري الغوطة.
وكان ناشطون سوريون قد أعدوا إحصائية توضّح نتائج الحملة التي شنتها قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات الغوطة، منذ التاسع عشر من شباط/ فبراير الماضي حتى الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس الجاري، حينما تم التوصل إلى اتفاق التهجير.
وحسب الإحصائية فإن الحملة تسببت بمقتل 1945 مدنياً، بينهم 385 طفلاً، و285 سيدة، كما قصفت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والطائرات الروسية، الغوطة الشرقية بأكثر من 6580 غارة جوية وأكثر من 2750 برميلاً متفجراً، مشيرة إلى ان أكثر من 1450 صاروخاً من نوع أرض-أرض، وأكثر من 300 صاروخ عنقودي، وأكثر من 250 صاروخاً محملاً بالنابالم الحارق المحرم دولياً، و185 صاروخاً فوسفورياً، استهدفت المدنيين في الغوطة، فضلاً عن 11 هجوماً بغاز الكلور السام المحرم دولياً.
تنديد أمريكي
ووجهت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة انتقادات شديدة إلى مجلس الأمن على خلفية فشله في تنفيذ قرار الهدنة السورية بعد مرور شهر عليه، متهمة روسيا وإيران بانتهاج استراتيجية الحصار ثم التجويع ثم التهجير، وهو ما اعتبرته عاراً على الأمم المتحدة، وشددت نيكي هيلي الثلاثاء -في جلسة شهرية لمجلس الأمن عن سوريا- على أنه «يجب أن يكون هذا يوم عار على جميع أعضاء هذا المجلس».
وأضافت أن أكثر من 1600 شخص «قتلوا تحت أنظارنا» في الغوطة الشرقية منذ أن تبنى المجلس القرار 2401 لوقف النار في 24 شباط/فبراير الماضي. وتابعت المندوبة الأمريكية «بعد سنوات من تحمل الحصار والتجويع، يسلم المدنيون الغوطة الشرقية».
فيما وصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا عمليات التهجير بالمغادرة الطوعية قائلاً «إن عمليات المغادرة طوعية، وإن القوات الروسية توفر الغذاء والمأوى والدواء للمحتاجين».
نشطاء من الغوطة ينفون لـ «القدس العربي» ما تداوله «الإعلام الثوري» عن «خيانة» الشيخ بسام ضفدع
«جعلوا منه رأفت الهجان وهو لم يعلن يوماً انتماءه للثورة ولم يكن شرعياً في فيلق الرحمن!»
وائل عصام
إنطاكيا – «القدس العربي» : على مدى الساعات الأخيرة، عجت عشرات المواقع الإعلامية المؤيدة للثورة السورية، وصحف عربية، بتقارير عما وصفته بـ»خيانة» الشيخ بسام ضفدع للثورة السورية، وهو أحد أئمة الجوامع في كفربطنا بالغوطة الشرقية، الذين ظهروا على شاشات الاعلام الرسمي للنظام معلنين تأييدهم للسلطات، ومرحبين بدخول جيش النظام، لكن الناشطين نفوا الانباء التي نشرت عن الشيخ ضفدع والتي تتحدث عن عضويته في الهيئة الشرعية لفيلق الرحمن المعارض، او انه كان مؤيداً للثورة.
وبعد التحدث مع بعض الشخصيات التي عرفت الشيخ ضفدع عن قرب في كفربطنا، وفحص كل الأرشيف الخاص بالثورة السورية في منطقته، تبين ان الشيخ الصوفي الذي كان عضواً في مجلس الشعب السوري (البرلمان)، رفض الصلاة على جثامين الشهداء في الايام الأولى للثورة السورية عام 2011 في منطقة الزبلطاني في الغوطة، ولم يدل الشيخ ضفدع منذ ذلك الحين بأي موقف يعلن فيه انتماءه للثورة السورية، ولم ينضم إلى اي فصيل معارض للنظام في الغوطة الشرقية، وانما ظل مقيما في بلدته كفربطنا في موقف اشبه بالحياد، مستفيداً من مكانته بين ابناء بلدته.
دوره لصالح النظام
وبينما ضجت وكالات الأنباء السورية والعربية، عن اخبار حول عضويته في الهيئة الشرعية لفيلق الرحمن، تبين انه لم يكن يوماً مسؤولاً شرعياً في ذلك الفصيل، بل أكدت المصادر التي تحدثت اليها «القدس العربي»، بأن الشيخ ضفدع كان مستهدفاً من قبل فيلق الرحمن في الفترة الأخيرة، بعد ان تمكن من سحب مئات العناصر من الفيلق إلى صفه من منطقة خاضعة لنفوذ الفيلق، مستفيداً من شعبيته في كفربطنا والتململ الشعبي الكبير من اداء الفصائل، كما قاد ضفدع الذي اصبح رمزاً للعمالة السرية للنظام عند جمهور النشطاء، قاد وفداً معلناً للمصالحة مع النظام في الاشهر الأخيرة في سعيه لاعادة منطقته لسلطة الحكومة السورية، قبل ان يدعو لمظاهرات مؤيدة للأسد قبل أسبوعين.
ولعب تعاون الشيخ ضفدع المعلن مع النظام، دوراً كبيراً في تسهيل دخول النظام إلى مناطق في كفربطنا، فهو من قاد المظاهرات المحدودة المؤيدة للأسد والتي خرجت في بعض الأحياء في غوطة دمشق، مستغلاً الضغط الكبير الذي يتعرض له الأهالي جراء القصف والحصار ، وبينما تم تهجير الالاف من سكان البلدة المعارضة للنظام ومعهم المئات من مقاتلي فيلق الرحمن لادلب، فان العناصر المسلحة المنشقة عن الأخير والموالية للضفدع، تحصنت في كفربطنا ونسقت مع جيش النظام لتسهيل دخوله، وارشادهم عن عدد من الأنفاق التي تم تدميرها في كفربطنا لدى دخول الجيش، وهو الأمر الذي دفع بفيلق الرحمن لمحاولة اغتياله في الأيام الأخيرة، حسب احد الناشطين في الغوطة الشرقية.
ويقول الكاتب السوري فادي حسين، المنتمي لغوطة دمشق، ان بسام ضفدع، لم يخف موقفه المعارض للثورة السورية من الأيام الأولى لها، ورفض الصلاة على شهداء مظاهرة الزبلطاني في نيسان 2011، ويضيف حسين في حديثه لـ»القدس العربي»: هو لم يخرج من حضن الوطن حتى يعود إليه، وتحميله مسؤولية سقوط الغوطة وتشبيهه بابن العلقمي ورواية تجنيده ل 500 من شباب الغوطة يحمل في طياته الكثير من السذاجة والمبالغة، ضفدع استقل بنفسه مع مؤيديه في منطقته، وكل الفصائل في الغوطة كانت على علم كامل بالموضوع، وكانت تدرك حقيقة الرجل، لكن لا بد من شماعة لتحميلها المسؤولية».
أما الناشط سليم حجازي، الذي غطى احداث الثورة السورية منذ انطلاقتها في دوما بغوطة دمشق، فيقول ان ظاهرة الضفدع ليست أمراً جديداً، وهو موجود داخل كفربطنا من قبل الحملة، ويضيف حجازي لـ»القدس العربي»: عنا «ضفادع» بدوما اكتر منو ، وما في داعي الشعب يتفاجئ من الشي يلي ساواه الضفدع لانو الكل بيعرفهم، بس الناس بتحب يلي مسلط عليه الاعلام تقول، شوفو شوفو هاد طلع عميل ومتخابر وسبب بانهيار العالم، بينما كما يقول المثل، دود الخل منه فيه».
بينما ذهب بعض الصحافيين السوريين للتعليقات الساخرة، كالصحافي جلال زين الدين المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، اذ كتب متندرا «سمعت أن ضفدع سبب هزيمة 67 وكان له دور بالنكبة وهو من ساعد الجنرال غورو، وشخصية صطيف الأعمى هو من أبناء الضفدع، كما كان للضفدع دور في تسليم لواء الإسكندونة وبالتأكيد حلب. وفي معلومة ماني متأكد منها، أن الضفدع هو من أقنع جساس بقتل كليب، وبعدها وقف مع الزير وحرضه في استمرار الحرب، وهو صاحب العبارة الشهيرة أريد أبي حيا ووصلها لأبنة كليب».
تضخيم «الضفدع»
كما كتب جلال زين الدين تعليقاً آخر يقول فيه «الثورة التي يغير مسارها «ضفدع» هذه ليست ثورة، وتضخيم دور الضفدع تسخيف للثورة، النظام يريد أن يزيد «عدم الثقة» بين صفوف من بقي ثورياً، ويجعل من الضفدع رأفت الهجان، يمكن ان يكون التواصل مع الضفدع، تم في الفترة الأخيرة فقط… الضفدع هو الأصبع الذي يختبئ وراءه بعض الثوار، والأصبع الذي يشير به النظام للمعارضة ونحن للأسف نكرر ما يريده النظام».
وكثيراً ما تروج أنباء غير دقيقة في وسائل الإعلام الموالية للثورة السورية، مدفوعة بحماسة الناشطين لدعم فصائل المعارضة، وهو ما أثار انتقادات حادة ومطالبات بضرورة توخي مزيد من الحذر في التعاطي مع تدفق بعض الأنباء من مناطق المعارضة، كما درج الجمهور المتابع للثورة السورية على تداول الاخبار دون التمحيص في مصادرها.
ومع وجود نزاعات حادة بين الفصائل المعارضة، انعكس ذلك على التكتلات الإعلامية المؤازرة لكل فريق، بحيث تنشط كل مجموعة ببث الإشاعات والاتهامات للفصيل المناوئ، وتحميله المسؤولية عن الإخفاق أمام قوات النظام، وهو الأمر الذي يبدو انه حصل في هذه الحادثة، اذ سعى النشطاء المقربون من «جيش الإسلام» بربط ولاء الشيخ ضفدع بالنظام، مع غريمهم فيلق الرحمن، لتنتقل الحرب بين الفصيلين من الاشتباكات المسلحة كما حدث سابقاً، إلى المواجهات على صفحات التواصل الاجتماعي والإخبارية، وكان من المفارقات في هذه الحادثة، ان جمهور الناشطين الموالين لتنظيم الدولة، توافقوا هذه المرة مع بعض مؤيدي «جيش الإسلام» رغم العداوة الشديدة بين الطرفين، ذلك ان الخطاب الدعائي لمؤيدي تنظيم الدولة في وسائل التواصل الاجتماعي، يركز على إظهار كل الفصائل المعارضة له على انها عميلة للنظام او مرتهنة بالكامل للدول الداعمة فضلاً عن ضعفها العسكري والاداري، ولا يستثني هذا، التنظيم الشقيق لل»دولة» وهو تحرير الشام ، النصرة سابقاً.
تركيا تطرح مجدداً وبقوة على واشنطن التعاون مع «الجيش الحر» بدل «قوات سوريا الديمقراطية» في سوريا
إشارات قوية من ترامب لتعزيز التعاون ومباحثات هامة حول منبج بين واشنطن وأنقرة
إسماعيل جمال
إسطنبول – «القدس العربي» : أكد مصدر تركي لـ «القدس العربي» أن أنقرة طرحت خلال المباحثات الأخيرة التي جرت في الأسابيع الماضية مع واشنطن مجدداً وبقوة على الولايات المتحدة الأمريكية استخدام الجيش السوري الحر بديلاً عن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية لحماية المصالح الأمريكية في شمالي سوريا.
وأوضح المصدر المقرب من الرئاسة الذي رفض الكشف عن اسمه أن المسؤولين الأتراك طرحوا خلال المباحثات التي جرت مع نظرائهم الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة فكرة تخلي الولايات المتحدة أو تقليل اعتمادها على «قوات سوريا الديمقراطية» مقابل الاعتماد أكثر على «الجيش السوري الحر» المدعوم من قبل تركيا.
وحسب المصدر، أكد المسؤولون الأتراك لنظرائهم الأمريكيين أن تركيا لا تعارض المصالح الأمريكية في شمالي سوريا والمتمثلة في التخلص من نظام الأسد وتقليص النفوذ الإيراني والميليشيات الشيعية في سوريا، وتمكين واشنطن من تحقيق مصالح أكبر في سوريا والشرق الأوسط، وإنما تعارض فقط دعم الميليشيات الكردية وفكرة إقامة كيان كردي شمالي سوريا.
منبج
وفي إطار المباحثات الأمريكية التركية التي تكثفت في الآونة الأخيرة حول منبج، طرحت تركيا على واشنطن طرد وحدات حماية الشعب من المدينة ونشر وحدات من الجيشين التركي والأمريكي إلى جانب قوات من الجيش السوري الحر من سكان المدينة وتشكيل مجلس محلي، لتكون بذلك نموذجاً لتغيير الاستراتيجية الأمريكية في سوريا وقبول فكرة الانتقال تدريجياً للاعتماد على قوى سورية أخرى كـ»الجيش السوري الحر».
وفي إشارة غير تقليدية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، على ضرورة تعزيز التعاون مع تركيا حول سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسب بيان للبيت الأبيض، وجاء في البيان: «الطرفان تبادلا الآراء حول تركيا، وأن الرئيس ترامب شدد على ضرورة تكثيف التعاون مع تركيا ضد الصعوبات الاستراتيجية المشتركة في سوريا»، وهو التصريح الذي لاقى اهتماماً بالغاً في الأوساط الرسمية التركية.
فعالية «الحر»
وفي هذا الإطار، كتب «سردار كاراغوز» رئيس تحرير صحيفة «دايلي صباح» التركية الناطقة بالإنجليزية والذي يرافق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في جميع جولاته الخارجية مقالاُ قدم فيه إشارات قوية على صحة جدية هذا الطرح التركي، وذلك تحت عنوان «انتصار عفرين يثبت قوة وفعالية الجيش السوري الحر ويجبر واشنطن على تحديث استراتيجيتها في سوريا».
يقول الكاتب: «في العامين الأخيرين أثبت الجيش الحر الذي كان يعتمد في السابق على برنامج الدعم الأمريكي فعالية عالية في القتال بسوريا، وذلك من خلال الانتصار على تنظيم الدولة في جرابلس ودابق والباب ومؤخراً الانتصار على وحدات حماية الشعب في عفرين»، معتبراً أن ذلك «يجب أن يجبر الرئيس الأمريكي على التعاون مع هذه القوات التي تتلاقى رؤيتها للأوضاع في سوريا مع الأهداف الأمريكية».
ويقول مخاطباً المسؤولين الأمريكيين: «الجيش الحر مستعد لقتال الأسد وتقليص نفوذ إيران والمليشيات على عكس الوحدات الكردية التي تتعاون مع الأسد وإيران»، ورأى الكاتب أن واشنطن أمامها فرصة كبيرة من اجل التخلص من عبئ التعاون مع منظمة إرهابية ـ في إشارة لوحدات حماية الشعب- وتحقيق مصالحها في سوريا دون إغضاب تركيا وحلفائها والعودة للعمل معهم لتحقيق المصالح المشتركة، لافتاً إلى أن ذلك سوف يضمن لواشنطن «نفوذاً أكبر في سوريا، ومصالح أوسع في الشرق الأوسط، وحماية أمن إسرائيل».
وخلال الأشهر الأخيرة ركزت تركيا على إعادة تدريب وتأهيل آلاف من عناصر الجيش السوري الحر وتقديمهم كحليف قوي يمكن الاعتماد عليه في محاربة التنظيمات الإرهابية وفرض الأمن في مناطق مختلفة بسوريا، لكن الولايات المتحدة أصرت على الاعتماد على وحدات حماية الشعب التي اطلقت عليها سابقاً اسم «قوات سوريا الديمقراطية».
ومع تقديم واشنطن إشارات إيجابية على نيتها تحسين العلاقات مع تركيا، جرت مباحثات مكثفة بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون كادت أن تؤدي لاتفاق يحدث اختراقاً في العلاقات بين البلدين، لولا الإقالة المفاجئة للأخير من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأمس الأربعاء، أكدت مصادر تركية أن مستشار وزارة الخارجية التركية «أوميت يالتشين» سوف يزور واشنطن في الثلاثين من الشهر الجاري للقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي، حيث يتوقع أن تتركز المباحثات حول منبج وإمكانية مواصلة «التفاهمات» التي جرى التوصل إليها مع تيلرسون لتتحول إلى «اتفاق» يبدأ العمال على تطبيقه فعلياً، وسط أنباء عن قدوم وفد أمريكي إلى أنقرة في التاريخ نفسه للقاء مسؤولين من الدفاع والخارجية التركية لبحث الملف السوري.
وقالت صحيفة «خبر تورك» التركية إن اجتماعات عقدت بين ضباط أمريكيين ومسؤولي قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج جرى خلاله إبلاغ هذه القوات بأن واشنطن تريد منهم الانسحاب من المدينة لصالح القوات التركية والجيش السوري الحر، في أنباء لم تؤكدها مصادر أخرى.
وفي آخر تصريحاته حول منبج، قال اردوغان، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية الثلاثاء، ان «أي عملية في منبج أو تل رفعت في شمالي سوريا ضد منظمة «ي ب ك/بي كا كا» الإرهابي قد تأتي في أي وقت، لكن هذه ليست خططاً يمكن الإعلان عنها مسبقاً». وأضاف: «إذا ذهبنا لمنبج سنذهب فجأة من دون سابق إنذار، ولن يكون من الصحيح بالطبع الكشف عن خطتنا وأجندتنا، أو إيقاظ عدونا».
سوريا: المعارضة تحذر من استخدام النظام للأسلحة الكيميائية… وروسيا تمدد المفاوضات حول دوما
اعتداءات موالين للنظام على قافلة للنازحين… وموسكو: 128 ألف مدني خرجوا من الغوطة
عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: أعربت أوساط المعارضة السورية عن مخاوفها من استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي مجدداً ضد المدنيين، في المناطق الخارجة عن سيطرته، بعد تصريحات مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، عن عزم المعارضة تنفيذ «مسرحية بالأسلحة الكيميائية».
المعارضة السورية بشقيها العسكري والمدني، نفت إدعاءات الجعفري. وقال رئيس المجلس المحلي في تل الحارة محمد الضاحي، في بيان رسمي للمجلس: «نعتبر ما قاله الجعفري تهديداً صريحاً باستعمال قواته للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في تل الحارة». وأضاف، «نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية أي استخدام للسلاح الكيميائي في المنطقة، من قبل قوات النظام السوري». وطالب الضاحي المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة تحت البند السابع لردع النظام السوري عن ارتكاب «أي عمل أرعن» ضد المدنيين في المنطقة.
وكان الجعفري قد قال في تصريحات رسمية، يوم أمس: «تشير المعلومات إلى الإعداد لمسرحيات جديدة بشأن الكيميائي، وما زالوا يكررون العبارات نفسها في مجلس الأمن منذ سنوات، مرة الكيميائي ومرة الوضع الانساني، وجهنا رسالة للأمم المتحدة حول إعداد مسرح في قرية الحارة في الجولان لفبركة مسرحية تتعلق باستخدام الكيميائي».
بدوره، دعا المجلس العسكري في مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين في درعا بعد ادعاءات مندوب النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي لمح لاستخدام الغازات السامة في المدينة.
أما قائد المجلس العسكري المعارض محمد علوش فرد: «بعد اطلاعنا على رواية الجعفري التي يدعي فيها التحضير لمسرحية «كيميائي» في مدينة الحارة، نضع هذا الكلام برسم المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري وتهديد المدنيين الآمنين باستخدام أسلحة محرمة دوليًا». وأضاف «على أن ما يعمل عليه نظام الأسد ومن خلفه إيران وروسيا، هو محاولة مكشوفة لخلق مبررات لاستعادة تل الحارة الاستراتيجي، ونحن بدورنا لن نتخلى عن أرضنا وسندافع عنها ما دمنا على قيد الحياة».
من جهتها نقلت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية عن مصادرها، عن خطة للنظام السوري تجاه ريف دمشق الجنوبي، مشيرة الى أن موعد إطلاق معركة جنوبي دمشق ضد المعارضة المسلحة لن يتعدى منتصف شهر نيسان/إبريل المقبل، في حال لم تقبل المعارضة والمدنيون الرافضون لـ«مصالحة» النظام بالخروج من المنطقة، وسط أنباء عن مبادرة «تسوية وضع» في ريف دمشق الجنوبي بالتنسيق مع قيادات فلسطينية.
وبخصوص دوما هددت مصادر عسكرية موالية للنظام المدينة بحملة برية عنيفة وتحمل مغبة رفضها التهجير والتغيير السكاني في المنطقة. بينما قال مصدر عسكري خاص من مدينة دوما لـ«القدس العربي» إن «رسالة من الروس قد وصلت لجيش الإسلام، مساء أمس الأربعاء، تفيد بتمديد فترة المفاوضات وإعطاء فرصة أطول للوصول إلى حل بعيداً عن المواجهات العسكرية»، وفي هذا الإطار قال علوش حول مفاوضات مدينة دوما إن «الأمور تتجه إلى الخير وبشكل إيجابي، ولا تزال المفاوضات جارية وموقف اللجنة التفاوضية قوي، ولا يزال أمر تأمين المدينة وعدم تهجير أهلها منها قائماً، وسط جهود دبلوماسية حثيثة».
وتعرضت القافلة الرابعة من مهجري الغوطة الشرقية لاعتداءات من قبل مجموعات من مؤيدي النظام السوري، أثناء مرور القافلة في مناطق سيطرة النظام في محافظة طرطوس الساحلية، وهي القافلة الثانية التي تمر بالمحافظة وتتعرض لمضايقات، إذ كانت تعرضت الدفعة الأولى بعد توقفها في مدينة طرطوس لتفتيش من قبل ميليشيات النظام وتم سحب بعض ذخائر المقاتلين.
ويأتي التهجير في إطار الاتفاق المبرم بين فصائل المعارضة وموسكو، لتسليم بلدات ريف دمشق الشرقي للنظام، مقابل السماح لهم بالمغادرة باتجاه الشمال السوري، وتجنيب المنطقة المزيد من المجازر ضمن الدفعة الرابعة لمهجري القطاع الأوسط 55 حافلة، التي أقلت 3252 شخصاً، برفقة عدد من الحالات الطبية الحرجة ضمن سيارات الإسعاف.
مصادر مطلعة قالت لـ«القدس العربي» ان القافلة الرابعة تعرضت لرمي بالحجارة على الحافلات من قبل موالي النظام، خلال عبورهم الطريق الرئيسي متوجهين الى قلعة المضيق، مشيرة الى قذفهم بكم هائل من الشتائم والسباب. ويأتي ذلك في أعقاب تهجير ثلاث قوافل ضمت 13 ألف شخص، يضاف اليهم 5000 شخص من مدينة حرستا، ليكون العدد الإجمالي لمهجري الغوطة الشرقية أكثر من 21 ألفاً في غضون ستة أيام.
وأفادت مراسلة قناة «روسيا اليوم» بأن التحضيرات انطلقت في معبر إنساني مقام في بلدة عربين في غوطة دمشق الشرقية لخروج الدفعة الخامسة من مسلحي تنظيم «فيلق الرحمن» المعارض إلى محافظة إدلب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أمس أن 128 ألف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية منذ إعلان هدنات إنسانية في 28 شباط/فبراير الماضي، بمن فيهم أكثر من 25.5 ألف شخص من سكان مدينة دوما الخاضعة لسيطرة تنظيم «جيش الإسلام»، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة. وشددت الوزارة على أن عمليات خروج المدنيين من الغوطة الشرقية لا تزال مستمرة، بإشراف مركز المصالحة الروسي والهلال الأحمر السوري.
النظام السوري يستمر في عملية التهجير بالغوطة الشرقية
جلال بكور
وصلت صباح اليوم الخميس، الدفعة الخامسة من مهجري القطاع الأوسط في غوطة دمشق الشرقية، إلى معبر قلعة المضيق، شمال غرب محافظة حماة وسط البلاد، فيما يستمر النظام السوري في التحضير لنقل الدفعة السادسة، ضمن عملية التهجير في الغوطة.
وقال الناشط محمد الشامي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن قرابة خمسة آلاف شخص، جلّهم من المدنيين، خرجوا في وقت متأخر مساء أمس من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، وقد وصلوا صباح اليوم إلى معبر قلعة المضيق، ويستعدّون للتوجه إلى مناطق ومراكز الإيواء في ريف إدلب وحلب.
وأشار الشامي إلى استمرار عملية التهجير في القطاع الأوسط، حيث يتمّ تحضير المزيد من الحافلات في مدينة عربين، لنقل الدفعة السادسة من الرافضين للمصالحة والتسوية مع النظام، إثر الاتفاق الذي فرضه الأخير وحلفاؤه على فصيل “فيلق الرحمن”.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” بأن الدفعة الخامسة من المهجرين، ضمت 89 حافلة، على متنها 5290 شخصاً، بينهم 1374 من عناصر المعارضة المسلحة، خرجوا من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية.
اقــرأ أيضاً
“ترانسفير” الغوطة يتسارع: دوما مخيّرة بين الاستسلام أو الاقتحام
وضمت القافلات الخمس من القطاع الأوسط، أكثر من 21 ألف شخص، ربعهم من عناصر المعارضة السورية المسلحة.
وتترقب مدينة دوما، آخر مدن الغوطة الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ما ستؤول إليه المفاوضات بين فصيل “جيش الإسلام” والجانب الروسي حول مصير المدينة.
وشهدت المدينة مساء أمس تظاهرات من قبل الأهالي رفضاً للتهجير، فيما طالب متظاهرون “جيش الإسلام” بمغادرة المدينة.
روسيا والنظام يلتفان على لجنة التفاوض بريفي حمص وحماة
جلال بكور
في ظل حملات التهجير، عاد ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي مجدداً إلى الواجهة، وذلك مع اقتراب النظام السوري وحليفته روسيا من حسم ملف الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسط شائعات أثارت حفيظة أهالي المنطقة التي دخلت اتفاق خفض التوتر، العام الماضي.
ورفض الروس تمديد اتفاق خفض التوتر الذي انتهى في فبراير/شباط الماضي، وذلك بهدف الضغط على المعارضة السورية، للقبول بشروط التسوية التي يسعون إليها في المنطقة.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” بأن “النظام وروسيا ينفذان “لعبة قذرة” في منطقة ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، عن طريق التفاوض مع كل منطقة على حدة، والتفاوض مع جهات غير مخولة، وهو ما شكل انقساماً في المنطقة وحالة من الذعر بين الأهالي، نتيجة الإشاعات المتداولة”.
وأوضحت المصادر أن الممثل الروسي في المنطقة، اجتمع أمس مع ممثلين “غير شرعيين” عن ريف حماة الجنوبي، وأمهلهم مدة أسبوع من أجل الاختيار بين ثلاثة أمور هي “التهجير، التسوية، الحرب”. كما بينت أن مجموعة أخرى من مدينة تلبيسة شمال حمص، حاول النظام التفاوض معها، ما أثار انقساماً في المدينة.
وأضافت المصادر أن إحدى النقاط التي جرى التفاوض عليها مع الممثل الروسي والنظام هي فتح طريق حمص حماة المقطوع منذ سنوات، والذي يمر بمحاذاة مدينة تلبيسة ومدينة الرستن في ريف حماة الشمالي.
كما أشارت إلى أن النظام وروسيا، يحاولان من خلال تلك المفاوضات الجانبية، الالتفاف على لجنة المفاوضات الممثلة لكافة المناطق والمعتمدة من قبل الفصائل العسكرية والتشكيلات المدنية في المنطقة، لعدم قبولها التخلي عن عدة شروط، على رأسها الإفراج عن المعتقلين.
وفي هذا الشأن، أعلنت “القوى والفعاليات الثورية في مدينة الرستن” عن تأييدها ودعمها الكامل لهيئة التفاوض، مؤكدة أنها الوحيدة المخولة بالتفاوض مع الجانب الروسي والنظام.
كذلك أكدت “رابطة النازحين في ريف حمص الشمالي” في بيانٍ لها، دعمها هيئة التفاوض الممثلة لريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي، مشيرة إلى أنها الوحيدة التي تملك حق التفاوض عن المنطقة.
ونشرت “هيئة علماء حمص” بياناً طالبت فيه فصائل المعارضة والثورة في ريف حمص الشمالي بالتوحد، والحفاظ على المؤسسات الثورية في المنطقة.
وكانت فصائل من “الجيش السوري الحر” والمعارضة قد شكلت في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي “الفيلق الرابع” ضمن الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة برعاية تركية، وضمَّ “الفيلق الرابع” كلاً من “حركة أحرار الشام”، و”فيلق حمص” و”لواء الحق”، ومجموعة من الفصائل الأخرى العاملة في المنطقة.
بدوره، قال صهيب العلي، المتحدث باسم “حركة تحرير الوطن” التابعة لـ”الجيش السوري الحر” والعاملة شمال حمص، “إن المفاوضات بين اللجنة الممثلة للمنطقة والطرف الروسي، لا تزال جارية حول بنود اتفاق خفض التصعيد، ومن بينها نقطة تتعلق بموضوع فتح طريق حمص حماة”.
وأوضح العلي، أنّ النظام يروج للمصالحة عن طريق البعض في المنطقة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، واللجنة الوحيدة المخولة بالتفاوض هي اللجنة المشكلة من كافة التشكيلات وتمثل كافة مدن وبلدات المنطقة.
علي مملوك في روما: جسر إيطالي الى أوروبا
كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، الخميس، عن لقاء عقد بين رئيس الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك ونظيره الإيطالي ألبرتو ماننتي في العاصمة الإيطالية، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.
وفقاً للصحيفة، فإن مملوك وصل إلى روما على متن طائرة خاصة وفرتها السلطات الإيطالية، ما يعد خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وخصوصاً زيارات المسؤولين إلى الدول الأوروبية.
واللواء مملوك ثالث أكبر مسؤول سوري فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، بعد الرئيس السوري بشار الأسد، وشقيقه ماهر. والأسماء الخاضعة للعقوبات ممنوعة من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيان صدر عن الاتحاد آنذاك.
وأشارت “لوموند” إلى أن مملوك زار خلال السنوات الأخيرة، بشكل سري، الأردن ومصر وروسيا والعراق والسعودية، واعتبرت أن لتلك الزيارات جانبين؛ واحد أمني، وآخر يتعلق بتطبيع العلاقات مع تلك الدول لترجمة انتصارات الأسد العسكرية سياسياً.
ونقلت “لوموند” عن عميل مخابرات في دولة مجاورة لسوريا، أن مملوك ناقش في روما ملفات حول الهجرة والأمن، بالإضافة إلى طرق تطوير العلاقات بين دمشق وروما وتوسيع نطاقها داخل دول الاتحاد.
وقالت “لوموند”، واصفة الزيارة بأنها “صفعة للضحايا”، إن الحكومة الإيطالية لم تتجاوب مع محاولاتها للحصول على تعليق حول زيارة مملوك، في حين عبّرت منظمات حقوقية عن “اشمئزازها” من دعوة روما للواء مملوك.
وكشفت الصحيفة أن رد الفعل الوحيد حول هذه الزيارة جاء من فرنسا، التي رفعت دعوى حول ذلك، في حين اكتفت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني بالقول، إنها “ليست على علم بالاتصالات” السرية بين أجهزة الاستخبارات السورية والإيطالية.
تل رفعت وتعثر المفاوضات بين روسيا وتركيا
لا يزال الغموض يلف مصير مدينة تل رفعت ونحو عشر قرى عربية في ريف حلب الشمالي الغربي الخاضعة لسيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، وتتواجد فيها قوات روسية ومليشيات للنظام، رغم توقف العمليات العسكرية لـ”غصن الزيتون” بعد سيطرتها على جبل الأحلام وكيمار وباصوفان وفافرتين وبرجكة وكباشين وبرجها جنوبي مدينة عفرين، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.
وتوقفت عمليات “غصن الزيتون” في 23 أذار/مارس، بعد سيطرة المعارضة والجيش التركي، على معظم منطقة عفرين، دون أن تتقدم باتجاه مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها. وتلى توقف “غصن الزيتون” احتجاجات شعبية غاضبة لأهالي مدينة تل رفعت، قطع فيها المتظاهرون طريق معبر باب السلامة-إعزاز، ومنعوا مرور الارتال التركية، قبل أن يتعهد ضباط أتراك للأهالي بتلبية مطالبهم التي تمحورت حول استعادة قراهم وبلداتهم من “الوحدات” الكردية ومليشيات النظام.
توقف العملية العسكرية قبل استعادة تل رفعت ومحيطها، جاء بأوامر تركية، في محاولة لاستعادتها من دون قتال في إطار اتفاق تركي–روسي. ودخل وفد ضباط أتراك من المخابرات والجيش، إلى قرية كفرنايا في 26 أذار/مارس، وعقد اجتماعاً مع ضباط روس، في أحد مقراتهم في القرية، لمناقشة موضوع تل رفعت. وعاد الوفد التركي إلى مقراته في قاعدة كلجبرين، في محيط إعزاز، من دون التصريح عن نتيجة واضحة للمفاوضات، سوى عبر تطمينات بـ”سير الأمور في الاتجاه الصحيح”، نحو استعادة تل رفعت، بحسب ما قاله الضباط الأتراك للمدنيين.
وبحسب مصادر “المدن”، فإن عدداً من العراقيل تواجه مصير مدينة تل رفعت، وضعها الجانب الروسي. إذ وافق الروس في البداية على دخول القوات التركية إلى تل رفعت، واقترح وضع نقطة مراقبة فيها، وطلب من تركيا عدم السماح لفصائل المعارضة بدخول المدينة، ووضع نقطة لقوات النظام فيها، وهو مارفضه الجانب التركي.
ويُدرك الجانب الروسي أن السيطرة على تل رفعت والقرى المحيطة بها سيقرب فصائل المعارضة أكثر فأكثر من مدينة حلب، وهو السبب الأكبر لعرقلة عملية تسليمها.
رئيس المكتب السياسي لمدينة تل رفعت بشير عليطو، قال لـ”المدن”: “كل الأخبار عن تل رفعت تأتي تحت عنوان تسريبات مجهولة المصدر، وهي لا تتمتع بالمصداقية”، وأضاف: “المؤكد من طرف الأشقاء الأتراك وتصريحاتهم لنا ان هذه المناطق هي من ضمن عملية غصن الزيتون التي لم تنته بعد ولن تنتهي إلا بتحقيق أهدافها بالقضاء على الإرهاب وعودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم”. وأشار عليطو إلى “أن الأمر يخضع لتفاهمات، لم تتحقق حتى الآن، رغم كونها أولوية عند جميع الأطراف في الوقت الحالي وخصوصاً تركيا. وكل الأطراف تعلم أنه لا وجود للاستقرار في هذه المنطقة، ما دامت محتلة وأهلها مُهجّرين”.
“تحرير الشام” تواصل معاركها الخاسرة
استعادت “جبهة تحرير سوريا” السيطرة على قرية بسرطون وتلال محيطة بها في ريف حلب الغربي، وقتلت 7 عناصر من “هيئة تحرير الشام”، أثناء المعارك بينهما. واستخدم الطرفان، بشكل مكثف، الأسلحة الثقيلة من دبابات وهاون ومدفعية 130، في القصف المتبادل الذي طال بسرطون وتقاد وتديل وأطراف عين جارة والشيخ بركات وأطراف دارة عزة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
ونجحت “تحرير سوريا”، الأربعاء، في الانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، مستفيدة من إشغال الجبهات في ريف ادلب من قبل “صقور الشام” التي فتحت محاور متعددة في أطراف جبل الزاوية، ما أجبر “تحرير الشام” على إرسال تعزيزات عسكرية من مواقعها في ريف حلب الغربي إلى جنوبي إدلب.
وتمكنت “تحرير سوريا” من إزالة الخطر الذي كان يحدق بـ”الفوج 111″، وقرية مكلبيس وأطراف جبل الشيخ بركات قرب دارة عزة، وهي المحاور التي شهدت تكثيفاً للعمليات الهجومية من قبل “تحرير الشام” خلال الأيام القليلة الماضية.
محاور الاشتباك التي فتحتها “صقور الشام” تركزت نحو قرى مصيبين ومجدليا شرقي أريحا، وفي المناطق التي تفصل معربليت عن مصيبين الواقعة بالقرب من طريق حلب–اللاذقية، وفي منطقة الحرش القريبة من مدينة أريحا. كذلك شهدت أطراف قرية الجرادة شمالي معرة النعمان اشتباكات متقطعة بين الطرفين، وأسفرت المعارك عن مقتل 10 عناصر من الطرفين.
ومن المتوقع أن تستفيد “تحرير الشام” في معاركها مع “تحرير سوريا” خلال الأيام القليلة القادمة من عناصرها الذين هُجّروا من الغوطة الشرقية، وعددهم 200 عنصر. ولا يُعرفُ بعد إن كانت “تحرير الشام” ستنجح بإقناعهم للقتال في صفوفها، وتعديل الكفة لصالحها في معركتها المتعثرة.
لم تحقق “تحرير الشام” أياً من أهدافها في القتال المتواصل، لليوم ال38 على التوالي، وكانت المعركة بالنسبة لها حرب استنزاف خاسرة كلفتها أكثر من 300 عنصر، والمزيد من الاحتقان الشعبي الرافض لوجودها في ريف حلب الغربي وإدلب، في المقابل خسرت “تحرير سوريا” و”ألوية صقور الشام” 100 عنصر على الأقل، لكنهما نجحا حتى الآن في إفشال محاولات “تحرير الشام” للهيمنة على إدلب وما حولها من مناطق سيطرة المعارضة المسلحة.
النظام يجبر مُهجّري الغوطة على المرور في مناطق الشبيحة
عمار حمو
وصلت عشرات الحافلات للمهجرين قسرياً من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، وبينهم قادة عسكريون من “فيلق الرحمن”، إلى الشمال السوري، الأربعاء، في الدفعة الرابعة من عمليات التهجير القسري ضمن “التسوية” المتفق عليها بين “الفيلق” والجانب الروسي.
وبلغ عدد الحافلات الواصلة إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي أكثر من 65 حافلة، تقل أكثر من 3500 شخص. مُهجّر من الدفعة الرابعة، قال لـ”المدن”، إن الرحلة استغرقت نحو 20 ساعة، منها أكثر من 12 ساعة انتظار وتجميع وتفتيش في مناطق النظام في ريف دمشق.
وتنطلق الحافلات على شكل مجموعات، من المعبر المخصص في عربين، إلى منطقة البانوراما على أطراف حرستا، حيث يتم تجميع كامل القافلة، وتفتيشها من قبل مليشيات النظام، قبل أن تواصل طريقها إلى الشمال السوري.
وكان من المقرر أن يخرج من القطاع الأوسط نحو 7000 شخص بينهم مدنيون وعسكريون من “فيلق الرحمن” و”تحرير الشام”، على دفعات، بحسب ما ذكر إعلام النظام، بعد توقيع الاتفاق بين “الفيلق” والجانب الروسي في حي جوبر الدمشقي. ولكن مع خروج الدفعة الرابعة تجاوز عدد المهجرين 16500 شخص، والعدد قابل للازدياد بحسب ما ذكر مصدر من “فيلق الرحمن”، لـ”المدن”.
وبحسب مصدر محلي من مدينة عربين، فإن مقاتلي المعارضة في عربين، سيستقلون آخر حافلة تخرج من القطاع الأوسط، عبر المعبر من مدينتهم، وبعدها تبدأ مليشيات النظام بالدخول إلى آخر معاقل الثوار في القطاع الأوسط.
وقال المصدر إن “مئات العائلات التي كانت تفضّل البقاء تحت سيطرة النظام وعدم التهجير إلى الشمال عدلت عن رأيها بعد ارتكاب نظام الأسد لانتهاكات بحق مدنيين في المناطق التي بسط سيطرته عليها كمدينتي سقبا وكفربطنا”.
وأكد مصدر محلي من مدينة عربين، لـ”المدن”، أن “أعداد الراغبين في الخروج تتزايد، وأن الناس يفترشون الطرقات بانتظار إجلائهم، وبعضهم جاء من بلدات سيطر عليها النظام في حملته الأخيرة على القطاع الأوسط”. وأضاف أنه يتوقع خروج آخر دفعة، الخميس، و”لكن العملية مستمرة حتى خروج آخر شخص راغب في الخروج إلى الشمال السوري”.
ناشطون من مدينة كفربطنا كانوا قد اتهموا قوات النظام بتنفيذ إعدامات ميدانية لـ23 مدنياً من المدينة، الإثنين، بينهم 5 نساء، أثناء عمليات مداهمة وتمشيط، وسبق ذلك أنباء عن اعتقال 150 شاباً من مدينة سقبا من أجل “التجنيد الإجباري”.
واتبع النظام طريقاً جديداً لسير قوافل المهجرين من القطاع الأوسط، إذ استبدل الطرق المعتادة بطريق يمر في محافظة طرطوس على الساحل السوري. مصدر من قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، قال لـ”المدن”، إن قافلات المهجرين عادة ما تسلك طريقين؛ هما طريق حمص–مصياف–حماة، أو طريق حمص– السلمية–حماة، ولكن القوافل الأخيرة أجبرت على المرور من الساحل السوري.
وبحسب ما ذكر عدد من المهجرين، على متن الدفعات الأربع، فالقافلات التي أقلتهم مرّت في مناطق موالية للنظام، وبعضها تعدّ مراكز تجمع لشبيحة النظام، ضمن ما قالوا إنه سياسة “الحرب النفسية” التي يتبعها النظام ضد المعارضة.
وقال أحد المهجرين لـ”المدن”: “تم تجميعنا في البانوراما على أطراف حرستا، وبدلاً من سير الحافلات إلى الشمال السوري مباشرة، اتجهت القافلات إلى مساكن برزة وعش الورور، (مناطق الشبيحة في ريف دمشق) وتواجد أثناء مرورنا عشرات الموالين، وجّهوا عبارات وهتافات مسيئة وتحريضية علينا، كما أن القافلة مرّت بقرى علوية في الساحل السوري، وحدث الأمر ذاته”.
مصدر في الشمال السوري، قال لـ”المدن”، إن “النظام اتبع هذه السياسة وحوّل مسار الحافلات مروراً بقرى علوية كانت قد خسرت العشرات من شبابها على تخوم الغوطة الشرقية، في محاولة لرفع معنوياته، وتأكيداً على انتصاره”.
“فيلق الرحمن” كان قد توصل إلى اتفاق “تسوية” مع الجانب الروسي، الجمعة، يقضي بخروج مقاتلي المعارضة بسلاحهم الفردي، والراغبين من المدنيين بالخروج، وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء. ويعمل “فيلق الرحمن” على تحقيق بند تفاوضي إضافي مع الجانب الروسي، يقضي بإخراج عائلات عناصر “فيلق الرحمن” من مدينة دوما والمحسوبين عليه، عبر مخيم الوافدين. وبحسب مصادر من مدينة دوما، فإن “الفيلق” يسجل قوائم أسماء الراغبين في الخروج من دوما، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الخصوص حتى الآن.
روسيا: عمليات الغوطة انتهت تقريباً.. ودوما “تنتظر“
دبي – العربية نت
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها، اليوم الخميس، إن “عملية مكافحة الإرهاب” في الغوطة الشرقية بسوريا انتهت تقريبا.
وأضافت زاخاروفا في إفادة أسبوعية أن مدينة دوما، وهي المدينة الرئيسية في الغوطة الشرقية، لا تزال تحت سيطرة مقاتلين من المعارضة.
وكان #جيش_الإسلام قد جدد تمسكه بالبقاء بمدينة #دوما ورفضه تهجير سكانها، مؤكدا أن المفاوضات مع روسيا ما زالت مستمرة كما الهدنة أيضا وبموعد زمني مفتوح.
وفي هذه الأثناء، تعيش دوما أياماً حاسمة أو “هدوء ما قبل العاصفة” بانتظار التوصل لاتفاق مع روسيا يفضي ببقاء جيش الإسلام فيها وعدم تهجير أي من سكانها، أما في حال تعثر الاتفاق فلا خيار سوى التصعيد، بحسب ما أكد جيش الإسلام.
ولعل هذا التصعيد غير مستبعد من قبل النظام السوري ومن خلفه روسيا أيضاً.
من جهته، لا يزال النظام يدفع بتعزيزاته العسكرية، مطوقاً المدينة، استعدادا لعملية وصفها مقربون من الأسد بالضخمة رغم أن المدينة يعيش فيها نحو مئتي ألف مدني.
وفي هذا السياق، قال مسؤول موالٍ للنظام، طلب عدم ذكر اسمه، إن الوضع يمر بمرحلة حاسمة، مضيفاً لرويترز “سيكون هذان اليومان حاسمين”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
يذكر أن قوات النظام سيطرت على معظم #الغوطة_الشرقية في عملية بدأتها في 18 فبراير. وقال رجال إنقاذ والمرصد السوري إن أكثر من 1600 شخص قتلوا في بعض من أعنف عمليات القصف في الحرب وأُصيب الآلاف.
وكان نحو مليوني شخص يقطنون الغوطة الشرقية قبل القتال، وكانت المنطقة مركزاً صناعياً وتجارياً قبل الحرب، وكانت المناطق الريفية في الغوطة هي المصدر الرئيسي لسكان العاصمة للمنتجات الطازجة ومنتجات الألبان.
لائحة مسربة بأسماء مليون ونصف مطلوب للأسد في سوريا
دبي – قناة العربية
تتضمن لائحة أسماء مليون ونصف سوري ليسوا فقط من المشتتين في دول اللجوء، وإنما مطلوبون من قبل #نظام_الأسد وأجهزة مخابراته.
وتتجدد هذه اللائحة باستمرار، وقد تم تسريبها إلى موقع الكتروني معارض، وهي تضم معارضين بارزين، ومئات الآلاف من الناس العاديين.
وتتنوع التهم بين مطلوبين للخدمة العسكرية، أو التحريض على الاحتجاجات والهتاف ضد #النظام في مدنهم.
ويأتي الإثبات عبر محرك يظهر مع إدخال البيانات الشخصية إن كان الشخص مطلوبا، والتهمة المنسوبة إليه.
علما بأن بعض المطلوبين لا يزالون في المناطق التي تخضع لسيطرة #المعارضة، خاصة محافظة #إدلب التي تم نقل أعداد من المقاتلين والناشطين إليها بموجب اتفاقيات عندما أعيدت مناطقهم لسيطرة النظام.
ويتخوف بعضهم من احتجاز النظام لهم ومنعهم من الخروج.
روسيا: المحادثات مستمرة مع جيش الإسلام للخروج من الغوطة السورية
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله يوم الخميس إن المحادثات مع جماعة جيش الإسلام المسلحة في سوريا بشأن الرحيل عن جيب الغوطة الشرقية مازالت مستمرة.
ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية في صورة من أرشيف رويترز.
إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن
روسيا: نحو 5300 مقاتل غادروا عربين السورية إلى إدلب
موسكو (رويترز) – نقلت وكالات أنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها يوم الخميس إن نحو 5300 مقاتل وعائلاتهم غادروا الغوطة الشرقية يوم الأربعاء.
وقال مركز المصالحة الذي تديره الوزارة في سوريا إن المقاتلين غادروا مدينة عربين وتوجهوا إلى إدلب في شمال البلاد.
إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود