أحداث السبت، 08 حزيران 2013
حمص الهدف المقبل للنظام
لندن، موسكو، دمشق، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب
عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان تحل قوات من بلاده مكان القوة النمساوية التي قررت الانسحاب من المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية (اندوف) على جبهة الجولان. واوضح بوتين ان هذا العرض هو مجرد اقتراح ويمكن ان يتحول الى واقع اذا وافقت عليه القوى الاقليمية، واذا طلب الامين العام للامم المتحدة ذلك.
وتعود اهمية عرض بوتين الى ان مشاركة القوات الروسية تطمئن الاسرائيليين في هذه المنطقة التي يتخوفون من ان تشكل نقطة مواجهة سورية – اسرائيلية، وذلك على الرغم من الدعم الذي تقدمه روسيا لنظام الرئيس بشار الاسد. وتتخوف اسرائيل من ان تقع المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان في ايدي قوى يمكن ان تصعد المواجهة معها، بعد اكثر من اربعين سنة من الهدوء. اذ نقلت وكالة «فرانس برس» عن الكولونيل الاسرائيلي في الاحتياط جاك نرياه الذي عمل محللاً سابقاً للاستخبارات العسكرية ان انسحاب النمسا يطرح السؤال حول الاستقرار بين اسرائيل وسورية، اذ ان العناصر الفيليبينيين الذي سبق ان تعرضوا لعمليات خطف يمكن ان يلحقوا بالنمساويين. وطالب مجلس الامن بتقديم حل. واضاف: «لا يمكننا ترك هذه المنطقة من دون مراقبين، فليس من مصلحة سورية ان تكون في حالة توتر الان مع اسرائيل».
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان عشرات المدنيين السوريين حاولوا الوصول الى الجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل ظهر اول من امس، لكن الجيش الاسرائيلي منعهم على معبر القنيطرة الذي كان ما زال مقفلا امس.
على الصعيد الميداني الداخلي، صعد مقاتلو المعارضة امس عملياتهم داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب في محاولة للسيظرة عليه بعد اشهر من الحصار ضمن ما عرف بـ»معارك تحرير المطارات» في شمال سورية وشمالها الغربي. وحلقت طائرات مروحية في سماء المطار وقصفت اطرافه، اضافة الى ضربه بصواريخ ارض – ارض.
وافاد «الحزب الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم انه سيطر على قرية باصلة التابعة لناحية شيراوا في منطقة عفرين شمال حلب وقرب حدود تركيا، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الجيش الحر» الذين كانوا متحصنين في القرية منذ أسبوعين. واضاف ان باصلة وقرى محيطة «باتت تحت حماية وحداتنا في الكامل»، لافتا الى ان وحداته قتلت 70 مسلحا وجرحت عشرات ودمرت دبابتين.
وخرجت تظاهرات امس في مختلف المدن السورية لتحية القصير بعد يومين على سقوطها في يدي الجيش السوري وومقاتلي «حزب الله» واطلق المتظاهرون شعار «الغوطة والقصير ارادة لا تنكسر»، وهاجمت الشعارات واللافتات التي رفعت الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. واعتبرت ان القصير كشفت «زيف مقاومته وحقدهم الاعمى»، بحسب ما جاء في لافتة في بلدة كفرنبل في ادلب. وفي بلدة اللطامنة في درعا رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «الاسد باع الجولان، العرب باعوا القصير، العالم باع سورية». وفي مدينة دوما في ريف دمشق التي تعرضت لقصف عنيف، خرج متظاهرون في احد احيائها وصرخوا «يا الله تحمي حمص يا الله».
ودعا مجلس الامن في بيان امس السلطات السورية الى السماح للمنظمات الانسانية بالدخول بحرية الى مدينة القصير، ووافق على البيان جميع اعضاء مجلس الامن، ومن بينهم روسيا. وطالب البيان بـ «الوصول الفوري والامن ومن دون عراقيل» الى المدنيين. كما ذكر السلطات السورية بـ «مسؤوليتها» عن حمايتهم.
وقال مسؤول سوري حكومي لـ «أسوشييتد برس» إنه بعد القصير سيكون الهدف المقبل للنظام مدينة حمص ومحيطها. وحمص ثالث أكبر مدن سورية ولها أهمية استراتيجية ورمزية للنظام. واضاف المسؤول: «وضعت القيادة (العسكرية) خطة يتم تنفيذها (الآن)». وتابع أن الجيش سينفّذ «هجمات سريعة ومتتالية» ليضمن المدخل الشمالي لمدينة حمص وهو سيطر على قرية الخالدية الواقعة على هذه الطريق الخميس. ويهدف الجيش أيضاً إلى استعادة السيطرة على معاقل الثوار في الرستن وتلبيسة، وهما مدينتان تقعان إلى الشمال من حمص.
وفي درعا جنوب البلاد، اعلنت مصادر المعارضة ان صفقة عقدت بين النظام و»الجيش الحر» اسفرت عن اطلاق والد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مقابل الافراج عن 45 معتقلا بينهم 16 امرأة والطلفة ماسة مسالمة.
من جهة اخرى، وجهت الامم المتحدة نداء لجمع 5 بلايين و200 مليون دولار حتى كانون الاول (ديسمبر) المقبل لمساعدة اكثر من عشرة ملايين سوري اي قرابة نصف عدد سكان سورية، تضرروا جراء النزاع في بلادهم. ويعتبر هذا المبلغ قياسياً ويزيد بثلاثة اضعاف عن المبلغ السابق البالغ بليوناً ونصف بليون دولار الذي قالت الامم المتحدة انها بحاجه اليه لتغطية عملياتها هذا العام. وتوقعت الامم المتحدة ان يزداد عدد اللاجئين جراء الحرب السورية الى 3 ملايين و450 الفاً بنهاية هذا العام. وداخل سورية تتوقع الامم المتحدة ان يصبح 6 ملايين و800 الف شخص بحاجة للمساعدة، غالبيتهم اجبروا على مغادرة منازلهم.
دمشق: استعدنا آخر معقل للمعارضة في القصير
دمشق – ا ف ب
اعلن التلفزيون السوري الرسمي ان “آخر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القصير وسط غرب سورية، سقط بايدي قوات النظام”.
وقالت القناة ان “قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والامان الى البويضة الشرقية”، التي لجأ اليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير هذا الاسبوع.
نصف سكان سوريا في حاجة إلى مساعدة
النظام يهاجم البويضة الشرقية ويحشد في حلب
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ
دخلت القوات السورية النظامية يدعمها مقاتلو “حزب الله” اللبناني المسعودية والصالحية في ريف القصير وشنت هجوماً على قرية البويضة الشرقية التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في هذه المنطقة بعدما كانت سيطرت على مدينة القصير الاربعاء. ودعا مجلس الامن السلطات السورية الى السماح لفرق الاغاثة بدخول القصير وحماية المدنيين. ووجهت الامم المتحدة نداء لجمع 5,2 مليارات دولار حتى كانون الاول في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة اكثر من عشرة ملايين سوري اي قرابة نصف عدد سكان سوريا، تضرروا من جراء النزاع في بلادهم.
وبينما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احلال كتيبة روسية محل الكتيبة النمسوية التي قررت فيينا سحبها من قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك في الجولان “اندوف”، اعلنت الامم المتحدة استحالة قبول العرض لان الاتفاق الخاص بهذه القوة ينص على عدم اشراك جنود من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. ويحتاج تعديل الاتفاق إلى موافقة سوريا واسرائيل.
واستناداً الى ناشطين، بدأت قوات النظام السوري يدعمها “حزب الله” هجوما على بلدة البويضة الشرقية، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في ريف القصير الذي كان لجأ اليه الاف المقاتلين والمدنيين والجرحى قبل سقوط القصير الاربعاء.
ويرى المحللون ان هدف النظام السوري بعد القصير هو السيطرة على كامل محافظة حمص لتأمين طريق آمن بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن الجيش النظامي حشد من جهة ثانية قوات في محافظة حلب التي تسيطر المعارضة المسلحة على اجزاء كبيرة منها. وقال ان قوات النظام “تسعى الى قطع طرق الامداد والسلاح من جهة تركيا عن الثوار”. واشار الى ان “حزب الله” ارسل “العشرات من كوادره لتدريب مئات السوريين الشيعة على القتال” لمساندة الجيش السوري.
من جهة أخرى، تحدث المرصد عن استيلاء مقاتلي المعارضة “على بعض نقاط للقوات النظامية” في بلدة معضمية الشام جنوب غرب دمشق بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ الصباح.
الأمم المتحدة: النداء الأكبر لمساعدة نصف الشعب السوري
روسيا تحذر من التدخل لتغيير الوضع في سوريا ميدانياً
توجهت الانظار الى الوضع الميداني في سوريا في مرحلة ما بعد حسم معركة القصير، حيث قد تتزايد الرهانات الداخلية والخارجية على التطورات العسكرية قبل مؤتمر التسوية المفترض في جنيف في تموز المقبل. وفي هذا السياق، هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الدول الداعية لتسليح المعارضين السوريين لتغيير الوضع على الارض، مؤكداً ان هذا الامر لن يؤدي إلى شيء، مكرراً في الوقت نفسه دعوته لمشاركة اكبر عدد من الدول المؤثرة في الأزمة السورية، بينها دول الجوار وإيران ومصر، في مؤتمر «جنيف 2».
في هذا الوقت، هاجمت القوات السورية بلدة البويضة الشرقية في ريف القصير، وهي تعتبر آخر معقل للمسلحين الذين فروا من القصير والضبعة وقرى أخرى استردها الجيش خلال اليومين الماضيين، وهو يستعد لمهاجمة معاقل المسلحين في محافظتي حمص وحلب. واستطاعت القوات السورية، أمس الأول، السيطرة على معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل بعد ساعات من هجوم المسلحين عليه. (تفاصيل صفحة 13)
وحذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن حوالي 10 ملايين سوري سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بنهاية العام 2013 وأطلقت مناشدة عاجلة لجمع تمويل قالت إنه الأكبر في التاريخ للتعامل مع أزمة الحرب. وقال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، وهو يعلن مناشدة لجمع حوالي خمسة مليارات دولار قبل نهاية العام الحالي، «سوريا تتفكك كحضارة». وتتوقع الأمم المتحدة، استناداً إلى التدفقات الحالية للاجئين، أن يتضاعف عددهم في دول الجوار في الأشهر السبعة المقبلة إلى 3.45 ملايين من 1.6 مليون لاجئ.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلي في موسكو، «لقد حذرنا منذ زمن من التدويل المتواصل للأزمة السورية. ثمة المئات، إن لم نقل الآلاف من المسلحين الذين يقاتلون ضد القوات الحكومية السورية، بينهم مقاتلون، ليس فقط من الدول المجاورة، بل ومن الدول الأوروبية».
وأضاف «إذا كان ممثل الإدارة الأميركية يرى أن القوات الحكومية السورية تواجه صعوبات في ميدان المعركة وتحتاج إلى الدعم، فهذا يعني منطقياً أنها تقارع على الجانب الآخر جماعات مدربة جيداً. وإذا كانت الحال على ما هي عليه فعلاً – وهناك معلومات بأن مدربين أجانب ساعدوا المعارضة – فإن الدعوات الصادرة لإدانة أحداث القصير، على اعتبارها عملية ضد السكان المدنيين، تحمل في طياتها ما يكفي من النفاق».
وأشار إلى أن «جميع أطراف النزاع، من دون استثناء، يجب أن تتقيد بالقوانين
الدولية الإنسانية»، مضيفاً «سنعمل على أن تطبق جميع الأطراف، الحكومة والمعارضة، القانون الإنساني الدولي، لكن استغلال القوانين الإنسانية الدولية في سوريا بهدف رسم لوحة مشوهة أمر غير مقبول».
واعتبر لافروف أن «تقديم الدعم للمعارضة السورية المسلحة من أجل تغيير ميزان القوى على الأرض لن يفضي إلى شيء». وقال «يجب أن نحدد موقفنا. هل نريد دعم العملية السياسية، وفي هذه الحال علينا أن نجعل (جميع الأطراف) تجلس حول طاولة الحوار، أو أننا نريد دعم تغيير النظام. ولهذا نحن قلقون من التصريحات التي تطلقها قيادة ما يعرف بالجيش السوري الحر وبعض ممثلي الولايات المتحدة، والزاعمة بأن دعم المعارضة السورية المسلحة سيستمر حتى استعادة التوازن العسكري على الأرض. إنه طريق لا يفضي إلى شيء».
وقال «تحدثنا كثيراً عن سوريا، وأطلعنا الأمين العام على الجهود التي تقوم بها روسيا إلى جانب شركائها لتطبيق مبادرة موسكو وواشنطن لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، وتحدثنا عن الصعوبات التي يتوجب تخطيها». وأوضح أن «موقفنا المشترك (مع منظمة التعاون الإسلامي) يتمثل بضرورة أن يبذل جميع اللاعبين الخارجيين ما بوسعهم للتمهيد للعملية السلمية، وتأمين سعي بناء للمفاوضات من جانب الحكومة والمجموعات المعارضة على حد سواء».
وأشار لافروف إلى أن «روسيا تؤيد أوسع مشاركة للمعارضة السورية في المؤتمر (جنيف 2) وأوسع مشاركة للدول المؤثرة في الإقليم، ومن بينها الدول المجاورة لسوريا، وإيران ومصر، وكافة القادرين على التأثير للتوصل إلى توافق بين الحكومة والمعارضة حول معايير المرحلة الانتقالية كما جاء في بيان جنيف في 30 حزيران العام الماضي، الذي يعتبر أساساً للمباحثات التي نقترحها».
بدوره، أعلن أوغلي أن «منظمة التعاون الإسلامي تدعم عقد مؤتمر جنيف 2 ومستعدة للمساهمة فيه».
وكان لافروف قال، أمس الأول، «نواصل أعمالنا مع الحكومة (السورية) التي أعلنت أنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر، وأن وفدها سيكون برئاسة وزير الخارجية» وليد المعلم. وأضاف إن «المشكلة التي لم تحل بعد في الوقت الراهن، هي مشاركة مجموعات المعارضة السورية في هذا المؤتمر» منتقداً «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، موضحاً أن «الائتلاف الوطني لا يريد (تحديد موقفه من المشاركة) ويطرح شروطاً مسبقة: أولاً رحيل النظام وبعد ذلك الاتفاق. اعتقد أن هذا الموقف غير منطقي».
وكان لافروف قال، أمس الأول، «أصبحت قضية الأسلحة الكيميائية موضع تكهنات واستفزازات. لا أستبعد أن يريد أحد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط احمر، وأن التدخل الخارجي ضرورة».
ويأتي ذلك في ما تضغط فرنسا على الولايات المتحدة في محاولة لإجبارها على التدخل في سوريا، بذريعة «استخدام السلطات السورية أسلحة كيميائية»، وهو أمر ترفضه واشنطن، مشددة على أنها تريد إجراء المزيد من التحقيقات في الموضوع.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
هل يغيّر تعيين أوباما رايس وباور من سياسته السورية؟
أثار قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تعيين سوزان رايس مستشارة للأمن القومي في البيت الأبيض وترشيح سامانتا باور خلفاً لها مندوبةً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بعض التساؤلات حول تغيير محتمل في سياسة الإدارة الأميركية تجاه سوريا.
فكل من رايس وباور من المؤيدين لنظرية التدخل الإنساني في الشؤون الدولية. وخطوة أوباما تزامنت مع تكاثر الحديث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا ومع حسم السلطات السورية معركة القصير واستعدادها لإعادة السيطرة على مناطق أخرى تتحصن فيها المجموعات المسلحة، في وقت تتعثر الجهود الأميركية ـ الروسية لعقد مؤتمر «جنيف 2» الذي تم تأجيله من حزيران الحالي إلى تموز المقبل.
يشار إلى أن رايس وباور كان لهما دور أساسي في إقناع أوباما بالتدخل عسكرياً في ليبيا، إلا أن هذا الملف الليبي هو ما حال لاحقا دون أن تتولى رايس منصب وزيرة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، لان الجمهوريين عارضوا ذلك بشدة لأنهم اعتبروا أن تفسيرها للهجوم على مقر البعثة الديبلوماسية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول الماضي كان مضللا.
وكانت رايس قد امتنعت، خلال الحملة الانتخابية لأوباما، عن القول إن تنظيم «القاعدة» وراء الهجوم الذي قتل فيه السفير الأميركي، وأعلنت أن ما حدث هو تظاهرات عفوية خرجت عن السيطرة. ويعتبر الجمهوريون أنها لو قالت الحقيقة لكان أوباما فشل في الفوز بولاية ثانية. وتعيين رايس مستشارة للأمن القومي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر الجمهوريون عليه.
أما باور، فبالإضافة إلى دعمها للتدخل العسكري في ليبيا، فإن لها كتابات عديدة تنتقد فيها فشل الإدارة الأميركية في التدخل في رواندا، وهي من دعاة التدخل في البلقان. وانتقدت، في كتابها «مشكلة من الجحيم»، «تسامح الولايات المتحدة مع الفظائع والعنف في وقت كان هناك معرفة كاملة لما يجري». وقد تم انتقادها على أساس أنها ترد على «مشكلة من الجحيم» بـ«حل من الجحيم».
وبالرغم من مواقف كل من باور ورايس من التدخل العسكري لدوافع إنسانية، فإن أكثرية المحللين يتفقون على أن خطوة أوباما لا تعني أي تغيير في سياسته تجاه سوريا. ويعتبرون أنه حتى لو أرادت رايس وباور دفعه للتدخل، فلن تنجحا في ذلك.
وفي حديث الى «السفير»، يقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» في واشنطن جوناثان شانزر «لا يبدو أن سياسة الرئيس تجاه سوريا مرنة في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أن رايس «قبل هذا التعيين، هي ضمن الحلقة الضيقة لأوباما وتتشاور معه بانتظام حول الشؤون الدولية».
ويشير شانزر إلى الاختلاف بين المحللين ووسط أعضاء الكونغرس حول فكرة التدخل، موضحاً أن «ثمة قلقاً من دعم جهة على أخرى لأنه لا وجود لخيار جيد». ويضيف «من الصعب الاختيار مع وصول جبهة النصرة وغيرها من المجموعات إلى الساحة» السورية.
ويوافقه هذا الرأي الباحث في الشؤون الخارجية في «معهد كاتو» في واشنطن كريستوفر بريبل. ويقول، لـ«السفير»، إنه لا يعتقد أن رايس ستغير السياسة الحالية للإدارة الأميركية تجاه سوريا، لافتا إلى أن «مزاج الشعب الأميركي هو أكثر أهمية من مزاج مستشار الأمن القومي».
ويرى بريبل أنه حتى الحظر الجوي الذي يطالب به البعض ليس له تأييد لأنه سيؤدي إلى تدخل أوسع غير مرغوب به. ويوضح «بعد 48 ساعة من بدء الحظر الجوي على ليبيا، كانت القوات الأميركية على الأرض. بالكاد كان الحظر الجوي خطوة أولى. كان مزحة»، مضيفا «من الخطأ أن ينتظر الناس في الشرق الأوسط أن تتدخل الولايات المتحدة في الأزمة السورية. أذكّرهم بأن آخر مرة تدخلت في المنطقة، أي في العراق، تسبب ذلك بضرر فظيع».
غير أن الداعمين للتدخل في سوريا يرون الأمور من ناحية مختلفة. فالباحثة في «معهد الدراسات الحربية» في واشنطن اليزابيث اوباغي تبذل جهوداً كبيرة لدفع الإدارة الأميركية إلى التدخل. وتحاول «خلق زخم في الكونغرس» كما تقول، لتمرير مشروع القرار بشأن تسليح المعارضة السورية. يذكر أن هذا المشروع وافقت عليه مؤخرا لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. واوباغي هي أيضا مديرة سياسية في «سيريان إمرجنسي تاسك فورس» في واشنطن، وتعمل على تنظيم لقاءات بين أعضاء من المعارضة السورية في واشنطن وموظفين لدى أعضاء الكونغرس.
روسيا تقترح هيئة انتقالية من المعارضة والحكومة وقوة سلام في الجولان
الجيش السوري يستعد لعملية واسعة في ريف دمشق
‘النصرة’ تنزل علم الثورة وترفع علمها في حلب
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ جنيف ـ موسكو ـ وكالات: يستعد الجيش السوري لتنفيذ عملية واسعة في بلدات ريف دمشق الحدودية وصولاً إلى الزبداني بعد الانجاز الذي حققه في القصير، في وقت حذر الجيش اللبناني من انه سيلجأ الى القوة لمنع نقل الحرب السورية الى لبنان.
وبدأت قوات النظام السوري مدعومة من حزب الله بعد ظهر الجمعة هجوما على بلدة البويضة الشرقية، آخر مواقع مقاتلي المعارضة في ريف القصير الذي كان لجأ اليه الاف المقاتلين والمدنيين والجرحى قبل سقوط مدينة القصير الاربعاء، بحسب ما ذكر ناشطون.
وكان تلفزيون ‘المنار’ اللبناني التابع لحزب الله ذكر ان ‘الجيش السوري يهاجم تلة يتحصن فيها المسلحون في البويضة الشرقية’.
وقال ناشطون عبر سكايب ان ‘قوات النظام بدأت هجوما على البويضة الشرقية’.
وكشف ضابط في الجيش السوري يقود أجزاء من العمليات في القصير لـ’القدس
العربي’ أن الوجهة المقبلة للهجوم العسكري للجيش السوري سيكون ‘حدودياً’ أيضاً
نحو الجنوب باتجاه سلسلة قرى وبلدات جبال القلمون، أي نحو القرى الحدودية
التابعة إدارياً لريف دمشق وصولاً إلى بلدتي الزبداني ومضايا، مروراً برنكوس
والنبك ويبرود وفليطة وغيرها من البلدات الحدودية الخارجة عن السيطرة.
يتحدث الضابط السوري الرفيع عن تعزيزات ستتوجه بعد انتهاء كامل معارك ريف حمص من محورين، الأول تعزيزات من عناصر الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الرابعة من العاصمة دمشق ستتوجه عبر بلدة التل بريف دمشق تقابلها تعزيزات قادمة من ريف حمص.
الى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن مجموعة من الشباب رفعوا علم ‘جبهة النصرة’ و’الدولة الاسلامية في العراق والشام’ على أحد الأعمدة بدوار الحلوانية بمدينة حلب شمال سورية.
وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن مجموعة الشباب أنزلوا ‘علم الثورة وألقوه على الأرض، الأمر الذي قوبل باستياء من قبل نشطاء في الحلوانية’.
ويخشى مؤيدون للثورة السورية تصاعد الخلافات بصفوف المعارضة.
جاء ذلك فيما أكد نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف على أن مؤتمر ‘ جنيف 2 ‘ سيهدف إلى إنشاء هيئة انتقالية توافقية يتكون أعضاؤها من الحكومة السورية والمعارضة الوطنية.
ونقلت قناة ‘روسيا اليوم’ الروسية الإخبارية عن بوغدانوف قوله إن الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية.
وأضاف مبعوث الرئيس بوتين أن ‘المعارضة التي يجب أن تتمثل في هذه الهيئة هي المعارضة الوطنية التي تتمتع بنفوذ في المجتمع السوري’.
وأشار بوغدانوف إلى أن كافة القوى الراديكالية المتطرفة التي تقاتل على الأراضي السورية يجب أن لا يكون لها مكان في عملية التسوية المستقبلية في البلاد.
وقبل ذلك اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ارسال قوة سلام روسية لتحل مكان الكتيبة النمساوية التي تعتزم الانسحاب من هضبة الجولان مع تمدد النزاع السوري الى هذه المنطقة الواقعة على تماس بين اسرائيل وسورية.
وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية ‘نظرا الى الوضع الصعب الذي يتبلور اليوم في هضبة الجولان، سيكون بامكاننا الحلول محل الكتيبة النمساوية التي ستغادر هذه المنطقة’.
وغداة المعارك التي حصلت عند معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، عززت اسرائيل انتشارها العسكري في المنطقة التي تحتلها منذ 1967، وعبرت عن قلقها من انسحاب القوة النمسوية المشاركة في القوة الدولية المنتشرة في الجولان لمراقبة وقف اطلاق النار بين سورية واسرائيل اللتين لا تزالان في حالة حرب رسمية معلنة.
في لبنان المجاور، دعا الجيش اللبناني الجمعة المواطنين الى التنبه من ‘مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية’.
وقالت قيادة الجيش في بيان انها ‘سعت في الأشهر الأخيرة الى العمل بقوّة وحزم وتروٍّ لمنع تحول لبنان الى ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الأحداث السورية اليه، لكن الأيام الأخيرة حملت اصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سورية’.
وتابع البيان ان ‘التدابير الامنية’ التي سيتخذها الجيش لمواجهة ذلك ‘ستكون حازمة’، وان ‘استعمال السلاح سيقابل بالسلاح’.
ومن جهة اخرى وجهت الامم المتحدة الجمعة نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى كانون الاول (ديسمبر)، في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة اكثر من عشرة ملايين سوري اي قرابة نصف عدد سكان سورية، تضرروا جراء النزاع في بلادهم.
ووجهت الامم المتحدة الجمعة نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى كانون الاول (ديسمبر)، للسوريين المتضررين. وهناك حوالى اربعة ملايين شخص بحاجة الى مساعدة انسانية في سورية، فيما فر حوالى 1.6 مليون سوري من بلادهم الى الدول الخمس المجاورة في المنطقة، بحسب الامم المتحدة.
فيديو: مقاتلون بلجيكيون يشاركون في قطع رأس رجل في سورية
بروكسل ـ ا ف ب: بث تلفزيون بلجيكي الجمعة شريط فيديو يبدو انه صور في سورية يظهر فيه رجال بلجيكيون يتحدثون بالهولندية والفرنسية بلهجة بلجيكية قبل قطع رأس رجل.
وبحسب النيابة العامة الفدرالية البلجيكية المكلفة قضايا الارهاب فإن شريط الفيديو الذي بثته قناة في تي ام الفلامنكية الخاصة ‘سيتم فحصه’ في اطار تحقيق فتح في انفير (شمال) حول توجه متطوعين بلجيكيين للقتال في سورية، بحسب ما افادت المتحدثة باسم النيابة لييفي بيلينز.
ووضع الشريط ومدته نحو دقيقتين على موقع على الانترنت في الايام الاخيرة، بحسب القناة التي اوضحت انها اختارت ‘تعتيم’ بعض الصور لفظاعتها.
ويصور الفيديو رجلا متقدما نسبيا في السن ميتا او فاقدا للوعي ممدا على الارض. وهتف شبان من حوله ‘الله اكبر’ في حين كان احدهم يجز رأسه بسكين.
غير ان الفيديو تضمن ايضا حديثا لهؤلاء الرجال بالهولندية مع لكنة بلجيكية فلامنكية. وقال احدهم ‘اقلبه (..) على بطنه’ و’امسكه جيدا من قدمه’. ثم يدور حديث بالفرنسية لكن ايضا بلكنة بلجيكية ويقول احدهم ‘هكذا جيد’. وفي نهاية الفيديو الذي بثته الجمعة ايضا قناة ار تي ال- تي في اي الفرنكفونية الخاصة، يقطع رأس الرجل.
وقرر وزراء داخلية ثماني دول اوروبية بينها فرنسا وبلجيكا وهولندا، في اجتماع ببروكسل تعزيز تعاونهم للتصدي للتهديد الذي يشكله الشبان الاوروبيون الذين ذهبوا الى سورية للقتال مع مجموعات اسلامية متطرفة.
وبحسب وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس فان اكثر من 600 اوروبي بينهم 120 فرنسيا، توجهوا الى سورية منذ بداية النزاع لقتال القوات النظامية.
وبحسب السلطات البلجيكية فان عشرات البلجيكيين يقاتلون في سورية معظمهم يتحدرون من فلاندر ومنطقة بروكسل.
وزير الخارجية الجزائري: تدخل حزب الله في سوريا زاد الطين بلة
الجزائر- (يو بي اي): أدان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، تدخل حزب الله اللبناني عسكرياً في سوريا، واعتبر أن هذا التدخل “زاد الطين بلة” في الأزمة الدامية التي دخلت عامها الثالث هناك.
وقال مدلسي في حديث لصحيفة (الخبر) الجزائرية، نشر السبت، إنه “في الوقت الذي نطلب فيه من كل الأطراف الفاعلة في الميدان، التنازل عن العنف والسلاح يصعب علينا تقبل أن فلانا أو دولة أو منظمة تدخل في ميدان الحرب وتزيد الطين بله”.
وأوضح أن “موقف الجزائر مبني على أساس أن كل تدخل أجنبي بما فيه حزب الله أو غيره مدان”.
واعترف مدلسي بوجود خلافات حادة بين الدول العربية بشأن الأزمة السورية.
وأضاف أنه بما يخص حزب الله اللبناني “أستطيع القول إنه كانت هناك مواقف متناقضة نوعا ما، البعض يقول إنه ليس لحزب الله الحق في التدخل في شؤون دولة أخرى بهذا المستوى من العنف، والبعض الآخر قال إن حزب الله أخذ هذه المبادرة لسبب رئيسي، وهدفه حماية لبنان وليس التدخل في الشأن السوري، وحاولنا من خلال هذه المواقف الثلاثة، أن نخرج بصياغة توافقية نوعا ما، لكن الأمر كان صعبا جدا”.
وفي رده على الأطراف العربية التي تدعم المعارضة السورية بالسلاح، حذر مدلسي من أن ذلك قد ينقلب عليها مستقبلا.
وقال “إذا كان هناك أطراف تغذي العنف، يجب أن تتراجع عن موقفها، لأنهم إذا استمروا في العنف، فالعنف بصفة مباشرة أو غير مباشرة يلحقهم فيما بعد”.
وجدد مدلسي موقف بلاده من الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الصراع في سوريا.
وقال “الأكيد أن موقف الجزائر كان دائما نفسه، ومن غير الممكن أن جزائر الثورة.. الجزائر الصديقة والشقيقة لسوريا، أن تختار ما بين الأطراف السوريين، بالعكس موقف الجزائر يدعم تلاحم الأطراف، وهذه كانت القاعدة الأساسية لموقفنا منذ بداية الأزمة في سوريا”.
واعتبر أن الحل العسكري فشل في سوريا باعتبار أن “أولى هذه البوادر أن المجتمع الدولي والسوريين خرجوا بقناعة واحدة، وهي أنه من غير الممكن مواصلة الحرب من دون أن نجعل من سوريا دويلات ومنطقة عدم استقرار مستمر، إذن الحل العسكري أصبح بصفة واضحة حلا فاشلا”.
دمشق تؤكد انها استعادت آخر معقل للمعارضة في القصير
دمشق- (ا ف ب): اعلن التلفزيون السوري الرسمي السبت أن القوات النظامية استعادت السيطرة على آخر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القصير وسط غرب سوريا.
وقالت القناة ان “قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والامان الى البويضة الشرقية” التي لجأ اليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير هذا الاسبوع، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وعرض التلفزيون السوري لقطات من داخل البويضة الشرقية تظهر دمارا كبيرا، بينما يشير المراسل الى انفاق قال ان مقاتلي المعارضة استخدموها للتحصن، كما كان الحال في مدينة القصير.
من جهتها، عرضت قناة (المنار) التابعة لحزب الله صورا مباشرة من البلدة نفسها. وقال مراسل القناة ان “البويضة الشرقية آخر معاقل المسلحين في منطقة القصير سقطت”. واضافت “مع سقوط البويضة الشرقية، انتهى ريف القصير”.
واقر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق بمشاركة حزبه في المعارك الى جانب القوات النظامية في القصير. بيد ان التلفزيون الرسمي السوري او “المنار” لا يتطرقان مطلقا الى دور عناصر الحزب في هذه المعارك.
وقال مراسل (المنار) السبت ان “مرحلة جديدة قد بدأت” بعد السيطرة على البويضة الشرقية.
وتعد مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، صلة وصل استراتيجية بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
واوضح ان القوات السورية خاضت “حرب اعصاب” بقصفها البلدة طوال الليلة الماضية، مؤكدا ان هذه القوات لم تفقد ايا من عناصرها خلال عملية السيطرة على البويضة الشرقية.
من جهته، اعرب المرصد السوري لحقوق الانسان عن قلقه على مصير مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في هذه البلدة الواقعة شمال القصير.
وسأل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “اين هم مئات المدنيين والجرحى الذين فروا من القصير ليلجأوا الى البويضة الشرقية؟ ليس لدينا اي اخبار عنهم”.
واكد انه يتعذر الاتصال بكل الناشطين في المنطقة.
وقبل اعلان السيطرة على البويضة الشرقية، كان المرصد افاد صباح السبت عن اشتباكات بين مقاتلين معارضين من جهة، والقوات النظامية وحزب الله من جهة اخرى، عند اطراف البويضة الشرقية.
مروحيات سورية تطلق صواريخ على منطقة حدودية في البقاع اللبناني
بيروت- (ا ف ب): افاد مصدر امني لبناني وكالة فرانس برس ان مروحيات تابعة للجيش السوري النظامي نفذت غارة ليل الجمعة على منطقة قريبة من الحدود اللبنانية السورية في البقاع بشرق لبنان.
وقال هذا المصدر ان “مروحيات سورية القت ستة صواريخ على منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال من دون تسجيل وقوع اصابات”.
وسبق ان تعرضت عرسال، البلدة ذات الغالبية السنية المؤيدة للمعارضة السورية والتي لها حدود طويلة مع سوريا، لقصف من مروحية للجيش السوري.
وشهدت منطقة وادي حميد-عرسال الخميس هجوما شنته مجموعة من المسلحين على حاجز للجيش اللبناني اعقبه اشتباك ادى الى مقتل مسلحين اثنين، وفق بيان للجيش.
وتفيد تقارير ان المعابر غير القانونية بين لبنان وسوريا في عرسال المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية تستخدم كممر للنازحين والجرحى من سوريا منذ بدء النزاع، انما كذلك لتهريب السلاح والمسلحين، وهي حركة يحاول الجيش اللبناني ضبطها.
كتائب الجيش الحر مطالبة بالتعلم من درس القصير… التنسيق والتسلسل القيادي مفتاح النجاح
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يقوم قادة الجيش السوري الحر باعادة تقييم للهزيمة التي منيت بها قواتهم في القصير على يد الجيش السوري وحلفائه من حزب الله يوم الاربعاء. فبعد معارك ضارية استمرت لثلاثة اسابيع اضطر المقاتلون للانسحاب مهددين بفتح جبهات اخرى في لبنان ومناطق سورية الملتهبة.
واهم ما تكشف عنه الهزيمة في القصير هو حاجة المعارضة المسلحة لبنية قوية وتسلسل قيادي كي تقوم بتنسيق عمليات وصول الاسلحة وحركة المقاتلين في الميدان.
ويرى ديفيد اغناطيوس في مقال له في صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان تشجيع الولايات المتحدة وحلفائها للمعارضة السورية على تنسيق جهودها هو موضوع رئيسي في الدعم والتدريب الجديد الذي تقدمه لها. ومع ذلك فقد اظهرت معركة القصير ان هناك الكثير من العمل الذي يجب انجازه خاصة بعد ان واجه المقاتلون قوة ضاربة من الجيش السوري ومقاتلي حزب الله.
وفي الوقت الذي كشفت المعركة هذه عن ضعف المعارضة الا انها اظهرت في الوقت نفسه امكانيات لتحسين ادائها العسكري. فعلى قادة الكتائب الذين يعملون بانفراد التعرف على منافع العمل من خلال قيادة مركزية خاصة فيما يتعلق بتدفق السلاح لساحة المعركة وهذه نقطة يجب اخذها بعين الاعتبار حالة قرر قادة حزب الله توسيع معركتهم بعيدا عن مناطق سيطرتهم التقليدية في جنوب لبنان والقتال في حلب مما يعني تعريض خطوط الامداد والدعم اللوجيستي للخطر.
لم يكن هناك تنظيم
وهنا يشير الكاتب الى ان الجيش السوري الحر ومن اجل مواجهة حزب الله في القصير استدعى كتائب المقاتلين في كل انحاء سورية وحثها للدفاع عن القصير، حيث ذهبت الدعوة الى دير الزور وحمص وحلب وادلب والى دمشق. ولكن مصادر المقاتلين تقول ان الرد اتسم بعدم التنظيم، وكان ضعيفا لغياب التسلسل القيادي المسؤول عن تنظيم المقاتلين واستقبالهم. ويقول الكاتب ان المجلس العسكري الاعلى للثورة السورية وزع على المقاتلين القصير 35 طنا من الاسلحة والذخيرة التي قدمتها السعودية. وقد تم توزيع هذه الشحنة على ‘كتيبة التوحيد’ في حلب و’احفاد الرسول’ في دمشق و’صقور الشام’ في ادلب و’لواء الاسلام’ في دمشق. ولكن مصادر المقاتلين تقول ان الكتيبة الوحيدة التي كانت قادرة على القتال وبطريقة منظمة داخل القصير هي ‘كتيبة التوحيد’.
وعلق احد المقربين من قيادة المجلس العسكري ان ‘المقاتلين داخل الكتائب الكبرى موالون اكثر لقادتهم من ولائهم للمجلس العسكري الاعلى لانهم يحصلون على حصتهم من الدعم من قادة هذه الجماعات’. ويضيف ان ولاء هذه الجماعات مشروط بالدعم الذي تتلقاه ولا يستطيع المجلس العسكري الاعلى الحصول على ولائها الا اذا كان قادرا على دعمها بدون وسطاء.
امارات وامراء
ومع ان التحالف الداعم للمعارضة المسلحة والمعروف بمجموعة ‘اصدقاء سورية’ والذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اضافة لتركيا والسعودية وقطر دعا الى ارسال السلاح اولا الى المجلس العسكري الذي يترأس هيئة اركانه اللواء سليم ادريس الا ان التسلسل القيادي لا يزال بيد قادة الكتائب حسب المصدر الذي نقل عنه اغناطيوس.
وقد ادى هذا الوضع الى مخاوف من نشوء امراء حرب يهتمون بحماية مناطق سيطرتهم اكثر من التعاون، مشيرا الى ان مقاتلا يعرف بأبو عيسى والذي يقود جماعة ‘صقور الشام’ ولا يزال يسيطر على معبر باب الهوى الذي يربط سورية بتركيا، ومن هنا يجب على الجيش الحر التفاوض معه ومقاتليه، وهناك جيوب مماثلة لابو عيسى وجماعته داخل سورية. وبالعودة للقصير يرى المصدر الذي تحدث اليه الكاتب ان غياب التنسيق كان متوقعا ان اخذنا بعين الاعتبار الوضع الذي وجد فيه مقاتلو الجيش الحر انفسهم فيه، والقدرة القتالية لحزب الله حيث يقدرهم بحوالي 15 الفا، اضافة لعدم وفاء الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتعهداتها لحماية المقاتلين. ومن هنا ولكي ينجح الجيش الحر في المستقبل فهناك حاجة لتأمين وصول الاسلحة وبطريقة متناسقة اما عبر تركيا من الشمال او الاردن من الجنوب. ويختم الكاتب بالقول ان القصير القريبة من الحدود اللبنانية وتقع على خط الامدادات لدمشق ومناطق الساحل تعطي الحماية للقوات السورية وقوات حزب الله، ولكن الوضع قد يتغير حالة حاول النظام وحليفه اللبناني التوجه نحو حلب حيث سيواجهون اساليب قتالية استنزافية ‘اضرب واهرب’ للمقاتلين مما يعني تورط حزب الله في حرب طويلة.
ولعل اهم ما نتج عن معركة القصير هو انها حددت وبشكل اكثر وضوحا الخطوط الطائفية حيث وضعت المقاتلين الشيعة المدعومين من ايران امام المقاتلين السنة الذين يتلقون دعما من قطر والسعودية وتركيا. وقد ينتشر الصراع الطائفي من سورية ليشمل المنطقة كلها. ولهذا السبب فالولايات المتحدة لا تزال تعتقد انها وبعد عامين من الفشل الدبلوماسي قادرة على اقناع روسيا للتوسط من اجل تسوية وعملية انتقال سياسي في سورية.
احتفالات متواصلة
زوحتى تتعلم المعارضة من دروس الهزيمة وتنظم نفسها، فدمشق لديها الوقت الكافي للاحتفال، فقد رصدت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ معنويات الموالين لبشار الاسد، في دمشق حيث نقلت عن احد سكان حي جبل المزة قوله ‘لم نفكر ابدا بالهزيمة، ونعرف الان ان النصر قادم’، وما قاله المواطن في جبل المزة هذا هو انعكاس لحالة الانتصار المعنوية وما حققته الحكومة من ‘نقطة تحول استراتيجي’ في القصير. وتقول الصحيفة ان التحول هذا لا يعني استعادة الاسد السيطرة على البلاد فلا تزال مناطق الشمال خارجة عن مدار حكمه، ولا يزال المقاتلون يعملون في وسط البلاد وفي بعض احياء دمشق، ولم يتوقف هدير الدبابات ولا صوت الطائرات. وادى انتشار نقاط التفتيش خوفا من العمليات الانتحارية في شوارع العاصمة الى تعطيل حركة المرور. ومع كل هذا فسكان الاحياء الواقعة تحت سيطرة الحكومة عبروا عن دعمهم للاسد واكدوا على ان هذا الاخير لا يزال يحظى بشعبية ودعم عززه الانتصار في القصير.
وتضيف الصحيفة ان القصير قوت من قاعدة الاسد الشعبية التي ترى انه يقوم بحرب ضد اسلاميين متطرفين مدعومين من تركيا والدول العربية والغرب. ويقول انس من البلدة القديمة في دمشق ‘اغلقنا الان جبهة القصير وستتبعها جبهات اخرى’، واضاف ان ‘ما يطلق عليه الثورة ليس من عملنا’. وفي جرمانا التي تعززت فيها اللجان الشعبية للدفاع عنها ضد هجمات المقاتلين تساءل طالب جامعي عن السبب الذي كان وراء تأخر الجيش السوري في الدخول للقصير، مشيرا انها مدمرة بالكامل. ويتحدث التقرير عن عمليات الجيش السوري حول العاصمة حيث استطاع اجبار المقاتلين على الانسحاب من المناطق حول العاصمة، مع استمرار وجودهم في بعض الجيوب مثل جوبر التي لا تبعد سوى ميل واحد من ساحة العباسيين والتي حشد فيها الجيش عددا كبيرا من قواته.
ولاحظت الصحيفة ان منطقة البرزة المقسمة الى مناطق يسيطر عليها الجيش واخرى لا يمكن الدخول اليها، وتندلع فيها المعارك، لم ينضم السكان للاحتفال بسقوط القصير، اضافة الى ندرة مشاهدة صور الاسد. ونقلت عن بائع عطور فيها قوله ‘كل اعداء العالم لن يستطيعوا وقف’ الانتفاضة، ويتهم الرجل الجماعات الموالية للحكومة باختطاف شقيقه للحصول على فدية، مشيرا ان كلا الطرفين لم يعد يظهر الرحمة. ولكن في جبل المزة بدت المظاهر الاحتفالية والشعور بالتفاؤل والارتياح من ان القصير ستغير كل شيء.
اسرائيل تدرس خياراتها
وبعيدا عن القصير حاولت المعارضة المسلحة فتح معركة اخرى في القنيطرة حيث قام المقاتلون باحتلال نقطة حدودية للمدينة قبل ان تتمكن القوات السورية من استعادتها، وقد ادى هذا الحادث بالحكومة النمساوية لسحب قواتها ضمن وحدة الامم المتحدة ‘يواندوف’ العاملة في المنطقة المنزوعة السلاح بين سورية واسرائيل منذ عام 1974.
وتعتبر القوات النمساوية (380) الاكبر من بين الدول المشاركة فيها وجاء بعد سحب اليابان وكرواتيا قواتها خلال الاشهر الماضية. وردت اسرائيل بغضب على القرار واعتبرته خيانة لالتزامات الامم المتحدة تجاه الامن الاقليمي، وبحسب صحيفة ‘الغارديان’ ففرص قيام القوات الاسرائيلية بتحركات اصبحت قوية. ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مسؤول اسرائيلي قوله ‘السبب الرئيسي الذي تريد ان يكون هناك احد ـ اي في الجولان – هو في وقت المشاكل’، واضاف ‘لاول مرة منذ 40 عاما، لا يوجد احد، وهذا امر ليس سهلا ويرسل رسائل غير مريحة للرأي العام الاسرائيلي’.
ويتوقع المسؤولون الاسرائيليون ان يقوم مجلس الامن بملء الفراغ الذي سيتركه النمساويون وباسرع وقت. خاصة ان المنطقة اصبحت مسرحا لعمل عدد من الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة وكتائب شهداء اليرموك التي قامت باختطاف الجنود الفلبينيين العاملين في الوحدة الدولية.
وجاء قرار النمسا بعد سلسلة من التوترات التي اعقبت الانتفاضة عام 2011. فمع ان المراقبين الدوليين كانوا قادرين مثلا على التوسط بين الدولتين عقب محاولة متظاهرين اجتياز الحدود الى الجانب المحتل من الجولان الا ان الوضع بدأ يتدهور خاصة بعد سحب فرقة عسكرية كي تعزز حماية العاصمة التي تعرضت لهجمات للمقاتلين. ونتيجة للفراغ العسكري فقد بدأت جماعات مسلحة تملأ الفراغ، اولا من جماعات الجيش الحر ثم جاء الجهاديون. ويعتقد ان حوادث اطلاق النار على الجانب الاسرائيلي والتي شهدتها الاشهر الاخيرة كان مصدرها من هذه الجماعات.
وتشير ‘الغارديان’ ان اسرائيل القلقة من عدم الانجرار للحرب في سورية ارسلت عددا من الرسائل عبر وسطاء روسيين اكدت فيها على ثلاث قضايا، الاولى عدم وصول سلاح متقدم لحزب الله، والتأكد من عدم وقوع السلاح الكيماوي في الايدي الخطأ، واخيرا التأكد من عدم تحول الجولان لساحة جديدة من ساحات الحرب الاهلية. ولان هذه القضايا محل سؤال فهناك تفكير اسرائيلي لتأكيد التواجد العسكري واقامة منطقة داخل المنطقة المنزوعة السلاح او تعزيز بناء السياج. واي تحرك يعني نقطة تحول في الحرب الاهلية السورية، مع ان حزام اسرائيل الامني في جنوب لبنان لم ينجح في ردع العمليات من حزب الله. وتبدو الاحداث في الايام القادمة مرشحة للتصعيد يتحول فيها اكثر منطقة هدوءا في المنطقة الى ساحة متفجرة.
بلد مسيج
وتشير الصحيفة الى سلسلة الاسوار التي اقامتها اسرائيل على طول الحدود في سيناء وغزة، والجنوب اللبناني والجولان ويضع المهندسون الاسرائيليون اللمسات الاخيرة على سياج مع الاردن يمتد من البحر الاحمر الى البحر الميت. ولا يعني السياج مجموعة من الاسلاك بل معه تقام ابراج مراقبة، وطرق للدوريات ومراكز لجمع المعلومات وتتمركز على طوله فرق عسكرية. وفي الضفة الغربية تمنع الحواجز ونقاط التفتيش اضافة للجدار العنصري الفلسطينيين من التحرك بحرية بين قراهم ومزارعهم، وعلى الحدود مع غزة اقامت اسرائيل سياجين بينهما منطقة عازلة، كل سياج منهما مزود بتكنولوجيا الرقابة المتقدمة، ويبدو معبر اريتز لغزة مثل حصن اسمنتي منيع، كل هذا يجعل نقاد اسرائيل يتحدثون عن ‘القلعة’.
وتشير الصحيفة ان الجدار العنصري وان ادى لمنع الهجمات الانتحارية الا ان قلتها يعود لعمل القوات الاسرائيلية مع قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية التي تقوم باستهداف واعتقال اعضاء الجماعات التي تخطط لعمليات في المراحل الاولى. وكانت اسرائيل قد انتهت من بناء السياج مع سيناء الذي بدأته عام 2011 ويمتد على طول 125 ميلا لمنع المهاجرين غير الشرعيين، حيث تقول اسرائيل ان اكثر من الف مهاجر حاولوا الدخول لاسرائيل العام الماضي.
النظام السوري يستعد لهجمات في حمص وحلب ويواصل ملاحقة مقاتلي المعارضة شمال القصير
غارات واشتباكات وقصف في أنحاء متفرقة من البلاد.. والقتال في القنيطرة يتسبب في حرائق غابات بالجولان المحتلة
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: يستعد الجيش السوري لتنفيذ هجمات على معاقل اخرى لمقاتلي المعارضة في محافظتي حمص وحلب بعد الانجاز الذي حققه في القصير، فيما واصل الجيش السوري الجمعة ملاحقة مقاتلي المعارضة في شمال القصير بعد سيطرته على هذه المدينة وبلدة اخرى مجاورة بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبحسب المرصد فإن الجيش قام بحشد قواته في محافظة حلب (شمال) التي تسيطر المعارضة المسلحة على اجزاء كبيرة منها منذ اشهر.
واشار المرصد الذي يقول انه يعتمد في الحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية الى ان معارك اندلعت عند الفجر بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري على مشارف بلدة الضبعة شمال مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص وسط سورية، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان مقاتلين من حزب الله يشاركون في هذه المعارك. واعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان الضبعة سقطت الخميس بيد النظام بعد ان كانت المعارضة المسلحة تسيطر على اجزاء كبيرة منها.
واجرى مراسل التلفزيون السوري الرسمي مقابلة مع ضابط في الجيش السوري اكد فيها ان القوات السورية اطلقت ‘هجوما مباغتا’ ادى الى ‘تحرير الضبعة’.
من جانبها عرضت قناة ‘المنار’ التابعة لحزب الله صورا لنفق قالت انه يربط بين مدينة القصير وبلدة الضبعة.
كذلك واصل الجيش السوري قصفه معقلا اخر لمقاتلي المعارضة شمال القصير هي بلدة البويضة الشرقية التي لجأ اليها مئات الجرحى والمدنيين بعد سيطرة الجيش النظامي على القصير.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان اربعة مقاتلين معارضين قتلوا مساء الخميس لدى محاولتهم اجلاء جرحى. واوضح ان الجيش السوري يسعى الى السيطرة بالكامل على القصير ومنطقتها، قائلا انه لا يوفر لمقاتلي المعارضة ولا للمدنيين او الجرحى اي مخرج ويسعى اما الى القضاء على المقاتلين المعارضين او اسرهم.
واعرب ناشطون الجمعة عن غضبهم تجاه حزب الله الذي كان يحظى بشعبية في سورية والعالم العربي قبل اندلاع الازمة السورية بسبب محاربته اسرائيل.
وفي العام 2006، استقبلت منطقة القصير عددا من اللبنانيين الهاربين من الحرب بين حزب الله واسرائيل.
واكد شهود الاربعاء لفرانس برس ان سكانا في قرى لبنانية موالية لحزب الله اطلقوا النار في الهواء ووزعوا الحلوى احتفالا بالسيطرة على القصير.
ويؤكد محللون ان هدف النظام السوري بعد القصير هو السيطرة على كامل محافظة حمص.
الى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران الحربي شن غارة على مناطق في حي ‘جوبر’ بمحافظة دمشق.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، ‘ سمع صوت انفجار عنيف في العاصمة دمشق بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة’.
وأضاف أن الطيران الحربي شن غارات عدة على مناطق في بلدتي بصرى الشام وإنخل بمحافظة درعا جنوب سورية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في الحي الشرقي لبلدة بصرى الشام.
وأوضح المرصد أن قصفا عنيفا استهدف مناطق في بلدة إنخل بدرعا، ما أدى لأضرار في ممتلكات السوريين وحركة نزوح لأهالي إنخل.
وقال المرصد إن الكتائب المقاتلة استهدفت مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، شمال وسط سورية بصواريخ محلية الصنع، وأنباء عن سقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية فيما تعرضت مناطق في مدينة الطبقة لقصف من الطيران الحربي والمدفعية من قبل القوات النظامية. وأضاف المرصد أن الكتائب المقاتلة سيطرت فجر الجمعة على عدة مباني داخل مطار ‘منغ’ العسكري المحاصر منذ عدة أشهر في محافظة حلب شمال سورية عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.
من جهة اخرى حاول رجال اطفاء اسرائيليون اطفاء حرائق في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل الجمعة.
ويعتقد ان السبب في الحرائق التي امتدت من الجانب السوري الى الجانب المحتل من الجولان هو القتال بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري بشار الاسد عند معبر القنيطرة الخميس.
وصدت القوات الحكومية السورية محاولة مقاتلي المعارضة للسيطرة على المعبر في مرتفعات الجولان الخميس.
وسعى مقاتلو المعارضة بعد يوم من فقدانهم السيطرة على القصير وهي بلدة مهمة قريبة من الحدود اللبنانية لاستعادة زمام المبادرة بهجوم على القنيطرة وهي منطقة منزوعة السلاح في الجولان تراقبها قوة من الأمم المتحدة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن القوات السورية استعادت السيطرة على الموقع بعد اشتباكات عنيفة.
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الانتفاضة في آذار (مارس) 2011 التي يسيطر فيها مقاتلو المعارضة لفترة قصيرة على المنطقة مما دفع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى الهرب إلى مخابئهم.
وأعلنت النمسا أنها ستسحب قواتها البالغ عددها نحو 380 فردا من بعثة حفظ السلام بالجولان البالغ قوامها ألف فرد بسبب القتال.
وتحرص إسرائيل على بقاء بعثة الأمم المتحدة وتخشى أن تتحول الجولان إلى نقطة إنطلاق لهجمات على الإسرائيليين يشنها متشددون إسلاميون يقاتلون للإطاحة بالأسد.
جمال سليمان: جنيف-2 استحقاق تاريخي ينبغي التحضير له بالكفاءات الوطنية
بهية مارديني
لا يزال الائتلاف الوطني للمعارضة السورية يتخبط في فشله التنظيمي، وهو يقف أمام استحقاق جنيف-2، التاريخي بحسب وصف الفنان جمال سليمان، من دون رئيس أو امين عام، إذ سيتم انتخابهما في الثاني عشر من الشهر الجاري.
لندن: يقف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمام استحقاق جديد بعد توسعته، هو انتخاب رئيس له وأمين عام، خلفا للشيخ معاذ الخطيب ورجل الأعمال مصطفى الصباغ، في 12 حزيران (مايو) الجاري في اسطنبول. وعلمت “ايلاف” أن جورج صبرا، رئيس الائتلاف بالانابة والدكتور كمال اللبواني سيترشحان للرئاسة، ووجود مطالبات من بعض أعضاء الائتلاف للشيخ أحمد عاصي الجربا والفنان جمال سليمان، عضوي الائتلاف، ليترشحا لهذا المنصب، في حين يبدو منصب أمين عام الائتلاف غامضًا، في ظل أحاديث عن عودة الصباغ إليه. ويعتبر منصب رئيس الائتلاف شرفيًا، أقرب إلى المنصب الدبلوماسي، فيما تصب جميع الصلاحيات في منصب الأمين العام.
ويبدو واضحًا إرجاء ملف حكومة المعارضة ورئيسها وشكلها إلى ما بعد مؤتمر جنيف-2 ونتائجه، خصوصًا بعد غياب الاتفاق على اسم غسان هيتو رئيسًا لحكومة المعارضة، وطرح اسم الدكتور أحمد طعمه بديلًا له.
وطالب منذر آقبيق، عضو الائتلاف الوطني الجديد عن القائمة الديمقراطية، في تصريح لـ”ايلاف ” أن يتطلع الجميع إلى الامام، “وأن نترك كافة المساجلات المتعلقة بالتمثيل بعد أن تم الاتفاق على التوسعة، خصوصًا الحراك الثوري والجيش الحر والقوى السياسية الديمقراطية، وفتح صفحة جديدة في عمل المعارضة عنوانها التوافق والتوحد من أجل تحقيق اهداف الثورة في الحرية والكرامة للشعب السوري، عن طريق اسقاط النظام ومحاسبة مجرميه”.
استحقاق تاريخي
ووعد الفنان جمال سليمان ألا يكون تواجده في الائتلاف مجانيًا، وقال: “شعبية الائتلاف قد انخفضت إلى حدها الأدنى في الآونة الأخيرة، بسبب أدائه غير المقنع بالنسبة إلى الشارع المعارض، لكن التغيير الحاصل في المناخ الإقليمي والدولي، والرغبة في إيجاد حل سياسي للقضية السورية، يجعلان هذا الائتلاف، وهو الهيئة المعارضة الوحيدة التي يعترف بها المجتمع الدولي حتى الآن، ممثلًا شرعيًا للشعب السوري”.
وبعد تصريحات بعض أعضاء الائتلاف بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف-2، اعتبر سليمان في مقالة له في جريدة الاخبار اللبنانية أن كل هذه التصريحات مجرد آراء تمثل أصحابها، ولا تمثل الائتلاف، لأن قراره لا يصدر إلا بموافقة غالبية أعضائه. ورأى أن الذهاب إلى جنيف استحقاق تاريخي، يجب الاستعداد له ومواجهته بأعلى الكفاءات الوطنية السورية المعارضة.
ولفت سليمان إلى ردود الأفعال السلبية التي أضافت شكوكها في طبيعة هذا التوسع إلى محدودية ثقتها بالائتلاف أصلًا، “حتى أن بعض القوى الثورية سحبت اعترافها بشرعية الائتلاف نفسه، وهذه كلها مؤشرات سلبية لا تساعد على خلق مناخات مناسبة”.
لكن سليمان أكد أنه لا يرى في الائتلاف إلا كيانًا موقتًا أملته الظروف الراهنة، وأن الفترة القادمة حتى انعقاد جنيف-2 هي فترة امتحان النوايا لكل الأطراف.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817071.html
حزب الله خائف من انتقام ثوّار سوريا
هيثم الطبش
يتخذ حزب الله تدابير استثنائية، تحسباً لعمليات انتقامية يشنها ثوار سوريا، ويتحدث كثيرون عن عمليات تفتيش مشددة في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما ينفذ عناصره دوريات مراقبة في مناطق عديدة.
بيروت: لم تكن معركة القصير وحدها الدافع ليظهر حزب الله جزءاً من دولته على الأرض، فالخطاب الأخير لأمينه العام حسن نصر الله، الذي رسم فيه خطوط المواجهة مع من أسماهم تكفيريين رفع منسوب الخوف لدى الحزب ومناصريه من عمليات انتقامية فبادر إلى رفع التأهب في صفوف عناصره وشدد المعايير الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي مناطق نفوذه جنوباً وشرقاً.
ويروي شهود عيان أن عناصر من الحزب عمدوا في اليومين الماضيين إلى تفتيش السيارات عند بعض نقاط في مناطق حارة حريك، بئر العبد الصفير، حي السلم في الضاحية الجنوبية. كما نفّذ عناصره تفتيشاً للعديد من أماكن سكن العمّال السوريين وورش البناء.
ووفق معلومات متقاطعة فإن مجموعات من حزب الله مشّطت التلال المشرفة على الضاحية في مناطق عرمون الضيعة وديرقوبل وعيتات وعيناب وشملان، إضافة إلى كفرشيما وبسابا للتأكد من خلوّها من تهديدات مشابهة للصواريخ التي استهدفت الضاحية قبل أسبوعين.
منطقة أمنية
تقول زينة س. التي تسكن في بئر العبد لـ”إيلاف” “إن عناصر الحزب يجوبون الشوارع بسيارات داكنة الزجاج لمراقبة المنطقة وجمع معلومات عن أي متغيّر في المحيط، لافتة إلى أن “العناصر الموجودين داخل السيارة لا يكلمون أي شخص وإذا لاحظوا شيئا يستدعي التدخل فهم يخاطبون فرقة أخرى تتولى معالجة ما يعتبر خللاً”.
وتتحدث أيضاً عن ما يمكن وصفه بـ”عمليات دهم لبعض المنازل التي يستأجرها سوريون نازحون للبحث عن أشخاص يطلبهم الحزب لأسباب غير معروفة، ولاحظنا أن الباعة المتجولين السوريين غادروا الضاحية بشكل شبه تام بسبب المضايقات التي تعرضوا لها، وهذا أيضاً ينطبق على نواطير المباني (الحرّاس) السوريين الذيين غادروا طواعية أو بالإكراه ليحل محلهم حرّاس عراقيون شيعة”.
تربة خصبة
عن الأخطار القائمة التي تهدد أمن الضاحية الجنوبية يرى ناجي ملاعب العميد المتقاعد المحلل الاستراتيجي في مؤسسة إنيغما أن “الوضع الداخلي اللبناني أرض خصبة، إذا كانت هناك نية خارجية لاستغلاله، وهذا يتطور مع تطور تدخل حزب الله في سوريا”.
ويشدد ملاعب في حديث لـ”إيلاف” على أن الاجراءات المتخذة في الضاحية ليست ظاهرة إلا حول المقرات الحزبية التي زاد فيها التفتيش وأصبح دخولها يتم ببطاقات خاصة، أما خارج هذه المقرات فلا إجراءات ظاهرة بل عيون للحزب منتشرة في كل مكان بشكل سري.
سيناريو مستبعد
لكنه لم يبد تخوفاً من تكرار أي أحداث شبيهة بما كان يحصل في العراق ويقول “لا يوجد هذا التخوف لاننا في لبنان شهدنا أزمات كثيرة ولا نرغب في أن نراها مرة أخرى، وقد دفعنا أغلى الأثمان نتيجتها والجيل الموجود يتلاقى مع بعضه البعض، حتى الفرقاء السياسيون لا يرغبون في أخذ الأمور إلى ما لا تحمد عقباه”.
ويتابع “أراهن على حكمة قيادة حزب الله لأن نصر الله يشدد على انه لن ينجر إلى الفتنة، وحتى الآن شاهدنا الكثير من الأشياء التي تستفز حزب الله ولم يُستفز، والآن أراهن على هذه الحكمة أكثر لان الوتيرة التي بدا فيها بعد القصير ليست تصاعدية وهذا الشيء يعني الكثير والحزب ليس راغباً في أن يكون مبرراً لعمليات داخل لبنان”.
ووفق ملاعب فإن “الواقع اللبناني مفتوح على جميع الإحتمالات، أما انتقال عناصر من سوريا إلى لبنان لتنفيذ عمليات انتقامية ليس وارداً وليس واقعياً بنسبة كبيرة لأن الجيش السوري الحر بالكاد يدافع عن نفسه في الداخل السوري لانهم لم يزودوا بأسلحة حديثة أو نوعية، وبالتالي ليس وارداً أن تنتقل المعارضة السورية المسلّحة إلى الهجوم خارج سوريا، ونستطيع القول إن ذلك وإن تم من طرف ما أو من طابور خامس، فإننا لن نصل إلى نتائج مأسوية، وستكون ردة الفعل مدروسة ومحسوبة”.
إنكفاء الحزب
لكن ملاعب يلفت إلى أن الحزب وبعد انتهاء موضوع القصير بدأ يلتقط أنفاسه لبنانياً ليتمكن من تجنب أي ردة فعل انتقامية وقال في حديث لـ”إيلاف” “نلاحظ أن حزب الله وعبر وسائل إعلامه خفف من استعمال تعابير التكفيريين وما إلى ذلك، وبدأ ينسب الفضل في ما تحقق في القصير للجيش السوري، بمعنى أنه غير مستعد لتحمل نتائج الحرب التي خاضها هناك ويحاول أن يرمي الممارسات التي جرت من تعامل مع الجرحى والقتل وتدمير المباني والمستشفيات على غيره”.
ورأى أن الحزب ينكفئ “لأنه يعرف أن عدم التراجع الآن سيكلّفه كثيراً خصوصاً إذا قرر الانخراط أكثر في الأزمة السورية دفاعاً عن ظهر المقاومة الذي لا نعرف أين ينتهي وهذا يعرضه لأخطار كبيرة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/817072.html
استمرار المعارك قرب معبر القنيطرة.. وروسيا تعرض خدماتها لملء الفراغ
القوة النمساوية تنسحب رسميا خلال أسابيع.. وعشرات السوريين هربوا إلى الجانب المحتل
تل أبيب: نظير مجلي
في خطوة تعكس مدى الرغبة الروسية في ضبط الأمور على جبهة محافظة القنيطرة وتهدئة المخاوف الإسرائيلية من سيطرة قوى «ذات أجندات غير معروفة»، على معبر القنيطرة الذي يصل سوريا بالقسم الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإرسال قوة سلام روسية لتحل محل الكتيبة النمساوية التي تعتزم الانسحاب، اعتبارا من 11 يونيو (حزيران) الحالي.
واشترط بوتين، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، لتحويل المقترح إلى واقع، أن تبدي القوى الإقليمية اهتماما بهذا العرض، وأن يتم ذلك عبر القنوات الدبلوماسية في الأمم المتحدة، مضيفا، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلب هذا الأخير من موسكو زيادة مشاركتها في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأعلنت النمسا أول من أمس سحب وحدتها في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان التابعة للأمم المتحدة، موضحة أن الإبقاء على عناصرها «لم يعد ممكنا» لدواعٍ أمنية على علاقة باتساع دائرة النزاع السوري في تلك المنطقة. وأوضح وزير الدفاع النمساوي جيرالد كلوغ أن سحب عناصر بلاده الـ378 سيحتاج «ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع»، وأن طليعة المغادرين سترحل عن الجولان في 11 يونيو.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا أعربت فيه عن الشكر للقوات النمساوية. وأعربت عن أملها في أن لا تنسحب قبل ترتيب بديل عنها. وقالت إنها تتمنى أن لا يؤدي القرار النمساوي إلى انسحابات أخرى من الدول الأخرى وانهيار نظام المراقبة الدولية في المنطقة منزوعة السلاح، خصوصا أن الفلبين كانت قد لمحت في الأسابيع الماضية إلى رغبة في الانسحاب، احتجاجا على خطف جنودها مرتين، وإصابة جنديين فلبينيين، جراء تبادل إطلاق النار بين النظام والمعارضة. وتوجهت إسرائيل رسميا إلى كي مون، مطالبة بأن يتم الاتفاق مع النمسا، على أن لا تسحب قواتها بشكل فعلي قبل أن تتشكل قوات بديلة عنها. فأبلغها مون أنه توجه إلى عدة دول في العالم لكي تحل محل القوات النمساوية.
في غضون ذلك، سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ لجوء عشرات المواطنين السوريين الفارين من منطقة الاشتباكات إلى الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان، ولكنهم أعيدوا إلى الجانب السوري بعد ساعات. وبقي الموضوع طي الكتمان، إلى أن سمح بنشره، أمس.
وقد جرت هذه الواقعة، أول من أمس، عندما تمكنت قوات المعارضة السورية من السيطرة على معبر الحدود في القنيطرة. وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي أن قواته استقبلت المواطنين السوريين لعدة ساعات، وعندما عادت قوات النظام وسيطرت على المعبر، أعيد المواطنون إلى الجانب السوري من معبر غير رسمي تستخدمه القوات الإسرائيلية لأغراضها، جنوب ذلك المعبر، مع العلم بأن الاشتباكات ما زالت مستمرة في المنطقة بشكل متقطع، والمعارضة تقول إنها مصممة على هزم قوات نظام الرئيس بشار الأسد هناك.
وكانت الاشتباكات على المعبر قد تسببت في ارتباك بصفوف القوات الدولية التي ترابط على طول حدود وقف النار بين الجانبين، خصوصا بعد إصابة جنديين فلبينيين. وعلى أثر ذلك، أعلنت النمسا نيتها سحب قواتها من الجولان. وصرح وزير الشؤون الاستراتيجية والمخابرات والعلاقات الدولية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شتاينتس، أن انسحاب القوات النمساوية من قوات الفصل الدولية في الجولان، يدل على «صدق السياسة الإسرائيلية» القائلة إنه «يجب أن نعتمد فقط على أنفسنا في أي اتفاق سلام مستقبلي، وليس على قوات دولية».
وقال شتاينتس، في معرض تعليقه على ما سماه «حالة الفوضى في سوريا»، إن «القوى المتحاربة على الطرف الآخر من حدودنا، لا تعرف الرحمة. وتؤكد صحة موقفنا بأنه لا يمكن الاعتماد على أحد غير القوات الإسرائيلية في الدفاع عن أمن إسرائيل». ويبلغ قوام قوة فض الاشتباك العاملة في الجولان «أوندوف» 1043 جنديا أمميا، ترابط في الجولان منذ عام 1974، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الذي صدر في 22 أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 1973، الذي جاء في أعقاب انتهاء حرب أكتوبر تلك السنة. وتنحصر مهمة القوة بمراقبة حدود وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة بين القوات السورية والإسرائيلية البالغ طولها 80 كيلومترا.
لافروف يتهم منتقدي عملية النظام العسكرية في القصير بـ«النفاق»
اتفق والأمين العام لـ«التعاون الإسلامي» على منع انتقال العنف إلى دول الجوار
موسكو: سامي عمارة
رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس اعتبار ما جرى في مدينة القصير (وسط سوريا) عملية عسكرية قادها نظام الرئيس بشار الأسد ضد سكان مدنيين، واصفا دعوات التقييم هذه بأنها «نفاق». وأضاف أن مواصلة الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية طريق مسدود، وأن «اللعب على القانون الدولي الإنساني بغية تشكيل صورة مشوهة توهم بأن القوات النظامية تهاجم الأحياء المدنية، أمر غير جائز، وينبغي على الجميع التفكير بمصير الشعب السوري أولا، وإجبار طرفي النزاع على الجلوس إلى طاولة الحوار».
وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، إن «الدعوات التي أطلقت في الآونة الأخيرة لإدانة ما يجري في القصير على أنه عملية ضد السكان المدنيين هي نفاق كبير»، وفقا لوكالة الأنباء «نوفوستي» الروسية.
من جانبه، أكد أوغلي ضرورة العمل من أجل عقد مؤتمر «جنيف2»، الذي سيعنى بتطبيق توصيات «جنيف1»، وبداية مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، سعيا وراء التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث.
وأعرب أوغلي عن أمله في أن يساعد عقد المؤتمر الدولي في وضع حد للعنف والأفعال الوحشية في سوريا، مشيرا إلى أن «الأوضاع هناك تتزايد سوءا يوما بعد يوم بعد أن بدأت أعمال العنف تتجاوز الحدود السورية وتنتشر في مناطق دول الجوار».
وإذ كشف الأمين العام للمنظمة عن الاستعداد للمشاركة في هذا المؤتمر، قال بأهمية الحوار بين مختلف أطراف الأزمة السورية، وضرورة وضع حد فوري لإراقة الدماء في البلاد، وأهمية العمل من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق حول كيفية الانتقال إلى المسيرة الديمقراطية في سوريا.
ومن جانبه أعلن لافروف عن تأييده لتوسيع دائرة المشاركين، سواء من جانب المعارضة السورية أو الدول المؤثرة في الإقليم في مؤتمر «جنيف2»، مؤكدا ضرورة توافق جميع الدول التي تستطيع مساعدة الأطراف السورية في التوافق على معايير المرحلة الانتقالية للمشاركة في مؤتمر «جنيف2». وقال إنه أطلع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على الجهود التي تقوم بها روسيا إلى جانب شركائها لتطبيق مبادرة موسكو – واشنطن لعقد المؤتمر الدولي في جنيف، مشيرا أيضا إلى تطرقهما إلى مناقشة الصعوبات التي يتوجب تخطيها.
وقال وزير الخارجية الروسية إن بلاده «تؤيد أوسع مشاركة للمعارضة السورية في المؤتمر، وللدول المؤثرة في الإقليم، ومنها الدول المجاورة لسوريا، وإيران ومصر، وكل القوى القادرة على التأثير بما يمكن معه التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة حول معايير المرحلة الانتقالية حسبما نص بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، والذي يعتبر أساسا للمباحثات التي نقترحها».
ماكين يدعو إلى ضرب الدفاعات الجوية لنظام الأسد
قال إن إيران أصبحت أكثر خطرا علىالاستقرار من «القاعدة»
واشنطن: هبة القدسي
هاجم السيناتور الأميركي، جون ماكين، سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، مطالبا الإدارة الأميركية بتسليح المعارضة السورية، ومحذرا من سقوط منطقة الشرق الأوسط في منحدر اليأس والتطرف، اللذين سيؤثران سلبا على الأمن القومي الأميركي.
وقال ماكين في خطابه أمام معهد بروكنغز أول من أمس إن الأزمة في الشرق الأوسط تتجه نحو الطائفية، إذ تقوم إيران وحزب الله بمد نظام الرئيس بشار الأسد بآلاف المقاتلين، وأضاف «إن دعم المعارضة السورية سوف يضع حدا لتدخل إيران وحزب الله، وإن لم تقم واشنطن بتزويد المعارضة بالسلاح فإن هناك طرفا آخر سيفعل ذلك». وأضاف مرشح الانتخابات الرئاسية لعام 2008 أن انعزال الولايات المتحدة سيؤدي إلى دخول أطراف أخرى في الصراع لتملأ الفراغ، مشيرا إلى أن إيران أصبحت تشكل تهديدا أكبر على استقرار الشرق الأوسط من تهديد تنظيم القاعدة.
وطالب ماكين القيادة العسكرية للولايات المتحدة بضرورة شل الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقال إن لم تستطع القيادة فعل ذلك، فإنهم بالتالي «يسرقون أموالنا في تطوير الأسلحة»، وفق تعبيره. وأشار إلى أن الأسد لن يبذل أي جهد لإنهاء الصراع في بلاده طالما أنه يحقق «مكاسب» على أرض المعركة. وشدد ماكين على ضرورة أن تبدأ الولايات المتحدة سياسة ذات مصداقية في سوريا وقال «أريد إنهاء هذا الصراع عن طريق التفاوض ولكن من يعتقد أن الأسد وحلفاءه سوف يقدمون على تحقيق السلام في الوقت الذي يحققون فيه نصرا في ساحة المعركة واهم».في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن بلادها تدرس حاليا المعلومات التي أرسلتها فرنسا بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، مضيفة «أؤكد أننا تلقينا المعلومات التي أرسلها الفرنسيون. سنقوم بتحليلها بعناية، كما نفعل مع أي معلومة تردنا، وسنواصل التوصية بأن يرسل كل بلد كل المعلومات التي في حوزته لما في ذلك للأمم المتحدة لإجراء تحقيق معمق». وأشارت إلى «إننا لا نزال نسعى إلى معرفة الوقائع، ما نزال نسعى إلى تأكيد الوقائع»، مضيفة أن الولايات المتحدة ترغب في «إجراء تحقيقها الخاص في هذا الموضوع».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذر في وقت سابق من استخدام موضوع الأسلحة الكيميائية ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، مشيرا إلى أن «هذه القضية تحولت إلى مسألة تكهنات واستفزازات»، ومضيفا «لا أستبعد أن يريد أحد استغلالها ليقول إنه تم تجاوز خط أحمر وإن التدخل الخارجي ضرورة»، في إشارة إلى الأصوات المطالبة بالتدخل لإسقاط نظام الأسد.
من جانبه، رسم السيناتور ماكين في خطابه الخطوط العريضة لإستراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط، تشمل دورا قياديا أكبر للولايات المتحدة، وقال ماكين، «الشرق الأوسط دائما أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن».
ويأتي خطاب ماكين بعد رحلته إلى الشرق الأوسط التي التقى فيها مع المعارضة المسلحة في سوريا. ويعد السيناتور جون ماكين من أهم أعضاء مجلس الشيوخ ومرشح جمهوري سابق للرئاسة ومن الأصوات التي طالما نادت بتسليح المعارضة وبفرض حظر على الطيران في سوريا.
وأضاف ماكين: «كلما انتظرنا لاتخاذ خطوة ما زاد مستوى التدخل المطلوب. ليس علينا أن ندمر كل جهاز دفاعي، أو أن نرسل جنودا أميركيين. لدينا خيارات محدودة، نستطيع أن نستخدم صواريخ كروز لنستهدف الطائرات الحربية للنظام، والصواريخ الباليستية على الأرض، ونستطيع أن ندعم حكومة مؤقتة».
لكن تصريحات ماكين تأتي في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى انعدام الشهية الأميركية للتدخل عسكريا من جديد في الشرق الأوسط. ويقول ماكين إن المسؤولية تقع على عاتق أوباما الذي يجب أن يقنع الشعب الأميركي بالمصلحة الوطنية الأميركية في المنطقة. وعلق برايان كاتوليس، من مركز التقدم الأميركي، قائلا: «رأي ماكين في الأقلية الآن ليس فقط في الكونغرس وواشنطن بل في الولايات المتحدة ككل، هذا لا يعني أن رأيه غير مهم، ولكنه غير شعبي».
اتفاقية فض الاشتباك في الجولان لعام 1974
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
تقدمت إسرائيل، أول من أمس، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لأنه استخدم في معركته ضد المعارضة عددا من الدبابات والمجنزرات داخل خط الهدنة، بما يتناقض و«اتفاقية فك الاشتباك» الموقعة بين الطرفين في سنة 1974. ومع أن إسرائيل اعتبرت الأمر تجاوزا خطيرا من طرف النظام السوري، فإنها اكتفت بهذه الشكوى ولم تتخذ أي إجراء ردا عليه، وقامت سوريا بإعادة معظم دباباتها في المنطقة إلى الوراء.
والجدير ذكره أن هذه الاتفاقية وُقّعت في 31 مايو (أيار) من سنة 1974، في جنيف، بعد 7 أشهر من انتهاء الحرب. ففي حينه تواصلت الاشتباكات على شكل حرب استنزاف مريرة، بعد الحرب. وقد كتب وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، في مذكراته عن تلك الفترة أن السعودية ومصر مارستا ضغوطا على الولايات المتحدة حتى توقف هذه الاشتباكات. فحضر إلى المنطقة في 27 فبراير (شباط)، وبدأ المفاوضات في الشهر التالي من خلال جولات مكوكية دامت 3 شهور. ولم يتوقف إطلاق النار في أثناء المفاوضات، بل بالعكس، فقد زاد وبلغ عدد الاشتباكات يومها ألف اشتباك خلال أقل من 90 يوما.
وكانت القوات السورية قد حررت هضبة الجولان بالكامل في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، لكن القوات الإسرائيلية دفعت بكل ما تملكه من قوات جوية وبرية فأعادت احتلالها من جديد، وأضافت عليها جيبا كبيرا يصل إلى نحو 40 كيلومترا من دمشق، وراحت تهدد باحتلالها.
وتنص الاتفاقية على انسحاب إسرائيل من ذلك الجيب، وكذلك من مدينة القنيطرة، وأرض مساحتها 60 كيلومترا مربعا من حولها، وإقامة حزام أمني منزوع السلاح تماما على طول الحدود، عرضه يبدأ بعشرات قليلة من الأمتار في النوب، جنوبا، ويتسع ليصبح بعرض 6 كيلومترات في القنيطرة ثم يصبح عرضه 10 كيلومترات في جبل الشيخ.
وتقرر أن يكون هذا الحزام منزوع السلاح تماما. وتم الاتفاق على منطقتين أخريين محدودتي السلاح على جانبي الحدود؛ الأولى وعرضها 10 كيلومترات ويسمح فيها لكل طرف بإدخال 75 دبابة و6000 جندي فقط، والثانية وعرضها أيضا 10 كيلومترات، ويسمح لكل طرف بأن يدخل فيها 450 دبابة من دون تحديد عدد الجنود. كما تم الاتفاق على أن يتمتع كل طرف بحرية الطيران العسكري في سماء بلاده ولكن الاتفاقية فرضت على سوريا أن لا تدخل صواريخ «سام» مضادة للطائرات في الأرض السورية بعمق 25 كيلومترا.
وقد تضمنت الاتفاقية بندين شفهيين، وفقا للوثائق الإسرائيلية، قدمهما كل طرف إلى الولايات المتحدة، في الأول تعهدت إسرائيل بأن لا تعترض على عودة السوريين المهجرين خلال الحرب من منطقة الحزام وفي الثاني تعهدت سوريا بأن لا تسمح بالقيام بعمليات مقاومة من حدودها ضد المناطق التي بقيت إسرائيل تسيطر عليها.
وتقررت إقامة القوة الدولية المذكورة لتراقب تطبيق اتفاقية فك الاشتباك في الحزام المنزوح السلاح، وكذلك في المحورين الآخرين المحيطين به من الطرفين. وفي كل سنة يتم تجديد المصادقة على وجود هذه القوات في مجلس الأمن الدولي.
عشرات المقاتلين السوريين نُقلوا إلى عرسال بعد إصابتهم في القصير
وصل عشرات المقاتلين السوريين المعارضين الذين أصيبوا في معارك منطقة القصير إلى بلدة حدودية في شرق لبنان، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس” اليوم السبت.
وقال المصدر أن “عشرات من المقاتلين المعارضين المصابين باتوا في عرسال” في منطقة البقاع (شرق)، وهي بلدة ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية.
وأشار المصدر إلى أن “الصليب الاحمر اللبناني نقل اليوم السبت 28 مقاتلاً معارضاً على الأقل في اتجاه مستشفيات البقاع”، وتحديداً إلى تلك
إلى ذلك، أفاد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الحجيري وكالة فرانس برس أن “نحو 30 عائلة وصلت اليوم من منطقة القصير”، لافتاً إلى أن حالة العائلات “سيئة جداً، وصلوا منهكين ولا يملكون شيئا”، مشيراً إلى أن بعضهم “وصل سيراً على الأقدام” إلى عرسال التي تفصلها عن سوريا مناطق جردية وعرة.
وأشار الحجيري إلى أن بعض العائلات ستبقى في عرسال، في حين ستنتقل أخرى إلى شمال لبنان، وأضاف “نحن قادرون فقط على توفير المساعدات الأساسية لهم. على الوكالات الدولية أن تتحرك”.
الحر يقصف قصر الشعب ويدمر دبابة بدمشق
أعلنت سرايا مروان حديد المقاتلة في سوريا استهدافها ليلا قصر الشعب في دمشق وتجمعات الشبيحة في محيطه بخمسة صواريخ غراد.
في غضون ذلك، بث ناشطون صورا لدبابة تابعة للنظام قالوا إن الجيش السوري الحر تمكن من تفجيرها على المتحلق الجنوبي في دمشق.
وأفاد الناشطون بأن الجبهة الغربية لمدينة داريا شهدت قصفا كثيفا تخللته اشتباكات بين قوات النظام -المدعومة من حزب الله- والجيش الحر عقب سيطرة الأخير على منطقة الشياح التي تقع بين داريا والمعضمية وأسر جنود بينهم مقاتلون من لواء أبو الفضل العباس التابع لحزب الله.
في الوقت نفسه، قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر نسف مبنى المعهد والثانوية الصناعية الذي يتمركز فيه الشبيحة في حي الصناعة بمدينة دير الزور، فيما قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء الحميدية والشيخ ياسين والمطار القديم في دير الزور.
في المقابل ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن البويضة الشرقية وهي آخر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القصير وسط غرب سوريا، سقط بأيدي قوات النظام.
من جهته قال جلال أبو سليمان -الناطق باسم شبكة سوريا مباشر- إن مئات الجرحى والمدنيين محاصرون في قرية البويضة الشرقية في القصير, وحمّل أبو سليمان السلطات السورية وحزب الله مسؤولية سلامة الجرحى والمدنيين المحاصرين.
وفي حلب اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الشيخ خضر وسط تحليق وقصف من الطيران الحربي استهدف المنطقة, في حين تتواصل المعارك في مدينة القصير التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل يومين.
وفي السياق ذاته، أفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات اندلعت فجر اليوم بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط الفرقة 17 بريف الرقة. وقال المراسل إن المدينة تعيش حياة شبه طبيعية بعد ثلاثة أشهر من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، لكن الأمر لا يخلو -كما قال- من قصف جوي ومدفعي بشكل يومي من قبل قوات النظام.
من جانب آخر، أكد ناشطون أن مسلحي المعارضة السورية أسقطوا مروحية فوق مطار منغ شمال حلب, كما استهدفت طائرات حربية موقع المعارضة في المطار.
وعلى جبهة أخرى, أعلن الجيش الحر سيطرته على مواقع في معضمية الشام بريف دمشق، وأسر عناصر من “لواء أبي الفضل العباس” الموالي للنظام السوري. ورصدت شبكة شام تصاعد سحب الدخان جراء القصف العنيف على المنطقة الصناعية بحي القابون بالعاصمة دمشق.
كما تصاعدت أعمدة الدخان من حي جوبر بدمشق جراء القصف العنيف من أعلى جبل قاسيون, مع قصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام على حي برزة.
اضغط للدخول إلى الصفحة الخاصة بالثورة السورية
وتحدثت أيضا شبكة شام عن سقوط شهيدة وعدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف على مدينة جاسم بريف درعا.
معارك القصير
في هذه الأثناء، تتواصل المعارك في مدينة القصير, التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل يومين. ووفقا للجيش الحر فإن المعارك مستمرة على المحورين الشمالي والجنوبي لمدينة القصير الواقعة بريف حمص والقريبة من الحدود اللبنانية.
وسعت القوات النظامية إلى تعزيز انتصارها في القصير، ووجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي المدينة حيث يتحصن المئات من مسلحي المعارضة والمدنيين، وقال التلفزيون السوري في وقت سابق إن الجيش أعاد “الأمن والاستقرار” إلى قرية الضبعة القريبة من القصير.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع السلطات السورية للوصول إلى المناطق المحيطة بالقصير لتوصيل مساعدات طبية للجرحى. وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن ما يصل إلى 1500 شخص ربما يحتاجون للمساعدة.
جهود دولية لإجلاء جرحى القصير
تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم السبت نقل دفعة من الجرحى السوريين في مدينة القصير بريف حمص إلى مستشفيات البقاع اللبناني. يأتي ذلك بعد دعوة أممية لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار.
وأفادت مصادر مقربة من المنظمة الدولية لمراسل الجزيرة في لبنان بأن عملية نقل الجرحى ستستمر اليوم لتشمل عددا من الجرحى حالتهم الصحية حرجة وقد وصلوا إلى قرية الحُسينية في ريف القصير تمهيدا لنقلهم إلى لبنان في الساعات المقبلة.
وذكرت هذه المصادر أن عدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم من مدينة القصير استعدادا لنقلهم إلى لبنان يبلغ نحو ثمانمائة شخص، وأشارت إلى أن عملية نقل الجرحى إلى لبنان ستستمر يوم غد لتشمل 114جريحا.
وأعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ديبا فاخر في وقت سابق أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع السلطات السورية لنقل جرحى محتجزين في القصير، وأن فرق اللجنة عاجزة عن دخول البلدة.
وكانت فرق الصليب الأحمر الدولي قد نقلت أمس عشرة جرحى سوريين من ريف القصير عبر بلدة عرسال اللبنانية إلى مستشفيات في سهل البقاع.
قلق عميق
وأصدر مجلس الأمن الدولي في وقت سابق بيانا طالب فيه السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى مدينة القصير التي أعلنت قوات النظام مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني الثلاثاء الماضي سيطرتها عليها بعد معارك عنيفة مع الثوار.
وأعربت البلدان الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن عن “قلقها العميق” بشأن الوضع الإنساني في القصير، وطلبت من جميع الأطراف في سوريا “القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتجنب الخسائر المدنية”، مذكرة بـ”المسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته الجانبين في القصير إلى تحييد المدنيين، وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة. كما وجهت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير، وأشارتا إلى أن هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة إلى عناية طبية عاجلة في المدينة.
وفي مدينة بصرى الشام في درعا تشير مصادر الجزيرة إلى تدهور في الوضع الصحي في مستشفيات المحافظة، ورغم وجود 14 مستشفى ميدانيا فإن نقص الخدمات وغياب الطواقم الطبية يحول دون تقديم الحد الأدنى من العلاج اللازم للمرضى والجرحى.
نداء استغاثة
وأطلقت الأمم المتحدة أمس الجمعة نداء استغاثة لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المساعدات الإنسانية المطلوبة الآن لغوث لاجئي سوريا يصل مجموعها إلى خمسة مليارات دولار، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يصبح نصف سكان سوريا في حاجة إلى مساعدات عاجلة قبل نهاية العام الحالي.
وتتضمن الخطة تخصيص 2.9 مليار دولار للاجئين و1.4 مليار دولار للمساعدات الإنسانية و830 مليون دولار للأردن ولبنان، أكثر دولتين استقبالا للاجئين السوريين.
وطالبت المنظمة في تقريرها الذي جاء بعنوان “خطة إقليمية للتعامل مع لاجئي سوريا” بخطوات عاجلة لحماية اللاجئين، كما حثت الدول المجاورة لسوريا على مواصلة فتح حدودها في وجه الفارين من الحرب.
حزب الله يحتفل بالنصر في القصير ويعلنها “مدينة شيعية“
عناصر الحزب رفعوا رايات مذهبية فوق مسجد عمر بن الخطاب في المدينة
دبي – قناة العربية
نشرت مواقع مقربة من حزب الله والنظام السوري فيديو يظهر احتفال مقاتلي حزب الله بالسيطرة على مدينة القصير.
وانتقد ناشطون بشدة ما قالوا إنها تصرفات مذهبية قام بها عناصر حزب الله بعد أن وصف هؤلاء السيطرة على القصير بأنها “إعلان لمدينة القصير كمدينة شيعية”.
ويُظهر الفيديو عناصر يرتدون ملابس عسكرية، يغطون وجوههم، ويتأهبون لرفع راية سوداء كتبت عليها عبارة “يا حسين” على أنغام موسيقى “عسكرية”.
وعند رفع العلم على مئذنة مسجد عمر ابن الخطاب في القصير، علت صيحات الحضور بعبارات دينية ذات طابع طائفي، كما سمع دوي طلقات نارية أطلقت ابتهاجاً.
وكانت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، قد شهدت الأسبوع الماضي احتفالات بسقوط مدينة القصير في أيدي الجيش السوري ومقاتلي حزب الله.
وبدت في شوارع الضاحية الجنوبية رايات حزب الله الصفراء، مكتوبا عليها “القصير سقطت”، وقد انتشرت على أعمدة الإنارة والمباني.
إدريس: الأسد يحشد قوات من حزب الله والعراق وإيران
رئيس هيئة أركان الجيش الحر أكد وجود مقاتلين من جماعات عراقية متطرفة
دبي – قناة العربية
أكد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، في تصريحات لقناة “العربية الحدث”، السبت 8 يونيو/حزيران، أن “النظام السوري يحشد الآن على كافة الجبهات، قوات من حزب الله بصورة أساسية، إلى جانب عناصر من ميليشيات من مجموعات عراقية طائفية مثل اللواء المهدي وعصائب العراق، فضلا عن خبراء وقوات من إيران”.
وقال إدريس إن النظام يحشد حاليا “عناصر ومرتزقة من الخارج، ولا توجد عناصر من الجيش السوري تشارك بفعالية في تلك العمليات”.
وأكد القيادي العسكري، الذي كان يتحدث من موقع غير معلوم داخل الأراضي السورية عبر خدمة “سكايب”، أن “النظام السوري يدفع بعناصر حزب الله في مقدمة الصفوف، وهذه العناصر تتميز بروح قتالية مرتفعة وحسن التدريب والتسلح بكافة وأحدث أنواع الأسلحة، وتأتي المجموعات العراقية والإيرانية في الصف الثاني”.وأشار إلى “وجود أعداد هائلة من عناصر حزب الله في الأكاديمية العسكرية في حلب تتولى عمليات التدريب والحشد وقيادة العمليات في المنطقة”.
وذكر أن “الوجود العسكري الإيراني كان مقتصرا في البداية على خبراء ودعم فني واستخباراتي، ثم توسع بزيادة عدد القوات”.
وأوضح أن “الجيش السوري الحر يرفض الاقتراح الروسي الأخير بإرسال قوات دولية إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، بسبب تورط النظام الروسي في تأييد بشار الأسد”.
زوناشد مجموعة أصدقاء سوريا “تقديم أسلحة نوعية للجيش السوري الحر مثل مضادات الدبابات والطائرات، بدلا من الأغذية والأدوية”.
وشدد على أن “المقاتلين الأوروبيين الذين يحاربون ضد الأسد دخلوا فرادى وتسللوا عبر الحدود ويقومون بعمليات فردية”.
فيديو يظهر اللحظات الأولى للإفراج عن والد فيصل المقداد
العملية تمت مقابل إطلاق سراح 43 أسيراً بينهم أطفال ونساء كانوا بيد جيش الأسد
أظهر فيديو بثته قناة “العربية” عملية تبادل أسرى الجيش الحر مقابل والد فيصل المقداد، نائب وزير خارجية سوريا، وتمت العملية في مدينة درعا الثائرة.
ظهر في الفيديو أحد عناصر الجيش الحر وهو يعلن إصرار الثوار على الاستمرار في الحرب حتى النصر وحتى تحرير محافظة درعا بكاملها.
وفي لقطة أخرى، يظهر والد فيصل المقداد، وسط ثلاثة من عناصر الجيش الحر، وهم يحسنون معاملته، حيث كانوا يساعدونه على المشي بحكم كبر سنه.
ومن زاوية أخرى، يظهر والد فيصل المقداد، وهو ملثم الوجه وسط عناصر الجيش الحر، في منطقة كلّها خراب، بينما يقوم عنصر من الجيش الحر بالاتصال عبر هاتف جوال.
ويظهر الفيديو أيضا حافلة ركاب مركونة في مكان بعيد نسبيا، بينما يقوم عناصر من لواء “أبطال حوران” باستلام الأسرى من الحافلة مقابل تسليم والد فيصل المقداد.
وفي لقطة لاحقة، يظهر جمع غفير من المواطنين وهم يمشون بين المساكن المدمرة، ويرجح أنهم الأسرى وأهاليهم، وكان لافتا وجود أطفال ونساء بين الأسرى المعتقلين لدى جيش الأسد.
وكانت صفحة صحيفة “الوطن” السورية على موقع (فيسبوك)، نقلت عن فيصل المقداد، قوله “والدي أصبح في مكان آمن وتم تحريره قرابة الساعة الـ 7:00 مساء”. ويذكر أن والد المقداد، البالغ من العمر 84 عاماً، كان اختطف منذ نحو أسبوعين من منزله قرب درعا.
حزب الله يواصل معاركه شمال القصير ويحشد في حمص وحلب
الجيش الحر يستعد لاقتحام منطقة السيدة زينب أهم النقاط التي يقاتل فيها حزب الله
دبي – قناة العربية
عمدت قوات النظام السوري وحزب الله إلى الحشد في الزبداني وعلى أطراف حمص وحلب، مع استمرار المعارك شمال القصير مع قوات المعارضة، حيث تشتد المعارك بين طرفي الصراع، وتكاد لا تخلو محافظة سورية من قصف ومن اشتباكات.
وفي هذا السياق، أفاد ناشطون أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في ضواحي مدينة القصير، وأن استعدادات عسكرية ضخمة تقوم بها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني في حمص وحلب، تمهيداً لمعارك مماثلة لمعارك القصير.
إلى ذلك، أفادت مصادر المعارضة السورية، بحسب ما أوردت “الشرق الأوسط”، أن القوات النظامية وجهت نيرانها إلى القرى الواقعة شمال شرقي القصير، خاصة بلدتي البويضة والضبعة، حيث يتحصن المئات من مقاتلي الجيش الحر إضافة إلى المدنيين والجرحى الذين تجاوز عددهم 1000 جريح.
استعداد لاقتحام منطقة “السيدة زينب”
في المقابل، أشار النقيب المنشق علاء الباشا، أحد القادة العسكريين، إلى أن “الجيش الحر يستعد لاقتحام منطقة السيدة زينب، التي تعتبر من أهم نقاط الاشتباكات التي يقاتل بها حزب الله بجانب مقاتلين من لواء أبو الفضل العباس”. وأوضح أن “منطقة السيدة زينب تعد من المناطق الاستراتيجية في دمشق بالنسبة إلى المعارضة والسيطرة عليها تجعل الطريق سالكة بين القنيطرة والعاصمة.. الأمر الذي يسهل السيطرة بالكامل على الغوطة الغربية”. ولفت إلى أن “المعارك تتمحور في محيط منطقة السيدة زينب ومعضمية الشام ضد مقاتلين من حزب الله وعناصر لواء أبو الفضل العباس”.
الأمم المتحدة ترفض عرض موسكو إرسال قوات للجولان
السفير الروسي شدد على ضرورة إعادة النظر في هذا القرار لأن الزمن قد تغير
نيويورك – فرانس برس
أكدت الأمم المتحدة أن عرض روسيا استبدال الوحدة النمساوية في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان، بوحدة روسية لا يمكن القبول به، مضيفة أن اتفاقيات فك الاشتباك لا تتيح لروسيا المشاركة في هذه القوة الدولية كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن.
وأوضح “مارتن نيسركي”، المتحدث باسم الأمم المتحدة أن اتفاق فك الاشتباك وبروتوكوله المبرم بين سوريا وإسرائيل لا يسمح للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المشاركة في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان.
يأتي هذا الموقف في حين تبذل الأمم المتحدة جهوداً كبيرة من أجل تأمين قوات لتعزيز القوة التابعة لها في الجولان، بعد قرار النمسا سحب كتيبتها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن وحدة روسية يمكن أن تحل محل الجنود الـ380 الذين تريد النمسا سحبهم من منطقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا بسبب تزايد المخاطر الناجمة عن النزاع في سوريا.
موسكو ترد “الزمن تغير”
من جهته، أوضح السفير الروسي، فيتالي تشوركين، لمجلس الأمن هذا العرض، قائلاً إنه ينبغي أن تعيد الأمم المتحدة النظر في منع قوات الدول العظمى من المشاركة في القوة، ورداً على سؤال حول الرفض الذي عبرت عنه الأمم المتحدة، صرح تشوركين أن موسكو “على علم بهذه الوثيقة ولكنها تعتبر أن الزمن قد تغير”.
وأضاف أن البروتوكول الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وسوريا في 1973 “وقع قبل 39 عاما في عز الحرب الباردة والآن تغيرت الأمور كلياً، وقوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان في وضع سيئ.
يذكر أن مجلس الأمن سيمدد قريباً مهمة قوة فض الاشتباك التي ينتهي مفعولها في 26 يونيو/حزيران.
مقتل فراس معلا قائد عمليات الأسد على طريق المطار
الجيش السوري الحر يؤكد استمرار المعارك في مناطق مختلفة من سوريا
دبي – قناة العربية
أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها عن مقتل فراس معلا، قائد عمليات النظام على طريق مطار دمشق، وذلك في كمين نصب بإحكام، وتمت العملية عن طريق تفجير أودى بحياة معلا.
وقال مصعب أبو قتادة، مدير المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها، لقناة “العربية”: إن “مقتل فراس معلا تم بتخطيط مسبق، ونصب له كمين”. وأكد مصعب أن “جيش النظام يعيش حالة تململ، وقد استطعنا الاستماع لاتصالات عناصر الجيش عبر اللاسلكي، وهم يشعرون بالرعب”.
وبالنسبة لمدير المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها، فإن “مقتل قائد عمليات النظام على طريق مطار دمشق هو إحدى عمليات الجيش السوري الحر النوعية، وسبقتها عمليات أخرى، من مقتل مسؤول في الجيش النظامي في داريا ومسؤول آخر في الغوطة الشرقية”.
ولفت مصعب أبو قتادة إلى استمرار المواجهات اليومية في مختلف المناطق السورية، فقد دخل عناصر الجيش السوري الحر في معارك ضد قوات النظام، على طريق المطار والغوطتين، إلى جانب اشتباكات متقطعة في القنيطرة وفي برزة.
وأكد المدير الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها تحرير عدة مناطق، منها منطقة الشياح، ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة الجيش النظامي وجيش حزب الله، كما استهدف الجيش الحر مقر تشرين العسكري.
سقوط آخر معاقل المعارضة في ريف القصير
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت القوات الحكومية السورية، السبت، أنها نجحت في استعادة السيطرة على آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف القصير ،في وقت احتدمت المعارك في مناطق أخرى حيث شن الجيش غارات على أحياء في دمشق بينما سيطرت المعارضة على معابر في درعا.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن الجيش أعاد “الأمن والأمان إلى البويضة الشرقية” التي لجأ إليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير هذا الأسبوع، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أقر في وقت سابق بمشاركة حزبه في المعارك إلى جانب القوات النظامية في القصير، إلا أن الحكومة السورية والإعلام الرسمي لا يتطرقان مطلقا إلى دور عناصر الحزب في هذه المعارك.
وتعد مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، صلة وصل استراتيجية بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الأسد، كما يعد ريفها المحاذي للحدود اللبنانية ممرا لشحنات الأسلحة المرسلة إلى حزب الله.
وكانت القوات السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله بدأت هجوما على البويضة الجمعة، ودارت معارك عنيفة في البلدة التي لجأ إليها مسلحو المعارضة ومدنيين، أمر الذي أثار مخاوف المجتمع الدولي والمعارضة السورية على مصير هؤلاء.
وفي العاصمة، قال ناشطون سوريون إن قوات حكومية قصفت أحياء في جنوب وشمال دمشق، وبثوا صورا على الإنترنت لما قالوا إنه قصف استهدف حي جوبر. كما استهدف القصف حي برزة في شمال شرق دمشق.
كما أغارت طائرات حربية على مناطق في مدينة قارة في القلمون في الريف الدمشقي، بينما شهد مخيم اليرموك اشتباكات بين كتائب من الجيش الحر وقوات حكومية، حسب ما أضاف ناشطون معارضون.
المعارضة السورية تعترف بانسحابها من القصير والقوات الحكومية تستعيد السيطرة عليها
استعادت القوات السورية النظامية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية على الحدود مع لبنان، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية الرسمية.
واعترفت المعارضة السورية في بيان بأن مسلحيها انسحبوا من البلدة ليلة الثلاثاء بعد تعرضها لهجوم مركز من جانب القوات السورية ومسلحي حزب الله.
وجاء في البيان “أمام ترسانة النظام العسكرية الهائلة وشح الإمدادات والتدخل السافر لحزب الله، أضطر مقاتلونا للإنسحاب من القصير. وقد بقي العشرات من مقاتلينا في البلدة لضمان سلامة انسحاب رفاقهم والمدنيين منها”.
وكانت المعارك احتدمت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة منذ اكثر من اسبوعين من أجل السيطرة على البلدة الواقعة بريف حمص.
وكان أحد قادة المعارضة المسلحة في سوريا قد قال لبي بي سي إن المقاتلين على استعداد لنقل المعارك الى الداخل اللبناني لمواجهة عناصر حزب الله الذين يقاتلون الى جانب قوات النظام السوري.
واضاف العميد سليم إدريس من الجيش السوري الحر أن الآلاف من عناصر حزب الله يقاتلون الى جانب النظام الآن في البلدات والمدن بمختلف أنحاء سوريا.
كانت المعارك احتدمت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة منذ اكثر من اسبوعين
وحذر ادريس من أن المعارضة السورية ستضطر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة اذا فشلت السلطات اللبنانية في التدخل لوقف حزب الله.
ونفى إدريس أن تكون المعارضة قد اندحرت في حربها ضد النظام السوري رغم الخسائر التي منيت بها مؤخرا.
وأكد أن المعارضين لن يقبلوا بأن يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في سوريا المستقبل، وقال “إذا كان ثمن السلام بقاء الأسد، فنحن لا نحتاج إلى هكذا سلام”.
“إعادة الأمان”
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلت عن مصدر مسؤول قوله إن “جيشنا الباسل نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها”.
على صعيد آخر، يجتمع اليوم الأربعاء في مدينة جنيف السويسرية مسؤولون من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بهدف الإعداد لمؤتمر سلام مقترح لبحث الأزمة السورية.
ومن المتوقع أن يحضر هذا الاجتماع المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان.
السيطرة على مدينة القصير تغير ديناميات النزاع في سوريا
جونثان ماركوس
مراسل الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في بي بي سي
تعد القصير نقطة مهمة في سياق السيطرة على الطريق إلى حمص وإلى شمال شرقي البلاد
تمثل هزيمة قوات المعارضة المسلحة السورية، وانسحابها من مواقعها في مدينة القصير، نصرا مهما للحكومة السورية وحليفها حزب الله.
ومن المحتمل أن تغير ديناميات النزاع، الأمر الذي ستكون له عواقبه السياسية والدبلوماسية. وسيزيد أيضا من احتمال امتداد آثار القتال المتواصل إلى لبنان.
وتركز العديد من المعارك الرئيسية في الحرب الأهلية السورية على طرق التجهيزات والمدن الرئيسية ذات الأهمية الإستراتيجية والواقعة في تقاطعات طرق الإمدادات الحيوية.
وتمثل مدينة القصير نموذجا لمثل هذه المدن، إذ يبدو موقعها حيويا ومهما لكلا الجانبين.
انها نقطة تمركز أساسية لإمدادات الأسلحة القادمة لقوات المعارضة في داخل سوريا من لبنان، عبر طريقين رئيسين: يأتي أولهما عبر سهل البقاع اللبناني، ويأتي الثاني إلى الغرب منه من طرابلس ومنطقة الساحل.
كما أن المدينة قريبة أيضا من خطوط إمدادات مهمة بالنسبة للقوات الحكومية السورية.
وتعد القصير نقطة مهمة في سياق السيطرة على الطريق إلى حمص وإلى شمال شرقي البلاد. ويمثل الطريق من دمشق إلى حمص دعامة أساسية في إمدادات النظام السوري.
وتقع حمص في تقاطع الطرق الذي يربط العاصمة بالأماكن التي تسكنها الطائفة العلوية على الساحل السوري.
مجازفة حزب الله
لذا فأن الأهمية الإستراتيجية لمدينة القصير لا يخامرها شك. بيد أن ما لم يتوضح حتى الآن، هي الآثار الأوسع لخسران هذه المدينة بالنسبة للمعارضة المسلحة. ويضاف إليها الاحساس المتنامي في الأسابيع الأخيرة بأن القوات الحكومية أخذت تكسب المزيد من الأرض.
بيد أن هذه التضمينات لا تعني أن القوات الحكومية ستنتصر ولا تعني أن قوات المعارضة، في تشكيلاتها الحالية، ستحقق النصر أيضا.
وهكذا فأن مسار الأحداث في سوريا المنقسمة على نفسها يصب في معركة لن يكون أي طرف قادر على الوصول إلى نتيجة حاسمة.
وكلما طال أمد استمرار القتال تزايد خطر عدوى انتشاره إقليميا.
وأوضحت معركة القصير أهمية المقاتلين من حركة حزب الله الشيعية في لبنان التي تدخلت بشكل مفتوح في الصراع إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وتعزز مجازفة حزب الله الكبيرة هذه بوضوح صلاته مع المحور الإيراني السوري ـ في نظر المراقبين العرب ـ وتربطه بقوة بالقضية الشيعية فيما اصبح بسرعة إيحاءات طائفية كبيرة تؤلب السنة ضد الشيعة.
وكان حزب الله يسعى في الماضي إلى تقديم نفسه بوصفه حركة وطنية لبنانية، بيد أنه الآن زج نفسه في حرب أهليه عربية.
وقد تضررت صورة حزب الله داخل لبنان كثيرا من هذا التدخل.
بيد أن الخوف الآن من إمتداد العنف الجاري في سوريا إلى لبنان.
وفي مقابلة مع بي بي سي، عبر رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس عن رغبته في مواجهة مقاتلي حزب الله داخل لبنان.
وحتى الان، وقع عدد من المعارك المتفرقة بالأسلحة الرشاشة وبعض حوادث إطلاق الصواريخ في لبنان، التي ارتبطت بالنزاع المسلح عبر الحدود. بيد أن أي محاولة لفتح “جبهة” لبنانية في القتال تنذر بخطر التهاب عموم المنطقة وهذا ما يخشاه عدد من الدبلوماسيين الغربيين.
ومع دخول لبنان في وضع مضطرب ثانية واحتمال اضعاف حزب الله ، يبرز احتمال انجرار إسرائيل إلى النزاع، وهي المتلهفة لتصفية حساباتها مع هذه الحركة الشيعية.
خيارات صعبة
و عند النظر إلى مخاوف إسرائيل المعلنة من إمدادات الأسلحة المعقدة من سوريا إلى حزب الله، تصبح من من السهولة بمكان رؤية سيناريو يتضمن ضربات جوية أخرى على قوافل الأسلحة يمكن أن تطور إلى مواجهة أوسع.
وتلك المخاوف هي ما تدفع بدقة جهود الدبلوماسيين الغربيين لعقد مؤتمر سلام في جنيف، بيد أنه حتى الآن يبدو أن الماكنة الدبلوماسية الغربية تدور في الفراغ.
ولا يبدو أن الهجوم على القصير سيجعل الحكومة السورية تتخذ منحى تصالحيا أكبر.
كما أن القوى الغربية، باستمرار الصراع، تواجه مدى من الخيارات الصعبة، مع دعوة البعض لتسليح المعارضة أو حتى لإتخاذ فعل عسكري جلي ضد النظام السوري.
BBC © 2013
القصير … المدينة السورية التي أصبحت مواتا
ليز دوسيت
كبيرة المراسلين الدوليين
هناك مقولة شائعة عادة ما ترتبط بالحروب، تقول إنه للحفاظ على مدينة ما، يجب عليك تدميرها.
وكان ذلك هو قدر مدينة القصير.
فمنذ 18 شهرا وقبل أن تصبح ساحة للمعارك، كانت القصير مدينة حدودية تزدهر ببساتين الزيتون والمشمش المزهرة.
أما الآن، فيخبرنا مسؤولون أن ما لا يزيد عن 500 شخص هم من بقوا في هذه المدينة بعد أن تحولت إلى أنقاض.
ففي زيارتنا الثانية لها منذ سيطرة القوات الحكومية عليها في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، وجدنا المدينة أهدأ مما كانت عليه حيث لم تعد هناك أي من مظاهر الاحتفال التي كانت موجودة في أعقاب المعركة على المدينة بين الطرفين.
كما شهدت الشوارع حركة أكبر، إلا أنها في الغالب تحركات لجنود إما داخل عربات النقل والدبابات، أو على ظهر الدراجات الهوائية أو البخارية.
وظهرت تلك العربات وهي محملة بفرش الأسرة وأجهزة التلفاز وأجهزة التبريد والأثاث، بينما كان الجنود ينتقلون من أحد المباني التي أصبحت حطاما إلى مبنى مجاور لجمع أكبر قدر يمكنهم حمله من تلك الأمتعة.
ولم نعثر في طريقنا إلا على عائلة واحدة عادت إلى منزلها بعد عام من هروبها من المدينة منذ استيلاء المعارضة عليها، إلا أنهم لم يعودوا يستطيعون تمييز ذلك المكان الذي كان يوما ما منزلا لهم.
فأماكن إطلاق الرصاص والشظايا تغطي الأجزاء المعدنية في المنزل، كما يمكنك رؤية الفتحات الناجمة عن القصف في الجدران والسقف إضافة إلى أشلاء القتلى التي كانت مبعثرة على الأرض.
قائمة فصائل الدم
وكان رب تلك العائلة، أبو سمر، ينقّب بين الركام حاملا في يده منظارا مقربا لإحدى البنادق وغلافا جلديا لحمل المسدس، وبعض المذكرات من بعض الدروس الدينية لأحدهم، إضافة إلى وحدة تحكم في ألعاب الفيديو.
وتبعثرت بعض القمصان التي تحمل شعار كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر على أحد الكراسي.
وكانت هناك قائمة مكتوبة معلقة إلى أحد الجدران تبين فصائل دم المقاتلين في تلك المنطقة.
أما أم سمر فكانت تحزم بسرعة كل ما تعثر عليه من الممتلكات التي خلفتها عائلتها، بما في ذلك دمى الأطفال والأطباق الزجاجية التي لا تزال داخل الصناديق، إضافة إلى بعض الوسادات.
وعندما سألتها إذا ما كانت عائلتها ستعود للعيش هنا، أجابتني وهي تكفكف دموعها: “أبدا لن نعود!”
وبعد أن حملوا ما تبقى من أغراضهم التي استطاعوا جمعها، سرعان ما انطلقوا مبتعدين داخل إحدى السيارات في شوارع المدينة التي تحولت منازلها إلى انقاض كما هي حال منزلهم.
إلا أن الضرر الجسيم الذي لحق بالنسيج المجتمعي في تلك المدينة أبلغ بكثير من الضرر المادي الذي ألحق بها.
فعلى الجانب الآخر من المدينة، بالقرب من إحدى المستشفيات المدمرة التي لجأ إليها طرفا الصراع، سألنا مجموعة من الجنود عن الثمن الباهظ الذي دفعته المدينة.
ورد أحد الشباب ممن يؤدون الخدمة العسكرية إلا أنه كان يرتدي ثيابا مدنية “يؤلمني أن أرى هذه الأنقاض. فهذه المشفى قد كلفت الكثير لبنائها من الضرائب التي دفعتها عائلتي والعائلات الأخرى بالمدينة.”
وقال جندي آخر “سيعود الناس مرة أخرى إلى المدينة، وأنا متأكد من أنها ستصبح مدينة أفضل، وأن الناس سيعيشون فيها حياة أكثر ازدهارا.”
وألقى الجميع باللوم على الثوار في إحالة تلك المدينة إلى أرض مقفرة.
وقال جندي آخر”ذلك هو ما يسمونه الحرية.”
وتزداد رحى الحرب في مدينة القصير –كما هي الحال في أغلب الأراضي السورية- على أساس سياسي وطائفي أيضا، حيث يبرهن ذلك الوجود البين لمقاتلي حزب الله الشيعي على الأراضي السورية ومشاركتهم في القتال إلى جانب القوات الحكومية.
فهم يتجولون بشكل علني في شوارع مدينة القصير، واقترب أحدهم منا وهو يلف رأسه بعصابة تميزها ألوان حزب الله الأصفر والأخضر، كما يلف رسغه بشريط آخر.
وعندما سألته عن المعركة الأخيرة، قال وبصوت تملأه الثقة إنها لم تكن صعبة مؤكدا التقارير التي كانت تشير إلى تدفق مقاتلي حزب الله إلى الأراضي السورية والخروج منها، والتحرك من خلال حدود المدينة التي تفصل الأراضي السورية عن الأراضي اللبنانية.
وعندما سألت الجنود السوريين عن رأيهم في الوجود المثير للجدل لمقاتلي حزب الله، رد أحدهم متسائلا: “لماذ لا ينبغي لهم القتال معنا؟! فالطرف الآخر يدخل إلى البلاد مقاتلين من ليبيا والسعودية وتونس وأفغانستان. إن نصف العالم يقاتل في سوريا.”
وقد تصدرت مدينة القصير عناوين الأخبار حول العالم؛ فرغم إنها مدينة صغيرة إلا أن تمركزها في مفترق طرق استراتيجي جعل منها غنيمة ثمينة في معركة طاحنة.
أما من كانوا يعيشون فيها يوما ما، فقد تشتتوا في القرى المجاورة واستوطنوا المدارس والشوارع، بينما هرب آخرون عبر الحدود إلى الأراضي اللبنانية.
ومع أننا ما زلنا نجهل عدد من قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في تلك المعارك، إلا أننا رأينا أن هذه المدينة قد أصبحت مواتا.
BBC © 2013
القوات السورية تسيطر على البويضة، آخر معقل للمعارضة في محيط القصير
أعلن الإعلام السوري الرسمي السبت أن القوات السورية تمكنت من السيطرة على قرية البويضة، آخر معقل للمعارضة في محيط بلدة القصير التي استولت عليها من أيدي المعارضين المسلحين قبل أربعة أيام.
وقال التلفزيون السوري “إن قواتنا البطلة تمكنت من إعادة الأمن والأمان للبويضة الشرقية.”
وأعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني من جانبه أيضا نبأ سقوط البويضة.
وقال مراسل القناة “إنتهت المعارك بريف القصير، فقد تمكن الجيش من استرداد كامل منطقة القصير. وكانت القوات الحكومية قد شنت حرب أعصاب على البويضة بقصفها طيلة الليلة الماضية.”
وأضاف المراسل “لقد دخلنا مرحلة جديدة” من الحرب.
وكانت البويضة آخر موقع تسيطر عليه المعارضة المسلحة في منطقة بلدة القصير، وكان المئات من سكان البلدة المذكورة قد لجأوا إليها قبل سقوطها بأيدي القوات الحكومية وحلفائها من مسلحي حزب الله الأربعاء الماضي.
من جانبه، عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا عن قلقه على مصير مئات المدنيين والمعارضين، بينهم العديد من الجرحى، في البويضة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس “أين مئات المدنيين والمعارضين والجرحى الذين فروا من القصير ولجأوا إلى البويضة؟ لم نسمع عنهم شيئا.”
وأضاف عبد الرحمن أنه لم يتسن له الإتصال بأي من مصادر المرصد في المنطقة.
ولكن وكالة رويترز نقلت عن مصادر أمنية ومعارضة قولها إن القوات السورية تمكنت من القاء القبض على العشرات من عناصر المعارضة في البويضة، بينما نقلت وكالة فرانس برس عن “مصدر أمني” سوري قوله إن العشرات منالمدنيين والمقاتلين الذين أصيبوا في القتال في بلدة القصير قد أخلوا إلى لبنان.
ونقلت الوكالة عن المصدر قوله “إن نحو 30 من المسلحين الجرحى يخضعون للعلاج في مستشفيات بمنطقة بعلبك بلبنان، كما وصل عشرات آخرون إلى بلدة عرسال ذات الأغلبية السنية شمالي لبنان.”
ونقلت وكالة أسوشييتيد برس عن ناشط من حمص يدعى أبو بلال الحمصي قوله من خلال مكالمة هاتفية عبر خدمة سكايب إن المعارضين تكبدوا خسائر فادحة في المعارك التي دارت رحاها في وقت متأخر من يوم الجمعة لدى محاولتهم الفرار من القرية ومعهم جرحى ومدنيون.
وفي حمص، أسفر انفجار عبوة قرب موقع للجيش بالمدينة عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، حسبما أورد المرصد.
وقال “لم يتسن التعرف على هويات القتلى” مضيفا أن قوات الحكومة السورية بدأت بقصف الأحياء الشمالية لحمص.
ويتوقع المراقبون إن تحول القوات الحكومية اهتمامها بعد سقوط القصير إلى محافظتي حمص وحلب لتسترد سيطرتها عليهما.
BBC © 2013
حزب الله ينفي وجود أسرى له بقبضة ثوار سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– نفى حزب الله وقوع أي أسرى من عناصره في قبضة مقاتلي المعارضة في سوريا، خلال معارك “القصير”، التي استعاد الجيش النظامي السيطرة عليها الأسبوع الماضي، في الوقت الذي جدد فيه الحزب اللبناني اتهامه لـ”الجيش الحر”، الذي يقود المعارك ضد القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، بـ”الإرهاب.”
وجاء في بيان صدر عن مكتب العلاقات الإعلامية في الحزب الشيعي، المدعوم من إيران، السبت: “تعقيباً على ما تناقلته وسائل الإعلام، عن وقوع أسرى من حزب الله بيد الجماعات المسلحة في سوريا، ينفي حزب الله نفياً قاطعاً، صحة هذه الأنباء، التي لا أساس لها.”
ودعا البيان، الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية في لبنان “وطنية”، وقناة “المنار” أحد الأذرع الإعلامية للحزب، وسائل الإعلام، إلى “توخي الدقة، والتأكد من صحة أخبارها قبل النشر.”
كما عرضت قناة “المنار” ما ذكرت أنها مشاهد وصور حية لدخول فريقها الإعلامي إلى أحد الأنفاق، حفرته “المجموعات الإرهابية المسلحة”، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة في سوريا، في منطقة “الصرفند”، في أقصى شمال مدينة القصير، في ريف حمص.
وبحسب ما أفادت القناة اللبنانية فإن “المشاهد تبين وجود أدوات ومستندات وأوراق عليها توقيع القسم الإعلامي في جبهة النصرة، التابع لمدينة القصير”، إضافة إلى “بدلات عسكرية عليها كتائب الفاروق، التابعة للجيش الحر”، واعتبرت أن ذلك “يؤكد وجود تواصل مشترك بين جبهة النصرة والجيش الحر.”
على صعيد آخر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن سيارات تابعة للصليب الأحمر اللبناني، وبمواكبة الجيش اللبناني، نقلت أكثر من 30 جريحاً، غالبيتهم من السوريين، بينهم لبناني واحد على الأقل، أصيبوا في اشتباكات “جبل عرسال” و”القصير”، إلى عدد من المستشفيات في منطقة البقاع الغربي.