أحداث السبت، 09 أذار 2013
مهمة القوة الدولية في خطر… وسورية تحذر من «شريط حدودي»
الدوحة – محمد المكي احمد
لندن، بيروت، نيويورك، باريس – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – ازدادت تعقيداً امس أزمة احتجاز الجنود الـ ٢١ العاملين ضمن قوة فك الاشتباك في الجولان (أندوف)، في ضوء الاتصالات التي تجريها الأمم المتحدة مع الحكومة السورية للتوصل الى وقف موقت لإطلاق النار في قرية جملة حيث يحتجزون، «وهي اتصالات لم تؤدّ الى نتيجة نهائية بعد»، بحسب ديبلوماسي في الأمم المتحدة. وقال ناطق باسم «لواء شهداء اليرموك» الذي يحتجز الجنود ان القصف الذي تعرضت له بلدة النافعة من جانب قوات النظام منع قافلة من القوة الدولية من الوصول الى جملة لتسلمهم، بحسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه امس بين الجانبين.
وفيما تحدث السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عن سيناريو إسرائيلي لإنشاء شريط حدودي في الجولان مشابه للذي أقامته في جنوب لبنان، بحث مجلس الأمن أمس في الوضع في منطقة عمل «أندوف»، واستمع الى تقرير عن حال الجنود المحتجزين (وهم فيليبينيو الجنسية) من رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسوس.
وأعرب رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الروسي فيتالي تشوركين عن «القلق البالغ على جنود أندوف بسبب تطور الأمور في المنطقة المحيطة بنطاق عملياتها والتي أصبحت منطقة قتال أخيراً». وقال إن أنشطة القوات الدولية «انحسرت وان عددا من الدول سحب جنوده منها. لهذا نأمل أن يتحسن الوضع وأن تتمكن أندوف من مواصلة عملياتها بأفضل ما يمكنها».
ورداً على سؤال عما إذا كان جنود «أندوف» المحتجزين قد استخدموا دروعاً بشرية، قال تشوركين «الصورة غير واضحة تماماً لنا بعد وربما يكونون قد تعرضوا لمثل هذا الوضع، ولكن لا يمكنني أن أقول أن هذا الوصف يعبر عن حقيقة الوضع».
وأوضح لادسوس في بيان مقتضب للصحافيين بعد الجلسة إن «الجنود الـ٢١ المحتجزين سالمون وهم موزعون على ٤ أو ٥ منازل في القرية حيث وضعوا في الأقبية أو الطوابق السفلية». وقال: «في حال التوصل الى حل بإطلاقهم كما نأمل، نتوقع بشدة أن لا تقوم القوات الحكومية بأعمال انتقامية ضد القرية وسكانها المدنيين بعد مغادرة جنودنا». وأوضح أن «ثمة أملاً الآن (في إطلاقهم) ولكني سأكون شديد الحذر (في إعلان أي نتيجة) لأن الاتصالات لم تنته بعد ولكن ثمة أمل في التوصل الى وقف إطلاق نار لساعات قليلة مما قد يمكن من إطلاق سراح جنودنا».
وقال إن قوة أندوف «أخلت موقعاً لها يعرف بالنقطة ٨٠ – أ، بسبب انكشافه وتعرضه لإطلاق النار، يقع عند طرف الحدود الجنوبية» لمنطقة الفصل التي تنتشر فيها «أندوف». وأضاف أن إدارة عمليات حفظ السلام «تدرس بتعمق الظروف العامة المحيطة بعمل بعثة أندوف والتي تشهد تدهوراً شديداً في ظروف الأمن والسلامة».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن قسم عمليات حفظ السلام «يراجع الوضع الأمني ويدرس عدداً من السيناريوات حول طريقة قيام أندوف بعملياتها»، مشيراً الى أن إحدى التغييرات التي اعتمدتها أندوف أخيراً هي «وقف الدوريات الليلية».
الى ذلك، اتهم السفير السوري لدى الأمم المتحدة «المجموعات الإرهابية التي تحتجز جنود أندوف بالتعامل مع إسرائيل التي تسهل تحركاتهم». وقال إن «إسرائيل تحاول تكرار الخطأ الذي ارتكبته في جنوب لبنان عندما أقامت شريطاً حدودياً تديره ميليشيا عميلة»، معتبراً أن «إسرائيل تحتاج الى التخلص من أندوف لتقيم شريطاً حدودياً مشابهاً للذي أقامته في جنوب لبنان». وشدد على أن الحكومة السورية «لن تسمح لإسرائيل وعملائها بالقيام بذلك بمشاركة دول في المنطقة تدعم المعارضة».
الى ذلك اكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ «الحياة» عزم بعض الدول الاوروبية ارسال خبراء عسكريين لتدريب «الجيش الحر»، وخصوصا ما يتعلق برسم الاستراتيجيات والهيكلية العسكرية، واشارت الى ان المعارضة حققت «بعض الانتصارات» في الفترة الاخيرة بينها السيطرة على الرقة في شمال شرقي البلاد، لكنها «ليست حاسمة». وابدت وسائل إعلام سويدية اهتماما غير مسبوق بحصول المعارضة على اسلحة سويدية بينها قاذف «كارسل غوستاف» المضاد للدروع، علماً ان السويد كانت من بين الدول التي عارضت رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية.
وفي باريس اعرب الرئيس فرنسوا هولاند عن الاسف لعدم قيام الروس بـ «اقناع» الرئيس بشار الاسد بـ «التنحي» لافساح المجال امام «انتقال سياسي». وقال، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، انه سيسعى الى اقناع المعارضة السورية بالتحاور مع آخرين غير بشار الاسد. وذكر انه عرض خلال زيارته الاخيرة لموسكو امكان اختيار شخصية او اكثر لتولي المفاوضات، التي يمكن ان تتيح انتقالا سياسيا، وتكون مقبولة من النظام ومن المعارضة. وقال: «ندرك جيدا ان ذلك لا يمكن ان يحدث من خلال بشار الاسد».
وسجلت امس عودة قوية للتظاهرات السلمية في «جمعة المرأة السورية» في عدد من المناطق، بينها واحدة في حي بستان القصر في حلب (شمال البلاد) حضرها رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، اضافة الى تظاهرات في العسالي قرب دمشق. وكان لافتا خروج تظاهرات في حي الوعر في حمص وسط البلاد.
لكن قصف قوات النظام استمر على عدد من المناطق خصوصا على مدينة الرقة. وتعرضت مدينة اريحا وقرى كفرنبل وحاس والهبيط وحيش في جبل الزاوية الى قصف سقط فيه عدد من الضحايا. وافاد معارضون باطلاق صواريخ سكود من مقر اللواء 155 في ريف دمشق باتجاه شمال البلاد. وشوهد حريق في جنوب دمشق. واكدت مصادر متطابقة اغتيال المهندس اسعد مهنا مدير مكتب محافظ دمشق وسقوط قذيفة على مجمع الزبلطاني في المدخل الشرقي للعاصمة.
وفي الدوحة عقد «التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الثورة السورية» مؤتمره برئاسة رئيس الحكومة السابق رياض حجاب الذي وجه انتقادات شديدة إلى روسيا وإيران و «حزب الله» ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحيا «الدول الشقيقة والصديقة» التي وقفت مع ثورة الشعب السوري. وشدد التجمع في بيانه الختامي على اسقاط النظام كاولوية «لتحقيق الإنتقال من الدولة الأمنية المستبدة إلى الدولة الديموقراطية». وقال «ان الهدف هو الحفاظ على كيان الدولة السورية والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً»، وأكد «أهمية دعم «الجيش السوري الحر»، كما حث «الدول الشقيقة والصديقة على مزيد من الدعم» ودعا القوى الدولية الى «حسم موقفها من النظام الفاقد الشرعية». وطالب التجمع بقرار دولي ملزم بوقف استخدام جميع أنواع الأسلحة وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة المهجريين. وأكد على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة تقوم بإدارة المناطق المحررة وشؤون الدولة في الداخل والخارج. واكد حجاب ان «الائتلاف الوطني» هو الذي سيشكل الحكومة الموقتة وقال انه غير مرشح لرئاستها مشددا على أن « التجمع هو أحد مكونات «الائتلاف».
سوريا: تسليم عناصر “اندوف” قريباً
رند صباغ
دخلت مساء الجمعة إلى قرية جملة في وادي اليرموك جنوبي غربي سوريا، 8 آليات تابعة لقوات “أندوف” الدولية بغية تسلم جنودها المحتجزين بعدما تأخرت الجهود التي انتظرتها الفلبين لاستعادة جنودها المختطفين أو “المستضافين” لدى الجيش الحر، حيث تعددت المطالب المطروحة ما بين سبل تأمين الجنود أو مطالبة النظام بإيقاف العنف على القرية.
وأصدرالائتلاف السوري المعارض بياناً مساء الجمعة أشار خلاله إلى أنه قام باتصالات مع لواء شهداء اليرموك مؤكداً “أن العاملين الفلبينين لدى القوات الدولية هم في أمان تام وعناية كاملة”، لافتاً النظر إلى أن “النظام قد بدأ بالقصف العنيف للمنطقة اليوم الجمعة 8 آذار 2013، وإن الثوار يحملون النظام كامل المسؤولية لأي أذى يلحق بالعاملين الدوليين” كما يطالب البيان “الصليب الأحمر الدولي وبشكلٍ عاجل إرسال مندوبيه لاستلام الجنود الفلبينيين، وإخلاء الجرحى المدنيين”.
وتحدث رئيس الائتلاف الشيخ معاذ الخطيب خلال تصريح له على شبكة “سي إن إن” الأميركية بأن موكب الأمم المتحدة كان معرضاً للخطر، مما استدعى نقل الجنود إلى مكان آمن، مشيراً إلى أن المنطقة كانت قد تعرضت للقصف الماضي على يد قوات النظام إبان العملية، كما أكد الخطيب استعداد الجيش الحر لإخلاء سبيل المختطفين بشرط تسليمهم للصليب الأحمر، حيث نوه إلى أنه قد تم نقلهم إلى مكانٍ آمن.
العملية التي وصفها العميد حسام الدين العواك نائب قائد تجمع الضباط الأحرار في “الجيش الحر” في لقاءٍ له مع “بي بي سي”، “بالخطأ الكبير وغير المقبول”، مؤكداً على أنه سيتم الإفراج عن المختطفين في أسرع وقت ممكن، ومشيراً إلى أن “كتيبة خارجة عن السيطرة قامت بهذا العمل بشكلٍ فردي” مقدماً ضماناته بعدم المساس بالمحتجزين.
من جهته كان المتحدث باسم الخارجية الفليبينية راؤول هرناندز قد قال أن “المتمردين كان يجب أن يطلقوا سراح الجنود منذ فجر الجمعة، إلا أنهم عادوا لمواصلة المطالبة بإعادة تمركز القوات السورية الحكومية في تلك المنطقة القريبة من قرية جملة في الجولان كشرطٍ لإطلاق سراحهم”.
وبدوره نقل مسؤول في مانيلا عن القيادة الأممية في الجولان التي تفاوض الجيش الحر “إنهم يرغبون في أن يتسلمهم الصليب الأحمر” مشيراً إلى مطالبة المعارضة المسلحة بضمان “أرضية آمنة” لإطلاق سراحهم، كون المنطقة تشهد اشتباكات كثيفة بين طرفي الصراع في سوريا.
وكانت الأنباء التي تداولتها المواقع الإسرائيلية قد أشارت في وقتٍ مبكرٍ من يوم الجمعة إلى مغادرة ثمانية من عناصر قوات المراقبة الأممية في الجولان إلى الطرف المحتل الجمعة، عقب تلقيهم الأوامر بمغادرة المواقع القريبة من قرية جملة، وذلك عن طريق إحدى بوابات السياج الحدودي حيث كان بانتظارهم عدد من جنود الاحتلال بالإضافة إلى عناصر من القوة الأممية، وفي هذا السياق يعتقد المبعوث الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوريكين أن “المسلحين قد استولوا على الشاحنات التي كانت بحوزة عناصر قوة حفظ السلام” مؤكداً عدم حصول أي اقتتال بين المجموعتين، وشاجباً عملية الاختطاف التي وصفها بغير المبررة كون العناصر لا يحملون السلاح “ولا شأن لهم بالصراع الدائر حالياً في سوريا”.
دمشق تتّهم اسرائيل بالسعي إلى شريط حدودي
وقصف النظام أعاق إطلاق جنود “اندوف”
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
أعلنت دائرة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أنها توصلت الى “ترتيبات مع جميع الأطراف” لإطلاق الجنود الفيليبينيين الـ21 من قوة المنظمة الدولية لمراقبة فك الإشتباك “أندوف” المحتجزين لدى مجموعة سورية معارضة. ووجهت دمشق اتهامات الى اسرائيل بأنها تحاول اخراج المراقبين الدوليين من مرتفعات الجولان تمهيداً لاقامة منطقة عازلة على غرار تلك التي أقامتها في جنوب لبنان بعد عام 1978.
وأفادت المسؤولة لدى دائرة عمليات حفظ السلام في نيويورك جوزفين غيريرو أن “ثمة ترتيبات تم التوصل اليها مع جميع الأطراف لاطلاق حفظة السلام الـ21″، مضيفة أن “أندوف أرسلت فريقاً الى المكان. ولكن بسبب تأخر الوقت والعتمة، اعتبر أنه من غير الآمن الإستمرار في العملية”. وأكدت أن “الجهود ستتواصل غداً”، اي اليوم.
ورداً على سؤال لـ”النهار”، تحدثت غيريرو عن “نشاطات عسكرية حصلت”، رافضة تحديد المكان والزمان. بيد أن ديبلوماسيين آخرين اوضحوا ان القوات السورية قصفت بلدة جملة التي يعتقد أن “كتائب شهداء اليرموك” يحتجزون فيها جنود “أندوف”. ويطالب المسلحون بانسحاب الجيش النظامي من جملة شرطاً لاطلاق المحتجزين.
وكان مجلس الأمن عقد جلسة طارئة اضافية استمع فيها الى احاطة جديدة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، ايرفيه لادسوس، الذي أعلن لاحقاً أن المجموعة المسلحة وزعت الجنود الدوليين على “أربعة أو خمسة أماكن داخل بلدة جملة”، وأن البلدة “تتعرض لقصف عنيف من القوات السورية”. وأمل “ألا تنتقم القوات السورية من البلدة وسكانها”. وخلص الى أن دائرته “تجري مراجعة دقيقة للمهمة” في الجولان.
كذلك كرر رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين المطالبة “باطلاق المحتجزين فوراً”. وقال ان “نشاطات أندوف حددت كثيراً وهناك دول مساهمة تريد سحب وحداتها”. ورفض التعليق على تعهد السلطات السورية والأطراف وقف النار فترة قصيرة لتأمين اطلاق المحتجزين وعدم تعريضم للخطر.
أما نظيره السوري السفير بشار الجعفري فقال إن بلاده تعمل على اطلاق “هؤلاء الأبرياء”، لافتاً الى أنه حذر الأمم المتحدة أكثر من مرة من “نشاطات المجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة المنزوعة السلاح وخط فصل القوات في الجولان”، متهماً اسرائيل بأنها “تسهل عمل هذه المجموعات وعبورها”، مما يشكل “انتهاكات لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ويعرض للخطر موظفي أندوف”.
ورأى أن “في ذهن الإسرائيليين فكرة تكرار الخطأ الذي ارتكبوه في جنوب لبنان عام 1978، حين أنشأوا ما يسمى الشريط الحدودي أو المنطقة العازلة”، معتبراً أنه “كي يفعلوا ذلك يريدون التخلص من أندوف”. وكشف أن كرواتيا قررت سحب وحدتها، واليابان تفكر في ذلك أيضاً، والفيليبين كذلك. وتحدث عن “وكلاء” لاسرائيل يسعون الى ذلك أيضاً مع دول في المنطقة، مسمياً قطر والسعودية وتركيا. وحذر كل هؤلاء من “هذه اللعبة الخطرة للغاية”.
ولا تزال القوات الاسرائيلية في حال تأهب على الحدود مع سوريا.
سياسياً، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في باريس، عن الأسف للمأزق الحالي في الأزمة السورية، ولعدم “اقناع” الجانب الروسي الرئيس السوري بشار الاسد بـ”التنحي جانباً” افساحا في المجال لـ”انتقال سياسي”.
وفي الدوحة، شدد البيان الختامي للمؤتمر الاول لـ”التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة” السورية الذين انشقوا عن النظام والمنعقد في العاصمة القطرية على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية من الانهيار. وجاء في البيان ان “هدف التجمع هو الحفاظ على كيان الدولة السورية من الانهيار ووضع الاسس القانونية لاعادة هيكلة ادارة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدة سوريا ارضاً وشعباً”.
تبايـن قطـري ـ أميـركي حـول «حكـومـة المعارضة»… ولافـروف يؤكـد بقـاء الأسـد
سوريا: سباق بين محوري الخيار العسكري والتفاهم الروسي ـ الأميركي
محمد بلوط
هل هناك «تباين» قطري ـ أميركي حول خيارات «الائتلاف الوطني السوري»؟
الأرجح أن الأميركيين والقطريين لا يملكون المقاربة ذاتها للطريق التي ينبغي على «الائتلاف» أن يسلكها في الأسابيع المقبلة، سواء في اختيار تعزيز الاتجاه نحو اختبار الحل السياسي، كما يحاول التفاهم على مبادئه روس وأميركيون، أو ترسيخ الرهان على إسقاط دمشق عسكرياً، والمباشرة ببناء مؤسسات حكومية موازية للحكومة السورية، تعمل انطلاقاً من الشمال السوري. ويبدو التباين الأميركي – القطري جلياً في اعتراض الأميركيين على اجتماع اسطنبول الثلاثاء المقبل المكرّس لدراسة إنشاء هيئة تنفيذية سورية تدير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وبحسب مصادر سورية معارضة، أبلغ ديبلوماسي أميركي أقطاباً في «الائتلاف» أن لا اعتراض أميركياً على تشكيل الهيئة، ولكن الولايات المتحدة لن تعترف بأي «هيئة حكومية» تتفق عليها المعارضة في اسطنبول، وبأن الأميركيين سيتعاملون معها كحكومة أمر واقع.
وفي لقاء مع معارض سوري في باريس، قال ديبلوماسي أميركي إن القطريين هم الذين يدفعون نحو تشكيل تلك «الحكومة»، وإنهم يتحملون المسؤولية عن اتخاذ مثل ذلك القرار.
وكان «الائتلاف السوري» قد أجّل، الأسبوع الماضي، اجتماعاً مكرساً لبحث تشكيل «حكومة مؤقتة» لأسباب لوجستية كما قال بيانه آنذاك. بيد أن تضافر ضغوط أميركية، ورفض جماعة الإخوان المسلمين السورية تشكيل مثل تلك الحكومة لأسباب متباينة، أدى إلى تأجيل البحث بـ«الحكومة المؤقتة»، فالأميركيون يعتقدون أن «حكومة سورية مؤقتة» في الشمال ستنهي أي تقارب مع روسيا في الوقت الحاضر، وتضع حداً لخيار العملية السياسية، بتقسيم سوريا بين دمشق و«حكومة» أمر واقع في الشمال، من دون شرعية قانونية أو دولية.
أما «الإخوان» فكانوا يعارضون تشكيلها قبل نضوج شروط غلبتهم في العمليات العسكرية، عبر تحالفاتهم مع الجماعات «الجهادية» الأكثر فاعلية وإمساكهم بمفاصل القرار السياسي. ويعتقد «الإخوان» أن تقاسم السلطة في مرحلة التحالفات الحالية، سيضطرهم إلى الخضوع لتوزيع متكافئ مع الكتل الليبرالية والمدنية، ما يحرمهم من مفاتيح كافية للسيطرة على أي «حكومة مؤقتة أو انتقالية» في ما بعد. وكانت انتخابات أولية أجرتها الأمانة العامة لـ«المجلس الوطني»، التي تملك الكتلة الأكبر داخل «الائتلاف»، قد أظهرت تقدم ثلاثة مرشحين لتولي منصب رئاسة «الهيئة التنفيذية». وحل أستاذ الاقتصاد أسامة قاضي أولا، متقدماً على الشيخ سالم المسلط الجبوري، وهو مهندس وزعيم عشائري، فيما حل رئيس «المجلس الوطني» الأسبق برهان غليون ثالثا. وقال قطب في المعارضة لـ«السفير» إن تعيين رئيس الهيئة لن يتم بالانتخاب، بل بالتوافق بين «المجلس الوطني» و«الائتلاف» و«المجلس العسكري الموحد» و«الحراك الثوري» و«لن يتم اللجوء إلى عملية انتخاب إذا لم نتوصل إلى اتفاق بين جميع هذه العناصر».
وقال مصدر معارض إن الدعوة إلى اجتماع اسطنبول، تمت ببيان صادر عن الغالبية في الهيئة العامة لـ«الائتلاف الوطني»، من دون أن تجتمع الهيئة على ما قال معارض سوري. ويبدو المشهد المعارض مرتبكاً، بسبب التجاذب بين الطرفين القطري والأميركي في تحديد أولويات المعارضة، فبعد أن أعلن رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب موافقته على مبدأ التفاوض مع النظام، لحقت به الانعطافة الأميركية نحو اختبار التفاهم مع الروس على قاعدة «بيان جنيف».
ويسابق القطريون في إعادة طرح تشكيل «الحكومة المؤقتة» في اسطنبول احتمال أن يكون الروس والأميركيون قد تقدموا جديا نحو تصور مشترك لعملية سياسية. ولم يكن مطمئناً لأصحاب الخيار العسكري ألا يكف وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تكرار تمسكه، خلف منابر العواصم العربية والإقليمية التي زارها الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة تتمسك بالحل السياسي على قاعدة إعلان جنيف الذي ينص على هيئة تنفيذية كاملة الصلاحيات، مع استمرار التباين الروسي الأميركي في قراءة «جنيف»: فهو يستبقي الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه، كما يرى الروس حتى العام 2014، بينما يرى الأميركيون أن عليه أن يرحل من دون إغلاق الباب على تسويات محتملة، وهي نقطة التفاوض الدائرة بين الروس والأميركيين.
وقال مصدر سوري معارض إن أحد المخارج المتوقعة التي يناقش فيها الوصيان الدوليان على الأزمة السورية هو الذهاب نحو نظام برلماني يجري إقراره خلال المرحلة الانتقالية، ينقل السلطة إلى رئيس وزراء تعيّنه أكثرية نيابية ويجعل الرئاسة منصباً فخرياً، وبقاء الأسد في السلطة ما بعد العام 2014 من دون مغزى سياسي.
وتبدو المخاوف من تقدم التفاهم الروسي – الأميركي حقيقية لدى القطريين، والمحور الذي يضمّهم إلى السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا، مع ترسخ الموقف الأميركي برفض تسليح المعارضة، بغض النظر عما تم إنجازه بالفعل حتى الآن، في أربعة لقاءات خلال ثلاثة أشهر، كان آخرها أمس الأول بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز في لندن.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أن بوغدانوف وبيرنز «أكدا ضرورة وقف إراقة الدماء في سوريا فورا، وإطلاق العملية الانتقالية السياسية عبر حوار وطني سوري من دون تأخير»، وشددا على «تمسك بلديهما بالبيان الختامي لاجتماع جنيف في 30 حزيران الماضي».
وأشار البيان إلى أن بوغدانوف بحث مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان «المسائل الملحة في التسوية الشرق أوسطية مع التشديد على ضرورة تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت، بما فيها الحيلولة دون تأثير عواقب الأزمة الوخيمة على الوضع في المنطقة بأكملها».
كما تسارعت المحادثات حول الملف ذاته بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيري. وقال لافروف، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ردا على سؤال عن إمكانية أن تدفع موسكو الأسد إلى مغادرة السلطة، «بالطبع لا. لسنا ضمن لعبة تغيير النظام»، مضيفا «نحن ضد التدخل في الصراعات الداخلية. وهذا موقفنا الذي يجب ألا يكون مفاجأة لأحد»، موضحا أن «قرار من يجب أن يحكم سوريا لا يعود لنا، وعلى السوريين أن يقرروا» ذلك.
وأكد لافروف، الذي سيلتقي نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن الثلاثاء المقبل، «لن يرحل (الأسد) ونعرف ذلك بالتأكيد. كل الذين على اتصال به يعرفون أنه لا يمزح». وقال «كل من يتواصلون معه يعلمون أنه لا يراوغ، وأنه مستعد لمناقشة أي قضية بين السوريين». وتابع «نعارض أي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار، لأننا نعتقد أن الأولوية الأولى هي إنقاذ حياة» البشر.
وأعلن لافروف أنه يرى علامات على مرونة من المعارضة والدول الغربية حيال الحوار. وقال «أنا سعيد لأن المناقشات الأخيرة واللفتات الأخيرة من المعارضة وتصريحات بعض من يؤيدون المعارضة، تلمح إلى أنهم سيكونون مستعدين لبدء مفاوضات مع فريق تفاوضي من دون أن يطلبوا تنحي الأسد».
وعلى الأرض، عبّر المحور القطري والسعودي والتركي والفرنسي والبريطاني عن قلقه من احتمالات تقدم التقارب الروسي – الأميركي في اتساع العمليات العسكرية ضد الجيش السوري على كل الجبهات، وفي عقد صفقات أسلحة كبيرة مع كرواتيا وأوكرانيا ورفع وتيرة الدعم اللوجستي والتدريبي. كما عبر عن نفسه بوصول شحنات كبيرة من الأسلحة إلى جبهات الشمال السوري، عبر تركيا إلى الجماعات «الجهادية»، التي تحقق تقدماً ملموساً في الجبهة الشرقية، لا سيما على طول حوض الفرات ، بينما يتباطأ هجوم رتل، من 3 آلاف جندي وأكثر من 400 عربة ودبابة نجحت بفك الحصار عن معامل الدفاع قرب السفيرة والوصول إلى مطاري حلب والنيرب عبر طريق البادية القادم من حماه بطول 122 كيلومترا. غير أنه ليس من المؤكد، حتى الآن، أنه سيكون قادراً على تطوير عمليات الجيش في حلب الاستراتيجية من الدفاع إلى الهجوم، في مواجهة «لواء التوحيد» التابع للإخوان المسلمين وكتائب «جبهة النصرة» المتحالفة معه.
الفيليبين ما زالت تتوقع الافراج عن مراقبي الأمم المتحدة في الجولان
مانيلا- (ا ف ب): صرح ناطق عسكري السبت ان الفيليبين ما زالت تتوقع الافراج عن مواطنيها ال21 من مراقبي الامم المتحدة المحتجزين في هضبة الجولان على الرغم من قصف القوات السورية الذي منع تسليمهم.
وكان موكب سيارات تابع للامم المتحدة حاول الجمعة دخول قرية جملة السورية في هضبة الجولان لتسلم 21 مراقبا فيليبينيا محتجزين لدى مجموعة سورية مسلحة معارضة.
الا ان قصفا عنيفا قام به الجيش السوري لمحيط هذه المنطقة اجبر الموكب على الانسحاب من دون انجاز مهمته. واعلنت الامم المتحدة عزمها على القيام بمحاولة ثانية السبت لاستعادة المراقبين.
وقال الناطق باسم الجيش الفيليبيني الكولونيل راندولف كابانغبانغ في مانيلا ان القصف توقف ومفاوضي الامم المتحدة استأنفوا التخطيط مع المعارضين المسلحين لترتيبات من اجل تسلم المراقبين.
وصرح كابانغبانغ لوكالة فرانس برس “بعد القصف استأنف الجانبان (الامم المتحدة والمتمردون) تنسيق الترتيبات للافراج عنهم”.
واضاف ان “الموكب الذي قدم لعملية التسليم لم يتعرض للقصف بل الطريق الذي تم التخطيط لسلوكه”.
وتابع ان مفاوضي قوة الامم المتحدة لفض الاشتباك في الجولان ليس لديها اي سبب للاعتقاد ان ايا من هؤلاء الرهائن اصيب في القصف، مؤكدا ان القوة ما زالت تعتقد ان المعارضين المسلحين ملتزمون اطلاق سراح الرهائن.
الا ان كابانغبانغ قال انه لا يملك تفاصيل بشأن التريتبات الجديدة.
وكان مدير عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو قال امس انه يأمل في ان تلتزم القوات السورية ب”وقف لاطلاق النار لبضع ساعات” لافساح المجال لتسلم المراقبين من خاطفيهم، موضحا ان قرية جملة حيث هم “تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات السورية”.
وكلفت قوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان منذ العام 1974 بمراقبة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل في هضبة الجولان.
وطالب “لواء شهداء اليرموك” الذي يحتجز المراقبين في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف اطلاق النار، قبل ان يطالب بان يوقف الجيش السوري القصف لاتاحة اطلاق سراحهم.
من جهته نفى السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان يكون الجيش السوري اطلق النار في هذا القطاع.
وقال “ان القوات السورية تبذل كل ما هو ممكن لاعادة المراقبين سالمين واخراج المجموعات المسلحة الارهابية” في اشارة الى المجموعات المعارضة السورية المسلحة.
مقاتلون سوريون: لا محادثات للافراج عن عناصر الامم المتحدة ولن نطلق سراحهم الا بعد تراجع قوات الاسد
بيروت ـ من أوليفر هولمز ـ (رويترز) – قال مقاتلو المعارضة السورية الذين يحتجزون 21 من قوات الأمم المتحدة قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في جنوب سوريا إنه لا تجري أي محادثات للإفراج عنهم ولم يلمحوا إلى أنهم سيطلقون سراحهم قريبا.
ويبرز احتجاز الجنود على مسافة 1.6 كيلومتر فقط من الأراضي التي تحتلها إسرائيل مدى إمكانية امتداد الصراع السوري الذي يقترب من ذكراه السنوية الثانية إلى دول مجاورة.
وقال أبو عصام تسيل من المكتب الإعلامي للواء (شهداء اليرموك) الذي احتجز الجنود يوم الأربعاء “لا تجري مفاوضات بين أي أطراف.”
وفي عدة تسجيلات مصورة أذيعت الخميس قال جنود فض الاشتباك المحتجزون إنهم يلقون معاملة حسنة في قرية الجملة من جانب مدنيين ومقاتلين معارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
والجنود المحتجزون فلبينيون من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك التي تراقب وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل على مرتفعات الجولان منذ عام 1974.
وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 30 من مقاتلي المعارضة يحتجزون الجنود الفلبينيين لكن تسيل قال إنهم “ضيوف” لا رهائن وإنهم موجودون لدى المقاتلين حفاظا على سلامتهم.
إلا أن تسيل أضاف أنه لن يفرج عنهم إلا بعد أن تتراجع قوات الأسد من حول قرية الجملة وتوقف القصف هناك.
وقال إنه يجب إجراء مفاوضات بين الأمم المتحدة ونظام الأسد لوقف القصف ورفع الحصار عن المنطقة بحيث تكون آمنة.
ولم تصدر الحكومة السورية تعليقا علنيا بشأن الواقعة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المعارضة السورية اتصلت بها وإنها مستعدة لأن تلعب دورا في “تسلم” جنود قوة مراقبة فض الاشتباك عند إطلاق سراحهم لكنها لن تشارك في المفاوضات الفعلية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ديبة فخر لرويترز من جنيف إن اللجنة مستعدة “لأن تلعب دور الوسيط المحايد فيما يتعلق بخطف جنود قوة مراقبة فض الاشتباك بشرط أن يكون ذلك مقبولا من كل الأطراف المعنية.”
وقال تسيل إن مراقبي الأمم المتحدة يتحملون مسؤولية إبقاء الأسلحة الثقيلة خارج المنطقة.
ويسمح اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة عام 1974 لسوريا وإسرائيل بالاحتفاظ بعدد محدود من الدبابات والقوات على مسافة تبعد 20 كيلومترا عن خط وقف إطلاق النار.
وقال تسيل إن الجيش السوري تجاوز تلك الحدود وإن طائراته تقصف أهدافا للمعارضة تبعد 500 متر عن خط وقف إطلاق النار.
وجاء في تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول أن مقاتلي كل من الجيش السوري والمعارضة منتشرون في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين القوات السورية والإسرائيلية وأن عمليات الجيش السوري “تؤثر سلبا” على عمليات قوة مراقبة فض الاشتباك.
وأشار التقرير إلى أحداث شملت انطلاق قصف من أراض سورية العام الماضي قائلا “أظهرت أحداث عبر خط وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة إمكانية تصاعد التوترات بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية على نحو يعرض وقف إطلاق النار بين البلدين للخطر.”
وقال دبلوماسيون ومصادر أمنية في يناير كانون الثاني الماضي إن إسرائيل قصفت قافلة أسلحة في سوريا ربما كانت في طريقها لحزب الله بلبنان. وقالت إسرائيل إنها لن تقف “مكتوفة الأيدي” إذا امتد العنف إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها عام 1967.
وقال الجيش الإسرائيلي لرويترز إنه تم إجلاء ثمانية من جنود قوة فض الاشتباك إلى إسرائيل اليوم الجمعة لكنه لم يذكر سببا لذلك.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 70 ألف شخص لقوا حتفهم في الانتفاضة التي اندلعت في سوريا في مارس آذار عام 2011.
سؤال الديمغرافيا مرة أخرى: مطاعم ومحلات تجارية وعمال مهرة يخطفون السوق
المدن الأردنية ‘بتتكلم سوري’: مافيا لبيع القهوة بالشوارع وإسلاميات ‘شاميات’ في محيط المساجد والحدود لم تعد فاصلة بين جناحي سهل حوران
عمان ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: لا يجد تاجر البقالة الأردني محمد عدنان القيسي ما يمنعه من إظهار قدر حذر من الترحيب بالوجود الديمغرافي السوري الكبير الذي يجتاح خارطة المجتمع الأردني وسط تأويلات وتكهنات متعددة وغير مستقرة عند أي نظرية سياسية أو حدودية.
القيسي الذي يدير سوبرماركت صغيرا في ضاحية عمان الشرقية لاحظ بان عددا متزايدا من الأشقاء السوريين يتوافد إلى المنطقة.
المشكلة بالنسبة للتاجر القيسي أن الضيوف من سورية لا ينفقون مالا كالعراقيين مثلا ويشترون حصريا السجائر والخبز بصفة أساسية وينافسون أهل المكان العاطلين أصلا عن العمل على كل المهن.
أمام ‘القدس العربي’ وخلال استماعها لشكوى التاجر الأردني دخل على خط النقاش شاب في العشرين وقال بانفعال: أنهم – يقصد اللاجئين السوريين – أغلقوا تماما أمامنا غالبية المهن.
ويوضح الشاب وإسمه إسماعيل الشايب: بصراحة هم مهنيون بدرجة ممتازة ويقبلون نصف أو ربع الأجر الذي نقبل به ويتقنون عملهم.
يضيف الشايب: انا وأمثالي من العمال المهرة الذين نترزق من مساعدة المقاولين الصغار نجلس في البيوت الآن.
اللافت أن المسألة تتعلق بوجود ديمغرافي للسوريين في ضواحي عمان الشرقية وليس الغربية وباتجاهات جنوب البلاد بعدما ‘أغرقوا’ شمالي البلاد تماما.
لكن الإيقاع السوري شعبيا وديمغرافيا واجتماعيا فرض نفسه تماما على الأردنيين وفي غالبية مدنهم فأمام مقبرة أم حيران وسط العاصمة عمان يتجول ثلاثة شبان مع إبريق قهوة عند الإشارات الضوئية كتبت عليه عبارة ‘قهوة سورية’.
نفس المشهد موجود بكثافة في مدينتي إربد والزرقاء حيث لم يسبق للشعب الأردني أن اعتاد على شراء القهوة العربية المرة عند الإشارة الضوئية… المشكلة – يقول عامر حفار تاجر القهوة الأردني الشاب – ان فنجان القهوة السوري المتجول رخيص الثمن ولذيذ وطازج بصراحة.
قريبا وفقا للحفار ستولد طبقة من المتعهدين والمقاولين الأردنيين والسوريين الذين سيتسببون بإخراج الاف من محلات القهوة الأردنية المنتشرة من السوق، مشيرا الى ان ملامح ‘مافيا’ القهوة السورية بدأت تتشكل في بعض ملامح عمان حيث لا يحتاج الأمر لأكثر من شباب من سورية صغار السن وإمرأة متخصصة بالطعم السوري وبالخلطة وأردني يتولى التمويل وتوفير الحماية للباعة الصغار مع رشوة مراقبين محليين.
كل ذلك – يشرح الحفار- بدون رسوم ترخيص ولا أجرة محل ولا رقابة من البلدية ولا دفع ضرائب فهي تجارة حرة تماما من الصعب تماما السيطرة عليها لان الوجود السوري ببساطة في الأردن شرعي تماما ولا يخالف القانون.
حتى في محيط المساجد في الأحياء الفقيرة شرقي عمان يمكن رصد إسلاميات سوريات يعملن بنشاط في المجال الإجتماعي والخيري ويخترقن البيوت لكن في شمالي البلاد المسألة تختلف تماما فالوجود السوري هو الطاغي والتجارة على حد تعبير عضو في البرلمان الأردني ‘بتتكلم سوري’.
عضو البرلمان السابق صلاح الزعبي وخلال دردشة مع ‘القدس العربي’ تحدث عن حضور تجاري لافت جدا في مناطق الشمال للأشقاء السوريين مشيرا لمطاعم ومحلات تجارية وإستراحات، لكن على صفحة فيسبوك يقول بعض النشطاء بأن الإيقاع السوري هو المسيطر خصوصا في محيط مدينتي الرمثا وإربد حيث لا توجد شقة للسكن.
وفقا لحوارات متعددة أجراها الزعبي مع بعض أثرياء الريف السوري وضع إستثمارات تجارية في الأردن ليس ضارا لان بقاء هذه الاستثمارات يعزز الملاءة المالية حتى بعد استقرار الأوضاع في سورية.
الزعبي سمع أحدهم يقول: لا توجد مشكلة سأعود إلى بلادي بعد الاستقرار وسيواصل مطعمي في الأردن العمل وسأزوره نهاية كل أسبوع، فالمسافة بين عمان ودمشق لا تحتاج لأكثر من ساعتين بالسيارة.
الأرقام لا تكشف الحقائق بصفة قطعية وعدد السوريين في الأردن بعد الأحداث الأخيرة في بلادهم بدأ يتخطى حاجز’المليون’ والناشط السياسي محمد خلف الحديد يتحدث عن ثلاث مناطق تم اختيارها لإقامة مخيمات عملاقة للمزيد من اللاجئين السوريين في ثلاث محافظات أردنية حيث لم يعد مخيم الزعتري الشهير قادرا على الاستيعاب.
طبعا السلطات تتحدث عن 400 ألف لاجىء سوري في محيط الزعتري خلافا للسوريين الذين دخلوا عبر الحدود بصورة طبيعية ولمن كان في الأردن قبل الثورة.
اللافت جدا أن عمان لا تقفل باب اللجوء رغم كثرة تذمرها وشكواها من خذلان المجتمع الدولي والأصدقاء في مسألة الغطاء المالي لاحتضان واستضافة اللاجئين.
واللافت أيضا ان طرفي المجتمع في شريط سهل حوران جنوبي سورية وشمالي الأردن إختلطا ببعضهما بصورة غير مسبوقة حيث لا حدود أمنية أو قيود اجتماعية من أي نوع على عملية خلط يبدو أنها متعمدة وفقا للحديد بين أهل حوران في الجانبين والهدف قد يكون سياسيا في النهاية وتحقيق استقرار دائم لأهل جنوب سورية.
نفس البيئة ونفس الأرض وأهالي درعا والنسخة السورية من حوران لهم أقارب بالدم والعشيرة في النسخة الأردنية، والجديد أن الحدود التي تقسم النسختين بين بلدين عمليا ‘لم تعد قائمة’ اليوم في عملية من الصعب القول بأنها ليست منهجية بدليل وجود أكثر من مليون سوري في الأردن حاليا. هل هي عملية توطين جيوسياسية ذكية لها أغراض سياسية أعمق؟
‘الغارديان’: دول غربية تدرّب متمردين سوريين في الأردن
سيارات الامم المتحدة تنسحب من ‘جملة’ اثر قصف المنطقة
سلفيو الأردن: أمريكيون وأوروبيون يقاتلون مع ‘النصرة’
نيويورك ـ عمان ـ الدوحة ـ دمشق ـ وكالات: اعلن مدير عمليات حفظ الامن في الامم المتحدة هيرفيه لادسوس الجمعة ان الامم المتحدة تامل بان يتيح ‘وقف لاطلاق النار لبضع ساعات’ من قبل الجيش السوري اطلاق سراح 21 مراقبا دوليا تحتجزهم مجموعة مسلحة سورية معارضة في الجولان.
وقال لادسوس في تصريح صحافي ان المراقبين محتجزون في بلدة الجملة السورية الا ان هذه البلدة ‘تتعرض لقصف سوري عنيف من قبل القوات المسلحة السورية’.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن نقلا عن متحدث باسم المجموعة الخاطفة ‘عندما دخلت سيارات الامم المتحدة بلدة جملة قصف الجيش السوري قرية مجاورة فانسحبت عندها سيارات الامم المتحدة من هذه البلدة’.
وطالب ‘لواء شهداء اليرموك’ الذي يحتجز المراقبين في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف اطلاق النار، قبل ان يطالب بتوقف الجيش السوري عن القصف لاتاحة اطلاق سراح المراقبين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إعلامي في لواء شهداء اليرموك أنه لا شروط لديهم من اجل الإفراج عن المراقبين الدوليين، ونقل المرصد عن اللواء قولهم ‘إننا نطالب بان يأتي وفد موثوق من الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر الدولي لاستلام ضيوفنا بسلام بعد توقف القصف على المنطقة من اجل سلامتهم وان التسليم سوف يكون مصورا كي تخلى مسؤولية اللواء عنهم لأنهم يخشون في حال الإفراج عنهم الآن أن يتم اختطافهم من قبل حواجز القوات النظامية في محافظة درعا أو قتلهم من اجل اتهام لواء شهداء اليرموك ‘. وأضاف اللواء أنهم يطالبون بعد الإفراج عنهم أن يتم سحب آليات القوات النظامية الثقيلة من المنطقة.
من جهته أعلن التيار السلفي في الأردن، الجمعة، أن عددا من المقاتلين الامريكيين والأوروبيين يقاتلون إلى جانب ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ ضد القوات الحكومية في سورية.
وقال قيادي بارز في التيار، رفض الكشف عن اسمه، ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘عددا لا بأس به من إخواننا الأميركان والإنجليز وجنسيات أوروبية أخرى يقاتلون إلى جانب جبهة النصرة لأهل الشام في سورية’.
وأشار القيادي إلى أن ‘المقاتلين الأمريكان أسلموا ونطقوا الشهادتين بعد وصولهم إلى سورية’.
الى ذلك كشفت صحيفة ‘الغارديان’، الجمعة، أن دولاً غربية تدرّب ‘متمردين’ سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية في مواجهة التطرّف الإسلامي.
وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت امس، نقلاً عن مصادر أمنية أردنية، إن دولاً غربية تدرّب حالياً ‘متمردين سوريين’ في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية وجعلها حصناً في مواجهة التطرّف الإسلامي والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضافت أن ‘مدرّبين بريطانيين وفرنسيين يشاركون في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الفصائل العلمانية في المعارضة السورية’.
ومن الدوحة شدد البيان الختامي للمؤتمر الاول لـ’التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة’ السورية المنعقد في الدوحة على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية من الانهيار.
وجاء في البيان الختامي لاعمال هذا التجمع الذي يضم موظفين في الدوائر الحكومية السورية انشقوا عن النظام، ان المجتمعين صدقوا على وثيقة ‘الرؤية السياسية’ للتجمع والتي تعتبر إسقاط النظام في سورية ‘هدفا رئيسيا’.
وأوضح البيان أن ‘هدف التجمع هو الحفاظ على كيان الدولة السورية من الانهيار ووضع الأسس القانونية لإعادة هيكلة إدارة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا’.
واعتبر أن ‘الحل السياسي الممكن هو الذي يتضمن انتقالا كاملا للسلطة بقرار دولي ملزم بوقف استخدام جميع أنواع الأسلحة وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة المهجرين’.
وشدد المؤتمرون على ‘ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة تقوم بإدارة المناطق المحررة وشؤون الدولة في الداخل والخارج، على أن تبدأ المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام بعقد مؤتمر وطني وتشكيل حكومة انتقالية تدعو إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وتشرع في إعادة الإعمار .’
وأكد أعضاء التجمع الوطني الحر المشاركون في المؤتمر على أن ‘الدولة المنشودة هي دولة ديمقراطية تعددية تعتمد المواطنة والمساواة أمام القانون دون أي تمييز’.
ووجه أعضاء المؤتمر في ختام البيان ‘تحية الشكر والعرفان لدولة قطر لاستضافتها الكريمة للمؤتمر، كما عبروا عن الشكر الجزيل لكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم الثورة والمعارضة السورية’.
وكان رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب دعا مجلس الامن الدولي الى التدخل بسرعة في سورية، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح مؤتمر التجمع صباح الجمعة في الدوحة.
ويتكون التجمع الوطني الحر من المنشقين عن النظام السوري من موظفين حكوميين وبرلمانيين ودبلوماسيين اسسوا تجمعهم في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي في عمان، ثم انضموا الى ائتلاف المعارضة وقوى الثورة.
وتم الاعلان خلال المؤتمر الذي دام يوما واحدا ان ‘التجمع الوطني الحر’ سيتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا كما ‘ينوي انشاء قناة فضائية’.
وحضر اشغال المؤتمر الاول للتجمع الوطني الحر بالاضافة الى اكثر من مائة مشارك، كل من مساعد وزير الخارجية القطري راشد الخليفة ال خليفة والسفيرة الامريكية لدى قطر سوزان زيادة والرئيس الاسبق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون.
عصر ما بعد الاسد
صحف عبرية
في سورية، يقول مسؤول كبير في جهاز الامن الاسرائيلي، بدأ منذ الان عصر ما بعد الاسد. وان كان الامر لا يزال يحصل بحضور الطاغية السورية. ومع أن الرئيس بشار الاسد يتمسك بقرون المذبح في الحكم بعد كثير من المواعيد التي ذكرتها في الماضي أجهزة الاستخبارات في اسرائيل وفي الغرب، الا ان الدولة السورية تفلت من بين يديه. فليس صدفة أن اختارت صحيفة ‘الايكونومست’ البريطانية أن تتوج تقريرها الاخير من دمشق بعنوان ‘الدولة التي كانت معروفة في الماضي كسورية’.
قضية اختطاف المراقبين الدوليين الاربعاء هي دليل آخر على فقدان سيطرة النظام. وكان لمنظمة الثوار التي احتجزتهم، جناح اسلامي متطرف، اسباب محلية جدا لقرار اختطاف رجال الامم المتحدة. فالمنظمة تعاني من قصف الجيش السوري على قرية في وسط الجولان السوري، بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. وجاءت عملية الاختطاف لتحقيق انسحاب للموالين للاسد من المنطقة ووقف القصف على القرية. ولكن الاعتداء على المراقبين، الذي بدا بانه تحطيم لكل القواعد من جانب الثوار اتجاه الامم المتحدة، ليس أول خطوة من نوعها تضر بالامم المتحدة. فقد سبق ذلك اعتداء اصيب فيه مراقبون من النمسا، تحرش مستمر لرجال الامم المتحدة وفي الايام الاخيرة ايضا تقرير عن اختفاء عامل آخر من الامم المتحدة في سورية. اليابان سحبت منذ الان رجالها من الجولان في السنة الماضة، على خلفية احتدام المعارك في جنوب سورية. ولا يوجد ما يدعو الى ايلاء اهمية مبالغ فيها لدور المراقبين اليوم. فمهمتهم هي مراقبة ترتيبات فصل القوات بين اسرائيل وسورية في هضبة الجولان وليس منع حرب أهلية ـ وبالطبع لم يكن لهم أي تأثير على وقف اعمال الذبح الفظيعة الجارية هناك. ولا يزال، كانت اسرائيل تفضل أن تبقى القوة في مكانها. مجرد تواجدها، كما يعتقدون هنا، يساعد على ان يبعد قليلا عاصفة المعارك على الحدود نفسها. ولكن تقليص اعمال المراقبين واضح منذ الان على الارض وواضح ان الحدث الاخير ايضا لا يساعد في رفع معنويات رجال قوة الامم المتحدة.
ومع ذلك، فان الادعاء وكأن القاعدة سيطرت على الحدود لا يزال يبدو مبالغا فيه قليلا. يوجد حضور لفصائل تتماثل في قسم منها مع افكار اسامة بن لادن، ولكن لا توجد هنا الان سيطرة متواصلة بل خليط من المنظمات التي تستولي على قرى مختلفة وتدير كل الوقت قتالا ضد الجيش.
حسب التحليل الاسرائيلي يمسك الطرفان الصقريان في سورية الواحد برقبة الاخر، مثابة شلل متبادل يمنع حسم الحرب. واعمال قوات المعارضة غير منظمة بما يكفي في المجال العملياتي كي تسمح بالحاق الهزيمة بقوات الرئيس والموالين له. والاسد يسيطر عمليا فقط في نحو ربع اراضي الدولة ـ اغلبية منطقة العاصمة دمشق والمنطقة العلوية في اساسها في قاطع الشاطىء في الشمال الغربي من الدولة. ويواصل الثوار اسقاط طائرات ومروحيات سلاح الجو في الوقت الذي يطلق فيه الجيش كل يوم صواريخ باليستية وصواريخ لمدى متوسط على المنطقة التي تحت سيطرة الثوار. ويصل متوسط عدد القتلى يوميا مؤخرا نحو 150 شخصا.
ان الاسد يبقى حاليا لان الثوار لا ينجحون في جمع ما يكفي من القوة لتنسيق هجوم يؤدي الى السيطرة على دمشق وحشر الرئيس وقواته في الجيب العلوي في الشاطىء.
من يبقي الاسد على قيد الحياة هم مؤيدوه من الخارج ـ ايران التي تزوده بالمال والسلاح، حزب الله الذي يتبرع بمئات المقاتلين ورجال قواته الخاصة الذين يشاركون مشاركة فاعلة في المعارك، وروسيا التي تواصل سفنها انزال الذخيرة للجيش السوري في ميناء طرطوس في الشمال.
عاموس هرئيل
هآرتس 8/3/2013
جهاز الأمن الإسرائيلي يرى أن سورية ما بعد أزمتها لن تكون مستقرة وربما مقسمة إلى دويلات
تل أبيب ـ يو بي آي: رأى جهاز الأمن الإسرائيلي أن سورية ما بعد ‘الحرب الأهلية’ فيها لن تكون مستقرة، وربما مقسمة إلى دويلات، وأن الصدامات الجارية شبيهة بما دار بين المعسكرين الغربي والشرقي خلال حرب فيتنام، فيما عبرت إسرائيل عن تخوفها من قرب انتهاء عمل قوات ‘أندوف’ بالجولان عقب اختطاف جنود لها هناك.
وقالت صحيفة ‘معاريف’ الجمعة إن الإعتقاد السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن ‘الدولة السورية الجديدة التي ستقام في نهاية الحرب الأهلية لن تكون مستقرة’، وأن ‘سورية تتجه نحو التفكك إلى عدة دويلات.. وربما سيبقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد موجودا ضمن دويلة في شمال الدولة وبالقرب من مدينة اللاذقية إذ أن هذه المنطقة تعتبر معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس’.
ونقلت صحيفة ‘هآرتس’ عن مسؤول رفيع المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي، قوله إنه ‘بدأ عهد ما بعد الأسد، على الرغم من أن هذا الأمر يحدث فيما لا يزال الطاغية موجودا’، واعتبر أن ‘الدولة السورية أخذت تفلت من بين يديه’.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن جهاز الأمن ينظر إلى الوضع في سورية حالياً على أنه ‘ساحة صدام بين معسكرين، تماما مثلما استُخدمت فيتنام كساحة صراع بين الاتحاد السوفييتي (السابق) والولايات المتحدة في سنوات الستين من القرن الماضي’.
وتابعت التقديرات الإسرائيلية أنه ‘مثلما حدث في تلك الفترة، فإن جهات دولية عديدة ضالعة في الصراع السوري الداخلي، ويبدو أن الولايات المتحدة والغرب يؤيدون بشكل كبير قوات المتمردين، التي تشمل مزيجاً كبيراً يضم أكثر من 90 تنظيماً وبينها تنظيمات كثيرة تتماهى مع أفكار الجهاد العالمي، بينما نظام الأسد يستمد دعما مكثفا من روسيا وإيران وحزب الله، ودعما سياسيا صينيا’.
وأضافت هذه التقديرات أن ‘الحرب الأهلية في سورية تدل على أن فترة دامت أكثر من 20 سنة كانت فيها الهيمنة الأمريكية العالمية مطلقة، قد انتهت، والمشكلة هي أن دعم الدول العظمى لطرفي الصراع يؤدي إلى تعادل في الحرب الأهلية التي قد تستمر لفترة أخرى’.
ووفقاً لتحليل جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن ‘طرفي الصراع في سورية يمسكان بعنقي بعضهما الأمر الذي يمنع حسم الحرب’، وأن ‘عمليات قوات المعارضة ليست منظمة كفاية في المجال العسكري لكي تتمكن من هزم الرئيس والموالين له’.
وأضاف ‘الجهاز’ أن الأسد يسيطر عمليا على ربع مساحة الدولة فقط، ويشمل معظم العاصمة دمشق والمنطقة التي بغالبيتها علوية في السهل الساحلي في شمال ـ غرب سورية، ‘والأسد ينجح في البقاء لأن المتمردين لا ينجحون في حشد قوة من أجل شن هجوم مركز يؤدي إلى السيطرة على دمشق وحشر الرئيس وقواته في المنطقة العلوية’.
وفيما يتعلق بخطف جنود الأمم المتحدة ضمن قوات ‘أندوف’ التي مهمتها مراقبة الحدود بهضبة الجولان، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي عبر عن تخوفه من أنه على الرغم من احتمال الإفراج عنهم اليوم إلا أن عملية الاختطاف هذه، وتكرر الإعتداءات على قوات الأمم المتحدة في سورية، سيؤدي إلى تسريع سحب القوات الدولية من سورية.
ويؤدي هذا التوقع إلى أن يحشد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة نسبياً في هضبة الجولان وخاصة عند الشريط الحدودي وسط تخوف من اقتراب مسلحين في سورية، لاسيما من تنظيمات ‘الجهاد العالمي’ وتنظيم ‘القاعدة’، من هذه الحدود أو حتى محاولة التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات فيها. ولم تستبعد ‘معاريف’ صحة التقارير في سورية التي تحدثت أمس عن ضبط أجهزة تنصت متطورة في منطقة اللاذقية لغرض التجسس وأن إسرائيل هي التي زرعت هذه الأجهزة.
وقالت الصحيفة إن ‘هذه ليست إمكانية مفندة’ وأشارت إلى أن تقارير صحافية تم نشرها خارج إسرائيل نسبت لوحدة كوماندوز النخبة الإسرائيلي ‘سرية هيئة الأركان العامة’ عمليات ‘في عمق أراضي العدو’ لزرع أجهزة تجسس وأنه ‘قد يكون لإسرائيل والاستخبارات الأمريكية أيضا اهتمام بالغ في مراقبة ما يحدث في منطقة اللاذقية’.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه توجد 3 احتمالات للنجاح في ضبط أجهزة التجسس هذه، وهي إما أنه تم كشفها صدفة، أو أنها اكتشفت بواسطة أجهزة متطورة زودتها الولايات المتحدة للبنان وتسربت إلى سورية، أو أنها اكتشفت بواسطة أجهزة متطورة أرسلتها روسيا إلى سورية في إطار الصراع بين المعسكرات ‘وإسرائيل هي مجرد لاعب ثانوي فيه’.
هل تأجيل زيارة الخطيب لواشنطن يعكس رغبة لتعزيز الائتلاف ام حساسية من الموقف الامريكي
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: طرح تأجيل الشيخ معاذ الخطيب، زعيم الائتلاف الوطني السوري زيارته لواشنطن اسئلة حول موقف المعارضة من الولايات المتحدة والتحديات التي تواجه ادارة الرئيس باراك اوباما في ضوء المتغيرات على الارض واستعداد عدد من الدول العربية والغربية لدعم المعارضة السورية بأجهزة قتالية وغير قتالية.
فقد كان موعد الزيارة التي وجهت للخطيب والعميد سليم ادريس، رئيس اركان حرب الجيش الحر، هذا الاسبوع، لكن الخطيب اخبر جون كيري، وزير الخارجية الامريكية في مؤتمر اصدقاء سورية الاسبوع الماضي في روما ان الزيارة لن تتم في موعدها لان الوقت ليس مناسبا، ولم يحدد موعدا اخر لها.
ويرى مسؤولون في ادارة اوباما ان القرار يعكس تفكير زعيم الائتلاف وهو التركيز على بناء تحالف قوي ومعتدل بدلا من القيام بزيارات للدول الاجنبية. وفي اطار اخر يرى مراقبون نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان تأجيل الزيارة يعبر عن حساسية من جانب المعارضة السورية التي لا تريد ان تظهر بمظهر القريب من امريكا التي لم تقدم الا القليل من الدعم العسكري لهم. فقد كان قرار حضور الخطيب مؤتمر روما مثيرا للجدل داخل المعارضة حيث عارضته فصائل داخل الائتلاف لانه جاء بعد تهديد من الائتلاف بمقاطعة الاجتماعات الدولية احتجاجا على الموقف المتفرج للمجتمع الدولي على المجازر التي يرتكبها النظام في حلب ومناطق سورية الاخرى. وفي النهاية اقتنع الخطيب بضرورة المشاركة بعد مكالمة اجراها معه جوزيف بايدن، نائب الرئيس الامريكي وجون كيري. ويقول مسؤول ان سبب تأجيل الزيارة يعود الى تضارب في المواعيد حيث اشار ان الدعوة مفتوحة’ ونتطلع الى تحقيق الزيارة في المستقبل’.
وتقول الصحيفة ان تأجيل الزيارة جاء على خلفية اعلان البيت الابيض تقديم 60 مليون دولار كدعم انساني، فيما تمسكت الادارة بموقفها الرافض من تسليح المعارضة.
فرصة الحل السياسي
وعلى الرغم من الاشارات التي ارسلها كيري عن دعمه لجهود بعض الدول ارسال اسلحة للمعارضة الا انه اشار ان اي دعم عسكري امريكي سيظل محدودا.
واعترف كيري يوم الثلاثاء في حديث له مع قناة ‘بلومبيرغ’ من ان المعارضة ترغب بالحصول على دعم عسكري اكثر من الذي تقدمه لها الدول الحليفة لامريكا، وتحديدا السعودية وقطر. وقال كيري ان الولايات المتحدة تريد دعم المعارضة بدرجة تجعل الاسد يعترف بالوضع ويوافق على تسوية سياسية، ولا تريد الادارة ايضا ان تقدم اسلحة تؤدي الى تصعيد في القتال وتؤثر بالتالي على نتائج المعركة. وبحسب النص الذي وزعته الخارجية يوم الخميس لمقابلة كيري تفهم المسؤول الامريكي ‘عدم صبر’ المعارضة السورية التي تعتقد ان موضوع السلاح سهل. مشيرا ان عملية التسليح يجب حسب اوباما بطريقة لا تؤدي الى قتل اكثر وقبل ان يعطى الحل السلمي فرصة.
وعبر كيري عن التزام واشنطن تجاه سورية ولكنه في الوقت نفسه يؤمن باهمية استثمار فرصة التوصل لحل سلمي للازمة. ومن المتوقع ان يقوم الرئيس اوباما بزيارة لاسرائيل وهي اول زيارة للخارج منذ انتخابه رئيس لولاية ثانية، وفي لقاء مع 20 منظمة يهودية يوم الخميس قال انه لن يطرح اي مبادرة سلام جديدة لان الوقت ليس مناسبا خاصة ان اسرائيل تمر بمرحلة انتقالية، حسب شخص حضر اللقاء.
وقال هذا الشخص ان هدف زيارة اوباما هي التضامن مع الشعب الاسرائيلي والتأكيد ان واشنطن تدعم احتياجاتهم الامنية، مع ان الرئيس لم يستبعد مبادرة جديدة في ستة او تسعة اشهر قادمة. وفي زيارة كيري التي قابل فيها اكثر من 30 مسؤولا وطاف فيها على تسع دول اكد على ان السياسة الخارجية هي التي تلك التي رسمها البيت الابيض وانه سيقوم بوضع ثقله وراءها. فكسناتور عبر عن موقف داعم للمعارضة وربما بالسلاح ولكن كوزير كل ما فعله هو الاعلان عن مساعدة متواضعة والالتزام بالخط الرسمي للبيت الابيض وهو ان السلاح قد يقع في الايدي الخطأ. ومع ذلك المعارضة السورية لم ترض عن الدعم الذي اعتبرته توفير مواد غذائية وضمادات وهي ليست كافية للاطاحة بنظام مسلح بالطائرات والدبابات.
سخرية
وتحولت ‘اللفتة’ الامريكية الى موضوع للسخرية على مواقع الانترنت وفيسبوك، فلقطات الفيديو التي ظهرت على فيسبوك يوم الثلاثاء تشير الى هذا الموقف، وفي اللقطات نشاهد رجلا يقاتل اخر بزجاجة ماء ‘بخاخة’، على خلفية اصوات الرصاص والقنابل. وكما ان عددا من فصائل المعارضة سخرت من الدعم الامريكي باعتباره قليلا وجاء متأخرا، حيث تحدث مسؤول في الجيش الحر الاسبوع الماضي لصحيفة الاندبندنت قائلا ان المجتمع الدولي ان اراد فعلا وقف الازمة فعليه ان يقدم مساعدات حقيقية للمعارضة وليس وجبات. وكما اشار سليم ادريس في مقال نشرته مجلة ‘فورين بوليسي’ انه في الوقت الذي يقدم فيه حلفاء الشعب السوري كلمات مشفوعة بالحذر يقوم حلفاء الاسد بتزويده بالسلاح والعتاد العسكري.
وقال ان سياسة رفع اليد الذي تمارسها ادارة اوباما تجاه الازمة السورية لا تؤدي الا الى سوء الاوضاع وتسمح لاعداء امريكا والعناصر المتشددة بتثبت اقدامهم في سورية. ومقارنة مع الموقف الامريكي تبدو بريطانيا عازمة على المضي في دعمها للمعارضة حيث اعلن وزير الخارجية ويليام هيغ عن خطط لارسال عربات مصفحة ومعدات غير قتالية للمعارضة، فيما اشارت تقارير صحافية فرنسية لوجود مدربين بريطانيين في معسكر تدرب فيه القوات الامريكية في الاردن مقاتلين من المعارضة السورية. واعتبر هيغ الجهود البريطانية قانونية لانها تحاول حماية المدنيين، خاصة ان الجهود الدولية لوقف نزيف الدم السوري قد فشلت.
فيما اعرب نواب في مجلس العموم عن خشيتهم من انجرار بريطانيا للحرب في سورية. واستطاعت بريطانيا ان تحصل على تعديل لقانون حظر بيع الاسلحة لسورية، وموافقة دول الاتحاد الاوروبي على تقديم المعدات غير الفتاكة للجيش الحر.
وربطت الحكومة البريطانية دعمها للمعارضة بما تراه من زيادة العامل الجهادي في سورية، حيث قال هيغ ان سورية اصبحت وجهة الجهاديين الاولى في العالم، مؤكدا على ان بريطانيا لن تسمح بتحول سورية لمكان تفريخ للجهاديين الذين يهددون امن بريطانيا القومي. وتقول تقارير ان اعدادا كبيرة من المسلمين البريطانيين ذهبوا الى سورية للقتال ضد الاسد، وقتل عدد منهم.
ومن بين الذين ذهبوا الى هناك بعض الاشخاص ممن تعرف السلطات الامنية في بريطانيا بتعاطفهم مع تنظيم القاعدة. واعتبرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ قرار هيغ الاخير بانه نوع من المسؤولية الاخلاقية والواجب خاصة ان الامم المتحدة اعلنت ان عدد اللاجئين السوريين الذين فروا لدول الجوار اصبح مليون شخص. وقالت ان زيادة اعداد اللاجئين يضع اعباء على دول الجوار خاصة لبنان الذي ارتفع عدد سكانه بمعدل 10 بالمئة، والعراق الذي يعيش فيه مليون لاجىء شردتهم الحرب الطائفية، مما يثير المخاوف من ان يؤدي التدفق السكاني الى زعزعة الاستقرار في دول الجوار السوري، والاكثر من هذا ان تستغل الجماعات الاسلامية المتطرفة الفوضى السوري وتثبت وجودها فيها.
وقالت الصحيفة ان نهاية الازمة مرهونة برحيل الاسد، الذي تشبث بالسلطة اكثر مما توقع الكثيرون لكنه راحل بالتأكيد. وعليه فالدعم البريطاني القليل قد يزيد من الضغط على الاسد للرحيل بسلام، مع انها تعترف ان خيارا كهذا مرتبط بالموقف الروسي وتغير موقفهم من النظام، لكن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي كان الجمعة واضحا عندما قال لبي بي سي العربية ان روسيا لم تمارس اي ضغط على الاطلاق كي ينتحى عن السلطة، حيث اكد ان بلاده ‘لا تمارس لعبة تغيير الانظمة’. وتعارض موسكو التدخل العسكري، كما دعت للحل السياسي، مؤكدة على ان السوريين وحدهم هم من سيقرر طبيعة النظام السياسي الذي سيحكمهم.
احتراق 35 خيمة بمخيم الزعتري للاجئين السوريين
عمان ـ ا ف ب: احترقت 35 خيمة بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الاردن الجمعة دون ان توقع اصابات خطيرة، على ما افاد مصدر مسؤول لوكالة فرانس برس.
وقال انمار الحمود، المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن، ان ‘عبث بعض اللاجئين بخطوط الكهرباء تسبب بتماس كهربائي ادى الى احتراق 35 خيمة بمخيم الزعتري (85 كم شمال- شرق عمان) دون وقوع اصابات خطرة تستدعي النقل للمستشفى’.
واضاف ان ‘النار اشتعلت بسرعة في الخيام بسبب اصرار اللاجئين على نصب خيامهم قرب خيام اقربائهم دون ترك مسافات كافية، مخالفين بذلك تعليمات ادارة المخيم’.
واعلنت مديرية الدفاع المدني في بيان ان ‘فرق’الاطفاء’داخل’المخيم’تدخلت’على’الفور’وتمكنت’من’السيطرة’على’الحريق’ومنع’امتداده’لباقي’الخيام،’دون’وقوع اي’اصابات بالارواح’.
والشهر الماضي، توفيت طفلة تبلغ من العمر سبعة اعوام فيما اصيب والدها واثنان من اشقائها بحروق متوسطة في حريق شب بخيمتهم في مخيم الزعتري.
ويقول الاردن ان عدد السوريين في المملكة تجاوز 436 الفا يقطن منهم 120 الفا بمخيم الزعتري، ويتوقع ان يرتفع عددهم نهاية عام 2013 الى نحو 700 الف في حال استمرار النزاع الدائر في جارته الشمالية منذ آذار (مارس) 2011.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين في بيان الاربعاء ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلدهم وصل الى عتبة مليون لاجئ تم تسجيلهم او اغاثتهم.
ويلجأ السوريون الى لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر كما يفر عدد متزايد من السوريين الى شمال افريقيا واوروبا.
رياض حجاب يدعو الى تدخل مجلس الامن وتسليح الجيش الحر
الدوحة ـ ا ف ب: دعا رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب مجلس الامن الدولي الى التدخل بسرعة في سورية، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح المؤتمر الاول للتجمع صباح الجمعة في الدوحة.
وقال حجاب ‘اننا ندعو جميع الدول وعلى الاخص الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها حيال حماية الشعب السوري وخياراته’.
ورفض حجاب ‘التذرع بذرائع تعموية لا تنطلي على شعبنا من قبيل خشية وقوع البلد في قبضة التطرف او انزلاقها نحو الحرب الاهلية’. ووصف حجاب ‘من يروج لهذه الافكار بانه يجهل او يتجاهل طبيعة الموزاييك السوري المتاصل والعيش المتناغم المسالم لمختلف مكونات شعبنا الدينية والاثنية’.
كما شدد رياض حجاب الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء في النظام السوري على ان ‘دعم الجيش الحر هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع والخروج من الحالة التي اوصلنا اليها السفاح’، في اشارة الى الرئيس بشار الاسد.
وقال في هذا الاطار ‘نحن في التجمع نقف مع الجيش الحر في خندق واحد وندعو الى دعمه بالسلاح والمال وعلى المنابر الاعلامية’.
ويتكون التجمع الوطني الحر من المنشقين عن النظام السوري من موظفين حكوميين وبرلمانيين ودبلوماسيين اسسوا تجمعهم في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي في عمان، ثم انضموا الى ائتلاف المعارضة و قوى الثورة.
ويشترط التجمع الوطني الحر على اي حل سياسي للازمة السورية ‘ان ياخذ بالاعتبار اسقاط النظام ورموزه كافة ومحاكمة كل من ارتكب جرائم في حق الشعب السوري’ بحسب ما جاء في وثيقة ‘اعلان الرؤية السياسية’ للتجمع التي تم توزيعها على الصحفيين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
كما جاء في الوثيقة ان ‘المرحلة الانتقالية تبدا بعد سقوط النظام بعقد مؤتمر وطني تنبثق عنه حكومة انتقالية تقوم بادارة البلاد والدعوة الى انتخابات برلمانية ورئاسية و تشرع في اعادة الاعمار’.
وتم الاعلان خلال المؤتمر الذي يدوم يوما واحدا ان ‘التجمع الوطني الحر’ سيتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا كما ‘ينوي بعث قناة فضائية’.
وحضر افتتاح المؤتمر الاول للتجمع الوطني الحر بالاضافة الى اكثر من مائة مشارك، كل من مساعد وزير الخارجية القطري راشد الخليفة ال خليفة والسفيرة الامريكية لدى قطر سوزان زيادة والرئيس الاسبق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون.
لافروف يؤكد ان الاسد لن يرحل وموسكو لا تنوي ممارسة ضغوط
لندن ـ ا ف ب: صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع الـ’بي بي سي’ الجمعة انه مقتنع بان الرئيس السوري بشار الاسد لن يغادر السلطة، مكررا ان موسكو لا تنوي ‘اطلاقا’ ان تطلب منه ذلك.
وقال لافروف ان ‘قرار من يجب ان يحكم سورية لا يعود لنا وعلى السوريين ان يقرروا’ ذلك، مكررا بذلك الموقف الروسي من النزاع في سورية حيث قتل حوالي سبعين الف شخص خلال عامين، حسب الامم المتحدة.
وردا على سؤال عن امكانية ان تدفع روسيا بشار الاسد الى مغادرة السلطة، قال لافروف ‘اطلاقا. تعرفون ان مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير اي نظام. نحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية’.
واكد الوزير الروسي ‘لن يرحل ونعرف ذلك بشكل مؤكد. كل الذين على اتصال به يعرفون انه لا يمزح’.
وسيتوجه وزير الخارجية الروسي الاسبوع المقبل الى لندن للقاء نظيره البريطاني وليام هيغ.
وتطالب بريطانيا ودول اخرى برحيل الاسد.
وقال لافروف ‘نعارض اي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار لاننا نعتقد ان الاولوية الاولى هي انقاذ حياة’ البشر.
قيادي بالجيش الحر : نستعد لعمليات نوعية داخل لبنان إذا لم ينسحب حزب الله من سوريا
القاهرة ــ الزمان
أعلن المرصد السوري ان قافلة سيارات الامم المتحدة التي دخلت امس بلدة الجملة السورية لتسلم المراقبين الـ21 الفيليبينيين الذين تحتجزهم مجموعة معارضة سورية مسلحة، اجبروا على الانسحاب من هذه البلدة بعد تعرض قرية مجاورة لها للقصف من قبل الجيش السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن نقلا عن متحدث باسم المجموعة الخاطفة عندما دخلت سيارات الامم المتحدة بلدة الجملة قصف الجيش السوري قرية مجاورة فانسحبت عندها سيارات الامم المتحدة من هذه البلدة . وكان المرصد السوري اعلن ان ثماني سيارات تابعة للامم المتحدة دخلت الجمعة بلدة جملة السورية في هضبة الجولان لتسلم 21 مراقبا فيليبينيا تابعين للامم المتحدة تحتجزهم مجموعة مسلحة سورية معارضة. من جانبه أكد حسام العواك القيادي بالجيش الحر في تصريحات لـ الزمان ان قوات حزب الله لا تزال تحتل 5 قرى حدودية سورية، واضاف انه اذا لم تنسحب هذه القوات فإن الجيش الحر سوف ينفذ عمليات نوعية داخل الاراضي اللبنانية، الا ان قيادات سنية وشيعية تقوم حاليا بالوساطة لسحب تلك القوات، كما ان هناك انقساماً داخل حزب الله ذاته من استمرار وجود تلك القوات. في السياق ذاته حذر خبراء استراتيجيون من اتساع رقعه النزاع في المنطقة بعد اقدام حزب الله على احتلال اراضي سورية، وفي هذا الاطار يرى الخبير الاستراتيجي حامد محمود ان توسع القتال بين حزب الله والجيش السوري الحر يجب ان ينظر اليه من عدة جوانب، اولها انه ينهي عمليات سياسة النأي بالنفس التي سعى لبنان الى تطبيقها ليجنب نفسه اثار الازمة السورية كما انه ينذر بانتقال شرارة الحرب الى لبنان المنقسم بحدة سياسيا وطائفيا على خلفية الموقف من الاحداث في سوريا كما ينذر توسع الصراع باشتعال حرب واسعة علي اساس طائفي تشمل سوريا ولبنان وقد تمتد الى مناطق ابعد في العراق وتركيا وحتى ايران والخليج وتضع المنطقة على شفا حرب طائفية.
لذا من الضروري تضافر الجهود من اجل التوصل الى حل سياسي مناسب وتطلعات السوريين ويحقن دماءهم ويضمن وحدة وسلامة الاراضي السورية والمحافظة على مقدراتها الاقتصادية والعسكرية وعدم الامعان في ضرب بنيتها المجتمعية.
من ناحية اخرى رحب هيثم المالح القيادي بالائتلاف السوري في تصريحات لـ الزمان بقرارات الجامعة العربية بمنح مقعد سوريا للائتلاف كممثل شرعي معتبراً ان ذلك خطوة ايجابية الا انه كان يأمل ان تتم دعوة الائتلاف بصفة مراقب في اجتماعات الجامعة لحين تشكيل حكومة جديدة للمعارضة السورية والتي سوف يساعد قرار الجامعة في الاسراع بتشكيلها في مؤتمر اسطنبول المقبل.
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/3/798230.html
الثوار يقصفون مجمعا أمنيا ويتقدمون بدمشق
أعلن ثوار سوريون قصف مجمع الثامن من آذار قرب ساحة العباسيين في العاصمة دمشق بعدد من قذائف المدفعية. وقد أكد الجيش السوري الحر الجمعة أنه حقق تقدما في شرق دمشق وسيطر على مبنى الصالة الرياضية خلف ساحة العباسيين. في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة سقوط 84 قتيلا بنيران قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها وحلب وإدلب وحمص.
وأشارت الشبكة السورية إلى أن بين قتلى الجمعة سبعة أطفال وخمس سيدات و29 قتيلا من الجيش الحر.
وقال لواء البراء أحد الأجنحة المسلحة للثوار السوريين إن استهداف مجمع الثامن من آذار تزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لانقلاب حزب البعث عام 1953. وتظهر صور خاصة حصلت عليها الجزيرة أن الإصابة كانت مباشرة.
وأشار ناشطون إلى أن المجمع يضم مجموعات من الشبيحة وعناصر الأمن. كما أكد قائد اللواء للجزيرة أن القصف أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الشبيحة والأمن.
في السياق نفسه قال الجيش السوري الحر الجمعة إنه حقق تقدما في شرق العاصمة دمشق وسيطر على مبنى الصالة الرياضية خلف ساحة العباسيين. وأفادت لجان التنسيق المحلية باندلاع اشتباكات عنيفة في حيي القابون والتضامن ومنطقة الزبلطاني بالعاصمة. كما سقطت قذائف لأول مرة في حي الشاغور.
وعلى جبهة جوبر المواجهة لساحة العباسيين في دمشق قال الجيش الحر في وقت سابق إنه قتل وجرح عشرات من الشبيحة وعناصر الأمن في اشتباكات خاضها مع قوات النظام. حيث تعرضت جوبر ومناطق مجاورة لها في وقت لاحق لقصف عنيف، وفق مراسل الجزيرة.
وفي ريف دمشق قصف جيش النظام مدن داريا ومعضمية الشام والزبداني.
وأفادت الهيئة بأن الجيش النظامي قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن داريا والزبداني ومعضمية الشام، وذلك تزامنا مع تعزيزات عسكرية جديدة أرسلها النظام إلى محيط داريا.
وقالت ديما الشامي الناطق باسم شبكة شام الإخبارية لدمشق وريفها للجزيرة إن الجيش الحر تقدم قليلا نحو وسط العاصمة عبر حي جوبر الذي يتعرض منذ فترة لقصف “مكثف وممنهج” أدى لرحيل السكان عن منازلهم وبات الحي شبه خال.
ولفتت الشامي إلى أن النظام السوري عمد إلى تقسيم أحياء دمشق بسواتر حديدية لمنع تقدم الثوار إلى وسط العاصمة.
قصف جوي
في غضون ذلك قال ناشطون سوريون إن عشرة أشخاص قتلوا الجمعة في ريف إدلب شمال البلاد. عندما شنت طائرات النظام السوري غارات على بلدات كفرنبل وسرمين وكفرعويد وكفروما بعد خروج المصلين من صلاة الجمعة.
وأضاف الناشطون أن الغارات الجوية ترافقت مع قصف بالصواريخ من معسكرات جيش النظام.
كما قصفت قوات النظام حمص بشكل مكثف لليوم الخامس على التوالي، في محاولة لاقتحام أحياء داخل المدينة.
وبث الناشطون صورا للدمار الواسع الذي حل بالمدينة جراء القصف المستمر عليها بالطيران والصواريخ والمدفعية والدبابات. وقد طال القصف أسواق حمص الأثرية ومساجد ومباني سكنية وفقا للناشطين، بينما قامت قوات الأمن والجيش بحملة دهم للبيوت في حي الغوطة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي قام بقصف بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص، مما أسفر عن “تهدم عدد من المنازل وأضرار مادية”.
وفي شمالي البلاد، وقعت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء حلب القديمة سيطر إثرها الثوار على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الأموي، وفق المرصد.
وتحدث ناشطون عن سقوط عدة قذائف على حيي البستان القصر والمرجة، وقالوا إن مدن وبلدات الأتارب والباب وعندان بريف حلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية منذ منتصف الليل.
وفي درعا قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت مدن وبلدات الحراك وإزرع وصيدا، وأفادت بأن القصف تركز أيضا على بلدتي الغارية الشرقية وجملة وأحياء في درعا.
وقال المركز الإعلامي السوري إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيشين الحر والنظامي في محيط اللواء 38 قرب صيدا بريف درعا. وقال الجيش الحر إنه استهدف اللواء بالدبابات التي سيطر عليها في وقت سابق، وتمكن من السيطرة على استراحة قائد اللواء في المنطقة.
محافظة الرقة
ويخطط ثوار الجيش السوري الحر في محافظة الرقة لاستكمال السيطرة على ما تبقى من محاور قليلة تابعة للنظام في المحافظة، بعد خروج قواته من مركز المحافظة. يأتي ذلك بعد أن تمكن الجيش الحر من السيطرة على أفرُع الأمنِ العسكريِ وأمن الدولة، والمخابرات الجوية ومؤسسات أخرى.
وتعرضت مناطق في الرقة الخميس إلى سقوط صاروخين من طراز سكود أطلقها اللواء 155 في ريف دمشق، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وكان الجيش الحر أعلن أن السيطرة على مدينة الرقة جاءت بعد اشتباكات عنيفة منذ أكثر من شهرين، حيث تم “تحرير” مقري الأمن السياسي والعسكري ومبنى المحافظة واعتقال أكثر من 150 من عناصر قوات النظام. كما استحوذ الثوار على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وقال مراسل الجزيرة في المدينة إنه ما زال أمام الثوار الاستيلاء على مقر الفرقة 17 -الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن الرقة- واللواء 93 التابع للفرقة, ومطار الطبقة العسكري، كي تكون الرقة أول محافظة سورية تخرج بالكامل عن سيطرة النظام.
وعلى صعيد آخر، خرجت الجمعة مظاهرات في مدن سورية مختلفة أطلق عليها الناشطون شعار “لن تمر دولتكم الطائفية”.
ففي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في مدن وبلدات جبل الزاوية وبنش والهبيط وسرمين، كما خرجت كفرنبل ومعرة مصرين وسراقب, وذلك رغم القصف اليومي الذي يتعرض له ريف إدلب من الحواجز العسكرية. وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالوحدة الوطنية وتطالب بإسقاط النظام.
منشقون سوريون يدعون لحكومة مؤقتة
دعا المشاركون في المؤتمر الأول “للتجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة” السورية في الدوحة في ختام أشغالهم لتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة “المناطق المحررة وشؤون الدولة في الداخل والخارج”. كما صادقوا على وثيقة “الرؤية السياسية” للتجمع التي تعد إسقاط النظام في سوريا “هدفا رئيسيا”.
وشدد البيان الختامي لأعمال هذا التجمع الذي يضم موظفين في الدوائر الحكومية السورية انشقوا عن النظام، “على أن تبدأ المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام بعقد مؤتمر وطني وتشكيل حكومة انتقالية تدعو إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وتشرع في إعادة الإعمار”.
وأكد أعضاء التجمع أن “الدولة المنشودة هي دولة ديمقراطية تعددية تعتمد المواطنة والمساواة أمام القانون دون أي تمييز”.
وأوضح البيان أن “هدف التجمع هو الحفاظ على كيان الدولة السورية من الانهيار ووضع الأسس القانونية لإعادة هيكلة إدارة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا”.
واعتبر أن “الحل السياسي الممكن هو الذي يتضمن انتقالا كاملا للسلطة بقرار دولي ملزم بوقف استخدام جميع أنواع الأسلحة وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق جميع المعتقلين وعودة المهجرين”.
دعوة للتدخل
وكان رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب دعا مجلس الأمن الدولي إلى التدخل بسرعة في سوريا، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح مؤتمر التجمع صباح الجمعة في الدوحة.
وقال حجاب “إننا ندعو جميع الدول وعلى الأخص الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها حيال حماية الشعب السوري وخياراته”.
كما شدد حجاب على أن “دعم الجيش الحر هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع والخروج من الحالة التي أوصلنا إليها السفاح”، في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد.
وأكد وقوف التجمع مع الجيش الحر “في خندق واحد”، ودعا إلى دعمه بالسلاح والمال وعلى المنابر الإعلامية.
ويتكون “التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية” من المنشقين عن النظام السوري من موظفين حكوميين وبرلمانيين ودبلوماسيين. وقد أسسوا تجمعهم في 15 يناير/كانون الثاني الماضي في عمّان، ثم انضموا إلى ائتلاف المعارضة وقوى الثورة.
أهداف التجمع
ويشترط التجمع الوطني الحر على أي حل سياسي للأزمة السورية “أن يأخذ بالاعتبار إسقاط النظام ورموزه كافة، ومحاكمة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري”، حسبما جاء في وثيقة “إعلان الرؤية السياسية” للتجمع التي وزعت على الصحفيين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
وفي حديث للجزيرة قال رياض حجاب إن التجمع يعمل على التواصل مع العاملين في مؤسسات الدولة بالداخل لبحث سبل الحفاظ على المؤسسات “التي يعمل النظام على تدميرها”.
وأكد حجاب أن هدف التجمع “إنهاء النظام وليس إنهاء الدولة”، وأنه يهدف لضبط الأمور في المؤسسات لمرحلة ما بعد انتهاء نظام الأسد.
دمشق
من جهة أخرى، انتقدت بثينة شعبان المبعوثة الخاصة للرئيس السوري قرار الحكومة البريطانية إمداد الثوار بمعدات عسكرية غير فتاكة، مؤكدة أن ذلك من شأنه إعاقة الجهود الرامية لإحلال السلام في بلدها.
وقالت شعبان -في تصريحات للصحفيين أثناء زيارتها للهند- إن “خطوة بريطانيا بدعم قوات متمردة تضم بين صفوفها عناصر من تنظيم القاعدة كانت مفاجئة”.
في سياق متصل، قال ناصر القدوة نائب المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا إن تعطيل الحل السياسي في هذا البلد سببه اعتقاد كل الأطراف أنها ستحقق انتصارا عسكريا على الأرض.
واتهم القدوة -في حديث نشرته الجمعة صحيفة “الخبر” الجزائرية- نظام الرئيس بشار الأسد بـ”رفض المواقف العقلانية والطلبات المعقولة التي طرحها المبعوث الدولي والعربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي”.
يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر أوروبية الجمعة أن الأخضر الإبراهيمي سيجري يوم الاثنين محادثات في بروكسل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي “الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للنزاع”.
أوغلو يناقش مع الأوروبيين تسليح ثوار سوريا
صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من العاصمة البريطانية لندن أمس الجمعة بأن مقاتلي المعارضة السورية يعانون من تفوق قوات النظام بسبب ضعف تسليحهم، بينما جدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الدعوة لحل سياسي داعيا روسيا لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي.
وقال أوغلو للصحفيين إنه يعتقد أن الضغط سيؤدي إلى سقوط الأسد، مضيفا “لو كان هناك دعم دولي أو موقف موحد ضد جرائم حرب بعينها فأعتقد أنه ما كانت ستبقى هناك حاجة لتسليح المعارضة”.
وأكد الوزير التركي أنه ناقش الحظر الأوروبي على تصدير السلاح لسوريا مع نظيريه البريطاني وليام هيغ والألماني غيدو فسترفيله اللذين دافعا علنا عن الحظر، وفي رده على سؤال بشأن موقفه من السماح للمعارضة بالتسلح قال أوغلو “إذا كان هناك جانب واحد يملك السلاح فسيكون لديه في نهاية الأمر كل الفرص لقتل الجانب الآخر”.
وفي هذا السياق، قارن أوغلو بين ما يجري في سوريا والحرب التي دارت في البوسنة والهرسك عام 1992، وقال إن على العالم ألا يكرر الخطأ الذي ارتكبه حينذاك، حيث كان الناس في البوسنة يبحثون عن السلاح من أي طرف ليدافعوا عن أنفسهم كما يحدث الآن في سوريا.
وحاول أوغلو التخفيف من المخاوف الغربية بشأن سقوط الأسلحة في يد معارضين متطرفين في سوريا قائلا إن ليبيا ومصر لم تسقطا في قبضة التطرف الإسلامي رغم التوقعات بالعكس، ووصف الثوار السوريين بأنهم يخوضون حربا لأنهم يواجهون الموت، مضيفا “هناك دائما شعارات دينية في الحرب”.
تعنت روسي
وكان هولاند قد أعلن أمس أنه سيسعى لإقناع المعارضة السورية بإمكان التحاور مع آخرين غير الأسد، مضيفا “لكن ينبغي أيضا أن يتمكن الروس من إقناع بشار الأسد بالتنحي جانبا”.
وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز إنه عرض خلال زيارته الأخيرة لموسكو إمكان اختيار شخصية أو أكثر لتولي المباحثات التي يمكن أن تتيح انتقالا سياسيا وتكون مقبولة من النظام والمعارضة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن عن اقتناعه بأن الأسد لن يترك السلطة، مكررا عدم وجود أي نية “مطلقا” لدى موسكو لأن تطلب منه ذلك.
وفي بيان صدر مساء أمس، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن هولاند أشاد خلال اتصال هاتفي برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب بقرار جامعة الدول العربية الأربعاء الذي يعتبر الائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري ويدعوه إلى تشكيل هيئة تنفيذية بهدف شغل مقعد سوريا في الجامعة.
وأمل الرئيس الفرنسي في البيان بأن “يضاعف الشركاء الأوروبيون مساعدتهم التقنية للائتلاف بهدف تأمين حماية أكبر للمدنيين” السوريين.
دعوات للتسليح
وشهد الجمعة أيضا انعقاد المؤتمر الأول “للتجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة” السورية في الدوحة، حيث شدد البيان الختامي لأعمال التجمع الذي يضم موظفين منشقين عن الحكومة السورية “على أن تبدأ المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام بعقد مؤتمر وطني وتشكيل حكومة انتقالية”.
واعتبر البيان أن “الحل السياسي الممكن هو الذي يتضمن انتقالا كاملا للسلطة بقرار دولي ملزم بوقف استخدام جميع أنواع الأسلحة وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق جميع المعتقلين وعودة المهجرين”.
وكان رئيس التجمع الوطني الحر رياض حجاب دعا مجلس الأمن الدولي إلى التدخل بسرعة في سوريا، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح المؤتمر، وقال “إننا ندعو جميع الدول وعلى الأخص الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها حيال حماية الشعب السوري وخياراته”.
كما شدد حجاب على أن “دعم الجيش الحر هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع والخروج من الحالة التي أوصلنا إليها السفاح” في إشارة إلى الأسد.
حريق كبير في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن
كوادر الدفاع المدني سيطرت على النيران.. ولا تقارير عن إصابات
الأردن – غسان أبو لوز –
نشب حريق في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الجمعة، ما أدى إلى احتراق عدد من الخيام.
وأفاد شهود عيان أن كوادر الدفاع المدني تدخلت وسيطرت على الحريق. ولم ترد تقارير أو معلومات عن إصابات حتى اللحظة أو عن أسباب الحريق.
ويوجد في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق، شمالي المملكة على مقربة من الحدود السورية، أكثر من 100 ألف لاجئ.
ويقول الأردن، الذي يتقاسم مع سوريا حدودا مشتركة يزيد طولها على 370 كيلومترا، إنه يستضيف أكثر من 420 ألف لاجئ، وإنه يتوقع أن يرتفع هذا العدد بنهاية عام 2013 إلى نحو 700 ألف، في حال استمرار النزاع الدائر في جارته الشمالية منذ مارس/آذار 2011.
سوريا.. فشل إطلاق سراح المراقبين الدوليين
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حاول موكب سيارات تابع للأمم المتحدة الجمعة الدخول إلى قرية جملة السورية في هضبة الجولان لتسلم 21 مراقبا فلبينيا محتجزين لدى مجموعة سورية مسلحة معارضة، إلا أن قصفا عنيفا قام به الجيش السوري لمحيط هذه المنطقة أجبر الموكب على الانسحاب من دون إنجاز مهمته.
وأعلنت الأمم المتحدة عزمها على القيام بمحاولة ثانية السبت لاستعادة المراقبين.
وفي نيويورك قال مدير عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسوس إنه يأمل في أن تلتزم القوات السورية بـ”وقف لإطلاق النار لبضع ساعات” لإفساح المجال لتسلم المراقبين من خاطفيهم، موضحا أن قرية جملة حيث هم “تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات السورية”.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، نقلا عن متحدث باسم المجموعة الخاطفة “عندما دخلت سيارات الأمم المتحدة بلدة جملة قصف الجيش السوري قرية مجاورة فانسحبت عندها سيارات الأمم المتحدة من هذه البلدة”.
وكلفت قوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان منذ عام 1974 بمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان.
وطالب “لواء شهداء اليرموك”، الذي يحتجز المراقبين في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار، قبل أن يطالب بأن يوقف الجيش السوري القصف لإتاحة إطلاق سراحهم.
ومن جهته نفى السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن يكون الجيش السوري أطلق النار في هذا القطاع.
وقال “إن القوات السورية تبذل كل ما هو ممكن لإعادة المراقبين سالمين، وإخراج المجموعات المسلحة الإرهابية”، في إشارة إلى المجموعات المعارضة السورية المسلحة.
ومما قاله لادسوس أيضا إنه “لا يزال هناك إمكانية لوقف لإطلاق النار يدوم بضع ساعات يتيح إطلاق سراحهم” مضيفا أن المراقبين “بخير على ما يبدو”.
وأعلنت المتحدثة باسم دائرة حفظ السلام في الأمم المتحدة، جوزفين غيريرو، مساء الجمعة أنه “تم التوصل إلى ترتيبات مع كل الأطراف لإطلاق سراح المراقبين الـ21 (…) إلا أنه بسبب تأخر الوقت وحلول الظلام أصبح من الخطورة بمكان مواصلة العملية” مضيفة أن الجهود لاستعادة المراقبين “ستتواصل غدا”.
قتلى بأعمال عنف
من جهة أخرى قال ناشطون سوريون إن أكثر من 80 شخصا قتلوا في سوريا الجمعة.
وأعلن ناشطون عن اندلاع اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في أحياء عدة بالعاصمة دمشق وحلب، ومدن عدة بريف دمشق.
كما شن الجيش الحكومي قصفا على الأحياء السكنية في مدينة الطبقة بريف الرقة، وفق ما أفاد ناشطون معارضون.
أوروبا تسعى لتحسين مستوى الدعم المقدم للمدنيين وللمعارضة بسورية
بروكسل (8 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر مصدر أوروبي مطلع عن قناعة الإتحاد بضرورة الاستمرار في العمل من أجل تحسين مستوى الدعم المقدم للمدنيين وللمعارضة في سورية
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي سيناقشون خلال إجتماعهم القادم في بروكسل كيفية توسيع الاستثناءات المنصوص عنها في نظام العقوبات المعمول به ضد سورية لتشمل مزيد من مجالات الدعم للمدنيين
وأعاد المصدر إلى الأذهان أن نظام العقوبات قد تم تمديده في نهاية شباط/فبراير الماضي لمدة ثلاثة أشهر مع وجود بعض الإستثناءات تسمح بتسليم معدات غير فتاكة. وقال “نجري حالياً دراسة حول ما إذا كان من الممكن توسيع نطاق الإستثناءات لتشمل مجالات إقتصادية ونفطية، ما يسهل عمليات دعم العارضة والمدنيين”، حسب تعبيره
وأقر أن مسؤولي الإتحاد الأوروبي بدؤوا يعون، بعد إتصالات مع من يمثلون مختلف شرائح الشعب السوري، أن العقوبات تضر بشكل كبير بالمدنيين وتعقد حياتهم اليومية، “لذلك لا بد من البحث عن وسائل لتخفيف المعاناة”، وفق كلامه
وأوضح أن الإستثناءات الموجودة في العقوبات غير ملزمة للدول الأعضاء في الإتحاد، فـ”هناك بعض الدول التي تصر على الابقاء على نظام العقوبات و بعضها الآخر يرغب في تعديلها، ومن هنا ضرورة البحث الدائم عن حلول وسط”، على حد وصفه
وأشار أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد سيستقبلون المبعوث الدولي – العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي حيث سيجري معه نقاش معمق لمستجدات الوضع ولكيفية دعم التحرك بشأن الحل السياسي. واضاف المصدر منوها “لا زلنا في أوروبا نؤمن بهذا الحل وندعم كل من يعمل بإتجاهه”، على حد تعبيره
ولم يشر المصدر صراحة إلى تأثير مسألة إحتجاز العاملين في إطار بعثة الأمم المتحدة في الجولان من قبل بعض أطراف المعارضة السورية على سير مناقشات يوم الإثنين، ولكنه لم يستبعد أن تفرض القضية نفسها وتطرح على بساط البحث. وتجنب المصدر الرد على سؤال يتعلق بما إذا كانت الحادثة قد تعرقل التوجه نحو تكثيف الدعم للأطراف المعارضة السورية عموماً
وكانت الممثلة العليا للأمن و السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، قد أصدرت بياناً يوم أمس، وصفت فيه عملية الإحتجاز بـ “الإعتباطية”. وعبرت عن إدانة الإتحاد لكافة الأعمال التي تخالف القانون الدولي، وعلى رأسها إحتجاز الرهائن. وقالت “من غير المقبول بالنسبة للإتحاد الأوروبي القيام بأي اعتداء على العاملين تحت راية الأمم المتحدة ونطالب بالإفراج عنهم فوراً وبدون شروط”، كما جاء في البيان.
وطالبت كافة الأطراف بالامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يعرض استقرار المنطقة للخطر، وكذلك الحفاظ على سلامة وأمن العاملين في بعثة الأمم المتحدة في الجولان
مراصد حقوقية سورية تؤكد قتل قوات النظام أكثر من 5500 سيدة خلال الثورة
روما (8 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
بمناسبة يوم المرأة العالمي، ذكّرت مراصد ومنظمات حقوقية وأهلية سورية بالعدد الكبير من الضحايا من النساء في سوريا اللواتي قتلتهن القوات النظامية السورية وفق توثيق هذه المراصد، وأكّدت إحدى الإحصائيات بأن عدد القتلى النساء الموثقات بالاسم بلغ أكثر من 5441 امرأة، فيما أشارت إحصائية أخرى إلى مقتل 20 سيدة على الأقل تحت التعذيب لدى الأجهزة الأمنية
ووفق قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية، فقد سقطت خلال سنتين أكثر من 5441 أنثى، وكان من نصيب حمص أكثر عدد من الضحايا (1042) امرأة، تلاها ريف دمشق (1025)، ثم حلب (995) فإدلب (716) ثم درعا (457) أنثى، وأشارت إلى أن النسبة الكبرى من الضحايا لم يبلغن الحادية عشرة سنة من العمر
أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد أكّدت أن القوات الموالية للنظام (الجيش والشبيحة والمخابرات) قد قتلت عبر القصف أو الاقتحام وعمليات الإعدام الميدانية وغير ذلك 4257 امرأة، وأشارت الشبكة إلى أن لديها سجلات موثقة عن الضحايا بالاسم والتاريخ والمكان والصورة والطريقة التي تم فيها القتل
كما أشارت الشبكة إلى أن من بين النساء القتيلات 1362 طفلة، ومن بينهن 102 رضيعه تقل أعمارهن عن سنتين، كما أن بينهن 138 تجاوزت أعمارهن الخمسين عاماً، بينهن ثلاثة إعلاميات و8 معلمات و6 تعملن في المجال الطبي
وأشارت الشبكة إلى أنها وثّقت مقتل 20 سيدة تم تعذيبهن حتى الموت في أقبية الأفرع الأمنية، وأن من بين النساء 22 من جنسيات غير سورية