أحداث السبت 12 أذار 2016
«الحكم الانتقالي» مشكلة أمام مفاوضات جنيف
لندن – «الحياة»
في ظل استعدادات لانطلاق المفاوضات السورية في جنيف الإثنين، برزت قضية «الحكم الانتقالي» مجدداً بوصفها واحدة من المواضيع الإشكالية التي ستشهدها محادثات السلام غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة. ومع إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة مشاركتها، قائلة إنها ذاهبة إلى جنيف للتركيز على تأسيس «هيئة حكم انتقالي» كاملة الصلاحيات، عاد المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى الحديث مجدداً عن تفاوض لتشكيل «حكومة جامعة»، وهو أمر كان أثار استياء المعارضة قبل أيام خشية أن يعني تشكيل حكومة جديدة في ظل الرئيس بشار الأسد.
وتجددت إشكالية مشاركة الأكراد في المفاوضات، بعدما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، دي ميستورا إلى «اتخاذ القرار الصائب» ودعوة الأكراد، قائلاً إن استبعادهم «سيغذي طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سورية بل يريدون تقسيمها»، وهو أمر رد عليه دي ميستورا بالقول إنه لا يعتزم تغيير لائحة المدعوين إلى جنيف والتي لم تشمل الطرف الكردي الأساسي في شمال سورية. وأعلن هيثم مناع المعارض المتحالف مع الأكراد أنه لن يحضر الجولة الجديدة على رغم دعوته إليها احتجاجاً على استبعاد حلفائه، مثلما فعل المرة الماضية.
وستستضيف باريس غداً الأحد اجتماعاً لوزراء خارجية أوروبيين مع نظيرهم الأميركي جون كيري يُفترض أن يسمع فيه الطرف الأول شرحاً لما يتوقعه الأميركيون من مفاوضات جنيف وآليات تطبيق الهدنة التي توصلوا إليها مع الروس في سورية والتي بدأ تطبيقها قبل أسبوعين بالتمام. ولا تشمل هذه الهدنة تنظيم «داعش» الذي بدأ الجيش السوري مدعوماً بغارات روسية عنيفة هجوماً كبيراً على مواقعه في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي (وسط البلاد). ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر سوري حكومي، أن الجيش يسعى إلى استعادة تدمر تمهيداً لفتح الطريق الصحراوي المؤدي إلى دير الزور.
وفي ظل هذه التطورات السياسية والعسكرية، برزت تصريحات لافتة للرئيس باراك أوباما برر فيها عدم ضربه نظام الأسد عام 2013 على رغم تجاوزه «الخط الأحمر» باستخدام الأسلحة الكيماوية في ضرب معارضيه بغوطة دمشق. ووردت مواقف الرئيس الأميركي في إطار تقرير طويل عن «عقيدة أوباما» في مجلة «أتلانتيك» للكاتب جيفري غولدبرغ، الذي استند إلى مقابلات عدة مع أوباما وكبار مساعديه. وشرح التقرير أن أوباما قاوم ضغوطاً للتدخل في سورية عقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد في ربيع 2011، لأنه افترض بناء على تحليلات الاستخبارات الأميركية، أن الرئيس السوري سيسقط بلا مساعدته: «اعتقد أن الأسد سيرحل مثلما رحل (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك»، بحسب قول دينيس روس مستشار أوباما للشرق الأوسط. لكن بعد رفض الأسد الرحيل، أذن أوباما لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بتدريب وتمويل الثوار السوريين، لكنه ظل متشككاً في أن ينخرط في حرب جديدة وهو لم ينه بعد الحربين اللتين تورطت فيهما أميركا في العراق وأفغانستان، في موقف اشترك فيه مع وزير دفاعه روبرت غيتس، وفق التقرير، الذي نقل عن أوباما أن السوريين المدنيين الذين انشقوا عن النظام وحملوا السلاح لا يمكنهم بدون تدخل أميركي على الأرض أن يواجهوا جيشاً مدرباً تدريباً جيداً ويحظى بدعم من روسيا وإيران.
ويشرح التقرير بالتفصيل التجاذبات التي شهدتها إدارة أوباما في آب (أغسطس) 2013 على خلفية تجاوز النظام «الخط الأحمر الكيماوي» في ضرب الغوطتين. ويشير إلى أن أوباما تعرض لضغط كبير من مسؤولي إدارته الذين طالبوه بالرد العسكري حفاظاً على سمعة أميركا كقوة عظمى تُنفّذ إذا ما هددت، لكنه يلفت إلى أن الرئيس الأميركي كانت لديه مخاوفه، على رغم طلبه من عسكرييه تحضير الضربة للنظام في دمشق. ويروي التقرير أن أوباما اختلى بمساعده ماكدونو لمدة ساعة وهو يسير في حديقة البيت الأبيض للنقاش في شأن الضربة لسورية وتداعياتها و «الفخاخ» التي قد تكون منصوبة لأميركا إذا ما تدخلت عسكرياً، بما في ذلك لجوء النظام إلى وضع مدنيين في مواقع عسكرية، إضافة إلى الشكوك في جدوى الخطة العسكرية لضرب منشآت للجيش السوري وليس بينها منشآت الأسلحة الكيماوية.
وتابع التقرير أن الرئيس الأميركي خشي أن ينخرط في حرب من دون ترخيص واضح من الأمم المتحدة ومن دون إذن من الكونغرس، إضافة إلى أن الرأي العام الأميركي لم يكن متحمساً لضربة في سورية. وما زاد في تعقيد الصورة أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وهي واحدة من قلة من القادة الأجانب التي يحترم أوباما رأيهم، أبلغته أن بلادها لن تشارك في الحملة ضد سورية، ثم جاء موقف البرلمان البريطاني ليلة 29 آب (أغسطس) 2013، حيث صوت النواب ضد طلب حكومة ديفيد كامرن شن حرب على نظام دمشق. وتعقدت الصورة أكثر لدى أوباما عندما جاءه مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر بالقول إنه لا يمكنه تقديم دليل قاطع على استخدام سورية غاز السارين.
وهكذا، قرر أوباما التراجع عن ضرب سورية، على رغم معرفته بأن ذلك سيثير جنون حلفائه العرب والأجانب، لكنه أبقى الخيار مفتوحاً، طالباً من وزير خارجيته جون كيري إجراء مشاورات مع النواب الأميركيين في شأن الضربة. وتمكن أوباما من إنهاء «الملف الكيماوي» عندما اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة سانت بطرسبرغ للدول الكبرى الصناعية (جي20) على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.
ويقول أوباما عن تلك الأزمة: «إنني فخور جداً بتلك اللحظة… كان الانطباع بأن صدقيتي على المحك، وكذلك صدقية أميركا، ولذلك فإنني عندما أضغط على زر التجميد (تجميد الضربة) في تلك اللحظة أعرف أن ذلك سيكلفني سياسياً. وحقيقة أنني تمكنت من أن أتراجع أمام الضغط المباشر وأفكر تفكيراً عميقاً بمصلحة أميركا، ليس فقط بالنسبة إلى سورية ولكن بالنسبة إلى ديموقراطيتنا، كان قراراً صعباً، وأعتقد انه في نهاية المطاف كان القرار الصائب».
المعارضة تحضر جنيف لـ «التركيز على الحكم الانتقالي»
بيروت، موسكو – رويترز، أ ف ب
قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية في سورية أمس الجمعة إنها «ستشارك في جولة المفاوضات المرتقبة في جنيف يوم الاثنين»، لكنها قللت من فرص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، في حين تحدث مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مجدداً عن أن المشاركين في مفاوضات جنيف سيبحثون في تشكيل «حكومة جديدة جامعة».
وتُعقد المحادثات في جنيف بوساطة الأمم المتحدة وتتزامن مع الذكرى الخامسة لبدء الصراع السوري وتأتي بعد أسبوعين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ والذي حدّ من العنف لكنه لم يوقف القتال. وقال مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا إن محادثات جنيف ستركز على شكل الإدارة الجديدة والدستور والانتخابات.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان إنها ستشارك في المفاوضات «بناء على التزامها التجاوب مع الجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري وإيجاد حل سياسي للوضع في سورية». وذكر بيان الهيئة العليا أن «جهد الوفد المفاوض سيركز على … إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية والتمسك بوحدة الأراضي السورية». وقال المنسّق العام للهيئة رياض حجاب: «لسنا بصدد اختبار نيات النظام وحلفائه، فنحن على علم بما يرتكبونه من جرائم وما يعدون له من تصعيد جوي وبري في الفترة المقبلة، لكننا معنيون في الوقت نفسه بتمثيل القضية العادلة للشعب السوري في الأروقة الدولية واستثمار كل الفرص المتاحة للتخفيف من معاناة الشعب السوري». وقال حجاب إن الحكومة السورية تحاول إحباط العملية السياسية.
في المقابل، قال المعارض السوري هيثم مناع إنه لن يحضر محادثات جنيف، مضيفاً أنه تلقى دعوة إلى الحضور لكنه لا يرى فرصة تذكر لنجاحها. وأضاف أنه لا يحب الفشل ولا يريد المشاركة في ما وصفه بـ «المشروع الفاشل». ومناع هو الرئيس المشارك لمجلس سورية الديموقراطية وقاطع آخر جولة من المحادثات قائلاً إنه لن يشارك إلا إذا وجهت الدعوة إلى الأكراد. ويضم مجلس سورية الديموقراطية حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي.
وفي موسكو، ذكرت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن حكومة الرئيس بشار الأسد قالت إن ممثلين عنها سيحضرون محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف الإثنين. ولم تؤكد دمشق علناً بعد مشاركتها في المحادثات. ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تشجع دمشق على الحضور قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «إنهم لا يرفضون». وتابعت: «قالوا في شكل مباشر إنهم سيشاركون. هم مستعدون. سيكونون أول من يصل حيثما تكون هناك حاجة». ومن المتوقع أن يعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسمياً موقف حكومته من محادثات جنيف في مؤتمر صحافي اليوم السبت.
وفي الإطار ذاته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الجمعة إن الحفاظ على وحدة أراضي سورية مسألة أساسية بالنسبة إلى روسيا وإن موسكو تتوقع مشاركة كل الأطراف المعنية في محادثات جنيف. وأضاف للصحافيين أن الحفاظ على وحدة سورية هو على الأرجح «حجر زاوية» لكثير من الدول كما أنه أولوية بالنسبة إلى روسيا.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو مبعوث الامم المتحدة دي ميستورا إلى إشراك الاكراد في مفاوضات السلام حول سورية، الأمر الذي تعارضه تركيا بشدة. وصرح لافروف بأن «اطلاق المحادثات من دون مشاركة هذه المجموعة سيكون مؤشر ضعف من جانب الأسرة الدولية». وتابع: «سيكون انتهاكاً لحقوق مجموعة كبيرة ومهمة من سكان سورية»، مضيفاً أن استبعاد الاكراد من مفاوضات السلام «سيغذي طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سورية بل يريدون تقسيمها». ومضى لافروف يقول: «على ستيفان دي ميستورا أن يتخذ القرار الصائب. نحن على اتصال معه مراراً ونعبّر عن موقفنا بحزم. وقمنا بذلك مجدداً (أول من) أمس».
وفي موسكو أيضاً، قال دي ميستورا في مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية ان انتخابات رئاسية وتشريعية ستجرى في سورية بإشراف الامم المتحدة في غضون 18 شهراً. وأضاف ان مفاوضات جنيف ستتناول «ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، ودستور جديد وإجراء انتخابات في الاشهر الـ 18 المقبلة اعتباراً من موعد بدء المفاوضات أي 14 آذار (مارس) الجاري».
وأضاف، وفق الترجمة الروسية لكلامه، ان «الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستتم بإشراف الامم المتحدة». وتابع: «آمل بأن نتوصل في المرحلة الأولى من المحادثات الى تحقيق تقدم على الأقل في المسألة الأولى» المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة جامعة.
وأعلن دي ميستورا الاربعاء ان جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة ستتم في جنيف بإشراف الامم المتحدة بين 14 و24 آذار الحالي. وقال إن هذه الجولة سيليها «توقف لمدة اسبوع الى عشرة ايام وإن (المحادثات) ستستأنف بعدها». وأوضح ان المحادثات ستحصل في قاعات منفصلة مع ممثلي النظام والمعارضة على حدة.
ونظمت جولة سابقة من المفاوضات في جنيف في شباط (فبراير)، لكنها لم تتمكن من الاقلاع عملياً نتيجة رفض المعارضة الدخول في صلب المحادثات السياسية قبل وقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة.
ودعت الحكومة السورية في شباط إلى انتخابات تشريعية في 13 نيسان (ابريل).
المعلم: لا يحق لدي ميستورا التحدث عن انتخابات رئاسية في سورية
دمشق – أ ف ب، رويترز
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق اليوم (السبت) أنه «لا يحق» لموفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا التحدث عن انتخابات رئاسية في سورية.
وقال المعلم إن «النقطة التي أريد أن أتوقف عندها ما قاله دي ميستورا عن انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً»، مشيراً إلى أن «الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية… فهي حق حصري للشعب السوري».
وأضاف أن «تعبير الفترة الانتقالية يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى، ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر».
وأشار المعلم إلى أن الحكومة لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً تمسّكه في دعم وحدة سورية ورفض الحديث عن الفيديرالية.
النظام السوري يقصف حلب واللاذقية وحماة… ويحاصر 2500 عائلة في ريف دمشق
دبي – «الحياة»
تستمر انتهاكات النظام السوري للهدنة الموقتة قبل يومين من انطلاق مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة، وقصف الطيران الحربي مناطق عدة في محافظات إدلب وحماة واللاذقية وحمص وحلب ما أدى إلى سقوط ضحايا، فيما يستمر النظام بحصار ألفين و500 عائلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (السبت)، أن النظام جدد قصفه لمناطق في ريف جسر الشغور الغربي في ريف إدلب (شمال غربي)، وقصف مناطق في بلدة كفر عويد وقرية سفهون في جبل الزاوية، واستهدفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة الهبيط ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي.
وفي محافظة اللاذقية قصف طيران النظام مناطق في جبل الأكراد في ريف المحافظة الشمالي، وأضاف «المرصد» أنه بالتزامن مع معارك بين قوات النظام بقيادة ومشاركة ضباط وجنود روس من جهة، وبين «الفرقة الأولى الساحلية» و«أحرار الشام» وعدد من الفصائل الأخرى من جهة أخرى، في محاور عدة في ريف اللاذقية الشمالي وسط استمرار قصف النظام المدفعي والجوي.
إلى ذلك، استهدفت قوات النظام بعشرات القذائف الصاروخية مناطق في بلدة كفرنبودة وقرية البانة (الجنابرة) في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى مناطق في قرية الحواش في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ومناطق أخرى في قريتي ميدان الغزال والكركات في جبل شحشبو في الريف الغربي.
وقصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة – السبت مناطق في قرية الهلالية في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ودارت اشتباكات بين النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محيط قرية أم سراج في ريف حمص الشرقي.
ونفذت طائرات حربية عشرات الضربات الجوية صباح اليوم، على مناطق في مدينة تدمر ومحيطها في ريف حمص الشرقي، ومناطق أخرى في مدينة القريتين ومحيطها في ريف المحافظة الجنوبي الشرقي، أدى إلى سقوط جرحى.
في الأثناء، دارت اشتباكات بين النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط قرية الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، وسط قصف من قوات النظام على مواقع المعارضة في المنطقة.
وأسفر قصف النظام على حي الصالح في مدينة حبي إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 7 بينهم طفلان وامرأتان على الأقل.
واستمرت الاشتباكات بين فصائل المعارضة و«قوات سورية الديموقراطية» في محيط قرية عين دقنة ومناطق أخرى في محيط بلدتي العلقمية ومنّغ في ريف حلب الشمالي.
ونقل «المرصد السوري» عن مصدر محلي قوله إن القوات التركية استهدفت مناطق في قرية حمام التابعة لمدينة عفرين، بالتزامن مع قصف «النصرة» مناطق في قريتي باشمرة وجلمة في ريف عفرين شمال غربي حلب. ودارت اشتباكات بين فصائل المعارضة و«داعش» في قرية يان يابان في ريف حلب الشمالي، وسط تقدم الفصائل واستعادة سيطرتها على القرية، وأنباء عن تمكن الفصائل من أسر عنصر من التنظيم.
وفي السويداء (جنوب)، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، سقوط قذائف هاون عدة على مناطق في قرية المجيمر في ريف السويداء، ولم ترد أنباء عن إصابات.
إلى ذلك، دارت اشتباكات بين «داعش» وفصائل المعارضة في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي ريف دمشق أعلن «المكتب الإغاثي الموحد» في الغوطة الشرقية أن «النظام يقوم بحملة همجية على بلدة بالا وطريق الغوطة الرئيس مستخدماً كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة محاولاً إطباق السيطرة على طريق الغوطة الرئيس لقطع أواصر الغوطة ومحاصرة ما يزيد عن ألفين و500 عائلة في بلدات بالا وزبدين ودير العصافير وحصارهم داخل حصار جديد وفصلهم عن بقية مناطق الغوطة».
وذكر «المكتب الإغاثي» أن هذا الحصار الخانق «ينذر بكارثة إنسانية حقيقة في هذه البلدات»، وناشد «المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي وقف هذه الحملة الهمجية وإنقاذ عائلات وأطفال فتك بهم الجوع والمرض».
ووقعت اشتباكات بين النظام والميليشيات الموالية له وبين الفصائل الإسلامية و«جبهة النصرة»، في محيط بلدة بالا في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وأطلق النظام قذائف عدة على مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية في ريف دمشق.
الجامعة العربية: «حزب الله» منظمة «إرهابية»
القاهرة – محمد الشاذلي
أعلن وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعات مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس، تصنيف «حزب الله» منظمة «إرهابية»، وهو القرار الذي تحفظ عنه لبنان والعراق وسجّلت الجزائر ملاحظة عليه. واستنكر المجلس «التدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، وذلك من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيس جماعات إرهابية في المملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي».
وأكد في قرار عن «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، أن هذه التدخلات «تتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي». وأشاد بجهود الأجهزة الأمنية «التي تمكنت من إحباط مخطط إرهابي في كانون الثاني (يناير) 2016 وإلقاء القبض على أعضاء التنظيم الإرهابي الموكل إليه تنفيذ هذا المخطط والمدعوم من قبل ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، والذي كان يستهدف تنفيذ سلسلة من الأعمال الإرهابية في ربوع المملكة» البحرينية.
وبذلك الوصف، سيُسجل «حزب الله» منظمة «إرهابية» في جميع مجالس وقرارات الجامعة العربية. وكان مجلس وزراء الداخلية العرب أول من صنّف «حزب الله» منظمة «إرهابية»، خلال اجتماعه الأخير في تونس الأسبوع الماضي، حين دان وشجب «الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية».
ورفض وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري القرار، وقال إن عناصر «الحشد الشعبي وحزب الله حفظوا كرامة العرب، ومن يتهمهم بالإرهاب هم الإرهابيون». وانسحب الوفد السعودي برئاسة سفير المملكة في مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة أحمد بن عبدالعزيز قطان، احتجاجاً على كلمة الجعفري، ثم عاد إلى الاجتماع عقب انتهاء كلمة الوزير العراقي.
وأكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن موقف لبنان بالتحفظ عن القرار «جاء بسبب عدم توافق القرار مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، ولأن الحزب مكون لبناني أساسي». وأوضح أن «لبنان أيّد القرار المتعلق بالأوضاع في سورية لأنه أتى من ضمن مندرجات القرار الدولي الأخير في مجلس الأمن».
اليونان تتجه لإعلان تركيا «بلداً آمناً» للمهاجرين
أثينا، بروكسيل – أ ف ب، رويترز
أعلن الوزير اليوناني لشؤون الهجرة يانيس موزالاس، أن بلاده تعتبر تركيا «بلداً ثالثاً آمناً»، فاتحاً بذلك طريقاً شرعياً لإعادة طالبي اللجوء إلى هذا البلد المجاور تنفيذاً لخطة الاتحاد الأوروبي وأنقرة لحل أزمة المهاجرين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن موزالاس تصريحه لصحافيين يونانيين في ختام اجتماع وزاري في بروكسيل، أنه «في وقت تستقبل تركيا 2,5 مليون لاجئ وبما أن الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للاجئين يتدخلان هناك لمراقبة المخيمات واحترام حقوق الإنسان، فإن تركيا في الواقع بلد آمن».
وكانت الحكومة اليونانية اكتفت بالقول إنها «تدرس» هذا الخيار الذي يُعتبر أداةً شرعية لإرسال طالبي اللجوء إلى بلد ثالث.
وبموجب القانون الدولي، فإن اليونان قادرة على اتخاذ هذا القرار الأحادي «ولكن عملياً يجب أن تتعاون تركيا» بقبولها استعادة طالبي اللجوء الذين انطلقوا من أراضيها، وفق ما أوضح مصدر حكومي.
في المقابل، صرح المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس أفراموبولوس خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل، أن «وصف تركيا بالبلد الآمن، قرار أوروبي ولكن يجب أن تكون هناك توضيحات إضافية». واعتبر خبراء قانونيون يونانيون، أن الحكومة اليونانية ليست ملزمة برفع هذا القرار إلى البرلمان للموافقة عليه.
في سياق متصل، أبدى المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس أمس، استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم اليونان مالياً في التعامل مع الأزمة.
وقال ستيليانيدس بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا: «علينا واجب أخلاقي كأوروبيين بتقديم هذه المساعدة للاجئين. أود أن أكون واضحاً. اليونان ليست وحدها في هذه الأوقات الصعبة، نحن مستعدون للدعم ومساعدة اليونان»، مضيفاً أنه بخلاف المساعدات الإنسانية هناك أموال أوروبية أخرى متاحة.
وأطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي برنامج مساعدات جديد قيمته المبدئية 700 مليون يورو.
من جهة أخرى، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أول من أمس، أن آخر اللاجئين السوريين الذين دخلوا مقدونيا قبل غلق طريق الهجرة عبر البلقان، يجري نقلهم إلى مآوٍ طارئة بعد أن أمضوا 3 أيام وسط أوحال بستان.
وعلق 437 لاجئاً، نصفهم من الأطفال، في بستان على الحدود الصربية المقدونية مع غلق طريق البلقان. وكانت هذه المجموعة وصلت في آخر قطار نقل مهاجرين عبر مقدونيا. وقالت الناطقة باسم المفوضية لبوينكا براسنارسكا: «هؤلاء اللاجئون و90 في المئة منهم من السوريين، لم يُسمح لهم بدخول صربيا ثم لم تسمح لهم السلطات المقدونية بالعودة» الى أراضيها. وأضافت: «بالتالي علقوا لـ3 أيام في العراء في بستان غارق في الأوحال وسط طقس ماطر وشديد البرودة»، موضحةً أن بعض الأطفال أُصيبوا بالتهابات في الجهاز التنفسي.
ونصب هؤلاء اللاجئون حوالى 120 خيمة في البستان وأشعلوا النار لمقاومة البرد.
ونُشرت عناصر الشرطة لمنعهم من الفرار. وبدأت السلطات المقدونية مساء أول من أمس، تحت ضغط مفوضية اللاجئين، بنقلهم إلى 4 مخيمات أُقيمت في بلدة نابانوفسكي القريبة.
وتضمّ هذه القرية مركز استقبال يؤوي ألف شخص نصفهم أفغان، كانت صربيا رفضت دخولهم.
وأُغلق طريق البلقان الأربعاء الماضي، إثر قرار سلوفينيا عدم السماح بمرور اللاجئين الذين لا يملكون تأشيرة عبر أراضيها، في إجراء هدفه ثني المهاجرين عن سلوك طريق البلقان.
وتبنى كل من كرواتيا وصربيا ومقدونيا على الفور الإجراء ذاته.
إلى ذلك، أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في أثينا أمس، أنه من الضروري القيام «بمزيد» من الخطوات في اليونان لاستقبال اللاجئين، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تناقش موضوع تقديم «مساعدة إنسانية عاجلة» للمساهمة في ذلك.
ودعت نولاند إلى «فتح مزيد من مراكز الاستقبال حتى يتمكن الناس من فهم الخيارات المعروضة عليهم» من أجل توزيعهم في الاتحاد الأوروبــي. وأضـــافـــت أن «المطلوب القيام بمزيد من الخطوات»، مشيرةً إلى أن اليونان أرسلت إلى واشنطن «طلبات مباشرة للمساعدة. نأمل في أن نتمكن في الأيام المقبلة من الإعلان عن دعم إنساني مباشر».
قوى كبرى تُناقش تقسيم سوريا فيديراليّاً دو ميستورا: انتخابات رئاسيّة بعد 18 شهراً
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
كشف ديبلوماسيون أن قوى كبرى قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في شأن سوريا تبحث في إمكان تقسيم الدولة التي مزقتها الحرب تقسيماً فيديرالياً يحافظ على وحدتها كدولة واحدة بينما يمنح السلطات الإقليمية حكماً ذاتياً موسّعاً.
وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن بعض القوى الغربية الكبرى وليست روسيا وحدها تبحث أيضاً في إمكان إقامة نظام فيديرالي لسوريا وعرضت الفكرة على المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا. وأضاف “مع تأكيد الحفاظ على سلامة اراضي سوريا من أجل بقائها دولة واحدة، هناك طبعاً جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام فيديرالي سيكون – كما في بعض هذه النماذج – متحرراً للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق”.
ولم يدل بتفاصيل عن نماذج تقسيم فيديرالي للسلطة يمكن تطبيقه على سوريا. وأكد ديبلوماسي آخر في المجلس المعلومات.
المعارضة لا تحبذ الفيديرالية
ورفضت المعارضة السورية التي تدعمها السعودية هذا الأسبوع اقتراحا قدمته روسيا أن توافق محادثات السلام على نظام فيديرالي للبلاد.
وقال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن أي حديث عن هذه الفيديرالية أو شيء قد يمثل توجهاً الى تقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق.
لكن فكرة الفيديرالية بالنسبة الى سوريا ليست مستبعدة. ففي حديث الى قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية الخميس صرح دو ميستورا: “السوريون كلهم رفضوا تقسيمها (سوريا) ويمكن مناقشة مسألة الفيديرالية في المفاوضات”.
وأفاد زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا صالح مسلم الذي يتمتع حزبه بنفوذ واسع على المناطق الكردية في سوريا أن الحزب منفتح على الفكرة.
انتخابات رئاسية
في غضون ذلك، تحدث دو ميستورا عن وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا بعد 18 شهراً، موضحاً أن العد العكسي سيبدأ في 14 آذار مع انطلاق المفاوضات السورية.
وقال في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية إن الأمم المتحدة تأمل في إحراز تقدم في مسألة تأليف حكومة انتقالية في سوريا خلال الجولة الأولى من المفاوضات المرتقبة في جنيف.
وأضاف أن الأمم المتحدة قلقة من آفاق الحفاظ على نظام وقف النار في سوريا، وأن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط لا تزال تواجه تحديات وخروقات عدة.
ولم يستبعد دعوة الأكراد للمشاركة في المفاوضات السورية في المستقبل.
وأصدرت الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة السورية بياناً جاء فيه أنها ستحضر محادثات السلام، لكنها اتهمت حكومة الرئيس بشار الأسد بالاستعداد لتصعيد الحرب.
أما المعارض السوري البارز هيثم مناع، فأعلن انه لن يحضر المحادثات، على رغم أنه تلقى دعوة للحضور، لكنه لا يرى فرصة تذكر لنجاحها.
وتوقّعت موسكو أن تشارك دمشق في المحادثات وإن تكن هذه لم تؤكد بعد حضورها. وينتظر أن تعلن وزارة الخارجية السورية موقف الحكومة من المحادثات اليوم.
تركيا تؤكّد أن الاتفاق مع أوروبا يحترم القوانين الدولية وأميركا تعد اليونان بدعم إنساني واقتصادي مباشر
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
مع تأكيد تركيا أن الاتفاق المثير للجدل الذي عقدته مع الاتحاد الأوروبي لإعادة مهاجرين بينهم لاجئون سوريون، يحترم القوانين الدولية، ناشدت الولايات المتحدة اليونان القيام بالمزيد لاستقبال اللاجئين.
قال مسؤول تركي إن الاتفاق الذي أثار انتقادات على المستوى الدولي وفي بلدان أوروبية عدة، “يتماشى مع القانون الدولي للهجرة، ومن غير الوارد بالنسبة إلينا القيام بأي شيء مخالف للقانون الدولي”. وأضاف: “يعبر آلاف من الأشخاص (من بحر إيجة في تركيا) إلى الجزر اليونانية في ظروف بالغة الخطورة، ونحن نريد وقف ذلك. نحن نريد أن نفعل كل ما هو ضروري وبطريقة قانونية”.
وكانت منظمات غير حكومية حذرت من “عمليات الإجلاء الجماعية والتعسفية الممكنة”.
ويتوقع وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق في قمة الاتحاد الأوروبي في 17 آذار و18 منه.
اليونان
وأقرت مساعدة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، فيكتوريا نيولاند في أثينا أنه من الضروري القيام “بمزيد” من الخطوات في اليونان لاستقبال اللاجئين.
ودعت نيولاند، التي تفقدت مخيم إيدوميني المرتجل والمكتظ على الحدود اليونانية-المقدونية، إلى “فتح مزيد من مراكز الاستقبال كي يتمكن الناس من فهم الخيارات المعروضة عليهم” لتوزيعهم في الاتحاد الأوروبي. ورأت أنه “من المطلوب القيام بمزيد من الخطوات”، مشيرة إلى أن اليونان أرسلت الى الولايات المتحدة “طلبات مباشرة للمساعدة”، و”نأمل في أن نتمكن في الأيام المقبلة من الإعلان عن دعم إنساني مباشر”.
وأوضحت نيولاند أن “هدف زيارتي كان أن نفهم التحديات فهماً أفضل هنا، وأن نفهم بشكل أفضل كيف تستطيع الولايات المتحدة مساعدة اليونان بشكل أفضل لمواجهة المشكلة والتعبير عن تضامننا”.
وأكد المفوض الأوروبي للمساعدة الانسانية كريستوس ستيليانيدس الدعم الأوروبي لليونان، مبرزاً ضرورة “تنسيق التحركات” بين المحافل الأوروبية والسلطات اليونانية حتى تكون المساعدة للاجئين والمهاجرين “فعالة”، وذلك بعد لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس.
وتأمل السلطات اليونانية في إخلاء مخيم إيدوميني في غضون أسبوعين. واستبعد نيكوس توسكاس، نائب وزير النظام العام، استخدام القوة لنقل اللاجئين من المخيم. وقال: “علينا إقناعهم بالرحيل، ولا نستطيع القيام بذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع. نصف الموجودين في المخيم من النساء والأولاد”.
وأوقفت سلطات مطار أثينا أسوجياً عراقي الأصل كان يهم بالسفر الى اسطنبول، وفي حوزته 31 جواز سفر أخفاها في جهاز “مايكرووايف”. وتبين أن 15 من الجوازات المضبوطة عائدة إلى دول عدة، أُبلغ سابقاً عن سرقتها أو فقدانها في دول الاتحاد الأوروبي، وكلها جوازات أصلية.
وقد عبر أكثر من 131 ألف لاجئ البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع 2016، أكثريتهم الساحقة، أي أكثر من 122 ألفاً، عبر اليونان، وذلك استناداً إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين. والعام الماضي استقبلت الجزر اليونانية أكثر من 840 ألف مهاجر اجتاز كثر منهم البحر في قوارب مطاط.
وأفادت شركة “أورومونيتور” لدراسات الأسواق أن بعض شركات الرحلات السياحية البحرية قررت إلغاء محطاتها في جزيرة لسبوس التي تسجل تراجعاً بنسبة 90 في المئة في حجوزاتها كما قالت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية. كذلك شهدت جزيرة كوس في أرخبيل دوديكانيسيا تراجعاً بنسبة 40 في المئة في الحجوزات، مع العلم انها وجهة مهمة لمجموعات السياحة المنظمة، وينتفض المسؤولون فيها بشدة في وجه مشروع إقامة مركز تسجيل للاجئين على أراضيها.
في أوروبا
وصرحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن ثلاثة آلاف مهاجر يعودون إلى العراق من ألمانيا كل شهر، والعدد آخذ في الزيادة.
ويتوقع لحركة “البديل من أجل ألمانيا” المناهضة للهجرة والتي حازت تأييد الناخبين غير الراضين عن سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل، أن تفوز بنحو 20 في المئة من الأصوات في الانتخابات الإقليمية.
وفي كوبنهاغن، غُرمت الروائية الدانماركية والمدافعة السابقة عن حقوق الأولاد ليسبث زورينغ بتهمة تهريب لاجئين، لأنها ساعدت عائلة سورية من أربعة بالغين وولدين على الذهاب إلى أسوج لطلب اللجوء فيها.
«معركة العلم»: صراع «النصرة» و«أحرار الشام»
تركيا تحرّك أذرعها العسكرية شمال حلب
عبد الله سليمان علي
يتزامن اقتراب موعد الذكرى الخامسة لاندلاع الأزمة السورية، مع بروز تطورات سياسية وعسكرية مهمة قد تجعل من العام الجديد الذي تستعد الأزمة لولوج أول أيامه في الخامس عشر من آذار الحالي، مختلفاً بكل المقاييس عن الأعوام السابقة.
فهدنة وقف الأعمال العدائية ما تزال مستمرة، وتحظى بدعم دولي واضح، برغم الخروقات النسبية. كما يستعد وفدا النظام والمعارضة السوريان لاستئناف محادثات «جنيف 3» بخصوص العملية السياسية، الاثنين المقبل، أي عشية الذكرى الخامسة التي كشفت تحضيرات المعارضة لإحيائها عن وجود خلافات عميقة بين أطرافها طالت حتى النواحي الشكلية، بما فيها «علم الثورة» الذي صدر قرار من «جيش الفتح» بمنع رفعه في إدلب.
لكن هذا الجنوح نحو المسار السياسي، وما رافقه من هدوء نسبي على جبهات القتال، لم يخل من منغصات وتهديدات، خصوصاً في ريف حلب الشمالي الذي يشهد تحركات تركية مشبوهة.
ويبدو أن صمت البنادق على جبهات القتال خلق فراغاً قاتلاً لدى الفصائل المسلحة، على اختلاف انتماءاتها، دفعها إلى مراجعة حساباتها وإعادة النظر في الاصطفافات التي انخرطت بها، والتي لم تعد تتناسب مع مقتضيات المرحلة المقبلة من عمر الأزمة السورية، كما توحي المعطيات الإقليمية والدولية السائدة.
وهذه الوقفة الفصائلية مع الذات، وطبيعة التحالفات تعطي مؤشراً مؤكداً على أن الساحة السورية ستكون في القريب العاجل أمام فرز جديد لهذه الفصائل، أو بتعبير أدق أمام الفرز ما قبل الأخير، إذا نظرنا للأمر على ضوء التجربة العراقية، التي انتهت إلى انخراط معظم الفصائل في العملية السياسية والقتال ضد تنظيم «دولة العراق الإسلامية» منذ العام 2007.
وما تفجّر الخلاف حول «علم الثورة» في ادلب، إلا أحد تجليات هذا الفرز، الذي يجري على قدم وساق في مختلف المناطق السورية. وهو في حقيقته ليس خلافاً على «العلم» بقدر ما هو خلاف عميق على الايديولوجيا والانتماء، وعلى المسار الذي ينبغي اتخاذه بعد المنعطف الحالي الذي تقف عنده الأزمة السورية.
وفيما تبدو غالبية الفصائل مقتنعة بمسار العملية السياسية وتتسابق لإثبات «اعتدالها»، وبالتالي استحقاقها أن تكون جزءاً من هذه العملية، فإن العقبة التي يمكن أن تترك تأثيرات كبيرة وحاسمة، وقد تؤدي إلى انقلاب الأمور رأساً على عقب، تتمثل في موقف «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي ما تزال منقسمة على نفسها وعاجزة عن اتخاذ موقف نهائي من الهدنة والعملية السياسية.
ويمكن القول إن المشكلة اليوم تكمن في العلاقة بين «أحرار الشام» وبين «جبهة النصرة»، لأن الانفصال المتوقع بينهما سيكون الخطوة قبل الأخيرة لتحقيق الفرز العملي والنهائي بين الإرهاب وبين العملية السياسية. ولكن متى ستتخذ الحركة هذا القرار؟ وما هي التداعيات التي يمكن أن تترتب عليه سواء بالنسبة للحركة نفسها، أو بالنسبة لمجريات الساحة ككل؟ وما سيكون رد فعل «جبهة النصرة» على ذلك؟ أسئلة أصبحت ملحة خصوصاً بعد اندلاع معركة «العلم» في محافظة إدلب.
ووقعت «أحرار الشام» في إحراج كبير، لأن ميثاق «جيش الفتح» الذي تم وضعه باتفاق الفصائل المشاركة في تأسيسه منذ آذار العام الماضي، ينص صراحة على عدم رافع أية راية في إدلب، ما عدا راية «جيش الفتح». لكن هذا البند الذي كان يتوخى تقريب الفصائل من بعضها وإعطاءها شكلاً موحداً، أصبح اليوم عاملاً للفرقة والشقاق، وربما لما هو أكثر من ذلك. وذلك لأن «جبهة النصرة»، التي اضطرت منذ بدء الهدنة، إلى إخلاء عدد كبير من مقارها في إدلب، كان آخرها مقارها في بلدة أبو الظهور، تخشى أن تكون العودة إلى موضة رفع «علم الثورة» بداية مؤامرة تستهدفها، وترمي إلى إخراجها بشكل نهائي من إدلب تحت ستار التظاهرات الشعبية. ومن هنا كان الموقف المتشنج لـ «الجبهة» من التظاهرات الأخيرة، التي خرجت في بعض قرى المحافظة حيث سارعت إلى مهاجمتها واعتقال النشطاء الإعلاميين المشاركين في تغطيتها بالإضافة إلى دوس «علم الثورة».
وبالرغم من أن «أحرار الشام» لم تعترض علناً على قرار «جيش الفتح»، القاضي بمنع رفع أي راية في إدلب إلا رايته، إلا أن بعض قادة الجناح السياسي في الحركة تعمدوا إظهار موقفهم الرافض لهذا القرار والمؤيد لرفع «علم الثورة». وكان لافتاً أن يدخل أبو عزام الأنصاري، عضو «مجلس الشورى» وعضو المكتب السياسي، من تركيا إلى مدينة إعزاز للمشاركة في تظاهرة تحمل «علم الثورة»، وكذلك فعل بعض قادة الحركة الآخرون، مثل حسام أبو بكر.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن «جيش الفتح» لم يعد يضم في واقع الحال، سوى «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، لأن «جند الأقصى» و «فيلق الشام» انسحبا منه، بينما انضم «جيش السنة» إلى «أحرار الشام»، في حين اعتبر «لواء الحق» أن خروجه من «جيش الفتح» أصبح أمراً واقعاً، لذلك فإن «معركة العلم» هي في النهاية معركة كسر عظم خفية بين «الأحرار» و «النصرة».
لكن مدينة إعزاز كانت بالتزامن مع دخول الأنصاري إليها للمشاركة في رفع «العلم»، على موعد مع حدث آخر، هو دخول دفعة جديدة من مسلحي «الفرقة 31» إليها، وذلك بعد دفعة كانت دخلت في مطلع الشهر الحالي. واللافت أن محمود خلو، القيادي في «الفرقة» أطلق تصريحات نارية استهدفت بالدرجة الأولى «قوات سوريا الديموقراطية» و «داعش»، حيث تعهد بأن الفرقة «ستخوض حرباً ضد الميليشيات الكردية التي نقضت العهد مع الجيش الحر وسيطرت على عدة مواقع في شمال حلب»، واصفاً إياها بـ «الميليشيات الغدارة».
وكشف خلو أن «الفرقة 31» مدعومة من حكومة أنقرة، وتتلقى التدريبات في معسكرات داخل الأراضي التركية. وأشار إلى أن عدد عناصر «الفرقة» 661 مقاتلاً، يتواجد منهم على الأراضي السورية 270 عنصراً، فيما يواصل الآخرون تدريباتهم في المعسكرات التركية. وما يثير الاستغراب تأكيد خلو أن فرقته تحظى بدعم من تركيا ومن التحالف الدولي، لأن «قوات سوريا الديموقراطية»، التي قال إنه سيحاربها، مدعومة كذلك من التحالف الدولي وتخوض جميع معاركها تحت أجنحة طائراته. ويبلغ الاستغراب ذروته مع تأكيده أن مهمة «الفرقة 31» هي السيطرة على المنطقة الممتدة بين إعزاز وجرابلس، أي نفس الشريط الذي طالما حلمت تركيا بإقامة «منطقة آمنة» عليه، والذي يشكل في الوقت ذاته حلماً كردياً من أجل وصل «كانتونات الإدارة الذاتية» مع بعضها بعضاً.
وما يزيد من خطورة هذه المهمة، التي يبدو أنها ليست سوى الخطوة الأولى ضمن مشروع تركي جديد يرمي إلى الالتفاف على الرفض الدولي لمشاريعها السابقة، سواء «المنطقة الآمنة» أو التدخل البري كما هددت أنقرة أكثر من مرة، أنها تزامنت مع كشف وثيقة صادرة عن «أحرار الشام»، المقربة جداً من تركيا، تتحدث عن إدخال مسلحين من قوات «البشمركة» التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق إلى شمال حلب.
وقد عثرت «قوات سوريا الديموقراطية» على هذه الوثيقة في بلدة تل رفعت، التي سيطرت عليها قبل بدء الهدنة. والوثيقة هي عبارة عن رسالة موجهة من الحركة إلى «قيادة جبهة النصرة في حلب»، جاء فيها: «بسبب الوضع الراهن نطلب من أخوتنا في جبهة النصرة الموافقة على عبور جنود من شمال العراق إلى منطقة إعزاز عبر الحدود التركية». وبغض النظر عن صحة هذه الوثيقة، فإنها تدل على وجود نية لدى الطرفين للتصعيد، ولو تطلب الأمر اختلاق ذرائع وهمية، لأن تسريب هذه الوثيقة يعني أن «قوات سوريا الديموقراطية» لن تسكت على تقدم حلفاء تركيا بين إعزاز وجرابلس، وهي تبني الذرائع للرد على ذلك، خصوصاً أن القوة المركزية التي تشكل بنية «الفرقة 31» مكونة من مقاتلين أكراد مناهضين لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي».
إذ تتألف «الفرقة 31» من عدة كتائب، على رأسها «كتائب القدس» و «لواء أحفاد صلاح الدين» بقيادة محمود أبو حمزة. والأخير يتكون بمعظمه من مقاتلين أكراد، وكان سبق له أن هدد «قوات سوريا الديموقراطية» برد ساحق، منذ سيطرتها على بلدة منغ، في شباط الماضي.
وكانت «الفرقة 31»، بالاشتراك مع «فيلق الشام»، قد انتزعت قبل أيام قريتي دوديان وقرة كوبري الحدوديتين مع تركيا من يد تنظيم «داعش»، الذي سارع أمس إلى مهاجمة قرية يني يبان جنوب غرب دوديان للالتفاف على مهاجميه واستعادة ما خسره، وهو ما يعني أن شمال حلب قد يكون بانتظار تطورات ساخنة برغم الهدنة والعملية السياسية.
30 منظمة دولية: 2015 الأسوأ على السوريين
اعتبرت منظمات دولية، تعنى بالإغاثة وحقوق الإنسان، أمس، أن العام 2015 كان «الأسوأ على الإطلاق» بالنسبة إلى السوريين الذين يعانون من حرب مستمرة منذ خمس سنوات.
وذكرت 30 منظمة دولية غير حكومية، بينها «أوكسفام» و «المجلس النروجي للاجئين» ومنظمات سورية مثل «الجمعية الطبية السورية الاميركية»، في تقرير بعنوان «سوريا تأجيج الصراع: مدى إخلال الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالتزاماتها في سوريا»، إن «العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى السوريين، مع استمرار أطراف النزاع في نشر الدمار، ومنع وصول المساعدات وفرض الحصار على عدد أكبر من المدنيين».
وأضافت المنظمات «يتوجب على روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، المحافظة على بصيص الأمل الذي لاح للمدنيين مع الهدنة، عوضاً عن تأجيج الصراع». واعتبرت أن هذه الدول الأربع، الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا، «بدل أن تضطلع بدورها في إنهاء المعاناة في سوريا، ضربت بدرجات متفاوتة بقراراتها عرض الحائط بسبب عدم ملاءمة الضغوط الديبلوماسية التي مارستها والدعم السياسي والعسكري لحلفائهم، وبسبب مشاركتها المباشرة في الأعمال الحربية».
وعلى رغم «تماسك وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيّز التنفيذ نهاية شباط»، لكن السوريين «يتركون خلفهم أسوأ سنة مرّت عليهم لغاية اليوم»، وفق التقرير، انطلاقا من «تصاعد وتيرة العنف، بما فيها الضربات الروسية» التي بدأت نهاية أيلول، و «حاجة 1.5 مليون شخص إضافي إلى المساعدات الإنسانية».
ويسلط التقرير الضـوء على فرار «قرابة مليون شخص من مساكنهم» منذ آذار الماضي، و«تضاعف عدد الأشخاص المقيمين في مناطق محاصرة ليصل إلى قرابة نصف مليون بحسب الأمم المتحدة، فيما تقدّر العديد من المنظمات السورية أنّ الرقم أعلى من ذلك». وأحصى «تسرّب 400 ألف طفل من المدارس، ليصبح العدد الإجمالي أكثر من مليوني طفل».
(ا ف ب)
مسؤول بالمعارضة السورية: الحكومة توقف محادثات جنيف قبل أن تبدأ
بيروت – رويترز – اتهمت الهيئة العليا للمفاوضات الحكومة السورية بوقف محادثات السلام قبل أن تبدأ، وذلك بعد أن رفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم مناقشة مسألة انتقال السلطة ووصف الرئيس بشار الأسد بأنه “خط أحمر”.
وقال منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة السورية المعارضة لقناة العربية الحدث السبت، تعليقا على تصريحات المعلم “أعتقد أنه يضع مسامير في نعش جنيف وهذا واضح… المعلم يوقف جنيف قبل أن يبدأ.”
كيري يعلن عن اجتماع روسي اميركي السبت حول وقف اطلاق النار في سوريا
السعودية – أ ف ب – اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت عن اجراء مشاورات أميركية روسية خلال النهار، حول انتهاكات الهدنة في سوريا قبل يومين من استئناف محادثات السلام في سويسرا بين المعارضة والنظام السوري.
وقال كيري “ان فرقنا (من المراقبين) ستعقد لقاء اليوم مع روسيا في جنيف وعمان (…) يتعلق بهذه الانتهاكات” للهدنة.
وأضاف في تصريح ادلى به في قاعدة الملك خالد العسكرية بشمال السعوية حيث أجرى محادثات مع المسؤولين السعوديين، ان مثل هذه الخروقات يجب ان لا تكون عقبة أمام اجراء محادثات السلام.
القوى الكبرى تبحث إمكانية تقسيم سوريا على أساس اتحادي
الأمم المتحدة: انتخابات رئاسية سورية خلال 18 شهرا… والمعارضة تصرّ على عدم مشاركة الأسد
عواصم – وكالات: قال دبلوماسيون إن قوى كبرى قريبة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن سوريا تبحث إمكانية تقسيم الدولة تقسيما اتحاديا يحافظ على وحدتها كدولة واحدة، بينما يمنح السلطات الإقليمية حكما ذاتيا موسعا.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن بعض القوى الغربية الكبرى، وليست روسيا فحسب، تبحث أيضا إمكانية إقامة نظام اتحادي لسوريا وعرضت الفكرة على دي ميستورا.
وأضاف الدبلوماسي «مع التأكيد على الحفاظ على سلامة أراضي سوريا من أجل بقائها كدولة واحدة، يوجد بالطبع جميع أنواع النماذج المختلفة لنظام اتحادي سيكون – كما في بعض هذه النماذج – متحررا للغاية من المركزية ويعطي الكثير من الحكم الذاتي لمختلف المناطق».
ولم يقدم أي تفاصيل عن نماذج تقسيم اتحادي للسلطة يمكن تطبيقه على سوريا. وأكد دبلوماسي آخر في المجلس التصريحات، فيما اعتبر منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن أي حديث عن هذه الاتحادية أو شيء قد يمثل توجها لتقسيم سوريا غير مقبول على الإطلاق.
وقال المبعوث الأممي الخاص بالشأن السوري ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، إنه من المتوقع أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السورية خلال 18 شهرا.
وذكر في حوار نشرته وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية أمس، أن الانتخابات التي ستراقبها الأمم المتحدة ينبغي أن يتم إجراؤها خلال عام ونصف من بداية آخر جولة من محادثات السلام، المخطط لها أن تبدأ الاثنين المقبل في جنيف، بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأشار دي ميستورا إلى أنه يتوقع إبرام اتفاق بخصوص إجراء هذه الانتخابات خلال المحادثات، معربا في الوقت ذاته عن حذره.
ولكن دي ميستورا حذر من أن «هذه الوثائق مهمة، لكن عمليا، غالبا لا يتم تنفيذ المبادئ الموقع عليها إن لم تكن هناك موافقة صادقة عليها».
وأكد تجمع المعارضة السورية الرئيسي، أمس الجمعة، على خططه للمشاركة في محادثات الأسبوع المقبل، مصرا على ألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية المنتظرة.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة ومقرها السعودية، في بيان، إن وفدها إلى المحادثات سيركز على إنشاء «هيئة حاكمة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة».
جاء ذلك فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى إشراك الأكراد في مفاوضات السلام حول سوريا، الأمر الذي تعارضه تركيا بشدة.
وصرح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو أن «إطلاق المحادثات دون مشاركة هذه المجموعة سيكون مؤشر ضعف من جانب الأسرة الدولية».
وتابع»سيكون انتهاكا لحقوق مجموعة كبيرة ومهمة من سكان سوريا»، مضيفا أن استبعاد الأكراد من مفاوضات السلام حول سوريا «سيغذي طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سوريا بل يريدون تقسيمها».
ومضى لافروف يقول «على ستافان دي ميستورا ان يتخذ القرار الصائب. اتصلنا معه مرارا ونعبر عن موقفنا بحزم. وقمنا بذلك مجددا».
وعند سؤال دي ميستورا الجمعة قبل تصريحات لافروف التي نقلتها وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية، علق أنه «لا يعتزم توجيه دعوات جديدة» إلى مشاركين غير الذين حضروا الجولة الأخيرة من المفاوضات.
سوريا تمثل تراجعاً للقوة الأمريكية في المنطقة وتحرراً للرئيس من مطالب حلفائه العرب
أكبر صائد للإرهابيين في تاريخ الرئاسة وخيبة أمل من نتائج خطاب القاهرة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: يقول جيفري غولدبرغ في تحقيقه المطول حول «عقيدة أوباما» الذي نشر على موقع مجلة «أتلانتك مونثلي» إنه تعرف على أفكار باراك أوباما في السياسة الخارجية عام 2006 في خطاب ألقاه في شيكاغو بتظاهرة معادية للحرب، وكان حينها سيناتوراً عن ولاية إلينويز. وأكد فيه أوباما أنه لا يشك في وحشية صدام حسين يرى أنه يشكل تهديداً محتوماً على الولايات المتحدة أو ضد جيرانه.
ويرى الكاتب أن أوباما كان يعرف تداعيات تدخل أمريكا في مستنقع الحرب أفضل من هيلاري كلينتون وجوزيف بايدن وجون كيري وغيرهم من خبراء السياسة الخارجية. وهذا الوعي هو مفتاح لفهم رؤية أوباما حول السياسة الخارجية. ففي الأشهر الأخيرة قابل غودلبرغ أوباما وتحدث معه في قضايا متعددة بعضها لا علاقة له بالشرق الأوسط.
وفي واحد من اللقاءات قال أوباما «تنظيم الدولة ليس لا يشكل تهديداً وجودياً على الولايات المتحدة» ولكن «التغيرات المناخية هي تهديد وجودي محتمل إن لم نقم بعمل شيء إزاءه».
العالم حسب رؤيته
ومن هنا يحاول غودلبرغ قراءة العالم من خلال عيون أوباما وكيف يرى دور أمريكا في العالم. ويرى أن الرئيس أوباما يواجه تحديات متعددة من سوريا وهي أهمها ومن روسيا وتهديدها للناتو ومن كوريا الشمالية. وأقام الكاتب رؤيته بناءً على لقاءاته السابقة مع الرئيس ومن هم حوله ودراسة في خطاباته وتصريحاته.
ويرى الكاتب أن أوباما خلال السنوات الأخيرة من رئاسته أصبح «قدريا» حول قدرات أمريكا لتوجيه الأحداث الدولية رغم أنه حقق إنجازات في السياسة الخارجية مهمة وإن كانت جدلية مثل التطبيع مع كوبا واتفاق المناخ في باريس واتفاقية الشراكة التجارية مع دول المحيط الهادئ وأخيراً الإتفاق النووي مع إيران.
ورغم إيمان أوباما بأهمية تحديد أمريكا اجندة العالم إلا أنه «واقعي» في رؤيته للسياسة الخارجية «أعتقد أننا لا نستطيع في أي وقت تخليص العالم من مآسيه». ولكنه ضد العزلة التي يقول إن أمريكا لا تستطيعها ولا داعية للتدخل أو السياسة الدولية في الرؤية الخارجية «رغم كل الهفوات فالولايات المتحدة كانت قوة للخير في العالم».
ولهذا فهو يتردد في استخدام القوة الأمريكية إن لم توافق معايير المصلحة الوطنية. ويعتقد أنه محق في الطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة حتى لو لم يفعل شيئاً لإجباره على الخروج من السلطة.
فالعالم كما يراه أوباما «قاس ومعقد وفوضوي مكان سيئ ومليء بالمعاناة والمآسي. ومن أجل تحقيق مصالحنا القومية ومثلنا وقيمنا التي نحرص عليها علينا أن نكون عنيدين في الوقت الذي نحمل فيه قلوبا كبيرة، ونختار النقاط ونعترف بأن هناك شعاعاً سيحدث في منطقة بسببنا ووضعاً رهيباً سينتج في منطقة اخرى بدون الإعتقاد بقدرتنا على الحل». وعليه فمن أهم ملامح رئاسته دفع الدول الأخرى بأن تتخذ قرارات بنفسها. وهو في هذا يمقت فكرة «الأمة التي لا غنى» عنهاـ وأخبر أخيراً ديفيد كاميرون بأن على بريطانيا أن تنفق 2 % من ميزانيتها على الدفاع إن ارادت الإحتفاظ بـ «العلاقة الخاصة» مع أمريكا.
ويرى أن الدفاع عن النظام الدولي الليبرالي ضد الإرهابيين ونزعة المغامرة عند روسيا وضد البلطجة الصينية يعتمد في جزء منه على استعداد بقية الدول الأخرى لتحمل العبء مع أمريكا.
ومن الأسباب التي تدفع الرئيس إلى المشاركة في القيادة مع الدول الأخرى في القضايا التي لا تمس الأمن القومي هي السيطرة على دفعة «الغرور» التي يظهرها تاريخ أمريكا في الماضي «لدينا تاريخ مع إيران، وتاريخ مع أندونيسيا وأمريكا الوسطى».
وعليه يجب أن نكون واعين لتاريخنا عندما نبدأ في الحديث عن التدخل وفهم مصدر شكوك الآخرين». ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي فهو لا يتردد في التحرك. فقد أصبح اكبر صائد للإرهابيين في تاريخ الرئاسة الأمريكية. فبحسب بن رودس مستشاره للأمن القومي «مثلاً، فرغم الريبة التي رافقت موقفه من سوريا إلا أنه لم يتردد في استخدام الطائرات بدون طيار» ضد الإرهابيين.
ويقول غولدبرغ إن أوباما كان راغباً في البحث حول الكثير من الملامح المتعلقة بالسياسة الخارجية التقليدية. فقد رمى تقاليد سنوات من العداء وفتح علاقات مع كوبا وتساءل عن سبب عدم إرسال قوات إلى باكستان لقتل قادة القاعدة وتساءل لماذا يجب أن تكون دولة عاجزة حليفاً لأمريكا.
وتساءل عن السبب الذي يجعل أمريكا ملزمة بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي على حساب الدول السنية العربية حسبما نقل الكاتب عن بانيتا. ولكنه لم يتردد بانتقاد هذه الدولة بإثارة المشاعر المعادية لأمريكا والإرهاب.
وشعر بالسخط لأن السياسة الخارجية تجبره على التعامل مع السعودية كحليف. ولهذا قرر منذ البداية العمل على التقارب مع عدوة أمريكا: إيران. ولم يكن الاتفاق مع إيران هو محاولة لفتح علاقات أمريكية- فارسية كما قال البعض «بل كان براغماتياً ولتحقيق الحد الادنى، وكان الهدف جعل بلد خطير أقل خطورة، ولا أحد يتوقع أن تتحول إيران للاعب لطيف» حسب سوزان رايس مستشارة الأمن القومي.
ويرى الكاتب أن علاقة أوباما مع الشرق الأوسط قائمة على الخيبة. ويريد لحظة أن يشهد فيه لحظة كتلك التي واجه فيها 200.000 ألماني في برلين 2008. ففي عام 2009 ألقى خطابه المعروف في القاهرة الذي تحدث فيه بعاطفية عن علاقة جديدة مع العالم الإسلامي. وعندما سأله غودلبرغ عما حققه منذ ذلك أجاب أنه يحاول إقناع المسلمين بالبحث في جذور تعاستهم «ما كنت أود قوله، دعونا نتوقف عن التظاهر أن سبب مشاكل الشرق الأوسط هي إسرائيل» و«نريد العمل من أجل تحقيق دولة وكرامة للفلسطينيين ولكن ما أملت تحقيقه من خطابي هو إثارة نقاش يفتح مجالاً للمسلمين كي يواجهوا المشاكل الحقيقية – مشاكل الحكم وحقيقة أن بعض تيارات الإسلام لم تتعرض للإصلاح بدرجة تساعد المسلمين لتكييف عقيدتهم كي تتواءم مع الحداثة».
ويقول غودلبرغ إن أوباما تحدث بتفاؤل عندما بدأ الربيع عام 2011 وظل متفائلاً حتى بدأ الربيع يتحول شتاءً. واليوم يقول أوباما ساخراً «كل ما أحتاجه هو مجموعة من المستبدين في الشرق الأوسط».
ومن بين الخيبات التي يتحدث عنها هي علاقته مع بنيامين نتنياهو، الذي كان يعتقد أنه قادر على تحقيق حل الدولتين. ولم يكن أوباما يطيق أن يقوم نتنياهو وقادة الدول الشرق أوسطية المحاضرة عليه لاعتقادهم أنه لا يعرف عن شؤون المنطقة. وكذا شعر أوباما بخيبة امل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتقد أنه مسلم حداثي ولكنه «فاشل وديكتاتوري» الآن.
وزاد تشاؤم أوباما مع انحدار المنطقة العربية للفوضى. خاصة بعد فشل التدخل في ليبيا. ولم يكن أوباما متحمساً للتدخل لولا الضغط من كلينتون وسامنثا باور، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
ويقول أوباما اليوم إن «التدخل فشل» ويعتقد أن أمريكا خططت للتدخل بشكل جيد لكن البلاد لا تزال في وضع كارثي. والسبب يعود للذين يستسهلون التدخل. ويشير هنا إلى «إيمانه بالأوروبيين» فبعد سقوط القذافي توقف كاميرون عن الاهتمام بالبلد «وانحرف اهتمامه لأشياء اخرى».
وألقى أوباما جزءا من الفشل على الدينامية الداخلية الليبية أي الإنقسام. وأثبتت ليبيا له أن على أمريكا تجنب الشرق الأوسط «علينا تجنب الإلتزام بحكم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» و «سيكون خطأً أساسياً فادحاً».
ومع ذلك لم يأت إلى البيت الأبيض مهموما فقط بمشاكل الشرق الأوسط ولكن بالإرهاب. وهذا يقود للحديث عن تنظيم «الدولة»، ففي عام 2014 كان التقدير الأمني المقدم له من الإستخبارات يرى في تنظيم «الدولة» خطراً ثانوياً.
وبعد سقوط الموصل وإعدام الرهائن الأمريكيين أصبح أوباما أكثر ميلاً للتعامل مع خطر الجهاديين أكثر من الأسد. ويرى الكاتب أن صعود التنظيم زاد من إيمان أوباما بأن مشاكل الشرق الأوسط لن تحل على الأقل في عهده. وتظل سوريا أهم امتحان لرؤيته الخارجية.
امتحان سوريا
فقد مثلت سوريا للرئيس الأمريكي باراك أوباما منحدراً منزلقاً مثل العراق. ففي ولايته الأولى توصل لاعتقاد أن تهديدات معينة في الشرق الأوسط تستدعي تدخلاً عسكرياً مباشراً، احدها تهديد «القاعدة» والخطر النووي الإيراني. أما سوريا، فخطر نظام بشار الأسد لا يصل لمستوى تحدي «القاعدة».
ولكن الرئيس أوباما كما يقول غودلبرغ ورط نفسه وهو الرجل الذي يؤمن بالواقعية السياسية ويرفض التدخل العسكري في حروب جديدة في الشرق الأوسط فاجأ مستشاريه عندما رسم خطاً أحمر أمام نظام بشار الأسد طلب منه عدم تجاوزه في عام 2012. وعلق وزير دفاعه في ذلك الوقت ليون بانيتا «لم أتوقع أن يأتي هذا» بل وحذر جوزيف بايدن الرئيس من رسم خطوط حمر لأنها يجب أن تطبق في يوم ما. ولم يكن يدري أوباما أنه بوضعه خطاً أحمر للأسد كان يضع مصداقية الولايات المتحدة كقوة كبرى على المحك.
وجاءت اللحظة في 30 آب/أغسطس 2013 عندما تراجعت أمريكا كقوة وحيدة وأولى للعالم بخطاب ليس من الرئيس ولكن من وزير خارجيته جون كيري في رد على الهجمات الكيميائية التي نفذت في الغوطة الشرقية وأدت لمقتل أكثر من ألف مدني.
وكان الخطاب الذي ألقاه كيري يشير إلى ضرورة معاقبة الأسد. وكان الشعور لدى الكثير من مستشاري الرئيس بضرورة عدم تعريض «مصداقية» الولايات المتحدة للخطر.
صحيح أن أوباما يسخر عادة من كلمات مثل «مصداقية» التي يقول إن الحفاظ عليها أدت لكارثة فيتنام. ويقول أوباما «إلقاء القنابل على البعض لإثبات أنك مستعد لإلقاء القنابل هو أسوأ سبب لاستخدام القوة».
إلا أن نائبه بايدن دعاه لأن لا يتخلى عن حلفائه في أوروبا أو يخيب آمال من هم في الشرق الأوسط. ويشير الكاتب لتصريح ديفيد كاميرون الذي قال إن «تاريخ سوريا يكتب بدم شعبها وأمام أعيننا».
وكان تصريحاً يقصد منه تشجيع أوباما على أن يكون حاسماً مع الأسد. واعتقد عادل الجبير، السفير السعودي في واشنطن (قبل أن يصبح وزيراً للخارجية) أن أوباما حاسم «وسيضرب» الأسد وهو الشعور الذي أرسله للمسؤولين في الرياض.
وبدا أوباما المعارض للتدخل على أهبة مرحلة تاريخية في ولايته. حيث طلب من البنتاغون تحضير قائمة بالأهداف وأمر بنشر بوارج حربية في البحر المتوسط. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند – المتحمس الأكبر للتدخلات العسكرية – جاهزاً للتحرك.
شكوك
كل هذه التحضيرات في الوقت الذي ساورت أوباما الشكوك ولم يكن كما أخبر الكاتب مرتاحاً لفكرة التحرك بدون غطاء دولي أو موافقة من الكونغرس.
في وقت لم يبد فيه الشعب الأمريكي تحمساً للتدخل وكذا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي يكن لها الرئيس احتراماً بالغاً وأخبرته أن بلادها لن تشارك في الحملة.
أما التطور المفاجئ فقد كان قرار البرلمان البريطاني التصويت في 29 آب/أغسطس ضد المشاركة في عمل عسكري ضد الأسد.
وتشوش تفكير أوباما أكثر عندما زاره جيمس كلابر، مدير الإستخبارات الوطنية الذي أخبره أن تقييم المخابرات الأمريكية حول استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي وإن كان قوياً لكنه «ليس قاطعاً».
وكان المجتمع الأمني حذراً في عدم المبالغة في التقييم كما في حالة أسلحة الدمار الشامل مع العراق والتي تبين عدم صحتها. وفي الوقت الذي كان فيه البنتاغون والبيت الأبيض وأجهزة الأمن القومي تحضر من أجل الحرب التي كان يتوقعها كيري بعد خطابه بيوم، شعر أوباما أنه كمن يمشي في مصيدة نصبها له حلفاؤه وأعداؤه.
ولم يكن يعرف أحد ممن حوله عمق الشكوك التي كانت تدور في عقل أوباما. ومن هنا دعا الرئيس مدير طاقمه دينس ماكدونو للتمشي في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.
ولم يكن اختياره لماكدونو عشوائياً فالأخير يعارض بشدة التدخل العسكري. وعبر أوباما له عن مخاوفه من استخدام الأسد المدنيين كـ «دروع بشرية» ومن انتشار الدخان الكيميائي وإمكانية عدم إصابة المواقع الكيميائية.
وشارك ماكدونو الذي يمقت فكرة دخول حرب جديدة مع العالم الإسلامي الرئيس مخاوفه. وبعد عودتهما للمكتب البيضاوي فجر أوباما القنبلة عندما أعلم مسؤولي الأمن القومي بقراره إحالة الموضوع للكونغرس وإلغاء الضربة.
وحاولت سوزان رايس مسؤولة الأمن القومي المناقشة فيما كان الآخرون يحاولون فهم القرار إلا أوباما فقد كان مرتاحاً كما قال مستشاره للأمن القومي بن رودس.
وفي تبريره لقراره سرد الرئيس سلسلة من الأسباب، منها وجود المفتشين الدوليين على الأرض في سوريا وفشل كاميرون بالحصول على دعم من البرلمان. أما الأمر الثالث الذي تحدث عنه أوباما «في الوقت الذي يمكننا فيه الإضرار بالأسد، فإننا لن نستطيع تدمير القدرات الكيميائية عبر الغارات الصاروخية. وعندها سأواجه منظور نجاة الأسد من الهجوم والزعم أنه تحدى وبنجاح الولايات المتحدة، وأنها تحركه بطريقة غير قانونية. وسيقوي هذا موقفه بدلاً من إضعافه».
غضب الحلفاء
وكان أوباما يعرف أن قراره سيغضب الحلفاء وهو ما حدث. فقد علق رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن حكومته كانت تخشى من تداعيات عدم التحرك مبكراً في الأزمة السورية «لقد خلقنا وحشاً من خلال عدم التدخل المبكر». و»كنا واثقين من قول الإدارة الأمريكية نعم. وعملنا مع الأمريكيين على تحديد الأهداف، وكانت مفاجأة، ولو ضربنا حسبما كان مخططاً لكانت الأمور مختلفة».
أما ولي عهد الإمارات المتضايق أصلاً من قرار أوباما التخلي عن حسني مبارك فقد أزبد قائلاً إن أمريكا يقودها رئيس «لا يمكن الثقة به».
واشتكى العاهل الأردني عبدالله الثاني «أؤمن بالقوة الأمريكية أكثر مما يثق بها أوباما»، والملك الأردني غير راض عن تخلي الرئيس الأمريكي عن حلفائه التقليديين من السنة مقابل تحالف مع إيران.
وغضب أيضا السعوديون الذين لم يثقوا أبداً بأوباما وكان يشيرون إليه بـ»ما يطلق عليها الحليفة أمريكا» وأخبر الجبير مسؤوليه في الرياض «إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة هي القديمة».
ولم تكن تداعيات قرار الرئيس أقل سوءاً في واشنطن. فصقور التدخل من الجمهوريين مثل جون ماكين وليندزي غراهام صعقوا، أما جون كيري فلم يعلم عن القرار إلا متأخراً.
قرار مصيب
وفي تعليق لبايدن أكد أن الرئيس كان محقاً في ذهابه للكونغرس. ولم يكن الغرض الخروج من المصيدة بل أن تكون متأكداً من دعم الجميع له «في ظل الشكوك التي تراودك».
ووسط الفوضى التي تسبب بها قرار أوباما جاء المخرج عبر روسيا. ففي اجتماع قمة الدول العشرين الذي عقد في سانت بطرسبرغ، نحى أوباما جانباً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأخبره «إن قمت بإجبار الأسد على التخلص من أسلحته الكيميائية فإن هذا سيلغي الحاجة لضربة عسكرية».
وبعد أسابيع كان كيري يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على حل الأزمة. ونال أوباما ثناء على هذا الإنجاز من بنيامين نتنياهو الذي قال إن نزع أسلحة سوريا الكيميائية هي «شعاع الضوء الوحيد في منطقة مظلمة».
واكتشف كيري لاحقاً منطق الرئيس وكما قال للكاتب «لو بقيت الأسلحة هناك فربما قاتلت تنظيم الدولة» عليها. ولكن كيري يعتقد ان فكرة الخط الأحمر اكتسبت حياة خاصة بها. وفي النهاية يبدو أوباما انه راضٍ عن قراره رغم وعيه أن التخلي عن الحرب وانتهاك خط هو وضعه بنفسه سيكون محل جدل من المؤرخين.
ويقول «أنا فخور بهذه اللحظة»، لأن ما فعله هو التفكير بعقلانية تحت الضغط «التفكير بمصلحة أمريكا ليس فيما يتعلق بسوريا ولكن بديمقراطيتنا، وكان قراراً صعباً اتخذته وفي النهاية كان صائباً».
خرق قواعد اللعبة
وهو القرار الذي خرق فيه «قواعد اللعبة» في واشنطن والتي يجب على الرؤساء الأمريكيين اتباعها.
ويعتقد أوباما أنه مثير للجدل عندما يتعلق الأمر بالقوة العسكرية واستخدامها. وقواعد اللعبة قد تكون حسب رأيه صائبة في قضايا السياسة الخارجية وقد تكون «مصيدة» و»تحديات دولية مثل سوريا يتم الحكم عليك بقسوة عندما لا تتبع قواعد اللعبة حتى في ظل وجود أسباب لا تستدعي تطبيقه».
ويقول الكاتب إن 30 آب/أغسطس 2013 كان يوم الحرية ليس بتحديه مؤسسة السياسة الخارجية وقواعد لعبتها العسكرية ولكن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط الذين اشتكى لأصدقائه ومستشاريه منهم ومحاولاتهم استغلال «عضلات» أمريكا لخدمة اهدافهم الضيقة والطائفية.
وفي عام 2013 يقول الكاتب إن مشاعر السخط لدى أوباما كانت واضحة من القادة العسكريين الذي يريدون منه اتخاذ قرارت ومن مراكز البحث في السياسة الخارجية. وهناك شعور لدى مسؤولي البيت الأبيض من أن الكثير من هذه المراكز تخدم مصالح الممولين العرب والإسرائيليين.
وفي المقابل يرى مسؤولو السياسة الخارجية في الإدارة أن موقف أوباما من سوريا أضر بسمعة أمريكا. وبحسب بانيتا «عندما يقوم القائد الأعلى بوضع خط أحمر، فهو يضع مصداقية القائد الأعلى وأمته على المحك إن لم يفرضه».
ونقل عن شادي حميد الباحث في معهد بروكينغز قوله «بشكل عملي تمت مكافأة الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي بدلاً من معاقبته كما خطط في الأصل» و»استطاع التخلص من تهديد الضربة الجوية ولم يقدم إلا القليل مقابل هذا».
وكتب غديون روس في «فورين أفيرز» أن طريقة أوباما في التعامل مع الأزمة السورية هي «حالة دراسة في الإرتجال المحرج وقليل الخبرة». وفي المقابل يرى المدافعون عن أوباما أن الضغط العسكري نجح في إجبار الأسد على التخلص من سلاحه الكيميائي «كان التهديد باستخدام القوة كافياً للتخلص من أسلحته الكيميائية» كما قال السناتور الديمقراطي من فرجينيا و»هددنا باتخاذ العمل العسكري وردوا، وهذه مصداقية ردع».
ومن هنا يرى غولدبيرغ أن 30 آب/أغسطس 2013 هو اليوم الذي منع فيه اوباما أمريكا الدخول في حرب كارثية أخرى في العالم الإسلامي. ولكنه اليوم الذي سيتذكره الناس عندما ترك الشرق الأوسط يخرج من يد الولايات المتحدة وتسليمه لروسيا وإيران وتنظيم «الدولة». وستظل سوريا الماضية في طريقها نحو الفوضى التحدي الأكبر لعالم الرئيس أوباما. وإذا كانت المقامرة التي عملها جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط معياراً للحكم عليه بقسوة. فإن معيار الحكم على مقامرة أوباما في الشرق الأوسط ستكون بناء على الأشياء التي لم يفعلها.
علم الثورة السورية يثير خلافات حادة بين «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» في مدينة إدلب
عبد الله العمري
إدلب ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر ميدانية عن خلافات حادة بين «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة» في مدينة إدلب السورية إثر معلومات أشارت إلى منع المتظاهرين السلميين من رفع علم الثورة السورية وترديد شعارات لا تتفق مع الهوية الإسلامية للثورة السورية، وفق رؤية «جبهة النصرة».
وفي حديث خاص لـ «القدس العربي» قال مصدر في «جيش الفتح»، إن «اجتماعاً عقدته اللجنة المركزية في «جيش الفتح» رفضت فيه منع جبهة النصرة خروج أبناء المدينة في تظاهرات سلمية».
وأضاف «وبعد أن حصلت عدة ضغوطات تراجعت «جبهة النصرة» عن قرارها منع التظاهرات، لكنها شددت على عدم رفع العلم الثوري، وهو أول علم رفع في الثورة السورية، تبعاً لهذا قامت «أحرار الشام» بالتدخل لصالح المتظاهرين والناشطين لتطلب من النصرة السماح برفع العلم لما له من تأثير وزيادة في التأييد الشعبي لـ «أحرار الشام» والفصائل، ومن ضمنها «النصرة»، إلا ان إصرار «جبهة النصرة» الذي قابلت به «أحرار الشام»، حسب المصدر «أدى إلى خلافات غادر على إثرها قادة الأحرار الاجتماع مقاطعين له، ورافضين موقف جبهة النصرة في هذا الوقت الذي تمر به المناطق المحررة بأوضاع صعبة»، وأكد المصدر «أن أحرار الشام انسحبوا من القوة الأمنية المشتركة بين الفصائل في إدلب وعلقوا عملهم اعتراضاً على ما أسمته قمع المظاهرات، داعية الجميع في بيان رسمي إلى ضبط النفس».
ووفق بيان «حركة احرار الشام»، فإن أياً من عناصرها «لم يشاركوا في القوة التنفيذية التي قمعت المظاهرات خلال اليومين الماضيين لا في التنفيذ ولا في القرار وطالبت الفصائل الأخرى بمحاسبة عناصرها، وإطلاق سراح المعتقلين من الناشطين».
وذكر المصدر أن «الاجتماع الذي حصل في مدينة إدلب شهد نقاشات بين «أحرار الشام» و»جبهة النصرة» لم يصلوا فيه إلى حل سوى أن «النصرة» عدلت على قرار منع المظاهرات بالكامل، إلى منع رفع العلم، لذلك فان الأمور داخل مدينة إدلب متوترة جداً في وقت حرج للغاية»، كما قال المصدر الذي أكد على «وجود أطراف تسعى لخلق أجواء غير طبيعية من خلال اطلاق هتافات تندد بطرف معين وأخرى تتهم طرفاً آخرا لإثارة البلبلة وخلق فوضى لا يستفيد منها إلاّ أعداء الثورة»، حسب قوله.
وختم المصدر حديثه «إن الناشطين والمنسقين في مدينة إدلب مصرون على الخروج بالمظاهرات ورفع العلم الذي رفعوه أول مرة، لذلك فإن هذا سيكون تحدياً للقوة التنفيذية المشتركة بين فصائل «جيش الفتح» الذي من شروط تشكيله عدم رفع أي راية أخرى غير راية جيش الفتح نفسه، الأمر الذي يضع فصائل الجيش بين خيارين فـ»جبهة النصرة» الآن تقود خياراً و»أحرار الشام» تقود الخيار الآخر بعد أن رفضت هذا القرار وانسحبت من القوة الأمنية التابعة للقوة التنفيذية في إدلب».
وأكد أبو محمد الادلبي أحد قيادات «جيش الشام» العامل في ادلب «إنهم مع خيار الشعب وحراكهم، وإنهم جزء من هذه العودة الشعبية للتظاهرات، وهم ملتزمون بحماية الثوار والمتظاهرين، والخروج معهم والقبول بخياراتهم، وسنحرص على عدم المساس بهم من قبل أي طرف»، كما دعا الفصائل كافة لـ»الانضمام لهذا الحراك وإحياء التلاحم الثوري بهدف الضغط على جميع الأطراف للتوحد خدمة لهذه الثورة وهذا الشعب»، وذكر الادلبي أن «جيش الشام» هو جيش مستقل لا يتبع لاي جهة كانت وهو في حلف مع عدة فصائل من ضمنها حركة «احرار الشام الإسلامية».
“الغد السوري”… تيار إماراتي مصري من القاهرة برعاية دحلان
القاهرة ــ العربي الجديد
أثار تدشين الرئيس السابق لـ الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، لتيار سياسي جديد تحت مسمى “الغد السوري”، أمس في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور عدد من الشخصيات المعارضة السورية، ومندوب عن السفارة الروسية، جدلاً في الأوساط السورية المعارضة، ولا سيما أن التيار جاء في إطار تحالف إماراتي مصري، وبرعاية من القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان.
وكشف مصدر مقرب من الجربا عن اجتماع مصغر مغلق، يعقد اليوم السبت، بأحد الفنادق التابعة لجهاز الاستخبارات المصري، يحضره كل من الجربا ودحلان، إضافة إلى أحد أبرز قيادات المعارضة السورية المدعومة من نظام بشار الأسد بالقاهرة، قاسم الخطيب.
” وقال القيادي بالمعارضة، محمد بسام الملك، المقيم بمصر، لـ”العربي الجديد”، إن تيار “الغد السوري”، يأتي في إطار التحركات الروسية القذرة بحسب تعبيره، في ضرب المعارضة السورية قبل مؤتمر الرياض المقبل. وأضاف أن روسيا تسعى لضرب المعارضة، بحيث إنه في حال عدم حضور وفد الهيئة العليا للمفاوضات المزمع عقدها، تكون قد جهزت وفداً آخر من 15 معارضا تابعين لها، موضحاً أن الجربا بعد أن كان يمثل التوجهات السعودية سابقا، بات يبحث له عن دور جديد، في إطار تحالف المحور الروسي، والإماراتي، والمصري، في مواجهة المحور السعودي، والتركي، والقطري، وفقاً لكلامه.
وتابع أن “روسيا باتت تسعى لخلق تيار بديل، في حال اضطرت للتنازل عن بقاء الأسد”، لافتا إلى أن “موسكو ليست متمسكة بالأسد كشخص، ولكن في حال توافر بديل يضمن لها ولقواتها التواجد بالأراضي السورية لأطول مدة ستوافق عليه”.
وشدد المسؤول المعارض على أن تيار “الغد السوري” الجديد، يأتي في إطار دعم فكرة تقسيم سورية التي بدأت مؤسسات دولية بطرحها، في إطار خطة جديدة لتقسيم المنطقة، لتكون بمثابة سايكس بيكو جديدة، مؤكداً أن المعارضة السورية الشريفة في الخارج ترفض هذا التوجه.
” في المقابل، قال مصدر رسمي دبلوماسي مصري بوزارة الخارجية، إن القاهرة تدعم أي تحرك يوحد المعارضة السورية، لافتاً إلى أن دعم مصر لتيار الجربا الجديد، ليس معناه دعم تقسيم سورية، ولكن هو دعم لأي تيار جاد.
وشدد المصدر، على أن الموقف المصري بشأن الملف السوري لا يصطدم مع وجهة النظر السعودية، ولكنه لا يتطابق معه، مؤكداً أن مصر ليست متمسكة بشخص بشار الأسد، ولكنها مع أي نظام أو تيار مدني يحافظ على سورية، ويكون مضاداً للتيارات المتطرفة، لافتاً إلى أن وجهة النظر السعودية تقوم على أنه يتم التخلص مبدئياً من الأسد، ثم بعد ذلك تتم مواجهة التنظيمات المتطرفة، وهو ما تختلف معه القاهرة بأنه في حال سقوط الأسد قبل التخلص من التنظيمات المتطرفة، سيقود ذلك المنطقة إلى كارثة محققة.
وكانت القاهرة قد شهدت أمس الجمعة، تدشين ما يعرف بتيار “الغد السوري”، برئاسة الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري” المعارض، أحمد الجربا، في حضور كل من محمد دحلان، المستشار الأمني الحالي لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بالإضافة إلى مندوب من السفارة الروسية بالقاهرة، وآخر عن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان، بالإضافة لوزير الخارجية المصري سامح شكري.
احتجاجات عمالية بأصفهان: اتركوا سورية واهتموا بنا
طهران، أربيل ــ العربي الجديد
نقلت مواقع رسمية إيرانية، أن عدداً من العمال المتقاعدين من شركة “فولاد” في أصفهان الواقعة وسط البلاد، تجمعوا أمام مبنى البلدية في المحافظة احتجاجاً على تأخر دفع رواتبهم لثلاثة أشهر متتالية، ورددوا هتافات مطلبية، تحولت لاحقاً إلى هتافات تنتقد التدخل الإيراني بسورية.
ونشرت المواقع مقطع فيديو قصيراً لهذه الاحتجاجات، بدا لافتاً فيه ترديد بعض المحتجين شعار “اتركوا سورية، واهتموا بحقوقنا”، علماً أن التجمع الاحتجاجي جرى في 5 مارس/آذار الجاري.
ونقل موقع وكالة إيلنا الرسمية في وقت سابق، أن تجمعاً آخر جرى خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، حيث طالب ما يقارب 150 عاملاً من شركة فولاد بالالتزام بإيفاء حقوق العمال المتقاعدين وعدم قطع رواتبهم أو التأخر بدفعها.
وكانت الشركة ذاتها قد تأخرت بدفع رواتب عمالها الحاليين في منطقة بوير أحمد جنوباً، حيث احتج عشرات منهم بحسب موقع (صبح زاغرس) شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأظهرت هتافات باللغة الفارسية لرجال يرددون “سورية را ركن، يه فكرى به حال ما كن” وتعني باللغة العربية “اخرجوا من سورية. اتركوها وفكروا بحالنا”.
ونقلت وكالة باس نيوز الكردية عن مراقبين ومهتمين بالشأن الداخلي الإيراني قولهم، إن هناك تذمراً واضحاً بدأ ينتشر وبشكل كبير من التدخل الإيراني بسورية ولبنان، بينما نسبة كبيرة من الشعب الإيراني تعيش تحت خط الفقر.
في السياق ذاته، قال أحد أعضاء المعارضة الإيرانية في كردستان العراق ويدعى شاهين كريم في مقابلة هاتفية مع “العربي الجديد”، تعليقاً على التظاهرات، إن بلدة صغيرة قرب أصفهان تشهد نفس التظاهرات وعلى نحو أشد لكن “الباسيج الإيراني” يمنع وسائل الإعلام من تغطيتها.
وأوضح شاهين، أن الوضع الاقتصادي الصعب للإيرانيين وتكرار وصول قتلى من الحرس الثوري وغالبيتهم من القرى والمناطق الفقيرة خارج العاصمة طهران، أحد الأسباب المرشحة لتصاعد حركة رفض الإيرانيين تدخل بلادهم في الشأن السوري وحتى اللبناني والعراقي.
المعارضة السورية إلى جنيف بلا آمال كبيرة وبمواجهة التقسيم
محمد أمين
تسير المفاوضات السورية باتجاه عقدها في الموعد المحدد لها في 14 الحالي، مع موافقة المعارضة السورية على المشاركة فيها، على الرغم من تقليلها من فرص التوصل إلى اتفاق مع النظام، في وقت يرتفع فيه الحديث عن فكرة تقسيم سورية، من خلال تصريحات لدبلوماسيين دوليين، في مقدمتهم الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي أشار صراحة إلى نيته طرح مسألة إقامة نظام “اتحادي” في سورية خلال مفاوضات جنيف المرتقبة.
ومن المقرر أن يشرع وفدا المعارضة والنظام في مفاوضات في 14 الشهر الحالي في جنيف السويسرية، غايتها الاتفاق على تحديد مستقبل سورية، في ظل تفاؤل دولي بإمكان خروجها بنتائج “إيجابية”، إذ أكد دي ميستورا أن “على جدول الأعمال ثلاث مسائل حددها مجلس الأمن الدولي والقرار 2254 الذي وافقت عليه روسيا، المسألة الأولى هي حكومة شاملة جديدة، والمسألة الثانية الدستور الجديد، والمسألة الثالثة انتخابات جديدة يجب أن تجري بعد 18 شهرا من بدء المفاوضات، انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت رقابة الأمم المتحدة”.
وأعلنت المعارضة السورية أنها ستشارك في جولة جنيف المقبلة، وأن جهود وفدها المفاوض “ستتركز على الأجندة التي وضعتها الهيئة بناءً على بيان جنيف (عام 2012) وغيره من القرارات الدولية في ما يتعلق بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، والتمسّك بوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ورفض الإرهاب بكافة أشكاله، وإقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية قادمة”، وفق بيان صدر عن الهيئة العليا للتفاوض أمس الجمعة.
وأوضحت الهيئة أنها لا تضع أية شروط مسبقة للمشاركة في المفاوضات، لكنها تؤكد “ضرورة العمل وفق القرارات الدولية، بل تدعو إلى الالتزام الفوري بها دون قيد أو شرط”، موضحة أن العائق الذي يحول دون تنفيذ هذه القرارات “يكمن في محاولة النظام وحلفائه وضع شروط مسبقة، وخصوصاً ما يتعلق بالتنفيذ المباشر وغير المشروط للمواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254 والتي تنص على: رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي والسجناء وفقاً للقوانين الاستثنائية أو غير المنسجمة مع مبادئ احترام حقوق الإنسان، لا سيما النساء والأطفال، ووقف أية هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية والاستخدام العشوائي للأسلحة بما في ذلك القصف المدفعي والقصف الجوي وضمان عودة اللاجئين والمهجرين.
وأشارت إلى أن الهدنة لم تكن كفيلة بتحقيق هذه البنود، معتبرة أن على المجتمع الدولي أن يكون واضحاً وحاسماً في مسألة رفع المعاناة عن الشعب السوري الذي لا يزال يعاني من القصف الجوي والحصار الجائر والاعتقال التعسفي والتهجير القسري، وفق البيان.
ويخشى مراقبون من أن اصطدام الرؤى بين وفدي المعارضة والنظام سيؤدي إلى نسف المفاوضات في أيامها الأولى، إذ لا يزال النظام يصرّ على تنحية الملفات السياسية الجوهرية جانباً، والتركيز على مسألة “محاربة الإرهاب”، رافضاً فكرة تنازله عن السلطة، فيما تصر المعارضة على أنها لن تناقش إلا مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، مستبعدة فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تُبقي الأسد في السلطة ولو إلى حين.
وقلّل المنسّق العام للهيئة رياض حجاب، من فرص التوصل إلى اتفاق مع النظام الذي يستثمر معاناة السوريين لتفادي الاستحقاقات الحتمية للعملية السياسية، مؤكداً أنه لا يزال ينتهج السياسة العدائية نفسها منذ الجولة التفاوضية الأولى التي عقدت في فبراير/ شباط 2014.
في المقابل، تعمل روسيا على إشراك حلفائها في المفاوضات، إذ دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، دي ميستورا إلى إشراك الأكراد في المفاوضات، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو، إن “إطلاق المحادثات من دون مشاركة هذه المجموعة سيكون مؤشر ضعف من جانب الأسرة الدولية”، مضيفاً أن استبعاد الأكراد “سيغذي طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سورية بل يريدون تقسيمها”.
أما حديث التقسيم الذي ارتفعت وتيرته في الفترة الأخيرة، فتسعى المعارضة السورية باتجاه وأده في مهده، مستندة إلى موقف شعبي يتصاعد رافض لتقسيم البلاد. ويقول نائب المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة يحيى قضماني، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إن طرح دي ميستورا حول إقامة نظام اتحادي “مقدمة لتقسيم سورية، هو خطير في هذه المرحلة، وله مدلولات يجب ألا نغفل عنها”، مضيفاً: “هي محاولة مفضوحة لتخريب المفاوضات، وخلق الحجج لإنجاح مخططاتهم”. ويشير قضماني إلى أن الكيان الفيدرالي “يولد من مناطق منفصلة تتوحّد في شكل فيدرالي، وليس العكس”، مشدداً على أن المعارضة السورية “سترفض إدراجه في جدول المفاوضات”.
وقفزت فكرة تقسيم سورية تحت مسميات مختلفة لتحتل الواجهة الإعلامية، وربما ستشكل عائقاً آخر أمام استمرار التفاوض في جنيف، خصوصاً أن هناك أطرافاً سورية لا تمانع في إعلان نظام اتحادي، بما فيها النظام الذي لم يستبعد رئيسه بشار الأسد في مقابلة أجريت معه في سبتمبر/ أيلول فكرة الاتحادية عندما سئل عنها، لكنه قال إن أي تغيير يجب أن يكون عبر الحوار بين السوريين وإجراء استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور.
كما أن مجلس “سورية الديمقراطية”، والذي يترأسه هيثم مناع بالشراكة مع حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي برئاسة صالح مسلم، لا يرفض فكرة إقامة نظام فيدرالي في سورية، فيما لا تزال موسكو تحاول إشراك الأكراد في المفاوضات المقبلة.
وفي هذا السياق، يوضح عضو المكتب السياسي في المجلس، بسام إسحق، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنهم “في نقاش حول شكل النظام الأفضل”، مشيراً إلى أن هناك من يرى الفيدرالية “أفضل طريق”، وهناك “من يطرح سورية اتحادية”. إسحق الذي يرأس في الوقت نفسه المجلس السرياني السوري، يقول إن “الفيدرالية أنواع، وأنا شخصياً مع ما يتوافق عليه السوريون بعيداً عن أي تدخل خارجي، وأؤيد الفيدرالية إن لم تكن على خلفية طائفية أو عرقية”، وفق تعبيره.
من جهته، يرى سفير الائتلاف الوطني السوري في العاصمة الإيطالية روما، بسام العمادي، أن مشروع التقسيم المطروح ليس من السهل تحقيقه، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”، أن “عوائق كثيرة إقليمية وسورية تقف ضد المشروع”. ويشير العمادي إلى أن “دولاً إقليمية لن تقبل بتقسيم سورية كي لا تنتقل العدوى إليها، وفي مقدمتها إيران وتركيا”، معرباً عن اعتقاده بأن زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو منذ أيام إلى طهران تصب في هذا الاتجاه.
ويعتبر العمادي أنه “ليس للسعودية أيضاً مصلحة في تقسيم سورية، لأن الرياض تدرك أن إيران ستسيطر على القسم العلوي من سورية في حال التقسيم”، مضيفاً: “كذلك يخشى لبنان والعراق التقسيم بسبب وضعهما المقسّم أصلاً، بالتالي فالمنطقة كلها مهددة بالتشرذم في حال قرر المجتمع الدولي السير في هذا الاتجاه”، مستبعداً لجوء موسكو وواشنطن إلى القوة لفرض مشروع التقسيم في سورية.
فيما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الحفاظ على وحدة أراضي سورية مسألة أساسية بالنسبة لروسيا، لافتاً في حديث للصحافيين، أمس، إلى أن الحفاظ على وحدة سورية هو على الأرجح “حجر زاوية” لكثير من الدول، كما أنه أولوية بالنسبة لروسيا.
تنظيم قاعدة القمع في بلاد الشام
القمع واحد، والسوريون لا يريدون مزيداً منه مهما كانت شاكلته ومصدره. هي الخلاصة التي يحاول السوريون إيصالها من تفاعلهم مع أحداث معرة النعمان بريف إدلب، إثر قمع عناصر من “جبهة النصرة” تظاهرة سلمية خرجت في المدينة ضد نظام الأسد الجمعة، بعد قمعها تظاهرات مماثلة الأسبوع الماضي.
ورغم عدم وجود هاشتاغ محدد يحصر التفاعل في إطار واحد، إلا أن هناك غضباً عاماً يسيطر على التغريدات حول القضية في “تويتر”، يساوي فيه الناشطون بين النظام السوري و”جبهة النصرة”، إضافة إلى رفض القمع الممنهج ضد التظاهرات المطالبة بالحرية المنشودة، مع ارتفاع مستوى التشنج ضد التنظيمات الإسلامية الأكثر تشدداً والتي “تدعي” في خطاباتها انتماءها إلى الشعب السوري، معارضتها للفتنة.
وعبر ناشطون عن سخطهم من الجبهة معلقين على تبعيتها للنظام بطريقة أو بأخرى، فكتب أحدهم ساخراً: “فرع الجوية في معرة النعمان يقمع مظاهرة تتطالب بإسقاط النظام!”، وكتب آخر: “مظاهرة الجمعة الماضية في معرة النعمان أرعبت النظام وحلفاءه فأرسلوا اليوم جبهة علي مملوك الجولاني لتفريق المتظاهرين”، فيما أطلقت مواقع سورية معارضة تسمية “تنظيم قاعدة القمع في بلاد الشام” في حديثها عن الموضوع مثل موقع “عكس السير”.
الحديث عن طبيعة “النصرة”، أعادت النقاش حول هوية التنظيم وإن كان يمثل السوريين فعلاً كما يدعي، مع مقارنته بأفعال مماثلة يقوم بها تنظيم “داعش” في مناطق نفوذه، فيما كانت الحسابات الموالية للجبهة تنفي الخبر متهمة مجموعتين من المظاهرين بافتعال المشكلة!.
في “فايسبوك” يتكرر المشهد نفسه، وانتشرت فيه بعض الهاشتاغات بشكل محدود مثل #ارفع_العلم_الأخضر و#النصرة_ثورة_مضادة و#شبيحة_الجولاني الذي نشر الناشطون عبره مقاطع فيديو توثق اعتداء عناصر الجبهة على المتظاهرين في المدينة، مع تداول أنباء عن اعتقال بعض المتظاهرين أيضاً.
وكتب الصحافي رامي سويد في “فايسبوك” منشوراً أعيد نشره مرات: “هذا التنظيم الوضيع الذي يسمي نفسه جبهة النصرة والذي لا يستحي أن يرسل عناصره لتفريق مظاهرة معرة النعمان كما فعلت قطعان الشبيحة سابقاً ولا تستحي قيادته باصدار قرار منع رفع علم الثورة في مدينة إدلب، هو عار على كل سوري ثائر وعار على الثورة، واسمه عار على تاريخ العرب والمسلمين وثقافتهم، ولا يجب أن يسمى بعد الآن بجبهة النصرة بل باسمه الحقيقي وهو تنظيم القاعدة في بلاد الشام”.
“تجديد العهد”.. السوريون في الساحات مجدداً
جمعة ثانية في سوريا، والتظاهرات لا تزال حاضرة، في استغلال للهدوء النسبي الذي خيّم على جبهات القتال نتيجة اتفاق “وقف الأعمال العدائية”. وخرج الآلاف من المتظاهرين في مناطق مختلفة في سوريا، الجمعة، ليطالبوا بإسقاط النظام، وقال نشطاء ووسائل إعلام معارضة إن عدد التظاهرات بلغ حتى المساء، أكثر من 25 نقطة تظاهر، وأطلق على هذه الجمعة تسمية “تجديد العهد”.
تظاهرات الأسبوع الماضي كانت قد شهدت حوادث اعتداء على المتظاهرين لرفعهم علم الاستقلال السوري، من قبل اللجنة الأمنية في تحالف “جيش الفتح” الذي تشكّل فيه “جبهة النصرة”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، أبرز قوتين. وعلى وقع تلك الحوادث أصدرت حركة “الأحرار” وفصائل أخرى، الليلة الماضية، بياناً حذّرت فيه من الاعتداء على التظاهرات، إلا أن عناصر من “جبهة النصرة” قاموا بالاعتداء على متظاهرين في معرة النعمان. كما تناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أنباء تفيد بأن اجتماع اللجنة الأمنية لـ”جيش الفتح”، ليل الجمعة، توصل إلى منع رفع أي راية في المناطق الخاضعة لسيطرته غير رايته، وأشاروا إلى أن هذا القرار قد تم تبليغه إلى النشطاء ليلاً.
تظاهرات إدلب التي خرجت في معرة النعمان، سلقين، كفردريان، كفرعويد، جرجناز، حزانو، كللي، معارة النعسان، معرة حرمة، كفرتخاريم، سراقب، ملس، سرمدا، الدانا، أريحا، الهبيط، حارم، قابلتها تظاهرات أخرى في ريف حلب الغربي، تركّزت في الأتارب واعزاز وبلدة تقاد، وشهدت مشاركة من قبل عضو مجلس الشورى في “أحرار الشام” أبوعزام الأنصاري، والقيادي في الحركة حسام سلامة. كما خرجت تظاهرات في أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة داخل مدينة حلب، في السكري وصلاح الدين، فيما خرجت تظاهرات مماثلة في حي الوعر الحمصي، ومدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.
وفي جنوب البلاد، خرجت تظاهرات في مدينة دوما وبلدة سقبا في الغوطة الشرقية، ودعا المتظاهرون خلالها الهيئة العليا للتفاوض إلى الحذر من “المخاطر التي تنتظرهم” في المفاوضات المزمع استئنافها مع الحكومة السورية في جنيف، الاثنين المقبل. وكان لافتاً خروج تظاهرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حيي القابون وجوبر وسط العاصمة دمشق. كما خرجت تظاهرات في درعا، كان أبرزها في مدينة بصرى الشام، حيث تجمع المتظاهرون في المسرح الروماني الأثري.
«المعلم»: سنشارك في مفاوضات جنيف و«الأسد» خط أحمر
أكد وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» السبت أن وفد الحكومة السورية سيتوجه إلى جنيف الأحد، وشدد في الوقت نفسه على رفض التدخل البري في سوريا من أي طرف.
وقال «المعلم» في مؤتمر صحفي اليوم السبت في دمشق إن وفد الحكومة السورية سيغادر غدا إلى جنيف للمشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات، مضيفا : «تلقينا رسالة من دي ميستورا (المبعوث الأممي لسوريا) تحدد يوم الاثنين القادم موعدا للقائه مع الوفد السوري في مبنى الأمم المتحدة ولقائه مع وفدنا».
وأضاف أن «وفد الحكومة لن يكرر أخطاء الجولة السابقة ولن يستمر أكثر من 24 ساعة وسوف يراقب وصول وفود جماعات المعارضة»، متابعا «سينسحب وفدنا إلى مباحثات جنيف اذا لم يأت وفد المعارضة لمبنى الأمم المتحدة بغضون 24 ساعة».
ومضى قائلا : «نتطلع إلى أن يجري الحوار مع أكبر شريحة ممكنة من المعارضات تنفيذا لتفويض دي ميستورا من قبل مجلس الأمن وبياني فيينا وخاصة المعارضة الوطنية غير المرتبطة بأجندات خارجية».
ودعا «المعلم»، «ستيفان دي ميستورا» إلى التحلي بالموضوعية والحياد لأنهما وصفة النجاح الفعلية للمحادثات، بحد رأيه.
وقال إنه «لا يحق للمبعوث الأممي إلى سوريا أن يتحدث عن انتخابات رئاسية فهي حق حصري للشعب السوري وما قاله هو خروج عن كل الوثائق الأممية ولا نقبل خروج دي ميستورا عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك».
وبيّن «المعلم» أنه حسب المواثيق الدولية فلا يحق لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا تحديد جدول أعمال المباحثات.
وقال: «لا نضع شروطا مسبقة لحوار جنيف ولا نرضخ لشروط أحد، مؤكدا التزام سوريا بما يتم الاتفاق عليه في جنيف بين الوفد السوري والوفود الأخرى».
وجدد «المعلم» رفض دمشق تقسيم البلاد، لافتا إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أكد دوما على تحرير كامل الأراضي السورية.
وأكد أن الوفد السوري إلى جنيف غير مخول للحديث عن انتخابات رئاسية وأن الشعب السوري وحده من يحدد موقفه من الانتخابات الرئاسية معتبرا أن الانتخابات البرلمانية استحقاق دستوري.
واعتبر أن المرحلة الانتقالية هي الانتقال من دستور قائم الى دستور جديد وحكومة قائمة الى حكومة جديدة تشارك فيها بعض الأطراف، مضيفا أنه لا يوجد شيء في وثائق الأمم المتحدة يتحدث عن فترة انتقالية بشأن الرئاسة.
وقال «المعلم» إن إنجاح محادثات جنيف لا يقتصر على الحكومة السورية انما على الطرف الآخر أيضا، مبينا أن هذه المحادثات سوف تنجح إذا كان في الطرف الاخر سوريون يسعون للمشاركة في بناء وطنهم.
واعتبر أن «صمود الشعب السوري وإنجازات قواتنا المسلحة جعلتني متفائلا بشان إنجاح محادثات جنيف».
من جهة أخرى، قال «المعلم»، إن هناك خروقات من قبل المجموعات المسلحة للهدنة وقد رد الجيش السوري على بعضها وتجاهل البعض، زاعما أن سوريا التزمت بوقف إطلاق النار منذ 27 فبراير/ شباط ومازلنا ملتزمون.
كما أكد أن الأزمة السورية بدأت تتجه نحو النهاية، مستطردا القول: لا أحد يجرؤ على التدخل بريا في سوريا».
وقال إن «أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري»، مضيفا «نؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاد».
وبخصوص رئيس النظام السوري، أضاف «لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف».
واعتبر وزير خارجية النظام السوري أن قرار الجامعة العربية تجاه حزب الله سخيف ولم أستغرب منه، بحد قوله.
مسامير في نعش المفاوضات
في المقابل، اعتبر المتحدث الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات السورية «منذر ماخوس» في اتصال مع فضائية العربية أن كلام المعلم عن رفض انتقال السلطة ما هو إلى وضع مسامير في نعش المفاوضات، لاسيما أن جل المطروح اليوم إلى جانب فك الحصار طبعا وإدخال المساعدات إلى البلدات المحاصرة هو هيئة حكم انتقالية».
كما اعتبر أن كلام المعلم عن انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت مظلة النظام أشبه بكارثة كبرى، كما أن تلك التصريحات تؤكد أن النظام يدير ظهره لكافة القرارات الدولية.
وفي وقت لاحق اليوم،يعقد الجانبان الأمريكي والروسي، مباحثات ثنائية، حول هدنة وقف إطلاق النار، السارية في سوريا منذ أسبوعين.
ويعد وقف إطلاق النار أول هدنة من نوعها خلال حرب دائرة منذ خمس سنوات وأدت لقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد ملايين السوريين.
وتدعم واشنطن وحلفاء لها من بينهم السعودية وتركيا جماعات معارضة تمثل فصائل سياسية ومسلحة في الحرب السورية، في حين تدعم روسيا وإيران «بشار الأسد».
المصدر | الخليج الجديد
خادم الحرمين يستقبل كيري وواشنطن تؤكد انتهاك الأسد للهدنة
المعارضة السورية تفاوض متمسكة بـ«جنيف1»
يومان على الموعد المفترض لبدء الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن الأزمة السورية في جنيف سبقتها مؤشرات إيجابية تمثلت بتأكيد الأطراف المعنية بتلك الأزمة المشاركة في تلك المحادثات، وتحركات ديبلوماسية كان على رأسها استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاعدة العسكرية في حفر الباطن حيث جرى البحث في تطورات المنطقة، فيما اكدت واشنطن انتهاك قوات بشار الأسد للهدنة.
وفيما أكدت المعارضة السورية مشاركتها في مفاوضات جنيف مطالبة بأن ترتكز إلى مخرجات مؤتمر «جنيف1» لجهة تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحية لا يكون للأسد دور فيها، قالت الأمم المتحدة إن الانتخابات الرئاسية في سوريا يُفترض أن تنظم بعد 18 شهراً من بدء المفاوضات.
وعلى الرغم من هذه المواقف المتفائلة، إلا أن المعارضة لم تستبعد الفشل، بل تحدثت عن احتمالاته الكبيرة خصوصاً أن الهدنة وإن كانت متواصلة فهي هشّة وتقطعها خروق يومية من قبل الطائرات الروسية وقوات الأسد التي قالت الولايات المتحدة إن قيامها بشن غارات جوية أفادت تقارير أنها أصابت مدنيين، تمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
ففي ما يتعلق بالمفاوضات قالت الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام التي تُعقد يوم الاثنين المقبل في جنيف، لكنها اتهمت حكومة الأسد بالاستعداد لتصعيد الحرب. وتابعت في بيان أنها ستشارك «بناء على التزامها بالتجاوب مع الجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري وإيجاد حل سياسي للوضع في سوريا«.
ولكن المعارضة قللت من فرص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لإنهاء الحرب التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وتسببت في أزمة لاجئين بالشرق الأوسط وأوروبا.
وذكرت الهيئة العليا للمفاوضات أنها تريد أن تركز المحادثات على إنشاء هيئة حكم انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة.
وقال المنسق العام للهيئة رياض حجاب «لسنا بصدد اختبار نوايا النظام وحلفائه فنحن على علم بما يرتكبونه من جرائم وما يعدون له من تصعيد جوي وبري في الفترة المقبلة، لكننا معنيون في الوقت نفسه بتمثيل القضية العادلة للشعب السوري في الأروقة الدولية واستثمار كافة الفرص المتاحة للتخفيف من معاناة الشعب السوري«.
وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن «جهود الوفد المفاوض ستتركز على الأجندة التي وضعتها الهيئة بناء على بيان جنيف (2012) وغيره من القرارات الدولية في ما يتعلق بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية (…) وإقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أي ترتيبات سياسية قادمة».
ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على أن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.
وشددت الهيئة على أنها «لا تضع أي شروط مسبقة للمشاركة في المفاوضات» مكررة تمسكها بتنفيذ المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن رقم 2254، والتي ينص أبرزها على وقف الهجمات ضد المدنيين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية بالإضافة الى إطلاق سراح المعتقلين.
وبحسب بيان الهيئة، فإن «الهدنة لم تكن كفيلة بتحقيق هذه البنود» متهمة النظام وحلفاءه «بمحاولة فرض شروط مسبقة». وتوقع المتحدث باسمها سالم المسلط من القوات الحكومية تصعيد الموقف بهدف تعزيز وضع دمشق على مائدة التفاوض«.
وربما اللافت والصورة التي لا بد أن تترك أثراً خلال المفاوضات، عودة الشكل المدني للثورة السورية متمثلة بالتظاهرات التي تكررت أمس للأسبوع الثاني على التوالي ورفعت الشعارات التي ترددت في أرجاء سوريا قبل أن يعمد النظام إلى قمع المتظاهرين والدفع باتجاه عسكرة الثورة.
وصرح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس في مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن مفاوضات السلام المقررة في جنيف بين 14 و24 آذار ستتناول «ثلاث مسائل هي: تشكيل حكومة جديدة جامعة ودستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة اعتباراً من موعد بدء المفاوضات أي 14 آذار الجاري».
وأضاف حسب الترجمة الروسية لكلامه، أن «الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستتم بإشراف الأمم المتحدة».
ومنذ 27 شباط الماضي، تسري في سوريا هدنة بناء على اتفاق روسي ـ أميركي مدعوم من الأمم المتحدة، لكنها تتعرض لخروق. وفي هذا السياق قتل أمس عشرة مدنيين على الأقل وجرح 20 في غارة نفذها الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات النظام على حي الصالحين في مدينة حلب، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب لقصف جوي منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية.
ويستثني الاتفاق المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» وجبهة النصرة.
وفي موسكو، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا الى إشراك الأكراد في المفاوضات، الأمر الذي تعارضه تركيا بشدة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في موسكو إن «إطلاق المحادثات من دون مشاركة هذه المجموعة سيكون مؤشر ضعف من جانب الأسرة الدولية». وتابع «سيكون انتهاكاً لحقوق مجموعة كبيرة ومهمة من سكان سوريا»، مضيفاً أن استبعاد الأكراد من مفاوضات السلام حول سوريا «سيغذي طموحات الذين لا يريدون البقاء ضمن سوريا بل يريدون تقسيمها».
ومضى لافروف يقول «على ستيفان دي ميستورا أن يتخذ القرار الصائب. نحن على اتصال معه مراراً ونعبر عن موقفنا بحزم. وقمنا بذلك مجدداً أمس».
وعند سؤال دي ميستورا عن تصريحات لافروف التي نقلتها وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية، علق أنه «لا يعتزم توجيه دعوات جديدة» الى مشاركين غير الذين حضروا الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وفي سياق التمهيد للتوصل إلى حل في سوريا قبل أيام من محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن مساء، وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوفد المرافق له، وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها .
وحضر الاستقبال ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير وعدد من كبار مسؤولي البلدين.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن كيري شدد خلال محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين على أهمية المضي قدماً لإنهاء الصراعات في سوريا واليمن. وأضاف المسؤول بعد أن التقى كيري بالملك السعودي وولي العهد وولي ولي العهد ووزير الخارجية في قاعدة عسكرية خارج حفر الباطن بالسعودية «أكد الوزير كيري على أن الوقت قد حان الآن لمواصلة المضي قدماً لإنهاء الصراعات في سوريا واليمن».
وقال صحافي يرافق كيري إن الوزير التقى الملك سلمان ومسؤولين آخرين بارزين في السعودية.
وبعد محادثات مع الملك عقد كيري اجتماعاً مع ولي العهد وزير الداخلية وولي ولي العهد وزير الدفاع ووزير الخارجية، قائلاً «أعتقد أن علينا أن نتحدث عن سوريا».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري سيكون في باريس يومي السبت والأحد للقاء نظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
أميركياً كذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي في إفادة صحافية يومية إن الولايات المتحدة دعت روسيا إلى استخدام نفوذها على الحكومة السورية لحثها على الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي. وأشاد كيربي في بيان بأنه «بعد أسبوعين لا يزال اتفاق وقف الأعمال القتالية صامداً لحد كبير».
وأضاف البيان أنه «برغم تراجع العنف على التراب الوطني السوري، فإننا نظل قلقين جداً لتواصل انتهاكات محددة لوقف الأعمال القتالية». وأشار كيربي الى «هجمات على مدنيين وقوات المعارضة من قبل النظام وداعميه». وأضاف «ندعو مجدداً كافة الأطراف الى القيام بواجباتها والوقف الفوري لهذه الهجمات».
وندد كيربي أثناء اللقاء الإعلامي بالخصوص بـ»الغارات الجوية للنظام (السوري) على مدنيين في حلب» ما يُشكل «انتهاكاً واضحاً لاتفاق وقف الأعمال القتالية».
(أ ف ب، رويترز، واس، العربية.نت)
المعلم: مباحثات جنيف لن تتطرق للرئاسة
أكد وزير الخارجية السوي وليد المعلم أن مباحثات جنيف لن تتطرق لانتخابات الرئاسة وأن الفترة الانتقالية تعني تغيير الحكومة والدستور، في حين أن المعارضة التي وافقت على المشاركة ترى في تصريحات المعلم المسمار الأخير في نعش المباحثات.
وقال المعلم -في مؤتمر صحفي عقده في دمشق- إن تعبير الفترة الانتقالية في المحادثات يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر.
وأضاف أن الوفد الحكومي السوري سيتوجه إلى جنيف غدا الأحد، ولن يمكث هناك في انتظار المعارضة لأكثر من 24 ساعة.
كما شدد على أنه لا يحق للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا التحدث عن انتخابات رئاسة في سوريا.
في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول في المعارضة قوله إنها لن تقبل إلا بتشكيل هيئة حكم انتقالي في المرحلة الأولى، وهي 6 أشهر.
وأشار المسؤول إلى أن المعلم يضع مسامير في نعش جنيف، ويوقفها قبل أن تبدأ.
وكان رئيس الوفد المعارض أسعد الزعبي قال إن وفد المعارضة السورية ذاهب إلى جنيف، وهو عازم على رفع الأجندة التي تعد من محددات الثورة السورية، وفق تعبيره. وأضاف الزعبي أن الوفد لن يقبل بأي شيء يعرض عليه ولا يحقق مطالب الشعب السوري.
وسبق أن أكدت الهيئة العليا للمفاوضات أنها لا تضع شروطا مسبقة، لكنها تؤكد ضرورة العمل وفق القرارات الدولية. وأشارت إلى أن جهود الوفد المفاوض ستتركز على الأجندة التي وضعتها الهيئة بناء على بيان جنيف-1 وغيره من القرارات الدولية في ما يتعلق بإنشاء هيئة حكم انتقالي، ودون أن يكون لـبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة.
غير أن المنسق العام للهيئة رياض حجاب قلل من فرص التوصل إلى اتفاق مع النظام، واتهمه بالإمعان في ارتكاب جرائم الحرب بهدف إفشال العملية السياسية وإقصاء قوى الثورة والمعارضة.
وأضاف حجاب أن الهيئة تؤمن بضرورة الفصل بين المجالات الإنسانية والسياسية والعسكرية للثورة السورية، وعدم الخلط بينها.
من جهته، قال يحيى القضماني نائب المنسق العام للهيئة -للجزيرة- إن المعارضة تملك ثوابت للتفاوض، وإن دي ميستورا “لا يستطيع أن يأخذها إلى المكان الذي لا تريده” في إشارة إلى حرف مسار العملية السياسية نحو إبقاء نظام الأسد. وأضاف أن المعارضة تؤكد التزامها ببيان جنيف-1 وبالقرارات الدولية، ومنها القرار الأخير رقم 2254.
ترحيب أميركي
من جهتها، رحبت واشنطن بإعلان المعارضة مشاركتها في المفاوضات، وأكد المتحدث باسم الخارجية جون كيربي دعم الولايات المتحدة لجهود المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا.
لكن كيربي لم يفرِط في التفاؤلِ، فأعرب عن قلق واشنطن إزاء خروق النظام المتكررة للهدنة في سوريا، التي قال إنها تقوض بعض الجهود وتعمق معاناة الشعب السوري.
وكان دي ميستورا قد أكد -في مقابلة مع شبكة الجزيرة- أن المظلة الأساسية لحل الأزمة هي إعلان جنيف، وقال إن السوريين يرفضون فكرة التقسيم، لكنه أشار إلى إمكان نقاش النظام الاتحادي (الفدرالية) ضمن المفاوضات.
وفي مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية أمس، قال دي ميستورا إن المفاوضات المقررة بالفترة بين 14 و24 مارس/آذار الجاري ستتناول ثلاث مسائل؛ هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، ودستور جديد، وإجراء انتخابات بالأشهر الـ18 المقبلة اعتبارا من موعد بدء المفاوضات.
واشنطن بوست: لا فرصة لسلام دائم بسوريا
قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن الوقف الجزئي للأعمال العدائية في سوريا خلال الأيام الماضية خفف بشكل ملموس معاناة المواطنين التي طالت، لكن تكلفة ذلك كانت عالية لأنها ضمنت استمرار الرئيس السوري وفقدان فرصة السلام الدائم.
وأوضحت الصحيفة أن بعض التقديرات تشير إلى انخفاض أعمال العنف بنسبة تزيد على 80%، وأن قوافل الطعام والأدوية قد وصلت حتى اليوم إلى 150 ألف سوري من أصل خمسمئة ألف كانوا تحت الحصار، بينما استأنفت المعارضة احتجاجاتها السلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي يشير إلى أن الأسد قد فشل في تحطيم الثورة الشعبية التي بدأت ضده قبل خمس سنوات.
وأضافت أن الرابح في وقف إطلاق النار هي روسيا التي ظل رئيسها فلاديمير بوتين يصوّر نفسه مؤخرا على أنه صانع سلام وأنه رجل دولة، بينما يستمر في تنفيذ أهدافه العسكرية في مناطق إستراتيجية تحت غطاء قتال “الإرهابيين”، كما أن قوات الأسد مستمرة -بالدعم الجوي الروسي- في محاولاتها لقطع آخر طريق للإمدادات يؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة في حلب، كما تحاول الاستيلاء على مناطق رئيسية قريبة من دمشق.
وضع أقوى
وبذلك -تقول الصحيفة- إن بوتين أصبح في وضع يمكنه من إضعاف المعارضة السورية التي يساندها الغرب، وفي الوقت نفسه يضمن أن النظام “الدكتاتوري الاستئصالي” الذي يدعمه سيستمر في البقاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المباحثات حول مستقبل سوريا، لكنها أعربت عن تشاؤمها من أن يتم ذلك.
وقالت إن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يتوقعون -بشكل غير منطقي- أن يتعاون بوتين في إجبار الأسد على مغادرة السلطة وفتح المجال لتشكيل حكومة جديدة، لكنها قالت إن أفضل ما يمكن أن يأمله المراقب هو تقسيم سوريا مع استمرار القتال وعدم الاستقرار بمستوى أقل من الآن.
واختتمت قائلة إن بوتين ربما يبدأ سعيا لرفع العقوبات الغربية ضد روسيا مقابل تهدئة الصراع في سوريا وتخفيف معدل اللجوء المرافق إلى أوروبا، أو استئناف هجماته العسكرية لاستعادة قبضة النظام على حلب، معلقة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد منح بوتين هذه الخيارات مقابل تفادي تدخل واشنطن العميق في سوريا.
الهدنة تتيح لموسكو مواصلة دعم نظام الأسد
في تعليقها على محاولات وقف نزيف الصراع في سوريا، كتبت رولا خلف أنه ينبغي الفرح بوقف إطلاق النار، لكن ينبغي أيضا تذكر ما لا يمكن أن تحققه الهدنة.
وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة فايننشال تايمز إن المعجزات لا تحدث في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، لكنها أردفت أن مستوى العنف في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، قد انخفض بشكل كبير منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوعين.
وأضافت أن هناك من المحللين من لا يعتبره وقف إطلاق نار بأية حال، وأنه مجرد “هدنة” أو “وقف للأعمال العدائية”، لأنه لا يزال هشا بحيث يمكن أن يتصدع في أي لحظة مما يؤدي إلى سفك الدماء على نطاق أوسع.
ومع ذلك اعتبرت الكاتبة أي “فترة راحة قصيرة” أفضل من لا شيء على الإطلاق، وأن هذا الأمر كان أشبه بمعجزة لكثير من السوريين، حيث إن البعض بالفعل عادوا خلال الأسبوع الماضي يتفحصون بيوتهم المهجورة واستمتع البعض الآخر بليلة نوم هادئة نادرة من دون دوي المدفعية أو هدير الطائرات الحربية، وآخرون خرجوا مرة أخرى محتجين في الشوارع تذكيرا بالحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 كانتفاضة سلمية ضد الطغيان.
ورأت خلف أنه إذا استمر وقف إطلاق النار صامدا فقد تتجه سوريا إلى ما يطلق عليه “الصراع المجمد” على غرار شرق أوكرانيا، حيث إن روسيا هي صاحبة القرار هناك أيضا.
وأضافت أن هذا الأمر قد لا يكون هو الطريق إلى السلام بقدر ما هو تقسيم فعلي للبلد إلى ثلاثة كيانات: واحد تحت سيطرة النظام السوري، وآخر تحت سيطرة الثوار، وثالث تحت السيطرة الكردية.
وأوضحت الكاتبة أن القتال يمكن أن يكون مبررا بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، لأن إحدى جماعات الثوار -وهي جبهة النصرة- مصنفة منظمة إرهابية، ولا يزال من الممكن استهدافها (بالإضافة إلى تنظيم الدولة) من قبل قوات الأسد والقوات الروسية.
وأضافت أن وقف إطلاق النار يسمح لموسكو بمواصلة دعم سعي النظام السوري للسيطرة على كل المدن الكبرى، وإقامة ممر آمن من دمشق على طول الطريق إلى ساحل البحر المتوسط.
المعارضة السورية توافق على تمديد الهدنة أسبوعين
قالت مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات للجزيرة إن المعارضة السورية وافقت على تمديد الهدنة أسبوعين، في حين يجرى راعيا الهدنة الأميركي والروسي مباحثات بشأن وقف إطلاق النار.
وأضافت الهيئة أن الفصائل التي وافقت على الهدنة الأولى هي ذاتها التي وافقت على التمديد، وذلك بعد أن وافقت على الذهاب إلى مباحثات جنيف التي تنطلق رسميا الاثنين المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن عن مباحثات مع موسكو اليوم السبت بشأن الهدنة السورية قبل انطلاق مباحثات جنيف.
ونقلت رويترز عن كيري قوله خلال لقائه مع نظيره السعودي عادل الجبير بالرياض اليوم إن المراقبين للهدنة من الأميركيين والروس سيلتقون اليوم السبت بالعاصمة الأردنية عمان، وفي جنيف، قبل المفاوضات السورية التي ستجري بين النظام السوري وقوى المعارضة بإشراف أممي في جنيف.
وأضاف أنه سيُجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي لافروف، مؤكدا أن مستوى العنف في سوريا تراجع بنسبة 80 إلى 90%، ولكنه قال “لا يمكن للنظام استخدام هذه العملية (الهدنة المعلنة) لاستغلال الموقف بينما يحاول الآخرون مخلصين الالتزام بها”.
وشدد كيري على بدء مباحثات سوريا في الموعد الذي اقترحه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا، وهو 14 مارس/آذار الجاري.
وكانت واشنطن نددت أمس بانتهاك قوات النظام السوري اتفاق وقف الأعمال العدائية الساري في البلاد منذ 27 فبراير/شباط الماضي برعاية أميركية روسية ودعم أممي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي -في بيان- إنه “بعد أسبوعين لا يزال اتفاق وقف الأعمال العدائية صامدا لحد كبير”، غير أنه عبّر عن قلقه من تواصل الانتهاكات المحدودة للاتفاق.
وأشار كيربي إلى “هجمات على مدنيين وقوات المعارضة من قبل النظام وداعميه”، وندد “بالغارات الجوية للنظام على مدنيين في حلب”، مما يشكل “انتهاكا واضحا لاتفاق وقف الأعمال العدائية”.
ودعا المسؤول الأميركي “كافة الأطراف إلى القيام بواجباتها والوقف الفوري لهذه الهجمات”، وطلب من روسيا استخدام نفوذها على الحكومة السورية لحثها على الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية.
بذكراها الخامسة.. ما هي فاتورة الثورة السورية؟
خالد الخلف-ريف إدلب
لم يعانِ شعب في العصور الحديثة مثل الشعب السوري للحصول على الحرية والكرامة، بعد حكم استبدادي أثقل كاهلهم ما يزيد على أربعين عاما، ونشرت مؤسسات بحثية وحقوقية أرقاما صادمة عن أعداد ضحايا خمس سنوات من القتل والاعتقال والنزوح والتهجير.
فاتورة دموية كبيرة دفعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة للتوقف عن إحصاء أعداد القتلى والجرحى منذ يناير/ كانون الثاني 2014، وأخذت عدة منظمات حقوقية محلية على عاتقها مسؤولية توثيق وإحصاء أعداد القتلى والجرحى.
وفي منتصف فبراير/ شباط الماضي واستنادا لدراسة ميدانية أعدها، أظهر تقرير حديث نشره المركز السوري لبحوث السياسات، وهو مؤسسة بحثية مستقلة غير حكومية، أن 11.5% من السوريين إما قتلوا أو أصيبوا منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011 حتى اليوم.
فاتورة ثقيلة
وقدر المركز عدد ضحايا الحرب بنحو 470 ألف قتيل و1.9 مليون شخص أصيب بالحرب، مشيرا إلى تراجع متوسط الأعمار في البلاد من سبعين سنة عام 2010 إلى 55.4 سنة عام 2015.
ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن المركز السوري قوله “إن نحو أربعمئة ألف لقوا حتفهم بسبب العنف بطريق مباشر، بينما قضى سبعون ألفا لعدم توفر الرعاية الصحية الملائمة أو الأدوية أو المياه النظيفة أو المأوى”.
ودأبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على إحصاء وتوثيق أعداد القتلى، وانتهاكات حقوق الإنسان، وفق المعايير المهنية المتبعة دوليا منذ اندلاع الثورة.
ويقول مدير الشبكة د. فضل عبد الغني في حديث للجزيرة نت “منذ مارس/ آذار 2011 وحتى الشهر الجاري بلغت حصيلة الضحايا المدنيين على يد النظام السوري 183827 قتيلا، وكان العدد الأكبر للقتلى بمحافظة ريف دمشق تليها حلب” مشيرا إلى أن 2012 كان العام الأكثر دموية وقتلا للمدنيين يليه عام 2013 و2014، وأن المعدل السنوي لعدد القتلى المدنيين بلغ 45000 قتيل، وفق توثيق الشبكة.
وأضاف عبد الغني أن حصيلة القتلى من الأطفال والنساء على يد النظام الحاكم بلغت حوالي أربعين ألف قتيل، بينما بلغ عدد الذين توفوا تحت التعذيب 12500 من ضمن 124596 حالة اعتقال تعسفي، موضحا أن 80% من تلك الحالات تحولت إلى حالات اختفاء قسري.
ويرى حقوقيون أنه يمكن تصنيف مختلف أشكال الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وأدواته الأمنية لنوعين: جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لكونها جرائم ممنهجة اتخذها نظام بشار الأسد وسيلة وأداة لإخضاع السوريين ومطالبهم العادلة في الكرامة والحرية والانعتاق من الاستبداد.
جرائم ممنهجة
وفي هذا السياق، يقول رئيس تجمع المحامين الأحرار التابع للمعارضة “إن جرائم التعذيب والقتل تحت التعذيب هي جرائم ضد الإنسانية، وجرائم استهداف الأعيان المحمية كالمدارس والأفران والمشافي وسيارات الإسعاف وغيرها تعتبر جرائم حرب، وخاصة أن الضحايا في غالبيتهم من المدنيين”.
ويضيف المحامي غزوان قرنفل في حديث للجزيرة نت “أعتقد أن الإحصائيات الأخيرة التي تشير إلى ما يقارب النصف مليون ضحية وضعفهم من الجرحى، فضلا عما يزيد على 15 ألف ضحية تحت التعذيب، هي أرقام واقعية وربما تكون الأرقام أكبر، لأن هناك أعدادا هائلة من مجهولي المصير من المختفين قسريا، والكثير من المقابر الجماعية التي لم يتم الكشف عنها، وبالتالي نحن أمام فاجعة كبرى لم تحصل منذ الحرب العالمية الثانية”.
وشردت الحرب ملايين السوريين، الأمر الذي ينذر بتغيير ديموغرافي حيث تشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود 6.9 ملايين نازح داخل سوريا، و6.5 ملايين لاجئ توزعوا في دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق، والدول الإقليمية مثل مصر ودول الخليج العربي، بالإضافة لأعداد كبيرة من السوريين الذين وصلوا أوروبا في موجات لجوء متلاحقة.
تلغراف: أوباما تخلى عن قيادة العالم فعرَّض الغرب للخطر
قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن تقاعس الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قيادة العالم جعل الغرب كله عرضة لمخاطر جمة، ومن ثم بات الاتحاد الأوروبي اليوم في وضع أفضل لشغل الفراغ الظاهر في النظام العالمي.
غير أن الصحيفة استدركت قائلة إنه ما من زعيم أوروبي مؤهل لقيادة العالم وسد هذا الفراغ الذي تركه أوباما.
ففي مقال بالصحيفة، علَّق شارلس مور على تصريح أوباما هذا الأسبوع الذي انتقد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قائلا إنه مشغول “بجملة أمور أخرى” بعد قصف ليبيا.
وقال الكاتب في معرض تعليقه إنه رغم أن مثل هذه الانتقادات نادرا ما تحدث، يظل التحالف القائم بين الولايات المتحدة وبريطانيا قويا، كما أن الخلافات، سرية كانت أم جهرية، يُعبَّر عنها بلغة مواربة.
وما إن بدأ الرأي العام يتساءل عن دوافع هذه الانتقادات حتى سارعت الإدارة الأميركية إلى تدارك ثورة رئيسها بأن ظل البيت الأبيض يبعث برسائل إلكترونية تؤكد مدى احتفاء الرئيس بالعلاقة الخاصة مع بريطانيا.
وأشار شارلس مور إلى أن الغضب كان عارما في أروقة رئاسة الوزراء في بريطانيا المعروفة أيضا باسم (10 دوانينغ ستريت) ما دفع واشنطن لإبداء ما سماه الكاتب هذا “التزلف”.
وقال إن ديفيد كاميرون يحاول أن يظهر للناخبين البريطانيين في الاستفتاء المقبل حول بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي أن زعامته تمتد إلى أوروبا وأميركا، وأن وضع قدم في معسكر يضمن له موطئ قدم في المعسكر الآخر. وأضاف أن ما أراد أوباما قوله هو أن أقرب حلفائه الأوروبيين، وتحديدا كاميرون، لا فائدة تُرجى من ورائه.
وضرب الكاتب أمثلة على تقاعس أوباما عن قيادة العالم قائلا إنه ما فتئ يؤكد أنه اختار ألا يقود. ففي عام 2012 أعلن أن الرئيس بشار الأسد إذا تجرأ على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا فإن ذلك يُعد “خطا أحمر” للولايات المتحدة. ومع ذلك تجاوز الأسد ذلك الخط فقتل المئات، لكن أوباما قرر حينئذ النكوص عن تهديده ذاك.
ومنذ ذلك الحين لم تعد أميركا موضع ثقة وتمكن الأسد من السلطة أكثر. وإبان ثورات الربيع العربي دعا أوباما الرئيس السوري إلى التنحي، وعندما أظهر “الطاغية” أنه ماضٍ في تصرفاته قرر أوباما “العفو عنه”.
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تخلت عن الأدوات التي تملكها في التأثير على مستقبل سوريا لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا يرعوي عن قصف كل الناس.
أضف إلى ذلك -يقول مور- أن أوباما ظل منشغلا بقضية التغير المناخي، وبرر ذلك بأن الاشتغال بإنقاذ كوكب الأرض لا يترك للمرء مجالا للتصدي لقتلة من أمثال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ولتلك الأسباب جميعها لم يضطلع زعيم العالم الحر طيلة الأعوام الثمانية الماضية بقيادة ذلك العالم، ولعل هذا هو الفرق الذي كان له تأثير على ميزان القوى العالمي.
واشنطن: غارات الأسد تهدد الهدنة والمفاوضات
دبي- قناة العربية
دانت الولايات المتحدة شن طيران النظام غارات جوية على المدنيين، واعتبرتها انتهاكا واضحا لاتفاق وقف النار.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن بلاده دعت روسيا إلى استخدام نفوذها لدى حليفها الأسد لحثه على الالتزام بالهدنة. كما انتقدت واشنطن استيلاء قوات الأسد على بعض المواد الطبية التي دخلت المدن المحاصرة، مطالبة بتسهيل دخول المساعدات بشكل أكبر.
إلى ذلك أدان الائتلاف الوطني السوري الجرائم التي ترتكبها المقاتلات الروسية وطيران النظام في مدينة حلب. واعتبر الائتلاف في بيان له أن هذا الانتهاك يعد تصعيدا خطيرا ومؤشرا على أن النظام يعمل على إحباط أي خطوات تقود للحل السياسي. كما شدد على أن الهدنة مرهونة بالتزام الطرف الآخر ولا تعني انتفاء حق الرد من قبل الجيش الحر أو الفصائل الموقعة عليها.
آلاف السوريين يتظاهرون في “جمعة تجديد العهد“
دبي – قناة العربية
خرج آلاف السوريين في مظاهرات جابت المدن والبلدات والقرى أمس بعد صلاة الجمعة، في جمعة سمّوها “تجديد العهد”، هتفوا فيها بإسقاط النظام والمحافظة على مبادئ الثورة السورية.
وهتف المتظاهرون بشعارات الثورة السورية “الحرية والكرامة وإسقاط النظام”، وجابوا معظم المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
وتحت شعار “جمعة تجديد العهد”، وثق ناشطون خروج تظاهرات لأحرار تلبيسة بريف حمص دعت إلى إسقاط النظام و إخراج المعتقلين وفك الحصار عن المدن المطوقة.
المظاهرات الحاشدة عمت بلدات ريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مثل دوما وسقبا كما انتفضت أحياء القابون وجوبر الدمقشية إضافة إلى حماة ودرعا.
ورفع المتظاهرون لافتات نادت بالإفراج عن معتقلين ورحيل الأسد والاستمرار على نهج الثورة إضافة إلى “تجديد العهد” باستمرار الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها.
وفي حلب وريفها خرج المئات في مظاهرات منددين بما صفوه بالعدوان الروسي وطالبوا برحيل النظام.
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات مع عناصر من “جبهة النصرة” التي اقتحمت المظاهرات في معرة النعمان بريف إدلب، بهدف إنزال علم الثورة.
المعلم: الأسد خط أحمر.. ما قاله الجبير “تافه”.. ومن يريد التدخل البري فليتفضل وسنرسلهم في صناديق بلاستيكية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، السبت، إنه “لا يحق” لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن يتحدث عن انتخابات رئاسية فهي “حق حصري للشعب السوري”.
وأضاف المعلم أن ما قاله دي ميستورا “هو خروج عن كل الوثائق الأممية ولا نقبل خروجه عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك”، وكانت وكالة الأنباء الروسية الرسمية نسبت إلى دي ميستورا قوله، الجمعة، إن محادثات جنيف المقرر استئنافها، الاثنين المقبل، ستركز على 3 نقاط أساسية هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الأشهر الـ18 المقبلة تحت إشراف الأمم المتحدة.
واعتبر المعلم، في مؤتمر صحفي، أن الرئيس السوري بشار الأسد “خط أحمر”، وقال إن الحكومة لن تتفاوض حول الرئاسة، وأضاف: “يجب أن يتخلصوا من أوهامهم، لن نتفاوض مع أي أحد حول الرئاسة.. بشار الأسد خط أحمر”.
وأكد المعلم أن “لا أحد يجرؤ على التدخل في حرب برية في سوريا وتراجع هذا الحديث وحديث أوباما الأخير برهن على ذلك”، وذلك في إشارة إلى تلويح السعودية بالتدخل البري في سوريا، مضيفا: “أقول بكل ثقة أن شعبنا سيرفض أي محاولات للتقسيم”.
وقال المعلم إن “ما قاله الجبير تافه، وهو يكرر كلامه في كل المناسبات ومن كان بيته من زجاج فعليه أن يمتنع عن رمي الآخرين بالحجارة”، وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد في تصريحات متكررة أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، وأن عليه أن يختار بين الرحيل سياسيا أو عسكريا.
وأضاف: “الحرب الإعلامية الأخيرة تناولت التقسيم وحرباً برية والذي يريد حرباً في سوريا فليفلح في اليمن أولا”، وتابع: “من يريد أن يتحدى بالحل العسكري فليتفضل ولأن الصناديق الخشبية مكلفة سنرسلهم بصناديق بلاستيكية”.
وعن جولة المفاوضات المقررة، الاثنين المقبل، قال المعلم: “سنذهب إلى جنيف ولا نعرف مع من سنتحاور ووفدنا بعد 24 ساعة إن لم يجد أحدا سيعود ويتحمل الطرف الآخر مسؤولية الفشل”، وأضاف: “الشعب السوري متفائل ونحن ذاهبون إلى جنيف من أجل إنجاح الحوار، وهذا يعتمد ليس علينا فقط، بل على الأطراف الأخرى أيضا، وإذا كان لديهم أوهام باستلام السلطة في جنيف بعد أن فشلوا في الميدان فهم سيفشلون”.
وحول قرار الجامعة العربية بتصنيف حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، قال المعلم: “لم نستغرب أن تتخذ الجامعة التي فوضت الناتو في ليبيا قرارا ضد حزب الله”. وأضاف: “الحمد لله أننا لسنا أعضاء في جامعة الدول العربية، أنا كوزير خارجية لسوريا نسيت أن هناك جامعة عربية”. وتابع: “أتبنى موقف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، ونحن لا نتصور وجود جامعة تتآمر على الدول العربية والمقاومة”.
دي ميستورا يعلن استئناف المحادثات السورية.. ويؤكد: اتفاق الأعمال العدائية غير محدد المدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أعلنت الأمم المتحدة استئناف المحادثات السورية، بداية من الأربعاء، بجلسات تقارب تحضيرية على أن تبدأ المحادثات الفعلية، الاثنين المقبل، وتستمر حتى 24 مارس/آذار الحالي.
وأكدت المتحدثة الإعلامية باسم الأمم المتحدة أن مبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيكون وأعضاء فريقه مستعدين لاستقبال جميع المشاركين، وسيعقد اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية.
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي، إن “اليوم سيشهد محادثات تقارب بين الوفود السورية المشاركة في جنيف وبحث في ملف إيصال المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة”، مضيفا أن “المحادثات الفعلية ستبدأ في 14 مارس الحالي”.
وأوضح دي ميستورا أن “المحادثات بين الوفود السورية ستركز على قضايا الحكم وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا ودستور جديد”، وقال: “لن نتحدث عن المساعدات الإنسانية أو وقف إطلاق النار في هذه المحادثات”. وأضاف أن جدول الأعمال مرتبط بوصول الوفود المشاركة، وسيستمر حتى 24 من الشهر الحالي.
وأكد دي ميستورا أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا هو مستمر لأجل غير مسمى من وجهة نظر الأمم المتحدة والقوى الكبرى، وذلك وسط تقارير تحدثت عن أن الاتفاق محدد بمدة أسبوعين.
وزير الخارجية السعودي: على الأسد أن يختار بين الرحيل سياسيا أو عسكريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء، أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يختار بين الرحيل عن السلطة من خلال عملية سياسية أو أن الشعب السوري سيستمر في القتال حتى إبعاده عسكريا.
وأضاف الجبير، في مؤتمر صحفي، بالرياض بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب، أن الأسد “مسؤول عن قتل 400 ألف وتشريد 12مليون من شعبه”.
واعتبر الجبير أن “العلاقات تدهورت مع إيران لسياساتها الطائفية، وزرعها خلايا إرهابية في دول المنطقة، وتدخلها في شؤون المنطقة”.
وأكد أن بلاده ملتزمة بإيجاد حل سياسي لأزمة اليمن في إطار جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، واعتبر دعوة مسؤول حوثي لإيران للابتعاد عن الأزمة اليمنية بأنها إيجابية.
كيري: محادثات سوريا يجب أن تجري في موعدها المقرر
حفر الباطن (السعودية) (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت إن بلاده ترى أن من الضروري إجراء محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في موعدها المقرر يوم الاثنين رغم انتهاكات وقف إطلاق النار “الملحوظة” من جانب قوات الحكومة السورية.
ونقل مراسل أمريكي يرافق كيري ويمثل مجموعة من وسائل الإعلام عن الوزير قوله بعد تناوله الإفطار مع نظيره السعودي عادل الجبير إن مراقبين أمريكيين وروسا سيجتمعون في العاصمة الأردنية عمان وفي جنيف يوم السبت لمحاولة الحد من العنف في سوريا بصورة أكبر. وأضاف أنه يعتزم أن يطلب إجراء محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وسئل كيري إن كان بالإمكان إجراء المحادثات في الموعد المزمع رغم انتهاكات وقف إطلاق النار فأجاب “نعم.. بالإمكان.”
وأضاف “تجتمع فرقنا اليوم مع روسيا في كل من جنيف وعمان حيث ستوضع خطط عمل تفصيلية جدا فيما يتعلق بهذه المزاعم وسأطلب التحدث هاتفيا مع وزير الخارجية لافروف اليوم وسننظر في هذه الأمور. ونحن نفعل هذا كل يوم.”
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام في جنيف يوم الاثنين لكنها اتهمت حكومة الرئيس بشار الأسد بالإعداد لتصعيد الحرب لتعزيز موقفها التفاوضي.
وسافر كيري إلى السعودية يوم الجمعة لإجراء محادثات مع الملك سلمان وكبار المسؤولين.
وقال إن مستوى العنف “وفقا لكل الروايات تراجع بنسبة 80 إلى 90 بالمئة وهو أمر له دلالة بالغة جدا جدا. وما نريد القيام به هو مواصلة العمل على تقليل هذه النسبة.”
وأضاف “لكننا أوضحا بشكل جلي أن نظام الأسد لا يمكنه أن يستخدم هذه العملية كوسيلة لاستغلال الموقف بينما يحاول آخرون مخلصين الالتزام بها. وللصبر حدود.”
وقال كيري أيضا إن الولايات المتحدة ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مرحلة ما خلال الأسابيع القليلة القادمة بالمنطقة لكنه لم يحدد موعدا ولا مكانا معينا.
ونقل المراسل عن كل من كيري والجبير القول إن كل الحضور اتفقوا على دفع المحادثات السورية بقوة والعودة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لمحاولة إنهاء حرب اليمن ووضع الخطط لمساعدة ليبيا على تخطي أزمتها.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)
عصابات بلغارية “تصطاد” اللاجئين على الحدود التركية البلغارية
ظهرت مؤخرا في بلغاريا عصابات لصيد المهاجرين غير الشرعيين تؤدي دوريات الحراسة في عربات مدرعة لاعتقال وترويع اللاجئين على طول الحدود التركية.
دينكو فاليف البالغ من العمر 29 عاما والناشط في هذه العصابات يقول إنه ” تمكن من الحصول على آليتين عسكريتين للعمل في الأراضي الوعرة المحيطة بمدينة يامبول البلغارية القريبة من الحدود التركية “.
كما انه يطالب الحكومة البلغارية بتمويل مثل هذه العمليات والتي تسعى إلى القبض على اللاجئين “.
ويرى دينكو أن ” كل مهاجر غير شرعي هو جهادي” ويصف عمله هذا بأنه مجرد نشاط رياضي ولا يمكن وصفه بالعنف ضد اللاجئين”
وفي مقابلة تلفزيونية، روى الصياد البلغاري بداية مهمة القبض على اللاجئين، زاعما “أنه وقع ضحية لهجوم حيث حاول بعض اللاجئين سرقة دراجته وهم يهتفون باسم الله”.
ويقول إن الناس في تلك المدينة قد بدؤوا جديا بالبحث عن اللاجئين باستخدام الكلاب والخيول وحين يتم القبض عليهم يتم تسليمهم للشرطة.
إدانة روائية دنماركية لمساعدتها عائلة سورية على الهجرة إلى السويد
أدينت الروائية الدنماركية الناشطة المدافعة عن حقوق الطفل ليسبث زورينغ الجمعة 11 مارس 2016 في الدنمارك بتهمة تهريب البشر بسبب مساعدتها لعائلة سورية على الذهاب إلى السويد لطلب اللجوء فيها.
وأمرت محكمة في بلدة نيكوبينغ (جنوب شرق) الروائية المعروفة في الدنمارك والتي شغلت سابقا منصب مفوضة حقوق الأطفال، وزوجها الصحافي بدفع 22500 كرونا (3 آلاف يورو، 3350 دولار) لكل منهما لمساعدتهما المهاجرين في طريقهم إلى حياة جديدة.
ووجهت التهم للمئات بمساعدة لاجئين في الدنمارك في الأشهر الأخيرة. إلا أن الأحكام اتسمت بالرأفة.
ومؤخرا حكم على رجل بدفع غرامة قدرها 5000 آلاف كرونا (670 يورو) لأنه وفر وسيلة نقل لأربعة لاجئين أفغان.
وكانت زورينغ قد نقلت العائلة السورية من مرفأ روديبهافن الذي كان يصل إليه معظم المهاجرين الآتين من ألمانيا قبل أن تفرض كوبنهاغن قيودا على حدودها.
وقالت “ما قمت به كان شبيها بنقل أشخاص اوتو ستوب”.
ونقلت عنها وكالة رويترز للأنباء “لم يخطر في بال احد ان يطلب منهم أوراقهم الثبوتية”.
وأوضح زوجها مايكل رونو ليندهولم الذي يؤخذ عليه انه قدم للعائلة السورية نفسها البسكويت والقهوة في منزله، انه حرص على الاتصال بالشرطة ليعرف هل ان ما يقوم به قانوني ام لا.
وأضاف هذا الصحافي والباحث ان “الشرطي المناوب قال لي ان السؤال الذي طرحته جيد لكنه لا يستطيع الإجابة عليه”.
وتفيد إحصاءات الشرطة ان 279 شخصا يحاكمون في الدنمارك لارتكابهم افعالا من هذا النوع بين أيلول/سبتمبر 2015 وشباط/فبراير 2016، في مقابل 140 في 2014.
تغيير النظام السوري: كل شيء ممكن في السياسة
أندريه مهاوج
نقل إعلاميون عن مسؤولين في مجلس الأمن الدولي أن قوى غربية كبرى تبحث حاليا في إمكان تقسيم سوريا أو إقامة نظام اتحادي فيها.
ورد هذا الخبر بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة أنها ستشرف على انتخابات نيابية ورئاسية في سوريا في غضون 18 شهرا. ويبدو أن الحديث عن نظام فدرالي أو أي صيغة أخرى مغايرة للصيغة التي نشأت عليها البلاد كما باقي دول المنطقة، منذ اتفاق “سايس – بيكو” لم تعد مجرد حديث دبلوماسي ولم تعد الفكرة تقتصر على ما أعلنه قبل حوالي الأسبوعين نائب وزير الخارجية الروسي في إشارة عابرة إلى احتمال اللجوء إلى إقامة نظام فدرالي .
الفكرة نوقشت على ما يبدو في دوائر القرار الدولي، وأصبحت تشق طريقها كمخرج للازمة السورية التي تدخل بعد أيام عامها الخامس. في البداية تحدثت الولايات المتحدة عن خطة”ب” في حال فشل اتفاق وقف النار. ترك هذا التعبير تساؤلات كثيرة في أوساط السياسيين والعلامين وتوضحت معانيه أكثر مع كلام نائب وزير الخارجية الروسي، لتنجلي الصورة الآن مع التسريبات الواردة من الأمم المتحدة في نيويورك والتي تقول إن دولا معنية مباشرة بحل الأزمة السورية انضمت إلى روسيا في إثارة احتمال إقامة نظام اتحادي في سوريا، مع الحفاظ على سلامة أراضي هذا البلد واعتماد نموذج من نماذج متعددة للنظام الاتحادي الذي يعني في جوهره التحرر من المركزية ويعطي المناطق حكما ذاتيا واسعا .
لقد عرضت الفكرة على المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا الذي قد يتولى لاحقا مهمة التسويق لها. سارعت المعارضة على لسان منسقها رياض حجاب إلى رفض الفكرة معتبرا أنها تقسيمية، بينما لم يستبعدها الرئيس بشار الأسد في حديث صحافي في أيلول/ سبتمبر حين قال إن أي تغيير يجب أن يكون عبر الحوار وإجراء استفتاء لإدخال التغييرات الضرورية على الدستور . قد يكون بشار الأسد مستعدا لأي نموذج يحفظ المكون العلوي.
قد يكون الأكراد من المكون الشعبي الأكثر تأييدا لهذه الفكرة ، على غرار النموذج الكردي في كردستان العراق.
لا شك أن مشروعا من هذا النوع هو ثمرة اتفاق بين القوتين الأكبر اللتين يمر عبرهما كل اتفاق أو تحرك بشان سوريا. تراجع باراك أوباما من الصف الأول من مهمة تولي إدارة الأزمة في سوريا ولكنه فوض ضمنا شريكه الروسي بهذه المهمة وأصبحت إيران شريكا مضاربا كما يقال في لغة التجارة، نظرا لنفوذها الإقليمي وعلاقتها بالنظام السوري، وبعدما أصبح الظرف مؤاتيا لقيامها بهذا الدور بفضل الاتفاق النووي.
ليست إيران متحمسة لهذه الفكرة إلا مقابل مكاسب ضخمة مثل حفظ نفوذها ومقومات تمددها في المنطقة. وطالما لم تتأمن هذه المكاسب فان مصلحتها تقضي بان تكون في صف واحد مع تركيا في هذه المسالة بالذات، نظرا للمصلحة المشتركة في منع قيام كيان كردي جديد .
لقد ترجمت هذه الرؤية الموحدة بزيارة رئيس وزراء تركيا احمد داوود أوغلو إلى طهران الأسبوع الماضي . نقاط جوهرية يختلف عليها الطرفان بشان سوريا أولها دور الرئيس بشار الأسد ومصيره ولكن بين أنقرة وطهران رابطا أقوى من هذه الخلافات، كرسته زيارة أوغلو وهو منع قيام كيان كردي جديد.
ولكن في السياسة كل شيء ممكن.