أحداث السبت 15 تموز 2017
روسيا تمهد لبقاء قواتها في سورية
موسكو – رائد جبر؛ جنيف، لندن – «الحياة»، أ ب، رويترز
أعلنت روسيا عزمها على تعزيز البنى التحتية لمنشآتها العسكرية البحرية والجوية في سورية بهدف تحويلها قاعدة تواجد طويل الأمد. وأكد مسؤولون عسكريون أن الوجود العسكري بحراً وجواً في سورية «يشكل أساساً لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط».
وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي (النواب) فلاديمير شامانوف، توجه موسكو إلى إرساء تعزيزات فنية شاملة في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري، وكشف أن المجلس سيصوت قريباً على اتفاقية توسيع القدرات التقنية للقاعدة في تقديم الخدمات والقيام بالمهمات المطلوبة.
وشدد شامانوف على أن وجود قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية الروسيتين في سورية هو «عامل استقرار في الشرق الأوسط، الذي يشكل في الآونة الأخيرة وسيظل في المستقبل المنظور بؤرة للخلافات العميقة».
وأشار إلى أن فاعلية السلاح الروسي «لقيت اعترافاً عالمياً»، إضافة إلى نجاح العمليات الإنسانية التي تجريها موسكو و «تخدم تعزيز صدقية روسيا على الصعيد الدولي».
وكانت موسكو نشرت بداية العام نص الاتفاقية الموقعة بين موسكو ودمشق في شأن إقامة قاعدة عسكرية بحرية في سورية، وشملت الوثيقة اتفاقاً لتوسيع مساحة مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، ودخول السفن الحربية الروسية المياه الإقليمية والمياه الداخلية والموانئ السورية.
بالتزامن، صادق مجلس الدوما أمس بالإجماع على البروتوكول الملحق باتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الروسية في سورية، وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيقولاي بانكوف، في خطاب أدلى به أمام نواب المجلس، أن إبرام هذه الوثيقة سيتيح لسلاح الجو الروسي إجراء عملياته في سورية بصورة أكمل، مضيفاً أن دمشق أبلغت موسكو باستكمال جميع الإجراءات التمهيدية المطلوبة لدخول البروتوكول حيز التنفيذ.
وقال بانكوف إن الوثيقة تنص على أن الحراسة الخارجية والساحلية للقواعد الروسية تعود إلى الطرف السوري، بينما تقع مهمات الحراسة وضبط الأمن الداخلي، إلى جانب الدفاع الجوي، على عاتق الضباط الروس.
وأشار رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب، ليونيد سلوتسكي إلى أن البروتوكول يحدد فترة مهمة القوات الجوية الروسية في سورية لمدة 49 عاماً مع إمكان تمديدها 25 عاماً إضافياً.
من جهة أخرى، قال مبعوث الحكومة السورية إلى محادثات جنيف بشار الجعفري للصحافيين، بعد اجتماعه أمس مع وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في مقر المنظمة الدولية في جنيف، إن فريقه لم يُطلَب منه الاجتماع وجهاً لوجه مع ممثلي المعارضة.
وأعلن الجعفري أن وفده طلب نقل موضوع مكافحة الإرهاب من الحديث النظري في القاعات المغلقة في جنيف إلى مجلس الأمن والرأي العام الدولي، مبيناً أن المبعوث الخاص وعد بهذا الأمر.
وقال: «أجرينا جولة مفيدة مع المبعوث الخاص وفريقه ركزنا خلالها على موضوعين رئيسيين، هما مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين»، لافتاً إلى أن «محادثات الخبراء الفنيين تطرقت في شكل رئيسي إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية التي وردت في ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي والتي اسمها ورقة 12 مبدأ أو 12 نقطة».
على الصعيد الميداني، دمر سلاح الجو السوري أمس، عربات وتحصينات لتنظيم «داعش» في محيط مدينة دير الزور وأرياف الرقة وحمص وحماة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن «داعش» تكبد خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.
ونسب «المرصد السوري» إلى عدد من «المصادر الموثوقة»، أن القوات النظامية السورية تمكنت للمرة الأولى من دخول ريف الرقة إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة حمص، ضمن العملية العسكرية الواسعة للوصول إلى منطقة حقل الهيل النفطي الذي سيطرت عليه قوات النظام قبل أيام.
الجعفري يؤكد التركيز في جنيف على العملية الدستورية ومكافحة الإرهاب
لندن، جنيف – «الحياة»، أ ب، رويترز
قال مبعوث الحكومة السورية إلى محادثات جنيف بشار الجعفري مع وسيط الأمم المتحدة ساتافان دي ميستورا إن فريقه لم يُطلَب منه الاجتماع وجهاً لوجه مع ممثلي المعارضة. وصرح الجعفري بذلك إلى الصحافيين بعد اجتماعه النهائي مع مبعوث الأمم المتحدة مع اقتراب الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين الأطراف المتحاربة في سورية والدائرة منذ أوائل العام الماضي من نهايتها أمس في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وقال الجعفري أن «أهم شيء بالنسبة إلينا (الحكومة) هو أن يكون لنا شريك وطني، وليس وكيل للأجندات الأجنبية».
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن وفد الحكومة السورية برئاسة الجعفري عقد جلسة محادثات رابعة مع دي ميستورا. وأشارت الوكالة إلى أن الجعفري أعلن أن الوفد طلب نقل موضوع مكافحة الإرهاب من الحديث النظري في القاعات المغلقة بجنيف إلى مجلس الأمن والرأي العام الدولي، مبينا أن المبعوث الخاص وعد بهذا الأمر.
وقال الجعفري: «أجرينا جولة مفيدة مع المبعوث الخاص وفريقه ركزنا خلالها على موضوعين رئيسيين هما موضوع مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين»، لافتاً إلى أن «محادثات الخبراء الفنيين تطرقت في شكل رئيسي إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية التي وردت في ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي والتي اسمها ورقة 12 مبدأ أو 12 نقطة».
وأضاف الجعفري: «تحدثنا عن مكافحة الإرهاب في ثلاث جلسات مع المبعوث الخاص وفريقه كما أن جلسة اليوم الختامية كانت في معظمها الساحق مخصصة للحديث عن مكافحة الإرهاب، وشرحنا للمبعوث الخاص ولفريقه آخر التطورات المتعلقة بمكافحة الإرهاب فوق الأراضي السورية وحثثناه على الانخراط أكثر في نقل مشاغلنا حول مسألة الإرهاب ومكافحة الإرهاب إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي».
وتابع الجعفري: «تبادل الآراء حول مكافحة الإرهاب كان مفيداً ومعمقاً وفي هذا السياق لفتنا انتباه المبعوث الخاص وألفت عنايتكم أيضاً كإعلاميين مسؤولين إلى المجازر الدموية التي تسببها عمليات ما يسمى (التحالف الدولي) حول مدينة الرقة وفي الطبقة، وهي عمليات كما تعرفون أدت إلى تدهور الوضع الإنساني في شكل كبير، وعندما أتحدث عن تدهور الوضع الإنساني فإنني أعني المدنيين طبعاً وليس أي مكون آخر».
وقال الجعفري: «نضيف إلى ذلك أيضاً النوايا التوسعية التركية في شمال غربي سورية… كلكم تعرفون طبيعة العمليات التوغلية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية في تلك المناطق… وأيضاً عمليات القصف الأعمى التي تقوم بها ما تسمى قوات التحالف الدولي في شمال سورية والرقة والطبقة».
وأضاف: «يقابل ذلك بالطبع صورة تفاؤلية أخرى تتمثل بعودة اللاجئين السوريين النازحين داخلياً والموجودين في مدينة جرابلس على الحدود مع تركيا إلى حي الوعر في حمص، وهم بالأساس من أهالي حي الوعر في حمص، وأيضاً عودة مئات العائلات الأخرى من عرسال على الحدود السورية- اللبنانية إلى مدينة عسال الورد داخل سورية… وهكذا ترون أن هناك حركة إيجابية تفاؤلية تتمثل في عودة الكثير من السوريين والعائلات السورية إلى داخل وطنها الأم إلى أحضان وطنها الأم».
ورداً على سؤال عن نتائج الحديث المطول عن مكافحة الإرهاب في هذه الجولة، أوضح الجعفري أن جدية الحديث الذي جرى في هذه الجولة حول مسألة مكافحة الإرهاب سيتم لمسها اليوم في حديث دي ميستورا خلال مؤتمره الصحافي وإحاطته لأعضاء مجلس الأمن، وقال: «هذا بالضبط ما طلبناه من المبعوث الخاص بأن ينقل موضوع مكافحة الإرهاب في شكل جدي من الحديث النظري في القاعات المغلقة هنا إلى الرأي العام الدولي وإلى مجلس الأمن».
وتخلل حديث الجعفري الإشارة إلى «فضيحة صغيرة» حصلت في مجلس الأمن حول لجنة هناك اسمها لجنة (رصد الجزاءات) يعمل فريقها في مجلس الأمن لتطبيق القرارين 2253 و1267 المتعلقين بمكافحة الإرهاب.
وقال الجعفري: «على مدى سنوات كنا ندعو هذا الفريق إلى زيارة سورية لتزويده بمعلومات مهمة للغاية ولنشاط «داعش» و «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية في سورية، وبعد مماطلة طويلة قبل الفريق أن يزور سورية وحضرنا لهم كل شيء لإنجاح الزيارة وحددنا تاريخ المجيء، لكن قبل ساعات فقط من سفرهم تلقينا اتصالاً إلى مكتبي في نيويورك يقولون إنهم يعتذرون عن عدم تمكنهم من السفر إلى سورية… والسبب الذي قالوه لنا لتبرير عدم ذهابهم إلى سورية هو أن المكتب المالي في المنظمة الدولية أخبرهم أن الرحلة ينقصها 400 دولار… ليس عندهم 400 دولار لمكافحة «داعش» و «جبهة النصرة»، علماً أن رواتب هذا الفريق وهم بالعشرات يكاد يصل إلى مليون دولار شهرياً».
وكان وسيط الأمم المتحدة دي ميستورا قال أول من أمس، إن مفاوضي الحكومة السورية والمعارضة يمكنهم قريباً إجراء محادثات مباشرة وجهاً لوجه للمرة الأولى.
ولا يتوقع دي ميستورا أن تتحد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة مع فصيلين معارضين آخرين، هما منصتا موسكو والقاهرة، في وقت مناسب لإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة السورية خلال الجولة الحالية.
لكنه رد على سؤال عن إمكان حدوث ذلك قبل الجولة التالية من المفاوضات في جنيف المقررة في آب (أغسطس) قائلاً للصحافيين: «وربما قبل ذلك أيضاً».
وأضاف: «لا أتعجل الأمر. لأنني أريد، عندما يحدث ذلك، ألا تكون هناك خلافات وأن تكون المحادثات حقيقية. نحن ندفع فعلياً إلى حيث تكون هناك نقاط تلاقٍ».
التلويح بالعمل العسكري في جرود عرسال رسالة إيرانية ووظيفته سورية لا لبنانية
بيروت – «الحياة»
جددت مصادر لبنانية رسمية التساؤل عما إذا كان تلويح «حزب الله» والإعلام القريب منه بعملية عسكرية في جرود عرسال هدفه التمهيد لتنفيذ هذه العملية، أو أنه للضغط على قادة المسلحين المتمركزين في الجرود من أجل تفعيل المفاوضات معهم من أجل تأمين انسحابهم منها إلى مناطق أخرى، في وقت شهدت عرسال اجــــتماعاً بين فاعلياتها اللبنانية وممثلي المخيمات السورية فيها (116 مخيماً للنازحين) تهيؤاً لأي احتمال.
وإذا أشارت معلومات متفرقة إلى أن هذا التلويح من الحزب أدى إلى استئناف التفاوض لتحقيق هذا الهدف، فإن المصادر اللبنانية الرسمية جددت القول إن من ينوي تنفيذ عملية عسكرية من هذا النوع لا يعلن عن توقيتها، تارة منتصف الشهر وتارة بعد أسبوعين… ما جعل المصادر ترجح أن يرمي هذا الأسلوب إلى الضغط على قادة «جبهة النصرة» (فتح الشام) وغيرها من أجل التفاوض الذي جرى تفعيله بعد هذا التهديد، وشهد خلافات بين قادة المسلحين أخرت التوصل إلى نتائج عملية حتى الآن في شأن انتقالهم.
وتحدثت المصادر عن إرباك لدى «حزب الله» والجانب الإيراني أيضاً في الداخل السوري، نتيجة الاتفاقات الروسية الأميركية على إقامة المنطقة الآمنة في جنوب غربي سورية، مع إمكان تمدد هذا الاتفاق إلى مناطق أخرى. وهو امر يلعب دوراً في ما يجري تسريبه عن جرود عرسال، بالإضافة إلى الإرباك لدى قادة المسلحين في الجرود.
ورأت مصادر أخرى معنية بالموقف الحكومي من الوضع في جرود عرسال أن رئيس الحكومة سعد الحريري أكد معارضته قيام «حزب الله» بعملية عسكرية، لأن الموقف الحكومي واضح وهو أن أي عمل عسكري يجب أن يكون مناطاً بالجيش اللبناني ولا أحد سواه، وأن هذا هو سبب تأكيد الحريري الإثنين الماضي أن الدعم للجيش غير مشروط وبالتالي لديه التغطية الشاملة لأي عمل يقوم به.
وتشير المصادر ذاتها الى أن وضع الأمر في عهدة الجيش يعني أنه هو الذي يقرر الظروف الميدانية التي تتيح له تنفيذ العملية أو عدم تنفيذها، وفق حسابات عسكرية. ولاحظت المصادر أن الجيش اتبع أسلوباً ظهرت له نتائج إلى الآن، إذ إن بعض المعلومات يفيد بأن عدد المسلحين في الجرود العرسالية كان قبل 3 سنوات 3 آلاف بينما الآن يناهز الـ500 ويمكن الاستنتاج أن الوقت كان كفيلاً باستنزافهم في ظل الظروف القتالية والمناخية القاسية.
ولكن المصادر المعنية بالموقف الحكومي تعتبر أن التلويح من «حزب الله» بتحريك جبهة جرود عرسال له وظيفة سورية صرفة وليست لبنانية، وهو بهذا المعنى رسالة إيرانية إلى الجانبين الأميركي والروسي بأنه على رغم الاتفاقات بينهما على إقامة مناطق آمنة فإن طهران تريد التأكيد أن بإمكانها أن تخطط وتنفذ عمليات ميدانية وتبادر بمعزل عن الدولتين الكبريين، وأن موسكو وواشنطن لا يمكنهما صوغ الاتفاقات من دون أخذ مـوقف إيران في الحسبان.
وتلفت المصادر إياها إلى أن العملية العسكرية التي يلوح بها الجانب الإيراني عبر الحزب، إذا حصلت فهي ستتم من الأراضي السورية وضد مسلحين سوريين وفي منطقة حدودية متنازع عليها بين لبنان وسورية، ويعتبرها النظام السوري سورية منذ أن طالب لبنان بترسيم الحدود بين الدولتين، في حين امتنع النظام السوري عن القبول بالترسيم حين طرحه لبنان قبل سنوات.
وتؤكد المصادر المعنية بالموقف الحكومي أن التفاوض بين «حزب الله» وبين المسلحين التابعين للتنظيمات المتطرفة الموجودة في جرود عرسال يتم أيضاً في سورية ولا علم ولا دور للبنان فيه.
اجتماع عرسال وخلية أزمة
وكانت نسبة القلق زادت لدى العراسلة وفي مخيمات النازحين امس، تحسباً لمعركة يخشون ان تحصل اليوم. وعقد الاجتماع في مقر البلدية لرؤساء المخيمات وفاعليات عرسال. واتفق المجتمعون على التصرف بأعلى درجات الحذر وعدم الانجرار الى مواجهة مع الجيش اللبناني بل التعاون معه وتحييد عرسال».
وطالب المجتمعون في بيان اصدروه «الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بحماية المدنيين اللبنانيين والسوريين في حال حصول معركة في الجرود». وخلص المجتمعون الى تشكيل خلية ازمة من الفاعليات اللبنانية والسورية مهمتها التعامل مع اي طارئ يحصل بهذا الخصوص.
وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري الذي ادار الاجتماع، ان اي ممثل عن منظمات الأمم المتحدة لم يحضر الاجتماع.
ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة إلى «التنبه من الانزلاق وراء بعض الشعارات التي تستغل الوضع الإنساني للمهجرين لغايات سياسية ولأجندات غير وطنية».
وقال: «الحريص على النازحين السوريين وقلبه عليهم ليس بأحرص منا، ونقول للجميع إن المسلم الشيعي والمسلم السني بل وكل اللبنانيين في مركب واحد».
وأثنى على «مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري الأخيرة».
سوريا: انفجار عنيف في مركز «البعث» في حلب
النظام يقصف بلدة «عين ترما» بالغاز متسبباً بحالات اختناق
عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: بينما اختتمت مباحثات جنيف7 بين الأفرقاء السوريين حيث أطلقت مواقف عديدة من الطرفين، استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين من جهة أخرى، في منطقة عين ترما وواديها وحي جوبر الدمشقي، ضمن خطة النظام لعزل الغوطة الشرقية المشمولة بمناطق «خفض التوتر». ووقعت حالات اختناق إثر مهاجمة نظام الأسد «عين ترما» بغازات سامة، بينما هز انفجار عنيف مدينة حلب قبل منتصف ليل الخميس/الجمعة سُمعت أصداؤه في جميع أنحاء المدينة، وتبعته انفجارات متلاحقة في مبنى فرع حزب البعث الحاكم.
وأُصيب 10 عناصر من المعارضة السورية المسلحة، الخميس، بحالات اختناق جراء هجوم نفذته قوات النظام بغازات سامة على بلدة «عين ترما» المشمولة باتفاق «مناطق خفض التوتر» في ريف دمشق. وقال الناشط عمار الأحمد، عضو «تنسيقية عين ترما» (التابعة للمعارضة السورية) إن قوات النظام السوري هاجمت مواقع المعارضة في البلدة بغازات سامة مجهولة. وأضاف لوكالة الأناضول أن الهجوم أسفر عن إصابة 10 عناصر من المعارضة، بحالات اختناق، جرى نقلهم إلى مشافٍ ميدانية. وذكر بيان صادر عن مشفى «المركز الطبي في حي جوبر» أنه «استقبل 5 أشخاص تأثروا من الغازات السامة جراء الهجوم المذكور تظهر عليهم أعراض التقيؤ والدوار، وضيق في التنفس مع ضعف البصر». وكان شخصان قُتلا الخميس وجرح آخرون في هجوم بقنابل فراغية شنته قوات النظام السوري، على البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق.
من جهة أخرى قال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» يوم الخميس، إن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا.
وفي موقف مناقض لما سبق حول ترحيب روسيا بوقف النار الشامل في سوريا صادق مجلس النواب الروسي (الدوما)، أمس الجمعة، على البروتوكول الملحق بالاتفاقية المبرمة بين موسكو ودمشق حول نشر القوات الجوية الروسية في سوريا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية.
في تلك الأثناء اتهمت المعارضة السورية في مفاوضات جنيف7، أمس الجمعة، النظام بعدم جديته في المفاوضات، مبينة أنه لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء ومحاربة الإرهاب، وعودة اللاجئين إلى بلدانهم، لا بد من الانتقال السياسي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة في المقر الأممي، عقب جلسة أخيرة مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في اليوم الختامي للمؤتمر. وقال الحريري «أنهينا في جنيف الجولة السابعة من المفاوضات، وبصراحة هناك طرفان الأول يسعى لتحقيق تقدم في العملية السياسية (المعارضة)، وطرف لا ينوي أي انخراط في العملية السياسية (النظام)».
واستهل دي ميستورا لقاءاته أمس مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، في مقر الأمم المتحدة، للبحث في آخر تطورات ومستجدات العملية السياسية.
وعقب اللقاء بين دي ميستورا وحجاب، جرى لقاء آخر بين دي ميستورا ووفد النظام السوري في المقر الأممي، حيث بدأ الاجتماع قبل الظهر، أعقبه مؤتمر صحافي لرئيس وفد النظام بشار الجعفري، أعلن فيه نتائج لقاءات وفده مع المبعوث الأممي.
من جهته قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري إلى مؤتمر جنيف7، أمس الجمعة، ان وفده ركز في مباحثات الجولة الحالية التي تختتم اليوم، على موضوع مكافحة الإرهاب، واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين. ووصف الجعفري هذه اللقاءات، في تصريح صحافي أدلى به في المقر الأممي في جنيف، عقب انتهاء الاجتماع الأخير مع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، وفريقه الأممي بأنها «جولة مفيدة».
نشطاء وسياسيون يتهمون التحالف الدولي بارتكاب مجازر في جنوب الحسكة
حلب – «القدس العربي»: اتهم نشطاء وسياسيون من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بارتكاب العديد من المجازر خلال الأيام الماضية نتيجة القصف الجوي لمقاتلات التحالف لقرى في جنوب المحافظة، الأمر الذي أدى إلى وقوع عشرات الضحايا بين صفوف المدنيين.
وقال عضو «شبكة الخابور» فاضل الخضر لـ»القدس العربي»: إن طيران التحالف ارتكب العديد من المجازر، خلال الأيام الماضية بسبب استهدافه لمنازل المدنيين في منطقة تل الشاير وتسبب في مقتل 14 مدنياً، كما تم ارتكاب مجزرة أخرى في قرية الزيانات وراح ضحيتها 8 أشخاص. وأضاف، أن موجة نزوح كبيرة شهدتها تلك القرى بسبب القصف العشوائي والشديد من قبل طيران التحالف الدولي، حيث توجه الأهالي إلى ناحية «الحماد» في ظل ظروف إنسانية غاية في الصعوبة من نقص في المأوى، والماء، وسط موجة حر شديدة تشهدها المنطقة.
وأكد الخضر أن ما يجري من استهداف لقرى خالية من أي مقرات لتنظيم «الدولة» (داعش)، لا يمكن تفسيره إلا على سبيل التعاون بين التحالف ومليشيا «ب ي د» من أجل تهجير السكان من قراهم، استكمال لسياسة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها مليشيا «ب ي د». وبحسب الخضر، فإن استهداف طيران التحالف الدولي غير الدقيق لمنازل المدنيين يعود إلى الإحداثيات التي تم اعطاؤها من قبل الوحدات الكردية «PYD».
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم «المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية» مضر حماد الأسعد: إن المجازر المروعة التي ترتكب كل يوم بحق المواطنين السوريين من قبل طيران التحالف الدولي في جنوب الحسكة تستهدف العشائر والقبائل العربية.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، أن قصف طيران التحالف الدولي هو قتل طائفي وتهجير ممنهج للسكان، الذين سبق أن تعرضوا إلى أربع مجازر مروعة في الأسبوع الماضي في تل الجاير والفكة والزيانات، حيث أن الهدف هو قتل أكبر عدد من السكان مع تهجير الباقي بسبب تدمير منازلهم وحرق مزارعهم.
وطالب الأسعد باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة بالتدخل لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية لهم بعد تدمير البنية التحتية في المنطقة وخاصة المستوصفات والأفران والصيدليات ومحطات تصفية المياة وتوليد الكهرباء.
أما المسؤول العام لـ»الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة»، نواف الركاد فيقول لـ»القدس العربي»: إن التحالف الدولي لا يقيم وزنا لأرواح المدنيين، و كل ما يسعى إليه هو طرد تنظيم «الدولة» بأي ثمن دون اعتبار لأدنى معايير حقوق الإنسان.
ووصف الركاد الضربات العشوائية للتحالف الدولي، بأنها إجرام واضح بحق الأبرياء، وانتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين في زمن النزاعات المسلحة. ودعا إدارة التحالف الدولي والبنتاغون الأمريكي إلى حماية أرواح المدنيين في كل المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم «الدولة»، فهؤلاء لم ينتخبوا التنظيم ليحكمهم بل احتلهم عبر الغزو والغلبة وقهر الإرادة.
النظام يشن هجوماً على الغوطة الشرقية المشمولة بـ «خفض التوتر» وقواته تتلقى خسائر فادحة في جوبر
حالات اختناق بغازات سامة على عين ترما وانفجار عنيف في مبنى «البعث» في حلب
عواصم – «القدس العربي» ووكالات: استمرت الاشتباكات العنيفة، بين القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين من جهة أخرى، على محاور في منطقة عين ترما وواديها وحي جوبر الدمشقي ضمن خطة النظام لعزل الغوطة الشرقية المشمولة بمناطق «خفض التوتر» حيث وقعت حالات اختناق إثر مهاجمة نظام الأسد «عين ترما» بغازات سامة بينما وقع من جهة أخرى انفجار في مبنى فرع حزب البعث الحاكم في وسط مدينة حلب.
وأُصيب 10 عناصر من المعارضة السورية المسلحة، الخميس، بحالات اختناق جراء هجوم نفذته قوات النظام بغازات سامة على بلدة «عين ترما» المشمولة باتفاق «مناطق خفض التوتر» بريف دمشق.
وقال الناشط «عمار الأحمد»، عضو «تنسيقية عين ترما» (التابعة للمعارضة السورية) إن قوات النظام السوري هاجمت مواقع المعارضة في البلدة بغازات سامة مجهولة. وأضاف لوكالة الأناضول أن الهجوم أسفر عن إصابة 10 عناصر من المعارضة، بحالات اختناق، جرى نقلهم إلى مشافٍ ميدانية.
من جهة أخرى، ذكر بيان صادر عن مشفى «المركز الطبي بحي جوبر» أنه «استقبل 5 أشخاص تأثروا من الغازات السامة جراء الهجوم المذكور تظهر عليهم أعراض التقيؤ والدوار، وضيق في التنفس مع ضعف البصر». وكان شخصان قُتلا الخميس وجرح آخرون في هجوم بقنابل فراغية شنته قوات النظام السوري، على البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف دمشق.
انفجار مبنى «البعث»
وهز انفجار عنيف مدينة حلب قبل منتصف ليل الخميس/الجمعة سُمعت أصداؤه في جميع أنحاء المدينة وتبعته انفجارات متلاحقة في مبنى فرع حزب البعث الحاكم.
وقال مصدر أمني سوري في مدينة حلب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الانفجار وقع في الطابق الأرضي «القبو» من مبنى فرع حزب البعث الكائن بشارع البارون في حلب وألحق أضراراً كبيرة جداً في المكان وتسبب في انهيار أجزاء من المبنى المؤلف من 6 طوابق. وأكدت المصادر أن الانفجار الأول وقع مساء الخميس بالتوقيت المحلي قبل أن تتبعه انفجارات متلاحقة عدة استمرت أكثر من نصف ساعة وتسببت بإصابة 5 أشخاص بجروح.
وأوضح محافظ حلب حسين دياب في تصريح صحافي أن «الانفجار وقع داخل مستودع ذخيرة وأن أضراره اقتصرت على الماديات وأن التحريات مستمرة لكشف ملابسات التفجير». واستبعد المصدر الأمني «أي شبهة لوجود عمل إرهابي وراء التفجير مؤكدا في الوقت نفسه أن العمل مستمر من قبل كل الأجهزة الأمنية للوصول إلى حقيقة ما جرى».
أمريكا سعيدة جداً وروسيا لـ «وقف النار»
من جهة أخرى قال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» يوم الخميس إن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار بجنوب غرب سوريا.
وقال مكجورك إن الولايات المتحدة «سعيدة جدًا» بالتقدم الجاري منذ سرى يوم الأحد وقف لإطلاق النار رتبته مع روسيا والأردن. وأضاف للصحافيين «أكد الروس جديتهم البالغة إزاء هذا الأمر واستعدادهم لنشر أفراد على الأرض للمساعدة في المراقبة… هم لا يريدون أن ينتهك النظام وقف إطلاق النار». وروسيا هي الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد وساعدت قوتها الجوية وفصائل تدعمها إيران في إحداث تقدم على المعارضة المسلحة على مدى العام الأخير.
وأعلن «اتفاق عدم التصعيد» في جنوب غرب سوريا بعد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا يوم الجمعة. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في باريس يوم الخميس إن العمل جارٍ للتفاوض على وقف إطلاق النار في منطقة ثانية في سوريا.
وفي موقف مناقض لما سبق حول ترحيب روسيا بوقف النار الشامل في سوريا صادق مجلس النواب الروسي (الدوما)، أمس الجمعة، على البروتوكول الملحق بالاتفاقية المبرمة بين موسكو ودمشق حول نشر القوات الجوية الروسية في سوريا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية.
وكانت لجنة مجلس الدوما للشؤون الخارجية أوصت، يوم الاثنين الماضي، بالمصادقة على البروتوكول الملحق بالاتفاقية الروسية السورية حول نشر مجموعة القوات الجوية الروسية في سوريا. ونقلت قناة روسيا اليوم عن نائب وزير الدفاع الروسي، نيقولاي بانكوف، قوله إن «إبرام هذه الوثيقة سوف يتيح لسلاح الجو الروسي إجراء عملياته في سوريا بصورة أكمل».
إيران تدعم وقفاً شاملاً للنار
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صباح أمس الجمعة، أن بلاده تدعم وقفاً شاملاً للنار على امتداد سوريا. وفي تصريحات، نشرتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء الإيرانية، اعتبر ظريف أن عدم تطبيق الاتفاق النووي بالكامل لا يخدم ديمومته، قائلا: « ندعو الأمريكيين إلى مراجعة تطبيقهم للاتفاق النووي لأن عدم السماح لإيران بتحقيق كامل المنافع منه لا يخدم ديمومته»، ونفى أن يكون بصدد عقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارته لمقر الأمم المتحدة.
قضاء دمشق: فقدان الأزواج تسبب بـ 40 ألف حالة طلاق في سوريا
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» : نقلت مصادر موالية للنظام السوري عن أحد القضاة في مدينة دمشق أن «نسبة الطلاق نتيجة فقدان الأزواج، ارتفعت بشكل كبير وخاصة خلال العام الحالي»، مؤكداً أن «فقدان الأزواج من الأسباب التي رفعت معدل الطلاق في البلاد بشكل كبير، حيث يحق للزوجة أن ترفع دعوى على زوجها لعلة الشقاق والغياب، هو أحد أسباب الشقاق الذي يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق».
ووفقاً لمصادر موالية، فإن عدد حالات الطلاق في سوريا تجاوزت 40 ألف حالة، وأن هناك «ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بـالعام 2015 ولا سيما في دمشق وريفها»، حيث تعتبر محافظة ريف دمشق معقل المعارضة المسلحة، التي استهدفها النظام السوري على مدى سنوات الثورة الست، بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة ولعل أبرزها سلاح الكيماوي، الذي ضرب جبهات القتال وأماكن تجمع المدنيين على حد سواء، ما أسفر عن مقتل مئات الضحايا، ومسح عشرات العائلات من السجلات المدنية بشكل كامل.
وعقب مصدر حقوقي معارض في لقاء مع «القدس العربي»، أن دُور القضاء لم تشهد مثل هذه الحالة سابقاً، على مستوى دعاوى الطلاق، التي غالباً ما كانت في ظل الحالة السورية نتيجة انخراط الشبان في القتال على اختلاف الجبهات، بيد أن الرقم الذي أعلن عنه النظام، هو أقل من الرقم الحقيقي، لأن الكثير من المناوئين خرجوا من مناطق النظام، أو حتى خارج سوريا، دون تثبيت الطلاق أو استخراج أوراق رسمية، مما جعلهم خارج الإحصائيات.
فيما قال المصدر القضائي في دمشق إن: «عدد المخالعات وهي التي تتم بالتراضي بين الزوجين بلغت نحو 10 آلاف حالة، موضحاً أن المخالعة تتم حينما تتنازل الزوجة عن جزء من حقوقها، مشيرًا إلى أن «نسبة كبيرة من حالات الطلاق في البلاد جاءت على خلفيات الشقاق بين الزوجين أهمها عدم توفير الأمور الضرورية» حسب زعمه. وأوضح المصدر الحقوقي أن «القاضي ينظر في أوراق الدعوى، وفي حال ثبت أن زوجها مفقود ولو مضى عام على فقده فإنه يحكم بالطلاق، مشيراً إلى أن القضاء يعتمد أولاً على إقرار أهل الزوج لفقده والأوراق التي تثبت، وفي حال لم يتم ذلك فإن القضاء يطلب السماع إلى الشهود بأن زوجها مفقود ولا يعلم مصيره، إن كان حياً أم ميتاً». والكثير من حالات الطلاق سجلت لزوجات يرغبن بالسفر خارج البلاد، بعدما فقدان أزواجهن، باعتبار أن سفرهن بحاجة إلى موافقة الزوج أو والده.
سهيلة وهي امرأة خمسينية من ريف دمشق قالت في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: النظام بأسره يباع ويشترى، وإن أكبر مشكلة لها حلها مقابل المال، فالكثير من النساء في المناطق المحاصرة، اضطررن إلى استخراج «شهادة وفاة» لأزواجهن بالرغم من أن أزواجهن على قيد الحياة، لكن لا مفر من ذلك بسبب مطاردة النظام للثوار ولكل من حمل الفكر المناوئ له، أو حتى مجرد انحداره من المناطق المعارضة.
وأضافت السيدة الخمسينية: اضطررت إلى الموافقة على تسجيل ابني (25 عاماً)، على أنه مفقود، في سجلات دمشق، قبل خروجي من سوريا، مقابل أن تتمكن زوجته من تسجيل طفلتها التي ولدت خلال شهور حصار الغوطة، إضافة إلى تسهيل استخراج جوزات سفر للعائلة دون أن تتعرض للمساءلة القانونية التي قد تودي بحياة أحدنا أو كلنا في سجون الأسد، وذلك بهدف منع الضغط على ابني ولكي لا يضطر إلى تسليم نفسه لأفرع الأمن مقابل حريتنا».
إنه الحل الأجدى لكل معارض للنظام السوري، برأي الناشط الإعلامي سلام بويضاني من دمشق، حيث ذهب إلى أن الكثير من الشبان قد سُجّل لدى النظام على أنه مفقود، وكثير من النساء طلبن الطلاق على الورق فقط وفي أروقة النظام، لتسير أمور حياتها وأمور أطفالها، ولتبعد عن العائلة شبح السجن أو الاعتقال، لمجرد قرابة بأحد المطلوبين، كما حصل مع الكثير من العائلات، حيث احتجز النظام الأطفال والنساء للضغط على الأب المعارض لتسليم نفسه.
مأساة الغوطة الشرقية مستمرة
ريان محمد
أعادت هجمات النظام السوري على حي جوبر وعين ترما، منطقة الغوطة الشرقية في العاصمة السورية دمشق إلى واجهة الحدث. من المعروف أنّ الغوطة الشرقية ما زالت محاصرة منذ أكثر من 4 سنوات، ويكاد لا يذكر سكانها، البالغ عددهم ما يزيد على 350 ألف شخص، طوال تلك السنوات، غياب أصوات الانفجارات والطائرات والرصاص، في حين يعيشون مأساة إنسانية تتجدد يومياً وقد لا يشعر بها غيرهم.
ينقل الناشط براء أبو يحيى، المحاصر في الغوطة الشرقية، لـ”العربي الجديد” قصة من قصص الحصار: “في بلدة عربين في الغوطة الشرقية يعيش الأربعيني أبو فراس المعيل لأربعة أطفال أكبرهم لا يتجاوز العاشرة. كان يعمل قبل الحصار في أحد المصانع قبل أن يحرم من عمله ويترك بلا أقرباء خلف حصار الغوطة المطبق، الأمر الذي جعله يستيقظ يومياً قبل الفجر ليبدأ رحلة البحث بين أكوام القمامة عن بقايا البلاستيك والنايلون، ليبيعها ويعود بعد غياب الشمس، فيجد أطفاله بانتظاره جوعى آملين أن يحمل لهم والدهم ما يسدّ رمقهم”.
يتابع أنّ “الساعات الطويلة التي يقضيها أبو فراس خارج منزله قد تؤمّن له دخلاً لا يتجوز 1500 ليرة سورية (أقل من 3 دولارات أميركية) وهذا المبلغ البخس لا يكفي لتأمين وجبة كاملة، فيكتفي بشراء ربطة خبز ثمنها 700 ليرة، وما تبقى يحاول به الحصول على القليل من الأرز أو البرغل أو البطاطا”. يضيف: “باع أبو فراس كلّ أثاث منزله، ولم يبقَ لدى العائلة سوى بعض الفرش البالية التي ينامون عليها”.
يلفت أبو يحيى إلى أنّ “الوضع في الغوطة الشرقية بشكل عام مأساوي جداً، بسبب الفقر الشديد وغلاء أسعار جميع المواد بعشرات الأضعاف عما كانت عليه”. يعيد ذلك إلى “فرض النظام إتاوات عالية جداً مقابل السماح بدخول البضائع. والتجار من جهتهم يرفعون الأسعار كذلك، فيما وضع الأهالي في تدهور مستمر”.
يعرض أبو يحيى أسعار بعض المواد الغذائية والحيوية في الغوطة الشرقية: “سعر اللتر الواحد من البنزين اليوم 5000 ليرة ولتر المازوت بـ 2300 ليرة وأسطوانة الغاز بـ 75 ألف ليرة (145 دولاراً) إن وجدت، وهذا الارتفاع في أسعار المحروقات تسبب في توقف معظم الأعمال التي استمرت في الغوطة الشرقية بعد اندلاع الحرب وبعد الحصار خصوصاً”. يوضح أنّ “معظم الأهالي يعتمدون كبديل عن المحروقات على ما يعرف بغاز ومازوت البلاستيك، المصنّع محلياً من مواد بلاستيكية، لكنّه مرتفع الثمن أيضاً ويسبب الكثير من التلوث بالإضافة إلى كونه غير فعال كالمحروقات التقليدية”.
يذكر أبو يحيى أنّ مياه الشرب تأثرت بأزمة الوقود إذ لم يعد بالإمكان توفيرها للمنازل: “قبل غلاء المحروقات كان الناس في معظمهم يستخدمون مياه الآبار التي يسحبونها من خلال المضخات التي توصل المياه إلى منازلهم. عاد معظمهم الآن إلى تعبئة المياه يدوياً من الآبار القديمة، وهو ما قد يتسبب بكارثة إذا ما استمر أكثر، لأنّها مياه ملوثة أو غير صحية”.
يقول أبو يحيى إنّ “العديد من المنظمات يحاول أن يقدم المساعدة، لكن لكثرة الفقراء فإنّ المنظمات بالكاد تحاول تأمين الأساسيات، وبشكل عام لا تستطيع المنظمات اشباع احتياجات كافة الفقراء لكثرة عددهم”، مبيناً أنّ “العائلة المكونة من أربعة أفراد تحتاج وسطياً إلى 10 آلاف ليرة (19 دولاراً) لتأمين بعض احتياجاتها الأساسية، بالإضافة إلى تأمين وجبتي طعام فقط”. يشير إلى أنّ “الفقراء في الغوطة وهم الغالبية الساحقة، يعملون في جمع بقايا البلاستيك من مكبات النفايات، أو العتالة (التحميل على الظهر) أو يبيعون المواد على بسطات صغيرة، أو حتى يبيعون المياه الصالحة للشرب”.
كذلك، يتطرق أبو يحيى إلى أزمة السكن في الغوطة: “عائلات كثيرة تسكن في الخيام في البراري، أو في المناطق القريبة من الجبهات العسكرية. المنازل هناك رخيصة إذ يبلغ الإيجار الشهري نحو 10 آلاف ليرة. أما في وسط المدن فيقدر الإيجار بنحو 30 ألف ليرة (58 دولاراً) شهرياً”.
يختم أبو يحيى أنّ “الغوطة تعتمد اليوم على معبر وحيد لدخول البضائع هو معبر مخيم الوافدين، والنظام لا يفتحه بشكل دائم، وإن فتحه وأدخل إليه بعض البضائع فهو يفرض عليها رسوماً مرتفعة جداً، ما يجعل أسعار البضائع مضاعفة”.
يشار إلى أنّ الغوطة الشرقية هي إحدى المناطق الأربع المسماة “مناطق تخفيف التصعيد” التي أقرت في مؤتمر أستانة بضمانة روسية تركية إيرانية، ما يفرض أن يتوقف استهدافها بالقصف ويسهل وصول المساعدات الإنسانية لها، إلاّ أنّ ذلك لم يطبق حتى اليوم.
تفاهمات دولية تطيح بمسار جنيف…وترتيبات للتخلص من “عبء” الثورة
عدنان علي
اختُتمت الجولة السابعة من مفاوضات جنيف بين وفدي النظام والمعارضة في سورية أمس الجمعة، من دون تحقيق أي نتائج عملية، وسط مزيد من المعطيات التي تشير إلى تضاؤل أهمية هذا المسار، مقابل تقدّم دور التفاهمات والاتفاقات الجانبية التي تتم بين الدول الرئيسية الفاعلة في القضية السورية، وهي تفاهمات باتت تتم على حساب المطالب الأساسية للثورة السورية، بما يتضمن التسليم بدور رئيس النظام السوري بشار الأسد في المرحلة المقبلة، والقبول بشبه تقسيم للبلاد، تحت يافطة محاربة الإرهاب و”الجيوب الأمنية”، والتي يجري تشريعها على أساس أنها “مؤقتة” وتمهد للحل السياسي الشامل.
وفي اليوم الأخير من أيام جنيف الخمسة، عقد وفدا النظام والمعارضة مزيداً من الاجتماعات مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، تركزت حول القضايا الإجرائية المتعلقة بالدستور وقضايا أخرى، لكن من دون التطرق إلى مسألة الانتقال السياسي، كما تطالب المعارضة، بينما يريد وفد النظام التركيز على ما يسميه محاربة الإرهاب.
وشارك في اجتماعات أمس المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، والذي اعتبر أن العملية السياسية تسير ببطء شديد، بسبب عدم رغبة النظام وحلفائه في الوصول إلى الحل السياسي، وسعيهم إلى سد كل الطرق المؤدية إليه. وأكد حجاب خلال اجتماعه مع وفد المعارضة، تمسك الأخير بالعملية السياسية على الرغم من تقدّمها البطيء، مطالباً بموقف دولي حاسم يضع حداً لمعاناة السوريين و”يعيد الاستقرار للمنطقة ويحقق الانتقال السياسي بعيداً عن الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب”. وأكد أهمية التركيز على الحل السياسي وانتقال السلطة المنظم بهدف “منع الفوضى أو تقسيم البلاد أو إقامة مناطق نفوذ دولية”.
وبينما تسود المماطلة أجواء جنيف التي لا تحظى بحضور دولي فاعل، يرى مراقبون أن هناك توجهاً دولياً للقضاء على الثورة السورية، عسكرياً وسياسياً، معتبرين أن هذا التوجه قد بدأ بالظهور على شكل انعطافات في مواقف الدول، خصوصاً تلك التي كانت محسوبة كدول داعمة للثورة، إذ تبدو الإجراءات الأحادية التي اتُخذت خارج جنيف، وحتى خارج اجتماعات أستانة، أن لها الأولوية على الأرض، ما دفع المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، للدعوة إلى جعل إقامة منطقة “تخفيف التوتر” في جنوب سورية مثالاً لغيرها من المناطق في إدلب وشمالي حمص والغوطة الشرقية.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أمس الجمعة، إن الوضع في سورية “لا يزال متوتراً، إلا أن هناك تغيرات إيجابية تسمح بالأمل في التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وإحلال السلام واستعادة النظام في جميع أنحاء البلاد”. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بحث مع الملك الأردني عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي، مسألة إنشاء منطقة لخفض التوتر في جنوب سورية إضافة إلى القضايا المتعلقة بمحاربة الإرهاب، وفق بيان صدر عن الكرملين.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الأردنية أن الجهود ما زالت متواصلة لصياغة التفاصيل الخاصة باتفاق الجنوب، وقد وصل العمل إلى المراحل النهائية. وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في تصريحات صحافية، إن “تفاصيل فنية وعسكرية وأمنية دقيقة ما زال العمل جارياً على مراحلها النهائية، ومن الصعب جداً وضع إطار زمني لهذه التفاصيل وما هو شكلها، وجزء كبير من التفاصيل ربما يكون غير معلن وغير متاح للإعلام”.
ومع الابتعاد الدولي المتواصل عن المطالبة بتنحية الأسد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لا تدعم الأسد، لكنها متمسكة بحق الشعب السوري في تقرير مصيره، حسب تعبيره. وتابع الوزير الروسي: “في ما يتعلق بالأسد فنحن لا ندعمه، لكننا لا نريد إطلاقاً أن يتكرر ما حصل في العراق، حيث كانت دول غربية كثيرة متعطشة للقضاء على الديكتاتور هناك”.
وفي ما يبدو أنه امتداد لهذا “الزخم” الذي ولّده الاتفاق الأميركي-الروسي في الجنوب السوري، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد محادثاته مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، أنه طلب ونظيره الأميركي من دبلوماسيين إعداد مبادرة ملموسة في الأسابيع المقبلة بشأن مستقبل سورية، في حين كشف ترامب عن وجود خطة للوصول إلى وقف ثانٍ لإطلاق النار في منطقة بالغة الصعوبة بسورية. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب في قصر الإليزيه، إنه “بالنسبة للموقف في العراق وسورية اتفقنا على مواصلة العمل معاً، خصوصاً في ما يتعلق بصياغة خريطة طريق لفترة ما بعد الحرب”. وأوضح أن المبادرة السياسية المشتركة تتألف من مجموعة اتصال تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدداً من دول المنطقة وممثلين عن النظام السوري.
وأعلن ماكرون أن فرنسا غيّرت في عهده سياستها حيال سورية، قائلاً: “غيّرنا بالفعل العقيدة الفرنسية حيال سورية، وذلك من أجل التمكّن من الحصول على نتائج والعمل بشكل وثيق جداً مع شركائنا وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية”. وأردف ماكرون “لدينا هدف رئيسي: القضاء على الإرهابيين، جميع الإرهابيين”. ورأى أنه “من البديهي” أن يشارك ممثلون عن النظام السوري في محادثات حول مستقبل سورية. وقال ماكرون “في هذا الإطار، لا أجعل من رحيل وتنحية بشار الأسد شرطاً مسبقاً لتدخّل فرنسا”، معتبراً أن باريس أغلقت سفارتها في دمشق منذ سبع سنوات من دون أن يحقق ذلك أي جدوى. وشدد الرئيس الفرنسي على خطوط بلاده الحمراء في سورية، وفي مقدمتها استخدام أسلحة كيميائية، مهدداً بأن الرد سيكون مباشراً.
من جهته، أشاد الرئيس الأميركي بإعلان وقف إطلاق النار في جنوب سورية، وقال “عبر إجراء حوار استطعنا أن نرسي وقفاً لإطلاق النار سيستمر بعض الوقت، وبصراحة نحن نعمل على وقف ثانٍ لإطلاق النار في منطقة بالغة الصعوبة في سورية. وإذا نجحنا في ذلك فستفاجؤون بأنه لا نيران تُطلق في سورية، وهذا سيكون رائعاً”.
هذه التطورات التي تجرى بمعزل عن رغبة المعارضة السورية، وضعت الأخيرة في موقف جديد لا يتعدى التعبير عن الموافقة أو الرفض لما يجري أو إبداء التحفظات، من دون أن يكون لها أي دور في التأثير على مجريات الأمور. وفي هذا السياق، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بياناً حدد فيه موقفه من اتفاق الجنوب الذي أعلن في السابع من هذا الشهر. وشدد البيان على أنه لا بديل عن الحل السياسي الشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، داعياً إلى الكف عن التعاطي مع حلول مجتزأة، وخارج إطار الأمم المتحدة وقراراتها. وقال البيان إنه “لا يمكن القبول ببقاء الشعب وممثله الشرعي خارج إطار الاتفاقيات والمفاوضات التي تمسّ سيادة سورية ومستقبلها”.
وحول التغير الذي حصل في مواقف بعض الدول من “أصدقاء الشعب السوري”، بشأن النظر للثورة السورية وللأسد، اعتبر الائتلاف أن ذلك يندرج في إطار “إعادة تأهيل النظام بحجة محاربة الإرهاب”. وإذ رحب بأي اتفاق يؤدي إلى وقف العنف والقتل والتدمير بحق الشعب السوري، شدد الائتلاف على أن هذا الاتفاق “يجب أن يكون شاملاً لجميع الجغرافيا السورية، وأن يتكامل بفك الحصار عن المدن والمناطق السورية، والسماح لقوافل الإغاثة الدولية بالوصول، والتوزيع، وإطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، وخروج جميع القوات والمليشيات الأجنبية، وعودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم، وهي خطوة غير منفصلة على طريق الحل السياسي الشامل”. وقال إن لديه “كثيراً من التخوّف، والتحفظ حول اتفاقية الجنوب أهمها أنها أحدثت شرخاً بين مناطق سورية في الشمال والجنوب، وأوجدت مساراً آخر بعيداً عن جنيف ورعاية الأمم المتحدة، وعززت مناطق النفوذ التي تتموضع في البلاد بأشكال مختلفة، وتمهد لأشكال من إقامة كيانات مرفوضة تشرخ الوحدة الترابية لسورية”. وطالب الولايات المتحدة وروسيا، باعتبارهما الطرفين الراعيين للعملية السياسية، أن يتوافقا على فرض الحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، وإجبار نظام الأسد على الالتزام بها. وأكد الائتلاف أنه “لا يقبل أن يبقى مبعداً عن المشاركة في كل ما يخصّ الاتفاقات التي تحدث، وفي إدارة المناطق التي تحرر من قوى الإرهاب”.
من جهتها، أعلنت غرفة عمليات “البنيان المرصوص” العاملة في درعا، في بيان لها، أنها ترحب بأي جهد لإيقاف “شلال الدم النازف منذ سنين”، مشددة على أن “ذلك لا يتم إلا بإزالة نظام الأسد ومساعدة الشعب السوري في قيادة البلد للوصول إلى الأهداف التي يطمح إليها بالحرية والعدالة”.
أما فصائل غرفة عمليات “جيش محمد” العاملة في محافظة القنيطرة، والتي تقودها “هيئة تحرير الشام”، فقد أعلنت رفضها لاتفاقية وقف إطلاق النار في جنوب سورية ووصفتها بـ”المجحف” وتسعى لتقسيم البلاد.
وفي تحليله لهذه التطورات، رأى الصحافي السوري شادي العبدلله، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “عملية جنيف برمتها لم تعد مجدية، إذ لا النظام والمعارضة يستطيعان تقديم شيء في هذا المسار طالما كانت الأمور الأساسية تُبحث ويتم البت فيها خارج جنيف”، داعياً إلى وقف “هذه المسرحية”.
ورأى العبدلله أنه من الناحية العملية لم يعد هناك ما يستدعي أن يتحادث الوكلاء ما دام القرار ليس في أيديهم، وطالما بات ممكناً أن يتحادث “الأصلاء” أي الراعيين الأميركي والروسي، بالتنسيق مع القوى الإقليمية الفاعلة في طهران وأنقرة وعمان وتل أبيب، فلا حاجة لاجتماع ممثلي النظام والمعارضة في جنيف، لأن هذه الاجتماعات الماراتونية لن ينتج عنها شيء ضمن المعطيات الحالية، وفقدت حتى بريقها الإعلامي. وأضاف أن الدول الكبرى تنهمك اليوم في توزيع الحصص وتقاسم النفوذ في سورية، في ظل غياب أي سند قوي للمعارضة السورية، إذ تنشغل دول الخليج بأزمتها الخاصة، بينما تهتم تركيا بتحقيق مصالحها الخاصة والذود عن أمنها القومي في وجه التهديدات الناشئة عن الأزمة السورية.
دي ميستورا يحدد جولة المحادثات السورية المقبلة في سبتمبر
أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات بشأن سورية سيكون في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، معتبراً أنّ ما يحصل في محادثات أستانة قد يزيد فرص النجاح في جنيف.
وأوضح دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة، في اختتام الجولة السابعة من المحادثات السورية بجنيف، أنه تمت مناقشة السلال التي كانت موضع اهتمام الطرفين، لافتاً إلى أنّ وفد النظام السوري وافق على المشاركة في جولة المحادثات المقبلة.
وفي حين شدّد المبعوث الأممي على أن الحرب على الإرهاب يجب أن تترافق مع سياسة لحماية المدنيين، أكد أن كل جهة استهدفت المدنيين ستكون عرضة للملاحقة القانونية.
واعتبر أن إنقاذ سورية من الإرهاب أولوية أساسية للمجتمع الدولي، كما أنه “لا يمكن قبول أي تبرير لاستهداف المدنيين”.
وبشأن ما تم التوصل إليه خلال المحادثات الحالية، قال دي ميستورا: “نتقدم بخطوات تدريجية للوصول نحو حلّ جذري للأزمة السورية”، مؤكداً وجود اتصال مع كافة الدول الأطراف التي لها علاقة بالأزمة السورية، وبأنه تجري مشاورات معها بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأضاف أنه جرت مناقشة كيف يمكن لفرنسا أن تساهم في الحل بسورية، معرباً عن أمله بتشكيل مجموعة اتصال من الدول المؤثرة بالملف السوري.
وبذلك، تكون قد اختتمت الجولة السابعة من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة في سورية، من دون تحقيق تقدم يذكر، وسط مؤشرات إلى تضاؤل أهمية هذا المسار، مقابل تقدم دور التفاهمات والاتفاقات الجانبية التي تتم بين الدول الرئيسية الفاعلة في الأزمة السورية.
وقد عقد وفدا النظام والمعارضة، الجمعة، مزيداً من الاجتماعات مع المبعوث الأممي، تركّزت حول “مكافحة الإرهاب” والقضايا الإجرائية المتعلقة بالدستور، من دون التطرّق إلى مسألة الانتقال السياسي، كما تطالب المعارضة.
كرٌ وفرٌ في البادية..ومقتل قيادي من”الحرس الثوري“
تواصلت معارك الكر والفر بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام في البادية السورية، وسط أنباء عن استعادة الأخيرة لمناطق كانت المعارضة قد سيطرت عليها في وقت سابق. وبينما أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل قيادي “رفيع” من “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا، سقط مدنيون، قتلى وجرحى، بغارات لطائرات النظام على مناطق في ريف دمشق وسط أنباء عن تجدد استخدامه للغازات السامة في عين ترما.
وقالت وسائل إعلامية سورية رسمية، الجمعة، إن قوات النظام وحلفاءه سيطرت على مواقع رجم الأرنب وبئر محروثة، جنوب شرق جبل سيس، وأرض جليغم شرقاً، إضافةً إلى سد أبو خشبة، في البادية السورية الواقعة جنوب شرق ريف دمشق والمتاخمة لمحافظة السويداء.
من جهته، نقل فيه موقع “عنب بلدي” عن المتحدث باسم “جيش أسود الشرقية”، سعد الحاج، قوله إن “اشتباكات عنيفة تدور حالياً”، وإن “منطقة بئر محروثة منطقة اشتباك ولا تتبع لأي طرف حتى الآن”، بينما أشارت وسائل إعلام النظام، إلى أن “الجيش بات على بعد 12 كيلومتراً من الالتقاء مع القوات القادمة من جنوب شرق مطار السين”، في وقت أعلن فيه الحاج عن أسر “أسود الشرقية” عشرة عناصر من الميليشيات المساندة لقوات النظام بكمين على محور بئر محروثة.
وكانت قوات النظام وميليشاته قد حققت تقدماً على حساب فصائل “الجيش الحر” في مناطق مختلفة من البادية السورية، شرقي السويداء وجنوب شرق ريف دمشق، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتعتبر المعارك الجارية في هذه المنطقة خرقًا لاتفاق التهدئة الخاص بمحافظات الجنوب السوري، الذي دخل يومه الرابع مع إعلان فصائل “الجيش الحر” أن “حرباً حقيقية” تجري في المنطقة، وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي.
وفي السياق، قُتل القيادي العسكري في “الحرس الثوري” الإيراني بهرام مهرداد، جراء المعارك في سورية. ونقلت مواقع تابعة للمعارضة، أن موقع “خبر” الإيراني ذكر، الجمعة، أن القيادي مهرداد و”الوصي على الدعوة” قتل أثناء قيامه بـ”واجبه المقدس ضد التكفيريين في سوريا”. ويأتي ذلك، بعد أيام قليلة من نعي وسائل إعلام إيرانية قائد ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، علي الجعفري، وذلك بعد أيام من مقتل قياديين في المليشيا ذاتها.
وفي ريف دمشق، أصيب مقاتلون، الجمعة، بحالات اختناق، جراء استنشاق “مواد سامة”، على خطوط الجبهة مع قوات النظام في بلدة عين ترما، شرق دمشق، بحسب “المكتب الطبي في حي جوبر”. ونشر “المكتب”، على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، صور لأشخاص بلباس عسكري، أثناء تلقيهم العلاج. وتظهر إحدى الصور تضيق بحدقة عين أحد المصابين. ويأتي ذلك، بعد يوم من إصابة ستة مقاتلين من “فيلق الرحمن” بحالات اختناق، جراء استهدافهم بـ”غاز الكلور” قرب وادي بلدة عين ترما. ونقل موقع “سمارت” عن ناشطين قولهم، إن المصابين من “الفيلق” استنشقوا مواداً سامة جراء قصف للنظام على مواقعهم في البلدة.
على صعيد آخر، أعلنت “سرية أبو عمارة للمهام الخاصة”، الجمعة، تبنيها لعمليه تفجير مبنى “حزب البعث العربي الاشتراكي” في مدينة حلب، بعد زرع ثلاثة من عناصرها عبوات ناسفة في المبنى، تم تفجيرها لاحقا بالتزامن مع اجتماع لقياديين من الحزب، وفق ما قال قائد السرية، مهنا جفالة، عبر تطبيق تلغرام.
وكان انفجار ضخم وقع، مساء الخميس، في مدينة حلب، تبين لاحقاً أنه استهدف مقر حزب “البعث” في شارع بارون، وبينما نفت وسائل إعلام موالية للنظام أن يكون الانفجار قد وقع جراء عملية هجومية للمعارضة، قائلة إنه نجم عن “سوء تخزين الذخيرة”، أوضح جفالة عبر تسجيله الصوتي، أن “العملية جاءت بعد أسابيع من الرصد والتحضير وتحديد لأحد المواعيد الدورية لاجتماع قياداته”.
إلى ذلك، نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادره قولها، إن مدنياً قتل وأصيب عشرة آخرين، جراء غارات لطائرات النظام على مناطق في مدينة زملكا ليرتفع، بحسب “المرصد””، إلى 3 على الأقل عدد الضحايا المدنيين الذين قضوا منذ صباح الجمعة في القصف الجوي على عين ترما وزملكا، فيما تجددت الاشتباكات تجددت بين الفصائل المتناحرة في غوطة دمشق الشرقية، حيث تدور اشتباكات بين مقاتلي “هيئة تحرير الشام” من جهة، ومقاتلي “جيش الإسلام” من جهة أخرى، على محاور في محيط مزارع الأشعري بغوطة دمشق الشرقية.
المعارضة السورية تدق ناقوس الخطر في ختام “جنيف-7“
اختتمت محادثات “جنيف-7″، الجمعة، من دون التوصل إلى أي نتائج في ما بات يعرف باسم “سلال دي مستورا” أو “اللاورقة، والتي تناقش “الشؤون المتعلقة بالحكم، ومسائل العملية الدستورية، ومسائل انتخابية، ومكافحة الارهاب وحوكمة الامن وإجراءات بناء الثقة”.
وقبل أن يعلن المبعوث الدولي إلى سوريا نتائج الجولة الحالية في إحاطة جرت العادة أن يقدمها خلال مؤتمر صحافي يعقب كل جولة، أصدرت “الهيئة العليا للمفاوضات” بياناً وجّهته إلى الشعب السوري، قالت فيه إن المفاوضات لا تتقدم “كما نريد ونرغب”، متهمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعرقلتها، والمجتمع الدولي بعدم التحرك لمواجهة النظام وحلفائه.
وجاء في البيان “لا تتقدم المفاوضات كما نريد ونرغب، وتستمر دون ثمرة تذكر لأن النظام وحلفاءه وداعميه يعرقلون استمرارها ونجاحها لأنهم لا يريدون الحل السياسي”. وأشار البيان إلى أن “المجتمع الدولي والأمم المتحدة لا يقومان بالضغط اللازم على النظام للانخراط بجدية في العملية السياسية. وهذا جزء من الخذلان الذي تعرض له شعبنا ووطننا ولا يزال”.
وقالت “الهيئة” إنها “ترحب بأي مساع لتخفيض التصعيد ووقف إطلاق النار، لأن حفظ حياة السوريين ووقف هدر دمائهم هدف عزيز لا يعلو عليه هدف”، لكنها اعتبرت أن نجاح أي خطة لوقف إطلاق النار سيكون مرهوناً بـ”أن تشمل كل أنحاء البلاد، فجميع السوريين بحاجة إلى الأمن والحماية، وأن تكون متوافقة ومتزامنة مع العملية السياسية وتخدم أهدافها وتساعد على أن تكون المفاوضات جادة ومثمرة”.
وشددت الهيئة على ضرورة “أن تحظى (خطة خفض التصعيد) بآليات مراقبة ومحاسبة للمخالفين والمنتهكين، ولا يتم ذلك بشكل صحيح بعيدا عن الشعب السوري وإرادته، ودور مؤسساته الوطنية، التي تكفل عدم استغلال النظام للمدنيين في فرض الحصار على المناطق الأخرى والإذعان على الناس لقبول ما يسمى زوراً المصالحات المحلية”.
وكان المبعوث الدولي قد اشترط على وفود المعارضة تشكيل وفد واحد يضم، إلى جانب “الهيئة العليا” أعضاء من منصتي موسكو والقاهرة، وهو الأمر الذي لم يتحقق رغم اجتماعات مكثفة جرت خلال الأيام الماضية.
في هذا السياق، قال بيان الهيئة “تستمر اللقاءات التقنية بالتوازي مع المفاوضات السياسية، من خلال اجتماعات فنية تشاورية وغير رسمية يقوم بها مختصون من الأمم المتحدة مع نظرائهم من وفدنا وبحضور عضو من منصة موسكو وآخر من منصة القاهرة، في محاولة للوصول إلى توافقات مشتركة حول قضايا مثل الانتقال السياسي والدستور والانتخابات وغيرها. ونتائج هذه اللقاءات تتوقف على التوافق على القضايا الأخرى موضوع التفاوض وعلى الموافقة عليها من قبل الهيئة العليا للمفاوضات كمرجعية للوفد التفاوضي”.
وأضاف البيان “الحوار مع زملائنا السوريين في منصتي القاهرة وموسكو سيجري بعيداً عن الأمم المتحدة وخارج جولات التفاوض الرسمية بهدف استكشاف إمكانية العمل المشترك في وفد موحد مستقبلاً”.
في المقابل، قال رئيس وفد الحكومة السورية، السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري، إن وفده ركّز في هذه الجولة خلال اجتماعاته مع دي ميستورا، على موضوع “مكافحة الإرهاب”، واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي “أجرينا جولة مفيدة مع المبعوث الخاص وفريقه في هذه الجولة بجنيف، ركزنا فيها على موضوعين رئيسيين، هما موضوع مكافحة الإرهاب، والموضوع الآخر هو اجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين”. وأضاف “محادثات الخبراء الفنيين تطرقت بشكل رئيسي إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية، التي وردت في ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي، وتعرف بورقة 12 نقطة”.
وتابع الجعفري “تحدثنا عن مكافحة الإرهاب في ثلاث جلسات مع المبعوث الخاص وفريقه، جلسة اليوم الختامية كانت في معظمها للحديث عن هذا الموضوع، وشرحنا للمبعوث وفريقه آخر التطورات المتعلقة بمكافحة الإرهاب فوق الأراضي السورية”.
وشدد على أن وفده “حث المبعوث الخاص على الانخراط أكثر في نقل مشاغل النظام حول مسألة الإرهاب ومكافحته إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي، وكان الحديث عن مكافحة الإرهاب هو تبادل للأراء، ومفيد ومعمق”.
وكان دي ميستورا قد أعرب عن أمله في أن تُعقد لقاءات مباشرة بين المعارضة والنظام قريباً، في إطار عملية جنيف، إلا أن الجعفري قال إن “هذا لم يتم التطرق له”، معتبراً أن وفده “مستعد للحوار المباشر مع من وصفهم بالوطنيين من المعارضة”.
فرنسا تعدّ لمبادرة حول سوريا:رحيل الأسد ليس شرطاً
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ “أي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا، سيقابل بردّ مباشر”، معلناً في المقابل أن فرنسا “غيّرت عقيدتها في سوريا”، ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد ليس “شرطاً مسبقاً” لأي محادثات.
كلام الرئيس الفرنسي جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، في باريس الخميس. وكان ترامب قد وصل إلى العاصمة الفرنسية في زيارة تستمرّ يومين بدعوة من ماكرون، للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي “الباستيل”، والاحتفال بمرور 100 عام على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى.
وأعلن ماكرون أن بلاده ستعمل مع واشنطن على تشكيل “مجموعة اتصال” تحضيراً لـ”مرحلة ما بعد الصراع” في سوريا، ووعد بتقديم “مبادرة ملموسة” من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي “في الأسابيع المقبلة”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أنه سيتم تشكيل “مجموعة اتصال من أجل الاستجابة بشكل فعال وبهدف بناء حلول شاملة في مرحلة ما بعد الصراع”، وأشار إلى أن المجموعة ستضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ودولاً إقليمية، بالإضافة إلى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.
واعتبر ماكرون أنه “من البديهي” أن يشارك ممثلون عن النظام السوري في محادثات حول مستقبل سوريا، وقال “لقد غيرنا بالفعل العقيدة الفرنسية حيال سوريا، وذلك من أجل التمكّن من الحصول على نتائج والعمل بشكل وثيق جداً مع شركائنا وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية”، مضيفاً “لدينا رغبة في بناء حل سياسي شامل على المدى الطويل(…) في هذا الإطار، لا أجعل من رحيل وتنحية بشار الاسد شرطاً مسبقاً لتدخّل فرنسا”.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه اتفق مع نظيره الأميركي على “تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب”.
ترامب من جهته، أشاد بوقف إطلاق النار الذي أعلن مؤخراً في جنوب سوريا، معتبراً أنه يثبت “فائدة الحوار” مع روسيا. وجدّد الدفاع عن نجله البكر، مقللاً من أهمية دوره في قضية التواطؤ المفترض مع روسيا. وقال رداً على سؤال “في ما يتعلق بابني، إنه شاب رائع. لقد عقد لقاء مع محامية روسية. ليست محامية للحكومة بل محامية روسية”، وأضاف “من وجهة نظر عملانية، أعتقد أن معظم الناس كانوا سيقبلون بهذا اللقاء. كان لقاء قصيراً”.
وكان ترامب قد قال في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة المتوجهة إلى باريس، إنه يعتزم دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البيت الأبيض، لكنه اعتبر أنّ الوقت الحالي ليس مواتياً لذلك.
وبرّر ترامب ذلك بالقول إنّ تجنّب بوتين سيكون “أمراً سهلاً ولكنّ ذلك لن يكون خطوة ذكية”، بحسب تصريحاته التي نشرها البيت الأبيض.
وتابع الرئيس الأميركي “لنكُن الأشخاص الأذكياء وليس الأشخاص الأغبياء. الأمر الأسهل قوله لكُم بالنسبة اليّ هو أنني لن أدعوه أبداً واننا لن نتحاور يوماً مع روسيا”، مضيفاً أنّ عدم إجراء حوار مع روسيا هو “حماقة”.
“جنيف-7″ عتبة اخيرة قبل المفاوضات المباشرة؟
دينا أبي صعب
سبع نقاط ضمن سلة “مكافحة الارهاب”، طرحها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال اجتماعاته في اليوم الاخير مع وفدي الحكومة السورية ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، من دون أن يقدم آليات لتطبيق اقتراحه، أو تحديد الجهة المخولة بذلك، ليضاف الاجتماع الأخير إلى جلسات عقدت على مدار خمسة أيام من دون تحقيق أي خرق، فيما تقاطعت آراء عدد غير قليل من المشاركين في المحادثات حول أن “دي ميستورا لم يقدم جديداً، واكتفى بتكرار ملفات والتنقل من ملف إلى آخر نظراً لغياب جدول أعمال واضح أو طرح جديد لهذه الجولة”.
دي ميستورا الذي قدم أحاطته لمجلس الأمن حول مجريات جولة جنيف السابعة، حاول التمسك بالتفاؤل، على عادته، رغم الفتور الذي ساد معظم انطباعات المعارضين، والمقربين من وفد الحكومة السورية، حيال ما انتهت إليه الجولة السابعة “الفارغة من المضمون” حسب رأي أحد المعارضين. رغم ذلك ركز دي ميستورا على ما اعتبره ايجابيات خرجت بها جلسات التباحث، بالاشارة الى فريق العمل الذي أقر انشاؤه، لبحث المسائل الخلافية التي مازالت تعيق إنشاء وفد واحد للمعارضة، ومهمته أن يكون قادراً على تجاوز العقبة الابرز لمفاوضات جنيف، اي عدم جهوزية المعارضة لمواجهة فريق الجعفري، كندّ، بعد تجاوز عقبات الاختلاف في الطرح والنظر الى مستقبل سوريا.
وبينما توصلت منصتا الرياض والقاهرة إلى تفاهم تام على كل النقاط، برزت تباينات بين موقفي الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة موسكو على سلة دي ميستورا الأولى، سلة الحوكمة، وعلى تفاصيل العملية الانتخابية.
رئيس منصة موسكو وأمين حزب “الارادة الشعبية” قدري جميل، قال لـ”المدن”، إن المنصتين انجزتا اتفاقاً تاماً على سلة الدستور، وهذا سيمهد لتشكيل وفد موحد للمعارضة، خصوصاً مع استمرار الاجتماعات التشاورية في سويسرا اعتباراً من نهاية هذا الشهر. وعلى عكس معظم المتذمرين مما انتهت اليه هذه الجولة، قال جميل إن اندفاعة حقيقية حصلت هذه المرة. وأوضح “قد تكون هذه الجولة أفضل ما حدث من جولات حتى الان رغم التعتيم الاعلامي على منجزاتها”.
ويلمس جميل أن قرب نضج التفاهمات الدولية حول سوريا سيؤدي قريباً إلى تشكيل “وفد واحد غير موحد للمعارضة، سيكون جاهزاً على الارجح للمشاركة في الجولة الثامنة للمحادثات ونتوقع أن تكون هذه المرة وجهاً لوجه مع وفد الحكومة السورية”.
وتشير نقاط دي ميستورا السبع التي قدمها شفهياً للوفود السورية في اليوم الأخير من المحادثات، إلى اعتماد تصنيف الامم المتحدة للتنظيمات الارهابية في سوريا، “جبهة النصرة” (جبهة تحرير الشام) و”تنظيم الدولة الإسلامية”، وكل الفصائل المنضوية تحت هذين التنظيمين، وإلى ضرورة وقف تمويل الارهاب ونشر افكاره وتجفيف منابعه، وتحديد الدول الممولة للتنظيمات الارهابية، واعتبار أن سياسة التجويع والحصار تصنف أيضاً كعمل إرهابي؛ كما تشير الورقة إلى أن مسار محاربة الارهاب مواز لمسار الانتقال السياسي.
مصدر مقرب من وفد الحكومة السورية قال إن الجعفري اعتبر أن المبعوث الدولي مقصّر في طرح ملف الارهاب كمطلب رسمي موثق في بيانات الامم المتحدة، وطالبه بعرض هذا الملف على مجلس الأمن، وهو ما وعد به دي ميستورا خلال الجلسة الأخيرة من المحادثات معه.
ولدى إعلانه اختتام الجولة الحالية، قال دي ميستورا، إن الاجواء الدولية باتت مواتية لتحقيق انجازات على صعيد مكافحة الارهاب، وهذا الأمر ظهر فعلياً بعد اجتماعات هامبورغ، ولقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون. وأوضح “الكل مهتم بمساعدتنا في مهمتنا، نحن لا نعمل في فراغ”، وأضاف “أولوياتنا الآن توحيد المعارضة وترسيخ مناطق خفض التوتر، وهذا يتعزز في (مسار) أستانة المكمل لجنيف. المجتمع الدولي يريد تسريعاً في هذا الملف وطلبت من وفد الحكومة التحضير لمناقشة الانتقال السياسي وباقي السلال في الجولة المقبلة”.
بيان للتضامن مع بسمة قضماني
المدن – ميديا | الجمعة 14/07/2017 شارك المقال : 0Google +00
بيان للتضامن مع بسمة قضماني
بعد التضامن الواسع الذي نالته المعارضة السورية بسمة قضماني في وجه حملة شرسة طالبت باستبعادها من وفد الهيئة العليا المعارضة للمفاوضات في مؤتمر “جنيف 7″، أصدرت مجموعة من الناشطين والمثقفين والسياسيين السوريين، بياناً أكد مجدداً على التضامن مع قضماني، ومع نساء الثورة السورية عموماً، بصورة أكثر رسمية.
البيان الذي بدأ كمبادرة نسائية توسع ليشمل شخصيات متنوعة ضمن المعارضة السورية، وجاء فيه: “نحن مجموعة من نساء سوريا اللواتي شاركن في كل مفصل من مفاصل الثورة والحراك والحياة في سوريا، ومازلن نشارك حتى اللحظة في رسم معالم مستقبل سورية القادمة، ندين وبشدة استهداف النساء السوريات اللواتي يتصدين لصعوبات المشهد السياسي أو الاجتماعي واستخدام الأساليب التحريضيه ضدهن، من تشهير بسمعتهن وتلفيق الأكاذيب لهن والاستخفاف بالدور الذي يقمن به، وبناء عليه نعلن تضامننا الصريح مع الدكتورة بسمة قضماني في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها بغية تخوينها وإخراجها عن خطها الوطني بناء على شائعات”.
وأكمل البيان الذي وقع عليه 400 ناشط و13 منظمة حقوقية سورية: “إننا نعتبر أن الحرية التي ننشدها تكفل الحق في الاختلاف بالرؤى وطريقة تنفيذها، لكنها أيضاً تحرم استخدام أساليب التشويه والشائعات التي تماثل الأسلوب الذي يستخدمه النظام مع معارضيه، وتتطلب منا التزام المسؤولية والاحترام في الاختلاف”.
يأتي ذلك بعد أيام من اتهام قضماني بأنها “تمثل تياراً وفكراً خاصاً بها تعمل وتسعى لإسقاطه على ملايين السوريين، عرباً ومسلمين خاصة ابتداء من مهاجمتها للإسلام والقرآن وليس انتهاء في رفضها لعروبة سورية العربية، وسعيها من خلال تجميع من يؤيدون فكرها المتطرف غير المقبول من خلال مجمعات وأحزاب ودعمها لتطويعها كما تشاء”، وذلك في بيان انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشرته “شخصيات ثورية حرة” رفضت الكشف عن هويتها!
https://docs.google.com/a/almodon.com/forms/d/e/1FAIpQLSceib50ad2cL_vl52DrCTdq4hWdl7pjyqoIvd-l9CSh-AXT2Q/viewform?edit_requested=true
جدل بين الحريري وباسيل بشأن اللاجئين السوريين
رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن مسألة عودة اللاجئين السوريين ستناقش فقط مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
بيروت – قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجمعة إن لبنان لن يتعامل مع أي جهة بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم باستثناء الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وذلك في تصريح بدا وكأنه رد مباشر على اللقاء الذي جمع وزير خارجيته جبران باسيل الجمعة بالسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي.
ويضغط حزب الله وحلفاء مسيحيون لفتح قنوات التواصل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بوابة قضية اللاجئين والبحث عن حل ثنائي لإعادة توطينهم في سوريا بدل استمرار بقائهم في لبنان.
وقال الحريري “في الآونة الأخيرة برز نقاش حول عودة السوريين. وهنا أود أن أكرر موقفي من هذه المسألة بعبارات واضحة جدا”.
وأضاف “سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق والتخطيط المشترك مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة”.
وتحدث خلال اجتماع للجنة التوجيهية العليا للنازحين قائلا “نحن ندعم العودة السريعة والآمنة للنازحين السوريين، ومع ذلك فإننا لن نجبر، تحت أي ظرف، النازحين السوريين على العودة إلى سوريا”.
لكن وزير الخارجية اللبناني الذي التقى، الجمعة، بالسفير السوري في بيروت ينتصر لخيار الحل المباشر مع الأسد. وقال السفير إنه “ما دامت هناك سفارتان وشعبان تربطهما أواصر قربى عميقة واتفاقات ناظمة للعلاقات بين البلدين، فمن غير المنطقي أن يكون هناك وسيط بينهما”. وقال متابعون للشأن اللبناني إن تصريحات الحريري هي انخراط بشكل غير مباشر في جدل اللاجئين السوريين مع باسيل الذي يقف على الطرف النقيض.
وحث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الثلاثاء، في خطاب تلفزيوني بيروت على العمل مباشرة مع الحكومة السورية بشأن عودة اللاجئين.
ويضغط حزب الله وحلفاؤه للتسريع بإعادة اللاجئين في ضوء تأخر وصول المساعدات الدولية، معتبرين أن هؤلاء اللاجئين يشكلون ثقلا ديموغرافيا لا تحتمله التركيبة اللبنانية وهو إضافة، إلى تشكيله ضغوطا أمنية، يهدد التوازن الداخلي اللبناني ببعديه الاجتماعي والمذهبي.
ويختلف الساسة اللبنانيون بشأن التعامل المباشر للبنان مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين.
وارتفع منسوب النقاش حول قضية اللاجئين بعد الاقتحام الأخير للجيش اللبناني لأحد المخيمات بمنطقة عرسال في البقاع، والاتهامات التي وجهها له ناشطون بانتهاك حقوق اللاجئين السوريين والتركيز على خدمة أجندة حزب الله أكثر من التفكير في صورة لبنان.
وكان الحريري قال في تصريحات سابقة إن لبنان يقترب من “نقطة الانهيار” بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ سوري، وأضاف أنه يخشى اضطرابات قد تندلع بسبب التوتر بينهم وبين اللبنانيين.
دي ميستورا يشير إلى تقدم في مفاوضات جنيف السورية، ووعد بالدفع نحو حوار مباشر لاحقًا بين طرفي النزاع
إيلاف- متابعة
صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في ختام الجولة السابعة من مفاوضات السلام أن بعض التقدم تحقق، وأشار إلى أنه سيدفع باتجاه مفاوضات مباشرة بين دمشق والمعارضة في الجولة المقبلة من المحادثات.
إيلاف – متابعة: أعلن دي ميستورا للصحافيين في جنيف أنه ينوي الدعوة إلى جولة ثامنة من المفاوضات في مطلع سبتمبر، موضحًا أنه طلب من كل الأطراف، بما في ذلك الحكومة السورية، الاستعداد لمناقشة مسألة الانتقال السياسي الأساسية.
لا انهيار ولا اختراق
وقال إنه لم يجد أي مؤشر يدل على أن النظام السوري مستعد لمناقشة تشكيل حكومة جديدة، لكنه أكد أنه يأمل في أن تسمح ضغوط دولية في السير في هذا الاتجاه.
وأضاف مبعوث الأمم المتحدة بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج الجولة السابعة من المفاوضات التي انتهت الجمعة: “حققنا كما كنا نتوقع ونأمل، تقدمًا إضافيًا. لا اختراق ولا انهيار، ولم يرحل أحد”.
وبعد خمسة أيام من المناقشات، عقد دي ميستورا لقاء أخيرًا مع كل من وفد دمشق ووفد الهيئة العليا للمعارضة، اللذين لم يتمكنا من تقريب مواقفهما حول مكافحة الإرهاب والانتقال السياسي.
وقال رئيس الوفد الحكومي السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بعد اللقاء مع دي ميستورا: “تم التطرق خلال هذه السلسلة من المباحثات خصوصًا إلى موضوعين رئيسين، الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب، والثاني بمسائل تقنية دستورية”.
الانتقال طريقًا
أضاف “في هذا الإطار لفتنا انتباه المبعوث الخاص إلى المجازر الدموية للتحالف الدولي في الرقة والطبقة”، منددًا بـ”التسلل العسكري” التركي في شمال سوريا.
من جهته، قال نصر الحريري، الذي يقود الوفد المعارض، إن المعارضة قدمت تفاصيل “رؤيتها السياسية” حول الانتقال السياسي الذي يعني في نظر المعارضة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقد اتهم الوفد الحكومي بتجاهل هذا الموضوع عمدًا. وقال إن “الانتقال السياسي هو الطريقة الوحيدة لمحاربة الإرهاب”.
بدأت مباحثات جنيف بإشراف دي ميستورا في 2016، لكنها لم تحقق نتائج تذكر منذ ذلك الحين. ونجح الوفدان السوريان، اللذان لا يلتقيان مباشرة، في بداية 2017 في تحديد النقاط التي سيتم بحثها، وهي مكافحة الإرهاب والدستور والحوكمة وتنظيم انتخابات.
ومنذ بداية المباحثات تطالب المعارضة برحيل الرئيس السوري، لكن النظام يرفض قطعيًا بحث هذا الأمر.
مطار إيراني وسط سوريا… وتلويح إسرائيلي باستهدافه
فشل جديد في مسار جنيف التفاوضي
تل أبيب: نظير مجلي بيروت: بولا أسطيح
كشفت إسرائيل أمس عن مطار وسط سوريا قالت إن إيران استأجرته من النظام، ملوحة باستهدافه. في غضون ذلك اختتم مؤتمر «جنيف 7» أعماله من دون أي نتائج.
وأكدت أوساط عسكرية إسرائيلية أن المطار الذي استأجرته إيران، إلى جانب المفاوضات السورية – الإيرانية لإقامة قاعدة برية يرابط فيها مقاتلون من أتباع إيران، هما خطوتان لن تقبل ولن تسكت عنهما إسرائيل. وحسب تلك المصادر، سيرابط في المطار والقاعدة البرية نحو 5 آلاف من رجال الميليشيات المرتزقة من أفغانستان وباكستان تحت قيادة الحرس الثوري. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من تثبيت الوجود الإيراني في سوريا. وقال إنه «سيؤدي إلى نتائج ثقيلة الوزن».
من ناحية ثانية، فشلت الجولة السابعة من مفاوضات جنيف في تحقيق أي خرق يُذكر في مسار الحل السياسي، تماما كما فشلت قبلها الجولة الأخيرة من محادثات آستانة في التوصل إلى خطة لتحديد أربع مناطق «خفض تصعيد» وتقرير من سيتولى مهمة حفظ الأمن فيها. وفيما أعلن وفد المعارضة في اختتام «جنيف 7» أمس أن «المفاوضات لا تتقدم كما نريد ونرغب، وتستمر دون ثمرة تذكر، لأن النظام وحلفاءه وداعميه يعرقلون استمرارها ونجاحها لرفضهم الحل السياسي»، نفى رئيس وفد النظام بشار الجعفري التوصل إلى أي اتفاق لعقد مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وقال إن وفده ركز في المباحثات على موضوع مكافحة «الإرهاب» واجتماعات الخبراء القانونيين والدستوريين.
النظام يخرق اتفاق الهدنة بدرعا ويواصل غاراته بالغوطة
قال مراسل الجزيرة إن اتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا شهد خلال الساعات الماضية خروقا عدة من قبل قوات النظام التي واصلت قصف مناطق بالغوطة الشرقية، في وقت حققت تقدما في ريفي الرقة الجنوبي والغربي.
وأكد المراسل أن قوات النظام خرقت الاتفاق الذي رعته روسيا والولايات المتحدة بعد أن استهدفت بالقصف المدفعي بلدة اليادودة غرب درعا وبلدة إيب بريف المدينة الشرقي، والأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بمدينة درعا، وبلدتي العجرف والصمدانية بريف القنيطرة.
ويأتي ذلك في وقت صعدت قوات النظام والطيران الروسي هجومهما بالغوطة الشرقية حيث قتل 13 مدنيا في غارات على بلدتي عين ترما وزملكا في الغوطة الشرقية، كما أسفرت الغارات عن جرح عدد كبير من المدنيين ودمار واسع في الممتلكات.
وأكدت مصادر المعارضة المسلحة تعرض عدد من ضحايا قصف سابق بالغوطة لحالات اختناق رجحت أن تكون ناتجة عن استخدام قوات النظام أسلحة كيميائية. وقالت إن تسعة من مقاتلي المعارضة المسلحة أصيبوا بحالات اختناق وأعراض تنفسية أخرى.
من جهتها ذكرت شبكة شام أن مقاتلي المعارضة تمكنوا الجمعة من التصدي لجميع محاولات تقدم قوات الأسد على جبهات بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، وعطبوا جرافة، وقتلوا وجرحوا عددا من عناصر النظام.
جبهات مختلفة
وفي حلب قالت مصادر المعارضة إن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر السبت بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في محيط حي جمعية الزهراء ومنطقة الليرمون، بأطراف مدينة حلب الغربية، وترافقت مع سقوط قذائف عدة، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في بلدة كفر حمرة بشمال غرب مدينة حلب.
وفي ريف حماة الشرقي قصف الطيران الروسي اليوم السبت بشكل مكثف قرى بريفي مدينة السلمية في إطار العملية التي تشنها قوات النظام بدعم روسي شرقي حماة للوصول إلى آبار وحقول النفط في البادية السورية.
وكانت وكالة سانا الرسمية قد أكدت أن قوات النظام السوري سيطرت على عدد من القرى والآبار النفطية في ريفي الرقة الجنوبي ودير الزور الغربي بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت الوكالة أن قوات النظام قتلت عناصر من التنظيم ودمرت آليات وعتادا عسكريا قالت إنه عائد لمسلحي التنظيم خلال معارك ريف الرقة الجنوبي.
وكانت قوات النظام السوري حققت تقدما ملحوظا وسيطرت على مساحات كبيرة من البادية السورية في أجزاء من محافظات الرقة ودير الزور وحمص على حساب التنظيم.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
دي ميستورا: النظام غير مستعد لبحث الانتقال السياسي
قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه ليست هناك مؤشرات على استعداد النظام السوري لبحث الانتقال السياسي، مؤكدا أن أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب هي الحل السياسي.
وقال دي ميستورا في ختام الجولة السابعة من محادثات جنيف أمس الجمعة إنه ينوي الدعوة إلى جولة ثامنة مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، موضحا أنه طلب من كل الأطراف، بما فيها النظام، الاستعداد لمناقشة السلال الأربع (الحكم الانتقالي والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب)، وعقد مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام.
وأضاف أنه لم يجد أي مؤشر يدل على أن النظام السوري مستعد لمناقشة تشكيل حكومة جديدة، لكنه أكد أنه يأمل أن تسمح ضغوط دولية في السير في هذا الاتجاه.
وقال مبعوث الأمم المتحدة، بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج الجولة السابعة من المفاوضات التي انتهت الجمعة، “حققنا كما كنا نتوقع ونأمل تقدما إضافيا. لا اختراق ولا انهيار ولم يرحل أحد”.
وشدد دي ميستورا على أن أفضل طريقة لمحاربة الإرهاب في سوريا هي الحل السياسي المتفق عليه من خلال عملية انتقالية يقودها السوريون وفقا للقرار 2254.
ختام الجولة السابعة
وكانت الجولة السابعة من مفاوضات السلام السورية بجنيف انتهت الجمعة دون حدوث أي تقارب في المواقف بشأن مكافحة الإرهاب والانتقال السياسي.
وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إثر الاجتماعات “تم التطرق خلال هذه السلسلة من المباحثات خصوصا إلى موضوعين رئيسيين، الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب، والثاني بمسائل تقنية دستورية”.
ووصف المفاوضات بشأن مكافحة الإرهاب بأنها كانت “مفيدة ومفصلة”، معربا عن الأمل في أن تمر هذه المسألة من “الميدان النظري إلى مجلس الأمن الدولي”.
ونفى الجعفري التوصل إلى أي اتفاق لعقد مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وقال إن وفد النظام قدم رؤيته إلى المبعوث الدولي بشأن هذه النقطة.
أما رئيس وفد المعارضة نصر الحريري فقال -في مؤتمر صحفي عقب لقائه دي ميستورا- إن النظام السوري يستخدم ذريعة محاربة الإرهاب للتهرب من استحقاقات العملية السياسية، مضيفا “وفي الحقيقة نحن من يحارب الإرهاب”.
وأكد الحريري أنه “لا يمكن الوصول إلى الاستقرار وعودة اللاجئين وإعادة بناء سوريا إلا بتحقيق الانتقال السياسي ووقف إطلاق نار شامل، ولا بد كذلك من إنهاء نظام الأسد”.
وأوضح أن المعارضة قدمت تفاصيل رؤيتها بشأن الانتقال السياسي، واتهم ما سماه تعمد وفد النظام تجاهل هذا الموضوع، مؤكدا أن “الانتقال السياسي هو الطريقة الوحيدة لمحاربة الإرهاب”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017