أحداث السبت 18 حزيران 2016
بوتين يؤيد ضم المعارضة إلى حكومة الأسد
موسكو – رائد جبر
حذّر الرئيس فلاديمير بوتين أمس من احتمال انهيار الدولة السورية واعتبره «خطراً قائماً»، وقال إن بلاده تؤيد اقتراحاً أميركياً بدمج أطراف معارضة مع هياكل السلطة القائمة حالياً في دمشق. لكن الكرملين، في رسالة تحذير قوية، قال إن منطقة الشرق الأوسط «ستغرق في الفوضى في حال سقط نظام الرئيس بشار الأسد».
وسارع مسؤول أميركي إلى نفي كلام بوتين، قائلاً: «لا يوجد مثل هذا الاقتراح»، بحسب ما نقلت عنه «رويترز». وأوضح أن موقف الولايات المتحدة من رحيل الأسد لم يتغير، مشيراً إلى أن «بيان جنيف» (2012) يدعو إلى تشكيل «هيئة حكم انتقالية يتفق عليها الطرفان وبصلاحيات تنفيذية» وهو ما تفسره واشنطن بوجوب تنحي الأسد عن السلطة لأن المعارضة لن تقبل أبداً ببقائه. لكن لا يُعرف تحديداً الموعد الذي تريده واشنطن لتنحي الرئيس السوري.
وجاء كلام بوتين والرد الأميركي عليه بعد ساعات من قصف طائرات روسية مواقع تابعة لفصيل «جيش سورية الجديد» الذي يدعمه الأميركيون والبريطانيون ويقاتل تنظيم «داعش» في منطقة التنف بريف حمص الجنوبي الشرقي قرب الحدود السورية مع كل من العراق والأردن. وقال مسؤول أميركي الجمعة إن روسيا شنت غارة جوية ثانية على عناصر هذا الفصيل السوري حتى بعدما طلب الجيش الأميركي من موسكو عبر قنوات اتصال التوقف عن القصف، موضحاً أن «عدداً محدوداً» من العناصر قُتلوا في الغارات التي وقعت الخميس. وردت موسكو على هذه الاتهامات بالقول إن من الصعب أحياناً التمييز بين الفصائل المعتدلة والمتشددة، في رد مباشر على طلب الأميركيين من الروس عدم استهداف «جبهة النصرة» في شمال سورية بحجة صعوبة التمييز بينها وبين فصائل أخرى «معتدلة». ووجّه 51 ديبلوماسياً ومسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية رسالة احتجاج على سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما في سورية، مطالبين بشن ضربات تستهدف قوات الرئيس بشار الأسد. لكن مسؤولاً أميركياً قال إن من غير المرجح أن يغيّر أوباما من سياسته الحالية التي ترفض انخراطاً عسكرياً أكبر في النزاع السوري.
وأطلق الرئيس فلاديمير بوتين أمس سلسلة انتقادات شديدة ضد الغرب، قائلاً إنه «دعم الربيع العربي وأسهم في انتشار الفوضى في الشرق الأوسط». وقال في كلمة أمام منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن سورية «تواجه مشكلة الإرهاب وكذلك مشاكل سياسية داخلية مهمة أخرى»، مؤكداً أن موسكو لا تسعى إلى توسيع سلطة الأسد، إنما إلى تعزيز الثقة بين مختلف مكونات الشعب السوري من خلال إجراء مفاوضات سياسية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة، مضيفاً أن «الأسد وافق على ذلك». وأضاف أن واشنطن يجب أن تؤثر في المعارضة السورية من أجل المضي في طريق التسوية، مشدداً على أن «الأمر الرئيس في سورية هو منع انهيار البلاد، إذا تطور الوضع على نفس الوتيرة الحالية، فإن خطر الانهيار كبير»، معتبراً أن «هذا هو السيناريو الأسوأ لتطور الوضع».
وقال بوتين إن الأسد يعي أن أحد الأسباب الرئيسية للنزاع القائم في البلاد هو التناقضات الداخلية في المجتمع وإنه يوافق على وضع رقابة دولية صارمة على العملية السياسية في بلاده، كما أنه موافق على تشكيل قيادة فعّالة في سورية تثق بها البلاد بأكملها. وزاد: «المسألة ليست في توسيع السيطرة على هذه الأراضي أو تلك، مع أن هذا مهم جداً، المسألة في تأمين ثقة المجتمع بأكمله، ومجموعات المجتمع المختلفة بعضها ببعض، وتشكيل قيادة معاصرة فعالة على هذا الأساس، يثق بها كل سكان البلاد، ولا يوجد طريق آخر هنا سوى المفاوضات السياسية، نحن دعونا لذلك مرات عدة والرئيس الأسد تحدث عن هذا وموافق على هذه العملية».
وأضاف بوتين: «ما الذي يجب فعله اليوم؟ يجب العمل بنشاط أكبر من أجل إطلاق عملية تشكيل دستور جديد وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على أساسه. عندما كان الرئيس الأسد في موسكو نحن تحدثنا معه عن هذا، وهو وافق تماماً، بل وأكثر من ذلك، ثمة موافقة على الخضوع لرقابة دولية صارمة بمشاركة الأمم المتحدة».
ولفت إلى أنه «يجب التصرف خطوة خطوة وبعناية، لكسب ثقة جميع الأطراف المتنازعة، في حال حدوث ذلك، أعتقد أن هذا سيحدث على كل حال، وكلما كان هذا أبكر كان أفضل، عندها يجب التقدم، الحديث عن الانتخابات التالية والتسوية بشكل كامل».
وحذّر الرئيس الروسي من أنه لا يمكن التوصل إلى ديموقراطية من طريق القوة، معتبراً أنه «لا يوجد هناك طريقة أكثر ديموقراطية من تشكيل الحكومة على أساس الانتخابات وفقاً للقوانين التي تسمّى الدستور». وقال إن روسيا تعوّل على جهود الولايات المتحدة لتشجيع المعارضة السورية على الدخول في حوار بناء مع دمشق. وفي إشارة لافتة، قال بوتين انه «موافق على مقترحات شركائنا، وأولهم الولايات المتحدة، الذين يتحدثون حول هذا، حول ضم ممثلي المعارضة إلى الحكومة. هذا الاقتراح أميركي، وأعتقد أنه مقبول بالمطلق».
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن رهان أطراف غربية على إسقاط الأسد بالقوة قد يسفر عن إغراق المنطقة كلها في فوضى شاملة. ورداً على رسالة وجهها مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية تدعو إلى توجيه غارات ضد الجيش السوري والمساهمة في إسقاط الأسد، قال بيسكوف: «في أي حال من الأحوال لا يمكن لموسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى باستخدام القوة. ومن المشكوك فيه أن يساهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة بالمنطقة».
أكثر من 20 قتيلاً لـ”حزب الله ” في حلب الحريري يحمل بعنف على “مسلسل التورّط “
يبدو المشهد الداخلي عرضة لموجات متقلبة بين سخونة سياسية تتصل بأزمة الفراغ الرئاسي وما يتفرع عنها من أزمات وتعقيدات، ومبادرات جديدة يراد لها ان تحرك جمود هذه الازمة على غرار الاستعدادات الفرنسية لإيفاد وزير الخارجية جان – مارك ايرولت الى بيروت ولكن من دون أي أفق واضح لحظوظ هذا التحرّك الجديد. وفي ظل هذه الاجواء اكتسبت مواقف جديدة اطلقها الرئيس سعد الحريري مساء أمس في افطار هو الثاني اقامه “تيار المستقبل” لعائلات من زحلة والبقاع الاوسط في شتورا دلالات بارزة وخصوصاً لجهة الحملة الحادة التي شنها على “حزب الله” في مسألة تورط الحزب في الحرب السورية كما في موضوع ازمته مع القطاع المصرفي. وتناول الحريري في كلمته الحرب السورية وانعكاساتها على لبنان فقال: “انا غير مستعد لا من أجل مزايدات ولا من أجل انتخابات ولا من أجل أي شيء ان اسمح لأهلي ان يتعرضوا هنا في البقاع وفي لبنان لما يتعرض له أخوتنا في سوريا”. ولفت الى ان “لبنان بكل مناطقه وطوائفه بدءاً بالطائفة الشيعية الكريمة يدفع أثماناً لا تطاق لخيارات لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم” جراء مسلسل تورط “حزب الله وليس شيعة لبنان في حروب لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن مؤسساتنا الشرعية”. واذ رأى ان مشكلة العقوبات الاميركية “تعكس جانباً من هذه المشكلة”، أضاف ان الولايات المتحدة “تحاسب أو تعاقب حزب الله وليس اخواننا الشيعة ومعظم الدول الاوروبية أدرجته على لوائح الارهاب على خلفية عمليات أمنية منسوبة الى الحزب وليس اخواننا الشيعة وكذلك الامر بالنسبة الى السعودية والبحرين والكويت والامارات وقطر وغيرها من الدول العربية”. كما حمل على الحزب لتهجمه على القطاع المصرفي ومنعه منذ سنتين اكتمال النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.
يشار في هذا السياق الى ان معلومات موثوقاً بها توافرت أمس عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً في صفوف مقاتلي “حزب الله ” في جنوب حلب في اليومين الاخيرين بينهم فتى في السابعة عشرة من عمره، وذلك عقب نصب مكمن لهم وعدم توافر غطاء جوي روسي لقوة من الحزب كانت في مهمة قتالية. كما وقع عدد من الاسرى في صفوف القوة. واعتبرت هذه الحصيلة الخسارة الكبرى للحزب في معركة واحدة منذ معارك القصير في أيار 2013.
وفي سياق التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية، أفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الملف اللبناني سيكون مع الملف السوري على رأس قائمة المواضيع المدرجة في جدولي زيارتين لكل من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لباريس ابتداء من 26 حزيران الجاري. وتسعى العاصمة الفرنسية التي بدأت التحضير لزيارة وزير خارجيتها لبيروت في العاشر من تموز المقبل الى مزيد من المشاورات مع القوى الاقليمية والدولية للدفع نحو اخراج لبنان من المأزق السياسي المرتبط بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنتين.
استقالة… لا استقالة!
الى ذلك، برزت أمس ملامح تعقيدات في قضية استقالة الوزيرين الكتائبيين سجعان قزي وألان حكيم التي بدا في وجهها الحزبي انها تستبطن خلافاً صامتاً مرشحاً للخروج الى العلن بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والوزير قزي. وقد استرعى الانتباه ان الجميل قام بنفسه ظهر أمس بزيارة السرايا من غير ان يرافقه الوزيران قزي وحكيم حيث أبلغ رئيس الوزراء تمام سلام استقالة الوزيرين رسمياً وشدد على الاثر على ان “لا عودة عن الاستقالة”.
وقالت مصادر قيادة حزب الكتائب لـ”النهار” إن الإستشارات الدستورية التي أجراها الحزب بيّنت أن استقالة الوزير من الحكومة تُقدم خطياً إلى رئيس الجمهورية بموجب البند 4 من المادة 53 من الدستور وهو الذي يصدر مرسوما بقبولها مرفقاً بتوقيعه وحده بالإتفاق مع رئيس الحكومة، وفقاً لما يسمى “الصلاحيات اللصيقة بالرئيس”، وتالياً لا حاجة دستورياً إلى تقديم الإستقالة خطياً إلى رئيس الحكومة. وعلى هذا الأساس زار رئيس الكتائب الرئيس سلام وأبلغه استقالة وزيري الحزب.
وذكّرت بأن وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي قدم استقالة خطية إلى الرئيس سلام وصدر مرسوم بقبولها وبتكليف الوزيرة أليس شبطيني تولي وزارة العدل بالإنابة، وسرعان ما تبين للمستشارين القانونيين أن مرسوم قبول الإستقالة غير جائز قانوناً، كما أن لا حاجة إلى تكليف شبطيني وزارة العدل ما دام مرسوم التكليف صادراً عن رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان مع مرسوم تشكيل الحكومة. وما حصل بعد ذلك أن الوزير ريفي عاود مهماته بصلاحياته كاملة وليس في وضع تصريف الأعمال، علماً أن هذه العملية تقوم بها الحكومة وليس الوزير.
وقالت المصادر لـ”النهار” إن المكتب السياسي لحزب الكتائب سيثبت قراره بالإستقالة من الحكومة الإثنين المقبل، ويؤكد مرة أخرى أن لا عودة عنها.
بيد ان مصادر مواكبة لموضوع تبلّغ الرئيس سلام أمس من رئيس حزب الكتائب إستقالة الوزيرين قزي وحكيم قالت لـ”النهار” إن هناك من يرى ان الوزيريّن لا يزالان كامليّ الصلاحيات وإذا لم يمارساها فيعتبران منقطعيّن عن عملهما. ورأت انه كان من المفروض أن يزور الوزيران السرايا لإبلاغ رئيس الوزراء استقالتهما وهذا ما لم يحصل.
وسألت “النهار” الوزير قزي هل يشارك في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، فأجاب: “كل شيء وارد طالما أن الاستقالة لا مفعول تنفيذيّا لها”. وفي هذا السياق علمت “النهار ان الوزير قزي تلقى جدول أعمال الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس المقبل، كما تلقى إشعارا بعقد جلسة إستثنائية لملف النفايات للاستماع الى مجلس الانماء والاعمار.
51 ديبلوماسياً أميركياً لأوباما: يجب ضرب النظام السوري
المصدر: (و ص ف، رويترز)
وقّع 51 ديبلوماسياً في وزارة الخارجية الأميركية مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا وتطالب بضربات عسكرية لحكومة الرئيس بشار الأسد لوقف انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف الأعمال العدائية. ورداً على المذكرة حذرت موسكو من أن أي محاولة لإسقاط النظام السوري بالقوة ستؤدي الى تعميم الفوضى في المنطقة بكاملها، بينما نبه الرئيس فلاديمير بوتين الى احتمال انهيار سوريا إذا استمرت الاوضاع كما هي. ص10
وتولى التوقيع مسؤولون من وزارة الخارجية الأميركية من المستوى المتوسط إلى العالي شاركوا في اسداء النصح في شأن السياسة حيال سوريا. وكانت صحيفة “الوول ستريت جورنال” أول من نشرت الأمر.
ونقلت الصحيفة عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها أن المذكرة تدعو إلى تنفيذ “ضربات عسكرية موجهة” إلى الحكومة السورية في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذه السنة.
وستمثل أي ضربات عسكرية لحكومة الأسد تحولاً كبيراً في السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما منذ وقت طويل بعدم الإنحياز إلى أي طرف في الحرب الأهلية السورية.
وقال مسؤول أميركي لم يوقع المذكرة لكنه اطلع عليها إن البيت الأبيض لا يزال يعارض أي تدخل عسكري على نحو أعمق في الصراع السوري. وأضاف أن المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وأفاد مسؤول ثان طالع المذكرة إنها تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأميركيين الذين يعملون في الملف السوري ويعتقدون أن السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما غير فعالة. وقال :”باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط …على النظام”.
وتحدثت المذكرة إمكان شن غارات جوية، لكنها لم تشر إلى نشر مزيد من القوات الأميركية على الأرض في سوريا. ومن المعتقد أن للولايات المتحدة نحو 300 رجل من القوات الخاصة في سوريا ينفذون مهمات ضد “داعش” لكنهم لا يستهدفون حكومة الأسد.
وعن المذكرة قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: “إنه إعلان مهم وأنا أحترم العملية جدا جدا. ستتاح لي… فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود”. وأوضح أنه لم يطلع على المذكرة بنفسه.
جدل حول المذكرة
وسارع منتقدو أوباما الى استغلال المذكرة لتي تدعو أيضا الى انتقال سياسي يطيح الأسد من السلطة.
وصرّح دوغ أندريس الناطق باسم بول رايان رئيس مجلس النواب وهو من الحزب الجمهوري: “يؤكد هذا ما يقوله أعضاء مجلس النواب منذ سنوات: ليست لدينا استراتيجية للنصر على داعش… ليس لدى الرئيس أي نية للاستماع الى نواب الشعب المنتخبين… ربما أنصت أكثر الى الديبلوماسيين المحترفين المحيطين به”.
وفي ما وصفه مسؤولون آخرون بأنه محاولة للحد من الأضرار التي سببتها سياسات الرئيس قال مسؤول أميركي بارز إن من الطبيعي “في قضية معقدة كالأزمة السورية أن تكون لدينا آراء متعددة وهذا الخطاب يعكس ذلك”.
وفي المقابل، لفت مسؤولون أميركيون آخرون إلى خلو المذكرة من توقيع أي مسؤول بارز في وزارة الخارجية كوكلاء الوزارة أو مساعديهم أو السفراء.
وقال مسؤول بارز طلب عدم ذكر اسمه إن الكتاب موجه الى كيري وتالياً سيكون عليه التعامل معه وسيكون له القرار في شأن “رفعه” لأوباما ومستشاريه البارزين.
وأقر مساعدو أوباما في أحاديث خاصة بأنه حتى لو قرر الرئيس اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الأسد فإنها ستصير عملية أكثر خطورة نظراً الى وجود القوات الروسية وخصوصاً طائراتها الحربية التي تعمل الآن مباشرة على دعم الأسد. ومن شأن هذه الغارات أن تضع الولايات المتحدة في صدام مع روسيا.
ولم تتوقف المعارضة الداخلية على الأقل منذ فاجأ أوباما كيري في آب 2013 – وكذلك وزير الدفاع آنذاك تشاك هيغل ومساعدين بارزين آخرين- بالتراجع عن شن غارات جوية كان قد تعهدها إذا تجاوزت قوات الأسد “خطا أحمر” ضد استخدام الأسلحة الكيميائية. وقبل ذلك بتسعة أيام قتل هجوم بغاز السارين ما يصل إلى 1400 سوري.
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع شارك في وضع السياسة الخاصة بسوريا: “ذلك القرار دمر أي صدقية للإدارة لدى روسيا أو إيران أو الأسد نفسه. الكلام الهادئ دون امتلاك أي عصا ليس طريقة فعالة للتعامل مع أمثال هؤلاء الأشخاص”.
تركيا
وفي انقرة، صرّح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم انه لا يريد توتراً دائماً مع دول الجوار بعد الأزمات مع مصر واسرائيل وروسيا وسوريا في السنوات الاخيرة.
ونقلت عنه صحيفة “حريت” في مقابلة أولى مع الصحافيين الاتراك: “اسرائيل وسوريا وروسيا ومصر… ينبغي ألا تكون لدينا عداوة دائمة مع تلك الدول المطلة على البحرين الاسود والمتوسط”.
وتولى يلديريم، أحد الحلفاء المقربين من الرئيس رجب طيب اردوغان، رئاسة الوزراء في أيار الماضي خلفاً لأحمد داود أوغلو الذي قاد سياسة بسط النفوذ التركي في المنطقة.
ورأى بعض المحللين ان داود اوغلو مهد ليلديريم اتباع سياسة خارجية اكثر تصالحاً تسمح لتركيا باصلاح العلاقات مع اعدائها والعودة الى سياسة “صفر مشاكل” مع الجيران.
الكرملين يتوقع “انهيار” سوريا إذا بقيت الأمور على ما هي ويحذّر من “فوضى مطلقة” في المنطقة إذا أسقطت أميركا الأسد بالقوة
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب دعم الثورات الملونة وأحداث الربيع العربي مما أدى إلى تفشي الفوضى، محذراً من أن سوريا ستنهار إذا استمرت الامور على ما هي.
قال بوتين خلال مناقشة في إطار منتدى بطرسبرج الاقتصادي الدولي أمس إن سوريا تواجه مشكلة الإرهاب وكذلك مشاكل سياسية داخلية مهمة أخرى، مؤكداً أن موسكو لا تسعى إلى توسيع سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، بل إلى تعزيز الثقة بين مختلف مكونات الشعب السوري من طريق مفاوضات سياسية.
وأوضح أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية في إشراف الأمم المتحدة، مضيفا أن الأسد وافق على ذلك. وأضاف أن واشنطن يجب أن تؤثر في المعارضة السورية من أجل المضي في طريق التسوية.
وأعلن أنه يتفق مع مقترحات أميركية لإشراك أطراف من المعارضة في الحكومة السورية الحالية وأن الأسد يرى أن ثمة حاجة الى عملية سياسية. ولاحظ أن الأهم بالنسبة الى سوريا ليس أن يبسط الأسد سيطرته على أراض وإنما استعادة الثقة بالسلطات.
وخلص الى إن سوريا ستنهار لا محالة إذا استمرت الأمور على ما هي، وأن هذا سيكون السيناريو الأسوأ.
واتهم دولاً غربية بتأييد الانقلاب في أوكرانيا بدل دعم الانتخابات الشرعية، في حين أن منهج روسيا في هذا المجال يختلف كثيرا ويتمثل في “سياسة تعاون وإيجاد حلول وسط”.
وأبرز الرئيس الروسي ضرورة تنفيذ الاتفاقات الموقعة في شأن تسوية الأزمة الأوكرانية، معرباً عن اتفاقه مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشنكو على وجوب تعزيز بعثة المراقبين في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا، وربما حتى تسليح المراقبين الدوليين.
ودعا إلى معاودة الحوار مع الاتحاد الأوروبي، مبدياً استعداد روسيا لإبداء المرونة. وقال: “مستعدون لنلتقي شركاءنا في منتصف الطريق، ولكن لا يجوز أن يصبح ذلك لعبة مرمى واحد”.
واقترح معاودة الحوار على المستوى الفني بين الخبراء في شأن دائرة واسعة من المسائل، بما في ذلك التجارة والاستثمارات وإدارة الجمارك، في محاولة لإعمار قاعدة مواصلة التعاون بين الطرفين.
رد على تهديد أميركي
ورداً على رسالة وجهها ديبلوماسيون أميركيون الى الرئيس باراك اوباما دعوه فيها الى توجيه ضربات عسكرية الى النظام السوري من أجل اسقاط الاسد باعتبار ذلك سبيلاً ضرورياً لمحاربة “داعش”، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “في أي حال من الأحوال لا يمكن موسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى باستخدام القوة. وعلاوة على ذلك، من المشكوك فيه أن يساهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب بنجاح، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة في المنطقة”.
وأقر بأنه ليس لدى الكرملين أي معلومات موثوق بها عن رسالة الديبلوماسيين الاميركيين.
وعن الاتهامات التي سبق لواشنطن أن وجهتها إلى موسكو باستهداف المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة بغارات جوية روسية على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق، نصح بيسكوف الصحافيين بتوجيه أسئلتهم إلى وزارة الدفاع الروسية. لكنه أكد أن عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا مستمرة. وقال إن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في “التلاحم” والاختلاط بين “المعارضة المعتدلة” و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”. وكرر أن هذه الظاهرة لم تعد سرا على أحد، وهي تعرقل الى حد كبير الجهود لمحاربة الإرهاب.
الى ذلك صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث الى وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة على هامش منتدى بطرسبرج: “ليس سراً بالنسبة إلينا أن هناك قوى سياسية في الولايات المتحدة تدعو إلى حل عسكري (للأزمة في سوريا). إلا أن ذلك ليس طريقتنا”.
وقالت إن موقف روسيا من الأزمة السورية معروف جيداً، وإن “عملية المفاوضات وتشكيل مجموعة دعم سوريا وإطلاق الحوار السياسي بين السوريين بوساطة الأمم المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين خير دليل على ذلك”.
أنباء عن مقتل 24 من عناصر موالية للحكومة السورية في هجوم للمعارضة بريف حلب الجنوبي
القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، بمقتل 24 عنصراً على الأقل من المسلحين الموالين للحكومة السورية من جنسيات عربية وآسيوية، خلال القصف والاشتباكات التي دارت في ريف حلب الجنوبي.
وقال المرصد في بيان اليوم، إن ذلك جاء إثر هجوم الفصائل الإسلامية والمقاتلة وفصائل جيش الفتح من بينها جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وجيش التحرير والفرقة 13 وفيلق الشام وسيطرتها على قرى زيتان وخلصة وبرنة بريف حلب الجنوبي خلال الـ 24 ساعة الماضية .
وحسب المرصد ، قصفت طائرات حربية أماكن في أحياء طريق الباب وباب النيرب والشعار والمواصلات القديمة وضهرة عواد بمدينة حلب، وأماكن أخرى في منطقتي الشقيف والملاح، ما أدى الى مقتل وجرح عدة مواطنين، بينما سقط عدد من الجرحى ومعلومات مؤكدة عن قتيل على الأقل، جراء تنفيذ طائرات حربية صباح اليوم غارة على مناطق في حي الفردوس بمدينة حلب.
الجبير: متفقون مع الولايات المتحدة على إيجاد حل سياسي للأزمة ورحيل الأسد
السعودية – الأناضول – قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن “الأزمة السورية ستنتهي برحيل الأسد، إما بعملية سياسية أو بالسلاح”، وإن موقف المملكة تجاه الأزمة السورية متقارب مع موقف واشنطن، فكلاهما متفقان على “ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة ورحيل رأس النظام”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الجبير في وقت متأخر من مساء الجمعة، بمقر السفارة السعودية في العاصمة الأميركية واشنطن، عقب اجتماع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بالبيت الأبيض، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأشار الجبير إلى أن المملكة تسعى للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة، وأنها طالبت بتدخل عسكري في سوريا منذ البداية لحماية المدنيين، وأن “الأزمة ستنتهي بدون بشار الأسد، إما بعملية سياسية أو بالسلاح”.
وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، قال الجبير إن التحالف الذي تقوده المملكة “يبذل قصارى الجهد لتقليص الخسائر في اليمن.. نحن نريد حلاً سياسياً يؤدي لإطلاق مرحلة انتقالية ثم إعادة الإعمار”.
كما شدد وزير الخارجية السعودي على أن “الإمارات دولة أساسية في تحالف استعادة الشرعية باليمن، وأن موقفها في التحالف واضح جداً وهي ملتزمة وليس لدينا شك في ذلك”.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد قرقاش، قال خلال محاضرة ألقاها مساء الأربعاء الماضي بحضور محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، إن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة لبلاده، إلا أنه في اليوم التالي كتب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مؤكداً أن قوات بلاده الموجودة في اليمن “مستمرة في أداء دورها مع السعودية حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب”.
كما اتهم الجبير إيران، بـ “العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، والسعي لتصدير ثورتها، ودعم الإرهاب”، وقال “إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وتصدر الإرهاب، ولا تغيير في موقفنا تجاهها”.
وأضاف أن “طهران تشعل الفتن الطائفية في المنطقة وتنتهج سلوكاً عدوانياً”، مطالباً إياها بـ “احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة “مشهد” شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام الرياض لـ “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
وقال الجبير “إن اجتماع ولي ولي العهد بالرئيس الأمريكي كان بناءً وهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة”، مشيراً أن زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى واشنطن كانت “مثمرة وإيجابية”، وأن المحادثات الثنائية تناولت ملفات المنطقة وعدة ملفات أخرى.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن وفد ولي ولي العهد أجرى عدة لقاءات في واشنطن، منها ما كان مع رجال أعمال وممثلين لمؤسسات ولشركات أمريكية، وأخرى مع مسؤولين في غرفة التجارة والصناعة ومجموعة من الوزراء، وأخرى مع الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة.
لافتاً إلى أن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين ترمي إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتوضيح رؤية السعودية للعام 2030، مؤكّداً أن الردود كانت “إيجابية جداً”.
ووصل وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، في زيارة رسمية هي الثالثة له خلال عام.
ويبحث ولي ولي العهد خلال الزيارة عدداً من الملفات الاستراتيجية، تشمل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون الأمني، ومتابعة نتائج القمة الخليجية التي شارك فيها الرئيس الأميركي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض (أبريل/ نيسان الماضي)، وقضايا إقليمية خاصة بالأزمة السورية والوضع في اليمن والعراق وليبيا، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وجهود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق.
وسبق أن زار ولي ولي العهد السعودي أمريكا مرتين، إحداهما في مايو /أيار 2015 ، حيث التقى أوباما حينها مع كل من ولي العهد محمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، قبل انعقاد قمة كامب ديفيد لمناقشة العلاقات الأمريكية الخليجية، فيما جاءت زيارته الثانية في سبتمبر /أيلول الماضي ضمن الزيارة التي قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز
المعارضة السورية تسيطر على قريتين بريف حلب الجنوبي
حلب – الأناضول – سيطرت لفصائل المعارضة السورية، على قريتي “خلصة” و”زيتان” بريف حلب الجنوبي شمالي سوريا، بعد معارك عنيفة مع مليشيات شيعية مساندة للنظام السوري.
وقال أحمد الأحمد، المتحدث باسم فيلق الشام (أحد فصائل المعارضة المسلحة)، إن “فصائل المعارضة سيطرت في وقت متأخر من ليلة الجمعة، على ما تبقى في يد الميلشيات الشيعية التابعة لإيران من قرية خلصة، وواصلت بعد ذلك تقدمها باتجاه قرية زيتان المجاورة وسيطرت عليها في غضون ساعات”.
وأوضح الأحمد، أن “السيطرة على خلصة وتلتها الاستراتيجية، تتيح المجال لفصائل المعارضة التقدم باتجاه بلدة الحاضر، إحدى أهم معاقل المليشيات الشيعية في المنطقة، ما سيمهد للسيطرة على ريف حلب الجنوبي وانتزاعه من قبضة قوات النظام وحلفائه”، وفق تعبيره.
وكانت فصائل المعارضة السورية ممثلة بـ “جيش الفتح” (تجمع فصائل معارضة)، و”فيلق الشام”، أطلقت قبل نحو شهر معركة لـ “تحرير الريف الجنوبي من المليشيات الشيعية”، التي تقدمت في المنطقة مطلع العام الجاري، تزامناً مع التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا وبغطاء جوي منها.
وتقدمت الفصائل، منذ بدء المعركة، في عدة قرى وبلدات أهمها، بلدة خان طومان، حيث خسرت المليشيات وبينها “حزب الله” (منظمة لبنانية)، عدد كبير من مقاتليها من بينهم قياديين كبار، بحسب مواقع إيرانية وأخرى مقربة من حزب الله.
عشرات المعاقين وحالات بتر بسبب ضعف الإمكانات الطبية في الداخل السوري
محمد فواز
حماه ـ «القدس العربي»: «أسفر قصف النظام السوري للمدنيين عن عدد من القتلى والجرحى» جملة اعتاد الناس على سماعها كل يوم في أخبار سورية، وما يجول في الذهن من كلمة جرحى أن هؤلاء الناس نجوا من الموت وأمورهم بخير، لكن الوقائع وما يجري معهم يحكي شيئاً آخر.
مالك الرجب الناشط الطبي في مستشفيات ريف حمص يقول لـ «القدس العربي» : الإعاقات الناتجة عن القصف تنقسم إلـى بتر الأطراف بأنواعها، أو التشوهات الخطرة، أو شلل الوظائف الحيوية، أو الإصابات الدماغية، ومع مواصلة قوات النظام لقصفها اليومي والعشوائي على أغلب مدن سورية وقراهـا، يسـتمر فقدان كثيـر مـن السـوريين لأطرافهـم، وفي كثير من الحالات يلاقي الجرحى حتفهم، بسبب عدم توفر الوسائل الطبية الكافية للمعالجة، وخصوصاً مع وجود أساليب وأدوات جديدة للقصف مثل البراميل والعنقودي والمسماري، وفي كثير من الحالات نضطر إلى بتر الأطراف بشكل كامل بسبب عدم توافر الإسعافات اللازمة، ومن المؤلم أن نتسبب بإعاقة دائمة لإنسان بسبب ضعف الإمكانات الطبية اللازمة».
وتفيد تقارير إحصائية لمنظمات تعمل في المناطق المحررة أن عدد الجرحى والمصابين نتيجة الحرب بلغ أكثر من 265 ألف شخص. فيما تقدر تقارير أخرى بأكثر من مليون مصاب حتى نهاية 2015، ويعتبر تركيب الأطراف الاصطناعية لذوي الإعاقات ليس أمرا سهلاً، فكلفة ذلك كبيـرة وتتـراوح بين 500 و1200 دولار، مــا يجعـل الحصـول على طرف اصطناعـي أمـر يترافق مـع دعم من إحدى المنظمات أو الجهـات المانحـة، حسبما أفاد الناشط الإغاثي عروة الحمصي.
أبو عبد الله من ريف اللاذقية حكايته لـ»القدس العربي»: «منذ عام تقريباً أصيب أولادي الأربعة أثناء قصف النظام وأدى ذلك لبتر أرجلهم كلهم، كما أصيبت زوجتي في بطنها، وبعد أن تعافت تركت المنزل لأبقى وحيداً مع أطفالي الأربعة الذين أصبحوا معاقين، تهدم منزلي بالكامل جراء القصف، نصحني الناس بالذهاب إلى تركيا لعلي أستطيع تأمين أطراف اصطناعية لأطفالي الأربعة، أو مبالغ إغاثية كي أستطيع العيش، فأنا لا يمكنني الذهاب للعمل وتركهم وحدهم في المنزل، منذ سنة وأنا في انطاكيا ولم تبق جمعية أو جهة إغاثية إلا وراجعتها وأطلعتها على وضعي بدون فائدة».
وحتى من يكون له حظ الحصول على طرف اصطناعي، فإن معاناته لا تقف عند هذا الحد فهناك الكثير من المعوقات الجسدية والنفسية التي يعانون منها.
خالد – وهو عسكري منشق انضم للجيش الحر- وأحد ضحايا هذه الحرب، تعرض لإصابة بقدمه اليسرى مما أدى إلى بترها خلال اشتراكه في معارك في ناحية الزربة التابعة لمحافظة حلب.
لم يكن الوضع الجديد الذي يعيشه سهلاً، حيث يعيش حياة صعبة بعد الإصابة لكنه على الرغم من ذلك تأقلم مع الحالة الجديدة، كما يقول، ويضيف أنه كان في حالة أسوأ ولولا وقوف عائلته والأقارب والأصدقاء إلى جانبه لما تجاوز ما كان يعيشه، مشيراً إلى أن وضعه النفسي أثر على عائلته أيضاً.
وتحدث خالد عن معاناته التي لم تنته حتى بعد تركيب رجل اصطناعية له، التي حصل عليها بعد محاولات ومراجعات للأطباء والمراكز الطبية الموجودة بالقرب من الحدود التركية ولم تكن من النوعية الجيدة؛ فهو لم يتمكن من المشي أو الوقوف بالقدم الاصطناعية، وأنه بالكاد يستطيع التحرك بها، على الرغم من تأكيد الأطباء أنها من أفضل الأنواع.
ورغم أن خالد راجع منظمة أخرى مختصة بالأطراف الاصطناعية لعله يستطيع استبدالها بأخرى أفضل، غير أن رد الطبيب أكد له أنه لا يمكن مساعدته، وهو ما أصابه بحالة من اليأس والإحباط.
وتساءل: «إذا كان العالم غير قادر على وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، وغير قادر على تقديم المساعدة الطبية للشعب السوري، أفلا توجد في العالم كله منظمة قادرة على أن تتحمل مسؤولياتها وتقدم أطرافاً اصطناعية بجودة عالية، ومساعدات طبية ومالية للمتضررين من الحرب؟».
سيدات في دمشق يلجأن إلى الولادة القيصرية بسبب كثرة الحواجز
يمنى الدمشقي
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: انتشرت في الآونة الأخيرة في العاصمة دمشق خاصة ومحيطها عامة ظاهرة الولادة القيصرية والاستعانة بها عوضاً عن الطبيعية، إذ أن تعقيدات الحواجز المنصوبة داخل العاصمة دمشق كانت السبب المباشر للجوء السيدات إلى مثل هذه العمليات، كما أن حالات الوفاة المتزايدة التي شهدتها دمشق أسهمت في لجوء الكثيرين إليها، حتى وصلت بعض تلك الحوادث إلى ولادة سيدة داخل «تاكسي» في العاصمة دمشق مع غياب المعدات الطبية اللازمة التي تحتاجها الأم والطفل.
وكانت تلك الحواجز قد تسببت بوفاة العديد من الحالات جراء توقيفها لهم، ولعل أبرزها كان وفاة سيدة من جنوب دمشق فاجأها المخاض فخرجت من المخيم باتجاه أحد مشافي دمشق، لكن أوقفت على الحاجز المنصوب على مدخل المخيم وتم التحقيق معها وهي بوضع حرج جداً وسئلت عن احتمال تورطها في أي نشاط ثوري أو عمل إغاثي، ولم يكد ينتهي التحقيق حتى زادت الآلام على السيدة وتغيرت وجهتها فبدلاً من أن يتم نقلها إلى المشفى توفيت على الفور إثر نزيف حاد ونقلت إلى المقبرة، وبقي الطفل على قيد الحياة بعدها.
ولم تقتصر هذه الحوادث على منطقة بعينها بل شملت أغلب مناطق دمشق ووصلت لمرحلة الإعدام والقتل على الحواجز، وحكاية فاطمة ليست بالبعيدة عن ذلك، إذ قام زوجها ووالدتها بإسعافها ليلاً إلى أحد المشافي القريبة من حي برزة إلا أنه تم إيقافها على أحد الحواجز للتحقيق أيضاً، وما أن أنهيت الإجراءات وتابعوا طريقهم باتجاه المشفى حتى تم إطلاق الرصاص على سيارتهم فتوفيت على الفور الأم والزوج وأصيبت السيدة فاطمة برأسها لكن العناية الالهية أنقذتها وطفلها من الموت المحتوم.
هذه القصص مجتمعة دفعت الأهالي للتفكير بأخذ موعد للولادة القيصرية تحسباً لأي طارئ، وبالرغم من أن تكلفة العمليات القيصرية في دمشق ضعف الولادة الطبيعية إلا أن ذلك لم يمنع البعض من أن يستدين ويلجأ إليها، وهذا ما فعلته سمية التي تقول في حديثها لـ «القدس العربي»: لأنني في منطقة مهادنة للنظام وقد اقترب موعد ولادتي، خشيت أن أتعرض لأي من هذه الحوادث، وعلى الرغم من أن وضعي الصحي يسمح بإجراء ولادة طبيعية إلا أني آثرت حجز موعد للولادة القيصرية تجنباً لكل ذلك، وما زلت في انتظار ولادتي حتى الآن».
من جهة أخرى يقول الدكتور عمر الحكيم من مدينة المعضمية في حديث خاص أن سبب لجوء الكثيرين إلى الولادة القيصرية بدلاً من الطبيعية في مدينة المعضمية خاصة هو عدم وجود طبيب نسائي في المدينة المحاصرة، إضافة إلى الاعتماد على خبرة الأطباء الميدانيين فقط إلى جانب قابلة واحدة فقط، كما أن الحصار النفسي والغذائي يشكل عاملاً كبيراً للجوء السيدات نحو هذا النوع من الولادة وعليه فإن عدد الولادة شهرياً من 100-120 طفلاً، 20 منهم قيصرية أي أن النسبة تبلغ 13%.
وعن التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة للولادة يقول الطبيب عمر الحكيم «نعمل بحسب المتوفر لدينا، فبدلاً من استخدام ملقط السرة للطفل نستخدم خيطاً جراحياً، وعوضاً عن استخدام مخدر الماركائين نستخدم مخدر ليدوكائين 2% بسبب عدم توفرهم في المدينة».
ويتابع «أما في حال تعرضت السيدة للخطر فلا يكون هناك أي خيار أمامنا سوى توليدها، وفي حال ولد الطفل قبل أوانه واحتاج إلى حضانة فهنا نتعرض لمشكلة كبيرة بسبب انعدام أنابيب الأوكسجين في المدينة، وفي الشهور الثلاثة الأخيرة توفي خمسة أطفال جراء ذلك، لكننا كأطباء ميدانيين يبقى لدينا أمل بإنقاذ الطفل وأمه».
في دمشق اليوم أكثر من 300 حاجز، يضطر الأهالي هناك للتعايش مع مزاج كل حاجز منهم إن رغب بتسيير أمورهم أو عرقلتها، ويضطر المارة للانتظار بضع ساعات للمرور مع رفض قاطع للعسكريين لأي حالة صحية ومرضية، وما بين متذمر من الوضع الأمني الذي لا تزيده الحواجز الأمنية إلا تدهوراً وبين آخر يخشى من أي تدهور صحي لحالته، يبقى السوريون يحاولون بشتى الطرق التعايش مع الوضع المعيشي المفروض عليهم منذ خمس سنوات.
بذريعة أنها «مناطق عسكرية»… الوحدات الكردية تمنع المزارعين من جني محاصيلهم في ريف حلب الشمالي
مصطفى محمد
حلب ـ «القدس العربي»: اشتكى مزارعون في ريف حلب الشمالي، من منع الوحدات الكردية لهم من جني محاصيلهم الزراعية، بذريعة أنها «مناطق عسكرية»، وأشارت مصادر محلية إلى تعرض مزارعي مدينة «تل رفعت» شمال حلب للطرد من على مشارف مدينتهم التي سيطرت عليها «الوحدات الكردية» منتصف شباط/فبراير الماضي، بعد خوضها معارك طاحنة مع أبناء المدينة التي تعتبر من أهم معاقل المعارضة في ريف حلب.
وأكد مدير مكتب تل رفعت الإعلامي شهم أرفاد صحة هذه الأنباء، متهماً «الوحدات» بسرقة المحاصيل، وذلك عبر جلب عمال «مأجورين» إلى أراضي المدينة، لجني المحاصيل (قمح، عدس، كمون..)، والذهاب بها من ثم إلى مدينة عفرين.
وقال أرفاد لـ «القدس العربي»، «نحن نتحدث عن موسم كامل، وهذه الممارسات التي تقوم بها هذه «العصابة» لا يشابهها في التاريخ إلا ممارسات الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى منع أبناء المدينة من العودة إلى منازلهم.
وما يخشاه مدير المكتب الإعلامي هو السكوت الدولي عن الجرائم المرتكبة بحق أبناء المدينة، حيث قال «لقد هجر حوالي 60 ألف نسمة من سكان المدينة، بالإضافة للنازحين الذين كانوا فيها، وباتو في خيام لا يوجد فيها أي من مقومات الحياة».
بدوره أشار الرئيس السابق لمجلس محافظة حلب الحرة بشير عليطو في تصريحات لـ «القدس العربي»، إلى تسوير «الوحدات» لمدينة تل رفعت بساتر ترابي، مما أدى إلى منع المزارعين من الوصول إلى الأراضي التي تقع داخل الساتر، وأضاف عليطو وهو أحد من أبناء المدينة: «لقد سمحوا للمزارعين بأن يجنوا محاصيلهم في الأراضي التي تقع خارج الساتر، لكن بعد تعرضهم لمضايقات».
وعلى صعيد موازٍ أيضاً، ميّز الناشط الإعلامي أسامة حدبة بين ما وصفها بـ «عمليات الابتزاز» التي يتعرض لها المزارعون، وأوضح بهذا الشأن في حديث مع «القدس العربي» قائلاً «ما وصلنا من شهادات يؤكد أن الوحدات الكردية سمحت لبعض الأهالي بجني المحاصيل، لكن بشريطة بيعه لهم وبأسعار زهيدة».
وتابع «في المقابل شهدنا حالات منع فيها المزارعون من الوصول إلى أراضيهم، وقرار «الوحدات» هذا يؤكد أن المحصول كان منهوباً»، على حد تقديره.
لكن الناشط الإعلامي عمر الشمالي رأى في قرار منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم «أمراً مبرراً»، وقال «كل الفصائل العسكرية ومن دون استثناء تمنع المدنيين من الدخول إلى المناطق العسكرية، بما فيها فصائل المعارضة». هذا وتتمتع مدينة تل رفعت والمناطق المحيطة بها بتربة خصبة، كما يعمل العديد من سكانها في مجال الزراعة، ومن أهم المحاصيل التي تزرع فيها الحبوب، والبطاطا.
الخارجية الأمريكية: صبرنا بدأ ينفد ووقف الأعمال العدائية هش جداً والسبب انتهاكات النظام السوري المستمرة
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: بعد أن قرر الروس وقف القصف في حلب لـ72 ساعة وبدا وكأنه استجابة للتهديد الأمريكي بأن صبرهم ليس بلانهاية لإستمرار القصف وخرق وقف الأعمال القتالية، علق الناطق بإسم الخارجية الأمريكية جون كيربي انه من الصعب معرفة الوضع في حلب وقد شاهدنا بعض التقارير عن بعض الهدوء لايام عدة، «ولكن ما نريده ان يتحقق وقف الهجمات كلياً والتقيد بوقف الأعمال القتالية بدون تحديد زمني وعلى مستوى البلاد، وما زلنا نعمل مع الروس لتطوير آلية لتطبيق وقف الأعمال العدائية بطريقة شاملة وتوسيعه لتغطية كل سوريا ومن دون تحديد زمني».
وحول إتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للأمريكيين بأنهم يريدون إبقاء «جبهة النصرة» لخوض معركة ضد النظام السوري قال كيربي: «لقد كنا واضحين جداً منذ البداية عندما اعتبرنا جبهة النصرة منظمة إرهابية وهي ليست طرفاً في وقف الأعمال العدائية ولا دور لها في مستقبل سوريا ومازالت الغارات الجوية مستمرة ضدها من قبل الولايات المتحدة، واذا كانت روسيا والنظام السوري يريدان تركيز جهودهما ضد جبهة النصرة فإننا نحثهما لأن ينظرا بجدية لإقتراحاتنا تعزيز وقف الأعمال العدائية في شمال غرب حلب اي أن يجعل الروس النظام السوري يوقف هجماته خاصة ضد المعارضة المعتدلة في تلك المنطقة. ان وقف الأعمال القتالية العدائية الفعال في شمال غرب حلب سيتيح للنظام السوري إعادة تجميع قواته ضد جبهة النصرة في المناطق التي تسيطر عليها».
اما عن مطالبة لافروف للأمريكيين بالتحلي بالمزيد من الصبر للتوصل إلى التغيير السياسي والإنتقالي في سوريا، فأجاب كيربي «إن صبرنا بدأ ينفد وان وقف الأعمال العدائية هش جداً. وهناك سببان لذلك. الأول انتهاكات النظام السوري المستمرة، والثاني التهديد الدائم للشعب السوري وللمعارضة من قبل النصرة التي تسيطر على الموارد، ولقد ناقشنا ذلك الأمر مراراً وتكراراً مع الروس وقلنا لهم في السر والعلانية إن عليهم استخدام النفوذ الروسي لدى النظام السوري لأن يلتزم بوقف الأعمال العدائية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بدون أي إعاقة في كل أنحاء سوريا لملايين المحتاجين وضمان العودة للعملية السلمية».
وحول احتجاج المعارضة السورية ان 95 ٪ من مساعدات الأمم المتحدة تذهب للمناطق التي يسيطر عليها النظام علق كيربي «لقد شاهدنا هذه التقارير ولكن النظام السوري كما هو مسؤول عن معظم انتهاكات وقف الأعمال العدائية فإنه أيضاً مسؤول عن الحرمان الذي يعاني منه الشعب السوري لمنعه من دخول المساعدات وسرقتها وخاصة المساعدات الطبية».
بوتين لا يرغب بحرب باردة جديدة مع الغرب ويحذر من انهيار الوضع في سوريا
سان بطرسبرغ- وكالات: أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، عن عدم رغبة بلاده بخوض حرب باردة جديدة مع الغرب، قائلا «نأمل في خلق مناخ الاتفاق. «
جاء ذلك في كلمة له، أمس الجمعة، أمام جلسة بعنوان «استفادة الاقتصاد العالمي الجديد من الواقع»، خلال أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد في مدينة «سان بطرسبرغ» الروسية.
وبشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، على خلفية قرار موسكو ضم شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014، قال بوتين «لا نضمر الحقد لأوروبا، ويمكننا أن نلتقي معها في طريق مشترك». واشاد بوتين برغبة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب في إعادة العلاقات بين واشنطن وموسكو بشكل كامل، علما أنها تمر بأسوأ مرحلة منذ نهاية الحرب الباردة.
وصرح بوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ «أشيد باستعداد ترامب لإعادة العلاقات بشكل كامل بين روسيا والولايات المتحدة»، واصفاً إياه بـ»المتوهج».
وأضاف بوتين أنه يقبل حقيقة أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة، وأنه على استعداد للعمل مع الرئيس الأمريكي المقبل أيا يكن، لكنه لا يريد من الأمريكيين أن يملوا عليه كيف يعيش.
تأتي تصريحات بوتين بعد فترة عصيبة في العلاقات الأمريكية الروسية، والتي تدهورت بسبب الخلافات على قضايا مثل أوكرانيا وسوريا.
وذكر أنه يتفق مع مقترحات أمريكية بإشراك أطراف من المعارضة في الحكومة السورية الحالية، قائلا إن الرئيس بشار الأسد يرى أن هناك حاجة لعملية سياسية.
وتمثل هذه التصريحات تقدما في الموقف الروسي بشأن الأزمة السورية. كما تأتي بعد بيان من مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي حذر في وقت سابق من هذا الشهر من أن إجراء جولة جديدة من محادثات السلام مشروط باتفاق المسؤولين من كل الأطراف على معايير اتفاق للانتقال السياسي قبل مهلة تنتهي في الأول من أغسطس/ آب.
وأضاف بوتين أن الأهم بالنسبة لسوريا ليس أن يبسط الأسد سيطرته على كل الأراضي كما تعهد وإنما استعادة الثقة بالسلطات.
وقال إن سوريا ستنهار لا محالة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، مشيرا إلى أن هذا سيكون السيناريو الأسوأ.
«الجيش الحر» والائتلاف ينفيان لـ«القدس العربي» علاقتهما بمعارض سوري شارك في مؤتمر هرتسيليا الأسرائيلي
إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: نفت مصادر رسمية في المعارضة السورية و»الجيش السوري الحر» في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» علاقتهم بعصام زيتون، الذي شارك في مؤتمر هرتسيليا الأمني في مدينة تل أبيب بصفته «ناطقا باسم مكتب العلاقات الخارجية للجبهة الجنوبية»، التابعة للجيش السوري الحر.
زيتون الذي يصف نفسه بالمعارض السوري والقيادي في الجيش الحر، شارك في لقاء مباشر من مقر المؤتمر الذي يبحث في كيفية حماية الأمن الإسرائيلي عبر القناة الإسرائيلية الناطقة بالعربية «I24News»، مؤكداً أن المعارضة السورية «ماضية في إصرارها على مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والسلام»، على حد تعبيره.
وفي المقابلة المثيرة للجدل التي اطلعت عليها «القدس العربي» يسأل المذيع زيتون بالقول: «هل ضاقت بكم الأرض بما رحبت لتطرقوا أبواب إسرائيل (…) هل استغنت عنكم الدول العربية، وهل يمكن لإسرائيل أن تقدم الكثير للشعب السوري؟»، ورد زيتون بالقول: «هذا مؤتمر أمني استراتيجي موجود فيه سياسيون وضروري حضور المعارضة السورية.الشعب السوري يجب أن يكون ممثلا في هذه المؤتمرات، فأنا جئت لأشرح وجهة نظر ورسالة الشعب السوري بأننا لسنا إرهابيين وأننا موجودون ونصر على مطالبنا».
ورداً على سؤال «هل هناك من يستقبل هذه الرسالة في إسرائيل»، قال زيتون: «نحن نعمل بمساعدة أصدقائنا في مؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلية ومعاهد دراسات استراتيجية إسرائيلية من أجل إظهار الصورة الحقيقية لما يجري في سوريا… للأسف ما يجري في سوريا شوه فنحن نقاتل النظام والتنظيمات الإرهابية»، وذلك قبل أن يدين ما أسماه «التقصير العربي في مساعدة الثورة السورية».
المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، أكد في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أنه لا علاقة لمن وصفه بـ»المدعو زيتون لا من قريب ولا من بعيد بالجيش السوري الحر»، لافتاً إلى البيان الذي أصدرته الجبهة الجنوبية ونفت فيه صلتها بزيتون.
وجاء في البيان: «تنفي الجبهة الجنوبية أن يكون لها أي علاقة مع المدعو عصام زيتون والذي تناقلت وسائل إعلام اسمه على أنه ممثل للجبهة الجنوبية، وإننا إذ ننفي تلك الأنباء نؤكد أنها مجرد ادعاءات كاذبة ولا صلة للجبهة أو أي من فصائلها بالشخص المذكور لا من قريب ولا من بعيد».
من جهته، شدد القيادي في المعارضة السورية مصطفى أوسو على أن زيتون لا يمثل المعارضة السورية. وقال أوسو عضو الأمانة العامة والنائب السابق لرئيس الائتلاف السوري المعارض «المعارضة السورية بشكل عام لا تقيم علاقات مع إسرائيل ولا تحضر المؤتمرات التي تجري فيها، هذا هو الموقف العام للمعارضة السورية، بجميع تياراتها وأطرها القائمة، سواء في الائتلاف الوطني لقوى السوري أو هيئة التنسيق، وهما الإطاران الأكثر تمثيلا للمعارضة السورية، ويضمان غالبية مكونات المجتمع السوري»، مضيفاً: «لم نسمع أن أحدا من هذين الإطارين للمعارضة السورية خولا السيد عصام زيتون حضور أي مؤتمر في إسرائيل، ومع احترامي للسيد زيتون فإننا لم نسمع باسمه في المعارضة السورية».
ولم يقتصر الحضور العربي في المؤتمر على زيتون، حيث أكدت مصادر متطابقة أن 8 شخصيات عربية حضرت المؤتمر، ومنها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، وسفير مصر لدى إسرائيل حازم خيرت، وسفير الأردن لدى إسرائيل وليد عبيدات، وكذلك رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، وفادية أبو الهيجا من جامعة تل أبيب، ومدير سابق لمركز بروكينغز في قطر سلمان الشيخ، ورياض الخوري أستاذ جامعي أردني.
المعارضة السورية تستعيد مواقع بريف اللاذقية
أنس الكردي، باسم دباغ
استعاد مقاتلو المعارضة السورية، أمس الجمعة، مواقع عدّة في جبال التركمان بريف اللاذقية الشمالي بعد هجوم معاكس قُتل فيه عدد من قوات النظام، وذلك بالتزامن مع قصف تركي للمنطقة رداً على سقوط قذيفة على أراضيها.
وذكر فصيل “أجناد الشام” المعارض، على حسابه الرسمي عبر “تويتر”، أنّ “المواقع التي تمت السيطرة عليها حتى الآن هي برج الحياة وتلة عين عيسى وقرى عين عيسى والشحرورة والصراف”، مشيراً إلى مقتل عدد من قوات النظام خلال الهجوم.
في السياق نفسه، أكّد عضو الهيئة العامة للثورة في ريف اللاذقية، مجدي أبو ريان، السيطرة على المواقع المذكورة، لافتاً إلى تقدّم المعارضة كذلك في قرى كلز والقرمنلية، بعد قصف بصواريخ من طراز كاتيوشا تمهيداً للاقتحام.
وكانت قوات النظام قد بدأت هجوماً جديداً في جبل التركمان بهدف السيطرة على آخر مواقع قوات المعارضة، تمهيداً لبدء معركة في جسر الشغور بريف إدلب واستعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها “جيش الفتح” سابقاً.
وشهد ريف اللاذقية الشمالي هدوءاً في معظم الأوقات، بعد سلسلة من الهدن المؤقتة برعاية روسية شملت دمشق واللاذقية، قبل أن تعاود قوات النظام قصف القرى والبلدات تمهيداً لاقتحامها.
إلى ذلك، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أنّها قصفت بالمدفعية الثقيلة، مواقع تابعة لقوات النظام السوري، في جبل التركمان، رداً على سقوط قذيفة على أراضيها.
وأوضحت الرئاسة، في بيانها، أنّ قذيفة أُطلقت من قِبل قوات النظام، سقطت بالقرب من مخفر “غورنطاش” الحدودي، وقامت المدفعيات على إثر ذلك بتثبيت الموقع الذي أُطلقت منه القذيفة، ودمرته بالكامل.
وأضافت أنّ القصف التركي لمواقع النظام ساهم في استعادة المعارضة السورية بعض المواقع التي خسرتها خلال الأيام الماضية.
وذكرت الرئاسة أنّ قوات المعارضة تمكنت من بسط سيطرتها على قرى عين عيسى والقرمنلية وكلز وقرية البيضاء.
“يونيسف”: استغلال جنسي وعنف لأطفال اللاجئين بمخيم كاليه الفرنسي
جنيف ــ العربي الجديد
يعاني الأطفال من الاستغلال الجنسي والعنف والعمل القسري على أساس يومي في مخيمات شمال فرنسا، وفقاً لنتائج دراسة جديدة لمكتبي “يونيسف” في المملكة المتحدة وفرنسا، صدرت يوم أمس الجمعة.
وترسم شهادات الأطفال صورة من سوء المعاملة والمأساة، مع حالات من عبودية الديون والنشاط الإجرامي القسري، مثل مساعدة المهربين في محطات العبارات. كما يشكل العنف الجنسي تهديداً مستمراً، بما في ذلك الاستغلال الجنسي والاغتصاب للفتيان، والاغتصاب والبغاء القسري للفتيات. وفي مقابلات مع الفتيات، أشرن إلى ممارسات تبادل الخدمات الجنسية مقابل تسهيل سفرهن إلى المملكة المتحدة أو الإسراع في إجراء رحلتهن، وفق ما جاء في الدراسة.
وشملت الدراسة 60 طفلاً تراوح أعمارهم بين 11-17 من أفغانستان، ومصر، وإريتريا، وإثيوبيا، وإيران، والعراق، والكويت، وسورية، وفيتنام، يعيشون في سبعة مخيمات على طول ساحل القناة الإنجليزية (المانش). وفر العديد من هؤلاء الأطفال من الصراع وهم محاصرون الآن في المخيمات، يحاولون يائسين الوصول إلى أسرهم في المملكة المتحدة.
وذكرت الدراسة أن المهربين يفرضون في معظم المخيمات “رسوم دخول” يتم تحصيلها قبل السماح للقصر بالبقاء هناك. ويجد الأطفال غير المصحوبين بذويهم أنفسهم، وهم العاجزون عن الدفع، مجبرين على الموافقة على أداء مهام شاقة، مثل بيع المواد الغذائية في السوق الليلي غير الرسمي في ما يسمى بأدغال كاليه.
وتنتشر الشكاوى من البرد والتعب بسبب الظروف المعيشية المزرية. وأعرب بعض الأطفال عن رغبتهم في دخول قسم الأمراض النفسية في المستشفى في أعقاب حالات انهيارات عصبية ونوبات عدوانية وعنيفة.
ويتقاضى التجار ما بين 4 آلاف و5 آلاف و100 يورو للشخص الواحد لعبور القناة الإنجليزية، وهو أعلى سعر من أي وقت مضى. ودفعت زيادة التواجد الأمني الأطفال لأيدي هؤلاء المتاجرين، أو أجبرتهم على تحمل المخاطر من أجل السفر دون دفع، في بعض الحالات عن طريق إخفاء أنفسهم في الشاحنات المبردة.
وقالت نائبة المدير التنفيذي لـ”يونيسف” في المملكة المتحدة ليلى كابراني: “اتخاذ إجراءات فورية من قبل حكومة المملكة المتحدة قد يوقف وقوع الأطفال في أيدي المهربين، ويظهر جديتها في التمسك بالتزاماتها الأخيرة نحو الأطفال اللاجئين”.
وأضافت “يقول رئيس الوزراء إن السبيل لدخول الأطفال غير المصحوبين إلى المملكة المتحدة هو وجود أسرهم هنا، إلا أن النظر في حالات هؤلاء الأطفال يتم ببطء شديد. هذه المخيمات ليست مكاناً للطفل، ونحن نعرف أن هناك 157 طفلاً على الأقل في كاليه لهم حق قانوني في اللحاق بأسرهم في المملكة المتحدة”.
وعلى الرغم من أن متوسط الإقامة في هذه “الأدغال” هي خمسة أشهر، إلا أن بعض الأطفال امتدت إقامتهم لتسعة أشهر أو أكثر.
وتشير الدراسة إلى ارتفاع هذا المعدل بشكل سريع بسبب الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود وزيادة صعوبة هذه الرحلات. وبقاء الأطفال في هذه المخيمات لفترة أطول يعرض الأطفال إلى مزيد من المخاطر.
وتابعت “يونيسف” أنه على الرغم من أن حماية الأطفال غير المصحوبين هو التزام على الدولة، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل، إلا أن الاستجابة تأتي مجزأة وغالباً دون أخذ مصالح الطفل الفضلى في الاعتبار.
ودعت “يونيسف” في المملكة المتحدة الحكومة إلى بذل مزيد من الجهد لجمع شمل الأطفال اللاجئين غير المصحوبين الموجودين في أوروبا مع أسرهم في المملكة المتحدة، حتى لا يتعرضوا لأهوال مخيمات فرنسا، أو الظروف التي كانوا يعيشونها في دول أوروبية أخرى مثل اليونان، لفترة طويلة من الزمن.
حزب الله ينفي الاشتباكات مع الجيش السوري: “حملات مضللة“
بيروت ــ العربي الجديد
نفى حزب الله اللبناني في بيان أصدره، ليل أمس الجمعة، حصول اشتباكات بين مقاتليه والجيش السوري أو فصائل أخرى تدور في فلك النظام، أو سقوط قتلى، وذلك بعدما أكدت مصادر متعدّدة وقوع صدامات غير مسبوقة، من ناحية العنف، في ريف حلب الشمالي.
وقال الحزب في بيان إن “ادعاء سقوط عدد من شهداء حزب الله في غارات جوية للطيران السوري على مواقع لمجاهدي حزب الله في الأراضي السورية” غير صحيح.
واعتبر أن ما وصفه “أكاذيب تصدر عن ماكينة إعلامية اعتادت الكذب والافتراء وقلب الحقائق وتزوير الوقائع والقيام بحملات مضلّلة، وهي مرتبطة بأجهزة مخابرات محلية وعربية ودولية تهدف إلى رفع المعنويات البائسة للجماعات المرتبطة بأميركا وبإسرائيل وأدواتها التكفيرية”.
وأكّد البيان على “عمق تحالفنا وعلاقتنا الوطيدة بالجيش العربي السوري وسائر حلفائنا على أرض سورية الكرامة، وهي علاقة الدم والشرف والوفاء والمصير المشترك والمقاومة الثابتة والمعركة الواحدة حتى تحقيق النصر ودحر الإرهاب”.
وكانت مصادر إعلاميّة سورية معارضة تحدثت عن حصول اشتباكات بين قوات النظام من جهة، وعناصر حزب الله ومليشيا أبو الفضل العباس من جهة ثانية، في ريف حلب الشمالي، تزامناً مع إعلان روسيا هدنة في حلب لمدة ثمانية وأربعين ساعة.
وحصل الاشتباك على خلفية إدارة العمليات العسكرية الأخيرة التي شنّها الطرفان معاً في منطقتَي الملاح وحندرات، والتي تكبدت فيها قوات الطرفين خسائر كبيرة، لم تكن بطبيعة الحال، أقل من الخسائر اليومية، في ريف حلب الجنوبي.
” وكان الحزب قد نعى في اليومين الأخيرين أكثر من ثمانية قتلى، من بينهم طفل يبلغ من العمر 17 عاماً، كما أسرت “جبهة النصرة” أحد عناصر الحزب، ليرتفع عدد أسرى الحزب لديها إلى أربعة.
وتركت المعلومات عن وقوع عدد من القتلى في صفوف الحزب نتيجة الاشتباكات مع قوات النظام حالة استياء كبيرة بين صفوف مناصري الحزب، خصوصاً أن بيئة الحزب تنظر باحتقار إلى النظام السوري ومقاتليه. وتزايد هذا الاحتقار مع الوقت نتيجة ما ينقله مقاتلو الحزب، عن “جُبن” مقاتلي النظام، وتعاطيهم المخدرات وشرب الكحول، وتعرّض قوات الحزب لعمليات “غدر” من قبل مقاتلي النظام.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتصادم بها حزب الله مع جماعة النظام، لكنها الأعنف والأوسع. وسبق أن قام الحزب بتصفية عدد من ضباط النظام السوري في فبراير/شباط 2015، بعد اتهامهم بالخيانة نتيجة فشل الهجوم على مقاتلي الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، ومقتل قائد الهجوم، وهو ضابط إيراني، وعدد كبير من مقاتلي حزب الله.
وفي وقت لاحق، أدى توتر العلاقة بين ضباط الحزب ورئيس فرع الأمن السياسي السابق اللواء رستم غزالة إلى مقتل الأخير، وشكّلت هذه الحادثة ذروة الاصطدام ما بين ضباط النظام وحزب الله.
لكن متابعين للشأن السوري، قرأوا في الاشتباك الأخير، تعاظماً للخلاف الإيراني ــ الروسي في سورية، على خلفية الهدنة التي أعلنتها موسكو في حلب، التي قوبلت باستمرار القوات الإيرانية وحزب الله في القتال.
“جيش الفتح” يقلب ميزان القوى جنوبي حلب
خالد الخطيب
سيطر “جيش الفتح” على بلدات برنة وزيتان، واستكمل سيطرته على بلدة خلصه الاستراتيجية، ليلة الجمعة-السبت، بعد معارك عنيفة شنها مقاتلوه ضد قوات النظام والمليشيات المقاتلة إلى جانبه في ريف حلب الجنوبي.
عضو المكتب الإعلامي في “فيلق الشام” أحمد الأحمد، أكد لـ”المدن”، أن “جيش الفتح” قتل أكثر من خمسين عنصراً من المليشيات خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بينهم عناصر من “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية و”الحرس الثوري” الإيراني، وعناصر من جنسيات أسيوية، بالإضافة إلى أسر عدد من عناصر المليشيات بينهم عنصر من “حزب الله”.
ووفق الأحمد، فقد دمّر مقاتلو “الفتح” خلال المعارك التي استمرت منذ مساء الجمعة وحتى صباح السبت، 15 آلية عسكرية، بينها مدرعات ناقلة للجند “BMB” ودبابات وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة، أثناء انسحابها من مواقعها المتقدمة في زيتان وبرنة.
وجاء التقدم الأخير لمقاتلي “الفتح” بعدما عاودوا الكرة، وشنوا هجوماً جديداً على بلدة خلصه، التي بقيت فيها جيوب للمليشيات عند أطرافها الجنوبية والشرقية وتلة الحماية. وكانت خلصه المحور الرئيس للمعارك طيلة الأسبوع الماضي، وتمت السيطرة عليها بعد ثلاث حملات عسكرية منظمة.
ومهّد “جيش الفتح” لتقدمه في الأجزاء المتبقية من البلدة والتلال المحيطة بها، بقصف مكثف بالدبابات والمدفعية والهاون والصواريخ متوسطة المدى “كاتيوشا” و”غراد”. وتقدمت مجموعات المقتحمين خلف المدرعات وعلى الدراجات النارية لتصبح وجهاً لوجه مع المليشيات التي اشتبكت معها حتى ساعة متقدمة من فجر السبت.
وبينما كانت فصائل من “جيش الفتح” تتولى مهمة تأمين كامل خلصه من مقاتلي النظام والمليشيات، أشغلت فصائل أخرى تابعة لتحالف “جيش الفتح” جبهات الحويز وبرنة وزيتان والسابقية والسد، عبر قصف المواقع المتقدمة للمليشيات بالمدفعية والصواريخ، وشن هجمات وهمية على المواقع ذاتها، لتشتيت الجهدين الجوي والبري للنظام والمليشيات وروسيا.
وما أن تحققت لـ”جيش الفتح” السيطرة الكاملة على بلدة خلصه، حتى بدأت قوات النظام في بلدتي زيتان وبرنة بالانسحاب من مواقعها باتجاه بلدة الحاضر، لأنها أصبحت مكشوفة لنيران مقاتلي “الفتح” من ثلاث جهات، وبات طريق امدادها في متناول نيران “الفتح” الثقيلة والمتوسطة من مرابضها في تلال خلصه.
وشهدت بلدتا زيتان وبرنة عمليات مطاردة لقوات النظام والمليشيات المنسحبة، وأعلن “جيش الفتح” تمكنه من تفجير عدد من السيارات وقتل طواقمها، واغتنام كميات من الأسلحة والذخائر التي خلفتها المليشيات.
من جانبه، لم يتمكن الطيران الروسي من إنقاذ قوات النظام في هذه المعركة، رغم الغارات الجوية المكثفة التي شنها ضد مواقع “جيش الفتح” وطرق امداد قواته جنوبي حلب، مستخدماً كافة أنواع القنابل، الفوسفورية والعنقودية والفراغية، حيث استهدفت المنطقة بأكثر من خمسين غارة جوية طالت العيس والحميرة والقراص وخان طومان والخالدية والطريق الدولي حلب-دمشق.
ولم تفلح أيضاً قذائف المدفعية والصواريخ المنطلقة من مرابض قوات النظام في “معامل الدفاع” جنوب شرقي حلب، ومن بلدة الحاضر في إيقاف تقدم المعارضة، على الرغم من كثافة القصف التي حولت المنطقة إلى كتلة من نار خلال ساعات المعركة.
القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب علاء أحمد، أوضح لـ”المدن”، أن الاستراتيجية القتالية لـ”جيش الفتح” وفصائل المعارضة جنوبي حلب ناجحة للغاية، وأربكت المليشيات و”الحرس الثوري” الإيراني، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وباتت تقضم مواقع سيطرتهم بشكل متواصل عبر هجمات برية منظمة وهادفة.
وأضاف النقيب علاء بأن التقدم الأخير لـ”جيش الفتح” قطع الطريق على النظام والمليشيات وأصبح وصولها إلى الطريق الدولي حلب-دمشق، من الماضي، وذلك بعدما خسرت رأس حربتها المتقدم في برنة وزيتان، اللتين لا تبعدان سوى كيلومترات عن الطريق، وتفصلهما عنه بلدة الزربة فقط.
وأشار النقيب علاء إلى أن الهدف الأبرز لـ”جيش الفتح” الآن أصبح السيطرة على بلدة الحاضر بعدما وصل إلى مشارفها. ويمكّن التقدم الأخير لـ”الفتح”، من شنّ هجوم نحو الحاضر، وبشكل متزامن، من محورين شمالي وغربي، باعتبار منطقة الحاضر منطقة سهلية مفتوحة تسهل السيطرة عليها إذا ما تم ضرب الدفاعات الأولى.
وربما سيتبع “الفتح” الاستراتيجية ذاتها التي اتبعها في برنة وزيتان وخلصه، للسيطرة على الحاضر. أي عملية الالتفاف وتفادي مواجهة المواقع المتقدمة الأكثر تحصيناً والعمل على الخاصرة الخلفية. كما يمكن أن تحقق السيطرة على بلدات السابقية وعبطين والسد والشغيدلة، حصار الحاضر بشكل جزئي، وتهديد طريق الامداد نحوها، وبالتالي إجبار النظام والمليشيات على التراجع، وفق النقيب علاء.
معنويات مقاتلي “الفتح”، تشير إلى أنهم سيواصلون القتال جنوبي حلب، حتى الوصول إلى جبل عزان ومشارف “معامل الدفاع”، كي يستعيدوا المناطق التي خسروها إبان الهجمة البرية التي شنها النظام وحلفاؤه من المليشيات بغطاء جوي روسي، نهاية العام 2015. ولا يبدو الأمر شديد الصعوبة في ظل التقدم المتسارع لـ”الفتح”، والخسارات التي تتعرض لها المليشيات، والتي بدأت تنهار تباعاً.
مقاتلو “الفتح” يعون بأن الأهم في هذه المرحلة هو تحصين المواقع الجديدة التي سيطروا عليها، وبناء تحصينات هندسية، وتقوية الدفاعات ونصب قواعد رصد وأنفاق لتحميهم من ضربات جوية متوقعة من قبل الطيران الروسي، وهجمات معاكسة من قبل المليشيات لاستعادة مواقعها، فهي لن تستسلم بسهولة بالطبع.
من جانب آخر، يواصل الطيران الحربي الروسي والمروحي التابع للنظام، هجماتهما الجوية على مواقع ومدن وبلدات في حلب وضواحيها، على الرغم من الهدنة التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية في مدينة حلب، بدءاً من يوم الخميس الماضي، وتنتهي منتصف ليلة السبت. وطال القصف الجوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، السبت، أحياء طريق الباب والمواصلات والشعار وباب النيرب والفردوس والكلاسة وبستان القصر والشقيف وضهرة عواد، في مدينة حلب. وفي الضواحي الشمالية طال القصف بلدات حريتان وكفر حمرة. كما تركز القصف على الملاح وتل مصيبين وطريق الكاستلو، ما تسبب بمقتل عشرة مدنيين على الأقل وجرح ثلاثين آخرين.
تجارة الحروب: أموال الثورة في يد النظام
رائد الصالحاني
مع بدء حصار قوات النظام المناطق الخارجة عن سيطرته في محيط دمشق، وإحكام السيطرة على منافذها بهدف إخضاعها، سارع عدد من رجال الأعمال إلى تشكيل مليشيات مسلحة، لتقف إلى جانب قوات النظام في قتال المعارضة. وأصبحت هذه الميليشات، وأهمها “الدفاع الوطني” تشكل مراكز قوى حاكمة في سوريا، وباتت ذات سلطة أكبر من قوات النظام. فلا رادع لها، تصول وتجول كما يحلو لقيادتها، وتتاجر بالمحروقات والسلاح والمخدرات.
ومع استمرار حصار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومع الدعم المستمر من قبل الدول والداعمين، لم يجد قادة الفصائل مورداً للسلاح ومعبراً للأموال الآتية من الممولين الخارجيين، سوى المليشيات الموالية للنظام، التي سيطرت على التخوم بينها وبين مناطق النظام، بالإشتراك مع مليشيات “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة”.
الغوطة الشرقية، مثلاً، محاصرة منذ ثلاثة أعوام تقريباً، والجبهات لم تهدأ منذ عامين. والغنائم التي تستولي عليها فصائل المعارضة لا تشكل إلا جزءاً صغيراً من الذخيرة التي يتم استهلاكها في المعارك، فضلاً عن الحاجة إلى المحروقات لتسيير السيارات والمدرعات. بالإضافة إلى حاجة الغوطة إلى تبديل الدولارات التي تأتي من الداعمين الخارجيين للفصائل، من خارج سوريا، بالعملة السورية. ولم يجد قادة الفصائل إلا تجار حرب تابعين لمليشيات “الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية” لشراء الأسلحة منهم وتوريدها إلى الغوطة، بصفقات سرية جداً، عبر المعابر مع دمشق، والتي يسيطر عليها الطرفان بنقاط تماس مباشرة.
وتعتبر المناسبات “الوطنية” ورأس السنة وخطابات الأسد، إحدى أهم أيام تجارة السلاح في دمشق وريفها، إذ لا خطاب للأسد إلا ويليه إطلاق رصاص بملايين الليرات في أغلب الحواجز الرئيسية والفرعية، فيتم سحب كميات كبيرة من الذخيرة دون محاسب، وإدخالها إلى المناطق المحررة مقابل مبالغ مالية يتم قبضها بالعملة الصعبة.
ويساهم كثير من التجار المرتبطين بالنظام، وقادة المليشيات الموالية، بإدخال الأموال من خارج سوريا عبر “مكاتب تحويل” غير رسمية، ليتم تبديلها عبر وسطاء مع “المصرف المركزي” في دمشق، مع اقتطاع نسبة لقادة المليشيات والتجار.
وبالتالي، فإن التناقض يصبح بأن مصير أموال المعارضة من العملة الصعبة يصير بيد النظام، الذي تسعى المعارضة لتقويضه، والتعجيل بانهيار إقتصاده، منذ خمسة أعوام. ومدخول النظام شهرياً من المناطق المحاصرة، وفق مصادر “المدن”، يعادل ملايين الدولارات. فإذا توقفت عملية التحويل، لمدة شهر واحد، ستفقد الغوطة الشرقية الليرة السورية، مع وجود كمية هائلة من الدولارات التي تأتي للفصائل والمنظمات الإغاثية والطبية العاملة في المنطقة.
في جنوب دمشق، يقول عضو في “مجلس محلي” لأحد الأحياء المحاصرة، لـ”المدن”، إن بعض قادة فصائل المعارضة على تواصل مباشر مع مليشيات محلية موالية للنظام، تقوم بجلب مبالغ طائلة شهرياً دعماً للفصائل، بالتنسيق بين الطرفين وتحويلها لليرة السورية. ثمّ يتم إدخال السلاح والذخيرة بدلاً من هذه الأموال. يتابع المصدر: “نحن اليوم نقاتل النظام بأموالنا، نقوم بدفع الملايين له ودعم مليشياته المقاتلة بطريقة غير مباشرة، لنحصل على سلاح ونقوم بفتح معركة مع المليشيات نفسها، كأننا ندور ضمن حلقة مغلقة”. والسلاح الذي يصل إلى المعارضة عبر هذه المنافذ، خاضع لمعايير النظام، وهو بمجمله عبارة عن ذخائر لأسلحة خفيفة.
والميليشيات تتعمد كل فترة، قطع الوارد من الذخيرة والسلاح، لترفع السعر، ويضطر بعض القادة إلى شرائها رغم الغلاء، كي لا تفرغ مستودعاتهم من الذخيرة.
ولا تكتفي هذه الميليشيات بالإتجار بالسلاح والمحروقات، بل وصل الأمر إلى إخراج المصانع والسيارات من المناطق المحررة وشرائها بمبالغ صغيرة جداً وإفراغ المناطق المحررة من الأدوات الصناعية. ويقول مصدر في ريف دمشق لـ”المدن”، إن مسؤولين تابعين للمعارضة قاموا في السنتين الماضيتين بإخراج مئات المعامل إلى خارج الريف، عبر وسطاء وتجار، بالتنسيق مع الملشيات الموالية للنظام، في ضاحية الأسد، وبيعها بمبالغ محدودة جداً مقارنة بأسعارها. ويقول آخر إن مليشيا “الدفاع الوطني” هي القائم الأول على مصالحات ريف دمشق، وهي المسؤولة عن المناطق المهادنة بشكل مباشر، وبدورها تتحكم في كل شيء يدخل إلى تلك المناطق فتقوم بإجبار كثير من التجار بشراء البضائع التي ستدخل المناطق المهادنة من متاجر معينة يملكها قادة تلك المليشيات. ولنفرض أن تلك الأموال لا تساهم بشكل مباشر بدعم النظام إقتصادياً، فهي على الأقل تستطيع تغطية تكاليف عناصر هذه المليشيات من رواتب وغيره.
وتعتبر عمليات تجارة السلاح وغيرها منظمة وتعلم بها القيادات بشكل مباشر، فيما يقوم بعض القادة الميدانيين لمليشيات “الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية” بعمليات وصفقات فردية تجلب مردوداً عالياً من المال. فالتجارة بالمعتقلين والسعي لإخراجهم مقابل مبالغ طائلة تعتبر أهم موارد هؤلاء القادة، فضلاً عن تسيير الأعمال اللاقانونية، والقيام باستثمارات عديدة داخل دمشق وفي محيطها، لتبيض الأموال المسروقة عبر مشاريع صغيرة تعتبر أبرزها الملاهي الليلة التي يتم افتتاحها مؤخراً في منطقة جرمانا.
ناشطون سوريون: مقتل 7 واصابة 40 بقصف للمعارضة على حي الشيخ مقصود بحلب
بي. بي. سي.
قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن 7 اشخاص قتلوا واصيب 40 بجروح في قصف للمعارضة المسلحة طال فجر السبت حي الشيخ مقصود في مدينة حلب الشمالية الذي تسيطر عليه “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وحي الشيخ مقصود يقع الى جوار طريق كاستيلو، الطريق الوحيد المؤدي الى الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون في حلب.
وكان القصف الجوي والمدفعي الكثيف الذي شهده محيط الطريق في الاسابيع الاخيرة قد اغلقه عمليا مما جعل مئات الآلاف من سكان حلب يعانون من حالة حصار من الناحية الفعلية.
وكان المئات قد قتلوا في حلب منذ انهيار مفاوضات السلام في نيسان / ابريل الماضي، وتحاول حكومة الرئيس السوري بشار الأسد استعادة سيطرتها على المدينة المقسمة الى احياء تسيطر عليها الحكومة واخرى يسيطر عليها المعارضون.
وكان هؤلاء المعارضون قالوا في الماضي إن قصفهم لحي الشيخ مقصود انما هو رد على محاولات ميليشيا وحدات حماية الشعب قطع طريق كاستيلو.
يذكر ان وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر على كامل حدود سوريا الشمالية مع تركيا تقريبا، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة في حملتها ضد التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية” في سوريا.
يذكر ايضا ان العديد من الفصائل “المعارضة” في الغرب السوري لا تثق بوحدات حماية الشعب، وتقول إن هذه الوحدات تتعاون مع حكومة دمشق وهي تهمة تنفيها الوحدات.
ولم يكن لهدنة الـ 48 ساعة في حلب التي اعلنت عنها روسيا يوم الخميس تأثير يذكر على سير القتال، إذ تواصل القصف المدفعي والغارات الجوية.
ويتعرض حي الشيخ مقصود لقصف مكثف منذ اواسط شهر شباط / فبراير الماضي راح ضحيته اكثر من 132 قتيل و900 جريح، حسبما يقول المرصد مضيفا ان حصيلة قتلى يوم السبت مرشحة للارتفاع.
جنرال إيراني: حلب والفلوجة خطا دفاع عن طهران
قال كبير مستشاري فيلق القدس الإيراني العميد أيراج مسجدي إن القتال في سوريا والعراق يهدف إلى الدفاع عن حدود البلاد وإيجاد عمق أمني لها.
وأشار مسجدي، وهو مستشار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى أن من سماها التيارات التكفيرية وبدعم من السعودية وإسرائيل -كما قال- تستهدف سوريا والعراق للاقتراب من الحدود الإيرانية.
وأكد الجنرال الإيراني أن حلب والفلوجة وبقية المناطق السورية والعراقية تعد الخطوط الأمامية لما وصفها بجبهة المقاومة الإسلامية، وأن قوات الحرس الثوري والباسيج (قوات التعبئة الشعبية) ستبقى في ساحات القتال حتى القضاء على آخر عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتكبدت إيران خسائر كبيرة في قياداتها العسكرية بقتالها إلى جانب النظام السوري في سوريا، حيث فقدت خلال أبريل/نيسان الماضي خمسة قادة، أحدهم برتبة عقيد، إضافة إلى 26 عسكريا.
وفي آخر حصيلة عن الخسائر الإيرانية بسوريا، أعلنت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي مقتل اثنين من الحرس الثوري خلال مواجهات في سوريا ليرتفع إلى 284 عدد القتلى من العسكريين الإيرانيين بسوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مقترح حل سوري يستوحي تجربة 5+1
فادي جابر-غازي عنتاب
اقترح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة قبل أيام تشكيل آلية تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بغية إيجاد حل سياسي في سوريا ضمن آلية جديدة.
ووفقا للائتلاف فإن الآلية المقترحة ستحول دون احتكار كل من الولايات المتحدة وروسيا للحل في سوريا، وهو ما لم يأت بأي نتيجة حتى الآن، على حد وصف رئيس الائتلاف الذي أوضح أن المعارضة تنتظر ردا أوروبيا على المقترح.
وجاء الاقتراح ضمن تصريح صحفي عقب الاجتماع التشاوري الرابع الذي عقد الأربعاء بين الائتلاف الوطني المعارض وهيئة التنسيق الوطني (من المعارضة السورية في الداخل) برعاية أوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل.
عمل مجد
وأشارت سميرة المسالمة نائبة رئيس الائتلاف الوطني إلى أن الهدف من مبادرة “خمسة زائد واحد أو ثلاثة زائد ثلاثة” هو ايجاد دائرة عمل مجدية، بعدما أثبت تجربة مجموعة أصدقاء سوريا أنها غير قادرة على التأثير بالملف السوري كما كان يفترض لها.
وأكدت المسالمة أن المبادرة جاءت لتكون الدول المحركة لمجموعة دعم سوريا، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ضمن من يقود الملف مع أميركا وروسيا والصين.
وتؤكد المسالمة للجزيرة نت أن العامل الخارجي هو الفاعل في تحريك الأوضاع على الأرض في ظل تشابك التدخلات الخارجية في الشأن السوري، موضحة أن “عدم تحقيق مجموعة دعم سوريا أي نتائج يمكن أن يوصف بالفشل الدبلوماسي، وهو ما يدفع السوريون ثمنه من دمائهم، على حد تعبيرها.
وتأمل المسالمة أن يشكل دخول الاتحاد الأوروبي إضافة هامة في معادلة الصراع السوري بغية تحقيق هدف السوريين بالتغيير الديمقراطي وتحقيق الاستقرار في بلادهم، خاصة ان الولايات المتحدة الاميركية غير حاسمة في موقفها حتى الآن، ما يطيل أمد معاناة وعذابات السوريين.
المسالمة أوضحت للجزيرة نت أنه وفي “مقابل وقوف روسيا التام إلى جانب النظام السوري فإن دخول الاتحاد الأوروبي قد يشكل عاملا مساعدا لنا في هذه الظروف إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المصالح الروسية لدى الاتحاد الأوروبي”.
مسار طويل
من جهته يرى الصحفي والمحلل السياسي عبد الله الغضوي أن المقترح “كارثي” ويضيف للجزيرة نت إنه يعكس ما وصفه بيأس الائتلاف من الحل ومحاولته التذاكي على المجتمع الدولي، على حد تعبيره.
وأشار الغضوي إلى أن محصلة قوى الائتلاف وتأثيره على الأزمة باتت صفرا، على حد قوله، كما أن هذا الطرح الذي قدمه يعد نوعا من التنازلات المتأخرة في ظل قلق من فقدان قيمته السياسية.
ويرى العضوي أن “الكارثي في هذا الطرح حالة الإسقاط بين الملف النووي الإيراني والأزمة السورية، وهذا أيضا عكس جهلا سياسيا”.
وأوضح أن مفاوضات ٥+١ حول الملف النووي الإيرني بدأت سنة ٢٠٠٦ وتوجت بتوقيع الاتفاق النووي الإيراني في يوليو/تموز 2015، وهو مسار طويل من المفاوضات إذا طبق على ملف سوريا سيكون فيه الشعب السوري قد انتهى من الوجود، على حد تعبيره.
المعارضة تسيطر على مناطق جديدة بريف حلب
أعلنت المعارضة السورية أنها سيطرت خلال ساعات على ثلاث بلدات وقرى استراتيجية في ريف حلب الجنوبي شمالي سوريا بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها, بينما أوقعت الغارات على مدينة حلب ومناطق أخرى مزيدا من الضحايا المدنيين.
فقد أعلن جيش الفتح أنه سيطر في وقت مبكر اليوم السبت على قرية “برنة”، وكان قبل ذلك بساعات قد سيطر على بلدتي “خلصة” وزيتان”.
وقالت مصادر من المعارضة إن جيش الفتح يتقدم باتجاه بلدة الحاضر التي توصف بأنها معقل لمليشيات أجنبية (عراقية وأفغانية وإيرانية وحزب الله اللبناني) جنوب حلب.
وقالت مصادر جيش الفتح إن عشرات من أفراد المليشيات ومن حزب الله اللبناني والمقاتلين الإيرانيين لقوا حتفهم في معارك خلصة وزيتان.
وقال المتحدث باسم “فيلق الشام” أحمد الأحمد إن السيطرة على بلدة خلصة وتلة بالقرب منها تتيح للفصائل المشاركة في الهجوم التقدم نحو بلدة الحاضر.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرين من حزب الله قتلوا خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات جنوب حلب, كما أعلنت المعارضة أنها أسرت أحد عناصر الحزب. وقتل في المعارك كذلك عشرات من عناصر جيش الفتح, وفق المرصد السوري.
وكانت فصائل معارضة شنت فجر الجمعة هجوما استعادت خلاله قرى الحياة والصراف وكلز وعين عيسى والشحرورة ومواقع أخرى كانت قد سيطرت عليها الخميس قوات النظام في جبل التركمان بريف اللاذقية شمال غربي سوريا. كما قتلت المعارضة عددا من جنود النظام واستولت على أسلحة وذخائر، ودمرت أخرى خلال هذه المعارك, حسب مصادر المعارضة.
ضحايا الغارات
ميدانيا أيضا قال الدفاع المدني في حلب إن عدد القتلى في حلب وريفها أمس ارتفع إلى 43 جراء القصف الجوي والمدفعي العنيف لقوات النظام على المدينة وريفها.
ومن بين القتلى سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على حي القاطرجي بمدينة حلب. وفي حي طريق الباب قتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون وحدث دمار كبير في الممتلكات.
وكانت روسيا قد أعلنت عن هدنة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة ابتداء من فجر الخميس, بيد أن الهدنة لم تستمر إلا ساعات معدودة، فقد قصف طيران النظام السوري مناطق في حلب وريفها مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين, حسب ناشطين.
وسقط قتلى وجرحى أمس في غارات جوية وقصف مدفعي لقوات النظام على بلدات وقرى في إدلب شمال غربي سوريا, وكذلك في ريف دمشق, وفق ناشطين أيضا.
فجأةً.. الأسد في خطر!
موسكو ليست في جيب طهران والأسد أفرط باستغلال مصالح روسيا
العربية.نت – عهد فاضل
الموقف الأميركي المتسارع من رئيس النظام السوري بشار الأسد، أخذ شكلاً تصاعدياً منذ أدلى الأسد بخطابه الأخير أمام نواب برلمانه، مهدداً ومتوعداً المعارضين السوريين، فضلاً عن نسفه لكل المبادئ التي على أساسها قام مؤتمر “جنيف” الذي يفترض أن يؤدي إلى هيئة حكم انتقالية، لا وجود للأسد فيها.
فردت الخارجية الأميركية، عل الفور، على ما ورد في خطاب الأسد، معتبرة أن خطابه تكرر في هذا السياق.
ثم طالب وزير الخارجية الأميركي كيري روسيا بالضغط على الأسد، لاستمرار الهدنة في حلب وعدم التملص من الاتفاقيات والتفاهمات الدولية.
وبعد الاجتماع الثلاثي، الروسي السوري الإيراني، في طهران، وشمل وزراء دفاع الدول الأخيرة، ظهر في الأفق نوعٌ من التنسيق العسكري العملياتي ما بين تلك الدول.
وكان سبق خطاب الأسد الأخير في البرلمان، موقف روسي على لسان وزير الخارجية لافروف، عندما أكّد أن بلاده لن تسمح بسقوط مناطق للنظام في حلب أو “في أيدي الإرهابيين” كما عبّر في لقاء صحافي.
الأسد يستغل الروس إلى الحد الأقصى
تحليلات ربطت بين موقف الأسد الذي اتسم بالتشدد والتهديد، وموقف الخارجية الروسية الذي أشار إلى دعم الأسد في حلب.
إلا أن تحليلات أخرى رأت أن موقف الأسد واستغلاله لتصريح لافروف، كان “مبالغا فيه” ذلك أن الموقف الروسي من حلب لن ينفصل بحال من الأحوال “عن التنسيق مع الموقف الأميركي” بصفة خاصة. وأن موقف الروس حيال المدينة لم يكن أكثر من “وضع خطوط عامة لترتيب الاتفاق مع واشنطن” وليس “دفع الأسد على المنابر لتهديد العالم”.
بعد تصريح كيري بأن على الروس الضغط على حليفهم الأسد، بعيد تصريحات أطلقها في افتتاح برلمانه الجديد هدد فيها “باستعادة كل شبر”، لم يصدر عن الروس أي رد فعل إزاء ما قام به الأسد، وأحرج فيه حليفه الروسي.
إلا أن ذهاب وزيري دفاع روسيا وسوريا إلى إيران، في التاسع من الجاري، حمل مدلولات مختلفة، إلا أن أغلبها اتفق على أنه “لقاء تصعيدي” بمعنى من المعاني، وأن لا شيء يخفف من التصعيد الذي يتضمّنه سوى أن وزير الدفاع الروسي ذهب إلى طهران، بثياب مدنية، كما ورد في بعض المقالات التي لفتت إلى أن ثياب وزير الدفاع الروسي المدنية، لها مدلول مرتبط بديبلوماسية هذه الزيارة، أكثر من عسكريتها، مهما انطوت عليه من تصعيد، من جانب الطرفين الآخرين، السوري والإيراني.
الهدنة في حلب تفضح الخلاف ما بين موسكو وطهران
بدورها لا زالت إيران “متضررة” من الهدن التي تفرضها روسيا في أكثر من منطقة سورية. وآخرها هدنة حلب. كما نشرت قناة العالم الإيرانية، أمس الخميس، في خبر لها عن الهدنة، تساءلت فيه عن “الجهة” التي “ناقشت معها روسيا قرار الهدنة”!
فرض الهدنة الروسية في حلب، مدة يومين، يحمل أكثر من سبب، فآراء تذهب الى أن روسيا فرضت الهدنة هناك، لامتصاص الاستغلال السوري والإيراني لتصريحات لافروف المعبّرة عن مساندة لنظام الأسد في نواياه حيال المدينة، وكذلك لامتصاص الاستعمال السياسي الذي قامت به طهران، بعد الاجتماع الثلاثي، الروسي السوري الإيراني، لتوحي كما لو أن روسيا “قد أصبحت في الجيب”. خصوصا أن الأسد يعتمد، هو ونظامه السياسي بالكامل، على استغلال الحاجة الروسية للحفاظ على مصالحها في سوريا، فيفرط بتقديم تلك الخدمة لها، في مقابل استغلاله المفرط لروسيا وتصويرها كما لو أنها تعمل وفقاً لأجندته.
إلا أن آراء سورية معارضة، رأت أن فرض الهدنة في حلب، هو فقط لتمكين نظام الأسد من استمرار أعماله العسكرية في الرقة أو دير الزور، لينتهي من الاثنتين، ثم يستعد لحلب.
حلفاء إيران في المنطقة، كـ”حزب الله” اللبناني التابع لها مباشرة، لم يخف امتعاضه العلني من الهدنة، كما نشرت صحيفته “الأخبار” اللبنانية اليوم الجمعة، وأكدت أن هناك تباينا مابين حلف إيران وسوريا وحزب الله و”عراقيين”، من جهة، مع الموقف الروسي، من جهة أخرى.
وترافق كل ذلك مع منشورات لا يزال يلقيها النظام، باللغة العربية على أحياء في مدينة حلب السورية، تحذر الثائرين عليه بأن وقتهم نفد!
الصبر الأميركي نفد فعلاً
وتشير الأخبار التي نشرتها كل وسائل الإعلام في العالم، إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أطلق بدوره تهديدا، هذه المرة ليس للأسد وحده، بل للروس أيضا، محذرا الاثنين أن للصبر حدوداً.
ردّت موسكو على تصريح كيري ونصحته “بمزيد من الصبر”!
ويبدو أن الخارجية الأميركية وجدت بالرد الروسي نوعاً من “الاستخفاف” بحقيقة الموقف، فوضعت رئيس النظام السوري، فجأة، في دائرة الخطر والاستهداف، مجددا، بعد “شهر العسل الروسي” في سوريا، الذي سيقارب العام بعد أقل من ثلاثة أشهر.
الأسد في خطر.. فجأة
لم يجد الروس ردا لقوله للأميركيين، إلا ما أشار إليه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، بضرورة ما سمّاه “احترام قرارات مجلس الأمن” والحل السياسي، وخلاف ذلك. أو ما صرح به ديمتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، اليوم الجمعة، من أن سقوط الأسد سيؤدي الى انتشار الفوضى. بعد رسالة ديبلوماسية أميركية دعت إلى توجيه ضربات إلى جيش الأسد لإسقاطه، وتصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري باهتمامه بتلك الدعوات ودراستها.
الرد الروسي، حتى الآن، يتعامل مع الأسد على أنه في خطر حقيقي، وعبّرت روسيا، رسمياً عن قلقها، من دعوات إسقاطه بالقوة. ما يوحي بأن الانفراد الروسي بالشأن السوري، سيكون ثمنه الأسد نفسه، لو استمر تعامل موسكو مع أطراف الأزمة بنفس الطريقة التي اتبعتها منذ تدخلها العسكري في سوريا لصالح الأسد في سبتمبر 2015.
مقتل 13 من داعش بقصف تركي وضربات جوية للتحالف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر عسكرية إن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ونيران المدفعية التركية، قتلت 13 متشددا من تنظيم داعش في سوريا السبت.
وقالت المصادر لرويترز إن الجيش التركي أطلق نيران مدافع الهاوتزر على 32 هدفا في شمال سوريا للقضاء على أنظمة أسلحة داعش فيما كان المتشددون يستعدون لقصف مواقع عبر الحدود التركية.
وقتل نحو 20 شخصا داخل تركيا هذا العام نتيجة قصف نفذه داعش عبر الحدود. وتركيا عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل التنظيم.