أحداث السبت 21 أذار 2015
الأسد يقيل رئيسي أكبر جهازين أمنيين وغزالي في «وضع صحي حرج»
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
أقال الرئيس السوري بشار الأسد رئيسي شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة وشعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي أحد المتهمين بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، في وقت تأكد تدهور كبير في صحة غزالي ووجوده في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الشامي في دمaشق وسط أنباء عن وفاته. وبهذا التغيير يكون الأسد قد غيّر ثلاثة مسؤولين عن أجهزة الامن خلال أشهر قليلة، وكان أقال في وقت سابق ابن خاله العميد حافظ مخلوف المسؤول عن أمن دمشق في جهاز إدارة أمن الدولة.
واوضحت مصادر مطلعة ان الاسد عيّن نائب رفيق شحادة اللواء محمد محلا الذي كان يعمل في الحرس الجمهوري رئيساً لشعبة الامن العسكري التابعة ادارياً لهيئة الاركان، كما عيّن معاون رستم غزالي اللواء نزيه حسون الذي كان يعمل سابقاً في شعبة الامن العسكري، رئيساً لشعبة الامن السياسي التابعة لوزارة الداخلية.
وكان غزالي تعرض قبل حوالي اسبوعين لضرب مبرح لدى قدومه الى مقر جهاز الامن العسكري في وسط دمشق، ما ادى الى نقله الى مستشفى الشامي. واشارت معلومات الى انه «يعاني ارتفاعاً كبيراً في ضغط الدم وضعفاً في مناعة جهازه العصبي وانه بقي في غرفة العناية الفائقة في الايام الاخيرة ويعيش على التنفس الاصطناعي». وزادت انه بمثابة «المتوفى طبياً».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قوله ان الخلاف بين شحادة وغزالي «كان على خلفية اعتراض غزالي على تحجيم دوره مع رجاله في معركة درعا التي يتحدر منها في جنوب سورية. الا ان شحادة عارض بشدة مشاركة غزالي في هذه المعركة» التي تتواجه فيها قوات النظام بدعم كبير وفاعل من «حزب الله» اللبناني مع مقاتلي المعارضة. وروى المصدر ان غزالي «توجه قبل اسبوعين، وإثر شجار وتبادل شتائم بينه وبين شحادة، الى مقر هذا الاخير في العاصمة السورية لتصفية حسابه، لكنه تعرض مع مرافقيه لضرب مبرح على ايدي رجال شحادة». واضاف المصدر: «أدخل غزالي الى المستشفى لبضعة ايام قبل استئناف عمله. لكنه نقل قبل 48 ساعة الى مستشفى في دمشق في وضع حرج».
وظهر غزالي في الاسابيع الاخيرة في شريط فيديو خلال زيارته قرية قرفا مسقط رأسه في ريف درعا يحض مقاتليه على مواجهة مقاتلي المعارضة، متوعداً بعدم السماح بسقوطها، وذلك بعد فترة من بث فيديو آخر، اظهر قيام عناصر من جهاز الامن السياسي بتفجير قصره «كي لا يستولي عليه المعارضون».
وكان شحادة عمل في الحرس الجمهوري ثم انتقل الى فرع دمشق في الامن السياسي قبل تسلمه ادارة شؤون الضباط في الامن العسكري وصولاً الى رئاسة الجهاز بعد تفجير خلية الازمة في تموز (يوليو) 2012. أما غزالي فكان لفترة طويلة رجل سورية القوي في لبنان. اذ عيّنه الاسد في العام 2002 رئيساً للإستخبارات العسكرية السورية خلفاً للواء غازي كنعان الذي اعلنت الحكومة السورية انه «انتحر» في تشرين الاول (اكتوبر) 2005. وبقي غزالي في هذا المنصب حتى اغتيال الحريري في 2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان بعد توجيه اصابع الاتهام الى دمشق في الاغتيال. وعُيّن غزالي رئيساً لشعبة الامن السياسي في 2012 بعد انفجار دمشق، بعدما كان مسؤول أمن ريف دمشق في الامن العسكري. والى اللواء كنعان، افيد العام الماضي باغتيال اللواء جامع جامع الذي عمل في لبنان مع غزالي، اضافة الى وفاة العماد آصف شوكت بتفجير حصل في تموز 2012.
من جهة اخرى ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» مساء امس ان ما لا يقل عن مئة شخص قتلوا او جرحوا نتيجة اقدام مقاتل من تنظيم «داعش» على تفجير نفسه في احتفال للاكراد عشية عيد النوروز في حي المفتي بمدينة الحسكة، كما انفجرت عبوة ناسفة في تجمع آخر للاحتفال في المدينة نفسها.
دي ميستورا يتسلح بذخيرة روسية لـ «تجميد» عاصمة الثورة السورية
إبراهيم حميدي
مع اقتراب إعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فشل خطته «تجميد» القتال في حلب، على رغم خفض سقفها العملي إلى «وقف القصف بالسلاح الثقيل لستة أسابيع» وتقديم مساعدة إنسانية إلى أحد أحياء المدينة، يسعى معارضون إلى نقل تركيز دي ميستور إلى حي الوعر في حمص وسط البلاد وإقناع الخارجية الروسية خلال الجلسة الثانية من «منتدى موسكو» (بين ٦ و٩ الشهر المقبل) بوضع موطئ قدم لها على الأرض في رعاية اتفاق تهدئة دائم في آخر معاقل المعارضة في «عاصمة الثورة».
كانت إيران رعت بمباركة من مكتب المبعوث الدولي في دمشق، اتفاق تهدئة في حمص القديمة في منتصف العام الماضي تضمن خروج مقاتلي المعارضة إلى ريف حمص الشمالي مقابل عودة القوات النظامية إلى الأحياء القديمة و «تسوية أوضاع المطلوبين». وطرح معارضون فكرة دفع روسيا ودي ميستورا لرعاية اتفاق حي الوعر والبناء على الاتفاق الموقت المنجز قبل أسابيع، من دون تكرار «التجربة المرة» لاتفاق حمص القديمة سواء لجهة عدم التزام النظام بعدم التعرض للمقاتلين، إذ أفيد بإعادة اعتقال حوالى ٢٠٠ أو لجهة نقل جغرافيا النزاع من حمص القديمة إلى ريف حمص الشمالي بدلاً إنهاء النزاع، إضافة إلى انضمام بعض المقاتلين إلى فصائل متشددة بما فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال قيادي معارض: «باعتبار أن روسيا تقول أنها داعمة فكرة المصالحات ومهمة دي ميستورا، نريد أن تنزل إلى الأرض وترعى اتفاق حي الوعر وتشكل ضامناً لاتفاق التهدئة الدائم بين قوات النظام والمعارضة، وأن تكون منطقة آمنة بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني بقيادة صقر رستم الذي يدير عناصره الحواجز المتحكمة بحصار حي الوعر، ويسعون دائماً إلى تخريب أي اتفاق دائم»، إضافة إلى وجود «أمراء الحرب» الذي يستفيدون مالياً من عمولة إدخال المواد الى المناطق المحاصرة.
ويراهن معارضون على اختلاف المقاربة الروسية عن الإيرانية، إذ إن موسكو تدعم مؤسسات الأمن الجيش التابعة للحكومة التي تمثل بضباط الأمن في مفاوضات التهدئة، مقابل دعم طهران الميليشيا و «قوات الدفاع الوطني» التي تتحكم بمعابر المرور إلى حي الوعر. ويضم حي الوعر أبنية عالية تطل على طريق دولي آتٍ من دمشق ويربط حمص بطرطوس الساحلية، كما أنه يشرف على مصفاة حمص، ما يعطيه أبعاداً خارج حدود سورية تتعلق بالمصالح الكبرى لروسيا وإيران، إضافة إلى قلق معارضين وبعض الموالين ومسؤولي النظام من «تغيير الواقع الديموغرافي» داخل حمص التي تضم علويين وسنّة ومسلمين ومسيحيين وأقلية شيعية زاد نفوذها في الفترة الأخيرة.
ووفق تقرير أعده مسؤولون محليون في الوعر آخر معاقل المعارضة في «عاصمة الثورة السورية»، فإن الحي كان الأكثر ازدحاماً في ٢٠١٣، وضم ٥٠٠ ألف شخص معظمه من النازحين من أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون والقصور والقرابيص وحمص القديمة غير أنه «منذ عام حاصرت قوات النظام الحي وقصفته، وكان التصعيد الأشد في نهاية العام الماضي، ما أدى إلى نزوح العائلات إلى أحياء مجاورة أو إلى خارج سورية». وأضاف أن حوالى ١٤ ألف عائلة تضم ٧٥ ألف شخص «معظم أفرادها مطلوبون أمنياً صمدوا ويرفضون الخروج» من الحي، إضافة إلى وجود «٢٢٠٠ شخص (٤٠٠ عائلة) في ١١ مركزاً لإيواء النازحين من بابا عمرو وحمص القديمة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم».
وقال شخص مطلع على الوضع الميداني، أن الوعر يضم بين ٢٠٠٠ و٢٥٠٠ مقاتل «معظمهم من أبناء الحي أو عشائر العكيدات»، إضافة إلى «٢٠ مقاتلاً من جبهة النصرة»، في حين أوضح التقرير أن الوعر «يضم مجموعات من أبناء الحي تنتشر في محيطه منعاً لدخول الشبيحة أو الجيش أو القيام بعمليات قتل ونهب قبل انتشار هذه المجموعات». وأشار التقرير الذي أعد لمؤسسات دولية إلى «الكتائب الموجودة تتصف بالاعتدال، أبرز الجبهات هي جبهة الجزيرة السابعة المفتوحة على عناصر قرية المزرعة المدعومين من حزب الله اللبناني».
وجرت بعد اتفاق حمص القديمة محاولات عدة لإنجاز اتفاق نهائي في حي الوعر. وفيما كان ممثلو النظام يسعون إلى نسخ اتفاق حمص القديمة: مشاركة رمزية للأمم المتحدة لإعطاء الاتفاق شرعية، مقابل تسليم المعارضين جميع الأسلحة الثقيلة وقوائم بالمطلوبين لـ «تسوية أوضاع» وخروج حوالى ١٢٠٠ مقاتل بسلاحهم الخفيف إلى ريف حمص، فإن ممثلي المعارضة كانوا يسعون إلى تكرار نموذج التهدئة في برزة البلد شمال دمشق يتقاسم فيها الطرفان السيطرة داخل الحي و «تمسكوا باتفاق يضمن هدنة ووقفاً للنار وفتحاً للمعابر بما يضمن كسر الحصار وحماية ذاتية للحي تضمن عدم دخول قوات الجيش و «الشبيحة»، وفق مذكرة داخلية.
وقال أحد المفاوضين أن ممثلي النظام أبدوا «بعض المرونة» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على خلفية تقدم تنظيم «داعش» في ريف حمص. وكتب في ورقة: «سيطر التنظيم على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، وأعلن نيته التقدم نحو الفرقلس ومناطق قريبة من المدينة بالتزامن مع زيادة عدد عناصره في منطقة ديرفول في الريف الشمالي، ما أشعر قوات النظام أنها بين فكي كماشة». وزاد: «بعض الموالين بدأ حزم أمتعته وبعضهم غادر حمص بالفعل (إلى الساحل)، وسعى النظام إلى تهدئة بقية الجبهات، واقترح على ممثلي المعارضة اتفاق تهدئة دائمة رغم تعهد مقاتلي المعارضة قتال داعش إلى جانب قوات النظام».
وزاد: «في نهاية تشرين الأول، تم التوصل بين ممثلي النظام والمعارضة إلى اتفاق كامل تضمن توفير معابر إنسانية وعودة المهجرين وبقاء سلاح الثوار. لكن، قبل يوم من توقيع الاتفاق بدأت مقاتلات التحالف الدولي – العربي ضرب مراكز داعش في شمال شرقي البلاد، وخلال أيام انسحب عناصر التنظيم من ريف حمص الشمالي إلى الريف الشرقي، وعادت قوات النظام إلى قصف حي الوعر وقتل ٥٥ شخصاً في شهر واحد واختفى ممثلو النظام وطويت صفحة الاتفاق».
وبالتوازي مع طرح دي ميستورا فكرة «تجميد» القتال في حلب، بحيث ينطلق من ذلك لإعادة الإعمار وتوفير الخدمات مستفيداً من احتمال التوافق الإقليمي والدولي على ثاني أكبر مدينة في سورية، أعيد فتح ملف حي الوعر في منتصف كانون الثاني (يناير) حيث جرى التوصل إلى اتفاق موقت «تضمن السماح للمؤسسات الإنسانية بإدخال المساعدات اللازمة» إلى المحاصرين. وقال قيادي معارض: «الطرف المقابل (النظام) اقترح تسمية الأمر تهدئة، وليس هدنة أو وقفاً شاملاً لإطلاق النار، ما يعكس ضعف تأثير الطرف المفاوض من جانب النظام وعدم قدرته على ضبط الأرض والسيطرة على الميدان، إضافة إلى ترك الأمر للمناورة واستمرار الضغط ومواصلة تحصين المواقع العسكرية».
وعندما زار دي ميستورا حمص شعر أهالي حي الوعر بـ «بعض التحسن»، لكن الحكومة السورية رفضت بوضوح «دوراً مباشراً» للمبعوث الدولي في مفاوضات التهدئة، مع استمرار الخروقات والقصف و «عدم التزام قوات الدفاع الوطني والميليشيا الشيعية قرية المزرعة (والرقة) قرب الجزيرة السابعة وحصول اشتباكات في الجزيرة السابعة»، وفق معارضين.
وعلمت «الحياة» أن مفاوضات تجرى حالياً على اتفاق نهائي من ثلاث مراحل، تنطلق المرحلة الأولى من «وقف دائم للنار» وتستمر ٢٥ يوماً تتضمن خروج «الراغبين والرافضين للاتفاق» شرط تقديم قائمة بالسلاح المتوسط و «فض الاشتباك في الجزيرة السابعة ومنع الظهور المسلح وعدم التعرض للمدنيين والسماح للمؤسسات الإنسانية بالعمل»، على أن يتم تشكيل حاجز لجميع الأجهزة الأمنية بإشراف جهاز أمن الدولة، بحيث «يعود المطلوبون أمنياً لتسوية أوضاعهم وفتح مكتب لذلك».
تبدأ المرحلة الثانية بـ «جمع نصف السلاح المتوسط في مكان متفق عليه في الحي بإشراف لجنة مشتركة» من الطرفين وفتح الطرق المؤدية إلى مؤسسات الدولة و «تأمينها من الشرطة وعناصر أمن الدولة» على أن يقدم المعارضون «قائمة وخرائط بالألغام والأنفاق» في الحي، وبدء عودة النازحين إليه بـ «ضمانة الدولة ولجنة الحي» وإطلاق سراح المعتقلين من أجهزة الأمن، ثم «تسليم النصف المتبقي من السلاح المتوسط» والسماح بإدخال المواد الغذائية والمحروقات.
أما المرحلة الثالثة، فإنها تبدأ بـ «معالجة أوضاع المسلحين والمدنيين والعسكريين في شكل متدرج» وإصدار قرار أمني بـ «كف البحث» عنهم وإعطاء مهلة بين ٣ و٦ أشهر لتسوية وضع المتخلفين عن الخدمة العسكرية وعودة الموظفين إلى عملهم بالتوازي مع «تسليم الدفعة الثانية من السلاح المتوسط» وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين وفق القوائم التي تقدمها لجنة حي الوعر و «تسوية أوضاع من يريد العودة إلى حي الوعر من خارج البلاد». وتترك مسودة الاتفاق موضوع «بحث وضع السلاح الخفيف إلى عملية تفاوض جديدة» بين الطرفين.
ويستند معارضون في دعم فكرة انخراط دي ميستورا مسلحاً بذخيرة روسية في حي الوعر، إلى عوامل بينها رمزية حمص كونها كانت «شعلة الثورة»، ثم «قلعة دفاعية»، إضافة إلى أن قادة مقاتلي المعارضة الموجودين في شمال البلاد يتحدّرون من حمص وينظرون إلى «تجميد القتال في حلب قبل حمص، خيانة للتضحيات». وكتب أحدهم في مذكرة إلى جهة دولية: «يريد أهل حلب نموذجاً لتجميد القتال بدءاً من حمص. كما أن مسألة التغيير الديموغرافي التي تجرى في حمص مسألة خطرة وتضغط على الوتر الحساس لدى ثوار حلب. فهم يريدون أن يبقى حي الوعر في أيدي أهل السنّة ومستعدون للتضحية في سبيل ذلك»، لافتاً إلى وجود «تنسيق» بين مقاتلي المعارضة في شمال البلاد ووسطها، ووجود «ست مجموعات عسكرية في الوعر مرتبطة بفصائل في حلب»… أي أن «الطريق إلى حلب يمر بحمص».
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»
بان كي مون يدين اعتداءات الحسكة
نيويورك – أ ف ب
دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مساء أمس (الجمعة)، الاعتداءين اللذين استهدفا الأقلية الكردية في الحسكة، في شمال شرقي سورية، في مناسبة عيد «النيروز» (السنة الجديدة الكردية).
وجاء في بيان للأمم المتحدة، أن «هذين الاعتداءين الشنيعين أسفرا عن قتل وجرح مئة شخص، بينهم أطفال ونساء».
وكرّر بان كي مون إدانته لكل أعمال العنف ضد المدنيين في سورية، وطلب من الأطراف المتنازعة «وضع حد للاستعمال الأعمى للسلاح ضد المناطق المأهولة».
وأضاف البيان أن بان كي مون «أخذ علماً بالمعلومات التي تنسب هذه الاعتداءات»، الى تنظيم «الدولة الاسلامية»، وندد بالجهود «الحقيرة»، التي يبذلها تنظيم «الدولة الاسلامية» للحضّ على العنف الطائفي بين الطوائف في سورية.
«داعش» يستغل غياب التنسيق بين الجيش و«الحشد الشعبي»
بغداد – «الحياة»
دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني قوات «الحشد الشعبي» إلى نزع صوره، ورفع العلم الوطني دون غيره، وشدد على «وجوب التحلي بالمهنية»، ووضع «مخططات دقيقة» للمعارك. كما دعا أبناء محافظتي صلاح الدين والأنبار إلى الانخراط أكثر في الحرب على «داعش».
جاءت تصريحات السيستاني وسط معلومات عن غياب التنسيق بين الجيش و «الحشد الشعبي»، وعدم وجود غرفة عمليات مشتركة تشرف على تنفيذ الخطط العسكرية، وتصدر أوامر موحدة إلى جميع المقاتلين، ما أثر سلباً في سير المعارك، خصوصاً في تكريت، حيث استغل «داعش» الوضع وبدأ يتحول من الدفاع الى الهجوم.
إلى ذلك، نفت السفارة الأميركية في بغداد أن تكون واشنطن وضعت شروطاً لتسليح الجيش، فيما أكدت وزارة الدفاع أن الطائرات الأميركية لم تقصف معسكراً للقوات العراقية في الأنبار.
وقال ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس: «نكرر ما أوصينا به من قبل: على كل الأطراف المشاركة في قتال الإرهابيين رفع راية العراق وعدم رفع راياتها الخاصة، لئلا يتسبب ذلك بإثارة بعض الهواجس والمخاوف (…) كما أن السيد السيستاني لا يرضى برفع صوره في جبهات القتال».
وأضاف أن «الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وما تشهده من تضحيات مقاتلينا الأبطال في القوات المسلحة والمتطوعين تقتضي تلاحم الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الإمكانات إلى هذه المعركة، ورعاية النازحين وذوي الشهداء وأسر المقاتلين».
وجاءت تصريحات السيستاني وسط غموض يلف الوضع في تكريت، حيث يحشد «داعش» مسلحيه مستفيداً من توقف القتال. وقال ضابط في قيادة العمليات في صلاح الدين لـ «الحياة» أمس، إن «المعركة ما زالت متوقفة لكن قواتنا تواصل فرض الحصار على عناصر داعش وسط المدينة ومناطق القصور الرئاسية». وأضاف أن «توقف المعارك أتاح للتنظيم شن هجمات مضادة على الجيش والحشد الشعبي ولكنها باءت بالفشل»، وحذر من «تصاعد هذه الهجمات خلال الأيام المقبلة إذا بقيت المعارك متوقفة». وأكد أن «التنظيم شن هجومين واسعين للمرة الأولى منذ بدء معركة تكريت، بعدما كان في موقع الدفاع».
على صعيد آخر، رفضت السفارة الأميركية في بغداد أمس تصريحات زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، الذي قال إن واشنطن وضعت شروطاً لتزويد الجيش مدرعات اشترتها وزارة الدفاع، وأكدت في بيان أن «الولايات المتحدة مستمرة في تزويد القوات الأمنية العراقية معدات وذخيرة هي في حاجة ماسة إليها لمحاربة داعش، ولم ترفض أبداً إعطاء عربات مدرعة إلى تلك القوات».
سوريا: عشرات القتلى في هجمات وإقالة غزالي وشحادة
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من 70 رجلا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها قتلوا في هجمات شنها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على مواقع لهذه القوات في ريفي حمص وحماه بوسط البلاد خلال الساعات الـ24 الاخيرة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل اكثر من 70 عنصرا من قوات النظام والدفاع الوطني في هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على حواجز ومواقع لقوات النظام في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي ومنطقة الشيخ هلال في ريف حماه الشرقي”. وأوضح ان “معظم القتلى سقطوا في ريف حماه (نحو 50 قتيلا)، بينما قتل الآخرون في ريف حمص”، مشيرا الى سقوط عدد لم يحدد من مقاتلي التنظيم الجهادي.
وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماه، وهناك وجود محدود لـ”داعش” في الريف الشرقي لكل من المحافظتين.
وأوضحت مصادر ان مقاتلي “داعش” هاجموا الطريق التي تستخدمها قوات النظام من حماه الى حلب وتمكنوا من السيطرة عليها ساعتين قبل ان تصدهم القوات النظامية التي خسرت في هذه المعركة نحو 52 جندياً.
الى ذلك، قال عبد الرحمن: “قتل اكثر من 20 شخصا في تفجير نفذه انتحاري في تجمع في مدينة الحسكة خلال احتفال عشية عيد النوروز” الذي يحتفل به الاكراد، مشيرا الى اصابة عشرات آخرين بجروح. ورجح ان يرتفع عدد القتلى بسبب وجود اصابات خطرة، وان يكون الانتحاري من “داعش”. واشار الى ان تفجيرا ثانيا ناتجا من عبوة ناسفة استهدف تجمعا آخر مماثلا في المدينة وتسبب بسقوط عدد من الجرحى.
واكدت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” حصول “اعتداء ارهابي” في الحسكة. واضافت ان “تفجيرا ارهابيا وقع في ساحة الشهداء وسط مدينة الحسكة مما ادى الى استشهاد واصابة العديد من المواطنين”. كما اشارت الى “وقوع اضرار مادية في عدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات”.
إقالة غزالي وشحادة
على صعيد آخر، أعلن مصدر امني مطلع في دمشق ان الرئيس السوري بشار الاسد أقال مسؤولين كبيرين في اجهزة الامن احدهما اللواء رستم غزالي على خلفية شجار عنيف بينهما تطور الى تعارك بالايدي شارك فيه انصارهما وتعرض خلاله غزالي لضرب مبرح. وروى ان غزالي الذي يعاني اصلا ارتفاعا في ضغط الدم، تلقى علاجا بعد الحادث في المستشفى أياما قبل ان يعاود عمله، الا ان وضعه الصحي تدهور مجددا، فأدخل أحد مستشفيات دمشق وهو حاليا “في وضع حرج”.
وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه: “أقال الرئيس السوري بشار الاسد رئيس شعبة الامن السياسي في الجيش السوري رستم غزالي ورئيس شعبة الامن العسكري رفيق شحادة من مهامهما بعد شجار عنيف بينهما”.
وعيّن اللواء نزيه حسون خلفاً لغزالي، وكان معاونا له. بينما عين محمد محلا مسؤولا عن المخابرات العسكرية خلفاً لشحادة.
وعزا المصدر الخلاف بين الضابطين الى خلفية اعتراض غزالي على تحجيم دوره مع رجاله في معركة درعا التي يتحدر منها في جنوب سوريا. الا ان شحادة “عارض بشدة مشاركة غزالي في هذه المعركة” التي تتواجه فيها قوات النظام بدعم كبير وفاعل من “حزب الله” اللبناني مع مقاتلي المعارضة.
وروى ان غزالي “توجه قبل اسبوعين، واثر شجار وتبادل شتائم بينه وبين شحادة، الى مقر الاخير في العاصمة السورية لتصفية حسابه، لكنه تعرض مع مرافقيه لضرب مبرح على ايدي رجال شحادة”. واضاف: “أدخل الى المستشفى لبضعة ايام قبل استئناف عمله. لكنه نقل قبل 48 ساعة الى مستشفى في دمشق في وضع حرج”.
عشرات القتلى والجرحى في تفجير سيارتين اثناء احتفالات «النوروز» بمدينة الحسكة السورية
بيروت ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة إن 20 سوريا على الأقل قتلوا في تفجير سيارتين ملغومتين اثناء احتفالات بالعام الجديد بالتقويم الفارسي (عيد النوروز) في مدينة الحسكة التي يغلب على سكانها الأكراد بشمال شرق سوريا.
وأضاف المرصد الذي يتابع الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات أن 80 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية.
ويحظى عيد النوروز بأهمية في الثقافة الكردية حيث يتجمع الناس للعب والرقص وتناول الأطعمة في سوريا.
وقال التلفزيون السوري إن القنبلتين انفجرتا في حي المفتي في المدينة.
وحمل ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعمل في شمال شرق سوريا تنظيم الدولة الإسلامية أيضا مسؤولية الهجوم الذي قال إن معظم ضحاياه من النساء والأطفال.
وبرز دور وحدات حماية الشعب كشريك رئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
من جهة أخرى قتل اكثر من سبعين عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له في هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع لهذه القوات في ريفي حمص وحماة (وسط) خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد «قتل أكثر من سبعين عنصرا من قوات النظام والدفاع الوطني في هجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على حواجز ومواقع لقوات النظام في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي ومنطقة الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي».
واوضح ان «معظم القتلى سقطوا في ريف حماة (نحو خمسين قتيلا)، بينما قتل الآخرون في ريف حمص»، مشيرا الى سقوط عدد لم يحدد من عناصر التنظيم الجهادي.
وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماة، وهناك وجود محدود لتنظيم الدولة الإسلامية في الريف الشرقي لكل من المحافظتين.
اكراد شمال سورية يلغون الاحتفالات بعيد النوروز بعد تفجيرات الحسكة
دمشق – (د ب أ) – أعلنت “الإدارة الذاتية” الكردية إلغاء الاحتفالات بعيد الـ”نوروز″ في محافظة الحسكة بشمال سورية ، وذلك بعد مقتل و جرح العشرات اثر تفجيرات طالت تجمعات احتفالية ، داعية أهالي المحافظة إلى تجنب التجمعات واقتصار الاحتفالات على الأجواء العائلية.
و طالبت “الإدارة الذاتية” في بيان إلى إقامة احتفالات نوروز “بشكل خاص، وان تقتصر الأفراح في ظل أجواء عائلية بعيدة عن التجمعات الكبيرة”.
ويصادف عيد “نوروز″، السبت، واقتصر قرار الإلغاء على محافظة الحسكة، دون التطرق لمنطقتي عفرين وعين العرب “كوباني”، التابعتين لـ”الإدارة الذاتية” التي يرفضها العرب السنة ابناء القبائل العربية في المنطقة هناك.
وأوضح البيان أن قرار الإلغاء، جاء”حرصاً على السلامة والأمان واحتراماً لدماء شهدائنا ودعماً لنضال ومقاومة وحدات حماية الشعب والأسايش والبيشمركة”.
وتشترك قوات كردية مع قوات نظام بشار الاسد في ادارة شؤون محافظة الحسكة منذ نحو 3 أعوام لكن في كثير من المناطق استفردت القوى الكردية بإدارة شؤونها و التحكم بها مثل قرى مدينة القامشلي معظمها ومنطقة عامودة القريبة جدا الى الحدود التركية .
و تعتبر محافظة الحسكة خزان الاقتصادي السوري لاحتوائها المحاصيل الرئيسة كالقطن و القمح و النفط و فيها تنوع سكاني من كل الشرائح المسيحية و الاسلامية و أقليات اضافية مثل الشركس و التركمان و الأرمن و الازيديين .
و يوجد ” لإدارة الحكم الذاتي ” كما تسمى في المنطقة هناك ، برلمان و حكومة و قوات حماية أمنية و عسكرية تمول من كردستان العراق والسلطات الحكومية في سورية و جهات اخرى .
و يأتي قرار الادارة الذاتية اليوم بعد ان قتل و جرح اكثر من مئة شخص من الاكراد الذين كانوا يحتفلون جماعيا بعيدهم “نوروز″ في محافظة الحسكة اثر تفجيرات بسيارات مفخخة .
المعارضة السورية تقصف مواقع النظام في إدلب تمهيداً لإقتحامها… والتحالف يشن ثماني غارات على «الدولة الاسلامية»
عواصم ـ وكالات: بدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة تتقدمها حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وألوية صقور الجبل، بالتمهيد لاقتحام مدينة إدلب شمال سوريا، عبر استهداف مواقع النظام فيها بمدفع الهاون، وبي 9، وقذائف مدفع جهنم محلي الصنع.
وحشدت فصائل المعارضة عدد كبير من المقاتلين لتنفيذ عملية الاقتحام، وأحكمت الحصار على المدينة من 3 جهات.
وأفاد القائد العسكري في ألوية صقور الجبل النقيب أبو الليث، بأن»المعركة جاءت كرد على مجازر النظام، التي يرتكبها في ريفي إدلب وحماة ضد المدنيين، مؤكداً أن «هدف المعركة هو تخليص المدنيين داخل إدلب من قمع النظام لهم، وإحكام السيطرة على كامل المدينة، وبالتالي قطع طرق الإمداد إلى قريتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام وإحكام الحصار عليهما.
تجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية تسيطر على معظم ريف إدلب، فيما تتمركز قوات النظام في إدلب المدينة، وبعض القرى والمعسكرات في ريفها.
وقالت قوة المهام المشتركة في بيان ان الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا ثماني غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق منذ صباح الخميس.
وذكرت ان إحدى الضربات الجوية كانت بالقرب من بلدة كوباني السورية الحدودية. وجاء في البيان الصادر أمس الجمعة أن الضربات الجوية السبع الأخرى نفذت في العراق قرب الحويجة وبيجي وحديثة والموصل.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس ان الولايات المتحدة فتحت تحقيقا في مزاعم بشأن شن النظام السوري هجوما كيميائيا بغاز الكلور في بلدة سرمين في شمال غربي البلاد مطلع الأسبوع.
وقال في بيان «على الرغم من اننا غير قادرين على تقديم تفاصيل في الوقت الراهن الا انه اذا صح هذا الامر فهو لن يكون سوى احدث مثال مأسوي على الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري».
وبحسب منظمة حقوقية وناشطين معارضين للأسد فقد قتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في هجوم بغاز الكلور في بلدة سرمين في محافظة إدلب هذا الأسبوع.
وأكد الوزير الأمريكي الذي قاد مفاوضات انتهت بإرغام النظام السوري على التخلي عن ترسانته الكيميائية «نحن نتابع عن كثب هذا الملف وندرس الإجراءات التي سنتخذها».
وبموجب اتفاق روسي ـ أمريكي سلم النظام السوري ترسانته من الأسلحة الكيميائية إلى فرق دولية متخصصة قامت بإتلاف هذه الأسلحة والذخائر.
وأكد كيري ان «الأمر الواضح هو ان نظام الأسد يواصل احتقار كل القيم والمعايير الدولية، بما فيها، في حال صحت هذه المزاعم، تلك المتعلقة بمعاهدة الأسلحة الكيميائية».
وأضاف ان «المجتمع الدولي لا يمكنه ان يبقى مغمض العينين أمام هذا القدر من الهمجية»، متهما نظام الأسد بترويع «الشعب السوري بغارات جوية وإلقاء براميل متفجرة واعتقالات تعسفية وتعذيب وأعمال عنف جنسي وقتل ومجاعة». وأكد كيري ان «نظام الأسد يجب ان يحاسب على هذه الفظائع».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مقرها بريطانيا تتابع الحرب الأهلية في سوريا يوم الثلاثاء ان القوات الحكومية نفذت هجوما بالغاز السام قتل ستة أشخاص في شمال غربي البلاد ووضع مسعفون لقطات فيديو لاطفال يعانون مما قالوا انه اختناق.
لكن مصدرا عسكريا سوريا وصف التقرير عن الهجوم على البلدة الواقعة في محافظة إدلب بأنه دعاية.
وشدد كيري موقفه بشأن سوريا في الأيام الأخيرة بعد زيادة المخاوف بين حلفاء واشنطن بالشرق الأوسط من ان الولايات المتحدة باتت منفتحة على التفاوض مع الرئيس بشار الأسد الذي يقاتل إسلاميين وجماعات معارضة أخرى منذ عام 2011 .
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة تسعى إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض على ألا تشمل الأسد.
ووافقت سوريا في عام 2013 على تدمير برنامج أسلحتها الكيميائية بالكامل بموجب اتفاق تم التوصل له بوساطة الولايات المتحدة وروسيا بعد ان قتل مئات الاشخاص بغاز السارين على مشارف العاصمة دمشق.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان سفير سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي قال الخميس ان بلاده نددت بأي استخدام للأسلحة الكيماوية دون ان يشير إلى حوادث محددة.
وقالت الوكالة ان المبعوث بسام الصباغ ذكر ان دمشق زودت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوثائق في ديسمبر/ كانون الاول تبين ان الجماعات المسلحة استخدمت غاز الكلور في سوريا.
ونقلت الوكالة تصريحات الصباغ أمام المجلس التنفيذي للمنظمة في جلسة عقدت الخميس قال فيها ان سوريا أوفت بجميع التزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيميائية.
وعثرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على أدلة على ان غاز الكلور استخدم مرات عديدة في البلاد.
لا أحد في سوريا يريد مواجهة الجهاديين… لا النظام أو الأكراد ولا «النصرة» أو المعارضة المعتدلة ولن يحدث تمرد داخل تنظيم «الدولة» والغارات الجوية لم تضعفه والمعركة طويلة
سقوط الموصل سيعرّي أيديولوجية «الخلافة».. ومعركة تكريت تكشف انقسام أعدائها
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: هل بدأ مشروع الخلافة في التراجع والتصدع؟ وهل يعاني تنظيم الدولة من أزمة ستودي إلى نهايته؟ هذا السؤال وغيره تطرح دائما في سياق الحديث عن مصير هذا التنظيم الجهادي الذي برز سريعا مثل البرق وتوقف تقدمه منذ نهاية العام الماضي وأخذ يخسر مناطق وشعبية بسبب ممارساته.
وفي محاولة للحديث عن مصير مشروع «الدولة» الإسلامية تتباين الآراء فهناك من يرى أن ظهور التصدعات هو بداية النهاية له وهو ما تراه مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير. وهناك من يرى أن التنظيم لم يهزم بعد خاصة أن أعداءه لا يزالون منقسمين حول طبيعة الإستراتيجية الواجب تبنيهاضده وهو ما يذهب إليه باتريك كوكبيرن في الحلقة الأخيرة من سلسلته «الاندبندنت» التي أعدها عن الحياة في ظل تنظيم الدولة.
ظهور خاطف
في البداية تقول مجلة «إيكونوميست» أنه عندما سيطر الجهاديون على مدينة الموصل في حزيران/يونيو الماضي وفر منها الجيش العراقي تحولوا إلى أخطر تنظيم جهادي، فقد انطلق من سوريا واجتاح شمال- غرب واقترب من السيطرة على العاصمة العراقية بغداد. وفي الطريق قتل الأسرى وصور قتلهم واسترق النساء وتسابقت الجماعات الجهادية الأخرىم من نيجيريا إلى ليبيا وحتى أفغانستان لتقديم الولاء والبيعة لزعيمه أبو بكر البغدادي. وقام شبان استلهموا أيديولوجيته بتنفيذ هجمات في المدن الغربية واستهدفوا يوم الأربعاء متحف باردو في تونس العاصمة حيث قتلوا 19 شخصا.
وأدى تهديد تنظيم الدولة لظهور تحالف بين الأعداء الألداء، أمريكا التي توفر الغطاء الجوي وإيران من جهة أخرى تقوم بتنفيذ العليات على الأرض.
مختلف
وترى المجلة أن تنظيم الدولة يظل مختلفا عن الجماعات الجهادية الأخرى التي ظهرت قبله، فهو يتميز عن الحاضنة الأولى له، أي تنظيم القاعدة، بالوحشية في معاملة أعدائه التي أضاف إليها قدرة على الدعاية ونشر روايته.
وما يجعله مختلفا بشكل كامل عن بقية الجهاديين هو زعمه بإعادة الخلافة الإسلامية التي ألغاها مصطفى كمال عام 1924 بعد انهيار الدولة العثمانية. وتعلق المجلة إن فكرة إعادة الخلافة تبدو بالنسبة للغربيين مثيرة للإستغراب وتعبير عن غطرسة تنظيم يتظاهر أنه يدير حكومة. ولم تلق فكرة «الخلافة» قبولا من القيادات الدينية في العالم الإسلامي وبل وحتى من القاعدة، فقد أجمعوا كلهم على أن مجرد إعلانها يعد ضربا من الهرطقة.
ومع ذلك لقيت دعوة أبو بكر البغدادي تجاوبا بين عدد من الشبان الذين تدفقوا إلى «أرض الخلافة» للمشاركة في بناء «يوتوبيا» إسلامية وحتى بنات المدارس في أوروبا لحقن بدرب «الخليفة».
وقد ألهبت فكرة «الخلافة» مشاعر المتحمسين لكن ما يدعو إلى الإرتياح هو أن التصدعات بدأت تظهر في المشروع، حيث بدأ التنظيم في خسارة مواقع وبدأت تقل ثروته ويواجه تمردا من السكان الذين يعيشون في المناطق التي سيطر عليها. فعلى الصعيد الميداني جرى صد هجمات التنظيم وإجباره على التراجع في بلدة عين العرب/ كوباني شمال سوريا ويواجه معركة في تكريت في الحملة التي تشرف عليها وتقودها إيران.
ومقارنة مع مساحة أراضيه عندما بدأ عملياته فقد خسر نسبة 25% من أراضيه حتى الآن. وفي السياق نفسه يعاني التنظيم من تراجع في موارده المالية. فقد استهدفت الولايات المتحدة ودول التحالف منشآت النفط التي تعتبر عصب خزينته، ولم يبق لدى التنظيم الكثير من الرهائن، فهم إما قتلوا أو بادلهم مقابل فدية.
واليوم كما تقول المجلة يواجه التنظيم تراجعا ومعه جفت الأموال التي نهبها من غزواته الأولى، وربما خسر 75% من عوائده وهو ما يعقد مهته، فلن يستطيع مواصلة الحرب وتقديم الخدمات لثمانية ملايين نسمة يعيشون تحت حكمه.
وتعتقد أن هذا الوضع قد أدى إلى توتر في داخله حيث يقوم بقتل أتباعه الذين يحاربون الهرب وفي حالة واحدة لأنهم بالغوا في القتل. ويشكو السكان في مناطق التنظيم من الإبتزاز والعنف والإضطهاد وتردي الخدمات العامة.
ويضاف إلى هذا توتر بين السكان المحليين والمقاتلين الأجانب المعروفين بقسوتهم والذين يحصلون على مزايا أحسن من السكان المحليين. وبناء عليه فالخلافة فشلت في أن تكون نموذجا للدولة والمجتمع.
وهذا أمر مهم لأن كيانا يشبه الدولة يسيطر على مناطق واسعة ويحتوي على سكان يجب الدفاع عنهم عادة ما يكون عرضة للنكسات أكثر من جماعات إرهابية لم تتجذر في مناطق معينة.
ففشل تنظيم الدولة في إدارة مرافق الدولة التي يزعم أنه أقامها يكشف إفلاس أيديولوجيته أمام الرأي العام. وإن كان النجاح هو مفتاح نجاح التنظيم نفسه فالفشل سيتعزز أيضا.
الحملة مستمرة
وتعترف المجلة أن الحملة لهزيمة التنظيم لا زالت قائمة وبدأت بعملية تكريت التي توقفت بسبب المتفجرات والمفخخات والقناصة لكن بعد سقوط المدينة ستكون الموصل هي المحطة الثانية وهي الأهم.
وستمثل استعادة الموصل خرقا نهائيا في عجلة التنظيم وزعمه بالخلافة. ولهذا ترى المجلة أهمية في تحديد طبيعة الحملة ضد التنظيم، وتشير إلى ممارسات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والمعروفة بتجريم السنة، خاصة في العمليات التي تمت قرب بغداد.
ونظرا لاعتمادها الشديد على إيران فهناك مخاوف من تحول العراق إلى ولاية فارسية. ولو صح هذا الكلام فسيتمسك السنة العراقيون بتنظيم الدولة باعتباره الحامي الوحيد لهم. ومن هنا فلا بد من أن يقود العملية على الموصل جنود محترفون وليسوا طائفيين، والمشكلة هي أن الجيش العراقي يعاني من معنويات متدنية وليس جاهزا للمعركة. وحتى لو سقطت مدينة الموصل فستظل مشكلة التنظيم بدون حل لأنه سيبقى في سوريا.
ولا أحد في الوقت الحالي يفكر في مواجهته هناك. فلا النظام السوري يريد لأن بشار الأسد يريد أن يظهر للعالم كبديل عن الجهاديين. ولا الأكراد الذين يرفضون القتال بعيدا عن جيوبهم في الشمال. ولا جبهة النصرة التي تعتبر من أقوى الفصائل المقاتلة في سوريا، ولا المعارضة المعتدلة التي تتلقى تدريبات من الأمريكيين، فعدد أفرادها أقل من أن يترك أثرا. ولا تتوقع الصحيفة تسوية في سوريا بشكل سريع، وقد تستمر الحرب لسنوات مقبلة. وحتى يتم هذا فسيظل التنظيم يسيطر على شرق سوريا ويهدد المناطق السنية في العراق. وتتوقع أن يؤدي سقوط الموصل لتحول التنظيم إلى كيان عاجز، وربما تفكك إلى مجموعة من الإمارات مثل ما حدث لبقية سوريا.
مما يعني بقاءه خطرا ويحتاج العالم والحاجة هذه لحربه بشكل مستمر. ومع ذلك تظل عملية إضعافه مقدمة لاحتواء تهديده.
وفي المحصلة ترى المجلة أن تفكيك «الخلافة» هو خطوة على طريق الحل، لأن تنظيم الدولة يظل عرضا للمشكلة في الشرق الأوسط مثلما هو سبب له. فقتاله يعني إعادة بناء الحكومات في المنطقة وهي مهمة تحتاج لعقود. وأهم ما في المعركة ضد التنظيم هي وحدة الجهود.
لم يخسر
فبحسب كوكبيرن لا يزال بإمكان الجهاديين تجنيد الآلاف من المقاتلين وتسليحهم إلا أن تصميمهم ينبع من تفرق منافسيهم الذي يخوض كل منهم حربه الخاصة. فلا يزال التنظيم يحكم معظم مناطقه التي سيطر عليها العام الماضي في كل من العراق وسوريا. فهو وإن توقف عن التوسع إلا أنه تراجع بعض الشيء، كل هذا رغم 2.500 غارة جوية نفذتها الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف الدولي.
ويشير كوكبيرن لتوقف الحملة العراقية لاستعادة مدينة «صغيرة» مع أن الولايات المتحدة تؤكد أنه لم يتبق فيها إلا بضع مئات من مقاتلي التنظيم.
ومع ذلك فتوقف الحملة لا يبشر كثيرا من أجل استعادة مدينة الموصل. ويعتقد الكاتب أن المعركة على تكريت تلخص واحدا من أهم ملامح التنظيم وهو «انقسام أعدائه الكثر».
ويوضح أكثر بالإشارة إلى الميليشيات الشيعية والدور الإيراني في دعمها وتسليحها. ولا يوجد في القوة المكونة من 20.000 مقاتل شيعي سوى 3.000 جندي عراقي.
وعن عدم مشاركة الطائرات الأمريكية في الحملة على تكريت يفسر الكاتب أن هذا نابع من مخاوف واشنطن من تحول طائراتها إلى مدافع طائرة للجماعات المعادية للسنة وأعمال التطهير التي تقوم بها.
وفي هذا السياق يقول إن توافق الولايات المتحدة وإيران على عدو واحد لا يعني أنهما تقاتلان معا، فكل يخوض معركته بطريقته الخاصة. ويعيد الكاتب هنا ما قاله سابقا من أن قدرة التنظيم على الصمود نابعة من تشتت القوى التي تهاجمه. فعدم تسجيل التحالف الدولي أي انتصارات ضد الجهاديين ينبع من أن الفشل سياسي أكثر منه عسكري. فعدم توفير الغطاء الجوي للقوى التي تهاجم التنظيم وهي الميليشيات الشيعية في العراق والجيش السوري في سوريا لسبب في استمرار مقاومة التنظيم.
ويوضح كيف أدى التعاون الجوي- الأرضي وأجبر الجهاديين على التراجع وذلك في بلدة عين العرب/كوباني الكردية. فقد تعاون الطيران الأمريكي مع المقاتلين السوريين الأكراد على الأرض وشنت 700 غارة.
وتكرر التعاون في شمال العراق حيث نسق الطيران الأمريكي مع قوات البيشمركة في العمليات التي أخرجت الجهاديين من جبل سنجار.
وعليه يمكن للتنظيم مواجهة هجمات مدعومة من إيران ومنفصلة عن الهجمات المدعومة من أمريكا لكن لا يمكنه الصمود أما القوتين معا. ويعتقد الأمريكيون والغربيون أنهم فعلوا ما يكفي لوقف زخم تقدم التنظيم حيث توقف توسعه منذ العام الماضي.
وهذا وإن كان صحيحا إلا أن تركه يواصل أفعاله البربرية حتى ينتهي بنفسه تفكير ينم عن قصر النظر.
ويرى كوكبيرن أن التنظيم لن ينفجر من الداخل عبر ثورة شعبية فلا يزال قادرا على التجنيد والتسليح والتدريب وجمع الضرائب. وبهذه المثابة فـ «الدولة» هي أقوى من أي دولة مجاورة لها.
لن ينتهي
وفي تلخيصه لرحلته التي حاول من خلالها التعرف على نبض الحياة في داخل «خلافة» أبو بكر البغدادي وقابل عددا من الأشخاص الذين هربوا من مناطق التنظيم، وجد أن العديد منهم عبروا عن السخط والخيبة من حكامهم الجدد لكن أحدا منهم لم يتوقع نهاية قريبة لحكمهم. مع أن معظم من قابلهم كانوا من السنة وقدموا شهادات سلبية عن التنظيم رغم أنه قد يمثل بديلا عن النظام الطائفي الفاسد.
وكما قال الموظف الحكومي في هيت واسمه فيصل»نكره تنظيم الدولة، لكن تخيل إن استبدل بالميليشيات الشيعية»، وأردف قائلا «سيكون الوضع مرعبا، كل بديل أسوأ من الذي سبقه». ورغم تعرض التنظيم لتحديات متزايدة، عسكرية واقتصادية إلا انه صمد أمام التحدي، فمناطق حكمه واسعة وتحتاج إلى أكثر من 5.000 مقاتل الذين استخدمهم لاحتلال الموصل، فيما تمتد جبهات القتال مع الأكراد على 600 ميل (مقارنة مع الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى والتي لم يزد طولها عن 440 ميلا).
ومن أجل التصدي للإحتياجات العسكرية فرض التنظيم نظام الخدمة العسكرية، فرد من كل عائلة. ولأن عدد السكان في مناطقه يزيد عن 6 ملايين فقد زاد حجم قواته عما كانت عليه في العام الماضي.
ومع ذلك لم يحظ نظام الجندية بدعم من السكان ولهذا بدأت العائلات تفر من مناطقه خاصة عندما عدل نظام التجنيد ليشمل من هم تحت سن الـ 16 عاما. وفي الوقت الذي تتراجع فيه مستويات الحياة في مناطقه إلا أن سلطة التنظيم لم تضعف لأن كل المصادر المتوفرة لديه تذهب للجهود الحربية. ومن هنا يحصل المقاتلون على رواتب بالإضافة لمساعدات غذائية ووقود ويسمح لهم استخدام الإنترنت. ويضيف أن الكوادر العسكرية الجديدة تتلقى تدريبا جيدا يمزج بين العقيدة الدينية والخبرة العسكرية.
وينقل عن قادة أكراد خاضوا معارك في الأسابيع الماضية ضد مقاتلي التنظيم وشهدوا أنهم يقاتلون بحماسة وقوة ويستطيعون تحمل خسائر بدون خوف.
انتقام
وتكشف الشهادات عن تراجع في شعبية التنظيم بسبب ممارساته العنيفة وتراجع مستويات الحياة والتجنيد وفرضه الشريعة بطريقة متشددة. ويمكن أن يفتح هذا الباب أما ظهور حركة معادية له كما حدث ما بين 2006- 2007 عندما سلحت الولايات المتحدة عشائر سنية لقتال القاعدة فيما عرفت بالصحوات.
ولن يتحقق هذا السيناريو في العراق اليوم لأن التنظيم أقوى من سابقة القاعدة ونظرا لعدم وجود قوات أمريكية تشرف على التدريب والتمويل. ولعل الخوف الذي زرعه التنظيم في قلب من يحاول مواجهته يمنع القبائل اليوم من التمرد عليه بدون أن يكون لها ما يسندها، وما حدث لعشيرة البونمر في غرب ووسط العراق دليل على الوحشية التي تصرف فيها التنظيم ضد من يحاول مساءلة سلطته.
وبحسب الشيخ نعيم القعود أحد مشايخ البونمر فقد قتل من القبيلة منذ 22 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي 864 شخصا، تضاف إليهم أعداد من المفقودين.
ويصف الشيخ نعيم ما جرى لقبيلته بأنه عملية إبادة جرى ضد قبيلة واحدة، وشمل انتقام التنظيم الأطفال والنساء. ويرى القعود أن 90% من عشائر الأنبار إما تعاونت مع التنظيم او انضمت إليه وهذا يفسر قدرته على فرض سلطته على المنطقة بسرعة كبيرة.
واشتكى القعود بمرارة من عدم تلقي قبيلته الدعم من الأمريكيين أو الحكومة العراقية. وهو يعتقد أن سبب حنق تنظيم الدولة على القبيلة نابع من مشاركتها الأمريكيين عام 2006 في قتال القاعدة. ولم يتوقف انتقام التنظيم على القبائل التي تمردت عليه بل واستهدف أي شخص له علاقة بالحكومة العراقية، سواء كان موظفا أو جنديا او سياسيا.
وينقل عن عراقي هرب إلى معسكر حارشيم للاجئين قرب إربيل أن لجأ لمنطقة كردستان خوفا من انتقام التنظيم من العائلة بسبب انضمام أحد أبنائها للجيش العراقي.
وفي النهاية يقول كوكبيرن أن تمردا ضد تنظيم الدولة غير محتمل إلا إذا ضعفت سيطرته بسبب هزيمة عسكرية. ولن يحدث هذا طالما ظل أعداؤه منقسمين.
النظام السوري يحاول مواجهة معركة إدلب من حلب والساحل
رامي سويد
يحاول النظام السوري ردع المعارضة عن الهجوم على مدينة إدلب، عبر زيادة استهدافه المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة، فيما شنّت قواته هجوماً على بلدة حندرات شمالي حلب، وأجبرت المعارضة على التراجع.
وبعد يومين من بدء المعارضة السورية هجماتها على حواجز ومقرات النظام في مدينة إدلب ومحيطها، شنّت قوات النظام هجوماً على بلدة حندرات الاستراتيجية شمالي حلب، والتي تمكّنت المعارضة من السيطرة عليها منذ عشرة أيام، لتجبر قوات النظام، المعارضة المتمركزة في البلدة على الانسحاب من معظم النقاط التي كانت تتمركز بها تحت ضغط القصف الشديد، وغير المسبوق على النقاط الاستراتيجية في البلدة وفي محيطها.
ويأتي هذا الهجوم من النظام بعد أقل من أسبوع على هجوم مماثل، شنّته قواته على بلدة دورين في منطقة جبال الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي؛ والذي أجبر المعارضة على حشد قوات كبيرة في المنطقة بهدف استعادة السيطرة على دورين، ومنع قوات النظام من التمدد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف اللاذقية.
وأوضح الناشط حسن الحلبي لـ “العربي الجديد”، أن قوات النظام تمكّنت من إجبار قوات المعارضة على الانسحاب من صالة الحلبي وتلة المضافة وأجزاء من بلدة حندرات، بعد ثلاثة أيام من القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة من المروحيات والصواريخ الفراغية من الطائرات الحربية؛ بالإضافة إلى القصف بصواريخ الغراد.
وأكد الحلبي أن قوات المعارضة المتمثلة بحركة “أحرار الشام” الإسلامية و”الجبهة الشامية” وعدة تشكيلات أخرى تابعة للجيش السوري الحر، اضطرت إلى الانسحاب من نقاطها في بلدة حندرات بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرضت لها قواتها، كما أن تواجد طيران قوات النظام في الأجواء على مدار الساعة، أضعف قدرة قوات المعارضة على تموين وإمداد قواتها في جبهة حندرات، ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة.
وجاء انسحاب قوات المعارضة من حندرات ليعطي قوات النظام مبادرة محدودة في المنطقة الواقعة شمال حلب؛ والتي باتت تشهد في الشهرين الأخيرين عمليات كر وفر متبادلة بين قوات النظام والمعارضة، لتستقر الأوضاع العسكرية أخيراً على سيطرة قوات المعارضة على منطقة الملاح ومنطقة الأسامات وضاحية البريج ومخيم حندرات وبلدتي رتيان وحردتنين، في مقابل سيطرة النظام على المدينة الصناعية وسجن حلب المركزي وبلدات حندرات وسيفات وباشكوي.
وتواصل قوات المعارضة بشكل يومي ضغطها على قوات النظام التي تسيطر على معظم بلدة باشكوي الاستراتيجية، ساعية لاستعادة السيطرة عليها للاستفادة من موقعها الاستراتيجي المرتفع الذي يجعلها تطل على أغلب مساحات منطقة العمليات العسكرية شمال حلب.
أما قوات النظام فقد أصبحت الآن أمام تحدي التقدّم نحو مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ نحو ثلاث سنوات، الأمر الذي جعلها تتحصن فيه جيداً ما مكّنها من التصدي لكل محاولات النظام الرامية لاقتحامه.
وتجري هذه العمليات العسكرية شمالي حلب في الوقت الذي تبدأ فيه قوات المعارضة السورية هجومها على مقرات، وحواجز قوات النظام في مدينة إدلب وفي محيطها.
وقد بدأت قوات المعارضة أمس الأول قصفها بصواريخ الغراد، وقذائف مدفع “جهنم” محلي الصنع، المربع الأمني في مدينة إدلب، وتجمع حواجز المسطومة في منطقة جبل الأربعين، وفي معسكر القرميد على الطريق الذي يصل مدينة إدلب بمدينة سرمين التي تسيطر عليها المعارضة.
وردّ النظام على عمليات القصف المتكررة التي شنّتها المعارضة في ريف إدلب، بقصف الطيران التابع له المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إذ شنت طائرات النظام غارات جوية على بلدات كنصفرة والتمانعة والنيرب وفليون وبكفالون، وعلى مدينتي خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وبنش في ريف إدلب الشمالي.
وجدّدت طائرات النظام قصفها مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب بعد ظهر أمس الجمعة، إذ أفادت مصادر ميدانية في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب لـ “العربي الجديد”، بوقوع مجزرة سقط ضحيتها ما لا يقل عن خمسة عشر قتيلاً في قرية منطف في جبل الزاوية؛ إثر قيام الطيران الحربي التابع لقوات النظام بإلقاء برميلين متفجرين على القرية؛ ما أدى لدمار ثلاثة مبان سكنية ومقتل معظم من فيها.
وتسعى قوات النظام عبر هجماتها الجوية المستمرة على المناطق السكنية في مناطق سيطرة المعارضة، إلى ردع المعارضة عن الهجوم على مدينة إدلب، كما أن قوات النظام باتت تحاول في الأيام الأخيرة زيادة الضغط على المعارضة في حلب وفي جبال اللاذقية الشمالية؛ بهدف استنزاف المزيد من إمكانات المعارضة اللوجستية والبشرية؛ بهدف دفعها للتراجع عن الهجوم على مدينة إدلب.
35 قتيلاً للنظام و”حزب الله” في القلمون بريف دمشق
دمشق ــ هيا خيطو
سقط خمسة وثلاثون قتيلاً من قوات النظام وكذا عناصر “حزب الله اللبناني” المساندة لها، خلال معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلّحة، اندلعت ليلة الخميس ومازالت مستمرة حتى اللحظة، في جبال القلمون بريف دمشق الغربي، في وقت تمكّنت فيه المعارضة من السيطرة على بعض النقاط المحيطة ببلدة فليطة.
وأفاد مراسل وكالة “قاسيون” للأنباء، حاتم الشامي، لـ”العربي الجديد” بأنّ “اشتباكات عنيفة لا يزال يشهدها محيط بلدة فليطة في القلمون، ونقاط: المسروب، جب اليابس، الحمرا، وشيار تحديداً، بين قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني، وبين كتائب المعارضة، وأبرزها (جبهة النصرة)، في محاولة من الأخيرة للسيطرة على بلدة فليطة، مما أسفر حتى اللحظة عن مقتل 18 عنصراً للنظام، و17 آخرين من (حزب الله)، في حين أصيب ثلاثون آخرون بجروح”.
ووفقاً للشامي، فإنّ “الثوار سيطروا خلال المعارك على منطقة المش والنقاط التابعة لها، وشعبة حميدة في محيط فليطة أيضاً، كذلك تمكّنوا من تدمير مدفع (57) لقوات النظام، بالإضافة إلى مضاد طيران، ودبابة، بينما خسروا عدداً من مقاتليهم، لم يعرف بعد”.
في موازاة ذلك، أكّد عضو “مكتب دمشق الإعلامي”، كريم الشامي، لـ”العربي الجديد” أنّ “مستشفى يبرود الوطني على استنفار كامل منذ يومين، ويستقبل العديد من عناصر النظام و(حزب الله) قتلى وجرحى إثر تلك المعارك”.
وتتوسط بلدة فليطة المساحة الفاصلة بين مدينة يبرود والحدود السورية اللبنانية، وتأتي أهميتها بحسب ما أشار الناشط الإعلامي، أبو يزن الحمصي، لـ”العربي الجديد”، “من كونها تشكّل طريق إمداد لعناصر قوات النظام بالسلاح، ومرتفعة، تطلّ على تجمعاته في جرود عرسال”.
ويشهد محيط بلدة فليطة بين الحين والآخر، معارك كر وفر بين قوات النظام و”حزب الله”، وبين كتائب المعارضة التي تكتفي عادة بالهجوم، وإلحاق خسائر مادية بالطرف المقابل، ومن ثم الانسحاب إلى تجمّعاتها في الجبال القريبة، وذلك في ظل القصف الجوي الذي يكثّفه النظام على مناطق الاشتباك.
معركة الربيع داخل القلمون.. وخطر “داعش” تقلص
ربيع حداد
اقترب الربيع، وبدأ الثلج بالذوبان، ومعه المخاوف من إندلاع معارك حدودية بين الجيش اللبناني والجماعات المتطرفة في جرود البقاع والمناطق اللبنانية المتاخمة للسلسلة الشرقية، فيما الواقع الميداني القلمون يتطور في إتجاهات أخرى، مع انحسار نفوذ تنظيم “داعش” في القلمون، وعودة الجيش السوري الحر إلى المشهد العسكري، ومعاودة جبهة “النصرة” عملياتها العسكرية، بتنسيق تام مع الحرّ بغية تحرير بعض القرى القلمونية.
وتشير مصادر مطلعة عبر “المدن” إلى أن جبهة “النصرة” كثفت نشاطها العسكري ضد مواقع “حزب الله” والجيش السوري، وسيطرت على تلال مشرفة على بلدة فليطا بعد ضربات متتالية على أكثر من خمس مراكز لـ”حزب الله هناك”، حقق عبرها مقاتلو “النصرة” تقدماً باتجاه فليطا البلدة، بعد تكبيد عناصر الحزب والنظام خسائر كبيرة بالعديد والعتاد.
ووفق ما تؤكد مصادر “المدن” فإن هذه العمليات العسكرية باتجاه القرى القلمونية بدأت من هذه التلال باتجاه مراكز الحزب والدفاع الوطني، ما مكّنهم من التقدم باتجاه البلدة، بعد قصف عنيف، ومركز، بأسلحة وصواريخ متطورة، ما دفع بقوات “حزب الله” إلى مغادرة البلدة باتجاه بلدتي الجريجير ورأس المعرة.
وتشير مصادر “المدن” إلى أن مجموعات مسلحة من “النصرة” تحاصر بلدة الجريجير، حيث تدور معارك عنيفة على تلك الجبهات، فيما يقوم الجيش السوري بقصف هذه المناطق بشكل عنيف بالمدفعية والبراميل المتفجرة.
“حزب الله” الذي بدا متراجعاً على وقع التقدم الأخير، يبدو أنه يعد العدة لشن هجمات مضادة، إذ تشير مصادر”المدن” إلى أن حزب الله يعتزم شن هجوم مضاد على المناطق والنقاط التي خسرها بغية استعادتها، ويحشد في سبيل ذلك.
من جهة اخرى يقود الجيش السوري الحر معارك في منطقتي عسال الورد والجبة ضد مواقع الحزب والنظام، ووفق ما تؤكد مصادر “المدن” فإن الحر حصل على غنائم عسكرية كبيرة، من تنظيم الدولة بعد حال التضعضع الذي ضرب صفوف التنظيم، ما مكن الجيش الحر من إستعادة قواه.
هذه الأحداث، قد ترخي بظلال إيجابية على المناطق الحدودية اللبنانية، لا سيما أن زخم القوة العسكرية للمجموعات المسلحة سيتوجه صوب المناطق السورية لا اللبنانية، اذ أن ثقل المعركة سيكون هناك.
وتؤكد مصادر “المدن” القلمونية أن أياً من المجموعات الممسكة بزمام الأمور على الأرض لن يكون لديها اي هدف في الداخل اللبناني، خصوصاً مع انحسار وجود تنظيم “داعش”، وانخفاض عدد المسلحين المنضوين فيه، وتشدد المصادر أن من كان يشكل تهديداً للأراضي اللبنانية هو “داعش”، أما الآن فإن الخطر زال، و”داعش” لم يعد سوى فقاعات اعلامية وكلامية.
عيد الثورة في حلب: تنافس وانتقادات
عقيل حسين
أربعة أيام حافلة بالفعاليات الثورية، تنافس على تنفيذها الناشطون ومجالس الثوار في مدينة حلب، احتفالاً بالذكرى الرابعة لانطلاقة الثورة السورية. وحظيت هذه الأنشطة على دعم “متفق عليه”، إلا أن القائمين عليها واجهوا العديد من الصعوبات خلال تنفيذ هذه الفعاليات، بالإضافة إلى انتقادات لم تكن راضية عن الاحتفال بالمناسبة، من حيث المبدأ.
ورغم تنفيذ العديد من مؤسسات المجتمع المدني، فعاليات احتفالية بمناسبة “عيد الثورة” كما يسميها ناشطو المعارضة السورية، إلا أن الأنشطة الأبرز، كانت تلك التي أقامها اتحاد ومجلس ثوار حلب، أكبر مؤسستين ثوريتين مدنيتين في المحافظة.
“مجلس ثوار حلب” الذي تبنى حملة (#ارفع_علم_ثورتك) قام برفع آلاف أعلام الاستقلال، وتوزيع الملصقات التي تحمل صور أبرز الشهداء، المدنيين والإعلاميين، وقادة من مختلف الفصائل، بالإضافة إلى إقامة العديد من الفعاليات الفنية، ومن بينها مسرحيات وأغاني ثورية.
وقال عضو مجلس الثوار عن حي الشيخ مقصود، زياد محمد، إن تعميم الأنشطة الثورية المدنية على عدد أوسع من الأحياء، بعد أن ظلت مقتصرة خلال أكثر من عام، على حيين أو ثلاثة، بسبب المخاطر الأمنية والنزوح، يعتبر خطوة مهمة، أراد من خلالها مجلس الثوار، أن تبقى الثورة حاضرة على كامل المساحة المحررة من حلب.
ويضيف محمد لـ”المدن” أن المجلس نفذ احتفالات في حيي مساكن هنانو والميسر، المدمرين بشكل شبه كامل، في رسالة تحدٍّ للنظام بأن الثورة بسلميتها وحراكها الشعبي لا يمكن أن يقتلها السلاح. كما أقام المجلس يوماً احتفالياً في حي الشيخ مقصود، ذي التركيبة السكانية المتنوعة، بهدف التأكيد على وطنية كل القوميات والطوائف، وأن الثورة شاملة للجميع بمواجهة النظام، وهي رسالة أخرى، لا تقل أهمية عن الرسالة الأولى، بعد أن لعب النظام على وتر الفتنة والحرب الأهلية، بين مكونات الشعب السوري.
أما “اتحاد ثوار حلب”، فقد حملت احتفالاته شعار “من حوران إلى حلب، ثورة شعب”، دون أن تختلف في الجوهر عن الفعاليات التي أقامها مجلس الثوار، وهو أمر رأى فيه الكثير من الناشطين تطوراً صحياً، غطى على سلبيات عدم توحد الهيئتين، عندما أدى التنافس بينهما إلى وقائع إيجابية على هذا الصعيد.
رئيس المكتب التنفيذي في اتحاد الثوار أحمد سهيل أبو صالح، أكد أن الأهداف والرسائل التي سعى الاتحاد لايصالها من خلال هذه الفعاليات تحققت، على الرغم من الصعوبات التي واجهها الناشطون أثناء التنفيذ؛ إن كان على صعيد ضعف الإمكانات، أو بالنسبة لمضايقات، لم يكن مصدرها فقط عناصر محسوبة على فصائل إسلامية، بل وحتى ناشطين هاجموا هذه الفعاليات، ورأوا فيه تبذيراً ورقصاً على الدماء، وهذا تقدير خاطئ بلا شك.
وأضاف أبو صالح لـ”المدن”، أن ما تم صرفه على هذه الفعاليات، لا يساوي مبلغاً يستحق الذكر، خاصة وأن معظم الفعاليات نُفذت بجهود كوادر الجهات الراعية. وأشار إلى قصور الرؤية لدى من يعتبرون مثل هذه الأنشطة ترفاً، مؤكداً بأنها ضرورية، وأسلحة لا بد للثورة من التمسك بها، فالثورة “ليست حرباً ورصاصاً فقط، بل فكر وثقافة وقيم، يجب أن تبقى حاضرة”.
وبهذا السياق يضع أبو صالح أنشطة اتحاد الثوار التي نفذها بهذه المناسبة، من رفع خمسة أعلام كبيرة في عدد من الأحياء المحررة بحلب، وتوزيع الحلوى على الأهالي، بالإضافة إلى احتفالية مركزية في حي الزبدية، ومظاهرة متزامنة مع ثوار حوران في الثامن عشر من هذا الشهر.
وواجه الناشطون وهم يحتفلون بعيد الثورة، ممانعة عناصر محسوبة على فصائل إسلامية، لرفع أعلام الثورة في مناطق نفوذهم. وهي “حوادث لم تشهد تفاعلات كبيرة، إذ تم تجاوزها بحكمة”، كما قال أبو صلاح، الذي أضاف: “قمنا أحياناً بتغيير مكان رفع العلم تجنباً للصدام، وأحياناً أخرى تمكنا من اقناع هؤلاء العناصر بوجهة نظرنا، والمهم أننا نجحنا في النهاية، من الوصول إلى الأهداف التي عملنا من أجلها في هذه المناسبة، وهي التأكيد على استمرار روح الثورة وحراكها السلمي الأصيل، الأمر الذي يجب أن يستمر”.
لم يكن هذا كل شيء في احتفالات الحلبيين بعيد الثورة، فالعديد من المدن والقرى في الريف الخاضع لسيطرة المعارضة، في الشمال والجنوب والغرب، شهد مظاهرات وأنشطة احتفالية، بينما لم يكن ذلك ممكناً في الريف الشرقي لحلب، الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يحرّم التنظيم أي ارتباط بالثورة، الأمر الذي يُشعر الكثير من أبناء الريف، بالألم في ذكرى ثورتهم.
النصرة تقود عملية “تحرير إدلب“
عبدالله الحموي
أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، الخميس، عن معركة تحرير مدينة إدلب في الشمال السوري. وتعد المعركة أساسية للسيطرة على إدلب، وبالتالي طرد قوات النظام من كامل المحافظة. وتشترك في هذه المعركة معظم قوى المعارضة المسلحة في حماة وإدلب، ومنها: “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”جند الأقصى” و”جيش الشام” و”صقور الشام” و”أجناد الشام” و”جبهة النصرة”.
وأوضح مصدر من “فيلق الشام” أن جميع الفصائل المشاركة، بدأت فجر الخميس، تمهيداً نارياً، بأكثر من خمسين قذيفة مدفعية ثقيلة، وقذائف الهاون وصواريخ الغراد ومدافع جهنم، على حواجز جيش النظام، في الفوعة وكفريا، بالإضافة إلى المربع الأمني داخل مدينة إدلب، الذي يضم كافة مراكز قوى الجيش والفروع الأمنية. وأكد المصدر أن فصائل المعارضة حشدت عدداً كبيراً من المقاتلين لتنفيذ عملية الاقتحام، وأحكمت الحصار على المدينة من ثلاث جهات.
ونقل مراسل “اتحاد ثوار حماة” عبد الله، عن مصادر خاصة، أن قوات النظام نقلت خلال الأسبوع الماضي عدداً من المؤسسات والمباني الحكومية من داخل مدينة إدلب إلى جسر الشغور التي يحكم سيطرته عليها بشكل كبير. وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام عززت مواقعها عبر وضع السواتر الترابية والصخور وحفر الأنفاق وزرع الألغام على طريق إدلب-بنش، وطريق سرمين-إدلب المغلق منذ شهور. وأشار عبد الله إلى أن قوات النظام أغلقت كل الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب حتى إشعار آخر.
وأفاد القائد الميداني في “حركة أحرار الشام” أبوعلي، بأن المعركة جاءت رداً على مجازر النظام، التي يرتكبها في ريفي إدلب وحماة ضد المدنيين، مؤكداً أن “هدف المعركة هو تخليص المدنيين داخل إدلب من قمع النظام لهم، وإحكام السيطرة على كامل المدينة، وبالتالي قطع طرق الإمداد إلى قريتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، وإحكام الحصار عليهما”.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر خاص من “غرفة العمليات المشتركة” الخاصة بالمعركة، لـ”المدن”، أن هذه المعركة تهدف إلى السيطرة على مدينة إدلب وعزل مدينة الفوعة الموالية تمهيداً للسيطرة عليها، موضحاً أنها ستكون من أهم المعارك وأكبرها في محافظة إدلب منذ بداية الثورة. المصدر رجّح أن المعارضة في حال سيطرتها على مدينة إدلب ومعسكر المسطومة القريب منها، ستقوم بقطع خطوط الإمداد بالكامل عن كل المواقع العسكرية المتبقية للنظام في المحافظة. وهذا يعني احكام السيطرة على كامل المحافظة، ما عدا مدينة جسر الشغور الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً غربي إدلب، والقريبة من خط إمداد الساحل.
ويشير المصدر إلى أن “النصرة” تُشارك بالعدد الأكبر من المقاتلين، إذ تدفع بنحو ثلاثة آلاف مقاتل في هذه المعركة، بالإضافة إلى مشاركتها بعناصر “انغماسية”، من أجل فتح ثغرات في خطوط النظام. كما تم تقسيم محاور القتال بين الجبهات، إذ تتولى “النصرة” محاور غربي المدينة وبروما في الشمال الغربي، فيما تتولى “حركة أحرار الشام” محاور شرقي المدينة من طرف مدينة بنش، و”جيش الشام” شرقي إدلب من طرف مدينة سرمين، وتتولى “صقور الشام” محاور الجبهة الجنوبية.
وفي السياق، أوضح القائد الميداني في “فليق الشام” مازن أبو مهدي، أن تحرير المدينة يعني تلقائياً سقوط عدد من معسكرات قرات النظام المجاورة كـ”المسطومة” و”معمل القرميد” وحواجز القياسات وبسنقول، بالإضافة إلى فتح الطريق باتجاه قريتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، واللتين تعدان مراكز تجمع وتدريب لمقاتلي ميليشيات “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني. كما يفتح تحرير المدينة الطريق أمام الفصائل للهجوم على مدينة جسر الشغور، وبالتالي الاقتراب من حصن النظام المنيع في جبال اللاذقية.
من جهة أخرى، تمكنت بعض فصائل المعارضة المسلحة، الأربعاء، من تحرير بلدة الكافات بريف حماة الشرقي، وابتدأت المعركة بعملية “انغماسية” قام بها عنصر من جبهة النصرة، تبعتها سبعة انفجارات متتالية على طريق “سلمية”. كما وقعت اشتباكات عنيفة بالقرب من كتيبة الدفاع الجوي في زور السوس، القريبة من قرية الكافات. واستُهدِفت منطقة الاشتباكات بوابل صواريخ من “مطار حماة العسكري” التابع للنظام، كما تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي من قواعد قوات النظام في جبل البحوث واللواء 47. وشارك في العملية كل من “أحرار الشام” و”فيلق حمص” و”جبهة النصرة”.
حملة في “آفاز” لفرض حظر جوي في سوريا
بعد استخدام النظام السوري غاز الكلور السام ضد المدنيين في بلدة سرمين في ريف محافظة إدلب شمال البلاد، مطلع الأسبوع الحالي، بدأت ردود الأفعال الغاضبة تتشكل تدريجياً عبر الإنترنت بشكل حملات تنديد واسعة، آخرها حملة لتوقيع عريضة إلكترونية في موقع “آفاز” العالمي.
وتهدف الحملة إلى منع طيران النظام السوري من إلقاء القنابل المتفجرة، التي تحتوي غاز الكلور السام على منازل المدنيين، من خلال “فرض منطقة حظر جوي” في سماء سوريا، والضغط على حكومات العالم لاتخاذ هذا القرار، بعد فشل عدد من المحاولات السابقة في السياق نفسه.
وجاء في دعوة التوقيع على العريضة: “الولايات المتحدة وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الحكومات تفكر جدياً في فرض منطقة محمية في شمال سوريا. ويدعم مستشارون مقربون للرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا المخطط، لكنه قلق من عدم وجود تأييد شعبي لمثل هذه المنطقة، هنا يأتي دورنا، دعونا نرسل له رسالة واضحة مفادها أننا لا نريد عالماً يشاهد بصمت ديكتاتوراً يستهدف شعبه بالأسلحة الكيميائية، بل خطوات جدية لمنع مثل هذه الجرائم”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بل قصفت مناطق مدنية عديدة بالغازات السامة، أبرزها الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013. لكن الهجوم الكيميائي على سرمين يأتي بعد أيام قليلة فقط من إصدار مجلس الأمن لقرار يستنكر فيه استخدام غاز الكلور في سوريا، بالتزامن مع تصريحات مثيرة للجدل لوزير الخارجية الأميركية جون كري، الذي عبر عن استعداد بلاده للتفاوض مع بشار الأسد حول مستقبل المنطقة.
تركز الحملة على الجوانب العاطفية، من خلال عرض مشاهد مروعة للقتلى وتحديداً الأطفال، مع تعليقات لبعض المسعفين الميدانيين، لتذكر الحملة أخيراً بالكارثة الإنسانية في سوريا ككل، حيث تخطت أرقام القتلى أكثر من 210 آلاف إضافة الى تهجير 50% من السكان من منازلهم مع تدمير حوالي 4000 مدرسة ونحو 36% من المستشفيات والمراكز الصحية
غزالي مات… لم يمت!
مروان شلالا
مصادر المعارضة السورية تؤكد النبأ
هل توفي رستم غزالي؟ لا خبر أكيد بعد، رغم أن المعارضة السورية تؤكد النبأ، بسبب حقنة مسمومة، تخلص بها النظام السوري من كاتم أسراره.
بيروت: تتضارب المعلومات الآتية من العاصمة السورية دمشق حول المصير الغامض لرئيس جهاز الأمن السياسي السابق رستم غزالي، بعد قرار رئيس النظام السوري بشار الأسد إقالته من منصبه، وإقالة رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة، الذي أدى خلافه مع غزالي والتعرض له بالضرب المبرح إلى دخول غزالي مستشفى الشامي بحالة حرجة قبل أسبوعين، وفق مصادر المعارضة السورية.
غير رسمي
قرار الاقالة ليس رسميًا بعد، رغم تعيين الأسد اللواء محمد محلا بدلًا من شحادة، واللواء نزيه حسون بدلا من غزالي. وقال مصدر سوري معارض لصحيفة “الشرق الأوسط” إن مصادر طبية وأمنية متعاونة مع المعارضة السورية في دمشق أكدت خبر وفاة غزالي، بسبب قصور حاد في عمل الوظائف الحيوية، نتج من تعرضه للضرب المبرح، أو من زرق مادة سامة في عموده الفقري، ولم تنفع الأدوية في علاجه، وإن جثة غزالي نقلت من المستشفى في موكب أمني، فقطع أوتوستراد المزة لبعض الوقت الجمعة لتأمين مرور موكب الجنازة.
ونقلت الصحيفة عن لؤي المقداد، مدير مركز “مسارات” السوري المعارض، قوله: “في حال صدقت هذه الرواية، ترجح احتمالية قتل غزالي لأنه بات معروفًا أنه وبعد مغادرته شعبة الأمن العسكري بعد مشكلته مع رفيق شحادة وعودته لمقر عمله، أجرى عدة اتصالات هاتفية، منها اتصالات بشخصيات لبنانية”.
أعدم المعتقلين
أضاف المقداد: “عدة مصادر أكدت لنا أنه عاد إلى مقر عمله ونزل إلى زنزانات معتقلين بالأمن السياسي وقام بإعدام نحو 15 معتقلًا بالرصاص، وكان لافتًا بعد تصريح الوزير السابق عاصم قانصو للشرق الأوسط قبل أيام عن إصابة غزالي اجتماع القيادة القومية في اليوم التالي وإقالتها قيادة حزب البعث الحالية في لبنان، وهو ما اعتقده رسالة واضحة أن النظام ينهي سياسيًا حلفاءه الذين يدينون بالولاء لغير رأس الأسد”.
وأكد المقداد للشرق الأوسط أن معلومات موثوقة تحدثت عن إقالة رفيق شحادة. وقال: “تناهت لنا معلومات عما يشبه الامتعاض الإيراني من رستم، وتردد أيضًا أن الضباط الإيرانيين شكوا من أن غزالي كان يحاول بشكل دائم مراقبة تحركاتهم، ووصل التوتر إلى مرحلة اعتقالات متبادلة بين ميليشيات غزالي في درعا والميليشيات الإيرانية هناك، ودخل على هذا الخط قبل أسبوع رفيق شحادة”.
فيروس قاتل
وأكدت مصادر لبنانية أن غزالي حُقن في عموده الفقري بسائل يحوي فيروس Guillain – Barre، الذي يصيب النخاع الشوكي ويؤدّي الى شلل كامل في الجسم، وغيبوبة للمريض، واحتمالات الشفاء منه ضئيلة جدًا، وحتّى لو تمّ هذا الشفاء فإنّه يترك تداعيات على حركة الجسم الذي يبقى مشلولًا كليًّا وبالتالي عدم القدرة على التنفّس إلاّ اصطناعيًا أمّا الأكل فيكون بواسطة المصل وأنبوب تمر منه السوائل مباشرة الى المعدة.
وكانت صحيفة “الوطن” السعودية نقلت في وقت سابق عن مصادرها أن نظام الأسد يسعى للتخلص من كل الشهود والمخططين والمشاركين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وذكرّت بتصفية عماد مغنية، أحد مسؤولي “حزب الله” في تفجير بسوريا، واللواء جامع جامع، المعروف أيضاً بارتباطه أو تورطه في ملف اغتيال الحريري، والعميد غازي كنعان.
وكان اسم غزالي ظهر مرارًا ضمن جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، لجهة دوره في لبنان خلال مرحلة الوجود السوري وتقاضيه أموالا من الحريري خلال فترة وجوده على رأس المخابرات السورية في لبنان.
شاليهات طرطوس
وكانت معلومات أشارت إلى أن سبب الخلاف بين شحادة وغزالي رفض الأخير المستمر وجود عناصر الحرس الثوري وحزب الله في منطقة قرفا في ريف درعا.
وقال ضابط في الجيش الحر، سجن نحو 90 يومًا في فرع التحقيق العسكري المعروف بفرع الكارلتون في دمشق الذي كان يخضع آنذاك لإمرة شحادة، وخرج بمقايضة بين النظام والجيش الحر في 2012، لـ”الشرق الأوسط”: “المواجهة بين شحادة وغزالي بدأت عند إعطاء الأخير أمرا لرئيس بلدية طرطوس بهدم 7 شاليهات مخالفة في منطقة الرمال الذهبية، وشحادة يملك أحدها، فاتصل بغزالي مهددًا، وعندما حاول الأخير زيارته للتباحث في ما حصل، كان حراس شحادة له بالمرصاد وعمدوا إلى ضربه ضربًا مبرحًا نقل على أثره إلى المستشفى، وجرت محاولات لنقله إلى روسيا، لكن لم تنجح لدقة حالته، ما استدعى نقل أطباء لبنانيين إلى دمشق لمعالجته”.
اصدر الأسد حينها قرارًا بوضع شحادة في الإقامة الجبرية لمدة 15 يوما، إلى أن صدر قرار بإقالته مع غزالي.
رواية اخرى
وكانت قناة “الجديد” اللبنانية عرضت روايتها الخاصة لما حصل لغزالي، استقتها من معلومات خاصة، علمًا أن لصاحب القناة، تحسين خياط، ثأرا قديما على غزالي، من ايام تصرفه بالساحة اللبنانية على هواه.
تبدأُ رواية “الجديد” بقرارٍ اتّخذه رئيس شعبة الامنِ العسكري رفيق شحادة، لتوقيف مهرّبي مازوت الى مناطقِ المعارضين، لقاء خمسة أضعاف سعرِها، فتبيّن أن المهربين محسوبون على غزالي في درعا. اتصل غزالي بشحادة يستفهم ما حصل، فتطور الحديث إلى تشاتم وتهديد بالقتل. استدعى غزالي رئيس جِهازِ الامنِ السياسيِّ في طرطوس العميد عدي غصة، وهو شقيق زوجة شحاده. ولدى دخوله، لوّح له غزالي بالمسدسٍ قائلًا: “روح خبر صهرك انو بدي فرّغو براسو”.
ضرب وسحل
تستمر رواية الجديد: “ركب غزالي سيارته بعد كلامه الاخير، وزنّر نفسه بحزام ناسف مُتجهًا الى مكتب شحادة في كفرسوسة. وما إن دخل مبنى مكتب شحادة حتى أطلق جِهاز كشف المتفجّرات عند المدخل إنذارًا فطلب أحد الحراسِ إلى غزالي التوقّف للتفتيشِ، إلاّ أن غزالي ردّ بأن انهال عليه ضربًا قبل أن يقبِض عليه بقية الحراس ويكتشفوا أنه مزنّرٌ بحزام ناسف، فكبلت يداه، واستُدعيت فرقة الهندسة لتفكيك الحزام، وادخال غزالي لمكتب شحاده.”
تعرّض غزالي في مكتب شحادة لضرب مبرحٍ، وسُحل من المكتب باتجاه المستشفى وهو مدمّى. وأشارت معلومات “الجديد” إلى أنّ شهودًا عاينوا خروج غزالي من المبنى سيرًا على قدميه، لتكون المفاجأة أنه أُدخل الى المستشفى ليلًا، ليصرّ بعدها على تسطيرِ محضر في مخفرِ شرطة العالية يقول إنه ضُرب على يد عناصرِ الاستخبارات العسكرية.
البديلان
قال مصدر في الجيش الحر لـ”الشرق الأوسط” إن اللواء محمد محلا الذي عين مدير شعبة الأمن العسكري، من أهم العائلات العلوية في سوريا المقربة من الأسد، وله علاقات شخصية مع الرئيس السوري، ولم يكن اسمه بين الأشخاص الذين كانت لهم أدوار لافتة منذ بدء الأزمة السورية في 2011، مع العلم أن محلا كان عين نائبًا لرئيس شعبة المخابرات العسكرية قبل شهر.
أما اللواء نزيه حسون، الذي عين قائدًا لجهاز الأمن السياسي، ليس من المغضوب عليهم من قبل المعارضة لناحية أسلوب تعامله مع التظاهرات وغيرها من الحركات الاحتجاجية، حتى إنه كان شخصية مسالمة إلى حد ما. وقال المصدر: “عين حسون درزي من السويداء، هو رئيس اللجنة الأمنية في حمص في 2012 إثر اشتداد الصراع السني – العلوي، وقرر حينها الأسد تعيين شخصية لا تنتمي إلى أحد الطرفين. ولم ينجح حسون حينها في مهمته، فعين نائب رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق، وتولى المهمة آنذاك اللواء رفيق شحادة الذي عرف بوقوفه وراء اقتحام بابا عمرو وحصار حمص ومقتل المئات من المواطنين”.
«الائتلاف الوطني السوري» يبحث «المبادرات الدولية»
خوجة يعتبر أن خطة حلب فشلت وبدأ الإعداد لحل جديد * عشرات القتلى والجرحى في قصف للنظام على مسجد في إدلب
بيروت: «الشرق الأوسط»
بدأت الهيئة العامة لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، يوم أمس، اجتماعها الدوري الذي من المتوقع أن يستمر 3 أيام للبحث في الوضع الميداني في سوريا، وتداعيات الضربة الكيماوية الأخيرة التي نفذها النظام السوري على بلدة سرمين في محافظة ريف إدلب، كما ستكون المسارات والمبادرات الدولية الجديدة المطروحة حول سوريا، بما فيها مؤتمرا القاهرة وموسكو، المفترض أن يعقدا الشهر المقبل، حاضرة على طاولة البحث، وفق ما أعلن الائتلاف في بيان له.
في غضون ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى، يوم أمس، جراء قصف شنه طيران النظام، استهدف خلاله مسجدا في قرية منطف الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف محافظة إدلب الشمالي، وأحصي أكثر من 10 آلاف غارة جوية خلال 5 أشهر على مناطق عدة.
الدكتور خالد خوجة، رئيس «الائتلاف»، قال خلال اجتماع أمس، إن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب، قد فشلت، والآن يعد خطة سياسية جديدة لإيجاد حل سياسي جديد. ومن المتوقع أن يصدر الائتلاف في ختام اجتماعاته يوم الأحد، قراره بشأن المشاركة أو عدمها في «منتدى موسكو» و«مؤتمر القاهرة»، مع العلم أنه سبق له أن أعلن أنه غير معني بـ«مؤتمر القاهرة». وحول التطورات الميدانية، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يوم أمس، إن الولايات المتحدة منزعجة بشدة من التقارير عن أن سوريا هاجمت بلدة سرمين باستخدام غاز الكلور كسلاح يوم 16 مارس (آذار). وقال في بيان له: «نحن نمعن النظر في هذه المسألة وندرس الخطوات رغم أنه لا يمكننا تأكيد التفاصيل بعد، فسيكون هذا الأمر إذا صح أحدث مثال مأساوي لفظائع نظام الأسد ضد الشعب السوري التي يجب أن يدينها المجتمع الدولي بالكامل».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد الثلاثاء الماضي، بأن القوات الحكومية نفذت هجوما بالغاز السام قتل 6 أشخاص في بلدة سرمين بشمال غربي البلاد، ووضع مسعفون لقطات فيديو لأطفال يعانون مما قالوا إنه اختناق. لكن مصدرا عسكريا من قوات النظام وصف التقرير عن الهجوم على البلدة بأنه «دعاية».
يذكر أن النظام السوري كان قد وافق في عام 2013 على تدمير برنامج أسلحته الكيماوية بالكامل بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل مئات الأشخاص بغاز السارين في ضواحي العاصمة دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية أن سفير سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومقرها لاهاي، قال يوم أمس، إن بلاده نددت بأي استخدام للأسلحة الكيماوية، دون أن يشير إلى حوادث محددة. وحسب الوكالة، فإن بسام الصباغ، مبعوث النظام لدى منظمة حظر الأسلحة، ذكر أن دمشق زودت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوثائق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تبين أن الجماعات المسلحة استخدمت غاز الكلور في سوريا. ونقلت الوكالة تصريحات الصباغ أمام المجلس التنفيذي للمنظمة في جلسة عقدت أمس، ادعى فيها أن سوريا أوفت بجميع التزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيماوية. ولقد عثرت منظمة حظر الأسلحة الكيمائية على أدلة على أن غاز الكلور استخدم مرات كثيرة في البلاد.
عودة إلى الهيئة العامة لـ«الائتلاف»، فهي استعرضت في اليوم الأول لاجتماعاتها، أمس، التقارير الرئاسية ووزارة الدفاع والأركان وتوصيات الهيئة السياسية، على أن تطرح عدة مواضيع خلال اليومين القادمين من الاجتماع (اليوم وغدا)، أهمها الجولات الخارجية للهيئة الرئاسية واستحقاقات الثورة في بداية عامها الخامس، وتقديم أوراق من أعضاء «الائتلاف» بهذا الخصوص.
وأعرب أعضاء «الائتلاف» عن استغرابهم لتصريحات الوزير الأميركي كيري حول ضرورة المفاوضات مع الأسد، والمواقف المترددة لإدارة أوباما تجاه ما يجري في سوريا. وأكد «الائتلاف» تمسكه بثوابت الثورة، و«بيان جنيف» كأساس للحل السياسي في البلاد، وعلى أن تنحية الأسد عن السلطة لا بد منه لإنجاح أي حل سياسي، لكن تمسك الأسد بالحل واستدعاء حلفائه الإيرانيين والميليشيات الطائفية يثبت رفضه أي حل سياسي.
ميدانيا، سقط عشرات القتلى والجرحى، يوم أمس، جراء قصف شنه طيران النظام، استهدف خلاله مسجدا في قرية منطف الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف محافظة إدلب الشمالي، كما أدى القصف إلى دمار في الأبنية السكنية والممتلكات، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا».
ولفت المكتب إلى أن المقاتلات الجوية استهدفت المسجد بـ3 صواريخ فراغية، بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، مما أسفر عن سقوط 15 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، كحصيلة أولية للقصف، جرى نقل بعضهم إلى النقاط الطبية في القرية، بينما أسعف من يعانون أوضاعا «حرجة» إلى المستشفيات التركية، لافتا أنه من المتوقع ازدياد عدد الضحايا لـ«خطورة» إصابات البعض.
ويبلغ عدد سكان قرية منطف نحو 6 آلاف نسمة، وتعتبر أحد أهم القرى في ريف إدلب الشمالي، كونها تربط بين شمال المحافظة بجنوبها، ويمر في وسطها الطريق الواصل بين مدينتي أريحا ومعرة النعمان.
ويرى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن النظام يستغل انشغال العالم بقصف التحالف الدولي، ويكثف غاراته بشكل جنوني على مناطق سورية عدة إذ سجل سقوط أكثر من 10 آلاف غارة خلال 5 أشهر، منذ 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2014، وحتى فجر 20 مارس الحالي، تركزت على عدة مناطق في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص وحماه والحسكة والقنيطرة ودير الزور وإدلب ودرعا واللاذقية.
كذلك تمكن «المرصد» من توثيق مقتل 2172 مواطنا مدنيا، بينهم 436 طفلا دون سن الـ18، بالإضافة إلى إصابة نحو 10 آلاف آخرين من المدنيين وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما أسفرت عن دمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وأضرار مادية كبيرة في عدة مناطق.
كذلك أسفرت غارات الطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية على عدة مناطق في المحافظات السورية، عن مقتل ما لا يقل عن 584 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية و«جبهة النصرة» وتنظيم داعش، وإصابة مئات آخرين بجراح في عدة مناطق سورية، وفق «المرصد».
المبعوث البريطاني لسوريا: الحل السياسي بحاجة إلى ضغوط من حلفاء النظام
بيلي قال لـ {الشرق الأوسط} إن «داعش» والأسد وجهان لعملة واحدة
بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة حول إمكانية التحاور مع الرئيس السوري بشار الأسد، تزداد التكهنات حول إمكانية تراجع الدول الغربية عن موقفها الحازم من الأسد ونظامه في دعم المعارضة السورية والمطالبة برحيل الأسد. إلا أن الدول الأوروبية، وفي مقدمتها المملكة المتحدة، تشدد على أن الموقف لم يتغير، على الرغم من أن مكافحة تنظيم داعش باتت أولوية. وحرص الممثل البريطاني الخاص لسوريا، غارث بيلي، خلال حوار خاص مع «الشرق الأوسط» على عدم تغيير موقف بلاده من ضرورة بناء مستقبل سياسي لسوريا من دون الأسد. ولكن في الوقت نفسه، السياسة البريطانية لم تخرج بحلول لإنهاء الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس. والتقت «الشرق الأوسط» ببيلي في مقر وزارة الخارجية البريطانية وسط لندن، أول من أمس، وبجواره حقيبة سفر صغيرة، مستعدا لرحلة جديدة ضمن جدول عمل مزدحم بالتنقل بين غازي عنتاب وعمان وبيروت وإسطنبول وغيرها من مدن لمتابعة الملف السوري. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:
* تصريحات وزير الخارجية الأميركي زادت من التكهنات حول إمكانية فتح قنوات اتصال غربية مع النظام السوري ضمن جهود مكافحة «داعش» التي باتت أولوية للمملكة المتحدة. هل جاء وقت مثل هذه التسوية؟
– لا، على الإطلاق، أعتقد أن النقطة الأساسية هي أن الأسد وتنظيم داعش وجهان لعملة واحدة، إنهما مترابطان. ومثلما يعلم أي طرف يدرس سوريا ويعلم شؤون الشرق الأوسط، أن الأسد محرك قوي وراء «داعش»، وحتى الآن الأسد يغض النظر عن «داعش»، ولقد فرضنا عقوبات على رجل سوري يشتري النفط من «داعش» للنظام السوري. الأمر ليس مسألة أولويات للمملكة المتحدة، إنها مسألة تتطلب التركيز على القضيتين، الأسد كصلب المشكلة و«داعش» كتنظيم شرير متطرف علينا القضاء عليه.
* هل هذا موقف المجتمع الدولي؟ روسيا وإيران وغيرهما من دول تعتبر «داعش» المشكلة والأسد الحل.. فكيف نحصل على إجماع دولي لإنهاء الأزمة وهي تدخل عامها الخامس؟
– سيكون هذا مسارا طويلا. لا أرى إجماعا دوليا حول الأسد. روسيا وإيران أوضحا أنهما يعتقدان أن الأسد هو رئيس الدولة ذات سيادة، وأن سيادة سوريا بتلك الطريقة يجب أن تُحترم. مر الآن عام منذ انتهاء عملية «جنيف 2» من دون نتيجة والمسار منذ حينها بات صعبا جدا. بالنسبة للمملكة المتحدة، الأمر كله يتمحور حول العودة إلى حل مبني على التفاوض. سمعت أطرافا تتهم المملكة المتحدة وغيرها من دول بأننا نعتقد أن هناك حلا عسكريا لهذا الصراع، مع الاعتقاد بأن طرفا سينتصر وطرفا آخر سيخسر. ومن الواضح أن الأمر ليس هكذا بالنسبة لسوريا، الأمر يتطلب حلا سياسيا تفاوضيا بين السوريين، وذلك يتطلب كثيرا من الجهود، ومع الأسف المزيد من الوقت.
* تقول إن الحل يجب أن يكون تفاوضيا، مما يعني أن الحكومة السورية والأسد جزء من تلك المفاوضات. فهل تساهمون بتلك العملية في حين أن الخلافات قائمة بين الأطراف السورية ومن الصعب إحداث التفاوض بين الأطراف؟
– بالنسبة لحل سوري، السوريون بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي للتوصل إلى ذلك الحل. ليس من المسؤولية أن ندير ظهورنا لسوريا ونترك السوريين يجدون طريقة بأنفسهم للخروج من هذا الصراع، خاصة أن الصراع بات له أبعاد إقليمية ودولية. وفي النهاية، من مصلحة المجتمع الدولي أن نصل إلى حل في سوريا بسبب الحاجة إلى الحكم الرشيد والاستقرار والشرعية في المنطقة ومن هناك يمكن التخلص من التطرف، إذ تجفف المستنقع الذي منه يتنامى التطرف.
بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، أتفهم لماذا الإعلام يهتم بأي تصريح من مسؤول رفيع المستوى حول الأمر (في إشارة إلى تصريح كيري)، ولكن في النهاية ما حدث في عملية «جنيف 2» كان أساسا عملية تفاوض بين شخصيات من النظام ومن المعارضة في موقع محايد بناء على «بيان جنيف»، على الأقل بالنسبة للمجتمع الدولي. فالسؤال يصبح، من يقوم بذلك التفاوض؟ في جنيف كان السيد (بشار) الجعفري (مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة) من طرف النظام والأمر يعود للنظام أن يعين مفاوضيه. ولكن ما نقوله إنه لا يمكن للأسد أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية، ولا يمكن أن يكون له دور في المرحلة التي تلحق العملية الانتقالية في مستقبل سوريا بسبب ما قام به في سوريا. وبغض النظر عن آراء الناس حول الشرعية، الواقع هو أن بعد كل هذا الدمار، لا يمكنني التصور كيف يمكن له أن يعلب دورا في السياسة السورية من دون الإجابة على سؤال كبير حول مسألة العدالة. فحل مبني على التفاوض يجب أن يكون مبنيا على كرامة الإنسان والعدالة واحترام مبادئ الانتفاضة قبل 4 سنوات.
* هل ما زال الائتلاف السوري الوطني المعارض الجهة التي تعتبرونها تمثل السوريين أم تؤمنون بدائرة أوسع من المعارضين، قد تشمل الأطراف المشاركة في المحادثات في موسكو؟ هل باتت تلك العملية بديلة؟
– بالنسبة للمجموعة الأساسية لمجموعة أصدقاء سوريا، موقفنا لم يتغير، الائتلاف السوري الوطني هو قلب المعارضة وفي مقدمتها. عندما نتحدث مع أطراف معارضة أخرى، هم الأوائل في رفض فكرة اندماج الأطراف المختلفة، ولكن ما يتفقون عليه أن عليهم السعي للاتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، وأيضا حول التفاوض مع النظام. وهناك يأتي الحديث عن مستقبل الأسد. بالنسبة إلى المفاوضات في موسكو والقاهرة، نحن في المملكة المتحدة نرحب بأي مبادرات تدفعنا باتجاه حل سياسي في سوريا. وكون روسيا متفاعلة وتقوم بجهود نلحظها ونرى أن روسيا فعالة في هذه القضية، مثل مصر وغيرها من دول إقليمية مثل السعودية وتركيا. ومن الخطأ أن نعتبر أي مبادرة غير جيدة.
* هل يطلعكم الروس على سير المفاوضات؟
– نعم، نحن على تواصل وثيق معهم، وهم يتواصلون مع كل الدول الإقليمية الرئيسية ومع أعضاء مجلس الأمن.
* بينما المسار الروسي جارٍ، لا نرى اجتماعات لمجموعة أصدقاء سوريا أو تحركا من الدول الغربية على عكس السنوات الماضية. ولذلك يسأل البعض إذا كان الغرب يغير من موقفه، وقد يتفاوض مع الأسد لأن الخيارات الأخرى لم تجلب نتيجة بعد. هل يصبح ذلك خيارا؟
– ليس بالنسبة لنا. لن أتحدث عن الموقف الأميركي، هذا أمر عائد لهم.
* ولكن، تقولون إن الحل الوحيد عبر التفاوض، وترفضون علنًا الحديث مع الأسد. فكيف يتم الحل إذن في هذه المرحلة والأسد جزء أساسي من النظام السوري؟
– أريد أن ألفت إلى النقطة الأوسع وهي أن الحل التفاوضي يتطلب الضغط على الأطراف المتفاوضين كي تعتبر أن من مصلحتها التفاوض. بالنسبة لنا الأمر واضح، من يدعم الأسد عليه أن يضغط على الأسد لتسير المفاوضات باتجاه عملية لا يكون جزءا منها في النهاية. وإذن، الآن نترك الأمر إلى السوريين فقط، فالأسد مما أظهره من خلال تصريحاته العلنية، لن يتفاوض بروح إيجابية من خلال ممثليه. ما نحصل عليه في المفاوضات، أن هناك معارضين يؤيدون مبادئ الثورة وممثلين لنظام على رأسه الأسد، وإذا تُركوا بمفردهم، فإن الأسد لن يتفاوض بجدية. لذلك، فإن الأمر يعود إلى أنه من غير الممكن التوصل إلى حل عسكري للصراع، ولكن يمكن التوصل إلى حل سياسي من خلال الضغوط المناسبة. لا يمكن ترك الأمور من دون أي ضغوط أخرى.
* فكيف يمكن فرض تلك الضغوط؟
– هناك وسائل عدة، ألفت إلى العقوبات وهناك وسائل أخرى لا أريد الخوض فيها. ولكن هذه الوسائل تعتمد بشدة على ضغوط لدعم المعارضة كي يشعروا بالقوة عندما يجلسون على طاولة المفاوضات، وضغوط منا ومن إيران وروسيا على النظام للتفاوض بروح جدية.
* لنتحدث عن الدور الإيراني. المشاورات جارية للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني ولا تشمل الدور الإيراني في سوريا بناء على تصريحات مسؤولين غربيين وإيرانيين، وفي وقت تشعر فيه طهران بأن هناك انفتاحا دوليا عليها، هل من المتوقع أن تضغط على النظام السوري الذي تسانده؟
– يبدو هذا السؤال وكأنه أكبر سؤال افتراضي لليوم، هل إيران ستشعر بالقوة وتواصل دعم الأسد في سوريا أم أن أي اتفاق محتمل سيبني الثقة في المنطقة وتصبح تصرفاتها أكثر بناءة في المنطقة؟ السؤال افتراضي. أعلم أن في المملكة المتحدة هناك ثقة بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي ضمن الإطار الزمني الذي حدد، وبالنسبة لي ستأتي مثل هذه النقاشات حول المنطقة فيما بعد أو عندما يتم التوصل إلى المهلة الزمنية. التركيز الآن بالنسبة للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا هو التفاوض حول الانتهاء من صفقة معقدة مع إيران في الملف الإيراني، ونختبر بعدها كيف يمكننا التواصل حول قضايا شؤون خارجية.
* ألا تتواصلوا مع إيران حاليا حول سوريا؟
– المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
* ولا تتحاورون مع الإيرانيين حول الملف السوري من خلال قنوات أخرى؟
– صحيح.. إدخال قضايا أخرى ضمن مفاوضات معقدة جدا حول الملف النووي يزيد من تعقيده ويجعله أيضا غير منطقي. لا نريد أن تكون المسألة وكأنها صفقة إنها مسألة تقنية بحتة.. أعتقد من الأفضل بكثير أن نركز على الملف النووي بمفرده.
* ولكن إيران لاعب فاعل في سوريا، وإيران أكبر داعم لسوريا وهذا ملف يخصكم، لذلك يجد الناس صعوبة في فهم عدم الخوض في هذا الملف مع الإيرانيين.
– بالنسبة لمفاوضات الدول «5+1» المفاوضات كلها متعلقة بتعقيدات الملف النووي. ولكن لا يمكنني الحديث عن الوفود الأخرى مثل الوفود البرلمانية أو وفود مجتمع مدني، والحوارات في الندوات، ولكنها كلها تعود للأفكار الافتراضية، لأننا لا نعلم ماذا سيحصل. وبالنسبة لي، كممثل لسوريا، الأمر كله يتعلق بأن نكون جاهزين، بمعارضة قوية وفرض ضغوط على النظام كي نكون في موقع يمكننا من التوصل إلى تسوية مبنية على التفاوض، نكون قد قمنا بعملنا، بكل السيناريوهات الفكرية وغيرها من استعدادات. هي مسألة أشهر وسنعلم كيف سيتجه الاتفاق النووي. وبكل حال، من مصلحة إيران أن تقوم بدور إيجابي مماثل لما نراه في العراق، وفي سوريا واليمن.
* دور إيجابي في العراق؟
– أعلم أن هناك آراء أخرى، ولكن هناك تفاهمات معينة حول العراق وإيران تتواصل بإيجابية في العراق، ولكن في سوريا، إيران تدعم ديكتاتورا أدى إلى أضرار جسيمة ببلده. أعتقد لو كنت في محل سياسي إيراني لاعتقدت أن هذا الرجل ليس لديه القدرة على البقاء، وليس لدينا شخص يمكن الاعتماد عليه ليبقي البلاد على مستوى متوازن. رئيس وزرائنا (ديفيد كاميرون) قال إنه يجند الشباب لـ«داعش» ولو كنت سياسيا إيرانيا لقلقت من مجموعة تكفيرية مثل «داعش» تتوسع على أراضي قريبة من حدودي، حينها علي أن أفكر من الشخص الذي يمكن أن يقوم بذلك الدور.
* بينما نتحدث عن حل سياسي في سوريا، هل ذلك يعتمد على اتفاق نووي مع إيران هذا الصيف؟ هل الجدولان مرتبطان؟
– ليس في أذهان صناع القرار، أعتقد أن الناس تعمل جاهدة على الملف النووي، ولكننا قادرون على القيام بأكثر من عمل في آن واحد. لدينا كثير علينا القيام به في قضايا، لا أريد أن أسميها ملفات، لأنها قضايا تمس أرواح ناس ونحن نهتم بها ونعمل جاهدين عليها.
* من بين الضغوط التي طرحت على النظام السوري ومجموعات مسلحة تنتهك حقوق الإنسان لمحاسبتها، هل يمكن تحويل أي من أسماء المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
– لا، لسبب بسيط، لأن آخر مرة سعينا لذلك، روسيا والصين منعاها من خلال «الفيتو» في مجلس الأمن. النتيجة أن في الوقت الراهن يمكن التفكير بمحاكمة دولية خاصة لسوريا التي يمكن إقامتها مثلما حصل في حالات أخرى، أو إقامة محاكمة داخل سوريا، وهناك تحديات في كلتا الحالتين. ولكن الجنائية الدولية في الوقت الراهن غير ممكنة، وذلك ليس لأننا لا نريدها، ولكن هذا هو الواقع حاليا.
* مرت 4 سنوات منذ بدء الصراع في سوريا، ولا نهاية في الأفق. البعض يقترح تقسيم سوريا نظريا لمناطق يسيطر عليها النظام، وأخرى تخضع لسيطرة المعارضة كحل مؤقت لتهدئة القتال. هل هذا خيار واقعي؟
– لا، أعتقد ذلك. المشكلة في فكرة تقسيم سوريا هي جعل مناطق تحدد هويتها بأنها ضد مناطق أخرى، ويتطلب الأمر جعل الناس تطور هويتها «ضد» طرف آخر بشكل قانوني بدلا من هوية وطنية. وكثير قيل حول الحدود (السورية)، وفكرة أنها «مصطنعة»، ولكن بالنسبة لسوريا، فإن السوريين دائما يقولون لي إن هويتنا مجتمع مبني على نسيج من الهويات والثقافات المتعددة، لا يمكن فرض حدود بناء على الدين أو الهوية الإثنية.
* بالنسبة لـ«جبهة النصرة»، هل يمكن التعامل معهم؟
– لا، قيادة «النصرة» العليا هي من «القاعدة»، وأعلنت ولاءها لـ«القاعدة» التي تخوض حربا، وموقف الحكومة البريطانية ثابت في هذه المسألة. ولكن في حال أن مقاتلين شبابا فكروا في مستقبلهم، ورأوا أن هناك بدائل لمن يدعمهم، قد ينتقلون إلى مجموعات أخرى. قلت دائما فيما يخص سوريا، إن التسميات التي نستخدمها للمجموعات قد تحد من قدرتنا على تحليل دقيق لما يحدث على واقع الأرض، الناس تنتقل من مجموعة لأخرى للحصول على السلاح أو الغذاء أو لأسباب أخرى. لا يمكننا ولن نعمل مع النصرة، لكنّ هناك أناسا من داخل «النصرة» يتوصلون إلى قناعات مختلفة حول كيف يمكنهم أن يخوضوا ثورتهم وحتى مقاتلة «داعش». نحن نحاول أن نعمل على انتقال سياسي بكرامة وبتأمين العدالة، ولن نصل إلى ذلك بدعم التطرف.
* هل تعتقد أن عدم تقديم المساعدات القتالية لمجموعات مثل الجيش السوري الحر ومجموعات غير متطرفة أدى إلى جعل هؤلاء الشباب يعتقدون أنه ليس أمامهم خيار سوى الانضمام إلى مجموعات مثل «النصرة» و«داعش»؟
– بالنسبة لحكومتنا وبرلماننا، القرار عدم تزويد المساعدات القتالية. هناك طرق أخرى يمكن للمقاتلين الحصول على المساعدات، ولكن بالنسبة لنا قدمنا 800 مليون دولار من المساعدات للسوريين، ولكن غير قتالية. وأنبه إلى أننا سنقوم بتدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة قريبا ضمن برنامج «تدريب وتأهيل المعارضة السورية» المعتدلة الذي تقوم به دول التحالف.
* هل ما زال الجيش السوري الحر يمثل قوة على الأرض؟
– نعم.. هناك أسماء مختلفة للألوية، ولكن هناك قوة قوية تسمى الجيش السوري الحر في شمال سوريا وجنوبها. وما أشدد عليه أن دعم منطقة أخرى دون أخرى، قرار خاطئ ويؤدي سريعا إلى دعم مجموعة ضد أخرى، وذلك لا يؤدي إلى حل يدعم الاستقرار.
* هل نجح النظام السوري بجعل الخيار إما هو أو الإرهاب؟
– ليس بالنسبة لنا. الأسد استخدم وسائل إرهابية وشجع الإرهاب وأطلق إرهابيين في بداية الانتفاضة لبث الفوضى في البلاد.. ويحاول فرض ذلك الخيار، لكنه يفشل في ذلك بالنسبة لنا. وأنا فخور بموقف وزير الخارجية ورئيس الوزراء (البريطانيين) بالتأكيد، إن ذلك ليس خيارا بالنسبة لنا.
سوريا: أكثر من 100 قتيل في هجمات خلال 24 ساعة
أ ف ب
سقط أكثر من مئة قتيل في الأربع والعشرين ساعة الماضية، بحسب منظمة غير حكومية، في سوريا التي تشهد نزاعاً مدمراً أوقع أكثر من 215 ألف قتيل في أربع سنوات.
ففي وسط البلاد قتل أكثر من سبعين عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في هجمات نفذها تنظيم داعش على مواقع لهذه القوات في ريفي حمص وحماة (وسط) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هجمات لداعش
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل أكثر من سبعين عنصراً من قوات النظام والدفاع الوطني في هجمات نفذها تنظيم داعش خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على حواجز ومواقع لقوات النظام في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي ومنطقة الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي”.
وأوضح أن “معظم القتلى سقطوا في ريف حماة (نحو خمسين قتيلاً)، بينما قتل الآخرون في ريف حمص”.
وتسيطر قوات النظام على معظم محافظتي حمص وحماة، وهناك وجود محدود لتنظيم داعش في الريف الشرقي لكل من المحافظتين.
وأشار المرصد إلى سقوط عدد لم يحدد من عناصر التنظيم المتطرف.
ورأى عبد الرحمن أن تنظيم دعش “الذي مني بهزائم في الفترة الأخيرة في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) في مواجهة المقاتلين الأكراد من جهة والنظام من جهة أخرى، يسعى إلى تسجيل إنجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض لتعويض خسائره”.
مجزرة الحسكة
وفي الحسكة شمال سوريا قتل 33 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في تفجير نفذه انتحاري الجمعة خلال احتفال كردي في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد.
وقال المرصد “ارتفع إلى 33 عدد القتلى الذين سقطوا في التفجير الانتحاري في مدينة الحسكة. بينهم خمسة أطفال. وبين الجثث عدد كبير من النساء”.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في وقت سابق إن أكثر من 20 شخصا قتلوا “في تفجير نفذه انتحاري في تجمع في مدينة الحسكة خلال احتفال عشية عيد النوروز”، مشيراً إلى إصابة العشرات الآخرين بجروح.
ورجح المرصد أن يكون الانتحاري من تنظيم داعش.
وذكر أن تفجيراً ثانياً ناتجاً عن عبوة ناسفة استهدف تجمعاً آخر مماثلاً في المدينة وتسبب بوقوع عدد من الجرحى.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” وقوع “اعتداء إرهابي” في الحسكة. وأضافت أن “تفجيراً إرهابياً وقع في ساحة الشهداء وسط مدينة الحسكة ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين”.
كما أشارت إلى “وقوع إضرار مادية في عدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات”.
ونقلت إحدى صفحات وحدات حماية الشعب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن القائد العام لقوات الأسايش (قوات الأمن الكردية) جوان إبراهيم قوله إن “الجريمة التي حدثت اليوم في الحسكة لن تمر من دون عقاب”، من دون إعطاء أي تفاصيل عن الاعتداء.
استمرار المعارك
وتتقاسم قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الأكراد وتنظيم داعش على بعض الجبهات، وبين التنظيم وقوات النظام على جبهات أخرى.
سياسياً، يلتقي ممثلون للحكومة السورية وقسم من المعارضة بداية إبريل (نيسان) في موسكو، بعد مباحثات أولى في يناير (كانون الثاني) انتهت دون نتائج.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أشار نهاية الأسبوع الماضي إلى فكرة التفاوض مع النظام السوري. لكن تصريحاته تم التقليل من أهميتها لاحقاً من قبل وزارة الخارجية التي أكدت أنه “لا مستقبل لمستبد وحشي مثل الأسد في سوريا”.
حواجز التفتيش.. كابوس يطارد سكان اللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
أفضّل البقاء سنوات طويلة في القبو لا أرى الشمس على أن أخرج واضطر لمصادفتهم. بهذا عبّر الناشط أحمد صليباوي عن خوفه من حواجز التفتيش التي باتت كابوساً يطارد سكان مدينة اللاذقية بشمال سوريا.
ويقول للجزيرة نت إنه لم يغادر قبوه هذا منذ عامين لأن مخابرات النظام تلاحقه ويخشى أن يشي به أحد المخبرين لو خرج إلى الشارع.
وقد باتت حواجز التفتيش رعبا يطارد أبناء اللاذقية، ويتم عبرها اعتقال أي شخص مطلوب لأفرع مخابرات النظام في أي منطقة سورية، وفق ناشطين.
وتنتشر حواجز التفتيش الثابتة في مناطق عدة من مدينة اللاذقية وتوجد على مداخلها الرئيسية والفرعية، وعلى بوابات مينائها. لكن أشهر وأخطر هذه الحواجز تلك الموجودة على المدخل الشرقي للمدينة بالقرب من جامعة تشرين.
وحسب الناشط الميداني صليباوي فإن أكثر من ثلاثة آلاف شاب اعتقلوا عند هذا الحاجز منذ إقامته هناك مع بداية الثورة.
هروب فقتل
وأشار إلى أن عناصر الحاجز لا يتورعون عن قتل كل من يحاول التسلل هربا من المرور بهم.
وكان آخرَ الضحايا شاب مطلوب للخدمة العسكرية حاول التسلل عبر بساتين بالقرب من المدينة الجامعية المجاورة للحاجز الأسبوع الماضي، وفق رواية صليباوي.
أما وليد البحري فأكد أن عناصر حاجز اليهودية الموجود على المدخل السياحي والتجاري للمدينة، لا يقل خطراً عن ذلك الموجود بجانب جامعة تشرين.
وقال إن عناصر حاجز اليهودية اعتقلوا شباباً ومطلوبين للنظام بالآلاف، وقتلوا المئات دون سبب واضح.
ولفت إلى أن البطء الشديد في العمل على هذا الحاجز يتسبب في اصطفاف مئات السيارات بانتظار التأكد من أسماء ركابها مما يثير الرعب بينهم.
خطورة حواجز التفتيش تكمن في أنها مزودة بأجهزة حاسوب حديثة متصلة بشبكة مركزية عبر الإنترنت تحتوي على أسماء كل المطلوبين لفروع مخابرات النظام وأولئك الذين لم يؤدوا الخدمة العسكرية.
وأشار البحري إلى أن عناصر الحواجز يفحصون اسم كل شخص يعبرها خروجاً أو دخولاً لمعرفة ما إذا كان ملاحقاً أمنياً أو مطلوباً للخدمة العسكرية.
حواجز متحركة
كما أن هناك حواجز تفتيش متحركة تسمى “الطيارة” وهي عبارة عن دوريات أمن تستخدم سيارات مجهزة بمعدات اتصال تتجول على أحياء المدينة وشوارعها وتتوقف في أماكن متغيرة، لتبدأ التدقيق في هويات المارين.
وتثير هذه الحواجز الرعب في نفوس سكان المدينة، لأنها مفاجئة وغير منتظمة الوجود في أماكن محددة ولا يمكن تجنبها.
وتحدثت أم خالد وهي تحاول إخفاء دموعها عن اعتقال ابنها الوحيد على حاجز متحرك في حي الصليبة قبل شهر “بتهمة كتابة تعليقات معارضة على فيسبوك ومن حينها لم أعرف عنه شيئا”.
وبعد جهد، استطاعت الجزيرة نت التحدث إلى ضابط برتبة ملازم يعمل على حاجز الجامعة حيث قال إن مهمتهم ضبط سلوكيات أبناء المدينة، واصفا إياهم بالمساندين للثورة.
الضابط الذي رفض الإفصاح عن هويته، أكد أن العاملين على الحواجز سئموا من ملاحقة السكان وباتوا يميلون للتساهل معهم، لكن الإشراف المباشر من القيادات الأمنية في المدينة يمنعهم من ترجمة رغبتهم هذه، حسب تعبيره.
ونوه إلى أنه يُفرض عليهم أحيانا اعتقال عدد محدد من المدنيين، وهذا يضطرهم للقبض على أشخاص غير مطلوبين خوفا من العقوبة.
الجدير بالذكر أن أكثر من مائة حاجز ثابت ومتحرك أقامها النظام في اللاذقية، “لأنها مدينة شديدة الخطورة بالنسبة له حيث إنها الأقرب إلى معاقله في المناطق الموالية”.
خسائر للجيش وحزب الله أمام تنظيم الدولة وسط سوريا
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أنه سيطر الجمعة على مواقع للقوات النظامية السورية في ريف حماة وسط سوريا وقتل 15 من حزب الله اللبناني, كما قُتل عشرات الجنود السوريين في هجمات متزامنة للتنظيم بمحافظتي حماة وحمص.
فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعين من الجنود السوريين قتلوا خلال 24 ساعة في هجمات لتنظيم الدولة بريف محافظتي حماة وحمص وسط سوريا.
وأضاف أن خمسين من هؤلاء قتلوا في ريف محافظة حماة الشرقي الذي تسيطر فصائل المعارضة وتنظيم الدولة على أجزاء منه.
من جهتها، أفادت شبكة شام بأن تنظيم الدولة نسف حاجزي المجبل والحنيطة في منطقة الشيخ بريف حماة الشرقي, وتحدثت عن اشتباكات قتل فيها جنود نظاميون ومسلحون موالون للنظام.
وكان مركز حماة الإعلامي قال في وقت سابق الجمعة إن ريف حماة الشرقي شهد تصعيدا عسكريا كبيرا، وتحدث عن مقتل أكثر من 25 جنديا سوريا إثر سيطرة تنظيم الدولة على حاجزي المجبل والحنيطة.
ميدانيا أيضا, قتل الجمعة 15 شخصا وأصيب عشرات في غارة للطيران الحربي السوري على بلدة “منطف” في جبل الزاوية بريف إدلب شمالي سوريا. وقال ناشطون إن الغارة استهدفت منطقة قريبة من مسجد أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة.
في المقابل، استهدف مسلحو المعارضة حواجز للقوات النظامية في محيط مدينة إدلب وبلدتي كفريا والفوعة بقذائف الهاون والصواريخ، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في كفريا أسفرت عن تدمير آلية عسكرية، وفقا لما نقله ناشطون.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري أن الجيش قضى على عدد من “الإرهابيين” خلال عمليات بريف إدلب, وأضافت أن آخرين لقوا حتفهم في عمليات مماثلة بريف حمص الشرقي.
وفي حلب شمالي سوريا, ذكرت شبكة شام أن مسلحي المعارضة فجروا الجمعة مقرا للقوات النظامية بحي ميسلون، مما تسبب في مقتل وجرح 15 جنديا. وتحدث ناشطون عن سقوط قتلى في قصف مدفعي استهدف بلدة أوتايا بالغوطة الشرقية, ومقل طفلة برصاص قناص في حي الوعر المحاصر بحمص.
100 قتيل وجريح في تفجير انتحاري لـ”داعش” بالحسكة ومقتل 70 من قوات النظام
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)–قتل وجرح ما لا يقل عن 100 مواطن، في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الجمعة، في محافظة الحسكة السورية، فيما قتل نحو 70 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمليشيات التابعة له في هجمات للتنظيم منذ ليل الأربعاء بريف حمص بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد إن 33 شخصا بينهم 5 أطفال على الأقل، وعدد من النساء، قتلوا “جراء تفجير مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية لنفسه مستهدفاً احتفالات مواطنين كرد عشية عيد النوروز في حي المفتي بمدينة الحسكة.” وأوضح أن عدد القتلى مرشح للارتفاع “بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.” ولم يصدر من “داعش” بشكل فوري ما يفيد بتبنى التفجير الانتحاري في الحسكة.
وقال بأن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى لا يقل عن 100 شخص، جراء التفجير الانتحاري، وانفجار عبوة ناسفة في تجمع آخر للاحتفال بمدينة الحسكة.
و”قتل 70 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إثر هجمات مستمرة ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية” منذ ليل الأربعاء بحسب المرصد، الذي أشار إلى ان الهجمات استهدفت “حواجز وتمركزات قوات النظام في منطقة السخنة بالريف الشرقي لحمص، والشيخ هلال القريبة من السعن في ريف حماة الشرقي.” وذكر بأن هناك معلومات مؤكدة عن مقتل عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الهجمات ذاتها، دون أن يحدد رقما لعدد القتلى.
المطرانية الآشورية في رسالة لتنظيم الدولة: لا جهة مسلحة تمثلنا
روما (20 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
في سابقة أثارت إشكالاً بين الآشوريين، وجهت الكنيسة الآشورية السورية رسالة إلى تنظيم الدولة الإسلامية نفت فيها وجود أي جهة مسلحة تمثل الكنيسة أو الآشوريين في سورية، وتبرأت من أي اتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يمتلك جناحاً عسكرياً في شمال سورية وكل التعاون العسكري المشابه مع أي تحالف آخر. ودعت التنظيم لإطلاق سراح المعتقلين الآشوريين لديه والقبول ببقاء الآشوريين على الحياد.
وصدر عن مطرانية كنيسة المشرق الآشورية في الحسكة في سورية بياناً حمل توقيع المطران أفرام اثنيل، شدد على أن الآشوريين السوريين يعيشون بسلام وأمان ضمن محيطهم ولم يعانوا يوماً ما في التعامل مع أي من المكونات الأخرى، ونوّه بأن الآشوريين اعتمدوا سياسة “النأي بالنفس” ضمن الصراع القائم ليس لأن الأزمة لا تعنيهم بل لأنهم بعيدون كل البعد عن ثقافة التسلح في حياتهم اليومية أو المستقبلية، وفق تأكيد البيان.
وخاطب البيان تنظيم الدولة الإسلامية ودعاها لاتباع نهج النبوة، وأشار إلى أن الكنيسة الآشورية لا تمثل إلا نفسها والرعايا التابعين لها وهي مستقلة في قرارها ولا سلطة لها على بقية الكنائس الموجودة في المنطقة، وشددت المطرانية على عدم وجود أي جهة مسلحة تمثل الكنيسة الآشورية أو المحتجزين لدى تنظيم الدولة، وأن الكنيسة الآشورية ورعاياها “لم ولن تعقد أي اتفاق أو تحالف عسكري مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أو أي فصيل كردي أو عربي أو مع أي جهة أجنبية أو غربية بتاتاً”.
وتبرأت الكنيسة من أي تحالف مع أي جهة مسلحة تدعي بأنها تمثل الآشوريين، ودعت التنظيم أخيراً لإطلاق سراح جميع الآشوريين المحتجزين لديه.
ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يحتجز منذ أكثر من ثلاثة أسابيع نحو 200 مواطناً أشورياً سورياً اختطفهم من 11 قرية بريف بلدة تل تمر في محافظة الحسكة شمال سورية، بعد أن سيطرت على تلك القرى، وأفرج عن 24 منهم في وقت لاحق، ويخشى الآشوريون أن يقوم تنظيم الدولة بقتل المختطفين أو استخدامهم كدروع بشرية
رئيس الائتلاف الوطني: دي ميستورا يعد لخطة جديدة بعد فشل مبادرة تجميد القتال بحلب
روما (20 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة، خلال اجنماع للهيئة العامة للائتلاف، إن خطة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب “قد فشلت، والآن يعّد خطة سياسية جديدة” لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية
واشار مكتب الائتلاف الاعلامي إلى أن هيئته العامة تبحث، في اجتماعها الدوري على مدار ثلاثة أيام، “الوضع الميداني في سورية بما فيها تداعيات الضربة الكيماوية الأخيرة، التي نفذها نظام الأسد على سرمين بريف إدلب، كما تبحث المسارات والمبادرات الدولية الجديدة المطروحة حول سورية بما فيها لقاءات القاهرة وموسكو المفترض أن تبدأ الشهر المقبل”. وذكر أن المكتب الاعلامي أن الهيئة “استعرضت خلال اليوم الأول من اجتماعاتها التقارير الرئاسية ووزارة الدفاع والأركان وتوصيات الهيئة السياسية”، مشيرا إلى أنه “سيتم طرح عدة مواضيع خلال اليومين القادمين من الاجتماع، أهمها الجولات الخارجية للهيئة الرئاسية ومناقشة الوضع العام في الجزيرة السورية، واستحقاقات الثورة في بداية عامها الخامس، وتقديم أوراق من أعضاء الائتلاف بهذا الخصوص”.
ونقل المكتب الاعلامي إعراب أعضاء الائتلاف عن “استغرابهم لتصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول ضرورة المفاوضات مع الأسد، والمواقف المترددة لإدارة أوباما تجاه ما يجري في سورية”. كما أكد الائتلاف “التمسك بثوابت الثورة، وبيان جنيف كأساس للحل السياسي في سورية”، كما شدد على أن “تنحية الأسد عن السلطة لابد منها لإنجاح أي حل السياسي، لكن تمسك الأسد بالحل واستدعاء حلفائه الإيرانيين والمليشيات الطائفية يثبت عدم قبوله بأي حل سياسي” للأزمة في البلاد
مقتل 25 في تفجير سيارتين ملغومتين بمدينة الحسكة السورية
بيروت (رويترز) – قالت وسائل الإعلام الحكومية يوم الجمعة إن 25 سوريا على الأقل قتلوا وأصيب 80 آخرون في تفجير سيارتين ملغومتين اثناء احتفالات بالعام الجديد بالتقويم الفارسي (عيد النوروز) في مدينة الحسكة التي يغلب على سكانها الأكراد بشمال شرق سوريا.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات قال إن 33 شخصا بينهم أطفال قتلوا في الهجوم وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية نفذ الهجوم.
ويحظى عيد النوروز بأهمية في الثقافة الكردية حيث يتجمع الناس للعب والرقص وتناول الأطعمة في سوريا.
وقال التلفزيون السوري إن القنبلتين انفجرتا في حي المفتي بالمدينة.
وحمل ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعمل في شمال شرق سوريا تنظيم الدولة الإسلامية أيضا مسؤولية الهجوم الذي قال إن معظم ضحاياه من النساء والأطفال.
وبرز دور وحدات حماية الشعب كشريك رئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وحققت وحدات حماية الشعب مكاسب كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية في الشمال ضد المتشددين وقطعت عليهم طريقا مهما للإمدادات من العراق.
وبدأت الحرب الأهلية السورية التي قتل فيها أكثر من 200 ألف شخص باحتجاجات سلمية مطالبة بالديمقراطية تحولت إلى حرب أهلية بعدما قمعتها قوات الأمن.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)