أحداث السبت 21 تشرين الأول 2017
موسكو تعتبر أن من المبكر تحديد موعد وآليات لـ «مؤتمر شعوب سورية»
موسكو – رائد جبر
كشف الكرملين تفاصيل إضافية عن فكرة الدعوة لعقد «مؤتمر شعوب سورية»، التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، أن «من السابق لأوانه الحديث عن تحديد مواعيد أو آليات تنظيم المؤتمر»، مشيراً الى «نقاش جدي يدور حول المبادرة الروسية» بهدف دفع آليات التوصل الى تسوية سياسية تتضمن وضع دستور جديد في سورية.
ولفت بيسكوف الى أن بوتين طرح الفكرة في «خطوطها العامة» وهي تشتمل على الدعوة لـ «مؤتمر شعوب سورية الذي يجب أن يشارك فيه ممثلون عن المجموعات العرقية والدينية في سورية، بالإضافة الى الحكومة والمعارضة»، لكنه حذر من التسرع في التوصل الى استنتاجات حول آليات تنفيذ المبادرة، موضحاً أن «من السابق لأوانه الحديث عن فترة زمنية محددة أو آليات واضحة سيتم على أساسها تشكيل المؤتمر».
وزاد أن بوتين اعتبر أن «هذا المؤتمر يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو التوصل إلى تسوية سياسية، ونحو إعداد دستور جديد للبلاد».
وأضاف أن «المبادرة تتم مناقشتها في شكل جدي، بما في ذلك الخطوط العامة لها، والاتحاد الروسي تقدم بهذه المبادرة. وأنتم تعلمون أن الرئيس لفت الى أن تنفيذها سيساعد على استكمال عملية تطبيع الأوضاع في سورية بطريقة مستدامة».
وزاد أن الحديث يدور عن «وجود فهم للاتجاه العام الذي يمكن أن تتحرك فيه الأمور، من أجل مواصلة البحث عن تسوية، وكيفية تفعيل ذلك بالتفصيل، وكذلك كيفية تنفيذ الخطة المناسبة».
بالتزامن، بدأت أوساط عسكرية وبرلمانية روسية تتحدث عن الخطوات التي ستقوم بها روسيا ميدانياً، في مرحلة «ما بعد القضاء على تنظيم داعش».
وقال الجنرال فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، وإحدى أبرز الشخصيات العسكرية في روسيا أمس، أنه «بعد انتهاء العمليات العسكرية المباشرة في سورية، ستكون هناك حاجة إلى شن عمليات خاصة قد تستمر لفترة طويلة، من أجل تطهير البلد من فلول الإرهابيين».
وأوضح شامانوف الذي قاد العمليات العسكرية الروسية خلال الحرب في الشيشان أن «روسيا لديها تجربة في التعامل مع المجموعات الإرهابية، وفي مرحلة معينة سيحاول مسلحون متشددون التغلغل داخل هيئات الحكم المحلي، أو تغيير أدواتهم لكنهم سيشكلون خطراً ومكافحتهم ستحتاج الى فترة طويلة».
وكشف الجنرال الروسي عن معلومات قال أنها بحوزة العسكريين الروس، في شأن «محاولة الإرهابيين المهزومين الانتقال إلى مناطق جديدة بينها أميركا الجنوبية والجزء الشمالي من أفغانستان، أو السعي للتخفي والذوبان بين السكان المدنيين في العراق وسورية».
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن «العملية ضد الإرهابيين في سورية توشك على الانتهاء». لكنه أشار الى «نقاط عدة تتطلب قرارات عاجلة ومناقشة متواصلة لآفاق تطورات الأوضاع في سورية».
على صعيد آخر، قال مدير قسم حظر انتشار الأسلحة في الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، إن التحقيق الذي تجريه الآلية المشتركة في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة في سورية «ليس مهنياً ولا يستند الى قواعد صحيحة».
وأضاف أوليانوف، خلال أعمال مؤتمر عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في موسكو أمس، أن «موفدي الآلية المشتركة زاروا قاعدة الشعيرات السورية قبل أسبوع تقريباً، وهذا أمر كنا نصرّ عليه دائماً للتحقق من أن القاعدة لم تستخدم لتوجيه ضربات كيماوية، لكن مجموعة الخبراء التي زارت القاعدة لم يكن بحوزتها تعليمات لأخذ عينات في المطار، ما أفقد مهمتها الفائدة المتوقعة».
وزاد أن «المنطق الأساسي، يفترض أن الهيئات التي تقوم بالتحقيق يجب أن تتحرى صحة الفرضيات المطروحة. وإذا ثبت استخدام القاعدة لإطلاق أسلحة محرمة، تجب الإشارة إلى أن السوريين يخالفون اتفاقية خطر استخدام الأسلحة الكيماوية، كما يجب منع استخدام هذا الغاز من جديد. لكن الآلية المشتركة ترفض تنفيذ هذه الوظيفة، ولا تستطيع تقديم تفسيرات لأدائها. يتكون لدينا انطباع بأن اعتبار هذا التحقيق نوعياً أمر مستحيل. إنه موقف غير مهني ويثير تساؤلات كبيرة».
ومع تركيز انتقاده على «الآلية المشتركة»، أعرب أوليانوف عن استياء موسكو لـ «الثغرات» في عمل بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال إنها «بدلاً من أن تقوم بتقصي كل الحقائق المتعلقة بحوادث الاستخدام المفترض للسلاح الكيماوي، بما في ذلك على صعيد أماكن تخزينه وآليات استخدامه ونتائجها مع دراسة كل الظروف المحيطة، قلصت نشاطها لأسباب غير مفهومة، واعتبرت أن مهامها تنحصر في تحديد ما إذا تم استخدام السلاح الكيماوي، في منحى واضح لتوجيه أصابع الاتهام سلفاً الى الطرف الحكومي».
رئيس الأركان الإيراني يتفقد جبهة ريف حلب
موسكو، لندن – «الحياة»
زار رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري جبهة ريف حلب، وفق ما أفادت وكالة «إرنا» الإيرانية أمس. ونشرت الوكالة صوراً لباقري وهو يتفقد مناطق العمليات في ريف حلب، لكنها لم تُحدد المنطقة. وتوعد باقري في كلمة أمام حشد من قوات «الحرس الثوري» والميليشيات التابعة لها في ريف حلب، بالقضاء على المجموعات التي وصفها بـ «التكفيرية والإرهابية». وتظهر الصور التي نشرتها «تسنيم» وجود اللواء باقري مع عدد من الضباط الإيرانيين، من دون إشارة إلى وجود أي عنصر تابع للقوات النظامية السورية. وقال باقري من حلب إن «عمر المجموعات الإرهابية والتكفيرية انتهى في سورية»، ووصف التنسيق بين «المقاومين والجيش السوري والشعب» بـ «المثالي»، معتبراً هذا الأمر رمزاً للنصر، مشدداً على مواصلة هذه الوتيرة لمدة أطول. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) إن مدينة الرقة ستكون جزءاً من سورية «لامركزية اتحادية» لتربط بذلك مستقبل المدينة التي حررتها من تنظيم «داعش» بخطط الأكراد لإقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سورية (للمزيد).
وأعلنت «قسد» رسمياً «تحرير» الرقة من التنظيم، مشيدة بـ «نصر تاريخي». وتعهدت تسليم إدارة الرقة إلى مجلس مدني سيدير شؤونها ويتابع ملف إعادة إعمارها بعد الانتهاء من تمشيطها وتنظيفها من مخلفات الحرب.
وتابعت «قسد»، التي يهيمن عليها الأكراد، في بيان: «نؤكد أن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سورية ديموقراطية لامركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم». وذكر البيان الذي تلاه الناطق باسم «قسد» في وسط الرقة: «نتعهد حماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية».
وقال محللون أمس إن الخسائر الكبيرة التي مُني بها تنظيم «داعش» في سورية والعراق على حد سواء قد تؤدي إلى تراجع اهتمام الأميركيين، وبالتالي قد تجد «قسد» نفسها وحيدة، وفي هذه الحالة، قد يحاول الأكراد إيجاد حلول بديلة، بينها التفاوض مع الحكومة السورية. ويقول الخبير في الشؤون السورية في جامعة ستانفورد فابريس بلانش لوكالة «فرانس برس»: «في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها بسرعة، خلال ستة أشهر، سيبقى الأكراد وحيدين»، وبالتالي يجدر بهم «التقرب من دمشق وموسكو».
من جهة أخرى، كشف الكرملين تفاصيل إضافية عن فكرة الدعوة إلى عقد «مؤتمر شعوب سورية»، التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن «من السابق لأوانه الحديث عن تحديد مواعيد أو آليات تنظيم المؤتمر»، مشيراً إلى «نقاش جدي يدور حول المبادرة الروسية» بهدف دفع آليات التوصل إلى تسوية سياسية تتضمن وضع دستور جديد في سورية.
ولفت بيسكوف إلى أن بوتين طرح الفكرة في «خطوطها العامة» وهي تشتمل على الدعوة لـ «مؤتمر شعوب سورية الذي يجب أن يشارك فيه ممثلون عن المجموعات العرقية والدينية في سورية، بالإضافة إلى الحكومة والمعارضة»، لكنه حذر من التسرع في التوصل إلى استنتاجات حول آليات تنفيذ المبادرة، موضحاً أن «من السابق لأوانه الحديث عن فترة زمنية محددة أو آليات واضحة سيتم على أساسها تشكيل المؤتمر».
إلى ذلك، تم أمس تشييع اللواء شرف عصام زهر الدين الذي قاد حملة القوات النظامية في محافظة دير الزور وقتل قبل بضعة أيام في انفجار لغم أرضي، إلى مثواه الأخير في السويداء.
تركيا: رفع صورة أوجلان في الرقة يثبت انحياز واشنطن للإرهابيين
اسطنبول – رويترز
قالت تركيا اليوم (الجمعة) إن قيام قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة برفع صورة ضخمة للزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان في وسط الرقة، يلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات المتوترة أصلاً بين أنقرة وواشنطن.
ورفعت صورة أوجلان أمس في احتفال بانتزاع الرقة من أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في حملة قادتها وحدات حماية الشعب الكردية بدعم عسكري من واشنطن.
وتعتبر تركيا الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يشن هجمات مسلحة في جنوب شرقي تركيا منذ ثلاثة عقود.
وتعتبر أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي حزب العمال منظمة إرهابية.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم للصحافيين خلال مغادرته مسجداً في اسطنبول: «إنني أتعجب، هل تريد الولايات المتحدة أدلة أخرى كي تقبل بأن …وحدات (حماية الشعب الكردية) منظمة إرهابية».
وأضاف: «عرض صورة لزعيم إرهابي لحزب العمال الكردستاني يضر العلاقات الأميركية – التركية بشدة. وبهذه الخطوة لا تتعاون الولايات المتحدة مع الإرهابيين وحسب بل تهدد مستقبل سورية».
ورفعت فصائل كردية نسائية صورة أوجلان أمس الخميس. كما عرض تسجيل فيديو وزعه المكتب الصحفي لوحدات حماية الشعب قادة ومقاتلين من الوحدات وهم يهتفون «عاش أبو!» كما يعرف أوجلان بين أتباعه.
وأدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات مشابهة لتصريحات رئيس وزرائه.
وقال أردوغان: «كيف تفسر الولايات المتحدة صورة أوجلان في الرقة؟ هل هذه هي الطريقة التي يتعاونون بها معنا في الصراع ضد الإرهاب؟ إنكم لا تقفون معنا ضد الإرهاب».
ويمضي أوجلان عقوبة السجن في تركيا بتهمة الخيانة منذ العام 1999. وتفاوض الرجل على هدنة من محبسه، لكن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال انهار قبل عامين ولقي آلاف حتفهم في جنوب شرقي تركيا مع تجدد العنف.
وتأتي واقعة رفع صورة أوجلان وسط نزاع ديبلوماسي بين أنقرة وواشنطن في شأن احتجاز تركيا موظفاً من القنصلية الأميركية في اسطنبول. ودفع الحادث البلدين لوقف خدمات التأشيرات.
ماكرون يدعو إلى انتقال سياسي «متفاوض عليه» في سورية
باريس – أ ف ب
قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم (الجمعة) إن «انتقالا سياسياً متفاوضاً عليه (بات) ضرورياً أكثر من أي وقت مضى» في سورية، مشيداً بـ «تحرير مدينة الرقة» من أيدي المتطرفين.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن «الحملة للقضاء على (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش تجتاز اليوم مرحلة جوهرية. فمن الرقة تم تخطيط العديد من الأعمال الإرهابية وتوجيهها ضد أهداف في الشرق الأوسط وأوروبا، وخصوصاً في فرنسا، وباقي العالم».
وأضافت أنه يتعين أن تجد سورية «مخرجاً من الحرب الأهلية التي تغذي الإرهاب منذ قمع نظام بشار الأسد الحركة الديموقراطية».
وفي انتظار حل شامل للأزمة السورية، طلبت الرئاسة الفرنسية أن تتم في المناطق المحررة من «داعش»، وأولها الرقة، إقامة «حوكمة شاملة في إطار احترام جميع الطوائف»، بغرض استعادة الحياة الطبيعية وإتاحة عودة النازحين واللاجئين.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن «المعركة مع داعش لن تنتهي مع دحره في الرقة، وستواصل فرنسا جهودها العسكرية طالما كان ذلك ضروريا».
ويحاول الرئيس الفرنسي منذ أسابيع عدة عقد اجتماع لـ «مجموعة اتصال» للتحضير لحل سياسي في سورية، يجمع طرفي النزاع والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، وباقي الدول المعنية في المنطقة مثل لبنان وإيران، الأمر الذي يثير اعتراض واشنطن.
ويريد ماكرون أن لا يتحدد مستقبل سورية فقط عبر عملية السلام في استانا بين روسيا وإيران وتركيا. وأتاحت محادثات استانا تحديد مناطق لخفض التوتر في عدد من المحافظات السورية.
ومن المقرر أن تعقد محادثات سلام بين ممثلي السلطات السورية ومعارضيها يومي 30 و31 تشرين الأول (أكتوبر) تركز خصوصاً على مصير الرهائن والمعتقلين، بحسب ما أعلنت سلطات كازاخستان الخميس.
الجيش العراقي يتمركز على حدود كردستان
بغداد – «الحياة»
قلبت العمليات التي تخوضها القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها موازين القوى في البلاد، وتمكنت أمس من طرد «البيشمركة» من كل محافظة كركوك، مؤكدة أنها ستتمركز عند الحدود الإدارية لكردستان، ولن تتقدم في اتجاه أربيل. وأعلن في إسرائيل أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بدأ «حشد القوى العالمية لدعم الأكراد ووقف تقهقرهم». ودعا المرجع علي السيستاني المسؤولين في إقليم كردستان إلى توحيد صفوفهم والبدء بالمفاوضات مع الحكومة المركزية «تحت سقف الدستور» (للمزيد).
وخاض الجيش العراقي وقوات «الحشد الشعبي» اشتباكات محدودة في منطقة «التون كوبري» ذات الغالبية التركمانية، شمال كركوك وسيطروا عليها، وهي تبعد 40 كيلومتراً جنوب أربيل. وقال قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير يارالله أمس، إن قواته «لن تتجاوز حدود المحافظة وستتمركز في المناطق المتنازع عليها». وأكد القيادي في «الحشد الشعبي» كريم النوري لـ «الحياة» أن رئيس الوزراء حيدر «العبادي وجه أوامره إلى القطعات العسكرية المنتشرة بعدم التوجه أو تخطي حدود كركوك، ونحن لا نخطط أبداً لتجاوزها».
ومع السيطرة على «التون كوبري» تكون القوات العراقية أحكمت سيطرتها على كل المناطق المتنازع عليها في كركوك وديالى، وأجبرت «البيشمركة» على العودة إلى حدود 2003، وما زال بعض المناطق التابعة للحدود الإدارية لمحافظة ديالى تحت سيطرة الأكراد.
إلى ذلك، رحب ممثل السيستاني عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة أمس بانتشار الجيش والشرطة الاتحادية في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، ودعا «الأطراف الكردية إلى توحيد صفوفها»، وقال إن «قدر العراقيين بمختلف مكوناتهم من عرب وأكراد وتركمان وغيرهم، أن يعيشوا بعضهم مع بعض في ربوع هذه الأرض العزيزة وليست أمامهم فرصة لبناء غد أفضل ينعمون فيه بالأمن والاستقرار والرخاء والرفاه إلا مع تضافر جهود الجميع لحل المشكلات المتراكمة عبر السنوات الماضية مبنية على أسس العدل والإنصاف والمساواة بين الجميع». ودعا «القادة والنخب السياسية إلى العمل على تقوية اللحمة الوطنية (…) ولجم مظاهر العنصرية والطائفية، سواء بنشر مقاطع مصورة أو صوتية أو رفع لافتات أو إطلاق شعارات أو حرق صور أو أعلام أو غير ذلك». وطالب «القيادات الكردية الكريمة بتوحيد صفوفها والعمل على تجاوز الأزمة عبر التعاون مع الحكومة الاتحادية وفق الأسس الدستورية»، آملاً بأن «يفضي ذلك إلى حلول عادلة ومقنعة للجميع».
وأثارت دعوة السيستاني الأكراد إلى توحيد صفوفهم تساؤلات في الأوساط السياسية، رد عليها مقربون منه وقالوا إن «السيستاني يسعى إلى اتفاق شامل حول العلاقة بين بغداد وأربيل، وهذا لن يتم إذا أبرم مع طرف واحد».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتانياهو يعمل على حشد دعم القوى العالمية لمنع تعرض أكراد العراق لمزيد من الانتكاسات. وقد أثار هذه المسألة خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الأسبوع الماضي، وفي اتصال آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع فرنسا، كما تطرق إلى الأمر مستشار الأمن القومي مئير بن شبات في حديثه مع مسؤولين في الإدارة الأميركية. وقال وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس في تصريح إلى إذاعة تل أبيب أمس: «المهم الآن منع حدوث هجوم على الأكراد وأي أذى يلحق بهم وبحكمهم الذاتي ومنطقتهم»، وأضاف أن «رئيس الوزراء على اتصال مع الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا لكف الأذى عن الأكراد».
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه – إسباني أمس: «نطلب من الحكومة الاتحادية ضبط النفس واحترام حقوق الأكراد كاملة».
إسرائيل تستهدف المدفعية السورية في الجولان بعد تعرضها لإطلاق نار
“القدس العربي”- وكالات: استهدف الجيش الاسرائيلي السبت مرابض مدفعية تابعة للنظام السوري بعد تعرض المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل في الجولان المحتل لاطلاق نار من الجانب السوري، مهددا برد اعنف في المستقبل.
ويسيطر النظام السوري على قسم فقط من الأراضي السورية في الجولان المحتل، فيما تسيطر فصائل معارضة على بقية هذه الأراضي احداها موالية لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
الا ان الجيش الإسرائيلي هدد بأن رده سيستهدف الجيش السوري، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن اطلاق النار او عما اذا كان الامر متعمدا ام غير متعمد.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه تم اطلاق خمس مقذوفات على شمال الجولان من الجانب السوري من الهضبة، بدون تسجيل سقوط ضحايا او اضرار.
وقال الجيش الاسرائيلي “ردا على اطلاق نار استهدف اسرائيل، قصف الجيش الاسرائيلي ثلاثة مرابض مدفعية تابعة للنظام السوري في مرتفعات الجولان”.
واضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي “أي تكرار (لحوادث مماثلة) في المستقبل سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى رد اعنف”، مضيفا انه “يحمل النظام السوري مسؤولية أي عدوان ينطلق من اراضيه”.
الا اان قيادة الجيش السوري اصدرت بيانا، من جهتها، اشارت فيه الى وقوع “اعتداء” على احد مواقعها في ريف القنيطرة “ما أدى إلى وقوع خسائر مادية”.
واعتبرت القيادة في بيانها “يأتي هذا الاعتداء في إطار التنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية المدعومة منها في المنطقة بعد أن أطلق الإرهابيون وبإيعاز من إسرائيل قذائف هاون سقطت في منطقة خالية متفق عليها داخل الأراضي المحتلة لإعطاء ذريعة للعدو الصهيوني بتنفيذ عدوانه”.
وجدد قيادة الجيش السوري “تحذيرها من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية وتحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك بغض النظر عن الذرائع الواهية التي أصبحت مفضوحة ومعروفة للجميع″.
وسعت اسرائيل الى تفادي الانخراط بشكل مباشر في الحرب الاهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات، علما ان جيشها يرد دوما على اطلاق النار من الجانب السوري.
وتقر إسرائيل بشن عشرات الغارات الجوية ضد مقاتلي حزب الله في سوريا لوقف ما تقول انها عمليات تسليم شحنات أسلحة متطورة للحزب الشيعي اللبناني، احد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري.
وخاضت إسرائيل في 2006 حربا مدمرة ضد حزب الله واعربت عن مخاوف من أن انخراط حزب الله في الحرب السورية يهدد بفتح جبهة جديدة.
ومنذ حرب حزيران/ يونيو 1967 تحتل إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان، في حين ان 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تقع تحت السيطرة السورية.
والمعروف أن خط فض الاشتباك بين سوريا واسرائيل في هضبة الجولان يعتبر هادئا، وتوتر الوضع نسبيا في هذه المنطقة بعد اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011.
ما بين إدلب وكركوك تحالفات جديدة في الشرق الأوسط
(الأناضول): لم يكن مفاجئًا اندلاع الاشتباكات بين الحشد الشعبي، وعناصر البيشمركة في مدينة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، بالتوازي مع عملية عسكرية أطلقتها تركيا في محافظة إدلب شمالي سوريا في إطار اتفاقية مناطق خفض التوتر.
وأثناء كتابة هذا المقال، بدأت الأخبار تتوالى حول سيطرة قوات الحكومة المركزية، والحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) على معظم محافظة كركوك (شمال)، فلا شك أن هذا الوضع بمثابة مؤشر مهم على أن التحالف الروسي التركي الإيراني بدأ يسفر عن نتائج.
وتجدر الإشارة أن هناك العديد من العوامل التي دفعت كلًا من تركيا وروسيا وإيران إلى التقارب، منها اتخاذ الولايات المتحدة مواقف تصل حد “العداء” ضد أنقرة شريكتها الاستراتيجية، وحيلفتها السابقة خلال الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، وفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، وتحالف واشنطن مع تنظيم “ب ي د” (أمتداد منظمة بي كا كا الإرهابية في سوريا).
هذا التقارب جاء رغم أن تركيا خلال الأعوام الأولى من الحرب الداخلية في سوريا، أخذت مكانًا ضمن الحلف الذي ضم الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج في مواجهة حلف النظام السوري وروسيا وإيران.
– أزمة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وتركيا
من المعلوم أن أزمة التأشيرات الأخيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، ليست متعلقة باعتقال مواطن تركي يعمل في قنصلية أمريكا بإسطنبول، ولا توجد له حصانة دبلوماسية.
الأمر له صلة بسلسلة أزمات بين البلدين بدأت برفض البرلمان التركي لمذكرة 1 مارس/ آذار 2003 (مشروع قرار تقدمت به الحكومة حول السماح بنشر قوات أمريكية في الداخل وإرسال قوات تركية للخارج)، ثم اعتقال الجيش الأمريكي جنودًا أتراكا في محافظة السليمانية بالعراق في 4 يوليو/ تموز من العام ذاته، وتخلي الولايات المتحدة عن تركيا وتحالفها مع تنظيم “ب ي د” في سوريا، وأخيرا موقف الإدارة الأمريكية من محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية (منتصف يوليو/ تموز 2016) وبعدها.
ورغم المواقف الأمريكية التي لا تتفق مع علاقات التحالف، عملت تركيا على إعادة ترميم تلك العلاقات لفترة طويلة؛ لكن وأمام استمرار الدعم الأمريكي لتنظيم “ب ي د”، اضطرت تركيا إلى التقارب مع روسيا وإيران في سوريا والعراق.
ولو أن هذا التقارب لم يحدث، لواجهت تركيا صعوبات جمة في تنفيذ عملية “درع الفرات” التي تعد حملتها الأولى لإفساد مخططات الولايات المتحدة، ولما استطاعت المشاركة في مسار أستانة (حول سوريا) الناجح الذي شكلته بالتعاون مع روسيا وإيران، كبديل لمحادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، ولما تمكنت من تنفيذ عملية إدلب التي تعد حملتها الثانية لافساد المخططات ذاتها.
ولا يمكن اعتبار الولايات المتحدة سعيدة بعمليتي “درع الفرات” وإدلب رغم التصريحات التي تدليها بعكس ذلك.
– حملات تركيا التي “تفسد المخططات”
كما تغيرت التحالفات في منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، فإن حدودنا الموازية للعراق وشمال سوريا تشهد تطوارات مهمة، فبقاء الكانتونات المحاذية لحدودنا في الشمال السوري، واستمرار إدارة إقليم شمال العراق في البقاء على المدى الطويل، أمران مرتبطان بالممر الذي سيتم فتحه إلى البحر المتوسط.
لكن تركيا استطاعت القضاء على هذا الخطر الذي يتربص حدودها مع سوريا من خلال حملتين (عمليتي درع الفرات وإدلب) أفسدتا المخطط القاضي بإنشاء ممر المتوسط، شمالي سوريا بموازاة الحدود التركية.
ومن المعروف أن إدارة إقليم شمال العراق، برئاسة (مسعود) بارزاني، تحتاج إلى كركوك على المدى القصير، وإلى ممر عبر سوريا من أجل الوصول إلى المتوسط على المدى الطويل.
لهذا السبب أصر بارزاني بشكل مستمر للسيطرة على كركوك التي تساهم بـ40 في المئة من إنتاج النفط العراقي وبتكلفة منخفضة جدًا، رغم أنها ليست جزءًا من الإقليم.
وكي يتمكن من الوصول لمياه المتوسط عبر الممر المذكور، غض بارزاني الطرف عن تمدد منظمة “بي كا كا” الإرهابية في الإقليم، آملاً بإقامة تعاون مع الكانتونات التابعة للمنظمة شمالي سوريا، ليتمكن من تصدير النفط عبرها بشكل مستقل عن الحكومة المركزية العراقية وإيران وتركيا.
– التركيبة الديموغرافية لكركوك
عملية إعادة الدولة العراقية سيطرتها على كركوك، جاءت بالتزامن مع عملية عسكرية أطلقتها تركيا في إدلب، وهذا يظهر رفض الدول الثلاثة (تركيا وإيران والعراق) قيام دولة رابعة في المنطقة، ما اقتضى وجود تنسيق بينها كما أسلفنا القول.
وبالتالي، فإن الاستفتاء (بإقليم الشمال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي) شكّل مقامرة بالنسبة لبارزاني، ولا شك أن عدم وقوف الولايات المتحدة إلى جانبه سيجعل وضعه أكثر تعقيدًا وصعوبة، وبالنظر إلى التقارير الأولية فمن الواضح أن الولايات المتحدة غير معنية بحماية بارزاني فيما يتعلق بكركوك.
وهكذا، فإن نسبة نجاح هذه التحركات مرتفعة جدًا، وحال تم إخراج قوات البيشمركة تمامًا من كركوك، فإن هذا سوف ينعكس بشكل إيجابي على المصالح الوطنية لتركيا وستكتسب عمليات إدلب أهمية أكبر.
ومع ذلك، فإن أسلوب تعامل مسلحي الحشد الشعبي مع سكان كركوك يكتسب أهمية كبيرة لكي لا يصبح سكان المدينة (التركمان والعرب السنة) كالمستجير من الرمضاء بالنار.
– الحملة الثالثة سيكون عنوانها سنجار
ستشكل حملة إعادة الحكومة المركزية العراقية سيطرتها على قضاء سنجار (محافظة نينوى)، والذي يتبع قانونيًا للإدارة المركزية، أهمية كبرى بالنسبة لتركيا.
وكانت قوات البيشمركة (قوات إقليم شمال العراق) بالتحالف مع مسلحي منظمة “بي كا كا” الإرهابية، قد سيطرت على القضاء أواخر 2015، بعد طرد مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي الذين سيطروا على القضاء ذي الغالبية الإيزيدية عام 2014.
إن المنطقة شهدت في السنوات الماضية حملات تغيير ديمغرافي وحملات تغيير لأسماء المناطق، ولعل قضاء “عين العرب” شمالي سوريا (يطلق عليها التركمان اسم “عرب بينار”) وقضاء سنجار الذي حفر اسمه الجغرافيا والتاريخ الإسلامي تحول بين عشية وضحاها إلى “شنكال” خير دليل على ذلك.
الكوليرا والأمراض السارية في المخيمات تهدد 8000 نازح من أهالي حمص
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : بعد مضي قرابة الثمانية أشهر على حط رحالهم في مخيم زوغرة قرب مدينة جرابلس (125 كم شمالي مدينة حلب)، على الحدود السورية التركية، عقب تهجيرهم من حي الوعر غرب مدينة حمص، يتخوف النازحون الذين يناهز تعدادهم قرابة الـ 8000 شخص ويتوزعون على نحو 1520 عائلة، من تفشي الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي وغيرهما من الامراض.
ووفقاً لمصادر طبية فقد تم تشخيص أول حالة مصابة بمرض الكوليرا في مستوصف مخيم زوغرة، واكد الأطباء القائمون على تحويل المريضة الى مشفى مجاور لأخذ خزعة وإجراء التحاليل الطبية للتأكد من صحة الأمر، فيما يعاني يتجاوز عدد المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي (اليرقان) الـ 150 مريضاً معظمهم من الاطفال، ويرجح الاطباء تفاقم اعداد المصابين خلال الايام المقبلة.
الناشط الاعلامي محمد الحميد قال في اتصال مع «القدس العربي» ان المخيم الذي تديره منظمة إدارة الطوارئ والحروب التركية «آفاد» يفتقد للمقومات الأساسية وينتشر فيه بشكل مطرد مرض التهاب الكبد الوبائي «اليرقان» والذي تجاوز عدد المصابين به 150 مريضاً جلهم أطفال ونساء، وخلال الاسبوع الفائت اضيف الى المرضى عشر حالات جديدة، حيث يستقبل المستوصف يوميا المزيد من المرضى، عدا عن ظهور مرض الكوليرا كشبح جديد يهدد حياة سكان المخيم اضافة الى المعوقات الاخرى التي تقض مضاجع المهجرين النازحين اليه.
ووصف المتحدث الأمراض بالأشباح في المخيم الذي يعاني النازحون اليه من ظروف معيشية صعبة وخاصة مع حلول فصل الشتاء وسط تحسب من طوفان الخيم التي أقيمت على ارض ترابية حيث قال: يترقب بحذر وخوف اهالي حي الوعر النازحون الى مخيم زوغرة حلول فصل الشتاء الذي سيثقل كاهلهم بمزيد من الأعباء وخاصة انه مبني على أرض غير صالحة لذلك، كونها ارضاً زراعية وهشة، ولم يتم فرش أرضه بطبقة حصى تمنع توحل المخيم في حالات المطر.
ويفتقر مخيم زوغرة الى منظومة صرف صحي، مما دفع الأهالي لإنشاء منظومة صحية بدائية خطيرة على الصحة العامة عن طريق حفر الحفر الفنية التي تتجمع فيها الفضلات والتي تتواجد بين الخيم، ولكن الامر الاسوأ من ذلك هو ان تلك الحفر تتموضع فوق آبار المياه التي تستخرج منها مياه الشرب والطعام الذي يوزع على سكان المخيم.
الطبيب المشرف على مخيم زوغرة رأى ان سبب انتشار الأمراض هو وجود الحفر الفنية المكشوفة وتسرب مياه المجارير الراكدة في الحفر الفنية الى المياه الجوفية التي تستخدم من قبل السكان، وعدم وجود وعي لخطورة الأمراض المنتشرة وطرق الوقاية من انتشارها وعدم وجود منظومة عمل لمكافحة انتشارها، مما يشكل خطراً حقيقاً يهدد حياة النازحين.
وحسب مصارد لـ«القدس العربي» فقد تم إغلاق الصفوف الدراسية في المخيم ومنع أي تجمع داخله تفادياً لانتشار الأمراض وخاصة المعدية منها، نتيجة الوضع الصحي المشارف على الانهيار.
وكان حوالي 200 من نازحي حي الوعر الحمصي في مخيم جرابلس شمال شرق محافظة حلب، قد عادوا في نهاية شهر حزيران/يونيو الى الحي وفضلوا عقد تسوية مع النظام السوري، عبر لجنة أهلية منتخبة مثلت المخيم ونسقت مع لجنة مدينة أخرى من داخل الحي، التي بدورها تواصلت مع أجهزة الأمن لدى النظام السوري، من أجل تأمين عودة هؤلاء المهجرين.
وقال مصدر إعلامي من مخيم زوغرة غرب جرابلس في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: انه وبسبب الاوضاع البالغة في السوء فقد عاد الى حي الوعر أكثر من 300 عائلة من المخيم، و300 عائلة ممن خرجوا واستأجروا في مدن الباب وجرابلس أو القرى المجاورة، ليكون العدد الإجمالي حوالي 600 عائلة على الأقل.
العدد الأكبر ممن عاد إلى الوعر هم من كبار السن وعائلاتهم، لعدم قدرتهم على التماشي مع الواقع المزري في المخيمات، واضاف المصدر «كنا نعيش ضمن حصار مطبق، لكن الأمم المتحدة كانت تضغط على النظام لإدخال المساعدات وحليب الأطفال، أما هنا في المخيم ومنذ أكثر من شهرين فإنني أشتري بشكل دوري علبة حليب لابنتي بسعر 2400 ليرة، بينما كان حليب الأطفال يوزع مجانـا في أيام الحصـار».
الناشط الإعلامي «محمد الحميد» وصف مخيم زوغرة بـ «العار على جبين المعارضة وخاصة المحسوبين على مدينة حمص» عازياً السبب الى فشل الجهات التي تمثل السوريين «حيث تركوا الضعفاء الفقراء يواجهون كل صعوبات الحياة وهم يتفرجون، وتصدروا أمر حي الوعر طيلة الحصار، فيما تحكم البعض بالمعابر وبقوت الناس في الحصار وتركوهم بعد الخروج دون سؤال أو تقديم المساعدة لهم» بحسب رأيه.
الولايات المتحدة تشكك في إمكانية ضم عناصر من النظام السوري إلى مجلس بلدي الرقة
رائد صالحة
واشنطن – «القدس العربي» : شككت الولايات المتحدة في امكانية ضم عناصر من نظام بشار الاسد الى مجلس بلدي مدينة الرقة اذ قالت هيذر نويريت، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية، ان الادارة الامريكية تواصل القول ان من يدير الحكومات المحلية يجب ان يكون ممثلاً للشعب وان يجسد حقوق الانسان الاساسية وحماية المدنيين في المنطقة.
وأوضحت نويريت ان هذا الاقتراح يحمل الكثير من الافتراضات، وقالت ان الولايات المتحدة تعمل مع عدد من المجموعات في الرقة، من بينها مجموعة تعمل على إنشاء مجلس بلدي للمدينة، وقد ساعد على توفير بعض الانجازات الأولية، مثل الحصول على مياه نظيفة وإزالة الأنقاض.
وأجابت المتحدثة الرسمية رداً على اسئلة ملحة بشأن مدى تقبل الولايات المتحدة لوجود عناصر من النظام السوري في قضية إعادة الإعمار في الرقة على المدى القصير بأنها تشك في ذلك لان حكومة الولايات المتحدة جنباً الى جنب مع شركاء التحالف عملت على إنشاء مجلس بلدي الرقة مشيرة الى ان الولايات المتحدة مولت مجموعات من السكان المحليين للمساعدة ببعض الأعمال المهمة لتحقيق الإستقرا، بما في ذلك المياه النظيفة وإزالة الأنقاض وإزالة الالغام، وردا على سؤال ما اذا كان هناك أي قدر من التنسيق مع الحكومة المركزية في دمشق، اجابت نويريت، ثانية، ان هذا سؤال افتراضي، وقالت «لسنا في أي مكان قريب من هذه النقطة».
وأكدت نويريت ان الولايات المتحدة خططت للعملية السياسية منذ سنة تقريباً، بما في ذلك كيفية التعامل مع تحرير الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» ولكنها بعيدة عن الاهتمام ببعض القضايا مثل جوازات السفر والوثائق والتأمين لانها تتعامل مع الاحتياجات الانسانية الاساسية، وقالت ان الاولوية في الوقت الحاضر تتركز على القضاء على بعض الجيوب المقاتلة في الرقة مشيرة الى ان هناك مئات الالاف من النازحين الذين يعيشون في مخيمات خارج المدينة يجري تمويلها جزئيًا من قبل الامم المتحدة.
وذكرت وزارة الخارجية الامريكية ان واشنطن ملتزمة بمحادثات جنيف لكي تتمكن في النهاية من المساعدة في تيسير نوع من الانتقال السياسي في حين رفضت نويريت تقييم مدى واقعية هذه الاجتماعات في الوقت الحاضر، وقالت ان هناك الكثير من الدعم لعملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة.
قيادي إسلامي كردي: الاتحاد الوطني «رقم إيران الصعب» في كردستان
وائل عصام وشاهو القرداغي
أربيل ـ «القدس العربي»: قال القيادي الإسلامي الكردي، الملا كريكار، إن «القيادة الكردية القومية في كردستان لم تعي حقيقة المشروع الإيراني، الذي لايمكن مواجهته إلا بمشروع سني ولذلك وقعوا في هذه الهزيمة».
الداعية الإسلامي الشهير وزعيم جماعة أنصار الإسلام، الذي يقيم حالياً في النرويج، تحدث في تسجيل مرئي له، عن تداعيات الاستفتاء والانسحاب الكردي من المناطق المتنازع عليها، وحمل الحزبان الحاكمان، مسؤولية ما جرى بسبب الفشل في إدارة الاقليم لـ26 سنة»، حسب تعبيره.
وقال كريكار، إن «الاتحاد الوطني الكردستاني، اتفق مع الإيرانيين منذ1997 على أن يكون مستقبل الحكم في العراق شيعياً، وعملت إيران على تقوية الشيعة داخل الحزب، منذ ذلك الوقت أصبح الحزب رقم إيران الصعب في المعادلة القومية الكردية، كما أصبحت الجماعة الاسلامية رقم إيران أيضاً».
وأضاف: «بارزاني كان مستهدفا منذ البداية من قبل إيران لأنه حجر عائق أمام المشروع الإيراني، ولكن إيران لم تتدخل مباشرة بل استخدمت حليفها القديم الاتحاد الوطني لتنفيذ المشروع ولينتقم الاتحاد الوطني من هزيمة 31 أب/ أغسطس 1996 عندما جلب بارزاني صدام ضده».
ووجه كريكار، انتقادات حادة لطريقة إدارة القيادة الكردية للنزاع مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، إذ قال «لو كان لدى القيادة الكردية عقل سياسي، لما قاتلوا تنظيم الدولة، لانه شغل عنهم الشيعة، فالتنظيم وصل لحدود ديالى، وكان يحافظ على مناطقه، ولكن القيادة الكردية لم تع الاستراتيجية الشيعية».
وتابع : «كان يجب أن يكون هناك حشد من الجهاديين الكرد، ليقاوموا ويدافعوا عن مناطقهم، ولكن القيادة الكردية ملأت السجون بالجهاديين، بينما الشيعة لم يعاقبوا متطرفيهم، مثل مقتدى الصدر الذي كان لديه جيش المهدي والآن سرايا السلام، لقد حافظوا على متطرفيهم، بينما نحن لم نحافظ على الاسلاميين الذين كانوا سيقاومون أكثر من البيشمركه التي انسحبت فجأة».
وبين أن «إيران سوف تعمل على استخدام الاتحاد الوطني والعمال الكردستاني، والحشد الشعبي، ضد بارزاني، لتشكيل دولة كردية في سوريا برعاية عائلة اوجلان بعد التخلص من عائلة بارزاني».
الناشط الحقوقي الكردي محمد صباح، علّق من السليمانية، على تصريحات كريكار، موضحاً أن الأخير «منذ سنوات كان يحذر القيادة الكردية من هذه المخاطر وخطر التمدد الشيعي رغم عداوته مع القيادة الكردية».
وأضاف لـ«القدس العربي»: «كون كريكار متبحرا في علوم الشرع والسياسة والمدارس الفكرية، ونجح في تفكيك وتحليل مشروع التشيع الإيراني واستخدام الأطراف الكردية، لخدمة هذا المشروع، وكان على القيادة الكردية الاستفتادة من كريكار وجلبه لكردستان، بدلا من محاربته بكل قوة ومحاولة محاكمته».
مسؤول سوري رفيع: الجيش سيستعيد مدينة الرقة
كامل صقر
دمشق – «القدس العربي» : أكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا هلال هلال أن الجيش السوري سيستعيد السيطرة على مدينة الرقة شرقي البلاد، وقال خلال وجوده في بلدات بريف مدينة الرقة الجنوبي إن «هذه المحافظة الخيّرة (الرقة) ستعود إلى حضن الوطن بفضل سواعد الجيش والقوات المسلحة التي تواصل تسطير أروع ملاحم البطولة والفداء لتحرير مناطقها وبلداتها».
ويعدّ تصريح الهلال الأول من نوعه بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية على كامل مدينة الرقة، لكن الأمين القطري للبعث الحاكم لم يُشر في تصريحاته هذه فيما إذا كان الجيش السوري سيخوض مواجهات عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستعادة الرقة مكتفياً بالقول بأن المدينة «ستعود إلى حض الوطن بفضل الجيش والقوات المسلحة». لكن المسؤول السوري الرفيع تفقّد عدداً من المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري في مناطق ريف الرقة التي يسيطر عليها.
في سياق موازٍ، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن مدينة الرقة ستكون جزءاً من سورية «لامركزية اتحادية»، ما يعني أن تلك القوات تنوي البقاء في المدينة وتشميلها بمناطق سيطرتها في الشمال السوري.
وقال بيان لقوات سوريا الديمقراطية أُلقي من داخل مدينة الرقة «نؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديمقراطية لامركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم».
” قسد” تعلن ضم الرقة لفيدراليتها…وشجب لرفع صور أوجلان
باسم دباغ، عدنان علي
أعلنت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، اليوم الأحد، أن مدينة الرقة التي سيطرت عليها أخيرا من تنظيم “داعش” الإرهابي ستكون جزءا من الإدارة الفيدرالية التي تعتزم إقامتها في شمال وشرق سورية، في وقت دانت الولايات المتحدة وتركيا رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، خلال إعلان السيطرة على المدينة الثلاثاء الماضي.
وأعلنت قسد عن نيتها إقامة فيدرالية في شمال وشرق سورية في آذار/ مارس العام الماضي، وتشمل الحسكة وعين العرب، وعفرين، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخرا في محافظتي الرقة وحلب.
وقال بيان لـ”قسد”، اليوم، إنه سيتم تسليم إدارة مدينة الرقة وريفها إلى مجلس الرقة المدني، الذي شكلته الوحدات الكردية قبل أشهر، متعهداً بـ”حماية أمن المدينة وريفها من جانب قوى الأمن الداخلي في الرقة، وحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية”.
وبعد إعلان السيطرة على الرقة الثلاثاء الماضي، احتفلت “قوات سورية الديمقراطية” بحفل تخلله رفع صور لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، والذي عادة تنكر علاقته بحزبه.
وأكدت السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة، أن زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، “ليس شخصية من الممكن احترامها”.
وجاء في البيان الذي أصدرته السفارة “إن موقفنا كان واضحا للغاية فيما يخص تحرير الرقة، الذي يعد انتصارا لجميع السوريين، وننتظر من جميع الأطراف أن تبتعد عن التصرفات التي من شأنها أن ترفع من التوتر”.
وأشارت إلى أن” الإدارة الأميركية تعمل عن قرب مع تركيا في سبيل رفع مستوى الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، إن حزب العمال الكردستاني موضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وإن أوجلان لعلاقته بعمليات العمال الكردستاني الإرهابي ما زال قابعا في السجن، وليس شخصية من الممكن احترامها”.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد دانت، مساء أمس الجمعة، رفع صورة لزعيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في مدينة الرقة السورية، وذلك على لسان المتحدث باسم الوزارة، أدريان رانكين غالاوي.
وأكد غالاوي أن بلاده تعتبر العمال الكردستاني منظمة إرهابية منذ عام 1997، وتراها عنصرًا مزعزعًا للاستقرار في المنطقة، مضيفا “ندين رفع صورة عبد الله أوجلان، مؤسس وزعيم العمال الكردستاني في الرقة”.
وأشار المتحدث إلى أن واشنطن تواصل دعم تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، في قتال العمال الكردستاني، منذ عشرات السنين، مضيفا أن بلاده “مدركة لحجم تضحيات تركيا الكبير في هذا الصراع”.
وفيما بدا تناقضا واضحا، أكد غالاوي أن التحالف مدرك للاحتفالات في الرقة، ورفع رموز أوجلان، وأن قيادة “قوات سوريا الديمقراطية” (التي يسيطر عليها الجناح السوري للعمال الكردستاني) “لم توافق على رفع هذه الرموز”، بحسب تعبيره.
وأردف: “علاوة على ذلك، فإن التحالف لا يقبل رفع تلك الرموز والصور التمييزية، في فترة تتطلب التركيز على دحر داعش في سورية”.
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، إن “الإرهابيين أعلنوا عن وجودهم في مدينة الرقة برفع صور زعيم منظمة (pkk)، بخلاف مزاعم الولايات المتحدة حول عدم وجود إرهابيين بالمدينة”.
وفي كلمة له خلال فعالية بولاية يوزغاط وسط تركيا، قال بوزداغ، إن “الوحدات الكردية كذبت الولايات المتحدة، فقد أعلنت مجدداً للأصدقاء والأعداء أنها امتداد لمنظمة (pkk)الإرهابية، ما يثبت صحة الرواية التركية التي تقول إنهما تنظيم واحد”.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عبر خلال تعليقه على رفع صورة أوجلان عن استغراب بلاده من أن الولايات المتحدة لم تدرك حتى الآن أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السياسي لوحدات الحماية التي تشكل عصب قسد)، وحزب العمال هما تنظيم إرهابي واحد.
وقال يلدريم إن رفع صور أوجلان يضر بشكل كبير بعلاقات التحالف بين تركيا والولايات المتحدة.
من جهته، وصف محمد حجازي نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للنظام السوري سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على مدينة الرقة بأنه احتلال جديد للمدينة.
وقال “حجازي” في حديثٍ مع وكالة “سبوتنيك”: “بالنسبة لنا كأبناء محافظة، نعتبر أن الرقة خرجت من احتلال إلى احتلال، وظهور صورة أوجلان في دوار النعيم بالرقة يعيد المشهد نفسه لاحتفالات داعش في نفس الدوار وبنفس الطريقة، على أنقاض وجثث السكان العرب، والمدينة المدمرة”.
وكان وفدٌ من شيوخ عشائر الرقة رفض حضورَ احتفالية مليشيات “سوريا الديمقراطية”، بالسيطرة على المدينة، والتي أُقيمت في الملعب البلدي، وذلك بسبب غياب أي ملامح عربية في الاحتفالية، من خلال رفع الرايات الصفراء للتنظيمات الكردية، إضافة إلى صور أوجلان التي تصدّرت المشهد.
مقتل 1800 بالرقة
إلى ذلك، وفيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان لو دريان أن بلاده خصصت 15 مليون يورو لإعادة إعمار مدينة الرقة، أكدت منظمة “إيرو وورز” البريطانية مقتل أكثر من 1800 مدني جراء المعارك.
وقالت المنظمة في تقرير لها إن السكان المحليين تعرّفوا على 700 ضحية على الأقل، بعضهم قضى في منزله، والبعض الآخر عند فراره أو لدى محاولته استعادة جثث ذويه.
من جهته، قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد القتلى المدنيين خلال المعركة التي بدأت قبل أربعة أشهر في الرقة بـ 1854.
كركوك:واشنطن قلقة.. وسليماني هدد الاكراد
أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها بشأن “صدامات عنيفة” قرب ناحية “التون كوبري”، على الطريق بين كركوك وأربيل، شمالي العراق، في وقت كشف فيه مسؤولون أكراد عن الدور الكبير الذي لعبته طهران، عبر قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، في سيطرة القوات العراقية على كركوك، فيما دعت باريس إلى الحوار وحل الأزمة وفقاً للدستور العراقي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن “الولايات المتحدة قلقة بشأن تقاريرعن صدامات عنيفة قرب ناحية التون كوبري، في شمالي العراق”، وأشار إلى أن الإدارة الأميركية “تراقب الوضع عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى وقف جميع انواع العنف والحركات الاستفزازية وتنسيق نشاطاتهم من أجل استعادة الهدوء”.
وأوصى البيان، الحكومة المركزية في العراق “بتجنب أي سوء فهم أو المزيد من الصدامات”، وحث “الحكومة المركزية على تهدئة الأوضاع بالحد من تحركات القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها” لتصبح حصراً بالمناطق التي يتم التنسيق بشأنها مع حكومة إقليم شمال العراق.
البيان لفت، إلى أن فرض سيطرة السلطات الاتحادية على المناطق المتنازع عليها “لا يغير بأي حال من الأحوال من وضعها، فهي تظل مناطق متنازع عليها حتى يتم حلها وفقاً للدستور العراقي، وحتى تتوصل الأحزاب إلى حل، فنحن ندعوهم إلى تنسيق أمن وإدارة هذه المناطق بالكامل”.
وبالتزامن مع البيان الأميركي، قال مسؤولون أكراد أطلعوا على مضمون الاجتماعات التي عقدها قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني، مع قادة أكراد في شمال العراق، إنه وجه لهم تحذيرات متكررة وطلب منهم الانسحاب من مدينة كركوك الغنية بالنفط أو مواجهة هجوم شرس من القوات العراقية ومقاتلين متحالفين معها تدعمهم إيران.
وزار الجنرال قاسم سليماني إقليم كردستان العراق للقاء قادة أكراد، ثلاث مرات، على الأقل في تشرين الأول/اكتوبر الحالي. وقال نائب عن حزب “الاتحاد الوطني” اطلع على مجريات الاجتماع، لـ”رويترز”، إن سليماني التقى قادة في الحزب في مدينة السليمانية قبل يوم من إصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمراً لقواته بالتقدم نحو كركوك، مشيراً إلى أن رسالة سليماني، كانت واضحة في هذا الشأن، ومفادها الانسحاب أو خسارة طهران كحليف استراتيجي.
ونقل النائب عن سليماني قوله لقيادات الحزب: “العبادي لديه كل القوى الإقليمية والغرب في صفه ولن يوقفه شيء عن إجباركم على العودة للجبال إذا ما قرر ذلك”، وقال النائب إن الجنرال الإيراني أعاد للأذهان هجوماً كاسحاً شنّه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ضد تمرد كردي في العام 1991، ما أجبر أغلب السكان الأكراد على الفرار إلى الجبال.
واتهم قادة من البشمركة إيران بتدبير الحملة التي شنتها الحكومة المركزية في العراق على مناطق كانت تخضع لسيطرتهم، وهو اتهام نفاه مسؤولون إيرانيون كبار. وقال مسؤول مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني: “المساعدة التي يقدمها جيش طهران لم تعد سرا. يمكنك أن تجد صور الجنرال سليماني في كل مكان بالعراق”. وأضاف: “حاليا.. إلى جانب الملفات السياسية.. نفط كركوك عنصر أساسي بالنسبة لإيران العضو في أوبك. سيطرة أعداء إيران على حقول النفط تلك سيكون كارثياً بالنسبة لنا. كيف نسمح لهم بدخول سوق النفط؟”.
وقبل الاستفتاء قال سليماني لقادة أكراد، إن إجراء تصويت على الانفصال، الذي تخشى إيران أنه سيشجع الأكراد على أراضيها، سيمثل مخاطرة. وقال سياسي كردي عراقي بارز التقى سليماني قبل الاستفتاء الذي أجري في 25 سبتمبر/أيلول: “كان الإيرانيون واضحين جدا. كانوا واضحين جدا باحتمال نشوب صراع وفقدان السيطرة على تلك المناطق”.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أنه اتصل بكل من بغداد واربيل، وأنه سيعاود لاحقاً الاتصال برئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ودعا الرئيس الفرنسي الطرفين للدخول في حوار بأسرع وقت، والعمل على حل كافة المشاكل بموجب الدستور العراقي، منوهاً بأن بلاده تشجع وتدعم بحزم “الحوار الهادئ والسلمي بين الأطراف المعنية في العراق” للوصول إلى حل سياسي.
عمالقة التكنولوجيا: حذف أسرع للمحتوى المتطرف
اتفقت شركات “مايكروسوفت” و”فايسبوك” و”تويتر” و”غوغل” على بذل مزيد من الجهد من أجل حذف المحتويات المتطرفة من مواقعها في غضون ساعات من نشرها.
وجاء الاتفاق بين عمالقة التكنولوجيا عقب اجتماع استمر ليومين بين ممثلي دول مجموعة السبع وهذه الشركات في جزيرة إسكيا الإيطالية. وأوضح مسؤولون أن الهدف هو حذف المحتوى الجهادي من مواقع الإنترنت خلال ساعتين من النشر، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ووصفت شركة “تويتر” في تغريدة بموقعها للتواصل الاجتماعي، المحادثات بأنها كانت “هامة ومثمرة”، فيما رفضت “غوغل” الإدلاء بأي تفاصيل، بينما اعتبر وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتتي، أن ما تم الاتفاق عليه “خطوات أولى هامة”.
وعقب الاجتماع، قالت مجموعة السبع في بيان: “نؤكد على التحدي الذي يواجه الصناعة ونحثها على تطوير حلول للتعرف على وإزالة المحتوى الإرهابي في غضون ساعة أو ساعتين من التحميل، وفق قدرتها التقنية، من دون انتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
يأتي ذلك بعد تزايد الضغوط على شركات التكنولوجيا بسبب ما تراه السلطات في دول غربية بأنه فشل في مكافحة التطرف الإلكتروني، وفي شهر أيلول/سبتمبر الماضي قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن على شركات التكنولوجيا أن تتحرك “أكثر وأسرع” على صعيد حذف المحتوى المتطرف، مؤكدة رغبتها في أن يزال هذا النوع من المحتوى خلال ساعتين فقط من تحميله على مواقع تلك الشركات.
من جهته قال أندرو باركر، رئيس جهاز “إم آي 5″ للاستخبارات البريطانية، أن السماح للمتطرفين بـ”مساحات آمنة على الإنترنت” يزيد من صعوبة رصد التهديدات.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها شركات “غوغل” و”مايكروسوفت” و”فايسبوك” و”تويتر” في محادثات جماعية مع دول مجموعة السبع التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
طموحات رئاسية لقاسم سليماني؟
قد لا تكون الصور المتداولة طوال الأسبوع الماضي لقائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتظهره متواجداً في مناطق كردية على خلفية تحركات الحكومة العراقية في بغداد سيطرتها على المدينة والمناطق المحيطة المتنازع عليها، دليلاً على عمق النفوذ الإيراني في البلاد، بقدر ما هي إشارات دعائية على مستويين، شخصي خاص بطموحات سياسية لدى سليماني، وعام يتعلق بماكينة صناعة البروباغندا الإيراني.
وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية صوراً، روجتها أولاً حسابات في “تويتر”، لسليماني وهو يزور قبر الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في مدينة السليمانية العراقية، وهي جزء من كردستان العراق، وتقول صحيفة “واشنطن إكزماينر” الأميركية أن حسابات في “تويتر” مرتبطة بسليماني مباشرة تشرف على توزيع ونشر الصور والمعلومات والشائعات حول الدور الذي يقوم به سليماني حالياً في الأزمة بين بغداد والعراق، وهو دور متكرر قام به سليماني لخدمة البروباغندا الإيرانية في مناطق مثل حلب والحدود السورية العراقية وغيرها.
ورغم أن كثيراً من المحليين والمسؤولين الغربيين، ومن بينهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” مايك بومبيو، يقرؤون الصور كدليل على أن العراق والميليشيات الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي يعملون تحت أوامر وإرشادات إيران بشكل مباشر عبر سليماني، إلا أن ذلك التوصيف قد يكون مبالغاً فيه لسببين، أولاً: سليماني لا يعمل فقط كقائد عسكري فقط بل هو أكثر “دبلوماسي” تثق به إيران في الشرق الأوسط، والثاني أن سليماني في صوره ينسق مع الأكراد وليس مع الحكومة العراقية ما يجعل السردية السائدة حول طبيعة الصراع في كركوك بأنه صراع بين الأكراد المؤيدين للولايات المتحدة مقابل العراقيين الموالين لإيران، خالية من أي معنى.
ورغم أن النفوذ الإيراني في العراق خطير ويطرح تحدياً للمصالح الأميركية والعراقية، لكن من المبالغة في دور سليماني بناء على صوره التي نشرها بنفسه في “تويتر” تساهم في تحقيق استراتيجية سليماني نفسها، وللوهلة الأولى يبدو من الغريب أن سليماني يسمح لأحد بالتقاط صورته نظراً لموقفه كمنفذ رئيسي للأوامر الإيرانية ضمن شبكات الإرهاب والعمليات الخاصة، لكن الواقع أن هذه الحادثة تمثل القاعدة وليس الاستثناء.
ففي العام 2015 أصدرت إيران فيلماً وثائقياً عن سليماني أعلن فيه بفخر عن موقعه الإلكتروني، غير المفعل حالياً، وقد أصبح ميل سليماني لنشر الصور في الميدان واضحاً جداً منذ ذلك الحين فيما قد يكون تمهيداً من أجل خوضه الانتخابات الرئاسية الإيرانية في المستقبل القريب، ما يعكس طموحات سياسية كبيرة. ومن جهة أخرى تلعب صور سليماني التي تكررت في مناطق مثل حلب ومنطقة الحدود العراقية – السورية، دوراً أكثر أهمية، وهو الإيحاء بأن دور إيران أكثر انتشاراً وفعالية مما قد يكون عليه في الواقع، ضمن لعبة بروباغندا دولية من أجل الحصول على نفوذ في الشرق الأوسط.
يشكل سليماني وسط هذه النظرية جزءاً واحداً فقط من آلة البروباغندا الإيرانية، ففي العام 2015 تم تعميم صور من غرفة عمليات لواء عاشوراء التي تظهر بأن الحرس الثوري الإيراني يمتلك أسطول من طائرات ن دون طيار، دعماً للجهود الرامية لهزيمة تنظيم “داعش” في العراق، وبطبيعة الحال عندما حرر الجيش العراقي والحشد الشعبي مدن الفلوجة والرمادي لم يكن هنالك أي ذكر للطائرات من دون طيار في التقارير العالمية لأنها أصلاً لم تلعب دوراً يذكر، لكن عند سؤال أي مواطن عراقي عن سير المعركة فإن الجواب سيكون بأن الإيرانيين دعموا القوات العراقية سواء على الأرض “أو عن طريق الجو” وهو ما لم يحصل.
وفي الواقع، يعتقد غالبية العراقيين بأن الولايات المتحدة تدعم “داعش”، وأن إيران هي التي حمت العراق من التنظيم التكفيري. والسبب في ظهور نظرية المؤامرة هذه متعدد الجوانب، ففي أعقاب ظهور تنظيم “داعش” قدمت إيران للعراق أسلحة وطائرات في غضون بضعة أيام، ولكن لإبداء استيائها من رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، تأخرت إدارة أوباما في تقديم دعم الولايات المتحدة المجدي لأسابيع إن لم يكن لأشهر.
وبطبيعة الحال، ساعدت إدارة أوباما العراق في وقت لاحق، ولكن الحديث الإعلامي عن الدعم الجوي لا يوفر نفس التأثير الذي تخلقه الصور الإيرانية للدعم البري خلال العمليات الميدانية للحشد الشعبي، وحتى بعد عودة القوات الخاصة الأمريكية في نهاية المطاف للمساعدة على الأرض، قام المرشد الأعلى علي خامنئي ووسائل الإعلام الإيرانية واسعة الانتشار بالرد على ذلك ببساطة عن طريق تكرار شعار” الولايات المتحدة تمول تنظيم داعش”.
تحركات روسية-تركية لتطويق عفرين: أي دور لأحمد فتوح؟
خالد الخطيب
شهدت أجواء ريف حلب الشمالي، الجمعة، حركة غير اعتيادية للمروحيات التركية والروسية، التي حلقت على علو منخفض في أكثر من موقع، بالقرب من تل رفعت، ونقاط التماس بين “وحدات حماية الشعب” الكردية وفصائل المعارضة المسلحة في “درع الفرات”. وهبطت ثلاث مروحيات قرب مطار منغ العسكري الذي يخضع لسيطرة “الوحدات”، وهبطت مروحيتان في قاعدة جبل الشيخ عقيل التركية بالقرب من مدينة الباب. المروحيات الروسية والتركية غادرت المنطقة بعد أربع ساعات تقريباً.
وتزامنت هذه التطورات مع تحركات عسكرية على الأرض في نقاط ومواقع “وحدات الحماية” غربي وجنوب غربي إعزاز، وشوهدت أعلام القوات الروسية مرفوعة بشكل منفرد في أكثر من موقع بدلاً من رايات “الوحدات”. وخرج رتل من القوات الروسية المتمركزة في معسكر كفر جنة قرب عفرين، ليؤمن الحماية للمروحيات التي هبطت قرب تل رفعت، وأجرى جولة ميدانية في المنطقة.
مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أن المروحيات حملت على متنها ضباطاً من روسيا وتركيا، أجروا جولة في سماء المنطقة، وعقدوا اجتماعاً مع قيادات من “وحدات الحماية” الكردية قرب تل رفعت، بهدف الإسراع في عملية تسليم المناطق العربية التي تسيطر عليها “الوحدات” في محيط عفرين، وفتح الطريق بين منطقة “درع الفرات” ومناطق ريف حلب الغربي وإدلب. وتم بحث آليات تطبيق الاتفاق التركي-الروسي الذي يهدف إلى تطويق عفرين في اجتماع آخر، جرى الجمعة أيضاً، في القاعدة التركية في جبل الشيخ عقيل بالقرب من الباب.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أشهر قليلة من الهدوء الذي خيم على جبهات ريف حلب بين المعارضة و”الوحدات”، وفق تفاهم روسي-تركي غير معلن. وكان رتل من القوات الروسية قد دخل مدينة تل رفعت وبعض المواقع التي تسيطر عليها “وحدات الحماية”، في 28 آب/أغسطس، وتمركزت بعض الآليات الروسية عند المدخلين الغربي والجنوبي للمدينة. الانتشار الروسي في عفرين ظلّ رمزياً منذ ذلك الوقت، وأشبه ما يكون بنقاط مراقبة تضمن التزام “الوحدات” وقف إطلاق النار.
المعارضة المسلحة في “درع الفرات” لا تبدو معنية بشكل مباشر بعملية عفرين، وليس لدى الفصائل معلومات دقيقة حول الترتيبات الروسية-التركية للمنطقة، لكنها تُرجّح أن تكون العملية سياسية لا عسكرية. وما يهم فصائل “درع الفرات” هو فتح الطريق إلى ريف حلب الغربي؛ بحيث تكون المواقع التي تسيطر عليها “حركة نور الدين الزنكي” في قبتان الجبل وجبل عندان، قبالة مواقع “وحدات الحماية”، هي نهاية الطريق. وسيمر الطريق شمالي مارع إلى تل رفعت ودير جمال وجنديرس جنوبي عفرين. وهذا الخيار هو الأكثر احتمالاً، بحسب مصادر المعارضة المسلحة.
وبعد انتشار القوات التركية في ريف حلب الشمالي الغربي في منطقة سمعان، وتمددها المستمر إلى الغرب، ترى “وحدات الحماية” في عفرين أنها باتت مجبرة على التراجع، والتعامل بواقعية مع التطورات. وتفضل “الوحدات” التمركز في مدينة عفرين وضواحيها القريبة، وتعوّل على القوات الروسية لتضمن لها البقاء في المنطقة وتجنبها المواجهة والرحيل عنها، في حال أصرت على أن تخوض معركة مواجهة مع المعارضة والقوات التركية.
وهناك سيناريوهات متعددة محتملة بخصوص التطورات في عفرين، وكيفية تطبيقها على الأرض. فتركيا تتحرك على جانبي المنطقة التي تسيطر عليها “الوحدات”؛ من جهة إدلب وريف حلب الغربي، وهناك قاربت القوات التركية الانتهاء من إنشاء قواعدها ونقاطها العسكرية المتقدمة، أو من جهة منطقة “درع الفرات” التي تتجهز فصائلها للتعامل مع المستجدات الميدانية.
ومن المتوقع أن تتقدم القوات التركية باتجاه ناحيتي بلبل وراجو شمالي عفرين، بالقرب من الحدود، لتُقيم قاعدتين عسكريتين على الأقل في المنطقة، وتعمل على تأمين الحدود بعمق لا يقل عن 10 كيلومترات. بينما تتولى القوات الروسية مراقبة المناطق جنوبي عفرين، بما فيها المناطق العربية التي تسيطر عليها “الوحدات” ومن المفترض أن تنسحب منها.
وفي الغالب لن يُسمَحَ لفصائل “درع الفرات” بالانتشار في تل رفعت وريفها، بما فيها “لواء المعتصم” الذي كان مرشحاً في وقت سابق لتسلم المنطقة. وعلى الأرجح ستوكل المهمة لـ”ألوية النصر” التي أعلن عن تشكيلها مطلع حزيران/يونيو 2016، وكانت تضم 16 تشكيلاً عسكرياً صغيراً، ومن أهدافها التي أعلنت عنها حينها محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومنع تقسيم سوريا في إشارة إلى قطع الطريق على مخططات “وحدات حماية الشعب”. والمبادرة الوحيدة التي لم تتمكن “ألوية النصر” من إكمالها، هي فك الحصار عن مارع، التي حاصرها التنظيم بدعم جوي روسي، وذلك بسبب اعتقال قائدها أحمد محمود فتوح، على يد “الجبهة الشامية”، بعد فترة قصيرة من الإعلان من تشكيل “ألوية النصر”.
“الجبهة الشامية” بررت حينها، في بيان لها، سبب اعتقال فتوح، باتهامه بالتآمر والتواصل مع روسيا. وأكدت “الشامية” أن جهازها الأمني كشف إحدى أخطر المؤامرات التي تحاك ضد الثورة بحجة الحرص على الأرواح والدماء. وأضاف البيان أن إحدى المجموعات المشكلة مؤخراً تحت مسمى “ألوية النصر” أقدمت على التآمر مع روسيا والنظام، وقد ألقى الجهاز الأمني القبض على بعض أفرادها. وبقي فتوح في سجون “الشامية” قرابة سنة، ومن ثم اطلق سراحه، وساد اعتقاد في ذلك الوقت بأن قرار اعتقال فتوح كان بأوامر من تركيا التي لم تكن علاقاتها مع روسيا في أحسن أحوالها.
قائد “ألوية النصر” سابقاً، أحمد فتوح، عاد مؤخراً للترويج للتشكيل العسكري الذي كان يقوده، و”مبشراً” أنه في الأيام القادمة سيكون لـ”ألوية النصر” دور في ما يحدث على الأرض. وذلك منذ أن بدأت العملية التركية في ادلب، وظهر برفقة فتوح خلال جولاته في تركيا قائد “الحركة الشعبية السورية” سيف الله بيبرس، الملقب بـ”بلنك”. وكان “بلنك” مدرباً في الجيش الروسي و”وحدات الحماية” في وقت سابق. وقال فتوح في “فايسبوك”: “إن من اتهموه بالخيانة في الأمس يتطلعون اليوم لأن يكون له دور في المنطقة مع حدوث تغيرات جذرية والتقارب الروسي-التركي”.
لن تكون “ألوية النصر” وحيدة في دخول شريط تل رفعت، بل يُعتقد أن مجموعات من “الفيلق الخامس/اقتحام” الذي شكلته روسيا، قد تنتشر أيضاً في نقاط المراقبة التي سيتم إنشائها في تل رفعت وريفها.
وتتوجه الأنظار شمالي حلب نحو عفرين، وسط مخاوف متزايدة لدى الشارع المعارض إزاء عملية تطويق “الوحدات” في عفرين بمساعدة روسيا. المقايضة التي دارت اشاعات كثيرة حولها، بين تركيا وروسيا؛ حلب الشرقية مقابل مدينة الباب، ما زالت حاضرة بقوة في ذاكرة الحلبيين. فما الذي ستأخذه روسيا مقابل عفرين؟ تقدم النظام في ضواحي حلب الشمالية، أو التوسع في ضواحي غربي حلب الملاصقة للمدينة في الراشدين وخان العسل؟
مصدر عسكري، أكد لـ”المدن”، أن تركيا مستعجلة جداً لإنهاء ملف عفرين، والتخلص من الأرق الذي سببته لها “الوحدات” قرب حدودها. عملية عفرين تقع في قائمة أولويات تركيا وستشهد الأيام القليلة القادمة تطورات متسارعة على الأرض، وستليها خطوات عديدة من ضمنها عودة المهجرين إلى البلدات العربية وفتح شبكة طرق تصل مختلف المناطق شمالي وغربي حلب بين النظام والمعارضة. والأهم من ذلك سيضمن الاتفاق تجميد المزيد من جبهات القتال.
“القاعدة” تطالب “تحرير الشام” بالعودة إلى بيت الطاعة/ عقيل حسين
رغم كل الجدل الذي أثير داخل التيار السلفي الجهادي حول موافقة “هيئة تحرير الشام” على دخول الجيش التركي إلى محافظة إدلب، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أنه كان واضحاً توظيف تلك المسألة في إطار خلاف يتفاقم، وبلغ ذروته معها، بين “القاعدة” و”هيئة تحرير الشام”، خاصة مع عودة الحديث عن ملابسات قرار فك ارتباط “الهيئة” بالتنظيم الأم، ودعم الأخير تشكيل فصيل جديد في سوريا يتبع له رسمياً.
صحيح أن قرار فك الارتباط رسمياً بين “جبهة النصرة” و”القاعدة” كان مثار جدل، سابق للإعلان عنه في تموز/يوليو 2016، إلا أن هذا الجدل بقي على نطاق ضيق. وظهر أن “تحرير الشام” استطاعت السيطرة عليه واحتواء تبعاته، من خلال محاصرة الشخصيات الرئيسية التي انشقت عنها احتجاجاً على هذه الخطوة، عبر التضييق عليها ومنع أصحابها من تنظيم أنفسهم في جماعة، وكذلك إعلامياً، من خلال الهيمنة على المشهد بمختلف الوسائل. الأمر الذي ابقى الأصوات المعارضة ضعيفة على مدار أكثر من عام. إلا أن عناد هذه الشخصيات، والنفس الطويل الذي تميزت به، يبدو أنه كان تكتيكاً ناجحاً، ويكاد يأتي بثماره.
استغلال مسألة التدخل التركي في محافظة إدلب، منح الفريق المنشق عن “النصرة/تحرير الشام”، فرصة للظهور أخيراً، بعدما كان قد استغل من قبل كل الفرص، مهما كانت صغيرة، لتوظيفها في الحرب ضد “الهيئة”. ويهيمن على هذا الفريق أردنيون بارزون، على رأسهم سامي العريدي وأبو جليبيب، ممن يحظون بدعم كبير من المرجع الجهادي الأردني أبو محمد المقدسي، من أجل تنفيذ الخطوة الأهم: الإعلان عن تأسيس “جماعة أنصار الفرقان” في سوريا.
ويضاف إلى ذلك، تصريحات لقادة في “الهيئة” دعوا فيها للتعاون مع “الحكومة المؤقتة”، واعتُبِرَت وقتها “لا تمثل الهيئة”. وكذلك انشقاق كتل مهمة عن التشكيل الاندماجي الذي قادته “جبهة النصرة” بسبب الاقتتال مع “حركة أحرار الشام” في تموز/يوليو 2017، وصولاً إلى الخطب الأخيرة لزعماء في “القاعدة” التي تم بثها قبل اتفاق “تحرير الشام” مع الحكومة التركية. وركزت تلك الخطب على أمرين: دعوة أنصار “التنظيم” لتكثيف حضورهم ونشاطهم في سوريا كما ورد في كلمة حمزة بن لادن، في 15 ايلول/سبتمبر، والغضب من السعي لاقصاء “القاعدة” من سوريا، الذي عبر عنه أيمن الظواهري، في كلمته الصادرة مطلع تشرين الأول/أكتوبر، ما أكد عدم رضى زعيم “القاعدة” عن عملية فك الارتباط.
انتقاد الظواهري وغضبه الشديد من سعي البعض لتقويض أي وجود لـ”القاعدة” في سوريا، كان واضحاً أن المقصود به هو “هيئة تحرير الشام”، التي سبق وأكدت لمرات متعددة، أنها لن تسمح بتشكيل أي فصيل جديد يعلن تبعيته لـ”القاعدة” في سوريا. أما في ما يتعلق بقضية فك الارتباط، فقد كاد الظواهري في كلمته الصوتية أن يقول ببطلان الخطوة، وإن لم يقل، لكنه قال ذلك بالفعل في رسالة خاصة أرسلها مؤخراً لقيادة “هيئة تحرير الشام” وبقية رجال “القاعدة” ومنتسبيها الذين ما زالوا موجودين في سوريا، بحسب ما كشف عنه سامي العريدي، في قناته في “تليغرام” قبل أيام.
تطورات كانت كافية لشد أزر التيار المطالب باستمرار “القاعدة” في سوريا، ومنحهم نقاطاً فارقة في الصراع مع “هيئة تحرير الشام”، التي سارع رئيس مجلسها الشرعي عبد الرحيم عطون، إلى التعليق على كلمة الظواهري الأخيرة ورسالته، والعمل على تفنيد التهم فيهما، معتمداً بشكل رئيس على مباركة نائبي الظواهري في سوريا؛ المصريين أبو الفرج وأبو الخير، لقضية فك الارتباط، وظهور الأخير في التسجيل المصور الذي أعلن خلاله ذلك القرار، للتأكيد على أنها تمت ممهورة بخاتم رسمي.
عطون، خاض في مسألة البيعة والتحلل منها فقهياً، كما أثار قضية بيعة الظواهري لـ”حركة طالبان” وتفصيلات المسألة التي تعتبر محل جدل بين قيادة “القاعدة” وفروعها، بما يوحي باستعداد “هيئة تحرير الشام” للمزيد من التصعيد في الدفاع عن موقفها والتشبث به. عطون استغرب “تناقض الظواهري بين دعواته المستمرة للتوحد والاندماج في خطبه العامة، حتى لو كان ثمن ذلك التضحية بالاسماء وفك الارتباط، وبين ما جاء في كلمته الأخيرة ورسالته، التي يعلن فيهما بطلان فك الارتباط وضرورة العودة عنه”، الأمر الذي “سيسبب ضرراً للساحة لا يمكن تحمله”، بحسب عطون.
من جانبه، سامي العريدي، “الشرعي العام” لـ”النصرة” بين العامين 2013 و2015، والذي قاد بنفسه المنشقين عنها، وأغلبهم ممن يحملون مثله الجنسية الأردنية ويُعتبرون من المقربين من أبو محمد المقدسي، فقد أخذ على عاتقه التصدي لتعليقات عطون وتوضحياته، بينما ترك لأنصاره وانصار المقدسي مهمة التصدي لأنصار “تحرير الشام”، وفي مقدمتهم المصري طارق عبد الحليم، واسماعيل كلم “أبو محمود الفلسطيني”، الذي يعرف بأنه لسان حال المرجعية الأبرز في التيار أبو قتادة الفلسطيني.
وبحسب العريدي، فإن مباركة نائبي الظواهري، لإعلان فك الارتباط جاءت قبل وصول رد رسمي من زعيم “القاعدة”، وأنهما قدماها مشروطة بتعهد العدول عنها من قبلهما ومن قبل قيادة “تحرير الشام” في حال جاء قرار الظواهري مخالفاً لهذا الإعلان.
أما في ما يتعلق بما وصفه عطون، بتناقض الظواهري في قضية التوحد والاندماج مع بقية الفصائل، فقد أكد العريدي أن شرط الظواهري للتضحية بالعلاقة مع “القاعدة” رسمياً، هو أن يكون الثمن توحداً شاملاً لفصائل المعارضة في عموم البلاد، لا اندماجاً جزئياً ومحدوداً كما حدث عند تشكيل “هيئة تحرير الشام”. وكذلك أن يُعلَن فك الارتباط بعد حصول هذا المستوى من التوحد، وهو شرط الظواهري الثاني للقبول به، بحسب شهادة العريدي التي جاءت على أجزاء وما زالت مستمرة. الأمر الذي يؤكد على توظيف هذا الفريق ما يعتبره ورقة رابحة يجب التركيز عليها واستثمارها لاطول فترة ممكنة في اطار التنافس على الكوادر مع ” تحرير الشام”، الذي انطلق بعد الإعلان عن تشكيل “جماعة أنصار الفرقان” في سوريا. ورغم أن “جماعة أنصار الفرقان” أصدرت، إلى جانب بيان إنطلاقها في 8 تشرين الأول/أكتوبر، بيانين مقتضبين يوضحان إيديولوجية التشكيل الجديد وهويته السلفية الجهادية، إلا أنها لم تعلن بشكل رسمي عن بيعتها لـ”القاعدة”، ولا عن اسماء قادتها.
لكن ذلك لم يمنع مطلعين من التأكيد على أن “أنصار الفرقان” هي الفرع الجديد لـ”القاعدة” في بلاد الشام، ومن هؤلاء الشيخ صالح الحموي، المعروف في وسائل التواصل الاجتماعي بـ”أس الصراع في بلاد الشام”. وأكد الحموي، وبشكل قاطع، هذا الارتباط، كما أكد في الوقت ذاته أن الصراع بين الجماعة الوليدة و”هيئة تحرير الشام” على الكوادر قد انطلق بالفعل.
لكن ما الذي يمنع “القاعدة” أو مؤسسي “جماعة أنصار الفرقان” من الإعلان عن تبعية هذه “الجماعة” لـ”القاعدة” رسمياً؟ قد يكون ذلك بسبب الخشية من ردة فعل بقية الفصائل، وفي مقدمتها “هيئة تحرير الشام”، خاصة أن التشكيل الجديد لا زال ضعيفاً. كما أن هناك احتمالاً بمنح قيادة “القاعدة” فرصة لـ”هيئة تحرير الشام” للعودة إلى حضنها، وبالتالي لمّ شمل الجانبين من جديد، والاستفادة من القوة الضاربة التي باتت تتمتع بها “تحرير الشام”.
لكنها، وبحكم استشعارها بهذه القوة ربما، وكذلك أيضاً بحكم التمايزات الاستراتيجية التي بدأت تظهر بين الجانبين في بعض القضايا، وآخرها الاتفاق مع الحكومية التركية، فإنه من غير المتوقع أن ترضخ “هيئة تحرير الشام” لمطالب وتهديدات الطرف الآخر، خاصة بعد تعليق المسؤول الشرعي فيها عبد الرحيم عطون، على كلمة الظواهري الأخيرة، وإطلاق حملة إعلامية لنصرة موقف “تحرير الشام”، حتى ولو وضع ذلك قيادتها في مقارنة جديدة مع “الدولة الإسلامية” حينما أعلنت رفض الانصياع لأوامر الظواهري، في ربيع العام 2013، وأكدت اسقاط البيعة لقيادة “القاعدة”.
المدن
روسيا تعمل لعقد مؤتمر ل”جميع السوريين”..في “حميميم“
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن هناك مخاطر من أن تؤدي مناطق “خفض التصعيد” في سوريا إلى تقسيم البلاد، لكنه أضاف أنه يأمل في إمكانية تفادي ذلك. وقال بوتين، إن لديه كل الأسباب للاعتقاد بأن موسكو، إلى جانب دمشق، ستهزمان “الإرهابيين” في سوريا قريباً. وأضاف أن عملية السلام السورية تتطور بشكل إيجابي رغم استمرار وجود مشكلات. وأضاف أن هناك مقترحاً بعقد مؤتمر لجميع السوريين يضم ممثلين عن كل الجماعات العرقية في سوريا.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، الخميس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، قال لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا تقترب من مرحلة حاسمة. وأضافت الوكالة أن لافروف قال لدي ميستورا، قبل اجتماع في موسكو، إنه من المتوقع عقد جولات جديدة من محادثات السلام السورية في آستانة وجنيف، قريباً. ودعا إلى مناقشة الخطوات المحتملة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
من ناحيته، أعلن دي ميستورا أن جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا ستعقد الأربعاء المقبل في نيويورك، وأنه سيتم الإعلان خلالها عن أفكار جديدة بشأن سبل التقدم في الحوار السوري. وأكد دي ميستورا استعداده لعقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
مصادر ديبلوماسية غربية أكدت لـ”المدن”، إن مشروعين روسيين يتم عرضهما حالياً على ممثلي الدول الفاعلة في الملف السوري، بغرض تأمين الدعم لتمريرهما كقرارات في مجلس الأمن، أو ضمن عملية “جنيف”.
ويتعلق المشروع الأول بتشريع اللامركزية في سوريا، وتحويلها إلى طريقة حلّ للأزمة، عبر إعطاء “المجالس المحلية” صلاحيات إدارية واسعة. ويتضمن المشروع تقسيم سوريا إلى وحدات لا مركزية، تقوم أساساً على ما يُشبه مناطق النفوذ الخارجية. وبحسب مصادر “المدن”، فإن منطقة النفوذ الروسية-الإيرانية، ستشمل خط دمشق-حمص-حماة-حلب، بالإضافة إلى الساحل السوري والسويداء. وسيتم تقسيم هذه المنطقة إلى وحدات إدارية، بحيث تحظى الأقليات في الساحل والسويداء، بما يشبه حكماً ذاتياً. في حين تهيمن روسيا وإيران على تشكيل المجالس المحلية على خط دمشق-حلب، بحيث يتم انتاج مجالس موالية لهما. تقاسم منطقة النفوذ الإيرانية-الروسية، بحسب المصادر الديبلوماسية، سيتم على “القطعة”، أي ضمن مناقشة مستفيضة لكل منطقة على حدة.
المشروع الروسي للامركزية، يتوافق مع المرسوم 107 لـ”الإدارة المحلية” الصادر في العام 2012، والذي يعطي الوحدات الإدارية صلاحيات إدارية وتنفيذية و”ثقافية”، في حين تبقى السيطرة الأمنية والعسكرية والمالية للمركز في دمشق. وتسعى روسيا إلى تحويل مناطق “خفض التصعيد” إلى “وحدات إدارية” يمكن مع الوقت إعادة تكاملها مع “الدولة” السورية.
المشروع الروسي الثاني، يتعلق بالسعي لإقامة “مؤتمر وطني”، يضم ممثلي الطوائف والأقليات العرقية والأكثرية السنية (موزعة بشكل مناطقي وعشائري)، يُعقد في قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري. وبحسب المصادر الديبلوماسية، فإن هذا المؤتمر، سيضم “معارضة الداخل” السورية، المصنوعة على مقاس النظام. وسيكون هذا المؤتمر، تحت عنوان “الحوار السوري-السوري”، بما يضمن تحييد عملية جنيف مع الوقت.
كلام الرئيس بوتين، حول وجود “مقترح لعقد مؤتمر لجميع السوريين يضم ممثلين عن كل الجماعات العرقية في سوريا”، يبدو صحيحاً باستثناء أن المقترح روسي بالأصل. وهو يتناسب عموماً مع المشروع الروسي الأول في التقسيم اللامركزي للإدارات المحلية، القائمة على مناطق تركز الجماعات الإثنية والعرقية والمذهبية المختلفة.
مصادر “المدن” الغربية، أكدت أن هذين المقترحين، يحظيان بتشكيك واسع في العواصم الغربية، إذ يتوقع أن تكون نتيجتهما مفصلة على قياس المصالح الروسية-الإيرانية في سوريا. كما تشكك تلك العواصم بأن عقد مؤتمر يجمع ممثلي الطوائف والجماعات العرقية والمذهبية في حميميم الروسية، هو استبعاد مباشر لممثلي المعارضة في الخارج، وكذلك لفصائل المعارضة في مناطق “خفض التصعيد”.
مراسل “المدن” سعيد قاسم، كان قد أكد حدوث اجتماع في القامشلي، الخميس، ضمّ المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف، ورئيس جهاز “الأمن القومي” علي مملوك، مع قيادات كردية وأخرى مسيحية وآشورية. وناقش الاجتماع وضع “وحدات حماية الشعب” الكردية مستقبلاً. بوغدانوف عاد واجتمع مع “هيئة المسيحيين”، وهي اطار جامع للقوى السياسية المسيحية والكنائس في الشمال الشرقي السوري، في مقر “الهيئة”، بحضور ضابط من قوات النظام، كمترجم. وطلب بوغدانوف من “الهيئة” تشكيل وفد من 25 شخصاً لحضور مؤتمر حميميم، لمناقشة “مستقبل سوريا بعد الحرب”. أحد أعضاء “المنظمة الاثورية”، ممن حضروا الاجتماع، رجّح في حديثه لـ”المدن” عدم حضورهم “مؤتمر حميميم”.
ويتوقع أن يقوم بوغدانوف، بحسب مصادر “المدن”، بجولة على مختلف المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، ليعقد لقاءات مع ممثلي الطوائف والمذاهب والجماعات الإثنية، في الفترة المقبلة، تحضيراً لـ”مؤتمر حميميم”.
المدن
“قسد”تعتبر الرقة جزءا من سوريا الاتحادية..وفرنسا تريد انتقالاً سياسياً
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن الجيش الفرنسي سيواصل الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، لكن التركيز ينبغي أن يتحول الآن أيضاً إلى التوصل إلى انتقال سياسي عبر المفاوضات في البلاد.
وقال مكتب ماكرون في بيان: “المعركة ضد الدولة الإسلامية لم تنته بسقوط الرقة وفرنسا سوف تواصل جهدها العسكري ما دام ذلك ضروريا… تحديات إرساء الاستقرار وإعادة البناء لن تكون أقل من الحملة العسكرية”. وتابع قائلا: “يجب أن تجد سوريا في النهاية مساراً للخروج من الحرب الأهلية التي غذت الإرهاب منذ أن قمع نظام بشار الأسد الحركة الديموقراطية. التوصل لانتقال سياسي عبر التفاوض أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى”.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان، الجمعة، إن بلاده ستقدم 15 مليون يورو (17.65 مليون دولار) مساعدات للمناطق التي حررها “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة من تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. وقال الوزير جان إيف لو دريان، في بيان: “قررت تخصيص تمويل إضافي قيمته 15 مليون يورو حتى نهاية العام للغذاء ونزع الألغام وللنازحين ولتوفير المياه والخدمات الصحية”. ولم يذكر من سيتصرف في الأموال. وأضاف: “تأمل فرنسا أيضا أن يلبي حكم تلك المناطق متطلبات وطموح السكان ويسهل المصالحة”.
وكانت “قوات سوريا الديموقراطية”، المدعومة من الولايات المتحدة، قد قالت الجمعة، إن مدينة الرقة ستكون جزءاً من سوريا “لا مركزية اتحادية”، لتربط بذلك مستقبل المدينة التي “حررتها” من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بخطط الأكراد لإقامة مناطق “حكم ذاتي” في شمال سوريا، بحسب وكالة “رويترز”.
وقالت “قسد” في بيان: “نؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديموقراطية لا مركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم”.
وذكر البيان الذي تلاه المتحدث باسم “قسد” طلال سلو، في وسط الرقة: “نتعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية”، بمناسبة “الاحتفال بتحرير الرقة”، بعدما انتهت معركة السيطرة عليها، الثلاثاء، بعد أربعة أشهر من القتال.
وأوضح سلو أن “قسد” ستسلم الأمن داخل المدينة إلى قوات الأمن الداخلي. كما دعا كافة المنظمات إلى المشاركة بإعادة إعمار الرقة، موضحاً أن “مجلس مدينة الرقة المدني” سيتولى ملف إعادة إعمار المدينة. أما عن عودة النازحين المدنيين إلى مدينتهم، فأكد سلو أنه فور تطهير المدينة من الألغام، وتطهيرها بالكامل وتأمينها، سيفتح المجال لعودة النازحين إلى مساكنهم.
أوجلان في الرقة
أيقظت صورة زعيم “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان التي رفعت في الرقة أمس، التوتر الاثني العربي – الكردي في سوريا، فضلاً عن أنها ضاعفت التوتر بين تركيا والولايات المتحدة الاميركية الداعمة الرئيسية لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، كون أنقرة تعتبر أوجلان ارهابياً، وتعتقله تحت هذا العنوان.
الصورة التي أدت رسالتها في الرقة، وتركت استفزازاً بالغاً بين العرب والاكراد السوريين، لم ينتهِ النقاش حولها في مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم محاولة الاكراد لتلطيف الرسالة، بأنها “موجهة لأكثر من طرف، الطرف المعني بها حصرا هم الأكراد بعد هزيمة كركوك لرفع المعنويات”، لا يجد العرب مبرراً لها سوى “نقل الرقة من سلطة حافظ الاسد، الى سلطة البغدادي، والآن الى سلطة أتباع أوجلان”، وهو ما يحمل مؤشرات بالغة على تفاقم الشعور الاثني، وتنامي النزعات القومية في شمال سوريا، والمخاوف من الأكراد، بوصفهم امتدادا لسلطات قمعية مرت سابقاً على الرقة.
لكن الأكراد ذهبوا الى الرد على تلك المخاوف. يقول أحدهم في “تويتر”: “لماذا استفزاز للعرب !! عبدالله اوجلان لم قصفكم بالكيماوي، ولم يهجم عليكم ولم يجتاح أرضكم!”
ومع أن البعض قلل من احتمالات التوتر بين العرب والاكراد، الا ان اعلان “قسد” بأنها ستسلم الرقة لمجلس مدجني، لم يلغِ مشاعر النقمة.
وانتقل الجدل من مواقع التواصل الى تحليل الرسالة في الصحف العالمية، اذ وصفت “نيويورك تايمز” الحدث بـ”المرعب”، لافتة الى ان بعض العرب يصفون الاكراد بـ”المحتلين”.
وكشفت صحيفة “ميدل إيست آي” أن المقاتلين الأكراد في قوات “سوريا الديمقراطية” رفعوا صورة كبيرة لزعيم حزب “العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، في أبرز ساحة بمدينة الرقة التي تم طرد تنظيم “داعش” منها، خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادة ا”قسد” في دوار النعيم، وسط مدينة الرقة. لإعلان السيطرة عليها.
مشروع روسي يمهد لتقسيم سوريا إلى كنتونات عرقية وطائفية
نجحت روسيا في استثمار تردد المجتمع الدولي وانقسام المعارضة السورية في تنفيذ برامجها في سوريا وهي اليوم تعمل على عقد مؤتمر يضم مختلف العرقيات، وسط مخاوف من أن يكون الهدف منه تقسيم سوريا إلى كنتونات، حيث أن ذلك هو السبيل الوحيد لتكريس نفوذها حسب ما تقوله قوى المعارضة.
بوتين تستهويه لعبة التقسيم
دمشق – تعمل روسيا على إطلاق مسار جديد للتسوية في سوريا يقوم على عقد مؤتمر موسع يضم جميع العرقيات والطوائف، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لنسف مسار جنيف الذي انطلق منذ العام 2012 وفشل في اجتراح حل نهائي للأزمة.
وقال الكرملين الجمعة إن مقترحا بعقد مؤتمر يضم كل المجموعات العرقية السورية هو مبادرة مشتركة تروج لها روسيا وأطراف أخرى وتجري مناقشتها بجدية.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن من السابق لأوانه مناقشة توقيت ومكان هذا المؤتمر الذي ينظر له باعتباره آلية لمساعدة التنمية في سوريا ما بعد الحرب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار قبل يومين إلى مقترح لعقد مؤتمر يسمى “مؤتمر شعوب سوريا” ويجمع ممثلين عن كافة الجماعات العرقية في البلاد.
ويخشى كثيرون أن يكون هذا المقترح منطلقا لتقسيم سوريا إلى كانتونات عرقية وطائفية.
وذكرت مصادر مطلعة أن اجتماعات بدأت منذ فترة مع جماعات سورية ومجالس محلية شكلت في مناطق خفض التصعيد تجري في قاعدة حميميم على الساحل السوري.
وأكدت المصادر أنه على ضوء النتائج الميدانية التي تحققت لصالح النظام السوري، باتت روسيا تبحث عن بدائل لجنيف الذي تعتبره لا يلبي طموحاتها وحليفها الرئيس بشار الأسد.
وتأتي التحركات الروسية بالتوازي مع استعدادات الأمم المتحدة لعقد جولة ثامنة من مفاوضات جنيف، بين المعارضة السورية والنظام، وسط آمال شبه معدومة في أن تؤدي هذه الجولة إلى خرق في الأزمة.
وتركز مفاوضات جنيف على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية، بدون مشاركة الرئيس بشار الأسد الأمر الذي أدى بها إلى تأجيل تلو تأجيل، وسط غياب أي ضغط فعلي من المجتمع الدولي، وهو ما سمح لروسيا باستثمار هذا الوضع، والسعي لضرب هذا المؤتمر بقلب موازين القوى العسكرية لصالح النظام وبمؤتمر أستانة الذي انبثقت عنه خطة عمل ميدانية جديدة تتمثل في مناطق خفض تصعيد أعلن حتى الآن عن خمس منها.
ويرى مراقبون أن طريقة تعاطي الولايات المتحدة الفاتر مع إيجاد مخرج للأزمة السورية واقتصارها على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ومقارعة إيران تشجع الكرملين على طرح مشروعه الجديد.
ويضيف هؤلاء أن تشرذم القوى البارزة للمعارضة السورية وغياب رؤية موحدة تجمعها، يشكلان إغراءً ثانيًا لموسكو التي تعمل على خلق جماعات سورية معارضة أخرى ستشركها في هذا المؤتمر المنتظر.
وأبدت قيادات الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا تململها من المشروع الروسي الجديد، الذي تراه يندرج في سياق سلوك روسي عام يرمي إلى تقسيم سوريا وتجزئتها.
ويقول كبير مفاوضي المعارضة السورية في جنيف محمد صبرا لـ”العرب” “إن سلوك روسيا منذ عام 2011 أثبت أنها لا تريد حلا في سوريا وهي لم تكتف بالسلوك السياسي والدبلوماسي المعطل للحل بل ذهبت أبعد من ذلك إلى حد التدخل العسكري المباشر والقتال نيابة عن النظام الذي تهاوت قواته وكاد يسقط أكثر من مرة لولا تدخلها وإيران”.
ويضيف صبرا “الخطاب الروسي كان واضحا منذ البداية وهو العمل بالتعاون مع إيران والنظام على تفتيت بنية المجتمع السوري وتحطيم نسيجه الاجتماعي وتقسيمه إلى مجرد طوائف وأعراق”.
ويوضح المعارض السوري البارز أن “وسيلة بقاء موسكو الوحيدة في سوريا هي تقسيم البلد إلى كانتونات تستطيع من خلالها الاستئثار بكانتون الساحل وتصوير الأمر على أنها حامية أبناء هذه المنطقة”، لافتا إلى أن المخطط الروسي المتمثل في عقد ما يمكن تسميته “لويا جيرغا” سوريا يؤيده المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وهو بهذا يتصرف كمبعوث روسي وليس كمبعوث أممي.
وكان ستيفان دي ميستورا قد قام مؤخرا بزيارة إلى موسكو حيث التقى بوزير الخارجية سيرجي لافروف الذي سلمه مشروعا لدستور سوريا المستقبلي يتوقع أن يكون نص على إقامة فيدرالية سورية.
وسبق أن صرح مسؤولون روس بأن الحل في سوريا يكمن في إرساء فيدرالية لضمان حقوق مختلف الطوائف والعرقيات، وهذا تشترك فيه موسكو مع الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم بشكل غير مباشر مشروع حكم ذاتي كردي في الشمال في إطار فيدرالية سورية.
ويعتقد معارضون سوريون ومن بينهم محمد صبرا أنه في سبيل تحقيق هذه المشاريع التقسيمية فإن روسيا مستعدة لضرب المعارضة الرئيسية الرافضة لمثل هذه الطروحات والاستعاضة عنها بمعارضة كارتونية.
ويوضح صبرا في هذا الصدد “تعمل روسيا الآن على تصنيع معارضات من خلال مسار أستانة، وتعتمد في ذلك على بعض الأشخاص الذين يدّعون أنهم يمثلون فصائل عسكرية في حين أنه لا وجود لهذه الفصائل على الأرض وبعضها موجود فقط على شبكة الإنترنت في العالم الافتراضي”.
وبالتأكيد ستكون هذه المعارضات العنصر المشارك الفاعل في المؤتمر الذي تسعى روسيا لإقامته، مع إشراك للأكراد الذين لطالما دعوا إلى إنشاء فيدرالية سورية، وهم بالفعل يعملون عليها وليس أدل على ذلك من إعلانهم الجمعة أن مدينة الرقة التي حرروها من داعش بدعم أميركي ستكون جزءا من سوريا “لامركزية اتحادية”.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في بيان “نؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديمقراطية لامركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم”. ويغلب العرب على سكان الرقة.
وتمضي السلطات في مناطق خاضعة للأكراد في أجزاء أخرى من شمال سوريا بالفعل في خطط لإقامة نظام اتحادي بعد أن بدأت عملية انتخابية من ثلاث مراحل الشهر الماضي في المناطق التي تسكنها غالبية كردية.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها تنوي تسليم السيطرة على الرقة إلى مجلس مدني وقوة شرطة محلية تشكلا تحت رعاية التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن.
ويرى مراقبون أن المشروع الروسي في جزء منه يتماهى مع أجندة الولايات المتحدة وإن كانت الأخيرة لم تعلن عن ذلك صراحة.
ويضيف هؤلاء أن روسيا ربما اتفقت في الكواليس مع الولايات المتحدة لتنفيذ هذا المشروع الذي يخدم أيضا الأكراد حلفاء واشنطن في سوريا، وهذا ما يجعل المعارضة السورية أمام اختبار صعب جدا.
ويقول كبير مفاوضي المعارضة في جنيف “للأسف ما يحدث يثبت مرة جديدة حاجة السوريين لقيادة ثورية حقيقية تستطيع أن تقول لهؤلاء كفى عبثا بمصير السوريين وأيضا تستطيع منع الأيادي الأجنبية من العبث في بلادنا، فسوريا للسوريين ويجب أن تكون كذلك وكل من يضع نفسه في خدمة أجندات الدول يضع نفسه في مواجهة طموح السوريين وأهدافهم ببناء الدولة الوطنية الديمقراطية”.
قوات النظام السوري تستعيد مدينة القريتين من «داعش»
بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة التنظيم المتطرف عليها
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
استعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها السبت السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص في وسط البلاد، بعد ثلاثة أسابيع من استيلاء تنظيم داعش المتطرف عليها.
وذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من قوات النظام السوري «بالتعاون مع القوات الحليفة تعيد الأمن والاستقرار إلى مدينة القريتين بعد القضاء على مجموعات إرهابيي داعش التي تسللت إلى المدينة».
وأفادت أن «وحدات الهندسة في الجيش قامت بإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم داعش في المنازل والشوارع والساحات والمؤسسات الحكومية» في المدينة.
وسيطر التنظيم المتطرف على المدينة الواقعة في ريف حمص الشرقي على أطراف البادية السورية، مطلع الشهر الحالي إثر هجوم مباغت شنه ضد مواقع قوات النظام، بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الطرفان على أكثر من محور في البادية.
وبدأت قوات النظام وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان «عملية عسكرية في المنطقة في الساعات الأولى من صباح السبت» قبل أن تتمكن من السيطرة على المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن التقدم حصل «بعد انسحاب أكثر من مائتي عنصر من التنظيم ليلاً باتجاه مناطق البادية، بعدما أطبقت قوات النظام حصاراً كاملاً على التلال المحيطة بالمدينة».
وسيطر التنظيم المتطرف للمرة الأولى على القريتين التي تعد رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في وسط سوريا مطلع أغسطس (آب) 2015. وعمل إثر ذلك على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي وإحراق عدد من الكنائس. ثم تمكنت القوات السورية من استعادة المدينة بدعم روسي في بداية أبريل (نيسان) 2016.
وكان عدد سكان القريتين يقدر بنحو ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي قبل بدء النزاع الذي تسبب منذ منتصف مارس (آذار) 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ومني تنظيم داعش بخسائر ميدانية متتالية في سوريا على أيدي قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، والتي تمكنت الثلاثاء من السيطرة على مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في البلاد.
ولا يزال التنظيم يسيطر حالياً على بضعة أحياء في مدينة دير الزور (شرق) وعلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق وعلى مناطق صحراوية واسعة، بالتوازي مع احتفاظه بجيوب صغيرة في ريفي حمص وحماة (وسط) وفي درعا (جنوباً) وفي مخيم اليرموك في جنوب دمشق.
ضم الرقة إلى «فيدرالية الشمال»
«سوريا الديمقراطية» تسلمها لمجلس مدني… وصور أوجلان تغضب أنقرة
الرقة (سوريا): كمال شيخو
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية أمس رسمياً تحرير مدينة الرقة، وأكدت أنها ستسلم إدارة المدينة إلى مجلس مدني على أن تُضَم إلى سوريا اللامركزية ضمن نظام فيدرالي يبدأ من شمال البلاد.
وبعد ثلاثة أيام من سيطرتها على المدينة بالكامل، قال الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو في مؤتمر صحافي وسط الرقة: «نهدي هذا النصر التاريخي للإنسانية جمعاء، ونخص بالذكر ذوي ضحايا الإرهاب ممن كابدوا ظلم وإرهاب (داعش) في سوريا والعالم».
ومن المفترض أن يتسلم المجلس المدني الذي أنشئ في أبريل (نيسان) الماضي إدارة المدينة بعدما كان تسلم الكثير من المناطق المحررة في ريفها، وسيكون أيضاً المسؤول عن متابعة ملف الإعمار فيها. ويضم المجلس وجهاء من أبرز عشائر الرقة وشخصيات سياسية. وقال سلو: «نؤكد أن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا الديمقراطية لا مركزية اتحادية».
إلى ذلك، وجهت أنقرة انتقادات إلى واشنطن على خلفية قيام مسلحين أكراد برفع صور عبد الله أوجلان، زعيم «حزب العمال الكردستاني» الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في تركيا، في ميدان رئيسي في الرقة بعد تحريرها.
«سي آي إيه» تراقب تعاون إيران مع «القاعدة» في سوريا
مستشار الأمن القومي اتهم «الحرس» بالاتجار في المخدرات
واشنطن: معاذ العمري
كشف مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه)، أن الولايات المتحدة تراقب «تعاون» إيران مع «القاعدة» في سوريا، واصفاً العلاقة بينهما بـ«السر المفضوح».
وقال بومبيو، خلال كلمته في ندوة الأمن القومي التي أقامتها «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن، أول من أمس، إن علاقة تنظيم القاعدة بإيران هي علاقة «سرية، وهناك العديد من المعلومات التي لم تُعلن تؤكد وجود علاقات. ففي أوقات عديدة عمل الإيرانيون مع تنظيم القاعدة».
وأكد بومبيو أن مجتمع الاستخبارات لا يزال يراقب هذه العلاقات، خصوصاً مع تعقيد الوضع في سوريا. وتابع: «نراقب ما يجري في إدلب لـ(داعش) و(جبهة النصرة)، وتنظيم القاعدة في الشمال، وما إذا كان لديهم عمل مشترك هناك حيث يعملون معاً من أجل تهديد مشترك ضد الولايات المتحدة».
وفي الندوة ذاتها، وصف هيربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، «الحرس الثوري» الإيراني، بأنه بمثابة هيئة تعمل على «تمكين الإرهابيين»، بما في ذلك المشاركة في تهريب المخدرات في كل أنحاء العالم. وقال: «الحرس الثوري منظمة كبيرة لتهريب المخدرات، تثري نفسها بينما تسمم العالم، وتستخدم تلك الأموال للقتل». كما أكد أن الرئيس دونالد ترمب سيوقف العمل بالاتفاق النووي تماماً إذا فشل الكونغرس والقوى الأوروبية الأخرى في اتخاذ إجراءات تعالج مآخذ إدارة الرئيس الأميركي على هذا الاتفاق.
الاستخبارات الأميركية: علاقة إيران بـ«القاعدة» سر مفضوح
واشنطن: معاذ العمري
وصف مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة بـ«السر المفضوح»، قائلاً إن الجميع أصبح يعلم بها، ولافتاً إلى أنه كان ضمن آخرين ممن انتقدوا هذه العلاقة خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
وقال بومبيو، خلال كلمته في ندوة الأمن القومي التي أقامتها «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في العاصمة الأميركية أول من أمس، إن علاقة تنظيم القاعدة الإرهابي بإيران هي علاقة «سرية ومفتوحة، وهناك العديد من المعلومات التي لم تُعلن تؤكد وجود علاقات. ففي أوقات عديدة عمل الإيرانيون مع تنظيم القاعدة».
وأرجع وجود العلاقات والتعاون بين الطرفين إلى أنهما يعتبران الغرب عدواً مشتركاً، مشيراً إلى «توافق أيدولوجي» يتمثّل في التعاون بينهما ضد الغرب. وقال إن الطرفين لا يتقاتلان ضد بعضهما البعض لأنهما يعتبران الغرب تهديداً أكبر لهما.
وأكد بومبيو أن مجتمع الاستخبارات لا يزال يراقب هذه العلاقات، خصوصاً مع تعقيد الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن الاستخبارات الأميركية تتابع خسارة التنظيمات الإرهابية للأراضي في سوريا والعراق، ويراقب ردات فعلها تجاه الولايات المتحدة. وأضاف: «مع هزيمة الأطراف الإرهابية لبعض الأراضي في سوريا والعراق مثل تنظيم داعش، نراقب ما يجري في إدلب لـ(داعش) و(جبهة النصرة)، وتنظيم القاعدة في الشمال، وما إذا كان لديهم عمل مشترك هناك حيث يعملون معاً من أجل تهديد مشترك ضد الولايات المتحدة».
ولفت رئيس الاستخبارات الأميركية إلى أن العديد من العاملين في الكونغرس ومجلس الشيوخ (وهو واحد منهم عندما كان في الكونغرس) وجهوا انتقادات عديدة لإدارة الرئيس السابق أوباما، إذ علل المشرعون في انتقاداتهم أن سبب إخفاء العلاقات بين إيران والقاعدة لحماية الاتفاق النووي في عام 2015.
وأضاف: «ليس فقط النظام الإيراني الذي كان يعلم بعمل عناصر (القاعدة) في إيران، وكان هناك اتفاق يسمح بذلك صراحة، بل إن الأمر ليس فقط عبارة عن قدرة عناصر القاعدة على عبور إيران، وتسهيل النظام الإيراني هذا العبور، بل هذه التسهيلات كلها جاءت بسبب التنسيق مع إيران ونتيجة لاتفاق سري شمل مساعدة نشطة لأعضاء القاعدة».
وأعلن مايك بومبيو أن وكالة الاستخبارات المركزية ستفرج عن مزيد من الوثائق التي تؤكد وجود العلاقة بين إيران و«القاعدة» في الأيام المقبلة.
على صعيد متصل، وصف مستشار الأمن القومي السابق لأوباما توم دونيلون في خبر نشرته صحيفة «ويكليستاندرد» الأسبوعية، أن كمية الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات في تلك الغارة التي أطاحت برئيس التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن تكفي لملء «مكتبة كلية صغيرة»، مشيراً إلى أن تلك الملفات التي لم تطلق بعد، التي توثق العلاقات بين «القاعدة» وإيران «هي من أهم الوثائق المتفجرة التي لا تزال غير مكشوفة أمام الشعب الأميركي».
إسرائيل تقول إنها ستصعد ردها على أي إطلاق للنيران من سوريا
القدس/بيروت (رويترز) – تسببت خمسة مقذوفات من سوريا في دوي صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية يوم السبت مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان تصعيد رده على أي نيران قد تأتي من الحرب الأهلية التي امتدت مرارا عبر الحدود.
دبابات اسرائيلية خلال تدريب بمرتفعات الجولان المحتلة – أرشيف رويترز
ووصلت المقذوفات إلى مرتفعات الجولان المحتلة وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف ثلاثة أسلحة مدفعية سورية ردا على ذلك. ولم تصدر في إسرائيل تقارير بسقوط مصابين أو وقوع أضرار.
وقال الجيش السوري إنه تعرض لهجوم في القنيطرة القريبة من مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وأضاف ”اعتدى العدو الإسرائيلي صباح اليوم على أحد مواقعنا في ريف القنيطرة ما أدى إلى وقوع خسائر مادية“.
وخلال الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ أكثر من ست سنوات ردت إسرائيل على إطلاق النيران الذي امتد مرارا عبر الحدود بما في ذلك قذائف شاردة ناجمة عن الاقتتال بين الفصائل السورية.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أنه قد يبدأ في تصعيد رده.
وقال ”سواء كان إطلاق نار بشكل خاطئ أم لا، ستصعد قوات الدفاع الإسرائيلية من ردها في حال وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل“.
وأضاف أن إسرائيل ”تحمل النظام السوري المسؤولية ولن تتسامح مع أي محاولة لخرق السيادة الإسرائيلية أو تهديد المدنيين الإسرائيليين“.
وقال الجيش السوري في بيانه ”القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تجدد تحذيرها من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية وتحمل إسرائيل كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك“.
ونفذت إسرائيل أيضا ضربات جوية موجهة خلال الحرب السورية جراء قلقها من تنامي نفوذ إيران حليف الحكومة السورية. ويقول السلاح الجوي الإسرائيلي إنه قصف قوافل أسلحة للجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران نحو مئة مرة في السنوات الأخيرة.
وحذر رئيس أركان الجيش الإيراني إسرائيل من أي خرق للمجال الجوي والأراضي السورية خلال زيارة لدمشق الأسبوع الماضي.
وتسيطر جماعات معارضة تقاتل حكومة دمشق على مساحات من القنيطرة في حين يسيطر الجيش وفصائل متحالفة معه على جزء آخر من المحافظة.
وتبادلت المعارضة والحكومة السورية الاتهامات بالتسبب في الهجوم الإسرائيلي يوم السبت.
وقال الجيش السوري إن مقاتلي المعارضة في منطقة قريبة أطلقوا قذائف مورتر على مرتفعات الجولان. وقال مسؤول من المعارضة في القنيطرة إن مقاتلين موالين للحكومة كانوا يقصفون أجزاء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المحافظة عندما سقطت بعض القذائف على مرتفعات الجولان.
إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود
ماكرون: السيطرة على الرقة ليست نهاية المعركة ضد الدولة الإسلامية
باريس (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة إن الجيش الفرنسي سيواصل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن التركيز ينبغي أن يتحول الآن أيضا إلى التوصل إلى انتقال سياسي عبر المفاوضات في البلاد.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع لزعماء الاتحاد الأوربي في بروكسل يوم الجمعة. تصوير: جوفغوي فاندير هاسلت – رويترز
وقال مكتب ماكرون في بيان ”المعركة ضد الدولة الإسلامية لم تنته بسقوط الرقة وفرنسا سوف تواصل جهدها العسكري ما دام ذلك ضروريا… تحديات إرساء الاستقرار وإعادة البناء لن تكون أقل من الحملة العسكرية“.
وفي إعلان رسمي عن تحرير الرقة من التنظيم بعد أربعة شهور من المعارك قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها مقاتلون أكراد إن الرقة ستكون جزءا من سوريا ”لا مركزية اتحادية“.
وقدمت فرنسا أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية ولها قوات خاصة في المنطقة وكانت واحدة من الدول الأساسية في حملة قصف ضد المتشددين في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وذكر البيان أن من الضروري أن يحترم الحكم في الرقة كل أطياف المجتمع.
وأضاف ”ينبغي تطبيق هذا المبدأ على مدينة الرقة في المقام الأول وفقا لشروط تتيح إعادة ظروف الحياة الطبيعية وعودة النازحين واللاجئين واستعادة السلام والاستقرار بشكل دائم“.
وتابع قائلا ”يجب أن تجد سوريا في النهاية مسارا للخروج من الحرب الأهلية التي غذت الإرهاب منذ أن قمع نظام بشار الأسد الحركة الديمقراطية. التوصل لانتقال سياسي عبر التفاوض أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى“.
إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح
الكرملين: بوتين وإردوغان ناقشا الملف السوري في اتصال هاتفي
موسكو (رويترز) – قال الكرملين يوم السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحثا اجتماعا سيعقد أواخر الشهر الجاري في آستانة عاصمة قازاخستان بشأن الصراع السوري.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في شوتشي يوم 19 أكتوبر تشرين الأول 2017 – صورة لرويترز من ممثل عن وكالات الانباء
وأضاف الكرملين في بيان أن بوتين وإردوغان تحدثا خلال اتصال هاتفي عن الجهود المشتركة في إطار عملية آستانة بما يشمل إقامة ”مناطق عدم التصعيد“ في سوريا وعن ضرورة المزيد من التنسيق لحل الأزمة السورية.
وتعقد محادثات آستانة بوساطة روسيا وتركيا وإيران. وفي منتصف سبتمبر أيلول اتفقت الدول الثلاث على إرسال مراقبين على حدود إحدى مناطق عدم التصعيد في محافظة إدلب في شمال سوريا وهي منطقة يخضع أغلبها لسيطرة إسلاميين متشددين.
كما قال بوتين وإردوغان إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا وتركيا في أنقرة في أواخر سبتمبر أيلول تُطبق بنجاح خاصة فيما يتعلق بالتجارة والعلاقات الاقتصادية.
وقال الكرملين ”في المجمل كانت المحادثة عملية وبناءة وموجهة نحو تعزيز التعاون الثنائي والتفاعل بشأن الأجندة الإقليمية“.
إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير حسن عمار