أحداث السبت 25 تشرين الثاني 2017
روسيا وتركيا وإيران تختار المفاوضين السوريين
موسكو – رائد جبر
أنقرة – رويترز – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ساندت جهود المملكة العربية السعودية لتوحيد وفد المعارضة السورية، وشدد خلال محادثاته أمس مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا على أهمية مواصلة العمل لإنجاح الحوار في سوتشي بحضور ممثلين عن كل مكونات الشعب السوري. وقال لافروف إن جهود الرياض لجمع المعارضة تحت منصة واحدة تصب في اتجاه إنجاح المسار السياسي، مؤكداً أن موسكو دعمت هذا العمل. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أن روسيا وإيران وتركيا ستحدد معاً من سينضم إلى محادثات السلام السورية. وأعرب دي ميستورا عن أمله بخروج المعارضة بموقف موحد بعد اجتماع الرياض.
وأشاد لافروف بالتعاون مع إيران وتركيا وقال إن النتائج التي تمخضت عن الشراكة الروسية– التركية– الإيرانية المتمثلة في رعاية محادثات آستانة وإنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية، فرضت واقعاً صحياً وحالاً من الهدوء على الأرض، ما مهد للمرة الأولى منذ بداية النزاع في سورية لجمع الوفد الحكومي السوري في آستانة مع المعارضة المسلحة.
والتقى المبعوث الدولي في وقت لاحق أمس، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقال إن «المهم أن توجه إشارة إلى الشعب السوري حول انتقال عملية التسوية إلى المسار السياسي قبل نهاية العام».
وكشف شويغو عن توجه وزارة الدفاع إلى «العمل للبحث في خطوات إضافية لإقامة حوار بين الحكومة والمعارضة السورية»، مشدداً على أنه «حان الوقت للحديث عن خطوات مقبلة في تسوية الأزمة».
إلى ذلك، كان لافتاً أمس تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن «آفاق ترشح الرئيس بشار الأسد في انتخابات رئاسية مقبلة يتم النقاش في شأنها حالياً». ولم يوضح الديبلوماسي الروسي المقصود بالنقاش الجاري. وهذه أول إشارة روسية في هذا الاتجاه، علماً أن بوتين كان أعلن قبل أيّام أن التسوية السياسية تتطلب تنازلات من كل الأطراف، بما في ذلك الحكومة السورية.
وأعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن «الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي التسوية السورية في ظل نتائج اللقاءات التي أجريت في سوتشي»، موضحاً أنه تم خلال الاجتماع تبادل الآراء بشكل مفصل، في ضوء اللقاءات والاتصالات التي أجراها الرئيس هذا الأسبوع.
وقال أوغلو إن الرئيس دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب اردوغان في مكالمة هاتفية بوضوح أنه أصدر تعليمات بعدم تزويد «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية بالأسلحة، وأن الحكومة التركية تأمل بأن ترى هذه الأوامر تنفذ.
وقال «عبّرنا للسيد ترامب مرة أخرى عن استيائنا من تزويد الوحدات بالأسلحة… وقال ترامب بوضوح إنه أصدر تعليمات بعدم تسليحها». وأضاف: «نرحب بهذا الوعد ونريد أن نراه يطبق عملياً».
تركيا: الدول الثلاث ستحدد من سينضم لمفاوضات السلام السورية
أنقرة، موسكو، بكين – رويترز، أ ف ب
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة اليوم (الجمعة)، إن روسيا وإيران وتركيا ستحدد معاً من سينضم لمفاوضات السلام السورية.
وقالت تركيا من قبل إنها لن تقبل وجود تمثيل في المفاوضات لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» السورية المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال الوزير إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه أصدر تعليمات بعدم تزويد «وحدات حماية الشعب الكردية» بالأسلحة، وإن الحكومة التركية تأمل في أن ترى هذه الأوامر تنفذ.
وأضاف: «عبرنا للسيد ترامب مرة أخرى عن استيائنا من تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة… وقال ترامب بوضوح إنه أصدر تعليمات بعدم تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة».
وتابع: «نرحب بهذا الوعد بعدم تقديم أسلحة لوحدات حماية الشعب ونريد أن نراه يطبق عملياً».
وفي موسكو، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا قال إن اجتماعاً عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم كان «مفيداً».
وأعلن دي ميستورا في وقت لاحق خلال لقاء أجراه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه يأمل «طي صفحة الماضي» في سورية.
وقال دي ميستورا، حسب ما نقل عنه بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، أنه يأمل «من الان حتى نهاية العام بان يتم توجيه اشارة واضحة الى الشعب السوري، مفادها أننا نطوي صفحة الماضي، وأنه سيتم التعامل من الان فصاعدا مع كل المسائل في اطار المسار السياسي».
من جهته دعا وزير الدفاع الروسي الى «اتخاذ اجراءات وايجاد حوافز اضافية لمواصلة الجهود الهادفة الى اقامة حوار بين المعارضة وسلطات دمشق».
وتأتي زيارة دي ميستورا الى موسكو قبل أربعة أيام من جولة جديدة من مفاوضات جنيف ستنطلق في الثامن والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في اطار المساعي لايجاد تسوية سياسية للنزاع في سورية الذي أوقع اكثر من 340 الف قتيل.
من جهته، قال وزير خارجية الصين وانغ يي اليوم، في اجتماع في بكين مع بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده تأمل بأن تبدي سورية «مرونة» في ما يتعلق بتعزيز مفاوضات السلام، مضيفاً أنها ستساعد في إعادة إعمار سورية.
وأضاف انه تجري مشاورات مكثفة حول مستقبل الترتيبات السياسية في سورية، وإنه يعتقد أن ذلك سيساهم في عقد مفاوضات سلام رسمية في جنيف.
وقال وانغ وفقاً لبيان أصدرته الخارجية الصينية: «تأمل الصين أن يستطيع الجانب السوري اقتناص الفرصة وإظهار مرونة وتعزيز الحوار والتفاوض للوصول إلى نتائج جوهرية».
وأضاف: «ينبغي أن يؤكد المجتمع الدولي على إعادة إعمار سورية وأن يدعمها بقوة. وستبذل الصين جهودها من أجل ذلك».
وقالت الوزارة إن بثينة شعبان رحبت بأن تلعب الصين دوراً أكبر في العملية السياسية في سورية.
وفد موحد للمعارضة السورية إلى جنيف من 50 عضواً
الرياض – أ ف ب، رويترز
توصلت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الرياض إلى اتفاق لإرسال وفد موحد إلى محادثات جنيف الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت المعارضة بسمة قضماني، عضو «الائتلاف السوري» اليوم (الجمعة).
وقالت قضماني في مؤتمر صحافي في ختام اليوم الثاني من محادثات قوى المعارضة السورية في الرياض، إن هذه القوى ستستكمل محادثاتها في الساعات المقبلة للخروج بهيئة تفاوضية موحدة تضم 50 شخصاً يمثلون أطياف المعارضة كافة.
وأوضحت: «اتفقنا مع المنصتين (القاهرة وموسكو) على تشكيل وفد واحد للمشاركة في المفاوضات المباشرة في جنيف»، مضيفة: «اتفقنا تقريباً على الإعداد والمكونات، لكننا سنستكمل اليوم التشكيلة النهائية لهذا الوفد».
وقال الناطق باسم المعارضة السورية أحمد رمضان في وقت لاحق من اليوم إن المعارضة اختارت نصر الحريري رئيساً لفريقها في الجولة المقبلة من المفاوضات في جنيف.
ويشارك في اجتماع الرياض حوالى 140 شخصاً يتوزعون بين المعارضة الرئيسية الممثلة خصوصاً بـ «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، وبين ممثلين عن «منصة القاهرة» التي تضم مجموعة معارضين مستقلين، و «منصة موسكو» القريبة من روسيا.
وشاركت المعارضة الرئيسية و «منصة موسكو» و «منصة القاهرة» بثلاثة وفود مستقلة في جولات محادثات جنيف في العامين الأخيرين. ومن المقرر أن تعقد الجولة المقبلة في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وذكرت قضماني أن الهيئة التفاوضية الموحدة تتألف من 50 شخصية تمثل كل أطياف المعارضة السورية.
ويشكل مصير الرئيس السوري بشار الأسد العقبة الرئيسة التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة بين النظام ومعارضيه، مع رفض دمشق المطلق النقاش في هذا الموضوع، فيما تمسكت به المعارضة مقدمة للانتقال السياسي.
وتُلي في المؤتمر الصحافي بيان ختامي مقتضب جاء فيه أن المجتمعين في الرياض شددوا على «خروج نظام بشار الأسد من الحكم»، إلا أن «منصة موسكو» تحفظت عن ذلك.
وتنعقد محادثات الرياض في خضم حراك دولي تقوده روسيا في شكل رئيسي في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع بعد سلسلة إنجازات ميدانية لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات المتشددة في آن واحد.
وتزامن اجتماع الرياض مع قمة ثلاثية عقدت الأربعاء في مدينة سوتشي الروسية في حضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، أُعلن في ختامها الاتفاق على عقد «مؤتمر وطني سوري» في سوتشي يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.
ولم تُعط قضماني موقفاً حاسماً حول المشاركة في مؤتمر سوتشي. وقالت: «لم يحدد موعد له ولم تتضح لنا ملامحه ولا أهدافه ولا نعلم ما هي مرجعية هذا المؤتمر (…) نحن نجهز أنفسنا للذهاب إلى جنيف».
التقي: بقاء بشار وإيران سيترك لنا حق الدفاع عن أنفسنا بالحرب
الرياض – سعاد الشمراني
عبّرت فصائل المعارضة السورية عن ارتياحها للبيان الختامي الصادر عن مؤتمر «الرياض 2»، مشيرة إلى أن البيان يخدم جميع الفصائل، ويراعي الديبلوماسية وجاء من دون شروط مسبقة، وأكدت لـ «الحياة» أن المنشق عن منصة موسكو نمرود سليمان تحدث في المؤتمر كمواطن «سوري»، وأنه وقّع على البيان الختامي.
وعبّر سليمان عن تأييده التام البيانَ، وقال: «إن الداخل السوري، وخصوصاً المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، مرتاح للبيان، ومن يصرّح بالرفض يقوم بذلك بسبب الخوف من المراقبة الأمنية للاتصالات من بشار الأسد ونظامه».
وأوضح الأعضاء المشاركون في المؤتمر أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب تسمية منصة موسكو بمنصة سورية، لأن هدفهم مصلحة سورية، وأن يتحدثوا عن مطالبهم السورية.
وذكر لـ «الحياة» عضو وفد هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي نائب رئيس التيار السوري للبناء والتجديد (سبت) إياد عبد الهادي التقي، أن البيان وضع رحيل الأسد شرطاً أساسياً في فقرة مستقلة، وألا يكون له أي دور في الفترة الانتقالية، وأن عدم قبول تدخل إيران في شؤون سورية أرضى جميع الفصائل، مشيراً إلى أنه بعد البيان «لو بقيت إيران في سيطرتها على المنطقة، فإن الدفاع عن النفس حق مشروع لأي إنسان، وجيشنا الحر موجود وجاهز للحرب على كل من يعرقل أي حل سلمي والذي هو اختيارنا الاستراتيجي».
وقال: «إن ما أشارت إليه وكالات أجنبية أثناء اجتماعنا، عن ترشيح أربعة رؤساء لسورية في موسكو لا نعلم حقيقته، وهو لا يعنينا، وأي قرار خارج فصائل المعارضة لا يهمنا، ولا نقبل إلا حلاً باتفاق مع الأمم المتحدة، وما تقوم به روسيا وإيران ما هو إلا مضيعة للوقت، ولن يقبل منا كمعارضين أن يتم الترشيح خارج مشاورتهم». وطالب الأمم المتحدة باعتبار سورية محتلة من إيران وروسيا، وأن تنهي قتال 7 سنين بحل سلمي، برحيل الأسد وخروج إيران كشرطين أساسيين.
نصر الحريري رئيساً لوفد المعارضة السورية إلى جنيف
الرياض – رويترز
عُين نصر الحريري رئيساً لوفد التفاوض الرئيس للمعارضة السورية في الجولة المقبلة من المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.
وقال الحريري في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت) إن الجولة المقبلة من محادثات والتي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية ستبدأ في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وأضاف في مؤتمر صحافي في الرياض إن المعارضة ذاهبة إلى جنيف لعقد محادثات مباشرة ومستعدة لبحث كل شيء على طاولة المفاوضات. وقال إن اقتراح روسيا عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السورية في سوتشي لا يخدم العملية السياسية. ودعا المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا إلى «تركيز العمل على خدمة العملية السياسية وفقاً للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة حتى نختصر الوقت ونصل إلى الحل المنشود».
واتخذ قرار اختيار الحريري في اجتماع الرياض، وقال الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» أحمد رمضان «جرى التوافق بين كل المكونات على انتخاب نصر الحريري ليرأس وفد الهيئة العليا في المرحلة المقبلة من مفاوضات جنيف».
وكانت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الرياض توصلت إلى اتفاق لإرسال وفد موحد إلى محادثات جنيف الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلنت المعارضة بسمة قضماني، عضو «الائتلاف السوري» أمس.
وتمسكت المعارضة الرئيسة بمطلب عدم قيام الرئيس السوري بشار الأسد بأي دور في الفترة الانتقالية، على رغم تكهنات باحتمال أن تخفف موقفها بسبب النجاحات العسكرية التي حققها الأسد.
والتقت جماعات المعارضة للبحث عن موقف موحد قبل المحادثات بعد عامين من التدخل العسكري الروسي الذي ساعد الأسد في استعادة المدن الرئيسة كافة.
واجتمع مبعوث الأمم المتحدة للشأن السوري ستيفان دي ميستورا، الذي يجهز للجولة المقبلة من محادثات جنيف، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس وقال الوزير إن موسكو تعمل مع الرياض على توحيد المعارضة السورية.
وعلى مدار سنوات، أيدت دول غربية وعربية مطلب المعارضة برحيل الأسد. لكن منذ انضمام روسيا للحرب تأييداً لحكومة الأسد بات واضحاً على نحو متزايد أن المعارضة لم يعد لها سبيل لتحقيق النصر في ساحة المعركة.
«العليا للمفاوضات» تختار أعضاء وفدها إلى جنيف وسط ضغوط روسية وسعودية وتوتر لإقحام أسماء «غير شرعية»
روسيا «تشجع حوراً شاملاً في سوريا»… والخارجية الألمانية تشكك
دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: أبلغت مصادر سورية معارضة «القدس العربي» أن مؤتمر «الرياض 2» اتفق على 36 شخصا لتمثيله في مؤتمر جنيف، وحصلت منصتا القاهرة وموسكو على 4 أسماء لكل منهما، كما اختير نصر الحريري منسقا عاماً للهيئة العليا للمفاوضات ورئيسا للوفد، واختير جمال سليمان وخالد المحاميد وهنادي أبو يعرب نوابا للرئيس، وضمت القائمة الأسماء التالية: عبد الرحمن مصطفى، بدر جاموس، هادي البحرة، ربا حبوش، حواس خليل، عبد الاله فهد، احمد سيد يوسف، بشار الزعبي، محمد حاج علي، راكان خضير، ياسر عبد الرحيم، حسن حاج علي، محمد علوش، خالد محاميد، يحيى العريضي، طارق الكردي، عوض العلي، بسمة قضماني، سميرة مبيض، فدوى العجيلي، هنادي أبو عرب، حسن عبد العظيم، أحمد القصيراوي، أليس مفرج، نشأة طعيمة، عروبة المصري، مهند دليقان، سامي الجابي، يوسف سلمان، فراس الخالدي، جمال سليمان، منير درويش، قاسم الخطيب، صفوان عكاش. وتم تقسيم الوفد ليضم 8 أعضاء من الائتلاف، 7 من الفصائل، 8 من المستقلين، 5 لهيئة التنسيق، و4 لمنصة القاهرة، و4 لمنصة موسكو.
وكان الدكتور يحيى العريضي عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تجري مباحثاتها الموسعة في العاصمة السعودية الرياض، أكد خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، أن الهيئة العليا أجرت يوم الجمعة عملية انتقاء لأعضاء الوفد المشارك في مفاوضات جنيف.
وأكد العريضي الذي يمثل كتلة المستقلين في الهيئة العليا، أن العملية التشاورية تتم بمشاركة كل من منصتي موسكو والقاهرة وممثلي باقي الكتل، مشيراً إلى أن عملية انتقاء الوفد تجري بشكل يمزج ما بين «الانتخاب والاختيار»، عازياً السبب لتنوع أطياف المعارضة السورية المشاركة في الاجتماع والتي هي «أشبه بقوس قزح» حسب وصفه.
وفي هذا الصدد قال عضو اجتماع «رياض2» مروان العش في اتصال مع «القدس العربي»، إن العملية الانتخابية كانت في بعض الأحيان سليمة ومجدولة، ولكن مدير جلسات المؤتمر وبضغوط من أطراف داخل المؤتمر، اضطر لإضافة شخصيات لم تنل الترتيب اللازم انتخابياً، مما أجبره على الخروج عن المألوف بالعدد الإجمالي للهيئة العليا للتفاوض.
وأكد المتحدث أن الكثير من المجتمعين لا يعترفون بشرعية بعض الذين أضيفت أسماؤهم خارج العملية الانتخابية، وبشكل تعنتي، حيث يبلغ عدد هؤلاء 17 اسما من أصل 50، مضيفاً «المعترف عليهم فقط 33 اسماً ممن عينوا من قبل المنصات والائتلاف وكتلة العسكريين، أما الإضافة على المستقلين وهي 8 أسماء فهي خارج العملية الانتخابية وفرض لوجهة نظر وهو أمر مرفوض»، وقد تم التوافق لاحقا على أن تعتبر قائمة الخمسين شخصا «أمانة عامة».
الكاتب والمحلل السياسي السوري عمر كوش قال بدوره لـ «القدس العربي»: ما كانت تنشده روسيا ومصر وغيرهما من المعارضة السورية تحقق من خلال نتائج مؤتمر «الرياض2»، وإن الشروط الروسية قد تحققت بالفعل، وتم إدخال «منصة موسكو» التي ترفض أي حديث عن مصير الأسد بشكل رسمي ضمن وفد المعارضة السورية، وكذلك «منصة القاهرة» التي تعتبر مواقفها متقاطعة إلى حد كبير مع «منصة موسكو»، ومن هنا نستنتج أن كل الأهداف السياسية الروسية في سوريا قد تم تحقيقها بالفعل.
ورأى كوش أن مؤتمر «الرياض 2» قد تم تمييعه، وأن أي حديث حول رحيل النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد خلال عملية انتقالية، سيواجه بـ «فيتو داخلي» من قبل منصة موسكو أو القاهرة، وبالتالي لن يكون هنالك موقف موحد.
من جهتها أعربت نائبة المتحدث باسم الخارجية الألمانية ماريا أديباهر، عن شكها في أنّ تشكل قمة سوتشي المنعقدة الأربعاء الماضي، بين قادة كل من روسيا وتركيا وإيران، دفعة للعملية السياسية من أجل حل الأزمة السورية. وقالت أديباهر في تصريحات صحافية أمس في العاصمة برلين: «إن كانت قمة سوتشي ستشكل دفعة للعملية السياسية وستساهم في تحقيق نتائج، فنحن نرحب بهذا، إلا أننا الآن لدينا شك حيال ذلك».
وفي موسكو دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة، إلى حوار شامل في سوريا لإنهاء الصراع الراهن. وشدد لافروف، على أن الجهود الروسية في هذا المسار تحظى بدعم كل من تركيا وإيران.
وخلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس في العاصمة الروسية موسكو، قال لافروف في تصريح لصحافيين: «نريد تشجيع حوار شامل في سوريا، وفقاً للمعايير المتفق عليها تحت رعاية مجلس الأمن الدولي». وشدد على أن «كل جهود روسيا تهدف إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن سوريا». من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى سوريا: «هناك تقدم نحو حل سياسي في سوريا». وتابع: «نأمل أن تجتمع قوى المعارضة (السورية) الموجودة في الرياض تحت سقف مشترك للمعارضة».
“سي إن إن” تكشف عن وجود ألفي جندي أمريكي في سوريا
واشنطن – (الأناضول): كشفت شبكة “سي إن إن”، السبت، عن وجود نحو ألفي جندي أمريكي أغلبهم من القوات الخاصة، يتمركزون في سوريا، خلافاً لما تعلنه واشنطن رسمياً، إذ تقول إنهم 500 جندي فقط.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين (لم تكشف عن هويتهم)” إنّ” الإعلان عن عدد القوات الأمريكية كان بمثابة قضية بالغة الحساسية على مدار شهور بسبب المخاوف الأمنية”.
لكن في المقابل، أشاروا إلى “اعتزام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الحديث بشكل معلن عن عدد القوات في سوريا خلال الأيام المقبلة”.
وعزت “سي إن إن” إمكانية إفصاح واشنطن رسمياً عن العدد الفعلي لقواتها في سوريا إلى “نجاح المقاتلين المتحالفين مع الولايات المتحدة في سوريا في هزيمة تنظيم داعش، ورضوخاً لضغوطات الكونغرس المطالبة بالتزام مبدأ الشفافية”.
وجاء تقرير “سي إن إن” بالتزامن مع نشر البنتاغون تقريراً إحصائياً جديداً حول القوى العاملة على موقعها الإلكتروني، يوضح عن وجود ألف و547 جندي أمريكي في سوريا.
ومن جهته، صرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إنه كان يعمل على سياسة” للاعتراف صراحة بالعدد التقريبي للقوات التي تم نشرها في سوريا، لكن دون تحديد غير مبرر له”، وفق المصدر.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أكدت واشنطن أن عدد قواتها في سوريا لا يزيد عن 500 جندي، يتولون مهمة مساعدة شركائها في شمالي وشرقي سوريا في عمليات مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأمس، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لنظيره رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية، إصداره تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده “بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة إلى تنظيم (ب ي د)، شمالي سوريا”، وفق تصريحات لوزير الخارجية وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو.
«العليا للمفاوضات» تختار وفدها الموحد إلى «جنيف» بعملية تمزج بين «الانتخاب والاختيار» في الرياض
هبة محمد:
دمشق – «القدس العربي»: كشف الدكتور يحيى العريضي عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تجري مباحثاتها الموسعة في العاصمة السعودية الرياض، خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، ان الهيئة العليا اجرت يوم الجمعة عملية انتقاء لأعضاء الوفد المشارك في مفاوضات جنيف والذي من المحتمل ان يراوح عددهم ما بين 11 و 15 عضواً، مؤكدًا ان المعارضة سوف تستكمل طريقها بعد تشكيل الوفد، لاختيار المنسق العام للهيئة لحضور مفاوضات جنيف الثلاثاء المقبل.
واكد «العريضي» الذي يمثل كتلة المستقلين في الهيئة العليا، ان العملية التشاورية تتم بمشاركة كل من منصتي موسكو والقاهرة وممثلي باقي الكتل، مشيراً الى ان عملية انتقاء الوفد تجري بشكل مزيج ما بين «الانتخاب والاختيار» عازياً السبب ان تنوع أطياف المعارضة السورية المشاركة في الاجتماع والتي هي «أشبه بـ قوس قزح» حسب وصفه.
وحول مشاركة الوفد الذي سيتم تشكيله في مؤتمر سوتشي، قال العريضي ان «الامر غير محسوم طالما روسيا لم تحدد موعد مؤتمر سوتشي ولا يمكن الجزم بهذا الخصوص».
أسماء غير شرعية
وأدت ضغوط قوية الى تغيير العدد المحدد لأعضاء الهيئة العليا للمفاوضات الى 50 عضواً، بعد ان كان من المقرر ان تضم الهيئة العليا للمفاوضات 33 اسماً فقط، وزيادة عدد أعضاء الوفد المفاوض الى جنيف الأسبوع المقبل، حيث من المحتمل ان يضم 15 عضواً، بدلاً عن 11 عضواً.
وفي هذا الصدد قال عضو اجتماع رياض2 مروان العش في اتصال مع «القدس العربي» ان العملية الانتخابية كانت في بعض الأحيان سليمة ومجدولة، ولكن مدير جلسات المؤتمر وبضغوط من أطراف داخل المؤتمر، اضطر لإضافة شخصيات لم تنل الترتيب اللازم انتخابياً، ومما أجبره على الخروج عن المألوف بالعدد الاجمالي للهيئة العليا للتفاوض.
واكد المتحدث ان الكثير من المجتمعين لا يعترفون بشرعية بعض الذين اضيفت اسماؤهم خارج العملية الانتخابية، وبشكل تعنتي، حيث يبلغ عدد هؤلاء 17 اسما غير شرعيا من اصل 50، مضيفاً «المعترف عليهم فقط 33 اسماً ممن عينوا من قبل المنصات والائتلاف وكتلة العسكريين اما الإضافة على المستقلين وهي 8 ثمانية اسماء فهي خارج العملية الانتخابية وفرض لوجهة نظر وهو امر مرفوض».
ووفقا للمتحدث فإن أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، توزع على النحو التالي، الائتلاف الوطني 10 مقاعد لكل من بدر جاموس، هادي البحرة، عبد الإله فهد، عبد الأحد اسطيفو، أحمد سيد يوسف، ربى حبوش، نصر الحريري، عبد الرحمن مصطفى، حواس خليل، ابراهيم برو (المجلس الوطني الكردي).
كما حظيت هيئة التنسيق بـ 6 مقاعد لـ «حسن عبد العظيم، صفوان عكاش، أحمد العسراوي، نشأت طعيمة، محمد حجازي، منير بيطار».
وتسلم وفد الفصائل 10 مقاعد «ياسر عبد الرحيم، محمد منصور، حسن حاج علي، أحمد جباوي، بشار الزعبي، حمد هيثم العودة، محمد الدهني، طلاس السلامة، شخصية من فصائل معارضة، شخصية من فصائل التركمان».
اما كتلة المستقلين فقد حظيت بـ 15 مقعداً تسملها «خالد محاميد، يحيى العريضي، طارق الكردين عوض العلي، خالد شهاب الدين، بسمة قضماني، هنادي أبو عرب، فدوى العجيلي، ضرار البشير، مي الرحبي، سميرة مبيض، فرح الأتاسي، عيسى إبراهيم، فصلة خضر، عبد الجبار العكيدي، وعن العشائر أبو مصعب الخالدي، وراكان الخضر».
فيما تمكنت منصة القاهرة من انتزاع أربعة مقاعد لكل من «جمال سليمان، فراس الخالدي، علي العاصي، قاسم الخطيب» وذلك بالتوازي من حصة منصة موسكو من المقاعد لكل من «يوسف سلمان، عروبة مصري، مهند دليقان، سامي الجاني».
إدارة سعودية
ووفقاً لأحد أعضاء مؤتمر الرياض 2 المشارك في الوفد التفاوضي، فإن الجلسات كانت تدار من قبل الدكتور «عبد العزيز الصقر» وهو سعودي مهتم بالشأن السوري، ويشغل منصب مدير مكتب دراسات، حيث رضيت به الاطراف السورية مديراً للجلسات.
وقال المصدر ان «أطرافاً من المعارضة المتمثلة بكل من «ائتلاف والمنصات وبعض المستقلين» حاول التأثير على مدير الجلسات «صقر» عبر ضغوط نفسية ومواقف اضطرت الأخير لأخذها بعين الاعتبار لإرضاء بعض الاطراف في محاولة منه لإنجاح المؤتمر، ورفع سقف الرضا عنه، وتلائم الأطراف.
مشيراً الى ان «صقر» بالرغم من حنكته فقد «أخطأ بطريقة العلاج ودواء المرض المنتشر بين بعض أطياف من المعارضة، لان كثيراً من اطراف المعارضة وبعض الشخصيات لا تحتمل طريقة فرضها وتعاطيها مع العملية السياسية، بعيداً عن روح الثورة، حيث أضاف «الصقر» 17 اسماً بعيداً عن أي عملية انتخابية».
الكاتب والمحلل السياسي السوري «عمر كوش» قال بدوره لـ «القدس العربي»: ما كانت تنشده روسيا ومصر وغيرهما من المعارضة السورية تحقق من خلال نتائج مؤتمر «الرياض2»، وأن الشروط الروسية قد تحققت بالفعل، وتم إدخال منصة «موسكو» التي ترفض أي حديث عن مصير الأسد بشكل رسمي ضمن وفد المعارضة السورية، وكذلك منصة «القاهرة» التي تعتبر مواقفها متقاطعة إلى حد كبير مع منصة «موسكو»، ومن هنا نستنتج أن كل الأهداف السياسية الروسية في سوريا، قد تم تحقيقها بالفعل. ورأى «كوش» بأن مؤتمر «الرياض2» قد تم تمييعه، وأن أي حديث حول رحيل النظام السوري وعلى رأسه «بشار الأسد» خلال عملية انتقالية، سيواجه بـ «فيتو داخلي» من قبل منصة موسكو أو منصة القاهرة، وبالتالي لن يكون هنالك موقف موحد.
وقال المعارض السوري: من الواضح أنه في الأيام المقبلة سيتصدر المشهد السياسي السوري ملفان فقط «صياغة الدستور، والانتخابات»، أما أهم بند وهو «الانتقال السياسي»، فسوف يتم إغفاله وإبعاده عن جوهر العملية السياسية بشكل نهائي.
الرياض2 يغتال جنيف
بدوره، قال مصدر خاص لـ «القدس العربي»: مخرجات مؤتمر «الرياض2» قد تغتال مرجعية جنيف الدولية، والتي تعول عليها المعارضة السورية بشكل كبير لإحداث تغيير سياسي جذري في سوريا. ورأى المصدر، بان مؤتمر الرياض2 وما نتج عنه سيحول القرارات الدولية حيال سوريا، مجرد حبر على ورق، معللاً ذلك بالصعود السياسي الذي نجحت روسيا من تطبيقه عبر مؤتمر «الرياض2»، وذلك من خلال تثبيت أقدام وفد هيئة التنسيق «المعارضة الداخلية، والتي تحميها موسكو، بالإضافة إلى منصتي موسكو والقاهرة، وفي المقابل تراجع هيمنة المعارضة السورية المطالبة برحيل بشار الأسد عن الواجهة السياسية السورية.
الرياض2 وسوتشي
كما قال الكاتب والمحلل السياسي السوري «عمر كوش»: من المتوقع مشاركة وفد من الرياض2 ضمن المفاوضات السياسية التي تديرها موسكو في «سوتشي». وأضاف: ربما لن يشارك كامل وفد الرياض2 في مفاوضات «سوتشي»، ولكن هنالك نقاطاً واضحة في ذلك، وهي مشاركة وفد «هيئة التنسيق- المعارضة الداخلية»، ومنصة «الموسكو» وكلاهما تحت الوصاية الروسية، وكذلك بعض الشخصيات من منصة «القاهرة»، وبالتالي انحسار كبير في دور وتأثير المعارضة السورية المطالبة بشرط رحيل الأسد عبر عملية انتقالية.
117 نقطة تظاهر رفضاً للرياض 2
بدوره، قال مصدر ميداني مطلع لـ «القدس العربي»: أحصينا خروج 117 نقطة تظاهر في الداخل السوري خلال انعقاد مؤتمر الرياض، وجميعها ترفض مؤتمر «الرياض2» وتشدد على مواصلة الحراك الثوري في سوريا حتى اسقاط النظام السوري ومحاكمته بكامل رموزه، وعلى رأسهم الأسد.
واشار المصدر الى ان من بين النقاط التي تم توثيقها للمظاهرات الرافضة لمؤتمر «الرياض2» ومخرجاته، العديد من المدن والبلدات السورية التي يحاصرها النظام السوري خاصة وسط سوريا، واعتبر المصدر بان هذه الاحتجاجات كفيلة بإفشال التعويم السياسي للأسد وفق أي مفاوضات دولية حيال سوريا.
سورية: اختلافات بين بيانَي الرياض 1 والرياض 2/ عبد الرحمن الحاج
أثار بيان الرياض 2 الصادر، يوم الأربعاء الماضي، عن 140 معارضاً سورياً في العاصمة السعودية، تحت شعار توحيد صفوف قوى الثورة والمعارضة السورية، الكثير من الآراء المتباينة لأسباب عديدة. ومن هذه الأسباب، ما يتعلق بظروف انعقاد المؤتمر، في ظل ضغوط، لتوسيع صفوف الهيئة العليا للتفاوض وإعادة تشكيل صفوفها. كما أن جزءاً آخر من أسباب السجال الذي أثاره البيان الختامي يعود إلى اللغة الملتبسة التي تعمد صانعوه الكتابة بها، ما فتح المجال أمام كثيرين لإجراء مقارنات ما بين بياني الرياض 1 قبل عامين، والرياض 2 الأخير.
وبدت المفارقة بين المؤتمرين واضحة، فقد صدر بيان الرياض 1 (15ديسمبر/ كانون الأول 2015) في ظل محاولة روسيا أداء دور جديد عبر مجموعة العمل من أجل سورية، بعد أكثر من شهرين من تدخلها العسكري الجوي لدعم قوات الأسد التي كانت على وشك الانهيار بموافقة أميركية، فجاء المؤتمر والبيان كانعكاس لتوافقات دول مجموعة العمل، والذي بني عليه لاحقاً القرار 2254.
ومن الفوارق بين البيانين، بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، إذ نصّ بيان الرياض 1 على أنه “لا مكان لبشار الأسد وزمرته” في النظام السياسي الناشئ عن عملية الانتقال السياسي. أما بيان الرياض 2 فحوّل بقاء بشار الأسد إلى مسألة تفاوضية فعلياً، عندما يقول إنه يجب أن يرحل في بداية المرحلة الانتقالية.
ونصّ بيان الرياض 1 بوضوح على أن “هدف التسوية السياسية هو تأسيس نظام سياسي جديد، مبني على البنود الواردة في بيان جنيف (30 يونيو/حزيران 2012)، في إطار ضمانات دولية مدعومة بقوة الشرعية الدولية”، من دون الإتيان على ذكر “هيئة الحكم الانتقالي” صراحة. أما بيان الرياض 2 فتحدث عن ضرورة المحافظة على “إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية”. إلا أن البيان أشار بوضوح إلى أن “المشاركين اتفقوا على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية، بما يمكّن السوريين من صياغة دستورهم من دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة”. أما بيان الرياض 1 فلفت إلى أن “هدف التسوية السياسية هو الانتقال السياسي”، لكن بيان الرياض 2 اختصرها بـ”صياغة دستور” و”انتخابات”. وهو ما عنى التحوّل من مبدأ “الانتقال السياسي” إلى “التحول السياسي”، في تطابق مع تفسير موسكو ومشروعها في سوتشي، المكوّن من نقطتين: صياغة دستور أو تعديل دستوري ثم انتخابات.
وفي سياق عمل مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية، ذكر بيان الرياض 1 أن “المؤتمرين تعهدوا بالحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية”، في إشارة إلى أن هاتين المؤسستين ستتعرضان لعمل جذري يغير بنيتهما. أما بيان الرياض 2 فكشف أن “المؤتمرين تعهّدوا بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإصلاحها، مع وجوب إعادة هيكلة مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وضمان حقوق العاملين فيها”. أي أن الذين خدموا في أجهزة الأمن والمؤسسات العسكرية التي انخرطت كلياً في مواجهة الشعب السوري، سيكون لهم حقوق الرواتب التقاعدية والرعاية وامتيازات نهاية الخدمة بدلاً من التأكيد على المحاسبة والعدالة الانتقالية، وهو في واقع الأمر يمنزلة تكريم لم يكن من الممكن التصريح به على الإطلاق قبل هذا البيان.
وبالنسبة للبنود فوق التفاوضية، فقد ذكر بيان الرياض 1، أن “المؤتمرين يطالبون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإجبار النظام على تنفيذ إجراءات تؤكد حسن النوايا قبل البدء بالعملية التفاوضية”، بينما حذف تعبير “إجبار” في بيان الرياض 2، وتم الاكتفاء بالقول إن “المشاركين يطالبون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتنفيذ بنود قرارات مجلس الأمن، والعمل القوي والجاد لتطبيق القرارات الخاصة”، من دون أية إشارة إلى أنها جزء من إجراءات حسن النوايا، ومن دون أي إشارة إلى القرارات الأممية، خصوصاً القرار 2254. وذهب بيان الرياض 2 أبعد من ذلك، حين أدرج مع هذه البنود “تطبيق اتفاقيات خفض التصعيد بشكل فعلي وحازم”، في تشويش على مرجعية المطالبة بتلك البنود المفترض أنها كانت فوق تفاوضية على الرغم من أنه ذكر أن “المطالبة بتنفيذ ما ورد في القرارات الدولية ليس شرطاً مسبقاً”، ولكن في ظلّ عدم الإشارة إلى مرجعية إجراءات حسن النوايا، فقد تحول الأمر كلياً إلى التفاوض.
أما بالنسبة إلى وقف إطلاق النار، فاعتبر بيان الرياض 1 أن “تنفيذ وقف إطلاق النار يتم بناء على الشروط التي يتم الاتفاق عليها حال تأسيس مؤسسات الحكم الانتقالي وفي إطار الحصول على ضمانات دولية مدعومة بقوة الشرعية الدولية”، أي أن ذلك لا يحصل قبل اتفاق التسوية. غير أن بيان الرياض 2 طالب بـ”تطبيق اتفاقيات خفض التصعيد بشكل فعلي وحازم”، بما معناه أنه قبل بوقف إطلاق النار قبل التسوية السياسية، وخلافاً لجميع القرارات الدولية وبشكل خاص بيان جنيف والقرار 2118 وما هو معروف بخطة المبعوث الأممي السابق كوفي عنان للبنود الستة التي تمثل أحد أعمدة القرار.
وفي مرجعية الوفد التفاوضي، ذكر بيان الرياض 1 أن “الهيئة التفاوضية ستكون هي مرجع الوفد التفاوضي”، من دون الإشارة إلى مرجعيتها، أما بيان الرياض 2، فاعتبر أن “البيان الصادر عن المؤتمرين هو المرجعية الوحيدة للهيئة من دون الإشارة إلى مرجعية الوفد التفاوضي، وهو ما يترك الباب مفتوحاً لإنشاء مرجعية جديدة”. لا شك أن الالتباس في البيان الجديد والفراغات الموجودة فيه كانت متعمدة لتلائم الظروف التي عقد فيها المؤتمر وتحقق المخرجات التي كانت متوقعة سلفاً، ومن الممكن المجادلة في حدود تأثير تلك التغييرات ومدى تأثيرها على الحل السياسي إلا أن العامل الأساس الذي يحسم هذا الجدل هو تركيبة الوفد التفاوضي والسياق الذي ولد فيه.
العربي الجديد
أردوغان: سنشن حملات لمنع تأسيس كيانات إرهابية في المنطقة
باسم دباغ
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إن بلاده مضطرة لشن حملات في سبيل منع تأسيس كيانات إرهابية، معبراً عن إدانته الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء أمس.
وخلال تخرّج دفعة من صف الضباط في الجيش التركي، قال الرئيس التركي: “لمنع تأسيس أي كيان إرهابي في المنطقة، نحن مضطرون للقيام بحملات، قد يكون هناك من يود أن يجعلنا ننسحب عبر إنشاء ممر إرهابي، إن قرار هؤلاء لا يمكن أن يحد من الخطوات التي سنتخذها”.
وأضاف: “نحن على علم بأولئك الذي يريدون ليس فقط إخراجنا من اللعبة (لم يكشف عن تلك الأطراف) ولكن أيضاً إخراجنا من كل الساحة عبر تعرضنا لعدد من الضربات، ونحن مصرّون على إدارة هذه اللعبة لأجل أنفسنا ولأجل إخوتنا”.
كذلك اعتبر أردوغان قمة سوتشي “نتيجة للجهود الرامية لمنع المأساة الإنسانية في سورية وتأسيس الظروف الأكثر عدالة بالنسبة لمستقبل المنطقة”.
كذاك أدان الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في مدينة بئر العبد المصرية، إذ قال: “انظروا إلى المجزرة التي ارتكبها “داعش” في مصر البارحة، كيف يمكننا أن نصف هؤلاء (عناصر “داعش”) بالمسلمين”.
وأضاف أن “الشعب التركي يقف إلى جانب إخوته من الشعب المصري ويشاركه ألمه”.
وكان المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداغ، قد أكد أن منفذي الهجوم الإرهابي على مسجد في شمالي سيناء المصرية، ومن يقف وراءهم، “أعداء الإنسانية والدين”، معرباً عن إدانته الهجوم بشدة.
وغرّد بوزداغ: “الإرهابيون الذين نفذوا الهجوم، والمنظمات الإرهابية التي أصدرت أمر التنفيذ، والجهات التي تستخدم تلك المنظمات في سبيل تحقيق أهدافها، هم أعداء للإنسانية والدين والمعتقد”.
وشدّد المسؤول التركي على “ضرورة محاربة تلك التنظيمات الإرهابية وقوى الظلام التي تقف وراءها”، مؤكداً أن تركيا وشعبها يقفان إلى جانب مصر والشعب المصري ضد الهجمات الإرهابية.
وأعلنت النيابة العامة المصرية عن ارتفاع عدد ضحايا الهجوم المسلح الذي استهدف مسجد الروضة، أمس، إلى 305 قتلى، بينهم 27 طفلاً، إضافة إلى إصابة 128 آخرين.
“درعا: “تحرير الشام” تحكم بعزل قادة من الجيش الحر
أصدرت محكمة شكلتها “هيئة تحرير الشام” في درعا، الجمعة، قراراً بعزل عدد من قادة الجيش الحر، على خلفية اتهامهم بـ”الاستهتار” الذي أدى لوقوع عدد من القتلى بين عناصر “تجمع النقيب الشهيد أبو حمزة النعيمي” التابع للجيش الحر، وقررت المحكمة “فرض الديّة (حق القتيل) الكاملة” على المحكومين، بحسب مراسل “المدن” قتيبة الحاج علي.
وتعود القضية إلى أيلول/سبتمبر، عندما استطاع “جيش خالد بن الوليد” المتهم بمبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية”، اقتحام إحدى نقاط تمركز الجيش الحر في منطقة العبدلي المتاخمة لحوض اليرموك، ما أدى لمقتل 8 من عناصره الجر. الحادثة دفعت ذوي القتلى بتكليف “هيئة تحرير الشام” لمتابعة القضية والحكم فيها، متهمين عدداً من قادة الجيش الحر بـ”الخيانة”.
والسلطة القضائية في مناطق المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة بيد “محكمة دار العدل في حوران”، التي تحظى باعتراف جميع فصائل الجيش الحر في المحافظتين، وتعتبر جزءاً من “مجلس القضاء الأعلى” الذي شكلته المعارضة في تموز/يوليو 2017 كهيئة قضائية تشرف على جميع المحاكم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا. ويعود تكليف الأهالي لـ”هيئة تحرير الشام” بالقضية بسبب خشيتهم من تعرض “دار العدل” لضغوط في التحقيق والحكم، لأن المتهمين من قادة الجيش الحر. “هيئة تحرير الشام” لم تواجه “دار العدل”، بل استعانت بمحقق منها في القضية.
المحكمة التي شكلتها “هيئة تحرير الشام” ترأسها الشرعي فيها “أبو الليث الشرعي”، بالإضافة لتواجد محقق من محكمة “دار العدل في حوران” وآخر من “هيئة تحرير الشام”، بالإضافة للجنة عسكرية من الفصائل العاملة في المنطقة. وأصدرت المحكمة قراراً بتجريم حسين محمد عفاش وعبد الله عودة القعيري وحمزة فهد النعيمي، وهم من قادة الجيش الحر، بـ”الاستهتار الذي أدى إلى سهولة الاختراق من خلال غرباء متواجدين في الكمين، وبسبب ترك بعض أماكن الرباط خالية تماماً من العناصر ما أدى إلى سهولة تنفيذ المهمة من قبل الدواعش”.
كما نفت المحكمة “جرم الخيانة” عن المتهمين لـ”عدم توفر الأدلة القطعية بذلك”، لكنها في الوقت ذاته فرضت على المحكوم عليهم دفع مبلغ إجمالي قدره 56 مليون ليرة سورية (بحدود 115 ألف دولار أميركي)، أي 7 مليون ليرة لذوي كل قتيل، بحسب نص الحكم الذي تضمن قراراً بـ”إعفاء المحكوم عليهم من مناصبهم كونهم ليسوا أهلاً للقيادة، وتولية القيادة لمن هم أكفأ منهم”. وتعتبر هذه الحادثة هي الأولى من نوعها في الجنوب السوري.
ريف حماة: النظام و”داعش” يستميتان ضد المعارضة
زج تنظيم “الدولة الإسلامية” بكل قواته في معارك ريف حماة الشمالي الشرقي، خلال الساعات الـ48 الماضية، بهدف تحقيق المزيد من التقدم في المنطقة، والسيطرة على قرى جديدة في مناطق المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام”، بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها المعارضة لصد مليشيات النظام في محاور قتال قريبة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وشنّ التنظيم هجمات برية متتالية على مواقع المعارضة في مختلف المحاور الشمالية نحو قرى وبلدات أم صهريج ورسم الطبش وعطشانة وشحة الحمرا ورسم سكاف وطوال الدباغين وجناة الصوارنة وأبو هلال ومويلح الصوارنة. وجميع هذه القرى والبلدات تتوزع تبعيتها الإدارية لناحيتي السعن والحمراء في ريف حماة.
واستخدم التنظيم خلال معاركه الأخيرة السيارات المفخخة، وزج بعناصره الانتحاريين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة، لتحقيق تفوق على المعارضة التي جهزت نفسها للمواجهة المتوقعة بعدما خسرت قبل أيام قليلة أكثر من 15 قرية وبلدة على خلفية هجوم مفاجئ شنه التنظيم نحو مواقعها، في الوقت الذي كانت فيه منهمكة بالتصدي لمليشيات النظام في محاور القتال القريبة.
المعارك بين فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” من جهة، وتنظيم “الدولة” من جهة ثانية، كانت كراً وفراً، وتغيير مستمر للسيطرة في مختلف محاور القتال، خلال الساعات الأولى من القتال. وذلك على الرغم من جاهزية المعارضة للتصدي، وقتلها أكثر من 30 عنصراً تابعاً للتنظيم خلال المعارك الأخيرة. إلا أن المعارضة لم تتمكن من الوقوف في وجه استماتة التنظيم الذي استطاع تثبيت تقدمه في عدد من المواقع، وسيطر فعلياً على مزيد من القرى والبلدات التي استهدفها بالهجوم وهي؛ رسم الطبش وعطشانة وشحة الحمرا ورسم سكاف وطوال الدباغين وجناة الصوارنة.
استراتيجية التنظيم التي يتبعها في قتاله الأخير تعتمد على مواصلة العمليات الهجومية بوتيرة تصاعدية، وعدم السماح للمعارضة بإعادة الانتشار ولا تحصين مواقعها في القرى والبلدات المحيطة بمنطقة توسعه. وبذلك، ظلّ التنظيم محتفظاً بعنصر المفاجئة، ولم تتمكن المعارضة من توزيع تعزيزاتها العسكرية بالشكل الأمثل الذي يمكنها على الأقل من وقف تمدده، وربما التفكير لاحقاً بشن هجمات معاكسة لاستعادة ما خسرته.
ويحاول التنظيم السيطرة على قرى جديدة، ويخوض معارك عنيفة في محاور أبو عجوة وأم صهريج وأبو هلال والمصيطبة وقصر ابن وردان، وبات على مسافة 20 كلم من الحدود الإدارية لناحية سنجار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. الأمر الذي يعني أنه تمدد كثيراً في ريف حماة الشمالي الشرقي، وطموحه بالوصول إلى ريف ادلب يمكن أن يتحقق إذا ما استمر على هذا المنوال من العمليات الناجحة. وهذا ما يقلق المعارضة و”تحرير الشام” ويثير مخاوفهما من ازدياد قوة التنظيم عدة وعتاداً، عبر مصادره من النظام، وخلاياه النشطة في مناطق سيطرة المعارضة في أرياف حلب حماة وادلب.
وفي خضم المعارك الصعبة التي كانت تخوضها المعارضة مع “داعش”، كانت في مواجهة عنيفة أيضاً مع مليشيات النظام التي حاولت التقدم نحو الرهجان مروراً بقرية المستريحة التي شهدت أطرافها معارك عنيفة، الجمعة. ومهدت مدفعية النظام بقصف مكثف طال الرهجان والمستريحة والقرى القريبة بأكثر من 1000 قذيفة مدفعية وصاروخية، كما شنت الطائرات الحربية أكثر من 3 غارات جوية كتمهيد للقوات المهاجمة في محور الرهجان شمالي ناحية السعن. لكن محاولة المليشيات بالتقدم باءت بالفشل.
وفي منطقة جبل الحص من ريف حلب الجنوبي كانت المعارك بين المليشيات والمعارضة على أشدها في ثلاثة محاور؛ أبو هويش وحجارة والرشادية. وتمكنت المعارضة المسلحة، الجمعة، من استعادة قرية حجارة بعدما خسرتها ليل الخميس/الجمعة. وشهدت منطقة جبل الحص قصفاً جوياً ومدفعياً من قبل المليشيات طال عشرات القرى المتاخمة لخطوط القتال. وقصفت الطائرات 10 قرى على الأقل، وامتد القصف الجوي إلى ريف معرة النعمان في سنجار وكفرنبل.
ترامب يبلغ إردوغان بوقف تسليح أكراد سوريا
قال وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي دونالد ترامب، أبلغه خلاله أنه أصدر أوامر بوقف إرسال شحنات إضافية من الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا.
وأضاف جاوش اوغلو خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية، الجمعة، إن “تقديم الولايات المتحدة دعمًا بالعتاد والسلاح لتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي شمالي سوريا، من أبرز القضايا التي تناولها الرئيسان التركي والأميركي، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب، مع نظيره التركي أردوغان، اليوم”.
وبحسب ما أفادت وكالة “الأناضول”، فقد بحث الزعيمان الأزمة السورية، وقمة سوتشي. وقال جاوش أوغلو “في الواقع، جرى ربط مخرجات قمة سوتشي بعملية جنيف بغية إكسابها صفة الشرعية. كما أن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان في رؤيتهما المتعلقة بسوريا وضرورة إيجاد حل سياسي. وبالطبع متفقون نحن مع الولايات المتحدة في رؤيتنا رغم وجود نقاط اختلاف حول بعض المواضيع”.
وأكد وزير الخارجية التركية، أن تركيا وإيران عارضتا بشكل حاسم مسألة مشاركة حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في مؤتمر “الحوار الوطني السوري” المرتقب في سوتشي. وشدد على أن تركيا وروسيا وإيران هي من ستحدد الجهات التي ستشارك في المؤتمر.
موسكو تريد خطوات نحو التسوية..والحريري يبقى رئيساً لوفد المفاوضات
شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال لقائه مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على ضرورة اتخاذ خطوات عملية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، تنهي الحرب المندلعة في البلاد منذ اكثر من 6 سنوات.
وقال شويغو متوجها لدي ميستورا “أود أن نتبادل الآراء معكم ونحاول إيجاد خطوات إضافية والحوافز لمواصلة السير نحو إقامة الحوار بين المعارضة والسلطات في دمشق، والأهم هو الانتقال إلى العملية السياسية والحوار السياسي إذ هو مطلوب اليوم إلى حد كبير، نظرا لأن 98 بالمئة من الأراضي السورية تم تحريرها من الإرهابيين، وحان الوقت لنبحث الخطوات التالية لتسوية الأزمة السورية”.
من جهته، شكر المبعوث الدولي الجانب الروسي، على ما بذله من جهود من أجل الحل في سوريا. وقال دي ميستورا “أعترف بأن بلادكم بذلت جهودا كبيرة لإرساء الأساس للعملية السياسية… والآن سنرى كيف يمكن ترجمة ذلك على أرض الواقع”.
وكان المبعوث الدولي قد التقى مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قبل اجتماعه مع شويغو، ورفض الإدلاء بأي تصريحات.
وخلال اجتماعه مع شويغو، سُئل دي ميستورا عن اجتماع “الرياض-2″، فقال إنه يفضّل عدم التعليق على هذا الأمر، معرباً عن أمله في أن يحقق الاجتماع النتائج التي عقد من أجلها، وخصوصاً تشكيل وفد موحد لخوض الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف.
في هذا السياق، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية اختيار نصر الحريري رئيساً لوفدها التفاوضي في “جنيف-8”. وبذلك يكون الحريري قد احتفظ بمنصبه السابق كرئيس لوفد المفاوضات.
وكان المجتمعون في الرياض قد توصلوا إلى تشكيل هيئة المفاوضات الجديدة، وهي تضم في المجموع خمسين عضواً، من بينهم 10 من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، و6 من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، و4 من “منصة القاهرة” و4 من “منصة موسكو”، وممثلين عن الفصائل العسكرية، و16 من الأعضاء المستقلين.
وحصلت “المدن” على قائمة أسماء أعضاء الهيئة الجديدة، وهم:
- حسن عبدالعظيم، 2. أليس مفرج، 3. أحمــد العسراوي، 4. صفـوان عكاش، 5. نشأت طعيمة، 6. محمد حجازي، 7. نصر الحـريـري، 8. هــادي البحرة، 9. بدر جامـوس، 10. عبدالأحد اسطيفو، 11. عبدالإلــه فهد، 12. ربى حبوش، 13. حـواس خليل، 14. عبدالرحمن مصطفى، 15. احمد سيد يوسف، 16. ابراهيم برو ، 17. جمال سليمان، 18. منير درويش، 19. فراس الخالدي، 20. قاسم الخطيب، 21. خالد محاميد، 22. يحيى العريضي، 23. طارق الكردي، 24. عِوَض العلي، 25. خالد شهاب الدين، 26. بسمة قضماني، 27. هنادي ابو عرب، 28. فدوى العجيلي، 29. مي الرحبي، 30. سميرة مبيض، 31. فرح اتاسي، 32. عيسى ابراهيم، 33. ضرار البشير، 34. بشار الزعبي، 35. محمد الدهني، 36. احمد جباوي، 37. احمد عثمان، 38. طلاس سلامة، 39. احمد العودة، 40. ياسر عبد الرحيم، 41. حسن حاج علي، 42. محمد منصور، 43. ايمن العاسمي، 44. يوسف سلمان، 45. عروبة المصري، 46. مهند دليقان، 47. سامي الجابي، 48. صبيحة خليل، 49. عبد الجبار العكيدي، 50. ممثل عن العشائر.
الغوطة الشرقية: ميدان لتجريب الأسلحة السورية والروسية
منتصر أبو زيد
تشهد الغوطة الشرقية، منذ 14 تشرين الثاني/نوفمبر، تصعيداً بالقصف على مختلف مدنها وبلداتها، ما أدى إلى مقتل 118 مدنياً بينهم 31 طفلاً و9 نساء، وأكثر من 800 جريح، وفق إحصائيات “مركز الغوطة الإعلامي”. وهذا ما أنهك فرق الإسعاف والدفاع المدني، بالإضافة إلى المشافي التي غصّت بالمصابين.
وشهدت الحملة الراهنة الاستخدام الأكثر تنوعاً لأسلحة جديدة في قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية؛ إذ استخدمت فيها الصواريخ الإرتجاجية، وصواريخ “جولان”، والغازات السامة، وغارات طائرات “سوخوي-24”.
ففي الساعة 5:08 من مساء الأحد 19 تشرين الثاني، أصدر “مرصد الطيران السوري” التابع للدفاع المدني تحذيراً بـ”إقلاع طائرة حربية روسية من مطار حميميم متجهة إلى الجنوب الغربي، ومن المتوقع أن تكون وجهتها الغوطة الشرقية”. وفي الساعة 5:17 أصدر المرصد تحذيراً مفاده: “تحليق دوراني للطيران الحربي الروسي فوق مدينة عربين في الغوطة الشرقية”. وفي هذه الأثناء تعرضت بلدات مديرا ومسرابا وعربين لغارات جوية تسببت إحداها بارتكاب مجزرة في بلدة مديرا راح ضحيتها عائلة كاملة مؤلفة من 6 أفراد.
ولم يسمع الأهالي أصوات الإنفجارت لحظة وقوع الغارة، بل شعروا بهزة أرضية قوية تسببت بانهيار أبنية سكنية متعددة. وبعدما هرعت فرق الإنقاذ نحو مكان الغارات، لنجدة المصابين، لاحظت وجود حفر كبيرة، يزيد قطرها عن 10 أمتار، ناجمة عن اختراق الصواريخ للأرض، لمسافة أمتار، أن تنفجر وتحدث ما يُشبه الهزة الأرضية.
وهذه الغارات الروسية هي الأولى منذ توقيع اتفاقي “خفض التصعيد” في الغوطة الشرقية، في آب/أغسطس، ولم يصدر أي تصريح روسي حولها يؤكدها أو ينفيها.
في 20 و23 تشرين الثاني استهدفت قوات النظام بلدتي كفربطنا وجسرين بصواريخ شديدة الانفجار، أدت لمقتل عدد من المدنيين وخروج أحد المشافي عن الخدمة. وقد نشرت صفحات موالية للنظام، في مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو تظهر لحظة إطلاق صواريخ “جولان”، وقالت إنها نسخة مطورة عن صواريخ “الفيل” من حيث الحشوة الدافعة التي زادت مداها إلى 2.2 كيلومتراً، وكذلك من حيث كتلة المقذوف المتفجر كي تُحدِثَ أثراً تدميرياً كبيراً. الأمر الذي فسّر القدرة التدميرية الكبيرة لتلك الصواريخ المُعدّلة في محيط المنطقة، وخروج المشفى عن الخدمة كلياً، وفق بيان إدارته.
الصواريخ التي تحمل القنابل العنقودية “المحرمة دولياً”، لم يكن استخدامها جديداً على ساحة الغوطة الشرقية، إنما غزارة استخدامها لقصف الأحياء السكنية، لتوقع أكبر قدر ممكن من الإصابات. وتم استهداف مدن الغوطة ما بين 14 و23 تشرين الثاني، وفق إحصائية “مركز الغوطة” بحوالي 70 صاروخاً عنقودياً، يحمل كل منها عشرات القنابل مختلفة الأشكال والأحجام. وتأتي خطورة هذه القنابل في آنية انفجارها، فمنها ما ينفجر إثر ارتطامها بالأرض، ومنها ما يستغرق دقائق لينفجر، وهذا ما قد يوقع إصابات جديدة إن تم الاقتراب منها قبل انفجارها.
ولطالما كانت الغازات السامة حاضرة على خطوط جبهات الغوطة الشرقية، إذ تلجأ إليها قوات النظام في الحالات الحرجة، وعند عجزها عن التصدي للمعارضة، بالأسلحة التقليدية. وتمتاز الغازات السامة بسهولة استخدامها، كونها تستخدم كحشوات للصواريخ والقذائف والقنابل العادية، وفعالية أدائها مرتفعة إذ توقع أعداداً كبيرة من المصابين ممن لا يمكن إصابتهم بسهولة بالأسلحة النارية العادية. اللافت في التصعيد الأخير هو تكثيف استخدام النظام لهذا السلاح الفتاك، فقد تم استخدام القنابل اليدوية التي تحوي الغازات السامة أربع مرات؛ ثلاث منها على جبهة حرستا وواحدة على جبهة جوبر.
في 18 تشرين الثاني تم استخدام الغازات السامة ما تسبب بإيقاع 39 إصابة في صفوف مقاتلي المعارضة، نقلوا على أثرها إلى المشافي. وفي شهادة مصورة للطبيب أحمد الحر، العامل في “مشفى الكهف” قال: “أعراض الإصابات هي حدقات دبوسية، وإقياء، وضيق تنفس وتشويش بالنظر”، من دون أن يُشخّصَ طبيعة الغاز المستخدم. وهذه الأعراض كفيلة بإنهاك المقاتلين جسدياً وقلب موازين السيطرة في لحظات الاشتباك، وهذه هي الغاية المرجوة لدى استخدام الغازات السامة.
الطائرات الحربية التقليدية “ميغ 21″ و”ميغ 23” و”سوخوي 22″، المغيرة على الغوطة، باتت من المظاهر الاعتيادية شبه اليومية، رغم آثارها التدميرية الكبيرة. أما طائرات “سوخوي 24” والتي تعمل في كافة الظروف المناخية، نهاراً وليلاً، فقلما كانت تستخدم. النظام لم يتوانَ عن زج “سوخوي 24” في حملة القصف الأخيرة، إذ مرت ليالٍ كاملة لم تغادر تلك الطائرات سماء الغوطة الشرقية. وشنّت عشرات الغارات الليلية، ما أوقع أعداداً كبيرة من الضحايا المدنيين، وهم نيام في منازلهم، وأرهب مئات الآلاف من الذين يسمعون صوتها ولا يرونها. وربما يكون هذا أحد أسباب استخدام “سوخوي 24”.
بعد عشرة أيام من تصعيد القصف على منطقة يشملها اتفاق “خفض التصعيد” برعاية “الضامن” الروسي، أصبحت الأسلحة الجديدة المستخدمة، تقليدية. فالأهالي سرعان ما اعتادوا على وسائل التدمير الجديدة، وهم من غير المتأملين بوجود من يحميهم منها. فأهالي الغوطة كانوا أول من استنشق غاز السارين في آب/أغسطس 2012، وما زال الفاعل طليقاً يرتكب جرائمه اليومية بحقهم، مُجرباً وسائل جديدة، ومفلتاً من العقاب.
السويداء:إشتباكات بين الموالين والعشائر
اندلعت اشتباكات، وصفت بالعنيفة، الخميس، على طريق قريتي الدويرة-حرّان، غربي محافظة السويداء، بين مسلّحين من مليشيات موالية للنظام من السويداء، ومسلّحين من عشائر اللجاة من محافظة درعا، قتل على إثرها 8 مدنيين، من قرية حران في ريف السويداء الغربي، بحسب مراسل “المدن” همام الخطيب.
واندلعت الاشتباكات إثر مهاجمة عناصر من مليشيات النظام لأحد تجمعات البدو شرقي قرية الدويرة، بشكل مفاجئ، بعد تشييع جنازة مقاتل من مليشيا “حماة الديار” المحلية يُدعى فادي العبدالله. ووقعت اشتباكات بين الطرفين من دون خسائر. وبعدها وصلت مؤازرة لمسلحي البدو من منطقة اللجاة، شملت أفراداً من “هيئة تحرير الشام” ومن بعض فصائل المعارضة، في حين انسحب عناصر مليشيات النظام إلى قرية عريقة.
وفادي العبدالله من بلدة عريقة، وتوفي في مستشفى السويداء الوطني، بعد مرور أسبوعين على إصابته بجروح خطيرة، إثر تفجير عبوة ناسفة استهدف سيارة تابعة لإحدى مليشيات النظام في السويداء على طريق لبين-عريقة في الريف الغربي.
واعتدى المسلّحون القادمون من اللجاة على “سرفيس” يقلّ مدنيين من قرية حران، ما أدى إلى مقتل ستّة مدنيّين منهم بينهم شابة. وهو ما حدا بفصائل محلية في قرية حران، إلى مهاجمة المسلّحين، في محاولة منهم للوصول إلى السرفيس، ما أدى لتجدد الاشتباكات وتوسعها على محور قرية حران، وتخللها سقوط قذائف هاون عيار 120 وقذائف صاروخية على القرية.
واستمرت الاشتباكات لساعات، وتسببت في مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين.
ولاحقاً ظهر شريط مصور لمسلّحين، يدّعون فيه انتماءهم إلى “جبهة النصرة”، وهم يعدمون ميدانيّاً ركاب “السرفيس”.
والبدو في المنطقة الواقعة بين السويداء ودرعا، مسلحين، وبعضهم منتمٍ لفصائل المعارضة، و”هيئة تحرير الشام”، في حين يعمل البعض كعصابات مسلحة تقوم بأعمال التهريب والخطف، بالتعاون مع مليشيات من السويداء وفصائل معارضة من درعا.
ترحيب سعودي بنتائج الاجتماع الموسع الثاني للمعارضة السورية بالرياض
الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»
عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بنتائج الاجتماع الموسّع الثاني للمعارضة السورية الذي عقد في الرياض، حسبما أفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليوم (السبت).
وأفاد المصدر بأن نجاح المعارضة السورية في توحيد موقفها بجميع مكوناتها ومنصاتها وتأسيس هيئة تفاوضية تمثل الجميع، من شأنه تعزيز موقف المعارضة في المفاوضات ويسهم في تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوري الشقيق.
واختتم المصدر تصريحه بتهنئة الهيئة وأعضائها والتمنيات لهم بالتوفيق والسداد.
وكان نصر الحريري، رئيس «هيئة المفاوضات» للمعارضة السورية، أكد أن صفوف المعارضة توحدت في ختام اجتماعاتها في الرياض، وباتت تستطيع البدء في حوار مباشر مع النظام من أجل الانتقال إلى مرحلة سياسية، وفق المرجعيات الدولية، مطالباً بإشراف الأمم المتحدة على أي اجتماعات للحل في سوريا.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي في الرياض، إن ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، «قدم لنا الدعوة للجلوس إلى طاولة واحدة للتوصل إلى إطلاق العملية السورية على أرضية صلبة، والدفع بالمفاوضات نحو الأمام».
أما جمال سليمان الذي يمثل منصة القاهرة، فقال في المؤتمر الصحافي ذاته إن «ما تم إنجازه في الرياض هو خطوة مهمة للبدء في عملية التفاوض المباشرة، ولن يكون هناك أي عائق للجلوس على طاولة واحدة».
من جهته، أكد علا عرفات الذي يمثل منصة موسكو، أن المعارضة السورية وفد واحد غير موحد، وذلك نسبة لوجود خلافات لم يتم الوصول إلى حل لها حتى الآن. واعتبر أن رحيل رئيس النظام بشار الأسد أو بقاءه شروط مسبقة، وأن البيان الختامي لاجتماع الرياض لم يشر إلى ذلك.
وتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس عن «إنجاز كبير» حققه السوريون في اجتماعات الرياض، مشيراً في حساب وزارة الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أنهم استطاعوا توحيد صفوفهم وتشكيل فريق تفاوضي موحد.
دي ميستورا في موسكو قبل استئناف مفاوضات جنيف وعقد مؤتمر سوتشي
لافروف: البحث جار حول احتمال مشاركة الأسد في الانتخابات
موسكو: طه عبد الواحد
بحث المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التحضيرات للجولة الثامنة من مفاوضات جنيف خلال محادثات في موسكو، أمس، مع المسؤولين الروس. كما تناولت المحادثات التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري الذي بادرت موسكو بطرحه، ومشاركة دي ميستورا في أعماله.
وأظهرت التصريحات خلال المحادثات ما يمكن وصفه بـ«عدم رضا» روسي ومن جانب المبعوث الدولي حيال البيان الختامي الصادر عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وفي غضون ذلك خرجت موسكو لأول مرة عن موقفها التقليدي الداعي إلى ترك مسالة مصير رأس النظام السوري يقررها السوريون خلال المفاوضات، وقالت إن مسالة مشاركة الأسد، أو عدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية يجري بحثها حالياً.
وأعلن دي ميستورا خلال محادثاته أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف ستجري على مرحلتين؛ الأولى ستكون في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والثانية في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، دون أن يحدد الموعد بدقة. وأكد نيته «التركيز في الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف على الدستور والانتخابات»، موضحاً أن الهدف من ذلك «المضي قدماً في تطبيق قرار مجلس الأمن (2254)»، وعبّر عن قناعته بأن «العملية السياسية بدأت الآن تتحرك حقيقة، وأعتقد أننا نقف الآن على درب تنفيذ فقرات القرار (2254)، لإنجاز التسوية السياسية السورية».
وتحمل المعارضة السورية وفد النظام السوري المسؤولية عن عرقلة بحث هذه الملفات خلال الجولات الماضية، وتمسكه ببحث ملف التصدي للإرهاب أولاً. وتقول مصادر من العاصمة الروسية إن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رأس النظام السوري بشار الأسد، والقمة الثلاثية الروسية – التركية – الإيرانية، لعبت دوراً حاسماً في تحديد المواضيع الرئيسية على جدول أعمال العملية السياسية، ويتوقع أن يلتزم وفد النظام ببحث الملفات المطروحة.
وتوقف دي ميستورا عند مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، ووصفه بـ«عملية غاية في الأهمية». وتجاهل البيان الذي صدر أول من أمس عن المشاركين في أعمال المؤتمر، وكذلك اختيارهم أعضاء الهيئة التفاوضية الجديدة، وقال: «نأمل أن تتمكن المعارضة من تبني أسلوب موحد وتشكيل وفد واحد للمشاركة في مفاوضات جنيف»، وأضاف أنه «من المهم كذلك ألا تؤدي العملية الحالية في الرياض إلى تعقيد التحضيرات لمفاوضات جنيف، وألا يطرحوا شروطاً مسبقة». وبالتزامن مع كلام دي ميستورا، أبدت موسكو رفضها بأسلوب غير مباشر لنتائج اجتماع المعارضة، وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي» إن «اجتماع المعارضة في الرياض لم ينتهِ بعدُ كما فهمت، وما زالت الاتصالات جارية»، وقال إنه من المبكر الحديث عن النتائج. وكان المشاركون في مؤتمر «الرياض – 2» اتفقوا أمس على الهيئة العليا الجديدة للمفاوضات، وتضم 50 معارضاً، والوفد التفاوضي الموحَّد باسم المعارضة ويضم 11 شخصية.
وأصدر المشاركون بياناً ختامياً، طالبوا فيه الأمم المتحدة بتنظيم مفاوضات مباشرة مع النظام السوري، وشددوا على ضرورة رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. ورفضت «منصة موسكو» هذه الفقرة في البيان. ويبدو أن موسكو غير راضية أيضاً عن تلك الفقرة.
من جانبه، عبّر لافروف لدي ميستورا عن امتنان روسيا لدعم الأمم المتحدة لعملية المفاوضات في «آستانة»، وقال إن تلك العملية أخرجت الأزمة السورية من مأزقها، وأكد للمبعوث الدولي أن «كل الجهود التي بذلناها وسنبذلها ستكون موجهة تحديداً لتحفيز الحوار السوري على أساس المعايير التي تم التوافق عليها في مجلس الأمن، وبرعاية دولية»، وفي إشارة منه إلى مطالبة المعارضة السورية برحيل الأسد، قال إن «الحوار الحقيقي هو ذلك الحوار الذي لا يكون مثقلاً بشروط مصطنعة تطرحها هذه المجموعة أو تلك من المعارضة، وتتعارض مع معايير مجلس الأمن الدولي»، وعبر عن قناعته بأن مؤتمر الحوار الوطني المزمع في سوتشي سيشكل مرحلة مهمة في إطلاق حوار حقيقي بين السوريين. وكان لافروف حريصاً على وضع مؤتمر سوتشي في إطار التوافقات الدولية، وأشار إلى أن البيان الثلاثي الصادر عن القمة الروسية – التركية – الإيرانية يتقاطع مع الفقرات الرئيسية للبيان الرئاسي الروسي – الأميركي المشترك الذي توافق عليه الرئيسان بوتين وترمب في فيتنام، لافتاً إلى أن البيانين يؤكدان أولوية القرار «2254» وعملية جنيف. وأكد أن روسيا تدعم، بفعالية، جهود المملكة العربية السعودية في توحيد المعارضة السورية على أرضية بناءة تتوافق تماما مع معايير القرار «2254».
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن عملية المفاوضات في جنيف، والثانية في آستانة، ومؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوتشي، أطر يكمل بعضها بعضاً، وأضاف في إجابة عن سؤال حول إمكانية توحيد كل هذه الأطر «كل إطار لديه مهامه الخاصة». وتدعو روسيا إلى مناقشة الدستور والانتخابات في مؤتمر الحوار في سوتشي، كما ينوي المبعوث الدولي بحث هذين الملفين بصورة خاصة في مفاوضات جنيف، وفي آستانة لم يستبعد ألكسندر لافرينتيف احتمال بحث قضايا الحل السياسي مثل الدستور.
وسأل الصحافيون نائب وزير الخارجية الروسي حول إمكانية إجراء انتخابات ومشاركة الأسد فيها، فقال إن «هذه المسائل سيجري بحثها الآن، والعمل مستمر ومن المبكر الحديث عن النتائج». وكانت روسيا تؤكد دوماً على أن مسائل الانتخابات ومن سيشارك فيها تبقى من صلاحيات الحوار بين السوريين وهم من يتخذون القرار حولها.