أحداث 20 أيار 2011
سورية تستنكر العقوبات الأميركية بـ«ذريعة» الأحداث: لن تؤثر في قرارنا المستقل
دمشق – ابراهيم حميدي
أعلنت دمشق أمس «استنكار» الإجراءات الأميركية الأخيرة إزاء الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين بـ «ذريعة» الأحداث الجارية في البلاد باعتبار أنها «تخدم مصالح إسرائيل» وتساهم في «استمرار الأزمة» في سورية. وقال مصدر رسمي، إن العقوبات «لم ولن تؤثر» في «القرار المستقل» لدمشق ولا في «إنجاز الإصلاح الشامل».
في غضون ذلك، أكد الرئيس الأسد خلال لقائه وفداً كويتياً أمس أن جملة الإصلاحات ستسهم في تحسين واقع الاستثمارات في سورية وجذب استثمارات جديدة.
وبثت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) أمس خبر إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس فرض عقوبات على الرئيس الأسد وستة من المسؤولين السوريين تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها. وشملت العقوبات نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء عادل سفر ووزير الدفاع العماد علي حبيب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون.
وأعلن «مصدر رسمي، باسم الجمهورية العربية السورية» يوم أمس أن دمشق «تستنكر» هذه الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بـ «ذريعة الأحداث الجارية في سورية». وقال: «هذه الإجراءات هي واحدة من سلسلة عقوبات فرضتها الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق الشعب السوري في إطار مخططاتها الإقليمية وفي مقدمها خدمة المصالح الإسرائيلية وكان من ضمنها ما يسمى «قانون محاسبة سورية» وسبقه وضع سورية على قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب دعمها للمقاومة».
وبعدما أكد المصدر أن العقوبات «لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل وعلى صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني، وإنجاز الإصلاح الشامل»، أشار الى أن «عدداً من الممارسات الأميركية يقدم لنا الدليل تلو الآخر على عدم صدقية الدفاع الأميركي عن حقوق الإنسان وعلى النفاق وازدواج المعايير. إذ ليس من قبيل احترام حقوق الإنسان أن يقتلوا العشرات من المدنيين أطفالاً ونساء في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا».
وتابع المصدر الرسمي: «الإجراء الأميركي بحق سورية له تفسير واحد هو التحريض الذي يؤدي لاستمرار الأزمة في سورية، الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل قبل كل شيء».
الى ذلك، أفاد بيان رئاسي أن الأسد بحث مع وفد من مجلس المستثمرين الكويتيين برئاسة محمود النوري يوم أمس في «واقع الاستثمارات الكويتية في سورية وآفاق توسيعها في جميع المجالات، حيث أكد الأسد أن جملة الإصلاحات التي تقوم بها سورية ولا سيما على الصعيد الاقتصادي ستسهم في تحسين واقع الاستثمارات في سورية وجذب استثمارات جديدة». كما نوه بـ «ثقة مجلس المستثمرين الكويتيين الكبيرة بالمناخ الاستثماري السوري وحرصهم على تعزيز العلاقات الأخوية بين سورية والكويت». في حين، أشار أعضاء الوفد الى عزمهم على زيادة استثمارات مجلس المستثمرين الكويتيين في سورية في ظل هذا المناخ الاستثماري المشجع والمتطور باستمرار». وكان رئيس الوزراء عادل سفر أصدر أمس قراراً بتشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون جديد للانتخابات العامة «يتوافق مع أفضل المعايير المتعارف عليها عالمياً» على أن ترفع اللجنة نتائج عملها إلى سفر خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين. وتقوم بدراسة قوانين عربية وأجنبية بهدف انتقاء أفضل ما لديها. وقال وزير الإدارة المحلية عمر غلاوينجي إن قانون الانتخابات المحلية الجديد يهدف الى تعزيز مبدأ اللامركزية والديموقراطية والاتجاه بالوحدات الإدارية إلى تحقيق التكامل بين الدور الخدمي والتنموي بغية رفع وتحسين المستوى الخدمي والمعيشي للمواطنين.
الى ذلك، قال مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون خلال لقائه أئمة وخطباء المساجد ورجال الدين المسيحيين في دير الزور شرق البلاد، إن «محاولات زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار والأمان وبث الكراهية بين أبناء الشعب السوري عبر القنوات الإعلامية المضللة، لم تنجح في الوصول إلى أهدافها بفضل وعي المواطن السوري لما يحاك ضده من مؤامرات». وزاد: «المؤامرة على سورية فشلت بفضل صمود أبنائها وثقتهم بمسيرة الإصلاح التي بدأت خطواتها تظهر على المجتمع».
خيار الأسد أن يقود الانتقال أو يخرج من الطريق
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستدعم الحركات الاصلاحية السلمية العربية بما في ذلك عمليات “الانتقال الى الديموقراطية “، قائلا: ان “استراتيجيات القمع والتضليل لن تنجح بعد الان”. وأشاد بشجاعة الشعب السوري الذي يطالب الان بالانتقال الى الديموقراطية، وشدد انتقاداته للرئيس السوري بشار الاسد ووضعه امام امتحان صعب اذ قال: “امام الرئيس الاسد الان خيار: اما ان يقود هذه العملية الانتقالية واما ان يخرج من الطريق”.
وربط في اول خطاب مفصل يلقيه عن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي، ربط بين مستقبل انتفاضات الربيع العربي وضرورة حل الصراع العربي – الاسرائيلي معتبراً انه “وقت تنفض شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا اعباء الماضي، ان الدفع في اتجاه تحقيق سلام دائم ينهي النزاع ويحل جميع المطالب هو أمر ملح أكثر من اي وقت مضى”.
وفي اشارة لافتة، أوضح ان “الحدود بين اسرائيل وفلسطين يجب ان تكون مبنية على خطوط 1967 مع تبادل (للاراضي) يتفق عليه بين الطرفين، بحيث يتم التوصل الى حدود آمنة ومعترف بها للدولتين”: وينبغي ان يتمتع الشعب الفلسطيني بحقه في حكم نفسه وان يحقق تطلعاته في دولة متكاملة وذات سيادة”.
وغداة فرض عقوبات اقتصادية على شخص الاسد، طالب اوباما السلطات السورية بقوة بـ”التوقف عن اطلاق النار على المتظاهرين وان تسمح بالتظاهر السلمي، والافراج عن المعتقلين السياسيين، والامتناع عن الاعتقالات غير العادلة، والسماح للمراقبين من منظمات حقوق الانسان بالوصول الى مدن مثل درعا، وبدء حوار جدي للدفع في اتجاه الانتقال الديموقراطي… والا فان الرئيس الاسد ونظامه سيبقيان معرضين للتحديات من الداخل والعزلة من الخارج”.
واسترعى الانتباه ان البيت الابيض دعا شخصيات سورية معارضة تقيم في الولايات المتحدة مثل الباحث والناشط في مجال حقوق الانسان رضوان زيادة والمدون عمار عبدالحميد للاستماع الى الخطاب الذي القاه اوباما في وزارة الخارجية .
ولاحظ اوباما، في اشارة ضمنية الى انه لا يتوقع تحولا جذريا في مواقف الرئيس الاسد، “ان سوريا مشت حتى الآن وراء حليفها الايراني، وسعت الى الحصول على مساعدات من طهران في مجال تكتيكات القمع، وهذا يعكس خبث النظام الايراني الذي يقول انه يقف الى جانب حقوق المتظاهرين في الخارج، وقت يقمع شعبه في الداخل”. وفي هذا السياق ذكر بان التظاهرات السلمية الاولى كانت في شوارع طهران، حين ارتكبت الحكومة الفظاعات في حق النساء والرجال وزجت الناس في السجون”.
الصراع العربي – الاسرائيلي
وتطرق اوباما الى جهود حكومته خلال السنتين ونصف السنة الاخيرة بالتعاون مع حلفائها لحل النزاع العربي – الاسرائيلي، واعترف بان التوقعات لتحقيق السلام لم تتحقق، مشيرا الى ان الاستيطان الاسرائيلي مستمر في الاراضي الفلسطينية، وانسحاب الفلسطينيين من المفاوضات. وبعدما ذكر ان البعض يدعي الان ان التغييرات التي تعصف بالمنطقة وانعدام اليقين فيها تعني انه ليس ممكنا احراز تقدم لحل النزاع، قال: “انا اخالف هذا الرأي”. وانتقد جهود الفلسطينيين “لنزع الشرعية” عن اسرائيل مؤكداً انها لن تنجح، وحذر من ان اجراءات “لعزل اسرائيل في الامم المتحدة في ايلول لن توجد دولة فلسطينية مستقلة”، كما قال ان الزعماء الفلسطينيين لن يحققوا السلام “اذا اصرت حماس على السير على طريق الارهاب والرفض”
وأكد صلابة الصداقة الاميركية – الاسرائيلية المبنية على التاريخ والقيم المشتركة، والتزامه دعم امن اسرائيل، “ولكن بسبب صداقتنا، من المهم لنا ان نقول الحقيقة: الوضع القائم لا يمكن الحفاظ عليه، ويجب على اسرائيل ايضا ان تتحرك بشكل شجاع لتحقيق السلام الدائم”. ولفت اسرائيل الى ان عدد الفلسطينيين الذين يعيشون غرب نهر الاردن يتزايد، وان التقنيات الحديثة سوف تزيد صعوبة الدفاع عن اسرائيل، وان المجتمع الدولي قد تعب من هذا النزاع ، “ان حلم دولة يهودية ديموقراطية لا يمكن ان يتحقق في ظل احتلال دائم” للاراضي الفلسطينية. وتناول اتفاق المصالحة بين حركة “حماس” وحركة “فتح” فقال انه “يثير اسئلة شرعية وعميقة بالنسبة الى اسرائيل، اي كيف يمكن التفاوض مع طرف لا يقبل ولا يعترف بحقك في الوجود” ورأ ى انه في الاسابيع والاشهر المقبلة” يجب على الزعماء الفلسطينيين ان يوفروا الجواب الصحيح عن هذا السؤال”.
وسعى الى وضع الولايات المتحدة الى جانب حركات التغيير الديموقراطي في العالم العربي ” بطريقة تعزز قيمنا وتقوي أمننا”. وقال انه بينما خدمت الولايات المتحدة “مصالحها الجوهرية” خلال العقود الماضية بما في ذلك مكافحة الارهاب ووقف انتشار الاسلحة النووية، الا ان الوقت قد حان الان للانتقال الى ما وراء ذلك، “يجب علينا ان نعترف بان الاستراتيجية المبنية فقط على السعي الضيق الى خدمة هذه المصالح لن تملأ معدة فارغة او تسمح لشخص بان يعبر عن رأيه”… والاهم من ذلك فان الاخفاق في الاعتراف بتطلعات الناس العاديين سوف يعزز الشكوك المتقيحة منذ سنوات في ان الولايات المتحدة تعمل على خدمة مصالحها على حسابهم”.
وفي معرض انتقاداته القوية للممارسات القمعية للانظمة الحاكمة في ليبيا وسوريا وايران، وجه اوباما انتقادات اخرى الى بعض حلفاء واشنطن وخصوصا في اليمن وليبيا قائلا: “واذا ارادت اميركا ان تتمتع بالصدقية، فعلينا ان نعترف بان اصدقاءنا في المنطقة لم يردوا على مطالب التغيير بطريقة تنسجم مع المبادئ التي اعلنتها اليوم. وهذا صحيح في اليمن، حيث يجب على الرئيس (علي عبدالله) صالح ان ينفذ تعهداته بنقل السلطة، وهذا صحيح ايضا اليوم بالنسبة الى البحرين”.
وبعدما اشار الى ان ايران تحاول استغلال الوضع في البحرين، قال ان حكومته اوضحت علنا وفي الاتصالات الخاصة ان “الاعتقالات الجماعية والقوة القاسية تتناقض مع الحقوق الدولية للمواطنين البحرينيين، كما انها لن تلغي الدعوات الشرعية الى لاصلاح”.
وكشف عن خطط اقتصادية اميركية واوروبية لتوفير الدعم الاقتصادي لتونس ومصر تشمل اعفاء مصر من ايفاء مليار دولار من قروضها المستحقة لاميركا وتقديم ضمانات لقروض بقيمة مليار آخر.
الفلسطينيون
وفي أول تعليق على خطاب أوباما، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بجهود اوباما لمعاودة المحادثات مع اسرائيل.
واضاف ان عباس سيجري قريباً محادثات عاجلة مع مسؤولين فلسطينيين وعرب للبحث في الخطوات التالية.
أما الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية “حماس” سامي أبو زهري، فوصف
الخطاب بأنه فارغ المضمون. وقال: “شعوب المنطقة ليست في حاجة إلى دروس أوباما عن
الديموقراطية وهو الأولى بهذه الدروس في ظل دعمه المطلق للجرائم الإسرائيلية وإعلانه في الخطاب رفضه مجرد التنديد بالاحتلال الإسرائيلي”.
نتنياهو
ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة الانسحاب الى الحدود التي كانت قائمة قبل احتلال اسرائيل الاراضي الفلسطينية خلال حرب عام 1967. ودعا في بيان صادر عن مكتبه بعد الخطاب واشنطن الى تأكيد التزامها “الضمانات” التي قدمها الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2004 الى اسرائيل في هذا الصدد. وقال انه “من الامور الاخرى، هذه الالتزامات التي تتعلق بعدم اضطرار اسرائيل الى الانسحاب الى حدود 1967 والتي لا يمكن الدفاع عنها وستترك تجمعات سكانية اسرائيلية (مستوطنات) في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وراء هذه الحدود”.
واعرب عن “تقديره لالتزام اوباما السلام” مع التأكيد ان “قابلية الدولة الفلسطينية للحياة
لا ينبغي ان تحصل على حساب اسرائيل”. وكرر ان ” الوجود العسكري الاسرائيلي على طول حدود غور الاردن لا بد منه لامن اسرائيل”.
استيطان جديد
وفيما كان اوباما يلقي خطابه، صادقت لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية على بناء 1550 مسكناً في مستوطنتين بالقدس الشرقية.
وأقرت اللجنة مخططي البناء بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية التي أصدرت توجيهات بالبحث في المخططين. ولفت عضو اللجنة يائير غباي إلى توقيت المصادقة على التوسع الاستيطاني قائلاً للموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية إن “اللجنة لم تجتمع قط في ساعة متقدمة كهذه وان الحديث يدور على تصريح ذي طبيعة سياسية وغايته نثر الضباب حول قضية القدس من أجل ألا يفكر أحد في العالم في أن حكومة إسرائيل تعتزم البحث في تقسيم القدس”. ويقضي المخططان ببناء 930 مسكناً في مستوطنة هار حوما و620 مسكناً في مستوطنة بسغات زئيف.
دمشق: عقوبات واشـنطن تحريض علـى اسـتمرار الأزمـة فـي سـوريا
(رويترز)
زياد حيدر
دمشق :
أعلنت دمشق، أمس، أن العقوبات الأميركية على الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين محاولة أخرى لتمرير مصالح إسرائيلية والتحريض على استمرار الأزمة في سوريا، مؤكدة أن هذه «العقوبات لم ولن تؤثر على قرار سوريا المستقل، وعلى صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل»، فيما كانت وحدات من الجيش السوري تبدأ عملية الانسحاب من مدينة تلكلخ «بعد أن أنجزت مهمتها، بإنهاء حالة الفلتان الأمني الذي تسببت به عناصر إجرامية مسلحة خارجة على القانون».
في هذا الوقت، استقبل الأسد، في دمشق، وفدا من مجلس المستثمرين الكويتيين، في خطوة لافتة بعد مطالبة عدد من النواب الكويتيين بمقاطعة سوريا على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت منذ شهرين. وبحث الأسد مع الوفد، برئاسة محمود النوري، «واقع الاستثمارات الكويتية في سوريا وآفاق توسيعها في جميع المجالات».
وأكد الأسد أن «جملة الإصلاحات
التي تقوم بها سوريا، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، ستسهم في تحسين واقع الاستثمارات فيها وجذب استثمارات جديدة». وأعرب عن «تقديره لمجلس المستثمرين الكويتيين على ثقتهم الكبيرة بالمناخ الاستثماري في سوريا، وحرصهم على تعزيز العلاقات الأخوية بين سوريا والكويت».
وأكد أعضاء الوفد «عزمهم على زيادة استثمارات المجلس في سوريا، في ظل هذا المناخ الاستثماري المشجع والمتطور باستمرار».
وفي هذا الإطار، بحث رئيس الحكومة عادل سفر مع وفد مجلس المستثمرين الكويتيين الأفكار والمقترحات الهادفة إلى تطوير بيئة الاستثمار وتشجيع المشاريع الاستثمارية وتسريع إجراءات ترخيصها، وتطوير آلية تمويل مشاريع الـ «بي او تي» بما يحقق المرونة ويسهم في استقطاب مزيد من المشاريع الاستثمارية.
إلى ذلك، قال مصدر رسمي سوري، في بيان، «إن الجمهورية العربية السورية تستنكر الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين بذريعة الأحداث الجارية في سوريا».
وأضاف المصدر أن «هذه الإجراءات هي واحدة من سلسلة عقوبات فرضتها الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق الشعب السوري في إطار مخططاتها الإقليمية، وفي مقدمتها خدمة المصالح الإسرائيلية، وكان من ضمنها ما يسمى «قانون محاسبة سوريا»، وسبقه وضع سوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب دعمها للمقاومة».
وأكد أن «هذه العقوبات لم ولن تؤثر على قرار سوريا المستقل، وعلى صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل». وأوضح المصدر أن «عديدا من الممارسات الأميركية يقدم لنا الدليل تلو الآخر على عدم صدقية الدفاع الأميركي عن حقوق الإنسان وعلى النفاق وازدواج المعايير، إذ ليس من قبيل احترام حقوق الإنسان أن يقتلوا العشرات من المدنيين أطفالا ونساء في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا».
وأكد المصدر أن «الإجراء الأميركي بحق سوريا له تفسير واحد، هو التحريض الذي يؤدي لاستمرار الأزمة في سوريا الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل قبل كل شيء».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وقع أول من أمس قرارا تنفيذيا بفرض عقوبات على الأسد وستة من المسؤولين السوريين، تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها. وتشمل العقوبات نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس الحكومة عادل سفر ووزير الدفاع العماد علي حبيب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية، ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون، بالإضافة إلى العقيد حافظ مخلوف وهو ابن خالة الرئيس.
ورأى مراقبون أن العقوبات الأميركية تستهدف «تحريض المزيد للتظاهر بعد أن بدت وتيرة الاحتجاجات أخف من السابق». كما وضع هؤلاء العقوبات في إطار «المطالب التقليدية المعروفة من دمشق» والمرتبطة بالملفين اللبناني والفلسطيني، إضافة إلى كون الخطوة تأتي في إطار «المزايدات الداخلية في أميركا» كما في «سياق الابتزاز والانتهازية السياسية التي انعكست في الأحداث الإقليمية الأخيرة من خلال أحداث ليبيا».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، «رفضها لتبريرات الحكومة السورية حول أن تكتيكاتها تهدف إلى الحفاظ على «الاستقرار». إن نظام الأسد لا يزال مصدرا لعدم الاستقرار، حيث إنه يثير العنف عبر مقابلة التظاهرات السلمية بالقوة المميتة والاعتقالات الجماعية. بالرغم من القمع العنيف الذي تقوم به الحكومة السورية وتجاهلها لحقوق الإنسان فإن الشعب السوري يواصل المطالبة بحقوقه المشروعة».
وأضاف البيان «إن الشعب السوري أوضح بشكل لا لبس فيه أن الوضع الحالي غير مقبول وأن على الحكومة السورية وقف القتل والتعذيب والاعتقالات الاعتباطية للمتظاهرين والناشطين». وذكر بالعقوبات على سوريا، مضيفا «لقد نسقنا مع حلفائنا في الاتحاد الأوروبي، الذين فرضوا حظرا للسلاح وعقوبات خاصة بهم في 9 أيار» الحالي.
وتابع «نحن ننشط في دراسة خيارات واسعة وإضافية لزيادة الضغط على النظام السوري كما يتطلب الوضع»، موضحا أن «الولايات المتحدة ستستخدم القرار التنفيذي (الذي وقعه أوباما) من اجل معاقبة المزيد من المسؤولين في النظام وستفرض حظرا للسفر على جميع من ينتهك حقوق الإنسان أو يساهم في هذا الأمر: لا يوجد حصانة لأحد».
إلى ذلك، (أ ف ب، رويترز، أ ب) اعتبر المعارض هيثم المالح أن القرار الأميركي يعني أن «أعضاء النظام محاصرون الآن». وأضاف أن «أي خطوة من المجتمع الدولي قد تساعد الشعب السوري على الاستمرار في الانتفاضة».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقابلة مع «فرانس برس»، انه أجرى عدة محادثات هاتفية مع الأسد وإنه التقى قادة إقليميين آخرين بإمكانهم التأثير على الرئيس السوري وعلى حكومته. وأضاف «حضضت الأسد على البدء بحوار واتخاذ إجراءات شجاعة وحاسمة قبل فوات الأوان ترضي تطلعات الشعب». وتابع «ما رأيته، وما أربكني خلال الأشهر الماضية هو ان قادة المنطقة تدخلوا بشكل متأخر جدا وعملوا القليل. رسالتي هي: حاولوا أن تعطوا، إنها الطريقة لكسب ود وعقول الشعوب».
وبالتزامن مع تزايد الضغوط الأوروبية والأميركية على النظام السوري، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا امانو، في مقابلة مع «رويترز» في بروكسل، إن الوكالة لديها معلومات تشير إلى أن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا عندما أغارت إسرائيل على موقع البناء في دير الزور في العام 2007، لكنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي في هذا الشأن.
ونقلت وكالة «سانا» عن وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار، خلال اجتماعين مع ضباط إدارة المرور وكلية الشهيد باسل الأسد للعلوم الشرطية في دمشق، أن «من أولويات عمل وزارة الداخلية خلال المرحلة المقبلة العمل على إعادة التأهيل وإنتاج ذهنية جديدة لضباط وعناصر الشرطة ترتكز في أسسها على توظيف الطاقات البشرية في موقعها المناسب ومحاربة الفساد، وتكريس برامج وخطط عمل من شأنها الارتقاء بدور جهاز الشرطة في خدمة المواطنين وحفظ كرامتهم، مع التركيز على ردم أي فجوة بين رجل الشرطة والمواطن أين ما وجدت».
وقدم الشعار «عرضا عن مجريات الأحداث التي تمر بها سوريا، وأبعاد المؤامرة والحملات التحريضية التي تقودها جهات خارجية للنيل من أمن سوريا واستقرارها، نتيجة مواقفها الوطنية والقومية ورفضها للإملاءات وسياسة الهيمنة والضغوط»، داعيا الضباط إلى «مضاعفة الجهود وإدراك حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة لمواجهة كافة التحديات ومنع أي محاولة للعبث بأمن الوطن والمواطن».
وقال مصدر عسكري مسؤول، في بيان نشرته «سانا»، إن «وحدات الجيش باشرت انسحابها من مدينة تلكلخ اليوم (أمس) بعد أن أنجزت مهمتها بإنهاء حالة الفلتان الأمني الذي تسببت به عناصر إجرامية مسلحة خارجة على القانون». وأضاف أن «الحياة في المدينة بدأت تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي».
وقال شاهد عيان في تلكلخ إن «الجيش السوري بدأ الانسحاب وانتقل إلى أطراف المدينة»، مضيفا أن «نحو فرقة كاملة كانت منتشرة في المدينة يقدر عدد عناصرها بنحو 20 ألف عنصر. تمكنا من إحصاء 80 دبابة بالإضافة إلى ناقلات للجند وحافلات». واشار إلى أن «الجيش بدأ بتطويق قرية العريضة الغربية القريبة من تلكلخ حيث سمع دوي إطلاق للنار».
دمشق تنشر قوات عسكرية على الحدود مع لبنان
أ. ف. ب.
خرج الاف المتظاهرين الجمعة في عدة مدن سورية للمطالبة باطلاق الحريات وإسقاط النظام، متحدين بذلك القمع الذي تمارسه السلطات منذ نحو شهرين والذي راح ضحيته المئات من القتلى.
دمشق: افاد ناشطون ان 21 متظاهرا قضوا بينهم طفل عندما اطلق رجال الامن النار عليهم لتفريقهم اثناء مشاركتهم في تظاهرات شملت عدة مدن سورية.
اورد ناشطون من مختلف المحافظات السورية اسماء 10 قتلى بينهم طفل في حمص (وسط) وسبعة في معرة النعمان، جنوب ادلب، في غرب البلاد.
كما قتل شخص في مدينة الصنمين واخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في ريف دمشق.
وقال الناشطون ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين رغم صدور اوامر رئاسية بعدم اطلاق النار.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس لساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء”.
واشار المرصد الى ان “الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم” هاتفين بشعارات تدعو الى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام.
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان “المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي اغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي”، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى “ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا”، و “لا للعنف نعم للحوار” و”لا للمادة الثامنة من الدستور” التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع.
كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا.
ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال ان قوى الامن لم تتدخل “بل اكتفت بالمراقبة والتصوير”.
نشر قوات على حدود لبنان
واستحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح اليوم الجمعة، ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وقبيل الساعة الحادية عشرة والنصف (8,30 ت غ)، بدأ حوالى مئة جندي من العناصر المنتشرين في هذه المواقع يهتفون “بالدم بالروح نفديك يا بشار” على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا الذين تجمعوا على الضفة اللبنانية من النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين.
كما صعد عدد من اللبنانيين على اسطح منازلهم لمراقبة ما يجري في الجانب السوري من الحدود.
ونشر الجيش السوري ثلاث دبابات على متنها عناصر، واربع ناقلات جند على اطراف بلدة العريضة على بعد 300 متر من الاراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين، واتخذت الدبابات وضعيات قتالية.
كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور تحت أشجار السرو في مواجهة الاراضي اللبنانية ايضا.
وتضاف هذه التعزيزات الى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالاليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.
ويقع قسم من قرية العريضة في الاراضي اللبنانية ويفصل بين الجانبين مجرى النهر الذي يضيق في هذه المنطقة الى حوالى مئة متر.
الجيش الاسرائيلي يعزز دفاعاته على الخط مع سوريا
عزز الجيش الاسرائيلي الجمعة دفاعاته على الخطوط مع سوريا عند هضبة الجولان المحتلة خوفا من تظاهرات جديدة مماثلة للتي حدثت يوم احياء ذكرى النكبة، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.
ونشر الجيش بالخصوص تعزيزات في قرية مجدل شمس في هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في حزيران/يونيو 1967، واعلن القرية “منطقة عسكرية مغلقة” ومنع غير المقيمين من دخولها.
واكدت ناطقة عسكرية الاجراءات الامنية الاضافية التي اتخذت الجمعة الذي يعتبر يوما للتظاهرات في العالم العربي.
وقالت الناطقة لوكالة فرانس برس”السياج الحدودي هو منطقة عسكرية وممنوع اي اقتراب ومن الممكن ان يكون خطرا”.
واضافت “القرار باعلان هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة اتخذ وفقا لتقييمات حقيقية للوضع وسيتم اعادة النظر فيه بحسب تطور الوضع”.
وبحسب مصادر امنية اتخذت هذه الاجراءات خوفا من قيام فلسطينيين يقيمون في سوريا بالبحث عن طريقة جديدة لاختراق الخطوط مع اسرائيل.
وقام الجيش الاسرائيلي الخميس بتفكيك الغام قديمة مزروعة في هضبة الجولان وتركيب اسلاك شائكة بعد دخول متظاهرين اتوا من سوريا الى الهضبة الاحد.
واشارت مصادر عسكرية اسرائيلية رفضت الكشف عن هويتها انه تم ازالة الالغام القديمة لتعزيز الحدود، واوضحت ان استبدالها باخرى احدث طرازا لا يزال قيد الدرس.
وفي يوم احياء الذكرى 63 للنكبة في 15 ايار/مايو، تمكن نحو مئة متظاهر اتوا من سوريا من الدخول الاحد الى المنطقة التي كان الانتشار العسكري الاسرائيلي فيها محدودا وعبروا حقول الالغام قبل ان يرحل غالبيتهم بحلول المساء.
وبحسب مسؤولين سوريين ومصادر طبية محلية قتل اربعة من المتظاهرين برصاص الجيش الاسرائيلي.
وبرر الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على المتظاهرين في الجولان بتعرض جنوده للرشق بالحجارة وباختراق خط وقف اطلاق النار.
وكانت ميليشيات يهودية اجبرت قبل 63 سنة اكثر من 760 الف فلسطيني على ترك منازلهم في فلسطين، ليبلغ عدد هؤلاء اللاجئين اليوم مع احفادهم 4,8 ملايين شخص يتوزع القسم الاكبر منهم على الاردن وسوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية.
11 منظمة حقوقية تطالب بالافراج عن الناشط البارز انور البني
اعربت 11 منظمة حقوقية سورية الجمعة في بيان مشترك عن “قلقها الشديد” ازاء استمرار احتجاز الناشط الحقوقي المعروف أنور البني بالرغم من إنتهاء مدة الحكم الصادر بحقه في 17 ايار/مايو مطالبة بالافراج عنه.
واعربت المنظمات الموقعة على هذا البيان عن “بواعث قلقها الشديد إزاء استمرار إحتجاز المحامي السوري والناشط الحقوقي المعروف رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني بالرغم من إنتهاء مدة الحكم الصادر بحقه بتاريخ 17 ايار/مايو الجاري”.
واعتقل البني في ايار/مايو 2006 مع تسعة معارضين اخرين بعد توقيع اعلان “بيروت-دمشق، دمشق-بيروت” الذي دعا الى اصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا.
وحكمت محكمة الجنايات في دمشق على البني (51 عاما) في 24 نيسان 2007 بالسجن لمدة خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها مئة الف ليرة سورية بتهمة “نشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامة”.
واضافت المنظمات في بيان مشترك “بالرغم من إفراج إدارة سجن دمشق المركزي عن البني ظهر يوم الثلاثاء فقد تم تحويله مباشرة إلى إدارة المخابرات العامة بدمشق ولم يتم إطلاق سراحه حتى الآن”.
واعتبرت المنظمات الموقعة على البيان “هذا الإجراء انتهاكا صارخا لحقوقه المدنية بإعتباره حجزا للحرية يجري خارج نطاق القانون”.
وطالبت السلطات السورية “بالافراج الفوري عنه دون قيد أو شرط بإعتبار أن هذا الإجراء يتعارض تماما مع مواد الدستور السوري النافذ ويشكل مخالفة صريحة للمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي انضمت اليها الحكومة السورية”.
ومن المنظمات الموقعة على البيان المرصد السوري لحقوق الإنسان والمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا والرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان واللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد) والمركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير.
وفي العام 2005، وقعت احزاب المعارضة السورية العلمانية وثيقة تأسيسية عنوانها “اعلان دمشق” طالبت باحداث “تغيير ديموقراطي وجذري” في سوريا.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2007، انشىء ما سمي المجلس الوطني لاعلان دمشق في سوريا.
وكانت السلطات السورية شنت حملة اعتقالات طالت العديد من ناشطي حقوق الانسان بعد انتخاب مجلس وطني كلف تطبيق “اعلان دمشق” خلال اجتماع شارك فيه 163 معارضا في الاول من كانون الاول/ديسمبر 2007.
استقالة شيخ قراء بلاد الشام احتجاجا
اعلن شيخ قراء بلاد الشام العلامة كريم راجح الجمعة استقالته احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع.
وقال الشيخ في خطبة مقتضبة القاها امام المصلين في جامع الحسن في حي الميدان بدمشق “ارسل من هنا الى وزير الاوقاف والى مدير الاوقاف انني لا اخطب بعد اليوم حتى ان تنتهي هذه الامور”.
وبث موقع الفيديو “يوتيوب” شريط فيديو يبين الخطبة القصيرة التي اعلن خلالها الشيخ راجح استقالته واشار فيها الى “ان المساجد لكل الناس ولا لفئة دون فئة واذا كان الامن يخاف من ان تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة اخرى، لا ان ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من اجل ان لا يكون تظاهر”.
وخرج الاف المتظاهرين الجمعة في عدة مدن سورية للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين، حسبما افاد شهود عيان وناشطون حقوقيون لوكالة فرانس برس.
دبابات الأسد اقتحمت “معرة النعمان” وقتلى المظاهرات ارتفع إلى 10
وقالت المحامية ان السكان يتحدثون عن سقوط ثلاثة قتلى لم تتح أسماؤهم بعد.
واضافت أن ما لا يقل عن عشرة مدنيين لم يتم الحصول على اسمائهم قتلوا عندما أطلقت قوات الامن الرصاص على المظاهرات ضد حكم حزب البعث التي شهدتها بلدان ومدن اخرى في انحاء سوريا يوم الجمعة.
وتبعد معرة النعمان نحو 60 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من حلب ثاني اكبر المدن السورية حيث اقتصرت الاحتحاجات في أغلبها على الحرم الجامعي.
قتلى وآلاف يشاركون في مظاهرات في عدة مدن سورية
جنود سوريون يسلمون سيدة سورية مسنة الى الجيش اللبناني بعد محاولتها العبور الى شمال لبنان من منطقة العريضة السورية لملاقاة عائلتها
قتل خمسة اشخاص الجمعة في سوريا حيث خرج الاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين، حسبما افاد شهود عيان وناشطون حقوقيون.
واعلن شهود عيان وناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان 5 متظاهرين قتلوا الجمعة في حمص (وسط) وريف درعا (جنوب) بينهم طفل عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين لتفريقهم، رغم الاوامر الرئاسية القاضية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء”.
واشار المرصد الى ان “الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم” هاتفين بشعارات تدعو الى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام. ولفت المرصد الى ان “قوات الامن لم تتدخل لغاية الان”.
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان “المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي”، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى “ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا”، و “لا للعنف نعم للحوار” و”لا للمادة الثامنة من الدستور” التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا.
ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال ان قوى الامن لم تتدخل “بل اكتفت بالمراقبة والتصوير”.
الا ان الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) زردشت محمد اعلن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “دورية من الامن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا” مشيرا الى ان “قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة”.
ولفت الى ان ذلك تم “بعد الانتهاء من مظاهرة القامشلي التي لم يحتك بها رجال الامن الذين تواجدوا بكثافة في قربها”.
وعدد الناطق اسماء الذين تم اعتقالهم ومن بينهم 3 اعضاء في المكتب السياسي للمنظمة وعضو لجنة مركزية فيها.
ودان الناطق “هذه الاعتقالات بحق النشطاء” مضيفا “يبدو ان الحوار الذي تنادي به السلطات سيكون داخل السجون وليس مع القوى السياسية”.
وفي راس العين، التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، فقد تجمع اكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذين افرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر والى الوحدة الوطنية.
واشار برو الى ان سعدون القى كلمة امام المتظاهرين “حيى فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي واكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة”.
كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها اكثر من 3500 شخص وهتفت “ازادي ازادي” اي حرية باللغة الكردية، بحسب برو.
واضاف الناشط الحقوقي ان “مظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت “واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد” كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 امتار ولافتة كتب عليها +اريد ان اتكلم بلغتي+”.
ويطالب اكراد سوريا بالاعتراف بخصوصيتهم الثقافية ومكانتهم في الحياة السياسية في البلاد بعد ان حصلوا بداية نيسان/ابريل على حقهم بالحصول على الجنسية السورية بعد نصف قرن من
ارتفاع قتلى “جمعة الحرية” بسوريا
ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي عمت أرجاء سوريا اليوم فيما أطلق عليه جمعة الحرية (آزادي) إلى 21 قتيلا منهم تسعة في مدينة حمص وسط البلاد وذلك وفقا لما أفادت به جماعات حقوقية.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات في حمص –ثالث كبرى المدن السورية- وسط البلاد حيث نظمت مسيرات في عدة أحياء منها بابا عمرو وباب السباع والبياضة ودير بعلبة.
وهتف المتظاهرون في المدينة مطالبين بالحرية، ورفعوا شعاراً ينعون فيه ما سموه وفاة جامعة الدول العربية.
وذكر الناشطون أن المتظاهرين في حي باب السباع بحمص تعرضوا لإطلاق الرصاص، في حين شهدت مناطق أخرى في المحافظة بينها مدينة تلبيسة والرستن مظاهرات مشابهة تطالب برحيل النظام.
وتحدث ناشطون على الإنترنت عن منع التجوال في بلدات الحارة ونمر وجاسم بمحافظة درعا عبر مكبرات الصوت لمنع التظاهر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محتجا واحدا على الأقل قتل عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار اليوم الجمعة على مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في بلدة الصنمين جنوبي العاصمة دمشق.
وفي حماة، قال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين في المدينة الواقعة إلى الشمال من حمص حيث احتشد حوالي 20 ألف شخص في منطقتين منفصلتين.
وقال شاهد آخر إن قوات الأمن استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي ألف متظاهر في بلدة التل إلى الشمال من دمشق.
دمشق تشارك
وقدم شيخ قراء بلاد الشام محمد كريم راجح إستقالته من الخطابة وذلك خلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الحسن في حي الميدان بالعاصمة دمشق، وذلك احتجاجا على ما قال إنه منع للناس من الدخول إلى المساجد خشية خروجهم في مظاهرات.
وتظاهر عدد من أهالي الجولان المحتل المقيمين في ضاحية الحجر الأسود بدمشق مطالبين بالحرية وإسقاط النظام، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت. كما رددوا هتافات تضامنية مع مدن سورية عدة أبرزها درعا.
وقد خرجت مظاهرة في القدم المدخل الجنوبي للعاصمة السورية دمشق عقب صلاة الجمعة تطالب باسقاط النظام، وذلك حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
كما شهدت بلدة كناكر وقدسيا في ريف دمشق مظاهرة مطالبة بالحرية وتطالب بإسقاط النظام، كما نظمت مسيرة في مدينة السويداء لنصرة المدن المحاصرة وشهدت محافظة إدلب شمال سوريا مظاهرات مماثلة.
تعزيزات ودبابات
وأفادت مصادر للجزيرة أن القوات السورية أرسلت صباح اليوم تعزيزات غير مسبوقة إلى الحدود السورية اللبنانية عند بلدة العريضة.
وقد شوهد استحداث نقطة جديدة للجيش السوري على الحدود معززة بالدبابات وعشرات الجنود السوريين.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من دخول قوة من الجيش البلدة الحدودية، بينما أشار شهودُ عيان إلى أن القوات السورية بدأت الانسحاب من بلدة تلكلخ المجاورة في محافظة حمص التي اقتحمتها السبت الماضي، وأسفرت العمليات العسكرية فيها عن مقتل 35 شخصا خلال أربعة أيام.
وذكرت المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان رزان زيتونة أن قوات سورية مدعومة بالدبابات داهمت بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد اليوم الجمعة لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية. وقالت المحامية ان السكان يتحدثون عن سقوط ثلاثة قتلى لم تتح أسماؤهم.
وتظاهر مواطنون في مدينة اللاذقية على الساحل السوري ضمن إحتجاجات جمعة الحرية أو آزادي باللغة الكردية، حسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
وفي سياق تلبية الدعوة تظاهر الآلاف في مدينة بانياس الساحلية هاتفين للحرية ولفك الحصار الأمني عن المدن رغم الوجود الأمني الكثيف في أكبر مظاهرة من نوعها، وفق ما نقلت رويترز عن مصادر حقوقية.
وأبلغ مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وكالة يونايتد برس إنترناشونال إن رجالاً خرجوا في التظاهرة وهم عراة الصدر في تحد واضح للسلطة بأنهم ليسوا جماعات مسلحة بل متظاهرين سلميين ورددوا شعارات مطالبة بالحرية.
وقال ناشط حقوقي آخر إن تظاهرات اليوم شهدت أيضاً سقوط عشرات الجرحى واعتقال المئات في إطار استمرار الحملة الأمنية ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية.
كما تشهد المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا مظاهرات هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/ آذار، حيث تظاهر الآلاف في مدينة القامشلي مرددين هتافات الحرية.
وشهدت البلدات والمدن ذات الأغلبية الكردية مظاهرات مماثلة مثل رأس العين وعمودا وعفرين، وفق شهود عيان وناشطين على الإنترنت.
وفي درباسية بمحافظة الحسكة في الشمال الشرقي من سوريا خرج متظاهرون بعد صلاة الجمعة يطالبون بالديمقراطية وإسقاط النظام.
وفي مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية أقدم متظاهرون على حرق جزء من مبنى مديرية المنطقة مما أدى إلى تصاعد دخان كثيف وصل إلى السجن الذي ضم العشرات من المساجين مما دفع الأهالي إلى إخراجهم منه.
وأصيب عدد من المتظاهرين بجروح نتيجة إطلاق قوات الأمن النار وتدافعهم بعد ذلك. وقال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء ولم تطلق الرصاص باتجاه المتظاهرين وأن 9 من رجال الأمن والشرطة أصيبوا بجروح وتعرض أحدهم لكسر في كتفه.
كما شهدت دير الزور شرق سوريا مظاهرة مماثلة، وبث ناشطون على الإنترنت صورا لإطلاق الرصاص.
من يملك الغالبية الصامتة في سوريا؟
كتب أحد الصحفيين السوريين في مجلة فورين بولسي أنه من الصعب الحكم إن كان الرئيس بشار الأسد أو المعارضة السورية يحظون بدعم الأغلبية الصامتة.
وقال إن الهدوء الذي خيم على طول الحدود السورية الإسرائيلية خلال الـ37 سنة الماضية كُسر يوم الأحد 15 مايو/ أيار, حينما اجتاح مئات الفلسطينيين والسوريين السياج الفاصل بين البلدين بمرتفعات الجولان مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص برصاص الجنود الإسرائيليين.
وفي حين أن الصدامات التي اندلعت كانت بلا شك مستلهمة من قبل الفلسطينيين الشغوفين بإحياء ذكرى النكبة, فإنها قد تكون علامة أيضا على مرحلة أكثر تلوثا في سعي الرئيس السوري إلى أن تكون له الغلبة في مواجهة المعارضة المستمرة له بالداخل.
وما كان لتلك المظاهرات أن تحدث لولا تستر وغض بصر الأسد عنها، علما بأنه لم يكن ليسمح في الماضي بالوصول إلى مرتفعات الجولان. كما لم يكن ليسمح بالتجمع بدون موافقة الحكومة السورية. وقد اعتبر المحللون والمنشقون في دمشق ذلك بمثابة رسالة من نظام الأسد إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة وخصومه الداخليين مفادها: إما أن نستمر في الحكم, أو ستعم الفوضى.
ويدور الحديث داخل سوريا حول مدى صحة ما أعلنته بثينة شعبان مستشارة الأسد من أن الحكومة أصبحت صاحبة اليد الطولى بعد شهرين من الاحتجاجات كما ذكرت في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي, وهو ما وجد تعبيرا له في قلة عدد المتظاهرين ووعد الحكومة بإجراء حوار وطني وكذلك عودة الحياة إلى شوارع ومحلات مدينة دمشق, بخلاف الحال الأسابيع الماضية.
لكن البعض يقولون إن ذلك مرده إلى التعود على الأمر الواقع الذي يشكل طريقا مسدودا أمام كل من المعارضة والنظام حول الفوز بتأييد الأغلبية الصامتة المكونة من الأطباء والمدرسين ورجال الأعمال في دمشق والتجار في حلب, وهو ما يأمل الأسد في تحقيقه عن طريق إعادة إشعال الصراع العربي الإسرائيلي ومن خلال تحذيرات من خطر اندلاع حرب أهلية.
وهناك في أوساط المعارضة من يروج لقرب انهيار نظام الأسد, في حين أن الحكومة السورية تصف المحتجين بأنهم متشددون إسلاميون يسعون لفرض دولة دينية.
ومن المحتمل أن يكون للحكومة اليد العليا على ضوء انخفاض عدد المتظاهرين عما كانت عليه الأسابيع الماضية بسبب استخدام القوة المفرطة والحصار على المدن المتمردة وتحول المباني الحكومية إلى معتقلات. وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد من قتلوا خلال الانتفاضة بما يربو على 850 علاوة على اعتقال ما يزيد على عشرة آلاف.
معارضة متنامية
ويقول أحد المعارضين إن من المدهش أن المعارضة ما زالت قادرة على حشد جموع المتظاهرين رغم محاصرة وإغلاق العديد من المدن, وبرغم أن كل من يتظاهر يعرض نفسه للموت. واستطرد بأن النظام أدرك أنه لم يتمكن من كسر شوكة المتظاهرين وأن الجيش وقوات الأمن متعبون ومنتشرون بأقصى قدراتهم, بينما هناك الكثير من الناس يتظاهرون وهو ما يقدره المحللون ما بين مائة ألف ومليون كحد أقصى.
وفي هذا السياق يقول أحد المحللين “من الخطأ وضع متظاهري سوريا في نفس خانة المتظاهرين في مصر وتونس. فرغم أن الإلهام للجميع واحد, فإن العقبات مختلفة. ففي سوريا هناك مقابل كل متظاهر يخرج مائة يخشون التظاهر كما يقول أحد الموظفين.
والمعارضة السورية مفتتة جغرافيا مما يصعب تقييم قوتها. والاحتجاجات منتشرة بكل مكان -وهو ما يراه البعض علامة على ضعفها لأنها تحول دون توحيد المعارضة لصفوفها في حركة قوية, ولكنه تعبير كذلك عن مدى اتساع الاستياء من نظام الأسد. كما أن الهدوء بالمناطق الرئيسية مثل دمشق يمكن أن يكون خادعا وزائفا, فالعديد من السوريين لا يتحدثون عما يجول بخواطرهم حتى إلى أصدقائهم, فكيف بالغرباء.
وقال الكاتب إن فئة الشباب المثقفة غابت عن احتجاجات سوريا بعكس ما حصل في انتفاضتي تونس ومصر, وذلك لكون هؤلاء الأشخاص الذين تلقوا ثقافة وتعليما أجنبيا إما مرتبطين بالنظام أو لأنهم غير مهتمين بالسياسة.
وبعد شهرين من عدم اليقين وإذكاء الحكومة للمخاوف من الصراع الطائفي، بدأت وطأة العنف في يوم النكبة تشتد على السكان التواقين للاستقرار.
لكن هناك أيضا حقيقة في ادعاءات المنشقين والناشطين من أنهم يلعبون لعبة طويلة الأمد وأن أعدادهم في ازدياد وانضم المزيد من الناس إلى المظاهرات خاصة بعد تفاقم الوضع الاقتصادي. فقد قللت بعض الشركات في دمشق من ساعات العمل وما ينتج عنه من تناقص في الرواتب, فضلا عن تراجع السياحة ونفور المستثمرين.
وتدور النقاشات في المقاهي وسيارات الأجرة في سوريا بطريقة لم تكن معهودة في السابق في ظل الأسد أو والده من قبله, حيث أدركت بعض النخب التي نأت بنفسها عن وحشية وقسوة النظام, كيف يفسد الأسد حكمه. وفي هذا السياق قالت موظفة بإحدى الوزارات “لقد عملت مع الحكومة لعدة سنوات والآن كيف يمكنني الاستمرار بعدما شاهدت كيف تعاملوا مع الناس؟ لم أعتقد أنهم يمكن أن يقوموا بذلك”.
ومع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث, فإن الخطر الوشيك هو لجوء المتظاهرين إلى حمل السلاح إن استمر العنف, وهناك دبلوماسيون غربيون في دمشق يقولون بوجود أدلة على وجود السلاح مع البعض منهم والذي ربما يفسر للبعض وليس الكل, مقتل 120 من رجال الشرطة وضباط الأمن.
وختم الكاتب مقاله بأنه في الوقت الذي كانت فيه المظاهرات سلمية بشكل عام, هناك بعض المناطق القبلية في بلدة تلكلخ القريبة من لبنان حيث التهريب هو سلاحهم. وبرغم ذلك فإن حركة المعارضة تواجه بعض العوائق, حيث يعترف الناشطون ببطء استمالة الغالبية الصامتة والتي يمكنها أن تنجح أو تفشل ثورتهم. وفي هذا السياق قال أحد المنشقين “يمكن أن يشكل هذا نصرا للثورة المضادة في الوقت الحالي, لكن الصورة الأوسع تبقى كما هي. فالنظام سيرحل ولكن ليس بين عشية وضحاها كما تريد وسائل الإعلام. ولكن ما حصل حتى الآن يعتبر أمرا ثوريا بالنسبة لسوريا”.
فورين بوليسي
فرنسا حثت دمشق على إجراء إصلاحات
كلينتون: لا نية لتصعيد ضد سوريا
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه لا توجد نية للمزيد من الخطوات القاسية ضد سوريا، لأن واشنطن لم تجد ضغطا متواصلا من حلفائها الأوروبيين أو الجامعة العربية مثلما حدث في ليبيا.
وأضافت كلينتون في مقابلة مع شبكة سي بي أس أن الإدارة الأميركية تحاول أن تكون ذكية في تقييم كل حالة على حدة، معتبرة أن الرئيس السوري بشار الأسد قال الكثير من الأمور التي لم تسمعها واشنطن من زعماء آخرين في المنطقة حول نوع التغييرات التي تريد رؤيتها.
وأعربت عن اعتقادها أنه من الأفضل إذا وضّح الشعب السوري بنفسه للأسد أنه يجب أن يكون هناك تغيير.
وقد طالب سوريون مقيمون في الولايات المتحدة أثناء مظاهرة بوقف “القمع الذي تمارسه سلطات الأمن السورية ضد شعبها”. ونظم السوريون عدة مظاهرات أمام قنصلية بلادهم في ولاية ميتشغان الأميركية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وقع الأربعاء أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات على الأسد وستة من المسؤولين السوريين، تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها، وذلك على خلفية قمع المظاهرات الشعبية في سوريا.
واستنكرت سوريا الخميس العقوبات التي أعلنتها واشنطن واعتبرت أنها موجهة إلى الشعب السوري وخدمة للمصالح الإسرائيلية.
وقف العنف
في السياق ذاته حثت الخارجية الفرنسية المسؤولين السوريين على إجراء إصلاحات تتيح الحفاظ على الاستقرار في بلادهم وفي المنطقة، وأن يستجيبوا لنداءات المجتمع الدولي بوقف العنف ضد المدنيين والاعتقالات التعسفية.
وشددت الخارجية على ضرورة “توقف القمع والاعتقالات التعسفية في سوريا”، وطالبت أيضا بعودة الجيش السوري إلى ثكناته، والإفراج عن معتقلي الرأي، مؤكدة ضرورة البدء في حوار سياسي حقيقي وإجراء إصلاحات فعلية.
وذكرت في بيان أن القمع في سوريا يتفاقم “في وقت تتكدس المعلومات عن وجود مقابر جماعية ووجود أدلة على التعذيب”.
وختم البيان بأن فرنسا “تواصل اليوم أكثر من أي وقت مضى مشاركتها مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في إدانة القمع ودعوة السلطات السورية إلى الوفاء بمسؤولياتها”.
يشار إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تضغط لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانة قمع المظاهرات الذي تشهده سوريا منذ مارس/آذار الماضي، مقابل موجة احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية.
وقالت منظمات حقوقية سورية إنه قد سقط خلال الاحتجاجات نحو 800 قتيل من المدنيين إضافة إلى عشرات القتلى في صفوف القوى الأمنية والجيش السوري، في حين اتهمت السلطات السورية عصابات مسلحة مدعومة من الخارج بالمسؤولية عن ذلك.
وامتدت أعمال العنف في الآونة الأخيرة إلى تلكلخ السورية على الحدود مع لبنان، حيث سقط قتلى وجرحى ونزح العشرات.
الاتحاد الأوروبي يتجه لفرض عقوبات على الأسد
21 قتيلاً وعشرات الجرحى في عدة مدن سورية خلال مظاهرات “جمعة الحرية”
بيروت – غنوة يتيم، بروكسل- نور الدين الفريضي،دبي – العربية
أفاد شهود عيان أن 21 شخصاً على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في عدة مدن خلال المظاهرات التي انطلقت اليوم الجمعة 20-5-2011، والتي أطلق عليها المتظاهرون “جمعة الحرية”. وقال ناشط حقوقي في مدينة حمص السورية إن قوات الأمن أطلقت ذخيرة حية على حشود تجمعت لتنظيم مظاهرتين على الأقل في المدينة، في الوقت الذي نظمت فيه مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في أنحاء أخرى من البلاد. وأفاد مراسل “العربية” أن شخصين على الأقل قتلا في حمص. وفي وقت لاحق أفادت ناشطة حقوقية أن الأمن قتل عشرة مدنيين على الأقل خلال الاحتجاجات في عدة مدن سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة بانياس الساحلية شهدت أضخم مظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سوريا قبل تسعة أسابيع. وقال شهود وناشطون إن الآلاف شاركوا في مظاهرات في بانياس والقامشلي والعاصمة دمشق وحمص متحدين الوجود المكثف لقوات الجيش والأمن التي تسعى لقمع احتجاجات الشوارع ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد إن “آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم أطفال ونساء”.
وأشار المرصد إلى أن “الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافاً لاتهامات النظام لهم”، هاتفين بشعارات تدعو إلى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو إلى الحرية وإسقاط النظام.
كما أفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد) لوكالة الأنباء الفرنسية أن “المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) والتي غالبية سكانها من الأكراد وهم يهتفون أزادي أزادي”، ومعناها الحرية.
وأشار مصطفى الذي شهد المظاهرة إلى “أن المشاركين كانوا يحملون أغصان زيتون وأعلاماً سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا”، و”لا للعنف نعم للحوار” و”لا للمادة الثامنة من الدستور” التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع.
وشهدت معظم المدن السورية في وقت سابق اليوم انتشاراً أمنياً مكثفاً استعداداً لخروج تظاهرات دعا إليها المحتجون في ما أطلق عليه اسم “جمعة الحرية”، وكانت مدن عدة شهدت أمس مظاهرات ليلية.
ورصدت كاميرا “العربية” خياماً نصبها الجيش السوري على مقربة من الحدود اللبنانية ودبابة تمركزت عند جسر العريضة الغربي.
وبموازاة ذلك، قامت عناصر الجيش اللبناني بجولة على البيوت وأماكن وجود النازحين السوريين والتأكد من أوراقهم الثبوتية، ما أثار الذعر لديهم بأن تقوم السلطات بتسليمهم، فيما تراجعت حركة النازحين إلى الأراضي اللبنانية بسبب إغلاق المعابر الحدودية.
على الصعيد السياسي، أكدت مصادر مطلعة في بروكسيل لمراسل العربية أن الرئيس بشار الأسد سيتصدر قائمة العقوبات التي يصدرها مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل. وأوضحت المصادر نفسها أن الدول الأوروبية تكاد تجمع حول إدراج الرئيس السوري في القائمة الإضافية وستضم بين ستة وعشر شخصيات كبيرة قررت دول الاتحاد تجميد اصولها المصرفية وحظر دخولها تراب الاتحاد الأوروبي.
وتم تنسيق العقوبات الأوروبية مع الادارة الأميركية التي بادرت باتخاذ اجراءات عقابية ثانية هذا الأسبوع وخير الرئيس باراك أوباما بشار الأسد بين التغيير والاصلاح أو التنحي وكان المجلس الوزاري الأوروبي اصدر عقوبات في حق ثلاثة عشر مسؤولا سوريا في العاشر من هذا الشهر.
“أكثر من 20 قتيلا” في مظاهرات شملت عدة مدن سورية
يقول ناشطون سوريون إن قوات الامن السورية قتلت رميا بالرصاص أكثر من 20 متظاهرا، في يوم شهد تجدد الاحتجاجات في عموم البلاد.
وقال شهود إن بين ثلاثة وسبعة متظاهرين بينهم طفل قتلوا عندما فتحت النار على مظاهرة احتجاجية في مدينة حمص.
كما وردت تقارير تتحدث عن وقوع وفيات في مدن سورية اخرى.
وجاءت المظاهرات الجديدة بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس السوري بشار الاسد لقيادة بلاده نحو الديمقراطية او “الخروج من سورية.”
وكان الرئيس الامريكي قد قال في كلمة القاها في مقر وزارة الخارجية بواشنطن يوم الخميس إن “على الحكومة السورية الكف عن اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالاحتجاجات السلمية.”
واتهمت الحكومة السورية في ردها الرئيس اوباما بالتدخل “في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بما فيها سورية،” وقالت إن الخطاب يرقى الى مرتبة “التحريض.”
وتقول منظمات حقوق الانسان إن 850 شخصا على الاقل قتلوا في الاحتجاجات التي انطلقت في سورية قبل تسعة اسابيع.
“عصي واطلاق نار”
وقال منظمو الاحتجاجات في مدينة حمص إن قوات الامن استخدمت العتاد الحي ضد آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في المدينة، وقد تراوح العدد المعلن للقتلى بين ثلاثة الى سبعة.
اما مدينة بانياس الساحلية التي كانت قد تعرضت لحملة امنية نفذتها القوات السورية في وقت سابق من الشهر الجاري فقد شهدت واحدة من اكبر المظاهرات حتى الآن حسب ما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد خرج آلاف الرجال والنساء والاطفال الى الشوارع، وكشف الكثير من الرجل عن صدورهم لاثبات انهم عزل من السلاح.
وقال احد الشهود إن قوات الامن كانت تحاول تفريق المتظاهرين باستخدام العصي والعيارات النارية.
وفي مدينة القامشلي شرقي البلاد، تظاهر آلاف الاكراد هاتفين “للحرية.”
وفي منطقة عين عرب القريبة من حلب، تظاهر عدة مئات من الاكراد السوريين من اجل “الحوار والحرية” وضد العنف. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن رديف مصطفى، وهو رئيس منظمة كردية لحقوق الانسان، قوله “لسنا اسلاميين ولا سلفيين، نحن لا نريد سوى الحرية.”
واضاف: “لا يدعو احد للاطاحة بالنظام.”
كما تظاهر عدة آلاف مطالبين “بالاطاحة بالنظام” في منطقة الحجر الاسود في مخيم اليرموك للاجئين جنوبي العاصمة دمشق.
وقالت مصادر حقوقية لبي بي سي إن مظاهرات خرجت ايضا في بلدات زملكا وسقبا وقدسيا القريبة من دمشق.
وفي مدينة حماه، استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق اكثر من عشرين الف متظاهر تجمعوا في موقعين مختلفين، كما وردت تقارير تقول إن قوات تدعمها الدبابات اقتحمت بلدة معرة النعمان الواقعة على مسافة 60 كيلومترا جنوب شرقي حلب.
وقال حسن برو، وهو ناشط آخر في مجال حقوق الانسان، لوكالة الانباء الفرنسية إن ثمة مظاهرات خرجت ايضا في بلدتي عامودة والدرباسية الكرديتين.
وأكد برو ان قوات الامن لم تتدخل بعد لتفريق المتظاهرين.
الا ان ناشطا في مدينة حمص قال إن قوات الامن تصدت بالعتاد الحي للمتظاهرين.
وقال شاهد عيان في حمص لبي بي سي إن اطلاق النار الكثيف من جانب قوات الامن في شارع الزير الواقع في منطقة دير بعلبة ادى الى سقوط عدد من جرحى.
“قلق”
في غضون ذلك، أعرب مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان عن قلق الولايات المتحدة الجدي إزاء ما وصفه بأعمال العنف الجارية في سوريا.
وجاء في بيان وزعته السفارة الاميركية في بيروت عن زيارة فيلتمان للبنان إن المسؤول الاميركي دان أمام من التقاهم استمرار الحكومة السورية باستخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري.
ودعا المسؤول الامريكي النظام السوري ومؤيديه الى وقف أعمال العنف وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين السوريين السَّاعين للتعبير عن تطلعاتهم السياسية، كما جاء في بيان السفارة الاميركية.
“أكثر من 20 قتيلا” في مظاهرات شملت عدة مدن سورية
يقول ناشطون سوريون إن قوات الامن السورية قتلت رميا بالرصاص أكثر من 20 متظاهرا، في يوم شهد تجدد الاحتجاجات في عموم البلاد.
وقال شهود إن بين ثلاثة وسبعة متظاهرين بينهم طفل قتلوا عندما فتحت النار على مظاهرة احتجاجية في مدينة حمص.
كما وردت تقارير تتحدث عن وقوع وفيات في مدن سورية اخرى.
وجاءت المظاهرات الجديدة بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما للرئيس السوري بشار الاسد لقيادة بلاده نحو الديمقراطية او “الخروج من سورية.”
وكان الرئيس الامريكي قد قال في كلمة القاها في مقر وزارة الخارجية بواشنطن يوم الخميس إن “على الحكومة السورية الكف عن اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالاحتجاجات السلمية.”
واتهمت الحكومة السورية في ردها الرئيس اوباما بالتدخل “في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بما فيها سورية،” وقالت إن الخطاب يرقى الى مرتبة “التحريض.”
وتقول منظمات حقوق الانسان إن 850 شخصا على الاقل قتلوا في الاحتجاجات التي انطلقت في سورية قبل تسعة اسابيع.
“عصي واطلاق نار”
وقال منظمو الاحتجاجات في مدينة حمص إن قوات الامن استخدمت العتاد الحي ضد آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في المدينة، وقد تراوح العدد المعلن للقتلى بين ثلاثة الى سبعة.
اما مدينة بانياس الساحلية التي كانت قد تعرضت لحملة امنية نفذتها القوات السورية في وقت سابق من الشهر الجاري فقد شهدت واحدة من اكبر المظاهرات حتى الآن حسب ما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد خرج آلاف الرجال والنساء والاطفال الى الشوارع، وكشف الكثير من الرجل عن صدورهم لاثبات انهم عزل من السلاح.
وقال احد الشهود إن قوات الامن كانت تحاول تفريق المتظاهرين باستخدام العصي والعيارات النارية.
وفي مدينة القامشلي شرقي البلاد، تظاهر آلاف الاكراد هاتفين “للحرية.”
وفي منطقة عين عرب القريبة من حلب، تظاهر عدة مئات من الاكراد السوريين من اجل “الحوار والحرية” وضد العنف. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن رديف مصطفى، وهو رئيس منظمة كردية لحقوق الانسان، قوله “لسنا اسلاميين ولا سلفيين، نحن لا نريد سوى الحرية.”
واضاف: “لا يدعو احد للاطاحة بالنظام.”
كما تظاهر عدة آلاف مطالبين “بالاطاحة بالنظام” في منطقة الحجر الاسود في مخيم اليرموك للاجئين جنوبي العاصمة دمشق.
وقالت مصادر حقوقية لبي بي سي إن مظاهرات خرجت ايضا في بلدات زملكا وسقبا وقدسيا القريبة من دمشق.
وفي مدينة حماه، استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق اكثر من عشرين الف متظاهر تجمعوا في موقعين مختلفين، كما وردت تقارير تقول إن قوات تدعمها الدبابات اقتحمت بلدة معرة النعمان الواقعة على مسافة 60 كيلومترا جنوب شرقي حلب.
وقال حسن برو، وهو ناشط آخر في مجال حقوق الانسان، لوكالة الانباء الفرنسية إن ثمة مظاهرات خرجت ايضا في بلدتي عامودة والدرباسية الكرديتين.
وأكد برو ان قوات الامن لم تتدخل بعد لتفريق المتظاهرين.
الا ان ناشطا في مدينة حمص قال إن قوات الامن تصدت بالعتاد الحي للمتظاهرين.
وقال شاهد عيان في حمص لبي بي سي إن اطلاق النار الكثيف من جانب قوات الامن في شارع الزير الواقع في منطقة دير بعلبة ادى الى سقوط عدد من جرحى.
“قلق”
في غضون ذلك، أعرب مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان عن قلق الولايات المتحدة الجدي إزاء ما وصفه بأعمال العنف الجارية في سوريا.
وجاء في بيان وزعته السفارة الاميركية في بيروت عن زيارة فيلتمان للبنان إن المسؤول الاميركي دان أمام من التقاهم استمرار الحكومة السورية باستخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري.
ودعا المسؤول الامريكي النظام السوري ومؤيديه الى وقف أعمال العنف وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين السوريين السَّاعين للتعبير عن تطلعاتهم السياسية، كما جاء في بيان السفارة الاميركية.
21 شخصا في احتجاجات سوريا يوم الجمعة
عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 محتجا على الاقل قتلوا يوم الجمعة بعدما فتحت قوات الأمن السورية النار أثناء احتجاجات مؤيدة للديمقراطية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز “يجب ان يتوقف القتل. يجب السماح بدخول محققين مستقلين الى البلاد.” واضاف ان اغلب القتلى سقطوا في مدينة حمص بوسط البلاد وفي بلدة معرة النعمان في الشمال الغربي.
وقالت ناشطة حقوقية ان قوات الامن السورية فتحت النار وقتلت عشرة متظاهرين على الاقل خلال احتجاجات اندلعت في انحاء البلاد في تحد للحملة الامنية العنيفة التي يشنها الجيش السوري والتي أسفرت عن مقتل المئات.
وتحدث ناشطون آخرون عن خروج مظاهرات في مدن سورية من بانياس على ساحل البحر المتوسط الى القامشلي في الشرق الكردي وذلك بعد يوم واحد من مطالبة واشنطن الرئيس بشار الأسد بالاصلاح أو التنحي جانبا.
وقال الناشطون ان بعض المحتجين كانوا يطالبون بالحرية بينما ردد اخرون هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو الهتاف الاشهر في الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي واطاحت برئيسي كل من مصر وتونس.
وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام العالمية من العمل فيها مما يجعل من الصعب التحقق من تقارير النشطاء والمسؤولين.
قالت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الانسان رزان زيتونة ان ثمانية اشخاص قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا. واظهر مقطع مصور بالفيديو حمله ناشطون على الانترنت وقالوا انه صور في حمص عشرات المتظاهرين وهم يتفرقون بعد اطلاق نار. وتركت شيارة شرطة تحترق على الطريق.
وقالت زيتونة ان شخصين آخرين قتلا في مدينة الصنمين في محافظة درعا جنوب العاصمة وفي حي برزة في العاصمة دمشق. واضافت ان الدبابات داهمت بلدة معرة النعمان التي تقع الى الجنوب من حلب ثاني اكبر المدن السورية.
وفرضت الولايات المتحدة التي ادانت الحملة الامنية التي تشنها الحكومة السورية ووصفتها بالبربرية عقوبات على الاسد هذا الاسبوع وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس ان على سوريا ان تبتعد عن “طريق القتل والاعتقال الجماعي.”
وعلى الرغم من العبارات القوية التي صيغ بها خطاب الرئيس الامريكي لم يتخذ الغرب حتى الان سوى خطوات صغيرة لعزل الاسد اذا ما قورنت بالخطوات التي اتخذها ضد الزعيم الليبي معمر القذافي المتهم ايضا بقتل محتجين.
ومثلت الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين اكبر تحد عرفه حكم الاسد. وفي المقابل رفع الرئيس السوري حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 48 عاما ومنح الجنسية للاكراد من غير ذوي الجنسية لكنه ارسل دباباته ايضا الى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات.
ويستغل المحتجون صلاة الجمعة كوقت للتجمع لانها الفرصة الوحيدة لحشد اكبر عدد ممكن من الناس لكن ايام الجمعة شهدت الاعداد الاكبر من الضحايا في الاضطرابات التي تقول جماعات حقوقية ان 800 مدني على الاقل قتلوا خلالها.
وتلقي السلطات السورية باللائمة في أغلب أعمال العنف على جماعات مسلحة يدعمها إسلاميون وقوى خارجية تقول انها قتلت اكثر من 120 من افراد الشرطة والجيش. وتقول السلطات انها تعتقد ان الاحتجاجات بدأت تتراجع.
وتحدث ناشطون سوريون عن اطلاق نار في بانياس وضاحية سقبا القريبة من دمشق يوم الجمعة. وخضعت المنطقتان في وقت سابق هذا الشهر لتفتيش امني استهدف سحق الاحتجاجات.
وقال متحدث باسم المرصد السوري لحقوق الانسان ان اصوات اطلاق النار تسمع في بانياس وان المظاهرة خرجت على الرغم من اعتقال نحو الف شخص من المدينة ومحيطها خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وقال شاهد عيان ان قوات الامن اطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين في مدينة حماه حيث تجمع نحو 20 الف شخص في منطقتين منفصلتين. وقال شاهد اخر ان قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع ايضا لتفريق نحو الف محتج في بلدة التل الى الشمال من دمشق.
وانتشرت الاحتجاجات التي بدأت في مارس اذار في انحاء المدن الجنوبية والساحلية وفي ضواحي دمشق وحمص بوسط سوريا. وظلت العاصمة دمشق ومدينة حلب في حالة هدوء نسبي.
وكانت دول غربية تخشى من حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط قد اكتفت في أول الامر بانتقاد تعامل الاسد مع الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني ثم صعدت ادانتها وفرضت عقوبات على شخصيات سورية كبيرة.
وقالت وزارة الخزانة الامريكية انها ستجمد أي أصول يملكها مسؤولون سوريون في الولايات المتحدة أو تلك التي تقع في نطاق سلطة القضاء الامريكي وستمنع الشركات الامريكية والافراد من التعامل معهم.
وتشمل العقوبات أيضا نائب الاسد ورئيس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والدفاع وقائد المخابرات العسكرية ومدير فرع الامن السياسي. ولكن لم يتضح اي الاصول ستجمد.
وقال دبلوماسي أوروبي ان من المرجح ايضا ان يوسع الاتحاد الاوروبي عقوباته على سوريا الاسبوع المقبل لتشمل الاسد أيضا.
واستنكرت دمشق العقوبات وقالت انها تستهدف الشعب السوري وتصب في مصلحة اسرائيل.
ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن مصدر رسمي قوله يوم الخميس ان العقوبات لم ولن تؤثر على الارادة المستقلة لسوريا.
من خالد يعقوب عويس
مظاهرات بالآلاف تعم العديد من المدن السورية
خرج آلاف المتظاهرين الجمعة في عدة مدن سورية للمطالبة، باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين، حسبما افاد شهود عيان وناشطون حقوقيون لوكالة “فرانس برس”. وأكد شهود عيان أيضا مقتل خمسة متظاهرين برصاص الأمن السوري في مدينتي حمص ودرعا، ومقتل متظاهر آخر في قرب دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان “الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس لساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء”. واشار المرصد الى ان “الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم” هاتفين بشعارات تدعو الى “رفع الحصار عن المدن السورية” وتدعو الى الحرية.
كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان “المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي”، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى “ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا، و”لا للعنف نعم للحوار” و”لا للمادة الثامنة من الدستور” التي تنص على إن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا. ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال أن قوى الأمن لم تتدخل “بل اكتفت بالمراقبة والتصوير”.
المصدر:أ ف ب